نتائج البحث عن (تعادي المراخي ضمرا في جنوبها وهن من الشيطي عار ولابس)

1-تاج العروس (شيط)

[شيط]: شاطَ الشَيْ‌ءُ يَشِيطُ شَيْطًا، وشَيْطُوطَةً، وشِيَاطَةً، بالكَسْرِ: احْتَرَق، وخَصَّ بعضُهُم به الزَّيْتَ والرُّبَّ، قال:

كشائِطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ

وشاطَ السَّمْنُ، والزَّيْتُ، إِذا خَثُرَا، أَو شَاطَ السَّمْنُ، إِذا نَضِجَ حَتَّى كاد أَنْ يَهْلِك. وفي الصّحاحِ حتّى يَحْتَرقَ.

وزادَ في العُبَابِ؛ لأَنَّه يَهْلِكُ حِينَئذٍ. قال نُقادةُ الأَسَدِيُّ يصفُ ماءً آجِنًا:

أَوْرَدْتُه قَلائصًا أَعْلاطَا *** أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لمّا شاطَا

وشَاطَ فُلانٌ يَشِيطُ؛ أَي هَلَكَ، ومنه‌ حدِيثُ غَزْوةِ مُؤتَةَ: «إِنَّ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قاتَلَ بِرَايَةِ رَسُولِ الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم حَتّى شَاطَ في رِمَاحِ القَوْمِ».

قال الأَعْشَى:

قَدْ نَخْضِبُ العَيْرَفي مَكنُونِ فَائِله *** وقَدْ يَشِيطُ على أَرْمَاحِنَا البَطَلُ

هكَذا هو في الصّحاح.

ورَوَى أَبُو عَمْرٍو: «قد نَطْعُنُ العَيْرَ» ‌و‌في حَدِيثِ عُمَرَ لمّا شَهِدَ عَلَى المُغِيرَةِ ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنَا، قال: «شاطَ ثلاثَةُ أَرْبَاعِ المُغِيرَةِ».

وكُلُّ ما ذَهَبَ فقد شاطَ.

ومِنْهُ: الشَّيْطَانُ فَعْلان في قَوْل مَنْ قالَ: إِنَّ اشْتِقاقَهُ من شَاطَ، واخْتَلَفُوا فقِيلَ: بمَعْنَى احْتَرَقَ، وقِيلَ: بمعنَى هَلَكَ، وقِيلَ: بمعنَى ذَهَبَ، وقيل: بمعنَى بَطَل؛ لأَنَّ من أَسمائه المُذْهِبُ والباطِلُ، ويَدُلُّ على ذلِكَ قِرَاءَةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ والأَعْمَشِ وسَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، وأَبُو البَرَهْسَمِ، وطَاوُوسٍ، ومَا تَنَزَّلَتْ به الشَّيَاطُونُ وقال بعضُهُم: هو فَيْعَالٌ من شَطَن، إِذا بَعُدَ. قال شيخُنَا: وقد جَعَلَ سِيبَوَيْه ـ رحِمَه الله تعالَى ـ في الكِتَابِ نُونَه زَائِدَةً تَارَةً، وأَصْلِيّةً أُخْرَى، بِنَاءً على مَا ذَكَرْنَاه من الاشْتِقَاقِ، وإِيّاه تَبِعَ المُصَنِّفُ، فإِنَّهُ ذَكَرَه هُنَا وأَعَادَه في «شطن» إِيماءً لذلِكَ على عادَتِه فيما فيهِ من الأَلْفَاظِ اشْتِقَاقٌ أَو أَكْثَر، والله أَعلم.

قلت: بَقِيَ عَليه أَمْرَانِ: الأَوَّلُ أَنَّه إِذا كَانَ من شَاطَ يَشِيطُ بمَعْنَى احْتَرَقَ فهو على حَقِيقَتِه، وإِنْ كانَ من الشَّيْط بمعنَى الذَّهَابِ والبُطْلانِ والهَلاكِ فإِنَّهُ مَجَازٌ. والثّاني: الشَّيْطَانُ مُنْصَرِفٌ، فإِذَا سُمِّيَ به لم يَنْصَرِفْ، وعلى ذلِكَ قولُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ:

وقَدْ مَتَّتِ الخَذْواءُ مَتًّا عَلَيْهم *** وشَيْطَانُ إِذْ يَدْعُوهُمُ ويُثَوِّبُ

فلم يَصْرِف شَيْطَانَ، وهو شَيْطَانُ بنُ الحَكَمِ بن جُلْهُمَة، والخَذْواءُ: فَرَسُه.

ومن المَجَازِ: شَاطَتِ الجَزُورُ؛ أَي تَنَفَّقَتْ، وفي الصّحاحِ: أَي لَمْ يَبْقَ منهَا نَصِيبٌ إِلاَّ قُسِمَ قلتُ: وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ. وفي الأَساس: شاطَ لَحْمُ الجَزُورِ، إِذا ذَهَبَ مُقَسَّمًا لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْ‌ءٌ.

ومِنَ المَجَازِ: شاطَ الدِّماءَ، إِذا خَلَطَها، كأَنَّهُ سَفَكَ دَمَ القَاتِل على دَمِ المَقْتُولِ، كما في الصّحاحِ. وأَنْشَد للشّاعِرِ، وهو المُتَلَمِّسُ يُخَاطِبُ الحَارِثَ بنَ قَتَادَةَ بنِ التَّوْأَم اليَشْكُرِيَّ:

أَحارِثُ إِنّا لَوْ تُشَاطُ دِمَاؤُنا *** تَزَيَّلْنَ حَتَّى لا يَمَسَّ دَمٌ دَمَا

ويُرْوَى: «تُسَاطُ»، بالسِّينِ المُهْمَلَةِ، من السَّوْطِ، وهو الخَلْطُ، وقد تَقَدَّم.

ومن المَجَازِ: شاطَ فلانٌ في الأَمْرِ بمعْنَى عَجِلَ.

ومِنَ المَجَازِ: شَاطَ دَمُهُ، أَذَهَبَ هَدَرًا وبَطَلَ، وكُلُّ ما ذَهَبَ فقد شاطَ.

وشَاطَت القِدْرُ، إِذا لَصِقَ بأَسْفَلِهَا شَيْ‌ءٌ مُحْتَرِقٌ، كما في العُبَابِ، وفي الصّحاحِ: إِذا احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بها الشَّيْ‌ءُ.

وأَشَاطَهُ، إِشاطَةً: أَحْرَقَهُ، يُقَال: أَشَاطَ الزَّيْتَ، وأَشاطَ القِدْرَ، كشَيَّطَهُ تَشْيِيطًا.

وأَشاطَ إِشاطَةً: أَهْلَكَهُ.

ومن المَجَازِ، أَشاطَ اللَّحْمَ؛ أَي لَحْمَ الجَزُورِ: فَرَّقَهُ وبَضَعَهُ وقَسَمَه، وفي الصّحاحِ: شاطَت الجَزُورُ، وأَشاطَهَا فلانٌ، وذلَكِ أَنَّهُم إِذا اقْتَسَمُوهَا وبَقِيَ بينَهُم سَهْمٌ فيُقَال: مَن يُشِيطُ الجَزُورَ؟ أَي مَنْ يُنَفِّقُ هذَا السَّهْمَ؟ قال الكُمَيْتُ:

نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللهِيدَ من الكُو *** مِ ولَمْ نَدْعُ من يُشِيطُ الجَزُورَا

ومِنْ ذلِكَ‌ حَدِيثُ عُمَرَ رضِيَ الله عنه أَنَّهُ خَطَبَ فقال: «أَخْوَفُ ما أَخافُ عليكُم أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ المُسْلِمُ البَرِي‌ءُ فيُدْسَرَ كما تُدْسَرُ الجَزُورُ، ويُشَاطَ لَحْمُهُ كما يُشَاطُ لَحْمُ الجَزُورِ، ويُقَال: عاصٍ، ولَيْسَ بعاصٍ. فقال عليّ رضي ‌الله‌ عنه: وكَيْفَ ذاكَ ولَمّا تَشْتَدَّ البَلِيَّةُ، وتَظْهَرِ الحَمِيَّةُ، وتُسْبَ الذُّرِّيَّةُ، وتَدُقَّهُمُ الفِتَنُ دَقَّ الرَّحَى بثِفَالِهَا؟ فقال عُمَرُ رضِيَ الله عنه: مَتَى يَكُونُ ذلِك يا عَلِيُّ؟ قال: إِذا تَفَقَّهُوا لِغَيرِ الدِّينِ وتَعَلَّمُوا لَغيْرِ العَمَل، وطَلَبُوا الدُّنْيَا بعَمَلِ الآخِرَةِ» ‌هو من أَشاطَ الجَزّارُ الجَزُورَ، إِذا قَطَّعَها وقَسَمَ لَحْمَهَا، كما في العُبَابِ واللِّسَانِ.

ومن المَجَازِ: أَشاطَ السُّلْطَانُ دَمَهُ؛ أَي أَهْدَرَهُ.

ويُقَال: أَشاطَ دَمَه وبدَمِه؛ أَي أَذْهَبَه، وكذلِكَ: أَشَاطَهُ، ومنه‌ حديثُ عُمَر: «القَسَامَةُ تُوجِبُ العَقْلَ ولا تُشِيطُ الدَّمَ»؛ أَي يُؤْخَذُ بها الدِّيَةُ ولا يُؤْخَذُ بها القِصَاصُ، يعنِي: لا تُهْلِك الدَّمَ رأْسًا بحيث تُهْدِرُه حَتَّى لا يَجِبَ فيه شي‌ءٌ من الدِّيَةِ.

أَو أَشَاطَ بدَمِه، إِذا عَمِلَ في هَلَاكِهِ، أَو أَشَاطَهُ، وأَشَاطَ بدَمِه، وأَشاطَ دَمَه، إِذا عَرَّضَه لِلْقَتْلِ، وهذا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقال ابنُ الأَنْبَارِيّ: شاطَ فلانٌ بدَمِ فُلانٍ: معْنَاهُ عَرَّضَه لِلهَلاكِ، ويُقَال: شاطَ دَمُ فُلانٍ إِذا جعلَ الفِعْل للدَّمِ، فإِذا كانَ للرَّجُلِ قيل: شاطَ بدَمِه، وأَشاطَ دَمَهُ.

وأَشاطَ دَمَ الجَزُورِ، هو مَأْخُوذٌ من‌ حَدِيث سَفِينَة مَوْلَى رسُولِ الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم ورَضِيَ عنه «أَنَّهُ أَشاطَ دَمَ جَزُور بِجِذْلٍ فأَكْلَه» ‌قال الأَصْمَعِيُّ: أَي سَفَكَهُ وأَرَاقَهُ، وأَرادَ بالجِذْلِ عُودًا أَحَدَّهُ للذَّبْحِ.

ومن المَجَازِ: اسْتَشاطَ فُلانٌ عَلَيْه، إِذا الْتَهَبَ غَضَبًا.

وفي الصّحاح: وغَضِبَ فُلانٌ واسْتَشاطَ؛ أَي احْتَدَمَ، كأَنَّهُ الْتَهَبَ في غَضَبِه. قال الأَصْمَعِيُّ: هو من قَوْلِهِم: نَاقَةٌ مِشْياطٌ، وفي الحَدِيث: «إِذا اسْتَشَاطَ السُّلْطَانُ تَسَلَّطَ عليهِ الشَّيْطَانُ؛ أَي تَحَرَّق من شِدَّةِ الغَضَبِ وتَلَهَّبَ وصارَ كأَنَّه نارٌ، تسَلَّط عليه الشَّيْطَانُ فأَغْرَاه بالإِيقاعِ بمَنْ غَضِبَ عليه، وهو اسْتَفْعَل من شاطَ يَشِيطُ، إِذا كادَ أَنْ يَحْتَرِقَ.

ومنَ المَجَازِ: اسْتَشاطَ الحَمَامُ إِذا طَارَ نَشِيطًا.

ومن المَجَازِ: اسْتَشاطَ الرَّجُلُ من الأَمْرِ إذا خَفَّ لَهُ واحْتَدَّ وتَحَرَّقَ.

ومن المَجَازِ: المُسْتَشِيطُ: المُبَالِغُ في الضَّحِكِ، ورَوَى ابنُ شُمَيْلٍ بإِسْنَادِه إِلى النَّبِيِّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم أَنَّه ما رُئِي ضاحِكًا مُسْتَشِيطًا» ‌قال مَعْنَاهُ: ضاحِكًا ضَحِكًا شَدِيدًا كالمُتَهَالِك في ضَحِكِه.

ومن المَجَازِ: المُسْتَشِيطُ من الجِمَالِ: السَّمِينُ. وقد اسْتَشاطَ البَعِيرُ؛ أَي سَمِنَ، كما في الصّحاحِ، وفي شَرْحِ الدِّيوانِ: أَي، تَطَايَرَ السِّمَنُ فيه.

والمِشْيَاطُ، كمِحْرَابٍ: السَّرِيعَةُ السِّمَنِ منها، يُقَال: ناقَةٌ‌ مِشْياطٌ، وهي الَّتِي يُسْرعُ فِيهَا السِّمَنُ وهو مَجَازٌ من إِسْرَاعِ المُشَيِّطِ وعَجَلَتِه لا يَصْبِرُ بالشِّوَاءِ حتّى يَسْكُنَ لِسَانُ النّار، كما في الأَساس، الجمع: مَشَاييطُ، وفي بعضِ نُسَخِ الصّحاح: مَشَايِطُ، وقال غيرُه: بَعِيرٌ مِشْيَاطٌ، وإِبِلٌ شياط، وقال أَبو عَمْرٍو: المَشَايِيطُ: هي الإِبلُ التي تُجْعَلُ للنَّحْرِ، من قَوْلِهِمْ: شَاطَ دَمُه.

والتَّشْييطُ لَحْمٌ يُصْلَح ويُشْوَى لِلْقَوْمِ، اسمٌ كالتَّمْتِينِ.

والمُشَيَّطُ، كمُعَظَّمٍ اسمٌ مِثْله.

والشَّيِّطُ، كسَيِّدٍ، على فَيْعِل: فَرَسُ خُزَزَ بنِ لَوْذَانَ السَّدُوسِيِّ الشَّاعِرِ، وهو ابنُ النَّعامَةِ، والشَّيِّطُ أَيضًا، فَرَسُ أُنَيْفِ بنِ جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ، كما في العُبَاب، وهو جَدُّ دَاحِسٍ من قِبَلِ أُمِّه فيما زَعَم العَبْسِيُّون، وله يَقُولُ الشّاعِر:

أُنَيْفُ لقَدْ بخِلْتَ بعَسْبِ عَوْدٍ *** على جَارٍ لِضَبَّةَ مُسْتَوَادِ

كما في أَنْسَابِ الخَيْلِ لابْنِ الكَلْبِيِّ.

وتَشَيَّطَ اللَّحْمُ: احْتَرَقَ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:

بعدَ انْشِوَاءِ الجِلْدِ أَو تَشَيُّطِهْ

ومن المَجَاز، تَشَيَّط فُلانٌ، إِذا نَحِلَ من كَثْرَةِ الجِمَاعِ وهَلَكَ، عن أَبِي عَمْرٍو.

والشَّيْطِيُّ، كصَيْفِيٍّ: الغُبَارُ السّاطِعُ في السَّماءِ، قال القُطامِيُّ:

تَعَادِي المَرَاخِي ضُمَّرًا في جُنُوبِهَا *** وهُنَّ من الشَّيْطِيِّ عَارٍ ولَابِسُ

يَصِفُ الخَيْلَ وإِثَارَتَهَا الغُبَارَ بسَنابِكِها.

وشِيطَى، كضِيزَى: عَلَمٌ من الأَعلامِ.

والشِّيَاطُ، ككِتَابٍ: رِيحُ قُطْنَةٍ مُحْتَرِقَة، كما في الصّحاحِ.

والشّيِّطانِ، ككَيِّسٍ مُثَنّى شَيِّطٍ: قاعانِ بالصَّمّانِ في أَرْضِ تَمِيمٍ لِبَنِي دَارِمٍ، أَحَدُهما طُوَيْلع أَو قَرِيب منه فِيهِمَا مَسَاكاتٌ للمَطَرِ، قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصف ناقةً:

كأَنَّهَا بعدَ ما طَالَ النَّجَاءُ بِهَا *** بالشَّيِّطَيْنِ مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رُمَلَا

ويُرْوَى: «سُرْبِلَت» ويُرْوَى:

«بعد ما أَفْضَى النّجاءُ بها

أَراد خُطوطًا سُودًا تكونُ على قَوَائمِ بَقَرِ الوَحْشِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

شَيَّطَ القِدْرَ تَشْيِيطًا: أَغْلَاهَا، كشَوَّطَها، عن الكِلابِيِّ.

وقال اللَّيْثُ: التّشَيُّطُ شَيْطُوطَةُ اللّحْمِ إِذا مَسَّتْه النارُ يَتَشَيَّطُ فيُحْرَق أَعْلاهُ ويَشِيطُ الصُّوف.

ويقال: شَيَّطْتُ رَأَسَ الغَنَمِ وشَوَّطْتُه، إِذا أَحْرَقْتَ صُوفَه لتُنَظِّفَه.

وشَيَّطَ فُلانٌ اللَّحْمَ، إِذا دَخَّنَه ولم يُنْضِجْه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ، يَهْجُو بَنِي كُرْزٍ:

لَمَّا أَجابَتْ صَفِيرًا كان آيَتَهَا *** من قَابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاءَ بالنَّارِ

وشَيَّطَ الطّاهِي الرَّأْسَ والكُرَاعَ، إِذا أَشْعَل فِيهما النّارَ حتى يَتَشَيَّطَ ما عَلَيْهِمَا من الشَّعْرِ والصُّوف، كشَوَّطَ.

وتَشَيَّطَ الدَّمُ، إِذا عَلَا بصَاحِبِه.

ولَحْمٌ شائِطٌ: مُحْتَرِقٌ كالشَّاطِي، كما يُقَال في الهائرِ هَارٍ. قال العَجّاج:

بِوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطِي

والإِشَاطَةُ: تَقْطِيعُ لَحْمِ الجَزُورِ قَبْلَ التَّقْسِيمِ، عن ابْنِ شُمَيْلٍ.

والتَّقْسِيمُ أَيْضًا، وقد ذَكَرَه المُصَنِّفُ.

وقال أَبو عَمْرٍو: شَيَّطَ فُلانٌ من الهَبَّةِ، نَحَلَ من كَثْرةِ الجِمَاعِ، وهو مَجَازٌ، كتَشَيَّط، وهذِه قد ذَكَرَها المُصَنِّف.

واسْتَشاطَ فُلانٌ تَحَرَّقَ، وأَيضًا، أَشْرَفَ على الهَلَاكِ.

وفي الحَرْبِ: اسْتَقْتَلَ، وهو مَجَازٌ، وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْل:

أَشَاطَ دِمَاءَ المُسْتَشِيطِين كُلِّهِمْ *** وغُلَّ رُؤُوسُ القَوْمِ فيهِمْ وسُلْسِلُوا

وشَيَّط الصَّقِيعُ النَّبْتَ، والدَّوَاءُ الجُرْحَ: أَحْرَقَهُ، وهو مَجَازٌ، كما في الأَسَاسِ.

ووَشْمٌ مُسْتَشَاطٌ: طُلِبَ منه أَنْ يَشِيطَ فشَاطَ؛ أَي طارَ كُلَّ مَطِيرٍ، وانْتَشَر في السّاعِدِ، وبه فُسِّر قول المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:

كوَشْمِ المِعْصَمِ المُغْتَالِ عُلَّت *** نَوَاشِرُه بوَشْمٍ مُسْتَشَاطِ

وعن ابْنِ الأَعْرَابيِّ: يقال: بَيْنَهما مُشَايَطَة؛ أَي كلامٌ مُخْتَلِفٌ، أَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ في «غ ي ط».

وشَيْطَانُ الطّاقِ: لَقَبُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عليِّ بنِ النُّعْمَانِ الكُوفِيّ، كانَ في حُدُودِ الثَّمَانِين ومِائة، وطائِفَةٌ من الرّافِضَة يُعْرَفُون بالشَّيْطَانِيَّة، مَنْسُوبون إِليه ذَكَرَه الشَّهْرِسْتَانِيُّ.

ونَهْرُ الشَّيْطَانِ، ذَكرَه ياقُوت في المعجم.

وشَيْطَانُ العِرَاقِ: لَقَبُ أَنُو شِرْوانَ الضِّرِير، الشّاعِر، كان ببَغْدَادَ في سنة 555.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com