نتائج البحث عن (الْقُبَارَى)
1-القاموس المحيط (القبر)
القَبْرُ: مَدْفَنُ الإِنسانِج: قُبُورٌ.
والمَقْبَرَةُ، مُثَلَّثَةَ الباءِ وكمِكْنَسَةٍ: مَوْضِعُها.
والمَقْبُرِيُّونَ في المحدِّثين: جماعةٌ.
قَبَرَهُ يُقْبُرُهُ ويَقْبِرُهُ قَبْرًا ومَقْبَرًا: دَفَنَهُ.
وأقْبَرَهُ: جعلَ له قَبْرًا،
وـ القومَ: أعطاهُم قَتِيلَهُم ليَقْبُرُوهُ.
والقَبُورُ من الأرضِ: الغامِضَةُ،
وـ من النَّخْلِ: السَّريعَةُ الحَمْلِ، أو التي يكونُ حَمْلُها في سَعَفِها.
والقِبْرُ، بالكسر: مَوْضِعٌ مُتَأكِّلٌ في عُودِ الطِّيبِ.
والقِبِرَّى، كزِمِكَّى: الأَنْفُ، والعظيمُ الأَنْفِ.
والقِبِرَّاةُ: رأسُ الكَمَرَةِ، تَصْغيرُها: قُبَيْرَةٌ على حذف الزائدِ.
وكرُمَّانٍ: ع بِمكةَ، والمُجْتَمِعونَ لجَرِّ ما في الشِّبَاكِ من الصَّيْدِ، وسِراجُ الصَّيَّادِ باللَّيْلِ. وكهُمَامٍ: سَيْفُ شَعبانَ ابنِ عَمْرٍو الحِمْيَرِيِّ. وكصُرَدٍ: عِنَبٌ أبيضُ طويلٌ جَيِّدُ الزَّبيبِ. وكسُكَّرٍ وصُرَدٍ: طائِرٌ، الواحِدةُ: بهاءٍ، ويقالُ: القُنْبَرَاءُ
ج: قَنابِرُ ولا تَقُلْ: قُنْبُرَةٌ، كقُنْفُذَةٍ، أو لُغَيَّةٌ.
وقَبْرَةُ: كُورَةٌ بالأَنْدَلُسِ، منها: عبدُ اللهِ بنُ يونُسَ، وعُثْمانُ بنُ أحمدَ.
وخَيْفُ ذي قَبْرٍ: ع قُربَ عُسْفانَ.
وقُبْرَيَانُ، بالضم: ة بِإِفْرِيقِيَّةَ.
وقِبْرَينِ، بالكسر مُثَنًّى: عَقَبَةٌ بِتِهامَةَ. وقولُ ابنِ عباسٍ في الدَّجَّالِ: "وُلِدَ مَقْبُورًا"، معناهُ أن أمَّهُ وضَعَتْه في جِلْدةٍ مُصْمَتَةٍ، لا شَقَّ فيها ولا ثَقْبِ، فقالتْ قابِلَتُه: هذه سِلْعَةٌ ليس فيها ولد، فقالتْ أمُّهُ: بل فيها وَلَدٌ، وهو مَقْبورٌ فيها، فَشَقُّوا عنه، فاسْتَهَلَّ. وأبو القَاسِمِ منصورٌ القَبَّارِيُّ، كشَدَّادِيٍّ: زاهدُ الإِسْكَنْدَرِيةِ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
2-تاج العروس (قبر)
[قبر]: القَبْرُ بالفَتْحِ: مَدْفَن الإِنْسَانِ، الجمع: قُبُورٌ.والمَقْبرة، مُثلَّثَة الباءِ، وكمِكْنَسَة: مَوضِعُهَا؛ أَي القُبُورِ.
قال سيبَوَيْه: المَقْبُرة ليس على الفِعْلِ ولكنه اسمٌ. قال اللَّيْثُ: والمَقْبَرُ أَيضًا: مَوضع القَبْر؛ وهو المَقْبَرِي والمَقْبُرِي. وفي الصحاحِ: المَقْبَرَةُ والمَقْبُرَةُ: واحدةُ المَقَابِر، وقد جاءَ في الشَّعْر المَقْبَرُ، قال عبدُ الله بن ثَعْلَبَةَ الحَنَفِيُّ:
أَزُورُ وأَعْتَادُ الْقبُورَ ولا أَرَى *** سِوَى رَمْسِ أَعْجَازٍ عَلَيْه رُكُودُ
لكُلِّ أُناس مَقْبَرٌ بفِنَائِهِمْ *** فَهُمْ يَنْقُصُونَ والقُبُورُ تَزيدُ
قال ابنُ برّيّ: قولُ الجَوْهَرِيِّ: وقد جاءَ في الشِّعْر المَقْبَر، يقتضِي أَنّه من الشاذّ، وليس كذلك، بل هو قِيَاسٌ في اسمِ المَكَان من قَبَر يَقْبُر المَقْبَرُ، ومن خَرَج يَخْرُج المَخْرَجُ، وهو قِيَاسٌ مُطَّرِدٌ لم يَشِذَّ منه غيرُ الأَلْفَاظ المَعْرُوفَة مثلُ المَبِيتِ والمَسْقِط ونحْوِهما.
والمَقْبُرِيُّون في المُحَدِّثِينَ جَمَاعَةٌ وهُمْ: سَعِيدٌ، وأَبُوه أَبُو سَعِيد، وابنُه عَبّادٌ، وآلُ بَيْتِه، وغَيْرُهم.
قَبَرَه، يَقْبُرُه، بالضّمّ، ويَقْبِرُه بالكَسْر، قَبْرًا ومَقْبَرًا، الأَخير مَصْدَرٌ مِيميٌّ: دَفَنَهُ وواراهُ في التُّرابِ.
وأَقْبَرَهُ: جَعَلَ لَهُ قَبْرًا يُوَارَى فيه ويُدْفَنُ فيه. وقِيلَ: أَقْبَرَ، إِذا أَمَرَ إِنْسانًا بحَفْرِ قَبْرٍ. قال الفَرّاءُ: وقولُه تعالى {ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ} أَي جَعَلَه مَقْبُورًا: مِمَّن يُقْبَر، ولم يَجْعَلْهُ مِمَّن يُلْقَى للطَّيْر والسِّبَاع، كَأَنَّ القَبْرَ مِمّا أُكْرِمَ به المُسْلِمُ. وفي الصّحاح: مِمّا أُكْرِم به بنَوُ آدَمَ، ولم يَقُلْ: فقَبرَه، لأَنَّ القَابِرَ هُو الدافِنُ بِيَدِه، والمُقْبِرُ هو الله، لأَنَّهُ صَيَّرَهُ ذا قَبْر، وليس فِعْلُه كفِعْلِ الآدَمِيّ. وأَقْبَرَ القَوْمَ: أَعْطَاهُم قَتِيلَهم ليَقْبُرُوه، قال أَبو عُبَيْدَةَ: قالت بنو تَمِيمٍ للحَجّاجِ، وكان قَتَلَ صالِحَ بنَ عبدِ الرَّحْمنِ: أَقْبِرْنا صالِحًا؛ أَي ائْذَنْ لَنَا في أَنْ نَقْبُرَه، فقالَ لهم: دُونَكُمُوهُ.
وقال ابنُ دُرَيْد القَبُورُ، كصَبُور، من الأَرْضِ: الغَامِضَةُ، والقَبُورُ من النَّخْلِ: السَّرِيعَةُ الحَمْلِ، أَو هِيَ الَّتِي يَكُون حَمْلُهَا في سَعَفِهَا، ومِثْلُهَا كَبُوسٌ. والقِبْرُ، بالكَسْر: موضعٌ مُتَأَكِّلٌ في عُودِ الطِّيب.
والقِبِرَّى، كزِمِكَّى: الأَنْفُ العَظِيمُ نَفْسُهَا أَو طَرَفُهَا؛ كما قالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ. وقال ابنُ دَرَيْد: القِبِرَّى: العَظِيمُ الأَنْفِ. ومن المَجَازِ: جاءَ فُلانٌ رَافِعًا قِبِرّاه، ورامِعًا أَنْفَه، إِذا جاءَ مُغْضَبًا. ومثله: جاءَ نافِخًا قِبِرَّاه، ووَارِمًا خَوْرَمَتُهُ.
قال الزَّمَخْشَريّ: كَأَنَّهَا شُبِّهَتْ بالقَبْرِ كما يُقَال: رُؤُوسٌ كقُبُورِ عادٍ. وقَال مِرْدَاسٌ [الدبيري].
لَقَدْ أَتانِي رَافِعًا قِبِرّاهْ *** لا يَعْرِفُ الحَقَّ ولَيْسَ يَهْواهْ
وتَقُولُ: وا كِبْرَاه، إِذا رَفَعَ قِبِرّاه.
والقِبِرّاة: رَأْسُ الكَمَرَةِ، وفي النَّوادرِ لابنِ الأَعْرَابِيّ:
رَأْسُ القَنْفَاءِ، تَصْغِيرُها قُبَيْرَةٌ، على حَذْفِ الزَّوَائدِ وكذا تَصْغِيرُ القِبِرّاة بمَعْنَى الأَنْف.
والقُبَّارُ، كرُمّان، موضع بمَكّةَ حَرَسَهَا الله تعالَى، أَنشد الأَصمعيُّ لِوَرْدٍ العَنْبَرِيّ:
فأَلْقَتِ الأَرْحُلَ في مَحَارِ *** بَيْنَ الحَجُونِ فإِلَى القُبّارِ
أَي نَزَلَت فأَقامَتْ.
والقُبّارُ: المُجْتَمِعُون، وفي بعضِ النّسخ «المُتَجَمِّعون» لجَرِّ ما فِي الشِّبَاكِ من الصَّيْدِ، عُمَانِيَّة، قال العَجّاج:
كأَنَّمَا تَجَمَّعُوا قُبّارَا
والقُبّارُ: سِرَاجُ الصَّيّادِ باللَّيْلِ.
والقُبَارُ، كهُمَامٍ: سَيْفُ شَعْبَانَ بنِ عَمْرٍو الحِمْيَريّ.
وعن أَبِي حَنِيفَة: القُبَرُ، كصُرَدٍ: عِنَبٌ أَبْيَضُ طَويِلٌ جَيِّدُ الزَّبِيبِ، عَنَاقِيدُه مُتَوَسِّطة.
والقُبر، كسُكَّر، وصُرَد: طائرٌ يُشْبِهُ الحُمَّرَة، الوَاحِدةُ بهاءٍ، ويُقَالُ فيه أَيضًا: القُنْبَرَاءُ بالضّمّ والمَدّ، الجمع: قَنَابِرُ، كالعُنْصَلاءِ والعَنَاصِلِ. قال الجوهَرِيّ: ولا تَقُلْ قُنْبُرَة، كقُنْفُذَة، أَو لُغَيَّة وقد جاءَ ذلك في الرَّجَز، أَنْشَدَه أَبو عُبَيْدَةَ:
جاءَ الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُنْبُرُ *** وجَعَلتْ عَيْنُ السَّمُوم تَسْكُرُ
وقَبْرَةُ: كُورَةٌ بالأَنْدَلُسِ مُتَّصِلَةٌ بِأَجْوَازِ قُرْطُبَةَ، منها عَبْدُ الله بنُ يُونُسَ صاحِبُ بَقِيِّ بنِ مَخْلَد. وعُثْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُدْرِكٍ المُتَوفَّى سنة 320؛ قالَهُ الذَّهَبِيّ، وضبطه هكذا. وقد ضَبَطَه السَّمْعَانيّ بفاءٍ مكسورَة وياءٍ ساكِنَة، وتُعَقِّب؛ قاله الحافِظُ.
وخَيْفُ ذي قَبْرٍ: موضع قُرْبَ عُسْفَانَ.
وقُبْرَيَانُ بالضَّمّ: قرية بإِفْرِيقِيَة مِنْهَا سَهْلُ بنُ عبد العَزِيزِ الإِفرِيقِيّ القُبْرَيَانِيّ، رَوَى عن سَحْنُونِ بنِ سَعِيدٍ المَغْرِبيّ.
وقِبْرَيْن، بالكَسْر مُثَنًّى: عَقَبَةٌ بتِهَامَةَ.
وقولُ ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهما في الدَّجّال: إِنَّه وُلِدَ مَقْبُورًا، قال ثعلب: مَعْنَاه أَنّ أُمَّه وَضَعَتْه في، ونَصُّ أَبي العَبّاس: «وعَلَيْه» جِلْدَة مُصْمَتَة لا شَقَّ فِيها ولا نَقْبَ، هكذا بالنُّون في الأُصُول الصّحيحَة، وفي بَعْضِهَا بالمُثَلَّثة.
فقالت قابِلَتُه: هذِه سِلْعَةٌ ليس فيها وَلَدٌ. وفي اللّسَانِ: ولَيْسَ وَلَدًا، وفي التكملة: ولَيْسَ بِوَلَدٍ. فقالت أُمُّه: بل فيها وَلَدٌ، وهو مَقْبُورٌ فِيهَا. فشَقُّوا عنه، فاسْتَهَلَّ، هكذا نقله الصاغَانِيّ وصاحب اللّسَان.
وأَبو القاسِمِ مَنْصُورٌ ـ ويقالُ: أَبو القاسِمِ بنُ مَنْصُور؛ كما في التَّبْصِير للحافِظ ـ القَبّارِيُّ، كشَدّادِيّ: زاهِدُ الإِسْكَنْدَرِيّةِ وإِمَامُها وقُدْوَتُهَا، تُوُفِّيَ سنة 662، وقد أَسَنّ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
3-تاج العروس (كبر)
[كبر]: كبُرَ الرَّجُلُ، ككَرُم، يكْبُر كِبَرًا، كعِنَبٍ، وكُبْرًا، بالضَّمِّ، وكَبَارةً، بالفتح: نَقِيضُ صَغُرَ، فهو كَبِيرٌ وكُبَّارٌ، كرُمَّانٍ، إِذا أَفْرَط، ويُخَفَّفُ، وهي بهاءٍ، الجمع: كِبَارٌ، بالكسر، وكُبَّارُون، مُشَدَّدَةً؛ أَي مع ضَمِّ الكَافِ، ومَكْبُوراءُ، كمَعْيَوراءَ ومَشْيُوخاءَ.والكَابِرُ: الكَبِيرُ، ومنه قولُهم: سادُوكَ كابِرًا عن كابِرٍ؛ أَي كَبِيرًا عن كبِيرٍ، في المجْد وَالشَّرَف.
وكَبَّرَ تَكْبِيرًا وكِبَّارًا، بالكَسْر مشدَّدَةً ـ وهي لُغَةُ بَلْحَارِث بن كَعْبٍ وكَثِيرٍ من اليمن، كما نَقَلَه الصاغانيّ، ـ: قَالَ: الله أَكْبَرُ، قال الأَزهريُّ: وفيه قولان: أَحدُهما أَنَّ معناه: الله كَبِيرٌ، فوَضَع أَفْعَلَ مَوْضِع فَعِيل، كقوله تعالَى: {هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} أَي هُوَ هَيِّن عليه؛ والقولُ الآخرُ: أَنَّ فيه ضَمِيرًا: المَعْنَى: الله أَكْبَرُ كَبِيرٍ.
وكذلك الله الأَعَزُّ؛ أَي أَعَزُّ عزيزٍ. وقيل: معناه. الله أَكبرُ من كلِّ شيْءٍ؛ أَي أَعْظَم، فحُذِف لوُضوح معناه. وأَكْبَرُ خبرٌ، والأَخبارُ لا يُنْكَر حَذْفُهَا. وقيل: معناه الله أَكْبرُ من أَنْ يُعْرَف كُنْهُ كِبْرِيائه وعَظَمَته، وإِنَّمَا قُدِّرَ له ذلك وأُوِّلَ لأَنَّ أَفْعَل فُعْلَى يَلزمُه الأَلِفُ والَّلامُ أَو الإِضافةُ، كالأَكْبَرِ، وأَكْبَر القَوْمِ.
وقولُهم: الله أَكْبَرُ كَبِيرًا، مَنْصُوبٌ بإِضمارِ فِعْلٍ، كأَنَّهُ قال: أُكَبِّرُ تَكْبِيرًا، فقوله كَبِيرًا بمعنى: تَكْبِيرًا، فأَقَامَ الاسمَ مُقامَ المَصْدَرِ الحقيقيّ.
وكَبَّرَ الشَّيْءَ: جَعَلَه كَبِيرًا: واسْتَكْبَرَه وأَكْبَرَه: رَآه كَبِيرًا وعَظُمَ عِنْدَهُ، عن ابن جِنِّي.
وكَبِرَ الرجلُ، كفَرِحَ، يَكْبَرُ كِبَرًا، كعِنَب، ومَكْبِرًا، كمَنْزِلٍ، فهو كَبِيرٌ: طَعَنَ في السِّنِّ؛ من الناسِ والدَّوَابِّ.
فعُرِف من هذا أَنَّ فِعْلَ الكِبَرِ بمَعْنَى العَظَمة ككَرُمَ، وبِمَعْنَى الطَّعْنِ في السِّنِّ كفَرِح، ولا يجوزُ استِعْمَالُ أَحدِهما في الآخَرِ اتفاقًا، وهذا قد يَغْلَطُ فيه الخاصَّةُ فضلًا عن العامَّة.
وكَبَرَه بسَنَةٍ، كنَصَرَ: زادَ عَلَيْه وفي النّوادِرِ لابنِ الأَعرابيِّ: ما كَبَرَنِي إِلَّا بسَنَة، أي ما زادَ عَلَيَّ إِلَّا ذلك.
ويُقالُ: عَلَتْهُ كَبْرَةٌ، بالفتح، ومَكْبَرَةٌ، وتُضَمُّ باؤُهَا، ومَكْبِرٌ، كمَنْزِلٍ، وكِبَرٌ، كعِنَب، إِذا أَسَنَّ، ومنه قولهم: الكِبَرُ عِبَرٌ.
وهُوَ كُبْرُهُم، بالضّمِّ، وكِبْرَتُهم، بالكَسْرِ، وإِكبِرَّتُهم، بكَسْرِ الهَمْزَة والباءِ وفَتْح الرَّاءِ مُشَدَّدَةً وقد تُفْتَحُ الهمْزَةُ، وكُبُرُّهُم وكُبُرَّتُهُم، بالضَّمَّات مُشَدَّدتَيْن، الأَخير، قال الأَزهريُّ: هكذا قَيَّدَه أبو الهَيْثَم بخَطِّه. أَي أَكْبَرُهم في السِّنِّ أَو الرِّيَاسَة، أَوْ أَقْعَدُهُم بالنَّسَبِ وهو أَن يَنْتَسِبَ إِلى جَدِّه الأَكبر بآبَاءَ أَقَلَّ عَدَدًا من باقِي عَشِيرَته.
وفي الصحاح: كِبْرةُ وَلدِ أَبَوَيْهِ، إِذَا كان آخِرَهُم، يستوي فيه الواحدُ والجمعُ، والمذكّرُ والمُؤنثُ في ذلك سواءٌ، فإِذا كان أَقعدَهم في النَّسَب قيل: هو أَكْبرُ قَوْمِه وإِكْبِرَّةُ قَوْمِه، بوزْن إِفْعِلَّة، والمرأَةُ في ذلك كالرّجلِ. وقال الكسائيُّ: هو عِجْزَةُ وَلَد أَبَوَيْه: آخِرُهم، وكذلك كِبْرة وَلَدِ أَبَوَيْه؛ أَي أَكْبَرهم. وروَى الإِياديّ عن شَمِر قال: هذا كِبْرةُ ولدِ أَبَوَيْه، للذَّكَر والأُنثى، وهو آخِرُ ولد الرَّجُل، ثم قال: كِبْرَةُ ولَدِ أَبيه مثل عِجْزَة.
قال الأَزهريّ: والصواب أَنَّ كِبْرةَ وَلَدِ أَبيه أَكْبرُهم، وأَمّا آخِرُ وَلَدِ أَبِيهِ فهو العِجْزَة.
وفي الحدِيث: «الوَلَاءُ للكُبْرِ»؛ أَي لأَكْبَرِ ذُرِّيّةِ الرّجلِ. وفي حديث آخَر: «أَنَّ العَبَّاسَ كان كُبْرَ قَوْمِهِ» لأَنَّهُ لم يَبْقَ من بني هاشِم أَقْرَب منه إِلَيْه، وفي حديث الدَّفْنِ: «ويُجْعَل الأَكْبَر مِمَّا يلِي القِبْلَةَ» أَي الأَفْضَل، «فإِن اسْتَوَوْا فالأَسَنّ» وأَمّا حديثُ ابنِ الزُّبيْرِ. وهدْمِه الكَعْبَةَ: «فَلَمَّا أَبرزَ عن رَبَضِه دعَا بكُبْرِه» فهو جمع أَكْبر، كأَحْمَر وحُمْر؛ أَي بمَشَايِخه وكُبَرائه.
وكَبُرَ الأَمْرُ، كصَغُر، كِبَرًا وكَبَارَةً: عَظُمَ، وكُلُّ ما، جَسُمَ فقد كَبُرَ.
والكِبْرُ، بالكَسْر: مُعْظَمُ الشَّيْءِ، وبِهِ فَسَّر ثَعلبٌ قولَه تَعالى: {وَالَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ} يعني مُعْظَم الإِفك. وقال ابنُ السِّكِّيت: كِبْرُ الشَّيْءِ: مُعْظَمه، بالكَسْر، وأَنشد قَولَ قَيْسِ بنِ الخَطِيم:
تَنَامُ عَنْ كِبْرِ شأْنِهَا فإِذَا *** قَامتْ رُوَيْدًا تكادُ تَنْغَرِفُ
والكِبْرُ: الرِّفْعةُ والشَّرَفُ، ويُضَمُّ فِيهِمَا، قال الفرّاءُ: اجتمع القُرّاءُ على كسر الكاف في كِبْرَهُ وقرأْها حُميْدٌ الأَعْرَجُ وَحْدَه «كُبْرَه» بالضَّمِّ وهو وَجْهٌ جيِّد في النّحو، لأَنُّ العرب تقول: فلانٌ تَولَّى عُظْمَ الأَمِر، يريدون أَكْثَرهُ. وقال ابنُ اليَزِيدِيّ: أَظنُّهَا لُغَةً. وقال الأَزْهرِيُّ: قاس الفَرَّاءُ الكُبْر على العُظْمِ، وكلامُ العربِ على غَيْرِه. وقال الصّاغَانيُّ: وكُبْرُ الشَّيْءِ، بالضَّمِّ، مُعْظَمُه. ومنه قِراءَةُ يعقوب وحُميْد الأَعْرجِ: والَّذِي تَولَّى كُبْرَهُ وعلى هذه اللّغة أَنشد أَبو عَمْرو قَولَ قَيْسِ بن الخَطِيم السّابقَ.
والكِبْرُ: الإِثْمُ، وهو من الكَبِيرَة، كالخِطْءِ من الخَطِيئَة.
وفي المُحْكَم: الكِبْرُ: الإِثمُ الكَبِيرُ كالْكِبْرةِ، بالكَسْر، التّأْنيث على المُبالَغَة.
والكِبْرُ: الرِّفْعَةُ في الشَّرَفِ. والكِبْرُ: العَظَمةُ والتَّجَبُّرُ، كالكِبْرِياءِ، قال كَراع: ولا نَظير له إِلّا السِّيمياءُ: العلامة، والجِرْبِياءُ: الرِّيحُ التي بين الصَّبَا والجَنُوب، قال: فَأَمَّا الكِيمِيَاءُ فكلمة أَحسبها أَعجميّة. وقال ابنُ الأَنْباريّ الكِبْرِياءُ: المُلْك في قوله تَعالَى: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ} أَي المُلْك.
وقَدْ تَكَبَّرَ واسْتَكْبَرَ وتَكابَر، وقِيلَ: تَكبَّر من الكِبْرِ، وتَكَابَر من السِّنِّ. والتَّكَبُّر والاسْتِكبارُ: التَّعَظُّم.
وقولُه تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} قال الزَّجَّاج: معنى يتكبّرون أَنَّهُم يَرَوْن أَنّهُم أَفضَلُ الخَلْق، وأَنّ لهم مِنَ الحقّ ما ليس لغيرهم، وهذِه [الصفة] لا تَكُون إِلّا لله خاصّة، لأَن الله سبحانَه وتعالَى هو الذي له القُدْرَة والفَضلُ الذي ليس لأَحَدٍ مِثْلُه، وذلك الذي يَسْتحِقُّ أَن يُقَالَ له المُتَكَبِّر، وليس لأَحَدٍ أَن يتَكَبَّر، لأَنَّ الناس في الحُقوق سواءٌ، فليس لأَحد ما ليس لغيره وقيل: إِنّ يَتَكَبَّرُون هُنا من الكِبَرِ لا من الكِبْرِ؛ أَي يتَفَضَّلُون ويَرَوْن أَنّهم أَفضلُ الخَلْق.
وفي البصائر للمصنّف: الكِبْر والتَّكَبُّر والاسْتِكْبَارُ متقارِبَة، فالكِبْرُ: حالةٌ يتخصّص بها الإِنسان من إِعجابه بنفْسه، أَنْ يرى نفسَه أَكْبرَ من غيره. وأَعظمُ الكِبْر التَّكَبُّر على الله بالامتِنَاع عن قبول الحقّ. والاستِكْبارُ على وَجْهيْن: أَحدهما: أَنْ يَتَحَرَّى الإِنْسَانُ ويَطْلبَ أَن يكُونَ كبيرًا، وذلك متى كان على ما يَجِبُ، وفي المَكَان الذي يَجِب، وفي الوقْت الذي يَجِب، فهو محمود؛ والثاني: أَن يَتَشَبَّع فيُظْهِر من نَفْسِه ما ليس له، فهذا هو المَذْمُوم، وعليه وَرَدَ القرآنُ وهو قولُه تعالَى: {أَبى وَاسْتَكْبَرَ} وأَما التَّكَبُّر فعلى وَجْهيْن: أَحدهما: أَنْ تكونَ الأَفْعَالُ الحَسنَة كَبِيرَةً في الحقيقة، وزائدةً على محاسن غَيْره، وعلى هذا قولُه تعالَى: {الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبِّرُ} والثَّانِي: أَن يكون مُتَكَلِّفًا لذلك مُتَشَبِّعًا، وذلك في [وصفِ] عامّةِ الناس، نحو قوله تعالى: {يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّارٍ} وكلّ من وُصِفَ بالتكبّر على الوجه الأَوّل فمحمودٌ، دون الثاني، ويدلُّ على صحَّة وَصف الإِنسانِ به قولُه تَعالَى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} والتَّكبُّر على المُتكَبِّر صدقة. والكِبْرِياءُ: التَّرَفُّع عن الانْقِيَاد، ولا يَسْتَحِقُّه إِلَّا الله تعالَى، قَال تَعَالَى: «الكِبْرِيَاءُ رِدائِي والعَظَمةُ إِزارِي، فمنْ نَازَعنِي في شَيْءٍ منهما قَصَمْتُه ولا أُباليِ».
وقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ} كصُرَد، جَمْعُ الكُبْرَى، تأْنيثُ الأَكْبَر، وجمع الأَكْبر الأَكَابِرُ والأَكْبَرُون؛ قال: ولا يُقَالُ كُبْر، لأَنّ هذِه البِنْيَة جُعِلت للصِّفَة خاصّةً مثل الأَحْمر والأَسْوَد. وأَنت لا تَصف بأَكبْر كما تَصف بأَحْمَر، ولا تقولُ هذا رجلٌ أَكبرُ حتَّى تَصلَه بمِنْ أَو تُدْخِلَ عليه الأَلِفَ والّلامَ. وأَمَّا حَدِيثُ مازِنٍ: «بُعِثَ نَبِيٌّ من مُضَرَ بدِينِ الله الكُبَر» فعلى حذْف مُضَافٍ، تَقْدِيرُه بشَرَائِع دِينِ الله الكُبَرِ. والكَبَرُ بالتَّحْرِيكِ: الأَصَفُ فارِسِيٌّ مُعَرّب، وهو نَبَاتٌ له شَوْكٌ، والعامَّةُ تقولُ: كُبَّارٌ، كرُمَّان.
والكَبَرُ: الطَّبْلُ، وبه فُسِّر حديثُ عبدِ الله بنِ زيْد صاحِبِ الأَذانِ: «أَنَّهُ أَخَذَ عُودًا في منَامِهِ لِيتَّخِذَ مِنْه كَبَرًا» رواه شَمِرٌ في كِتَابه، قال: الكَبَرُ: الطَّبْلُ، فيما بلَغَنا، وقيل: هو الطَّبْلُ ذو الرَّأْسيْن، وقيل: الطَّبْلُ الّذِي له وَجْهٌ وَاحدٌ، بِلُغَة أَهل الكُوفَة، قاله اللَّيْث؛ وفي حديث عَطاءٍ: «أَنَّه سُئلَ عن التَّعْوِيذ يُعلَّقُ على الحائض فقال: إِنْ كان في كَبَرٍ فلا بَأْس» أَي في طَبْل صغير، وفي رواية: إِنْ كان في قَصَبةِ. الجمع: كِبَارٌ وأَكْبارٌ، كَجَمل وجِمال وسبب وأَسْباب.
والكَبَرُ: جبلٌ عظِيمٌ، والمضْبُوطُ في التَّكْمِلَة الكُبْرُ، بالضَّمّ، ومثلُه في مختصر البُلْدَان. وكَبَرُ: نَاحِيَةٌ بخُوزِسْتَانَ، نقلَه الصّاغَانيّ. قلتُ: وهو من أَعمال البَاسِيان من خُوزِستان، وباؤه فارِسِيّة.
ومن المجاز: أَكْبَرَ الصَّبِيُّ، إِذَا تَغَوَّطَ، وأَكْبَرَت المَرْأَةُ: حاضَتْ، وبه فَسَّر مُجَاهدٌ قولَه تعالَى: {فَلَمّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ}، قال؛ أَي حِضْن، وليس ذلك بالمعْرُوف في اللّغة، وأَنشد بعضُهم:
نَأْتِي النِّسَاءَ على أَطْهَارِهِنَّ ولا *** نَأْتِي النِّسَاءَ إِذَا أَكْبَرْنَ إِكْبَارَا
قال الأَزهريّ: فإِنْ صَحَّت هذه اللفّظَةُ في اللّغَة الحَيْضِ فلها مَخْرَجٌ حَسَنٌ، وذلك أَنّ المرْأَةَ إِذا حاضَتْ أَوّلَ ما تَحِيضُ فقد خَرَجت من حَدِّ الصِّغَرِ إِلى حَدِّ الكِبَر: فقيل لها: أَكْبَرَت؛ أَي حَاضَتْ فدخلتْ في حَدّ الكِبَر فقيل لها: أكْبَرَت؛ أَي حَاضَتْ قدخلتْ في حَدّ الكِبَرِ المُوجِب عليها الأَمرَ والنَّهْيَ. ورُوِيَ عن أَبي الهَيْثَم أَنَّه قال: سأَلْتُ رجلًا من طَيّئٍ فقلتُ [له] يا أَخا طَيِّءٍ أَلَكَ زَوْجة؟ قال: لا، والله ما تَزَوَّجْتُ وقد وُعِدْتُ في بنْتِ عَمٍّ لي؛ قلتُ: وما سِنُّها؟ قال: قد أَكْبَرتْ أَو كرَبَت. قلْت: ما أَكْبَرَت؟ قال: حاضَتْ. قال الأَزهريُّ: فلُغَة الطّائِيّ تُصحّح أَن إِكبارَ المرأَةِ أَوَّلُ حَيْضِها، إِلَّا أَنّ هَاءَ الكِنايةِ في قول الله تعالى: أَكْبَرْنَهُ تَنْفي هذا المعنَى. ورُوي عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّه قال: «أَكْبَرْنَهُ»: حِضْن، فإِن صحَّت الروّاية عن ابن عبّاس سلَّمْنا له وجعلْنا الهاءَ هاءَ وَقْفَة لا هاءَ كناية، والله أَعْلم بما أَراد.
وأَكْبَرَ الرجُلُ: أَمْذَى وأَمْنَى، نقلَه الصاغَانيُّ.
وذُو كُبَارٍ، كغُراب: مُحَدِّثٌ اسمُه شَرَاحِيل الحِمْيريُّ.
وذُو كِبَارٍ، بَكَسْرِ الكافِ: قَيْلٌ من أَقْيالِ اليَمنِ، واسمُه عمْرو، كما نقله الصاغانيّ. قلْت: ومن ذُرِّيَّته: الشَّعْبِيّ عامِرُ بن شرَاحِيلَ بنِ عبْد ذِي كِبَارٍ.
وفي حديث أَبِي هُريْرة رضي الله عنْه: «سجدَ أَحدُ الأَكْبَرَيْن في {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ} الأَكْبران: الشَّيْخَان أَبُو بكْر وعُمرُ رضي الله تعالى عنهما.
والكَبِيرة: الفَعْلَة القَبِيحَة من الذُّنوب المَنْهيّ عنها شَرْعًا، العَظِيم أَمْرُها كالقَتْلِ والزِّنَا والفِرارِ من الزَّحْفِ وغير ذلك، وهي من الصِّفات الغالِبَة، وجَمْعُها الكَبائرُ. وفي الحديث، عن ابنِ عَبَّاسٍ أَن رجلًا سأَلَهُ عن الكَبائِر، أَسَبْعٌ هي؟ فقال: هن من السَّبْعمائةِ أَقْربُ، إِلَّا أَنَّه لا كَبِيرَةَ مع الاسْتِغْفَار، ولا صغيرةَ مع الإِصرار».
والكَبِيرة: قرية، قُرْب جَيْحونَ، نقله الصاغانيّ. قلت: ومنها إِسْحَاق بن إِبراهِيم بن مُسْلِمٍ الكَبِيريّ، روى عنه محمّد بن نَصْرٍ وغيره. قاله الحافظ.
والأَكْبر، كإِثْمِد وأَحْمَد: شَيءٌ كأَنَّه خَبِيصٌ يابِسٌ فيه بعض اللِّين لَيْس بشمعٍ ولا عَسَلٍ، وليس بشَدِيد الحَلَاوةِ ولا عَذْب، يَجِيءُ به النَّحْلُ كما يَجِيءُ بالشَّمعِ.
وإِكْبِرَة وأَكْبَرة بِهاءٍ: موضع من بلاد بني أَسد قال المرَّارُ الفَقْعسِيّ:
فَما شَهِدَتْ كَوَادِسُ إِذْ رَحلْنَا *** ولا عَتَبَتْ بأَكْبرةَ الوُعُولُ
وفي مختصر البُلْدان: أَنَّه من أَوْدِيَة سَلْمَى الجَبلِ المعروفِ، به نَخلٌ وآبارٌ مَطْوِيَّة، سكَنها بنو حُدَاد.
* وممّا يُسْتدْرك عليه:
المُتَكَبِّر والكَبِير في أَسْمَاءِ الله تعالى: العظِيمُ ذو الكِبْرِيَاءِ، وقيل: المُتَعالِي عن صِفات الخَلْق؛ وقيل: المُتَكَبِّر على عُتَاةِ خَلْقِه، والتاءُ فيه للتفرُّد والتَّخصّص لا تاءُ التَّعَاطي والتَّكَلُّف.
والكِبْرِيَاءُ، بالكَسْر: عِبَارةٌ عن كَمال الذَّاتِ وكَمالِ الوُجوبِ، ولا يُوصف بها إِلَّا الله تعالَى.
واستعملَ أَبُو حَنِيفَةَ الكِبَرَ في البُسْرِ ونَحْوِه من التَّمْرِ.
ويُقَالُ: علَاه المَكْبَرُ، والاسم الكَبْرَةُ.
وقال ابنُ بُزُرْج: هذه الجاريةُ من كُبْرَى بَناتِ فُلان: يريدُون من كِبارِ بناتِه.
ويُقَالُ للسَّيْفِ والنَّصْلِ العَتيقِ الذي قدُمَ: عَلَتْهُ كَبْرَةٌ، وهو مَجاز، ومنه قولُه:
سَلَاجِمُ يَثْرِبَ الَّلاتِي عَلَتْها *** بِيثْرِبَ كَبْرَةٌ بعْدَ المُرُونِ
وفي المُحْكَم: يُقال للنَّصْل العَتِيقِ الَّذِي قد علَاه صَدَأٌ فأَفْسده: عَلَتْهُ كَبْرَةٌ.
وكَبُرَ عليه الأَمْرُ، ككَرُمَ: شَقَّ واشْتَدَّ وثَقُلَ، ومنه قَوْلُه تعالَى: {إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ} وقوله تعالَى: {أَوْ خَلْقًا مِمّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} وقولُه تعالى: {وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ} وفي الحديث: «وما يُعذَّبانِ في كَبيرٍ» أَي أَمرٍ كان يَكْبُرُ عليهما ويَشقُّ فِعلُه لو أَراده، لا أَنَّه في نَفْسِه غَيْرُ كَبِير.
والكِبْرُ بالكَسْرِ: الكُفْرُ والشِّرك، ومنهالحديث: «لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِه مِثْقالُ حَبَّة خَرْدَلٍ منْ كِبْرٍ».
وعن أَبي عمْرو: الكَابِرُ: السيِّدُ. والكابرُ: الجَدُّ الأَكْبَرُ.
و {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}، قيل: هو يَوْمُ النَّحْرِ، وقيل: يوْمُ عرَفةَ، وقيل غير ذلك.
وفي الحديث: «لا تُكابِرُوا الصَّلَاةَ»؛ أَي لا تُغَالِبُوها.
وقال شَمِرٌ: يُقَالُ: أَتاني فُلانٌ أَكْبَرَ النَّهَارِ، وشَبَابَ النَّهارِ؛ أَي حِينَ ارْتَفَعَ النَّهارُ. قال الأَعْشَى:
ساعَةً أَكْبَرَ النَّهارِ كما شَدَّ *** مُحِيلٌ لبُونَه إِعْتامَا
وهو مَجازٌ، يقول: قَتَلْنَاهُم أَوّلَ النّهار في ساعةٍ قَدْرَ ما يَشُدُّ المُحيلُ أَخلافَ إِبلِهِ لئلَّا يَرْضَعها الفُصْلانُ.
والكِبْرِيتُ فِعْلِيتٌ، على قَوْل بعض، فهذا محلُّ ذِكْره، يقالُ: ذهبٌ كِبْرِيتٌ؛ أَي خالِصٌ. وقد تقَدَّم ذكْرُه في التّاءِ.
وقولُه تعالَى: {قالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ} قال مجاهدٌ: أَي أَعْلَمُهم، كأَنَّه كان رئيسَهم. وأَمَّا أَكْبَرُهُم في السِّنِّ فرُوبيلُ. والرَّئيسُ كانَ شَمْعُونَ. وقَال الكسَائيُّ في روَايته: كَبيرُهُم يَهُوذَا.
وقولُه تعالى: {إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ} أَي مُعلِّمكُم ورئيسُكم. والصَّبيُّ بالحجَاز إِذا جاءَ من عنْد مُعلِّمه قال: جئْتُ من عنْد كَبِيري.
والأَكَابِرُ: أَحْيَاءٌ من بَكْرِ بن وائل، وهم: شَيْبَانُ وعَامرٌ وجُلَيْحَةُ من بني تَيْم الله بن ثَعْلَبَةَ بنِ عُكَابَةَ، أَصابتْهُم سنَةٌ فانْتَجَعُوا بلادَ تَميمٍ وضَبَّةَ، ونزلُوا على بَدْر بن حَمْرَاءَ الضَّبِّيِّ فأَجارَهُمْ، ووَفَى لهم، وفي ذلك يقولُ بَدْرٌ:
وَفَيْتُ وَفَاءً لَمْ يَرَ الناسُ مِثْلَهُ *** بتِعْشارَ إِذْ تَحْبُو إِلَيَّ الأَكَابرُ
والكُبُر، بضَمَّتَيْن: الرِّفْعَةُ في الشَّرف، قال المَرَّارُ:
ولِيَ الأَعْظَمُ من سُلَّافِها *** ولِيَ الهَامة فيها والكُبُرْ
وكِبيرٌ، بكسر الكاف لُغةٌ في فتحها، صرَّحَ به النَّوَويُّ في تَحْريره وغيْره.
وكابرهُ علَى حقِّه: جاحَدَهُ وغَالَبَهُ [علَيْه] وكُوبِرَ على ماله، وإِنَّه لمُكَابَرٌ علَيْه، إِذا أُخِذ منه عَنْوةً وقهْرًا. وأُرْتِجَ على رجلُ فقال: إِنَّ القَوْلَ يجيءُ أَحيانًا ويَذهبُ أَحيانًا، فيعَزُّ عند عُزُوبه طَلبُه، ورُبَّما كُوبِرَ فأَبَى، وعُولِجَ فقَسَا. كذا في الأَساس: وما بها مُكَبِّرٌ ولا مُخَبِّرٌ؛ أَي أَحدٌ.
وتَكَابَر فلانٌ: أَرَى من نَفْسه أَنَّه كَبيرٌ القَدْرِ أَو السِّنِّ.
وأَكْبَرَت الواضِعُ: ولَدت وَلَدًا كَبيرًا، وهذا عن ابن القَطّاع.
وكَبْرٌ، بالفَتْح: لقَبُ حَفْص بن عُمر بن حَبِيب وباؤُهُ فارسيَّة.
وَسمَّوْا أَكْبَرَ، وكَبيرًا، ومُكَبِّرًا كمُحَدّث.
وكُبَرُ كزُفَرَ: جَبَلٌ متَّصلٌ بالصَّيْمَرةً، يُرَى من مَسَافَةِ عشْرين فَرْسَخًا أَو أَكثر.
وأَحْمَدُ بنُ كُبَيْرَةَ بن مقلد الخَرَّاز كجُهَيْنَة عن أَبي القاسم ابن بَيان، مات سنة 556.
وأَبو كَبير الهُذَلِيّ شاعرٌ مشهور وهو بكسر الكاف.
وكَبيرُ بنُ عبد الله بن زَمْعَة بن الأَسود جَدّ أَبي البَخْتَريّ القاضي. وكَبير بن تَيْم بن غالب، جَدّ هِلال بن خَطَل المقْتُول تحت أَستار الكَعْبَة. وفي هُذَيْل: كَبِيرُ بن هِنْد؛ وفي أَسَد بن خُزَيْمة كَبيرُ بن غَنْم بن دُودَانَ بن أَسَد، وعَمْرو بن شِهَاب بن كَبير الخَوْلانيّ، شَهدَ فَتْحَ مصر. وفي بني حَنيفَة كَبيرُ بنُ حَبيب بن الحَارث، وهو جدُّ مُسَيْلِمَةَ الكَذّاب بن ثُمَامَةَ بن كَبير. وضِرارُ بن الخَطّاب بن مِرْداس بن كَبير الفِهْريّ شاعرٌ، صحابي؛ وكَبيرُ بن الدُّئِل، من وَلَده جماعَةٌ؛ وكَبيرُ بنُ مالك، ذَكَره ابنُ دُريْد.
وأَحمدُ بنُ أَبي الفائز الشّرُوطيّ ابن الكُبْريّ، بالضّم، سَمعَ من ابن الحُصين. وإِبراهيم بن عَقيل الكُبْريّ من شيوخ الخَطيب. وبفتح الرّاءِ المُمَالَة الشيخ أَبو الجَنَّاب أَحمدُ الخِيَوقيّ يُلَقّب نَجْم الدِّين الكُبْرَى، وقد تقدم في الجمع: ن ب.
وأَبو الفَرَج عبدُ الرَّحْمن بن عَبْد اللَّطيف المُكَبِّر، كمُحَدِّثٍ، البَغْدَاديّ، حدَّث عن أَبي سُكَيْنَة، أَجازَ العِزَّ بن جَماعَة. ومُكَبِّر بنُ عُثْمَان التَّنُوخيّ، كمُحَدِّث، عن الوَضِين بن عَطاءٍ.
وأَيْفَعُ بنُ شَرَاحيل الكُبَاريّ، بالضمّ، وَالدُ العَالية زَوْجة أَبي إِسْحاقَ السَّبِيعيّ.
وأَبو كَبير: قَريةٌ بمصْرَ. وأَبُو القاسم الكَبّاري، بالتشديد، هو القبّاريّ، بالقَاف، وقد تقدم ذكْرُه.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
