نتائج البحث عن (انْبَعَثْتُ)
1-العربية المعاصرة (بعث)
بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في يبعَث، بَعْثًا وبِعْثةً وبَعْثةً، فهو باعِث، والمفعول مَبْعوث.* بعَث اللهُ الخلقَ: أحياهم بعد موتهم {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [قرآن] - {وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ} [قرآن] (*) بعثَه من النَّوم: أيقظه- يُبعث من جديد: ينهض من العدم.
* بعَث الشُّعورَ ونحوه: أثاره وأيقظه وهيّجه (بعَث الشّعرُ في النفوس حماسةً- يبعث الرّعب في النفوس- {فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [قرآن]) - بعَث الأملَ: أحياه وولّده.
* بعَث الشَّخصَ: أرسله (بعث الرئيسُ وزير الخارجيّة للتَّفاوض- {فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} [قرآن]) - مبعوث فوق العادة: مندوب سياسيّ له مطلق الصَّلاحية في دولة أجنبيّة.
* بعَث رسالةً/بعَث إليه رسالةً/بعَث له رسالةً/بعَث برسالةٍ/بعَث إليه برسالة: أرسلها، وجّهها.
* بعَث الشَّخصَ على النَّجاح: حمله عليه، أجبره، أغراه به وشجَّعه عليه (بعثه الحزنُ على البكاء- جوٌّ يبعث على المذاكرة- {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} [قرآن]: سلَّطْنا).
* بعَث في طلب كذا: أرسل (بعَث في طلب الطّبيب).
ابتعثَ يبتعث، ابتِعاثًا، فهو مُبتعِث، والمفعول مُبتعَث.
* ابتعثَ الشَّخصَ:
1 - بعَثه، أرسله (كان من المُبتَعَثين للدِّراسة).
2 - بعثَه، أيقظه من نومه (أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ فَابْتَعَثَانِي) [حديث].
انبعثَ/انبعثَ عن/انبعثَ في/انبعثَ من ينبعث، انبَعاثًا، فهو مُنبعِث، والمفعول مُنبعَث عنه.
* انبعث الشَّخصُ/انبعث الشَّخصُ في السَّير: مُطاوع بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في: انْدَفع، أوغل، انطلق وأسْرَع وهبَّ مندفعًا (انبعث الماءُ- {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [قرآن] - {وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ} [قرآن]: خروجَهم للقتال).
* انبعث الدُّخانُ عنه/انبعث الدُّخان منه: صَدَرَ، تصاعد، خرج، تحرّك (انبعثتِ الأضواءُ من الدّاخل- انبعثت منه/عنه رائحةٌ: فاحت وانتشرت- شعاع مُنْبعث: منتشر، منطلق) (*) انبعثت صداقة قديمة: عادت للظهور بعد أن زالت- انبعث حيًّا من رماده: بدأ حياة جديدة.
ابتِعاث [مفرد]:
1 - مصدر ابتعثَ.
2 - [في الطبيعة والفيزياء] إطلاق شيء ما مثل الحرارة من جسم ساخن، أو الضّوء من مصدر إشعاع.
انبعاث [مفرد]:
1 - مصدر انبعثَ/انبعثَ عن/انبعثَ في/انبعثَ من.
2 - [في الطبيعة والفيزياء] ما يخرج من مصدر ما مثل انبعاث أشعَّة ألفا أو بيتا من العناصر ذات النشاط الإشعاعيّ.
3 - نهضة بعد ركُود (كان انبعاث الأمة العربية في القرن الماضي بداية نهوض وتحرّر) (*) عصر الانبعاث: عصر النَّهضة، نهضة بعد انحطاط.
باعِث [مفرد]: جمعه باعثون وبَواعِثُ (لغير العاقل)، والمؤنث باعثة، والجمع المؤنث باعثات وبَواعِثُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في: (من بواعِث النهضة توافر التقنية الحديثة- ما الباعث على التمرّد؟) (*) باعث النَّهضة: أوّل الدعاة إليها- باعثة الأشباح: آلة السينما المرسِلةُ الصورَ على الشَّاشة البيضاء.
2 - دافِع، سبب، داعٍ.
3 - [في الفلسفة والتصوُّف] عامِل نفسيّ، وهو فكرة تنزع إلى إحداث عمل إراديّ.
* الباعِث: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: باعث الخلق يوم القيامة للحساب، وباعث الرّسل إلى الخلق لهدايتهم.
بَعْث [مفرد]: جمعه بُعوث (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في (*) يَوْمُ البَعْث: يوم القيامة.
2 - مَنْ يُرْسَل في مهمَّة، واحدًا كان أو جماعة (ما زالت البعوث تقصد إفريقيا).
3 - جيش (كنت في بعْث فلان: في جيشه الذي بُعث معه).
بَعْثة [مفرد]: جمعه بَعَثات (لغير المصدر) وبَعْثات (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في.
2 - اسم مرَّة من بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في: (البَعْثة المحمَّديّة).
3 - هيئة تُرْسَل للقيام بمُهمّة معيّنة لوقتٍ مُحدَّد كالبَعْثات العلميّة والأثريّة والعسكريّة والدّبلوماسيّة (بَعْثة دراسيّة) (*) طالب بَعْثَة: صاحب زمالة أو منحة للدراسة في بلد آخر- مديرية البعثات/إدارة البعثات: إدارة تُعنى بشئون البعثات الدراسيّة.
بِعْثَة [مفرد]: جمعه بِعْثَات (لغير المصدر):
1 - مصدر بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في.
2 - اسم هيئة من بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في.
3 - بَعْثة؛ هيئة تُرْسَل للقيام بمُهمّة معيّنة لوقتٍ مُحدَّد كالبعثات العلميّة والأثريّة والعسكريَّة والدبلوماسيّة.
مَبْعَث [مفرد]: جمعه مَباعِثُ:
1 - مصدر ميميّ من بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في: (كان سنّ الرسول صلى الله عليه وسلم عند مَبْعَثه أربعين عامًا).
2 - عامِل، سبَب (مَبْعَث التفوّق) (*) مبعث سخريّة: ما يحمل على فعل شيء.
مبعوث [مفرد]:
1 - اسم مفعول من بعَثَ/بعَثَ ب/بعَثَ في.
2 - مَنْ يُرسَل للدِّراسة أو لمهمَّة خاصَّة (مبعوث رسميّ) (*) مبعوث سياسيّ: دبلوماسيّ تُوكل إليه مهمَّة رسميَّة في بلد آخر.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت (الريدة)
الرّيدةهي في شرقيّ قصيعر، وكانت تسمّى: (ريدة ابن حمدات)، وتسمّى الغيضة، وكانت لآل كثير، وكانوا على نوع من القرصنة.
جاء في الحكاية (45) من «الجوهر الشّفّاف» [1 / 99 ـ 100]: عن السّيّد محمّد بن الفقيه المقدّم أنّه قال: (سافرت من ظفار مع بعض الهنود، فلمّا وصلنا الغيضة بلاد آل كثير.. نشبت سفينتنا بجبل في البحر، فأقبل آل كثير بسنابيقهم لينهبونا؛ لأنّ من عادتهم أن ينهبوا جميع ما في المراكب الّتي تعطب هناك، ولكن انبعثت سفينتنا قبل أن يصلونا.. ففتناهم، وكان هذا أثناء القرن السّابع).
وفي يوم الخميس غرّة جمادى الأولى من سنة (1272 ه) رسا بها السّلطان غالب بن محسن الكثيريّ مخرجه من الهند إلى حضرموت، بعدما تمهّدت له إمارتا سيئون وتريم على يد أخيه عبد الله وابن أخته عبود بن سالم.
ولم يكن القعيطيّ بغافل عن استمرار المواصلات بين الرّيدة وحضرموت، ولكنّه خشي الانفجار من الضّغط.. فانتظر الفرصة المناسبة، ولمّا انبتّت أقران آل كثير بإثر هزائمهم في الحزم وصداع.. نهض لها ولقصيعر، فكان ما كان.
وفي الرّيدة جماعة من السّادة آل العيدروس، وآل الجفري، وآل الشّيخ أبي بكر بن سالم، وجماعة من المشايخ آل باحميد، منهم الآن: الشّيخ النّبيه المشارك في الفقه، طه بن عليّ بن محمّد باحميد.
ومن وراء الرّيدة إلى الشّرق: دمخ حساج، ودمخ اسم للجبل، وحساج اسم للمكان الّذي حواليه.
وبه دلّلت على وجود قبر حنظلة بن صفوان عليه السّلام بحضرموت، كما يأتي في موضعه عند ذكر بور، ولعلّ دمخا هذا هو المشار إليه بقول ياقوت [1 / 394]:
(وبرقة دمخ: اسم جبل، قال سعيد بن براء الخثعميّ [من المتقارب]:
«وفرّت فلمّا انتهى فرّها *** ببرقة دمخ فأوطانها»
وقال طفيل الغنويّ [من الطّويل]:
«فلمّا بدا دمخ وأعرض دونه *** غوارب من رمل تلوح شواكله »
وقال طهمان بن عمرو الكلابيّ [من الطّويل]:
«كفى حزنا أنّي تطاللت كي أرى *** ذرى قلّتي دمخ فما تريان »
وهناك آثار قديمة تدلّ على ضخامة ملك وتقدّم حضارة. وهذا المكان هو الحدّ الفاصل بين القعيطيّ والمهرة.
ومن ورائه إلى جهة الشّرق: درفات، وهي قرية فيها مسجدان.
ثمّ حيريج، ولها ذكر كثير في التّاريخ، قال الطّيّب بامخرمة: (وهي أمّ المشقاص، وفيها محمّد الحشريت، وشيوخهم الأشعثيّون من ذرّيّة الأشعث بن قيس الكنديّ.
وفيها بندر يقصده أهل الهند ومقدشوه، ويتوسّمه أهل الشّحر وحضرموت، ويحمل منه الكندر والصّيفة إلى عدن وبربرة وجدّة وإلى كل محلّ. ذكرها القاضي مسعود) اه
ولكنّها دثرت ولم يبق منها إلّا القليل، وفيها مسجد للشّيخ عبد الله القديم عبّاد.
ومن ورائها: سيحوت، على مسافة ثلاثة أيّام إلى جهة الشّرق بالرّيح المعتدل في السّفن الشّراعيّة من يضغط، وهي البلاد الحرّة الّتي لمّا يطمثها الأجنبيّ، ولو لا حرّيّتها.. ما انفتحت للحضارمة طريق الهجرة لمّا اقشعرّت بهم البلاد من المجاعة الّتي ابتدأت في سنة (1360 ه) ولا تزال ضاربة بجرانها إلى اليوم بسبب انقطاع المواصلات من جاوة الّتي هي المنيحة الدّارّة للحضارمة ومصدر السّعادة، خصوصا لمن نزل عن شبام من أهل حضرموت، أمّا ما وراء شبام.. فإنّهم لم يتأثّروا بالأزمة تأثّر هؤلاء؛ لاتّصالهم بالحجاز والحبشة والأرتريا وعدن وغيرها، من البلاد الّتي لم تنسدّ في أيّام الحرب.
ولو لا ما سمح به نوّاب سلطان سيحوت المهرة ـ جزاهم الله خيرا ـ من بذل الجواز لمنكوبي حضرموت إلى السّواحل الإفريقيّة.. لمات منهم بالجوع ضعف ما قد مات، لكنّهم فعلوا معهم جميلا لا يضيع، وطوّقوهم بمعروف لا ينساه إلّا أبناء الزّنا، بينما ضرب عليهم الحصر من كلّ ناحية، وسدّت في وجوههم الأبواب من كلّ سبيل.
وسلاطين هذه البلاد على حالتهم البدويّة، وطبيعتهم الفطريّة، يمشون حفاة، ولا شرطة ولا حجّاب، ولا فرق بينهم وبين السّوقة إلّا بما على وجوههم من الشّهامة:
«متصعلكين على ضخامة ملكهم *** متواضعين على علوّ الشّان »
وعلى قريب منها كانت أحوال أمراء بلادنا إلى ما قبل اليوم بنحو من ثلاثين عاما فقط؛ إذ لم ينخر في عظامهم سوس المدنيّة الشّومى إلّا من عهد جديد.
وسلطان المهرة اليوم في نحو الخمسين من عمره، واسمه: أحمد بن عبد الله بن محمّد، ومقرّه سقطرى، ولكنّ أبناء عمّه بسيحوت استقلّوا ببعض الأمور مع اعترافهم له بالسّيادة العامّة ورجوعهم إليه في المهمّات وقد ذكرت في «الأصل» صاحب سقطرى السّلطان عمر بمناسبة أنّ الضّابط الإنكليزيّ المسمّى: هينز زاره في سقطرى، وحاول أن يرضيه عنها؛ لوفائها بما تقصده حكومته لاستيداع الفحم بالبحر الهنديّ، فقال: (إنّها هبة من الله للمهريّين، يتلقّاها الأحفاد عن الأجداد، ومعاذ الله أن أكون أنا السّبب في تضييعها عليهم).
ولكنّهم تمكّنوا في (23) أبريل سنة (1886 م) من إدخالها تحت الحماية بمعاهدة، جاء في المادة الأولى منها: (إنّ الحكومة البريطانية تتعهّد بوضع جزيرة سقطرى وملحقاتها تحت سلطة السّلطان عبد الله بن سالم بن سعد بن عفرير وداخل حدوده، تحت حماية جلالة الملكة الإمبراطورة).
وفي المادة الثّانية مثل ما في أخواتها، وهو: (يتعهّد السّلطان عن نفسه وعن أقاربه وورثائه بالامتناع من الدّخول في أيّة مراسلة أو اتّفاقيّة مع أيّ دولة إلّا بعد إطلاع الحكومة البريطانيّة).
وعليها إمضاء السّلطان عبد الله بن سالم المذكور.
وشهودها: محمّد بن صالح جعفر، وسالم بن أحمد بن سعد بن عفرير، وسعد بن امبارك قاضي قشن، ومحمّد بن سعد قاضي قلنسية وسقطرى.
والسّلطان عبد الله هذا هو والد السّلطان الحاليّ أحمد بن عبد الله بن سالم بن سعد.
ولسلطان المهرة أبناء عمّ اليوم يجاذبونه الحبال بإغراء الإنكليز، فلم يجدوا مغمزا في قناته، ولا مكسرا في عوده، وأبى أن يجدّد تلك المعاهدة بأضرّ منها عليه، وأصرّ على ابتعاده عنهم، بل بقي مصرّا على التّباعد عنهم، غير أنّه اضطرّ أن يعطيهم مطارات في سقطرى وقشن بعد أخذ التّعهّدات عليهم بالجلاء بعد انتهاء مدّة الحرب.
ومن سلاطين المهرة: طوعريّ بن عفرار، ثمّ ولده سالم بن طوعريّ، ثمّ ولده سعيد بن سالم، ثمّ أحمد بن سعيد، ثمّ الحكمان بن أحمد، ثمّ ابنه الحكم بن الحكمان، ثمّ ولده محمّد بن الحكم، ثمّ سالم بن محمّد، ثمّ ولده ناصر بن سالم، ولعلّ ناصرا هذا أخ لعبد الله بن سالم الموقّع على المعاهدة السّابق ذكرها، والله أعلم.
والضّرائب لديهم خفيفة جدّا، مع أنّهم لا يأخذون رسوما إلّا في سيحوت وقشن فقط، ولا يأخذون شيئا في بقيّة المرافىء، ثمّ لا يأخذون إلّا من الغريب، وأمّا من الأهالي.. فلا، وغاية ما يأخذونه من الغرباء خمسة في المئة اسما، وبالحقيقة أقلّ من ذلك؛ لفرط التّسامح في التّثمين، وكثيرا ما يعفون من استعفاهم جملة.
وأكثر تجارة آل سيحوت وقشن والغيضة في: العنبر، والصّيفة، والصّيد، والوزيف، والأنعام، وما أشبه ذلك.
وقد بلغني أنّ الله أراح السّلطان أحمد بن عبد الله من ابن أخيه الّذي كان يؤذيه، وهو: حبريش بن سعد، فمات في سنة (1364 ه) ودفنوه بتربة سيحوت، المسمّاة: تربة محمّد بن سعيد باكريت، وهي تربة جميلة، يظلّها كثير من شجر الأراك، وهي في وسط البلاد على مقربة من الجامع.
والشّيخ محمّد بن عبد الله باكريت هذا من أخصّ تلاميذ الشّيخ عبد الله القديم عبّاد، وله في مناقبه ذكر كثير، منه: أنّه قدم عليه بستّة آلاف دينار، وبمثلها من البزّ والطّعام، فأمره بأن يدفع ذلك للخادم، فوضع الدّنانير بخزانة تحاذي مجلس الشّيخ، ولمّا أكثر من الدّخول والخروج للأخذ منها في سبيل الحاجات.. تشوّش فكر الشّيخ، فقال له: (اقلع هذا المال ـ قلعه الله ـ فقد شوّش عليّ). أو ما يقرب من هذا المعنى، وعهدته على الشّيخ عبد الرّحمن بن عبد الله باشميله باعبّاد؛ فهو آخر من أخبرني بالقصّة، مع أنّني كنت أحفظها بدون هذا القدر الكثير.
والّذي يتحدّث به كثير من شيوخ آل باعبّاد: أنّ محمّد بن عبد الله باكريت هذا هو الّذي اختطّ سيحوت بإشارة شيخه القديم، وكان خراجها خالصا له، إلّا أنّه يهدي لمطبخ الشّيخ القديم ما تسمح به نفسه.
وبعضهم يكتب (باكريد) بالدّال، وآخرون يكتبونه بالتّاء.
وفي حوادث سنة (667 ه) [ص 99] من «تاريخ شنبل»: (توفّي الأديب، الصّالح، الفقيه، عفيف الدّين، عبد الله بن أحمد باكريت، والد الشّيخ المقبور بسيحوت) اه
ولم يذكر أنّه أوّل من اختطّها، ولكنّ دفنه في غير المكان الّذي دفن فيه أبوه قد يشير إلى ذلك.
ولا يزال آل باعبّاد يتقاضون رسوما وأوقافا من بلاد المهرة حوالي سيحوت، ومنه تعرف امتداد جاه باعبّاد، وما أدري! أهو الّذي تأطّدت به الدّولة الكثيريّة البائدة، أم هو الّذي اتّسع بها؟ والمظنون أنّ كلا استفاد من الآخر.
وفي «بستان العجائب» للسّيّد محمّد بن سقّاف بن الشّيخ أبي بكر بن سالم ما يصرّح بأنّ السّادة آل عمر بن أحمد من آل الحامد بن الشّيخ أبي بكر بن سالم صاروا يشاركون آل باكريت في حاصلات سيحوت. والله أعلم.
ومن وراء سيحوت: عتاب، فيها قبيلتان من المهرة: آل ابن عقيد، وآل ابن محامد.
ثمّ قشن، وهي مدينة لا بأس بها، يسكنها آل عفرار، بيت سلطنة المهرة، وهي قاعدة ملكهم في البلاد العربيّة، ولا يزيد عددهم عن ثلاثين رجلا.
وفي قشن ناس من آل باعبده منسوبون إلى العلم، يتوارث القضاء فيهم، والقاضي فيهم لهذا العهد هو: الشّيخ امبارك بن سعيد باعبده، وهو كسلفه لا يحتاج في تنفيذ أحكامه إلى أوامر سلطانيّة، بل يتلقّاها النّاس بالقبول، ويخضعون لها بهيبة الدّين وسلطانه على النّفوس، وأكثر أحكامهم الإصلاح. وبهذا ذكرت ما كان في أيّام الأجداد، وما كان يمثّله من أحوالهم في القضاء شيخنا الوالد علويّ بن عبد الرّحمن السّقّاف؛ فإنّه لم يكن يستمدّ نفوذه من السّلطان، وإنّما يستمدّه من صولة الحقّ ومهابة الدّيانة.
ومن وراء قشن: صقر. ثمّ حصويل، ثمّ رأس الفرتك، ثمّ خيصيت، ثمّ نشطوت، ثمّ خلفوت، ثمّ ضبوت، ثمّ هروت. ثمّ محيفيف، وهي: مرسى الغيضة الّذي كان بها مدفن المنصب السّيّد سالم بن أحمد، وسيأتي في عينات ذكر سبب نجوعه إليها منها وما يتعلّق بذلك، ولا يزال بها جماعة من أعقابه.
منهم: منصبها الآن: السّيّد عليّ بن أحمد.
ومنهم: المعمّر السّيّد عيدروس بن محسن، توفّي بشعبان من سنة (1366 ه) عن نحو من تسعين عاما.
ومنهم: ولده عمر، شابّ نشيط، يخوض غمرات البحور للملاحة، وقد جرت له فيه أمور هائلة في هذه الحرب المشؤومة.
وفيها سادة من آل باعبود.
منهم: قاضيها الآن: السّيّد سالم بن عليّ بن زين باعبود.
وفيها ناس من بيت كلشات وبيت كدّه، كلاهما من المهرة.
ومن وراء محيفيف إلى المشرق: أيروب، ثمّ الفيدميّ، ثمّ الحصن، ثمّ من ورائه متشاملا: مكان الشّيخ محمّد بن عبد الله الجوهريّ، وهو جبل بساحل البحر.
ثمّ الفتك، ثمّ دمقوت، ثمّ جاذب، ثمّ حوف. وهذه كلّها ابتداء من درفات بلاد المهرة.
ثمّ تبتدىء أعمال ظفار، وأوّلها: رخيوت. ثمّ ريسوت السّابق ذكرها عند حصن الغراب، وكلاهما مراس. ثمّ ظفار.
وقد ذكر ابن الحائك بعض هذه المراسي بأسماء تغاير ما هي عليه الآن، فإمّا أن تكون تبدّلت الأسماء، وإمّا أن تكون دثرت تلك وتجدّد غيرها.
فقال: (وأمّا إحاطة البحر باليمن من ناحية دما فطنونى، فالجمجمة، فرأس الفرتك، فأطراف جبال اليحمد وما سقط منها وانغار إلى ناحية الشّحر، فالشّحر، فغبّ القمر، فغبّ الحيس، فغبّ العبب بطن من مهرة، فالحريج، فالأشفار) اه
وفي «القاموس»: (غبّ القمر: موضع بين الشّحر وظفار).
قال بامخرمة: (وهو المعروف اليوم بعثة القمر، وهو موضع خطر، إذا سقطت إليه السّفن.. قلّ أن تسلم) اه وقد سبق أكثر هذا في حصن الغراب، وفي (ص 258) مجلد أول من «معجم ياقوت» [1 / 198]: (الأشفار كأنّه جمع شفر، وهو الحدّ، بلد بالنّجد من أرض مهرة، قريب حضرموت بأقصى اليمن، له ذكر في أخبار الرّدّة) اه
وكثيرا ما تشتبه الأشفار بالأشحار السّابق ذكرها عن بامخرمة في الشّحر، فليتنبّه لذلك.
ولظفار ذكر كثير ب «الأصل» [3 / 43]، وفيه: إمارة السّيّد محمّد بن عقيل السّقّاف. ثمّ إمارة السّيّد فضل بن علويّ مولى خيله، ونزيد هنا: أنّ الّذي قام في توثيق الأمر للسّيّد فضل هو: عوض بن عبد الله الشّنفريّ، الملقّب بعوض الموت، ثمّ كان أكبر الساعين لإبعاده.
وسلطانها اليوم سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركيّ، وهو داخل تحت الحماية الإنكليزيّة من أيام جدّه، إلّا أنّه متمسّك بسائر حقوقه، ولم يظفروا منه بغير مطار في موضع يقال له: صلاله، على مقربة من ظفار، وهو لا يمكّن الإفرنج من الاختلاط برعاياه، ولا بدّ لمن أراد حاجة من سوق ظفار أن يأخذ عسكريّا معه ذهابا وجيئة، ويأخذ العشور في كلّ ما يصلهم في الطّيّارات وغيرها، ولا يبيح لهم التّداخل في شيء ما من أحوال بلاده، ورفض أن يقبل عملتهم بالورق، ولا تزال عملة بلاده بالرّيال الفرانصة إلى اليوم، إلّا أنّه لا يبيح لامرأة من رعاياه أن تتزوّج بغيرهم، وعنده قاضيان: قاض للإباضيّة؛ ومنهم: السّلطان والعائلة المالكة، وقاض شافعيّ هو السّيّد أحمد بن محمّد البيتيّ من آل محمدة بحجر.
وقد عوّد الله أهل ظفار هطول الأمطار من نجم الشّول إلى تمام ثلاثة أشهر بلياليها، لا يتخلّف عنهم هذا الموسم أبدا، وقد تأتيها الأمطار في غير ذلك الوقت، وخيراتها دارّة، وبركاتها كثيرة، ويتحدّث النّاس أنّ بها عود الإكسير.
وفي ظفار ناس من السّادة آل عمر باعمر، وآل الحدّاد، وآل باعبود، وبيت واحد من آل الشّيخ أبي بكر، وقبائل ضواحيها من آل كثير، فمنهم: المراهين، يبلغون ثلاثين رجلا. وآل فاضل، يبلغون عشرين. والشّنافر، يبلغون خمسين. وبيت راس، خمسون. وآل عليّ بن كثير، نحو ستّ مئة رجل.
وممّا يجب أن يلفت النّظر إليه: أنّ الشّنافر بيت من بيوت آل كثير لا يعمّهم فضلا أن يطلق على من سواهم.
وقبائل المهرة كثيرة، يبلغ مجموعها اثني عشر ألف رجل، منهم: آل اليزيديّ، لا ينقصون عن ثمان مئة رجل، وهم بسيحوت. وآل بن كلشات بالغيضة، وحصويل نحوهم. وآل الجدحيّ بقشن، كذلك نحو سبع مئة. وآل ابن عبنان كذلك ببادية الغيضة نحو سبع مئة. وآل عفرار ـ بيت السّلطنة ـ لا يزيدون ـ كما مرّ ـ عن ثلاثين، وهم بقشن، ويتردّدون إلى سيحوت، وأبناء عمّهم في سقطرى.
ولا يوجد بسقطرى من المهرة إلّا القليل؛ لأنّهم يستوبئونها، ولا يعيش من ذهب إليها من مهرة سيحوت وقشن وعتاب أكثر من سنة، ثمّ يعافسه الحمام، ومتى أراد أهل سقطرى مددا لنائبة.. أتاهم في أسرع وقت من سيحوت وأعمالها.
وفي «بستان العجائب»: (أنّ للمهرة محافظة على الصّلوات، ولهم لغة غير العربيّة، يقال: إنّها لغة عاد، وأرضهم طيّبة ذات زرع ونخل وغياض، وأكثرهم بوادي في الجبال) اه.
وفي «الأصل» ما يصدّق هذا عن الجرو، ممّا يدلّ على أنّهم كانوا منتشرين بجبال حضرموت، ولكنّهم أخلوها بالآخرة للمناهيل.. فهم منتشرون فيها اليوم.
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت-عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف-توفي: 1375ه/1956م
3-القاموس المحيط (الجمعليل)
الجُمَعْليلُ، كخُزَعْبيلٍ: مَنْ يَجْمَعُ من كلِّ شيءٍ، وبهاءٍ: الضَّبُعُ، والناقَةُ الهرِمَةُ، أو الشَّديدَةُ الوَثيقَةُ، أو التي كانَتْ رازِمًا ثم انْبَعَثَتْ.وجُمْعُلَةٌ من عَسَلٍ أو سَمْنٍ، بالضم: قَدْرُ جَوْزَةٍ منه.
وامْرَأةٌ مُجَمْعَلَةُ اللَّحْمِ، للمفعول: مُعَقَّدَتُهُ.
وجَماعيلُ، وقد يُشَدَّدُ الميمُ: ة بالقُدْسِ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
4-المعجم المفصل في النحو العربي (باء التوكيد)
باء التّوكيداصطلاحا: الباء الزّائدة التي يؤتى بها لتفيد التّوكيد. وتأتي في المواضع التّالية:
أولا: في الفاعل. وتكون لازمة في صيغة «أفعل به» التّعجّبيّة مثل: «أجمل بالعلم حلية» فيعرب أصحاب هذا الرأي هذا المثل على النحو التالي: «أجمل»: فعل ماض على صورة الأمر مبنيّ على السّكون. «بالعلم»، «الباء»: حرف جرّ زائد.
«العلم» فاعل مرفوع بالضمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لحرف الجرّ. «حلية»: تمييز منصوب. وتكون لازمة، في صيغة «أفعل به» التعجّبيّة، في المفعول به، مثل: «أحبب بالقوم الصالحين» ويعرب المثل على النحو التالي: «أحبب» فعل أمر مبنيّ على السّكون. «بالقوم»، «الباء» حرف جر زائد.
«القوم» مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة لحرف الجرّ. «الصّالحين»: نعت «قوم» مجرور بالياء لأنّه جمع مذكر سالم ولا يجوز حذفها في هذين الموضعين إلّا مع «أنّ»، و «أن» كقول الشاعر:
«وقال نبيّ المسلمين تقدّموا***وأحبب إلينا أن تكون المقدّما»
فقد حذفت «الباء» بعد «أحبب» لأنّه وليها «أن».
وقد يكون دخول «الباء» جائزا على الفاعل في مثل قوله تعالى: {وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا} «كفى»: فعل ماض مبنيّ على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر «بالله»: «الباء» حرف جرّ زائد. «الله» اسم الجلالة فاعل مرفوع بالضّمة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لحرف الجرّ «الباء». و «وليّا»: تمييز منصوب. أما إذا كانت «كفى» بمعنى «وقى» فهي متعدّية إلى مفعولين دون أن تزاد الباء في فاعلها كقوله تعالى: {وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ}.
وقد تزاد «الباء» للضّرورة الشّعرية، كقول الشاعر:
«ألم يأتيك والأنباء تنمي ***بما لاقت لبون بني زياد»
حيث دخلت «الباء» للضّرورة في كلمة «بما».
ومثل:
«ألا هل أتاها والحوادث جمّة***بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا»
ومثل:
«مهما لي اللّيلة مهما ليه ***أودى بنعليّ وسرباليه»
ثانيا: تزاد في المفعول به على غير قياس لكثرتها كقوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقوله تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} وكقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ} وقال ابن مالك: تكثر زيادتها في مفعول «عرف» وتقلّ في مفعول فعل يتعدّى إلى مفعولين، وكقوله تعالى: {تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ}. وكقول الشاعر:
«تبلت فؤادك في المنام خريدة***تسقي الضجيع ببارد بسّام»
ومن زيادتها أيضا في المفعول به قول الشّاعر:
«نحن بني ضبّة أصحاب الفلج ***نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج»
والتقدير: نريد الفرج. وكقول الشاعر:
«كفى بك داء أن ترى الموت شافيا***وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا»
حيث دخلت «الباء» على الضمير المتصل المختص بالمخاطب والواقع في محل نصب مفعول به لفعل «كفى»، وفاعله المصدر المؤوّل من «أن» وما بعدها والتقدير: كفاك رؤية الموت. وقد أولت كثير من الأمثلة التي زيدت فيها «الباء» على المفعول به إما على التّضمين أو على حذف المفعول به كما فسّر على التضمين قوله تعالى: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فضمّن الفعل «تلقوا» معنى «تفضوا» فعدّي بالباء، وفسّر بعضهم هذه الآية بأنّ المفعول به محذوف والباء السّببيّة والتقدير: لا تلقوا أنفسكم بسبب أيديكم.
ثالثا: تزاد الباء في المبتدأ إذا كان كلمة «حسب» فتقول: «بحسبك الدّرهم»، مثل:
«بحسبك أن قد سدت أخزم كلّها***لكلّ أناس سادة ودعائم»
واعتبر بعض النّحاة دخول «الباء» في «كيف بك» أنها داخلة على المبتدأ والتقدير: «كيف أنت؟»، و «كيف بنا» والتقدير: «كيف نحن».
رابعا: تزاد في الخبر، وزيادتها قياسية في خبر «ليس» وأخواتها، كقوله تعالى: {أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ} «بكاف»، «الباء» حرف جرّ زائد «كاف» خبر «ليس» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة لحرف الجر «الباء». وكقوله تعالى: {وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} «بظلّام». «الباء»: حرف جرّ زائد، «ظلّام»: خبر «ما» المشبهة بـ «ليس» منصوب.. وكذلك تزاد في غير قياس في خبر «كان» المنفيّة، مثل: «ما كان الله بظالم للعباد»، وتزاد في غير القياس في خبر «لا» المشبهة بـ «ليس».
مثل:
«وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة***بمغن فتيلا عن سواد بن قارب»
حيث دخلت الباء على خبر «لا» المشبهة بليس «بمغن»: الباء: حرف جرّ زائد «مغن» خبر «لا» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر... ومن دخولها على خبر ناسخ منفي قول الشاعر:
«وإن مدّت الأيدي إلى الزّاد لم أكن ***بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل»
وتزاد «الباء» بعد «هل»، كقول الشاعر:
«يقول إذا اقلولى عليها وأقردت ***ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم»
وتزاد في الخبر الموجب نادرا، كقول الشاعر:
«فلا تطمع أبيت اللّعن فيها***ومنعكها بشيء يستطاع»
خامسا: وتزاد في لفظ «نفس» و «عين» في التوكيد المعنوي، كقوله تعالى: {وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ}.
سادسا: تزاد الباء في الحال المنفيّة تشبيها لها بالخبر، كقول الشاعر:
«فما رجعت بخائبة ركاب ***حكيم بن المسيّب منتهاها»
حيث زيدت «الباء» في الحال المسبوقة بنفي «فما رجعت بخائبة»، «بخائبة»، «الباء» حرف جرّ زائد. «خائبة» حال منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر... ومثل:
«كائن دعيت إلى بأساء داهمة***فما انبعثت بمزؤود ولا وكيل»
فقد وردت «الباء» زائدة في الحال بمزؤود.
ومنهم من يعتبر الباء في البيتين السّابقين ليستا زائدتين بل هما للحال والتقدير: «فما رجعت خائبة» وأوّلوا البيت السّابق فما انبعثت بشخص مزؤود، يعني نفسه وهذا من باب التّجريد أي: ينتزع الانسان من نفسه شخصا آخر يخاطبه.
ملاحظات: 1 ـ ردّ كثيرون معنى الباء إلى معنى واحد هو الإلصاق وجعلوه معنى لا يفارقها وقد تجرّ معها معان أخر. ورفض بعضهم ذلك وقال: الصحيح التّنويع.
2 ـ وافق الكوفيّون على نيابة «الباء» عن غيرها من حروف الجر. اما البصريون فيرون أن يبقى الحرف على معانيه الأولى، إما بتأويل يقبله اللّفظ، أو بتضمين الفعل معنى آخر غير معناه الأصليّ، لكنّه يتعدّى بواسطة حرف الجرّ «الباء»، وإذا لم يتأتّ ذلك يكون الفعل من باب وضع أحد الحرفين موضع الآخر على سبيل الشذوذ. وقد نظم المراديّ معاني الباء في ما يلي:
«بالباء ألصق واستعن أو عدّ أو***أقسم وبعّض، أو فزد أو علّل»
«وأتت بمعنى مع وفي وعلى وعن ***وبها فعوّض إن تشا أو أبدل»
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
5-المعجم المفصل في النحو العربي (علم)
علمهي بمعنى: تيقّن واعتقد، وهي من أفعال القلوب التي تفيد اليقين، وهي من النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين، مثل: «علمت السياحة مفيدة». «السياحة»: مفعول به أول. «مفيدة»: مفعول به ثان، كقول الشاعر:
«علمتك الباذل المعروف فانبعثت ***إليك بي واجفات الشّوق والأمل»
حيث نصب الفعل «علم» مفعولين الأول هو «الكاف» والثاني «الباذل». إليك: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال «بي» جار ومجرور في محل نصب مفعول به لفعل «انبعثت» والتقدير: علمتك صاحب الإحسان لذلك انبعثت بي واجفات الشوق قاصدة إليك.
وقد يكتفي الفعل «علم» بمفعول واحد وذلك بإضافة مصدر المفعول الثاني إلى الأول، مثل: «علمت السباحة مفيدة» فيصير القول: «علمت فائدة السباحة» حيث أضيف مصدر المفعول الثاني «فائدة» إلى المفعول الأول «السباحة»، أو تقول: «علمت أن السباحة مفيدة» فالمصدر المؤول من «أنّ» وما بعدها سدّ مسدّ المفعولين.
وتأتي «علم» بمعنى «عرف». أي: المعرفة المقتصرة على العلم المكتسب بحاسّة من الحواس وبهذا المعنى تنصب مفعولا واحدا، مثل: «علمت الصورة» أي: عرفت الذات المحسوسة التي هي الصورة والمعرفة منصبّة عليها لا على شيء آخر، بخلاف «علم» التي تدل على الذّات وعلى شيء من صفاتها، مثل: «علمت من سياق الكلام الحرب قائمة» والتقدير: علمت الحرب وأنها قائمة. إذ لا فرق بين الفعلين من ناحية المعنى إنما «عرف» تنصب مفعولا واحدا و «علم» تنصب مفعولين. وتأتي «علم» بمعنى «انشقّ» فهو لازم لا ينصب مفعولا به، مثل: «علم البعير» أي: انشقّت شفته العليا؟وتأتي «علم» بمعنى «ظنّ» كقوله تعالى: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ} حيث أتت «علم» بمعنى: «ظنّ». وقد يكون معناها القسم غير الصريح، كقول الشاعر:
«ولقد علمت لتأتينّ منيّتي ***إنّ المنايا لا تطيش سهامها»
والقسم مستفاد من «اللام» القسميّة. وجواب القسم هو جملة «لتأتينّ منيتي» في محل نصب سدّت مسدّ مفعولي علمت.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
6-الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (الطاوية-الأديان الشرقية)
الطاويةالتعريف:
الطاوية إحدى أكبر الديانات الصينية القديمة التي ما تزال حية إلى اليوم إذ ترجع إلى القرن السادس قبل الميلاد، تقوم في جوهر فكرتها على العودة إلى الحياة الطبيعية والوقوف موقفًا سلبيًا من الحضارة والمدنية. كان لها دور هام في تطوير علم الكيمياء منذ آلاف السنين وذلك من خلال مسيرتها في البحث في إكسير الحياة ومعرفة سر الخلود.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
يعتقد بأن لوتس Laotse الذي كان ميلاده عام 507 ق.م هو صاحب مذهب الطاوية التي تُرجع بعض معتقداتها إلى زمن سحيق. وقد وضع كتابه طاو – تي – تشينغ Tao – te – ching أي كتاب طريق القوة. وقد التقى به كونفوشيوس فأخذ عنه أشياء وخالفه في أشياء أخرى.
بقيت الطاوية خلال أكثر من ألفي سنة تؤثر في الفكر الصيني وفي التغيرات التاريخية الصينية.
ظهر شوانغ تسو الذي يرجع إلى القرن الرابع والثالث قبل الميلاد زاعمًا بأن لوتس كان أحد المعلمين السماويين، كما قام بشرح كتاب معلمه لوتس مضيفًا إليه شيئًا من فلسفته.
لقد نمت الطاوية المنظمة في منطقة جبال شي شوان قبل غيرها.
في عام 142م زعم شانغ طاولينغ أنه قد جاءه الوحي من الرب تعالى بأن يتحمل تبعات إصلاح الدين الطاوي، وأنه قد ارتقى وسمي المعلم السماوي. وقاد ذلك التنظيم الذي صار تبعًا لسلالته الذين عرفوا بالمعلمين السماويين.
في القرن الثاني الميلادي انتشرت الطاوية الشعبية بفضل حركة السلم الكبير Tai-ping وقد كان للمعلمين السماويين دور كبير في نشرها.
في عام 220م زالت أسرة هان مما أدى إلى انقسام الصينيين إلى ثلاثة أقسام الأمر الذي ترك أثره على الاختلافات الدينية الإقليمية فيما بينهم.
عقب سقوط أسرة هان، وفي القرنين الثالث والرابع الميلاديين ظهرت الطاوية الجديدة.
في عام 406- 477م ظهر المصلح لوهيوشنغ الذي يرجع إليه مفهوم القانون الكنسي لجميع الكتب المقدسة الطاوية.
مؤسسو أسرتي تانغ 618 – 907م ومينغ 1368 – 1644م قد استخدموا التنبؤات الطاوية والسحر لكسب التأييد الشعبي.
تدَّعي عائلة شانغ الحالية للمعلمين السماويين بأنها من سلالة شانغ طاو لينغ المعلم السماوي الأول الذي ظهر أيام أسرة هان.
الأفكار والمعتقدات:
الكتب:
- كتاب لوتس المسمى طاو – تي تشينغ لم يكن ليكتب لولا رجاء حارس الممر ين شي الذي طلب من المعلم الشيخ أن يدون أفكاره. وهذا الكتاب مجموعة قطع أدبية تحيط بطبيعة طاو كما تشمل قواعد عامة وأمثلة للحاكم الذي يمتلك زمام أمر الطاو، وهو كتاب غامض في كثير من عباراته إ
- شوانغ تسو: بحث في النظرة الطاوية الفلسفية، كما أجرى مقابلة بين السماء والبشر، وبين الطبيعة والمجتمع، طالبًا من الطاويين طرح كل الحيل المصطنعة، وفيه قصص عن بشر كاملين يستطيعون الطيران هم الخالدون الذين لا يتأثرون بالعناصر الطبيعية ولا يمسهم حر ولا قر، أص
- كتاب هوانغ – تي – ني – تشينغ وهو من القرن الثالث قبل الميلاد، فيه تجارب على بعض المعادن والنباتات والمواد الحيوانية وذلك انطلاقًا من اهتمامهم بالمحافظة على الصحة وإطالة الحياة.
- كتاب باو – بو – تسو الذي انتهوا من تأليفه عام 317م يبحث في علوم الكيمياء القديمة وفيه محاولات لتحويل المعادن إلى ذهب وإطالة الحياة بواسطة بعض الأكاسير.
- لهم أدب فلسفي وديني سري، قسم منه يعود إلى القرن الرابع والقرن الثاني قبل الميلاد ويركز على إقناع الحكام، وقسم يبدأ منذ نهاية القرن الثاني الميلادي وهو يمثل حركات دينية منظمة وينتقل من الشيخ إلى تلاميذه من أداء القسم للمحافظة على سريته.
فكرتهم عن الإله:
- الإله – لديهم – ليس بصوت، ولا صورة، أبدي لا يفنى، وجوده سابق وجود غيره وهو أصل الموجودات، وروحه تجري فيها.
- إن طاو هو المطلق الكائن، وهو مراد الكون، إنه ليس منفصلًا عن الكون بل هو داخل فيه دخولًا جوهريًّا، انبثقت عنه جميع الموجودات.
- إنهم يؤمنون بوحدة الوجود إذ أن الخالق والمخلوق شيء واحد لا تنفصل أجزاؤه وإلا لاقى الفناء.
- إن نظرتهم إلى الإله قريبة جدًّا من مذهب الحلولية الذي يذهب إلى أن الخالق حالٌّ في كل الموجودات، كما أن الخالق لا يستطيع أن يتصرف أو يعمل إلا بحلوله في الأشياء.
- يؤمنون بالقانون السماوي الأعظم الذي هو أصل الحياة والنشاط والحركة لجميع الموجودات في السماء والأرض.
- يرى شونغ تسي بأن الإنسان قد جاء إلى الوجود مع الكون، فهو يحب الله ولكنه يحب المصدر الذي جاء منه الله أكثر من حبه الله، فهو تصور يدل على أنهم يعتقدون بأن هناك مبدأ قبل الله – تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا-
الاحتفالات الدينية والطقوس الطاوية:
- هناك طقس شيو Chioo وهو أقدم الطقوس إذ هو تجديد لعلاقة الجماعة بالآلهة، ولا يزال هذا الطقس موجودًا في تايوان إلى اليوم.
- هناك طقوس لتنصيب الكهنة، وأخرى عند ميلاد الآلهة.
- بعض الكهنة يمارسون طقوسًا معينة في مناسبات الدفن والزواج والولادة.
- من طقوسهم معالجة المريض وذلك بإدخاله إلى غرفة هادئة يقضي فيها بعض الوقت متأملًا منشغلًا بذنوبه، كما يقوم بعضهم باستعمال الوسطاء الذين يسترخون في سبات ويزعمون أنهم يقومون بنقل آراء الآلهة أو الأموات أو الأقارب.
- حرق البخور موضوع أساسي لكل عبادة طاوية فضلًا عن استعمال الخناجر والماء المسحور والموسيقى، والأقنعة والكتب المقدسة.
أفكار طاوية أخرى:
- إنهم متصوفة، إذ إنه يجب على الطاوي أن ينظف نفسه من جميع المشاغل والشوائب ليوجد في داخله فراغًا هو في الحقيقة الامتلاء نفسه، وذلك بالوصول إلى الحقائق المجردة، ويتم ذلك عن طريق التجرد من الماديات ليصبح الإنسان روحًا خالصًا.
- أعلى مراتب التصوف هي مرحلة الوحدة التامة بين ألفرد والقانون الأعظم وذلك بحصول اندماج بين المتصوف والذات العليا لتصيرا شخصية واحدة.
- إذا ارتقى الإنسان إلى المعرفة الحقة عندها يستطيع أن يصل إلى الحالة الأثيرية حيث لا موت ولا حياة.
- أن الطاوية تتجه اتجاهًا سلبيًا – على عكس الكونفوشيوسية – ذلك لأن الفضيلة لديهم تكمن في عدم العمل والاقتصاد على التأمل داعين إلى الحياة على الجبال المقدسة وقرب الجزر النائية.
- إنهم يهاجمون الشرائع والقوانين والعلم وما إلى ذلك من مظاهر المدنية التي عملت على إفساد فطرة الإنسان الذي ولد خَيِّرًا. أن مثلهم الأعلى في ذلك هو في العودة إلى النظام الطبيعي المتميز بنقاء الفطرة وسلامتها.
- اهتم الطاويون بطول العمر، ويعتبر التقدم في السن دليلًا على القداسة حتى صار من أهداف التصوف الطاوي السعي لإطالة العمر والخلود، وقد ذهب بعضهم إلى ادعاء إمكانية إطالة العمر مئات السنين. وأفضل الخالدين – في نظرهم – هم الذين يصعدون إلى السماء في وضح النهار،
- هذا الاهتمام في البحث عن إكسير الحياة كان عاملًا مهمًّا في تقدم الطب والكيمياء على أيديهم فضلًا عن السحر والشعوذة والدجل مما أدى إلى ثراء الكهنة ثراءً فاحشًا.
- إنهم يؤكدون حرصهم على التعاليم الأخلاقية وعلى ضرورة المشاركة في الاحتفالات الجماعية الموسمية.
- ليس لديهم بعث ولا حساب، إنما يكافأ المحسن بالصحة وبطول العمر بينما يجازى المسيىء بالمرض وبالموت المبكر.
الجذور الفكرية والعقائدية:
المفاهيم الطاوية ترجع إلى زمن سحيق لكنها تبلورت على يد مؤسسها لوتس.
هناك عوامل تأثر وتأثير بين الطاوية والكنفوشيوسية والبوذية بسبب توطن هذه الديانات في منطقة واحدة متجاورة، حيث يمكن ملاحظة فكرة التصوف التي يعبر عنها بأساليب مختلفة ولكن في مضمون واحد.
الطاوية أقرب إلى الكنفوشيوسية منها إلى البوذية.
أخذ الطاويون عن البوذيين بناء الأديرة وتقرير الرهبنة والعزوبية.
يذكر دوان في كتابه خرافات التوراة وما يماثلها في الديانات الأخرى (ص172)، بأن في الطاوية تثليث، فطاو هو العقل الأزلي الأول، انبثق من واحد، ومن هذا انبثق ثالث كان مصدر كل شيء.
الانتشار ومواقع النفوذ:
في عام 1958م أُعلن أن ثلاثين ألفًا من الكهنة الطاويين لا يزالون ناشطين في مختلف أنحاء الصين. ومعلوم أن الثقافة الصينية التقليدية ما تزال الطاوية حية فيها.
في عام 1949م هرب أخر المعلمين السماويين شانغ اين بو إلى تايوان، وفي عام 1960م انبعثت هذه الديانة من جديد وظهرت المعابد الطاوية الضخمة كمعبد شهنان قرب تايبيه والذي يضم تمثال لو يونغ ين الذي تقمصته روح إله الطاو كما يزعمون، وفي عام 1970 مات هذا المعلم السماوي ليخلفه ابنه شانغ يوان هسين.
توجد فئات طاوية في بعض نواحي ماليزيا وبينيانغ وسنغافورة وبانكوك.
تعتبر اليابان من أوسع البلاد علمًا بالطاوية في أيامنا الحالية.
أما تايوان فهي أهم ملجأ للطاوية في القرن العشرين بسبب الهجرة الطاوية إليها في القرنين السابع عشر والثامن عشر.
ويتضح مما سبق:
أن الطاوية ديانة صينية مؤسسها الفيلسوف لوتس الذي رأى أن الخير في الزهادة والاعتزال والعفو والتسامح مع الناس وعدم مقابلة السيئة بالسيئة. ولم يثبت أنها ديانة سماوية.
الجينية
التعريف:
الجينية ديانة منشقة عن الهندوسية، ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد على يدي مؤسسها مهافيرا وما تزال إلى يومنا هذا. إنها مبنية على أساس الخوف من تكرار المولد، داعية إلى التحرر من كل قيود الحياة والعيش بعيدًا عن الشعور بالقيم كالعيب والإثم والخير والشر. وهي تقوم على رياضات بدنية رهيبة وتأملات نفسية عميقة بغية إخماد شعلة الحياة في نفوس معتنقيها.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
يعتقد الجينيون أن ديانتهم ساهم في تأسيسها 24 ترنكارًا أو جينًا، حيث يظهر كل منهم في نصف دورة زمنية بدأت منذ الأزل. وسوف تستمر إلى ما لا نهاية. كان أول هؤلاء هو ريشابها أو أديناثا. ويعتبر وجود هؤلاء الجينيات من قبيل الأساطير التي لم تثبت تاريخيًّا.
نيميناثا أو أريشتمانيمي: هو الجيني الثاني والعشرون ويعتبرونه ابن عم كرشنا، ووصل إلى مرحلة النيرفانا (الخلاص) في مدينة سوراسترا في ولاية كوجرات.
برشفا ابن ملك فاراناس يعتبر الجيني الثالث والعشرين، وهو أول الشخصيات التاريخية. عاش في القرن الثامن قبل الميلاد.
يعتبر مهافيرا المؤسس الحقيقي للجينية، وقد ولد عام 599 ق.م وترهبن في سن الثلاثين، وعلى يديه تبلورت معتقداته التي ما تزال قائمة إلى يومنا هذا، وقد سار بدعوته بنجاح حتى بلغ الثانية والسبعين من العمر، وتوفي عام 527 ق.م.
- ينحدر مهافيرا من أسرة من طبقة الكاشتر المختصة بشؤون السياسة والحرب.
- أبوه سدهارتها أمير مدينة في ولاية بيهار، ومهاويرا هو الابن الثاني له.
- عاش حياته الأولى في كنف والديه متمتعًا بالخدم والملذات العادية، وكان شديد التقدير والاحترام لوالديه، تزوج ورزق بابنة.
- لما توفي والده، استأذن أخاه في التخلي عن ولاية العهد والتنازل عن الملك والألقاب.
- حلق رأسه ونزع حليَّه، وخلع ملابسه الفاخرة، وبدأ مرحلة الزهد والخلوة والتبتل، وكانت سنه آنذاك ثلاثين عامًا.
- صام يومين ونصف يوم، ونتف شعر جسده، وهام في البلاد عاريًا مهتمًا بالرياضات الصعبة والتأملات العميقة.
- اسمه الأصلي فردهامانا لكن أتباعه يسمونه مهافيرا ويزعمون أن هذا الاسم من اختيار الآلهة له ومعناه البطل العظيم، ويطلقون عليه كذلك جينا أي القاهرة لشهواته والمتغلب على رغباته المادية.
- يدعي أتباع هذه الطائفة بأن الجينية ترجع إلى ثلاثة وعشرين جينيًا، ومهافيرا هو الجيني الرابع والعشرون.
- تلقى مهافيارا علومه على يدي بارسواناث الذي يعتبرونه الجيني الثالث والعشرين، وقد أخذ عنه مبادىء الجينية، وخالفه بعد ذلك في بعض الأمور، وزاد على هذه الطريقة شيئًا استخلصه من تجاربه وخبرته مما جعله المؤسس الحقيقي لها.
- غرق في تأملاته ورهبانيته وعرى جسده هائمًا في البلاد لمدة ثلاثة عشر شهرًا مداومًا على مراقبة نفسه في صمت مطبق، يعيش على الصدقات التي تقدم إليه. حصل بعدها على الدرجة الرابعة مباشرة إذ كان مزودًا بثلاثة منها أصلًا كما يقولون.
- تابع بعد ذلك رحلة عدم الإحساس حتى حصل على الدرجة الخامسة وهي كما يزعمون درجة العلم المطلق ووصوله إلى مرحلة النجاة.
- بعد سنة من الصراع والتهذيب النفسي فاز بدرجة المرشد، وبدأ بذلك مرحلة الدعوة لمعتقده، فدعا أسرته ثم عشيرته، ثم أهل مدينته، ومن ثم دعا الملوك والقواد، فوافقه كثير منهم لما في دعوته من ثورة على البراهمة.
- استمر بدعوته حتى بلغ الثانية والسبعين حيث توفي سنة 527 ق.م. مخلفًا وراءه خطبًا وأتباعًا ومذهبًا.
أرياشاما: عاش في القرن الرابع بعد مهافيرا.
كونداكاوندا أكياريا: تقدره فرقة الديجامبرا وكتب بعض الكتب والشروح، عاش في القرون المسيحية الأولى.
انقسمت الجينية بعده إلى عدة أقسام وصلت إلى ثمان فرق أو أكثر، أهمها الآن:
- ديجامبرا: أي أصحاب الزيِّ السماوي العراة، وهم طبقة الخاصة الذين يميلون إلى التقشف والزهد ومعظمهم من الكهان والرهبان والمتنسكين الذين يتخذون من حياة مهاويرا قدوة لهم، وقد انقسموا مؤخرًا إلى عدد من الفرق.
- سويتامبرا: أي أصحاب الزي الأبيض، وهم طبقة العامة المعتدلون الذين يتخذون من حياة مهاويرا الأولى في رعاية والديه نبراسًا لهم حيث كان يتمتع حينها بالخدم والملذات، إذ يفعلون كل أمر فيه خير ويبتعدون عن كل أمر فيه شرّ أو إزهاق لأرواح كل ذي حياة، يلبسون الثياب
أقبل الملوك والحكام في الهند على اعتناق الجينية مما سجل انتصارًا على العصر الويدي الهندوسي الأول، ذلك أنها تدعو إلى عدم إيقاع الأذى بذي روح مطلقًا، كما توجب أن يطيع الشعب حاكمه وتقضي بذبح من يتمرد على الحاكم أو يعصي أوامره، فصار لهم نفوذ كبير في بلاط كثير من الملوك والحكام في العصور الوسطى.
- نالوا كثيرًا من الاحترام والتقدير أيام الحكم الإسلامي للهند، وقد بلغ الأمر بالإمبراطور أكبر الذي حكم الهند من 1556 – 1605م أن ارتد عن الإسلام واعتنق بعض معتقدات الجينية واحتضن معلم الجينية هيراويجيًا مطلقًا عليه لقب معلم الدنيا.
الأفكار والمعتقدات:
الكتب:
- نزل مهاويرا قبل موته في مدينة بنابوري في ولاية تَبْنا وألقى خمسًا وخمسين خطبة، وأجاب عن ستة وثلاثين سؤالًا. فهذه الخطب وتلك الأسئلة أصبحت كتابهم المقدس.
- يضاف إلى ذلك الخطب والوصايا المنسوبة للمريدين والرهبان والنسَّاك الجينيين.
- انتقل تراثهم مشافهة، وقد حاولوا تدوينه في القرن الرابع قبل الميلاد لكنهم فشلوا في جمع كلمة الناس حول ما كتبوه، فتأجلت كتابته إلى سنة 57م.
- في القرن الخامس الميلادي اجتمع كبار الجينيين في مدينة ويلابهي حيث قاموا بتدوين التراث الجيني باللغة السنسكريتية في حين أن لغته الأصلية كانت أردها مجدى.
- ويوجد الآن عدد من الكتب والشروح والأساطير الكثيرة يختلف الاعتراف بها من طائفة إلى أخرى.
الإله:
- الجينية في الأصل ثورة على البراهمة، لذا فإنهم لا يعترفون بآلهة الهندوس وبالذات الآلهة الثلاثة (برهما – فشنو – سيفا)، ومن هنا سميت حركتهم بالحركة الإلحادية.
- لاتعترف الجينية بالروح الأكبر أو بالخالق الأعظم لهذا الكون لكنها تعترف بوجود أرواح خالدة.
- كل روح من الأرواح الخالدة مستقلة عن الأخرى ويجري عليها التناسخ.
- لم يستطيعوا أن يتحرروا تحررًا كاملًا من فكرة الألوهية، فاتخذوا من مهافيرا معبودًا لهم وقرنوا به الجينيات الثلاثة والعشرين الآخرين لتكمل في أذهانهم صورة الدين وليسدوا الفراغ الذي أحدثه عدم اعترافهم بالإله الأوحد.
- خلق المسالمة والمجاملة دفعهم إلى الاعتراف بآلهة الهندوس (عدا الآلهة الثلاثة) ثم أخذوا يجلّونها، لكنهم لم يصلوا بها إلى درجة تقديس البراهمة لها، ودعوا كذلك إلى احترام براهمة الهندوس باعتبارهم طائفة لها مكانتها في الدين الهندوسي.
- لا توجد لديهم صلاة، ولا تقديم قرابين، ولا يعترفون بالطبقات، بل هم ثورة عليها، إذ ليس لديهم سوى طبقتي الخاصة والعامة. ولم يجعلوا لخاصتهم من الرهبان أية امتيازات مما جعل الرهبنة ذات مشقة وتضحية وتكليف ذاتي.
من معتقداتهم الأخرى:
الكارما:
- الكارما لديهم كائن مادي يخالط الروح ويحيط بها ولا سبيل لتحرير الروح منها إلا بشدة التقشف والحرمان من الملذات.
- يظل الإنسان يولد ويموت ما دامت الكارما متعلقة بروحه ولا تطهر نفسه حتى تتخلص من الكارما حيث تنتهي رغباته وعندها يبقى حيًّا خالدًا في نعيم النجاة. وهي مرحلة النيرفانا أو الخلاص التي قد تحصل في الدنيا بالتدريب والرياضة أو بالموت.
النجاة:
- إنها تعني الفوز بالسرور الخالد الخالي من الحزن والألم والهموم، وتعني التطهر من أدران الحيوانية المادية، إنها ترمي إلى التخلص من تكرار المولد والموت والتناسخ.
- طريق الوصول إلى النجاة يكون بالتمسك بالخير والابتعاد عن الشرور والذنوب والآثام، ولا يصل إليها الإنسان إلا بعد تجاوز عوائق ومتاعب الحياة البشرية بقتل عواطفه وشهواته.
- الشخص الناجي مكانه فوق الخلاء الكوني، إنها نجاة أبدية سرمدية.
تقديس كل ذي روح:
- يقدسون كل ما فيه روح تقديسًا عجيبًا.
- يمسك بعض الرهبان بمكنسة ينظف بها طريقه أو مجلسه خشية أن يطأ شيئًا فيه روح.
- يضع بعضهم غشاءً على وجهه يتنفس من خلاله خوفًا من استنشاق أي كائن حي من الهوام العالقة في الهواء.
- لا يعملون في الزراعة حذرًا من قتل الديدان والحشرات الصغيرة الموجودة في التربة.
- يذبحون الحيوانات، ولا يأكلون لحومها وهم نباتيون.
- لا يشتركون في معركة ولا يدخلون في قتال خوفًا من إراقة الدماء وقتل الأحياء من البشر فهم مسالمون بعيدون عن كل مظاهر العنف.
العواف:
- يجب قهر العواطف والمشاعر جميعًا، حتى لايشعر الراهب بحب أو كره، بحزن أو سرور، بحرّ أو برد، بخوف أو حياء، بخير أو شرّ، بجوع أو عطش، فيجب أن يصل إلى درجة الخمود والجمود والذهول بحيث تقتل في نفسه جميع العواطف البشرية.
- ترى أحدهم ينتف شعر جسده دون أن يشعر بأي ألم في ذلك.
العري:
- قمة قتل العواطف هي الوصول إلى مرحلة العري الذي يعتبر أبرز مظاهر الجينية حيث يمشي الشخص في الشوارع بدون كساء يستر جسده من غير شعور بالحرج أو الحياء أو الخجل. وهذا تطبقه فرقة ديجامبرا من الجينية.
- الرهبان يعيشون عراة، وذلك نابع من فكرة نسيان العار أو الحياء مما يمكنه من اجتياز الحياة إلى مرحلة النجاة والخلود.
- إذا تذكر الإنسان العاري الحياة والحسن والقبح فذلك يعني أنه مازال متعلقًا بالدنيا مما يحجبه عن الفوز والنجاة.
- الشعور بالحياء يتضمن تصور الإثم، وعدم الشعور بالحياء معناه عدم تصور الإثم. فمن أراد الحياة البريئة البعيدة عن الشعور بالآلام فما عليه إلا أن يعيش عاريًا متخذًا من السماء والهواء كساء له.
الجذور الفكرية والعقائدية:
الجينية ثورة على الهندوسية مستنكرة آلهتها وطبقاتها، لكنها لم تستطع أن تتحرر من طابعها العام ومن سماتها البارزة فاتخذت لنفسها آلهة خاصة بها.
الفكر الجيني يقوم أصلًا على أفكار هندوسية كالانطلاق، والكارما، والنجاة، والتناسخ وتكرار المولد، والدعوة إلى السلبية مع صبغ هذه المفاهيم بالصبغة الجينية وتطويرها لتلائم المعتقد الجيني.
تَدَّعي الجينية بأن فلسفتها ترجع إلى الجيني الأول الذي كان حيًّا في التاريخ البعيد، وإلى جيناتها الذين تتابعوا واحدًا إثر الآخر حتى كان الجيني الثالث والعشرون بارسواناث؛ والرابع والعشرون مهافيرا الذي استقرت على يديه معالم هذه الديانة التي تشكلت خلال مرحلة طويلة من الزمن.
كان ظهورها مواكبًا لظهور البوذية، وكلتاهما ثورتان داخل الفكر الهندوسي.
يعتقد بأن النصرانية قد أخذت عن الجينية فكرة الصيام عن كل ما فيه حياة إذ إنهم يصومون عن اللحوم وعن جميع المشتقات الحيوانية لأيام معدودة ويعيشون خلال ذلك على الأطعمة النباتية.
الانتشار ومواقع النفوذ:
لم تخرج الجينية من الهند، فمعابدهم منتشرة في كلكتا ودلوارا، ولهم معابد في كهجورا وجبل آبو، وهي تعدُّ من عجائب الدنيا زينة وزخرفة، وفي القرن الثاني قبل الميلاد نحتوا كهفهم العظيم المسمى هاتي كنبا في منطقة إدريسه ولهم كهوف أخرى منتشرة في أنحاء الهند مما يدل على براعتهم في نحت التماثيل ورسوخ قدمهم في فن معمار المعابد وزخرفتها وتزيينها بالنقوش العجيبة. يبلغ تعدادهم الحالي حوالي المليون نسمة يعملون في التجارة وإقراض البنوك، فمعظمهم من الأغنياء مما ساعدهم على نشر الكتب والتأثير على الثقافة الهندية.
ويتضح مما سبق:
أن الجينية حركة عقلية متحررة مطبوعة بطابع الذهن الهندوسي العام، فمنشؤها الزهد والتقشف، وطريقتها الرياضة الشاقة، ومظهرها الرهبانية، وهم يعترفون بآلهة الهندوس، ويعيشون شبه عراة، معرضين أجسامهم لظواهر الطبيعة، وأحيانًا يلجئون إلى قطع الروابط بالحياة عن طريق الانتحار، ويعتبرونه غاية لا تتاح إلا للخاصة من الرهبان.
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة-الندوة العالمية للشباب الإسلامي-صدرت: 1418هـ/1997م
7-موسوعة الفقه الكويتية (استماع 2)
اسْتِمَاع -2د- الِاسْتِمَاعُ إلَى الْهَجْوِ وَالنَّسِيبِ:
23- يُشْتَرَطُ فِي الْكَلَامِ- سَوَاءٌ أَكَانَ مَوْزُونًا (كَالشِّعْرِ) أَمْ غَيْرَ مَوْزُونٍ، مُلَحَّنًا (كَالْغِنَاءِ) أَمْ غَيْرَ مُلَحَّنٍ- حَتَّى يَحِلَّ اسْتِمَاعُهُ أَلاَّ يَكُونَ فَاحِشًا، وَلَيْسَ فِيهِ هَجْوٌ، وَلَا كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَا عَلَى الصَّحَابَةِ، وَلَا وَصْفُ امْرَأَةٍ مُعَيَّنَةٍ، فَإِنِ اُسْتُمِعَ إلَى شَيْءٍ مِنَ الْكَلَامِ فِيهِ شَيْءٌ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ، فَالْمُسْتَمِعُ شَرِيكُ الْقَائِلِ فِي الْإِثْمِ.
أَمَّا هِجَاءُ الْكُفَّارِ وَأَهْلِ الْبِدَعِ فَذَلِكَ جَائِزٌ، وَقَدْ «كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ شَاعِرُ رَسُولِ اللَّهِ يُهَاجِي الْكُفَّارَ بِعِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- أَوْ أَمْرِهِ، وَقَدْ قَالَ لَهُ- عليه الصلاة والسلام-: اُهْجُهُمْ أَوْ هَاجِهِمْ وَجِبْرِيلُ مَعَكَ»
وَأَمَّا النَّسِيبُ فَإِنَّهُ لَا شَيْءَ فِيهِ، وَقَدْ كَانَ يُقَالُ أَمَامَ رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ يَسْتَمِعُ إلَيْهِ «فَقَدِ اسْتَمَعَ (((إلَى قَصِيدَةِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ: إلَى قَصِيدَةِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ
مَعَ مَا فِيهَا مِنَ النَّسِيبِ.
النَّوْعُ الثَّانِي:
اسْتِمَاعُ صَوْتِ الْحَيَوَانِ:
24- اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ اسْتِمَاعِ أَصْوَاتِ الْحَيَوَانَاتِ، سَوَاءٌ كَانَتْ هَذِهِ الْأَصْوَاتُ قَبِيحَةً كَصَوْتِ الْحِمَارِ وَالطَّاوُوسِ وَنَحْوِهِمَا، أَوْ عَذْبَةً مَوْزُونَةً كَأَصْوَاتِ الْعَنَادِلِ وَالْقَمَارِيِّ وَنَحْوِهَا، قَالَ الْغَزَالِيُّ: فَسَمَاعُ هَذِهِ الْأَصْوَاتِ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَحْرُمَ لِكَوْنِهَا طَيِّبَةً أَوْ مَوْزُونَةً، فَلَا ذَاهِبَ إلَى تَحْرِيمِ صَوْتِ الْعَنْدَلِيبِ وَسَائِرِ الطُّيُورِ.
النَّوْعُ الثَّالِثُ:
اسْتِمَاعُ أَصْوَاتِ الْجَمَادَاتِ:
25- إِذَا انْبَعَثَتْ أَصْوَاتُ الْجَمَادَاتِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهَا أَوْ بِفِعْلِ الرِّيحِ فَلَا قَائِلَ بِتَحْرِيمِ اسْتِمَاعِ هَذِهِ الْأَصْوَاتِ.
أَمَّا إِذَا انْبَعَثَتْ بِفِعْلِ الْإِنْسَانِ، فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ غَيْرَ مَوْزُونَةٍ وَلَا مُطْرِبَةٍ، كَصَوْتِ طَرْقِ الْحَدَّادِ عَلَى الْحَدِيدِ، وَصَوْتِ مِنْشَارِ النَّجَّارِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَلَا قَائِلَ بِتَحْرِيمِ اسْتِمَاعِ صَوْتٍ مِنْ هَذِهِ الْأَصْوَاتِ.
وَإِمَّا أَنْ يَنْبَعِثَ الصَّوْتُ مِنَ الْآلَاتِ بِفِعْلِ الْإِنْسَانِ مَوْزُونًا مُطْرِبًا، وَهُوَ مَا يُسَمَّى بِالْمُوسِيقَى.فَتَفْصِيلُ الْقَوْلِ فِيهِ كَمَا يَلِي:
أَوَّلًا- اسْتِمَاعُ الْمُوسِيقَى:
26- إنَّ مَا حَلَّ تَعَاطِيهِ (أَيْ فِعْلُهُ) مِنَ الْمُوسِيقَى وَالْغِنَاءِ حَلَّ الِاسْتِمَاعُ إلَيْهِ، وَمَا حَرُمَ تَعَاطِيهِ مِنْهُمَا حَرُمَ الِاسْتِمَاعُ إلَيْهِ، لِأَنَّ تَحْرِيمَ الْمُوسِيقَى أَوِ الْغِنَاءِ لَيْسَ لِذَاتِهِ، وَلَكِنْ لِأَنَّهُ أَدَاةٌ لِلْإِسْمَاعِ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا قَوْلُ الْغَزَالِيِّ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنْ شِعْرِ الْخَنَا، وَالْهَجْوِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ: فَسَمَاعُ ذَلِكَ حَرَامٌ بِأَلْحَانٍ وَبِغَيْرِ أَلْحَانٍ، وَالْمُسْتَمِعُ شَرِيكٌ لِلْقَائِلِ.وَقَوْلُ ابْنِ عَابِدِينَ: وَكُرِهَ كُلُّ لَهْوٍ وَاسْتِمَاعُهُ.
أ: الِاسْتِمَاعُ لِضَرْبِ الدُّفِّ
وَنَحْوِهِ مِنَ الْآلَاتِ الْقَرْعِيَّةِ:
27- اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى حِلِّ الضَّرْبِ بِالدُّفِّ وَالِاسْتِمَاعِ إلَيْهِ، عَلَى تَفْصِيلٍ فِي ذَلِكَ، هَلْ هَذِهِ الْإِبَاحَةُ هِيَ فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِهِ، أَمْ هِيَ فِي الْعُرْسِ دُونَ غَيْرِهِ؟ وَهَلْ يُشْتَرَطُ فِي ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الدُّفُّ خَالِيًا مِنَ الْجَلَاجِلِ أَمْ لَا يُشْتَرَطُ ذَلِكَ؟ وَسَتَجِدُ ذَلِكَ التَّفْصِيلَ فِي مُصْطَلَحِ (مَعَازِفُ) (وَسَمَاعٌ).
وَاسْتَدَلُّوا عَلَى ذَلِكَ بِمَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الدُّفُّ وَالصَّوْتُ فِي النِّكَاحِ».
وَبِمَا رَوَتْ عَائِشَةُ- رضي الله عنها- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ، وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالْغِرْبَالِ».وَمَا رَوَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذٍ قَالَتْ: «دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- غَدَاةَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ عَلَى فِرَاشِي، وَجُوَيْرِيَاتٌ يَضْرِبْنَ بِالدُّفِّ يَنْدُبْنَ مَنْ قُتِلَ مِنْ آبَائِي يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: يَوْمَ بَدْرٍ، حَتَّى قَالَتْ إِحْدَاهُنَّ:
وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ
فَقَالَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم-: لَا تَقُولِي هَكَذَا وَقَوْلِي كَمَا كُنْتِ تَقُولِينَ».
28- وَأَلْحَقَ الْمَالِكِيَّةُ، وَالْحَنَفِيَّةُ، وَالْغَزَالِيُّ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ بِالدُّفِّ جَمِيعَ أَنْوَاعِ الطُّبُولِ- وَهِيَ الْآلَاتُ الْفَرْعِيَّةُ- مَا لَمْ يَكُنْ اسْتِعْمَالُهَا لِلَهْوٍ مُحَرَّمٍ.
وَاسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ- كَالْغَزَالِيِّ مَثَلًا- الْكُوبَةَ، لِأَنَّهَا مِنْ آلَاتِ الْفَسَقَةِ.
وَاسْتَثْنَى الْحَنَفِيَّةُ مِنْ ذَلِكَ الضَّرْبُ بِالْقَضِيبِ.قَالَ ابْنُ عَابِدِينَ: ضَرْبُ النَّوْبَةِ لِلتَّفَاخُرِ لَا يَجُوزُ، وَلِلتَّنْبِيهِ فَلَا بَأْسَ بِهِ، وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ بُوقُ الْحَمَّامِ وَطَبْلُ الْمُسَحِّرِ، ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا يُفِيدُ أَنَّ آلَةَ اللَّهْوِ لَيْسَتْ مُحَرَّمَةً بِعَيْنِهَا بَلْ لِقَصْدِ اللَّهْوِ فِيهَا، إمَّا مِنْ سَامِعِهَا، أَوْ مِنَ الْمُشْتَغِلِ بِهَا، وَبِهِ تُشْعِرُ الْإِضَافَةُ- يَعْنِي إضَافَةَ الْآلَةِ إلَى اللَّهْوِ- أَلَا تَرَى أَنَّ ضَرْبَ تِلْكَ الْآلَةِ حَلَّ تَارَةً وَحَرُمَ أُخْرَى بِاخْتِلَافِ النِّيَّةِ، وَالْأُمُورُ بِمَقَاصِدِهَا.
ب- الِاسْتِمَاعُ لِلْمِزْمَارِ وَنَحْوِهِ مِنَ الْآلَاتِ النَّفْخِيَّةِ:
29- أَجَازَ الْمَالِكِيَّةُ الِاسْتِمَاعَ إلَى الْآلَاتِ النَّفْخِيَّةِ كَالْمِزْمَارِ وَنَحْوِهِ، وَمَنَعَهُ غَيْرُهُمْ، وَرَوَى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ إبَاحَةَ الِاسْتِمَاعِ إلَيْهِ، فَقَدْ رَوَى بِسَنَدِهِ إلَى ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ دَخَلَ عُرْسًا فَوَجَدَ فِيهِ مَزَامِيرَ وَلَهْوًا، فَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ.وَمَنَعَهُ غَيْرُ الْمَالِكِيَّةِ.
30- أَمَّا الْآلَاتُ الْوَتَرِيَّةُ كَالْعُودِ وَنَحْوِهِ، فَإِنَّ الِاسْتِمَاعَ إلَيْهَا مَمْنُوعٌ فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِهِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ.
وَذَهَبَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ إلَى التَّرْخِيصِ فِيهَا، وَمِمَّنْ رَخَّصَ فِيهَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَشُرَيْحٌ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
ثَانِيًا: اسْتِمَاعُ الصَّوْتِ وَالصَّدَى:
31- مِنْ تَتَبُّعِ أَقْوَالِ الْفُقَهَاءِ يَتَبَيَّنُ أَنَّهُمْ يُرَتِّبُونَ آثَارَ الِاسْتِمَاعِ عَلَى اسْتِمَاعِ الصَّوْتِ، أَمَّا اسْتِمَاعُ الصَّدَى فَلَمْ يَتَحَدَّثْ عَنْهُ إلاَّ الْحَنَفِيَّةُ.
وَيَظْهَرُ أَنَّ الْحَنَفِيَّةَ لَا يُرَتِّبُونَ آثَارَ الِاسْتِمَاعِ عَلَى اسْتِمَاعِ الصَّدَى، فَقَدْ نَصُّوا عَلَى أَنَّهُ لَا تَجِبُ سَجْدَةُ التِّلَاوَةِ بِسَمَاعِهَا مِنْ الصَّدَى.
موسوعة الفقه الكويتية-وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت-صدرت بدءًا من: 1404هـ/1984م
8-المعجم الغني (اِنْبَعَثَ)
اِنْبَعَثَ- [بعث]، (فعل: خماسي. لازم، مزيد بحرف)، اِنْبَعَثَ، يَنْبَعِثُ، المصدر: اِنْبِعاثٌ.1- "اِنْبَعَثَ الرَّجُلُ": اِنْدَفَعَ، هَبَّ.
2- "اِنْبَعَثَ في السَّيْرِ": أَسْرَعَ.
3- "اِنْبَعَثَ الْمُقَاوِمُ لِهَدَفِهِ": ثارَ، مَضَى، نَهَضَ ذاهِبًا لِتَحْقيقِ هَدَفِهِ.
4- "اِنْبَعَثَ الدَّمُ": سالَ.
5- "اِنْبَعَثَتِ الرَّائِحَةُ": فاحَتْ، اِنْتَشَرَتْ. "تَنْبَعِثُ رائِحَةٌ نَتِنَةٌ مِنَ القُمامَةِ".
6- "اِنْبَعَثَ الماءُ": جَرَى، تَدَفَّقَ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
9-المعجم الغني (تَفَجَّرَ)
تَفَجَّرَ- [فجر]، (فعل: خماسي. لازم، مزيد بحرف)، تَفَجّرَ، يَتَفَجَّرُ، المصدر: تَفَجُّرٌ.1- "تَفَجَّرَتْ يَنَابِيعُ الْمَاءِ": تَدَفَّقَتْ، اِنْبَعَثَتْ، جَرَتْ، اِنْبَثَقَتْ. "تَفَجَّرَ دَمْعُهَا أَلَمًا وَحُزْنًا".
2- "تَفَجَّرَ غَضَبًا": اِنْفَجَرَ، تَدَمَّرَ.
3- "تَفَجَّرَ بِالعَطَاءِ": تَكَرَّمَ.
4- "تَفَجَّرَ الصُّبْحُ": ظَهَرَ، تَبَلَّجَ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
10-تاج العروس (جمعل)
[جمعل]: الجُمَعْليلُ كخُزَعْبيلٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.وقالَ سِيْبَوَيْه: هو مَنْ يَجْمَعُ من كلِّ شيءٍ وقالَ غيرُه: الجُمَعْليلَةُ بهاءٍ الضَّبُعُ.
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: هي النَّاقَةُ الهرِمَةُ أو الشَّديدَةُ الوَثِيقَةُ أو التي كانَتْ رازِمًا ثم انْبَعَثَتْ وجُمْعُلَةٌ من عَسَلٍ أو سَمْنٍ بالضم أي قَدْرُ جَوْزَةٍ منه أو نَحْوها.
وامْرَأَةٌ مُجَمْعِلَةُ اللَّحْمِ للمفعول أي مُعَقَّدَتُهُ ليسَتْ بمَلْسَاءِ.
وجَمَاعيلُ بفتحِ الجيمِ، وضَبَطَه بعضٌ بالضم، وقَدْ تُشَدَّدُ الميمُ قرية بالقُدْسِ بَيْنها وبَيْن نابلس، ومنها أَبُو بَكْرٍ محمَّدُ بنُ إبْراهيمَ بنَ عَبْدِ الواحِدِ بنِ عليِّ بنِ سرور بن رَافِع بنِ حَسَنٍ بنِ جَعْفَرٍ المقْدِسِيُّ الجُمَاعِيلِيُّ الصَّالِحيُّ الحَنْبَلِيُّ قاضِي القُضَاةِ بمِصْرَ وشيْخُ الشّيُوخِ بخانقاه سَعِيد السّعَداء سَمِعَ صَحِيحَ مُسْلم بسمَاعِهِ من أبي القاسِمِ الحَرَسْتَانيّ وكان ثِقَةً ثَبْتًا وُلِدَ سَنَة 603، وتوفي بالقَاهِرَة سَنَة 676، ودُفِنَ بالقَرَافةِ بجَنْبِ الحافِظِ عَبْد الغَنِي قالَهُ عَبْدُ الكَرِيم الحَلَبِيّ.
* وممَّا يُسْتَدركُ عليه:
جَمْعَلْت الكبةَ والكُرَةَ اللحمَ والمَتَاعَ إذا كَوَّرْته.
والمُجْمَعِلُّ: المَجْموعُ المَكْبُوبِ، ويقالُ للحَيْس جُمْعُولة والجَمْعُ جُمَاعِيل لأَنَّ الحَيْسَ جَمْعُ التَّمْرِ والسّمْنِ والأَقِطِ ويقالُ للكبابِ الجُمَاعِيل، والبجرُ أَعْظَمُ من الجُمَاعِيلِ قالَهُ ابنُ خَالَوَيْه في كتابِ ليسَ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
11-مقاييس اللغة (رسل)
(رَسَلَ) الرَّاءُ وَالسِّينُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدٌ مُنْقَاسٌ، يَدُلُّ عَلَى الِانْبِعَاثِ وَالِامْتِدَادِ.فَالرَّسْلُ: السَّيْرُ السَّهْلُ.
وَنَاقَةٌ رَسْلَةٌ: لَا تُكَلِّفُكَ سِيَاقًا.
وَنَاقَةٌ رَسْلَةٌ أَيْضًا: لَيِّنَةُ الْمَفَاصِلِ.
وَشَعْرٌ رَسْلٌ، إِذَا كَانَ مُسْتَرْسِلًا.
وَالرَّسْلُ: مَا أُرْسِلَ مِنَ الْغَنَمِ إِلَى الرَّعْيِ.
"وَالرِّسْلُ: اللَّبَنُ; وَقِيَاسُهُ مَا ذَكَرْنَاهُ، لِأَنَّهُ يَتَرَسَّلُ مِنَ الضَّرْعِ."
وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ طَهْفَةَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ النَّهْدِيِّ حِينَ قَالَ: وَلَنَا وَقِيرٌ كَثِيرُ الرَّسَلِ، قَلِيلُ الرِّسْلِ.
يُرِيدُ بِالْوَقِيرِ الْغَنَمَ، يَقُولُ: إِنَّهَا كَثِيرَةُ الْعَدَدِ، قَلِيلَةُ اللَّبَنِ.
وَالرَّسَلُ: الْقَطِيعُ هَهُنَا.
وَيُقَالُ أَرْسَلَ الْقَوْمُ، إِذَا كَانَ لَهُمْ رِسْلٌ، وَهُوَ اللَّبَنُ.
وَرَسِيلُ الرَّجُلِ: الَّذِي يَقِفُ مَعَهُ فِي نِضَالٍ أَوْ غَيْرِهِ، كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ إِرْسَالَهُ سَهْمَهُ يَكُونُ مَعَ إِرْسَالِ الْآخَرِ.
"وَتَقُولُ جَاءَ الْقَوْمُ أَرْسَالًا: يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا; مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا; الْوَاحِدُ رَسَلٌ."
وَالرَّسُولُ مَعْرُوفٌ.
وَإِبِلٌ مَرَاسِيلُ، أَيْ سِرَاعٌ.
وَالْمَرْأَةُ الْمُرَاسِلُ الَّتِي مَاتَ بَعْلُهَا فَالْخُطَّابُ يُرَاسِلُونَهَا.
"وَتَقُولُ: عَلَى رِسْلِكَ، أَيْ عَلَى هِينَتِكَ; وَهُوَ مِنَ الْبَابِ لِأَنَّهُ يَمْضِي مُرْسَلًا مِنْ غَيْرِ تَجَشُّمٍ."
وَأَمَّا: إِلَّا مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا فَإِنَّ النَّجْدَةَ الشِّدَّةُ.
يُقَالُ فِيهِ نَجْدَةٌ، أَيْ شِدَّةٌ.
قَالَ طَرَفَةُ:
تَحْسَِبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً *** يَا لِقَوْمِي لِلشَّبَابِ الْمُسْبَكِرِّ
وَالرِّسْلُ: الرَّخَاءُ.
يَقُولُ: يُنِيلُ مِنْهَا فِي رَخَائِهِ وَشِدَّتِهِ.
وَاسْتَرْسَلْتُ إِلَى الشَّيْءِ، إِذَا انْبَعَثَتْ نَفْسُكَ إِلَيْهِ وَأَنِسْتَ.
وَالْمُرْسَلَاتُ: الرِّيَاحُ.
وَالرَّاسِلَانِ: عِرْقَانِ.
مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
12-المحيط في اللغة (جمعلل)
والجُمَعْلِيْلَةُ من الإبِل هي النّاقَةُ الشَّديدةُ الوَثيقَةُ.وقيل هي إِذا كانتْ رازِمَةً ثم انْبَعَثَتْ.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م