نتائج البحث عن (بَعْثَتِهَا)
1-القوانين الدبلوماسية والقنصلية (اللجوء الدبلوماسي)
اللجوء الدبلوماسي: اللجوء الذي تمنحه الدولة المعتمدة لشخص يحتمي بمقرّ بعثتها الدبلوماسية بالدولة المعتمد لديها.القوانين الدبلوماسية والقنصلية
2-تاج العروس (شمت)
[شمت]: شَمِتَ العَدُوُّ، كفَرِحَ وزْنًا ومعْنًى، شَمَاتًا، وشَمَاتةً، بالفتحِ فيهما، أَو شَمِتَ الرَّجُلُ: إِذا فَرِحَ بِبَلِيَّةِ العَدُوِّ. وقيل: البلِيَّة تنْزلُ بمنْ يُعَاديه.وفي حديث الدُّعاءِ: «أَعوذُ بك من شَماتَةِ الأَعداءِ»، قالوا: شَماتةُ الأَعداءِ: فَرَحُ العَدُوِّ ببَلِيَّةٍ تَنزِلُ بمَنْ يُعاديه.
وأَشْمَتَه الله تعالى بِهِ، وفي التَّنْزِيل العزيز: {فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ}، قال الفرّاءُ: هو من: أَشْمت، ورُوِيَ عن مُجاهِدٍ أَنّه قرأَ: فلا تُشَمِّتْ بِي الأَعداء. قال الفرّاءُ: لم نَسْمَعْها من العرب. وقال الكِسائِيّ: لا أَدري، ولعلَّهم أَرادوا فلا تشمت بِي الأَعداء، فإِنْ تكن صحيحةً، فلها نظائرُ. العربُ تقولُ: فَرِغْتُ وفَرَغْتُ، فمن قال فَرِغْتُ، قال أَفْرَغُ، ومن قال فَرَغْتُ، قال: أَفْرُغُ، كذا في اللسان.
والشَّمَاتَى بالفتح، والشِّمَاتُ بالكسر، هكذا مضبوطٌ عندنا، ومثلُه في غير نُسخ: الخائِبُون بلَا غنيمة. قال ابنُ الأَعْرَابيّ: رجعُوا شَماتى: أَي خائبين. قال ابنُ سِيدهْ: ولا أَعْرِفُ ما واحِدُ الشَّمَاتَى. وفي الصِّحاح: رجع القومُ شِمَاتًا مِنْ مُتَوَجَّهِهِمْ، بالكسر، أَي: خائبينَ؛ وهو في شعر ساعِدةَ، قال ابنُ برِّيّ: ليس هو في شعر ساعدة كما ذكر الجوهريُّ، وإِنّما هو في شعر المُعَطَّلِ الهُذلِيّ:
فأُبْنَا لنا مَجْدُ العلاءِ وذِكْرُه *** وآبُوا عليهمْ فلُّها وشِمَاتُها
قال: والفَلُّ: الهَزيمةُ. والشِّماتُ: الخَيبةُ. واسمُ الفاعل: شامتٌ، وجمعُ شامتٍ: شُمَّاتٌ.
والشَّوامِتُ: قَوائمُ الدَّابَّةِ، وهو اسمٌ لها، واحِدَتُها: شامِتَةٌ. قال أَبو عَمْرٍو: يقال: لا تَرَكَ اللهُ له شامِتةً؛ أَي قائمةً. قال النّابغةُ:
فَارْتاعَ مِن صَوْتِ كلَّابٍ فبَاتَ لهُ *** طوْعَ الشَّوَامِتِ مِن خَوْفٍ ومن صَرَدِ
ويُرْوَى: طَوْعُ الشَّوامِتِ، بالرَّفْع، يعني باتَ له ما شَمِتَ به من أَجلِه شُمَّاتُهُ. قال ابن سِيدَهْ: وفي بعضِ نُسَخ المُصَنِّف: باتَ له ما شَمِتَ به شُمّاتُه. قال ابنُ السِّكِّيت في قوله «فباتَ لهُ طوْعُ الشَّوامِتِ»: يقول: باتَ له ما أَطاعَ شامِتَهُ من البرْدِ والخوْف أَي: بات له ما تَشْتهِي شوَامِتُهُ، قال: وسُرُورُهَا به هو طوْعُها، ومن ذلك يُقال: اللهُمَّ لا تُطِيعَنَّ بي شامتًا، أَي: لا تَفعَلْ بي ما يُحِبُّ، فيكون كأَنَّك أَطَعْتَهُ. وقال أَبو عُبَيْدَة: من رَفع «طوْعُ» أَرادَ: بات له ما يَسُرُّ الشَّوامِتَ اللَّوَاتِي سَمِعْن بهِ. ومن رواه بالنَّصْب: أَراد بالشَّوامِتِ القوَائِمَ، يقولُ: فبات له الثَّوْرُ طوْعَ شوَامِتِهِ، أَي: قوائِمِه، أَي: بات قائِمًا.
وبات فُلانٌ بلَيلة الشَّوامِت: أَي بليلةٍ تُشْمِتُ الشَّوامِت.
كلُّ ذلك في لسان العرب.
والتَّشْمِيتُ: التَّسْمِيتُ، وتَشميتُ العاطسِ دُعاءٌ. وقال ابنُ سِيدَهْ: شَمَّتَ العاطسَ، وشَمَّتَ عليه: دعَا له أَن لا يكون في حال يُشْمَتُ به فيها، والسّين لغة عن يعقوبَ.
وكلُّ داعٍ لِأَحدٍ بخَير، فهو مُشمِّتٌ له ومُسَمِّتٌ، بالشّين والسّين، والشّينُ أَعلَى في كلامهم وأَفْشَى. وفي التَّهذيب: كلُّ دعاءٍ بخيرٍ، فهو تَشميتٌ.
وفي حديث زواجِ فاطمةَ لعليٍّ، رضي الله عنهما: «فأَتَاهُما، فدعَا لهما، وشَمَّتَ عليهما، ثُمَّ خرَجَ». وحُكي عن ثعلب أَنّه قال: الأَصل فيها السِّين، من السَّمْت، وهو القَصْد والهَدْيُ، وفي حديث العُطَاس: «فشَمَّتَ أَحدَهُما، ولم يُشَمِّتِ الآخَرَ» التَّشْمِيتُ والتَّسْميتُ الدّعاءُ بالخَير والبرَكة، والمُعْجمَةُ أَعلاهُما، وشَمَّت عليه، وهو من الشَّوامِتِ: القوائم، كأَنّه دُعَاءٌ للعاطس بالثَّبَات على طاعةِ الله. وقيل: معناه أَبعدَك الله عن الشَّمَاتة، وجَنَّبك ما يُشْمَتُ به عليك، وقد تقدّم طَرَفٌ من ذلك في السِّين مع التّاءِ، فراجعْه. والّذي ذكرْناه خُلاصةُ ما في اللّسان، والفائق وغيرِهما.
والتَّشْمِيتُ: الجَمْعُ، يقال: الّلهُمَّ، شَمِّتْ بينهُمَا. نقله الصّاغانيُّ.
والتَّشْمِيتُ: التَّخْيِيبُ. وشَمَّتَهُ فلانٌ: خَيَّبَه. عنه، وأَنشد للشَّنْفرَى:
وباضِعَةٍ حُمْرِ القِسِيِّ بَعَثْتُها *** وَمَنْ يَغْزُ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ
والاسْمُ: الشِّمَاتُ. والاشْتِمَاتُ: أَوَّلُ السِّمَنِ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
أَرَى إِبِلي بَعْدَ اشْتِمات كأَنَّما *** تُصِيتُ بسَجْعٍ آخِرَ اللَّيْلِ نِيبُها
وإِبلٌ مُشْتَمِتةٌ: إِذا كانت كذلك.
ويُقالُ: خرَجَ القومُ في غَزَاةٍ، فَقَفَلُوا شمَاتي ومُتَشَمِّتِين. قال: والتَّشَمُّتُ: أَنْ يَرْجِعُوا خائِبِين بلا غَنِيمَةٍ.
والعَجَبُ من المُصَنِّف كيف فرَّقَ المادّةَ الواحدةَ في ثلاثةِ مواضعَ فلو قال: ورَجَعُوا شَمَاتَى، ومُشَمَّتِين، ومُتَشَمِّتِين: أَي خائِبينَ بلا غَنيمةٍ، ولا واحدَ للأَوْل، كان أَنسبَ لطريقته، كما لا يَخفَى.
وَمِلكٌ مُشَمَّتٌ، كمُعَظَّمٍ: مُحَيًّا وَزْنًا ومعنًى، من: حيَّاهُ إِذا دَعَا له بالتَّحِيَّة، أَي: مَدْعُوٌّ له بتحَايَا المُلوكِ.
وممّا يُستدرَكُ عليه: الحُصَيْنُ بنُ مُشَمِّت من بني حِمّانَ، ثمّ من بني تيمم، وَفَدَ على النَّبيِّ، صلى الله عليه وسلم، مُسْلِمًا، وأَقْطعَهُ عَيْنَ الأُصَيْهِبِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
3-تاج العروس (عش عشش عشعش)
[عشش]: العَشَّةُ: النَّخْلَةُ إِذا قَلَّ سَعَفُهَا، ودَقَّ أَسْفَلُهَا، وصَغُر رَأْسُهَا.وقد عَشَّتْ، وعَشَّشَتْ، إِذا كانَتْ كَذلِكَ.
وقِيلَ لِرَجُلٍ: مَا فَعَلَ نَخْلُ بَنِي فلانٍ؟ فَقَال: عَشَّشَ أَعْلَاهُ، وصَنْبَرَ أَسْفَلُه.
والاسْمُ العَشَشُ.
والعَشَّةُ: الشَّجَرَةُ اللَّئيمَةُ المَنْبِتِ، الدَّقِيقَةُ القُضْبَانِ، قال جَرِيرٌ:
فَمَا شَجَرَاتُ عِيصِكَ في قُرَيْشٍ *** بِعَشّاتِ الفُرُوعِ ولا ضَوَاحِي
والعَشَّةُ: المَرْأَةُ الطَّوِيلَةُ القَلِيلَةُ اللَّحْمِ، وكَذلِكَ الرَّجُل، وأَطْلَقَ بَعْضُهُم العَشَّةَ مِنَ النِّساءِ فقال؛ هِيَ القَلِيلَةُ اللَّحْمِ، أَو الدَّقِيقَةُ عِظَامِ اليَدِ والرِّجْلِ، وقِيلَ: عِظَامُ الذِّراعَيْنِ والسّاقَيْنِ، وكَذلِكَ الرَّجُل، قال:
لَعَمْرُكَ ما لَيْلَى بَوَرْهَاءَ عِنْفِص *** ولا عَشَّةٍ خَلْخَالُهَا يَتَقَعْقَعُ
وهُوَ عَشٌّ: مَهْزُولٌ ضَئِيلُ الخَلْقِ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:
تَضْحَكُ مِنِّي أَنْ رَأَتْنِي عَشَّا *** لَبِسْتُ عَصْرَيْ عُصُرٍ فامْتَشَّا
وعَشَّ بَدَنُه؛ أَي الإِنْسَانِ، عَشَاشَةً، بالفَتْحِ، وعُشُوشَةً، بالضَّمّ، وعَشَشًا، بالتَّحْرِيك: نَحِلَ وضَمُرَ. والعَشُّ، بالفَتْحِ: الفَحْلُ يُبْصِرُ ضَبْعَةَ النّاقَةِ، ولا يَظْلِمُها، عن أَبِي عَمْرٍو، وأَنشد:
عَشٍّ برِيحِ البَوْلِ غَيْرِ ظَلاَّمْ *** برِزِّ رَقْطَاءَ كَثِيرِ التَّنْآمْ
والعَشُّ: الطَّلَبُ، لُغَةٌ في السِّين.
والعَشُّ: الجَمْعُ والكَسْبُ.
والعَشُّ: الضَّرْبُ، يُقَال: عَشَّهُ بالقَضِيبِ عَشًّا، إِذا ضَرَبَهُ به ضَرَباتٍ.
والعَشُّ: تَرْقِيعُ القَمِيصِ، وقَدْ عَشَّهُ فانْعَشَّ.
والعَشُّ: إِقْلالُ العَطَاءِ، يقال: عَشَّ المَعْرُوفَ يَعْشُّهُ عَشَّا، إِذا قَلَّلَه، قالَ رُؤْبَةُ:
حَجّاجُ مَا سَجْلُكَ بالمَعْشُوشِ
والعَشُّ أَيضًا: العَطَاءُ القَلِيلُ، يُقَال: سَقَى سَجْلًا عَشًّا؛ أَي قَليلًا نَزْرًا، وقال:
يُسْقَيْنَ لا عَشًّا ولا مُصَرَّدَا
والعَشُّ: لُزُومُ الطّائرِ عُشَّهُ.
وهُوَ بالضَّمِّ: مَوْضِعُ الطّائِر، الَّذِي يَجْمَعُهُ من دِقاقِ الحَطَب وغَيْرِها، في أَفْنَانِ الشَّجَرِ فيَبيضُ فيه، فإِذا كانَ في جَبَلٍ أَوْ جِدَارٍ أَوْ نَحْوِهِمَا، فهو وَكْرٌ، ووَكْنٌ، وإِذا كانَ في الأَرْضِ فهُوَ أُفْحُوصٌ وأُدْحِيُّ، كَذَا في الصّحاح، ويُفْتَحُ.
وفي التَّهْذِيب: العُشُّ، للْغُرَابِ وغَيْرِه على الشَّجَرِ إِذا كَثُفَ وضَخُمَ.
وفي المَثَلِ في خُطْبَةِ الحَجّاج: «ليسَ هذا بِعُشِّكِ فادْرُجِي»، أَرادَ بعُشِّ الطّائِرِ؛ أَي لَيْسَ لَكِ فيهِ حَقٌّ فامْضِى، يُضْرَبُ لمَنْ يَرْفَعُ نَفْسَه فَوْقَ قَدْرِه، ولِمَنْ يَتَعَرَّضُ إِلَى شيْءٍ لَيْسَ منه، وللمُطْمَئنِّ في غَيْرِ وَقْتِه، فيُؤْمَرُ بالجِدِّ والحَرَكَة، وفي الأَسَاس: يُضْرَبُ لِمَنْ يَنْزِلُ مَنْزِلًا لا يَصْلُحُ له.
وعُشُّ بنُ لَبِيدِ بنِ عَدّاء بنِ لبِيدِ بنِ عَبْدِ الله بنِ رِزَاح بنِ رَبِيعَةَ بنِ حَرَام بنِ ضِنَّةَ بنِ سَعْدِ هُذَيْمٍ شاعِرٌ. وسَعْدُ بنُ قُضَاعِيِّ، مِنْ وَلَده أَبو العَبّاسِ العُشِّيّ الشاعِرُ.
وذُو العُشِّ: موضع، ببِلادِ بَنِي مُرَّةَ.
وأَعْشَاشٌ، كَأَنَّهُ جَمْعُ عُشٍّ: موضع، بِبلادِ بَنِي سَعْدِ، هكذا في النُّسَخِ، وقالَ ياقُوت: هو مَوْضِعٌ في بِلادِ بَنِي تَمِيمٍ لبَنِي يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ، قالَ الفَرَزْدَقُ:
عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ *** وأَنْكَرْتَ مِنْ حَدْرَاءَ ما كُنْتَ تَعْرِفُ
ولَجَّ بكَ الهِجْرَانُ حَتَّى كَأَنّمَا *** تَرَى المَوْتَ في البَيْتِ الَّذِي كُنْتَ تَأْلَفُ
وقال ابنُ بعَجَاءَ الضَّبِّيُّ:
أَيا أَبْرَقَيْ أَعْشَاشَ لا زَالَ مُدْجِنٌ *** يَجُودُ كُمَا حَتّى يُرَوَّى ثَرَاكُمَا
أَرانِيَ رَبِّي حِينَ تَحْضُرُ مِيتَتِي *** وفي عِيشَةِ الدُّنْيَا كما قَدْ أَرَاكُمَا
وقِيلَ: هُوَ مَوْضِعٌ بالبَادِيَة قُرْبَ طَمِيَّةَ، مقابِلٌ لها، بالقُرْبِ من مَكَّةَ، شَرَّفَها الله تَعَالَى، قال الصّاغَانِيّ: وقَدْ وَرَدْتُه.
قُلْتُ: ورُوِيَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ «بإِعْشَاشٍ»، بالكَسْرِ؛ أَي عَزَفْتَ بكُرْهٍ، يَقُول: عَزَفْتَ بكُرْهِكَ عمّن كُنتَ تُحِبُّ، وقِيلَ: الإِعْشَاشُ: الكِبَرُ؛ أَي عَزَفْتَ بكِبَرِكَ عَمَّنْ تُحِبّ وهذه عن الصّاغَانِيّ.
ومن أَمثالهِمْ: «تَلَمَّسْ أَعْشَاشَكَ»، أَيْ تَلَمَّس العِلَلَ والتَّجَنِّيَ في أَهْلِكَ وذَوِيكَ، وهو قَريبٌ من قَوْلِهِم: «لَيْسَ بِعُشِّكِ فادْرُجِي».
والعَشْعَشُ، بالفَتْحِ، كما ضَبَطَه الصّاغَانِيّ، ويُضَمُّ، كَمَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ، وحَكَاه عن ابن الأَعْرَابِيّ كالعَصْعَصِ والعُصْعُصِ، قالَ: هُوَ العُشُّ المُتَرَاكِبُ بَعْضُه فِي بَعْضٍ أَيْ عَلَى بَعْضٍ.
والمَعَشُّ: المَطْلَبُ، قالَهُ الخَلِيلُ، وقَالَ ابنُ سِيدَه نَقْلًا عن غَيْرِ الخَلِيلِ: هُوَ المَعَشُّ، بالسِّين، وقد تَقَدَّم. وبِهَاءٍ: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ، كالعَشَّةِ، عن الأَزْهَرِيّ.
وقال أَبو زَيْدٍ: جَاءَ بهِ أَيْ بالمالِ من عِشِّهِ وبِشِّهِ، وعسِّهِ وبِسِّهِ، أَيْ مِنْ حَيْثُ شَاءَ، لُغَةٌ فِي السِّينِ المُهْمَلةِ، وقَدْ تَقَدَّم.
وأَعَشَّ الرَّجُلُ: وَقَعَ في أَرْضٍ عَشَّةٍ، أَيْ غَلِيظَةٍ، قالَهُ أَبُو خَيْرَةَ.
وأَعَشَّ فُلانًا عَنْ حاجَتِه: صَدَّهُ ومَنَعَهُ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وقِيلَ: أَعْجَلَه، كأَحَشَّه، وكَذَا أَعَشَّ به.
وأَعَشَّ الظَّبْيَ مِنْ كِنَاسِه: أَزْعَجَهُ، عن ابنِ عَبّادٍ.
وأَعَشَّ القَوْمَ: نَزَلَ مَنْزِلًا قَدْ نَزَلُوهُ مِنْ قَبْلِهِ على كُرْهٍ فآذاهُمْ حَتَّى تَحَوَّلُوا* من أَجْلِهِ وأَذِيَّتِه، قال الفرَزْدَقُ يَصِفُ قَطَاةً:
وصادِقَة ما خَبَّرَتْ قَدْ بَعَثْتُها *** طرُوقًا وباقِي اللَّيْلِ في الأَرْضِ مُسْدِفُ
وَلَوْ تُرِكَتُ نامَتْ ولكِنْ أَعَشَّهَا *** أَذًى مِن قِلاص كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ
كَذَا رواهُ اللَّيْثُ بالعَيْن، واسْتَدْرَكَ عَلَيْه تَوْبَةُ وأَبُو الهَيْثَمِ، وقالا: هُوَ بالغَيْنِ المُعْجَمَة.
وأَعَشَّ الله تَعَالَى بَدَنَه: أَنْحَلَهُ، دُعَاءٌ عَلَيْه.
وعَشَّشَ الطّائِرُ تَعْشِيشًا: اتَّخَذَ عُشًّا، كاعْتَشَّ اعْتِشَاشًا، قالَ أَبو مُحَمّدٍ الفَقْعَسِيّ يَصِفُ ناقَةً:
بِحَيْث يَعْتَشُّ الغُرَابُ البَائِضُ
وعَشَّشَ الكَلأُ والأَرْضُ: يَبِسَا، ويُقَالُ: كَلَأٌ عَشٌّ، وأَرْضٌ عَشَّةٌ.
وعَشَّشَ الخُبْزُ يَبِسَ وتَكَرَّجَ فهُوَ مُعَشِّشٌ، وفي الحَدِيثِ الَّذِي أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وغَيْرُه، في قِصَّةِ أُمِّ زَرْعِ: «ولا تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا» أَيْ لا تَخُونُ في طَعَامِنَا فتَخْبَأ مِنْهُ في كُلِّ زَاوِيَةٍ شَيْئًا، فيَصِيرُ كمُعَشَّشِ الطُّيورِ. إِذا عَشَّشَتْ في مَوَاضِعَ شَتَّى، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:
وفي الأَشَاءِ النّابِتِ الأَصَاغِرِ *** مُعَشَّشُ الدُّخَّلِ والتَّمَامِرِ
وقِيلَ: أَرادَتْ: لا تَمْلَأُ بَيْتَنَا بالمَزَابِلِ، كأَنَّهُ عُشُّ طائِرٍ، وهذِهِ رَوَاهَا ابنُ الأَنْبَارِيّ عن ابنِ أَريسٍ عَنْ أَبِيهِ، ويُرْوَى بالغَيْنِ المُعْجَمَة.
واعْتَشُّوا: امْتَارُوا مِيرَةً قَلِيلَةً لَيْسَتْ بالكَثِيرَةِ، روَاه الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.
وانْعَشَّ القَمِيصُ: تَرَقَّعَ، وهُوَ مُطَاوِعُ عَشَشْتُه، كَمَا تَقَدَّم.
قال الصّاغَانِيّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى قِلَّةٍ ودِقَّةٍ ثمّ تَرْجِعُ إِلَيْهِ فُرُوعُه بقِيَاسٍ صَحِيحٍ، وقَدْ شَذَّ مِنْ هذا التّرْكِيبِ: أَعْشَشْتُ القَوْمَ.
* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
يُجْمَع عُشُّ الطّائِرِ على أَعْشَاشٍ، وعِشَاشٍ، وعُشُوشٍ، وعِشَشَة، قَال رُؤْبَةُ ـ في العُشُوش ـ:
لَوْ لا حُبَاشَاتٍ من التَّحْبِيشِ *** لِصِبْيَةٍ كأَفْرُخِ العُشُوِش
والعَشَّةُ من الأَشْجَارِ: المُفْتَرِقَةُ من الأَغْصَانِ التي لا تُوَارِي ما وَرَاءَهَا، والجَمْعُ عِشَاشٌ.
وأَرْضٌ عَشَّةٌ: قَلِيلَةُ الشَّجَرِ في جَلَدٍ عَزَازٍ، ولَيْسَتْ بجَبَلٍ ولا رَمْلٍ، وهي ليِّنَة في ذلِك.
ونَاقَةٌ عَشَّةٌ بَيِّنَةُ العَشَشِ والعَشَاشَةِ والعُشُوشَةِ، وفَرَسٌ عَشُّ القَوَائِمِ: دَقِيقٌ.
وأَعَشَّ بالقَوْمِ، وعَشَّ بهِم، الأَخُيرَةُ عن اللَّيْثِ: نَزَلَ بِهِمْ عَلَى كُرْهٍ.
والإِعْشَاشُ: الكِبَرُ.
وجَاؤُا مُعَاشِّينَ الصُّبْحَ، أَيْ مُبَادِرِينَ. وأَعَشَّنِي الأَمْرُ: أَعْجَل فيهِ.
وبَعِيرٌ عَشُوشٌ: ضَعِيفٌ من الضِّرَابِ أَو السَّيْرِ.
وأَعْشَاشٌ وأَنْصَابٌ: ماءَان لبَنِي يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَةَ.
وذاتُ العُشِّ: مَوْضِعٌ بَيْنَ صَنْعَاءَ ومَكَّةَ عَلَى النَّجْدِ دُونَ طَرِيقِ تِهَامَةَ بَيْنَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ، رَحِمَهُم الله تَعَالَى، وبَيْنَ كُتْنَةَ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
4-تاج العروس (زرجن)
[زرجن]: الزَّرَجونُ، محرَّكةَ: الخَمْرُ؛ كما في الصِّحاحِ.وقالَ السِّيرافيُّ: هو فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، شُبِّه لَوْنُها بلوْنِ الذّهَبِ.
وقالَ شَمِرٌ: وليسَتْ مَعْروفَةً في أسْماءِ الخَمْرِ.
غَيْره: زَرَكُون، فصُيِّرَتِ الكافُ جِيمًا، يُريدُونَ لوْنَ الذَّهَبِ وقيلَ: الزَّرَجُونُ: الكَرْمُ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: الزَّرَجُونُ: شجرَةُ العِنَبِ، كلُّ شَجَرَةٍ زَرَجُونَة؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لدُكَيْن بنِ رجاءٍ:
كأَنَّ باليُرَنَّا المَعْلولِ *** ماءَ دَوالي زَرَجُونٍ مِيلِ
وقالَ أَبو نواس:
اسقني يا ابن أذين *** من شرابِ الزرجون
أَو الزَّرَجُونُ: قُضْبانُها، بلُغَةِ أَهْلِ الطائِفِ والغَوْر؛ قالَ الشاعِرُ:
بُدِّلوا من مَنابتِ الشيح والإِذْ *** خِرُ تِينًا ويانِعًا زَرَجُونا
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّرَجُونُ: القَضِيبُ يُغْرَسُ مِنِ قُضْبانِ الكَرْمِ؛ وأَنْشَدَ:
إليك أَميرَ المؤْمنينَ بَعَثْتُها *** من الرَّمل تَنْوي مَنبتَ الزَّرَجونِ
يعْنِي به الشامَ لأنَّها أَكْثَرُ الأرْضِ عِنَبًا.
والزَّرَجُونُ: صِبْغٌ أَحْمَرُ، عن الجَرْميُّ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
والزَّرْجَنَةُ: التَّخارُجُ والخَبُّ والخَدِيعةُ، وقد اشْتَقَّتِ العَرَب مِنَ الزَّرَجُون فخلَطُوا فيه فقالوا: المذرّج للذي شَرِبَ الزَّرَجُون، والقِياسُ المُزَرْجَنُ، وقد تقدَّمَ البَحْثُ فيه في حَرْفِ الجيمِ.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
رزينُ بنُ محمدِ بنِ أَبي رزينٍ الزَّرْجَينيُّ، بفتحِ الزَّاي والجيمِ وسكونِ الرَّاء شيْخٌ لابنِ المُبارَكِ، وهو مَنْسوبٌ إِلى زَرجين محلَّة بمَرْوَ.
والزُّرْجُون، بالضَّمِّ: لُغَةٌ في التَّحريكِ بمعْنَى الخَمْر نقله شيخنا.
والزَّرَجُون، محرَّكةً: الماءُ الصّافي يَسْتَنقِع في الجَبَلِ، عربيٌّ صَحِيحٌ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
5-لسان العرب (شمت)
شمت: الشَّماتة: فَرَحُ الْعَدُوِّ؛ وَقِيلَ: الفَرَحُ بِبلِيَّة العَدُوِّ؛ وَقِيلَ: الفَرَحُ ببليَّة تَنْزِلُ بِمَنْ تُعَادِيهِ، وَالْفِعْلُ مِنْهُمَا شَمِتَ بِهِ، بِالْكَسْرِ، يَشْمَتُ شَماتةً وشَماتًا، وأَشْمَتَه اللهُ بِهِ.وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ}؛ وَقَالَ الفراءُ: هُوَ مِنَ الشَّمْتِ.
ورُوي عَنْ مُجَاهِدٍ أَنه قرأَ: فَلَا تُشَمِّتْ بِيَ الأَعْداءَ؛ قَالَ الفراءُ: لَمْ نَسْمَعْهَا مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَا أَدري لَعَلَّهُمْ أَرادوا فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْداءَ؛ فإِن تَكُنْ صَحِيحَةً، فَلَهَا نَظَائِرُ.
الْعَرَبُ تَقُولُ: فَرِغْتُ وفَرَغْتُ؛ فَمَنْ قال فَرِغْتُ، قال أَفْرَغُ، وَمَنْ قَالَ فَرَغْتُ، قَالَ أَفْرُغُ.
وَفِي حَدِيثِ الدعاءِ: «أَعوذُ بِكَ مِنْ شَماتة الأَعداءِ»؛ قَالَ: شَماتةُ الأَعداء فَرَح العَدُوِّ ببليَّةٍ تَنْزِلُ بِمَن يُعَادِيهِ.
ورَجَعُوا شَماتى أَي خَائِبِينَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعْرِفُ مَا واحدُ الشَّماتى.
وشَمَّتَه اللهُ: خَيَّبه؛ عَنْهُ أَيضًا: وأَنشد للشَّنْفَرى:
وباضِعةٍ، حُمْرِ القِسِيِّ، بَعَثْتُها، ***وَمَنْ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ
وَيُقَالُ: خَرَجَ الْقَوْمُ فِي غَزاة، فقَفَلوا شَماتى ومتَشَمّتين؛ قَالَ: والتَّشَمُّتُ أَن يَرجِعُوا خائبين، لَمْ يَغْنَموا.
يُقَالُ: رَجَعَ الْقَوْمُ شِماتًا مِنْ مُتَوَجَّههم، بِالْكَسْرِ، أَي خَائِبِينَ، وَهُوَ فِي شِعْرِ سَاعِدَةَ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَيْسَ هُوَ فِي شِعْرِ سَاعِدَةَ، كَمَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ، وإِنما هُوَ فِي شِعْرِ المُعَطَّل الهُذَليِّ، وَهُوَ:
فأُبْنا، لَنَا مَجْدُ العَلاءِ وذِكْرُه، ***وَآبُوا، عَلَيْهِمْ فَلُّها وشِماتُها
وَيُرْوَى: لَنَا رِيحُ العَلاءِ وذِكْرُه
والرِّيحُ: الدَّوْلَة، هُنَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}؛ وَيُرْوَى: لَنَا مَجْدُ الحياةِ وذِكْرُها والفَلُّ: الهَزيمةُ.
والشِّماتُ: الخَيْبة؛ وَاسْمُ الْفَاعِلِ: شامِتٌ، وجمعُ شامِتٍ شُمَّاتٌ.
وَيُقَالُ: شُمِّتَ الرجلُ إِذا نُسِبَ إِلى الخَيْبة.
والشَّوامِتُ: قَوَائِمُ الدابةِ، وَهُوَ اسْمٌ لَهَا، واحدتُها شامِتةٌ.
قَالَ أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لَا تَرَك اللهُ لَهُ شامتَةً أَي قَائِمَةً؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ كَلَّابٍ، فباتَ لَهُ ***طَوْعَ الشَّوامِتِ، مِنْ خَوْفٍ، وَمِنْ صَرَدِ
وَيُرْوَى: طَوْعُ الشَّوامِتِ، بِالرَّفْعِ؛ يَعْنِي باتَ لَهُ مَا شَمِتَ بِهِ مِنْ أَجله شُمَّاتُه؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي بَعْضِ نُسَخِ المُصَنَّفِ: بَاتَ لَهُ مَا شَمِتَ بِهِ شُمَّاتُه.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ: فباتَ لَهُ طَوْعُ الشَّوامِتِ، يَقُولُ: باتَ لَهُ مَا أَطاعَ شامِتَه مِنَالبَرْدِ والخَوْف أَي باتَ لَهُ مَا تشْتَهي شَوامِتُه؛ قَالَ: وسُرورُها بِهِ هُوَ طَوْعُها، وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ: اللَّهُمَّ لَا تُطِيعَنَّ بِي شامِتًا أَي لَا تَفْعَلْ بِي مَا يُحِبُّ، فَتَكُونَ كأَنك أَطَعْتَهُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَنْ رَفَع طَوْعُ، أَراد: باتَ لَهُ مَا يَسُرُّ الشَّوامِتَ اللَّواتي شَمَتْنَ بِهِ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالنَّصْبِ أَراد بالشَّوامِتِ القَوائمَ، واسمُها الشَّوامِتُ، الْوَاحِدَةُ شامِتَةٌ، يَقُولُ: فباتَ لَهُ الثَّوْرُ طَوْعَ شَوامِتِه أَي قَوائمه أَي باتَ قَائِمًا.
وَبَاتَ فلانٌ بليلةِ الشَّوامِت أَي بليلةٍ تُشْمِتُ الشَّوامِتَ.
وتَشْمِيتُ العاطسِ: الدُّعاءُ لَهُ.
ابْنُ سِيدَهْ: شَمَّتَ العاطِسَ؛ وسَمَّتَ عَلَيْهِ دَعا لَهُ أَن لَا يَكُونَ فِي حَالٍ يُشْمَتُ بِهِ فِيهَا؛ وَالسِّينُ لُغَةٌ، عَنْ يَعْقُوبَ.
وَكُلُّ داعٍ لأَحدٍ بِخَيْرٍ، فَهُوَ مُشَمِّت لَهُ، ومُسَمِّتٌ، بِالشِّينِ وَالسِّينِ، والشينُ أَعلى وأَفْشَى فِي كَلَامِهِمْ.
التَّهْذِيبُ: كلُّ دعاءٍ بخيرٍ، فَهُوَ تَشْمِيتٌ.
وَفِي حَدِيثِ زَوَاجِ فَاطِمَةَ لِعَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «فأَتاهما»، فَدَعَا لَهُمَا، وشَمَّتَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرجَ.
وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَنه قَالَ: الأَصل فِيهَا السِّينُ، مِنَ السَّمْتِ، وَهُوَ القَصْدُ والهَدْيُ.
وَفِي حَدِيثِ العُطاسِ: «فشَمَّتَ أَحدَهما، وَلَمْ يُشَمِّت الآخرَ»؛ التَّشْمِيتُ والتَّسْميتُ: الدعاءُ بِالْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ؛ والمعجمةُ أَعلاها.
شَمَّته وشَمَّتَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الشَّوامِتِ الْقَوَائِمِ، كأَنه دُعاءٌ لِلْعَاطِسِ بِالثَّبَاتِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَبْعَدَك اللَّهُ عَنِ الشَّماتةِ، وجَنَّبك مَا يُشْمَتُ بِهِ عَلَيْكَ.
والاشْتِماتُ: أَوَّلُ السِّمَنِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
أَرى إِبلي، بَعْدَ اشْتِماتٍ، كأَنما ***تُصِيتُ بسَجْعٍ، آخرَ الليلِ، نِيبُها
وإِبل مُشْتَمِتة إِذا كانتْ كذلك.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
6-لسان العرب (عرش)
عرش: العَرْش: سَرِيرُ الملِك، يدلُّك عَلَى ذَلِكَ سَرِيرُ ملِكة سَبَإٍ، سمَّاه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَرْشًا فَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ "؛ وَقَدْ يُستعار لِغَيْرِهِ، وَعَرْشُ الْبَارِّي سُبْحَانَهُ وَلَا يُحدُّ، وَالْجَمْعُ أَعراشٌ وعُروشٌ وعِرَشَةٌ.وَفِي حَدِيثِ بَدْءِ الوَحْيِ: «فرفعتُ رأْسي فإِذا هُوَ قاعدٌ عَلَى عَرْش فِي الْهَوَاءِ»، وَفِي رِوَايَةٍ: بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرض، يَعْنِي جبريلَ عَلَى سَرِيرٍ.
والعَرْش: البيتُ، وَجَمْعُهُ عُروشٌ.
وعَرْش الْبَيْتِ: سقفُه، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «كُنْتُ أَسمع قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَنا عَلَى عَرْشِي، وَقِيلَ: عَلَى عَرِيشٍ لِي»؛ العَرِيشُ والعَرْشُ: السقفُ، وَفِي الْحَدِيثِ: «أَو كالقِنْديلِ المعلَّق بالعْرش»، يَعْنِي بِالسَّقْفِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى}، وَفِيهِ؛ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ؛ رُوِيَ عَنِ" ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ القدَمين والعَرْش لَا يُقدَر قدرُه، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنه قَالَ: العَرْش مجلِس الرَّحْمَنِ، وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: «اهتزَّ العرشُ لِمَوْتِ سَعْدٍ، فإِن العَرْش هَاهُنَا الجِنَازة، وَهُوَ سَرِيرُ الْمَيِّتِ، واهتزازُه فَرَحُه بحمْل سَعْدٍ عَلَيْهِ إِلى مَدْفنِه، وَقِيلَ: هُوَ عَرْش اللَّه تَعَالَى لأَنه قَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرى: اهتزَّ عرشُ الرَّحْمَنِ لموْت سَعْدٍ، وَهُوَ كِنايةٌ عَنِ ارتياحِه بِرُوحِهِ حِينَ صُعِد بِهِ لِكَرَامَتِهِ عَلَى رَبِّهِ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَى حَذْفِ مضافٍ تَقْدِيرُهُ: اهتزَّ أَهل الْعَرْشِ لِقُدُومِهِ عَلَى اللَّه لَمَّا رأَوْا مِنْ مَنْزِلَتِهِ وَكَرَامَتِهِ عِنْدَهُ».
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها}؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: الْمَعْنَى أَنها خَلَتْ وَخَرَّتْ عَلَى أَركانها، وَقِيلَ: صَارَتْ عَلَى سقُوفها، كَمَا قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها، أَراد أَن حِيطَانَهَا قَائِمَةٌ وَقَدْ تهدَمت سُقوفُها فَصَارَتْ فِي قَرارِها وانقَعَرَت الحيطانُ مِنْ قواعدِها فَتَسَاقَطَتْ عَلَى السُّقوف الْمُتَهَدِّمَةِ قَبْلها، وَمَعْنَى الخاوِية والمنقعِرة وَاحِدٌ يدلُّك عَلَى ذَلِكَ قَوْلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي قصَّة قَوْمِ عَادٍ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ؛ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ يَذْكُرُ هلاكَهم أَيضًا: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ، فَمَعْنَى الْخَاوِيَةِ وَالْمُنْقَعِرِ فِي الْآيَتَيْنِ وَاحِدٌ، وَهِيَ المُنقلِعة مِنْ أُصولها حَتَّى خَوى مَنْبتُها.
وَيُقَالُ: انقَعَرَتِ الشَّجَرَةُ إِذا انقلَعتْ، وانقَعَر النبتُ إِذا انقلَعَ مَنْ أَصله فَانْهَدَمَ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ فِي خَرَابِ الْمَنَازِلِ مِنْ أَبلغ مَا يُوصَفُ.
وَقَدْ ذَكَرَ اللَّه تَعَالَى فِي مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ كِتَابِهِ مَا دَلَّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ وَهُوَ قَوْلُهُ: فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ؛ أَي قَلَعَ أَبنيتَهم مِنْ أَساسها وَهِيَ القواعِدُ فَتَسَاقَطَتْ سُقوفُها، وَعَلَيْهَا الْقَوَاعِدُ، وحيطانُها وَهُمْ فِيهَا، وإِنما قِيلَ للمُنقَعِرِ خاوٍ أَي خالٍ، وَقَالَ بَعْضِهِمْ فِي قَوْلِهِ تعالى: {وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها}؛ أَي خَاوِيَةٌ عَنْ عُرُوشِهَا لتهدُّمِها، جَعَلَ عَلَى بِمَعْنَى عَنْ كَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}؛ أَي اكْتَالُوا عَنْهُمْ لأَنفسهم، وعُروشُها: سُقوفها، يَعْنِي قَدْ سقَط بعضُه عَلَى بَعْضٍ، وأَصل ذَلِكَ أَن تسقُط السقوفُ ثُمَّ تسقُط الحيِطان عَلَيْهَا.
خَوَتْ: صَارَتْ خاوِيةً مِنَ الأَساس.
والعَرْش أَيضًا: الخشَبة، وَالْجَمْعُ أَعراشٌ وعُروشٌ.
وعرَش العَرْشَ يعرِشه ويعرُشه عَرْشًا: عَمِلَه.
وعَرْشُ الرَّجُلِ: قِوام أَمره، مِنْهُ.
والعَرْش: المُلْك.
وثُلَّ عَرْشُه: هُدِم مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ قِوام أَمره، وَقِيلَ: وَهَى أَمره وذهَب عِزُّه؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
تَداركْتُما الأَحْلافَ، قَدْ ثُلَّ عَرْشُها، ***وذُبيانَ إِذ زَلَّتْ بأَحلامِها النَّعْلُ
والعَرْش: الْبَيْتُ وَالْمَنْزِلُ، وَالْجَمْعُ عُرُش؛ عَنْ كُرَاعٍ.
والعَرْش كواكِبُ قُدَّام السِّماك الأَعْزَلِ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَرْشُ أَربعةُ كَواكِبَ صِغَارٌ أَسفل مِنَ العَوَّاء، يُقَالُ إِنها عَجُزُ الأَسَدِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
بَاتَتْ عَلَيْهِ ليلةٌ عَرْشيَّةٌ ***شَرِبَتْ، وَبَاتَ عَلَى نَقًا مُتهدِّمِ
وَفِي التَّهْذِيبِ: وعَرْشُ الثُّريَّا كواكِبُ قَرِيبَةٌ مِنْهَا.
والعَرْشُ والعَرِيش: مَا يُستَظلُّ بِهِ.
وَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ: أَلا نَبْني لَكَ عَرِيشًا تتظلَّل بِهِ؟ وَقَالَتِ الْخَنْسَاءُ:
كَانَ أَبو حَسَّانَ عَرْشًا خَوَى، ***ممَّا بَناه الدَّهْرُ دَانٍ ظَلِيلْ
أَي كَانَ يظلُّنا، وَجَمْعُهُ عُروش وعُرُش.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن عُروشًا جَمْعُ عَرْش، وعُرُشًا جمعُ عَرِيش وَلَيْسَ جمعَ عَرْشٍ، لأَن بَابَ فَعْل وفُعُل كرَهْن ورُهُن وسَحْل وسُحُل لَا يتَّسع.
وَفِي الْحَدِيثِ: «فَجَاءَتْ حُمَّرةٌ جَعَلَتْ تُعَرِّشُ»؛ التَّعْرِيش: أَن تَرْتَفِعَ وتظلِّل بِجَنَاحَيْهَا عَلَى مَنْ تَحْتَهَا.
والعَرْش: الأَصل يَكُونُ فِيهِ أَربعُ نَخْلات أَو خمسٌ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وإِذا نبتتْ رواكِيبُ أَربعٌ أَو خمسٌ عَلَى جِذْع النَّخْلَة فَهُوَ العَرِيشُ.
وعَرْشُ الْبِئْرِ: طَيُّها بِالْخَشَبِ.
وعرشْت الرَّكِيَّة أَعرُشها وأَعرِشُها عَرْشًا: طَويْتُها مِنْ أَسفلها قدرَ قامةٍ بِالْحِجَارَةِ ثُمَّ طَوَيْتُ سائرَها بِالْخَشَبِ، فَهِيَ مَعْرُوشةٌ، وَذَلِكَ الْخَشَبُ هُوَ العَرْش، فأَما الطيُّ فَبِالْحِجَارَةِ خاصَّة، وإِذا كَانَتْ كُلُّهَا بِالْحِجَارَةِ، فَهِيَ مطويَّة وَلَيْسَتْ بِمَعْرُوشَةٍ، والعَرْشُ: مَا عَرَشْتها بِهِ مِنَ الْخَشَبِ، وَالْجَمْعُ عُروشٌ.
والعَرْشُ: الْبِنَاءُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: " أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلي وَقَالَ القَطامي عُمَيْرُ بنُ شُيَيْمٍ:
وَمَا لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ، ***إِذا استُلَّ مِنْ تَحْتِ العُرُوشِ الدَّعائمُ
فَلَمْ أَرَ ذَا شَرٍّ تَماثَلَ شَرُّهُ، ***عَلَى قومِه، إِلا انْتَهَى وَهُوَ نادمُ
أَلم تَرَ لِلبنْيانِ تَبْلى بُيوتُهُ، ***وتَبْقَى مِنَ الشِّعْرِ البُيوتُ الصوارِمُ؟
يُرِيدُ أَبياتَ الهِجاء.
والصوارِمُ: القواطِع.
والمثابةُ: أَعلى الْبِئْرِ حَيْثُ يَقُومُ الْمُسْتَقِي.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والعَرْش عَلَى مَا قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ بناءٌ يُبنى مِنْ خَشَبٍ عَلَى رأْس البئْر يَكُونُ ظِلالًا، فَإِذَا نُزِعت القوائمُ سقطتِ العُروشُ، ضَرَبَهُ مَثَلًا.
وعَرْشُ الكَرْمِ: مَا يُدْعَمُ بِهِ مِنَ الْخَشَبِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ.
وعَرَشَ الكَرْمَ يَعْرِشُه ويعرُشه عَرْشًا وعُرُوشًا وعَرَّشَه: عَمِل لَهُ عَرْشًا، وعَرَّشَه إِذا عَطَف العِيدان الَّتِي تُرْسَل عَلَيْهَا قُضْبان الكَرْم، وَالْوَاحِدُ عَرْش وَالْجَمْعُ عُروش، وَيُقَالُ: عَرِيش وَجَمْعُهُ عُرُشٌ.
وَيُقَالُ: اعْتَرَشَ العِنَبُ العَريشَ اعْتِراشًا إِذا عَلاه عَلَى العِراش.
وَقَوْلُهُ تعالى: {جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ}؛ المعروشاتُ: الكُرُوم.
والعَرِيشُ مَا عَرَّشْتَه بِهِ، وَالْجَمْعُ عُرُشٌ.
والعَرِيشُ: شِبْهُ الهَوْدَج تقْعُد فِيهِ المرأَةُ عَلَى بَعِيرٍ وَلَيْسَ بِهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
إِمَّا تَرَيْ دَهْرًا حَناني خَفْضا ***أَطْرَ الصَّناعَيْنِ العَرِيشَ القَعْضا
وبئرٌ مَعْروشةٌ وكُرُومٌ مَعْروشاتٌ.
وعرَشَ يعْرِشُ ويعرُش عَرْشًا أَي بَنى بِناءً مِنْ خشبٍ.
والعَرِيشُ: خَيْمةٌ مِنْ خَشَبٍ وثُمام.
والعُروش والعُرُش: بُيُوتُ مَكَّةَ، وَاحِدُهَا عَرْشٌ وعَرِيشٌ، وَهُوَ مِنْهُ لأَنها كَانَتْ تَكُونُ عِيدانًا تُنْصَبُ ويُظَلَّلُ عَلَيْهَا؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنه كَانَ يَقْطع التَلْبِيةَ إِذا نَظَر إِلى عُروش مَكَّةَ»؛ يَعْنِي بيوتَ أَهل الْحَاجَةِ مِنْهُمْ، وَقَالَ ابْنُ الأَثير: بُيُوتُ مَكَّةَ لأَنها كَانَتْ عِيدَانًا تُنْصَبُ ويُظَلَّل عَلَيْهَا.
وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ قِيلَ لَهُ: «إِن مُعَاوِيَةَ يَنْهانا عَنْ مُتْعة الْحَجِّ، فَقَالَ: تَمَتَّعْنا مَعَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعاويةُ كَافِرٌ بالعُرُشِ»؛ أَراد بُيُوتَ مَكَّةَ، يَعْنِي وَهُوَ مُقِيمٌ بعُرُش مَكَّةَ؛ أي بُيُوتِهَا فِي حَالِ كُفْرِه قَبْلَ إِسلامِه، وَقِيلَ أَراد بِقَوْلِهِ كَافِرٌ الاخْتِفاء وَالتَّغَطِّيَ؛ يَعْنِي أَنه كَانَ مُخْتفيًا فِي بُيُوتِ مَكَّةَ، فَمَنْ قَالَ عُرُش فَوَاحِدُهَا عريشٌ مِثْلُ قَليبٍ وقُلُبٍ، وَمَنْ قَالَ عُروش فَوَاحِدُهَا عَرش مِثْلُ فَلْس وفُلوس.
والعَريش والعَرْشُ: مكةُ نفسُها كَذَلِكَ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ رأَيتُ العربَ تُسَمِّي المَظالَّ الَّتِي تُسَوَّى مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ ويُطْرح فَوْقَهَا الثُّمام عُرُشًا، وَالْوَاحِدُ مِنْهَا عَريش: ثُمَّ يُجْمع عُرْشًا، ثُمَّ عُروشًا جمعَ الجمعِ.
وَفِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ أَبي خَيْثَمة: «إِني وَجَدْتُ سِتِّينَ عَرِيشًا فأَلقيت لَهُمْ مِنْ خَرْصِها كَذَا وَكَذَا»؛ أَراد بالعَرِيش أَهل الْبَيْتِ لأَنهم كَانُوا يأْتون النَّخيل فيَبْتَنُون فِيهِ مِنْ سَعَفِه مِثْلَ الكُوخ فيُقِيمون فِيهِ يأْكلون مُدَّةَ حَمْله الرُّطَبَ إِلى أَن يُصْرَمَ.
وَيُقَالَ للحَظِيرة الَّتِي تُسَوَّى لِلْمَاشِيَةِ تكُنّها مِنَ البَرد: عَريشٌ.
والإِعْراشُ: أَن تمْنَع الغنمَ أَن تَرْتَع، وَقَدْ أَعْرَشْتها إِذا مَنعْتها أَن تَرْتَعَ؛ وأَنشد: " يُمْحى بِهِ المَحْلُ وإِعْراشُ الرُّمُم "وَيُقَالُ: اعْرَوَّشْتُ الدابةَ واعنَوَّشْته وتَعَرْوَشْته إِذا رَكِبْتَهُ.
وَنَاقَةٌ عُرْشٌ: ضخْمة كأَنها مَعْروشة الزَّوْر؛ قَالَ عبدةُ بْنُ الطَّبِيبِ:
عُرْشٌ تُشِيرُ بقِنْوانٍ إِذا زُجِرَتْ، ***مِنْ خَصْبة، بقِيَتْ مِنْهَا شَمالِيلُ
وبعيرٌ مَعْروشُ الجَنْبين: عظيمُهما كَمَا تُعْرَشُ الْبِئْرُ إِذا طُوِيتْ.
وعَرْشُ القَدَمِ وعُرْشُها: مَا بَيْنَ عَيرِها وأَصابعها مِنْ ظاهرٍ، وَقِيلَ: هُوَ مَا نَتأَ فِي ظَهْرِهَا وَفِيهِ الأَصابعُ، وَالْجَمْعُ أَعْراشٌ وعِرَشة.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: ظهرُ الْقَدَمِ العَرْش وباطنُه الأَخْمَص.
والعُرْشانِ مِنَ الْفَرَسِ: آخرُ شَعرِ العُرْف.
وعُرْشا العُنُق: لَحْمتان مسْتَطِيلتان بَيْنَهُمَا الفَقارُ، وَقِيلَ: هُمَا مَوْضِعَا المِحْجَمَتين؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: " يَمْتَدّ عُرْشا عُنْقِه للُقْمَتِهْ "وَيُرْوَى: وامتدَّ عُرْشا.
وللعنُقِ عُرْشان بَيْنَهُمَا الْقَفَا، وَفِيهِمَا الأَخْدَعانِ، وَهُمَا لَحْمَتَانِ مُسْتطيلتانِ عِدا العُنُق؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وعبدُ يَغُوث يَحْجِلُ [يَحْجُلُ] الطَّيْرُ حَوْلَهُ، ***قَدِ احْتَزّ عُرْشَيهِ الحُسامُ المُذَكَّرُ
لَنَا الهامةُ الأُولى الَّتِي كلُّ هامةٍ، ***وإِن عظُمَتْ، مِنْهَا أَذَلُّ وأَصْغَرُ
وَوَاحِدُهُمَا عُرْش، يَعْنِي عَبْدُ يَغُوثَ بْنُ وَقَّاصٍ المُحاربي، وَكَانَ رئيسَ مَذْحِج يومَ الكُلاب وَلَمْ يُقْتل ذَلِكَ اليومَ، وإِنما أُسِرَ وقُتِل بَعْدَ ذَلِكَ؛ وَرُوِيَ: قَدِ اهْتَذّ عُرْشَيه؛ أي قَطَع، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا الْبَيْتِ شاهِدانِ: أَحدُهما تقديمُ مِنْ عَلَى أَفْعَل، وَالثَّانِي جَوَازُ قَوْلِهِمْ زِيدٌ أَذلُّ مِنْ عَمرٍو، وَلَيْسَ فِي عَمْرٍو ذُلٌّ؛ عَلَى حَدِّ قَوْلِ حَسَّانَ: " فَشَرُّكُما لِخيرِكُما الفِداءُ وَفِي حَدِيثِ مَقْتَل أَبي جَهْلٍ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ: «سَيْفُك كَهامٌ فخُذْ سَيفي فاحْتَزَّ بِهِ رأْسي مِنْ عُرْشِي»؛ قَالَ: العُرْشُ عِرْقٌ فِي أَصل العُنُق.
وعُرْشا الفرسِ: مَنْبِت العُرْفِ فَوْقَ العِلْباوَيْنِ.
وعَرَّشَ الحِمارُ بعانَتهِ تَعْريشًا: حَمَلَ عَلَيْهَا فَاتِحًا فمَه رَافِعًا صوتَه، وقيل إِذا شَحَا بَعْدَ الكَرْفِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
كأَنّ حَيْثُ عَرَّشَ القَبائلا ***مِنَ الصَّبِيّيْنِ وحِنْوًا ناصِلا
والأُذُنان تُسَمَّيان: عُرْشَينِ لِمُجاوَرَتِهما العُرْشَين.
أَراد فُلَانٌ أَن يُقِرّ لِي بِحَقِّي فَنَفَث فلانٌ فِي عُرْشَيهِ، وإِذا سارَّه فِي أُذُنيه فَقَدْ دَنا مِنْ عُرْشَيْهِ.
وعَرَشَ بِالْمَكَانِ يَعْرِش عُرُوشًا وتَعرَّش: ثبَتَ.
وعَرِشَ بغَرِيمه عرَشًا: لزِمَه.
والمُتَعَرْوِشُ: المُسْتَظِلّ بِالشَّجَرَةِ.
وعَرَّشَ عَنِّي الأَمرُ أَي أَبْطأَ: قَالَ الشَّمَّاخُ.
وَلَمَّا رأَيتُ الأَمرَ عَرْشَ هَوِيّةٍ، ***تسَلّيْتُ حاجاتِ الْفُؤَادِ بشَمَّرا
الهَوِيّةُ: موضعٌ يَهْوِي مَنْ عَلَيْهِ أَي يَسْقُط؛ يصِفُ فوتَ الأَمرِ وصعوبتَه بِقَوْلِهِ عَرْشَ هَوِيّة.
ويقال الكلب إِذا خَرِقَ فَلَمْ يَدْنُ لِلصَّيْدِ: عَرِشَ وعَرِسَ.
وعُرْشانٌ: اسمٌ.
والعُرَيْشانُ: اسْمٌ؛ قَالَ القتَّال الكِلابي: " عَفَا النَّجْبُ بَعْدِي فالعُرَيْشانُ فالبُتْرُ "عشش: عُشُّ الطائرِ: الَّذِي يَجْمع مِنْ حُطامِ الْعِيدَانَ وَغَيْرِهَا فيَبيض فِيهِ، يَكُونُ فِي الجبَلِ وغيرِه، وَقِيلَ: هُوَ فِي أَفْنان الشَّجَرِ، فإِذا كَانَ فِي جبَلٍ أَو جِدار ونحوِهما فَهُوَ وَكْر ووَكْنٌ، وإِذا كَانَ فِي الأَرض فَهُوَ أُفْحُوصٌ وأُدْحِيٌّ؛ وموضعُ كَذَا مُعَشّشُ الطيورِ، وَجَمْعُهُ أَعْشاشٌ وعِشاشٌ وعُشوشٌ وعِشَشةٌ؛ قَالَ رُؤْبَةُ فِي العُشوش:
لَوْلَا حُباشاتُ مِنَ التَّحْبِيش ***لِصِبيَةٍ كأَفْرُخِ العُشوش
والعَشْعَش: العُشُّ إِذا تَرَاكَبَ بعضُه عَلَى بَعْضٍ.
واعتَشَّ الطائرُ: اتَّخَذَ عُشًّا؛ قَالَ يَصِفُ نَاقَةً:
يَتْبَعُهَا ذُو كِدْنةٍ جُرَائِضُ، ***لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائِضُ،
بِحَيْثُ يعْتَشّ الغُرابُ البائضُ قَالَ: الْبَائِضُ وَهُوَ ذكَرٌ لأَن لَهُ شَرِكَةً فِي البَيْض، فَهُوَ فِي مَعْنَى الْوَالِدِ.
وعشَّشَ الطائرُ تَعْشيشًا: كاعْتَشَّ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: العُشُّ لِلْغُرَابِ وَغَيْرِهِ عَلَى الشَّجَرِ إِذا كَثُف وضخُم.
وَفِي الْمَثَلِ فِي خُطْبَةِ الْحَجَّاجِ: لَيْسَ هَذَا بعُشِّكِ فادْرُجِي "؛ أَراد بعُشِّ الطَّائِرِ، يُضرب مَثَلًا لِمَنْ يَرْفَعُ نفسَه فَوْقَ قدْرِه وَلِمَنْ يَتعَرَّض إِلى شَيْءٍ لَيْسَ مِنْهُ، وللمُطْمَئِنّ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ فَيُؤْمَرُ بالجِدِّ والحركةِ؛ ونحوٌ مِنْهُ: تَلَمَّسْ أَعشَاشَكَ أَي تلَمَّسِ التجنِّي والعِلَلَ فِي ذَوِيك.
وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ: «وَلَا تَمْلأُ بيْتَنا تعْشِيشًا»أَي أَنها لَا تَخُونُنا فِي طَعَامِنَا فتخبأَ مِنْهُ فِي هَذِهِ الزَّاوِيَةِ وَفِي هَذِهِ الزَّاوِيَةِ كَالطُّيُورِ إِذا عَشَّشَتْ فِي مواضعَ شَتَّى، وَقِيلَ: أَرادت لَا تَمْلَأُ بيتَنا بالمَزابِل كأَنه عُشُّ طَائِرٍ، وَيُرْوَى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ.
والعَشّةُ مِنَ الشَّجَرِ: الدقيقةُ القُضْبان، وَقِيلَ: هِيَ المفْترِقةُ الأَغصان الَّتِي لَا تُواري مَا وَرَاءَهَا.
والعَشّةُ أَيضًا مِنَ النَّخْلِ: الصغيرةُ الرأْسِ الْقَلِيلَةُ السَّعَفِ، وَالْجَمْعُ عِشاشٌ.
وَقَدْ عشَّشَت النخلةُ: قَلَ سعفُها وَدَقَّ أَسفلُها، وَيُقَالُ لَهَا العَشَّة، وَقِيلَ: شَجَرَةٌ عشَّةٌ دَقِيقَةُ الْقُضْبَانِ لَئِيمةُ المَنْبِت؛ قَالَ جَرِيرٌ:
فَمَا شَجراتُ عِيصِك فِي قريْش ***بعَشّات الفُروعِ، وَلَا ضَواحِي
وَقِيلَ لِرَجُلٍ: مَا فَعَلَ نَخْلُ بَنِي فُلَانٍ؟ فَقَالَ: عَشَّشَ أَعلاه وصنْبَرَ أَسفلُه، وَالِاسْمُ العَشَشُ.
والعَشّةُ: الأَرض الْقَلِيلَةُ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: الأَرض الْغَلِيظَةُ.
وأَعْشَشْنا: وقعْنا فِي أَرض عَشَّة، وَقِيلَ: أَرض عَشَّةٌ قَلِيلَةُ الشَّجَرِ فِي جَلَدٍ عَزازٍ وَلَيْسَ بجبلٍ وَلَا رملٍ وَهِيَ لَيِّنَةٌ فِي ذَلِكَ.
وَرَجُلٌ عَشٌّ: دقيقُ عِظَامِ الْيَدِ والرِّجْلِ، وَقِيلَ: هُوَ دقيقُ عِظَامِ الذِّرَاعَيْنِ وَالسَّاقَيْنِ، والأُنثى عَشَّةٌ؛ قَالَ:
لَعَمْرُكَ مَا لَيْلى بورْهاءَ عِنْفِصٍ، ***وَلَا عَشَّة، خَلْخالُها يَتَقَعْقَعُ
وَقِيلَ: العَشَّةُ الطَّوِيلَةُ الْقَلِيلَةُ اللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ الرجلُ.
وأَطْلَق بَعْضُهُمُ العَشَّةَ مِنَ النِّسَاءِ فَقَالَ: هِيَ القليلةُ اللَّحْمِ.
وامرأَة عَشّةٌ: ضَئِيلةُ الخَلْق، وَرَجُلٌ عَشٌّ: مَهْزُولٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
تَضْحكُ منِّي أَن رأَتْني عَشّا، ***لبِستُ عَصْرَى عُصُرٍ فامْتَشَّا
بَشَاشَتي وعَمَلًا ففَشَّا، ***وَقَدْ أَراها وشَواها الحُمْشا
ومِشْفرًا، إِن نطقَتْ أَرَشّا، ***كمِشْفَر النَّابِ تَلُوكُ الفَرْشا
الفَرْشُ: الغَمْضُ مِنَ الأَرض فِيهِ العُرفُط والسَّلَم، وإِذا أَكلَتْه الإِبلُ أَرْخت أَفواهَها؛ وَنَاقَةٌ عَشَّةٌ بيِّنة العَشَشِ والعَشاشة والعُشُوشةٍ، وَفَرَسٌ عَشُّ الْقَوَائِمِ: دقيقٌ.
وعَشَّ بدنُ الإِنسان إِذا ضَمَر ونَحَل، وأَعَشّهُ اللَّه.
والعَشُّ: الْجَمْعُ وَالْكَسْبُ.
وعَشَّ المعروفَ يعُشّه عَشًّا: قلَّله؛ قَالَ رُؤْبَةُ: " حَجّاجُ مَا نَيْلُك بالمَعْشُوشِ "وَسَقَى سَجْلًا عَشًّا أَي قَلِيلًا نَزِرًا؛ وأَنشد: " يسقينَ لَا عَشًّا وَلَا مُصَرّدا "وعَشّشَ الخبزُ: يبِسَ وتكَرَّجَ، فَهُوَ مُعَشِّشٌ.
وأَعَشَّه عَنْ حَاجَتِهِ: أَعْجَله.
وأَعَشّ القومَ وأَعَشَّ بِهِمْ: أَعْجَلَهم عَنْ أَمرهم، وَكَذَلِكَ إِذا نَزَلَ بِهِمْ عَلَى كُرْه حَتَّى يَتَحَوَّلُوا مِنْ أَجله، وَكَذَلِكَ أَعْشَشْت؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ يَصِفُ الْقَطَاةَ:
وَصَادِقَةٌ مَا خبّرَتْ قَدْ بَعَثْتُها ***طَرُوقًا، وَبَاقِي الليلِ فِي الأَرض مُسْدِف
وَلَوْ تُرِكَتْ نامتْ، ولكنْ أَعَشّها ***أَذًى مَنْ قِلاصٍ كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ
وَيُرْوَى: كالحِنّي، بِكَسْرِ الْحَاءِ.
وَيُقَالُ: أَعْشَشْت القومَ إِذا نزَلْت مَنْزِلًا قَدْ نَزَلُوهُ قَبْلَكَ فآذَيْتهم حَتَّى تَحَوَّلُوا مِنْ أَجْلِك.
وجاؤوا مُعاشِّين الصُّبْحَ أَي مُبادِرين.
وعشَشْت القميصَ إِذا رقَعْته فَانْعَشَّ.
أَبو زَيْدٍ: جَاءَ بِالْمَالِ مِنْ عِشِّه وبِشِّه وعِسِّه وبِسِّه أَي مِنْ حَيْثُ شَاءَ.
وعَشّه بِالْقَضِيبِ عَشًّا إِذا ضَرَبَهُ ضَرَبَاتٍ.
قَالَ الْخَلِيلُ: المَعَشّ المَطْلب، وَقَالَ غَيْرُهُ المَعَسّ، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ.
وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: الاعْتِشاشُ أَن يمتارَ القومُ مِيرَةً لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ.
وأَعْشاش: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وَقِيلَ فِي دِيَارِ بَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ، وَمَا كُنْتَ تَعْزِفُ، ***وأَنْكَرْتَ مِنْ حَدْراءَ مَا كنْتَ تَعْرِفُ
وَيُرْوَى: وَمَا كِدْتَ تَعْزِفُ؛ أَراد عَزَفْتَ عَنْ أَعشاش، فأَبدل الْبَاءَ مَكَانَ عَنْ، وَيُرْوَى بإِعْشاش أَي بكُرْهٍ؛ يَقُولُ.
عَزَفْتَ بكُرْهِك عَمَّنْ كنْت تُحِبّ أَي صَرَفْتَ نفسَك.
والإِعشاشُ: الكِبَرُ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
7-لسان العرب (زرجن)
زرجن: الزَّرَجُون: الْمَاءُ الصَّافِي يَسْتَنقِع فِي الْجَبَلِ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ.والزَّرَجُون، بِالتَّحْرِيكِ: الكرْم؛ قَالَ دُكَين بْنُ رجاءٍ، وَقِيلَ هِيَ لِمَنْظُورِ بْنِ حَبَّة:
كأَنَّ، باليُرَنَّإِ المَعْلولِ، ***ماءَ دَوالي زَرَجُونٍ ميلِ
قَالَ الأَصمعي: هِيَ فَارِسِيَّةٌ مُعَرَّبَةٌ أَي لَوْنِ الذَّهَبِ، وَقِيلَ: هُوَ صَبْغٌ أَحمر؛ قَالَهُ الجَرْميُّ، وَقِيلَ: الزَّرَجون قُضْبان الْكَرْمِ، بِلُغَةِ أَهل الطَّائِفِ وأَهل الغَوْر؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بُدِّلوا، مِنْ مَنابِتِ الشِّيحِ والإِذْخرِ، ***تِينًا ويانِعًا زَرَجُونًا
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الزَّرَجُون الْقَضِيبُ يُغْرَسُ مِنْ قُضْبَانِ الْكَرْمِ؛ وأَنشد:
إِلَيْكَ، أَميرَ المؤمنينَ، بَعَثْتُها ***مِنَ الرَّمل تَنْوي مَنبتَ الزَّرَجونِ
يَعْنِي بِمَنْبَتِ الزَّرَجون الشأْم لأَنها أَكثر الْبِلَادِ عِنَبًا؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ.
والزَّرَجون: الْخَمْرُ.
قَالَ السِّيرَافِيُّ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرِّبٌ، شُبِّهَ لَوْنُهَا بِلَوْنِ الذَّهَبِ لأَن زَرْ بِالْفَارِسِيَّةِ الذَّهَبُ، وجُون اللَّون، وهم مايَعْكِسُونَ الْمُضَافَ وَالْمُضَافَ إِلَيْهِ عَنْ وَضْعِ الْعَرَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
هَلْ تَعْرِفُ الدارَ لأُمِّ الخَزْرَجِ ***منها، فَظِلْتَ [فَظَلْتَ] اليومَ كالمُزَرَّجِ
فإِنه أَراد الَّذِي شَرِب الزَّرَجون، وَهِيَ الْخَمْرُ، فَاشْتَقَّ مِنَ الزَرجون فِعْلًا، وَكَانَ قِيَاسُهُ عَلَى هَذَا أَن يَقُولَ كالمُزَرْجَنِ، مِنْ حَيْثُ كَانَتِ النُّونُ فِي زَرَجُون قِيَاسُهَا أَن تَكُونَ أَصلًا، لأَنها بإِزاء السِّينِ مِنْ قرَبوس، وَلَكِنَّ الْعَرَبَ إِذَا اشْتَقَّتْ مِنَ الأَعجمي خَلَطَتْ فِيهِ.
وَذَكَرَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ زَرَجَ قَالَ: الزَّرَجُون الْخَمْرُ، وَيُقَالُ: شَجَرَتُهَا.
ابْنُ شُمَيْلٍ: الزَّرَجُون شَجَرُ الْعِنَبِ، كُلُّ شَجَرَةٍ زَرَجونة؛ قَالَ شَمِرٌ: أُراها فَارِسِيَّةً مُعَرَّبَةَ ذردقون، قَالَ: وَلَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ فِي أَسماء الْخَمْرِ؛ غَيْرُهُ: زَرَكون.
فَصُيِّرَتِ الْكَافُ جِيمًا، يُرِيدُونَ لون الذهب.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م