نتائج البحث عن (بِسِقْطِ)
1-المعجم الوسيط (الفَاءُ)
[الفَاءُ]: هي الحرف العشرون من حروف الهجاء.مهموسٌ رخوٌ، ومخرجه من بين الشفة العليا وأطراف الثنايا العليا.
والفاءُ حرفٌ مهمَلٌ لا عمل له.
ويَرِدُ على أَوجه:
1 - يكون عاطفًا: ويفيد ثلاثةَ أمور:
[أ] الترتيب، وهو نوعان: ترتيب في المعنى بأَن يكون المعطوف به لاحقًا متصلًا بلا مُهْلَة.
كقوله تعالى: {خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} [الإنفطار: 7].
وترتيب في الذِّكْر وهو عطفُ مفصَّل على مجمل، كقوله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فقَالَ رَبِّ إنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} [هود: 45] الآية.
[ب] التعقيب، وهو في كل شيءٍ بحسبه، نحو: تزوج زيد فوُلد له.
وتكون بمعنى ثمّ، كقوله تعالى: {ثم خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْمًا} [المؤمنون: 14].
وبمعنى الواو كقول امرئ القيس:
بسِقْطِ اللّوَى بينَ الدّخول فحَوْمَلِ
(والجمع) السببية، وذلك غالبٌ في العاطفة جملة أَو صفةٌ.
فالأول نحو قوله تعالى: {فَوَكزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص: 15].
ويُنصَبُ بعدَها الفعلُ المضارعُ إِذا وَقَعَ بعد نَفْي أَو طَلَب مَحْضَيْن، نحو قوله تعالى: {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} [فاطر: 36].
والثاني كقوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ المُكَذِّبُونَ.
لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ.
فَمَالِئُوُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ.
فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ} [الواقعة: 51-54].
2 - ويكون في جملة الشرط، وذلك أن الشرط والجواب يكونان في المستقبل بتأْثير أداة الشرط، فإذا كان الجواب دالاًّ على الواقع وَجَبَت الفاء كقوله تعالى: {وَإنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: 17].
وكذلك إذا كان دالاًّ على الاستقبال من غير تأثير أداة الشَّرط، كقوله تعالى: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} [آل عمران: 115].
وقوله تعالى: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِيِنهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، وقوله تعالى: {وَمَنْ يفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ} [آل عمران: 28]، وقوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران: 31].
3 - ويكون زائدًا دالاًّ على التوكيد في الكلام كقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ} [الجمعة: 8].
وقولك: كلُّ رجلٍ يدخل الدَّارَ أَو في الدار فله درهم.
وفي التنزيل العزيز: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر: 4].
ونحو: وأنت فَرَعَاك الله.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
2-المعجم الوسيط (أسْقَطَ)
[أسْقَطَ] في قوله أو فِعله: أخطأَ وزَلَّ.ويقال: تكلَّمَ فما أسقطَ في كلمة: ما أخطأ.
و- له: خاطَبَهُ بسَقَط الكلام.
و- الحامِلُ الجنينَ: أَلْقَتْهُ سِقْطًا، فهي مُسْقِط.
و- الشيءَ: أَوقعه وأَنزله.
و- فلانًا: حَطَّ مَنْزِلَتَهُ.
و- عالَجَهُ على أَن يسْقُطَ فيخطئُ أَو يكذب أو يبوح بما عنده.
و- كذا من كذا: اقتطعه منه ونَقَصَهُ.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
3-شمس العلوم (الدَّخُول)
الكلمة: الدَّخُول. الجذر: دخل. الوزن: فَعُول.[الدَّخُول]: مَوْضِع، قال امرؤ القيس:
... *** بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
4-شمس العلوم (رَحْرَحَان)
الكلمة: رَحْرَحَان. الجذر: رحرح. الوزن: فَعْلَلَان.[رَحْرَحَان]، بالحاء: اسم مكان، قال عباس بن مرداس:
لأَسماءَ رَسْمٌ أَصْبَحَ اليومَ دَارسًا *** بِسِقْطِ اللِّوَى مِنْ رَحْرَحَانَ فَراكِسا
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
5-شمس العلوم (السِّقْطُ)
الكلمة: السِّقْطُ. الجذر: سقط. الوزن: فِعْل.[السِّقْطُ]: الولد يخرج قبل تمامه.
وسِقْط النار: ما يخرج منها من الزند.
وسِقْط الرمل: منقطعه، قال امرؤ القيس:
*بسقط اللوى بين الدَّخول فحوْملِ*
وسِقْطُ الخباء: جانبه الساقط على الأرض.
ويقال: إِن سِقْط السحاب: ما يُرى في ناحية الأفق كأنه ساقط على الأرض.
وسِقْطا الظليم: جناحاه.
وسِقْط الليل: أوله وآخره، قال:
حتى إِذا ما أضاء الصبحُ وانبعثت *** عنه نعامة ذي سِقطين معتكر
نعامة الليل: سواده.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
6-شمس العلوم (التصريع)
الكلمة: التصريع. الجذر: صرع. الوزن: التَّفْعِيل.[التصريع]: يقال: رأيت قتلى مصرَّعين: أي صرعى.
وصَرّعت البيت: من المصراع: إِذا جعلت عروضه مقفاةً مثل ضربه.
والمصرَّع: أكثر ما يكون في أوائل الأشعار، كقول امرئ القيس:
قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ *** بسِقط اللوى بين الدَّخول فحوملِ
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
7-شمس العلوم (الإِهتار)
الكلمة: الإِهتار. الجذر: هتر. الوزن: الْإِفْعَال.[الإِهتار]: اهتر الرجل: إِذا تكلم بسقط القول.
من الخَرَف.
ورجل مُهْتِر.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
8-شمس العلوم (التوجيه)
الكلمة: التوجيه. الجذر: وجب. الوزن: التَّفْعِيل.[التوجيه]: وجّهه فتوجّه، ووجّهتَ الشيءَ: أي جعلته على جهةٍ واحدة.
ووجّهت الحجرَ في البناء: من ذلك.
والتوجيه: حركة ما قبل الرويّ في المقيد، كقوله في المقيد المجرد.
إِنَّ تقوى ربنا خير نَفَل
حركة الفاء توجيه.
وكقوله في المقيد المؤسس.
دُسْنا المشارقُ والمغَا *** ربَ بالمهندة القواضب
حركة الضاد توجيه.
واختلاف التوجيه جائز.
قاله الفراء والأخفش سعيد بن مسعدة، وكان الفراء يسمي الدخيل توجيهًا، وإِذا دخل الفتح على الكسرِ والضمِّ سماه دخيلًا.
وعن الخليل أنه كان يرى اختلافه عيبًا، إِلا أنه يجيز الضم مع الكسرة ولا يجيز الفتحة معها؛ وقد جاء ذلك في أشعار الفصحاء.
قال أبو ذؤيب الهذلي.
فشجَّ به ثبرات الرصا *** فِ حتى تزيَّل رَنْق المَدَرْ
ثم قال:
فجاء وقد فَصلته الجنو *** ب عَذِبَ المذاقة بُسْرًا خَصِرْ
وقد جاء ذلك عنهم في المقيد المؤسس أيضًا.
قال الحطيئة:
شاقتك أحداج للي *** لى يومَ ناظرةٍ بَواكر
ثم قال:
الواهب المئة الصفا *** يا فوقها وبرُ مظاهَرْ
فَأما اختلاف حركة الروي في المطلق المجرد فجائز، وليس بمعيب عند العلماء، وهو كثير في أشعار الفصحاء، كقوله:
قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ *** بسقط اللوى بين الدخول فحومل
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
9-معجم ما استعجم (الدخول)
الدّخول: بفتح أوّله، على وزن فعول: موضع اختلف فى تحديده؛ فقال محمّد بن حبيب: الدّخول وحومل: بلاد أبى بكر بن كلاب؛ وأنشد لكثيّر:«أمن آل قتلة بالدّخول رسوم *** وبحومل طلل يلوح قديم»
وقال أبو الحسن: الدخول وحومل: بلدان بالشام؛ وأنشد لامرئ القيس:
«قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل»
«فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها *** لما نسجتها من جنوب وشمأل»
وقال أبو الفرج: هذه كلّها مواضع ما بين أمرة إلى أسود العين. إلّا أنّ أبا عبيدة يقول: إنّ المقراة ليس موضعا، وإنّما يريد الحوض الذي يجمع فيه الماء.
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
10-معجم ما استعجم (شرق)
شرق: بفتح أوّله، وإسكان ثانيه: موضع قبل عسعس؛ قال بشر ابن أبى خازم:«غشيت لليلى بشرق مقاما *** فهاج لك الرّسم منها غراما»
«بسقط الكثيب إلى عسعس *** تخال المنازل منها وشاما»
ويروى: «وساما» بالسين مهملة.
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
11-معجم متن اللغة (سقط وسقط في يده)
سقط وسقط في يده: ندم وتحير (ز): زل وأخطأ (ز) وهو سقوط وساقط في يده.أسقط في كلامه و- هـ: أخطأ فيه (ز) و– هـ على الشيء: ألقاه عليه.
و– هـ: رمي به و– ت الحامل: ألقت ولدها لغير تمام: وضعته ميتا، فهي مسقط، فإذا اعتادته فهي مسقاط.
وقد أميت المفعول فلا يكاد يسمع أسقطت ولدها "ولا يقال: أسقط الولد" و– من الحساب كذا: ألقي و– له بالكلام: سبه بسقط الكلام ورديثه (ز) و– هـ: عالجه على أن يسقط فيخطئ أو يكذب أو يبوح بما عنده.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
12-جمهرة اللغة (خدم خمد دخم دمخ مخد مدخ)
خدمتُ الرجلَ أخدُمه خِدْمَة، فأنا خادم، والجمع خَدَم وخُدّام.والخَدَمَة: السِّوار، وهو الخِدام أيضًا.
ومثل من أمثالهم: "أحمقُ من الممهورة إحدى خَدَمَتَيْها"، وهو الخَدَم والخِدام أيضًا.
والمخدمَّ: موضع الخِدام من السّاق.
فرس مخدَّم، إذا كان تحجيلُه مستديرًا فوق أشاعِره ولا يجوز الأرساغَ.
وقد سمَّت العرب خِدامًا.
ورُوي بيت امرئ القيس:
«عُوجا على الطَّلَل المُحيل لعلّنا***نبكي الدّيارَ كما بكى ابنُ خِدامِ»
ويُروى خِذام، بالذال المعجمة، وهو شاعر قديم لا يُعرف له شعر إلا ما ذُكر في هذا البيت.
قال أبو بكر: هو رجل من كلب كان تبع امرأ القيس في بلاد الروم، وكانت تروي له شعرًا كثيرًا.
وزعم ابن الكلبي أن أعراب كلب ينشدون:
«قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل***بسِقْط اللِّوى بين الدَّخول فَحوْمَلِ»
لابن خِذام هذا.
وخَمَدَت النّار تخمُد خمودًا، إذا سكن التهابُها، فهي خامدة والمصدر الخُمود.
وخَمَدَ المريضُ، إذا أُغمي عليه.
وخَمَدَتِ الحُمَّى، إذا سكن فَوَرانُها.
والخَمُّود، في وزن فَعُّول: موضع يدفن فيه الجمر.
ودَمْخ: اسم جبل معروف.
والدَّخم: لغة في الدَّحْم، وهو الدَّفْع بإزعاج دَخَمَه يدخَمه دَخْمًا.
والتمدُّخ: تعكُس الناقة في سيرها وتلوّيها عن الانبعاث.
وفي بعض اللغات: تمدَّخت الإبلُ، إذا امتلأت شحمًا.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
13-جمهرة اللغة (باب ما يتكلم به بالصفة وتلقى منه الصفة فيفضي الفعل إلى الاسم)
قال أبو زيد: تقول العرب: بِتُّ بهذا المنزل وبِتُّه.وظفرتُ بالرجل وظفرتُه.
وأَوَيْت إلى الرجل وأَوَيتُه أُوِّيا، إذا نزلت به.
وغاليتُ السِّلعة وغاليتُ بها.
وثويتُ بالبصرة وثويتُها.
واستيقنتُ الخبرَ وعن الخبر وبالخبر؛ كلّ هذا من كلام العرب.
وقال رجل من قيس:
«نُغالي اللحمَ للأضياف نِـيئًا*** ونُرْخصه إذا نَضِجَ القُدورُ»
وقال شَبيب بن البَرْصاء:
«وإني لأُغْلي اللحمَ نِيئًا وإنّني*** لممّن يُهين اللحمَ وهو نَضيجُ»
قال: ويقال: جَمَّل اللهّ عليك تجميلًا، أي جمَّل اللّه أمرَك.
قال: وتقول العرب: ادْنُ ثونك، أي ادْنُ مني.
قال: ويقال: جاورتُ في بني فلان وجاورتهم.
قال: ويقال: صِف عليَّ ما ذكرت وصِفْه لي.
قال: ويقال: تروَّحتُ أهلي ورُحْتُ أهلي، أي قصدتهم متروِّحًا.
وقال أبو عُبيدة: كِلْتك وكِلْت لك، ووزنتكَ ووزنتُ لك.
قال الشاعر:
«ويُحْضر فوق جُهْدِ الحُضْرِ نَصًّا*** يصيدك قافـلًا والـمُـخُّ رارُ»
أي يصيد لك.
قال: ويقال: فلان بلِزْق الحائط وبلِصْق الحائط، ولا يقال بغير حرف الصفة.
قال: ويقال: فلان بطِلْع الوادي وطِلْعَ الوادي، ولا أُطْلِعُك طِلْعَ ذلك الأمر.
قال: ويقال: فلان بسِقْط الأكَمة وسِقْطَ الأكَمة؛ وبلَبَب الوادي، ولا يقال بغير حرف الصفة.
قال: ويقال: هو بقَفا الثنيّة، ولا يقال: هو قَفا الثنيّة.
قال: ويقال: حاطهم بقَصاهم وحاطهم قَصاهم.
قال بِشر بن أبي خازم:
«فحاطونا القَصا ولقد رأَونا*** قريبًا حيث يُستمع السِّرارُ»
أي صاروا في أقاصيهم.
قال: ويقال: ضربه مَقَطَّ شراسيفه وعلى مَقَطِّ شراسيفه، وشجَّه قُصاصَ شَعَره وعلى قُصاص شَعَره.
قال: ويقال: هو عُلاوةَ الريح وبعُلاوة الريح، وسُفالةَ الريح وبسُفالة الريح.
قال: ويقال: هو بمِيداء ذاك ومِيداءَ ذاك؛ وإزاءَ ذاك وبإزاء ذاك؛ وحِذاءه وبحذائه؛ ووِزانَه وبوِزانه.
قال: ويقال: ساويتُ ذاك وساويتُ بذاك.
قال: ويقال: هو بِصِماتِه، إذا أشرف على قصده.
وقال مرة أخرى: يقال: هو بِصِمات حاجته، إذا دنا من قضائها.
وقال أبو زيد: جئتُ من القوم وجئتُ من عندهم، ورُحْتُ القومَ ورُحْتُ إليهم.
وتعرّضتُ معروفَهم وتعرّضتُ لمعروفهم؛ ونأيتُهم ونأيتُ عنهم، ورَهَنْتُ عند الرجل رَهْنًا ورَهَنْتُه رَهْنًا، وحَلَلْتُ بالقوم وحَلَلْتُهم، ونَزَلْتُهم ونَزَلْتُ بهم، وأمللتُهم وأمللتُ عليهم، إذا أضجرتهم؛ ونَعِمَ اللّه بك عينًا وأنعمَ بك عينًا ونَعِمَك عينًَا؛ وطرحتُ الشىءَ وطرحتُ به؛ ومَدَدْتُ الشيء ومَدَدْتُ به.
قال: ويقال: خَذَلَ القومُ عنّي يخذُلون خِذْلانًا، وخَذَلوني خَذْلًا وخِذْلانًا.
قال: ويقال: إلْهَ عن ذاك، وقد لَهِيَ عن ذاك يَلْهى لُهِيًّا.
قال أبو بكر: لم يعرف الأصمعي لُهِيًّا في المصدر، ومن اللهو: لها يلهو لَهْوًا.
وقال أبو عُبيدة: يقال: الموت من ورائك، أي قُدّامَك.
وفي التنزيل {ومِن ورائه عذابٌ غليظ}، أي من أمامه.
وقال الفرزدق:
«أترجو بنو مروانَ سَمْعي وطاعتي*** وقومي تمـيمٌ والـفَـلاةُ ورائيا»
أي قُدّامي.
وقال أبو زيد: يقال: جئتُ من مع القوم، أي من عندهم.
وقال رجل من العرب: إني لأكون مع القوم فأقوم من معهم.
وإنما امتنعت العرب، في "مِن"، من إدخالهم إيّاها على اللام والباء لأنهما قلَّتا فلم يتوهّموا فيهما الأسماء لأنه ليس من أسماء العرب اسم على حرف، وقد أدخلوها على الكاف لأن معناها عُرِفَ في الكلام، كما قال الشاعر:
«وَزعْتُ بكالهَراوةِ أَعوَجيٍّ*** إذا وَنَتِ الجيادُ جرى وَثَابا»
أراد فرسًا.
وقوله: أعوجيّ، نسبه إلى أعْوَجَ، فرسٍ من خيل العرب معروف؛ وقوله: ثاب، جاء بجريٍ ثانٍ.
قال: وإنما امتنعوا من إدخالها في "في" لأن الدليل على كل محلّ أنه مخالف للاسم، فلما كانت تذهب على المحالّ معاني الأسماء تنحّت "في"عن مذهب الاسم فلم تقع عليها لهذه لعلّة.
قال: وأنشد:
«على كالخَنيف السَّحْق يدعو به الصَّدَى*** له صَـدَدٌ وَرْدُ الـتـراب دَهــينُ»
أراد: على طريق كالخَنيف، فكفَّ عن "الطريق".
وأنشد لجرير:
«جريءُ الجَنان لا أُهالُ من الـرَّدَى*** إذا ما جعلتُ السيفَ من عن شِماليا»
وقال أبو زيد: سمعت العرب تقول: يأتي عليَّ اليومان لا أَذوقهما طعامًا، أي لا أذوق فيهما.
وقد كنتُ آتيك كلَّ يوم طَلَعَتْه الشمسُ.
قال: وأنشد:
«يا رُبَّ يوم لي لا أُظَلَّلُهْ *** أَرمَضُ مِن تحتُ وأَضْحَى مِن عَلُهْ»
أي لا أظلَّل فيه.
وقد قال بعضهم: في ساعة يُحَبُّها الطعام، أي يُحَبّ فيها، وهذا في المواقيت جائز.
وأنشد:
«قد صَبَّحَتْ صَبَّحَها السَّلامُ *** بكَبِدٍ خالطَها السَّنامُ»
«في ساعةٍ يُحَبُّها الطعامُ»
ثم رأيتُ العرب قد ألغت المحالَّ حتى جرى الكلام بإلغائهن فقالوا: خرجتُ الشامَ وذهبتُ الكوفَة وانطلقتُ الغورَ، فانفذتْ هذه الأحرفَ في البلدان كلِّها المضمر فيها؛ ومن قال هذا لم يقل: ذهبتُ عبدَ الله ولا كتبتُ زيدًا وما أشبهه لأنه ليس بناحية ولا محلّ، وإنما جاز في البلدان لأنها نواحٍ إذ كثر استعمالُهم إيّاها.
قال: وأنشدني بعضهم:
«تصيح بنا حَنيفةُ حين جثـنـا*** وأيَّ الأرض تذهب للصِّياحِ»
يريد: إلى أيّ الأرض.
وقد قالت العرب: هذا الطعام لا يَكيلني، أي لا يكفيني كيلُه.
قال اللّه جلّ ثناؤه: {وإذا كالُوهم أو وزنوهم يُخْسِرون}.
ويقولون: تعلّقتُك وتعلّقتُ بك، وكَلِفْتُك وكَلِفْتُ بك.
وإنما سَهُلَ في الباء لأنها أصل لجميع ما وقعت عليه الأفاعيل إذا كنيت عنها بفعلت، ألا ترى أنك تقول: ضربت أخاك، فإذا كنيت عن ضربت قلت: فعلته.
قال اللّه عزّ وجلّ: {وزوّجناهم بحُورٍ عِينٍ}، أي حورًا عينًا، وهي لغة لأزد شَنوءة يقولون: زوّجتُه بها، وغيرهم يقول: زوّجتُه إيّاها.
ولذلك اجترأت العرب على المحالّ فأسقطوها من الأسماء وأوقعوا الأفاعيل عليها.
قال: وأنشد بعضهم:
«نُغالي اللحمَ للأضياف نِـيئًا*** ونرْخِصه إذا نَضِجَ القُدورُ»
وقال الآخر:
«نجا سالمٌ والنفسُ منه بشِـدقـه*** ولم يَنْجُ إلاّ جفنَ سيفٍ ومِئزرا»
ويُروى: نجا عامر؛ أي نجا والنفسُ في شِدقه.
وزعم يونس أن معناه فلم يَنْجُ إلاّ بجفن سيف ومثزر، وقد نصب هذا على الاستثناء.
وأنشد:
«ما شُقَّ جيبٌ ولا قامَتْك نائحة*** ولا بَكَتْكَ جيادٌ عند أسـلابِ»
جمع سَلَب.
وكان الأصمعي يدفع هذا وينشد: وما ناحَتْك نائحةٌ.
وأنشد أبو زيد عن المفضَّل:
«إن كنتِ أزمعتِ الفراقَ فإنما*** زُمَّت ركابُكمُ بليلٍ مظـلـمِ»
أراد: أزمعتِ على الفراق، ولا تكاد العرب تقول إلاّ أزمعت على ذلك.
قال الشاعر:
«وأيقنتُ التفرُّقَ يومَ قالوا*** تُقُسِّمَ مالُ أرْبَدَ بالسِّهام»
وقال أبو زيد: كل فِقرة من فَقار الظهر طَبَق.
قال: ويقال: مرّ طَبَقٌ من الليل، أي مَلِيّ.
قال أبو بكر: قوله مَلِيّ، أي قطعة من الليل، من قولهم: تملّيتَ حبيبًا، أي طالت أيّامك معه.
وقال ابن أحمر:
«وتواهقتْ أخفافُها طَبَقـًا*** والظِّلُّ لم يَفْضُلْ ولم يُكْرِ»
أي تسابقت.
وقال أبو زيد: الخال من الخُيَلاء؛ والخال من قولهم: عسكر خالٍ، وثوب خالٍ للرقيق.
قال الراجز في الخال من الكِبْر والخُيَلاء:
«والخالُ ثوب من ثياب الجُهّالْ *** والدهر فيه غَفْلةٌ للغُفّالْ»
والخالة جمع خالٍ من الخُيَلاء.
قال النَّمِر بن تَوْلَب:
«أودَى الشبابُ وحُبُّ الخالة الخَلَبَهْ*** وقد صحوتُ فما بالنفس من قَلَبَهْ»
وقال الأصمعي: والخالي: الذي لا زوجة له.
قال امرؤ القيس:
«كذبتِ لقد أُصْبي على المرء عِرْسَه*** وأمنعُ عِرْسي أن يُزَنَّ بها الخالي»
ورجل خالُ مالٍ وخائلُ مالٍ، إذا كان حَسَنَ القيام عليه.
قال الشاعر:
«يُصَبُّ لها نِطافُ القوم سرًّا*** ويَشْهَدُ خالُها أمرَ الزعـيمِ»
خالها يعنى ربَّها وقيِّمها؛ يعنى فرسًا، أي يُسرق لها ماء القوم وتُسقى من كرامتها.
قال الأصمعي: يقال: عرَّض الكاتبُ، أي كتب.
وأنشد:
«كما خَطَّ عبرانيةً بـيمـينـه*** بتيماءَ حَبْرٌ ثمّ عَرَّضَ أسْطُرَا»
ويقال: هذه ناقة غرْضُ سَفَرٍ، إذا كانت قوية عليه.
وأنشد في ذلك:
«أو مائة يُجـعـل أولادُهـا*** لَغْوًا وعُرْضُ المائة الجَلْمَدُ»
أي هى عُرْضة للحجارة، أي قوية عليها.
وقال حسّان:
«وقال اللّه قد يسَّرتُ جُـنْـدًا*** هم الأنصار عُرْضَتُها اللِّقاءُ»
وقولهم: عرَّضتُ لفلان بكذا وكذا، إذا لم تبيّنه له.
وقال الآخر:
«تعرَّضتْ لي بمكانٍ حِلِّ *** تعرُّضَ المُهْرة في الطِّوَلَ»
يريد: تُريكَ عُرْضَها، أي جانبها.
ويقال: عرِّضونا من مِيرتكم، أي أطعِمونا منها، وهي العُراضة.
وأنشد:
«تَقدُمُها كلُّ عَلاة عِلْيانْ *** حمراءُ من معرِّضات الغِربانْ»
العَلاة: الصلبة، والعِلْيان: المرتفعة الطويلة.
يقول: هذه الناقة التي وصفها عليها التمر وهي متقدِّمة والحادي لا يصل إليها لتقدّمها فالغربان يأكلن ما عليها فكأنها قد عرّضتهن، أي أطعمتهن العُراضة.
وقد يتعرّض في الجبل، إذا جعل يأخذ فيه يمينًا وشمالًا، فهو عَروض.
قال الراجز:
«تعرَّضي مَدارجًا وسُومي *** تعرُّضَ الجَوزاء للنجوم»
«هذا أبو القاسم فاستقيمي»
يقول: خذي في هذه المدارج يمينًا وشمالًا حتى تصعدي.
وقوله: سومي، أي مُرّي على سومك وطريقك، من قولك: خلَّيناه وسَوْمَه.
وقال الآخر:
«هل لكِ والعارضُ منكِ عائضُ *** في هجمةٍ يُسْئرُ منها القابضُ»
يقول: ما عَرَضَ لي منكِ عرّضتُكِ منه، أي ما جاءني أعطيتُكِ مثله.
والعَروض: الناقة التي تعترضها فتركبها من غير رياضة.
قال الشاعر:
«ورَوْحَةِ دُنيا بين حَيَّيْنِ رُحْـتُـهـا*** أَسِير عَروضًا أو عَسيرًا أروضُها»
يقال: ناقة عسير، إذا لم تستحكم رياضتُها، ويقال: اعتسرتُ الناقةَ، إذا ركبتها في تلك الحال.
ويقال: ناقة عُرْضيّة، إذا كانت تعترض في سيرها كذلك.
قال الشاعر:
«ومنحتُها قولي علي عُرْضيّةٍ*** عُلُطٍ أُداري ضِغْنَها بتـودُّدِ»
والعَرْض: الجبل.
وأنشد:
«إنّا إذا قُدْنا لقـومٍ عَـرْضـا*** لم نُبْقِ من بَغْي الأعادي عِضّا»
العِضّ: الرجل الشديد الخصومة، وقال مرة أخرى: الخبيث الداهي.
أراد جيشًا فشبّهه بالجبل.
وقال الآخر:
«كما تَدَهْدَى من العَرْض الجلاميدُ»
تَدَهْدَى مثل تَدَهْدَه، أي وقع بعضُه على بعض.
والعارض: ما بين الثنيّة إلى الضرس.
قال الراجز:
«وعارضٍ كجانب العراقِ *** أنْبَتَ برّاقًا من البَرّاق»
العراق: عراق القربة، وهو الخَرْز الذي فى أسفلها، شبَّه به الدُّرْدُرَ.
والعِراض: مِيسم في عُرض الفَخِذ.
والعِراض: أن يعارض الفحلُ الناقةَ فيتنوّخها.
قال الشاعر:
«نجائبَ لا يُلقحْـنَ إلا يَعـارة*** عِراضًا ولا يُشرَيْنَ إلا غواليا»
وعارضني فلان في حديثي، إذا اعترض فيه.
قال حُميد بن ثور:
«مدحنا لها رَوْقَ الشباب فعارضتْ*** جَنابَ الصِّبا من كاتم السّرِّ أَعجما»
وقولهم: عُلِّق فلان فلانةً عَرَضًا، كأنه من الأعراض التي تعترض من غير طلب؛ يقال: ما كان حُبُها إلا عَرَضًا من الأعراض.
قال المتلمِّس:
«فإما حُبُّها عَرَضًا وإمّـا*** بشاشةُ كلِّ عِلقٍ مستفادِ»
ويقال: اعترضت الناقة فى سيرها من نشاطها.
قال الراجز:
«يُصْبحْنَ بالقَفْرِ أتاوِيّاتِ *** معترضاتِ غير عُرْضيّاتِ»
أراد: غريبات؛ يريد أن اعتراضهن من نشاط ليس من صعوبه.
قال الأصمعي: يقال: عَرِّقْ فرسَك قَرْنًا أو قَرْنين، أي دُفعة أو دُفعتين من العَرَق.
قال زهير:
«نعوِّدها الطِّرادَ فكـلَّ يوم*** يُسَنُّ على سنابَكها القُرون»
وقال الأصمعي: المُعَيْديّ تصغير مَعَدِّيّ فخفّفوا الدال لأنه لا يجتمع تشديد ونسبة.
وقال الأصمعي: أرض عَذاة: واسعة طيّبة التراب.
ومكان عَذِيّ: رَيِّح.
وزَرْع عِذْيٌ: يشرب من ماء السماء.
قال الشمّاخ:
«لهن صليلٌ ينتظرنَ قضـاءه*** بِضاحٍ عَذاهُ مرةً فهو ضامزُ»
ورواه: بضاحي عَذاةٍ، يعني حمار الوحش وآتنًا ينتظرنه ليوردهنّ.
والضاحي: الأرض المستوية، والضامز: الساكت الذي لا يتحرّك ولا يصيح.
وقال الأصمعي: سمعت صليلَ السلاح، وهو صوته.
وصلَّ الجوفُ يَصِلُّ صليلًا، إذا جفّ من شدة العطش، فإذا شرب الدابّةُ سمعتَ صوتَ الماء في جوفه.
قال الراعي:
«فسَقَوا صواديَ يَسمعون عشيّة*** للماء في أجوافهنّ صلـيلا»
وهذا المعنى أراد الراجزُ بقوله:
«تَسمعُ للماء كصوت المِسْحَلِ»
وقال الأصمعي: رَثَدْتُ المَتاعَ أرثِده رَثْدًا، إذا نضّدتَ بعضه على بعض، فهو رثيد ونضيد.
ويقولون: تركتُ فلانًا مرتثِدًا ما تحمَّل، أي ناضدًا مَتاعَه.
قال الشاعر:
«فتذكَّرا ثَقَلًا رَثيدًا بعـدمـا*** ألْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافرِ»
يصف ظليمًا ونعامة.
والرَّثيد هاهنا: البَيض؛ والكافر: الليل.
وقال الأصمعي: ذو بَقَر: مكان، وذو بَقَر: تُرس معمول من جلود البقر.
قال الشاعر:
«وذو بَقَرٍ من صُنْع يَثْرِبَ مُقْفَلٌ*** وأسمرُ داناه الهِلاليُ يَعْـتِـرُ»
قوله: ذو بَقَر، يعني تُرسًا هاهنا، ومُقْفَل: يابس.
يعني تُرسًا يابسًا.
وقال الأصمعي: الجِنْثيّ والجُنْثيّ: الحدّاد.
وقال غيره: الجِنْثيّ: السيف بعينه.
وأنشد:
«أحْكَمَ الجُنثيُّ من صَنْعَتِها*** كلَّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ»
فمن رفع الجِنْثيُّ ونصب كلاًّ أراد الحدّاد، ومن نصب الجِنْثيّ ورفع كلاًّ أراد السيف.
وقال أبو عُبيدة: الجِنْثيّ والجُنْثيّ من أجود الحديد؛ سمعناه من بني جعفر بن كِلاب.
وقال الأصمعي: الذَّفَر، بالذال المعجمة: حدة الرائحة من طِيب أو نَتْن.
والدَّفْر، بالدال غير المعجمة وتسكين الفاء: النَّتْن لا غير.
وقال الأصمعي: البَقّار: موضع.
والبَقّار: صاحب البَقَر.
والبَقّار: الذي يبقُر بطنَ الناقة وغيرها، أي يشقّه؛ فَعّال من ذلك.
قال النابغة:
«سَهِكِين من صَدَأ الحديد كأنّهم*** تحت السَّنَوَّر جِنَّةُ البَـقّـارِ»
والبَقّار أيضًا في غير هذا الموضع: الذي يلعب البُقَيْرَى، وهي لعبة لهم.
قال أبو حاتم: قلت للأصمعي: ممَّ اشتقاق هِصّان وهُصَيْص? قال: لا أدري.
وقال أبو حاتم: أظنه معرَّبًا، وهو الصلب الشديد لأن الهصّ الظَّهْر بالنبطية.
فأمّا الهَضّ، بالضاد المعجمة، فالكَسْر، معروف.
وقال الأصمعي: السَّخْت: الشديد بالفارسية، وقد تكلّمت به العرب.
قال الراجز:
«أرض جِنٍّ تحت حَرٍّ سَخْتِ *** لها نِعافٌ كهوادي البُخْتِ»
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
14-العباب الزاخر (عسس)
عسسعَسَّ يَعُسُّ -بالضم- عَسًّا وعَسَسًا: أي طافَ بالليل؛ وهو نَفْضُ الليل عن أهل الرِّيْبَة، فهو عاسٌّ وقومٌ عَسَسٌ، مثال خادِمٍ وخَدَمٍ وطالِبٍ وطَلَبٍ.
وفي المَثَل: كَلْبٌّ عَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، ويروى: خيرٌ من أسَدٍ انْدَسَّ. يُضْرَب في تفضيل الضعيف إذا تَصَرَّفَ في المَكْسَبِ على القَوِيِّ إذا تقاعَسَ.
ويقال: إنَّ فيه لَعَسَسًا: أي قِلَةُ خَير.
وعَسَّ خَبَرُ فُلان: أي أبطأ.
وقولُهم: جِئْ بالمالِ مِن عَسِّكَ وبَسِّكَ: لغةٌ في حَسِّكَ وبَسِّكَ.
وقال أبو زيد: العَسُوْسُ: الناقة التي ترعى وحدها؛ مثل القَسُوْسِ. وقَدْ عَسَّتْ تَعُسُّ.
والعَسُوْسُ -أيضًا-: الناقة التي لا تَدثرُّ حتى تَبَاعَدَ من الناس.
والعَسُوْسُ -أيضًا-: الناقة التي تُعْتَسُّ أي تُرَازُ أبِها لَبَنٌ أمْ لا ويُمْسَحُ ضَرْعُها.
والعَسُوْسُ من النساء: التي لا تُبالي أن تَدنو من الرِجال.
والعَسُوْسُ: القليل الخير مِنَ الرجال.
والعَسُوْسُ: الطالِبُ للصَّيْدِ، قال:
«بالمَوْتِ ما عَيَّرْتِ يا لَـمـيسُ *** قد يَهلِكُ الأرْقَمُ والفاعـوسُ»
«والأسدُ المُذَرَّع الـنَّـهـوسُ *** والبطل المُسْتَسْلِم الحَـؤوسُ»
«واللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَـسُـوْسُ *** والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْميسُ»
والعَسُوْس: الناقة التي إذا أُثيرَت طَوَّفَت ثمَّ دَرَّتْ.
والعَسُوْس: الناقة التي تضجَر وتَسوء خُلُقُها عند الحَلَبِ.
وقال ابن عبّاد: العَسُوْس القليلة الدَّرِّ، وقيل هي التي تَعْتَسُّ العِظامَ وتَرْتَمُّها.
والعَسِيْس: الذئب الكثير الحركة.
والعَسِيْس -أيضًا-: جَمْعُ عاسٍ؛ مثال حَجِيجٍ وحاجٍّ.
والمَعَسُّ: المَطْلَبُ، قال الطِّرِمّاح:
«ومحبوسَةٌ في الحَيِّ ضامِنَةِ القِرى *** إذا الليلُ وافاها بأشْعَثَ ساغِـبِ»
«مُعَقَّرَةٍ لا يُنْكِرُ السَّيْفُ وَسْطَـهـا *** إذا لم يكُن فيها مَعَسٌّ لِحـالِـبِ»
وعَسَسْتُ القوم أعُسُّهم: إذا أطْعَمْتَهم شيئًا قليلًا.
وقال ابن الأعرابي: العُسُسُ -بضمّتين- التِّجارُ الحُرَصاء.
والعُسُسُ- أيضًا-: الآنية الكِبار.
والعُسُّ: القَدَحُ العظيم، والرِّفْدُ أكبرُ منه، قال:
«بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خُطّابُ الكُثَـبْ *** كُلُّ هِقَبٍّ منهم ضَخْمِ الحَقَبْ»
«يقولُ إنّي خاطِبٌ وقد كَـذَبْ *** وإنَّما يَخْطُبُ عُسًّا من حَلَبْ»
العينان: عَينا الإنسان، ومَن قال موضِعٌ بعَينِه فقد وَهِمَ. والجمع: عِسَاسٌ، قال النابغة الجعدي رضي الله عنه:
«وحَرْبٍ ضَروس بها نـاخِـسٌ *** مَرَيْتُ بِرُمْحي فَدَرَّتْ عِسَاسا»
وقال ابن دريد: بَنو عِسَاس بطنٌ من العَرَب.
وقال أبو عمرو: يقال دَرَّتْ عسَاسًا: أي كَرْهًا.
والعُسُّ -أيضًا-: الذَّكَرُ، وانشَدَ أبو الوازِع:
«لاقَتْ غُلامًا قد تَشَظْى عُسُّهُ *** ما كانَ إلاّ مَسُّهُ فَـدَسُّـهُ»
والعَسّاس -بالفتح والتشديد- والعَسْعَسُ -بالفتح- والعَسْعَاسُ: الذئب، لأنّه يَعُسُّ بالليل أي يَطلُب.
ويقال للقنافذ: العَسَاعِسُ، لكثرة ترددها بالليل.
وعَسْعَسٌ: موضع بالبادية. وقال الخارْزَنْجي: عَسْعَسٌ: جبل طويل من وراء ضَرِيَّةَ على فَرْسَخٍ لبَني عامِر، قال بِشْرُ بن أبي خازِم:
«لِمَنْ دِمْنَةٌ عـاديَّةٌ لـم تـؤنَّـسِ *** بِسِقْطِ اللِّوى بينَ الكَثيبِ فَعَسْعَسِ»
وقال امرؤ القيس:
«تأوَّبَني دائي القديمُ فَغَلَّـسـا *** أُحاذِرُ أنْ يَرْتَدَّ دائي فأُنْكَسا»
«ولم تَرِمِ الدّارُ الكَثيبَ فَعَسْعَسًا *** كأنّي أُنادي أو أُكَلِّمُ أخْرَسا»
ورَوى الأصمَعي: ألِمّا على الرَّبْعِ القديمِ بِعَسْعَسا.
وعَسْعَسُ بن سَلاَمَة: كان مشهورًا بالبصرة في صدر الإسلام، قال رُوَيْشِد الأسديّ:
«فِيْنا لَبيدٌ وأبـو مُـحَـيّاهْ *** وعَسْعَسٌ نِعْمَ الفَتى تَبَيّاهْ»
أي: تَعْتَمِدُه.
ودراةُ عَسْعَسٍ: غَرْبيَّ الحِمى، وقد ذَكَرْتُها في تركيب دور، وبَسَطْتُ في ذِكرِها الكلام، وذَكَرْتُ ما حَضَرَني من الشواهِد، وللّه الحمد والمِنَّة.
والعَسْعاسُ: السَّراب، قال رؤبة:
«وبَلَدٍ يجري عليه العَسْـعـاسْ *** من السَّرَابِ والقَتَامُ المَسْمَاسْ»
المَسْمَاس: الخفيف الرقيق.
وعَسْعَسَ الذئبُ: أي طاف بالليل.
ويقال- أيضًا-: عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ ظلامُه. وقوله تعالى: (واللَّيْلِ إذا عَسْعَسَ)، قال الفرّاء: اجتمَعَ المُفَسِّرون على أنَّ معنى (عَسْعَسَ) أدْبَرَ، وقال بعض أصحابنا: معناه أنَّه دَنا من أوَّلِه وأظلَمَ. وكذلك السحابُ إذا دَنا من الأرض، وقال الليث: من الأرضِ ليلًا؛ لا يُقال ذلك إلاّ بالليل إذا كان في ظُلْمَةٍ وبَرْقٍ، وانشد:
«عَسْعَسَ حتى لو نَشَاءُ إدَّنا *** كانَ لنا من نارِهِ مُقْتَبَسُ»
أرادَ: إذْ دَنا؛ فأدْغَمَ الذال في الدال، يعني سحابًا فيه برق وقد دَنا من الأرض.
وقال ابن عَرَفَة: يقال عَسْعَسَ الليل: إذا أقبَلَ أو أدْبَرَ بظُلْمَتِه.
وعَسْعَسَ فلان الأمر: إذا لَبَّسَه وعَمّاه.
وعَسْعَسَه -أيضًا-: أي حَرَّكه.
واعْتَسَّ بالليل: أي عَسَّ، ويُروى المَثَل الذي ذكرناه في اوّل هذا التركيب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خيرٌ من كَلْبٍ رَبَضَ، قال الحُطَيْئَة:
«ويُمْسي الغُرابُ الأعورُ العَيْنِ واقِعًا *** مَعَ الذئبِ يَعْتَسّانِ ناري ومِفْـأدي»
واعْتَسَّ -أيضًا-: أي اكْتَسَبَ.
واعْتَسَّ الإبِلَ: إذا دَخَلَ وَسَطَها فَمَسَحَ ضُرُوْعَها لِتَدُرَّ.
والتَّعَسْعُسُ: الشَّمُّ، قال:
«كَمَنْخِرِ الذِّئبِ إذا تَعَسْعَسا»
والتَعَسْعُس -أيضًا-: طَلَبُ الصَيد.
والتركيب يدل على الدُّنُّوِّ من الشيء وطَلَبِه وعلى خِفَّة في الشيء.
العباب الزاخر واللباب الفاخر-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري القرشي الصغاني الحنفي-توفي: 650هـ/1252م
15-العباب الزاخر (سقط)
سقطسقط الشيءُ من يدي سقوطًا ومسْقطًا -بفتحْ القاف-. وهذا الفعلُ مسقطةُ للإنسان من أعين الناس.
والمسْقُط -أيضًا-عن الأصمعّي: مَسْقط الرأسِ أي حيثُ ولطُ. وغيرهُ يكسرِ القاف.
ومسْقُطَ -أيضًا-: قريةَ على ساحلِ بحرِ فارسَ ممّا يلي برّ اليمنَ، وهو معربُ مشَكتْ.
ومسْقطَ -أيضًا-: رستاَقّ بساحلِ بحرِ الخزرِ.
ومسْقطَ الرَّمْلِ: في طرَيق البصرةَ بينهاَ وبينَ النباج.
ويقالُ: أنا في مَسْقطِ النجمْ: أي حيثُ سقطَ.
ومسْقطَ كل شيْءٍ: منقَطعه، وأنشدَ الأصمعيّ.
«ومنهلٍ من الفلا في أوْسَـطـهِ *** من ذا وها ذاك وذا في مسْقطهِ»
وقال الخليل: يقال سقطَ الولدُ من بطنِ أمه، ولا يقال: وقعَ.
وسِقط في يديهْ: أي ندَم وتحيِر، وقال الله تعالى: (ولما سُقِطَ في أيديهم)، وقرأ طاووس: (ولما سَقَطَ) بفتحْ السّين كأنه أصمرَ الندمَ، وإنما قيل: "سقطَ" على ما لم يسمّ فاعلهُ؛ كما يقال رغبَ في فلانٍ، ولا يقال سقطتُ كما لا يقال رغبتُ، إنما يقال رغبُ في ّ، ولا سقط فلانّ في يدهِ بمعنى ندمِ، وهذا نظمَ لم يسمَعْ قبل القرآن ولا عرَفته العَرب. والأصلُ فيه نزوْلُ الشيءِ من أعلى إلى أسفل ووقوعهُ على الأرضْ، ثم اتسعَ فيه فقيلَ للخطأ من الكلام: سقطَ؛ لأنهم شبهوه بما لا يحتاجُ إليه فيسْقطَ، وذكرَ اليدَ لأنّ يحدث في القلبِ وأثرهُ يظهرُ في اليدِ؛ كقوله تعالى: (فأصْبح يقلب كفيهْ على ما أنْفقَ فيها) وكقولهْ عزّ وجلّ: (ويوم يعضّ الظالم على يديه) لأن اليد هي الجارحة العظمى فربماّ يسندّ إليها ما لم تباشرْه؛ كقولهِ تعالى: (ذلك بما قدمتْ يداكَ).
والسّاقطُ والسْاقطة: اللّئيم في حسبهَ ونفسهِ، وقومّ سقطى وسُقاّط وسِقاّط كنائمٍ ونَيامٍ.
وسقطُ الرّمْلِ وسِقطهُ وسُقطهُ: منقطعهُ، قال امرؤ القيسْ:
«قفا نَبكْ من ذِكْرى حبيبٍ ومنزلِ *** بِسقطَ اللوى بين الدّخولِ فَحْوملِ»
وكذلك سقطَ الولدَ: للذّي يسْقطَ قبل تمامهِ؛ فيه ثلاثُ لغاتٍ، ومنه حديثُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: إنّ السّقطّ ليراغمُ ربه إنْ أدْخلَ أبويهِ النّارَ فَيجرهما بسررهِ حتىّ يدخلهاّ الجنةَ، أي يغاضبهُ. وفي حديثهِ الآخر: يظلَ السّقطْ محْبنطئًا على بابِ الجنة، يروى بالهمز وترْكه. وفي حديثه الآخر: يحشر مابين السقط إلى الشيخْ الفاني مردْا جردًا مكحّلْين أوْلي أفانينَ، وهي الخصلُ من الشعرَ.
وكذلك سقطُ النّار: لما يسْقطَ منها عند القدْح، فيه ثلاثُ لغاتٍ، قال الفرّاءُ: سقطُ النّارِ يذكرّ ويؤنث، قال ذو الرّمة:
«وسقطٍ كعينِ الديكِ عاوَرْتُ صاحبي *** أباها وهيأنا لموْقـعـهـا وكـرَ»
وسقطا الظلْيم: جناحاه، قال الرّاعي:
«حتّى إذا ما أضاءَ الصبْحُ وانْكشفتَ *** عنه نعامة ذي سقطينِ معْتكـرِ»
ويروْى: منشمرِ. وقال آخر:
«عنس مذكرة كأنّ عفـاءهـا *** سقطانِ من كنفي ظليمٍ جافلِ»
وسقطاْ اللّيال: رواقاه.
وسقط السّحاب: حيثُ يرى طرفه كأنه ساقطَ على الأرضْ في ناحيةِ الأفقِ. وكذلك سقطَ الخباءِ.
والسقّط -بالتحريك-: الخطأ في الكتابةِ والحسابِ، يقال: تكلمَ بكلامٍ فما سقطَ بحرفٍ.
والسقطَ أيضًا-: رديءُ المتاعَ. والسقاط والسقطيّ: بائعه، ومنه حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: أنه كان يغدو فلا يمر بسقاطِ ولا صاحبِ بيعةٍ إلاّ سَلّم عليه. البيعْة من البيعِ كالرّكبةِ والجلْسةِ من "الركوبو" الجلْوس: والسقاط -أيضًا-: السيفُ الذي يسْقطَ من وراءِ الضريبة يقطعها حتى يجوز إلى الأرضْ، قال المتنخلُ الهذلي يصف سيْفًا:
«كلْونِ الملْحِ ضرْبتهُ هبـيرِ *** يبرّ العظمَ سقاط سراطي»
والسقطةُ: العثرة.
والسقطة: الثلْج والجليدُ، قال:
«ولـيلةٍ يا مـيّ ذاةِ طـــلّ *** ذاةِ سقطٍ وندىً مـخـضـلّ»
«طعمُ السرى فيها كطعمِ الخل»
والمرأةُ السقيْطة: الدنيئةُ.
وقال ابن دريدٍ: سقاطة كل شيءٍ -بالضم-: رذالتهُ.
وسقاطُ النخْلِ: ما سقطَ منه. وسقاطُ كلّ شيءٍ وسقاطتهُ: ما سقطَ منه. وقيل: السقاّط جمعُ سقاطةٍ، قال المتنخّلُ الهذليّ:
«إذا ما الحرْجفُ النكباءُ ترميْ *** بيوتَ الحيّ بالورقَ السقاطِ»
ويروْى: "السّقاطِ" بالكسرْ: جمع ساقطٍ.
ويقال: سقطّ وسقاطّ كطويْلٍ وطوالٍ.
وساقطةَ -ويقال: ساقطةَ النعل-: موْضعّ.وتقولُ العربَ: فلانّ ساقط ابنُ ماقطِ ابنِ لاقطٍ: تتسابّ بها، فالساَقطُ عبدْ الماقطِ والماقطَ عبدّ اللآقطِ واللآقطُ عبدّ معتقّ.
وعن أنس -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مرّ بتمرةٍ مسقْوطةٍ مثل قولهِ تعالى: (كان وعده مأتيًّا). أي آتيًا، وقيل: مسقوطة بمعنى النسب؛ أي ذاة سقوطٍ كجاريةٍ مغنوجةٍ أي ذاةِ غنجٍ؛ ولا يقال: غنَجْتها، ويمكن أن يكون من الإسقاط مثل أحمهّ الله فهو محمومّ.
ويقال: أسْقطت الشيْءَ من يدي، وجوز الأخفش: أسْقط في يديهْ مكان سقط في يديه. وقال أبو عمرو: لا يقال أسقطَ بالألفِ على ما لم يسْم فاعله، وأحمدُ بن يحيى مثله.
وأسقطت النّاقة وغيرها: إذا ألْقت ولدها.
وأسْقط؛ في كلامه: من السقط يقال: ما أسقط حرْفًا؛ عن يعقوب، كما يقال: ما سقط بحرفٍ، قال: وهو كما تقول: دخلتُ به وأدْخلته وخرجْتُ به وأخْرجته وعلوت به وأعليته.
وساقطه: أي أسْقطه، قال ضابيءُ بن الحارثِ البرجميّ:
«يساقطَ عنه روقةُ ضارياتـهـاِ *** سقاط حديدِ القيْنِ أخوْلَ أخْولا»
والسقاط: العثرةُ والزلة كالسقطة، قال سويدُ ابن أبى كاهلٍ اليشكريّ:
«كيف يرجون سقاطي بعدْمـا *** لاحَ في الأسِ بياضّ وصلَعْ»
والسقاط في الفرس: اسْترخاءُ العدوٍ.
وسقاط الحديث: أنْ يتحدثّ الواحدُ وينّصتَ الآخر فإذا سكت تحدث السّاكتُ، قال الفرزدق؛
«إذا هنّ ساقطنَ الحديث كأنه *** جنى النحلِ أو أبكْارُ كرمٍ»
تُقطفّ وقرأ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (يُساقطْ عليكِ رطبًا جنيا" وكذلك قرأ ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-، أي يساقط الله عليك، أي يسقطْ، وقرأ حفضّ: " تساقطْ" بالتاء، وقال ثعلبة بن صغير بن خزّاعي يصفُ ظليمًا:
«يبري لرائحةٍ يساقطُ ريشهـا *** مرّ النجاءِ سقاط ليْف الآبرِ»
ويسقطه: أي طلب سقطه، قال جريرّ:
«ولقد تَسقّطني الوُشاةُ فصادفوا *** حصرًا بسركِ يا أميمْ ضنيناْ»
وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمةَ:
«سَمعتْ بنا فأزالها عن حالها *** نَفثاتِ مكرِ الكاشحِ المتسقطِ»
ويروْى: "لفتاتِ".
وقال أبو المقدامِ السلَميّ: تسقطتَ الخيرَ: إذا أخذَته قليلًا شيئًا بعد شيءٍ.
والإساقط: السقوطُ، قال الله تعالى: (تُساقطَ عليك رطبًا جنيًا) وقرأ حمادّ ونصيرّْ ويعقوبُ وسهلّ: "يساقط" بالياء المنقوطةِ باثْنتين من تحْتها، وكذلك التساقطَ، وقرأ حمزةُ: (تَساقطً عليك) بفتحِ التاء وتخفيفِ السيْن.
والترْكيب يدلّ على الوقوعْ.
العباب الزاخر واللباب الفاخر-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري القرشي الصغاني الحنفي-توفي: 650هـ/1252م
16-العباب الزاخر (وقف)
وقفالوَقْفُ: سِوار من عاج، قال الكُميت يصِف ثورًا:
«ثُمَّ اسْتَمَرَّ كَوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتـًا *** يَرْمي به احَدَبَ اللَّمّاعَةَ الحَدَبُ»
ووقفت الدابة تقف وقوفًا، وكذلك الإنسان، قال امرؤ القيس:
«قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ *** بِسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُوْلِ فَحَوْمَلِ»
ووقفْتها أنا وقفًا يتعدى ولا يتعدى، قال الله تعالى: (وقِفُوْهم أنَّهم مَسْؤلُوْنَ)، وقال ذو الرُّمة:
«وَقَفْتُ على رَبْعٍ لِمَيَّةَ ناقَـتـي *** فما زِلْتُ أبْكي عِندَهُ وأُخاطِبُهْ»
والحديث الموقوف: خِلاف المرفوع.
ووقَفْته على ذنبه: أي أطلعته عليه.
ووقَفْت الدار على المساكين وَقْفًا.
والموقِف: الموضِع الذي تَقِف فيه حيث كان.
وموقفا الفر: الهزمتان في كَشْحَيْه. وقيل: الموقفان نُقرَتا الخاصِرة على رأس الكُلية، قال النابغة الجَعدي رضي الله عنه- يصِف فرسًا:
«فَلِيْقُ النَّسَى حَبِطُ المُوْقِفَيْنِ *** يَسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأشْعَبِ»
وقال أيضًا:
«شَدِيْدُ قِلاتِ المَوْقِفَيْنِ كأنهمـا *** نَهى نَفَسًا أوْ قَدْ أرادَ لِيَزْفِرا»
نهى: أي حبس نفسه، أي ردّه.
ويقال للمرأة: أنّها لَحَسنة الموقِفَين؛ وهما الوَجه والقدَم؛ عن يعقوب. ويقال: موقِفا المرأة: عيناها ويداها وما لا بُدّ لها من إظهاره.
والموقِفُ: مَحلّة بالبصرة.
وقال أبو عمرو: الموَقفان: عِرْقانِ مُكتَنِفا القُحْقُح إذا تشنّجا لم يَقُم الإنسان وإذا قُطِعا مات.
وواقِف: بطن من الأنصار. وقال ابن الكلبي في جمهرة نسب الأوس: إنّ اسم واقِف مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس.
والواقِفُ أيضًا-: خادم البِيعة؛ لأنه وَقَف نفْسه على خَدْمتها. والوِقِّيْفى مثال خِصَّيْصى-: الخِدمة. وفي حديث عمر رضي الله عنه-: لا يُغير عن وِقِّيْفاه.
ووقْف: موضِع في بلاد بني عامر، قال لبيد رضي الله عنه:
«لِهِنْدٍ بأعْلى ذي الأغَرِّ رُسُوْمُ *** إلى أُحُدٍ كأنَّهُـنَّ وُشُـوْمُ»
«فَوَقْفٍ فَسُلِّيٍّ فأكْنَافِ ضَلْفَعٍ *** تَرَبَّعَ فيه تـارَةً وتُـقِـيْمُ»
والوقْف: من قُرى الخالص شرقي بغداد.
والوَقْفُ أيضًا-: بُلَيْدة من أعمال الحِلّة المزيديّة.
وقال الليث: الوَقْفُ: وَقْفُ التُّرس من حديد أو قرن يستدير بحافته، وكذلك ما أشبهه.
وقال الأزهري: في حديث الحسن البصري: أنّ المُؤمن وقّاف مُتأنٍّ وليس كحاطِب ليل: ويُقال للمُحْجِم عن القتال: وَقّاف جبَان وأنشد:
«فَتىً غير وَقّافٍ وليس بِزُمَّلِ»
وقال دريد: بن الصِّمَّةِ:
«فإنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلّى مَكانَـهُ *** فما كانَ وَقّافًا ولا طائشَ اليَدِ»
والوَقّافُ العقيلي: شاعر.
وقال ابن عبّاد: يُقال لكل عقبٍ لُفّ على القوس: وقْفَة، وعلى الكلية العليا: وَقْفَتانِ.
ووقَفَ القِدْرَ: أي أدامها وسكّنها. والمِيْقَفُ والمِيْقَافُ: ما أدَمْت به غليان القِدر وسَكَّنْتَه. وقال اللحياني: المِيْقَفُ والمِيْقَافُ: العود الذي يُحرك به القِدر ويُسكَّن به غليانها، وهو المِدْوامُ.
والوَقِيْفَةُ: الوَعِل تُلْجِئه الكلاب إلى ضخرة فلا يمكنه أن ينزل حتى يُصاد. وأنشد ابن السكِّيت في كتاب معاني الشِّعر من تأليفه:
«فلا تَحْسِبَنّي شَحْمَةً من وَقِيْفَةٍ *** تَسَرَّطُها ممَا تَصِيْدُكَ سَلْفَعُ»
وأنشده ابن دريد وابن فارس: "مُطْرَّدَةٍ مِمّا"، سَلْفَعُ: اسم كلْبة.
وأوْقَفْتُ وَقْفًا للمساكين بالألف-، لغة رديئة، وليس في الكلام أوْقَفْتُ إلاّ حرف واحد، يقال: أوْقَفْتُ عن الأمر الذي كنت فيه: أي أقلعت، قال الطِّرمّاح:
«فَتَطَرَّبْتُ لـلـهَـوى ثُـمَّ أوْقَـفْ *** تُ رِضىً بالتُّقى وذو البِرِّ راضِ»
وحكى أبو عمرو: كلَّمْتُهم ثم أوْقَفْتُ: أي سكتُّ. وكل شيء تُمْسك عنه تقول فيه: أوْقَفْتُ.
وحكى أبو عُبيد في المُصَنّف عن الأصمعي واليزيدي أنهما ذكرا عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: لو مررتُ برجل واقف فقلت: ما أوقفَكَ ها هنا؟ لرأيته حَسَنًا. وحكى ابن السكِّيت عن الكِسائيِّ: ما أوقَفَك ها هنا وأي شيء أوقَفَك ها هنا؟ أي أيُّ شيء صيَّرك إلى الوقُوف.
ووقَّفْتُ المرأة تَوْقِيْفًا: إذا جَعَلْت في يديها الوَقْفَ.
ووقَّفَتِ المرأة يديها بالحِنّاء: إذا نقَّطَتْهما.
وقال اللحياني: حمار مُوَقَّف: للذي كُوِيَتْ ذراعاه كَيًّا مستديرا، وأنشد:
«كَوَيْنا خَشْرَمًا في الرَّأْسِ عَشْرًا *** ووَقّفْنـا هُـدَيْبَةَ إذْ أتـانـا»
والمُوَقَّفُ في شِعر الشَّماخ:
«وما أرْوى وإنْ كَرُمَتْ علينا *** بأدْنى من مُوَقَّفَةٍ حَـرُوْنِ»
أُرْوِيَّةٌ في يديها حُمْرة تُخالِف لون سائر جسدها.
ويقال أيضًا-: ثور مُوَقَّفٌ، قال العجّاج:
«كأنَّ تَحْتي ناشِطًا مُجَأَّفا *** مُذَرَّعًا بِوَشْيِهِ مُوَقَّفا»
وفرَس مُوَقَّفٌ: إذا أصاب الأوظِفة منه بياض في موضع الوَقْفِ ولم يعدُها إلى أسفل ولا فوق؛ فذلك التَّوْقِيفُ. وقال بعضهم: فرس مُوقَّفٌ: أي أبْرَش أعلى الأُذُنين كأنّهما منقُوشتان ببياض ولون سائره ما كان.
وقال ابن شُميل: التوقيف: أن يُوَقِّفَ الرجل على طائفَيْ قوسَه بمضائغ من عَقَب قد جعلهُنَّ في غِراء من دماء الظِّباء فَيَجِئنَ سوادًا، ثم يُعلّى على الغِراء بصدأ أطراف النَّبْلِ فَيجيءُ أسود لازِقًا لا ينقطع أبدًا.
ووقَّفْتُ التُّرس: جعلت له وَقفًا، وقد ذُكِر معناه.
والتَّوْقِيْفُ: مُبالغة الوقُوْفِ، يقال: وَقَّفَ الجيش، وقيل: معناه وَقَفَ واحد بعد واحدٍ، قال جميل بن معمَر العُذري:
«تَرى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُوْنَ حَوْلنا *** وإنْ نَحْنُ أوْبَأْنا إلى النّاسِ وقَّفُوا»
ويُروى: "أوْمَأْنا"؛ والمعنى واحدٌ، فأخذ البيت منه الفرزدَق وقال: أنا أحَقّ بهذا البيت منك؛ متى كان المُلكُ في عُذرة إنما هذا لِمُضَرَ.
وتوْقِيْفُ النّاس في الحجِّ: الوُقُوْفُ بالمَواقِفِ والتَّوقِيْفُ: كالنَّصِّ.
وقال أبو زيد: وَقَّفْتُ الحديث توْقِفًا وبيَّنْتُه وتَبْيينًا؛ وهما واحد.
وقال ابن عبّاد: وقَّفْتُ فلانًا: إذا قَطَعْت منه مَوضع الوقْف.
قال: ورجل مُوَقَّف مُوَقَّح: أي مُجَرَّب قد أصابته البلايا.
والمُوَقَّفُ من القِداحِ: الذي يُفَاضُ به في المسير، وتَوْقِيفُه: سِمة تُجْعلُ عليه.
وقال غيره: وَقَّفَ السَّرْج: أصلحه وجعله واقيًا لا يعْقِر.
والتَّوَقُّف في الشيء: كالتَّلَوُّم.
وقال ابن دريد: توَقَّفْتُ على هذا الأمر: إذا تَلَبَّثْتَ عليه.
قال: والوِقَافُ: مصدر المُوَاقَفَةِ في حرب أو خَصوْمة.
وتَوَاقَفَ الفريقان في القتال.
وواقَفْته على كذا.
واسْتَوقَفْتُه: سألْتُه الوقُوْفَ، ويقال: أنّ امرَأ القيس أول مَنِ استوقف الرَّكبَ على رسْم الدّار بقوله: قِفا نَبْكِ.
والتركيب يدل على تمَكُّث في شيء.
العباب الزاخر واللباب الفاخر-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري القرشي الصغاني الحنفي-توفي: 650هـ/1252م
17-المعجم المفصل في النحو العربي (الفاء العاطفة)
الفاء العاطفةاصطلاحا: هي أحد الحروف العاطفة وتفيد أمورا ثلاثة:
1 ـ الترتيب فإما أن يكون المعطوف بها لاحقا متصلا بلا مهلة فهو العطف المعنوي، مثل: «جاء المدير فالمعلم» أي: جاء المدير وبعده مباشرة المعلم. وكقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} وإما أن يكون العطف بها عطف مفصّل على مجمل فهو العطف الذّكري، كقوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ} وكقوله تعالى: {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً} وكقوله تعالى: {وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} أو عطف لمجرّد المشاركة في الحكم بحيث يصحّ أن تحل «الواو» محلّها، كقول الشاعر:
«قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ***بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل»
«فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها***لما نسجتها من جنوب وشمأل»
فالفاء في هذين البيتين تفيد التّرتيب في دخول الأماكن واحدا بعد واحد. ويرى الفرّاء أنها لا تفيد الترتيب مطلقا، مستدلّا على ذلك بقوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتًا أَوْ هُمْ قائِلُونَ} فالبأس في الوجود قبل الإهلاك. وردّ عليه القول بأن الله أراد إهلاكها فجاءها البأس.. وكقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ} والمعنى: إذا أردتم أن تقوموا إلى الصّلاة فاغسلوا... وقيل يجوز أن يكون العطف في الآية الكريمة من باب عطف المفصّل على مجمل.
2 ـ التّعقيب أي: يكون كل شيء بحسبه مثل: «أزهرت الأشجار فأثمرت» فالأثمار على الشجر تعقب تفتح الأزهار عليها.
3 ـ السّببيّة وذلك غالب في العاطفة جملة أو صفة. فمن عطف الجملة قوله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ} ومن عطف الصّفة، قوله تعالى: {لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ} وقد تأتي في العطف فيهما لمجرّد التّرتيب دون التّعقيب ولا السّببيّة، كقوله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
18-المعجم المفصل في النحو العربي (الوقف)
الوقفتعريفه: الوقف هو التّلفّظ بكلمة مسكّنة الآخر مقطوعة عما بعدها. أو هو قطع النّطق عند آخر الكلمة. مثل: «رأيت زيدا» و «هذا زيد» و «سلمت على زيد» بمعنى أن كلمة «زيد» هي في المثل الأول منصوبة بتنوين الفتح فحذف التنوين وبقيت على الألف السّاكنة، وفي المثل الثّاني مرفوعة بتنوين الرّفع فحذف التّنوين ووقف عليها بالسّكون، وفي الثالث مجرورة بتنوين الكسر فحذفت الحركة المنوّنة ووقف عليها بالسّكون. ومثل: «اذهب»، «من» و «كل»، كلّ هذه الكلمات مبنيّ في الأصل، الأولى لأنها فعل أمر مبنيّ على السكون، والثانية لأنها حرف جر، والثالثة، فعل أمر من الفعل «أكل». فكلّ منها وقف عليها بالسّكون لأنّها تنتهي بحرف ساكن صحيح ومثل: «يمشي»، «القاضي»، «منى»، «يغزو»، كلّ من هذه الكلمات تنتهي بحرف علّة ساكن فالوقف جرى عليها بسكون العلة ومثل: أحبّ من اجتهد، جاء ولد، فكلمة «اجتهد» تنتهي بحرف صحيح متحرك فهي مبنيّة على الفتح، وكلمة «ولد» مرفوعة بضمتين فوقف عليهما بالسّكون بعد حذف الحركة الأصلية.
أحكام الوقف:
1 ـ إذا وقفت على منوّن فالغالب حذف التنوين بعد الضّمة والكسرة مثل: «هذا سمير» و «سلّمت على سمير» حيث حذف تنوين الضّمّ وتنوين الكسر ووقف عليهما بالسّكون، أما بعد الفتحة الإعرابية، فيحذف التّنوين، وتبدل «النون» ألفا، فتقول: رأيت سميرا، وبعد الفتحة البنائية مثل: «ايها وويها» وهما اسما فاعل بمعنى: «انكفف» أو «أعجب» فيوقف عليهما بألف بدلا من التنوين أيضا. ومن النّحاة من شبه «إذن» بالمنوّن المنصوب، فأبدل نونها ألفا عند الوقف فقال: «إذا» ومنهم من وقف عليها بالنّون السّاكنة فقال: «إذن».
2 ـ إذا كانت الكلمة منتهية بنون التّوكيد الخفيفة، مثل: «اكتبن» «احملن» فتبدل «النّون بالألف» في الوقف لأن قبلها فتحة فتقول: «اكتبا، احملا» ومثل:
«وإياك والميتات لا تقربنّها***ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا»
حيث وردت كلمة «فاعبدا» وأصلها «فاعبدن» بنون التوكيد الخفيفة فوقف عليها «بالألف» بدلا من نون التوكيد الشبيهة بالتنوين.
3 ـ إذا كان آخر الاسم منتهيا بتاء التأنيث المربوطة، مثل: «فاطمة»، «هبة» وقفت عليها بـ «الهاء» السّاكنة، فتقول: فاطمه، هبه، لشبه التاء المربوطة في آخر الكلمة بـ «الهاء» من جهة، ولئلا تلتبس بـ «التاء» الأصليّة في كلمة: «بيت» و «التاء» شبه الأصلية في كلمة: «بنت» من جهة ثانية، ولئلا تشبه «التّاء» المتّصلة بالفعل، مثل: «ذهبت»، «أكلت»، «مشيت»، من جهة ثالثة.
أمّا إذا كانت الكلمة منتهية بتاء التأنيث الطّويلة السّاكنة وقفت عليها بالسّكون. وإذا كانت متحرّكة ومتّصلة بحرف الجر «ربّ» أو حرف العطف «ثمّ» فتقول: ربّت وثمّت وقفت عليها بالسّكون فتلفظ: «ربّت وثمّت»، وإذا كانت الكلمة المتّصلة بالتّاء الطّويلة اسما سكن فيه ما قبل «التاء» سكونا صحيحا ووقفت على التّاء الطّويلة بالسّكون فتقول: هذه بنت. أمّا إذا كان ما قبل التاء «ألفا» وقفت على «التاء» الطويلة بالسّكون، مثل: «جاءت مسلمات»، «هذا عرفات»، و «هيهات» أو وقفت على «الهاء» السّاكنة بدلا من التّاء الطّويلة فتقول: جاءت مسلماه. والوقوف «بالتّاء» السّاكنة أرجح.
وبعض العرب يقف في وسط الكلام كما يقف في آخره، أي: يجري في الوصل ما يجري في الوقف، مثل: وعليكم السّلام والرحمت، وكقول الشاعر:
«الله نجّاك بكفّي مسلمت ***من بعد ما وبعد ما وبعدمت»
«صارت نفوس القوم عند الغلصمت ***وكادت الحرّة أن تدعى أمت»
حيث أجرى الشّاعر الوقف على «مسلمت» وعلى «الغلصمت» كما أجراها على «أمت».
فوقف «بالتّاء الطّويلة» على آخر الاسم المنتهي بتاء التأنيث المربوطة، والأصل: «مسلمة وغلصمة، وأمة» والأصل الوقوف على هذه الكلمات بالهاء السّاكنة. وكذلك أجرى الوقف على «بعدمت» والأصل «بعد ما» فأبدل الألف «هاء» فصارت بعدمه ثم أبدل الهاء السّاكنة «بالتاء» الطّويلة السّاكنة تمشيا مع القافية.
4 ـ إذا كان الفعل منتهيا بهاء الضمير، فإن كانت مفتوحة ثبتت صلتها أي: الألف فتقول:
«أكلتها» و «سلمت عليها»، وإن كانت مضمومة حذفت صلتها في الوصل أي: «الواو» خطيا لا في اللّفظ فتقول: «رأيته يبكي» إن كانت مكسورة حذفت صلتها في الوصل أي: الياء خطا لا لفظا، فتقول: «سلّمت عليه اليوم» أما في الوقف فتقف على المضموم والمكسور بالسّكون، فتقول: «رأيته»، و «سلّمت عليه» ويجوز أن تقف على هاء الضمير المفرد المذكر المضموم أو المكسور بحركته، مثل:
«ومهمه مغبرّة أرجاؤه ***كأنّ لون أرضه سماؤه»
حيث وقف الشاعر في الصّدر على «أرجاؤه» وفي العجز على «سماؤه» وأثبت لكل من الكلمتين «الواو» التي هي صلة الضمير المضموم في الوقت حين اضطر إلى ذلك لوزن القافية.
فصارت «أرجاؤهو وسماؤهو» القياس حذف الصلة والوقف بالسّكون فيصير الوقف على «أرجاؤه وسماؤه» ومثل:
«تجاوزت هندا رغبة عن قتاله ***إلى ملك أعشو إلى ضوء ناره»
حيث وقف الشاعر في صدر البيت على «قتاله» وفي عجزه على «ناره» بإثبات في كلّ من الكلمتين «الياء» صلة للضّمير المكسور في الوقف حين اضطرّ إلى ذلك لوزن القافية والقياس حذف هذه الصّلة والوقف بالسّكون. والجدير بالذكر أن الوصل «بالواو» و «بالياء» هو في النّطق لا في الخطّ، إذ يدلّ عليهما، أي: على «الواو» وعلى «الياء»، الضّمة خطا والكسرة خطا أيضا.
5 ـ إذا كان الاسم منقوصا منوّنا في حالتي الرّفع والجرّ، فالأغلب في الوقف تحذف «الياء» كقوله تعالى: {فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ} فكلمة «قاض» أصلها «قاضي» «بالياء»: وهي مرفوعة وحذفت منها «الياء»، فوقف عليها بالسّكون وبقيت «الياء» محذوفة، ومثل: «سلّمت على قاض» حذفت «ياء» المنقوص في حالة الجرّ ووقف عليه بحذف «الياء» والسّكون، ويجوز إثباتها، كقوله تعالى: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ} وكقوله تعالى: {وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ} بقراءة من قرأ «هادي» بإثبات «الياء»، وقرأ «والي» بإثبات «الياء» أيضا. وإن كان المنقوص غير منوّن فالأكثر إثبات «الياء» ساكنة، فتقول: جاء القاضي ومررت بالقاضي ويجوز حذفها كقوله تعالى: {عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ} وكقوله تعالى: {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ} ويجوز الوقف عليها بالياء في قراءة من قرأ «المتعالي» و «التلاقي». أمّا إذا كان المنقوص منصوبا فتثبت ياؤه مطلقا عند الوقف، فتقول: «رأيت قاضيا»، و «رأيت القاضي»، «سمعنا مناديا» و «سمعنا المنادي» و «رأيت جواريا»، و «رأيت الجواري».
6 ـ إذا كان الاسم المقصور منوّنا فعند الوقف يحذف منه التّنوين فتقول: «جاء فتى» و «رأيت فتى» و «مررت بفتى». أمّا إذا كان المقصور غير منوّن فيبقى على حاله، مثل: «هذا الفتى، ورأيت الفتى، وسلمت على الفتى».
ملاحظات:
1 ـ يجب إثبات «ياء» المنقوص إذا كان محذوف «الفاء» وهو علم على مضارع مثل: «وفى، يفي» و «وعى، يعي» والأصل «يوفي”
و «يوعي». فإذا سمّيت بهذا المضارع وجب إثبات «الياء»: فتقول: «جاء يفي» و «هذا يعي».
2 ـ إذا كان المنقوص محذوف «العين» وجب إثبات الياء عند الوقف، مثل: «مر» اسم فاعل من «رأى» والأصل «مرئي» فنقلت حركة العين أي: كسرة الهمزة إلى السّاكن الصّحيح قبلها، أي: إلى «الرّاء»، ثمّ حذفت الهمزة فصارت الكلمة «مري» ففي حالتي الرّفع والجرّ مع التنوين تحذف «الياء»: «مر».
3 ـ إذا كان المنقوص منصوبا تثبت ياؤه سواء أكان غير منوّنا كقوله تعالى: {كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ} أو منوّنا، كقوله تعالى: {رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيًا}.
الوقف على المتحرّك: وفي الوقف على المتحرّك الذي ليس هاء التأنيث خمسة أمور:
1 ـ الوقف على السكون، فتقول: جاء ولد.
ويتعيّن السكون في الوقف على تاء التأنيث، فتقول: ربّت، لعلّت.
2 ـ الوقف بالرّوم أي: إخفاء الصوت بالحركة عند النطق، فتقول: «جاء زيد» «رأيت الكتاب»، و «سلمت على سمير» بالتلفظ بالضمة في «زيد» وبالفتحة في «الكتاب» وبالكسرة في «سمير» مختلسة تكاد لا تظهر، وقد منع الرّوم بعض النحاة بالفتحة، فقالوا: رأيت الكتاب.
3 ـ الوقف بالإشمام ويختصّ بالاسم المضموم فقط وذلك يكون بالإشارة بالشّفتين إلى الضّمة بعيد التّلفظ بالسّكون من غير تصويت وهذا ما يدركه البصير لا الأعمى، فتقول: جاء خالد.
4 ـ الوقف بتشديد الحرف الموقوف عليه، فتقول: «جاء ولدّ»، «هو يأكلّ» ويطّرد هذا النوع من الوقف في الاسم غير الموقوف عليه بالهمزة مثل: «خطأ» و «رشأ» وإن لا يكون الحرف الموقوف عليه «ياء»، مثل: «القاضي» ولا «واوا»، مثل: «يدعو، يغزو» ولا بعد ساكن، مثل: «زيد»، «بدر»، «عمر».
5 ـ الوقف بنقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى ما قبله، كقوله تعالى: {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ} والأصل: «بالصّبر» فنقلت حركة الكسرة من «الرّاء» الموقوف عليها إلى السّاكن قبلها، وكقول الشاعر:
«أنا ابن ماويّة إذ جدّ النّقر***وجاءت الخيل أثافيّ زمر»
حيث جاءت كلمة «النّقر» والأصل «النّقر» وهو صوت من طرف اللسان يسكن به الفارس فرسه إذا اضطرب به. فقد نقل الشاعر، عند الوقف عليه، حركة «الرّاء» أي: الضمة إلى الصحيح الساكن قبلها أي: إلى «القاف» بينما وقف في عجز البيت قياسا على كلمة «زمر» الصحيحة الآخر المتحرك فوقف بالسكون وتعرب «النّقر» فاعل «جدّ» مرفوع بالضمة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون الوقف.
وكذلك لم تظهر الفتحة على «زمر» لسكون الوقف.
ويشترط في الاسم الموقوف عليه بنقل حركة الحرف الأخير إلى ما قبله خمسة شروط:
1 ـ أن يكون ما قبل الآخر ساكنا، فلا يجوز النقل في: «هذا جعفر»، لتحرّك «الفاء».
2 ـ أن يكون ذلك السّاكن مما لا يتعذّر تحريكه، فلا تنقل الحركة في: «هذا إنسان» لأن الألف لا تقبل الحركة ومن المتعذّر تحريكها.
3 ـ أن يكون ذلك الساكن مما لا يستثقل تحريكه، فلا نقل في كلمة: يشدّ لأن الحرف المشدّد لا يقبل الحركة ويتعذّر تحريكه، ولا نقل في كلمة: «الولد يقول» لأن «الواو» المضموم ما قبلها تستثقل الحركة، ولا نقل في كلمة: «يبيع» لأن الياء المكسور ما قبلها تستثقل الحركة.
4 ـ أن لا تكون الحركة على الحرف الأخير، الذي يراد الوقوف عليه، فتحة، فلا نقل في مثل: «أحببت العلم» لأن حركة الحرف الأخير هي الفتحة.
5 ـ أن لا يؤدي النقل إلى بناء لا نظير له، فلا نقل في القول: «هذا علم» لأن النّقل يؤدّي إلى كلمة «علم» التي لا نظير لها إذ ليس في العربية اسم على وزن «فعل». والشرطان الأخيران لا ينطبقان على الاسم المهموز، فتقول بالوقف بنقل الحركة ولو كانت فتحة من الهمزة الأخيرة إلى الصّحيح السّاكن قبلها، كقوله تعالى: {لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ} فيجوز الوقف بالقول الخبء لأنه مهموز. كما يجوز هذا النّقل ولو أدّى إلى ما لا نظير له من الوزن فتقول: هذا ردء في الوقف على: «هذا ردء» رغم إن وزن «فعل» لا مثيل له.
خصائص الوقف: ومن خصائص الوقف قطع النّطق عند آخر الكلمة بهاء السكت وذلك:
1 ـ في الفعل المعلّ آخره بالحذف سواء أكان الحذف للجزم مثل: «لم يغزه» و «لم يخشه» و «لم يرمه»، وكقوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ} أو كان الحذف للبناء، مثل: «اغزه، اخشه، ارمه» وكقوله تعالى: {فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ} «والهاء» في كل هذا جائزة لا واجبة إلّا إذا كان الفعل قد بقي على حرف واحد بعد الحذف، مثل الأمر من: «وفى، يفي» ومن «وعى يعي» فتقول: «فه» و «عه» أو إذا بقي الأمر على حرفين، مثل: «لم يعه» وفي الوقف على الأمر بحرفين، وقف كثير من النحاة، فقالوا: «لم يق» «ولم يع» وكقوله تعالى: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} وكقوله تعالى: {وَمَنْ تَقِ} بغير «هاء».
2 ـ في «ما» الاستفهاميّة المجرورة بعد حذف «الألف» فإذا وقف عليها بعد دخول حرف الجر عليها جاز إلحاق هاء السّكت أو الوقف بغير هاء السّكت، فتقول: «فيم وعمّ وبم» أو «فيمه وعمّه وبمه» وإن كان العامل في الجرّ اسما مضافا إليها وجب إلحاق هاء السكت بـ «ما» الاستفهامية: فتقول: «مجي م جئت» و «اقتضاء م قضيت» وإن وقف على «ما» الاستفهامية قلت: «مجي مه، واقتضاء مه» وكقوله تعالى: {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}.
3 ـ وتدخل هاء السكت على كل مبنيّ بناء لازما، مثل ياء المتكلم المفتوحة التي تحذف، كقوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} فقد حذفت الياء عند الوقف وكذلك أسكن ما قبلها وحذفت في قوله تعالى: {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} بحذف الياء عند الوقف على «أكرمني» وكقوله تعالى: {فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ} بحذف الياء وإسكان ما قبلها عند الوقف في «أهانني» أو تثبت وبعدها هاء السّكت فتقول: «جاء صاحبيه» و «هذا غلاميه» وكقوله تعالى: {ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ} وتدخل هاء السكت على المبنيّ من الحروف على الفتح مثل: «ربّ وربّه» وعلى الضّمّ، مثل: «منذ» و «منذه»، ومثل: «لعلّ ولعلّه»، و «إنّ، إنّه»، ومثل: لا تذهبنّ، لا تذهبنّه. وكذلك تدخل هاء السّكت في الوقف على الاسم المبنيّ بناء لازما كأسماء الإشارة وأسماء الشّرط والضّمائر... فإن كان متحركا جاز أن تقف عليه بالسّكون أو بهاء السّكت، فتقول: كيف، كيف، كيفه» «الّذين الذين الّذينه» ومثل: «أكرمتك، أكرمتك، أكرمتكه» وكقوله تعالى: {وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ} كما تقول: «هو، هوه». و «هي وهيه» كما يجوز في الضمير «أنا» الوقف عليه بالألف أو حذفها والوقوف عليها بهاء السكت فتقول: أنه، وذلك إذا اعتبرت الألف زائدة، أما إذا اعتبرت الألف في «أنا» أصليّة فلا تحذف وتقف عليها فتقول: أنا ومثل:
«إذا ما ترعرع فينا الغلام ***فما إن يقال له من هوه»
فقد ورد الضّمير «هوه» موقوفا عليه بهاء السّكت، لأنه مبنيّ على الفتحة بناء لازما.
ملاحظات:
1 ـ إذا كان الاسم مبنيا بناء عارضا، مثل: «قبل، بعد، عل» واسم لا النافية للجنس، والمنادى المبنيّ فلا يوقف عليه بهاء السّكت بل بالسّكون، فتقول: من قبل، من بعد، من عل، لا رجل، يا رجل، وشذّ قول الشاعر:
«يا ربّ يوم لا أظلّله ***أرمض من تحت وأضحى من عله»
حيث وردت كلمة «عله» بهاء السكت عند الوقف، وهذا شاذ لأن كلمة «عل» مبنيّة بناء عارضا والأصل: «من عل».
2 ـ في الوقف على «ياء» المتكلّم فيجوز تسكينها في الوقف والوصل، فتقول: «هذا دفتري القديم، وهذا دفتري» أو كما يجوز فتحها عند الوصل فتقول: «هذا كتابي القديم» ويجوز في الوقف، «هذا كتابي» أو فتحها وبعدها هاء السّكت فتقول: «هذا كتابيه».
3 ـ قد يعطى الوصل حكم الوقف وذلك كثير في الشعر قليل من النثر، كقوله تعالى: {فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ} وكقوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} وذلك بإثبات «هاء» السّكت في درج الكلام، وكقول الشاعر:
«ولقد خشيت أن أرى جدبّا***في عامنا ذا بعد ما أخصبّا»
«إنّ الدّبى فوق المتون دبّا***كأنّه السّيل إذا اسلحبّا»
أو الحريق وافق القصبّا
حيث وردت كلمة «القصبّا» بتشديد «الباء» كأنّه وقف عليها بالتّضعيف، مع أنّ الحقيقة هي أنه وقف على «ألف» الوصل فلم تكن الباء بعد «الألف» واقعة في الآخر فهذا دليل على معاملة الوصل كمعاملة الوقف ووردت في الشعر أيضا كلمة «جدبّا» والأصل: «الجدب» فلما وقف عليها في صدر البيت نقل حركة الباء أي: الفتحة إلى الصّحيح السّاكن قبلها وهو «الباء» ووقف عليها بالتضعيف في حرف «الباء» وبعده «ألف» الوصل ومثل ذلك في «أخصبّا» إذ وقف عليها بتشديد «الباء» وبعده ألف الوصل، ومثله أيضا: «اسلحبّا» حيث وقف عليها بتشديد «الباء» وبعده ألف الوصل. وتسمّى هذه الألف أيضا «ألف» الإطلاق. ومثل ذلك قول الشاعر:
«قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ***بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل»
حيث وردت كلمة «قفا» في الوصل وقد عوملت فيه معاملة الوقف إذ أنّ الشاعر أراد مخاطبة المفرد فقال: «قفن» بنون التوكيد المخفّفة ثم حذفها ووقف عليها بالألف فقال: «قفا» ثم أجرى الوصل مجرى الوقف.
4 ـ ومن الوقف بالنّقل قول الشاعر:
«عجبت والدّهر كثير عجبه ***من عنزيّ سبّني لم أضربه»
حيث وقف في: «لم أضربه» والأصل: «لم أضربه» بنقل ضمة «الهاء» إلى السّاكن الصّحيح قبلها. ومن الوقف بحذف «ياء» المتكلم، قول الشاعر:
«فهل يمنعني ارتيادي البلا***د من حذر الموت أن يأتين»
«ومن شانىء كاسف وجهه ***إذا ما انتسبت له أنكرن»
حيث وردت كلمة «يأتين» والأصل: «يأتيني» فحذف الشاعر ياء المتكلم عند الوقف وأسكن ما قبلها أي: «النون» ومثل ذلك في «أنكرن» والأصل: أنكرني» فحذفت ياء المتكلم.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
19-المعجم المفصل في علم الصرف (ياء الإطلاق)
ياء الإطلاقهي الياء الزائدة على الكلمة في آخر الشطر الأول، أو الثاني من البيت الشعري، لأجل إقامة الوزن، وسميت بذلك لأنّها تطلق حرف الرويّ المكسور من عقال التقييد، وهو السكون، إلى الحركة، وتختص بهذه التسمية الياء الزائدة على الكلمة، والتي لا احتياج إليها، كقول امرىء القيس:
«قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ***بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل »
ياء الإلحاق
هي الياء الملحقة.
راجع: الياء الملحقة.
المعجم المفصل في علم الصرف-راجي الأسمر-صدر:1414هـ/1993م
20-معجم البلدان (الصريمة)
الصَّريمَة:موضع في قول جابر بن حنيّ التغلبي حيث قال:
«فيا دار سلمى بالصريمة فاللّوى *** إلى مدفع القيقاء فالمتثلّم»
«أقامت بها بالصّيف ثمّ تذكّرت *** مصائرها بين الجواء فعيهم»
وقال غيره:
«ما ظبية من وحش ذي بقر *** تغذو بسقط صريمة طفلا»
«بألذّ منها إذ تقول لنا، *** وأردت كشف قناعها: مهلا! »
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
21-معجم البلدان (عسعس)
عَسْعَسٌ:أصله من الدّنوّ، ومنه قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ 81: 17، وقيل: هو من الأضداد، عسعس إذا أقبل، وعسعس إذا أدبر، وعسعس: موضع باليادية، وقال الخارزنجي: عسعس جبل طويل على فرسخ من وراء ضرية لبني عامر. ودارة عسعس: لبني جعفر، قال بعضهم:
«ألم تسأل الرّبع القديم بعسعسا، *** كأني أنادي أو أكلم أخرسا»
«فلو أن أهل الدار بالدار عرّجوا *** وجدت مقيلا عندهم ومعرّسا»
وقال بشر بن أبي خازم:
«لمن دمنة عاديّة لم تؤنّس *** بسقط اللّوى من الكثيب فعسعس»
وقال الأصمعي: الناصفة ماء عاديّ لبني جعفر بن كلاب، وجبل الناصفة عسعس، قال فيه الشاعر الجعفري لابن عمه:
«أعدّ زيد للطّعان عسعسا *** ذا صهوات وأديما أملسا، »
إذا علا غاربه تأنّسا
أي تبصّر ليوم الطعان أعد له الهرب لجنبة بهراته، ذا صهوات أعال مستوية يمكن فيها الجلوس، وعسعس معرفة، وذا صهوات حال له وليست بصفة لأنها نكرة، والمعرفة لا توصف بالنكرة، وإن جعلتها صفة رويت البيت ذا الصهوات، وأديما مفعول به، وأملسا صفة للأديم، أي وأعدّ أديما، وقال نصر: عسعس جبل لبني دبير في بلاد بني جعفر بن كلاب وبأصله ماء الناصفة.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
22-معجم المصطلحات البلاغية وتطورها (الابتداء)
الابتداء:ذكر البلاغيون أنّ الأديب ينبغي أن يتأنّق في ثلاثة مواضع من كلامه حتى يكون أعذب لفظا، وأحسن سبكا، وأصحّ معنى. وهذه المواضع هي: الابتداء، والتخلص، والانتهاء.
والابتداء أن يكون مطلع الكلام شعرا أو نثرا، أنيقا بديعا، لأنّه أول ما يقرع السمع فيقبل السامع على الكلام ويعيه، وإن كان بخلاف ذلك أعرض عنه ورفضه وإن كان في غاية الحسن. وقد استحسن القدماء مطلع النابغة الذبياني:
«كليني لهمّ يا أميمة ناصب ***وليل أقاسيه بطيء الكواكب “
ومطلع أشجع السّلمي:
«قصر عليه تحية وسلام ***خلعت عليه جمالها الأيام »
وقالوا إنّ الابتداءات البارعة التي تقدم أصحابها فيها معروفة، منها:
أولا: قول النابغة المتقدم.
ثانيا: قول علقمة بن عبدة:
«طحابك قلب في الحسان طروب ***بعيد الشباب عصر حان مشيب »
ثالثا: قول امرئ القيس:
«قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ***بسقط اللّوى بين الدّخول فحومل »
رابعا: قول القطامي:
«إنّا محيّوك فاسلم أيّها الطّلل ***وإن بليت وإن أعيا بك الطيل »
خامسا: قول أوس بن حجر:
«أيّتها النفس أجملي جزعا***إنّ الذي تحذرين قد وقعا»
«إنّ الذي جمع الشجاعة والنج***دة والحزم والنّدى جمعا»
«الألمعيّ الذي يظنّ بك الظّن***نّ كأن قد رأى وقد سمعا»
وقالوا: «لم يبتدئ أحد من الشعراء بأحسن مما ابتدأ به أوس بن حجر، لأنّه افتتح المرثية بلفظ نطق به على المذهب الذي ذهب إليه منها في القصيدة فأشعرك بمرادة في أول بيت».
سادسا: قول أبي ذؤيب.
«أمن المنون وريبها تتوجّع ***والدهر ليس بمعتب من يجزع »
وقد ابتدأ كلامه في أوله بما دل على آخر غرضه.
ومثل هذه الابتداءات كثير في شعر القدماء والمحدثين.
واستقبحوا مطلع اسحاق الموصلي:
«يا دار غيّرك البلى ومحاك ***يا ليت شعري ما الذي أبلاك »
لأنّ القصيدة في تهنئة المعتصم بالله لما بنى قصره بالميدان وجلس فيه، وقيل: إنّ المعتصم تطيّر بهذا الابتداء وأمر بهدم القصر.
وليس ما وقع فيه اسحاق من قبح الابتداء فريدا بل قد وقع فيه شعراء كبار كالمتنبي قال الثعالبي: «ولأبي الطيب ابتداءات ليست لعمري من أحرار الكلام وغرره بل هي ـ كما نعاها عليه العائبون ـ مستشنعة لا يرفع السمع لها حجابه ولا يفتح القلب لها بابه» من ذلك قوله:
«هذي برزت لنا فهجت رسيسا***ثم انصرفت وما شفيت نسيسا»
فانه لم يرض بحذف علامة النداء من «هذي» حتى ذكر الرسيس والنسيس، فأخذ بطرفي الثقل والبرد.
وأحسن الابتداءات ما ناسب المقصود ويسمى «براعة الاستهلال» كقول أبي تمام يهنئ المعتصم بفتح عمورية وكان أهل التنجيم زعموا أنّها لا تفتح في ذلك الوقت:
«السيف أصدق أنباء من الكتب ***في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب »
«بيض الصفائح لاسود الصحائف في ***متونهنّ جلاء الشّكّ والرّيب »
وقول المتنبي يرثي أم سيف الدولة الحمدانى:
«نعدّ المشرفية والعوالي ***وتقتلنا المنون بلا قتال “
«ونرتبط السوابق مقربات ***وما ينجين من خبب الليالي »
وهذا ما ذهب اليه البلاغيون وأكّدوه. ومنهم من يسمي هذا الفن «حسن المطالع والمبادي» كالثعالبي الذي عقد فصلا للكلام على ابتداءات المتنبي الحسنة، وابن قيم الجوزية الذي قال عنه: «وذلك دليل على جودة البيان وبلوغ المعاني الى الاذهان، فانه أول شيء يدخل الأذن، وأول معنى يصل الى القلب، وأول ميدان يجول فيه تدبر العقل».
وقسمه الى قسمين:
الأول: جليّ كقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}، وأكثر مطالع سور القرآن الكريم على هذا النمط.
الثاني: خفّي كقوله تعالى: {الم. ذلِكَ الْكِتابُ}، وما يجري مجرى ذلك من السور التي افتتحت بالحروف المفردة والمركبة.
معجم المصطلحات البلاغية وتطورها-أحمد مطلوب-صدر: 1403هـ/1983م
23-معجم المصطلحات البلاغية وتطورها (التصريع)
التّصريع:صرع الباب: جعل له مصراعين. قال أبو اسحاق:
المصراعان بابا القصيدة بمنزلة المصراعين اللذين هما بابا البيت، قال واشتقاقهما من الصرعين وهما نصفا النهار. قال: فمن غدوة الى انتصاف النهار صرع ومن انتصاف النهار الى سقوط القرص صرع. قال الازهري: والمصراعان من الشعر ما كان فيه قافيتان في بيت واحد، ومن الأبواب ما له بابان منصوبان ينضمان جميعا مدخلهما بينهما في وسط المصراعين، وبيت من الشعر مصرّع له مصراعان، وكذلك باب مصرّع. والتصريع في الشعر: تقفية المصراع الأول، مأخوذ من مصراع الباب، وهما مصرّعان، وانما وقع التصريع في الشعر ليدل على أن صاحبه مبتدىء إما قصة وأما قصيدة.
وقد سبق الى معرفة التصريع علماء العروض كالخليل، وقد كانوا يعدونه من محاسن الكلام، قال أبو تمام يمتدحه:
«وتقفو لي الجدوى بجدوى وإنّما***يروقك بيت الشعر حين يصرّع »
قال قدامة في نعت القوافي: «أن تكون عذبة الحرف سلسة المخرج، وأن يقصد لتصيير مقطع المصراع الأول في البيت الاول من القصيدة مثل قافيتها فان الفحول المجيدين من الشعراء القدماء والمحدثين يتوخون ذلك ولا يكادون يعدلون عنه، وربما صرّعوا أبياتا أخر من القصيدة بعد البيت الأول وذلك يكون من اقتدار الشاعر وسعة بحره، وأكثر من كان يستعمل ذلك امرؤ القيس لمحله من الشعر». فمنه قوله:
«قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ***بسقط اللوى بين الدّخول فحومل »
ثم أتى بعد هذا البيت بأبيات فقال:
«أفاطم مهلا بعض هذا التدلل ***وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي »
ثم أتى بأبيات بعد هذا البيت فقال:
«ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي ***بصبح وما الإصباح منك بأمثل »
وذكر أنّ كثيرا من الشعراء سلك مسلك امرىء القيس ومنهم أوس بن حجر والمرقش وحسان والشماخ وعبيد بن الابرص والراعي وابن أحمر الباهلي وأمية بن حرثان. ثم قال: «وإنّما يذهب الشعراء المطبوعون المجيدون الى ذلك لأنّ بنية الشعر إنّما هو التسجيع والتقفية فكلما كان الشعر أكثر اشتمالا عليه كان أدخل له في باب الشعر وأخرج له عن مذهب النثر».
فالتصريع في الشعر بمنزلة السجع في الفصلين من الكلام المنثور وفائدته أنّه قبل كمال البيت الأول من القصيدة تعلم قافيتها، وهو أدخل في باب السجع. وقد قال ابن رشيق: «فأما التصريع فهو ما كانت عروض البيت فيه تابعة لضربه تنقص بنقصه وتزيد بزيادته». وقال: «وسبب التصريع مبادرة الشاعر القافية ليعلم في أول وهلة أنّه أخذ في كلام موزون غير منثور، ولذلك وقع في أول الشعر، وربما صرّع الشاعر في غير الابتداء، وذلك اذا خرج من قصة الى قصة أو من وصف شيء الى وصف شيء آخر فيأتي حينئذ بالتصريع إخبارا بذلك وتنبيها عليه.
وقد كثر استعمالهم هذا حتى صرّعوا في غير موضع تصريع، وهو دليل على قوة الطبع وكثرة المادة إلا أنّه إذا كثر في القصيدة دلّ على التكف إلا من المتقدمين».
وقال ابن سنان: «وأمّا التصريع فيجري مجرى القافية، وليس الفرق بينهما إلا أنّه في آخر النصف الأول من البيت والقافية في آخر النصف الثاني منه.
وإنّما شبه مع القافية بمصراعي الباب».
وقال البغدادي: «هو أن يقصد الشاعر لتصيير مقطع المصراع الأول في البيت الأول من القصيدة كمقطع المصراع الثاني».
وقال ابن الأثير: «إنّ التصريع في الشعر بمنزلة السجع في الفصلين من الكلام المنثور».
وفرّق المصري بين العروضي والبديعي فقال: «التصريع على ضربين: عروضي وبديعي. فالعروضي عبارة عن استواء عروض البيت وضربه في الوزن والاعراب والتقفية بشرط أن تكون العروض قد غيّرت عن أصلها لتلحق الضرب في زنته. والبديعي استواء آخر جزء في الصدر وآخر جزء في العجز في الوزن والاعراب والتقفية، ولا يعتبر بعد ذلك أمر آخر».
ومثال التصريع العروضي قول امرىء القيس:
«ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالي ***وهل يعمن من كان في العصر الخالي »
ومثال التصريع البديعي قوله في أثناء هذه القصيدة:
«ألا إنني بال على جمل بال ***يقود بنا بال ويتبعنا بال »
ولا يخرج الآخرون عن هذا المعنى للتصريع. وقد قسمّه ابن الأثير الى سبعة أقسام أو سبع مراتب وتابعه العلوي في ذلك، وهذه المراتب هي:
الأولى: وهي أعلى التصريع درجة، أن يكون كل مصراع من البيت مستقلا بنفسه في فهم معناه غير محتاج الى صاحبه الذي يليه، ويسمى «التصريع الكامل» كقول المتنبي:
«إذا كان مدح فالنسيب المقدّم ***أكلّ فصيح قال شعرا متيّم »
الثانية: أن يكون المصراع الأول مستقلا بنفسه غير محتاج الى الذي يليه فاذا جاء الذي يليه كان مرتبطا به كقول امرىء القيس:
«قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ***بسقط اللوى بين الدّخول فحومل »
فالمصراع الأول غير محتاج الى الثاني في فهم معناه لكن لما جاء الثاني صار مرتبطا به. ومنه قول أبي تمام:
«ألم يأن أن تروى الظماء الحوائم ***وأن ينظم الشّمل المبدّد ناظم »
وقول المتنبي:
«الرأي قبل شجاعة الشّجعان ***هي أوّل وهي المحلّ الثاني »
الثالثة: أن يكون الشاعر مخيرا في وضع كل مصراع موضع صاحبه ويسمى التصريع «الموجّه» كقول بعضهم:
«من شروط الصّبوح في المهرجان ***خفّة الشرب مع خلوّ المكان »
فإنّ هذا البيت يجعل مصراعه الأول ثانيا ومصراعه الثاني أولا.
الرابعة: أن يكون المصراع الأول غير مستقل بنفسه ولا يفهم معناه إلا بالثاني ويسمى التصريع «الناقص» وليس بمرضي ولا حسن، كقول المتنبي:
«مغاني الشعب طيبا في المغاني ***بمنزلة الربيع من الزّمان »
فانّ المصراع الأول لا يستقل بنفسه في فهم معناه دون أن يذكر المصراع الثاني.
الخامسة: أن يكون التصريع في البيت بلفظة واحدة وسطا وقافية ويسمى التصريع «المكرر» وهو قسمان:
أحدهما: أقرب حالا من الآخر ويكون بلفظة حقيقية لا مجاز فيها كقول عبيد بن الأبرص:
«فكلّ ذي غيبة يؤوب ***وغائب الموت لا يؤوب »
وثانيهما: أن يكون التصريع بلفظة مجازية يختلف المعنى فيها، كقول أبي تمام:
«فتى كان شربا للعغاة ومرتعا***فأصبح للهنديّة البيض مرتعا»
السادسة: أن يذكر المصراع الأول ويكون معلقا على صفة يأتي ذكرها في أول المصراع الثاني ويسمى التصريع «المعلق» كقول امرىء القيس:
«ألا أيّها الليل الطويل ألا انجلي ***بصبح وما الإصباح منك بأمثل »
فانّ المصراع الأول معلق على قوله «بصبح» وهذا معيب جدا، وعليه ورد قول المتنبي:
«قد علّم البين منا البين أجفانا***تدمى وألّف في ذا القلب أحزانا»
فان المصراع الأول معلق على قوله: «تدمى».
السابعة: أن يكون التصريع في البيت مخالفا لقافيته ويسمى التصريع «المشطور» وهو أنزل درجات التصريع وأقبحها، ومن ذلك قول أبي نواس:
«أقلني قد ندمت على الذّنوب ***وبالاقرار عدت عن الجحود»
فصرّع بحرف الباء في وسط البيت ثم قفّاه بحرف الدال، وهذا لا يكاد يستعمل إلا قليلا. قال ابن الاثير عن هذه المراتب السبع: «وذلك شيء لم يذكره على هذا الوجه أحد قبلي». وأدخل القزويني التصريع في السجع، وقال: «ومنه ما يسمى التصريع وهو جعل العروض مقفاة تقفية الضرب». وسمّاه السّيوطي «المصرّع» وأدخله في السجع أيضا، وقال: «المصرّع وهو من زيادتي، وذكره في الإيضاح، وهو توافق آخر المصراع الأوّل وعجز المصراع الثاني في الوزن والرّويّ والإعراب وأليق ما يكون في مطالع القصائد»، ونقل عن صاحب «التبيان» أنّه ثمانية أقسام، وهي المراتب السبع التي ذكرها ابن الاثير غير أنّه عدّ المرتبة الخامسة نوعين، وأقسام صاحب التبيان هي:
الأول: الكامل، وهو المرتبة الأولى.
الثاني: المستقل، وهو المرتبة الثانية.
الثالث: غير المستقلّ، وهو المرتبة الرابعة أي الناقص.
الرابع: المعلّق، وهو المرتبة السادسة.
الخامس: أن يكون لكل منهما في التقديم معنى، وهو المرتبة الثالثة أي الموجّه.
السادس: أن يكون لفظ العجز حقيقة، وهو النوع الأول من المرتبة الخامسة أي المكرّر.
السابع: أن يكون مجازا، وهو النوع الثاني من المرتبة الخامسة أي المكرّر.
الثامن: أن يتخالف لفظ العجزين وهو المرتبة السابعة أي المشطور.
معجم المصطلحات البلاغية وتطورها-أحمد مطلوب-صدر: 1403هـ/1983م
24-المغرب في ترتيب المعرب (سقط-سقط)
(سقط) (سَقَطَ) الشَّيْءُ سُقُوطًا وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ وَسَقَطَ النَّجْمُ أَيْ غَابَ مَجَازًا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ حِينَ يَسْقُطُ الْقَمَرُ (وَسَوَاقِطُ) فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ [مَا يَسْقُطُ مِنْ الثِّمَارِ قَبْلَ الْإِدْرَاكِ] جَمْعُ سَاقِطَةٍ (وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ) [أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَعْطَى خَيْبَرَ بِالشَّطْرِ وَقَالَ لَكُمْ السَّوَاقِطُ] أَيْ مَا يَسْقُطُ مِنْ النَّخْلِ فَهُوَ لَكُمْ مِنْ غَيْرِ قِسْمَةٍ (وَعَنْ) خُوَاهَرْ زَادَهْ أَنَّ الْمُرَادَ مَا يَسْقُطُ مِنْ الْأَغْصَانِ لَا الثِّمَارِ لِأَنَّهَا لِلْمُسْلِمِينَ (وَيُقَالُ) أَسْقَطْتُ الشَّيْءَ فَسَقَطَ (وَأَسْقَطَتْ الْحَامِلُ) مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الْمَفْعُولِ إذَا أَلْقَتْ سِقْطًا وَهُوَ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ الْوَلَدُ يَسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ مَيِّتًا وَهُوَ مُسْتَبِينُ الْخَلْقِ وَإِلَّا فَلَيْسَ بِسِقْطٍ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ أَسْقَطَتْ سِقْطًا لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ وَكَذَا فَإِنْ أُسْقِطَ الْوَلَدُ سِقْطًا (وَالسَّقَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الْخَطَأِ فِي الْكِتَابَةِ (وَمِنْهُ) سَقَطُ الْمُصْحَفُ وَرَجُلٌ (سَاقِطٌ) لَئِيمُ الْحَسَبِ وَالنَّفْسِ وَالْجَمْعُ سُقَّاطٌ (وَمِنْهُ) وَلَا أَنْ يَلْعَبُوا مَعَ الْأَرَاذِلِ وَالسُّقَّاطِ (وَالسُّقَاطَةُ) فِي مَصْدَرِهِ خَطَأٌ وَقَدْ جَاءَ بِهَا عَلَى الْمُزَاوَجَةِ مَنْ قَالَ وَالصَّبِيُّ يُمْنَعُ عَمَّا يُورِثُ الْوَقَاحَةَ وَالسُّقَاطَةَ (وَسَقَطُ) الْمَتَاعِ رُذَالُهُ وَيُقَالُ لِبَائِعِهِ سَقَطِيٌّ (وَأَنْكَرَ) بَعْضُهُمْ السَّقَّاطَ فِي مَعْنَاهُ (وَقَدْ جَاءَ) فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَغْدُو فَلَا يَمُرُّ بِسَقَّاطٍ وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ إلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ وَالْبِيعَةُ مِنْ الْبَيْعِ كَالرُّكْبَةِ مِنْ الرُّكُوبِ وَالْجِلْسَةِ مِنْ الْجُلُوسِ وَيُقَالُ إنَّهُ لَحَسَنُ الْبِيعَةِ كَذَا فَسَّرَهَا الثِّقَاتُ.
المغرب في ترتيب المعرب-ناصر بن عبدالسيد أبى المكارم ابن على، أبو الفتح، برهان الدين الخوارزمي المُطَرِّزِىّ-توفي: 610هـ/1213م
25-المعجم الغني (أَسْقَطَ)
أَسْقَطَ- [سقط]، (فعل: رباعي. لازم ومتعدٍّ. مزيد بحرف)، أَسْقَطْتُ، أُسْقِطُ، أَسْقِطْ، المصدر: إِسْقاطٌ.1- "أَسْقَطَ الكَأْسَ": أَوْقَعَهُ.
2- "أَسْقَطَتِ الْمَرْأَةُ الجَنينَ": وَضَعَتْهُ مِنْ غَيْرِ تَمامٍ.
3- "أَسْقَطَهُ في الامْتِحانِ": أَعْطاهُ نُقْطَةً موجِبَةً لِلسُّقوطِ، أَيْ لَمْ يُنْجِحْهُ.
4- "أَسْقَطَ في قَوْلِهِ": أَخْطَأَ، زَلَّ. "تَكَلَّمَ فما أَسْقَطَ في كَلِمَةٍ".
5- "أَسْقَطَ لَهُ": خاطَبَهُ بِسَقَطِ الكَلَامِ.
6- "أَسْقَطَ جارَهُ": حَطَّ مَنْزِلتَهُ.
7- "أَسْقَطَ جُزْءًا مِنَ الحِسابِ": اِقْتَطَعَهُ مِنْهُ، نَقَصَهُ.
8- "أَسْقَطُوا طائِرَةً بِالمِدْفَعِيَّةِ": حَطَّموها، أَوْقَعوا بِها، شَتَّتُوا أَجْزاءها.
9- "أَسْقَطَ حَقَّهُ": تَنازَلَ عَنْهُ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
26-معجم الرائد (أَسْقَطَ)
أَسْقَطَ إِسْقَاطًا:1- أَسْقَطَ الشيء: أوقعه.
2- أَسْقَطَتِ المرأة الولد: وضعته قبل تمامه.
3- أَسْقَطَ له: خاطبه بسقط الكلام.
4- أَسْقَطَ في قوله او فعله: أخطأ 5- أَسْقَطَهُ: حط منزلته.
6- أَسْقَطَهُ: أوقعه في الخطأ.
7- أَسْقَطَ كذا من كذا: اقتطعه منه.
8- أَسْقَطَ الطائرة: أصابها وهي في الجو فأنزلها.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
27-تاج العروس (ضرب)
[ضرب]ضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْبًا، والضَّرْب مَعْرُوفٌ وضَرَّبَه مُشَدَّدًا وهو ضَارِبٌ وضَرِيبٌ كأَميرٍ وضَرُوبٌ كَصَبُور وضَرِبٌ كَكَتِفٍ ومِضْرَبٌ بكسر الميم كَثِيرُه أَي الضَّرْب أَو شَدِيدُه ومَضْرُوبٌ وضَرِيبٌ كِلَاهُمَا بِمَعْنًى. وقَدْ جَمعَ المُؤَلِّفُ بَيْنَ هَذِه الصِّفَاتِ دُونَ تَمْيِيز بَيْنَ فَاعِل أَو مَفْعُولٍ أَو صِفَةٍ مُشَبَّهَة أَوْ أَسمَاءِ مُبَالَغَةٍ، في نَمَطٍ وَاحِدٍ، وهو نَوْعٌ من التَّخْلِيطِ يَنْبَغِي التَّنْبِيهْ لَهُ، كَذَا قَالَه شَيْخُنَا.
والمِضْرَبُ والمِضْرَابُ بكَسْرِهِما جَمِيعًا ما ضُرِبَ بِهِ.
وضَرُبَتْ يَدُه كَكَرُمَ: جَادَ ضَرْبُها.
ومِنَ المَجَازِ: ضَرَبَتِ الطيرُ تَضْرِبُ: ذَهَبَت والطَّيْرُ الضَّوَارِبُ التي تَبْتَغِي أَي تَطْلُب الرِّزْقَ. وفي لسان العرب: هي المُخْتَرِقَاتُ في الأَرْض الطَّالِبَاتُ أَرزَاقَها.
ومن المَجَازِ: ضَرَبَ عَلى يَدَيْه: أَمْسَكَ، وضَرَبَ بِيَدِه إِلَى كَذَا: أَهْوَى. وضَرَبَ عَلَى يَده: كَفَّه عَن الشَّيْء.
وضَرَبَ على يَدِ فُلَانٍ إِذَا حَجَر عَلَيْه. وعن اللَّيْثِ: ضَرَبَ يَدَهُ إِلَى عَمَل كَذَا، وضَرَب على يَدِ فُلَانٍ إِذَا مَنَعَه مِنْ أَمْرٍ أَخَذَ فِيه كقَوْلِك: حَجَر عَلَيْه. وفي حَديث ابْن عُمَر: «وأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى يَدِه» أَي أَعْقِدَ مَعه البَيْعَ؛ لأَنَّ مِنْ عَادَةِ المُتَبَايِعَين أَن يَضَع [أَحَدُهما] يَدَه في يَد الآخر عند عَقْدِ التَّبَايُع.
قلت: وفي الأَسَاس في بَابِ المَجَاز: ضَرَبَ عَلَى يَدِه: أَفْسَدَ عَلَيْه مَا هُو فِيهِ. وضَرَبَ القَاضِي على يَدِه: حَجَرَه ومن المَجَازِ: ضَرَبَ في الأَرْضِ وفي سبيلِ اللهِ، كما في الأَسَاسِ، يَضْرِب ضَرْبًا وضَرَبَانًا مُحَرّكَةً ومَضْرَبًا بالفتح: خَرَجَ فِيهَا تَاجِرًا أَو غَازِيا، أَو ضَرَبَ فيها إِذَا نَهَضَ وأَسْرَعَ في السَّيْرِ أَو ضَرَبَ: ذَهَبَ يَضْرِبُ الغَائِطَ والخَلَاءَ والأَرْضَ إِذَا ذَهَب لقضاءِ الحَاجَة. ومِنْهُ الحَدِيثُ: «لا يَذْهَبُ الرَّجُلَانِ يَضْرِبَانِ الغَائِطَ يَتَحَدّثَان».
وفي حَدِيثِ المُغِيرَةِ «أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم انْطَلَق حتى تَوَارَى عَنِّي فضَرَبَ الخَلَاءَ ثم جَاءَ».
ويُقَالُ: ضَرَبَ فُلان الغَائِطَ إِذَا مَضَى إِلَى مَوْضع يَقْضِي فِيه حَاجَتَه، وهو مَجَازٌ. وقيل: ضَرَبَ: سَارَ في ابتغاء الرِّزْقِ.
وفي الحَدِيث: «لا تُضْرَبُ أَكْبَادُ الإِبِل إِلّا إِلى ثلاثَةِ مَسَاجِد».
أَي لا تُرْكَبُ فلا يُسَارُ عَلَيْهَا، يقال: ضَرَبْتُ في الأَرْضِ إِذَا سَافَرْتَ تَبْتَغِي الرِّزْقَ. يقال: إِنَّ لي في أَلْفِ دِرْهَم لمَضْرَبًا أَي ضَرْبًا. وضربتُ في الأَرْضِ أَبْتَغِي الخيرَ مِن الرِّزْقِ. قال الله عزّ وجلّ: {وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ} أَي سَافَرْتُم. وقوله: {لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ} إِذَا سَارَ فِيهَا مُسَافِرًا، فهو ضَارِبٌ.
والضَّرْب يَقَع على جَمِيعِ الأَعْمَال إِلَّا قَلِيلًا، ضَرَبَ في التِّجَارة وَفِي الأَرْضِ وفي سَبِيلِ اللهِ. وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ قَالَ: «إِذَا كَانَ كَذَا وكَذَا، وذَكَر فِتْنَة، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّينِ بِذَنَبِه».
قال أَبُو مَنْصُور أَي أَسْرَعَ الذَّهَابَ في الأَرْضِ فِرَارًا من الفِتن، وقِيلَ: أَسْرَع الذَّهَابِ في الأَرْضِ بأَتْبَاعِه.
وفي تَهْذِيب ابْن القَطَّاع: وضَرَبَ في سَبِيلِ اللهِ وفي الأَرْضِ لِلتِّجَارَةِ ضَرْبًا: قَصَدَ.
وضَرَبَ بِنَفْسِه الأَرْضَ ضَرْبًا: أَقَامَ، وفي الحَدِيثِ: «حَتَّى ضَرَبَ النّاسُ بِعَطَن» أَي رَوِيتْ إِبِلُهم حَتَّى بَرَكَت وأَقَامَتْ مَكَانَها كَأَضْرَب يُقَالُ: أَضْرَبَ الرَّجُلُ في البيت: أَقَامَ.
قال ابن السِّكِّيت: سَمِعْتُهَا من جَمَاعَةٍ من الأَعْرَاب. ومَا زَال مُضْرِبًا فِيهِ أَي لَمْ يَبْرَح فهو ضِدٌّ. وضَرَب الفَحْلُ الناقَةَ يَضْرِبُها ضِرَابًا بالكَسْرِ: نَزَا عَلَيْهَا أَي نَكَح. وأَضْرَبَ فُلَانٌ [ناقَتَه] أَي أَنْزَى الفَحْلَ عَلَيْهَا.
ضَرَبَها وأَضْرَبْتُها إِيَّاهُ، الأَخِيرَةُ على السَّعَة. وقد أَضْرَبَ الفحلُ النَّاقَةَ يُضْرِبُهَا إِضْرَابًا فَضَرَبها الفَحْلُ يَضْرِبُهَا ضَرْبًا وضِرَابًا، وقد أَغفَله المصنف، كما أَغْفَل شيخُنَا أَضْرَبْتُهَا إِيَّاه مع تَبَجُّحَاتِه. قال سِيبَوَيْه: ضَرَبَهَا الفحلُ ضِرَابًا كالنِّكَاح، قال: والقِيَاس ضَرْبًا، وَلَا يَقُولُونَه، كما لَا يَقُولُون: نَكْحًا، وهو القِيَاسُ. قُلْت: ومِثْلُه قولُ الأَخْفَشِ خِلَافًا للفَرَّاءِ فإِنَّه جَوَّزَه قِيَاسًا. وفي الحَدِيثِ «أَنَّه نَهَى عَن ضِرَابِ الجَمَل» هو نَزْوُه عَلَى الأُنْثَى، والمُرَادُ بالنَّهْيِ مَا يُؤْخَذُ عَلَيْه من الأُجْرَةِ لا عَن نَفْسِ الضِّرَابِ، وتَقْديرُه: نَهَى عَنْ ثَمَنِ ضِرَابِ الْجَمَل كنَهْيه عَنْ عَسِيبِ الفَحْل أَي ثمنه. ومنهالحَدِيثُ الآخر: «ضِرَابُ الفَحْلِ من السُّحْتِ» أَي أَنَّه حَرَامٌ، وَهَذَا عَامٌّ في كُلِّ فَحْل. ويقال: أَتَتِ النَّاقَةُ عَلَى مَضْرِبِهَا، بالكَسْر؛ أَي على زَمَنِ ضِرَابِها والوَقْتِ الَّذِي ضَرَبَهَا الفَحْلُ فِيهِ، جَعَلُوا الزَّمَانَ كالمَكَانِ.
ومن المَجَاز: ضَرَبَت النَّاقَةُ وفي غيرِ القَامُوسِ «المَخَاضُ» شَالَتْ بِذَنَبِهَا. قال شيخنا: وفي نُسْخَة صَحِيحَة بأَذْنَابِهَا، بصِيغَة الجَمْعِ فيَكُونُ من إِطْلَاقِ الجَمْعِ عَلَى المُفْرَد أَو تَسْمِيَةِ كُلِّ جُزْءٍ باسْمِ الكُلّ. قلت: ومِثْلُهُ في المُحْكَم ولِسَانِ الْعَرَب. والَّذِي في تَهْذِيبِ ابْنِ القَطَّاع: والنُوق ضَرْبا: شَالَتْ بأَذْنَابِهَا فَضَرَبَتْ بِهِ أَو بِهَا فَرْجَهَا، وفي نُسْخَة فُرُوجَهَا، ومِثْلُه في الأَسَاس وغَيْره فَمَشَتْ، وَهِي ضَوَارِبُ. ونَاقَةٌ ضَارِبٌ على النَّسَب وضَارِبَةٌ على الفِعْلِ، ونَاقَةٌ ضَارِبٌ، كتَضْرَابِ. وقال اللِّحْيَانيّ: هي الَّتِي ضُرِبَت فَلَمْ يُدْرَ أَلَاقِحٌ هِيَ أَمْ غَيْرُ لَاقِح.
ومِنَ المَجَازِ: ضَرَبَ الشيءَ بالشَّيْءِ: خَلَطَه. ونَقَلَ شَيْخُنَا عَن بَعْضِهِم تَقْيِيدَه باللَّبَنِ، ولَمْ أَجِدْه في دِيوَان.
والذي في لِسَانِ الْعَرَب وغَيْرِه: وضَرَبْتُ بَيْنَهُم في الشَّرِّ: خَلَطْتُ كَضَرَّبَه تَضْريبًا.
والتَّضْرِيبُ بين القَوْمِ: الإِغْرَاءُ. والتَّضْريبُ أَيْضًا: تَحْرِيضُ الشُّجَاعِ في الحَرْبِ. يُقَالُ: ضَرَّبَه وحَرَّضَهُ.
وفي لِسَان العَرَب: ضُرِبَت الشَّاةُ بِلَوْنِ كَذَا أَي خُولِطَت؛ ولِذَلِكَ قَالَ اللُّغَوِيُّونَ: الجَوزَاءُ مِنَ الغَنَم: الَّتِي ضُرِبَ وَسَطُها بِبَيَاضٍ مِنْ أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلِهَا.
وضَرَبَ في المَاءِ: سَبَحَ. والضَّارِبُ: السَّابِحُ في المَاءِ... قال ذو الرُّمَّةِ:
لَيَالِيَ اللهْو تُطْبِينِي فَأَتبَعُه *** كَأَنَّنِي ضَارِبٌ في غَمْرَةِ لَعِبُ
ومن المجاز: ضَرَبَ العُقْرُبان إِذَا لَدَغَ. يقال: ضَربَت العَقْرَبُ تَضْرِب ضَرْبًا: لَدَغَتْ.
ومن المَجَازِ: ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْبًا وضَرَبَانًا: نَبَضَ وخَفَقَ، وضرَبَ العِرْقُ ضَرَبَانا إِذَا آلَمَه تَحرَّك بقُوَّةٍ.
والضَّارِبُ: المُتَحَرِّكُ.
والمَوْجُ يَضْطَربُ أَي يَضْرِبُ بَعْضُه بَعْضًا. والاضْطرَابُ: الحَرَكَة. واضْطَرَبَ البَرْقُ في السحَاب: تَحَرَّكَ.
وضَرَبَ الليلُ عَلَيْهِم: طَالَ. قال:
ضَرَبَ اللَّيْلُ عَلَيْهِم فرَكَدْ
والضَّارِبُ: الطَّوِيلُ من كُلِّ شَيْءٍ، ومِنْه قَوْلُه:
وَرَابَعَتْنِي تَحْتَ لَيْلٍ ضَارِب *** بِسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خَاضِبِ
وضَرَبَ عن الشيء: كَفَّ وأَعْرَضَ. وضَرَبَ عَنْه الذِّكْرَ، وأَضْرَبَ عَنْه: صَرَفَه. وأَضْرَب عَنه أَعْرَضَ. قال عَزَّ وجَلَّ: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} أَي نُهْمِلُكُم فَلَا نُعَرِّفكم ما يَجِبُ عَلَيْكُم لأَنْ {كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ}، [أي لأنْ أسرفتم] والأَصْلُ في قَوْلِه: ضَرَبْتُ عَنه الذِّكْر أَنَّ الرَّاكِبَ إِذَا رَكِبَ دَابَّةً فَأَرَادَ أَنْ يَصْرِفَه عَنْ جِهَتِه ضَرَبَه بعَصَاه ليَعْدِلَه عَن الْجِهَةِ الَّتِي يُرِيدُهَا فوُضِعَ الضَّرْبُ مَوْضِعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ. يُقَالُ: ضَرَبْتُ عَنْه وأَضْرَبْتُ، وقِيل [في] قوْله [تعالى]: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا} أَنَّ مَعْنَاهُ أَفَنَضْرِب القرآن عَنْكُم ولا نَدْعُوكُم بِهِ إِلَ الإِيمان صَفْحًا أَي مُعْرِضِين عَنْكُم. أَقَامَ صَفْحًا وهو مَصْدَرٌ مُقَامَ صَافِحِين، وهذَا تَقْرِيعٌ لَهُم وإِيجَابٌ للحُجَّة عَلَيْهِم وإِنْ كَانَ لَفْظُه لَفْظَ اسْتِفْهَام.
ويقال: ضَرَبتُ فُلَانًا عَنْ فُلَان؛ أَي كَفَفْتُه عَنْهُ فأَضْرَبَ عَنْهُ إِضْرَابًا، إِذَا كَفَّ. وأَضْرَبَ فُلَانٌ عن الأَمْرِ فهُو مُضْربٌ إِذَا كَفَّ. وأَنْشَدَ:
أَصْبَحتُ عَنْ طَلَبِ المَعِيشَة مُضْرِبًا *** لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مَالَكَ مَالي
وضَرَبَ بِيَدِه إِلى الشَّيْءِ: أَشَار.
ومِنَ المَجَازِ: ضَرَبَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا إِذَا بَعَّدَ ما بَيْنَنَا وفَرّق، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة، وأَنْشَد لِذِي الرُّمَّة:
فإِنْ تَضْرِبِ الأَيَّامُ يامَيَّ بَيْنَنَا *** فلا ناشِرٌ سِرًّا ولا مُتَغَيِّرُ
ومن المجاز أَيضًا: ضرَب بذَقَنِهِ الأَرْضَ إِذَا جَبُنَ وخَافَ شَيْئًا فخرِقَ بالأَرض، وزاد في الأَسَاس أَو استحيا. قال الرَّاعِي يَصِفُ غِرْبَانًا خَافَتْ صَقْرًا:
ضَوَارِبُ بالأَذْقَان من ذي شَكِيمَة *** إِذَا ما هَوَى كالنَّيْزَكِ المُتَوَقِّدِ
ومن المجاز في الحَدِيثِ: «فضَرَبَ الدَّهْرُ* من ضَرَبَانِه». ويُرْوَى «مِنْ ضَرْبِه» أَي مَرَّ من مُروره ومضى بعضُه وذهب.
وفي لسان العرب: وقَوْلُهُم: فضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَانه كقَوْلِهِم: فقَضَى مِنَ الْقَضَاء، وضَرَبَ الدَهرُ مِن ضَرَبَانِه أَنْ كَانَ كَذَا وكَذَا.
وفي التَّهْذِيب لابْنِ القَطَّاع: وضَرَبَ الدَهْرُ ضَرَبَانه: أَحْدَثَ حَوَادِثَه.
ومن المجاز: الضَّرْبُ بالفَتْح، ورُوِيَ عَنِ الزَّمَخْشَرِيّ بالكَسْرِ أَيضًا كالطَّحنِ هُوَ المِثْلُ والشَّبِيهُ. قاله ابنُ سِيدَه.
وجَمْعُه ضُرُوبٌ. وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِي: الضَّرْبُ: الشَّكْلُ في القَدِّ والخَلْق. وقوله عَزّ وجلّ: {كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ} أَي يُمَثِّلُه حَيْثُ ضَرَبَ مَثَلًا للحَقِّ والبَاطِلِ، والكَافِرِ والمُؤْمِنِ في هَذِه الآيَة. ومَعْنَى قَوْله عَزَّ وجَلَّ: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا} أَي اذكُرْ لَهُم ومَثِّل لَهُم.
يُقَالُ: عِنْدِي مِنْ هَذَا الضَّرْبِ شَيءٌ كَثِيرٌ أَي مِنْ هَذَا المِثَالِ. وَهَذِه الأَشْيَاءُ عَلَى ضَرْبٍ وَاحِدٍ أَي عَلَى مِثَال.
قال ابن عَرَفَة: ضَرْبُ الأَمْثَالِ: اعْتِبَارُ الشَّيْءِ بِغَيْرِه. قال شَيْخُنَا: وَفِي شَرْح نَظْمِ الفَصِيح: ضَرْبُ المَثَلِ: إِيرادُه ليُتَمَثَّل بِهِ وَيُتَصَوَّر ما أَرَادَ المُتَكَلِّمُ بَيَانَه لِلْمُخَاطَب. يُقَالُ: ضَرَب الشَّيْءَ مَثَلًا، وضَرَبَ بِهِ. وتَمَثَّلَه وتَمَثَّلَ به. ثُمَّ قَالَ: وهذا مَعْنَى قَوْلِ بَعْضِهِم: ضَرْبُ المَثَلِ: اعْتِبَارُ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ وتَمْثِيلُه بِهِ. انْتَهَى، وقَوْلُه تَعَالَى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ}. قال أَبْو إِسْحَاق: مَعْنَاه اذكُرْ لَهُم مَثَلًا. وهذِه الأَشْيَاءُ عَلَى هَذَا الضَّرْبِ أَي عَلى هَذَا المِثَال، فمَعْنَى {اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا}: مَثِّل لُهم مَثَلًا. قال: و {مَثَلًا} مَنْصُوبٌ لأَنَّه مَفْعُولٌ بِهِ، ونَصبَ قَوْلَه: {أَصْحابَ الْقَرْيَةِ} لأَنَّهُ بَدلٌ مِنْ قَوْله (مَثَلًا)، كأَنَّه قال: اذكُر لَهُم أَصْحَابَ القَرْيَة أَي خَبَرَ أَصْحَابِ القَرْيَةِ. قُلْت: ويَجُوزُ أَنْ يَكُون مَنْصُوبًا على أَنه مَفْعُولٌ ثَانٍ كما هو رأْيُ ابْنِ مَالِك.
وفي الكَشَّافِ: ضَرْبُ المَثَلِ: اعْتِبَارُه وصُنْعُه.
وقَال الرَّاغِبُ: الضَّرْبُ: إِيقَاعُ شَيْءٍ على شيْءٍ. قُلْت: وقَيَّدَه بَعْضُهُم بأَنَّه إِيقَاعٌ بِشِدَّة، وبِتَصَوُّرِ اخْتِلَاف الضَّرْبِ خُولِفَ بَيْن تَفَاسِيرِه.
وقال شَيْخُنَا: قَالُوا: ويَرِد ضَرَب بمَعْنَى وَصَفَ، وبَيَّنَ، وجَعَل، وضَرَبَ له وَقْتًا: عَيَّنَه، وإِلَيْه: مَالَ. وضَرب مَثَلًا: ذكره، فيَتَعَدَّى لمَفْعُولٍ وَاحِدٍ، أَو صَيَّر، فلمَفْعُولَيْنِ، وإِلَيْه مالَ ابْنُ مَالِكٍ. وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ: ضَرَبَ الله مَثَلًا أَي وَصَفَ وبَيَّنَ، ثم إِنه اخْتُلِفَ في أَنَّ ضَرْبَ المَثَل مَأْخُوذٌ مِمَّاذَا؟
فقِيل: من ضَرْبِ الدِّرْهَم صَوْغُه لإِيقَاعِ المَطَارِق، سُمِّيَ به لتَأْثِيرِه في النُّفُوسِ. وقِيلَ: إِنَّه مأْخُوذٌ من الضَّرِيبِ أَي المَثِيلِ. تَقُولُ: هو ضَرِيبُه، وهُمَا مِنْ ضَرِيبٍ وَاحِد؛ لأَنَّه يَجْعَلُ الأَوَّلَ مِثْلَ الثَّاني. وقيل: مِنْ ضَرْبِ الطِّينِ عَلَى الجِدَارِ. وقِيلَ: مِنْ ضَرْبِ الخَاتَم ونَحْوِه؛ لأَن التَّطْبِيقَ وَاقعٌ بَيْن المَثَلِ وبَيْنَ مَضْرِبه كما في الخَاتَم على الطَّابِع كما حَقَّقَه شَيْخُنَا ومثْلُه مُفَرَّقًا في لسَان الْعَرَب والمُحْكَمِ وغَيْرِهِمَا مِنْ دَوَاوِين اللُّغَةِ.
والضَّرْبُ: الرَّجُلُ المَاضِي النَّدْبُ الذي لَيْسَ بِرَهْل.
قال طَرَفَةُ:
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَه *** خَشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ
وفي صفة مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام «أَنَّه ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ».
وهو الخَفِيفُ اللَّحْمِ الممشوقُه المُسْتَدِقّ. وفي رواية: «فإِذا رَجُلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرَّأْسِ» وهو مُفْتَعِلٌ من الضَّرْبِ، والطَّاءُ بَدَلٌ من تَاءِ الافْتِعَالِ. وفي صفَةِ الدجّال: «طُوَالٌ ضَرْبُ من الرِّجَالِ» وجَمْعُه ضُرُب، بِضَمَّتَيْن. قال أَبُو العِيَالِ:
صُلَاةُ الحرب لم تُخْشِعْ *** هُمُ ومَصَالِتٌ ضُرُب
قاله ابْنُ جِنِّي. وقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُون جمع ضَرُوب، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب.
والضَّرْبُ: الصِّفَةُ. والضَّرْبُ: الصِّنْفُ بالكَسْرِ من الشَّيْءِ وفي نُسْخَةٍ: مِنَ الأَشْيَاءِ.
يقَال: هَذَا مِنْ ضَرْب ذَلِكَ أَيْ مِنْ نَحْوِه وصِنْفِه، والجَمْعُ ضُرُوبٌ. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
أَرَاكَ مِنَ الضَّرْب الّذِي يَجْمَعُ الهَوَى *** وحَوْلَكَ نِسْوَانٌ لهُنُّ ضُرُوبُ
كالضَّرِيب. والضَّرْبُ أَيضًا: مصدر بمعنى المَضْرُوب وهو مَعْطُوفٌ على قوله: والصِّنْف، وضُبِطَ في بَعْضِ النُّسَخ مَخْفُوضًا على أَنَّه مَعْطُوفٌ على قَوْله كالضَّرْب، وهو خطأٌ.
والَّذِي في لِسَانِ الْعَرَب ما نَصُّه والضَّرِيبُ: المَضْرُوبُ.
ومن المجاز: الضَّرْبُ: المَطَرُ الخَفِيفُ. قال الأَصْمَعِيُّ: الدِّيمَةُ: مَطَرٌ يَدُومُ مَعَ سُكُون. والضَّرْبُ فَوْقَ ذَلِكَ قَلِيلًا. والضَّرْبَةُ: الدّفْعة من المطر الخفيف. وقد ضَربتْهم السماء.
والضَّرَبُ: العَسَلُ الأَبْيَضُ الغَليظُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ. قال أَبُو ذُؤَيْب الهُذَلِيّ في تأْنِيثه:
وما ضَرَبٌ بَيْضَاءُ يَأْوِي مَلِيكُها *** إِلى طُنُفٍ أَعْيَا بِرَاقٍ ونَازِلِ
بأَطْيَبَ مِنْ فِيهَا إِذا جِئْتَ طَارِقًا *** وأَشْهَى إِذَا نَامَت كِلَابُ الأَسَافِل
مليكها: يَعْسُوبُها. والطُّنُفُ: حَيَدٌ يَنْدُرُ من الجَبَل قد أَعْيَا بمَنُ يَرْقَى ومن يَنْزِل.
وقيل: الضَّرْبُ: عَسَلُ البَرِّ. قال الشَّمَّاخُ:
كَأَنَّ عُيُونَ النَّاظِرِينَ يَشُوقُها *** بهَا ضَرَبٌ طابَتْ يَدَا مَنْ يَشُورُهَا
وهو بالتَّسْكِين لُغَةٌ فِيهِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَة، قَالَ: وَذَلِكَ قَلِيلٌ وبالتَّحْرِيكِ أَشْهَرٌ. والضَّرَبَة: الضَّرَبُ، وقِيلَ: هِيَ الطَّائِفَة مِنْه. وقَالَ الشَّاعرُ:
... كأَنَّما *** رِيقَتُه مسْكٌ عَلَيْه ضَرَبْ
وفي حَدِيثِ الحَجَّاجِ: «لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ» هو، بفَتْح الرَّاءِ، العَسَلُ الأَبْيَضُ الغَلِيظُ، ويروى بالصَّادِ، وهو العَسَلُ الأَحْمَر، وقد أَغْفَلَه المُؤَلِّف في مَحَلِّه كما أَغْفَلَ الضَّرِيبَ هُنَا، وهو الشَّهْدُ، وقد ذَكَره بِنَفْسِه في «تَرْقِيقِ الأَسَل»، وهو في نُسْخَة مُصَحَّحة من كِفَايَة المُتَحَفِّظ أَيْضًا، أَشَار لِذَلِكَ شَيْخُنَا، وأَنْشَدَ في لِسَان الْعَرَب قَوْلَ الجُمَيْح:
يَدِبُّ حُمَيَّا الكَأْس فِيهم إِذَا انْتَشَوْا *** دَبِيبَ الدُّجَى وَسْطَ الضَّرِيبِ المُعَسَّلِ
ومثلُه في التَّكْمِلَةِ.
والضَّرْبُ مِنْ بَيْتِ الشِّعْرِ: آخِرُه كقَوْلِه: فَحَوْمل، مِنْ قَوْله:
بِسِقْط اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
والجَمْعُ أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ.
والضَّرِيبُ: الرَّأْسُ سُمِّي بِذَلِكَ لكَثْرَة اضْطِرَابِهِ.
والضَّرِيبُ: المُوَكَّلُ بالقِدَاحِ وأَنْشَدَ لِلْكُمَيْتِ:
وعَدَّ الرَّقِيبُ خِصَالَ الضَّرِي *** ب لا عَنْ أَفَانِينَ وَكْسًا قِمَارَا
أَو الَّذِي يَضْرِب بِهَا أَي القِدَاح. قال سِيبَوَيْهِ: هو فَعِيل بمَعْنى فَاعِل، وهو ضَرِيبُ قِدَاح، قال: ومِثْلُه قَوْلُ طَرِيفِ ابْنِ مَالِك العَنْبَرِيّ:
أَوَكُلَّمَا وَرَدَتْ عُكَاظَ قَبِيلَةٌ *** بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفَهُم يَتوسَّمُّ
إِنَّمَا يُرِيدُ عَارِفَهم.
وجَمْعُ الضَّرِيب ضُرَبَاء. قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدُ رَابِئ ال *** ضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْم لا يَتَتَلَّعُ
كالضَّارِب.
وفي الأَسَاسِ، ومِنَ المَجَازِ: وضَرَب القِدَاحَ، وهو ضَرِيبِي: لِمَنْ يَضْرِبُهَا مَعَكَ [وهم ضُرَبائي].
والضَّرِيبُ: القِدْحُ الثَّالِثُ من قِدَاح المَيْسِرِ. وذَكر اللِّحْيَانِيُّ أَسْمَاءَ قِدَاحِ المَيْسِر الأَوَّل والثَّاني ثم قَالَ: والثَّالِثُ: الرَّقِيبُ، وبعضُهم يُسَمِّيه الضَّرِيبَ، وفِيه ثَلَاثَةُ فُرُوض، وله غُنْمُ ثَلَاثَةٍ أَيْضًا إِنْ فَازَ، وعَلَيْه غُرْم ثَلَاثَةٍ أَيْضًا إِنْ لَمْ يَفُز، كَذَا فِي لِسَان العَرَبِ.
وضَرِيبُ الشَّوْلِ: اللَّبَنُ يُحْلَبُ بعضُه عَلَى بَعْضٍ، عَنْ أَبِي نَصْر، ومِثْلُه في الصَّحَاحِ. وقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذَا صُبَّ بَعْضُ اللَّبَنِ على بَعْضٍ فهو الضَّرِيبُ. وعَنِ ابْنِ سِيدَه: الضَّرِيبُ من اللبن: الذي يُحْلَبُ منْ عدَّة لِقَاحٍ في إِنَاءٍ وَاحِدٍ فيُضْرَبُ بَعْضُه بِبَعْضٍ، ولا يُقَالُ ضَرِيبٌ لأَقَلٌّ مِنْ لَبَن.
ثَلَاثِ أَيْنُق. قال بَعْضُ أَهْلِ البَادِيَة: لَا يَكُونُ ضَرِيبًا إِلَّا مِنْ عدَّة مِنَ الإِبِل، فمِنْهُ ما يكون رَقِيقًا، ومِنْه مَا يَكُون خَاثِرًا. قال ابْنُ أَحْمَر:
وما كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مَنِيَّتِي *** ضَرِيبَ جِلَادِ الشَّوْلِ خمْطًا وصَافِيَا
أَي سَبَب مَنِيَّتي، فَحذَفَ.
وقِيلَ: هُوَ ضَرِيب إِذَا حُلِبَ عَلَيْه من اللَّيْل، ثم حُلِبَ عَلَيْه من الغَدِ فضُرِبَ بِهِ.
وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: ويُقَالُ: فُلَانٌ ضَرِيبُ فُلَانٍ أَي نَظِيرُه. وضَريبُ الشَّيْءِ: مِثْلُه وشَكْلُه، ومثلُه عَنِ ابْنِ سِيدَه في المحكم، وقد تَقَدَّمَ، وجَمْعُه ضُرَبَاء. وفي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «إِذَا ذَهَبَ هذَا وضُرَبَاؤُه».
هُمُ الأَمْثَالُ والنُّظَرَاءُ.
والضَّرِيبُ: النَّصِيبُ.
والضَّرِيبُ: البَطِينُ من النَّاسِ وغَيْرِهِم.
والضَّرِيبُ: الثَّلْجُ والجَلِيدُ والصَّقِيعُ الَّذِي يَقَع بالأَرْضِ. وَفِي الحَدِيثِ: «ذَاكرُ اللهِ في الغَافِلِين مثلُ الشَّجَرَةِ الخَضْرَاءِ وَسَطَ الشَّجَر الذِي تَحَاتَّ مِنَ الضَّرِيبِ» أَي البَرْد والجَلِيد. والضَّرِيبُ: رَدِيءُ الحَمْضِ. أَو هُوَ مَا تَكَسَّر مِنْه أَي مِنَ الحَمْضِ.
وكَزُبَيْر أَبُو السُّلَيْل ضُرَيْبُ بن نُقَيْر بن شَمِير القَيْسيّ الجَرِيريّ من أَهْل البصرة، سيأْتي ذكره في ن ق ر.
والمِضْرَب أَي كمِنْبَر كما هو مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا، وضَبَطَه شيخُنَا كمَجْلِس، والعَامَّةُ يَنْطِقُونه كمَقْعَد، وكل ذلك عَلَى غير صَوَاب، وإِنما لم يُقيِّد مع أَنَّ الإِطلَاقَ يقتضي الفَتْح على مَا هُوَ قَاعِدَته، وبه اشْتَبَه على كَثِيرٍ من الشُّرَّاح لِقَرِينَةِ مَا بَعْده، وهو قوله: «وبفَتْحِ المِيمِ» الفُسْطَاطُ العَظِيمُ وهو فُسْطَاط المَلِك. جَمْعُه مَضَارِبُ.
وبِفَتْح المِيمِ والرَّاءِ أَيْضًا: العَظْمُ الَّذِي فِيهِ المُخُّ. ومِنَ الْمَجَاز: تَقُولُ لِلشَّاةِ إِذَا كَانَت مَهْزُولَةً: مَا يُرِمّ منها مَضْرَب.
أَيْ إِذَا كُسِر عَظْمٌ من عِظَامِها أَو قَصَبها لم يُصَبْ فِيها مُخُّ.
واضْطَرَبَ الشيءُ: تَحَرَّك ومَاجَ كَتَضَرَّبَ. والاضْطِرَابُ: تَضَرُّبُ الوَلَدِ في البطن.
واضْطَرَب البَرْقُ في السَّحَابِ: تَحَرَّك. واضْطَرَب الرَّجُلُ: طَالَ مَعَ رَخَاوَةٍ. ورجُلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: طَوِيلٌ غَيْرُ شَدِيد الأَسْرِ. واضْطَرَب أَمْرُهُ: اخْتَلَّ. يُقَالُ: حَدِيثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ، وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ.
واضْطَرَبَ: اكْتَسَبَ. قال الكُمَيْتُ.
رَحْبُ الفِنَاءِ اضْطِرَابُ المَجْدِ رَغْبَتُه *** والمَجْدُ أَنْفَعُ مَضْروبٍ لمُضْطرِبِ
قال الصَّاغَانيّ: والرِّوَايَة الصَّحيحَةُ مَصْرُوب لمُصْطَرِب، بالصَّادِ المهملة؛ أَي أَنْفَع مَجْمُوع لجَامع.
واضْطَرَبَ: جَاءَ بمَا سَأَلَ أَنْ يُضْرَبَ لَهُ. «وفي الحَدِيث أَنَّه صلى الله عليه وسلم اضْطَرَبَ خَاتَمًا من حَدِيدٍ» أَي سَأَل أَن يُضْرَبَ لَهُ ويُصَاغَ، وهو افْتَعَل من الضَّرْب بمَعْنَى الصِّيَاغَة، والطَّاءُ بَدَلٌ من التَّاء.
وضَارَبَهُ أَي جَالَدَه، والقَوْمُ ضَارَبُوا كَتَضَارَبُوا واضْطَرَبُوا بِمَعْنى.
ويُقَالُ: اضْطَرَب حَبْلُهُم واضْطَرَبَ الحَبْلُ بَيْنَ القَوْمِ، وفي نُسْخَةِ الكفوي «خَيْلهُم» وهو خَطَأ، إِذَا اخْتَلَفَت كَلِمَتُهم.
وفي الأَسَاسِ، ومِن المَجَازِ: في رأْيِه اضْطِرَابٌ مِنْه أَي ضَجَر، انتهى.
ومن المجاز: الضَّرِيبَةُ: الطَّبِيعَةُ والسَّجِيَّةُ. يُقَالُ: هَذِه ضَرِيبَتُه الَّتِي ضُرِبَ عَلَيْهَا وضُرِبَها، وضُرِبَ عَنِ اللِّحْيَانِي ولم يَزُدْ عَلَى ذَلِك شَيْئًا؛ أَي طُبِعَ. وفي الحَدِيثِ: «أَنَّ المُسْلِم المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصُّوَّامِ بحُسْنِ ضَرِيبَتِه» أَي سَجِيَّتِه وطَبِعَتِه. تَقُولُ: فلانٌ كَريمٌ الضَّرِيبَةِ ولَئيم الضَّرِيبَةِ.
وكذلك تقُول في النَّحِيتَة والسَّلِيقَةِ والنَّحِيزَة [والتُّوسِ] والسُّوس والغَرِيزة والنِّحَاس والخيم.
والضَّريبةُ: الخَلِيقَةُ. يُقَالُ: خُلِق النَّاسُ عَلَى ضَرَائِبَ شَتَّى. ويُقَالُ: إِنه لكَرِيمُ الضَّرَائب. وقَالَ ابْنُ سِيدَه: رُبَّمَا سُمِّي السيَّفُ نَفْسُه ضَرِيبَة. قال جَرِيرٌ.
وإِذَا هَزَزْتَ ضَرِيبَةً قَطَّعْتَهَا *** فَمَضَيْتَ لا كَزِمًا ولا مَبْهُورَا
والذي صَرَّحَ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ أَنَّ ضَرِيبَة السَّيْفِ حَدُّه، وقِيلَ: هو دُونَ الظُّبَة، وقيل: هو نَحْوٌ مِنْ شِبْرٍ في طَرَفِهِ كالمَضْرَبِ والمَضْرَبَةِ بفَتْح المِيمِ وتُكْسَرُ رَاؤُهُمَا وتُضَمُّ أَي الرَّاءُ في الأَخِيرِ، حَكَاهَ سِيبَوَيْه وقَال: جَعَلُوه اسْمًا كالحَدِيدَة يَعْنِي أَنَّهُمَا لَيْسَتَا عَلَى الفِعْل.
والضَّرِيبَةُ: الصُّوفُ أَو الشَّعَر يُنْفَشُ ثم يُدْرَجُ ويُشَدّ بخَيْطٍ ليُغْزَلَ فهي ضَرَائِبُ. والضَّرِيبَةُ: الصوفُ يُضْرَبُ بالمِطْرَقِ، وقِيلَ: الضَّرِيبَةُ: القِطْعَةُ من القُطْنِ وقيل: مِنْهُ ومن الصُّوفِ.
والضَّرِيبَةُ: الرَّجُلُ المَضْرُوبُ بالسَّيْفِ، وإِنَّمَا دَخَلَتْه الهَاءُ وإِنْ كَانَ بمَعْنَى مَفْعُول لأَنَّه صَارَ في عِدَادِ الأَسْمَاءِ كالنَّطِيحَة والأَكِيلَةِ. وفي التَّهْذِيب: الضَّرِيبَةُ: كُلُّ شَيْءٍ ضَرَبْتَهُ بِسَيْفكِ مِنْ حَيٍّ أَو مَيِّت.
والضَّرِيبَةُ: وَادٍ حِجَازِيٌّ يَدْفَعُ سَيْلهُ في ذَاتِ عِرْقٍ.
ومن المجاز: الضَّرِيبَةُ وَاحِدَةُ الضَّرَائِبِ وَهِيَ التي تُؤْخَذُ في الأَرْصَادِ والجزْيةِ ونَحْوِها.
ومِنْه ضَرِيبَةُ العَبْدِ أَي غَلَّةُ العَبْدِ. وفي حَدِيثِ الحَجَّامِ: «كم ضَرِيبَتُكَ»؟
وَهِيَ ما يُؤَدِّي العَبْدُ إِلى سَيِّدِه من الخَرَاجِ المُقَرَّر عَلَيْه [وهي]، فَعيلة بمَعْنَى مَفْعُولَة، وتُجْمَعُ عَلَى ضَرَائِب. ومنه حَدِيثُ الإِمَاءِ الَّلاتِي كانَتْ عَلَيْهِن لَمَوالِيهِن ضَرَائبُ. يُقَالُ: كم ضَرِيبَةُ عَبْدِك في كُلِّ شَهْر.
والضَّرَائِبُ: ضَرَائِبُ الأَرَضِين، وَهيَ وَظَائِفُ الخراج عَلَيْهَا.
وضَرَبَ عَلَى العبد الإِتَاوَةَ ضَرْبًا: أَوْجَبَهَا عَلَيْه بالتّأْجِيلِ.
وقال أَبُو حَنِيفَة: ضَرِبَ النَّبَاتُ كفَرِح ضَرَبًا، فهو ضَرِبٌ ضَرَبَه البَرْدُ زَادَ ابْنُ القَطَّاعِ في التَّهْذِيبِ والرِّيحُ فأَضَرَّ بِه.
وعن أَبِي زَيْد: الأَرْضُ ضَرِبَةً إِذَا أَصَابَهَا الجَلِيدُ واحْتَرَقَ نَبَاتُهَا، وقد ضَرِبَتِ الأَرْضُ ضَرَبًا، وأَضْرَبَهَا الضَّرِيبُ إِضْرَابا. وقال غيرُه: وأَضْرَبَ البَرْدُ والرِّيحُ النَّبَات حتى ضَرِبَ ضَرَبًا فهو ضَرِبٌ إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْه القُرُّ. وضَرَبَهُ البَرْدُ حَنَّى يَبِسَ. وضُرِبَتِ الأَرْضُ، وأَضْرَبْنَا، وضُرِبَ البَقْلُ وجُلِدَ وصُقِعَ. وأَصْبَحَتِ الأَرْضُ ضَرِبَةً وصَقِعَةً، ويُقَالُ للنَّبَاتِ ضَرِبٌ ومَضْرِب.
والضَّارِبُ: المَكَانُ ذُو الشَّجَر، والضَّارِبُ: الوَادِي يَكُونُ فِيهِ شَجَر، يقال: عَلَيْكَ بِذَلِك الضَّارِب فانْزِلْهُ، وأَنْشَد:
لَعَمْركَ إِنَّ البَيْتَ بالضَّارِبِ الَّذِي *** رأَيْتَ وإِنْ لَمْ آتِهِ لِيَ شَائِق
وقيل: الضَّارِبُ: المَكَانُ المُطْمَئنُّ من الأَرْضِ بِه شَجَرٌ. وقيل: الضَّارِبُ: القِطْعَةُ من الأَرْض الغَلِيظَةُ تَسْتَطِيلُ في السَّهْلِ، [و] قِيلَ: هو مُتَّسَعُ الوَادِي، والكُلّ مُتَقَارِب.
والضَّارِبُ: اللَّيْلُ المُظْلِمُ، وَهُوَ الَّذِي ذَهَبَتْ ظُلْمَتُه يَمِينًا وشِمالًا ومَلأَتِ الدُّنْيَا. وضَرَبَ اللَّيْلُ بأَرْوَاقِه: أَقْبَلَ. قال حُمَيْدٌ:
سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ واللَّيْلُ ضَارِبٌ *** بأَرْوَاقِه والصُّبْحُ قَدْ كَادَ يَسْطَعُ
والضَّارِبُ: النَّاقَةُ تَكُونُ ذَلُولًا فإِذَا لَقِحَت تَضْرِبُ حَالِبَهَا مِنْ قُدَّامِها. وقيل: الضَّوَارِبُ من الإِبِل: الَّتي تَمْتَنِع بَعْدَ اللِّقَاح فتُعِزُّ أَنْفُسَهَا فلا يُقْدَرُ عَلَى حَلْبِهَا، وقد تَقَدَّم.
والضَّارِبُ: شِبْهُ الرَّحَبَة في الوَادِي، الجمع: ضَوَارِبُ. قال ذُو الرُّمَّة:
قد اكْتَفَلَتْ بالحَزْن واعْوَجَّ دُونَها *** ضَوَارِبُ من غَسَّان مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا
ويقال: هو يَضْرِبُ المَجْدَ أَي يَكْتَسِبُه، وقد تَقَدَّم الإِنْشَاد ويَضْرِبُ لَهُ الأَرْضَ كُلَّهَا أَي يَطْلُبُه في كُلِّ الأَرْضِ، عَنْ أَبِي زَيْد.
واسْتَضْرَبَ العَسَلُ: ابْيَضَّ وغَلُظَ وصَار ضَرَبًا، كَقَوْلهِم: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ، واستَتْيَسَ العَنْزُ بمَعْنَى التَّحَوُّل مِنْ حَال إِلَى حَال. وعَسَلٌ ضَرِيبٌ: مُسْتَضْرِبٌ.
واسْتَضْرَبَت النَّاقَةُ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ لِلضِّرَابِ.
وضَرَابِيَةُ كقُرَاسِيَةٍ، بالضَّمِّ، كُورَةٌ وَاسعَةٌ بمصْر من الحَوْفِ في الشَّرْقِيَّة.
ومن المجَازِ: ضَارَبَه وضَارَبَ له إِذا اتَّجَرَ في مَالِه، وَهِيَ القِرَاضُ.
والمُضَارَبَةُ: أَن تُعْطِيَ إِنْسانًا مِن مَالِكَ مَا يَتَّجِرُ فِيه على أَنْ يَكُونَ الرِّبْحُ بَيْنَكُمَا، أَو يَكُونَ لَهُ سَهْم مَعْلُومٌ من الرِّبْح، وكأَنَّه مأْخُوذٌ من الضَّرْبِ في الأَرْضِ لطَلَب الرِّزْقِ. قال اللهُ تَعَالَى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ}.
قال الأَزهريّ: وعلى قِيَاسِ هَذَا المَعْنَى يُقَالُ للعَامِل: ضَارِبٌ، لأَنَّه هُوَ الَّذِي يَضْرِب في الأَرْض. قَالَ: وَجَائِز أَن يَكُونَ كُلُّ وَاحِد مِن رَبِّ المَالِ ومِنَ الْعَامِل يُسَمَّى مُضَارِبًا؛ لأَنَّ كُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا يُضَارِبُ صَاحِبَه وكذَلِكَ المُقَارِض.
وقال النَّضْرُ: المُضَارِبُ: صَاحِبُ المَالِ، والَّذِي يَأْخُذُ المَالَ، كِلَاهُمَا مُضَارِب، هَذَا يُضَارِبُه وذَاكَ يُضَارِبُه. وفي حَدِيث الزُّهْرِيّ: «لا تَصْلُح مُضَارَبَةُ مَنْ طُعْمَتُه حَرَامٌ».
ومن المَجَازِ قَوْلُهم: فُلانٌ مَا يُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلَةٍ بفَتْح المِيمِ وكَسْرِ الرَّاءِ ولا مَنْبِض عَسَلَة أَي مِنَ النَّسَبِ والمَالِ، يقال ذَلِك إِذَا لَم يَكُن له نَسَبٌ مَعْرُوفٌ ولا يُعْرف إِعْرَاقُه في نَسَبِه.
وفي المحكم: ما يُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلَةٍ أَي أَصْلٌ ولا قَوْمٌ ولا أَبٌ ولا شَرَفٌ. كما يُقَالُ: إِنَّه لكَرِيمُ المَضْرِب شَرِيفُ المَنْصِبَ. وفي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ {فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}. قال الزَّجَّاج: مَنَعْنَاهم السَّمْعَ أَنْ يَسْمَعُوا. والمَعْنَى: أَنَمْنَاهم ومَنَعْنَاهم أَن يَسْمَعُوا، لأَن النَّائِمَ إِذَا سَمِعَ انْتَبَه. والأَصْلُ في ذلك: أَنَّ النَّائِمَ لَا يَسْمَعُ إِذَا نَامَ. وفي الحديث: «فَضَرَبَ اللهُ على أَصْمِخَتِهِم» أَي نَامُوا فلم يَنْتَبِهُوا. والصِّمَاخ: ثقْبُ الأُذُن.
وفي الحَدِيثِ: «فَضَرَبَ عَلَى آذَانِهِم» هو كنايَة عن النَّوْمِ.
مَعْنَاهُ حَجَبَ الصَوتَ والحِسَّ أَنْ يَلِجَا آذَانَهم فَيَنْتَبِهُوا، فكَأَنَّهَا قد ضُرِبَ عَلَيْهَا حِجَابٌ. ومنهحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ: «ضُرِبَ عَلَى أَصْمِخَتِهِم فما يَطُوفُ بالبَيْتِ أَحَدٌ» كَذَا في لسان العرب.
ويقال: جَاءَ مُضْطَرِبَ العِنَانِ أَي مُنْهَزِمًا مُنْفَرِدًا.
وضَرَّب الشُّجَاعَ في الحَرْب تَضْرِيبًا: حَرَّضَهُ وأَغْرَاهُ.
وضَرَّب النَّجَّادُ المُضَرَّبَةَ تَضْرِيبًا إِذَا خَاطَهَا. وبِسَاطٌ مُضَرَّبٌ إِذَا كَان مَخِيطًا.
وضَرَّبَ إِذَا تَعَرَّضَ للثَّلْج، وهو الضَّرِيبُ.
وضَرَّب أَيضًا إِذَا شَرِبَ الضَّرِيبَ وهو الشَّهْد، وقد أَغْفله المصنف في محله وأَطلقه هنا، وقد تقَدَّمَت الإِشَارَةُ إِليه.
وضَرَّبَتْ عَيْنهُ إِذَا غَارَت، نقله الصاغانيّ، كحَجَّلَت.
وأَضْرَبَ القومُ إِضْرَابًا كأَجْلَدُوا وأَصْقَعُوا: وَقَعَ عَلَيْهِم الضَّرِيبُ، وهو الصَّقِيعُ والجَلِيدُ الَّذِي يَقَعُ بالأَرْضِ، وقَدْ تَقَدَّم.
وأَضْرَبَتِ السَّمُومُ المَاءَ: أَنْشَفَتْه* حَتَّى تُسْقِيَه الأَرْضَ. قَالَه اللَّيْثُ.
وأَضْرَب الخُبْزُ أَي خُبْزُ المَلَّة، فَهُوَ مُضْرِبٌ إِذَا نَضَجَ وآنَ لَهُ أَنْ يُضْرَبَ بالعَصَا أَو يُنْفَضَ عنه رَمَادُه وتُرَابُه.
وخَبْزٌ مُضْرِبٌ وَمَضْرُوبٌ قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ خُبْزَةً:
ومَضْرُوبَةٍ في غَيْر ذَنْبٍ بَرِيئةٍ *** كَسَرْتُ لأَصْحَابي على عَجَلٍ كَسْرَا
وضَاربْت الرجلَ مُضَارَبَةً وضِرَابًا، وتَضارب القَومُ واضْطَرَبُوا: ضَرَبَ بَعْضُهُم بَعْضًا. وضَارَبَه فَضَرَبَهُ يَضْرُبُه كنَصَرَه: غَلَبَهُ في الضَّرْب أَي كَانَ أَشَدَّ ضَرْبًا مِنْه. وفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى ما قالوا: إِن أَفْعَالَ المُغَالَبَة كُلَّهَا مِنْ بَابِ نَصَر، ولو كَانَ أَصْلُهَا من غَيْر بَابِه كَهَذَا. وفارَصْتُه فَفَرَصْتُه ونحو ذلك إِلا خَاصَمْتُه فَخَصَمْتُه فأَنا أَخْصِمُه فإِن مُضَارِعَه جَاءَ بالكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وهو شَاذٌّ، قالَهُ شَيْخُنَا.
* ومما أَغْفَلَه المُصَنِّفُ واسْتُدْرِكَ عَلَيْهِ قَوْلُهم: ضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبه ضَرْبًا: دَقَّه حَتَّى رَسَبَ في الأَرْضِ. وَتِدٌ ضَرِيبٌ: مَضْرُوبٌ، هذه عن اللِّحْيَاني.
وفي الحَدِيث: «يَضْطَرِبُ بِنَاءً في المَسْجِد» أَي يَنْصِبُه ويُقِيمُه على أَوْتَادٍ مَضْرُوبَةٍ في الأَرْضِ.
ومن المجاز: ضَرَبَ الدِّرْهَمَ يَضْرِبْه ضَرْبًا: طَبَعَه، وهذا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمِير. ودرهمٌ ضَرْبٌ، وَصَفُوه بالمَصْدَرِ وَوَضَعُوه مَوْضِعَ الصِّفَةِ كقَوْلِهِم: ماءٌ سَكْبٌ وغَوْرٌ، وإِنْ شِئْتَ نَصَبْتَ على نِيَّة المَصْدَرِ وهو الأَكْثَر؛ لأَنَّه لَيْسَ مِن اسْمِ ما قَبْله ولا هُوَ هُوَ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَبِ.
ومن الأَسَاس في المجاز: وضَرَبَ عَلَى المَكْتُوب أَي خَتَم. وضَرَب الجُرْحُ والضِّرْسُ: اشْتَدَّ وَجَعُه. وفي لِسَانِ العَرب: ضُرِبَ بِبَلِيَّةِ: رُمِيَ بِهَا لأَنّ ذَلِكَ ضَرْب.
ومن المجاز: ضَرَبَ البَعِيرُ في جَهَازِه أَي نَفَر فلَم يَزَل يَلْتَبِطُ ويَنْزُو حَتَّى طَرَحَ عَنْه كُلَّ مَا عَلَيْهِ مِنْ أَدَاتِه وحِمْلِه.
ومن المجاز أَيضًا قَوْلُهم: ضَرَبَتْ فِيهِ فُلَانَةُ بعِرْقٍ ذِي أَشَبٍ؛ أَي الْتِبَاسٍ أَي أَفْسَدَت نَسَبَهم بِوِلَادَتِهَا فِيهِم، وقِيل: عَرَّقَتْ فِيهِم عِرْقَ سَوْء.
وَمن المجاز أَيضًا: أَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ، تَقُولُ: حَيَّةٌ مُضْرِبَةٌ وَمُضْرِبٌ. ورأَيْت حَيَّةً مُضْرِبًا إِذا كانت ساكِنَة لا تَتَحرَّك.
والمَضْرُوبُ: المُقِيمُ في البَيْت.
ولَقَب نُوحِ بْنِ مَيْمُون بْنِ أَبِي الرِّجَالِ العِجْليّ، تَرْجَمَه البنداريّ في ذَيْله على تَارِيخ بغداد. والمُضَرِّب، كمُحدِّث ومُعَظَّم، لقبُ عُقْبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ أَبي سُلْمَى الشَّاعر. وبِالوَجْهَيْن ضُبِطَ في نُسْخَة الصَّحَاح في بَاب «ل ب ب» فليُرَاجَعْ.
والضَّرَّابُ: لَقَب أَبِي عَليٍّ عَرفة بْن مُحَمّد المِصْرِيّ ثِقَة، تُوُفِّي سنة 340 وأَبُو القَاسِم عَبْدُ العَزِيز بن أَبي محمد الحَسَن بْنِ إِسْمَاعِيل بْنِ مُحَمَّد الغَسَّانِيّ الضَّرَّاب مُحَدِّثٌ، رَوَى عن أَبِيهِ كِتَابَ الْحَمَاسَة.
وفي الحديث: «الصُّدَاع ضَرَبَانٌ في الصُّدْغَيْن» أَي حَرَكَةٌ بقُوَّة. وفي الحَدِيث: «نَهَى عَنْ ضَرْبَة الغَائِصِ» وهو أَن يقول الغَائِصُ في البحْر للتَّاجِر: أَغُوصُ غَوْصَةً فما أَخْرَجْتُ فهو لَكَ بِكَذَا، فيتَّفِقَان عَلَى ذَلِكَ، ونُهِي عنه لأَنه غَرَرٌ.
وعن ابن الأَعْرَابِيّ: المَضَارِبُ: الحِيَلُ في الحُرُوب.
ومن المجاز: ضُرِبَت عَلَيْه الذِّلَّة. وضَرَب خَاتَمًا، وأَضْرَبَه لِنَفْسِه، وأَضْرَبَ عن الأَمْر: عَزَفَ عَنْه. وطَرِيقُ مَكَّةَ ما ضَرَبَهَا العَامَ قَطْرَةٌ. وأَضْرَبَ جَأْشًا لأَمْرِ كذا: وَطَّنَ نَفْسَه عَلَيْه. وضَرَبَ الفَخَّ عَلَى الطَّائِرِ، وهو الضَّارُوبُ، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
والضَّرِيبَةُ: اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَب.
وقال أَبو زَيْد: يُقَالُ: ضَرَبْتُ له الأَرْضَ كُلَّهَا أَي طَلَبْتُه في كُلِّ الأَرْض. وقال غيره: يقال: فُلَانٌ أَعْزَبُ عَقْلًا مِنْ ضَارِبٍ، يَعْنُونَ مَاضِيًا إِلى غَائِط.
وضَارِبُ السَّلَم: مَوْضِعٌ باليَمَامَةِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
28-تاج العروس (سقط)
[سقط]: سَقَطَ الشَّيْءُ من يَدِي سُقُوطًا، بالضَّمِّ، ومَسْقَطًا، بالفَتْح: وَقَعَ، وكُلُّ مَنْ وَقَع في مَهْوَاةٍ يُقَال: وَقَعَ وسَقَطَ. وفي البَصَائِر: السُّقُوط: إِخْرَاجُ الشَّيْءِ إِمّا من مَكَانٍ عالٍ إِلى مُنْخَفِضٍ، كالسُّقوطِ من السَّطْح. وسُقُوطِ مُنْتَصِبِ القَامَةِ، كاسّاقَطَ، ومِنْهُ قولُه تَعَالى: تُساقِطْ {عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}، وَقَرَأَ حَمّاد ونُصَيْرٌ وَيَعْقُوبُ وسَهْلٌ «يَسَّاقَط» باليَاءِ التَّحْتِيَّةِ المَفْتُوحَةِ، كما في العُبَابِ. قلتُ: فمَنْ قرأَ بالياءِ فهو الجِذْعُ، ومن قَرَأَ بالتّاءِ فهي النَّخْلَة، وانْتِصَابُ قوله: {رُطَبًا جَنِيًّا} على التَّمْيِيز المُحَوَّلِ، أَراد يَسّاقَط رُطَبُ الجِذْع، فلمّا حُوِّل الفِعْلُ إِلى الجِذْع خَرَجَ الرُّطَبُ مُفَسِّرًا، قال الأَزْهَرِيُّ: هذا قَوْلُ الفَرّاءِ. فهو سَاقِطٌ وسَقُوطٌ، كصَبُورٍ، المُذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ فيه سوَاءٌ، قال:مِنْ كُلِّ بَلْهَاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ *** بَيْضَاءَ لم تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ
يعني أَنَّهَا لم تُحْفَظْ من الرِّيبَة ولم يُضَيِّعْهَا وَالِدَاهَا.
والمَوْضِعُ: مَسْقِطٌ كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ الأُولَى نادِرَةٌ نَقَلَهَا الأَصْمَعِيُّ، يُقَال: هذا مَسْقَط الشَّيْءِ ومَسْقِطُهُ؛ أَي مَوضِعُ سُقُوطِه.
وقال الخَلِيلُ: يُقَال: سَقَطَ الوَلَدُ من بَطْنِ أُمِّهِ؛ أَي خَرَجَ، ولا يُقَال: وَقَعَ، حِينَ تَلِدُه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ. وفي الأَساسِ: ويُقَال: سَقَطَ المَيِّتُ من بَطْنِ أُمِّه، ووَقَعَ الحَيُّ.
ومن المَجَازِ: سَقَطَ الحَرُّ يَسْقُطُ سُقُوطًا؛ أَي وَقَعَ، وأَقْبَلَ ونَزَلَ.
ويُقَال: سَقَطَ عَنَّا الحَرُّ، إِذا أَقْلَعَ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، كأَنَّه ضِدٌّ.
ومن المَجَازِ: سَقَطَ في كَلامِه وبِكَلامِه سُقُوطًا، إِذا أَخْطَأَ، وكذلِكَ أَسْقَطَ في كَلامِه.
ومن المَجَازِ: سَقَطَ القومُ إِليَّ سُقُوطًا: نَزَلُوا عَلَيَّ، وأَقْبَلُوا، ومنه الحَدِيثُ: «فَأَمَّا أَبو سَمّالٍ فسَقَطَ إِلى جِيرَانٍ له» أَي أَتَاهُمْ «فأَعَاذُوهُ وسَتَرُوهُ».
ومِنَ المَجَازِ: هذا الفِعْلُ مَسْقَطَةٌ له من أَعْيُنِ النّاسِ، وهو أَنْ يَأْتِيَ بما لا يَنْبَغِي. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، والزَّمَخْشَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَانِ.
ومَسْقِطُ الرَّأْسِ: المَوْلِدُ، رَوَاه الأَصْمَعِيُّ بفتح القافِ، وغيرُه بالكَسْر، ويُقَال: البَصْرَةُ مَسْقَطُ رَأْسِي، وهو يَحِنُّ إِلى مَسْقَطِهِ، يعني حَيْثُ وُلِدَ، وهو مَجَازٌ، كما في الأَسَاسِ.
وتَسَاقَطَ الشَّيْءُ: تَتَابع سُقُوطُهُ.
وسَاقَطَهُ مُسَاقَطَةً، وسِقَاطًا: أَسْقَطَه، وتَابَعَ إِسْقَاطَهُ، قال ضابِئُ بنُ الحارِثِ البُرْجُمِيُّ يَصِفُ ثَوْرًا والكلابَ:
يُسَاقِطُ عنه رَوْقُهُ ضَارِيَاتِهَا *** سِقَاطَ حَدِيدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْوَلَا
قوله: أَخْوَلَ أَخْوَلَا؛ أَي مُتَفَرِّقًا، يعني شَرَرَ النَّارِ.
والسُّقْطُ، مُثَلَّثَةً: الوَلَدُ يَسْقُطُ من بَطْنِ أُمِّه لِغَيْرِ تَمَامٍ، والكَسْرُ أَكثرُ، والذَّكَرُ والأُنْثَى سَواءٌ ومِنهُ الحَدِيثُ: «لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطًا أَحَبُّ إِليَّ من مِائَةِ مَسْتَلْئِمٍ» المُسْتَلْئِم: لابِسُ عُدَّةِ الحَرْبِ، يَعني أَنَّ ثَوَابَ السِّقْطِ أَكْثَرُ من ثَوابِ كِبَار الأَوْلادِ.
وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «يُحْشَرُ ما بَيْنَ السِّقْطِ إِلى الشَّيْخِ الفانِي مُرْدًا جُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَولِي أَفَانِينَ». وهي الخُصَل من الشَّعرِ؛ وفي حَدِيثٍ آخَرَ: «يَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئًا على باب الجَنَّة» ويُجْمَع السِّقْطُ على الأَسْقاطِ، قال ابْنُ الرُّومِيّ يَهْجُو وَهْبًا عند ما ضَرَط:
يا وَهْبُ إِنْ تَكُ قد وَلَدْت صَبِيَّةً *** فبحَمْلِهم سَفرًا عليكَ سِبَاطَا
مَنْ كانَ لا يَنْفَكُّ يُنْكَح دَهْرَهُ *** وَلَدَ البَنَاتِ وأَسْقَطَ الأَسْقاطَا
وقد أَسْقَطَتْهُ أُمُّه إِسْقَاطًا، وهي مُسْقِطٌ، ومُعْتَادَتُه: مِسْقَاطٌ، وهذا قد نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاس. وعِبَارَةُ الصّحاحِ والعُبَابِ: وأَسْقَطَت النّاقَةُ وغَيْرُها، إِذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا، والَّذِي في أَمَالِي القَالِي، أَنَّه خاصٌّ بِبَنِي آدَمَ، كالإِجْهَاضِ للنّاقَةِ، وإِليه مال المُصَنِّف. وفي البَصَائر: في أَسْقَطَت المَرْأَةُ، اعْتُبِرَ الأَمْرَانِ: السُّقُوطُ من عالٍ، والرَّدَاءَةُ جميعًا، فإِنَّهُ لا يُقَال أَسْقَطت المرأَةُ إِلاّ في الّذِي تُلْقِيه قَبْلَ التَّمَامِ، ومنه قِيلَ لذلِكَ الوَلَدِ: سِقْطٌ.
قال شَيْخُنَا: ثُمَّ ظَاهِرُ المُصَنِّف أَنَّهُ يُقَال: أَسْقَطَت الوَلَدَ، لأَنَّهُ جاءَ مُسْنَدًا للضَّمِيرِ في قَوْلِهِ: أَسْقَطَتْهُ، وفي المِصْباحِ، عن بَعْضِهِم: أَماتَت العرَبُ ذِكَرْ المفعولِ فلا يَكَادُونَ يقولون: أَسْقَطَت سِقْطًا، ولا يُقَال: أُسْقِطَ الوَلَدُ، بالبِنَاءِ للمَفْعُولِ، قلتُ: ولكن جاءَ ذلِكَ في قَوْلِ بَعْضِ العَرَب:
وأُسْقِطَت الأَجِنَّةُ في الوَلَايَا *** وأُجْهِضَتِ الحَوَامِلُ والسِّقَابُ
والسَّقْطُ: ما سَقَطَ بينَ الزَّنْدَيْنَ قَبْلَ اسْتِحْكَام الوَرْيِ، وهو مَثَلٌ بذلِك، كما في المُحْكَمِ ويُثَلَّثُ، كما في الصّحاحِ، وهو مُشَبَّه بالسّقْطِ للوَلَدِ الَّذِي يَسْقُطُ قبلَ التَّمَامِ، كما يَظْهَرُ من كَلامِ المُصَنِّفِ، وصَرّحَ به في البَصَائِرِ. وفي الصّحاحِ: سَقْطُ النّارِ: مَا يَسْقُطُ مِنْهَا عندَ القَدْح، ومِثْلُه في العُبَابِ، قالَ الفَرّاءُ: يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث قال، ذُو الرُّمَّة:
وسِقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عَاوَدْتُ صاحِبِي *** أَباهَا، وهَيَّأْنَا لِمَوْقِعها وَكْرَا
والسَّقْطُ: حيثُ انْقَطَعَ مُعظَمُ الرِّمْلِ ورَقَّ، ويُثَلَّثُ أَيْضًا، كما صَرَّح به الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وقد أُغْفِل عن ذلِكَ فيه وفي الّذِي تَقَدَّم، ثم إِنَّ عِبَارَةَ الصّحاحِ أَخْصَرُ من عِبارَتهِ، حيثُ قال: وسِقْط الرَّمْلِ: مُنْقَطَعُه، وأَمَّا قولُه «رَقَّ» فهُوَ مَفْهُومٌ من قوله: «مُنْقَطَعُه» لأَنَّه لا يَنْقَطِعُ حَتَّى يَرِقَّ، كمَسْقَطِهِ، كمَقْعَدٍ، على القِيَاسِ، ويُرْوَى: كمَنْزِلٍ، على الشٌّذوذِ، كما في اللِّسَانِ، وأَغْفَلَه المُصَنِّفُ قُصُورًا.
وقِيل: مَسْقَطُ الرَّمْلِ حيثُ يَنْتَهِي إِليه طَرَفُه، وهو قَرِيبٌ من القَوْلِ الأَوَّلِ، وقال امْرُؤُ القَيْسِ:
قِفَا نَبْكِ من ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ *** بسِقْطِ اللِّوَى بين الدَّخُولِ فحَوْمَلِ
والسَّقْط، بالفَتْحِ: الثَّلْجُ، وأَيضًا: مَا يَسْقُطُ من النَّدَى، كالسَّقِيطِ، فيهما، كما سَيَأْتِي للمُصَنِّفِ قَرِيبًا، ومن الأَوَّلِ قولُ هُدْبَةَ بنِ خَشْرَمٍ:
ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه *** تَرَى السَّقْطَ في أَعْلامِه كالكَرَاسِفِ
والسَّقْطُ: من لا يُعَدُّ في خِيَارِ الفِتْيَانِ، وهو الدّنِيءُ الرَّذْلُ كالسّاقِطِ وقِيل: السّاقِطُ اللَّئيمُ في حَسَبِهِ ونَفْسِه.
ويُقَالُ للرجُلِ الدَّنِيءِ: ساقِطٌ مَاقِطٌ، كما في اللِّسَانِ، والَّذِي في العُبَابِ: وتَقُول العَرَبُ: فُلانٌ ساقِطُ ابنُ ماقِطِ ابنِ لاقِطٍ، تَتَسابُّ بها. فالسّاقِطُ: عَبْدُ المَاقِطِ، والمَاقِطُ: عَبْدُ اللاَّقِط، والَّلاقِطُ: عَبْدٌ مُعْتَقٌ.
ومِنَ المَجَازِ: قَعَدَ في سِقْطِ الخِبَاءِ، وهو بالكَسْرِ:
ناحِيَةُ الخِبَاءِ كما في الصّحاح، ورَفْرَفُهُ، كما في الأَساسِ، قال: اسْتُعِيرَ من سِقْطِ الرَّمْلِ، وللخِبَاءِ سِقْطَانِ.
ومِنَ المَجَازِ: السِّقْطُ: جَنَاحُ الطّائرِ، كسِقَاطِه، بالكَسْرِ، ومَسْقَطِهِ، كمَقْعَدِه، ومنه قَوْلُهم: خَفَقَ الظَّليمُ بسِقْطَيْه. وقيل: سِقْطَا جَنَاحَيْه: ما يَجُرُّ منهُمَا على الأَرْضِ، يُقَال: رَفَعَ الظَّلِيمُ سِقْطَيْهِ ومَضَى.
ومنَ المَجَازِ: السِّقْطُ: طَرَفُ السَّحَابِ حَيْثُ يُرَى كأَنَّه سَاقِطٌ على الأَرْضِ في نَاحِيَةِ الأُفُقِ، كما في الصّحَاح، ومنه أُخِذَ سِقْطُ الخِبَاءِ.
والسَّقَطُ، بالتَّحْرِيكِ: ما أُسْقِطَ من الشَّيْءِ وتُهُووِنَ به، وسَقَطُ الطَّعَامِ: ما لا خَيْرَ فِيهِ منه، ج: أَسْقَاطٌ. وهو مَجَازٌ.
والسَّقَطُ: الفَضِيحَةُ، وهو مَجَازٌ أَيْضًا.
وفي الصّحاحِ: السَّقَطُ: رَدِيءُ المَتَاعِ، وقال ابنُ سِيدَه: سَقَطُ البَيْتِ خُرْثِيُّه؛ لأَنَّه سَاقِطٌ عن رَفِيعِ المَتَاعِ، والجَمْع: أَسْقَاطٌ، وهو مَجَازٌ. وقال اللَّيْثُ: جمعُ سَقَطِ البَيْتِ: أَسْقَاطٌ؛ نحو الإِبْرَةِ والفَأْسِ والقِدْرِ ونَحْوِهَا. وقيل: السَّقَطُ: ما تُنُووِلَ بَيْعُه من تَابِلٍ ونَحْوِه، وفي الأَسَاسِ: نَحْو سُكَّرٍ وزَبِيبٍ. وما أَحْسَنَ قولَ الشّاعِر:
وما لِلْمَرْءِ خَيْرٌ في حَيَاةٍ *** إِذا ما عُدَّ من سَقَطِ المَتَاعِ
وبائعُه: السَّقَّاطُ، ككَتَّانٍ، والسَّقَطِيُّ، مُحَرَّكةً، وأَنْكَرَ بَعْضُهم تَسْمِيَتَه سَقّاطًا، وقال: ولا يُقَالُ سَقّاط، ولكن يُقَال: صَاحِبُ سَقَطٍ. قلتُ: والصَّحِيحُ ثُبُوتُه، فقد جاءَ في حَدِيثِ ابْنِ عُمَر أَنَّه «كان لا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صَاحِبِ بِيعَةٍ إِلاّ سَلَّمَ عَلَيْه» والبِيعَةُ من البَيْع، كالجِلْسَةِ من الجُلوس، كما فِي الصّحاحِ والعُبَابِ.
ومِن الأَخِير: سَرِيُّ بنُ المُغَلّس السَّقَطِيُّ يُكْنَى أَبا الحَسَنِ، أَخَذَ عن أَبِي مَحْفُوظٍ مَعْرُوفِ بنِ فَيْرُوز الكَرْخِيِّ، وعنه الجُنَيْدُ وغيرُه، تُوُفّيَ سنة 251 ومن الأَوّلِ شيخُنَا المُعَمَّر المُسِنُّ، عليُّ بنُ العَرَبِيّ بن مُحَمّدٍ السَّقّاطُ الفَاسِيُّ، نزيلُ مصرَ، أَخَذَ عن أَبيهِ وغَيْره، تُوُفِّي بمصر سنة 1183.
ومن المَجَاز: السَّقَطُ: الخَطَأُ في الحِسَابِ والقَوْلِ، وكذلِكَ السَّقطُ في الكِتَابِ. وفي الصّحاح: السَّقَطُ: الخَطَأُ في الكِتَابَةِ والحِسَابِ، يقال: أَسْقَطَ في كَلَامِه، وتَكَلَّم بكلامٍ فما سَقَطَ بحَرْفٍ، وما أَسْقَطَ حَرْفًا، عن يَعْقُوبَ، قال: وهو كما تَقُول: دَخَلْتُ به وأَدْخَلْتُه، وخَرَجْتُ به، وأَخْرَجْتُه، وعَلَوْتُ به وأَعْلَيْتُه. انْتَهَى، وزاد في اللِّسَان: وسُؤْتُ به ظَنًّا وأَسَأْتُ به الظَّنَّ، يُثْبِتُونَ الأَلِفَ إِذا جاءَ بالأَلِف والّلام. كالسِّقَاطِ، بالكسْر، نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ.
والسُّقَاطَةُ، والسُّقَاطُ، بضَمِّهما: ما سَقَطَ من الشَّيْءِ وتُهُووِنَ به من رذالَةِ الطَّعَامِ والثِّيابِ ونحوها، يقَال أَعْطَانِي سُقَاطَةَ المَتَاعِ، وهو مَجَازٌ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: سُقَاطَةُ كُلِّ شيْءٍ: رُذَالَتُه. وقِيل: السُّقَاطُ جَمْعُ سُقَاطَةٍ.
ومن المجاز: سُقِطَ في يَدِهِ وأَسْقِطَ في يَدِه، مَضْمُومَتَيْن؛ أَي زَلَّ وأَخْطَأَ. وقِيلَ: نَدِمَ، كما في الصّحاح، زاد في العُبَاب: وتَحَيَّرَ، قال الزَّجّاجُ: يُقَال للنّادِم على ما فَعَل الحَسِرِ على ما فَرَط منه: قد سُقِطَ في يَدِه، وأُسْقِط. وقال أَبُو عَمْرٍو: لا يُقَال: أُسْقِط، بالأَلف، على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه. وأَحْمَدُ بن يَحْيَى مثلُه، وجَوَّزَه الأَخْفَشُ، كما في الصّحاحِ، وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز: {وَلَمّا} سُقِطَ {فِي أَيْدِيهِمْ}. قال الفَارِسِيُّ: ضَرَبُوا أَكُفَّهُم على أَكُفِّهم من النَّدَمِ، فإِن صَحَّ ذلِك فهو إِذَنْ من السُّقُوط، وقال الفَرَّاءُ: يُقَال: سُقِطَ في يَدِه، وأُسْقِطَ، من النَّدَامَة، وسُقِطَ أَكثَرُ وأَجْوَدُ. وفي العُبَاب: هذا نَظْمٌ لم يُسْمَعْ قبلَ القُرْآنِ ولا عَرَفَتْهُ العَرَبُ، والأَصْلُ فيه نُزُولُ الشَّيْءِ من أَعْلَى إِلى أَسْفلَ ووُقُوعُه على الأَرْضِ، ثمّ اتُّسِعَ فيه، فقِيلَ للخَطَإِ من الكَلامِ: سَقَطٌ؛ لأَنَّهُم شَبَّهُوه بما لا يُحْتَاجُ إِليه فيُسْقَطُ، وذَكَرَ اليَدَ لأَنَّ النَّدَمَ يَحْدُثُ في القَلْبِ وأَثَرُه يَظْهَرُ في اليَدِ، كقَوْلِه تَعَالَى: {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها} ولأَنَّ اليَدَ هيَ الجَارِحَةُ العُظْمَى فرُبَّمَا يُسْنَدُ إِليها ما لَمْ تُبَاشِرْه، كقَوْلهِ تعَالَى: {ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ}.
والسَّقِيطُ: الناقِصُ العَقْلِ، عن الزَّجَاجِيِّ، كالسَّقِيطَةِ، هكذا في سائِرِ أُصُولِ القَامُوسِ، وهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ كالسّاقِطَةِ، كما في اللِّسَانِ وأَمَّا السَّقِيطَةُ فأُنْثَى السَّقِيطِ، كما هو نَصُّ الزَّجّاجِيِّ في أَمالِيه.
وسَقِيطُ السَّحَابِ: البَرَدُ.
والسَّقِيطُ: الجَلِيدُ، طائِيَةٌ، وكلاهُمَا من السُّقوط.
والسَّقِيطُ: ما سَقَطَ من النَّدَى على الأَرْضِ، قال الرّاجِزُ:
ولَيْلَةٍ يا مَيَّ ذاتِ طَلِّ *** ذاتِ سَقِيطٍ ونَدًى مُخْضَلِّ
طَعْمُ السُّرَى فيها كطَعْمِ الخَلِّ
كما في الصّحاحِ. ولكنَّه اسْتَشْهَدَ به على الجَلِيدِ والثَّلْجِ، وقال أَبو بَكْرِ بنُ اللَّبَانَة:
بَكَتْ عند تَوْدِيعِي فما عَلِمَ الرَّكْبُ *** أَذاكَ سَقِيطُ الظِّلِّ أَمْ لُؤْلُؤٌ رَطْبُ
وقال آخر:
واسْقُطْ عَلَيْنَا كسُقُوطِ النَّدَى *** لَيْلَةَ لا نَاهٍ ولا زاجِرُ
ويُقَال: ما أَسْقط كلمةً وما أَسْقَطَ حَرْفًا، وما أَسْقَطَ فِيها؛ أَي في الكَلِمَةِ؛ أَي ما أَخْطَأَ فِيهَا، وكذلِكَ مَا سَقَط به، وهو مَجَازٌ، وقد تَقَدَّم هذا قريبًا.
وأَسْقَطَه، هكذا في أُصولِ القامُوسِ، وهو غَلَطٌ، والصّوابُ: اسْتَسْقَطَهُ، وذلِك إِذا طَلَب سَقَطَه وعالَجَه على أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئَ أَو يَكْذِبَ أَو يَبُوحَ بما عِنْدَه، وهو مَجازٌ، كتَسَقَّطَهُ، وسَيَأْتِي ذلِكَ للمُصَنِّفِ في آخِرِ المادّة.
والسَّوَاقِطُ: الَّذِين يَردُون اليَمَامَةَ لامْتِيَارِ التَّمْرِ، وهو مَجَازٌ، من سَقَطَ إِليه، إِذا أَقْبَلَ عليه.
والسِّقَاطُ ككِتَابٍ: ما يَحْمِلُونَه من التَّمْرِ، وهو مَجَازٌ أَيْضًا، كأَنَّه سُمِّيَ به لكَوْنِه يَسْقُطُ إِليه من الأَقْطارِ.
والسَّاقِطُ: المُتَأَخِّر عن الرِّجَالِ، وهو مَجازٌ.
وسَاقَطَ الشَيْءَ مُساقَطَةً وسِقَاطًا: أَسْقَطَهُ، كما في الصّحاحِ، أَو تَابَعَ إِسْقَاطَه، كما في اللِّسَانِ، وهذا بعَيْنِهِ قد تَقَدَّم في كَلامِ المُصَنِّف، وتَفْسِيرُ الجَوْهَرِيِّ وصاحبِ اللِّسَان وَاحِدٌ، وإِنَّمَا التَّعْبيرُ مختلِفٌ، بل صاحِبُ اللسان جَمَعَ بينَ المَعْنَيَيْنِ فقال: أَسْقَطَه، وتابَعَ إِسْقَاطَه، فهو تَكْرَارٌ محضٌ في كَلامِ المُصَنِّفِ، فتَأَمَّلْ.
ومن المَجَاز: ساقَطَ الفَرَسُ العَدْوَ سِقَاطًا: جاءَ مُسْتَرْخِيًا فيهِ، وفي المَشْيِ، وقِيلَ: السِّقَاطُ في الفَرَس أَن لا يَزَالَ مَنْكُوبًا. ويُقَالُ للفَرَسِ: إِنّه لسَاقِطُ الشَّدِّ، إِذا جاء منه شَيْءٌ بعدَ شيْءٍ، كما فِي الأَسَاسِ. وقال الشاعر:
بِذي مَيْعَةٍ كَأَنَّ أَدْنَى سِقَاطِه *** وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ ثَعْلَبِ
ومن المَجَاز: سَاقَطَ فُلانٌ فُلانًا الحديثَ، إِذا سَقَطَ من كُلٍّ على الآخَرِ. وسِقَاطُ الحَدِيثِ بأَنْ يَتَحَدَّثَ الوَاحِدُ ويُنْصِتَ له الآخَرُ، فإِذا سَكَتَ تَحَدَّثَ الساكِتُ، قال الفَرزدقُ:
إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ كَأَنَّه *** جَنَى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ
قلتُ: وأَصْلُ ذلِكَ قولُ ذِي الرُّمَّة:
ونِلْنَا سِقَاطًا من حَدِيثٍ كَأَنَّهُ *** جَنَى النَّحْلِ مَمْزُوجًا بمَاءِ الوَقَائعِ
ومنه أَخَذ الفرزدقُ وكَذلِكَ البُحْتِريُّ حَيْثُ يَقولُ:
ولَمَّا الْتَقَيْنَا والنَّقَا مَوْعِدٌ لَنَا *** تَعَجَّبَ رائِي الدُّرِّ مِنَّا ولَاقِطُهْ
فمِن لُؤْلُؤٍ تَجْلُوه عِنْدَ ابْتِسَامِها *** ومن لُؤْلُؤٍ عند الحَدِيثِ تُسَاقِطُهْ
وقيل: سِقَاطُ الحَدِيثِ هو: أَنْ يُحَدِّثَهم شَيْئًا بعد شَيْءٍ، كما في الأَساسِ. ومن أَحْسَنِ ما رَأَيْتُ في المُسَاقَطَةِ قولُ شَيْخِنا عبدِ الله بن سلام المُؤَذِّنِ يُخَاطِبُ به المَوْلَى عليَّ بنَ تاجِ الدِّينِ القلعيّ، رَحِمَهُما الله تَعَالَى وهو:
أُساقِطُ دُرًّا إِذْ تَمَسُّ أَنامِلِي *** يَرَاعِي وِعقْيَانًا يَرُوقُ وَمرْجانَا
أُحَلِّي بها تاجَ ابنَ تَاجٍ عَلِيَّنَا *** فلا زَالَ، مَوْلَانَا الأجَلَّ ومَرْجانَا
ورَوْضَا النَّدَى والجُودِ قالا لنا اطْلُبُوا *** جَمِيعَ الَّذِي يُرْجَى فكَفّاهُ مَرْجانَا
والسَّقاطُ، كشَدَّادِ وسَحَابٍ، وعَلَى الأَوّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ: السَّيْفُ يَسْقُطُ من وَرَاءِ الضَّرِيبَةِ ويَقْطَعُهَا حتّى يَجُوزَ إِلى الأَرضِ، وفي الصّحاح: يَقْطَعها، وأَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ:
يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُرَاطِي
أَو يَقْطَعَ الضَّرِيبَةَ، ويَصِلَ إِلى ما بَعْدَها، وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: سَيفٌ سَقّاطٌ هو الَّذِي يَقُدُّ حتَّى يَصِلَ إِلى الأَرْضِ بعدَ أَنْ يَقْطَع، وفي شَرْح الدِّيوَانِ: أَيْ يَجُوزُ الضَّرِيبَةَ فيَسْقُطُ، وهو مجاز.
والسِّقَاطُ، ككِتَابٍ: ما سَقَطَ من النَّخْلِ ومن البُسْرِ، يَجُوزُ أَنْ يكونَ مُفْردًا، كما هو ظاهِرُ صَنِيعِه، أَو جَمْعًا لسَاقِطٍ.
ومن المَجَاز: السِّقَاطُ: العَثْرَةُ والزَّلَّةُ، كالسَّقْطَةِ، بالفَتْح، قال سُوَيْدُ بنُ أَبِي كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ:
كَيْفَ يَرْجُونَ سِقَاطِي بَعْدَمَا *** جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ
وفي العُبَابِ: «لاحَ فِي الرَّأْسِ».
أَو هي جَمْعُ سَقْطَةٍ، يقال: فُلانٌ قليلُ السِّقَاط، كما يُقَال: قليل العِثَارِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ ليَزِيدَ بنِ الجَهْمِ الهِلالِيِّ:
رَجَوْتِ سِقَاطِي واعْتِلالِي ونَبْوَتِي *** وَرَاءَكِ عَنِّي طالِقًا وارْحَلِي غَدَا
أَو هُمَا بمَعْنًى وَاحِد، فإِنْ كَانَ مُفْرَدًا فهو مَصْدَرُ سَاقَطَ الرَّجُلُ سِقَاطًا، إِذا لم يَلْحَقْ مَلْحَقَ الكِرَامِ.
ومَسْقَط، كمَقْعَدٍ: د، على ساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ، ممّا يَلِي بَرَّ اليَمَنِ. يُقَال: هو مُعَرَّبُ مَشْكَت.
ومَسْقَط: رُسْتاقُ بسَاحِلِ بَحْر الخَزَرِ، كما في العُبَابِ. قلتُ: هي مَدِينَةٌ بالقُرْبِ من بابِ الأَبْواب، بَنَاهَا أَنُوشَرْوانَ بنُ قُبَاذَ بنِ فَيْرُوزَ المَلِكُ.
ومسْقَطُ الرَّمْلِ: وَادٍ بينَ البَصْرَةِ والنِّبَاجِ، وهو في طَرِيق البَصْرَة.
ومن المجَاز: تَسَقَّطَ الخَبَرَ وتَبَقَّطَه: أَخَذَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، رَوَاه أَبُو تُرَابٍ عن أَبِي المِقْدَام السُلَمِيِّ.
ومن المَجَازِ: تَسَقَّطَ فُلَانًا: طَلَبَ سَقَطَه، كما في الصّحاحِ، زاد في اللِّسانِ وعَالَجَهُ على أَنْ يَسْقُطَ، وأَنَشَدَ الجوْهَريُّ لجَرِيرٍ:
ولقد تَسَقَّطَنِي الوُشاةُ فصَادَفُوا *** حَصِرًا بِسِرِّك يا أُمَيْمَ ضَنِينَا
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
السَّقْطَةُ بالفَتْحِ: الوَقْعَةُ الشَّدِيدَةُ.
وسَقَطَ على ضَالَّتِه: عَثَرَ على مَوْضِعها، ووَقَع عليها، كما يَقَعُ الطّائرُ على وَكْره، وهو مَجازٌ.
ومِنْ أَقْوَالِه صلى الله عليهوسلم للحارِثِ بنِ حَسّان حينَ سَأَلَه عن شَيْءٍ: «علَى الخَبِيرِ سَقَطْتَ» أَي على العارِفِ وَقَعْتَ، وهو مَثَلٌ سائرٌ للعَرَب.
وتَسَاقَطَ على الشَّيْءِ: أَلْقَى نَفْسَه عليه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وأَسْقَطَه هو، ويُقَال: تَسَاقَطَ على الرَّجُل يَقِيه نَفْسَه.
وهذا مَسْقِطُ السَّوْطِ: حيثُ يَقَع، ومَسَاقِطُ الغَيْثِ: مَوَاقِعُه. ويُقال: أَنا في مَسْقِطِ النَّجْمِ؛ أَي حَيْثُ سَقَط.
نقلَه الجَوْهريُّ.
ومَسْقِطُ كُلِّ شيْءٍ؛ مُنْقَطَعُه، وأَنْشَد الأَصْمَعِيُّ:
وَمَنْهَلٍ من الفَلَا في أَوْسَطِهْ *** مِنْ ذا وهذاكَ وذَا في مَسْقِطِه.
وسَقَطَ الرَّجُلُ: إِذا وَقَعَ اسْمُه من الدِّيوانِ. وقد أَسْقَطَ الفارِضُ اسْمَه، وهُو مَجاز.
والسَّقِيطُ: الثَّلْجُ، نَقَلَه الجَوْهَريّ، ويُقَال: أَصْبحَت الأَرْضُ مُبْيَضَّةً من السَّقِيطِ، وقيل: هو الجَلِيدُ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنّفُ.
ومن أَمْثَالِهِمْ.
سَقَطَ العَشاءُ به عَلَى سِرْحَانِ
يُضْرَب للرَّجُلِ يَبْغِي البُغْيَةَ فيَقَع في أَمْرٍ يُهْلِكُه، وهو مَجَاز.
وأَسْقَاطُ الناسِ أَوْبَاشُهم، عن اللِّحْيَانيّ، وهو مَجاز.
ويُقَال: في الدَّارِ أَسْقَاطٌ [مِن النَّاسِ] وأَلْقَاطٌ. وقال النابِغَةُ الجَعْديّ.
إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ في ظُلُلَاتِهَا *** سَوَاقِطُ من حَرٍّ، وقد كان أَظْهَرَا
من سَقَطَ، إِذا نَزَل ولَزِمَ مَوْضِعَه، ويُقَال: سَقَطَ فلانٌ مَغْشِيًّا عليه.
وأَسْقَطُوا له بالكَلام، إِذا سَبُّوه بسَقَطِ الكَلَامِ ورديئِهِ، وهُوَ مَجَاز.
والسَّقْطَةُ: العَثْرَةُ والزَّلَّة، يُقَال: لا يَخْلُو أَحَدٌ من سَقْطَةٍ، وفلانٌ يَتَتَبَّع السَّقَطَاتِ ويَعُدُّ الفَرَطَات، والكامِلُ من عُدَّت سَقَطاتُه، وهو مَجَازٌ، وكذلِك السَّقَط بغَيْرِ هاءٍ، ومنه قولُ بعضِ الغُزاةِ في أَبْيَاتٍ كَتَبَهَا لسيِّدِنا عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه:
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيْمٍ *** مُعِيدًا يَبْتَغِي سَقَطَ العَذَارَى
أَي: عَثرَاتِهَا وزَلاّتِهَا. والعَذَارَى: جمع عَذْراءَ. وقد تَقَدَّم ذِكرٌ لبَقِيَّةِ هذه الأَبْيَاتِ.
وساقَطَ الرَّجُلُ سِقَاطًا، إِذا لم يَلْحَقْ مَلْحَقَ الكِرَامِ، وهو مَجازٌ.
وسَقَطَ في يَدِه، مَبْنِيًّا للفاعلِ، مثل سُقِطَ بالضَّمِّ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَشِ، قال: وبه قَرَأَ بعضُهُم ولَمَّا سَقَطَ في أَيدِيهم كما تَقُولُ لمَنْ يَحْصُلُ على شَيْءٍ، وإِن كان مِمّا لا يَكُونُ في اليَدِ: قد حَصَلَ في يَدِه مِنْ هذا مَكْرُوهٌ، فشُبِّه ما يَحْصُلُ في القَلْب وفي النَّفْس بما يَحْصُلُ في اليَدِ، ويُرَى في العَيْن، وهو مَجازٌ أَيْضًا. وقولُ الشّاعرِ أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيِّ:
ويَوْمٌ تَسَاقَطُ لَذَّاتُه *** كنَجْمِ الثُرَيَّا وأَمْطَارِهَا
أَي تَأْتِي لَذّاتُه شَيْئًا بعدَ شَيْءٍ، أَرادَ أَنَّه كَثِيرُ اللَّذَاتِ.
والسّاقِطَةُ: اللَّئِيمُ في حَسَبِه ونَفْسِه، وقَوْمٌ سَقْطَى، بالفَتْحِ، وسُقّاطٌ، كرُمّانٍ، نقله الجَوْهَرِيُّ. ومنه قَوْلُ صَرِيعِ الدِّلاءِ:
قد دُفِعْنَا إِلى زَمانٍ خَسِيسٍ *** بينَ قَوْمٍ أَراذِلٍ سُقَّاطِ
وفي التَّهْذِيبِ: وجمعُه السَّوَاقِطُ، وأَنْشَدَ:
نَحْنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّوَاقِطُ
ويُقَال للمَرْأَةِ الدَّنِيَّةِ الحمقاءِ: سَقِيطَةٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وسَقَطُ النّاسِ: أَراذِلُهُم وأَدْوَانُهم، ومنه حَدِيثُ النّارِ: «ما لِي لا يَدْخُلُني إِلاّ ضُعفَاءُ النّاسِ وسَقَطُهم».
ويُقَال للفَرَس إِذا سَابَقَ الخَيْلَ: قد سَاقَطَهَا. وهو مَجازٌ، ومنه قَوْلُ الرّاجِزِ:
ساقَطَهَا بنَفَسٍ مُرِيحِ *** عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ
وهَذَّ تَقْرِيبًا مَعَ التَّجْلِيحِ
وقال العَجّاجُ يَصِفُ الثَّوْرَ:
كَأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْبَاطِ *** بَيْنَ حَوَامِي هَيْدَبٍ سُقّاطِ
أَي نَوَاحِي شَجَرٍ مُلْتَفِّ الهَدَبِ، والسُّقّاطُ: جمع السّاقِطِ، وهو المُتَدَلِّي.
وسِقَاطَا اللَّيْلِ، بالكَسْرِ: نَاحِيَتَا ظَلامِه، وهو مَجَازٌ.
وكذلِك سِقْطَاه، وبه فُسِّرَ قولُ الرّاعِي، أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ:
حَتَّى إِذا ما أَضَاءَ الصُّبْحُ وانْبَعَثَتْ *** عَنْهُ نَعَامَةُ ذِي سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ
قال: فإِنَّه عَنَى بالنَّعامَةِ سَوَادَ اللَّيْلِ، وسِقْطَاه: أَوَّلُه وآخِرُه، وهو عَلَى الاسْتِعَارَةِ، يَقُولُ: إِنَّ اللَّيْلَ ذا السِّقْطَيْن مَضَى، وصَدَقَ الصُّبْحُ، وقال الأَزْهَرِيُّ: أَرادَ نَعَامَةَ لَيْلٍ ذِي سِقْطَيْنِ.
وفَرَسٌ رَيِّثُ السِّقَاطِ، إِذا كان بَطِيءَ العَدْوِ، قال العَجّاجُ يَصِفُ فرسًا:
جافِي الأَيادِيمِ بلَا اخْتِلاطِ *** وبالدِّهَاسِ رَيِّث السِّقاطِ
والسَّواقِط: صِغَارُ الجِبَالِ المُنْخَفِضَةِ الّلاطِئَةِ بِالأَرْضِ.
وفي حَدِيثِ [سَعْدٍ]: «كَانَ يُسَاقِطُ في ذلِك عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليهوسلم»؛ أَي يَرْوِيه عَنْهُ في خِلالِ كَلامِهِ، كأَنَّهُ يَمْزُجُ حَدِيثَه بالحَدِيث عنْ رَسُولِ الله صلى الله عليهوسلم.
والسَّقِيطُ: الفَخَّارُ، كذَا ذَكَرَه بعضُهم، أَو الصَّوابُ بالشِّينِ المُعْجَمة، كما سيأْتِي.
ويُقَال: رَدَّ الخَيّاطُ السُّقَاطَاتِ.
وفي المَثَل: «لكُلِّ سَاقِطَةٍ لَاقِطَةٌ»؛ أَي لكُلِّ كَلِمَةٍ سَقَطَت من فَمِ النّاطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها فتَلْقُطُها فتُذِيعُها، يُضْرَب في حِفْظِ اللِّسَانِ.
ويُقَال: سَقَطَ فلانٌ من مَنْزِلَتِه، وأَسْقَطَه السُلْطَانُ.
وهو مَسْقُوطٌ في يَدِه، وسَاقِطٌ في يَدِه: نادِمٌ ذَلِيل.
وسَقَط النَّجْمُ والقَمَرُ: غابَا.
والسَّواقِطُ والسُّقَّاط: اللُّؤَماءُ. وسَقَط فلانٌ من عَيْنِي.
وأَتى وهو مِنْ سُقَّاط الجُنْدِ: مِمّن لا يُعْتَدّ به.
وتَسَاقَطَ إِليَّ خَبَرُ فُلانٍ وكُلّ ذلِكَ مَجَازٌ.
وقَوْمٌ سِقَاطٌ، بالكَسْرِ: جَمْعُ سَاقِطٍ كنائمٍ ونِيَامٍ، وسَقِيط وسِقَاط كطَوِيلٍ وطِوَالٍ، وبه يُرْوَى قولُ المتنخّل:
إِذا ما الحَرْجَفُ النَّكْبَاءُ تَرْمِي *** بُيُوتَ الحَيِّ بالوَرَقِ السِّقَاطِ
ويروى: «السُّقَاط، بالضَّمِّ: جمع سُقَاطَةٍ، وقد تَقَدَّم.
وسَاقِطَةُ: مَوضِعٌ.
ويُقَال: هو سَاقِطَةُ النَّعْلِ.
وفي الحَدِيثِ: «مَرٌّ بتَمْرَةٍ مَسْقُوطَةٍ» قيل: أَراد ساقِطَة، وقِيلَ: على النَّسَبِ؛ أَي ذاتِ سُقوطٍ، ويُمْكن أَنْ يَكُونَ من الإِسْقَاطِ مثل: أَحَمَّه الله فهو مَحْمُومٌ.
والسَّقَطُ، محرّكةً: ما تُهُووِنَ به من الدّابَّةِ بعد ذَبْحِها، كالقَوَائمِ، والكَرِشِ، والكَبِد، وما أَشْبَهَها، والجَمْعُ أَسْقَاطٌ.
وبائعُه: أَسْقَاطِيٌّ، كأَنْصَارِيٍّ وأَنْماطيٌّ. وقد نُسِبَ هكذا شيخُ مشايِخِنا العَلامّةُ المُحَدِّثُ المُقْرِئُ الشِّهَاب أَحْمَد الأَسْقَاطِيّ الحَنَفِيّ.
وسُقَيْط، كزُبَيْرٍ: لَقَبُ الإِمام شِهَاب الدّين أَحمد بن المَشْتُولِيّ، وفيه أُلّفَ غُرَرُ الأَسْفاط في عُرَرِ الأَسْقاط، وهي رسالة صغيرة متضمنّة على نَوَادِرَ وفرائد، وهي عندي.
وسُقَيْطٌ أَيضًا: لَقَبُ الحُطَيْئَةِ الشّاعرِ، وفيه يَقُول مُنْتَصِرًا له بعضُ الشُّعَرَاءِ، ومُجَاوِبًا مَنْ سَمّاه سُقَيْطا فإِنَّه كان قَصِيرًا جِدًّا:
ومِا سُقَيْطٌ وإِنْ يَمْسَسْكَ وَاصِبُه *** إِلاّ سُقَيْطٌ على الأَزْبَابِ والفُرُجِ
وهو أَيْضًا: لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرو، مَمْدُوحِ أَبِي عَبْدِ الله بن حَجَّاجٍ الشّاعِر، وكان لا بُدَّ في كُلِّ قَصِيدَةٍ أَنْ يَذْكُرَ لَقَبَه فمن ذلِكَ أَبْيَاتٌ:
فاسْتَمِعْ يا سُقَيْطُ أَشْهَى وأَحْلَى *** مِنْ سَماعِ الأَرْمالِ والأَهْزاجِ
وقوله:
مَدَحْتُ سُقَيْطًا بمِثْلِ العَرُوسِ *** مُوَشَّحَةً بالمَعَانِي المِلَاحِ
والسَّقِيط، كأَمِيرٍ: الجَرْوُ.
ومن أَقْوَالهم: مَن ضَارَعَ أَطْوَلَ رَوْقٍ منه سَقَطَ الشَّغْزَبِيَّة.
وسَقَطَ الرَّجُلُ: ماتَ، وهو مَجَازٌ.
ومن أَقْوَالهم: إِذا صَحَّت المَوَدَّةُ سَقَطَ شَرْطُ الأَدَبِ والتَّكْلِيف.
والسَّقِيطُ: الدُّرُّ المُتَنَاثِرُ، ومنه قولُ الشّاعِر:
كَلَّمَتْنِي فقُلْتُ دُرًّا سَقِيطًا *** فتأَمَّلْتُ عِقْدَها هل تَنَاثَرْ
فازْدَهَاهَا تَبَسُّمٌ فأَرَتْنِي *** عِقْدَ دُرٍّ من التَّبَسُّمِ آخَرْ
والسُّقّاطَةُ، كرُمّانَةٍ: ما يُوضَع على أَعْلَى البابِ تَسْقُط عليه فيَنْقَفِل.
وأَبو عَمْرٍو عُثْمَانُ بن محمَّد بن بِشْر بن سَنَقَةَ السَّقَطِيّ، عن إِبراهِيم الحَرْبِيّ وغيرِهِ، مات سنة 356.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
29-تاج العروس (وقف)
[وقف]: الوَقْفُ: سِوارٌ مِنْ عاجٍ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وقالَ الكُمَيْتُ يصِفُ ثَوْرًا:ثُمَّ اسْتَمَرَّ كوَقْفِ العاجِ مُنْكَفِتًا *** يَرْمِي به الحَدَبَ اللَّمّاعَةَ الحَدَبُ
هكذا أَنشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ والصّاغانِيُّ، وقِيلَ: هو السِّوارُ ما كانَ، والجَمعُ وُقُوفٌ، وقِيلَ: المَسَكُ إذا كانَ من عاجٍ فهو وَقْفٌ، وإذا كانَ من ذَبْلٍ فهو مَسَكٌ، وهو كَهيْئَةِ السِّوار.
والوَقْفُ: قرية، بالحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ أي: من أَعْمالِها بالعِراقِ.
وأَيضًا: قريةٌ أُخْرى بالخالِصِ شَرْقِيَّ بَغْدادَ بينَهُما دُونَ فَرْسَخٍ.
ووَقْفٌ: موضع، بِبلادِ بَنِي عامِرٍ قال لَبِيدٌ ـ رضي الله عنه ـ:
لِهنْدٍ بأَعْلَى ذِي الأَغَرِّ رُسُومُ *** إلى أُحُدٍ كأَنَّهُنَّ وُشُوُم
فوَقْفٍ فسُلِّيٍّ فأَكْنافِ ضَلْفَعٍ *** تَرَبَّعُ فيه تارةً وتُقِيمُ
وقال اللَّيْثُ: الوَقْفُ من التُّرْسِ: ما يَسْتَدِيرُ بحافَتِه مِنْ قَرْنٍ أو حَدِيدٍ وشِبهِه.
ووَقَفَ [يَقِفُ] * بالمَكانِ وَقْفًا، ووُقُوفًا فهو واقِفٌ: دامَ قائِمًا وكذا وَقَفَتِ الدّابَّةُ.
وَالوُقُوفُ: خِلافُ الجُلُوسِ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:
قِفا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيب ومَنْزِلِ *** بِسَقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ
ووَقَفْتُه أَنا وكَذا وَقَفْتُها وَقْفًا: فَعَلْتُ بِهِ ما وَقَفَ أَو جَعَلْتُها تَقِفُ، يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى، قال الله تَعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ} وقال ذُو الرُّمَّةِ:
وقَفْتُ عَلَى رَبْعٍ لمَيَّةَ ناقَتِي *** فما زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وأُخاطِبُه
كوَقَّفْتُه تَوْقِيفًا، وأَوْقَفْتُه إِيقافًا، قال شَيْخُنا: أَنْكَرَهما الجَماهِيرُ وقالُوا: غيرُ مَسْمُوعَيْنِ، وقيل: غيرُ فَصِيحَيْنِ.
قلتُ: وفي العَيْنِ: الوَقْفُ: مصدرُ قولِكَ وَقفْتُ الدّابَّةَ، وَوَقَفْتُ الكلمَةَ وَقْفًا، وهذا مُجاوزٌ، فإِذا كان لازِمًا قلتَ: وَقَفْتُ وُقُوفًا، وإذا وَقَفْتَ الرَّجُلَ على كَلِمَةٍ قلتَ: وَقَّفْتُه تَوْقِيفًا. انْتَهى.
وَيُقال: أَوْقَفَ في الدَّوابِّ والأَرَضِينَ وغيرِها لُغَةٌ ردِيئَةٌ.
وَفي الصِّحاحِ: حَكَى أَبو عُبَيْدٍ ـ في المُصَنَّفِ ـ عن الأَصْمَعِيِّ واليَزيدِي أَنّهما ذَكَرا عن أَبِي عَمْرٍو بنِ العَلاءِ أَنَّه قال: لو مَرَرْتُ برَجُلٍ واقِفٍ، فقُلْتُ له: ما أَوْقَفَكَ هاهُنا؟ لرَأَيْتُه حَسَنًا، وحَكَى ابنُ السِّكِّيتِ عن الكِسائِيِّ: ما أَوْقَفَكَ هاهُنا؟ وأيُّ شَيْءٍ أَوْقَفَكَ هاهُنا؟: أيْ: أيُّ شَيْءٍ صَيَّرَكَ إلى الوُقُوفِ، قال ابنُ بَرِّيّ: ومِمّا جاءَ شاهِدًا على أَوْقَفَ الدّابَّةَ قولُ الشّاعِرِ:
وَقَوْلُها والرِّكابُ مُوقَفَةٌ *** أَقِمْ علينا أَخِي فَلَم أُقِمِ
ومن المجاز: وقَفَ القِدْرَ بالمِيقافِ وَقْفًا: أَدامها وسكَّنَها أي: أَدامَ غَلَيانَها، وهو أَنْ ينْضَحَها بماءٍ بارِدٍ أَو نَحْوِه؛ ليُسكِّنَ غَلَيانَها، والإِدامةُ والتَّدْوِيمُ: تَرْكُ القِدْرِ على الأَثافيِّ بعد الفَراغِ.
ووقَفَ النَّصْرانِيُّ وِقِّيفى، كخِلِّيفَى: خَدَمَ البِيعةَ ومنهالحدِيثُ في كِتابِه لأهْلِ نَجْرانَ: «وأَنْ لا يُغَيِّرَ واقِفٌ مِنْ وِقِّيفاهُ» الواقِفُ: خادِمُ البِيعَةِ؛ لأَنَّه وقَفَ نَفْسَه على خِدْمتِها، والوِقِّيفَى: الخِدْمةُ، وهي مصْدرٌ.
ومن المجازِ: وقَفَ فُلانًا علَى ذَنْبِه وسُوءِ صنِيعِه: إذا أَطْلَعه عليهِ، وأعْلَمهُ به.
ووقَفَ الدَّارَ على المساكِينِ، كما في العُبابِ، وفي الصِّحاحِ للمِساكِينِ: إذا حَبَّسه هكذا في سائِر النُّسخِ وَالصّوابُ حَبَّسها؛ لأَنَّ الدّار مُؤَنَّثَةٌ اتِّفاقًا، وإِن صحَّ ذلِك بالتَّأْوِيلِ بالمكانِ أو الموْضِعِ أو المسْكَنِ، ونحو ذلكَ، فلا داعِيَ إِليهِ، قالَهُ شيخُنا كأَوْقَفَهُ بالأَلِفِ، والصوابُ كأَوْقَفَها كما في الصِّحاحِ، قال الجوْهرِيُّ: وهذِه لُغَةٌ ردِيئَةٌ وفي اللِّسانِ: تَقولُ: وقَفْتُ الشّيْءَ أَقِفُه وَقْفًا، ولا يُقالُ فيه: أَوْقَفْتُ، إلّا على لُغَةٍ ردِيئَةٍ.
والمَوْقِفُ كمَجْلِسٍ: مَحَلُّ الوُقُوفِ حيْثُ كانَ، كما في الصِّحاحِ.
والموْقِفُ: محلَّةٌ بمِصْر كما في التَّكْمِلَةِ، وفي العِبابِ بالبصْرَةِ، وهو غَلَطٌ، وقد نُسِب إِليها أَبو جرِيرٍ الموْقِفيُّ المِصْرِيُّ، يرْوِي عن مُحمَّدِ بنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ، وعنه عبْدُ الله بنُ وَهْبِ، مُنْكَرُ الحديثِ.
والموْقِفانِ من الفَرسِ: الهَزْمتانِ في كَشْحَيْهِ كما في الصِّحاحِ أَو هُما، نُقْرتا الخاصِرةِ علَى رَأْسِ الكُلْيةِ قالَه أَبو عُبيْدٍ، يُقال: فَرسٌ شَدِيدُ المَوْقِفَيْنِ، كما يُقال: شَدِيدُ الجنْبيْن، وحَبِطُ المَوْقِفَيْنِ، قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضي الله عنه يصِفُ فَرسًا:
فَلِيقُ النَّسا حَبِطُ المَوْقِفَيْنِ *** يسْتَنُّ كالصَّدَعِ الأَشْعبِ
وَقِيلَ: مَوْقِفُ الفَرَسِ: ما دخَلَ في وسَطِ الشّاكِلَةِ.
وَقِيلَ: هو ما أَشْرفَ من صُلْبِه على خاصِرَتِه. ومن المجازِ: امْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَوْقِفَيْنِ؛ أي: الوَجْهِ وَالقَدَمِ عن يَعْقُوبَ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو العَيْنَيْنِ واليَدَيْنِ، وَما لا بُدَّ لها مِنْ إِظْهارِه نقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَيْضًا، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: لأَنَّ الأَبْصارَ تَقِفُ عليهِمَا؛ لأَنَّهما مما تُظْهِرُه من زِينَتِها.
وقال أَبو عَمْرٍو: المَوْقِفانِ: هما عِرْقانِ مُكْتَنِفا القُحْقُحِ، إذا تَشَنَّجا لم يَقُمِ الإِنْسانُ، وإذا قُطِعا ماتَ كما في العُبابِ.
وواقِفٌ: بَطْنٌ من الأَنْصارِ من بَنِي سالِمِ بنِ مالِكِ بنِ أَوْسٍ، كما في الصِّحاحِ، ووقَعَ في المُحْكَمِ: بَطْنٌ من أَوْسِ الّلاتِ، وكأَنّه وَهَمٌ، وقالَ ابنُ الكَلْبَى في جَمْهَرَةِ نَسَب الأَوْسِ: إِنّ واقِفًا: لَقَبُ مالِكِ بنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بن مالِكِ بنِ الأَوْسِ، وهُو أَبُو بَطْنٍ من الأَنْصارِ، مِنْهُم هِلالُ ابنُ أُمَيَّةَ بنِ عامرٍ الأَنْصارِيُّ الواقِفيُّ رضي الله عنه، وهو أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا، ثُمَّ تِيبَ عَلَيْهِمْ والآخَرانِ: كَعْبُ بنُ مالِكٍ، ومُرَارةُ بنُ الرَّبِيعِ، وضابِطُ أَسْمائِهم مَكّة، وَكانَ هِلالٌ بَدْرِيًّا فيما صَحّ في البُخارِيّ، وكان يَكْسِرُ أَصنامَ بَنِي واقِفٍ، وكانَ معه رايَةُ قومِه يومَ الفَتْح.
وذُو الوُقُوفِ بالضمِّ: فَرَسُ نَهْشَلِ بنِ دَارِمٍ هكذا في: سائِرِ النُّسَخَ وفي كتابِ الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيِّ: لرَجُلٍ من بَنِي نَهْشَلٍ، وفي التَّكْمِلَة: فَرَسُ صَخْرِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ، وَهو الصّوابُ، قال بنُ الكَلْبِيِّ: ولَهُ يَقولُ الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ:
خالِي ابنُ فارِسِ ذِي الوُقُوفِ مُطَلِّقٌ *** وَأَبِي أَبُو أَسْماءَ عَبْدُ الأَسْوَدِ
نَقَمَتْ بَنُو صَخْرٍ عليَّ وجَنْدَلٌ *** نَسَبٌ لعَمْرُ أَبِيكَ ليسَ بقُعْدُدِ
والوَقّافُ، كشَدّادٍ: المُتَأَنِّي في الأُمورِ الذي لا يَسْتَعْجِلُ، وهو فَعّالٌ من الوُقُوفِ، ومنه حدِيثُ الحَسَنِ: «إنَّ المُؤْمِنَ وَقّافٌ مُتَأَنٍّ، وليسَ كَحاطِبِ اللَّيْلِ» ومنه قولُ الشّاعِر:
وَقَدْ وَقَّفَتْنِي بينَ شَكٍّ وشُبْهَةٍ *** وَما كُنتُ وقّافًا على الشُّبُهاتِ
ويُقالُ: الوَقّافُ: المُحْجِمُ عن القِتالِ كأَنَّه يَقِفُ نَفْسَه عنه ويَعُوقُها، كأَنَّه جَبانٌ، قال:
فَتَّى غيرُ وَقّافٍ وليسَ بزُمَّلِ
وَقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
فإِنْ يَكُ عَبْدُ الله خَلَّى مَكانَه *** فما كانَ وَقّافًا ولا طائِشَ اليَدِ
والوَقّافُ: شاعِرٌ عُقَيْلِيٌّ.
وقال ابنُ عَبّادٍ: كُلُّ عَقَبٍ لُفَّ على القوسِ: وَقْفَةٌ، وَعلى الكُلْيَةِ العُلْيا وَقْفَتانِ وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: وُقُوفُ القَوْسِ: أَوْتارُها المَشْدُودَةُ في يَدِها ورِجْلِها.
وقال اللِّحْيانِيُّ: المِيقَفُ، والمِيقافُ كمِنْبِرٍ ومِحْرابٍ: عُودٌ يُحَرَّكُ به القِدْرُ، ويُسَكَّنُ بِهِ غَلَيانُها قال: وهو المِدْوَمُ وَالمِدْوامُ أَيضًا، قال: والإِدامَةُ: تَرْكُ القِدْرِ على الأَثافيِّ بعدَ الفَراغِ.
قال الجَوْهرِيُّ: والوَقِيفَةُ كسَفِينَةٍ: الوَعِلُ تُلْجِئُه قال ابنُ بَرِّي: صَوابُه: الأُرْوِيَّةُ تُلْجِئُها الكِلابُ إِلَى صخْرِّةٍ لا مخْلَص لها مِنه فلا يُمْكِنُه أَنْ يَنْزِلَ حتَّى يُصادَ قال:
فلا تَحْسبَنِّي شَحْمةً من وقِيفَةٍ *** مُطَرَّدَةٍ مما تَصِيدُكَ سَلْفَعُ
قلتُ: هكَذا أَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ فارِسٍ، وأَنشَده ابنُ السِّكِّيتِ في كِتابِ «معانِي الشِّعْر» من تأَلِيفِه: «وقِيفَةٍ تَسَرَّطُها مما تَصِيدُكَ» وسلْفَعُ: اسمُ كَلْبةٍ، وقيل: الوقِيفَةُ: الطَّرِيدَةُ إذا أَعْيَتْ من مُطارَدَةِ الكِلابِ.
وأَوْقَفَ: سكَتَ نَقَلَه الجَوْهريُّ عن أَبِي عَمْرٍو، ونَصُّه: كَلَّمْتَهم ثم أَوْقَفْتُ؛ أي: سكَتُّ، وكل شَيْءٍ تُمْسِكُ عنهُ تقولُ فيه: أَوْقَفْتُ.
وأَوْقَفَ عنهُ أي: عن الأَمْرِ الذي كانَ فِيه: أَمْسَكَ وَأَقْلَعَ وأَنْشَد الجوهرِيُّ للطَّرِمّاحِ:
جامِحًا في غَوايَتِي ثُمَّ أَوْقَفْ *** تُ رِضًا بالتُّقَى، وذُو البِرِّ راضِي
وليسَ في فَصِيحِ الكَلامِ أَوْقَفَ إلّا لِهذَا المَعْنَى ونَصُّ الجَوْهَريِّ: وليس في الكَلامِ «أَوْقَفْت» إِلا حَرْفٌ واحِدٌ.
قلتُ: ولا يَرِدُ عَلَيه ما ذَكَرَه أَوّلًا مِن أَوْقَفَه بمعنى أَقامَهُ؛ فإِنَّه مُخَرَّجٌ على قولِ من قالَ وَقَفَ وأَوْقَفَ سَواءٌ، وهو يَذْكُرُ الفَصِيحَ وغيرَ الفَصيحِ، جَمْعًا للشَّواردِ، كما هو عادَتُه.
ووَقَّفَها تَوْقِيفًا فهِيَ مُوَقَّفَةٌ: جَعَلَ في يَدَيْها الوَقْفَ أي: السِّوار، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
ووَقَّفَت المَرْأَةُ يَدَيْهَا بالحِنّاءِ تَوْقِيفًا: نَقَطَتْهُما نَقْطًا.
والمُوَقَّفُ كمُعَظَّمٍ من الخَيْلِ: الأَبْرَشُ أَعْلَى الأُذُنَيْنِ، كأَنَّهُما مَنْقُوشَتانِ ببَياضٍ، ولَوْنُ سائِرِه ما كانَ كما في العُبابِ واللِّسانِ.
وقال اللِّحْيانِيُّ: المُوَقَّفُ من الحُمُرِ: ما كُوِيَتْ ذِراعاهُ كَيًّا مُسْتَدِيرًا وأَنشَدَ:
كوَيْنا خَشْرَمًا في الرَّأْسِ عَشْرًا *** وَوَقَّفْنَا هُدَيْبَةَ إِذْ أَتانَا
ومِنَ الأَرْوَى والثِّيرانِ: ما في يَدَيْهِ حُمْرَةٌ تُخالِفُ سائِرَهُ وَفي نُسَخٍ: تُخالِفُ لَوْنَ سائِرِه.
وَفي اللِّسانِ: التَّوْقِيفُ: البَياضُ مع السَّوادِ، ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ تَوْقِيفًا، وهو شِيَتُها، ودابَّةٌ مُوَقَّفَةٌ: في قَوائِمِها خُطُوطٌ سُودٌ، قال الشَّمّاخُ:
وَما أَرْوَى وإِنْ كَرُمَتْ عَلَيْنَا *** بأَدْنَى مِنْ مُوَقَّفَةٍ حَرُونِ
أَراد بالمُوَقَّفَةِ أُرْوِيَّةً في يَدَيْها حُمْرَةٌ تخالِفُ لونَ سائِرِ جَسَدِها، ويُقالُ أَيضًا: ثَوْرٌ مُوَقَّفٌ، قال العَجّاجُ:
كأَنَّ تَحْتِي ناشِطًا مُجَأّفَا *** مُذَرَّعًا بوَشْيِه مُوَقَّفَا
وَاسْتَعْمَلَ أَبُو ذُؤَيْبٍ التَّوْقِيفَ في العُقابِ، فقَالَ:
مُوَقَّفَةُ القَوادِمِ والذُّنابَى *** كأَنَّ سَراتَها اللَّبَنُ الحَلِيبُ
وقالَ اللَّيْثُ: التَّوْقِيفُ في قَوائِمِ الدّابَّةِ وبَقَرِ الوَحْشِ: خُطُوطٌ سُودٌ.
والمُوَقَّفُ مِنّا: هو المُجَرَّبُ المُحَنَّكُ الذي أَصابَتْه البَلايَا، قالَه اللِحْيانِيُّ، ونقَله ابن عَبّادٍ أَيضًا.
والمُوَقَّفُ: من القِداحِ: ما يُفاضُ بِهِ في المَيْسِرِ عن ابن عَبّادٍ.
وقال ابنُ شُمَيْلٍ: التَّوْقِيفُ أَنْ يُوَقِّفَ الرَّجُلُ على طائِفِ هكذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ طائِفَيْ قَوْسِه بمَضائِغَ مِنْ عَقَبٍ قد جَعَلَهُنَ في غِراءٍ من دِماءِ الظِّباءِ فيَجِئْنَ سودا، ثمَّ يُغْلى على الغِراءِ بِصَدَإِ اطرَافِ النَّبْلِ، فيجيءُ أَسْوَدَ لازِقًا، لا يَنْقطِعُ أَبَدًا.
والتّوْقِيفُ: أَنْ يُجْعَلَ للفَرَسِ هكَذا في النُّسَخِ، وَصوابُه: للتُّرْسِ وَقْفًا وقد ذُكِرَ مَعْناه، كما في العُبابِ.
والتَّوْقِيفُ: أَنْ يُصْلِحَ السَّرْجَ ويَجْعَله واقِيًا لا يَعْقِرُ نقَلَه الصّاغانِيُّ.
وقال أَبو زَيْدٍ: التَّوْقِيفُ في الحَدِيثِ: تَبْيِينُه وقد وَقَّفْتُه وَبَيَّنْتُه، كلاهُما بمَعْنًى، وهو مَجازٌ.
والتَّوْقِيفُ في الشَّرْع كالنَّصِّ نقله الجَوْهَرِيُّ.
قال: والتَّوْقِيفُ في الحَجِّ: وُقُوُفُ النّاسِ في المَواقِفِ وَفي الصِّحاحِ: بالمَواقِفِ.
والتَّوْقِيفُ في الجَيْشِ: أَن يَقِفَ واحِدٌ بَعْدَ واحِدٍ وبه فُسِّرَ قولُ جَمِيلِ بنِ مَعمرٍ العُذْرِيِّ:
تَرَى النّاسَ ما سِرْنَا يَسِيرُونَ حَوْلَنا *** وَإِنْ نَحْنُ أَوْمَأْنَا إِلَى النّاسِ وَقَّفُوا
يُقالُ: إِنّ الفَرَزْدَقَ أَخَذَ منه هذا البَيْتَ، وقالَ: أَنَا أَحَقُّ بهِ منكَ، مَتَى كانَ المُلْكُ في عُذْرَةَ؟ إِنَّما هَذَا لمُضَرَ. والتَّوْقِيفُ: سِمَةٌ في القِداحِ تُجْعَلُ عَلَيه، قاله ابنُ عَبّادٍ.
والتَّوْقِيفُ: قَطْعُ مَوْضِعِ الوَقْفِ، أي: السِّوارِ من الدَّابَّةِ، هكَذا في سائِرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ «بياضُ مَوْضِعِ السِّوارِ، كما هو نَصُّ أَبي عُبَيْدٍ في المُصَنِّفِ، قال: إذا أَصابَ الأَوْظِفَةَ بَياضٌ في مَوْضِعِ الوَقْفِ، ولَم يَعْدُها إلى أَسفَلَ ولا فَوْقَ فذلِكَ التَّوْقِيفُ، ويُقالُ: فَرَسٌ مُوَقَّفٌ، ونَقَله الصّاغانِيُّ أَيْضًا، هكَذا فتأَمّل ذلِك.
والتَّوَقُّفُ في الشَّيْءِ، كالتَّلَوُّمِ فيه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: التَّوَقُّفُ عليه هو التَّثَبُّتُ يُقال: تَوَقَّفتُ على هذا الأَمْرِ: إذا تَلَبَّثْتَ، وهو مَجازٌ، ومنه تَوَقَّفَ على جَوابِ كلامِهِ.
قال: والوِقافُ، بالكَسْر، والمُواقفةُ: أَنْ تَقِفَ مَعَه، وَيَقِفَ مَعَكَ في حَرْبٍ أو خُصُومَةٍ، وتَواقَفَا في القِتالِ، وَواقَفْتُه على كَذَا: وَقَفْت مَعَهُ في حَرْبٍ أو حصومةِ.
قال واسْتَوْقَفْتُه: سَأَلْتُه الوُقُوفَ يُقال: إنَّ امْرَأَ القَيْسِ أَولُ من اسْتَوْقَفَ الرَّكْبَ على رَسْمِ الدّارِ بقَوْلِه:
«قِفا نَفْكِ...
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الوُقْفُ، والوُقُوفُ بضَمِّهِما: جَمْعُ واقِفٍ، ومنه قولُ الشّاعِرِ:
أَحْدَثُ مَوْقِفٍ من أُمِّ سَلْمٍ *** تصَدِّيَها وأَصْحابي وُقُوفُ
وُقُوفٌ فَوْقَ عِيسٍ قَدْ أُمِلَّتْ *** بَراهُنَّ الإِناخَةُ والوَجيفُ
أرادَ: وُقُوفٌ لإِبِلِهمْ، وهُم فَوْقَها.
وَالمَوْقِفُ: مصدرٌ بمعنَى الوُقُوفِ.
وَالواقِفُ: خادِمُ البِيعَةِ.
وَالمَوْقُوفُ من الحَدِيثِ: خِلافُ المَرْفُوعِ، وهو مجازٌ.
وَوَقَفَ وَقْفَةً، وله وَقَفاتٌ.
وَتَوَقَّفَ بمكانِ كَذا.
وَوَقَفَ على المَعْنَى: أَحاطَ بِهِ، وهو مجازٌ.
وكذا قَوْلُهم: أَنا مُتَوَقِّفٌ في هَذا: لا أُمْضِي رَأْيًا.
وَوَقَفَ عَلَيهِ: عايَنَه، وأَيْضًا: أُدْخِلَه فعَرَف ما فيهِ، تَقُولُ: وَقَفْتُ على ما عِنْدَ فُلانِ: تُرِيدُ قد فَهِمْتُه وتَبَيَّنْتُه، وبكليهِما فُسِّرَ قَوْلُه تَعالَى: {وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النّارِ}.
وَالواقِفَةُ: القَدَمُ، يمانِيَّةٌ، صِفَةٌ غالِبَةٌ.
وَالمَوْقُوفُ، من عَرُوضِ مَشْطُورِ السَّرِيعِ والمُنْسَرِحِ: الجُزءُ الَّذِي هو مَفْعُولانْ، كقَوْلِه:
يَنْضَحْنَ في حافَاتِها بالأَبْوَالْ
فقَوْلُه: «بالأَبْوالْ» مَفْعُولانْ، أَصْلُه «مَفْعُولاتُ» أُسْكِنَت التّاءُ، فصارَ مَفْعُولاتْ، فنُقِلَ في التَّقْطِيعِ إلى مَفْعُولانْ.
وَفي المُحْكَمِ: يُقالُ في المَرْأَةِ: إِنَّها لجَمِيلَةُ مَوْقِفِ الرّاكِبِ، يَعْنِي عَيْنَيْها وذِرَاعَيْها، وهو ما يَراهُ الرّاكِبُ منها، وَهو مَجازٌ.
وَيُقالُ: هو أَحْسَنُ من الدُّهْمِ المُوَقَّفَةِ، وهِيَ خَيْلٌ في أَرْساغِها بَياضٌ، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. وهو مَجازٌ.
وَكُلُّ مَوْضِعٍ حَبَسَتْه الكِلابُ على أَصْحابِه فَهُوَ وَقِيفَةٌ.
وَالوَقْفُ: الخَلْخالُ من فِضَّةِ أو ذَبْلٍ، وأَكثَرُ ما يكونُ من الذَّبْلِ.
وَحَكَى ابنُ بَرِّيّ عن أَبِي عَمْرٍو: أَوْقَفْتُ الجارِيَةَ: جَعَلْتُ لَها وَقْفًا من عاجٍ.
وَقالَ أَبو حَنِيفَةَ: التَّوْقِيفُ: عَقَبٌ يُلْوَى عَلَى القَوْسِ رَطْبًا ليِّنًا، حَتّى يَصِيرَ كالحَلْقةِ، مُشْتَقُّ من الوَقْفِ الذي هو السِّوارُ من العاجِ، قال ابنُ سِيدَه: هذِه حِكايَةُ أَبِي حَنِيفَةَ، جَعَلَ التَّوْقِيفَ اسْمًا كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ، وفيه نَظَرٌ، وقال غَيْرُه: التَّوْقِيفُ: لَيُّ العَقَبِ على القَوْسِ من غَيْرِ عَيْبٍ.
وَضَرْعٌ مُوَقَّفٌ: به آثارُ الصِّرارِ، أَنشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
إِبْلُ أبِي الحَبْحابِ إِبْلٌ تُعْرَفُ *** يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ
وتَوْقِيفُ الدّابَّةِ: شِيَتُها.
وَرَجُلٌ مُوَقَّفٌ على الحَقِّ؛ أي: ذَلُولٌ بِه.
وَاتَّقَفَ: مُطاوِعُ وَقَفَ، يُقالُ: وَقَفْتُه فاتَّقَفَ، كما تَقُولُ: وَعَدْتُه فاتَّعَدَ، والأَصْلُ فيهِ اوْتَقَفَ، وقد جاءَ في حَدِيثِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ: «أَقْبَلْتُ معه، فوَقَفْتُ حَتَّى اتَّقَفَ النّاسُ كُلُّهُم».
وَيُقالُ: فُلانٌ لا تُواقَفُ خَيْلاهُ كَذِبًا ونَمِيمَةً؛ أي: لا يُطاقُ، وهو مَجازٌ.
وَواقِفٌ: موضِعٌ في أَعالِي المَدِينَةِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
30-تاج العروس (درك)
[درك]: الدَّرَكُ محرَّكةً اللّحاقُ وقد أدْرَكَهُ إذا لَحِقَهُ وهو اسمٌ من الإِدْرَاكِ. وفي الصِّحاحِ: الإِدْرَاكُ اللّحُوقُ يقالُ: مَشَيْتُ حتى أَدْرَكْتُه وعشْتُ حتى أَدْرَكْتُ زَمَانَه.ورجُلٌ دَرَّاكٌ كثيرُ الإِدْرَاكِ؛ قالَ الجَوْهَرِيُّ: وقلَّما يَجِيءُ فَعَّال من أَفْعَلَ يُفْعِل إلَّا أنَّهم قد قالُوا حَسَّاس دَرّاك لُغَةٌ أَو ازْدِوَاجٌ. وقالَ غيرُه: ولم يجئ فَعَّال من أَفْعَلَ إلَّا دَرَّاكٌ من أَدْرَكَ، وجَبَّارٌ من أَجْبَره على الحُكْمِ أَكْرَهَه وسَآر من قَوْلِه أَسْأَر في الكأْسِ إذا أَبْقَى فيها سُوْرًا من الشَّرابِ وهي البَقِيَّةُ، وحَكَى اللَّحْيَانيُّ: رجُلٌ مُدْرِكَةٌ بالهاءِ سريعُ الإدْرَاكِ. وقال غيرُه: رجُلٌ مدْرِكٌ أيضًا أي كثيرُ الإِدْرَاكِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وشاهِدُ دَرَّاك قَوْلُ قَيْسِ بنِ رفَاعَة:
وصاحِبُ الوَتْرِ ليسَ الدهْر مُدْرِكَهُ *** عنْدي وإِني لدَرَّاكٌ بأَوْتارِ
وتَدارَكُوا تَلاحَقُوا أي لَحِقَ آخِرُهُم أَوَّلَهُم والدِّراكُ ككِتابٍ لَحاقُ الفَرَسِ الوَحْشَ وغيْرُها. يقالُ: فَرَسٌ دَرَكَ الطّريدَةَ يُدْرِكُها كما قالُوا: فَرَسٌ قَيْدُ الأَوَابدِ أي أَنَّهُ يُقَيِّدها.
والدِّراكُ إتْباعُ الشيءِ بعضِهِ على بعضٍ في الأشْياءِ كُلِّها وهو المُدَارَكَةُ؛ وقد تَدَارَك. يقالُ: دَارَك الرجُلُ صَوْتَه أي تابَعَه. والمُتَدَارِكُ من القَوَافي والحُروفِ المتحرِّكَةِ ما اتَّفَقَ متحرِّكانِ بعدَهُما ساكِنٌ مِثْل فَعُو وأشْباه ذلِكَ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
وفي المُحْكَم، المُتَدَارِكُ مِنَ الشِّعْرِ: كُلُّ قافِيَة تَوالى فيها حَرْفانِ مُتَحرِّكانِ بينَ ساكنَيْنِ كمُتَفاعِلُنْ وومُسْتَفْعِلُنْ ومَفَاعِلُنْ وفَعَلْ إذا اعتمد على حرفٍ ساكِنٍ نحو فَعولُنْ فَعَلْ فاللامُ من فَعَلْ ساكنَةٌ، وفُلْ إذا اعْتَمدَ على حرفٍ متحرِّكٍ نحو فعولُ فُلْ، اللامُ من فُلْ ساكِنَةٌ والواو من فَعُولُ ساكِنَةٌ، سمِّي بذلِكَ لِتَوالي حَرَكَتيْن فيها، وذلِكَ أنَّ الحَرَكَات كما قدَّمنا من آلاتِ الوصْلِ وأَمَارَاتِه، ف كأنَّ بَعْضَ الحَرَكاتِ أدْرَكَ بَعْضًا ولم يَعُقْهُ عنه اعْتِراضُ ساكِنٍ بين المُتَحرِّكَيْنِ هذا نصّ ابن سِيْدَه في المُحْكَمِ. قالَ الصَّاغَانيُّ: ومِثَالُه قَوْل امْرِئِ القَيْسِ:
قِفَا نَبْكِ من ذِكْرَى حَبِيْبٍ ومَنْزِلِ *** بسِقْطِ اللِّوَى بَيْن الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
والتَّدْريكُ من المَطَرِ أنْ يُدَارِكَ القَطْرُ كأَنَّه يُدْرِكُ بعضُه بعضًا، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ وأَنْشَدَ أَعْرَابيٌّ يخاطِبُ ابْنَه:
وَا بِأَبِي أَرْواحُ نَشْرِ فِيكا *** كأَنَّه وهْنٌ لمن يَدْرِيكا
إذا الكَرَى سِنَاتهِ يُغْشِيكا *** رِيْحَ خُزَامَى وُلِّيَ الرَّكِيْكا
أَقْلَعَ لمَّا بَلَغَ التَّدْرِيكا
واسْتَدْرَكَ الشيءَ بالشيءِ إذا حاوَلَ إدْرَاكَه به واسْتَعْمل هذا الأَخْفَش في أَجْزاءِ العُروضِ لأنَّه لم ينْقِص من الجزءِ شيءٌ فيَسْتَدْرِكه.
وأدْرَكَ الشيءُ إدْراكًا بَلَغَ وقْتَه وانْتَهَى ومنه أَدْرَك التَّمر والقِدْر إذا بَلَغَت إنَاها. وأدْرَكَ الشيءُ أيضًا إذا فَنِيَ حَكَاه شَمِرٌ عن اللَّيْثِ قالَ: ولم أَسْمَعْه لغيرِه، وبه أَوَّل قَوْله تعالَى: بلْ أَدْرَكَ عِلْمُهم أي فَنِيَ عِلْمُهم في الآخِرَةِ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا غيرُ صحيحٍ في لغَةِ العَرَبِ، وما عَلِمْتُ أَحَدًا قالَ: أَدْرك الشيءُ إذا فَنِيَ فلا يعرَّجُ على هذا القَوْلِ، ولكنْ يقالُ: أَدْرَكَتِ الثِّمارُ إذا بَلَغَتْ إناهَا وانْتَهَى نُضْجها.
قُلْتُ: وهذا الذي أَنْكَرَه الأَزْهَريُّ على اللّيْثِ فقَدْ أَثْبَتَه غيرُ واحِدٍ من الأَئِمَّةِ وكَلَامُ العَرَبِ لا يَأْبَاهُ فإنَّ إنْتِهاءَ كلَّ شيْءٍ بحسبِه فإذا قالُوا: أَدْرَكَ الدَّقيقُ فبأَيِّ شيءٍ يفَسَّرُ أَيقالُ إنَّه مِثْلُ إدرَاكِ الثّمار والقِدْر وإنَّما يقالُ انْتَهَى إلى آخِرِه ففَنِيَ.
قالَ ابنُ جني في الشَّواذِ: أَدْرَكْت الرَّجُلَ وادَّرَكْته وادَّرَك الشيءُ إذا تَتَابَعَ ففَنِيَ وبه فسَّر قَوْله تعالَى: {إِنّا لَمُدْرَكُونَ}. وأَيْضًا فإنَّ الثِّمارَ إذا أَدْرَكَتْ فَقَد عُرِّضَتْ للفَناءِ وكذلِكَ القدر وكلُّ شيءٍ. انْتَهَى إلى حدِّهِ فالفَنَاءُ من لوازِمِ معْنَى الإِدْرَاكِ، ويُؤَيِّد ذلِكَ تَفْسِيرُ الحَسَنِ للآيةِ على ما يَأْتِي فتأَمَّلْ.
وقَوْلُه تعالَى: {حَتّى إِذَا ادّارَكُوا} فِيها جَمِيعًا أصلُهُ تَدَارَكوا فأُدْغِمَتْ التاءُ في الدَّالِ واجْتُلِبَت الأَلِفُ ليَسْلَم السكُون. وقَوْلُه تعَالَى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيّانَ يُبْعَثُونَ،} بَلِ ادّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ قال الحَسَنُ فيما رُوِيَ عنه: أي جَهِلوا عِلْمَها ولا عِلْمَ عندَهُم من أمْرِها كذا في النسخِ وفي بعضِ الأُصُولِ: في أمْرِها. قال ابنُ جني في المحتسب: مَعْناه أَسْرَع وخَفُّ فلم يثْبتْ ولم تَطْمئِنّ لليَقِين به قَدَم.
قُلْتُ: فهذا التَّفْسِير تأْيِيدٌ نَقَلَه شَمِرٌ عن اللَّيْثِ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: قَرَأَ شُعْبَة ونافِعٌ: «بَلِ ادّارَكَ»، وقَرَأَ أَبُو عَمرو: بل أَدْرَك، وهي قرَاءَةُ مجاهِدٍ وأَبي جَعْفَرٍ المَدَنيّ، ورُوِيَ عن ابنِ عَبَّاس أَنَّه قَرَأ: «بلى أَأَدْرَك عِلْمُهم»، يُسْتَفهم ولا يُشَدَّد، فأَمَّا مَنْ قَرَأَ {بَلِ ادّارَكَ} فإنَّ الفَرَّاءَ قالَ: معْنَاهُ لغَةً في تَدَارَك أي تَتَابَعَ عِلْمُهُم في الآخِرَةِ، يُرِيدُ بعلمِ الآخِرَةِ تَكُون أَوْ لا تَكُون، ولذلِكَ قالَ: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ}، قالَ: وهي في قَرَاءَةِ أَبيٍّ أَم تَدَارَكَ، والعَرَبُ تجْعَلُ بَلْ مَكَانَ أَمْ، وأَمْ مكانَ بَلْ إذا كانَ أَوَّلَ الكَلِمَةِ اسْتِفْهامٌ مِثْل قَوْلِ الشاعِرِ:
فو الَّله ما أَدْرِي أَسَلْمَى تَغَوَّلَتْ *** أَم البُومُ أَمْ كلٌّ إليَّ حَبِيبُ
مَعْنَى أَمْ بَلْ؛ وقالَ أَبُو مَعَاذٍ النحويُّ: ومَنْ قَرَأَ بَلْ أَدْرَكَ، و {بَلِ ادّارَكَ} فمعْنَاهُما واحِدٌ، يقولُ: هُم عُلَمَاءُ في الآخِرَةِ كقَوْلِه تعالَى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا}، ونَحْو ذلِكَ. قالَ السَّدِيُّ في تفْسِيرِه، قالَ اجْتَمَعَ عِلْمُهُم في الآخِرةِ ومعْنَاهَا عنْدَه أي عَلِمُوا في الآخِرَةِ أَنَّ الذي كانُوا يُوعَدُون به حَقٌّ وأَنْشَدَ للأَخْطَلِ:
وأَدْرَكَ عِلْمي في سُوَاءَة أَنَّها *** تقيمُ على الأَوْتار والمَشْرَبِ الكَدْرِ
أي أَحَاطَ عِلْمِي بها أَنَّها كذلِكَ. قالَ: والقَوْلُ في تفْسِيرِ أَدْرَكَ وادّارَكَ ما قالَ السَّدِيُّ وذَهَبَ إليه أَبُو معاذٍ النحويُّ وأَبُو سَعِيْدٍ، والذي قالهُ الفَرَّاءُ في مَعْنَى تَدَارَك أي تَتَابَعَ عِلْمُهُم في الآخِرَةِ أَنَّها تكُونُ أَوْلا تكُونُ ليسَ بالبَيِّنِ، إنَّما المعْنَى أَنَّه تَتَابَع عِلْمُهُم في الآخِرَةِ وتَواطَأَ حِيْن حَقَّت القيامَةُ وخَسِرُوا بَانَ لهم صِدْقُ ما وُعِدُوا حِيْن لا ينْفَعُهم ذلِكَ العِلْمُ، ثم قالَ جلَّ وعزَّ: بَلْ هُمُ اليَوْمَ في شكٍّ من عِلْمِ الآخِرَةِ {بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ} أي جَاهِلُون، والشَّك في أَمْرِ الآخِرَةِ كفرٌ. وقالَ شَمِرٌ: هذه الكَلِمَةُ فيها أَشْيَاء، وذلِكَ أَنَّا وجَدْنا الفِعْلَ اللازِمَ والمُتَعَدي فيها في أَفْعَلَ وتَفَاعَلَ وافْتَعَل
واحِدًا، وذلِكَ أَنَّك تقولُ أَدْرَكَ الشيءَ وأَدْرَكْتُه وتَدَارَك القومُ وادَّارَكوا وادَّرَكُوا إذا أَدْرَكَ بعضُهم بعضًا. ويقالُ: تَدَاركتُه وادَّارَكْتُه وادَّرَكْتُه، وأَنْشَدَ:
تَدَاركتُما عَبْسًا وذُبْيان بعْدَ ما *** تفانَوْا ودَقُّوا بينهم عِطْر مَنْشِمِ
وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
خَزامى اللوى هبت له الريح بعد ما *** علا نورها مَجَّ الثَّرَى المُتَدارِك
فهذا لازِمٌ. وقالَ الطرمَّاحُ:
فلمَّا ادَّرَكْنَا هُنَّ أَبْدَيْنَ للهَوَى
وهذا متعدٍّ. وقالَ اللهُ تعالَى في اللَّازِمِ: «بَلِ ادّارَكَ عِلْمُهُمْ». قالَ شَمِرٌ: وسَمِعْتُ عَبْد الصَّمَدِ يحدِّث عن الثوريِّ في قولِهِ تعالَى هذا، قالَ مجاهِدٌ: أَمْ تَواطَأَ عِلْمُهُم في الآخِرَةِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا يوافقُ قَوْلَ السَّدِيِّ لأَنَّ مَعْنَى تَواطَأَ تحقَّقَ واتَّفَقَ حِيْنَ لا يَنْفَهم، لا على أَنَّه تَواطَأَ بالحَدْسِ كما ظنَّه الفرَّاءُ؛ قالَ: وأَمَّا ما رُويَ عن ابنِ عَبَّاس أَنَّه قالَ: بلى آأَدْرَكَ عِلْمُهُم في الآخِرَةِ فإِنَّه إنْ صحَّ اسْتِفْهامٌ فيه ردٌّ وتهكُّمٌ، ومَعْنَاه لم يُدْرِكْ عِلْمهم في الآخِرَةِ، ونَحْو ذلِكَ رَوَى شعْبةُ عن أَبي حَمْزَة عن ابنِ عَبَّاس في تفْسِيرِه؛ ومِثْلُه قَوْلُه تعَالَى: {أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ}؛ معْنَى أَمْ أَلِف الاسْتِفْهام كأَنَّه قالَ أَله البَناتِ ولكُم البَنُون، اللَّفظُ لفظُ الاسْتِفْهام ومعْنَاهُ الردّ والتكْذِيب لَهُم.
والدَّرَكُ يُحَرَّكُ ويُسَكَّنُ هكذا هو في الصِّحاحِ والعُبَابِ ولا قلق في العبارَةِ كما قالَهُ شَيْخُنَا؛ والضبْطُ عنْدَه وإنْ كانَ راجِعًا لأَولِ الكَلِمَةِ فإنَّه لمَّا عَدَا التسْكِين فإِنَّه في الأَوَّلِ لا يتصور بَلْ هو على كلِّ حالٍ راجعٌ للوَسَطِ، ومِثْلُ هذا لا يُحْتاجُ التَّنْبِيه عَلَيه. بَقي أَنَّه لو قالَ: والدَّرْكُ: ويُحَّرَّكُ على مقْتَضَى اصْطِلاحِه فاتَهُ أَرْجَحِيَّة التَّحْرِيكِ كما نَصُّوا عليه فتأَمَّلْ التَّبِعَةُ يقالُ: ما لَحِقَك من دَرَكٍ فعليَّ خلاصُه، يُرْوَى بالوَجْهَين. وفي الأَساسِ: ما أَدْرَكه من دَرَكٍ فعليَّ خلاصُه وهو اللَّحَقُ من التَّبِعَةِ أي ما يَلْحَقُه منها؛ وشاهِدُ التَّحْرِيك قَوْلُ رُؤْبَة:
ما بعدنا من طلب ولا دَرَك
ومنه ضَمَانُ الدَّركِ في عهْدةِ البَيْعِ.
والدَّرَكُ: أَقْصَى قَعْرِ الشيءِ يُرْوَى بالوَجْهَين كما في المُحْكَم؛ زَادَ في التَّهْذِيبِ: كالبحرِ ونَحْوه. وقالَ شَمِرٌ: الدَّرَكُ: أَسْفَل كلِّ شيء ذِي عُمْقٍ كالرَّكِيَّةِ ونحْوِها. وقالَ أَبُو عَدْنانٍ: دَرَكُ الرَّكِيَّةِ قَعْرُها الذي أُدْرِكَ فيها الماءُ؛ وبهذا تَعْلم أَنَّ قَوْلَ شَيْخِنَا وتفْسِيرَه بقَوْلِه: أَقْصَى قعْرِ الشيءِ غيرُ مَعْرُوفٍ، وعِبَارَتَه غيرُ دَالَّةٍ على معْنًى صحيحٍ غيرُ وجيهٍ فتأَمَّلْ.
وقالَ المُصَنِّفْ في البصائِرِ: الدَّرَكُ اسمٌ في مقابَلَةِ الدَّرَجِ بمَعْنَى أَنَّ الدَّرَجَ مراتب باعتبارِ الصّعُودِ والدرك مراتب اعتبارًا بالهُبوطِ ولهذا عَبَّرُوا عن مَنَازِلِ الجنَّةِ بالدَّرَجاتِ وعن منازِلِ جَهَنَّم بالدَّرَكاتِ الجمع: أَدْرَاكٌ هو جَمْعٌ للمُحَرَّكِ والسَّاكِن، وهو في الأَوَّلِ كثيرٌ مقيسٌ، وفي الثاني نادِرٌ، ويُجْمَعُ أَيْضًا على الدَّرَكاتٍ وهي مَنَازلُ النارِ، نَعُوذُ باللهِ تعالَى منها. وقالَ ابنُ الأَعْرَابىِّ: الدَّرْكُ: الطَّبَقُ من أَطْباقِ جهنَّم، ورُوِيَ عن ابنِ مَسْعودٍ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه أَنَّه قالَ: الدَّرْكُ الأَسْفَلُ تَوابِيتُ من حديدٍ تصَفَّدُ عليهم في أَسْفلِ النارِ؛ وقالَ أَبُو عُبَيْدَة: جهنَّمُ دَرَكَاتٌ أي مَنَازل وطَبَقَات، وقَوْلُه تعالَى: {إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النّارِ} قَرَأَ الكُوفِيُّون غَيْر الأَعْشَى والبرجميّ بسكونِ الرَّاءِ، والبَاقُون بفَتْحِها.
والدَّرَكُ بالتَّحرِيكٍ حَبْلٌ يُوَثَّقُ في طَرَفِ الحَبْلِ الكَبير ليكونَ هو الذي يَلي الماءَ ولا يعفَن الرِّشاءُ عنْدَ الاسْتِقاءِ كما في المُحْكمِ. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هو الحَبْلُ الذي يُشَدُّ به العَرَاقي ثم يُشَدُّ الرِّشاءُ فيه وهو مَثْنى. وقالَ الجَوْهَرِيُّ: قطْعَةُ حَبْلٍ يُشَدُّ في طرفِ الرِّشاءِ إلى عَرْقُوَةِ الدَّلْوِ ليكونَ هو الذي يَلِي الماءَ فلا يعفَن الرِّشاءُ، ومِثْلُه في العُبَابِ.
والدِّرْكَةُ بالكسر حَلْقَةُ الوَتَرِ التي تَقَعُ في الفُرْضَةِ وهي أَيْضًا سَيْرٌ يوصَلُ بِوَتَرِ القَوْسِ العربيَّةِ. وقالَ اللّحْيَانيُّ: الدِّرْكَةُ: قِطْعَةٌ توصَلُ في الحِزَامِ إذا قَصُرَ وكذلِكَ في الحَبْلِ إذا قَصُرَ ويُقالُ: لا بارَكَ اللهُ تعالى فيه ولا دَارَكَ ولا تارَكَ إتْباعٌ كُلّه بمعْنًى.
ويومُ الدَّرَكِ مُحَرَّكَةً من أَيامِهِم، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أحْسَبَهُ كانَ بين الأَوْسِ والخَزْرَجِ. والمُدَارِكَةُ هي المرْأَةُ التي لا تَشْبَعُ من الجِمَاعِ فكأنَّ شَهْوَتَها تَتْبَعُ بَعْضَها بَعْضًا.
والمُدْرِكَةُ كمُحْسِنَةٍ ماءَةٌ لبَني يَرْبوعٍ كذا في العُبَابِ، وقالَ نَصْر في كتابِه: هي لبَنِي زنباع من بني كلابٍ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: وتُسَمَّى الحَجْمَةُ بين الكَتفَيْنِ المُدْرِكَةُ ومُدْرِكَةُ بنُ الياسَ بن مُضَر اسْمُه عَمْروٍ ولَقَّبَه بها أَبُوه لمَّا أَدْرَك الإِبِلَ وقد ذُكِرَ في «خ ن بلد ف».
ودَرَّاك كشَدَّادٍ اسمُ رجُلٍ.
ومُدْرِكٌ كمُحْسِنٍ فَرَسٌ لكُلْثوم بن الحارثِ وهو مُدْرِكُ بن الحازيّ. ومُدْرِكُ بنُ زِيادٍ الفَزَارِيُّ، قَبْرُهُ بقَرْية زادية من الغوْطَة له حدِيثٌ من طريقِ بنته، ومُدْرِكُ بنُ الحارِثِ الأزدي الغَامِديّ له رُؤْبةٌ رَوَى عنه الوليدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن الجرشيّ، ومُدْرِكُ الغفارِيُّ أبو الطُّفَيْلِ حدِيْثُه عنْدَ أَوْلادِهِ، وهو غَيْرُ أَبي الطُّفَيْلِ اللَّيْثِيِّ من الصَّحَابةِ صحابِيُّونَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهم.
ومُدْرِكُ بنُ عَوْفٍ البجلِيّ ومُدْرِكُ بنُ عَمَّارٍ مُخْتَلَفٌ في صُحْبَتِهِما؛ فابنُ عَوْف رَوَى عن عُمَرَ، وعَنْه قَيْسُ بنُ أَبي حازِم وهذا لم يَخْتَلِفوا فيه، وإنَّما اختَلَفُوا في ابن عمار قالُوا: الأَظْهَر أنه مُدْرِكُ بنُ عمارة بن عَقبَة بن أَبي مُعِيْطٍ وأنَّه تابِعِيٌّ، ثم رأيت ابنُ حَبَّان ذكَرَهما في ثقات التابِعِيْن، وقالَ في ابنِ عَمَارَة عِدَادُه في أَهْلِ الكُوفَةِ رَوَى عن ابنِ أَبي أَوْفَى وعنه يونُس بنُ أَبي إسْحق، ومُدْرِكُ بنُ سَعْدٍ مُحَدِّثٌ، وفَاتَه من التَّابِعِين: مُدْرِك بن عَبْدِ اللهِ ومُدْرِك أَبُو زيادٍ مولى عليٍّ، ومُدْرِك بن شَوْذَب الطاهِرِيّ، ومُدْرِك بن مُنِيْب ذَكَرَهم ابنُ حبَّان في الثَّقَاتِ؛ وفي الضّعَفاءِ مُدْرِك الطفاويّ عن حميد الطَّويل ومُدرِك القُهُنْدُزيّ عن أَبي حَنِيْفَة، ومُدْرِك بن عَبْدِ اللهِ أَبُو خالِدٍ، ومُدْرِك الطَّائيُّ، ومُدْرِك أَبُو الحَجَّاج ذَكَرَهم الحافِظُ الذّهَبيُّ، وخالِدُ بنُ دُرَيْكٍ كزُبَيْرٍ تابِعِيٌّ شامِيٌّ.
ودِرَاكٌ ككِتَابٍ اسمُ كَلْبٍ قالَ الكُمَيْت يَصِفُ الثورَ والكِلَابَ:
فاخْتَلَّ حِضْنَيْ دِرَاكٍ وانْثَنَى حَرِجًا *** لزَارِعٍ طَعْنَةٌ في شِدْقها نَجَل
أَي في جانِبِ الطَّعْنةِ سعةٌ. وزَارِع أَيْضًا اسمُ كَلْبٍ وقَدْ ذُكِرَ في مَوْضِعِه.
وقالُوا: دَرَاك كقَطامِ أي أَدْرِكْ مِثْلُ تَرَاكٍ بمعْنَى اتْرُكْ وهو اسمٌ لفِعْلِ الأَمْرِ وكُسِرَت الكافُ لاجْتِمَاعِ السَّاكِنين لأَنَّ حقَّها السّكون للأَمْر. قالَ ابنُ بَرِّي: جَاءَ دَرَاكَ ودَرَّاك وفَعَال وفَعَّال إنَّما هو من فعْلٍ ثلاثيٍّ ولم يُسْتَعْمل منه فِعْلٌ ثلاثيٌّ، وإنْ كانَ قد اسْتُعْمِل منه الدّرْكُ، قالَ جَحْدَرُ بنُ مالِكٍ الحَنْظَلِيُّ يخاطِبُ الأَسَدَ:
لَيْثٌ ولَيْثٌ في مَجالٍ ضنكِ *** كِلَاهما ذو أَنَف ومَحْكِ
وبَطْشةٍ وصَوْلَةٍ وفَتْكِ *** إِن يَكْشِف اللهُ قِناع الشَّكِ
بظَفَرٍ من حاجتِي ودَرْكِ *** فذا أَحَقُّ مَنْزِل برك
قالَ أَبُو سَعِيدٍ: وزَادَني هفَّان في هذا الشِّعْر:
الذِّئب يَعْوِي والغُرابُ يَبْكِي
والدَّرِيكة: كسَفِينَةٍ الطَّريدَةُ ومنه فَرَسٌ دَرَك الطَّرِيدة وقَدْ تَقَدَّمَ.
ودَرَكاتُ النارِ مُحرَّكةً مَنازِلُ أَهلِها جَمْع دَرَك محرَّكةً وقَدْ تَقَدَّمَ تفْسِيرُ ذلِكَ قريبًا.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه: تَدَارَك الثَّرَيان أي أَدْرَك ثَرَى المَطَرِ ثَرَى الأَرْض.
وقالَ اللّيْثُ: الدَّرَكُ إِدْرَاك الحاجَةِ ومَطْلبِه. يقالُ: بكِّرْ فَفيهِ دَرَك، ويُسَكَّنُ وشاهِدُ قَوْل حَجْدَرٍ السَّابق.
وأدْرَكْتُه ببَصرِي رَأَيْتُه.
وأدْرَك الغلامُ بَلَغَ أَقْصَى غايَةِ الصّبَا. واسْتَدْرَكَ ما فَاتَ وتَدَارَكه بمعْنًى. واسْتَدْرَك عَلَيْه قَوْلَه أَصْلَحَ خَطَأَه ومنه المُسْتَدْرَك للحَاكِمِ على البُخَارِي.
وقالَ اللّحْيَانيُّ: المُتَدَارِكَة غَيْرُ المِتَوَاتِرَة. المُتَوَاتِرُ: الشيءُ الذي يكونُ هُنَيْئةً ثم يجيءُ الآخَر فإذا تَتَابَعَت فليْسَتْ مُتَوَاتِرة، وهي مُتَدَارِكة مُتَواتِرَة.
وطَعَنَهُ طَعْنًا دِرَاكًا وشَرِبَ شربًا دِرَاكًا وضربٌ دِرَاكٌ: مُتَتَابعٌ.
وأَدْرَكَ ماءُ الرَّكِيَّة إدْرَاكًا عن أَبي عَدْنان، أي وَصَلَ إلى دَرْكِها أي قَعْرِها.
وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وسَمِعْتُ بعضَ العَرَبِ يقولُ للحَبْلِ الذي يعلَّقُ في حَلْقةِ التَّصْديرِ فيُشَدُّ به القَتَبُ الدَّرَكَ والتَّبْلِغَةَ.
وقالَ أَبُو عَمْروٍ: والتَّدْرِيكُ أَنْ تعلَّقَ الحَبْل في عُنُقِ الأُخر إذا قَرَنْته إليه.
وادَّرَكَه بمعْنَى أَدْرَكه، ومنه قَوْلُه تعَالَى: إنَّا لمُدَّركون بالتَّشْديدِ وهي قرَاءَةُ الأَعْرَجِ وعُبَيْد بن عُمَير نَقَلَه ابنُ جني.
وأَدْرَكَ بَلَغَ عِلْمه أَقْصَى الشيءِ ومنه المدركات الخَمْس والمَدَارِك الخَمْسِ يعْنِي الحَوَاس الخَمْس، وقَوْلُه تعالى: {لا تَخافُ دَرَكًا وَلا تَخْشى} أي لا تخاف أَنْ يدْرِكَكَ فرْعَون ولا تَخْشَاه؛ ومن قَرَأَ لا تخف فمعْنَاه لا تَخَفْ أَنْ الغَرَقَ؛ وقَوْلُه تعالَى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ}، منهم مَنْ حَمَلَ ذلِكَ على البَصَرِ الذي هو الجارِحَةُ، ومنهم مَنْ حَمَلَه على البَصِيرةِ أي لا تُحِيطُ حَقِيْقة الذَّات المُقَدَّسةِ. والتَّدَارك في الإغَاثَةِ والنعْمَةِ أَكْثَر ومنه قَوْلُ الشاعِرِ:
تَدَارَكَني من عَثْرةِ الدّهرِ قاسمُ *** بما شاء من معرُوفِهِ المتداركِ
وتَدَارَكَت الْأَخْبار تَلَاحَقَتْ وتَقَاطَرَتْ. والحُسَيْنُ بنُ طاهِر بن دُركٍ بالضمِ المُؤَدِّبُ الدُّركيّ رَوَى عن الصفار وابن السَّمَّاكِ سَمِعَ منه ابن برهان سَنَة 380.
ودَارَك كهَاجَر من قُرَى أَصْبَهان منها الحَسَنُ بنُ محمَّدٍ الدَّارَكِيُّ رَوَى عنه عُثْمانُ بنُ أَحْمد بن شبل الدَّيْنُورِيُّ ويَعْمُر بنُ بشْرٍ الدَّارَكانيّ من قُرَى مر وصاحِبُ ابن المبَارَك. ودَوْرَك كنَوْفَل مدِينَةٌ من أَعْمالِ ملْطية وقد تكْسَرُ الراءُ هكذا ضَبَطَها المحب ابن الشحنة. ويقالُ له: مدرك ودراكة أي حاسة زائدة.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
31-تاج العروس (دخل)
[دخل]: دَخَلَ يَدْخُلُ دُخولًا، بالضمِ، ومَدْخَلًا، مَصْدرٌ مِيْمِيٌّ، وتَدَخَّلَ وانْدَخَلَ وادَّخَلَ كافْتَعَلَ: كلُّ ذلِكَ نَقيضُ خَرَجَ.وفي العُبَابِ: تَدَخَّلَ الشيءُ: دَخَلَ قليلًا قليلًا.
ومن ادَّخَلَ كافْتَعَلَ قَوْلُه تعالَى: {أَوْ مُدَّخَلًا} أَصْلُه مُتَدَخِّل، وقد جاءَ في الشِّعرِ: انْدَخَلَ وليسَ بالفَصيحِ، قالَ الكُمَيْتُ:
لا خَطْوتي تَتَعاطَى غَيْرَ موضِعها *** ولا يَدي في حَمِيت السَّكْن تَنْدَخِل
ودَخَلْتُ به دُخُولًا وأَدْخَلْتُهُ إِدْخالًا ومُدْخَلًا، بضمِ الميمِ، ومنه قَوْلُه تعالَى: {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ}.
وفي العُبَابِ: يقالُ دَخَلْتُ البَيْتَ، والصَّحيحُ فيه أَنْ تريدَ دَخَلْت إِلى البَيْتِ وحَذَفْتَ حَرْفَ الجرِ فانْتَصَبَ انْتِصابَ المَفْعولِ به، لأَنَّ الأمْكِنةَ على ضَرْبَيْن: مبهمٌ ومَحْدودٌ، فالمُبْهمُ الجَهاتُ السِّتُّ، وما جَرَى مَجْرَى ذلِكَ نحو أَمَام ووَرَاء وأَعْلَى وأَسْفل وعنْدَ ولَدُنْ ووَسَط، بمعْنَى بَيْن، وقُبَالة، فهذا وما أَشْبَهه من الأَمْكِنةِ يكونُ ظرفًا لأنَّه غيرُ مَحْدودٍ، أَلا تَرَى أَنَّ خَلْفك قد يكونُ قُدَّامًا؟ فأَمَّا المَحْدودُ الذي له خِلْقة وشَخْص وأَقْطار تَحُوزُه نحو الجَبَلِ والوَادِي والسوقِ والدَّارِ والمَسْجدِ فلا يكونُ ظرفًا لأَنَّك لا تقولُ قَعَدْت الدَّارَ، ولا صَلَّيْت المَسْجِدَ، ولا نِمْت الجَبَل، ولا قُمْتُ الوَادِي، وما جاءَ من ذلِكَ فإِنَّما هو بحذْفِ حَرْفِ الجرِ نحوَ دَخَلْت البَيْتَ ونَزلْت الوَادِي وصَعَدْت الجَبَل. انْتَهَى.
وفي المُحْكَمِ: دَاخِلُ كلّ شيءٍ: باطِنُه الدَّاخِل؛ قالَ سِيْبَوَيْه: وهو من الظرُوفِ التي لا تُسْتَعْمَل إِلَّا بالحرْفِ يعْنِي لا يكون إِلَّا اسْمًا كأَنَّه مُخْتصٌ كاليَدِ والرجْلِ.
وداخِلَةُ الإِزارِ: طَرَفُهُ الدَّاخِلُ الذي يَلي الجَسَدَ، ويَلي الجانِبَ الأَيْمَنَ من الرَّجُلِ إِذا ائْتَزَرَ، ومنه الحدِيثُ: «فليَنْزع داخِلَة إِزاره وليَنْفُض بها فِرَاشَه». وفي حدِيثِ العائِنِ: «يغْسلُ دَاخِلَة إزارِهِ»؛ أَي مَوْضِعه من جَسَدِه لا الإِزارَ.
وقالَ ابنُ الأَنْبارِي: قالَ بعضُهم: دَاخِلَة الإِزارِ مَذَاكِيرُه، كَنَّى عنها كما يُكَنَّى عن الفَرْج بالسَّراويلِ. فيقالُ: فلانٌ نَظِيفُ السَّرَاوِيل؛ وقالَ بعضُهم: دَاخِلَة إِزارِه الوَرِكُ.
وداخِلَةُ الأَرضِ: خَمَرُها وغامِضُها؛ يقالُ: ما في أَرضِهم دَاخِلَةٌ من خَمَرٍ، الجمع: دَواخِلُ، كما في التَّهْذِيبِ.
ودَخْلَةُ الرَّجُلِ مُثَلَّثَةً، عن ابنِ سِيْدَه، ودَخيلَتُه ودَخِيلُه ودُخْلُلُهُ، بضمِ اللَّامِ وفَتْحِها، ودُخَيْلاؤُهُ، بالضمِ والمدِ، وداخِلَتُه ودُخَّلُهُ كسُكَّرٍ ودِخالُهُ ككِتابٍ، وقال اللّيْثُ: هو بالضمِ، ودُخَّيْلاهُ كسُمَّيْهَى ودِخْلُهُ بالكسرِ والفتحِ، فهي أَرْبَعَة عَشَرَ لُغَة والمعْنَى: نِيَّتُه ومَذْهَبُه وجَميعُ أَمرِهِ وخَلَدُهُ وبِطانَتُه، لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه يُدَاخِلُه، وقد يُضَافُ كلُّ ذلك إِلى الأَمْرِ فَيقالُ: دُخْلَة أَمْرِه، ومعْنَى الكُلِّ: عَرَفْت جَمِيعَ أَمْرِه.
والدَّخِيلُ والدُّخْلُلُ: كقُنْفُذٍ ودِرْهَمٍ المُداخِلُ المُباطِنُ، وبَيْنهما دُخْلُلٌ ودِخْلَلٌ أَي خاصٌّ يُدَاخِلُهم قالَهُ اللّحْيانيُّ؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: ولا أَعْرفُ ما هو.
وفي التَّهْذِيبِ: قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بَيْنهم دُخْلُلٌ ودُخْلَلٌ أَي إِخاءٌ ومودَّةٌ.
وداخِلُ الحُبِّ ودُخْلَلُهُ: كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ صَفاءُ داخِلِهِ، عن ابنِ سِيْدَه.
والدَّخَلُ: محرَّكةً ما داخَلَكَ من فَسادٍ في عَقْلٍ أَوْ جِسْمٍ، وقد دَخِلَ كفَرِحَ وعُنِيَ دَخْلًا بالفتحِ ودَخَلًا بالتحريكِ فهو مَدْخُولٌ.
والدَّخَلُ: الغَدْرُ والمَكْرُ والدَّاءُ والخَديعَةُ، يقالُ: هذا أَمْرٌ فيه دَخَلٌ ودَغَلٌ وقَوْلُه تعالَى: {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ} أَي مكْرًا وخَديعَةً ودَغَلًا وغِشًّا وخيانةً.
والدَّخْلُ: العَيْبُ الدَّاخِلُ في الحَسَبِ، ويُفْتَحُ عن الأَزْهَرِيّ.
والدخلُ الشَّجَرُ المُلْتَفُّ كالدغلِ بالغَيْنِ كما سَيَأْتي.
والدخل: القومُ الذين يَنْتَسِبونَ إِلى من لَيْسوا منهم.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وأَرَى الدخل هنا اسْمًا للجَمْعِ كالروحِ والخولِ.
وداءٌ دَخيلٌ، وحُبٌّ دَخيلٌ أَي داخِلٌ.
ودَخِلَ أَمْرُهُ كفَرِحَ دَخَلًا فَسَدَ دَاخِلُهُ وقَوْلُ الشاعِرِ:
غَيْبي له وشَهَادتي أَبدًا *** كالشمسِ لا دَخِنٌ ولا دَخْل
يجوزُ أَنْ يُريدَ: ولا دَخِل أَي ولا فَاسِد فخفَّفَ، ويجوزُ أَنْ يُريدَ: ولا ذُو دَخْل، فأَقامَ المُضافَ إِليه مُقام المُضافِ.
وهو دَخيلٌ فيهم أَي من غيرِهم، ويَدْخُلُ فيهم، هكذا في النسخِ، وفي المُحْكَمِ: فتَدْخُلُ فيهم، والأُنْثَى دَخِيلٌ أَيْضًا.
والدَّخيلُ كلُّ كَلِمَةٍ أُدْخِلَتْ في كَلامِ العَرَبِ ولَيْسَتْ منه، أَكْثَر منها ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ.
والدَّخِيلُ: الحَرْفُ الذي بَيْن حَرْف الرَّوِيِّ وأَلِفِ التَّأْسيسِ كالصَّادِ من قَوْلِه:
كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيْمة ناصب
سُمِّي به لأَنَّه دَخِيلٌ في القَافيةِ، أَلا تَراهُ يَجِيءُ مُخْتلفًا بعدَ الحَرْفِ الذي لا يجوزُ اخْتِلافه أَعْني أَلِفَ التَّأْسيسِ؟
والدَّخِيلُ: الفَرَسُ الذي يُخَصُّ بالعَلَفِ، وهذا غَلَطٌ، فإِنَّ الذي صَرَّحَ به الأَئِمَّةُ أَنَّه الدَّخِيليُّ، وهو قَوْلُ أَبي نَصْرٍ وبه فَسَّرَ قَوْلُ الشاعِرِ وهو الرَّاعِي:
كأَنَّ مَناطَ الوَدْعِ حيثُ عَقَدْنه *** لَبانُ دَخِيليٍّ أَسِيلِ المُقَلَّدِ
وهُناكَ قَوْلٌ آخَرُ لابنِ الأَعْرَابيِّ سَيَأْتي قَرِيبًا فتأْمَّلْ ذلِكَ.
والدَّخِيلُ: فَرَسُ الكَلَجِ الضَّبِّي نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.
والمُدْخَلُ: كمُكْرَمٍ اللَّئيمُ الدَّعِيُّ في النَّسَبِ لأَنْه أُدْخِلَ في القَوْمِ.
وهم في بَنِي فلانٍ دَخَلٌ محرَّكةً إِذا كانوا يَنْتَسبونَ مَعَهُم ولَيْسوا منهم وهذا قد تقدَّمَ فهو تِكْرارٌ.
والدَّخْلُ: بالفتحِ الدَّاءُ والعَيْبُ والريبَةُ، قالَتْ عثمة بنت مطرود:
تَرَى الفِتْيانَ كالنَّخْل *** وما يُدْريك بالدَّخْل
يُضْرَبُ في ذِي منظر لا خَيْر عنْدَه وله قصَّة سَاقَها الصَّاغانيُّ في العُبَابِ عن المُفَضَّلِ تَرَكْتُها لطُولِها؛ ويُحَرَّكُ عن الأَزْهَرِيِّ.
والدَّخْلُ: ما دَخَلَ عَلَيْكَ من ضَيْعَتِكَ، زَادَ الأَزْهَرِيُّ من المنالةِ.
والدُّخَّلُ: كسُكَّرٍ الرَّجُلُ الغَليظُ الجِسْمِ المُتَداخِلُهُ، دَخَلَ بعضُه في بعضٍ.
والدُّخَّلُ: ما دَخَلَ، وفي المُحْكَمِ: ما دَاخَلَ، العَصَبَ من الخَصائِلِ، وقيلَ في قولِ الرَّاعِي:
يَنْمَازُ عنه دُخَّلٌ عن دُخَّلِ
دُخَّلُ لحمٍ دوخل بعضُه في بعضٍ، ويقالُ: لَحْمُه مِثْلُ الدُّخَّلِ.
وفي التَّهْذِيبِ: دُخَّلُ اللّحْم: ما عَاذَ بالعَظمِ وهو أَطْيبُ اللَّحْمِ.
والدُّخَّلُ: ما دَخَلَ من الْكَلَأ في أُصولِ أَغْصانِ الشَّجَرِ، كما في المُحْكَمِ، وأَنْشَدَ الصَّاغانيُّ لمُزَاحِمٍ العقيليِّ:
أَطاعَ له بالأَحرمين وكتمة *** نصي وأَحرى دُخَّلٌ وجَمِيمُ
وفي التَّهْذِيبِ: الدُّخَّلُ من الكَلَأِ: ما دَخَلَ في أَغْصانِ الشَّجَرِ ومَنَعه التفافُه عن أَنْ يُرْعَى وهو العُوَّذُ.
والدُّخَّلُ: ما دَخَلَ بين الظُّهْرانِ والبُطْنانِ من الرِّيشِ وهو أَجْودُه لأَنَّه لا تصِيبُه الشمسُ.
والدُّخَّلُ: طائرٌ صغيرٌ أَغْبَرُ يَسْقطُ على رُؤُوسِ الشَّجَرِ والنَّخْلِ فيَدْخلُ بَيْنها، واحِدَتُها دُخَّلة.
وفي التَّهْذِيبِ: طيرٌ صِغَارٌ أَمْثالُ العَصَافيرِ تَأْوِي الغِيرانَ والشَّجَرَ المُلْتفَّ.
وقالَ أَبُو حاتِمٍ في كتابِ الطيرِ: الدُّخَّلَةُ: طائِرَةٌ تكونُ في الغِيرانِ وتَدْخُلُ البُيوتَ وتَتَصَيّدُها الصِبْيانُ، فإِذا كانَ الشِّتاءُ انْتَشَرَت وخَرَجَتْ بعضهنَّ كَدْرَاء ودَهْسَاء وزَرْقَاء، وفي بعضهنَّ رقش بسوادٍ وحُمْرةٍ، كلُّ ذلِكَ يكونُ بالبَيَاضِ، وهي بعظمِ القنْبُرةِ، والقنْبُرةُ أَعْظَم رأْسًا منها، لا قَصِيرة الذُّنابَى ولا طَوِيلَتها، قصيرةُ الرِّجْلين نحو رجل القنْبرةِ والجماع الدُّخَّلٌ، قالَ أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ رَاعِيَ إِبِلٍ حافيًا:
كالصَّقْرِ يَجْفُو عَن طرادِ الدُّخَّلِ
كالدُّخْلَلِ كجُنْدَبٍ وقُنْفُذٍ قالَ ابنُ سِيْدَه: وهو طائِرٌ مُتَدَخِّلٌ أَصْغر من العُصْفورِ يكونُ بالحجازِ الجمع: دَخاخِيلُ ثَبَتَتْ فيه الياءُ على غيرِ قِياسٍ، قالَهُ ابنُ سِيْدَه. ووَقَعَ في التَّهْذِيبِ: دَخَالِيلُ.
ودُخَّلٌ: موضع قُرْبَ المدينةِ على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام، قالَهُ نصْرٌ، بَيْن ظِلَمٍ ومِلْحَتَيْنِ.
والدِّخَالُ، ككِتابٍ في الوِرْدِ: أَنْ تُدْخِلَ بَعيرًا قد شَرِبَ بَيْن بعيرَينِ لم يَشْرَبا ليَشْرَبَ ما عَساهُ لم يكنْ شَرِبَ؛ وقيلَ: هو أَنْ تَحْملَها على الحوضِ بمَرَّةِ عِراكًا، قال أُمَيَّةُ الهُذَليُّ:
وتُلْقي البَلاعِيمَ في جردِه *** وتوفي الدفوف بشربٍ دِخالِ
وقالَ لَبِيدُ رَضِيَ الله تعالَى عنه:
فأَوْرَدَها العِراكَ ولم يَذُدْها *** ولم يُشْفِق على نَغَصِ الدِّخالِ
وفي التَّهْذِيبِ: وإذا وَرَدَتِ الإِبِلُ أَرْسالًا فشَرِبَ منها رَسَلٌ ثم وَرَدَ رَسَلٌ آخَرُ الحوْضَ فأُدْخِل بعيرٌ قد شَرِبَ بَيْن بعيرَينِ لم يَشْرِبَا فذلِكَ الدِّخَال، وإنَّما يُفْعَل في قلَّةِ الماءِ قالَهُ الأَصْمَعِيُّ.
وقالَ اللَّيْثُ: الدِّخَالُ في وِرْد الإِبِلِ إذا سُقِيَت قَطِيعًا قَطِيعًا حتى إذا ما شَرِبَت جَمِيعًا حُمِلَت على الحوضِ ثانيةً لتَسْتوفي شُرْبَها، والقَوْلُ ما قالَهُ الأَصْمَعِيُّ.
والدِّخَالُ: ذَوائِبُ الفَرَسِ لتَدَاخُلِها، ويُضَمُّ، كما في المُحْكَمِ.
والدِّخَالُ: من المَفَاصِلِ دُخولُ بعضِها في بعضٍ قالَ العجَّاجُ:
وطِرْفةٍ شُدَّت دِخالًا مُدْرَجا
كالدَّخيلِ كذا في النسخِ.
وفي المُحْكَمِ: تدَاخُلُ المَفاصِلِ ودِخالُها ولم يَذْكُر الدَّخِيل فتأمَّلْ.
والدِّخْلَةُ: بالكسرِ تَخْليطُ أَلْوانٍ في لَوْنٍ، كذا نصُّ المُحْكَمِ.
ونَصُّ التَّهْذِيبِ: الدِّخْلَةُ في اللَّوْنِ: تَخْليطٌ من أَلْوانٍ في لونٍ.
قلْتُ: وهكذا هو في العَيْنِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو حَسَنُ الدِّخْلَةِ والمَدْخَلِ أَي حَسَنُ المَذْهَبِ فى أُمورِه وهو مجازٌ. وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الدَّوْخَلَّةُ: بالتَّشدِيدِ وتُخَفَّفُ سَفيفةٌ تُنْسَجُ من خُوصٍ يُوضَعُ فيها التَّمْرُ. ونصُّ ابن السِّكِّيت يجعل فيه الرُّطَب والجَمْعُ الدَّواخِيلُ قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
بَيْتُ جَلوفٌ بارِدٌ ظِلُّه *** فيه ظِبَاءٌ ودَوَاخِيلُ حُوْصْ
والدَّخُولُ: كقَبولٍ موضع في دِيارِ بَنِي أَبي بَكْرِ بنِ كلابٍ يُذْكَرُ مَعَ حَوْمَلٍ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:
بسقْطِ اللّوَى بَيْن الدُّخُولِ فحَوْمَلِ
والدَّاخِلُ: لَقَبُ زُهَيْرِ بنِ حَرامٍ الشَّاعِر الهُذَلِيِّ أَخِي بنِي سَهْمِ بنِ معَاوِية بنِ تَمِيمٍ وابْنه عُمَر بن الدَّاخِل شاعِرٌ أَيْضًا.
والدَّخيلِيُّ: كأَمِيرِيٍّ الظَّبْيُّ الرَّبيبُ، وكذلِكَ الأَهِيليُّ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاعِي الذي قدّمْناهُ سَابقًا، فقالَ: الدَّخِيليُّ: الظَّبْيُ الرَّبيبُ يُعَلَّقُ في عُنُقِه الوَدَع، فَشَبَّه الوَدَع في الرَّحْلِ بالوَدَعِ في عُنُقِ الظَّبْي، يقولُ: جَعَلْن الوَدَع مُقَدَّم الرَّجْلِ.
وهناكَ قَوْلٌ آخَرُ لأَبي نَصْر تقدَّمَ ذِكْرُه وقد غَلِطَ المصنَّفُ فيه.
ودَخْلَةُ: كحَمْزَةَ: قرية كثيرةُ التَّمْرِ، قالَ نَصْرُ: أَظُنّها بالبَحْرَين.
وقالَ أَبُو عَمْرٍو: الدَّخْلَةُ: مَعْسَلَةُ النَّحْلِ الوَحْشيَّةِ.
وهَضَبُ مَداخِلَ، وفي العُبَابِ: هَضُب المداخِلَ، مُشْرِفٌ على الرَّيَّانِ شَرْقِيَّةُ.
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: الدَّخْلِلُ كزِبْرِجٍ: ما دَخَلَ من اللَّحْمِ بين اللَّحْمِ، وفي بعضِ النسخِ: ما دَخَلَ من الشَّحْمِ، ونصُّ المُحِيطِ: ما قَدَّمْناهُ.
والدُّخَيْلِياءُ، بالضمِ مَمْدُودًا، لَعْبَةٌ لهم أي للعَرَبِ كما في العباب.
والمُتَدَخِّلُ في الأُمورِ مَن يَتَكَلَّفُ الدُّخولَ فيها وهو القِياسُ في بابِ التفَعّلِ.
والدُّخَّلَةُ: كقُبَّرَةٍ كلُّ لَحْمَةٍ مُجْتَمِعَةٍ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
ونَخْلَةٌ مَدْخولَةٌ: عَفِنَةُ الجَوْفِ قَدْ أَصَابَها دَخْلٌ.
والمَدْخولُ: المَهْزولُ والدَّاخِلُ في جَوْفِه الهُزَالُ. يقالُ: بَعيرٌ مَدْخولٌ وفيه دَخَلٌ وفيه دَخَلٌ بَيِّن من الهُزَالِ.
والمَدْخولُ: مَن في عَقْلِهِ دَخَلٌ أَو في حَسَبِه.
وقد دُخِلَ كعُنِيَ وقد تقدَّمَ.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
الدُّخْلُ بالضمِ والدُّخْنُ: الجاورس.
وفلانٌ حَسَنُ المَدْخَلِ والمَخْرَجِ أي حَسَن الطَّريقةِ مَحْمودُها.
والدَّخِيلُ: فَرَسٌ بَيْن فَرَسَين في الرّهَانِ كما في العُبَابِ.
والدَّخِيلُ: الضَّيفُ لدخُولِه على المَضِيفِ، كما في المُحْكَمِ، ومنه قَوْلُ العامَّةِ: أَنَا دَخِيلُ فلانٍ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الدُّخْلُلُ والدَّخَّالُ والدَّاخِلُ، كُلُّه: دَخَّالُ الأُذُنِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهو الهِرْنِصَانُ.
وقالَ السُّكَّرِيُّ في شَرْحِ قَوْلِ الرَّاعِي السابقِ: دَخِيليُّ خيل كانَ يقالُ لها بنَاتُ دَخِيل، وبعضُهم يَرْوِيه: دَخوليٌّ أي من ظَبْيٍ من الدخولِ.
وتَدَاخُلُ الأُمُورِ ودِخالُها: تَشابُهها والتباسُها ودخولُ بعضِها في بعضٍ.
وإذا ائتُكِلَ الطّعامُ سُمِّي مَدْخولًا ومَسْرُوفًا.
وناقَةٌ مُدَاخِلَة الخلقِ إذا تَلاحَكَت واكْتَنَزَت واشْتَدَّ أَسْرُها، وقَوْلُ ابن الرِّقَاع:
فرَمَى به أَدبارَهُنَّ غلامُنا *** لما اسْتَتَبَّ به ولم يَسْتَدْخِلِ
يقُولُ: لم يَدْخُل الحَمَرَ فَيَخْتِلَ الصّيدَ ولكنَّه جَاهَرَها.
والدُّخْلُلُون: الأخِلّاءُ والأَصْفِياءُ، ومنه قَوْلُ امْرِئِ القَيْسِ:
ضَيَّعَه الدُّخْلُلون إذ غَدَرُوا
هم الخاصَّةُ هُنا؛ وأَيْضًا الحَشْوةُ الذين يَدْخُلُون في قومٍ وليْسُوا منهم فهو من الأَضْدَادِ قالَهُ الأَزْهَرِيُّ.
ودخل التَّمْر تَدخيلًا جَعَلَه في الدَّوْخَلَةِ وتداخلنِي منه شيءٌ.
وذاتُ الدَّخُولِ، كصَبُورٍ، هَضَبَةٌ في دِيارِ سليم.
ومَحَلَّةُ الداخِلِ بالغَرْبيةِ من مِصْرَ وقد ذُكِرَتْ في «ح ل ل».
والمدخُولُ: الدخلُ.
والمُدَاخِلُ: هو الدُّخْللُ في الأُمورِ.
والدّخَّالُ: كشَدَّادٍ الكثيرُ الدخُولِ.
والدَّاخِلُ: لَقَبُ عبْدِ الرَّحْمنِ بنِ مُعَاوِية بنِ هِشَامِ لأَنَّه دَخَلَ الأَنْدَلُس وتملَّكَ ولدُه بها.
وأَبُو يَعْقوب يوسف بنُ أَحْمد بنِ الدَّخِيلِ، كأَميرٍ، محدِّثٌ.
ودَخِيلُ بنُ إياس بنِ نُوحِ بنِ مجاعة بنِ مرارَةَ الحنفيُّ من أَتْباعِ التابِعِين ثِقَةٌ من أَهْلِ اليَمَامَةِ.
ودَخِيلُ بنُ أَبي الخَلِيلِ صَالِح بن أَبي مَرْيم يَرْوِي عن يَحْيَى بنِ مُعِين ويقالُ فيه دُخَيْلُ كزُبَيْرٍ كما في العُبَابِ.
قلْتُ: وهو تابِعِيٌّ ضبعي من أَهْلِ البَصْرَة رَوَى عن أَبي هُرَيْرَةَ وعنه مَطَر الوَرَّاق ذَكَرَه ابنُ حَبَّان، ففي كَلامٍ الصَّاغانيّ نَظَرٌ ظاهِرٌ.
ودَخَلَ بامْرَأَتِه: كِنايَةٌ عن الجِماعِ، وغَلَبَ اسْتِعْمَاله في الوَطْءِ الحَلالِ.
والمَرْأَةُ مَدْخُولٌ بها.
قلْتُ ومنه الدَّخْلَةُ لليلَةِ الزَّفافِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
32-تاج العروس (لو لوو لولو)
[لوو]: ولَوِيَ القِدْحُ والرَّمْلُ، كرَضِيَ، يَلْوَى لَوًا، كذا في النسخِ، وفي كتابِ أبي عليِّ: لَوَى وقالَ: يكْتَبُ بالياءِ، فهو لَوٍ، مَنْقُوصٌ: اعْوَجَّ، كالْتَوَى فيهما، عن أبي حنيفَةَ.واللِّوَى، كإِلَى: الاسْمُ منه، وهو ما الْتَوَى من الرَّمْلِ.
وقالَ الجَوْهرِي: وهو الجَدَدُ بعْدَ الرَّمْلةِ؛ ونقلَه القالِي عن الأصْمعي وأَنْشَدَ لامْرئِ القَيْسِ:
بسقْطِ اللِّوى بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ
وفي التهذيبِ: اللِّوَى: مُنْقَطَعُ الرَّمْلةِ.
وفي الأساسِ: مُنْعَطَفُه.
أَو مُسْتَرَقُّهُ؛ كما في المُحْكم، الجمع: ألْواءٌ، وكَسَّرَه يعقوب على أَلْوِيَةٍ فقالَ يَصِفُ الضِّمَخ: ينبتُ في أَلْوِيَةِ الرَّمْلِ ودَكادِكِه، وإِيَّاه تبعَ الجَوْهرِي، فقالَ: وهما لِوَيانِ، والجَمْعُ الأَلْويةُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وفِعَل لا يُجْمَع على أَفْعِلةٍ.
وأَلْوَيْنا: صِرْنا إليه. يقالُ: أَلْوَيْتم؛ أَي بَلَغْتُم لِوَى الرَّمْلِ.
ولِواءُ الحيَّةِ، كذا في النسخِ والصَّوابُ لِوَى الحيَّة حِواؤُها، وهو انْطِواؤُها، كما هو نَصُّ المُحْكم والقالِي؛ زادَ الأخيرُ: والْتِواؤُها، قالَ: وهو اسْمٌ لا مَصْدَر.
ولاوَتِ الحيَّةُ الحيَّةَ ملاواةً ولِواءً: الْتَوَتْ عليها.
وتَلَوَّى الماءُ في مَجْراه: انْعَطَفَ ولم يَجْرِ على الاسْتِقَامَةِ؛ كالْتَوَى.
وتَلَوَّى البَرْقُ في السَّحابِ: اضْطَرَبَ على غيرِ جِهَةٍ.
وقَرْنٌ أَلْوَى: أَي مُعْوَجٌّ، الجمع: لُيٌّ، بالضَّمِّ حَكَاها سِيْبَوَيْه، قالَ: وكذلكَ سَمِعْناها مِن العَرَبِ، قالَ: ولم يَكْسِرُوا، وإن كانَ ذلكَ القِياس، وخالَفُوا بابَ بِيض لأنَّه لمَّا وَقَعَ الإدْغامَ في الحرْف ذهَبَ المدُّ وصارَ كأنَّه حرْفٌ متحرِّكٌ، والقِياسُ الكسرُ لمجاوَرَتِها الياء.
ولَواهُ دَيْنَه وبدَيْنِهِ لَيًّا بالفتح، ولِيًّا ولِيَّانًا، بكسرهما، الذي في المُحْكم بالكَسْر والفَتْح فيهما معًا، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الفَتْح في لَيَّان وهي اللُّغَةُ المَشْهورَةُ؛ وعَجِيبٌ من المصنِّفِ كيفَ تَرَكَه مع شُهْرتِهِ، وما ذلكَ إلَّا قُصُورٌ منه؛ وحكَى ابنُ برِّي عن أبي زَيدٍ قالَ: لِيّان، بالكسر، لُغَيَّةٌ؛ مَطَلَهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لذي الرُّمَّة:
تُرِيدِينَ لَيَّاني وأَنْت مَلِيئَةٌ *** وأُحْسِنُ يا ذاتَ الوِشاحِ التَّقاضِيا
ويُرْوَى: تُسِيئِينَ لَيَّاني، وفي التّهذيبِ: تُطِيلِينَ.
وفي الحديثِ: «لَيُّ الواجِدِ يُحِل عِرْضَه وعُقوبَتَه»، وقالَ الأعْشى:
يَلْوِينَني دَيْني النَّهارَ وأَقْتَضِي *** دَيْني إذا وَقَدَ النُّعاسُ الرُّقَّدا
وأَلْوَى الرَّجُلُ: خَفَّ؛ كذا في النسخِ والصَّوابُ جَفَّ؛ زَرْعُه، بالجيم كما هو نَصّ التَّهْذيب.
وأَلْوى: خاطَ لِواءَ الأميرِ؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
وقيلَ: عَمِلَه ورَفَعَه؛ عن ابنِ الأعْرابي؛ ولا يقالُ لَواهُ، كذا في المُحْكم.
وأَلْوى: أَكْثَر التَّمَنِّي؛ نقلَه الأزْهرِي أَيْضًا؛ أَي إذا أَكْثَر مِن حَرْف لَوْ في كَلامِه، وهو مِن حُرُوف التَّمنِّي.
وأَلْوَى: أَكَلَ اللَّوِيَّةَ، كغَنِيَّةٍ، وهو ما يدَّخِرُه الرَّجُل لنَفْسِه أَو للضَّيْف؛ كما سَيَأْتي.
وأَلْوَى بثَوْبِه: إِذا لَمَعَ وأَشارَ؛ كما في الصِّحاحِ؛ وبيدِهِ كذلكَ، كما في الأساسِ.
وفي التهذيبِ: قيلَ: أَلْوَى بثَوْبِه الصَّريخُ والمرأَةُ بيدَيْها.
وأَلْوَى البَقْلُ: ذَبُلَ وذَوَى وَجَفَّ.
وأَلْوَى بحقِّه: إذا جَحَدَهُ إِيَّاه، كلَوَاه حقَّه ليًّا؛ وهذه عن ابن القطَّاع.
وأَلْوَى به: ذَهَبَ؛ ومنه الحديثُ: «أنَّ جِبريلَ، عليهالسلام، رَفَعَ أَرْضَ قَوْمِ لُوط ثم أَلْوَى بها حتى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ ضُغاءَ كِلابِهم» أَي ذَهَبَ بها.
وفي الصِّحاح: أَلْوَى فلانٌ بحقِّي إذا ذَهَبَ به.
وأَلْوَى بما في الإناءِ من الشَّرابِ: اسْتَأْثَرَ به وغَلَبَ على غيرِهِ؛ وقد يقالُ ذلكَ في الطَّعام؛ وقولُ ساعِدَةَ الهُذَليّ:
سادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيع ثَمانِيًا *** يُلْوِي بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ
أَي يَشْرَب ماءَها فيذْهَب به.
وأَلْوَتْ به العُقابُ: أَخَذَتْه وطارَتْ به؛ وفي الأساس: ذَهَبَتْ.
وفي الصِّحاح: أَلْوَتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبُ أي ذَهَبَتْ به، وفي التهذيب: مثل أَيْهات أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ كأنَّها داهِيَةٌ، لم يفسِّر الأصْمعي أَصْلَه.
ومِن المجازِ: أَلْوَى بهم الدَّهْرُ؛ أَي أَهْلَكَهُم؛ قالَ الشاعرُ:
أَصْبَحَ الدَّهْرُ وقد أَلْوَى بهم *** غَيْرَ تَقْوالِك من قيلٍ وقالِ
وأَلْوَى بكَلامِه: خالَفَ به عن جِهَتِه؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
واللَّوِيُّ كغَنِيِّ: يَبِيسُ الكَلإ والبَقْلِ، كما في المُحْكم.
وقال الجَوْهري: هو على فَعِيلٍ ما ذَبُلَ من البَقْلِ.
أَو ما كانَ منه بينَ الرَّطْبِ واليابسِ؛ عن ابنِ سِيدَه.
وقد لَوِيَ، كرَضِيَ لَوًى وأَلْوَى صارَ لَوِيًّا؛ وتقدَّمَ أَلْوَى قرِيبًا فهو تِكْرار.
والأَلْوَى من الطَّريقِ: البَعِيدُ المَجْهولُ، وقد لَوِيَ لَوًى.
والأَلْوَى: الشَّديدُ الخُصومَةِ الجَدِلُ السَّلِيطُ الذي يَلْتَوِي على خَصْمِه بالحجَّةِ ولا يُقِرُّ على شيءٍ واحِدٍ.
وفي المَثَلِ: لتَجِدَنَّ فلانًا أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَر؛ يُضْرَبُ في الرجُلِ الصَّعْبِ الخلقِ الشَّديدِ اللَّجاجَةِ؛ قالَ الشاعرُ:
وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرّ *** أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ من خَيْرٍ وشَرّ
والأَلْوَى: المُنْفَرِدُ المُعْتَزِلُ عن النَّاسِ؛ قال الشَّاعرُ يصِفُ امْرأَةً:
حَصانٌ تُقْصِدُ الألْوَى *** بعَيْنَيْها وبالجيدِ
وهي لَيَّاءُ. قالَ الأزْهرِي: ونِسْوةٌ لِيَّانٌ، وإن شِئْتَ بالتاءِ لَيَّاواتٍ، والرِّجالُ أَلْوُونَ، والتاءُ والنونُ في الجماعاتِ لا يمتَنِعُ منهما شيءٌ من أَسْماءِ الرِّجالِ والنِّساءِ ونُعوتِهما، وإن فعل فهو لَوَى يَلْوِي لَوًى، ولكن اسْتَغْنَوْا عنه بقوْلِهم لَوَى رأْسَه.
والألْوَى: شَجَرَةٌ تُنْبِت حِبالًا تَعَلَّقُ بالشَّجَرِ وتَلْتَوِي عليها، ولها في أَطْرافِها ورقٌ مدوَّرٌ في طَرَفِه تَحْديدٌ؛ كاللُّوَيِ، كسُمَيِّ؛ كذا في المُحْكم.
واللَّوِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: ما خَبَأْتَهُ لغيرِكَ من الطَّعامِ؛ قالَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ:
قُلْتُ لذاتِ النُّقْبةِ النَّقِيَّهْ *** قُومي فَغَدِّينا من اللَّوِيَّهْ
وفي التهذيبِ: ما يدَّخِره الرَّجلُ لنفْسِه أَو للضَّيْفِ؛ قالَ:
آثَرْت ضَيْفَكَ باللَّوِيَّة والذي *** كانتْ له ولِمِثْلِه الأَذْخارُ
وفي المُحْكم: اللَّويَّةُ: ما خَبَأْتَهُ عن غيرِكَ وأَخْفَيْتَه؛ وقيلَ: هي الشيءُ يُخْبَأُ للضَّيْفِ؛ وقيلَ: هي ما أَتْحَفَتْ به المرأَةُ زائِرَها أَوْ ضَيْفَها؛ والوَلِيَّةُ: لُغَةٌ فيها مَقْلوبَةٌ؛ الجمع: لَوايَا ووَلايَا يثْبتُ القَلْبُ في الجَمْعِ أَيْضًا؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
الآكِلُونَ اللَّوايا دُونَ ضَيْفِهِم *** والقِدْرُ مَخْبوءَةٌ منها أَثافِيها
قالَ الأزْهرِي: وسَمِعْت كِلابيًّا يقولُ لقَعِيدةٍ له: أَينَ لَويَاكِ وحَواياكِ ألا تُقَدِّمينَها إلينا؟ أَرادَ: أَينَ مَا خَبَأْتِ من شَحْمةٍ وقَديدةٍ وشبهِهما من شيءٍ يُدَّخَر للحقوقِ.
واللَّوَى، بالفتح مَقْصور: وَجَعٌ يكونُ في المَعِدَةِ؛ وفي كتابِ القالِي: في الجَوْفِ؛ ومِثْلُه في الصِّحاح؛ زادَ القالِي: عن تخمَةٍ، يُكْتَبُ بالياءِ.
واللَّوَى: اعْوِجاجٌ في الظَّهْرِ. يقالُ: فَرَسٌ به لَوًى، إذا كانَ مُلْتَوِي الخلِقِ؛ وهذا فَرَسٌ ما به لَوًى ولا عَصَلٌ؛ وأَنْشَدَ القالِي للعجَّاج:
شَدِيد جلز الصّلْب مَعْصُوب الشَّوَى *** كالكَرِّ لا شخبٍ ولا به لَوَى
وقد لَوِيَ، كرَضِيَ، لَوًى يُكْتَبُ بالياءِ، فهو لَوٍ، مَنْقوصٌ، فيهما؛ أَي في الوَجَعِ والاعْوِجاجِ. يقالُ: لَوِيَ الرجلُ ولَوِيَ الفَرَسُ.
واللِّواءُ، بالمدِّ أي مع الكسْرِ، وإنَّما أَطْلَقَه لشُهْرتِه؛ وأَنْشَدَ القالِي للَيْلى الأَخْيَلِيَّة:
حتى إذا رفعَ اللِّواء رأَيْته *** تحْتَ اللِّواءِ على الخَميسِ زَعِيما
وقال كعْبُ بنُ مالِكٍ:
إنَّا قَتَلْنا بقَتْلانا سُرَاتكم *** أَهْل اللِّواءِ ففيم يكثُرُ القِيل؟
واللِّوايُ، قالَ الجَوْهرِي: هي لُغَةٌ لبعضِ العربِ؛ وأَنْشَدَ:
غَداةَ تَسايَلَتْ من كلِّ أَوْبٍ *** كتائبُ عاقِدينَ لهم لِوايا
العَلَمُ؛ قالَ القالِي: هو الذي يُعْقَدُ للأميرِ؛ الجمع: أَلْوِيَةٌ، وجج جَمْعُ الجَمْع أَلْوِياتٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
جُنْحُ النَّواصِي نحوُ أَلْوياتِها
وأَلْوَاهُ: عَمِلَه ورَفَعَهُ، ولا يقالُ لَواهُ؛ كما في المُحْكم.
واللَّوَّاءُ، كشَدَّادٍ: طائِرٌ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه، كأنَّه سُمِّي باسْمِ الصَّوْتِ.
واللَّاوِيا: نَبْتٌ؛ وهو في المُحْكم وكتابِ القالِي مَمْدودٌ، وقالا: ضَرْبٌ من النَّبْتِ.
وأَيْضًا: مِيسَمٌ يُكْوَى به؛ عن ابنِ سِيدَه.
وقالَ القالِي: هي الكَاوِياءُ، وقد تقدَّمَ.
واللَّوَى: بمعْنَى اللَّاتِي، التي هي جَمْعُ التي، أَصْلُه اللَّواتِي، سَقَطَتْ منه التاءُ والياءُ ثم رُسِمَت بالياءِ، يقالُ: هنَّ اللَّوَى فَعَلْنَ؛ حَكَاهُ اللّحْياني؛ وأَنْشَدَ:
جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ *** مِنَ اللَّوَى شُرِّفْن بالصِّرارِ
وقد تقدَّم هذا للمصنِّفِ في التي.
واللُّوَى، بالضَّمِّ: الأباطِيلُ.
وقالَ الجَوْهرِي: اللَّاؤُونَ جَمْعُ الذي مِن غيرِ لَفْظِه، وفيه ثلاثُ لُغاتٍ: اللَّاؤُونَ في الرَّفْع، واللَّائِينَ في النَّصْبِ والخَفْض، واللَّاؤُو، بلا نونٍ، قالَ ابن جنِّي: حَذَفُوا النونَ تَخْفِيفًا؛ كُلُّه بمعْنَى الذينَ. قالَ الجَوْهرِي: واللّائِي، بإثْباتِ الياءِ، في كلِّ حالٍ يَسْتَوِي فيه الرِّجالُ والنِّساءُ، ولا يُصَغَّرُ، لأنَّهم اسْتَغْنوا عنه باللَّتِيَّاتِ للنِّساءِ، وباللَّذيُّون للرِّجالِ، وقد تقدَّم ذلكَ.
واللَّوَّةُ: الشَّرْهَةُ؛ كذا في النسخِ والصَّوابُ الشَّوْهَةُ بالواوِ، كما هو نصُّ التهذيبِ. وفي المُحْكم: السَّوْأَةُ.
ويقالُ: هذه والله الشَّوْهَةُ واللَّوْأَةُ واللَّوَّةُ، وقد لَوَّأَ اللهُ به، بالهَمْزِ؛ أَي شَوَّهَ؛ قالَ الشاعرُ:
وكنت أُرَجِّي بعد نَعْمانَ جابرًا *** فَلَوَّأَ بالعَيْنَين والوَجْه جابرُ
واللُّوَّةِ، بالضَّمِّ: العُودُ القماري الذي يُتَبَخَّرُ به، لُغَةٌ في الأَلُوَّةُ، فارِسيٌّ مُعَرَّبٌ، كاللِّيَّةِ، بالكسر، قالَ ابنُ سِيدَه: وهو فارِسيٌّ مُعَرَّبٌ.
واللَّيّاءُ، كشَدَّادٍ: الأرضُ البَعِيدَةُ عن الماءِ؛ هكذا ضَبَطَه القالِي في كتابِه وقالَ: هي الأرضُ التي بَعُدَ ماؤُها، واشْتَدَّ السَّيْرُ فيها؛ وأَنْشَدَ للعَجَّاج:
نازِحةُ المِياهِ والمُسْتافِ *** لَيَّاءُ عن مُلْتَمِسِ الإخْلَافِ
ذات فيافٍ بَيْنها فَيافِ
قالَ: وأَنْشَدْناه أَبو بكْرِ بْنُ الأنْبارِي، قالَ: المُسْتافُ الذي ينْظرُ ما بعْدَها، والإخْلاف: الاسْتِقاءُ، أي هي بَعِيدَةُ الماءِ فلا يَلْتَمِسُ بها الماءَ مَنْ يُريدُ اسْتِقاءَهُ.
وغَلِطَ الجَوْهرِي في قَصْرِه وتَخْفِيفِه، ونَصّه في كتابِه: واللَّيّا، مَقْصورٌ: الأرضُ البَعِيدَةُ من الماءِ، فالقَصْر ضَبْطُه كما تَرَى، وأمَّا التَّخْفيفُ والكَسْر فهو مِن ضَبْطِه بخطِّه في النسخِ الصَّحِيحةِ.
فقوْلُ شيْخنا: ليسَ في كَلامِه ما يدلُّ على قَصْرٍ وتَخْفيفٍ، وكأنَّ نسْخَةَ المصنِّفِ مُحَرَّفةً فاعْتَمَدَ التَّحْريفَ على الاعْتِراضِ غَيْر متجه، فتأَمَّل.
ولُوَيَّةُ، كسُمَيَّة: موضع بالغَوْرِ قُرْبَ مكَّةَ دُونَ بُسْتانِ ابنِ عامِرٍ في طرِيقِ حاجِّ الكُوفَةِ، وكان قَفْرًا قِيًّا، فلمَّا حَجَّ الرَّشيدُ اسْتَحْسَنَ فَضاءَهُ فبَنَى فيه وغَرَسَ في خيفِ الجَبَلِ وسمَّاهُ خيفُ السَّلام، قالَهُ نَصْر.
ولِيَّةُ، بالكَسر وتَشْديدِ التَّحْتِيَّةِ: وادٍ لثقيفٍ بالحِجازِ.
وفي المُحْكم: مَكانٌ بوادِي عُمَان.
أَو جَبَلٌ بالطَّائِفِ أَعْلاهُ لثقيفٍ وأَسْفَلَه لنَصْرِ بنِ مُعاوِيَةَ، وفرَّقَ بَيْنهما الصَّاغاني فضَبَطَ الأوَّل بالتَّخْفيفِ، والثَّاني بالتَّشْديدِ.
واللِّيَّةُ، أَيْضًا بالتَّشْديدِ: القَراباتُ الأَدْنُونَ، وقد جاءَ في الحديثِ هكذا بالتَّشْديدِ في بعضِ رواياتِهِ، وهو مِن اللّيِّ كأن الرَّجُل يَلْوِيَهم على نَفْسِه ويُرْوَى بالتَّخْفِيفِ أَيْضًا؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
وأَلْوَاءُ الوادِي: أَحْناؤُه، جَمْعُ لِوًى، بالكسْر. وكذا الألْواءُ من البِلادِ نَواحِيها جَمْعُ لِوًى أَيْضًا. ويقالُ: بَعَثُوا بالسِّواءِ واللِّواءِ، مَكْسُورَتَيْنِ، أَي: بَعَثُوا يَسْتغيثونَ.
واللِّوايَةُ، بالكسر: عَصًا تكونُ على فَمِ العِكْم يُلْوَى بها عليها.
وتَلاوَوْا عليه: اجْتَمَعُوا، تَفاعَلُوا مِن الليِّ، كأنَّهم لَوَى بعضُهم على بعضٍ.
ولَوْلَيْتُ مُدْبِرًا: أَي وَلَّيْتُ.
واللَّاتُ: صَنَمٌ لثقيفٍ، وهي صَخْرَةٌ بَيْضاءُ مُرَبَّعَة بَنَوا عليها بنيةً ويُذْكَر مع العُزَّى، وهي اليَوْمِ تحْتَ مَنارَةِ مَسْجِدِ الطائِفِ؛ فَعَلَةٌ، بالتَّحْريكِ، من لَوَى عليه؛ أَي عَطَفَ وأَقامَ؛ عن أَبي عليِّ الفارِسِيّ، قالَ: يدلُّكَ عليه قولُه تعالى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ}. وقد ذُكِرَ في «ل ا ه»، وفي «ل ت ت».
وزَجُّ لاوَةَ: موضع بناحِيَةِ ضَرِيَّةَ.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَلَوَّتِ الحَيَّةُ: انْطَوَتْ. وتَلَوَّى من الجُوعِ تَلَوِّي الحَيَّة.
وأَلْوَتِ الأرضُ: صارَ بَقْلُها لَوِيًّا.
ولَوى لَوِيةً والْتَوَاها: اتَّخَذَها.
وعُودٌ لَوٍ: أَي مُلْتَوٍ.
وحَكَى ثَعْلب: لَوِيتُ لاءً حَسَنَةً؛ أَي عَمِلْتها؛ ونقلَهُ اللّحْياني عن الكِسائي، ومَدْلاءً لأنَّه قد صَيَّرها اسْمًا، والاسْمُ لا يكونُ على حَرْفَيْن وضعًا، قالَ: وإذا نَسَبْتَ إليها قُلْت لَوَوِيٌّ.
وقَصِيدَةٌ لَوِوِيَّةٌ: قافِيَتُها لا؛ قالَ الكِسائي: وهذه لاءٌ ملوَّاةٌ أَي مَكْتُوبَةٌ.
ولاوَى: اسْمُ رجُلٍ أَعْجَمِيِّ؛ قيلَ: هو مِن ولدِ يَعْقوب عليهالسلام.
ولَاوَى فلانًا: خالَفَهُ.
ولَاوَيْتُ: قُلْتُ: لا.
وقالَ: ابنُ الأعْرابي: لَوْلَيْت بهذا المَعْنَى.
وكبشٌ أَلْوَى وشاةٌ لَيَّاءُ مِن شاءٍ لييين.
وألْوَى: عَطَفَ على مُسْتَغِيثٍ.
وألْوَتِ الحَرْبُ بالسَّوامِ: إذا ذهَبَتْ بها وصاحِبُها يَنْظُر إليها؛ وهو مجازٌ. والألْوَى: الكَثيرُ المَلاوِي؛ وأَيْضًا: الشَّديدُ الالْتِواء.
و {لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ}: قُرِئَ بشدِّ وخفِّ، والتَّشْديدُ للكثْرَةِ.
ولَوِيتُ عن هذا الأمْرِ كرَضِيتُ: أَي التَوَيْت عنه؛ قالَ:
إذا الْتَوَى بي الأمْرُ أَو لَوِيتُ *** مِن أَيْنَ آتي الأمرَ إذا أُتِيتُ؟
ولُوَيُّ بنُ غالِبٍ، بلا هَمْزٍ، لُغَةُ العامَّة؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
ولَوَى عليه الأمْرَ تَلْوِيَةً: عَرَضَهُ، كما في التهذيبِ؛ وفي الأساسِ: عَوَّصَه عليه.
والْتَوَى عليه الأمْر: اعْتَاصَ.
والْتَوَتْ عليَّ حاجَتِي: تَعَسَّرَتْ.
ومُلْتَوَى الوادِي: مُنْحناهُ.
ويقالُ للرَّجلِ الشَّديدِ: ما يُلْوَى ظَهْرُه؛ أَي لا يَصْرعُه أَحَدٌ.
وهو يَلْوِي أَعْنَاقَ الرِّجالِ: أَي يَغْلبُهم في الجِدَالِ.
والمَلاوِي: الثَّنايَا المُلْتَوِيَةُ التي لَا تَسْتَقِيمُ.
يقالُ: سَلَكُوا المَلاوِي.
وملّوةُ، بتَشْديدِ اللامِ: مدينةٌ بالصَّعِيدِ.
والألْوِيَةُ: المَطارِدُ، وهي دونَ الأَعْلامِ والبُنود؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
ولِواءُ الحَمْدِ: ممَّا اخْتُصَّ به صلى الله عليهوسلم، يومَ القِيامَةِ.
واللّواءُ: العلامَةُ؛ وبه فسِّرَ الحديثُ: «لكلِّ غادِرٍ لواءٌ يومَ القِيامَةِ»؛ أَي علامَةٌ يُشْتَهَرُ بها.
ولَوَى عنه عطفَه: إذا ثَناهُ وأَعْرَضَ عنه أَو تَأَخَّرَ، ويُشَدَّدُ.
واللّيُّ: التّشدُّدُ والصَّلابَةُ.
واللِّوَى، بالكسر: وادٍ في جَهَنَّم، أَعاذَنا اللهُ منه.
واللِّوا، بالكسر مَقْصورٌ: لُغَةٌ في اللِّواءِ، بالمدِّ، وقد جاءَ في شِعْر حسَّان: أَصْحابُ اللِّوا، أَيْضًا نقلَهُ الخطابي.
وقالَ يَعْقُوب: اللِّوى وريام: وادِيانِ لنَصْر وجشمٍ؛ وأَنْشَدَ للحقيق:
وإني من بغضي مَسُولاء واللّوى *** وبطنِ رِيام مُحَجّلُ القيدِ نَازعُ
ولَوَى الرجُلُ لَوًى: اشْتَدَّ بُخْلُه.
وأَلْوَى بالحَجَرِ: رَمَى به.
واللِّوَى: مَوْضِعٌ بينَ ضريَّةَ والجديلَةِ على طرِيقِ حاجِّ البَصْرةِ.
واللَّوَّاءُ، كشدَّادٍ: عقبَةٌ بينَ مكَّةَ والطائِفِ؛ عن نَصْر.
واللَّيَّاءُ، كشدَّادٍ: مَوْضِعٌ في شِعْرٍ، عن نَصْر أَيْضًا.
وأَلْوَى الأميرُ له لِواءً: عَقَدَه.
واسْتَلْوَى بهم الدَّهْرُ: كألْوَى.
قالَ ابنُ برِّي: وقد يَجِيءُ اللَّيَّانُ بمعْنَى الحَبْسِ وضِدّ التَّسْريح؛ وأَنْشَدَ:
يَلْقَى غَريمُكُم من غيرِ عُسْرَتِكُمْ *** بالبَذْلِ مَطْلًا وبالتَّسْريحِ لَيَّانا
وذَنَبٌ أَلْوَى: مَعْطوفٌ خَلْقَةً مثْلُ ذَنَبِ العَنزِ.
وجاءَ بالهَواءِ واللّواءِ: أَي بكلِّ شيءٍ، وسَيَأْتِي للمصنِّفِ في «ه ي ا».
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
33-تاج العروس (فا الفاء)
[فا]: الفاء: حَرْفٌ مِن حُروفِ التَّهجي مَهْموسٌ، يكونُ أَصْلًا ولا يكونُ زائِدًا مَصُوغًا في الكَلامِ. وفَيَّيْتُ فاءً: عَمِلْتُها.والفاءُ المُفْرَدَةُ: حَرْفٌ مُهْمَلٌ؛ أَي ليسَتْ مِن الحُروفِ العامِلَةِ.
وقال شيْخُنا: لا يُرادُ إهْمالُها في أَي حالةٍ مِن أَحْوالِها أَو تَنْصِبُ، نحوُ: ما تأْتِينا فتُحَدِّثَنا.
قال شيْخُنا: الناصِبُ هو أَنْ مُقدَّرَة بَعْدَها على ما عُرِفَ في العَربيَّةِ.
* قُلْت: وهذا قد صَرَّحَ به الجَوْهرِي كما سَيَأْتي.
أَو تَخْفِضُ، نحوُ قول الشَّاعرِ:
فمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ *** فأَلْهَيْتها عن ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
بجَرِّ مثلِ؛ قال شيْخُنا: الخافِضُ هو رُبَّ المُقدَّرَة بَعْدَها لا هي على ما عُرِفَ في العربيَّةِ.
* قُلْت: وهذا قد صَرَّحَ به صاحِبُ اللُّبابِ، قالَ في بابِ رُبَّ: وتُضْمَرُ بَعْد الواوِ كثيرًا والعَمَل لها دُونَ الواوِ خِلافًا للكُوفِيِّين، وقد يَجِيءُ الإضْمارُ بعْدَ الفاءِ نحوُ: فمِثْلِكِ حُبْلَى، فتأَمَّل.
وتَرِدُ الفاءُ عاطِفَةً، ولها مَواضِعُ يُعْطَفُ بها: وتُفِيدُ؛ وفي الصِّحاح: وتدلُّ على التَّرْتِيب، وهو نَوْعان: مَعْنَوِيٌّ: كقامَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو، وذِكْرِيٌّ: وهو عَطْفُ مُفَصَّلٍ على مُجْمَلٍ، نحوُ قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمّا كانا فِيهِ. وقال الفرَّاء: إنَّها لا تُفِيدُ التَّرْتِيبَ واستدلَّ بقوله تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا} {بَياتًا}؛ وأُجِيبَ بأَنَّ المَعْنى أَرَدْنا إهْلاكَها؛ أَو للتَّرْتيب الذكري؛ قالَهُ القرافي.
وتُفِيدُ التَّعْقِيبَ؛ وهو في كلِّ شيءٍ بحَسَبِه كتَزَوَّجَ فوُلِدَ له ولَدٌ وبينهما مُدَّةُ الحَمْلِ.
وفي الصِّحاح: للفاءِ العاطِفَةِ ثلاثَةُ مَواضِع: الأوَّل: تعطفُ بها وتدلُّ على التّرْتيبِ والتَّعْقِيبِ مع الإشْرَاكِ، تقولُ: ضَرَبْتُ زَيْدًا فعَمْرًا، ويأْتي ذِكْرُ المَوْضِعَيْن الآخرين.
وتَأْتي بمعْنَى ثم، وتُفِيدُ الجَمْعَ المُطْلَق مع التَّراخِي، نحُو قوله تعالى: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظامًا فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْمًا؛ والفرْقُ بينَ ثم والفاء: أنَّ الفاءَ لمُطْلَق الجَمْعِ مع التَّعْقيبِ، وثم له مع التَّراخِي، ولذا قيلَ إنَّ المُرورَ في نحو: مَرَرْتُ برَجُلٍ ثم امْرأَةٍ مُرُورانِ بخِلافِه مع الفاء.
وتأْتي بمعْنَى الواو: وتفِيدُ الجمْعَ المُطْلقَ مِن غيرِ تَرْتيبٍ؛ ومنه قولُ امرئِ القَيْس:
قِفَا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبيبٍ ومَنْزلِ *** بسقْطِ اللِّوَى بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ
قال شيْخُنا: هكذا ذَكَرُوه واسْتَدلّوا بقولِ امْرئِ القَيْسِ، وقالَ أَرْبابُ التَّحْقِيقِ: الصَّوابُ أنَّ هناكَ مُقَدَّرًا يُناسِبُ البَيِّنيةَ والتَّقْدِير بينَ مَواضِع الدَّخُولِ فمَواضِع حَوْمَلٍ، فالفاءُ على بابِها كما مالَ إليه سيبويه وجماعَةُ وبَسطَه ابنُ هِشامٍ في المُغْني، انتَهَى.
* قُلْتُ: وذَكَر السّهيلي في الرَّوْض أَنَّ الفاءَ في قولِه هذا وأَشْباهِه تُعْطِي الاتِّصالَ؛ يقالُ: مُطِرْنا بينَ مكَّةَ فالمدِينَةِ إذا اتَّصَلَ المَطَرُ مِن هذه إلى هذه، ولو كانتِ الواوُ لم تُعْطِ هذا المَعْنى، انتَهَى.
وقال صاحِبُ اللّبابِ: وقولهُ بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ على وَسَطِ الدَّخُول فوَسَط حَوْمَلِ، ولو قُلْتَ بينَ الفَرَسِ فالثّوْرِ لم يجز.
وتَجيءُ للسَّبَبِيَّةِ؛ وهذا هو الموضِعُ الثاني الذي ذَكَرَه الجَوْهرِي فقالَ: هو أنْ يكونَ ما قَبْلها علَّةً لمَا بَعْدَها ويجْرِي على العَطْفِ والتَّعْقيبِ دُونَ الإشَرْاكِ كقولك: ضَرَبَه فبَكَى وضَرَبَه فأَوْجَعَه إذا كانَ الضَّرْبُ علَّةً للبُكاءِ والوَجَعِ، انتهى. وفي اللُّباب: ولإفادَتِها التَّرْتيبِ مِن غَيْرِ مُهْلَةٍ اسْتَعْملُوها للسَّبَبِيَّةِ. وذلكَ غالِبٌ في العاطِفَةِ جُملةً كقوله تعالى: فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ؛ أَو صِفَةً نحو قوله تعالى: لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ {فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} وتكونُ رابِطةً للجَوابِ، والجوابُ جُمْلَةٌ اسْميَّةٌ. وفي اللّبابِ: رابِطةٌ للجَزاءِ بالشَّرْطِ حيثُ لم يَكُنْ مُرْتَبِطًا بذاتِه؛ نحو قوله تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ، فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ وقوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
وهذا هو الموضِعُ الثالثُ الذي ذكَرَه الجَوْهرِي فقالَ: هو الذي يكونُ للابْتِداءِ، وذلك في جوابِ الشَّرْطِ، كقولك: إنْ تَزُرْني فأنْتَ مُحْسِنٌ، يكونُ ما بَعْدَ الفاءِ كَلامًا مُسْتَأْنفًا يَعْمَل بعضُه في بعضٍ، لأنَّ قولَكَ أَنْتَ ابْتداءٌ، ومُحْسِنٌ خَبَرُه، وقد صارَتِ الجُملَةُ جوابًا بالفاءِ.
أَو تكونُ جُمْلةً فِعْليَّةً كالاسْمِيَّةِ وهي التي فِعْلُها جامِدٌ، نحو قوله تعالى: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَدًا؛ وقوله تعالى: فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ؛ وقولهُ تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ؛ أَو يكونُ فَعْلُها إنْشائيًّا، كقوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي {يُحْبِبْكُمُ اللهُ}؛ أَو يكونُ فِعْلًا ماضِيًا لَفْظًا ومَعْنًى، إمَّا حَقِيقَةً نحو قوله تعالى: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ؛ أو مجازًا نحو قوله تعالى: وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ؛ نُزِّلَ الفِعْلُ لتَحَقُّقِه مَنْزِلَةَ الوَاقِعِ. قالَ البَدْرُ القرافي: ذَكَرَ المصنِّفُ من مثْلِ الفاءِ الرَّابِطَة للجَوابِ أَرْبَعَة وبَقِيَتْ خامِسَة: وهي أن تَقْتَرِنَ بحَرْفِ اسْتِقْبالٍ نحو قوله تعالى: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ}، الآية: وما تَفْعلُوا مِن خَيْرٍ فلَنْ تكفروه وسادِسَة: وهي أنْ تَقْتَرِنَ بحَرْفٍ له الصَّدْر نحو:
فإن أَهْلكَ فذُو لهبٍ لظَاهُ
انتَهَى.
* قُلْتُ: والضابِطُ في ذلكَ أنَّ الجَزاءَ إذا كانَ ماضِيًا لَفْظًا وقُصِدَ به الاسْتِقْبالُ امْتَنَعَ دُخولُ الفاءِ عليه تَحَقُّقِ تَأْثيرِ حَرْف الشَّرْط في الجزاءِ قَطْعًا نحو: إنْ أَكْرَمْتَنِي أَكْرَمْتُكَ؛ وكَذلكَ إذا كانَ مَعْنًى وقُصِدَ به مَعْنى الاسْتِقْبالِ نحو: إن أَسْلَمْتَ لم تَدْخُل النارَ؛ وإن كانَ مُضارِعًا مُثْبتًا أَو مَنْفِيًّا بِلا جازَ دُخولُها وتَرْكُها نحو: إن تُكْرِمْني فأُكْرِمْك تَقْديرُه فأَنا أَكْرِمُك، ويجوزُ أَنْ تقولَ إنْ تُكْرِمْني أكْرِمْك إذ لم تَجْعَلْه خَبَر مُبْتدأٍ مَحْذوفٍ. ومِثالُ المَنْفي بِلا إنْ جُعِلَت لنَفْي الاسْتِقْبالِ: كإنْ تُكْرِمْني فلا أُهِينك، لعَدَمِ تأْثِيرِ حَرْف الشَّرْطِ في الجَزاءِ، وإنْ جُعِلَتْ لمُجَرَّدِ النَّفْي جازَ دُخولُها: كإنْ تُكْرمْني لا أُهِنْك، ويجبُ دُخولُها في غيرِ ما ذَكَرْنا، كأَنْ يكونَ الجَزَاءُ جُملةً اسْمِيَّةً نحو: إنْ جِئْتَني فأنْتَ مُكْرَمٌ، وكما إذا كانَ الجَزاءُ ماضِيًا مُحقَّقًا بدُخولِ قَدْ نحو: إنْ أَكْرَمْتَني فقَدْ أَكْرَمْتُك أَمْس، ومنه قوله تعالى في قصّة سيِّدنا يوسفَ {مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ} أَي فقَدْ صَدَّقْت زليخا في قوْلِها، أو كما إذا كانَ الجَزاءُ أَمْرًا نحو: إنْ أَكْرَمَكَ زَيْدٌ فأَكْرِمْه، أَو نَهْيًا كإنْ يُكْرِمْك زَيْدٌ فلا تُهِنْه، أَو فِعْلًا غَيْر مُتَصرِّف نحو: إن أَكْرَمْتَ زيْدًا فعَسَى أَنْ يُكْرِمَكَ، أَو مَنْفِيًّا بغَيْر لا سواء كان بلن نحو: إِنْ أَكْرَمْتَ زيدًا فلَنْ يُهِينك، أو بما نحو: إنْ أَكْرَمْتَ زَيْدًا فما يُهِينك، فإنَّه يجِبُ دُخولُ الفاء في هذه الأمْثِلَة المَذْكُورَةِ، فتأَمَّل ذلكَ.
وقد تُحْذَفُ الفاءُ ضَرُورةً نحو قولِ الشَّاعرِ:
مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ الله يشْكُرُها
أَي فالله يَشْكُرُها أَو لا يَجوزُ مُطْلقًا، والرِّوايَةُ الصَّحِيحةُ:
مَنْ يَفْعَل الخَيْرَ فالرَّحْمنْ يَشْكُرُهُ
أَو الحَذْفُ لُغَةٌ فَصِيحةٌ، ومنه قوله تعالى: إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ؛ أَي فالوَصِيَّةُ؛ ومنه أَيْضًا حديثُ اللُّقَطَةِ: «فإن جاءَ صاحِبُها وإلّا اسْتَمْتَعَ بها»؛ أَي فاسْتَمْتَعَ بها.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الفاءُ في اللُّغَةِ: زَبَدُ البَحْرِ؛ عن الخليلِ وأَنْشَدَ:
لما مزبد طامٍ يَجِيشُ بفَائِه *** بأَجْود منه يَوْم يأْتِيه سائِلُه
وقد تُزادُ الفاءُ لإصْلاحِ الكَلامِ كقوله تعالى: {هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ}.
وتكونُ اسْتئِنْافيَّةً، كقوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ}، على بَحْثٍ فيه.
وتأْتي للتَّأْكِيدِ: ويكونُ في القَسَم نحو: {فَبِعِزَّتِكَ}، {... فَوَ رَبِّكَ} *.
وتكونُ زائِدَةً وتَدْخلُ على الماضِي نحو {فَقُلْنَا اذْهَبا}؛ على المُسْتَقْبل: {فَيَقُولَ رَبِّ}؛ وعلى الحَرْف: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ}.
وقال الجَوْهرِي. وكَذلكَ القَوْل إذا أَجَبْتَ بها بَعْدَ الأمْرِ والنَّهْي والاسْتِفْهامِ والنَّفْي والتَّمنِّي والعَرْض، إلَّا أَنَّك تَنْصبُ ما بَعْدَ الفاءِ في هذه الأشْياءِ السِّتَّة بإضْمارِ أن تقول: زُرْني فأُحْسِنُ إليك، لَم تجْعلِ الزِّيارَةَ عِلَّةً للإحْسانِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: فإن رَفَعْتُ أُحْسن فقلْتَ فأُحْسِنُ إليك، لم تَجْعَل الزِّيارَةَ عِلَّة للإحْسان.
ثم قالَ الجَوْهرِي: ولكنَّك قَلْتَ ذاكَ مِن شأْني أَبدًا أنْ أَفْعَل وأن أُحْسِنَ إليك على كلِّ حالٍ؛ قلْتُ: هذا الذي ذَكَرَه مِثَال الأمْر. وأَمَّا مِثْالُ النَّفْي: فكقوله تعالى: {ما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ}؛ وهذا هو الذي مَرَّ في أَوَّلِ التَّرْكيبِ، وجَعَلَ المصنِّفُ فيها الفاءَ ناصبَةً، وإنَّما النَّصْبُ بإضْمار أَنْ. ومِثَالُ النَّهْي: قولهُ تعالى: {لا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ}. ومِثَالُ الاسْتِفهامِ: قوله تعالى: {فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا} ومِثَالُ التَّمنِّي: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}. ومِثَالُ العَرْض: قوله تعالى: (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) (فَأَصَّدَّقَ).
وفاتَ الجَوْهرِي ما إذا أُجِيبَ بها بَعْدَ الدُّعاء كقولهم: اللهُمَّ وَفِّقْني فأَشْكُرك، فهي مَواضِعُ سَبْعَة. ذكَرَ المصنِّفُ منها واحِدًا.
وقولُه تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} على تَقْدِيرِ ومَهْما يَكُنْ مِن شيءٍ فكَبِّر ربَّك، وإلَّا ما جامَعَتِ الواوَ؛ وكُرِّرَتْ في قوله:
وإذا هلكت فعِنْدَ ذلكَ فاجْزعي
لبُعْدِ العَهْد.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
34-المصباح المنير (بين)
بَانَ الْأَمْرُ يَبِينُ فَهُوَ بَيِّنٌ وَجَاءَ بَائِنٌ عَلَى الْأَصْلِ وَأَبَانَ إبَانَةً وَبَيَّنَ وَتَبَيَّنَ وَاسْتَبَانَ كُلُّهَا بِمَعْنَى الْوُضُوحِ وَالِانْكِشَافِ وَالِاسْمُ الْبَيَانُ وَجَمِيعُهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا إلَّا الثُّلَاثِيَّ فَلَا يَكُونُ إلَّا لَازِمًا.وَبَانَ الشَّيْءُ إذَا انْفَصَلَ فَهُوَ بَائِنٌ وَأَبَنْتُهُ بِالْأَلِفِ فَصَلْتُهُ وَبَانَتْ الْمَرْأَةُ بِالطَّلَاقِ فَهِيَ بَائِنٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَبَانَهَا زَوْجُهَا بِالْأَلِفِ فَهِيَ مُبَانَةٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ التَّوْسِعَةِ وَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ وَالْمَعْنَى مُبَانَةٌ قَالَ الصَّغَانِيّ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ.
وَبَانَ الْحَيُّ بَيْنًا وَبَيْنُونَةً ظَعَنُوا وَبَعُدُوا وَتَبَايَنُوا تَبَايُنًا إذَا كَانُوا جَمِيعًا فَافْتَرَقُوا.
وَالْبِينُ بِالْكَسْرِ مَا انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُكَ مِنْ حَدَبٍ وَغَيْرِهِ.
وَالْبَيْنُ بِالْفَتْحِ مِنْ الْأَضْدَادِ يُطْلَقُ عَلَى الْوَصْلِ وَعَلَى الْفُرْقَةِ وَمِنْهُ ذَاتُ الْبَيْنِ لِلْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَقَوْلُهُمْ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ أَيْ لِإِصْلَاحِ الْفَسَادِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَالْمُرَادُ إسْكَانُ الثَّائِرَةِ وَبَيْنَ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَاه إلَّا بِإِضَافَتِهِ إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَالْمَشْهُورُ فِي الْعَطْفِ بَعْدَهَا أَنْ يَكُونَ بِالْوَاوِ لِأَنَّهَا لِلْجَمْعِ الْمُطْلَقِ نَحْوُ الْمَالُ بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ بِالْفَاءِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ
بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلُ
وَأُجِيبَ بِأَنَّ الدَّخُولَ اسْمٌ لِمَوَاضِعَ شَتَّى فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ الْمَالُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبِهَا يَتِمُّ الْمَعْنَى وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْحَارِثِ بْنِ حِلِّزَةَ
أَوْقَدَتْهَا بَيْنَ الْعَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ
قَالَ ابْنُ جِنِّي الْعَقِيقُ مَكَانٌ وَشَخْصَانِ أَكَمَةٍ.
وَيُقَالُ جَلَسْتُ بَيْنُ الْقَوْمِ أَيْ وَسْطَهُمْ وَقَوْلُهُمْ هَذَا بَيْنَ بَيْنَ هُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَبُنِيَا عَلَى الْفَتْحِ كَخَمْسَةَ عَشَرَ وَالتَّقْدِيرُ بَيْنَ كَذَا وَبَيْنَ كَذَا.
وَالْمَتَاعُ بَيْنَ بَيْنَ أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ.
وَبَيْنَ الْبَلَدَيْنِ بَيْنٌ أَيْ تَبَاعُدٌ بِالْمَسَافَةِ.
وَأَبْيَنُ وِزَانُ أَحْمَرَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرِ بَنِي عَدَنَ فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ عَدَنُ أَبْيَنَ وَكَسْرُ الْهَمْزَةِ لُغَةٌ.
وَأَبَانُ اسْمٌ لِجَبَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبَانُ الْأَسْوَدُ لِبَنِي أَسَدٍ وَالْآخَرُ أَبَانُ الْأَبْيَضُ لِبَنِي فَزَارَةَ وَبَيْنَهُمَا نَحْوُ فَرْسَخٍ وَقِيلَ هُمَا فِي دِيَارِ بَنِي عَبْسٍ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ فِي تَقْدِيرِ أَفْعَلَ لَكِنَّهُ أَعَلُّ بِالنَّقْلِ
وَلَمْ يُعْتَدَّ بِالْعَارِضِ فَلَا يَنْصَرِفُ قَالَ الشَّاعِرُ
لَوْ لَمْ يُفَاخِرْ بِأَبَانَ وَاحِدٌ
وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَعْتَدُّ بِالْعَارِضِ فَيَصْرِفُ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيهِ إلَّا الْعَلَمِيَّةُ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
دَعَتْ سَلْمَى لِرَوْعَتِهَا أَبَانَا
وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ وَزْنُهُ فَعَالٌ فَيَكُونُ مَصْرُوفًا عَلَى قَوْلِهِمْ.
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل *** بسِقط اللوى بين الدخول فحومل
وهو مطلع معلقته.
آذنتنا بينها أسماء *** ربّ ثاوٍ يُمَلُّ منه الثواء
والبيت هو:
أوقدتها بيْن العقيق فشخصين *** بعود كما يلوحُ الضياء
المصباح المنير-أبوالعباس الفيومي-توفي: 770هـ/1369م
35-لسان العرب (ضرب)
ضرب: الضَّرْبُ مَعْرُوفٌ، والضَّرْبُ مَصْدَرُ ضَرَبْتُه؛ وضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْبًا وضَرَّبَه.وَرَجُلٌ ضارِبٌ وضَرُوبٌ وضَريبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَبٌ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: شديدُ الضَّرْب، أَو كَثِيرُ الضَّرْب.
والضَّريبُ: المَضْروبُ.
والمِضْرَبُ والمِضْرابُ جَمِيعًا: مَا ضُرِبَ بِهِ.
وضَارَبَهُ أَي جالَدَه.
وتَضاربا واضْطَرَبا بمَعنًى.
وضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْبًا: دَقَّه حَتَّى رَسَب فِي الأَرض.
ووَتِدٌ ضَرِيبٌ: مَضْرُوبٌ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
وضَرُبَتْ يَدُه: جَادَ ضَرْبُها.
وضَرَبَ الدِّرْهمَ يَضْرِبُه ضَرْبًا: طَبَعَه.
وَهَذَا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمير، ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ؛ وَصَفُوه بالمَصْدَر، ووَضَعُوه موضعَ الصِّفَةِ، كَقَوْلِهِمْ ماءٌ سَكْبٌ وغَوْرٌ.
وإِن شِئْتَ نَصَبْتَ عَلَى نيَّة الْمَصْدَرِ، وَهُوَ الأَكثر، لأَنه لَيْسَ مِنَ اسْمِ مَا قَبْلَه وَلَا هُوَ هُوَ.
واضْطَرَبَ خاتَمًا: سأَل أَن يُضْرَبَ لَهْ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضْطَرَبَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَب»أَي أَمَرَ أَن يُضْرَبَ لَهُ ويُصاغَ؛ وَهُوَ افْتَعَل مِنَ الضَّرْبِ: الصِّياغةِ، والطاءُ بَدَلٌ مِنَ التاءِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «يَضْطَرِبُ بِنَاءً فِي الْمَسْجِدِ» أَي يَنْصِبه ويُقِيمه عَلَى أَوتادٍ مَضْروبة فِي الأَرض.
ورجلٌ ضَرِبٌ: جَيِّدُ الضَّرْب.
وضَرَبَتْ العَقْربُ تَضْرِبُ ضَرْبًا: لَدَغَتْ.
وضَرَبَ العِرْقُ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْبًا وضَرَبانًا: نَبَضَ وخَفَقَ.
وضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَبانًا وضَرَبه العِرْق ضَرَبانًا إِذا آلَمَهُ.
والضَّارِبُ: المُتَحَرِّك.
والمَوْجُ يَضْطَرِبُ أَي يَضْرِبُ بعضُه بَعْضًا.
وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ: تَحَرَّكَ وماجَ.
والاضطِرابُ: تَضَرُّبُ الْوَلَدِ فِي البَطْنِ.
وَيُقَالُ: اضْطَرَبَ الحَبْل بَيْنَ الْقَوْمِ إِذا اخْتَلَفَت كَلِمَتُهم.
واضْطَرَب أَمْره: اخْتَلَّ، وحديثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ، وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ.
والاضْطِرابُ: الحركةُ.
والاضطِرابُ: طُولٌ مَعَ رَخاوة.
ورجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: طَويلٌ غَيْرُ شَدِيدِ الأَسْرِ.
واضْطَرَبَ البرقُ فِي السَّحَابِ: تَحَرَّكَ.
والضَّريبُ: الرأْسُ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ اضْطِرابه.
وضَريبةُ السَّيْفِ ومَضْرَبُه ومَضْرِبُه ومَضْرَبَتُه ومَضْرِبَتُه: حَدُّه؛ حَكَى الأَخيرتين سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ: جَعَلُوهُ اسْمًا كالحَديدةِ، يَعْنِي أَنهما لَيْسَتَا عَلَى الْفِعْلِ.
وَقِيلَ: هُوَ دُون الظُّبَّةِ، وَقِيلَ: هُوَ نحوٌ مَنِ شِبْرٍ فِي طَرَفِه.
والضَّريبةُ: مَا ضَرَبْتَه بالسيفِ.
والضَّريبة: المَضْروبُ بِالسَّيْفِ، وإِنما دَخَلَتْهُ الهاءُ، وإِن كَانَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، لأَنه صَارَ فِي عِدادِ الأَسماءِ، كالنَّطِيحةِ والأَكِيلَة.
التَّهْذِيبَ: والضَّريبَة كلُّ شيءٍ ضربْتَه بسَيفِك مِنْ حيٍّ أَو مَيْتٍ.
وأَنشد لِجَرِيرٍ:
وإِذا هَزَزْتَ ضَريبةً قَطَّعْتَها، ***فمَضَيْتَ لَا كَزِمًا، وَلَا مَبْهُورا
ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا سُمِّي السيفُ نفسُه ضَريبةً.
وضُرِبَ بِبَلِيَّةٍ: رُمِيَ بِهَا، لأَن ذَلِكَ ضَرْبٌ.
وضُرِبَتِ الشاةُ بلَوْنِ كَذَا أَي خولِطَتْ.
وَلِذَلِكَ قَالَ اللغَويون: الجَوْزاءُ مِنَ الْغَنَمِ الَّتِي ضُرِبَ وَسَطُها ببَياضٍ، مِنْ أَعلاها إِلى أَسفلها.
وضَرَبَ فِي الأَرضِ يَضرِبُ ضَرْبًا وضَرَبانًا ومَضْرَبًا، بِالْفَتْحِ، خَرَجَ فِيهَا تاجِرًا أَو غازِيًا، وَقِيلَ: أَسْرَعَ، وَقِيلَ: ذَهَب فِيهَا، وَقِيلَ: سارَ فِي ابْتِغاءِ الرِّزْقِ.
يُقَالُ: إِن لِي فِي أَلف دِرْهَمٍ لمَضْرَبًا أَي ضَرْبًا.
والطيرُ الضَّوارِبُ: الَّتِي تَطْلُبُ الرِّزْقَ.
وضَرَبْتُ فِي الأَرض أَبْتَغِي الخَيْرَ مِنَ الرِّزْقِ؛ قَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ}؛ أَي سَافَرْتُمْ، وَقَوْلُهُ تعالى: {لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ}.
يُقَالُ: ضَرَبَ فِي الأَرض إِذا سَارَ فِيهَا مُسَافِرًا فَهُوَ ضارِبٌ.
والضَّرْبُ يَقَعُ عَلَى جَمِيعِ الأَعمال، إِلا قَلِيلًا.
ضَرَبَ فِي التِّجَارَةِ وَفِي الأَرض وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وضارَبه فِي الْمَالِ، مِنَ المُضارَبة: وَهِيَ القِراضُ.
والمُضارَبةُ: أَن تُعْطِيَ إِنسانًا مِنْ مَالِكَ مَا يَتَّجِرُ فِيهِ عَلَى أَن يَكُونَ الربحُ بَيْنَكُمَا، أَو يكونَ لَهُ سهمٌ معلومٌ مِنَ الرّبْح.
وكأَنه مأْخوذ مِنَ الضَّرْب فِي الأَرض لِطَلَبِ الرِّزْقِ.
قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}؛ قَالَ: وَعَلَى قِيَاسِ هَذَا الْمَعْنَى، يُقَالُ لِلْعَامِلِ: ضارِبٌ، لأَنه هُوَ الَّذِي يَضْرِبُ فِي الأَرضِ.
قَالَ: وَجَائِزٌ أَن يَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ رَبِّ الْمَالِ وَمِنَ الْعَامِلِ يُسَمَّى مُضاربًا، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يُضارِبُ صاحِبَه، وَكَذَلِكَ المُقارِضُ.
وَقَالَ النَّضْرُ: المُضارِبُ صاحبُ الْمَالِ وَالَّذِي يأْخذ المالَ؛ كِلَاهُمَا مُضارِبٌ: هَذَا يُضارِبُه وَذَاكَ يُضارِبُه.
وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَضْرِبُ المَجْدَ أَي يَكْسِبُه ويَطْلُبُه؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
رَحْبُ الفِناءِ، اضْطِرابُ المَجْدِ رَغْبَتُه، ***والمَجْدُ أَنْفَعُ مَضْرُوبٍ لمُضْطَرِبِ
وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: «لَا تَصْلُح مُضارَبةُ مَن طُعْمَتُه حَرَامٌ».
قَالَ: المُضارَبة أَن تُعْطِيَ مَالًا لِغَيْرِكَ يَتَّجِرُ فِيهِ فَيَكُونَ لَهُ سَهْمٌ معلومٌ مِنَ الرِّبْحِ؛ وَهِيَ مُفاعَلة مِنَ الضَّرْب فِي الأَرض والسَّيرِ فِيهَا لِلتِّجَارَةِ.
وضَرَبَت الطيرُ: ذَهَبَتْ.
والضَّرْب: الإِسراع فِي السَّير.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلَّا إِلى ثَلَاثَةِ مساجدَ» أَي لَا تُرْكَبُ وَلَا يُسارُ عَلَيْهَا.
يُقَالُ: ضَرَبْتُ فِي الأَرض إِذا سافَرْتَ تَبْتَغِي الرزقَ.
والطَّيْرُ الضَّوارِبُ: المُخْتَرِقاتُ فِي الأَرضِ، الطالِباتُ أَرزاقَها.
وضَرَبَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَضْرِبُ ضَرْبًا: نَهَضَ.
وضَرَبَ بنَفْسه الأَرضَ ضَرْبًا: أَقام، فَهُوَ ضِدٌّ.
وضَرَبَ البعيرُ فِي جَهازِه أَي نَفَرَ، فَلَمْ يَزَلْ يَلْتَبِطُ ويَنْزُو حَتَّى طَوَّحَ عَنْهُ كلَّ مَا عَلَيْهِ مِنْ أَداتِه وحِمْلِه.
وضَرَبَتْ فِيهِمْ فلانةُ بعِرْقٍ ذِي أَشَبٍ أَي التِباسٍ أَي أَفْسَدَتْ نَسَبَهُم بولادَتِها فِيهِمْ، وَقِيلَ: عَرَّقتْ فِيهِمْ عِرقَ سَوْءٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ قَالَ: «إِذا كَانَ كَذَا، وذكَرَ فِتْنةً، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبه»؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ:؛ أي أَسْرَع الذهابَ فِي الأَرض فِرَارًا مِنَ الْفِتَنِ؛ وَقِيلَ: أَسرع الذهابَ فِي الأَرض بأَتْباعه، ويُقالُ للأَتْباع: أَذْنابٌ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع؛ وَقَالَ المُسَيَّب:
فإِنَّ الَّذِي كُنْتُمُ تَحْذَرُونْ، ***أَتَتْنا عُيونٌ بِهِ تَضْرِبُ
قَالَ وأَنشدني بَعْضُهُمْ:
ولكنْ يُجابُ المُسْتَغيثُ وخَيْلُهم، ***عَلَيْهَا كُماةٌ، بالمَنِيَّة، تَضْرِبُ
أَي تُسْرِعُ.
وضَرَبَ بيدِه إِلى كَذَا: أَهْوَى.
وضَرَبَ عَلَى يَدِه: أَمْسَكَ.
وضَرَبَ عَلَى يَدِه: كَفَّهُ عَنِ الشيءِ.
وضَرَبَ عَلَى يَدِ فُلانٍ إِذا حَجر عَلَيْهِ.
اللَّيْثُ: ضَرَبَ يَدَه إِلى عَمَلِ كَذَا، وضَرَبَ عَلَى يَدِ فُلانٍ إِذا مَنَعَهُ مِنْ أَمرٍ أَخَذَ فِيهِ، كَقَوْلِكَ حَجَرَ عَلَيْهِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: «فأَرَدْتُ أَن أَضْرِبَ عَلَى يَدِه» أَي أَعْقِدَ مَعَهُ الْبَيْعَ، لأَن مِنْ عَادَةِ الْمُتَبَايِعَيْنِ أَن يَضَعَ أَحدُهما يَدَه فِي يَدِ الْآخَرِ، عِنْدَ عَقْدِ التَّبايُع.
وَفِي الْحَدِيثِ: «حَتَّى ضَرَبَ الناسُ بعَطَنٍ»أَي رَوِيَتْ إِبلُهم حَتَّى بَرَكَتْ، وأَقامت مكانَها.
وضارَبْتُ الرجلَ مُضارَبةً وضِرابًا وتضارَبَ القومُ واضْطَرَبُوا: ضَرَبَ بعضُهم بَعْضًا.
وضارَبَني فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه: كنتُ أَشَدَّ ضَرْبًا مِنْهُ.
وضَرَبَتِ المَخاضُ إِذا شالتْ بأَذْنابها، ثُمَّ ضَرَبَتْ بِهَا فُروجَها ومَشَت، فَهِيَ ضَوارِبُ.
وَنَاقَةٌ ضاربٌ وَضَارِبَةٌ: فضارِبٌ، عَلَى النَّسَب؛ وضاربةٌ، عَلَى الفِعْل.
وَقِيلَ: الضَّوارِبُ مِنَ الإِبل الَّتِي تَمْتَنِعُ بَعْدَ اللِّقاح، فتُعِزُّ أَنْفُسَها، فَلَا يُقْدَرُ عَلَى حَلْبها.
أَبو زَيْدٍ: نَاقَةٌ ضاربٌ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ ذَلُولًا، فإِذا لَقِحَتْ ضَرَبَتْ حالبَها مِنْ قُدَّامها؛ وأَنشد:
بأَبوال المَخاضِ الضَّوارِبِ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَراد جَمْعَ ناقةٍ ضارِب، رَوَاهُ ابنُ هَانِئٍ.
وضَرَبَ الفحلُ الناقةَ يضْرِبُها ضِرابًا: نَكَحَهَا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: ضَرَبها الفحْلُ ضِرابًا كَالنِّكَاحِ، قَالَ: وَالْقِيَاسُ ضَرْبًا، وَلَا يَقُولُونَهُ كَمَا لَا يَقُولُونَ: نَكْحًا، وَهُوَ الْقِيَاسُ.
وناقةٌ ضارِبٌ: ضَرَبها الفحلُ، عَلَى النَّسب.
وناقةٌ تَضْرابٌ: كضارِبٍ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي ضُرِبَتْ، فَلَمْ يُدْرَ أَلاقِحٌ هِيَ أَم غَيْرُ لَاقِحٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه نَهى عَنْ ضِرابِ الجَمَل»، هُوَ نَزْوُه عَلَى الأُنثى، وَالْمُرَادُ بِالنَّهْيِ: مَا يؤْخذ عَلَيْهِ مِنَ الأُجرة، لَا عَنْ نَفْسِ الضِّرابِ، وتقديرُه: نَهى عَنْ ثَمَنِ ضِرابِ الجمَل، كَنَهْيِهِ عَنْ عَسِيبِ الفَحْل أَي عَنْ ثَمَنِهِ.
يُقَالُ: ضَرَبَ الجَملُ الناقةَ يَضْرِبُها إِذا نَزا عَلَيْهَا؛ وأَضْرَبَ فلانٌ ناقتَه أَي أَنْزَى الفَحْلَ عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ الحديثُ الآخَر:
ضِرابُ الفَحْلِ مِنَ السُّحْتِ
أَي إِنه حَرَامٌ، وَهَذَا عامٌّ فِي كُلِّ فَحْلٍ.
والضَّارِبُ: النَّاقَةُ الَّتِي تَضْرِبُ حالبَها.
وأَتَتِ الناقةُ عَلَى مَضْرِبها، بِالْكَسْرِ، أَي عَلَى زَمَنِ ضِرابها، وَالْوَقْتِ الَّذِي ضَرَبَها الفحلُ فِيهِ.
جَعَلُوا الزَّمَانَ كَالْمَكَانِ.
وَقَدْ أَضْرَبْتُ الفَحْلَ الناقةَ فضَرَبها، وأَضْرَبْتُها إِياه؛ الأَخيرةُ عَلَى السَّعة.
وَقَدْ أَضْرَبَ الرجلُ الفحلَ الناقةَ، فضَرَبها ضِرابًا.
وضَريبُ الحَمْضِ: رَدِيئُه وَمَا أُكِلَ خَيْرُه وبَقِيَ شَرُّه وأُصولُه، وَيُقَالُ: هُوَ مَا تَكَسَّر مِنْهُ.
والضَّريبُ: الصَّقِيعُ والجَليدُ.
وضُرِبَتِ الأَرضُ ضَرْبًا وجُلِدَتْ وصُقِعَتْ: أَصابها الضَّريبُ، كَمَا تَقُولُ طُلَّتْ مِنَ الطَّلِّ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ضَرِبَ النباتُ ضَرَبًا فَهُوَ ضَرِبٌ: ضَرَبَه البَرْدُ، فأَضَرَّ بِهِ.
وأَضْرَبَتِ السَّمائمُ الماءَ إِذا أَنْشَفَتْه حَتَّى تُسْقِيَهُ الأَرضَ.
وأَضْرَبَ البَرْدُ والريحُ النَّباتَ، حَتَّى ضَرِبَ ضَرَبًا فَهُوَ ضَرِبٌ إِذا اشتَدَّ عَلَيْهِ القُرُّ، وضَرَبَهُ البَرْدُ حَتَّى يَبِسَ.
وضُرِبَتِ الأَرضُ، وأَضْرَبَها الضَّريبُ، وضُرِبَ البقلُ وجُلِدَ وصُقِعَ، وأَصْبَحَتِ الأَرضُ جَلِدَة وصَقِعَةً وضَرِبَةً.
وَيُقَالُ لِلنَّبَاتِ: ضَرِبٌ ومَضْرب؛ وضَرِبَ البقلُ وجَلِدَ وصَقِعَ، وأَضْرَبَ الناسُ وأَجْلَدُوا وأَصْقَعُوا: كُلُّ هَذَا مِنَ الضَّريبِ والجَلِيدِ والصَّقِيعِ الَّذِي يَقَعُ بالأَرض.
وَفِي الْحَدِيثِ: «ذاكرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ مثلُ الشَّجَرة الخَضْراءِ، وَسَطَ الشَّجَر الَّذِي تَحاتَّ مِنَ الضَّريبِ»، وَهُوَ الأَزيزُ أَي البَرْدُ والجَلِيدُ.
أَبو زَيْدٍ: الأَرضُ ضَرِبةٌ إِذا أَصابها الجَلِيدُ فأَحْرَقَ نَباتَها، وَقَدْ ضَرِبَت الأَرضُ ضَرَبًا، وأَضْرَبَها الضَّريب إِضْرابًا.
والضَّرَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: العَسل الأَبيض الْغَلِيظُ، يُذَكَّرُ ويؤَنث؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْب الهُذَلي فِي تأْنيثه:
وَمَا ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَأْوِي مَلِيكُها ***إِلى طُنُفٍ؛ أَعْيا، بِراقٍ ونازِلِ
وخَبَرُ مَا فِي قَوْلِهِ:
بأَطْيَبَ مِن فِيهَا، إِذا جِئْتَ طارِقًا، ***وأَشْهَى، إِذا نامَتْ كلابُ الأَسافِل
يَأْوي مَلِيكُها أَي يَعْسُوبُها؛ ويَعْسوب النَّحْلِ: أَميره؛ والطُّنُفُ: حَيَدٌ يَنْدُر مِنَ الجَبَل، قَدْ أَعْيا بِمَنْ يَرْقَى وَمَنْ يَنْزِلُ.
وَقَوْلُهُ: كلابُ الأَسافل: يُرِيدُ أَسافلَ الحَيِّ، لأَن مَواشيَهم لَا تَبِيتُ مَعَهُمْ فرُعاتُها، وأَصحابُها لَا يَنَامُونَ إِلا آخِرَ مَنْ يَنامُ، لِاشْتِغَالِهِمْ بحَلْبها.
وَقِيلَ: الضَّرَبُ عَسَلُ البَرِّ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
كأَنَّ عُيونَ النَّاظِرينَ يَشُوقُها، ***بِهَا ضَرَبٌ طابَتْ يَدا مَنْ يَشُورُها
والضَّرْبُ، بِتَسْكِينِ الرَّاءِ: لُغَةٌ فِيهِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ قَالَ: وَذَاكَ قَلِيلٌ.
والضَّرَبَةُ: الضَّرَبُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الطَّائِفَةُ مِنْهُ.
واسْتَضْرَبَ العسلُ: غَلُظَ وابْيَضَّ وَصَارَ ضَرَبًا، كَقَوْلِهِمْ: اسْتَنْوَقَ الجملُ، واسْتَتْيَسَ العَنْزُ، بِمَعْنَى التَّحَوُّلِ مِنْ حالٍ إِلى حالٍ؛ وأَنشد:
*********كأَنَّما ***رِيقَتُه مِسْكٌ، عَلَيْهِ ضَرَب
والضَّريبُ: الشَّهْدُ؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ قولَ الجُمَيْح:
يَدِبُّ حُمَيَّا الكَأْسِ فِيهِمْ، إِذا انْتَشَوا، ***دَبِيبَ الدُّجَى، وَسْطَ الضَّريبِ المُعَسَّلِ
وعسلٌ ضَريبٌ: مُسْتَضْرِبٌ.
وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: «لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ»؛ هُوَ بِفَتْحِ الراءِ: الْعَسَلُ الأَبيض الْغَلِيظُ، وَيُرْوَى بِالصَّادِ: وَهُوَ الْعَسَلُ الأَحمر.
والضَّرْبُ: المَطَر الْخَفِيفُ.
الأَصمعي: الدِّيمَةُ مَطَر يَدُوم مَعَ سُكُونٍ، والضَّرْبُ فَوْقَ ذَلِكَ قَلِيلًا.
والضَّرْبةُ: الدَّفْعَةُ مِنَ الْمَطَرِ وَقَدْ ضَرَبَتْهم السماءُ.
وأَضْرَبْتُ عَنِ الشيءِ: كَفَفْتُ وأَعْرَضْتُ.
وضَرَبَ عَنْهُ الذِّكْرَ وأَضْرَبَ عَنْهُ: صَرَفَه.
وأَضْرَبَ عَنْهُ أَي أَعْرَض.
وقولُه عَزَّ وَجَلَّ: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا""""؟} أَي نُهْمِلكم، فَلَا نُعَرِّفُكم مَا يَجب عليكم، ل {أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِين} َ أَي لأَنْ أَسْرَفْتُمْ.
والأَصل فِي قَوْلِهِ: ضَرَبْتُ عَنْهُ الذِّكْرَ، أَن الرَّاكِبَ إِذا رَكِبَ دَابَّةً فأَراد أَن يَصْرِفَه عَنْ جِهَتِه، ضَرَبه بعَصاه، ليَعْدِلَه عَنِ الْجِهَةِ الَّتِي يُريدها، فوُضِعَ الضَّرْبُ موضعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ.
يُقَالُ: ضَرَبْتُ عَنْهُ وأَضْرَبْتُ.
وَقِيلَ فِي قَولِهِ: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا: إِن مَعْنَاهُ أَفَنَضْرِبُ القرآنَ عَنْكُمْ، وَلَا نَدْعُوكم إِلى الإِيمان بِهِ صَفْحًا أَي مُعْرِضين عَنْكُمْ.
أَقامَ صَفْحًا وَهُوَ مَصْدَرٌ مقامَ صافِحين.
وَهَذَا تَقْريع لَهُمْ، وإِيجابٌ لِلْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، وإِن كَانَ لَفْظُهُ لَفْظَ اسْتِفْهَامٍ.
وَيُقَالُ: ضَرَبْتُ فُلَانًا عَنْ فُلَانٍ أَي كَفَفْتُهُ عَنْهُ، فأَضْرَبَ عَنْهُ إِضْرابًا إِذا كَفَّ.
وأَضْرَبَ فلانٌ عَنِ الأَمر فَهُوَ مُضْرِبٌ إِذا كَفَّ؛ وأَنشد:
أَصْبَحْتُ عَنْ طَلَبِ المَعِيشةِ مُضْرِبًا، ***لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مالَكَ مالِي
وَمِثْلُهُ: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً؟ وأَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ.
تَقُولُ رأَيتُ حَيَّةً مُضْرِبًا إِذا كَانَتْ سَاكِنَةً لَا تَتَحَرَّكُ.
والمُضْرِبُ: المُقِيمُ فِي الْبَيْتِ؛ وأَضْرَبَ الرجلُ فِي الْبَيْتِ: أَقام؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: سَمِعْتُهَا مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الأَعراب.
وَيُقَالُ: أَضْرَبَ خُبْزُ المَلَّةِ، فَهُوَ مُضْرِبٌ إِذا نَضِجَ، وآنَ لَهُ أَنْ يُضْرَبَ بالعَصا، ويُنْفَضَ عَنْهُ رَمادُه وتُرابُه، وخُبْزٌ مُضْرِبٌ ومَضْرُوبٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ خُبْزَةً:
ومَضْرُوبةٍ، فِي غيرِ ذَنْبٍ، بَريئةٍ، ***كَسَرْتُ لأَصْحابي، عَلَى عَجَلٍ، كَسْرَا
وَقَدْ ضَرَبَ بالقِداحِ، والضَّريبُ والضَّارِبُ: المُوَكَّلُ بالقِداحِ، وَقِيلَ: الَّذِي يَضْرِبُ بِهَا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، يُقَالُ: هُوَ ضَريبُ قداحٍ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ طَريفِ بْنِ مَالِكٍ العَنْبَريّ:
أَوَكُلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبيلةٌ، ***بَعَثُوا إِليَّ عَريفَهم يَتَوَسَّمُ
إِنما يُرِيدُ عارِفَهم.
وَجَمْعُ الضَّريب: ضُرَبَاءُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيب:
فَوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَدُ رابئِ ***الضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ لَا يَتَتَلَّعُ
والضَّريب: القِدْحُ الثَّالِثِ مِنْ قِداحِ المَيْسر.
وَذَكَرَ اللِّحْيَانِيُّ أَسماءَ قِداحِ المَيْسر الأَول وَالثَّانِي، ثُمَّ قَالَ: وَالثَّالِثُ الرَّقِيبُ، وبعضُهم يُسميه الضَّريبَ، وَفِيهِ ثَلَاثَةُ فُرُوضٍ وَلَهُ غُنْم ثلاثةِ أَنْصباء إِن فَازَ، وَعَلَيْهِ غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن لَمْ يَفُزْ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: ضَريبُ القِداحِ: هُوَ المُوَكَّل بِهَا؛ وأَنشد لِلْكُمَيْتِ:
وعَدَّ الرقيبُ خِصالَ الضَّريب، ***لَا عَنْ أَفانِينَ وَكْسًا قِمارَا
وضَرَبْتُ الشيءَ بالشيءِ وضَرَّبته: خَلَطْتُه.
وضَرَبْتُ بَيْنَهُمْ فِي الشَّرِّ: خَلَطْتُ.
والتَّضريبُ بَيْنَ الْقَوْمِ: الإِغْراء.
والضَّريبة: الصوفُ أَو الشَّعَر يُنْفَش ثُمَّ يُدْرَجُ ويُشَدُّ بِخَيْطٍ ليُغْزَل، فَهِيَ ضَرائب.
وَالضَّرِيبَةُ: الصوفُ يُضْرَبُ بالمِطْرَقِ.
غَيْرُهُ: الضَّريبةُ القِطْعة مِنَ القُطْنِ، وَقِيلَ مِنَ الْقُطْنِ وَالصُّوفِ.
وضَريبُ الشَّوْلِ: لَبَنٌ يُحْلَبُ بعضُه عَلَى بَعْضٍ فَهُوَ الضريبُ.
ابْنُ سِيدَهْ: الضَّريبُ مِنَ اللَّبَنِ: الَّذِي يُحْلَب مِنْ عِدَّةِ لِقاح فِي إِناء وَاحِدٍ، فيُضْرَبُ بعضُه بِبَعْضٍ، وَلَا يُقَالُ ضَريبٌ لأَقَلَّ مِنْ لبنِ ثلاثِ أَنْيُقٍ.
قَالَ بَعْضُ أَهل الْبَادِيَةِ: لَا يَكُونُ ضَريبًا إِلا مِنْ عِدَّة مِنَ الإِبل، فَمِنْهُ مَا يَكُونُ رَقيقًا وَمِنْهُ مَا يَكُونُ خاثِرًا؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
وَمَا كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ مَنِيَّتِي ***ضَريبَ جِلادِ الشَّوْلِ، خَمْطًا وصافِيا
أَي سَبَبُ مَنِيَّتِي فَحَذَف.
وَقِيلَ: هُوَ ضَريبٌ إِذا حُلِبَ عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ حُلِبَ عَلَيْهِ مِنَ الغَدِ، فضُرِبَ بِهِ.
ابْنُ الأَعرابي: الضَّريبُ: الشَّكْلُ فِي القَدِّ والخَلْقِ.
وَيُقَالُ: فلانٌ ضَريبُ فلانٍ أَي نَظِيرُهُ، وضَريبُ الشيءِ مثلُه وَشَكْلُهُ.
ابْنُ سِيدَهْ: الضَّرْبُ المِثْل والشَّبيهُ، وَجَمْعُهُ ضُرُوبٌ.
وَهُوَ الضَّريبُ، وَجَمْعُهُ ضُرَباء.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «إِذا ذَهَبَ هَذَا وضُرَباؤُه: هُمُ الأَمْثالُ والنُّظَراء»، وَاحِدُهُمْ ضَريبٌ.
والضَّرائبُ: الأَشْكالُ.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ}؛ أَي يُمَثِّلُ اللهُ الحقَّ والباطلَ، حَيْثُ ضَرَبَ مَثَلًا لِلْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالْكَافِرِ وَالْمُؤْمِنِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ.
وَمَعْنَى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا}؛ أَي اذْكُرْ لَهُمْ ومَثِّلْ لَهُمْ.
يُقَالُ: عِنْدِي مِنْ هَذَا الضَّرْبِ شيءٌ كَثِيرٌ أَي مِنْ هَذَا المِثالِ.
وَهَذِهِ الأَشياءُ عَلَى ضَرْبٍ واحدٍ أَي عَلَى مِثالٍ.
قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ: ضَرْبُ الأَمْثال اعتبارُ الشَّيْءِ بغيرِه.
وَقَوْلُهُ تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ}؛ قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ اذْكُرْ لَهُمْ مَثَلًا.
وَيُقَالُ: هَذِهِ الأَشياء عَلَى هَذَا الضَّرْب أَي عَلَى هَذَا المِثالِ، فَمَعْنَى اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا: مَثِّلْ لَهُمْ مَثَلًا؛ قَالَ: ومَثَلًا مَنْصُوبٌ لأَنه مَفْعُولٌ بِهِ، ونَصَبَ قَوْلُهُ أَصْحابَ الْقَرْيَةِ، لأَنه بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ مَثَلًا، كأَنه قَالَ: اذْكُرْ لَهُمْ أَصحابَ الْقَرْيَةِ أَي خَبَر أَصحاب الْقَرْيَةِ.
والضَّرْبُ مِنْ بَيْتِ الشِّعْر: آخرُه، كَقَوْلِهِ: [فَحَوْمَلِ] مِنْ قَوْلِهِ: بسقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ وَالْجَمْعُ: أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ.
والضَّوارِبُ: كالرِّحابِ فِي الأَوْدية، وَاحِدُهَا ضارِب.
وَقِيلَ: الضارِبُ الْمَكَانُ المُطمئِنّ مِنَ الأَرضِ بِهِ شَجَرٌ، والجمعُ كالجَمع، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
قَدِ اكْتَفَلَتْ بالحَزْنِ، واعْوَجَّ دُونَها ***ضَواربُ، مِنْ غَسَّانَ، مُعْوَجَّةٌ سَدْرَا
وَقِيلَ: الضارِبُ قِطْعة مِنَ الأَرض غَلِيظَةٌ، تَسْتَطِيلُ فِي السَّهْل.
والضارِبُ: المكانُ ذُو الشَّجَرِ.
والضَّارِبُ: الْوَادِي الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الشَّجَرُ.
يُقَالُ: عَلَيْكَ بِذَلِكَ الضَّارِبِ فأَنْزِلْه؛ وأَنشد:
لَعمرُكَ إِنَّ البيتَ بالضارِبِ الَّذِي ***رَأَيتَ، وإِنْ لَمْ آتِه، لِيَ شَائِقُ
والضاربُ: السابحُ فِي الماءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
لياليَ اللَّهْوِ تُطْبِينِي فأَتْبَعُه، ***كأَنَّنِي ضارِبٌ فِي غَمْرةٍ لَعِبُ
والضَّرْبُ: الرَّجل الخفيفُ اللَّحْمِ؛ وَقِيلَ: النَّدْبُ الْمَاضِي الَّذِي لَيْسَ برَهْل؛ قَالَ طَرَفَةُ:
أَنا الرجلُ الضَّرْبُ، الَّذِي تَعْرِفُونَه، ***خَشاشٌ كرأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ
وَفِي صِفَةِ مُوسَى، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أَنه ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ
؛ هُوَ الْخَفِيفُ اللَّحْمِ، المَمْشُوقُ المُسْتَدِقُّ.
وَفِي رِوَايَةٍ:
فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ، وَهُوَ مُفتَعلٌ مِنَ الضَّرْبِ، وَالطَّاءُ بَدَلٌ مِنْ تَاءِ الِافْتِعَالِ.
وَفِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: طُوَالٌ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ
؛ وَقَوْلُ أَبي العِيالِ:
صُلاةُ الحَرْبِ لم تُخْشِعْهُمُ، ***ومَصَالِتٌ ضُرُبُ
قَالَ ابْنُ جِنِّي: ضُرُبٌ جَمْعُ ضَرْبٍ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ ضَرُوب.
وضَرَّبَ النَّجَّادُ المُضَرَّبةَ إِذا خاطَها.
والضَّريبة: الطَّبِيعَةُ والسَّجِيَّة، وَهَذِهِ ضَريبَتُه الَّتِي ضُرِبَ عَلَيْهَا وضُرِبَها.
وضُرِبَ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، لَمْ يَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَي طُبِعَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ المُسْلِمَ المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ، بحُسنِ ضَرِيبَتِه»أَي سَجِيَّته وَطَبِيعَتِهِ.
تَقُولُ: فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبة، ولَئيم الضَّرِيبةِ، وَكَذَلِكَ تَقُولُ فِي النَّحِيتَةِ والسَّلِيقةِ والنَّحِيزَة والتُّوس؟ والسُّوسِ والغَرِيزةِ والنِّحَاسِ والخِيمِ.
والضَّريبةُ: الخلِيقةُ.
يُقَالُ: خُلِقَ الناسُ عَلَى ضَرَائبَ شَتَّى.
وَيُقَالُ: إِنه لكريمُ الضَّرائبِ.
والضَّرْبُ: الصِّفَة.
والضَّرْبُ: الصِّنْفُ مِنَ الأَشياءِ.
وَيُقَالُ: هَذَا مِنْ ضَرْبِ ذَلِكَ أَي مِنْ نَحْوِهِ وصِنْفِه، وَالْجَمْعُ ضُروبٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
أَراكَ مِنَ الضَّرْبِ الَّذِي يَجْمَعُ الهَوَى، ***وحَوْلَكَ نِسْوانٌ، لَهُنَّ ضُرُوبُ
وَكَذَلِكَ الضَّرِيبُ.
{وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا} أَي وَصَفَ وبَيَّن، وَقَوْلُهُمْ: ضَرَبَ لَهُ المثلَ بِكَذَا، إِنما مَعْنَاهُ بَيَّن لَهُ ضَرْبًا مِنَ الأَمثال أَي صِنْفًا مِنْهَا.
وَقَدْ تَكَرَّر فِي الْحَدِيثِ
ضَرْبُ الأَمْثالِ، وَهُوَ اعْتبارُ الشَّيْءِ بِغَيْرِهِ وتمثيلُه بِهِ.
والضَّرْبُ: المِثالُ.
والضَّريبُ: النَّصِيبُ.
والضَّرِيبُ: البَطْنُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ.
والضَّرِيبةُ: واحدةُ الضَّرائِبِ الَّتِي تُؤْخَذ فِي الأَرْصاد والجِزْية وَنَحْوِهَا؛ وَمِنْهُ ضَريبة العَبْدِ: وَهِيَ غَلَّتُه.
وَفِي حَدِيثِ الحَجَّامِ: «كَمْ ضَرِيبَتُكَ؟»الضَّريبة: مَا يؤَدِّي العبدُ إِلى سَيِّدِهِ مِنَ الخَراجِ المُقَرَّرِ عَلَيْهِ؛ وَهِيَ فَعِيلة بِمَعْنَى مَفْعولة، وتُجْمَعُ عَلَى ضرائبَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الإِماءِ اللَّاتِي كَانَ عليهنَّ لمَواليهنَّ ضَرائبُ.
يُقَالُ: كَمْ ضَرِيبةُ عَبْدِكَ فِي كُلِّ شَهْرٍ؟ والضَّرَائبُ: ضَرائِبُ الأَرَضِينَ، وَهِيَ وظائِفُ الخَراجِ عَلَيْهَا.
وضَرَبَ عَلَى العَبدِ الإِتاوَةَ ضَرْبًا: أَوْجَبَها عَلَيْهِ بالتأْجيل.
وَالِاسْمُ: الضَّرِيبةُ.
وضَارَبَ فلانٌ لفُلانٍ فِي مَالِهِ إِذا اتَّجَرَ فِيهِ، وقارَضَه.
وَمَا يُعْرَفُ لفُلانٍ مَضرَبُ ومَضرِبُ عَسَلَةٍ، وَلَا يُعْرَفُ فِيهِ مَضْرَبُ ومَضرِبُ عَسَلةٍ أَي مِنَ النَّسبِ وَالْمَالِ.
يُقَالُ ذَلِكَ إِذا لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسَبٌ مَعْروفٌ، وَلَا يُعْرَفُ إِعْراقُه فِي نَسَبه.
ابْنُ سِيدَهْ: مَا يُعْرَفُ لَهُ مَضْرِبُ عَسَلة أَي أَصْلٌ وَلَا قَوْمٌ وَلَا أَبٌ وَلَا شَرَفٌ.
والضارِبُ: الليلُ الَّذِي ذَهَبَتْ ظُلْمته يَمِينًا وَشِمَالًا ومَلأَتِ الدُّنْيَا.
وضَرَبَ الليلُ بأَرْواقِه: أَقْبَلَ؛ قَالَ حُمَيد:
سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ، والليلُ ضارِبٌ ***بأَرْواقِه، والصُّبْحُ قَدْ كادَ يَسْطَعُ
وَقَالَ:
يَا ليتَ أُمَّ الغَمْرِ كانَتْ صاحِبي، ***ورَابَعَتْني تَحْتَ ليلٍ ضارِبِ،
بسَاعِدٍ فَعْمٍ، وكَفٍّ خاضِبِ والضَّارِبُ: الطَّويلُ مِنْ كُلِّ شيءٍ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وَرَابَعَتْنِي تَحْتَ لَيْلٍ ضَارِبِ
وضَرَبَ الليلُ عَلَيْهِمْ طَالَ؛ قَالَ:
ضَرَبَ الليلُ عليهمْ فَرَكَدْ وَقَوْلُهُ تعالى: {فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: مَنَعْناهم السَّمْعَ أَن يَسْمَعُوا، وَالْمَعْنَى: أَنَمْناهم ومَنَعْناهم أَن يَسْمَعُوا، لأَن النَّائِمَ إِذا سَمِعَ انْتَبه.
والأَصل فِي ذَلِكَ: أَنَّ النَّائِمَ لَا يَسْمَعُ إِذا نَامَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «فَضَرَبَ اللَّهُ عَلَى أَصْمِخَتهم» أَي نامُوا فَلَمْ يَنْتَبِهُوا، والصِّمَاخُ: ثَقْبُ الأُذُن.
وَفِي الْحَدِيثِ: «فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ»؛ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ النَّوْمِ؛ وَمَعْنَاهُ: حُجِبَ الصَّوتُ والحِسُّ أَنْ يَلِجا آذانَهم فيَنْتَبهوا، فكأَنها قَدْ ضُرِبَ عَلَيْهَا حِجابٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ"""" أَبي ذَرٍّ: ضُرِبَ عَلَى أَصْمِخَتهم، فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحدٌ.
وَقَوْلُهُمْ: فَضَرَب الدهرُ ضَرَبانَه، كَقَوْلِهِمْ: فَقَضَى مِنَ القَضَاءِ، وضَرَبَ الدهْرُ مِنْ ضَرَبانِه أَنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ضَرَبَ الدهْرُ بَيْنَنا أَي بَعَّدَ مَا بَيْنَنا؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فإِنْ تَضْرِبِ الأَيامُ، يَا مَيّ، بينَنا، ***فَلَا ناشِرٌ سِرًّا، وَلَا مُتَغَيِّرُ
وَفِي الْحَدِيثِ: «فضَرَبَ الدهرُ مِنْ ضَرَبانِه، وَيُرْوَى: مِنْ ضَرْبِه» أَي مَرَّ مِنْ مُروره وذَهَبَ بعضُه.
وجاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ أَي مُنْفَرِدًا مُنْهَزِمًا.
وضَرَّبَتْ عينُه: غارَتْ كَحجَّلَتْ.
والضَّرِيبةُ: اسمُ رجلٍ مِنَ الْعَرَبِ.
والمَضْرَبُ: العَظْمُ الَّذِي فِيهِ مُخٌّ؛ تَقُولُ لِلشَّاةِ إِذا كَانَتْ مَهْزُولةً: مَا يُرِمُّ مِنْهَا مَضْرَبٌ أَي إِذا كُسِرَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهَا أَو قَصَبِها، لَمْ يُصَبْ فِيهِ مُخٌّ.
والمِضْرابُ: الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ العُود.
وَفِي الْحَدِيثِ: «الصُّداعُ ضَرَبانٌ فِي الصُّدْغَيْنِ».
ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْبًا وضَرَبانًا إِذا تحرَّك بقوَّةٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: «عَتَبُوا عَلَى عثمانَ ضَرْبَةَ السَّوطِ وَالْعَصَا»أَي كَانَ مَنْ قَبْلَه يَضْرِبُ فِي الْعُقُوبَاتِ بالدِّرَّة والنَّعْل، فَخَالَفَهُمْ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «النَّهْيُ عَنْ ضَرْبةِ الغائِص هُوَ أَن يَقُولَ الغائِصُ فِي الْبَحْرِ لِلتَّاجِرِ: أَغُوصُ غَوْصَةً، فَمَا أَخرجته فَهُوَ لَكَ بِكَذَا، فيتفقان عَلَى ذَلِكَ، ونَهَى عَنْهُ لأَنه غَرَر».
ابْنُ الأَعرابي: المَضارِبُ الحِيَلُ فِي الحُروب.
والتَّضْريبُ: تَحْريضٌ للشُّجاعِ فِي الْحَرْبِ.
يُقَالُ: ضَرَّبه وحَرَّضَه.
والمِضْرَبُ: فُسْطاط المَلِك.
والبِساطُ مُضَرَّبٌ إِذا كَانَ مَخِيطًا.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا خافَ شَيْئًا، فَخَرِق فِي الأَرض جُبْنًا: قَدْ ضَرَبَ بذَقَنِه الأَرضَ؛ قَالَ الرَّاعِي يصِفُ غِربانًا خافَتْ صَقْرًا:
ضَوارِبُ بالأَذْقانِ مِنْ ذِي شَكِيمةٍ، ***إِذا مَا هَوَى، كالنَّيْزَكِ المُتَوَقِّدِ
أَي مِنْ صَقْر ذِي شَكِيمَةٍ، وَهِيَ شِدَّةُ نَفَسِهِ.
وَيُقَالُ: رأَيت ضَرْبَ نساءٍ أَي رأَيت نِسَاءً؛ وَقَالَ الرَّاعِي:
وضَرْبَ نِساءٍ لَوْ رآهنَّ ضارِبٌ، ***لَهُ ظُلَّةٌ فِي قُلَّةٍ، ظَلَّ رانِيا
قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ ضَرَبْتُ لَهُ الأَرضَ كلَّها أَي طَلَبْتُه فِي كُلِّ الأَرض.
وَيُقَالُ: ضَرَبَ فلانٌ الْغَائِطَ إِذا مَضَى إِلى مَوْضِعٍ يَقْضِي فِيهِ حاجتَه.
وَيُقَالُ: فلانٌ أَعْزَبُ عَقْلًا مِنْ ضارِبٍ، يُرِيدُونَ هَذَا الْمَعْنَى.
ابْنُ الأَعرابي: ضَرْبُ الأَرضِ البولُ والغائطُ فِي حُفَرها.
وَفِي حَدِيثِ المُغِيرة: «أَن النَّبِيَّ» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلَقَ حَتَّى تَوارَى عَنِّي، فضَرَبَ الخَلَاءَ ثُمَّ جَاءَ يُقَالُ: ذَهَبَ يَضْرِبُ الغائطَ والخلاءَ والأَرْضَ إِذا ذَهَبَ لِقَضَاءِ الْحَاجَةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَا يَذْهَب الرَّجُلانِ يَضرِبانِ الغائطَ يَتَحَدَّثان.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
36-لسان العرب (دبق)
دبق: الدِّبْق: حَمْلُ شَجَرٍ فِي جَوْفه كالغِراء لَازِقٌ يَلْزَق بِجَنَاحِ الطَّائِرِ فيُصاد بِهِ.ودَبَّقْتها تَدْبِيقًا إِذَا صِدتها بِهِ؛ وَقِيلَ: كلُّ مَا أُلزق بِهِ شَيْءٌ، فَهُوَ دِبْق مِثْلُ طِبْق، وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ.
الْجَوْهَرِيُّ: الدِّبق شَيْءٌ يَلْتَزِق كالغِراء يُصَادُ بِهِ الطَّيْرُ، دبَقَه يَدْبِقُه دَبْقًا ودَبَّقَه.
والدَّبُوقاء: العَذِرة؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
والمِلْغُ يَلْكى بالكَلام الأَمْلَغِ، ***لَوْلَا دَبُوقاء اسْتِه لَمْ يَبْطَغِ
المِلغ: الْخَبِيثُ، وَيُقَالُ النَّذْل الساقِط؛ يَلكَى بسَقَط الْكَلَامِ أَي يَجِيءُ بِسَقَطِ الْقَوْلِ وَمَا لَا خَيْرَ فِيهِ، وَجَعَلَ مَا يَخرج مِنْ كَلَامِهِ وَفِيهِ كَالْعَذِرَةِ الَّتِي تَخْرُجُ مِنِ اسْتِهِ؛ ويَبْطَغ: يتلطَّخ فَكَلَامُهُ إِذَا ظَهَرَ بِمَنْزِلَةِسَلْحِه إِذَا تَلطَّخ بِهِ، وَقِيلَ هُوَ كُلُّ مَا تمَطَّط وتلَزَّج.
وَعَيْشٌ مُدبَّقٌ لَيْسَ بِتَامٍّ.
ودَبَقَ فِي مَعِيشته، خَفِيفَةٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: لَزِق، لَمْ يُفَسِّرْهُ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا.
ودابِقٌ، ودابَقٌ، مَصْرُوفٌ: مَوْضِعٌ أَو بَلَدٌ؛ قَالَ غَيْلانُ بْنُ حُريْث، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ هُوَ لِلْهَدَّارِ: " ودابِق وأَيْنَ مِنّي دابِق اسْمُ بَلَدٍ، والأَغلب عَلَيْهِ التَّذْكِيرُ وَالصَّرْفُ لأَنه فِي الأَصل اسْمُ نَهْرٍ، وَقَدْ يُؤَنَّثُ وَلَا يُصرف.
والدَّبُّوق: لُعبة يَلعب بِهَا الصِّبْيَانُ مَعْرُوفَةٌ.
والدَّبِيقيُّ: مِنْ دِقِّ ثِيَابِ مِصْرَ مَعْرُوفَةٌ تُنْسَبُ إلى دَبِيق.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
37-أساس البلاغة (هتر)
هترإنه لهتر أهتار: داهية من الدواهي. وجاء بهترٍ من القول: بسقط. وتهاترت الشهادات: كذّب بعضها بعضًا. وتهاتر الرجلان: ادّعى كلّ واحد على الآخر باطلًا. وفي الحديث: «المستبّان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان وما قالا فهو على البادئ ما لم يعتد الآخر». وهو مهتر وهي مهترة، وأهتر: خرف.
ومن المجاز: هو مهتر به، ومستهتر به: مفتون به ذاهب العقل، وقد أهتر بفلانة واستهتر بها.
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م