نتائج البحث عن (تستفيد)

1-العربية المعاصرة (حكر)

حكَرَ يَحكِر، حَكْرًا، فهو حَكِر، والمفعول مَحْكور.

* حكَر السِّلعةَ: جمعها لينفرد بالتَّصرُّف فيها (يَحكر بعضُ التُّجار السِّلعَ في أثناء الحرب).

* حكَر الشَّخصَ: ظلمه وأخذ حقَّه.

حكِرَ/حكِرَ ب يَحكَر، حَكَرًا، فهو حَكِر، والمفعول مَحْكور.

* حكِرَ السِّلعةَ ونحوَها: حكَرها، جمعها لينفرد بالتَّصرّف فيها (حكِر السُّكّرَ).

* حكِر بالأمر: استبدَّ به (الحاكم الفرد يحكَر برأيه).

* حكِر بالشَّيء: استقلّ به.

احتكرَ يحتكر، احتِكارًا، فهو مُحتكِر، والمفعول مُحتكَر.

* احتكرَ السِّلعةَ ونحوَها: حكِرها، جمعها لينفرد بالتَّصرّف فيها (*) احتكَر الصَّوابَ: ادّعى التفرّد به- احتكر العقارَ: اتّخذه حِكْرًا.

احتِكار [مفرد]: جمعه احتِكارات (لغير المصدر):

1 - مصدر احتكرَ.

2 - [في الاقتصاد] تفرّد شخص أو جماعة بعمل ما لغرض السَّيطرة على الأسواق والقضاء على المنافسة (تعاني أقطارُ العالم الثَّالث من الاحتكارات العالميّة).

احتِكاريّ [مفرد]:

1 - اسم منسوب إلى احتِكار: (مؤسّسة احتكاريّة).

2 - طمَّاع جَشِع.

3 - [في الاقتصاد] اتِّحاد من الشَّركات أو المؤسَّسات التي تجتمع بهدف تقليل المنافسة والسَّيطرة على الأسعار.

احتِكاريَّة [مفرد]:

1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى احتِكار: (تم فرض وصاية احتكاريّة على المنطقة- يقوم بممارسة نشاطات احتكاريّة مفيدة لحرية الأسواق).

2 - مصدر صناعيّ من احتِكار: نزعة إلى تجمُّع المشاريع في يد شخص أو جماعة ما بغرض السيطرة على الأسواق والقضاء على المنافسة (طالبوا بمكافحة الاحتكاريّة- يزداد الإعلام احتكاريّةً من قِبل اليهود).

حَكْر [مفرد]: مصدر حكَرَ.

حَكَر [مفرد]: مصدر حكِرَ/حكِرَ ب.

حَكِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حكَرَ وحكِرَ/حكِرَ ب.

حِكْر [مفرد]: جمعه أَحكار: عَقارٌ مَحْبوسٌ لجهةٍ معيَّنةٍ تستفيد منه، ولا يُباع ولا يُشترى (أوصى أن تكون عقاراته حِكْرًا بعد وفاته للجمعيّات الخيريّة).

حُكْرَة [مفرد]: جمعه حُكُرات وحُكْرات: احتكار، تفرُّد شخص أو جماعة بعمل ما لغرض السَّيطرة على الأسواق والقضاء على المنافسة (كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحُكْرَةِ) [حديث].

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


2-العربية المعاصرة (فرم)

فرَمَ يَفرُم، فَرْمًا، فهو فارِم، والمفعول مَفْروم.

* فرَم اللحمَ: قطّعه قطعًا صغيرة بالسكين أو بالآلة (فرَم البصلَ- كانت تفرم اللحم في المنزل بفرّامة آليّة) (*) فرم خصمه: قضى عليه تمامًا.

فَرّامة [مفرد]: اسم آلة من فرَمَ: آلة الفَرْم (فرّامة لحم/بصل- تستفيد ربَّةُ المنزل من الفَرَّامة في المطبخ- فرَمتُ الأوراق التالفة بالفرَّامة).

فَرْم [مفرد]: مصدر فرَمَ.

مِفْرَمة [مفرد]: جمعه مَفارِمُ: اسم آلة من فرَمَ: آلة الفَرْم (مِفْرمة لحم/بصل).

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


3-تعريفات حديثة (التنمية المتوازنة)

التنمية المتوازنة: هي التي تمسّ القطاعات الاقتصادية الثلاثة الصناعة و الزراعة و الخدمات تنمية تمسّ كل البلاد و مختلف الجهات و تستفيد منها كل الفئات الاجتماعية.

تعريفات حديثة


4-القاموس المحيط (العذر)

العُذْرُ، بالضم: م

ج: أعْذارٌ، عَذَرَهُ يَعْذِرُهُ عُذْرًا وعُذُورًا وعُذْرَى ومَعْذِرَةً ومَعْذُورةً، وأعْذَرَه، والاسمُ: المَعْذَِرَةُ، مُثَلَّثَةَ الذالِ، والعِذْرَةُ بالكسر،

وأعْذَرَ: أبْدَى عُذْرًا، وأحْدَثَ، وثَبَثَ له عُذْرٌ، وقَصَّرَ ولم يُبالِغْ وهو يُرِي أنه مُبالِغٌ، وبالَغَ، كأنه ضِدٌّ، وكثُرَتْ ذُنُوبُه وعُيُوبُه،

كعَذَرَ، ومنه: "لَنْ يَهْلِكَ الناسُ حتى يَعْذِرُوا من أنفسِهم"،

وـ الفرسَ: ألْجَمَهُ، أو جَعَلَ له عِذارًا،

وـ الغُلامَ: خَتَنَهُ،

كعَذَرَهُ يَعْذِرُه،

وـ للقومِ: عَمِلَ طَعامَ الخِتانِ، وأنْصَفَ،

وـ في ظَهْرِهِ: ضَرَبَهُ فأثَّرَ فيه،

وـ الدارُ: كثُرَتْ فيه العَذِرَةُ.

وعَذَّرَ تَعْذِيرًا: لم يَثْبُتْ له عُذْرٌ،

كعاذَرَ،

وـ الغُلامُ: نَبَتَ شَعْرُ عِذَارِهِ،

وـ الشيءَ: لَطَخَه بالعَذِرَةِ،

وـ الدارَ: طَمَسَ آثارَها، واتَّخَذَ طَعَامَ العِذَارِ ودَعَا إليه.

وتَعَذَّرَ: تَأخَّرَ،

وـ الأمْرُ: لم يَسْتَقِمْ،

وـ الرَّسمُ: دَرَسَ،

كاعْتَذَرَ، وتَلَطَّخَ بالعَذِرَةِ، واحْتَجَّ لنفسِهِ. وفَرَّ.

والعَذِيرُ: العاذِرُ، والحالُ التي تُحاوِلُها تُعْذَرُ عليها، والنَّصيرُ.

والعِذَارُ من اللِّجامِ: ما سَالَ على خَدِّ الفَرَسِ.

وعَذَرَ الفَرَسَ به يَعْذِرُهُ ويَعْذُرُهُ: شَدَّ عِذَارَهُ،

كأعْذَرَهٌ

ج: عُذُرٌ، وجانِبا اللِّحْيَةِ، وطَعامُ البِناءِ والخِتانِ، وأن تَسْتَفيدَ شيئًا جديدًا فَتَتَّخِذَ طَعامًا تَدْعُو إليه إخْوانَكَ،

كالإِعْذارِ والعَذيرَةِ والعَذيرِ فيهما، وغِلَظٌ من الأرضِ يَعْتَرِضُ في فَضَاءٍ واسعٍ،

وـ من العِراقِ: ما انْفَسَحَ عن الطَّفِّ.

وعِذَارَيْن في قولِ ذي الرُّمَّةِ: حَبْلانِ مُسْتَطيلانِ من الرملِ، أو طَريقانِ، والحَياءُ، وسِمَةٌ في موضِعِ العِذَارِ،

كالعُذْرةِ،

وـ من النَّصلِ: شَفْرَتَاهُ، والخَدُّ،

كالمُعَذِّرِ، وما يَضُمُّ حَبْلَ الخِطَامِ إلى رأسِ البَعيرِ.

والعُذْرُ، بالضم: النُّجْحُ، والغَلَبَةُ، وبهاءٍ: الناصِيَةُ، وهيَ الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ، وقُلْفَةُ الصَّبِيِّ، والشَّعَرُ على كاهِلِ الفَرَسِ، والبَظْرُ، والخِتانُ، والبَكَارَةُ، وخمسةُ كواكِبَ في آخِرِ المَجَرَّةِ، وافتِضاضُ الجارِيةِ، ومُفْتَضُّها: أبو عُذْرِها، ونَجْمٌ إذا طَلَعَ، اشْتَدَّ الحَرُّ، والعَلامَةُ، وداءٌ في الحَلْقِ،

كالعاذُور، أو وَجَعُهُ من الدَّمِ. وعَذَرَهُ فَعُذِرَ، وهو مَعْذُورٌ، واسْمُ ذلك المَوْضِعِ، وبِلا لامٍ: قَبيلَةٌ في اليَمنِ.

والعَذْراءُ: البِكْرُ

ج: العَذَارَى والعَذَارِي والعَذْرَاواتُ، وشيءٌ من حديدٍ يُعَذَّب به الإِنسانُ لإِقْرارٍ بأمْرٍ ونحوهِ، ورَمْلَةٌ لم تُوطَأْ، ودُرَّةٌ لم تُثْقَبْ، وبُرْجُ السُّنْبُلَةِ أو الجَوْزاءِ، ومدينةُ النبي، صلى الله عليه وسلم،

وبِلا لامٍ: ع على بَريدٍ من دِمَشْقَ، قُتِلَ به مُعاوِيةُ بنُ حُجْرٍ،

أو ة بالشامِ م.

والعاذِرُ:

عِرْقُ الاسْتِحاضَةِ، وأثَرُ الجُرْحِ، والغائِطُ،

كالعاذِرَةِ والعَذِرَةِ.

والعَذِرَةُ: فِناءُ الدَّارِ، ومجلِسُ القومِ، وأرْدَأُ ما يَخْرُجُ من الطَّعامِ.

والمَعاذِيرُ: السُّتُورُ، والحُجَجُ، الواحدُ: مِعْذَارٌ.

والعَذَوَّرُ، كعَمَلَّسٍ: الواسِعُ الجَوْفِ الفَحَّاشُ من الحَميرِ، والسَّيِّئُ الخُلُقِ الشديدُ النَّفْسِ، والمَلِكُ الشديدُ.

واعْتَذَرَ: شَكا،

وـ العِمامَةَ: أرْخَى لها عَذَبَتَيْنِ من خَلْفُ،

وـ المِياهُ: انْقَطَعَتْ. وعَذَرٌ، كَحَسَنٍ، ابنُ وائلٍ: جَدٌّ لأَبي موسى الأَشْعَرِيِّ. وكزُفَرَ: ابنُ سعدٍ من هَمْدانَ.

وضُرِبَ زَيْدٌ فأُعْذِرَ: أُشْرِفَ به على الهَلاكِ.

وقولهُ تعالى: {وجاءَ المُعَذِّرُونَ}، بتشديدِ الذالِ المكسُورَةِ، أي: المُعْتَذِرونَ الذين لهم عُذْرٌ، وقد يكونُ المُعَذِّرُ غيرَ مُحِقٍّ، فالمَعْنى: المُقَصِّرونَ بغيرِ عُذْرٍ، وقَرَأ ابنُ عَبَّاسٍ بالتخفيف، من أعْذَرَ، وكان يقولُ: والله لهكَذا أُنْزلَتْ. وكان يقولُ: لَعَن اللهُ المُعَذِّرِينَ. كأَنَّ المُعَذِّرَ عندَه إنما هو غيرُ المُحِقِّ، وبالتخفيف: من له عُذْرٌ.

القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م


5-المعجم المفصل في النحو العربي (الأسماء الملازمة التنكير)

الأسماء الملازمة التّنكير

اصطلاحا: هي التي لا تستفيد من الإضافة تعريفا بل تبقى متوغلة في الإبهام وهي كثيرة.

منها ما يقع موقع نكرة لا تقبل التّعريف مثل: «لا أبا لك» لأن «لا» النّافية للجنس لا تعمل في المعارف ومثل: «ربّ أخ لم تلده أمّك» لأن «ربّ» لا تدخل إلا على النّكرة ومثل: «كم طبيب في المدينة» لأنّ «كم» لا تدخل إلّا على النّكرة الواقعة تمييزا. ومثل: «فعل ذلك جهده» لأن الحال لا تكون إلّا نكرة.

ومن الأسماء المتوغّلة في الإبهام الأسماء التي لا تخصّ واحدا بعينه منها: «غير» و «مثل» و «شبه» و «خدن» و «نحو» و «ناهيك» و «حسبك» و «ترب» و «خرب» و «ندّ» و «شرعك» و «نجلك» و «قطك» و «قدك» و «سواك» و «كفؤك» و «نهيك» و «هدّك» و «قيد الأوابد» و «واحد أمّه» و «عبد بطنه». والظّروف سواء أضيفت إلى مفرد أم إلى جملة.

المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م


6-المعجم المفصل في النحو العربي (خدنك)

خدنك

من الأسماء المتوغّلة في الإبهام ولا تستفيد من الإضافة تعريفا، وتضاف دائما إلى معرفة، ولا تفيد تعريفا، ولا تخص واحدا بعينه، ومثلها: ناهيك، وحسبك، وتربك، وندّك، وشرعك، ونجلك، وقطك، وقدك، وسواك، وكفؤك، ونهيك، وهدّك، وقيد الأوابد، وواحد أمّه، وعبد بطنه. والظروف كلّها سواء أضيفت إلى مفرد أم إلى جملة، تلازم الإضافة إلى معرفة ولا تفيد تعريفا. انظر: الإضافة.

المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م


7-المعجم المفصل في النحو العربي (شبهك)

شبهك

هي من الأسماء المتوغّلة في الإبهام والتي لا تفيد ولا تخصّ واحدا بعينه، وهي ملازمة للإضافة، ولا تستفيد منها تعريفا، وهذه الأسماء هي: «غير»، «مثل»، «شبهك»، «خدنك»، «ناهيك»، «حسبك»، «تربك»، «ضربك»، «ندّك»، «شرعك»، «نجلك»، «قطك»، «قدك»، «سواك»، «كفؤك»، «نهيك»، «هدك»، «قيد الأوابد» واحد أمّه، عبد بطنه، والظروف كلها سواء أضيفت إلى مفرد أم إلى جملة.

راجع: الأسماء والإضافة.

المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م


8-المعجم المفصل في النحو العربي (شرعك)

شرعك

هي من الأسماء المتوغّلة في الإبهام، ملازمة للإضافة ولا تستفيد منها تعريفا ومعناها: حسبك.

راجع: الأسماء والإضافة.

المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م


9-المعجم المفصل في النحو العربي (حكم المنادى)

حكم المنادى:

أولا: من حيث المعنى. الأصل في النّداء أن يكون للعاقل، مثل: «يا معلّمي، أنا مصغ لإرشاداتك»، وقد يكون لغير العاقل، فيكون نداء مجازيا، كقوله تعالى: {وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي} وقد يدخل النّداء على الحرف، كقول الشاعر:

«فيا ربّما بات الفتى وهو آمن ***وأصبح قد شدّت عليه المطالع»

وقد يدخل على الجملة الفعليّة، مثل: «يا نعم المولى ونعم النّصير»، وعلى الجملة الاسميّة، كقول تعالى: {يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} كما يدخل على الضّمير كقول الشاعر: يا أبجر بن أبجر يا أنتا...

ثانيا: من حيث الإعراب. المنادى من حيث الإعراب على خمسة أقسام:

1 ـ المنادى المفرد، أي: ما ليس مضافا ولا مشبّها بالمضاف وهو المفرد الحقيقيّ أي: ما دل على واحد من المذكّر والمؤنث سواء أكان اسم علم، مثل: يا سمير، أو غير علم مثل: يا رجل؛ ويدخل فيه المثنّى، مثل: «يا خالدان»، والجمع، مثل «يا خالدون» ويكون مبنيا على الضمّ مثل: «يا خالد»: «خالد»: منادى مبنيّ على الضمّ في محل نصب أو يبنى على ما كان يرفع به قبل النداء، مثل «يا خالدان» منادى مبني على الألف لأنه مثنى. و «يا خالدون» منادى مبني على الواو لأنه جمع مذكّر سالم. ولا فرق بين أن تكون الضمّة ظاهرة في المفرد، مثل: يا رجل، أو مقدّرة، وكقوله تعالى: {يا مُوسى، لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} وإذا كان الاسم المفرد مبنيا قبل النداء فيبقى على بنائه بعده، مثل: «يا قطام» «قطام»: منادى مبني على الكسرة في محل نصب ومثل: «يا سيبويه»، وإذا كان الاسم منقوصا أو مقصورا مثل: «جاء راض»، «جاء مصطفى»، وبعد النداء إمّا أن نقول: «يا راضي» بارجاع الياء التي حذفت في حالة رفع المنقوص، أو «يا راض» بحذف ياء المنقوص بدون تنوين.

و «يا مصطفى» بإزالة التّنوين. وإذا كان العلم هو العدد «اثنا عشر» فنقول: «يا اثنا عشر» حيث يبنى صدر العدد «اثنا» على الألف كالمثنى ويبقى عجزه مبنيا على الفتح، أو تقول: «يا اثني عشر» فيكون صدره «اثني» منادى منصوبا بالياء على اعتبار «اثني» مع العجز بمنزلة المضاف مع المضاف إليه.

ويجوز في العلم المفرد البناء على الضمّ أو على الفتح إذا كان علما موصوفا، بغير فاصل، بـ «ابن» أو «ابنة» والبنوّة حقيقيّة مثل: «يا حسين ابن علي» «حسين» منادى هو اسم علم موصوف بـ «ابن» والبنوّة حقيقيّة «عليّ» والده، فهو الحسين ابن على بن أبي طالب. لذلك فهو مبني على الضم أو على الفتح في محل نصب... «بن»: نعت يجوز فيه النّصب تبعا للمحل أو الرّفع تبعا للّفظ. أما إذا فقد شرط واحد وجب الاقتصار على البناء على الضم، فتقول: «يا غلام ابن مالك» «غلام»: منادى مبني على الضم في محل نصب... وهو غير علم. «ابن»: صفة وقد اتصلت بالهمزة لأنه لم يقع بين علمين.

2 ـ النكرة المقصودة وهي التي يزول إبهامها بالنّداء فتدل على فرد معيّن، ويعود الإبهام من غير نداء، مثل: «يا رجل أسرع لإنقاذ الغريق» وتكون مبنيّة على الضّم في محل نصب... فكلمة «رجل» نكرة مقصودة هي منادى مبنيّ على الضّمّ في محل نصب ومثل: «يا طير مثلك لا يكون حبيسا». ولا يصحّ تنوينها إلّا في الضرورة الشعريّة فتكون منوّنة بالرّفع أو بالنّصب، كقول الشاعر:

«يا قمرا لا تفش أسرار الورى ***وارحم فؤاد السّاهر الولهان»

«قمرا» منادى هو نكرة مقصودة مبنيّ على الفتح وقد نوّن للضرورة الشعريّة ويصح أن نقول: يا قمر فيكون مبنيا على الضم.

وإذا كانت النّكرة المقصودة موصوفة قبل النّداء فالأحسن نصبها مباشرة، مثل: «يا رجلا كريما أنصف المظلومين»، ويجوز أن يكون الوصف مفردا أو غير مفرد، نكرة أو معرفة، جملة أو شبه جملة، مثل: «يا رجلا قادما إنك ذو منزلة رفيعة عندنا» «قادما»: نعت مفرد، ومثل: «يا رجلا نعزّه نحن ننتظر قدومك» جملة «نعزّه» في محل نصب نعت. أما إذا لم يتأكّد وصف المنادى النكرة المقصودة قبل النّداء فيجوز فيها عند النداء النّصب أو البناء على الضمّ مثل:

«أعبدا حلّ في شعبي غريبا***ألؤما لا أبا لك واغترابا»

حيث أتى المنادى «أعبدا» مسبوقا بهمزة النّداء، وقد اضطر الشاعر إلى تنوينه فنصبه وكان حقه البناء على الضم.

وإذا كانت النكرة المقصودة اسما منقوصا أو مقصورا فيحذف منها التّنوين، وأما «ياء» المنقوص فإمّا أن نعيدها أو نحذفها فنقول: «يا داع» أو «يا داعي»، وأما ألف المقصور فالأحسن إعادتها فنقول: «يا فتى».

3 ـ النكرة غير المقصودة، هي التي تبقى على إبهامها بعد النّداء، فلا تدلّ على فرد معيّن، ولا تستفيد تعريفا من النّداء، وتكون منصوبة دائما، مثل: «يا عاقلا اعمل لآخرتك كما تعمل لدنياك». «عاقلا»: منادى منصوب بالفتحة.

4 ـ المضاف بشرط أن تكون الإضافة لغير ضمير المخاطب، فلا يصح أن تقول: «يا خادمك» لأنّ النّداء خطاب للمضاف، وضمير المخاطب وهو الكاف لمخاطبة غير المضاف.

ويكون المنادى المضاف منصوبا دائما سواء أكانت الإضافة محضة كقول الشاعر:

«يا هجر ليلى قد بلغت بي المدى ***وزدت على ما ليس يبلغه هجر»

حيث ورد المنادى «هجر» منصوبا لأنه مضاف و «ليلى» مضاف إليه، ويمكن أن تكون الإضافة لفظيّة، التي تفيد التّخفيف اللّفظي بحذف التّنوين، ونون المثنى وجمع المذكر السّالم وملحقاتها من آخر المضاف، كقول الشاعر:

«يا ناشر العلم بهذي البلاد***وفّقت، نشر العلم مثل الجهاد»

حيث ورد المنادى «ناشر» منصوبا لأنه مضاف «العلم»: مضاف إليه مجرور بالاضافة لفظا منصوب محلّا على أنّه مفعول به لاسم الفاعل «ناشرا» وقد تفصل «اللّام» بين المضاف والمضاف إليه للضرورة الشعرية، مثل: «يا بؤس للحرب ضرار الأقوام» بؤس منادى منصوب وهو مضاف «الحرب»: مضاف إليه و «اللّام» مقحمة بينهما.

5 ـ الشبيه بالمضاف، وهو كل منادى عمل في ما بعده، سواء أكان هذا المعمول مرفوعا به أو منصوبا أو مجرورا بالحرف مثل: «يا كبيرا مقامه لا تظلم». «كبيرا»: منادى منصوب، «مقامه» فاعل للصفة المشبهة ومثل: «يا شارحا الدّرس تمهل» «شارحا»: منادى منصوب «الدرس»: مفعول به لاسم الفاعل «شارحا» ومثل:

«يا طالبا لمعالي الملك مجتهدا***خذها من العلم أو خذها من المال»

أحكام تابع المنادى: لتابع المنادى أحكام تختلف باختلاف حال المنادى.

أولا: إذا كان تابع المنادى نعتا، أو عطف بيان، أو توكيدا، والمنادى منصوبا، وجب نصب التابع مثل: «يا وطني العزيز رعاك ربي».

«العزيز»: نعت منصوب للمنادى المنصوب ومثل: «يا قوما أهل اللغة الواحدة أجيبوا داعي الوطن» «أهل»: عطف بيان منصوب. ومثل: «يا عربا كلّكم اتّحدوا» «كلّكم»: توكيد منصوب مع مضاف إليه. وكذلك إذا كان التابع بدلا، أو عطف نسق فالأحسن نصبه مثل: «بوركت يا أبا الحسن عليا». «أبا»: منادى منصوب بالألف لأنه من الاسماء الستة: «عليا»: بدل منصوب لأن المنادى منصوب. ومثل: «بوركت يا أبا الحسن وخالدا». «خالدا»: معطوف على «أبا» منصوب.

وإذا كان المنادى مجرورا بلام الاستغاثة فالتّابع يجب جرّه، مثل: «يا للمحسن والعطوف لليتيم» «العطوف» اسم معطوف على «للمحسن» مجرور مثله.

ثانيا: إذا كان المنادى مبنيا على الضّمّ ففي هذه الحالة يكون التّابع:

أ ـ منصوبا إذا كان نعتا، أو عطف بيان، أو توكيدا مضافا مجرّدا من «أل». مثل: «يا معاوية أمير المؤمنين أنت نشرت لواء الأمن». «معاوية» منادى مبني على الضم. «أمير»: بدل منصوب وهو مضاف «المؤمنين»: مضاف إليه، ومثل: «يا مسجد مسجد الصّخرة حماك الله». «مسجد»: منادى مبنيّ على الضّمّ «مسجد»: عطف بيان منصوب وهو مضاف «الصّخرة»: مضاف إليه ومثل: «يا أصدقاء كلّكم». «أصدقاء»: منادى مبني على الضم «كلّكم» توكيد منصوب وضمير المخاطبين مضاف إليه.

ب ـ مرفوعا وذلك إذا كان المنادى كلمة «أيّ» أو «أيّة» أو «هذا» وكلّها يؤتى بها لنداء الاسم المبدوء بـ «أل»، كقوله تعالى: {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} «أيّة» منادى مبني على الضم.

«النفس» نعت مرفوع ومثل: «يا هذا المحسن لك الأجر» «هذا» الهاء للتنبيه و «ذا» اسم اشارة مبنيّ على السّكون في محل نصب... «المحسن»: نعت مرفوع.

ج ـ يجوز في التّابع النّصب أو الرّفع إذا كان التّابع نعتا، أو عطف بيان، أو توكيدا أو نعتا مضافا مقرونا بـ «أل»، أو عطف نسق مقرونا بـ «أل» مثل: «يا معاوية الحليم» «معاوية» منادى مبنيّ على الضّمّ. «الحليم» بالرفع نعت مرفوع تبعا للّفظ، وبالنّصب هو نعت منصوب تبعا للمحل، ومثل: «يا عليّ أبا حسن رحمك الله». «عليّ» منادى مبني على الضم. «أبا»: عطف بيان منصوب بالألف لأنه من الاسماء السّتة تبعا للمحل ويجوز فيه الرفع (أبو) تبعا للفظ المنادى فيرفع بالواو. ومثل: «يا طلاب أجمعون».

«أجمعون» توكيد مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وذلك تبعا للفظ المنادى «طلاب» المبنيّ على الضم، ويجوز فيه النّصب «أجمعين» تبعا لمحل المنادى، ومثل: «يا معاوية الكثير الحلم» «الكثير» نعت للمنادى المبنيّ على الضّمّ، فيجوز فيه الرّفع تبعا للّفظ والنّصب تبعا للمحل ومثل: «يا طلاب والجنود أنتم حماة الوطن» «والجنود» معطوف على «طلاب» يجوز فيه الرّفع والنّصب. ويعتبر التّابع كالمنادى المستقلّ إذا كان بدلا أو عطف نسق خاليا من «أل» فيبنى على الضّمّ إذا كان معرفة مفردا، أو ينصب إذا كان مضافا أو مشبّها بالمضاف، مثل: «يا قوم جنود وقادة أنتم حمى الوطن» «قوم» منادى مبني على الضم. «جنود» بدل مبني على الضم و «قادة» معطوف بـ «الواو» على قوم مبنيّ على الضّمّ.، ومثل: «يا قادة وجنود الوطن أنتم أمل المستقبل» «قادة» منادى مبني على الضم «جنود» معطوف بـ «الواو» منصوب لأنه مضاف.

ثالثا: إذا كان المنادى مما يصحّ فيه البناء على الضّمّ، أو على النّصب فحكم التابع ما يلي:

1 ـ إذا كان المنادى موصوفا بـ «ابن» أو «ابنة» فالتابع يكون منصوبا تبعا لمحل المنادى مثل: «يا غلام ابن عليّ». «ابن»: نعت منصوب للمنادى المبنيّ على الضم.

2 ـ إذا تكرر لفظ المنادى المفرد، وأضيف اللّفظ الثاني المكرّر سواء أكان المنادى المفرد علما، أو اسم جنس، أو اسما مشتقا، فالمنادى يكون منصوبا أو مبنيا على الضم وتابعه يكون منصوبا، مثل: «يا صلاح صلاح الدين أنت رمز للقادة المخلصين». «صلاح» الأولى منادى مبنيّ على الضّمّ ويجوز أن يكون منصوبا «صلاح» الثانية بدل أو توكيد لفظي منصوب وهو مضاف «الدين» مضاف إليه. ومثل: «يا شيخ شيخ القبيلة احفظ عشيرتك». «شيخ» الأولى منادى وهو غير علم يجوز فيه البناء على الضّمّ أو النّصب «شيخ»: الثانية بدل أو توكيد لفظيّ منصوب وهو مضاف «القبيلة»: مضاف إليه. ومثل: «يا كاشف كاشف الأسرار اتّق الله». «كاشف»: الأولى منادى مبنيّ على الضّمّ ويجوز فيه النّصب. «كاشف»: الثانية بدل أو توكيد لفظي منصوب وهو مضاف. الأسرار مضاف إليه..

ففي اعتبار نصب المنادى «صلاح، شيخ، كاشف» يكون مضافا إلى ما بعد الاسم الثاني المكرّر والاسم الثاني مقحم بين المضاف والمضاف إليه. فنقول «يا صلاح الدين..، يا شيخ القبيلة...، يا كاشف الأسرار...» أو يكون منصوبا باعتباره مضافا إلى محذوف يماثل المذكور فتقول: «يا صلاح الدين صلاح الدين...» «يا شيخ القبيلة شيخ القبيلة»... «يا كاشف الأسرار كاشف الأسرار» ويكون الاسم الثاني عندئذ بدلا، أو عطف بيان، أو مفعولا به لفعل محذوف، أو منادى منصوب لأنه مضاف وحرف النداء «يا» محذوف. أمّا إذا كان المنادى مبنيا على الضم مفردا معرفة فينصب الثاني باعتباره توكيدا، أو بدلا، أو عطف بيان مراعاة لمحل المنادى أو لاعتباره مفعولا به لفعل محذوف، أو منادى مستقلّا بنفسه منصوبا لأنه مضاف.

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم: للمنادى المضاف إلى ياء المتكلم أحكام عدة منها:

1 ـ إذا كان المنادى صحيح الآخر فحكمه أن يكون منصوبا بفتحة مقدّرة، مثل: «يا معلماتي لكنّ إجلالي واحترامي» «معلماتي» منادى منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل «ياء» المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف و «ياء» المتكلّم في محل جر بالإضافة. ولياء المتكلم ست لغات:

أ ـ حذفها مع بقاء الكسرة قبلها دليلا عليها، مثل: «يا أصحاب أهلا بكم» «أصحاب» منادى منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة والكسرة على «الباء» دليل عليها وهو مضاف. وياء المتكلم المحذوفة في محل جر بالإضافة.

ب ـ بقاؤها مبنيّة على السّكون، مثل: «يا رفيقاتي أنتم سلواي» «رفيقاتي» منادى منصوب بالفتحة المقدرة... وياء المتكلم ضمير متصل مبنيّ على السّكون في محل جر...

ج ـ بقاؤها مع بنائها على الفتح، مثل: يا رفيقاتي...

د ـ بناؤها على الفتح بعد فتح ما قبلها، ثم قلبها ألفا، مثل: «يا صاحبا». «صاحبا»: منادى منصوب بالفتحة الظّاهرة. والألف المنقلبة عن ياء المتكلم في محل جرّ بالإضافة. ويجوز أن تلحقها هاء السّكت فتقول: «يا صاحباه».

ه ـ قلب الياء ألفا، ثم حذف الألف، وترك الفتحة قبلها دليل عليها، مثل: يا صاحب «صاحب»: منادى منصوب بالفتحة وهو مضاف وياء المتكلم المنقلبة ألفا، محذوفة في محل جر بالإضافة.

وـ حذفها وتقديرها في النيّة، وبناء المنادى على الضّمّ، مثل: «يا ربّ». «ربّ»: منادى مبنيّ على الضّمّ على نيّة إضافته لياء المتكلّم.

أما إذا كان المنادى هو كلمة «أب» أو «أم» فزيادة على ما تقدّم يجوز فيها أربع لغات: حذف ياء المتكلّم والتّعويض منها بتاء التّأنيث مبنيّة على الكسر، أو على الفتح، أو على الضم كقوله تعالى: {يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} «أبت»: منادى منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف وياء المتكلم المحذوفة والمعوّض منها بتاء التأنيث المبنيّة على الكسر في محل جر بالإضافة. ومثل: «يا أبت» ويا أبت. والصورة الرّابعة تكون في الجمع بين تاء التأنيث المذكورة مع ألف بعدها أصلها ياء المتكلّم فتقول: «يا أبتا» وقد يجمع بين التاء والياء فتقول: يا أبتي.

المنادى المضاف إلى مضاف إلى ما فيه ياء المتكلم: إذا كان المنادى مضافا إلى مضاف إلى ما فيه ياء المتكلّم فتثبت الياء مع بنائها على السّكون، مثل: «يا شريك حياتي أنقذني من المهالك».

أما إذا كان المنادى هو «ابن أم» أو «ابن عمّ» فالأكثر حذف ياء المتكلم مع ترك الكسرة قبلها دليلا عليها مثل: «يا ابن أمّ». «ابن» منادى منصوب وهو مضاف «أمّ» مضاف إليه وهو مضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة والكسرة دليل عليها.

أو تحذف الياء بعد قلبها ألفا وقلب الكسرة فتحة فتقول: «يا ابن أمّا». وقد تحذف الألف فتقول: «يا ابن أمّ». فتكون «أمّ» مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة منع من ظهورها الفتحة الدّالّة على ياء المتكلم المحذوفة والمنقلبة ألفا محذوفة.

ويجوز أن تركّب الكلمتان «ابن أمّ» تركيب خمسة عشر فتكونان مبنيّتين على فتح الجزأين فتقول: «يا ابن أمّ» وتكون «ابن أمّ» منادى مبنيّ على فتح الجزأين أو نقول: منصوب بالفتحة المقدّرة منع من ظهورها حركة البناء التي هي فتح الجزأين، وياء المتكلّم المحذوفة في محل جر بالإضافة.

حكم المنادى المعتل الآخر المضاف إلى ياء المتكلم: إذا كان المنادى المضاف إلى ياء المتكلم معتل الآخر فله أحكام كثيرة منها:

1 ـ إذا كان مقصورا تثبت ألفه بعدها ياء المتكلم مبنيّة على الفتح، مثل: «يا فتاي اتبع نصيحة العقلاء».

2 ـ إذا كان منقوصا فتدغم ياؤه بياء المتكلم، فتكون الأولى ساكنة والثانية مبنيّة على الفتح، مثل: «يا قاضيّ أنت رمز العدل».

3 ـ إذا كان المنقوص مثنّى تدغم ياؤه، في حالتي النّصب والجرّ، بـ «ياء المتكلّم» المبنيّة على الفتح، مثل: «يا عينيّ جودا بالدّموع على الفقيد الغالي».

4 ـ إذا كان المنقوص جمع مذكر سالما تدغم ياؤه في حالتي النّصب والجرّ، بـ «ياء» المتكلم المبنيّة على الفتح، مثل: «يا معلميّ أنتم معلمو الأجيال».

5 ـ إذا كان المنادى مختوما بياء مشدّدة بدون إدغام، مثل: «عبقريّ»، يضاف إليه ياء المتكلم بعد حذف يائه الثانية من المشدّدة، وتدغم الأولى بـ «ياء» المتكلم المبنيّة على الفتح، مثل: «يا عبقريّ»، أو تحذف ياء المتكلم مع بقاء يائه المشدّدة مكسورة، مثل: «يا عبقريّ»، أو تقلب ياء المتكلم «ألفا» ثم تحذف مع فتح «الياء» المشدّدة، مثل: «يا عبقريّا»، «يا عبقريّ».

المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م


10-المعجم المفصل في النحو العربي (النكرات المتوغلة في الإبهام)

النّكرات المتوغّلة في الإبهام

اصطلاحا: الأسماء الملازمة التنكير. وهي التي لا تستفيد من الإضافة تعريفا ولا تخصيصا مثل: «ربّ أخ لك لم تلده أمّك». وكقوله تعالى: {وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ}. «رب» في المثل الأول لا تدخل إلا على النكرات.

و «لا» النافية للجنس في الآية الكريمة لا تدخل إلا على النكرات.

المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م


11-المعجم المفصل في النحو العربي (وصل لا)

وصل لا

توصل «لا» النّافية بـ «إلا» الشرطيّة السّابقة قبلها فتقلب عندئذ نون «إن» «لاما» لتقارب نطقهما ويدغم المثلان مثل: «إلا تستفيد من وقتك فلا تضيّع أملك سدى»

وتوصل بـ «أن» النّاصبة المضارع بعدها فتقلب النون «لاما» ثم يدغمان مثل: عليك ألا تخاف.

المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م


12-الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (شهود يهوه-النصرانية وما تفرع عنها من مذاهب)

شهود يَهْوَه

التعريف:

هي منظمة عالمية دينية وسياسية، تقوم على سرية التنظيم وعلنية الفكرة، ظهرت في أمريكا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكما تدعي أنها مسيحية، والواقع يؤكد أنها واقعة تحت سيطرة اليهود وتعمل لحسابهم، وهي تعرف باسم (جمعية العالم الجديد) إلى جانب (شهود يهوه) الذي عرفت به ابتداء من سنة 1931م وقد اعترف بها رسميًا في أمريكا قبل ظهورها بهذا الاسم وذلك سنة 1884م.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

أسسها سنة 1874م الراهب تشارلز راسل 1862 – 1916م وكانت تعرف آنذاك باسم مذهب الراسلية أو الراسليين نسبة إلى مؤسسها كما عرفت باسم الدارسون الجدد للإنجيل. وعرفت بعد ذلك باسم جمعية برج المراقبة والتوراة والكراريس Watch Tower Bible and Tract Society ثم استقر الأمر أخيرًا وعرفت باسم يهوه نسبة إلى يَهْوَه إله بني إسرائيل على ما تردد توراتهم، (راجع سفر الخروج6: 2–4) "وكلم الله موسى قال له أنا الرب. أنا الذي تجليت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب إلهًا قادرًا على كل شيء وأما اسمي يهوه فلم أعلنه لهم".

ثم خلفه في رئاسة المنظمة فرانكلين رذرفورد 1869 – 1942م الذي ألف سنة 1917م كتاب سقوط بابل ويرمز ببابل لكل الأنظمة الموجودة في العالم.

ثم جاء نارثان هرمر كنور 1905م وفي عهده أصبحت المنظمة دولة داخل الدولة كما يقال.

الأفكار والمعتقدات:

إشاعة الفوضى الخلقية والتحلل من جميع الفضائل الإنسانية التي حثت عليها التعاليم الدينية.

يؤمنون بيهوه إلهًا لهم وبعيسى رئيسًا لمملكة الله.

يؤمنون بالكتاب المقدس للنصارى ولكنهم يفسرونه حسب مصالحهم.

الطاعة العمياء لرؤسائهم.

يستغلون اسم المسيح والكتاب المقدس للوصول إلى هدفهم وهو: إقامة دولة دينية دنيوية للسيطرة على العالم.

تهيئة النفوس لإقامة الدولة اليهودية الكبرى.

نفي الحساب والعقاب في الآخرة فلا إثم على من يقترف ذنبًا أو معصية في دنياه.

لا يؤمنون بالآخرة ولا بجهنم ويعتقدون بأن الجنة ستكون في الدنيا في مملكتهم.

يعتقدون بقرب قيام حرب تحريرية يقودها عيسى وهم جنوده يزيحون بها جميع حكام الأرض.

يقتطفون من الكتاب المقدس الأجزاء التي تحبب إسرائيل واليهود إلى الناس ويقومون بنشرها.

لا يؤمنون بالروح وبخلودها ولهم معابد خاصة بهم يسمونها القاعة الملكية أو بيت الرب.

الأخوة الإنسانية مقتصرة عليهم دون سواهم من البشر.

يعادون النظم الوضعية ويدعون إلى التمرد، ويعادون الأديان إلا اليهودية، وجميع رؤسائهم يهود.

إشاعة الفوضى العالمية بتحريض الشعوب على التمرد على حكوماتهم وشق عصا الطاعة عليها ومقاطعة جميع النشاطات الرسمية في الدولة ويبررون ذلك بما جاء في كتابهم الأخضر "ليكن الله صادقًا بأنهم سفراء الله في ملكوته المقدس، ومن ثمَّ فهم يتمتعون بحصانة تعفيهم من الخضوع للحكومات المدنية أيًا كانت مقوماتها".

يعترفون بقداسة الكتب التي تعترف بها اليهودية وتقدسها وهي 19 كتابًا.

يقولون بالتثليث ويفسرونه بـ (يهوه، الابن، الروح القدس).

يمر العضو فيها بمراحل معقدة ويخضع الالتحاق بها إلى شروط قاسية، وتنتظم عضوية جمعية شهود يهوه ثلاث مراتب:

أعضاء الرجاء السماوي: وهم أعضاء الإدارة العليا ويرأسهم العبد العظيم أو الحكيم ويعرف مقره ببيت "إيل" أي بيت الله.

صف جلعاد أو الرجاء الأرضي: ويشمل من الأعضاء الرواد والمعاونين ونظار المناطق، وهؤلاء هم أعضاء الإدارة التنفيذية.

المبشرون: ويعرف أعضاؤها بالخدم، وتضم هذه المرتبة الشهود وهم الأعضاء المكلفون بتوزيع مطبوعات الجمعية ورسائلها.

شعاراتهم ورموزهم:

تبني المينورا وهي الشمعدان السباعي الذي هو رمز اليهود الديني والوطني.

تبني النجمة السداسية وهي رمز لليهود كذلك.

تبني اسم يهوه ويكتبونه بالعبرية وهو "الإله" عند اليهود.

من كتب المنظمة:

تنطق باسمهم مجلة كانت تصدر تحت اسم برج مراقبة صهيون ثم عدلوها إلى: برج المراقبة لإخفاء كلمة صهيون.

هذا الخبر الجيد عن المملكة (المقصود مملكتهم المأمولة).

الأساس في الإيمان بعالم جديد.

لقد اقترب علاج الأمم.

العيش بأمل نظام عادل جديد.

الجذور الفكرية والعقائدية:

يمكن اعتبارهم فرقة مسيحية منفردة بفهم خاص إلا أنهم واقعون تحت سيطرة اليهود بشكل واضح ويتبنون العقائد اليهودية في الجملة ويعملون لأهداف اليهود.

تأثروا بأفكار الفلاسفة القدامى واليونانيين منهم بخاصة.

لهم علاقة وطيدة بإسرائيل وبالمنظمات اليهودية العالمية كالماسونية.

لهم علاقة تعاون مع المنظمات التبشيرية والمنظمات الشيوعية والاشتراكية الدولية.

لهم علاقة كبيرة مع أهل النفوذ من اليونانيين والأرمن.

الانتشار ومواقع النفوذ:

لا تكاد تخلو دولة في العالم من نشاط لهذه المنظمة السرية الخطرة.

مركزهم الرئيسي في أمريكا – حي بروكلين بنيويورك: 124 Columbia Heights.

(i) Brooklyn 1. New York - USA

وصل عدد البلدان التي يزاولون فيها نشاطهم سنة 1955م إلى 158 دولة وكان عددهم آنذاك 632929 عضوًا وعدد دعاتهم 1814 داعية فكم يكون إذن عددهم الآن؟ وقد فطنت بعض الدول إلى خطورتهم فمنعت نشاطهم وتعقبتهم ومن هذه الدول: سنغافورة، لبنان، ساحل العاج، الفلبين، العراق، النرويج، الكاميرون، الصين، تركيا، سويسرا، رومانيا، هولندا.. وما يزالون ينشطون في هذه الدول بطريقتهم الخاصة السرية. أما في إفريقيا والدول الإسلامية فغالبًا ما يكون نشاطهم بالتعاون مع المنظمات التبشيرية.

طريقتهم في العمل:

يرون أنه ثبت بالدليل أن عددًا كبيرًا من الناس لا يحضرون إلى المعابد، وأن أكثر من نصف الناس في بعض البلدان لا ينتمون إلى طائفة من الطوائف الدينية، وأن ملايين من المنتمين إلى الطوائف الدينية لا يحضرون عبادتهم ولا يريدون أن يستمعوا إلى رجال الدين. فعملت شهود يهوه على أن تخفي نفسها تحت أستار أنها فرقة مسيحية تطوف بالبيوت والمقاهي والأندية العامة والطرقات، حاملة الكتب والمنشورات، تعرض فيها تعاليمها بحماسة مدعية أنها حاملة رسالة دين جديد يجمع تحت لوائه أهل الأديان كافة، تتظاهر بعدم معاداة أحد أو أية طائفة من الطوائف. كما عملت على عدم الاحتفاظ بأسماء أعضائها واكتفت فقط بحفظ ناشري مطبوعاتها ونشراتها وعملت – أيضًا – على عدم الإعلان عمن يساعدها بالأموال في أداء مهامها.

يصدرون آلاف الكتب والنشرات والصحف ويوزعونها مجانًا مما يدل على قوة رصيدهم المالي.

لهم مدارس خاصة بهم ومزارع ودور صحافة ودور نشر.. ولكل منها إدارة خاصة بها.

لهم مكاتب للترجمة والتأليف ولجان دينية عليا لتفسير الكتاب المقدس وفق مصلحتهم.

لهم تعاون كبير مع المنظمات المماثلة التي تعمل لصالح اليهود.

تستفيد هذه المنظمة من أعضائها في أعمال الاستخبارات والجاسوسية والدعاية.

ويتضح مما سبق:

إن منظمة شهود يهوه تدعي المسيحية وتوالي اليهودية وتعادي الإسلام وهي من المنظمات المشبوهة التي يلزم وقف نشاطاتها في أي بلد إسلامي – إن وجد - وعدم السماح بتداول مطبوعاتها ومجلاتها تحت أي مسمى كان ويكفي أن علاقتهم وطيدة بإسرائيل وأن روابطهم وثيقة بعملاء التنصير.

الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة-الندوة العالمية للشباب الإسلامي-صدرت: 1418هـ/1997م


13-الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (الإسلامية في الأدب-من المدارس الأدبية)

الإسلامية في الأدب

التعريف:

الإسلامية (في الأدب) هي انطلاق الأديب في العملية الإبداعية من رؤية أخلاقية تبرز مصداقيته في الالتزام بتوظيف الأدب لخدمة العقيدة والشريعة والقيم وتعاليم الإسلام ومقاصده، وتبين إيجابيته عند معالجة قضايا العصر والحياة، التي ينفعل بها الأديب انفعالًا مستمرًا، فلا يصدر عنه إلا نتاج أدبي متفق مع أخلاق الإسلام وتصوراته ونظرته الشاملة للكون والحياة والإنسان، في إطار من الوضوح الذي يبلور حقيقة علاقة الإنسان بالأديان، وعلاقته بسائر المخلوقات فرادى وجماعات، وبشكل لا يتصادم مع حقائق الإسلام، ولا يخالفها في أي جزئية من جزئياتها ودقائقها.

معيار الإسلامية:

- ينطوي التعريف المتقدم، على مجموعة معايير متكاملة، يؤدي توافرها إلى صيرورة العمل الأدبي متسمًا بالإسلامية، وبعض هذه المعايير موضوعي يتعلق بجوهر العمل وبعضها عضوي أو شكلي يتعلق بإطار التعبير عن العمل، بحيث يتفاعل كل منهما مع الغاية من العمل الأدبي الممثل

1- الالتزام:

ويعني وجوب تقيد الأديب بإشاعة الرؤية العقدية في تيار العمل الأدبي المتدفق خدمة للعقيدة والشريعة والقيم الإسلامية والأخلاق وكليات الإسلام ومقاصده، وأهدافه العامة وبشرط ألا يخالف الإحساس الفطري بحقائق الإسلام.

2- المصداقية:

وتعني قدرة الأديب على إعطاء المتلقي إحساسًا صادقًا في كافة أعماله الأدبية بأنها قد صدرت عن تصور إسلامي، ودعوة إلى مكارم الأخلاق، وإشاعة الخير والمعروف، ونأي عن كل ما هو منكر وغير مألوف في الوجدان الإسلامي، فإذا كانت بعض أعمال الأديب فقط هي التي تتسم بالمصداقية الإسلامية، فإن ذلك لا يكفي لرفعه إلى مصاف أنصار الإسلامية.

3- الوضوح:

الإسلامية جوهر ومظهر، أو مضمون وشكل، لذا يجب أن يكون مضمون العمل وشكله معًا من الوضوح، في الدلالة على الإسلامية، بحيث يتسنى لأي متلقٍ، أن يصنف الأديب، بسهولة، ضمن أنصار الإسلامية، بمجرد إطلاعه على مجمل أعماله.

4- الإيجابية:

وتعني أنه لا يكفي في الأديب المنتمي إلى الإسلامية، أن يلتزم بالتصور العقدي الإسلامي، ولا يخالفه، بل يجب عليه فضلًا عن ذلك، أن يكون إيجابيًا في توجهه، فيقف مع الإسلام، ويدافع عنه، ويتصدى لمناهضيه، فكرًا وقولًا وعملًا وسلوكًا، فالإسلامية تستلزم اتخاذ الأديب موقفًا لا تدع ظروف الحال شكًا في دلالته على دفاع صاحبه عن عقيدته في كل الظروف والأحوال.

5- القدرة:

وتعني قدرة الأديب على إفراغ العمل الأدبي في الإطار الشكلي الذي يخدم الموضوع، ويناسب المضمون، ويشد القارىء ويقنع المتلقي بوجه عام.

6- الاستمرارية:

وتعني وجوب قيام الأديب المنتمي للإسلامية بتعميق انتمائه باستمرار، فإن أصبح غير قادر على العطاء الإسلامي، فيجب ألا يصدر عنه ما يعارض صراحة أو ضمنًا أعماله السابقة التي تتسم بالإسلامية، وقد يكون للاستمرارية معنى أخص، بالنسبة لمن كانوا غير ملتزمين من قبل ثم انتموا للإسلامية، إذ تعني الاستمرارية عدم عودتهم إلى مثل ما كانوا عليه قبل التزامهم، وقد نلمح هذا عند كعب بن زهير وحسان بن ثابت وغيرهما من الشعراء المخضرمين.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

كعب بن زهير رضي الله عنه:

من الممكن توسيع دائرة الإسلامية في الأدب لتبدأ بكعب بن زهير، ذلك أن الإسلامية إطار عام، لا يمكن نسبته إلى شخص بعينه أو زمن بعينه في العالم الإسلامي، وعندما جاهد بعض علماء الإسلام في سبيل تكوين مدرسة للأدب الإسلامي فإنهم في الحقيقة، كانوا يريدون التعبير عن مضمون أعمق من مجرد الإطار الشخصي هو النزعة الإسلامية في الأدب أو في كلمة واحدة "الإسلامية Islamism" وهي نزعة يمكن أن نلمحها من لحظة إلقاء رسول الله r بردته على كعب بن زهير عندما أنشده قصيدته اللامية في مدحه r، فسر بالتزامه ومصداقيته، وصحح له الشطرة التي تقول: "مهند من سيوف الهند مسلول" إلى "مهند من سيوف الله مسلول" فهذا شعر ذو هدف نبيل وغاية شريفة في مجال الدعوة بلا غلوٍ ولا تجاوز، وهي نزعة حبذها الزمخشري في الكشاف بعبارات جلية.

حسان بن ثابت رضي الله عنه:

حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من الشعراء المخضرمين الذين حضروا الجاهلية والإسلام، وقد أسلم مع السابقين من الخزرجيين، ومنذ شرح الله صدره للإسلام وهو شاعر العقيدة الذي يسجل أحداث المسلمين، ويمجد غزوات الرسول، ويرد على شعراء المشركين بجزالة، قال النثر والنظر في بيان عظمة الإسلام والدعوة إلى التأدب بآدابه والعمل بأحكامه، وقد سفه قريشًا في أشعاره، ونوّه بالقرآن الكريم كمصدر أول للتشريع الإسلامي وأساسًا لشريعة الحق ونبي الهدى، وبين بجلاء دور الأدب في بيان حقائق الإسلام، وقال أفضل أشعاره يوم قريظة وفي غزوة الأحزاب وفي رثائه لنبينا محمد r بين أن قيمة الإسلام تكمن في التوحيد.

عبد الله بن رواحة رضي الله عنه:

كان أحد شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين نافحوا عن الرسالة، ورغم أنه استشهد في السنة الثامنة من الهجرة، وأن ما وصل إلينا من شعره كان قليلًا، إلا أن ما كتبه كان يجسد أهم قيم الإسلام كالشجاعة النابعة من أعماقه، والحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والحرص على التمسك بالدين والدفاع عنه، وطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولذا فقد كان عبد الله بن رواحة - بحق – رائد شعر الجهاد الإسلامي، تشهد على ذلك أشعاره. يقول الدكتور محمد بن سعد الشويعر: "من اللفتات النبوية الكريمة استمد عبد الله بن رواحة التوجه إلى الطريق الأمثل، الذي يجب أن يسلكه الشعر الإسلامي، والإطار الذي يحسن أن يبرز فيه: صدق في التعبير، وسلامة في المقصد، وعدم الفحش في ذكر المثالب، أو النيل من الأعراض، واعتدال في القول".

عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

ربما كان العقاد من أكثر الكتاب التزامًا بالإسلامية في الأدب، في مواجهة تيار التغريب الذي قاده طه حسين، ولذا فإن كلام العقاد له وزنه في هذا الصدد ومما قاله في عبقرية عمر:

كان عمر بن الخطاب أديبًا مؤرخًا فقيهًا (ص 344) عظيم الشغف بالشعر والأمثال والطرف الأدبية، وكان يروي الشعر ويتمثل به، ولم يزل عمر الخليفة هو عمر الأديب طوال حياته، لم ينكر من الشعر إلا ما ينكره المسؤول عن دين، أو القاضي المتحرز الأمين، ولذا فقد نهى عن التشبيب بالمحصنات، ونهى عن الهجاء، وأعجبته الأشعار التي تنطوي على معان سامية، دعى إليها الإسلام، وكان يرى أن للشعر غاية تعليمية تربوية فقد كتب إلى أبي موسى الأشعري قائلًا: مر من قبلك بتعلم الشعر فإنه يدل على معالي الأخلاق وصواب الرأي ومعرفة الأنساب.. وقال لابنه يا بني.. احفظ محاسن الشعر يحسن أدبك.. فإن من لم يحفظ محاسن الشعر لم يؤد حقًا ولم يقترف أدبًا.

وفي معايير الإسلامية قال: "ارووا من الشعر أعفه ومن الحديث أحسنه.. فمحاسن الشعر تدل على مكارم الأخلاق وتنهي عن مساويها".

ومما يؤكد تصور الإسلامية في الأدب عنده رضي الله عنه، أنه عزل النعمان بن عدي عندما تجاوز في شعره غايات الإسلام ومقاصده، بالرغم من أنه كان أحد ولاته، ولم يقبل اعتذاره وتعلله بأنه مجرد شاعر ولم يصنع شيئًا مما رواه في إحدى قصائده المبنية على الغزل الفاحش، كما سجن الحطيئة عندما هجا الزبرقان بن بدر، فلم يكن لمثل عمر أن يفعل غير ذلك فالإسلامية التزام إجباري إن صح التعبير، وإذا كانت الإسلامية التزام فإنها تستلزم المسؤولية.

عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:

يعتبر عمر بن عبد العزيز من أبرز مؤسسي الإسلامية على الإطلاق لأنه لم يكتف بالحديث عن وجوب الالتزام والتقيد التام بالإسلام عند مباشرة المعالجة الأدبية، بل قدم أسلوبًا عمليًّا لذلك، في موقف كان يمكن أن يتقبل فيه الناتج الأدبي المنطوي على مدحه ولكنه قدم درسًا تطبيقيًا في الحيلولة دون تخطي الأدب غاية الإسلامية فقد منع الشعراء أن يمدحوه، فلما ألح عليه كثير بن عبد الرحمن في إنشاده، وضع معيار الحقيقة كأساس لقبول سماع الإبداع الشعري، فقد قال لكثير: نعم. ولا تقل إلا حقًا.

ومما يؤكد عدم تساهل عمر بن عبد العزيز في التزام الأدب بالأخلاق والأهداف السامية قصته المشهورة مع الشعراء عندما تولى الخلافة وقيل له إنهم بالباب يريدون المثول بين يديه. وعندما توسط أحد جلسائه للشعراء وأخبره أن الرسول r، قد سمع الشعر وأجاز الشعراء سأل من بالباب من الشعراء، وعندما أخبر بأسمائهم رفضهم واحدًا تلو الآخر مع تبيان أسباب الرفض باستشهاد من أشعارهم ولم يدخل إلا جريرًا حيث وجده أقل المجموعة فحشًا.

ابن قتيبة وآخرون:

فضل ابن قتيبة الشعر الذي ينطوي على فائدة في المعنى، سواء تعلق هذا المعنى بالقيم الدينية أو الخلقية أو الحكم. ومثله كذلك مهلهل بن يموت بن المزرع وابن وكيع التنيئسي والثعالبي وعمرو بن عبيد، ومسكوية وابن شرف القيرواني وابن حزم الذي نهى عن الغزل وغالى في وضع القيود على الأدب لتحقيق الإسلامية حسبما تصورها، رغم أنه خرج على ذلك أحيانًا كثيرة في طوق الحمامة. ولا شك أن الشعر مجرد فن من فنون الأدب ولكن ضوابطه الإسلامية ومعاييرها بشأنه تصلح لكل فروع الأدب.

علي أحمد باكثير:

يوصف بأنه من طلائع الإسلامية في الأدب في مجال الشعر والقصة والمسرحية، وكان لنشأته وبنائه الفكري واتساع أفقه وتنوع مصادره الثقافية أكبر الأثر في تكوين شخصيته وقلمه، ولذا كتب المسرحية الحديثة عن فهم ووعي وعن دراسة وتعمق في معرفة أصول الصنعة المسرحية.

ولقد كان الموجه الرئيسي لباكثير في فنه الأدبي هو عقيدته الإسلامية وقيمها وتصوراتها الصائبة للحياة. يقول د. نجيب الكيلاني عن مسرحيته حبل الغسيل إنها كانت صرخة شجاعة أدانت فساد المنهج وعفن الإدارة وانحراف المؤسسات الشعبية حينما استبد الشيوعيون بمقاليد الأمور في مصر في النصف الأول من عقد الستينات، حيث صنعوا من الشعارات واجهة للبلاد بينما هم يستغلونه وينفذون مخططًا موحى به إليهم من سادتهم خارج البلاد وفي ذلك إدانة للفكر الماركسي وتجربته المشينة بمصر.

مصطفى صادق الرافعي:

كانت الإسلامية في أدبه تيارًا متدفقًا، فقرظ محمود سامي البارودي شعره الملتزم، وأثنى عليه مصطفى لطفي المنفلوطي، وحيَّاه الشيخ محمد عبده قائلًا: "أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفًا يمحق الباطل" وقد كان. ففي كافة مؤلفاته وأشعاره ودراساته ونثره، جعل الإسلام غايته وخدمة عقيدة التوحيد مقصده وبغيته. وقد وقف أمام مؤامرات الإنجليز ضد الإسلام ومؤامرات الصهيونية في فلسطين ومؤامرات الذين أرادوا إحياء العامية والقضاء على اللغة العربية، وأبرز قضايا الإسلامية عند الرافعي هي قضية إعجاز القرآن الكريم، وقضية البلاغة النبوية وقضية المقالات الإسلامية.

أحمد شوقي:

كانت الإسلامية واضحة في بعض أشعار أحمد شوقي، ولم يكن يلتزم في هذه الأشعار بالمقاصد الإسلامية فقط، بل إنه خاض بعض معارك الدفاع عن المبادىء الإسلامية وقضاياه، فقد بيَّن أن الحرب في الإسلام لم تكن حرب عدوان وإنما كانت حرب جهاد ودفاع، وبيَّن أن الإسراء كان بالروح والجسد معًا، وربط بين المفاهيم الدينية وبين قضايا النضال واليقظة والتحرر ودافع عن الفضائل الإسلامية والحرية والنظام والشورى، ويمكن القول كذلك أن حافظ إبراهيم رغم ثقافته الأزهرية المتواضعة وأحمد محرم شاعر العروبة والإسلام كانا يستظلان كذلك بظل الإسلامية في أدائهما الملتزم.

محمد إقبال:

وفكرة الإسلامية عند الشاعر محمد إقبال 1873م تستلزم توافر ثلاث مراحل: الأولى: الوقوف على المقاصد الشرعية التي بيَّنها الدين الإسلامي فهي حقائق أبدية لا تتغير، والثانية الجهاد الديني في سبيل تحقيقها كل في مجاله، وعلى الأديب أن يعتصم في سبيل ذلك بالصبر وهذا يستلزم الانقياد التام لأمر الله تعالى عن عقيدة ثابتة وإيمان راسخ، ومحاربة نوازع النفس. وثالثها: انطلاق الذوات الإسلامية كلها لتحقيق أهداف الأمة الإسلامية.

الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي:

في 2 ربيع الأول 1405هـ (24/11/1984م) أعلن الشيخ الأديب والمفكر الداعية أبو الحسن علي الحسني الندوي في لقاء ضم الكثير من مفكري وأدباء العالم الإسلامي عن ولادة رابطة الأدب الإسلامي، التي أعطت الأدب الإسلامي كيانًا متميزًا عن بقية المذاهب الأدبية الأخرى، على أنه يجب ملاحظة أن مفهوم الإسلامية سبق الإعلان عن الرابطة بسنين طويلة، فإنا نجد الدعوة للأدب الإسلامي في كتابات الداعية والأديب سيد قطب حينما كان يشرف على باب الأدب في الجريدة التي كان يرأس تحريرها في مصر عام 1952م. ونجدها أيضًا في كتابات أخيه محمد قطب عام 1961م وخاصة في كتابه منهج الفن الإسلامي، ونجدها أيضًا عند الدكتور نجيب الكيلاني سنة 1963م في كتابه: الإسلامية والمذاهب الأدبية، ونجدها أيضًا عند الدكتور عماد الدين خليل عام 1392هـ (1972م) في كتابه: النقد الإسلامي المعاصر وكتابه: محاولات جديدة في النقد الإسلامي الذي أصدره عام 1401هـ (1982م) وفي كتابه: فن الأدب الإسلامي المعاصر دراسة وتطبيق وفي كتاباته الأدبية التي سبقت نشر هذا الكتاب ومنذ عام 1961م في مجلة: حاضرة الإسلام الدمشقية.

ولذا فإن الشيخ أبا الحسن علي الحسني الندوي رئيس جامعة ندوة العلماء في الهند ورئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية يعتبر أحدث دعاة الإسلامية والمؤسسين لها، وإنه وإن كانت الرابطة لم تتشح باسم الإسلامية متخذة اسم الأدب الإسلامي، إلا أن الأمر مجرد اصطلاح، ولا مشاحة في الاصطلاحات.

الدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا:

- رحمه الله – نائب رئيس الرابطة للبلاد العربية، وكان أستاذًا للأدب والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ويعتبر من أوائل من نظر للإسلامية ودافع عن الأدب الإسلامي.

الدكتور عبد القدوس أبو صالح:

أستاذ الأدب والنقد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونائب رئيس الرابطة ورئيس مكتب البلاد العربية.

الشيخ محمد الرابع الندوي:

نائب رئيس الرابطة ورئيس مكتب الهند.

الأستاذ محمد حسن بريغش:

أمين سر الرابطة للبلاد العربية وعضو مجلس الإفتاء في الرابطة.

الدكتور عدنان رضا النحوي:

الشاعر والأديب السعودي وعضو مجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية.

الأستاذ محمد قطب:

المفكر والداعية المعروف، والأستاذ في جامعة الملك عبد العزيز وعضو الشرف في الرابطة، فقد تابع جهود شقيقه سيد قطب – رحمه الله – في الإسلامية في الأدب.

الدكتور عبد الباسط بدر:

الأستاذ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأمين سر مجلس أمناء الرابطة.

الدكتور حسن الأمراني:

(مغربي): عضو رابطة الأدب الإسلامي ورئيس تحرير مجلة المشكاة التي تعني بالأدب الإسلامي.

الدكتور محمد مصطفى هدارة:

(مصري) عضو الرابطة والأستاذ في جامعة الإسكندرية.. وهو أول من أظهر حقيقة مذهب الحداثة الفكري والأدبي وأهدافه الهدامة.

الدكتور عبد الرحمن العشماوي:

وهو يعتبر أبرز الأصوات الشابة الملتزمة بالإسلام والمدافعة عن القضايا الإسلامية والتصور الإيماني.

الأفكار والمعتقدات:

جعل التصور الإسلامي الصحيح للإنسان والكون والحياة، أهم أركان العمل الأدبي أيًّا كان نوعه.

الالتزام بالتصور الإسلامي، لا يعني التوجيه القسري على غرار ما يفرضه أصحاب التفسير المادي للتاريخ وإنما هو أخذ النفس البشرية بالتصور الإسلامي للحياة في سائر فنون الأدب، وبذا تتميز الإسلامية عن فكرة الالتزام عند كل من الواقعية والاشتراكية والوجودية، فالالتزام عند الأولى هو الالتزام بقضايا الجماهير حسب المفهوم الماركسي المنهار، والالتزام عند الثانية – في النثر فقط دون الشعر – بقضايا الحرية حسب المفهوم الوجودي فحسب.

التعبير المؤثر، له أهمية في مجال الأدب ولا يستغني عنه بحجة سلامة المضمون، وبذلك يتميز الأدب عن الكلام العادي، فذلك مما يحقق غاية الإسلامية.

وغاية الإسلامية هي وجود أدب هادف، فالأديب المسلم لا يجعل الأدب غاية لذاته كما يدعو أصحاب مذهب: (الفن للفن) وإنما يجعله وسيلة إلى غاية، وهذه الغاية تتمثل في ترسيخ الإيمان بالله عز وجل، وتأصيل القيم الفاضلة في النفوس.

حرية التفكير والتعبير من متطلبات الإبداع والصدق الأدبي وهي وسيلة لإثراء الأدب كمًا وكيفًا.

وقد وضع الإسلام حدودًا للحرية في كل مجالاتها، ومنها مجال الأدب إذ إنه لا يعترف بحرية القول التي منحت للأدباء وغيرهم إذ رأى فيها خطرًا يهدد سلامة المجتمع وأمنه العقدي أو الأخلاقي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.

الأدب طريق مهم من طرق بناء الإنسان الصالح والمجتمع الصالح وأداة من أدوات الدعوة إلى الله والدفاع عن الشخصية الإسلامية.

الإسلامية حقيقة قائمة قديمًا وحديثًا وهي تبدأ من القرآن الكريم والحديث النبوي، ومعركة شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش، وتمتد إلى عصرنا الحاضر لتسهم في الدعوة إلى الله ومحاربة أعداء الإسلام والمنحرفين عنه.

الإسلامية هي أدب الشعوب الإسلامية على اختلاف أجناسها ولغاتها، وخصائصها هي الخصائص الفنية المشتركة بين آداب الشعوب الإسلامية كلها.

ترفض الإسلامية أي محاولة لقطع الصلة بين الأدب القديم والأدب الحديث بدعوى التطور أو الحداثة أو المعاصرة وترى أن الأدب الحديث مرتبط بجذوره القديمة.

ترفض الإسلامية المذاهب الأدبية التي تخالف التصور الإسلامي والأدب العربي المزور، والنقد الأدبي المبني على المجاملة المشبوهة أو الحقد الشخصي، كما ترفض اللغة التي يشوبها الغموض وتكثر فيها المصطلحات الدخيلة والرموز المشبوهة وتدعو إلى نقد واضح بناء.

تستفيد الإسلامية من الأجناس الأدبية جميعها شعرًا ونثرًا ولا ترفض أي شكل من أشكال التعبير، وتعني بالمضمون الذي يحدد طبيعة الشكل الملائم للأداء.

والإسلامية في الأدب تأبى الانحراف عن القيود الواردة في تعريف الإسلامية، فهي كما يقول أحد الباحثين تأبى مثلًا "تأليه الإنسان (كلاسيكيًا)، وإغراقه الذاتي الأناني (رومنسيًا)، وتمجيد لحظات الضعف البشري (واقعيًّا، وتصوير الانحراف الفكري أو النفسي أو الأخلاقي (وجوديًّا) " فليس ثمة عبث وليس ثمة حرية أخلاقية مطلقة من كل قيد كما يرى (سارتر) وليس ثمة تناقضات نفسية لا نهاية لها تنتهي دائمًا بالضياع كما يرى (ديستوفيسكي).

والإسلامية إطار واقعي للعمل الأدبي، فهي ليست مجالًا لتحقيق الخيال الجامح أو التعبير عن شطحات منبتة الصلة بالواقع، وواقع الإسلامية أنها فكرة غائية عقدية، وغايتها ليست تحقيق مصلحة ذاتية أو شخصية كإطار للبراجماتية وإنما تحقيق مصلحة العقيدة وكل من يتمسك بهذه العقيدة، فالإسلامية إطار للحقيقة لا الزيف والاستقامة لا الانحراف، ذلك أنها تدور مع وجود المسلم، وللوجود الإنساني غاية إسلامية كبرى هي الكدح والعمل والعبادة {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115] {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39] وهذه الواقعية توجد في القرآن الكريم ذاته، فأحد معجزاته أنه قدم أمثلة عليا للأداء الفني المتجانس في القصة وغيرها وما قصة يوسف عليه السلام عنا ببعيد.

والإسلامية ليست قيدًا على الإبداع وإنما هي إطار موضوعي وشكلي لتحصين العمل الأدبي من الإسفاف الذي قد يقضي على الأديب، أما التحرر المطلق من كل القيم الذي ينهي وجود الأديب، أو الخروج عن منطق الأدب ذاته، فهذا أمر يفرغ العمل الأدبي من مضمونه، فمنطق الإسلامية، ينبثق من حضارة إسلامية، تتيح للأديب فرصة التعبير عن كل ما يجول بخاطره، فيطرح المضمون الذي يريد في الشكل الذي يريد طالما كان في إطار التصور الإسلامي.

وترتيبًا على ما تقدم فإن الإسلامية تختلف عن سائر المضمونات الدينية البعيدة عن العقيدة الإسلامية سواء كانت دينية سماوية أو دينية وضعية، ولذا فإن الانفتاح على الأعمال الأدبية يجب أن يتم من خلال وجدان إسلامي راق وحسّ إنساني مرهف، للتخفيف من هموم الإنسان ومعاناته لا دفعه في أتون الصراع اللانهائي بين العبث واللامعقول، والعدمية والوجودية، وغيرها من المذاهب التي لا تروي الظمأ الديني لدى المتلقي ولا تسمو بأحاسيسه ومشاعره، بل تلغي له الزمن في العمل الأدبي، وتفكك له الأحداث، وتلغي له الشخصيات، وتمس جوهر العمل، فمسخ العمل أو تشويهه ليس من طبيعة الإسلامية.

بل إن هذا العمل لا يمكن أن يرتطم بطبائع الأمور ولا النظرة الإسلامية للكون والحياة والوجود، ومن أجل هذا فإنه وإن كان لا يجوز دمج الإسلامية في غيرها من المذاهب إلا أن الإسلامية لا تأبى التعايش مع أي نتاج أدبي عالمي، طالما لم تهدم الحواجز بين الأمرين، فخصوصية الإسلامية أنها وليدة الزمن والمكان، وأنها نسيج لقاء العقيدة بالإنسان، ولذا فإنها عالمية الأثر، كونية الرؤية، شمولية النزعة، توفق بين المنظور الواقعي والغيب اللامرئي، وتوائم بين المادي والروحي، وتجانس بين الثابت والمتغير، ولا يوجد فيها أي تنافٍ لوجود المحدود مع المطلق، ومعالجة الجزئي مع الكلي، طالما أن الهدف الأساسي للإسلامية هو صنع عالم سعيد لبني البشر، يعينهم على تجاوز متاعبهم، ويزيل المتاريس التي تقف أمام انطلاق عقيدتهم. ومن أمثلة هذه المتاريس النتاج الأدبي المتأثر بالنصرانية والذي نجده عند لويس شيخو، وسلامة موسى، وغالي شكري، ولويس عوض، وإيليا حاوي، وخليل حاوي، وسعيد عقل، وجبرا إبراهيم جبرا وغيرهم، وقد تأثر بهم بدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور وغيرهم.

- والإسلامية كبنيان أدبي عقدي، تجد في الإسلام مجالًا رحبًا، يقدم الأدباء من خلاله فكرهم البناء، وسلوكهم الهادف، وتصورهم الصائب، وقضايا الإنسان التي تحتاج إلى معالجة. والإسلامية تجعل كل هذه الأمور ذات بنيان متجانس السمات، غير متنافر الأهداف والغايات، ولا ح

أماكن الانتشار:

أصبح للإسلامية أنصار في جميع أنحاء العالم.. ولها مكتبات في الهند وفي البلاد العربية وعقدت رابطة الأدب الإسلامية العالمية عدة مؤتمرات في الهند وتركيا ومصر، واشترك فيها عدد كبير من أدباء العالم الإسلامي.

ويتضح مما سبق:

أن الإسلامية ذات مدلول شامل في الزمان والمكان، فهي قديمة قدم الدعوة الإسلامية، وممتدة مع الإسلام عبر الأزمان. وهي لا تختص باللسان العربي المسلم دون سواه، بل تتعلق بكل مسلم أيًا كان مكان ولادته أو نشأته. والإسلامية ليست حبيسة صفحات الكتاب المتفرغين للأدب والمعنيين به، وإنما توجد في ثنايا كتابة تعرض لأي مسألة، حتى وإن كانت من مسائل العلم في شتى فروعه. ومن هذا المنطلق فإن المدرسة الأدبية الإسلامية الهندية أو الباكستانية أو الأندونيسية أو التشادية أو السنغالية أو غيرها تعتبر تجسيدًا للإسلامية في الأدب، كما تعتبر الكتابات العلمية ذات الأسس الجمالية والبنيانات الفنية من هذا القبيل أيضًا، فآداب الشعوب الإسلامية غير العربية هي رافد من روافد الإسلامية مادام أنها في إطار التصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة ولا تعرض ما يرفض الإسلام أو يتعارض مع منهجه الفكري.

(page)

الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة-الندوة العالمية للشباب الإسلامي-صدرت: 1418هـ/1997م


14-معجم البلدان (أكمة)

أَكْمَة:

بالضم ثم السكون: اسم قرية باليمامة بها منبر وسوق لجعدة، وقشير تنزل أعلاها، وقال السكوني: أكمة من قرى فلج باليمامة لبني جعدة، كبيرة كثيرة النخل، وفيها يقول الهزّاني، وقيل القحيف العقيلي:

«سلوا الفلج العاديّ عنّا وعنكم *** وأكمة، إذ سالت مدافعها دما»

وقال مصعب بن الطفيل القشيري في زوجته العالية، وكان قد طلقها:

«أما تنسيك عالية الليالي، *** وإن بعدت، ولا ما تستفيد»

«إذا ما أهل أكمة ذدت عنهم *** قلوصي، ذادهم ما لا أذود»

«قواف كالجهام مشرّدات، *** تطالع أهل أكمة من بعيد »

وقال أيضا يخاطب صاحبا له جعديا ومنزله بأكمة، وكان منزل العالية بأكمة أيضا:

«كأني، لجعديّ إذا كان أهله *** بأكمة، من دون الرّفاق خليل»

«فإنّ التفاتي نحو أكمة، كلما *** غدا الشرق في أعلامها، لطويل»

معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م


15-الأفعال المتداولة (اسْتَضَاءَ [به])

اسْتَضَاءَ [به]: كانت القوافل تَسْتَضِيءُ بالقمر ليلا. (تستفيد من ضيائه، تستغلّ ضياءه)

الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م


16-تاج العروس (عذر)

[عذر]: العُذْرُ بالضَّمّ: م، معروفٌ، وهو الحُجَّةُ التي يُعْتَذَرُ بها.

وفي البَصَائِرِ للمُصَنِّفِ: العُذْرُ: تَحَرِّي الإِنسانِ ما يَمْحُو بِه ذُنُوبَه، وذلك ثلاثةُ أَضْرُب: أَن تقولَ: لم أَفْعَل.

أَو تقولَ: فعَلْتُ لأَجَلِ كذا، فيَذْكُر ما يُخْرِجُه عن كونِه مُذْنِبًا.

أَو تقولَ: فعَلْتُ ولا أَعودُ، ونحو ذلك [من المقال]، وهذا الثالثُ هو التَّوْبةُ.

فكلُّ تَوبة عُذْرٌ، وليس كلُّ عُذْر تَوبةً. الجمع: أَعْذارٌ.

يُقَال: عَذَرَهُ يَعْذِرُهُ بالكسر، فيما صَنَعَ، عُذْرًا، بالضَّم وعُذُرًا بضمتَين، وبهما قُرِئ قوله تعالى: {فَالْمُلْقِياتِ ذِكْرًا. عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} فسّره ثَعْلَبٌ فقال: العُذْرُ والنُّذْرُ واحد، قال اللِّحْيَانِيّ: وبعضُهُم يُثَقِّلُ قال أَبو جعفر: من ثَقَّلَ أَرادَ: «عُذُرًا أَو نُذُرًا»، كما تقول: رُسُل في رُسْل.

وقال الأَزْهَرِيّ: وهما اسمانِ يَقُومَانِ مَقَامَ الإِعْذارِ والإِنْذَارِ، ويَجُوز تَخفيفُهما وتَثقيلُهما معًا، وعُذْرَى بضمٍّ مقصورًا، قال الجَمُوحُ الظَّفَرِيّ:

قالَتْ أُمَامَةُ لمّا جِئْتُ زَائِرَهَا *** هَلّا رَمَيْتَ بِبَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ

للهِ دَرُّكِ إِنّي قد رَمَيْتُهُمُ *** لَوْلَا حُدِدْتُ ولا عُذْرَى لمَحْدُودِ

قيل: أَرادَ بالأَسهُمِ السُّودِ: الأَسْطُرَ المكتوبَةَ. ومَعْذِرَةً، بكسر الذّال، ومَعْذُرَةً، بضمِّها، جمعهما مَعَاذِيرُ.

وأَعْذَرَهُ كعَذَرَه، قال الأَخْطَلُ:

فإِن تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَار تَوَاضَعَتْ *** فقَدْ أَعْذَرَتْنَا في طلابِكُمُ العُذْرُ

والاسْمُ المَعْذِرَةُ، مثلَّثَةَ الذال، والعِذْرَةُ، بالكسر، قال النّابِغَةُ:

ها إِنَّ تَا عِذْرَةٌ إِلّا تَكُنْ نَفَعَتْ *** فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ

يقال: اعْتَذَرَ فلانٌ اعْتِذَارًا، وعِذْرَةً، ومَعْذِرَةً من ذَنْبِه، فعَذَرْتُه.

وأَعْذَرَ إِعْذَارًا، وعُذْرًا: أَبْدَى عُذْرًا، عن اللِّحْيَانِيّ، وهو مَجَاز.

والعَرَبُ تقول: أَعْذَرَ فلانٌ؛ أَي كانَ منهُ ما يُعْذَرُ به.

والصَّحِيح أَنَّ العُذْرَ الاسمُ، والإِعْذَارُ المَصْدَرُ، وفي المَثَلِ: «أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ».

وأَعْذَرَ الرجُلُ: أَحْدَثَ.

ويقال: عَذَّرَ الرّجُلُ: لم يَثْبُتْ له عُذْرٌ، وأَعْذَرَ: ثَبَتَ له عُذْرٌ، وبه فَسّرَ من قرأَ قوله عزّ وجلّ {وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ} كما يأْتِي في آخر المادّة.

وأَعْذَرَ: قَصَّرَ ولَمْ يُبَالِغْ وهو يُرِي أَنّه مُبَالِغٌ.

وأَعْذَرَ: فيه: بالَغَ وجَدَّ، كأَنَّهُ ضِدٌّ، وفي الحديثِ: «لَقَدْ أَعْذَرَ اللهُ إِلى مَنْ بَلَغَ مِنَ العُمْرِ سِتِّينَ سَنَةً» أَي لم يُبْقِ فيه مَوْضعًا للاعْتِذَارِ حيثُ أَمْهَلَهُ طُولَ هذِه المُدَّةِ، ولم يَعْتَذِرْ.

يقال: أَعْذَرَ الرَّجُلُ، إِذا بَلَغ أَقْصَى الغَايَةِ في العُذْرِ، وفي حديثِ المِقْدادِ: «لقد أَعْذَرَ الله إِليك»؛ أَي عَذَرَك وجَعَلَكَ مَوْضِعَ العُذْرِ، فأَسقَطَ عنك الجِهَادَ، وَرَخّصَ لك في تَرْكه؛ لأَنّه كان قد تَنَاهَى في السِّمَنِ وعَجَز عن القِتَال.

وفي حديثِ ابنِ عُمَرَ: «إِذَا وُضِعَت المائِدَةُ فلْيَأْكُل الرّجُلُ ممّا عنْدَه، ولا يَرْفَعْ يَده، وإِنْ شَبعَ، وليُعْذِرْ؛ فإِنّ ذلك يُخَجِّلُ جَلِيسَه»، الإِعذار: المُبَالَغَةُ في الأَمْرِ؛ أَي لِيُبَالغْ في الأَكل مثْل الحَدِيثِ الآخَر: «أَنّه كانَ إِذَا أَكَلَ مع قَوْمٍ كان آخِرَهُم أَكْلًا».

وأَعْذَرَ الرَّجلُ إِعْذارًا، إِذَا كَثُرَتْ ذُنُوبُه وعُيُوبُه، وصار ذا عَيْب وفَسادٍ، كعَذَرَ يَعْذِرُ، وهما لُغَتَان، نقلَ الأَزْهَرِيُّ الثانِيَةَ عن بعضِهِم، قال: ولم يَعْرِفْهَا الأَصْمَعِيُّ، قال: ومنه قولُ الأَخْطَلِ:

فإِن تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَارٍ تَوَاضَعَتْ *** فقد عَذَرَتْنَا في كِلابٍ وفي كَعْبِ

ويُرْوَى «أَعْذَرَتْنَا»؛ أَي جَعَلَتْ لنا عُذْرًا فيما صنَعْناهُ، ومنه قولُه صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم: «لَنْ يَهْلِكَ النّاسُ حتّى يَعْذِرُوا من أَنْفُسِهِمْ»، يقال: أَعْذَرَ من نَفْسِهِ، إِذَا أَمْكَنَ مِنْهَا، يَعْنِي أَنّهم لا يَهْلِكُون حتى تكثُرَ ذُنُوبُهم وعُيُوبُهم، فَيُعْذِرُوا من أَنْفُسِهِمْ ويسْتَوْجِبُوا العُقُوبَة، ويكون لمن يُعَذِّبُهُم عُذْرٌ، كأَنَّهُم قَامُوا بِعُذْرِهِ في ذلك، ويُرْوَى بفتح الياءِ من عَذَرْتُه، وهو بمعْنَاه، وحقيقةُ عَذَرْتُ: مَحَوْتُ: الإِسَاءَةَ وطَمَسْتُهَا، وهذا كالحَدِيث الآخَر: «لَنْ يَهْلِكَ علَى الله إِلّا هَالِكٌ» وقد جَمَعَ بينَ الرِّوايتَيْن ابنُ القَطّاعِ في التَّهْذِيب فقال: وفي الحَدِيثِ: «لا يَهْلِكُ النّاسُ حَتّى يُعْذِرُوا من أَنْفُسِهِم» ويَعْذِرُوا. وأَعْذَرَ الفَرَسَ إِعْذَارًا: أَلْجَمَهُ، كعَذَرَه وعَذَّرَه.

أَو عَذَّرَه: جَعَلَ له عِذَارًا لا غير، وأَعْذَر اللِّجَامَ: جَعَلَ له عِذَارًا.

وأَعْذَرَ الغُلَامَ إِعْذَارًا: خَتَنَه وكذلك الجارِيَةَ، كعَذَرَهُ يَعْذِرُه عَذْرًا، وهو مَجاز، قال الشاعرُ:

في فِتْيَة جَعَلُوا الصَّلِيبَ إِلَا هَهُمْ *** حاشَايَ إِنّي مُسْلِمٌ مَعْذُورُ

والأَكْثَرُ خَفَضْتُ الجَارِيَةَ، وقال الرّاجِزُ:

تَلْوِيَةَ الخَاتِنِ زُبَّ المَعْذُور

وفي الحديثِ «وُلِدَ رسولُ الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم مَعْذُورًا مَسْرُورًا»؛ أَي مَخْتُونًا مَقْطُوعَ السُّرَّةِ، وفي حديث آخَرَ: «كُنَّا إِعْذَارَ عامٍ واحِد»؛ أَي خُتِّنَا في عام واحد، وكانوا يُخْتَنُونَ لِسِنٍّ معلومَةٍ، فيما بينَ عَشْرِ سنِين وخَمْسَ عَشْرَةَ.

ومن المَجَاز: أَعْذَرَ للقَوْمِ، إِذا عَمِلَ لَهُمْ طَعَامَ الخِتَانِ وأَعَدّه، وفي الحَدِيثِ «الوَلِيمَةُ في الإِعْذَارِ حَقٌّ». وذلك الطَّعامُ هو العِذَارُ، والإِعْذَارُ، والعَذِيرَةُ، والعَذِيرُ، كما سيأْتي، وأَصْل الإِعْذَارِ: الخِتَانُ، ثم استُعْمِل في الطَّعَامِ الذي يُصْنَع في الخِتَانِ.

وأَعْذَرَ: أَنْصَفَ، يقال: أَمَا تُعْذِرُنِي مِنْ هذا؟ بمعْنَى أَمَا تُنْصِفُنِي منه، ويقال: أَعْذِرْنِي من هذا؛ أَي أَنْصِفْنِي منه، قاله خالدُ بنُ جَنْبَة.

ويُقَال: أَعْذَرَ فُلَانًا في ظَهْرِهِ بالسِّيَاطِ، إِذَا ضَرَبَه فَأَثَّرَ فيهِ، قال الأَخْطَلُ:

يُبَصْبِصُ والقَنَا زُورٌ إِلَيْهِ *** وقَدْ أَعْذَرْنَ في وَضَحِ العِجَانِ

وأَعْذَرَتِ الدّارُ: كَثُرَتْ فيهِ هكذا في النُّسخ، والصواب «كثُرَ فِيهَا العَذِرَةُ، وهي الغَائطُ الذي هو السَّلْحُ، هكذا في التكملة، وقال البَدْرُ القَرَافِيُّ في حاشِيَتِه: أَرادَ بالدَّارِ المَوْضِعَ، فذكَّرَ الضَّمِيرَ.

وعَذَّرَ الرَّجُلُ تَعْذِيرًا فهو مُعَذِّرٌ: إِذا اعْتَذَرَ ولم يأْتِ بعُذْرٍ.

وعَذَّرَ: لَمْ يَثْبُتْ له عُذْرٌ، وبه فُسِّر قوله عزّ وجلّ: {وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} بالتَّثْقِيل هم الَّذِين لا عُذْرَ لهُمْ، ولكن يَتَكَلَّفُونَ عُذْرًا، وسيأْتِي البحثُ فيه قريبًا، كعَاذَرَ مُعَاذَرَةً.

وعَذَّرَ الغُلامُ: نَبَتَ شَعرُ عِذَارِه، يعني خَدَّه.

وعَذَّرَ الشَّيْ‌ءَ تَعْذِيرًا: لَطَخَه بالعَذِرَةِ.

وعَذَّرَ الدَّارَ تَعْذِيرًا: طَمَسَ آثَارَهَا.

وأَعْذَرْتُهَا، وأَعْذَرْتُ فيها: أَثَّرَتُ فيها، كما نقلَه الصّاغانيّ.

وعذَّرَ تَعْذِيرًا: اتَّخَذَ طَعَامَ العِذَارِ وأَعَدَّهُ للقَوْمِ وعَذَّرَ تَعْذِيرًا: دعَا إِليه.

وتَعَذَّرَ: تَأَخَّرَ، قال امرُؤُ القَيْسِ:

بسَيْرٍ يَضِجُّ العَوْدُ مِنْهُ يَمُنُّهُ *** أَخو الجَهْدِ لا يَلْوِي علَى مَنْ تَعَذَّرَا

وتَعَذَّرَ عَلَيْه الأَمْرُ: لم يَسْتَقِمْ وذلك إِذا صَعُبَ وتَعَسَّرَ.

وتَعَذَّرَ: الرَّسْمُ: تغيَّرَ ودَرَسَ قال أَوْسٌ:

فبَطْنٌ السُّلَيِّ فالسِّجَالُ تَعَذَّرَتْ *** فمَعْقُلَةٌ إِلى مُطَارٍ فوَاحِفُ

وقال ابنُ مَيّادَةَ، واسمُه الرَّمّاحُ بنُ أَبْرَدَ، يَمدحُ بها عبدَ الواحِدِ بنَ سُلَيْمَانَ بنِ عبدِ المَلِكِ:

ما هاجَ قَلْبَكَ من مَعَارِفِ دِمْنَة *** بالبَرْقِ بينَ أَصالِفٍ وفَدَافِدِ

لَعِبَتْ بها هُوجُ الرّياحِ فأَصْبَحَتْ *** قَفْرًا تَعَذَّرَ غَيْرَ أَوْرَقَ هامِدِ

ومنها:

مَنْ كانَ أَخْطَأَهُ الرَّبِيعُ فإِنّهُ *** نُصِرَ الحِجَازُ بغَيْثِ عبدِ الوَاحِدِ

سَبَقَتْ أَوائِلُه أَوَاخِرَه *** بمُشَرَّعٍ عَذْب ونَبْتٍ وَاعِدِ

كاعْتَذَرَ، يقال: اعْتَذَرَت المَنَازِلُ، إِذا درَسَتْ. ومَرَرْتُ بمَنْزِلِ مُعْتَذِر: بالٍ، وقال ابنُ أَحْمَرَ:

بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضِعْفَه العُمُرُ *** لله دَرُّكَ أَيَّ العَيْشِ تَنْتَظِرُ؟

هلْ أَنْتَ طالِبُ مَجْدٍ لَسْتَ مُدْرِكَهُ؟ *** أَم هَلْ لِقَلْبِكَ عن أُلّافِه وَطَرُ؟

أَم كُنْتَ تَعْرِفُ آياتٍ فَقَدْ جَعَلَتْ *** أَطْلالُ إِلْفِكَ بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ؟

قيل: ومنه أُخِذَ الاعتذارُ من الذَّنْبِ، وهو مَحْوُ أَثَرِ المَوْجِدَةِ.

وتَعَذَّرَ الرَّجلُ: تَلَطَّخَ بالعَذِرَةِ.

وتَعَذَّرَ: اعْتَذَرَ، واحْتَجَّ لنَفْسِه، قال الشاعِر:

كأَنَّ يَدَيْها حِينَ يُفْلَقُ ضَفْرُها *** يَدَا نَصَفٍ غَيْرَى تَعَذَّرُ مِنْ جُرْمِ

ويُقَال: تَعَذَّرُوا عليه؛ أَي فَرّ وا عنه، وخَذَلُوه.

والعَذِيرُ: العَاذِرُ، قال ذُو الإِصْبَعِ العَدْوَانِيّ:

عَذِيرَ الحَيِّ من عَدْوَا *** نَ كانُوا حَيَّةَ الأَرْضِ

بَغَى بَعْضٌ على بَعْضٍ *** فلَمْ يُرْعُوا على بَعْضِ

فقَدْ أَضْحَوْا أَحادِيثَ *** بِرَفْعِ القَوْلِ والخَفْضِ

يقول: هاتِ عُذْرًا فيما فَعَلَ بعضُهُم ببعْضٍ من التّبَاغُضِ والقَتْلِ، ولم يُرْعِ بعضُهم على بعْضٍ، بعد ما كانوا حيَّةَ الأَرْضِ التي يَحْذَرُهَا كلُّ أَحَد، وقيل: معناه هاتِ مَن يَعْذِرُنِي، ومنه قولُ عليِّ بنِ أَبِي طالبٍ رضي ‌الله‌ عنه، وهو يَنْظُرُ إِلى ابن مُلْجِم:

أُرِيدُ حَيَاتَه ويُريدُ قَتْلِي *** عَذِيرَكَ من خَلِيلِكَ من مُرَادِ

يقال: عَذِيرَكَ من فُلانٍ، بالنَّصْبِ؛ أَي هَات مَنْ يَعْذِرُك، فَعِيلٌ بمعنَى فاعل.

ويُقَال: لا يُعْذِرُك من هذا الرّجُلِ أَحدٌ، معناه: لا يُلْزِمُه الذَّنبَ فيما تُضِيف إِليه، وتَشْكُوه منه وفي حديثِ الإِفْكِ: «مَنْ يَعْذِرُنِي من رَجُل قد بَلَغَني عنه كذا وكذا؟ فقال سَعدٌ: أَنا أُعْذِرُكَ منه» أَي مَن يَقُومُ بعُذْري إِن كافَأْتُه على سُوءِ صَنِيعه فلا يَلُومُني، وفي حديث أَبي الدَّرْدَاءِ: «مَنْ يَعْذِرُنِي من مُعَاويةَ؟ أَنا أُخْبِرُه عن رَسُولِ الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم، وهو يُخْبِرُنِي عن نَفْسِه» وفي حديث عليٍّ: «مَنْ يَعْذِرُنِي من هؤلاءِ الضَّيَاطِرَةِ».

وعَذيرُك: الحَالُ التي تُحَاولُهَا، وتَرُومُها مما تُعْذَرُ عَلَيْهَا إِذَا فَعَلْتَ، قال العَجّاجُ يُخاطِبُ امرأَتَه:

جَارِيَ لا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي *** سَيْرِي وإِشْفاقي على البَعِيرِ

يريد: يا جارِيَةُ، فرَخّم، وذلك أَنّه عَزَمَ عَلى السَّفَرِ، فكان يَرُمُّ رَحْلَ ناقَتِه لسَفَرِه، فقالت له امرأَتُه: ما هذا الذي تَرُمُّ؟ فخاطَبها بهذا الشعرِ؛ أَي لا تُنكِرِي ما أُحَاوِلُ. وجَمْعُه عُذُرٌ، مثْل: سَرِيرِ وسُرُر، وإِنّمَا خُفِّف فقيل عُذْرٌ، وقال حاتِمٌ:

أَمَاويَّ قد طَالَ التَّجَنُّبُ والهَجْرُ *** وقد عَذَرَتْنِي في طِلابِكُمُ العُذْرُ

أَماوِيَّ إِنَّ المالَ غادٍ ورائِحٌ *** ويَبْقَى مِنَ المالِ الأَحادِيثُ والذِّكْرُ

وقد عَلِمَ الأَقْوَامُ لو أَنّ حاتِمًا *** أَرادَ ثراءَ المالِ كان له وَفْرُ

والعَذِيرُ: النَّصِيرُ يقال: مَن عَذِيرِي من فُلانٍ؟ أَي مَنْ نَصِيرِي؟

والعِذَارُ من اللِّجامِ، بالكسرِ: ما سَالَ على خَدِّ الفَرَسِ، هو نَصُّ المُحْكَمِ. وفي التَّهْذِيبِ: وعِذَارُ اللِّجامِ: ما وَقَعَ منه على خَدَّيِ الدَّابَّةِ وقيل: عِذَارُ اللِّجَامِ: السَّيْرَانِ اللَّذَانِ يَجْتَمِعَانِ عند القَفَا، يقال: عَذَرَ الفَرَسَ بهِ؛ أَي بالعِذَارِ يَعْذِرُه، بالكَسْر، ويَعْذُرُهُ، بالضّمّ شَدَّ عِذَارَهُ، كأَعْذَرَهُ إِعْذارًا. وقيل: عَذَرَهُ، وأَعْذَرَه، وعَذَّرَه: أَلْجَمَهُ.

وقيل: عَذَّرَه: جَعَلَ له عِذَارًا لا غَيْر، وأَعْذَرَ اللِّجَامَ: جَعَلَ له عِذَارًا، وفي الحَدِيثِ: «لَلْفَقْرُ أَزْيَنُ للمُؤْمِنِ من عِذَارٍ حَسَنٍ على خَدِّ فَرَسٍ» قالوا: العِذَارَانِ من الفَرَسِ كالعَارِضَيْنِ مِنْ وَجْهِ الإِنْسَانِ، ثمّ سُمِّيَ السَّيْرُ الذي يكونُ عليه من اللِّجامِ عِذَارًا، باسم موضِعِه، ج: عُذُرٌ، ككِتَابٍ وكُتُب.

والعِذَارَانِ: جانِبَا اللِّحْيَةِ، لأَنّ ذلك مَوضعُ العِذَارِ من الدَّابَّة، قال رؤبةُ:

حَتّى رَأَيْنَ الشَّيْبَ ذَا التَّلَهْوُقِ *** يَغْشَى عِذَارَيْ لِحْيَتِي وَيَرْتَقِي

وعِذَارُ الرَّجُلِ: شَعرُه النَّابِتُ في مَوْضِعِ العِذَار.

والعِذَارُ: استِوَاءُ شَعْرِ الغُلامِ، يقال: ما أَحْسَنَ عِذَارَهُ: أَي خَطَّ لِحْيَتِه.

والعِذَارُ طَعَامُ البِنَاءِ.

والعِذَارُ: طَعَامُ الخِتَانِ.

والعِذَارُ: أَنْ تَسْتَفِيدَ شَيْئًا جَدِيدًا، فتَتَّخِذَ طَعَامًا تَدْعُو إِليه إِخْوَانَكَ، كالإِعْذارِ والعَذِيرِ والعَذِيرَةِ، فِيهِمَا؛ أَي في البناءِ والخِتَانِ، كما هو الأَظْهَرُ، أَو الخِتَان وما بَعْدَه كما هو المُتَبَادِرُ، وهذه اللُّغَاتُ في الخِتَانِ أَكْثَرُ استعمالًا عندَهُمْ، كما صَرَّحَ بذلك غيرُ واحدِ.

وقالَ أَبُو زَيْد: ما صُنِعَ [من الطعام] عندَ الخِتَانِ: الإِعْذارُ، وقد أَعْذَرْت، وأَنشد:

كُلُّ الطَّعَامِ تَشْتَهي رَبِيعَهْ *** الخُرْسُ والإِعْذَارُ والنَّقِيعَهْ

ومن المَجَاز: العِذَارُ: غِلَظٌ مِنَ الأَرْضِ يَعْتَرِضُ في فَضَاءٍ وَاسِع، وكذلِك هو من الرَّملِ، والجَمْعُ عُذُرٌ.

والعِذَارُ منَ العِرَاقِ: ما انْفَسَحَ ـ هكذا بالحَاءِ المهملة في بعض الأُصول ومثله في التَّكْمِلَةِ ونَسَبه إِلى ابنِ دُرَيْد، وفي بعضها بالمعجمة، ومثله في اللّسَان ـ عن الطَّفِّ.

وعِذارَيْن الواقعُ في قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ الشّاعِر فيما أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:

ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلَاءَ سَرَاتُهَا *** عِذَارَيْنِ مِنْ جَرْدَاءَ وَعْثِ خُصُورُها

حَبْلَانِ مُسْتَطِيلانِ من الرَّمْلِ أَو طَريقَانِ، هذا ما يصفُ ناقَةً، يقول: كمْ جاوَزَتْ هذِهِ الناقةُ من رَمْلَة عاقِرٍ لا تُنْبِتُ شيئًا، ولذلك جَعلَها عاقِرًا، كالمرأَةِ العاقرِ، والأَلَاءُ: شَجرٌ يَنْبُتُ في الرَّمْلِ، وإِنّمَا يَنْبُتُ في جانِبَيِ الرَّمْلَةِ، وهما العِذَارَانِ اللَّذانِ ذَكَرَهُمَا، وجَرْدَاءُ: مُنْجَرِدَةٌ من النَّبْتِ الذي تَرْعَاه الإِبِل، والوَعْثُ: السَّهْلُ، وخُصُورُهَا: جَوَانِبُهَا.

ومن المَجَاز: خَلَعَ العِذَارَ؛ أَي الحَيَاء، يضربُ للشَّابِّ المُنْهَمِكِ في غَيِّه، يقال: أَلقَى عنه جِلْبَابَ الحَيَاءِ، كما خَلَعَ الفَرَسُ العِذَارَ، فجَمَّحَ وطَمَّحَ.

وفي كِتَابِ عبد الملكِ إِلى الحَجّاجِ: «اسْتَعْمَلْتُكَ على العِرَاقَيْنِ فاخْرُجْ إِليهِمَا كَمِيشَ الإِزارِ، شَدِيد العِذَارِ»، يقالُ للرَّجُلِ إِذَا عَزَم علَى الأَمْرِ: هو شَديدُ العِذَارِ، كما يُقَال في خِلَافِه: فُلانٌ خَلِيعُ العِذَارِ، كالفَرس الذي لا لِجَامَ عليه، فهو يَعِيرُ على وَجْهِه؛ لأَنّ اللِّجَامَ يُمْسِكُه، ومنه قَولهم: خَلَعَ عِذَارَه؛ أَي خَرَج عن الطّاعَةِ، وانهَمَكَ في الغَيِّ.

والعِذَارُ: سِمَةٌ في مَوْضِع العِذَارِ، وقال أَبو عليٍّ في التَّذْكرَة: العِذَارُ: سِمَةٌ على القَفَا إِلى الصُّدْغَيْن، والأَوّلُ أَعرَفُ، كالعُذْرَةِ، بالضَّمّ.

وقال الأَحمر: من السِّمَاتِ العُذْرُ، وقد عُذِرَ البَعِيرُ، فهو مَعْذُورٌ.

ومن المَجَاز: العِذارَانِ من النَّصْلِ: شَفْرَتاهُ.

والعِذَارُ: الخَدُّ، كالمُعَذَّرِ كمُعَظَّم، وهو مَحلُّ العِذَارِ، يقال: فلانٌ طَويلُ المُعَذَّرِ.

وقال الأَصْمَعِيّ: يُقَال: خَلَعَ فلانٌ مُعَذَّرَهُ، إِذا لم يُطِعْ مُرْشِدًا. وأَرادَ بالمُعَذَّرِ: الرَّسَنَ ذَا العِذَارَيْنِ.

والعِذَارُ ما يَضُمُّ حَبْلَ الخِطَامِ إِلى رَأْسِ البَعِيرِ والنّاقَةِ.

والعُذْرُ، بالضّمّ: النُّجْحُ، عن ابنِ الأَعرابِيّ، وأَنشد لمِسْكِينٍ الدّارِمِيِّ:

ومُخَاصِمٍ خاصَمْتُ في كَبَدٍ *** مِثْل الدِّهانِ فكانَ لِي العُذْرُ

أَي قَاوَمْتُه في مَزَلَّة فثَبَتَتْ قَدَمي، ولم تَثْبُت قَدَمُه، فكانَ النُّجْحُ لي، ويقال في الحَرْبِ: لِمَن العُذْرُ؟ أَي لمَنْ النُّجْحُ والغَلَبَةُ.

والعُذْرَةُ، بهاءٍ: النّاصِيَةُ، وقيل: هي الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ، وقيل: عُرْفُ الفَرَسِ، والجَمْعُ عُذَرٌ. قال أَبو النَّجْمِ:

مَشْيَ العَذَارَى الشُّعْثِ يَنْفُضْنَ العُذَرْ

والعُذْرَةُ: قُلْفَةُ الصَّبىِّ، قاله اللِّحْيَانِيّ، ولم يَقُل إِنَّ ذلِك اسمٌ لها قَبْلَ القَطعِ أَو بَعْدَه، وقال غَيرُه: هي الجِلْدَةُ يَقْطَعُهَا الخاتِنُ.

وقِيلَ: العُذْرَةُ الشَّعرُ الذي على كاهِلِ الفَرَسِ، وقيل: عُذْرَةُ الفَرَسِ: ما عَلَى المِنْسَجِ من الشَّعرِ، وقيل: العُذَرُ: شَعَرَاتٌ من القَفَا إِلى وَسَطِ العُنُقِ.

والعُذْرَةُ: البَظْرُ، قال:

تَبْتَلُّ عُذْرَتُها في كُلِّ هاجِرَةٍ *** كمّا تَنَزَّلَ بالصَّفْوانَةِ الوَشَلُ

والعُذْرَةُ: الخِتَانُ.

والعُذْرَةُ: البَكَارَةُ. وقال ابنُ الأَثِيرِ: العُذْرَةُ: ما لِلْبِكْرِ من الالْتِحَام قبلَ الافْتِضاضِ.

والعُذْرَةُ: خَمْسَةُ كَوَاكِبَ في آخِرِ المَجَرَّةِ، ذكرهُ الجَوْهَرِيُّ والصّاغانيُّ، ويُقَال: تحتَ الشِّعْرَى العَبُورِ، وتُسَمَّى أَيضًا العَذَارَى، وتَطَلُع في وَسَطِ الحَرِّ.

والعُذْرَةُ: افْتَضاضُ الجَارِيَةِ والاعْتِذَارُ: الافْتِضاضُ، ومُفْتَضُّها يقال له: هو أَبُو عُذْرِهَا وأَبو عُذْرَتِهَا؛ إِذا كان افْتَرَعَها وافْتَضَّها، وهو مَجاز.

وقال اللِّحْيانِيُّ: للجَارِيَةِ عُذْرَتَانِ، إِحْدَاهُما التي تَكُونُ بها بِكْرًا، والأُخْرَى: فِعْلُهَا.

ونقَلَ الأَزهَرِيُّ عن اللِّحْيَانِيّ: لها عُذْرَتَان، إِحْدَاهُمَا مَخْفِضُها، وهو مَوْضِعُ الخَفْضِ من الجارِيَةِ، والعُذْرَةُ الثَّانِيَةُ قِضَّتُها، سُمِّيَت عُذْرَةً بالعَذْرِ وهو القَطْعُ؛ لأَنَّهَا إِذا خُفِضَتْ قُطِعَتْ نَوَاتُها، وإِذا افْتُرِعَتْ انقَطَعَ خَاتَمُ عُذْرَتِهَا.

وقيل: العُذْرَةُ: نَجْمٌ إِذا طَلَعَ اشْتَدَّ غَمُّ الحَرّ، وهي تَطْلُعُ بعدَ الشِّعْرَى، ولها وَقْدَةٌ، ولا رِيحَ لها، وتأْخُذ بالنَّفَسِ، ثمّ يَطْلُع سُهَيْلٌ بعدَهَا.

والعُذْرَةُ: العَلَامَةُ، كالعُذْرِ، ويقال: أَعْذِرْ على نَصِيبِك؛ أَي أَعْلِمْ عليه. والعُذْرَةُ: وَجَعٌ في الحَلْق يَهِيجُ من الدَّمِ كالعَاذُورِ.

أَو العُذْرَةُ وَجَعُه أَي الحَلْقِ من الدَّمِ، وقيلَ: هي قُرْحَة تَخْرُجُ في الحَزْم الذي بَيْن الحَلْق والأَنْف يَعْرِضُ للصِّبْيَانِ عند طُلُوعِ العُذْرَة، فتَعْمِدُ المَرْأَةُ إِلى خِرْقَةٍ فتَفْتِلُهَا فَتْلًا شديدًا، وتُدْخِلُهَا في أَنفِه، فتَطْعَنُ ذلك المَوضِعَ، فَيَنْفَجِرُ منه دَمٌ أَسودُ، وربما أَقْرَحَ، وذلك الطَّعْنُ يُسَمَّى: الدَّغْر، وقوله: «عند طُلُوعِ العُذْرَةِ» المرادُ به النَّجْمُ الذي يَطْلع بعدَ الشِّعْرَى، وقد تقدّم.

وعَذَرَه؛ أَي الصَّبيَّ، فعُذِرَ، كعُنِيَ، عَذْرًا، بالفَتْح، وعُذْرَةً، بالضّمّ، ذَكَرَهما ابنُ القَطّاعِ في الأَبْنِيَة، وهو مَعْذُورٌ: أَصابَه ذلك، أَو هَاجَ به وَجَعُ الحَلْقِ، قال جَرير:

غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَيْنَها *** غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغَانِغَ المَعْذُورِ

وقد غَمَزَت المرأَةُ الصَّبِيَّ، إِذا كانَت به العُذْرَةُ فغَمَزَتْهُ، وكانُوا بعد ذلك يُعَلِّقُون عليه عِلَاقًا كالعُوذَةِ.

والعُذْرَةُ: اسمُ ذلك المَوْضِع أَيضًا، وهو قَريبٌ من اللهَاةِ.

وعُذْرَةُ، بلا لام: قَبِيلَةٌ في اليَمَنِ، وهُمْ بنو عُذْرَةَ بنِ سَعْدِ هُذَيْم بن زَيْدِ بنِ لَيْثِ بنِ سَوْد بن أَسْلُمَ بنِ الحاف بن قُضاعَةَ، وإِخوتُه الحارِثُ، ومُعَاوِيَةُ، ووَائِلٌ، وصَعْب، بنو سَعْدِ هُذَيْم، بطونٌ كُلُّهُم في عُذْرَة، وأُمُّهم عائد بنتُ مُرّ بنِ أُدٍّ، وسَلَامانُ بنُ سَعْدٍ في عُذْرَةَ أَيضًا، كذا قاله أَبو عُبَيْدٍ.

قلْت: وهُم مَشْهُورُونَ في العِشْق، والعِفَّةِ، ومنهُم: جَمِيلُ بنُ عَبْدِ الله بن مَعْمَر، وصاحبتُه بُثَيْنَةُ بنْت الحياءِ، وعُرْوَةُ بن حِزامِ بنِ مالِكٍ صاحِبُ عَفْراءَ بنتِ مُهَاصِرِ بنِ مالِك، وهي بنتُ عَمِّه، مات من حُبّها.

والعَذْرَاءُ: البِكْرُ، يقال: جارِيَةٌ عَذْراءُ: بِكْرٌ لم يَمَسَّها رَجُلٌ.

وقال ابنُ الأَعرابِيُّ وَحْدَه: سُمِّيَت البِكْرُ عَذْرَاءَ لضِيقِهَا، من قَوْلك: تَعَذَّرَ عليه الأَمْرُ، وفي الحديث:، في صِفَةِ الجَنّة: «إِنّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي في الغَدَاةِ الوَاحِدَة إِلى مائَةِ عَذْراءَ». وفي حديث الاستسقاءِ:

أَتَيْنَاكَ والعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُهَا

أَي يَدْمَى صَدْرُهَا من شِدّةِ الجَدْبِ، وفي حديث النَّخَعِيّ ـ في الرجل يقولُ: إِنّه لم يَجد امرأَتَه عَذْراءَ ـ قال: لا شَي‌ءَ عليه؛ لأَنّ العُذْرَةَ قَد يُذَهِبُهَا الحَيضَةُ والوَثْبَةُ وطُولُ التَّعْنِيسِ.

ج: العَذَارَى والعَذَارِي، بفتح الراءِ وكسرهَا، وعَذَارٍ، بحذف الياءِ والعَذْرَاوَاتُ، كما تقدّم في صَحَارَى، وفي حديث جابِرِ بنِ مالِكٍ: «وللعَذَارَى ولِعَابهنَّ» أَي مُلاعَبَتهنّ.

والعَذْرَاءُ: جامِعَةٌ تُوضَعُ في حَلْقِ الإِنسانِ لم تُوضَعْ في عُنُقِ أَحدٍ قبلَه.

وقيل: هو شَيْ‌ءٌ مِنْ حَدِيدٍ يُعَذَّبُ به الإِنسانُ لإِقرارٍ بأَمْرٍ ونَحْوِه، كاستِخْراجِ مالٍ، وغير ذلك.

وقال الأَزْهَرِيّ: والعَذَارَى هي الجَوَامِعُ، كالأَغْلالِ تُجْمَعُ بها الأَيْدِي إِلى الأَعْنَاقِ.

ومن المَجَاز: العَذْرَاءُ: رَمْلَةٌ لَمْ تُوطَأْ ولم يَرْكَبْهَا أَحدٌ، لارْتِفَاعِها.

ومن المَجَاز: دُرَّةٌ عَذْرَاءُ: لَمْ تُثْقَبْ.

والعَذْراءُ: من بُرُوجِ السَّمَاءِ، قال المُنَجِّمُون: بُرْجُ السُّنْبُلَةِ أَو الجَوْزَاءِ.

والعَذْرَاءُ: اسمُ مَدِينَة النَّبِّي صَلَّى الله تَعَالَى عليه وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا؛ أُراها سُمِّيَتْ بذلك لأَنّهَا لم تَذِلَّ.

وعَذْرَاءُ.، بلا لامٍ: موضع، على بَرِيدٍ من دِمَشْقَ، قُتِلَ به مُعَاوِيَةُ {بن} حُجْر بن عَدِيِّ بنِ الأَدْبَرِ. أَو هي: قرية، بالشّامِ، م؛ أَي معروفة، قال حَسّانُ بنُ ثابِتٍ:

عَفَتْ ذاتُ الأَصابِعِ فالْجِوَاءُ *** إِلى عَذْرَاءَ مَنْزِلُها خَلَاءُ

وقال ابنُ سِيدَه: أُرَاهَا سُمِّيَتْ بذلك لأَنّها لم تُنَلْ بِمَكْرُوهٍ، ولا أُصِيب سُكّانُها بأَذاةِ عَدُوٍّ، قال الأَخْطَلُ:

ويَا مَنَّ عن نَجْدِ العُقَابِ ويَاسَرَتْ *** بِنَا العِيسُ عن عَذْرَاءَ دارِ بَنِي الشَّجْبِ

والعَاذِرُ: عِرْقُ الاسْتِحَاضَةِ، والمَحْفُوظُ «العاذِلُ»، باللّام.

والعاذِرُ: أَثَرُ الجُرْحِ، قال ابنُ أَحْمَرَ:

أُزاحِمُهُم بِالْبَابِ إِذْ يَدْفَعُونَنِي *** وبالظَّهْرِ مِنِّي مِنْ قَرَا البَابِ عاذِرُ

تَقُول منه: أَعْذَرَ بهِ؛ أَي تَرَكَ به عاذِرًا، والعَذِيرُ مثلُه.

وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَذْرُ: جمع العاذِرِ، وهو الإِبداءُ، يُقال: قد ظَهَرَ عاذِرُه، وهو دَبُوقاؤُه، هكذا في اللّسان والتَّكْملَة.

والعاذِرُ: الغائِطُ، الذي هو السَّلْحُ والرَّجِيعُ، عن ابن دُرَيْدٍ كالعاذِرَةِ، بالهاءِ، والعَذِرَةِ، بكسر الذالِ المعجمةِ، ومنه‌حديثُ ابنِ عُمَرَ: «أَنّه كَرِهَ السُّلْتَ الذي يُزْرَعُ بالعَذِرَةِ» يريد غائِطَ الإِنْسَانِ الذي يُلْقِيه.

والعَذِرَةُ: فِنَاءُ الدَّارِ، والجَمْعُ العَذِرَاتُ، ومنه‌حديثُ علِيّ: «أَنّه عاتَبَ قَوْمًا فقال: ما لَكُمْ لا تُنَظِّفُونَ عَذِرَاتِكُم»؛ أَي أَفْنِيَتَكُم، وفي الحديث «إِنّ الله نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، فنَظِّفُوا عَذِراتِكُم، ولا تَشَبَّهُوا باليَهُودِ». وفي حديث رُقَيْقَةَ: «وهذه عِبِدَّاؤُكَ بعَذِرَاتِ حَرَمِكَ».

قال أَبو عُبَيْد: وإِنما سُمِّيَت عَذِرَاتُ النّاسِ بهذا، لأَنّها كانت تُلْقَى بالأَفْنِيَةِ، فكُنِيَ عنها باسمِ الفِنَاءِ، كما كُنِيَ بالغَائِطِ الذي هي الأَرْضُ المُطْمَئِنَّة عنها.

وفي الحديث: «اليَهُودُ أَنْتَنُ خَلْقِ الله عَذِرَةً»، يجوز أَنْ يَعْنِيَ به الفِناءَ، وأَن يَعْنِيَ به ذا بُطُونِهِم، وهو مَجَاز.

ومن أَمثالِهِم: «إِنّه لبَرِي‌ءُ العَذِرَةِ»، كقولهم: بَرِي‌ءُ السّاحَةِ.

والعَذِرَةُ أَيضًا: مَجْلِسُ القَوْمِ في فِنَاءِ الدَّارِ.

والعَذِرَةُ: أَرْدَأُ ما يَخْرُجُ من الطَّعَامِ فيُرْمَى به، قال اللَّحْيَانِيُّ: هي العَذِرَةُ والعَذِبَةَ.

وقوله عَزَّ وجَلَّ: {بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ، بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ} قيل: المَعَاذِيرُ هنا: السُّتُورُ، بلُغَةِ اليَمَنِ، وقيل: الحُجَجُ؛ أَي لو جادَلَ عنها بكلِّ حُجَّةٍ يَعْتَذِرُ بها، الواحِدُ مِعْذَارٌ وهو السِّتْرُ، أَورَدَه الصّاغانِيُّ وصاحِبُ اللسان.

والعَذَوَّرُ، كعَمَلَّس. الواسِعُ الجَوْف، الفَحّاشُ من الحَمِير.

ومن المَجَاز: العَذَوَّرُ أَيضًا: السَّيِّئُ الخُلُقِ الشّدِيدُ النَّفْسِ، قالت زَيْنَبُ بنتُ الطَّثَرِيَّةِ تَرِثي أَخاها يَزِيدَ:

يُعِينُكَ مَظْلُومًا ويُنْجِيكَ ظالِمًا *** وكُلُّ الذي حَمَّلْتَه فهو حامِلُهْ

إِذَا نَزَلَ الأَضيافُ كانَ عَذَوَّرًا *** على الحَيِّ حتَّى تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُهْ

وإِنما جَعَلَتْه عَذَوَّرًا لشِدَّةِ تَهَمُّمِه بأَمرِ الأَضيافِ، وحِرْصِه على تَعْجِيلِ قِراهُم.

والعَذَوَّرُ: المُلْكُ ـ بضمٍّ فسكون، هذا هو الصّوابُ، وفي سائر النسخ، ككَتِفٍ، وهو غَلَطٌ ـ الشَّديدُ الواسِعُ العَرِيضُ، يقال: مُلْكٌ عَذَوَّرٌ، قال كُثَيِّرُ بن سَعْد:

أَرَى خالِيَ اللَّخْمِيَّ نُوحًا يَسُرُّنِي *** كَرِيمًا إِذا ما ذَاحَ مُلْكًا عَذَوَّرَا

ذاحَ، وحَاذَ: جَمَعَ، وأَصْلُ ذلِك في الإِبِل، وقد تقدّم.

واعْتَذَرَ: اشْتَكَى*، أَورَدَه الصّاغانِيُّ.

واعْتَذَرَ العِمَامَةَ: أَرْخَى لها عَذَبَتَيْن من خَلْفٍ، أَورَدَه الصاغانِيُّ أَيضًا. ويقال: اعْتَذَرَت المِيَاهُ، إِذا انْقَطَعَتْ، والمنازِلُ: دَرَسَتْ.

وأَصْلُ الاعْتَذَارِ: قَطْعُ الرَّجُلِ عن حاجَتِه، وقَطْعُه عمّا أَمْسَكَ في قَلْبه.

وعَذَرٌ، كحَسَنٍ، ابنُ وائِل بن ناجِيَةَ بنِ الجُمَاهِرِ بنِ الأَشْعَرِ: جَدٌّ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَريِّ الصّحابيّ، رضي ‌الله‌ عنه.

وعُذَرُ، كزُفَرَ، ابنُ سَعْدٍ، رجلٌ من هَمْدانَ، قاله ابنُ حَبِيبٍ.

وقالَ أَبو مالِكٍ عَمْرُو بن كِرْكِرَةَ: يقال: ضَرَبُوه فأَعْذَرُوه، أَى فأَثْقَلُوه وضُرِبَ زَيدٌ فأُعْذِرَ؛ أَي أُشْرِفَ به على الهَلاكِ، هكذا مَبْنِيًّا للمجهول في الفِعْلَيْن في سائر النُّسخ، وفي تهذيبِ ابنِ القَطّاع: فأَعْذَرَ، مبنِيّا للمعلوم، هكذا رأَيتُه مضبوطًا.

وقوله عزّ وجَلّ، وتَعَالَى: وَجاءَ {الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} بتَشْدِيدِ الذّالِ المكسورةِ أَي المُعْتَذِرُونَ وفتح العين المهملة الذِينَ لَهُم عُذْرٌ، وبه قرأَ سائِرُ قرّاءِ الأَمْصَارِ، والْمُعَذِّرُونَ في الأصلِ المُعْتَذِرُون، فأُدْغِمَت التاءُ في الذّال؛ لقُرْبِ المَخْرجَيْنِ، ومَعْنى «المُعْتَذِرونِ الذين يَعْتَذِرُونَ، كانَ لهم عُذْر أَو لم يكن، وهو هاهُنَا شَبِيهٌ بأَن يكونَ لهم عُذْرٌ، ويجوز في كلام العرب المُعِذِّرُونَ، بكسر العين المهملة الذين يُعَذِّرُون، يُوهِمُون أَنّ لهم عُذْرًا ولا عُذْرَ لهم.

قال أَبو بَكْر: ففي المُعَذِّرِينَ وَجْهَانِ: إِذا كان المُعَذِّرُونَ من عَذَّرَ الرَّجلُ فهو مُعَذِّرٌ، فهم لا عُذْرَ لهم، وإِذا كان المُعَذِّرُونَ أَصلُه المُعْتَذِرُون، فأُلْقِيَتْ فتحةُ التاءِ على العَيْنِ، وأُبدِلَ منها ذالٌ، وأُدْغِمَتْ في الذّال التي بعدها، فلهم عُذْرٌ.

وقال أَبو الهَيْثَمِ ـ في تَفْسِيرِ هذه الآيَةِ قال ـ: معناه المُعْتَذِرُونَ، يقال: عَذَّرَ يَعَذِّرُ عِذَّارًا، في معنَى اعْتَذَرَ، ويَجُوزُ عِذَّرَ الرَّجلُ يَعِذِّرُ فهو مُعِذِّرٌ، واللُّغَةُ الأُولى أَجوَدُهما، قال: ومثْلُه هدَّى يَهَدِّي هِدَّاءً، إِذا اهْتَدَى [وهِدَّى يَهِدِّى] قال الله عزّ وجلّ: {أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلّا أَنْ يُهْدى}.

قال الأَزْهَرِيّ: وقد يَكُونُ المُعَذِّرُ بالتشديد غَيْرَ مُحِقٍّ، وهم الذين يَعْتَذِرُونَ بلا عُذْرٍ.

فالمَعْنَى: المُقَصِّرُونَ بغيرِ عُذْرٍ، فهو على جِهَة المُفَعِّل؛ لأَنّه المُمَرِّضُ، والمُقَصِّرُ يَعْتَذِرُ بغير عَذْرٍ.

وقَرَأَ ها ابنُ عَبّاسٍ رضي ‌الله‌ عنهما «المُعْذِرُونَ» بالتَّخْفِيف، قال الأَزْهَرِيّ: وقَرَأَهَا كذلك يَعْقُوبُ الحَضْرَمِيُّ وَحْدَه، منْ أَعْذَرَ يُعْذِرُ إِعْذَارًا، وكانَ يَقُولُ: والله لهكذَا، وفي اللّسَان: لكَذَا أُنْزِلَتْ، وكان يقول: لَعَنَ الله المُعَذِّرِينَ، بالتَّشْدِيد، قال الأَزْهَرِيّ كأَنَّ المُعَذِّر عندَه إِنّمَا هو غَيْرُ المُحِقِّ، وهو المُظْهِرُ للعُذْرِ اعْتِلالًا من غير حَقِيقَةٍ له في العُذْرِ، وبالتَّخْفِيفِ مَنْ له عُذْرٌ.

وقال محمّدُ بنُ سَلّام الجُمَحِيُّ: سأَلْتُ يونُسَ عن قوله: {وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ} » فقلتُ له: المُعْذِرُونَ مخَفَّفَة، كأَنَّهَا أَقيَسُ، لأَنّ المُعْذِرَ: الذِي له عُذْرٌ، والمُعْذِّرُ: الذي يَعْتَذِرُ ولا عُذْرَ له، فقال يونُسُ: قال أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: كلَا الفَرِيقَيْنِ كان مُسِيئًْا، جاءَ قومٌ فعَذَّرُوا، وجَلَّحَ آخَرُونَ فقَعَدُوا.

* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

أَعْذَرَ فلانٌ؛ أَي كانَ مِنْهُ ما يُعْذَرُ بهِ..

وأَعْذَرَ إِعْذَارًا، بمعنى اعْتَذَرَ اعْتِذَارًا يُعْذَرُ بهِ، وصَارَ ذا عُذْرٍ [منه]، ومنه قَولُ لَبِيدٍ يُخاطِبُ بِنْتَيْه ويقول: إِذا مِتُّ فنُوحَا وابْكِيَا عليَّ حَوْلًا:

فَقْومَا فقُولَا بالَّذِي قد عَلِمْتُمَا *** ولا تَخْمِشَا وَجْهًا ولا تَحْلِقَا الشَّعَرْ

وقُولَا: هُوَ المَرْءُ الذي لا خَلِيلَه *** أَضاعَ ولا خَانَ الصّدِيقَ ولا غَدَرْ

إِلى الحَوْلِ ثمّ اسْمُ السَّلامِ عَلَيْكُمَا *** ومَنْ يَبْكِ حَوْلًا كامِلًا فَقَد اعْتَذَرْ

أَي أَتَى بعُذْرٍ، فَجَعَلَ الاعْتِذَارَ بمعنَى الإِعْذَارِ، والمُعْتَذِرُ يكونُ مُحِقًّا، ويكونُ غيرَ مُحِقٍّ.

قال الفراءُ: اعْتَذَرَ الرَّجلُ، إِذَا أَتَى بعُذْرٍ، واعْتَذَرَ: إِذَا لم يَأْتِ بعُذْرٍ.

وعَذَرَه: قَبِلَ عُذْرَه.

واعْتَذَرَ مِنْ ذَنْبِه، وتَعَذَّرَ: تَنَصَّلَ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ:

فإِنّكَ مِنْهَا والتَّعَذُّرَ بعْدَ مَا *** لَجِحْتَ وشَطَّتْ مِنْ فُطَيْمَةَ دَارُهَا

والتَّعْذِيرُ: التّقْصِيرُ، يقال: قام فلانٌ قِيَامَ تَعْذِيرٍ فيما اسْتَكْفَيْته، إِذا لم يُبَالِغْ وقَصَّرَ فيما اعْتُمِدَ عَلَيْه، وفي الحَدِيث: «إِنّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كانُوا إِذا عُمِلَ فيهم بالمَعَاصِي نَهَاهُم أَحْبَارُهُم تَعْذِيرًا، فعَمّهم الله بالعِقَابِ» وذلِكَ إِذْ لم يُبَالِغُوا في نَهْيِهِم عن المَعَاصِي وداهَنُوهُم ولم يُنْكِرْوا أَعمالَهُم بالمَعاصِي حقَّ الإِنْكَارِ؛ أَي نَهوْهُمِ نَهْيًا قَصَّرُوا فيه ولم يُبَالِغُوا، وضعَ المصدر موضِعَ اسمِ الفاعِلِ حالًا، كقولهم: جاءَ مَشْيًا، ومنه‌حديثُ الدّعاءِ: «وتَعَاطَى ما نَهَيْتُ عنه تَعْذِيرًا».

وقال أَبو زيد: سَمِعْتُ أَعرابِيَّيْن: تَمِيمِيًا، وقَيْسِيًّا، يقولان: تَعَذَّرْتُ إِلى الرَّجلِ تَعَذُّرًا، في معنى اعْتَذَرْتُ اعْتِذَارًا، قال الأَحْوَصُ بنُ محَمَّدٍ الأَنْصَارِيّ:

طَرِيد تَلافاهُ يَزِيدُ بِرَحْمَة *** فلم يُلْفَ من نَعْمَائِهِ يَتَعَذَّرُ

أَي يَعْتَذِر، يقول: أَنْعَم عليه نِعْمَةً لم يَحْتَجْ إِلى أَن يَعْتَذِرَ منها، ويجوز أَن يكون معنى قولِه: «يَتَعَذَّرُ» أَي يذْهب عنها.

وعَذَرْتُه من فُلانٍ؛ أَي لُمْتُ فلانًا ولم أَلُمْهُ.

وعَذِيرَكَ إِيايَ منه؛ أَي هَلُمَّ مَعْذِرَتَكَ إِيَّايَ.

وفي حديثِ الإِفْكِ: «فاسْتَعْذَرَ رسولُ الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم من عبدِ الله بنِ أُبَيّ».

أَي قال: مَن عَذِيرِي منه، وطَلَبَ من الناسِ العُذْرَ أَن يَبْطِشَ به، وفي حديثٍ آخَرَ: «اسْتَعْذَرَ أَبا بَكْرِ من عائِشَةَ، كانَ عَتَبَ عليها في شَيْ‌ءٍ، فقال لأَبِي بَكْرٍ: أَعْذِرْنِي منها إِنْ أَدَّبْتُها» أَي قُمْ بِعُذْرِي في ذلك.

وأَعْذَرَ فلانٌ من نَفْسِه؛ أَي أُتِيَ من قِبَلِ نَفْسِه، قال يونُس: هي لُغَةُ العَرَبِ.

وتَعَذَّرَ عليه الأَمْرُ: لم يَسْتَقِمْ.

وتَعَذَّرَ عليه الأَمْرُ، قرية إِذَا صَعُبَ وتَعَسَّر، وفي الحديث: «أَنّه كان يَتَعَذَّرُ في مَرَضِه» أَي يَتَمَنَّعُ ويتَعَسَّرُ.

والعِذَارُ، بكسر العين: الامتناعُ، من التَّعَذُّر، وبه فَسَّرَ بعضُهم قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:

فإِني إِذا ما خُلَّةٌ رَثَّ وَصْلُها *** وجَدَّتْ لِصَرْمٍ واسْتَمَرَّ عِذَارُهَا

والعَاذُورَةُ: سِمَةٌ كالخَطِّ، والجَمْعُ العَوَاذِيرُ، قال أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ:

وذُو حَلَقٍ تَقْضِي العَواذِيرُ بَيَنَه *** يَلُوح بأَخطارٍ عِظَامِ اللَّقائِحِ

والعَجَبُ من المصَنِّف كيف تَرَكَهُ وهو في الصّحاحِ.

ويقال: عَذِّرْ عنِّي بَعِيرَك؛ أَي سِمْهُ بغَيْرِ سِمَةِ بَعِيرِي، لتَتعارَفَ إِبِلُنَا.

وعِذَارَ الحائِطِ: جانِبَاهُ، وعِذَارَا الوَادِي: عُدْوَتَاه. وهو مَجاز.

واتَّخَذَ فلانٌ في كَرْمِهِ عِذَارًا من الشَّجَرِ؛ أَي سِكَّةً مُصْطَفَّةً.

ويقال: ما أَنْتَ بذِي عُذْرِ هذا الكَلامِ؛ أَي لَسْتَ بأَوّلِ مَن افْتَضَّه وكذلك فلانٌ أَبو عُذْر هذا الكلامِ، وهو مَجاز. والعاذُورُ: ما يُقْطَعُ من مَخْفِض الجَارِيَةِ.

ومن أَمثالِهِم «المَعَاذِرُ مَكَاذِبُ».

وأَصابِعُ العَذَارَى: صِنْفٌ من العِنَبِ أَسْوَدُ طِوَالٌ؛ كأَنَّه البَلُّوطُ يُشَبَّه بأَصَابعِ العَذَارَى المُخَصَّبَةِ.

وقال الأَصْمَعِيُّ: لَقِيت منه عاذُورًا؛ أَي شَرًّا، وهُوَ لغَةٌ في العَاثُورِ، أَو لُثْغَة.

وتَرَكَ المَطَرُ به عاذِرًا؛ أَي أَثَرًا، والجَمْع العَواذِيرُ.

العَاذِرَةُ: المَرْأَة المُسْتَحَاضَةُ، قال الصّاغانِيُّ: هكذا يُقَال، وفيه نَظَرٌ. قلْت: كَأَنَّه فاعِلَةٌ بمعنَى مَفْعُولَةٍ، من إِقَامَةِ العُذْرِ، والوَجْهُ أَنّ العَاذِرَ هُوَ العِرْقُ نَفْسُه، كما تقَدّم؛ لأَنه يَقُومُ بعُذْرِ المَرأَةِ مع أَنّ المحفوظَ والمعروفَ العَاذِلُ باللام، وقد أَشَرْنا إِليه.

ويقال للرَّجُلِ إِذا عاتَبَكَ على أَمْرٍ قبلَ التَّقَدُّم إِليك فيه: والله ما اسْتَعْذَرْتَ إِليَّ وما اسْتَنْذَرْتَ؛ أَي لم تُقَدِّمْ إِليَّ المَعْذِرَةَ والإِنْذَارَ. وفي الأَساس: يقال ذلك للمُفَرِّطِ في الإِعْلامِ بالأَمْرِ.

وَلَوَى عَنْه عِذَارَه، إِذَا عَصَاه.

وفُلانٌ شَدِيدُ العِذَارِ: يُرَادُ شَدِيدُ العَزِيمَةِ.

وفي التكملة: العَذِيرَةُ: الغَدِيرَةُ.

والعَاذِرَةُ: ذُو البَطْنِ، وقد أَعَذَرَ.

ودَارٌ عَذِرَةٌ: كثيرَةُ الآثارِ، وأَعْذَرْتُهَا، وأَعْذَرْتُ فيها؛ أَي أَثَّرْتُ فيها.

وضَرَبَه حتّى أَعْذَرَ مَتْنَه؛ أَي أَثْقَلَه بالضَّرْبِ. واشْتَفَى منه.

وأُعْذِرَ منه: أَصابَه جِرَاحٌ يُخَافُ عليه منه.

وعَذْرَةُ بالفَتْح: أَرْضٌ.

وفي التَّهْذِيبِ لابنِ القَطَّاعِ: عَذَرْتُ الفرَسَ عَذْرًا: كَوَيْتُه في مَوْضِع العِذَارِ.

وأَيضًا حَمَلْتُ عليه عِذَارَه، وأَعْذَرْتُه لُغَة.

وأَعْذَرْتُ إِليك: بالَغْتُ في المَوْعِظَةِ والوَصِيَّة.

وأَعْذَرْتُ عندَ السُّلْطانِ: بَلَغتُ العُذْرَ.

وبنو عِذْرَةَ بنِ تَيْمِ اللَّات: قَبِيلةٌ أُخْرَى غيرُ التي ذَكَرَها المصنِّفُ. نقله ابنُ الجوّانِيّ النّسّابةُ.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com