نتائج البحث عن (تغدوا)

1-شمس العلوم (التَّضَحَّي)

الكلمة: التَّضَحَّي. الجذر: ضحو. الوزن: التَّفَعُّل.

[التَّضَحَّي]: تَضَحَّت الإِبل: إِذا أخذت في الرعي من أول النهار.

وتضحّى القومُ: إِذا تغدَّوا.

شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م


2-تاج العروس (ضب ضبب ضبضب)

[ضبب]: الضَّبُّ: دُوَيْبّةٌ من الحَشَرَات م، وهو يُشْبِه الوَرَلَ. وقَالَ عبد الْقَاهر: هِيَ عَلَى حَدِّ فَرْخِ التِّمْسَاح الصغير، وذَنَبُه كَذَنَبِه، وهو يَتَلَوَّن أَلْوَانًا نحو الشَّمْسِ كما تَتَلَوَّن الحِرْبَاءُ، ويَعِيشُ سَبْعَمِائَة عَام ولا يَشْرَبُ المَاءَ، بل يكتفي بالنَّسِيمِ، ويَبُولُ في كل أَرْبَعِين يَوْمًا قَطْرَة، وأَسنانُه قِطْعَةٌ وَاحِدَة مُعْوَجَّة، وإِذا فَارَق جُحْرَه لم يَعْرِفه، ويَبِيضُ كالطَّيْرِ، كما قاله ابنُ خَالَوَيْهِ وَغَيْرُهُ واسْتَوْفَاهُ الدَّمِيرِيُّ في حَيَاةِ الْحَيَوَانِ.

وقال أَبو مَنْصُور: الورَلُ: سَبْطُ الخَلْق، طَوِيلُ الذَّنَبِ كأَنَّ ذَنَبه ذَنَبُ حَيَّة، ورُبَّ ورَلٍ يُرْبِي طُولُه على ذِراعَيْن، وذَنَبُ الضَّبِّ ذُو عُقَدٍ، وأَطْوَلُه يكُونُ قَدْرَ شِبْر. والعرب تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ وتَستَقذِرُه ولا تَأْكُلُه. وأَما الضَّبُّ فإِنَّهم يُحَرِّضُون على صَيْدِه وأَكْلِه، والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَبِ خَشنُه مُفَقَّرُهُ، ولَونُه إِلى الصُّحْمَةِ، وهي غُبْرَةٌ مُشْرَبَةٌ سوادًا، وإِذَا سَمِنَ اصفرّ صَدْرُه، ولا يأْكُلُ إِلَّا الجَنَادِبَ والدَّبَى والعُشْبَ، ولا يَأْكُلُ الهَوَامَّ. وأَمَّا الوَرَلُ فإِنَّه يأْكُلُ العَقَارِبَ والحَيَّات والحَرَابِيَّ والخَنَافِسَ، ولحمه دُرْيَاقٌ والنِّسَاء يَتَسمَّنَّ بلَحْمِه، كذَا في لسان العرب.

الجمع: أَضُبٌّ مِثْلُ كَفٍّ وأَكُفٍّ وضِبَابٌ وضُبَّانٌ الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانِيّ. قَالَ: وذَلِكَ إِذَا كَثُرَت جِدًّا. قال ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي ما هَذَا الْفَرْق، لِأَنَّ فِعَالًا وفُعْلَانًا سَوَاء في أَنَّهُمَا بِنَاءَانِ من أَبْنِية التَّكثير ومَضَبَّةٌ، في لِسَانِ الْعَرَب: قال الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ من العرب يَقُولُ: خرجْنَا نَصْطَادُ المَضَبَّة؛ أَي نَصِيدُ الضِّبَابَ، جَمَعُوهَا على مَفْعَلَة، كما تَقُولُ للشُّيُوخ مَشْيَخَةً ولِلسُّيُوفٍ مَسْيَفَةً.

وهي ضَبَّة بِهَاء. وأَرْضٌ مَضَبَّةٌ وَضَبِبَةٌ الأَخِيرَة كفَرِحَة: كَثيرَتُه. في التّهْذِيبِ: أَرْضٌ ضَبِبَة أَحَدُ ما جَاءَ على أَصْلِه وقد ضَبُبَتْ كفَرِحَ وكَرُم هَكَذَا في النُّسَخِ المُعْتَمَدَة، وقد سَقَطِ من نُسْخَةِ شَيْخِنَا «وكَرُم» وأَضَبَّتْ؛ أَي كَثُرَت ضِبَابُهَا، وهو أَحدُ مَا جَاءَ عَلَى الأَصْلِ من هَذَا الضَّرْب. وأَرْض مُضِبَّةٌ ومُرْبِعَةٌ: ذاتُ ضِبَابٍ وَيَرَابِيعَ.

وقال ابن السِّكِّيت: ضَبِبَ البَلَدُ: كَثر ضِبَابُه، ذكَرَه في حُرُوفٍ أَظْهَرَ فِيهَا التّضْعِيفَ، وهي مُتَحَرِّكَة مثل قَطِطَ شَعْرُه ومَشِشَتِ الدَّابَة. وفي الحَدِيثِ «أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رسولَ الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم، فَقَالَ: إِنّي في غَائِطٍ مُضِبّة».

قال ابن الأَثير: هكذا جَاءَ في الرِّوَايَة «بِضَمِّ المِيمِ وكَسْرِ الضاد» والمَعْرُوفُ بِفَتْحِهَما وهي أَرْضٌ مَضَبَّةٌ مِثْلُ مَأْسَدَةٍ ومَذْأَبَةٍ ومَرْبَعَة أَي ذَاتُ أُسُودٍ وذِئَابٍ وَيَرَابِيعَ. وجمع المَضَبَّة مَضَابُّ. فأَمَّا مُضِبَّةٌ فهو اسْمُ الفَاعِلِ من أَضَبَّتْ كأَغَدَّت فَهِيَ مُغِدَّة، فإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَة فهي بمَعْنَاهَا.

وَوَقَعْنَا في مَضَابَّ مُنْكَرَة، وهي قِطَعٌ من الأَرْضِ كثيرةُ الضِّبَاب.

والمُضَبِّبُ: الحَارِشُ لَهُ؛ وهو الَّذِي يَصُبُّ المَاءَ في جُحْره حتى يَخْرُجَ ليَأْخُذَه. والمُضَبِّبُ: الَّذِي يُؤَتِّي المَاءَ إِلى جِحَرَةِ الضِّبَاب حَتَّى يُذْلِقَهَا فتَبْرُزَ فَيصِيدَها. قال الكُمَيْتُ:

بِغَبْيَةِ صَيْفٍ لا يُؤَتِّي نِطَافَهَا *** لِيَبْلُغَهَا ما أَخْطَأَتْه المُضَبِّبُ

يقول: لا يَحْتَاجُ المُضَبِّبُ أَنْ يُؤَتِّيَ المَاءَ إِلى جِحَرتَها حتى يَسْتَخْرِجَ الضِّبَابَ وَيَصِيدَهَا، لأَنَّ المَاءَ قد كَثُرَ والسيلُ عَلَا الزُّبَى فكَفَاه ذَلِكَ.

وضَبَّبَ على الضَّبِّ إِذَا حَرَّشَه ليَخْرُجَ مُذَنِّبًا فيَأْخُذَ بِذَنَبِه.

والضَّبُّ كالبَضِّ: السَّيَلَانُ. ضَبَّ الشَّي‌ءُ ضَبًّا إِذا سَالَ كبَضَّ. وقيل: الضَّبُّ: دُونَ السَّيَلَان الشَّدِيد. وبه فُسِّر حدِيثُ ابْنِ عُمَر «أَنَّه كان يُفْضِي بِيَدَيْه إِلَى الأَرْضِ إِذَا سَجَدَ وَهُمَا تَصِبَّان دَمًا» أَي تَسِيلَان.

قال: والضَّبُّ: دُونَ السَّيَلَان. يَعْنِي أَنَّه لم يَرَ الدَّمَ القَاطِر نَاقِضًا للوُضُوءِ. يقال: ضَبَّتْ لِثَاتُه دَمًا أَي قَطَرتْ. أَو الضَّبُّ: سَيَلَانُ الدَّمِ من الشَّفَةِ من وَرَمٍ أَو غَيْرِه. قاله ابنُ السّيد في كتاب الفرق. وضَبَّتِ شَفَتُه تَضِبٌّ ضَبًّا وضُبُوبًا: سَالَ منها الدَّمُ. وتَركْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِيبًا من الدَّمِ إِذَا سَالَت. وفي الحَدِيثِ: «مَا زَالَ مُضِبًّا مُذِ الْيَوم» أَي إِذَا تكلم ضَبَّتْ لِثَتُه دَمًا. والضَّبُّ: سَيلَانُ الرِّيقِ في الفَم وقد ضَبَّ فَمُه يَضِبُّ بالكَسْر ضَبًّا: سَالَ رِيقُه. وضَبَّ المَاءُ والدَّمُ يَضِبُّ ضَبِيبًا: سَالَ. وأَضْبَبْتُه أَنَا. وضَبَّت لِثَتُه تَضِبّ ضَبًّا: انْحَلَب ريقُهَا. قَالَ:

أَبَيْنَا أَبَيْنَا أَنْ تَضِبَّ لِثَاتُكُمْ *** على خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّبَاءِ وجَامِلِ

ومن المَجَازِ: جاءَ تَضِبُّ لِثَتُه، بالكَسْرِ، يُضْرَبُ ذَلِكَ مَثَلًا للحَرِيص عَلَى الأَمْرِ. وقَال بِشْر بنُ أَبِي خَازِم:

وبَنِي تَمِيمٍ قد لَقِينَا مِنْهُمُ *** خَيْلًا تَضِبُّ لِثَاتُهَا للمَغْنَمِ

وقَال أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ قَلْبُ تَبِضُّ أَي تَسيلُ وتَقْطُر.

وفي لِسَانِ العَرَب: جَاءَنَا فلانٌ تَضِبّ لِثَتُه إِذَا وُصِفَ بِشِدَّةِ النَّهَم لِلْأَكْلِ والشَّبَقِ للغُلْمَة أَوِ الحِرْص على حَاجَتِه وقَضَائِهَا. قال الشاعر:

أَبَيْنَا أَبَيْنَا أَنْ تَضِبَّ لِثَاتُكم *** عَلَى مُرْشِقَاتٍ كالظِّبَاءِ عَوَاطِيا

يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا للحَرِيص النَّهِم.

وفي الأَسَاسِ، في المجاز: ويَضِبُّ فُوهُ: إِذَا اشْتَدَّ حِرْصُه عَلَيْه، كقَوْلِهِم: يَتَحَلَّبُ فُوهُ: للرَّجُلِ يَشْتَهِي الحُمُوضَةَ فيتَحَلَّبُ لَه فُوهُ، انتهى.

والضَّبُّ: دَاءٌ في مِرْفَقِ البَعِيرِ، قِيلَ: هُوَ أَن يَحُزَّ مِرْفَقُ البَعِيرِ في جِلْدِه، وقيل: هو أَن يَنْحَرِفَ المِرْفَقُ حَتَّى يَقَعَ في الجَنْبِ فَيَخْرِقَه. قال:

لَيْسَ بِذي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِّ

والضَّبُّ أَيْضًا: وَرَمٌ في صَدْرِه فإِذَا أَصَابَ ذَلِكَ البَعِيرَ فالبَعِيرُ أَسَرُّ، والنَّاقَةُ سَرَّاءُ. قالَ الشَّاعِرُ:

وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّهَا *** فإِذا تحَزحَز عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ

عن ابن دريد. والضَّبُّ: وَرَم آخَر في خُفِّه، وقيل في فِرْسِنِه. تقول منه ضَبَّ يَضَبُّ بالفَتْح من بَابِ فَرِحِ وهو أَي البَعِير أَضبُّ، وَهِي أَي النَّاقَة ضَبَّاءُ بَيِّنَةُ الضَّبَبِ.

وهو وَجَع يَأْخُذُ في الفِرْسِنِ، قَالَه الأُمَوِيُّ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب.

والضَّبُّ أَيْضًا: انفِتَاقٌ مِن الإِبِط وكَثْرَةٌ من اللَّحْم.

تقول: تَضَبَّبَ الصَّبِيُّ أَي سَمِن وانْفَتَقَت آبَاطُه وقَصُر عُنُقُه.

وقال العَدَبَّسُ الكِنَانِيُّ: الضَّاغِطُ والضَّبُ شِيْ‌ءٌ وَاحِد، وهما انفِتَاقٌ من الإِبط وكثْرَ مِن اللَّحْم. والتَّضَبُّبُ: السِّمَنُ حِينَ يُقْبِلُ. قال أَبُو حَنِيفَة: يَكُونُ في البَعِيرِ والإِنْسَان.

وضَبَّبَ الغُلَامُ: شَبَّ.

وفي الأَسَاسِ:... في المجاز: تَضَبَّب الصَّبِيُّ وتَحَلَّم: أَخَذَ فيه السِّمنَ. وأَخْدَمْتُ صِبْيَانِي خادِمًا فَحَضَنَتْهُم حَتَى تَضَبَّبُوا.

والضَّبُّ: مَصْدَر ضَبَّ النَّاقَةَ يَضُبُّها إِذَا حَلَبها بخَمْسِ أَصَابِع. وقِيلَ: الضَّبُّ: هُوَ الحَلْبُ بالكَفِّ كُلّها أَوْ أَنَّ هَذَا هُوَ الضَّفُّ. فأَمَّا الضَّبُّ هو أَن تَجْعَلَ إِبهامَك على الخِلْفِ بالكَسْر فَتَرُدَّ أَصابِعَك على الإِبْهَام والخِلْفِ جَمِيعًا. هَذَا إِذَا طَال الخِلْف، فإِن كَانَ وَسَطًا فالبَزْمُ بمَفْصِل السَّبَّابة وطَرَف الإِبهام، فإِن كان قَصِيرًا فالفَطْرُ بطَرف السّبّابة والإِبهام أَو الضَّبَّة: الحَلْب بِشِدَّة العَصْر.

والضَّبُّ: جَمْعُ الخِلْفَيْن في الكَفِّ للحَلْبِ. قال الشاعر:

جَمَعْتُ له كَفَّيَّ بالرُّمْحِ طَاعِنًا *** كما جَمَع الخِلْفَيْنِ في الضَّبِّ حَالِبُ

أَو هو أَن تَضُمَّ يَدَك على الضَّرْع وتُصَيِّرَ إِبْهَامَكَ في وَسَطِ راحَتِك، كُلُّ ذَلِكَ في لِسَانِ العرب.

والضَّبُّ: السُّكُوتُ ضَبَّ ضَبًّا، كالإِضْبَاب. يقال: أَضَبَّ إِذَا سَكَت، مِثْل أَضْبَأَ.

وأَضَبَّ على الشَّيْ‌ءِ وضَبَّ: سَكَتَ عَلَيْه. وفي حَدِيثِ عَائِشَة رضي ‌الله‌ عنها «فغَضِب القَاسِمُ وأَضَبَّ عليها» وأَضَبَّ فلانٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِه أَي سَكَت وقال أَبو حَاتِم: أَضَبَّ القومُ إِذَا سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الْحَدِيثِ.

والضَّبُّ: الاحْتِوَاءُ عَلَى الشَّيْ‌ءِ وشِدَّةُ القَبْضِ كَيْلَا يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِه كالتَّضْبِيبِ وهذه عن ابن شُمَيْل والإِضْبَاب.

يُقَالُ: ضَبَّ عَلَى [الشي‌ء] وأَضَبَّ وضَبَّبَ: احْتَوَاه.

وأَضَبَّ الشي‌ءَ: أَخْفَاه، وأَضَبَّ على مَا فِي يَدَيْه: أَمْسَكَه. وضَبٌّ: اسمُ جَبَلٌ الذي بِلَحْفِهِ أَي أَصْله مَسْجِدُ الخَيْفِ بمِنًى.

وضَبٌّ: اسم رَجُلٌ. وأَبو ضَبٍّ: شَاعِرٌ من هُذَيْل.

والضَّبُّ: الغَيْظُ والحِقْدُ الكامِنُ في الصَّدْرِ كَذَا في الفرق لابن السّيد، وقيل: هُوَ الضِّغن والعَدَاوَةُ. ويُكْسَرُ، وجمعه ضِبَابٌ. قال الشاعر:

فَمَا زَالَتْ رُقَاكَ تَسُلُّ ضِغْنِي *** وتُخْرِجُ مِن مَكَامِنِها ضِبَابِي

وذكره الزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس في بَابِ المَجَازِ.

وقال آخر:

ولا تَك ذَا وَجْهَيْن يُبْدِي بَشَاشَةً *** وفي قَلْبِه ضَبٌّ من الغِلِّ كَامِنُ

ورجل خَبٌّ ضَبٌّ: مُنْكَرٌ مُرَاوِغٌ حَرِبٌ. وتَقُولُ: أَضَبَّ فلان على غِلٍّ في قَلْبِه أَي أَضْمَرَه. وفي حديث عَليٍّ رضي ‌الله‌ عنه: «كُلٌّ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ لصَاحِبِه».

وفي الأَسَاسِ، مِنَ المَجَازِ: ورجل خَبٌّ ضَبٌّ: يُشْبِه الضَّبَّ في خِدْعتِه. يقال: أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ. وامْرأَة خَبَّةٌ ضَبَّةٌ. قُلْتُ: وهذا المَثَلُ في حَيَاةِ الحَيَوَانِ والمُسْتَقْصَى.

والضَّبُّ: داءٌ يَأْخُذُ في الشَّفَةِ فَتَرِمُ وتَجْسُو وتَسِيلُ دَمًا ويقال: تَجَسّى بمَعْنَى تَيَبَّس وتَصَلَّب. وقد ضَبَّتِ الشَّفَةُ تَضِبُّ بالكَسْرِ ضَبًّا وضُبُوبًا. وأَصْلُ الضَّبِّ: اللُّصُوقُ بالأَرْضِ ضَبّ يَضِب بالكَسْرِ في الكُلِّ. قال شَيْخُنَا: وذكر الكسر مُسْتَدْرَك، فإِنَّ إِتْبَاعَ المَاضِي بالمضَارِعِ نَصٌّ في الكَسْرِ.

والضَّبَّةُ والضَّبُّ: الطَّلْعَةُ قَبْلَ أَن تَنْفَلِقَ عن الغَريضِ.

والجَمْع ضِبَابٌ. قال:

يُطِفْنَ بِفُحَّالٍ كأَنَّ ضِبَابَهُ *** بُطُونُ المَوَالِي يَوْمَ عِيدٍ تَغَدَّت

يقول: طَلْعُهَا ضَخْمٌ كأَنَّه بُطُونُ مَوَالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا.

والضَّبَّةُ مَسْكُ بالفَتْح الضَّبِّ يُدْبَغُ للسَّمْنِ أَي ليُجْعَل فيه.

والضَّبَّةُ حَدِيدَةٌ عَرِيضَةٌ يُضَبَّبُ بِهَا البابُ والخَشَب.

والجَمْعُ ضِبَابٌ. يقال: ضَبَبْتُ الخَشَبَ ونَحْوَهُ: أَلْبَسْتُه الحَدِيدَ. وقال أَبُو مَنْصُور: يُقَالُ لَهَا الضَّبَّةُ والكَتِيفَةُ؛ لأَنَّهَا عَرِيضَةٌ كهَيْئة خَلْق الضَّبِّ؛ وسُمِّيَت كتيفَةً لأَنَّهَا عُرِّضَتْ على هَيْئَة الكَتِف.

وفي الأَسَاس: من المجاز: وعلى بَابِه ضَبَّةٌ وضَبَّاتٌ وضِبَابٌ. وباب مُضَبَّبٌ، ولِسِكِّينه ضَبَّةٌ: وهي الجُزْأَة لأَنَّها تَشُدُّ النِّصَاب، انْتَهَى. وهَذَا قَدْ أَغْفَلَه المُؤَلِّف.

وضَبَّة: قرية بِتهامَة بِسَاحِل البَحْر مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الشَّأْم.

وضَبَّة: نَاقَةُ الأَحْبَشِ بن قَلَعٍ الشَّاعِرِ العَنْبَرِيّ التَّمِيمِيّ.

وضَبَّةُ: حيٌّ من العَرَبِ. وضَبَّةُ بْنُ أُدٍّ: عَمُّ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ الْيَاس بْنِ مُضَر. وأَبْنَاءُ ضَبَّة ثَلَاثَةٌ: سَعْدٌ وسُعَيْد، مُصَغَّرًا، وباسِلٌ. الأخِيرُ أَبُو الدَّيْلم، والَّذي قبله لا عَقِبَ لَهُ فَانْحَصَر جِمَاعُ ضَبَّةَ في سَعْدِ بْنِ ضَبَّة، وهُم جَمْرَةٌ من جَمَرَات الْعَرَب، ومنهم الرِّبَابُ.

والضَّبُّ أَيْضًا: القَبْضُ على الشَّيْ‌ءِ بالكَفِّ. وعن ابْنِ شُمَيْل: التَّضْبِيبُ: شِدَّةُ القَبْضِ على الشي‌ء كَيْلَا يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِه. يقال: ضَبَّبَ عليه تَضْبِيبًا.

وأَضَبَّ: صَاحَ وجَلَّبَ. وقيلَ: تَكَلَّم، عن أَبِي زَيْد، وقيل: إِذَا تَكَلّم مُتَتَابِعًا. أَو أَضَبَّ القَوْمُ: كَلَّم بعضُهُم بَعْضًا. وعَنْ أَبِي حَاتِم: أَضَبَّ القَومُ إِذا تَكَلَّمُوا وأَفَاضُوا في الحَدِيثِ.

وأَضَبَّ في الغَارَةِ: نَهَدَ واسْتَغَارَ وأَضَبُّوا عَلَيْه إِذا أَكْثَرُوا عَلَيْه. وفي الحديث: «فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْه» أَي أَكْثَرُوا.

وأَضَبَّ الشي‌ءَ أَخْفَى إِيَّاهُ. وأَضَبَّ النَّعَمُ: أَقْبَلَ وَفِيه تَفَرُّقٌ. والضَّبَبُ والتَّضْبِيبُ: تَغْطِيَةُ الشَّيْ‌ء ودُخُولُ بَعْضِه في بَعْض.

وأَضَبَّ الشَّعَرُ: كَثُرَ. وأَضَبَّتِ الأَرْضُ: كَثُرَ نَبَاتُها.

وعن ابن بُزُرْج: أَضَبَّت الأَرضُ بالنَّبَاتِ: طَلَعَ نَبَاتُها جَمِيعًا.

وأَضَبَّ فُلَانًا أَو عَلَى الشَّيْ‌ءِ: لَزِمَه فَلَمْ يُفَارِقْه. وأَصْل الضَّبِّ: اللُّصُوقُ في الأَرْض وقد تَقَدَّم. وأَضَبَّ عَلَيْهِ: أَمْسَكَه عَنْ أَبِي زَيْد. وقَال أَبُو حَاتِم: أَضَبَّ القَوْمُ: سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الْحَدِيث.

وأَضَبَّ عَلَى المَطْلُوبِ: أَشْرَفَ عَلَيْه أَن يَظْفَرَ بِه. قال أَبُو مَنْصُور: وهَذَا من ضَبَأَ يَضْبَأُ، ولَيْسَ مِنْ بَابِ المُضَاعَف. وقَدْ جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ في بَابِ المُضَاعَف، قَالَ: والصَّوَابُ الأَوَّلُ وهو مَرْوِيٌّ عنِ الكِسَائِيّ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب.

وأَضَبَّ السِّقَاءُ: هُرِيقَ مَاؤُه من خُرْزَةٍ فيه أَوْ وَهْيَةٍ.

وأَضَبَّ اليَوْمُ أَي صَارَ ذَا ضَبَابِ، بالفَتْح؛ أَي نَدًى كالغَيْم وَقِيلَ كالغُبَار يَغْشَى الأَرْضَ بالغَدَوَاتِ أَو سَحَاب رَقِيق، سُمِّي بِذَلِكَ لتَغْطِيَته الأُفُق، وَاحِدته ضَبابة. وقد أَضَبَّتِ السماءُ إِذا كان لها ضَبَاب. وأَضَبَّ الغَيْمُ: أَطْبَقَ.

وقيل: الضَّبَابَةُ: سَحَابَة تُغَشِّي الأَرْضَ كالدُّخَانِ. والجَمْع الضَّبَابُ. وفي الحديث: «كنتُ مع النبيّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم في طريق مكَّة فأَتَتْنَا ضَبَابَةٌ فَرَّقَتْ بَيْنَ النَّاسِ». هي البُخَارُ المُتَصَاعِد من الأَرْضِ في يَوْمِ الدَّجْن يَصِيرُ كالظُّلَّةِ يَحْجُبُ الأَبْصَار لظُلْمَتِهَا.

وأَضَبَّ فُلَانٌ على مَا فِي نَفْسِهِ أَي سَكَت. وقال الأَصْمَعِي: أَضَبَّ فُلانٌ ما في نَفْسِه أَي أَخْرَجَه. وقال أَبُو حَاتم: أَضَبَّ القَومُ إِذا سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الحدِيث.

وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّمُوا وأَفَاضُوا في الْحَدِيثِ ضِدٌّ أَي زَعَمُوا أَنَّه من الأَضْدَادِ.

وأَضَبَّ القَوْمُ: نَهَضُوا في الأَمْرِ جَمِيعًا.

وفي التَّهْذِيب في آخِرِ العَيْنِ مَعَ الجِيمِ، قَال مُدْرِكٌ الجَعْفَرِيُّ: يقَال: أَضَبُّوا لِفُلَانٍ أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبِه. وقد أَضَبَّ القوْمُ في بُغْيَتِهِم أَي في ضَالَّتِهِم أَي تَفَرَّقُوا في طَلَبَها.

والضَّبِيبَةُ: سَمْنٌ ورُبُّ يُجْعَلُ للصَّبِيّ في عُكَّةٍ يُطْعَمُه.

ويقال: ضَبَّبَهُ: أَطْعَمَه إِيَّاه وضَبِّبُوا لصَبِيِّكم.

والضَّبُوبُ كَصَبُورٍ: الدَّابَّةُ الَّتِي تَبُولُ وهي تَعْدُو. وقال الأَعْشَى:

مَتى تَأْتِنا تَعْدُو بسَرْجِكَ لَقْوَةٌ *** ضَبُوبٌ تُحَيِّينَا ورَأْسُك مَائِلُ

وأَهْلُ الفِراسَة يَجْعَلُونَه من العُيُوب. وقد ضَبَّت تَضِبُّ ضُبُوبًا.

وفي حديث مُوسَى وشُعَيْب عَلَيْهِما السَّلَامُ: «لَيْسَ فِيهَا ضَبُوبٌ ولا ثَعُولٌ».

الضَّبُوبُ: الشَّاةُ الضَّيِّقَةُ ثَقْبِ الإِحْلِيلِ.

وفي نُسْخَة «النَّاقَة» بَدَل «الشَّاةِ»، والأُولى هِيَ الصَّوَابُ.

والضَّبُوبُ: فَرَسُ جُمَانَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الحَارِثِيّ.

والضُّبَيْبُ كَزُبَيْر: فَرَسَانِ لحَسَّانَ بْنِ حَنْظَلَةَ الطَّائِيِّ وحضرَمِيّ بْنِ عَامِرٍ الأَسَدِيّ، ولأَحَدِهما حَدِيثٌ.

وضُبَيْبٌ: مَاء. ووَادٍ.

والضِّبْضِبُ بالكَسْرِ: السَّمِينُ. يقال: امْرَأَةٌ ضِبْضِبٌ أَي سَمِينَةٌ. والفَحَّاشُ الجَرِئُ قال أَبو زيد: رَجُلٌ ضِبْضِبٌ، وامرَأَةٌ ضِبْضِبَةٌ وهُوَ الجَرِي‌ءُ عَلَى مَا أَتَى، وهُوَ الأَبْلَخُ أَيضًا، وامرأَةٌ بَلْخَاءُ، وهي الجَرِيئَةُ التي تَفْخَر عَلَى جِيرَانِهَا كالضُّبَاضِبِ كَعُلَابِط.

وضَبِيبُ السَّيْفِ كأَمِير: حَدُّه، ومثْلُه في التَّوْشِيح، وكَذَا ضَبَّةُ السَّيْف، قالَه الخَطَّابِيّ ولمْ يَذْكُرْه ابنُ الأَثِير.

ومَضَبٌّ بالفَتْح: موضع.

وَرَجُلٌ ضُبَاضِبٌ بالضَّمِّ: قَوِيٌّ مِثْل بُضَابِضٍ، عَنِ ابْنِ دُرَيْد، وقِيلَ غَلِيظٌ سَمِينٌ أَو قَصِيرٌ فَحَّاشٌ جَرِي‌ءٌ أَو جَلْدٌ شدِيدٌ. ورُبَّمَا استُعْمِلَ في البَعِيرِ.

وسَمَّوْا ضَبَّا وضَبَّابًا وضِبَابًا ومُضِبًّا كشَدَّادٍ وكِتابٍ ومُحِبٍّ والضِّبابُ بالكَسْرِ: اسْم رجل، وهُو أَبُو بَطْن سُمِّيَ بجَمْع الضَّبِّ. قال:

لَعَمْرِي لَقَدْ بَرَّ الضِّبَابَ بَنُوهُ *** وبَعْضُ البَنِينَ غُصَّةٌ وسُعَالُ

والنَّسَبُ إِلَيْهِ ضِبَابِيٌّ، ولا يُرَدُّ في النَّسَبِ إِلَى وَاحِدِه، لأَنَّه قَدْ جُعِلَ اسْمًا لِلْوَاحِدِ، كَمَا تَقُولُ في النَّسَبِ إِلَى كِلاب كِلَابيّ.

والضَّبَابُ: اسْمُ رَجُل أَيضًا والأَوَّلُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ.

نَكِدْتَ أَبَا زُبَيْبَةَ إِذْ سَأَلْنا *** بحَاجَتِنَا ولَمْ يَنْكَدْ ضَبَابُ

ورُوِيَ بَيْتُ امْرِئِ القَيْس:

وعَلَيْكِ سَعْدَ بْنِ الضَّبَابِ فَسمِّحِي *** سَيْرًا إِلَى سَعْدٍ عَلَيْكِ بِسَعْدِ

قال ابْنُ سِيدَه: هَكَذَا أَنْشَدَه ابْن جِنِّى بفتح الضاد، كذا في لسان العرب.

وبنو ضُبَيْب كزُبَيْر، وقيل كَأَمِير، وقِيلَ إِنه مُصَغَّر وآخِرُه نُونٌ: بَطْنٌ من جُذَام، وهم بَنُو ضُبَيْبِ بْن زَيْد. مِنْهُم رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدٍ الصَّحَابِيُّ رضي ‌الله‌ عنه.

وقَلْعَةُ الضِّبَاب كَكِتَاب: محلة بالكُوفَة. مِنْهَا شَيْخُ الزَّيْدِيَّة أَبُو البَركات عُمرُ بْن إِبْرَاهِيمِ الحُسَيْنيّ.

* ومِمَّا لَمْ يَذْكُرْه المُؤَلِّف: قَوْلُهم في المَثَلِ: «أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ» لأَنَّه رُبَّما أَكَلَ حُسُولَه.

وقَوْلُهُم: «لَا أَفْعَله حَتَّى يَرِدَ الضَّبُّ المَاءَ» لأَنَّ الضَّبَّ لا يَشْرَبُ مَاءً.

ومِنْ كَلَامِهِم الَّذِي يَضَعُونَه عَلَى أَلْسِنَةِ الْبَهَائِم قَالَتِ السَّمَكَة: وِرْدًا يَا ضَبُّ، فقال:

أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدَا *** لا يَشْتَهِي أَنْ يَرَدَا

إِلَّا عَرَادًا عَرَدَا *** وصِلِّيَانًا بَرِدا

وعَنْكَثًا مُلْتَبِدَا

والضَّبُّ يُكْنَى أَبَا حِسْل.

والعَرَبُ تُشَبِّه كَفَّ البَخِيل إِذَا قَصَّر عَنِ الْعَطَاءِ بكَفِّ الضَّبِّ، ومِنْه قَوْلُ الشَّاعر:

مَنَاتِينُ أَبْرَامٌ كَأَنَّ أَكُفَّهم *** أَكُفُّ ضِبَابٍ أُنْشِقَتْ في الحَبَائِل

وفي الأَسَاسِ، في المجاز: يُقَالُ: فُلَانٌ كَفُّ الضَّبِّ؛ أَي بَخِيلٌ. وكَفُّ الضَّب مَثَلٌ في القِصَر والصِّغَر، انتهَى.

وفي حَدِيثِ أَنَس: «إِنَّ الضَّبَّ ليَمُوتُ هُزَالًا في جُحْرِه بذَنْبِ ابْنِ آدَم» أَي يَحْتَبِسُ المَطَر عَنْه بشُؤْم ذُنُوبِهِم، وإِنَّمَا خَصَّ الضَّبَّ لأَنَّه أَطْوَلُ الْحَيَوَانِ نَفْسًا وأَصْبَرُها عَلَى الجُوعِ. ويُرْوَى «إِنَّ الحَبَارَى» بدل «الضَّبِّ»؛ لأنَّهَا أَبْعَدُ الطَّيْرِ نَجْعَةً.

وعن أَبي عمرو: ضَبْضَبَ إِذَا حَقَدَ. وفي الحَدِيثِ: «إِنَّما بَقِيَت مِنَ الدُّنْيَا مِثْلُ ضَبَابَةٍ» يَعْنِي في القِلَّةِ وسُرْعَةِ الذَّهَابِ. قَال أَبُو مَنْصُور: الذي جَاءَ في الحَدِيث: «إِنَّمَا بَقِيَت مِنَ الدُّنْيَا صُبَابَةٌ كصُبابة الإِنَاء».

بالصَّادِ المُهْمَلَة، هكذا رواه أَبو عُبَيْد وغَيْره. وفي حَدِيثٍ آخر: «ما زَال مُضِبًّا مُذِ اليَوْمِ» أَي إِذَا تَكَلَّم ضَبَّتْ لِثَاتُه دَمًا. وفي المَثَل: «أَتُعَلِّمُنِي بِضَبٍّ أَنَا حَرَشْتُه» إِذَا أَخْبَره بأَمْر هُو صَاحِبُه ومُتَوَلِّيه، وهو مجاز كما في الأَسَاسِ.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


3-لسان العرب (ضبب)

ضبب: الضَّبُّ: دُوَيْبَّة مِنَ الْحَشَرَاتِ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ يُشْبِهُ الوَرَلَ؛ وَالْجَمْعُ أَضُبٌّ مِثْلُ كَفٍّ وأَكُفٍّ، وضِبابٌ وضُبَّانٌ، الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.

قَالَ: وَذَلِكَ إِذا كَثُرَتْ جِدًّا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا الْفَرْقُ، لأَنَّ فِعَالًا وفُعْلانًا سَوَاءٌ فِي أَنهما بناءَان مِنْ أَبنية الْكَثْرَةِ، والأُنثى: ضَبَّة.

وأَرض مَضَبَّةٌ وضَبِبَةٌ: كثيرةُ الضِّباب.

التَّهْذِيبَ: أَرضٌ ضَبِبَةٌ؛ أَحدُ مَا جاءَ عَلَى أَصله.

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الوَرَلُ سَبْطُ الخَلْق، طويلُالذَّنَب، كأَنَّ ذَنبه ذنبُ حَيَّة؛ ورُبَّ وَرَلٍ يُرْبي طُولُه عَلَى ذِرَاعَيْنِ.

وذَنَبُ الضَّبِّ ذُو عُقَد، وأَطولُه يَكُونُ قَدْرَ شِبْر.

وَالْعَرَبُ تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ وَتَسْتَقْذِرُهُ وَلَا تأْكله، وأَما الضَّبُّ فإِنهم يَحْرِصُون عَلَى صَيْده وأَكله؛ والضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَب، خَشِنُه، مُفَقَّرُه، ولونُه إِلى الصُّحْمَةِ، وَهِيَ غُبْرَة مُشْرَبةٌ سَوَادًا؛ وإِذا سَمِنَ اصفَرَّ صَدْرُه، وَلَا يأْكل إِلَّا الجَنادِبَ والدَّبى والعُشْبَ، وَلَا يَأْكُلُ الهَوامَّ؛ وأَما الوَرَلُ فإِنه يأْكل الْعَقَارِبَ، وَالْحَيَّاتِ، والحَرابِيَّ، وَالْخَنَافِسَ، وَلَحْمُهُ دُرْياق، وَالنِّسَاءُ يَتَسَمَّنَّ بِلَحْمِهِ.

وضَبِبَ البلدُ، وأَضَبَّ: كثُرَت ضِبابُه؛ وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ عَلَى الأَصْل مِنْ هَذَا الضَّرْبِ.

وَيُقَالُ: أَضَبَّتْ أَرضُ بَنِي فلانٍ إِذا كَثُرَ ضِبابُها.

وأَرضٌ مُضِبَّةٌ ومُرْبِعةٌ: ذَاتُ ضِبابٍ ويَرابِيعَ.

ابْنُ السِّكِّيتِ: ضَبِبَ البلدُ كثُرَتْ ضِبابُه؛ ذَكَرَهُ فِي حُرُوفٍ أَظهر فِيهَا التَّضْعِيفَ، وَهِيَ مُتَحَرِّكَةٌ، مِثْلَ قَطِطَ شعرُه ومَشِشَتِ الدابةُ وأَلِلَ السِّقاءُ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن أَعرابيًّا أَتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِني فِي غَائطٍ مُضِبَّةٍ».

قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جاءَ فِي الرِّوَايَةِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِ الضَّادِ، وَالْمَعْرُوفُ بِفَتْحِهِمَا، وَهِيَ أَرْضٌ مَضَبَّة مِثْلُ مَأْسَدَة ومَذْأَبة ومَرْبَعَة أَي ذَاتُ أُسود وذِئاب ويَرابِيعَ؛ وَجَمْعُ المَضَبَّة مَضَابُّ.

فأَما مُضِبَّة: فَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَضَبَّ، كأَغَدَّتْ، فَهِيَ مُغِدَّة.

فإِن صَحَّتِ الرِّوَايَةُ فَهِيَ بِمَعْنَاهَا.

قَالَ: ونحوُ هَذَا الْبِنَاءِ الحديثُ الْآخَرُ:

لَمْ أَزَلْ مُضِبًّا بَعْدُ؛ هُوَ مِنَ الضَّبِّ: الغَضَب والحِقْد أَي لَمْ أَزل ذَا ضَبٍّ.

وَوَقَعْنَا فِي مَضابَّ مُنْكَرةٍ: وَهِيَ قِطَع مِنَ الأَرض كثيرةُ الضَّباب، الْوَاحِدَةُ مَضَبَّة.

قَالَ الأَصمعي: سَمِعْتُ غيرَ واحدٍ مِنَ العربِ يَقُولُ: خَرَجْنَا نَصْطَادُ المَضَبَّة أَي نَصيدُ الضِّبابَ، جَمَعُوهَا عَلَى مَفْعَلة، كَمَا يُقَالُ للشُّيوخ مَشْيَخة، وللسُّيوف مَسْيَفَةٌ.

والمُضَبِّبُ: الحارِشُ الَّذِي يَصُبُّ الْمَاءَ فِي جُحْرِه حَتَّى يَخرُجَ ليأْخذَه.

والمُضَبِّبُ: الَّذِي يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرة الضِّبَاب حَتَّى يُذْلِقَها فَتَبرُزَ فيَصِيدَها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

بغَبْيَةِ صَيْفٍ لَا يُؤَتِّي نِطافَها ***لِيَبْلُغَها، مَا أَخْطَأْتْهُ، المُضَبِّبُ

يَقُولُ: لَا يَحْتَاجُ المُضَبِّبُ أَن يُؤَتِّي الماءَ إِلى جِحَرتها حَتَّى يَسْتَخْرِجَ الضِّبابَ ويَصِيدَها، لأَن الماءَ قَدْ كَثُرَ، والسيلُ قَدْ عَلَا الزُّبى، فَكَفَاهُ ذَلِكَ.

وضَبَّبْتُ عَلَى الضَّبِّ إِذا حَرَشْتَه، فخرَجَ إِليك مُذَنِّبًا، فأَخَذْتَ بذَنَبه.

والضَّبَّةُ: مَسْكُ الضَّبِّ يُدْبَغُ فيُجْعَلُ فِيهِ السَّمْن.

وَفِي الْمَثَلِ: أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ، لأَنه رُبَّمَا أَكل حُسُولَه.

وَقَوْلُهُمْ: لَا أَفْعَلُه حَتَّى يَحنَّ الضَّبُّ فِي أَثَر الإِبل الصَّادِرَة، وَلَا أَفْعَلُه حَتَّى يَرِدَ الضَّبُّ الماءَ؛ لأَن الضبَّ لَا يَشْرَبُ الماءَ.

وَمِنْ كَلَامِهِمُ الَّذِي يَضَعُونه عَلَى أَلسنة الْبَهَائِمِ، قَالَتِ السمكةُ: وِرْدًا يَا ضَبُّ؛ فَقَالَ:

أَصْبَحَ قَلْبِي صَرِدا، ***لَا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا،

إِلَّا عَرادًا عَرِدا، ***وصِلِّيانًا بَرِدَا

، وعَنْكَثًا مُلْتَبِدَا "

والضَّبُّ يُكَنَّى أَبا حِسْلٍ؛ وَالْعَرَبُ تُشَبِّه كَفَالْبَخِيلِ إِذا قَصَّرَ عَنِ العطاءِ بكفِّ الضَّبِّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

مَناتِينُ، أَبْرامٌ، كأَنَّ أَكُفَّهُم ***أَكُفُّ ضِبابٍ أُنْشِقَتْ فِي الحَبائِلِ

وَفِي حَدِيثِ أَنس: «أَن الضَّبَّ لَيَموتُ هُزالًا فِي جُحْرِه بذَنْبِ ابْنِ آدَمَ»أَي يُحْبَسُ الْمَطَرُ عَنْهُ بشُؤْم ذُنُوبِهِمْ.

وإِنما خَصَّ الضَّبَّ، لأَنَّه أَطْوَلُ الْحَيَوَانِ نَفَسًا وأَصْبَرُها عَلَى الجُوع.

وَيُرْوَى: أَن الحُبارَى بَدَل الضَّب لأَنها أَبعدُ الطَّيْرِ نَجْعَةً.

وَرَجُلٌ خَبٌّ ضَبٌّ: مُنْكَرٌ مُراوِغٌ حَرِبٌ.

والضَّبُّ والضِّبُّ: الغَيْظُ والحِقْدُ؛ وَقِيلَ: هُوَ الضِّغْن والعَداوة، وجَمْعه ضِباب؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فَمَا زالتْ رُقاكَ تَسُلُّ ضِغْني، ***وتُخْرِجُ، مِنْ مَكامِنها، ضِبابي

وَتَقُولُ: أَضَبَّ فلانٌ عَلَى غِلٍّ فِي قَلْبِهِ أَي أَضْمره.

وأَضَبَّ الرجلُ عَلَى حِقْدٍ فِي الْقَلْبِ، وَهُوَ يُضِبُّ إِضْبابًا.

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ خَبًّا مَنُوعًا: إِنه لَخَبٌّ ضَبٌّ.

قَالَ: والضَّبُّ الحِقْد فِي الصَّدْر.

أَبو عَمْرٍو: ضَبَّ إِذا حَقَد.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: «كلٌّ مِنْهُمَا حاملُ ضَبٍّ لِصَاحِبِهِ».

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: «فغَضِبَ القاسمُ وأَضَبَّ عَلَيْهَا».

وضَبَّ ضَبًّا، وأَضَبَّ بِهِ: سَكَتَ مثلُ أَضْبَأَ، وأَضَبَّ عَلَى الشيءِ، وضَبَّ: سَكَتَ عَلَيْهِ.

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَضَبَّ إِذا تَكَلَّمَ، وضَبَّ عَلَى الشيءِ وأَضَبَّ وضَبَّبَ: احْتواه.

وأَضَبَّ الشيءَ: أَخفاه.

وأَضَبَّ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ: أَمسكه.

وأَضَبَّ القومُ: صَاحُوا وجَلَّبُوا؛ وَقِيلَ: تَكَلَّمُوا أَو كَلَّم بعضُهم بَعْضًا.

وأَضَبُّوا فِي الْغَارَةِ: نَهَدوا واسْتَغارُوا.

وأَضَبُّوا عَلَيْهِ إِذا أَكثروا عَلَيْهِ؛ وَفِي الْحَدِيثِ: «فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ»أَي أَكثروا.

وَيُقَالُ: أَضَبُّوا إِذا تَكَلَّمُوا مُتَتَابِعًا، وإِذا نَهَضُوا فِي الأَمر جَمِيعًا.

وأَضَبَّ فُلانٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ أَي سَكَتَ.

الأَصمعي: أَضَبَّ فلانٌ عَلَى مَا فِي نَفْسِهِ أَي أَخرجه.

قَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَضَبَّ القومُ إِذا سَكَتُوا وأَمسكوا عَنِ الْحَدِيثِ، وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّموا وأَفاضُوا فِي الْحَدِيثِ؛ وَزَعَمُوا أَنه مِنَ الأَضداد.

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَضَبَّ الرَّجلُ إِذا تَكَلَّمَ، وَمِنْهُ يُقَالُ: ضَبَّتْ لِثَتُه دَمًا إِذا سالتْ، وأَضْبَبْتُها أَنا إِذا أَسَلْتُ مِنْهَا الدَّمَ، فكأَنه أَضَبَّ الْكَلَامَ أَي أَخرجه كَمَا يُخْرجُ الدَّمَ.

وأَضَبَّ النَّعَمُ: أَقبلَ وَفِيهِ تَفَرُّقٌ.

والضَّبُّ والتَّضْبيبُ: تَغْطِيَةُ الشَّيْءِ وَدُخُولُ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ.

والضَّبابُ: نَدًى كَالْغَيْمِ.

وَقِيلَ: الضَّبابةُ سَحَابَةٌ تُغَشِّي الأَرضَ كَالدُّخَانِ، وَالْجَمْعُ: الضَّبابُ.

وَقِيلَ: الضَّبابُ والضَّبابةُ نَدًى كالغُبار يُغشِّي الأَرضَ بالغَدَواتِ.

وَيُقَالُ: أَضَبَّ يَومُنا، وسماءٌ مُضِبَّةٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «كنتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فأَصابَتْنا ضَبابة فَرَّقت بَيْنَ النَّاسِ»؛ هِيَ البُخار المُتَصاعِدُ مِنَ الأَرض فِي يَوْمِ الدَّجْنِ، يَصِيرُ كالظُّلَّة تَحْجُبُ الأَبْصارَ لِظُلْمَتِهَا.

وَقِيلَ: الضَّبابُ هُوَ السَّحَابُ الرَّقِيقُ؛ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَغطيته الأُفُق، واحدتُه ضَبابة.

وَقَدْ أَضَبَّتِ السَّماءُ إِذا كَانَ لَهَا ضَبَابٌ.

وأَضَبَّ الغيمُ: أَطْبَقَ.

وأَضَبَّ يومُنا: صَارَ ذَا ضَبابٍ.

وأَضَبَّتِ الأَرضُ: كَثُرَ نباتُها.

ابْنُ بُزُرْج: أَضَبَّتِ الأَرضُ بِالنَّبَاتِ: طَلَعَ نباتُها جَمِيعًا.

وأَضَبَّ القومُ: نَهَضوا فِي الأَمر جَمِيعًا.

وأَضَبَّ الشَّعَرُ: كَثُرَ.

وأَضَبَّ السِّقاءُ: هُريقَ ماؤُه مِنْ خَرْزَةٍ فِيهِ، أَو وَهْيَةٍ.

وأَضْبَبْتُ عَلَى الشيءِ: أَشْرَفْتُ عَلَيْهِ أَن أَظْفَرَ بِهِ.

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهَذَا مِنْ ضَبَأَ يَضْبَأُ، وَلَيْسَ مِنْ بَابِ الْمُضَاعَفِ.

وَقَدْ جاءَ بِهِ اللَّيْثُ فِي بَابِ الْمُضَاعَفِ.

قَالَ: وَالصَّوَابُ الأَول، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنِ الْكِسَائِيِّ.

وأَضَبَّ عَلَى الشَّيءِ: لَزِمَه فَلَمْ يُفارقْه، وأَصلُ الضَّبِّ اللُّصُوق بالأَرض.

وضَبَّ النَّاقَةَ يَضُبُّها: جَمَعَ خِلْفَيْها فِي كَفِّه للحَلْب؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

جَمَعْتُ لَهُ كَفَّيَّ بالرُّمْحِ طاعِنًا، ***كَمَا جَمَعَ الخِلْفَينِ، فِي الضَّبِّ، حالِبُ

وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَضُبُّ ناقَتَه، بِالضَّمِّ، إِذا حَلبَها بِخَمْسِ أَصابعَ.

والضَّبُّ أَيضًا: الحَلْبُ بالكَفِّ كُلِّهَا؛ وَقِيلَ: هَذَا هُوَ الضَّفُّ، فأَما الضَّبُّ فأَن تَجْعَل إِبْهامَكَ عَلَى الخِلْفِ، ثُمَّ تَرُدَّ أَصابعك عَلَى الإِبهام والخِلْفِ جَمِيعًا؛ هَذَا إِذا طالَ الخِلْفُ، فإِن كَانَ وَسَطًا، فالبَزْمُ بمَفْصِل السبَّابة وطَرَفِ الإِبهام، فإِن كَانَ قَصيرًا، فالفَطْرُ بطَرفِ السبَّابة والإِبهام.

وَقِيلَ: الضَّبُّ أَنْ تَضُمَّ يَدَكَ عَلَى الضَّرْع وتُصَيِّر إِبهامَك فِي وَسَطِ رَاحَتِكَ.

وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وشُعَيب، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: «لَيْسَ فِيهَا ضَبُوبٌ وَلَا ثَعُولٌ».

الضَّبُوب: الضَّيِّقَة ثَقْبِ الإِحْليل.

والضَّبَّةُ: الحَلْبُ بِشِدَّةِ الْعَصْرِ.

وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: «إِنما بَقِيَتْ مِنَ الدُّنْيا مِثْلُ ضَبَابةٍ»؛ يَعْنِي فِي القِلَّةِ وسُرعَةِ الذَّهَابِ.

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: «إِنما بَقِيَتْ مِنَ الدُّنْيَا صُبَابةٌ كصُبابة الإِناء»، بِالصَّادِ غَيْرَ مُعْجَمَةٍ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ.

والضَّبُّ: القَبْضُ عَلَى الشَّيْءِ بالكَف.

ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّضْبيب شِدَّةُ الْقَبْضِ عَلَى الشَّيْءِ كَيْلَا يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِهِ؛ يُقَالُ: ضَبَّبْتُ عَلَيْهِ تَضبيبًا.

والضَّبُّ: دَاءٌ يأْخذ فِي الشَّفَةِ، فترمُ، أَو تَجْسَأُ، أَو تَسيلُ دَمًا؛ وَيُقَالُ تَجْسَأُ بِمَعْنَى تَيْبَسُ وتَصْلُب.

والضَّبِيبَةُ: سَمْنٌ ورُبٌّ يُجْعَل لِلصَّبِيِّ فِي العُكَّةِ يُطْعَمُه.

وضَبَّبْتُه وضَبَّبْتُ لَهُ: أَطْعَمْتُه الضَّبيبةَ؛ يُقَالُ: ضَبِّبُوا لصَبيِّكم.

وضَبَّبْتُ الخَشَبَ وَنَحْوَهُ: أَلْبَسْته الحَديدَ.

والضَّبَّةُ: حديدةٌ عَريضةٌ يُضَبَّبُ بِهَا البابُ والخَشَبُ، وَالْجَمْعُ ضِبابٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يُقَالُ لَهَا الضَّبَّةُ والكتيفةُ، لأَنها عَريضَة كَهَيْئَةِ خَلْقِ الضَّبِّ؛ وَسُمِّيَتْ كَتيفة لأَنها عُرِّضَتْ عَلَى هَيْئَةِ الكَتِفِ.

وضَبَّ الشيءُ ضَبًّا: سالَ كَبَضَّ.

وضَبَّتْ شفَتُه تَضِبُّ ضَبًّا وضُبوبًا: سالَ مِنْهَا الدمُ، وانحلبَ رِيقُها.

وَقِيلَ: الضَّبُّ دُونَ السَّيلانِ الشَّدِيدِ.

وضَبَّتْ لِثَتُهُ تَضِبُّ ضَبًّا: انْحَلَبَ رِيقُها؛ قَالَ:

أَبَيْنا، أَبَيْنا أَنْ تَضِبَّ لِثاتُكُمْ، ***عَلَى خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّباءِ، وجامِلِ

وَجَاءَ: تَضِبُّ لِثَتُه، بِالْكَسْرِ، يُضْرَبُ ذَلِكَ مَثَلًا لِلْحَرِيصِ عَلَى الأَمر؛ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خازِم:

وبَني تميمٍ، قَدْ لَقِينا منْهُمُ ***خَيْلًا، تَضِبُّ لِثاتُها للمَغْنَمِ

وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ قَلْبُ تَبِضُّ أَي تَسِيلُ وتَقْطُر.

وتَرَكْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِيبًا مِنَ الدَّمِ إِذا سالتْ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا زَالَ مُضِبًّا مُذِ اليومِ»أَي إِذا تَكَلَّمَ ضَبَّتْ لِثاتُه دَمًا.

وضَبَّ فَمُه يَضِبُّ ضَبًّا: سَالَ رِيقُهُ.

وضَبَّ الماءُ والدَّمُ يَضِبُّ، بِالْكَسْرِ، ضَبِيبًا: سالَ.

وأَضْبَبْتُه أَنا، وجاءَنا فلانٌ تَضِبُّ لِثَتُه إِذا وُصِفَ بشِدَّةِ النَّهَمِ للأَكل والشَّبَقِ للغُلْمة، أَو الحِرْصِ عَلَى حَاجَتِهِ وَقَضَائِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أَبينا، أَبينا أَن تَضِبَّ لِثاتُكم، ***عَلَى مُرْشِقات، كالظِّباءِ، عَواطِيا

يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا لِلْحَرِيصِ النَّهِم.

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنه كَانَ يُفْضِي بِيَدَيْهِ إِلى الأَرض إِذا سَجَدَ، وَهُمَا تَضِبَّانِ دَمًا»أَي تَسِيلان؛ قَالَ: والضَّبُّ دُونَ السَّيَلانِ، يَعْنِي أَنه لَمْ يَرَ الدَّمَ القاطرَ ناقِضًا لِلْوُضُوءِ.

يُقَالُ: ضَبَّتْ لِثاتُه دَمًا أَي قَطَرَتْ.

والضَّبُوبُ مِنَ الدَّوابِّ: الَّتِي تَبُول وَهِيَ تَعْدو؛ قَالَ الأَعشى:

مَتَّى تَأْتِنا، تَعْدُو بِسَرجِكَ لَقْوةٌ ***ضَبُوبٌ، تُحَيِّينا، ورأْسُك مَائِلُ

وَقَدْ ضَبَّتْ تَضِبُّ ضُبوبًا.

والضَّبُّ: وَرَمٌ فِي صَدْرِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ:

وأَبِيتُ كالسَّرَّاءِ يَرْبُو ضَبُّها، ***فإِذا تَحَزْحَزُ عَنْ عِدَاءٍ، ضَجَّتِ

وَقِيلَ: هُوَ أَن يحزَّ مِرْفَقُ الْبَعِيرِ فِي جِلْدِه؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْحَرِفَ المِرفَقُ حَتَّى يَقع فِي الْجَنْبِ فيَخْرِقَه؛ قَالَ:

لَيْسَ بِذي عَرْكٍ، وَلَا ذِي ضَبِ "والضَّبُّ أَيضًا: وَرَمٌ يَكُونُ فِي خُفِّ الْبَعِيرِ، وَقِيلَ: فِي فِرْسِنه؛ تَقُولُ مِنْهُ: ضَبَّ يَضَبُّ؛ بِالْفَتْحِ، فَهُوَ بَعِيرٌ أَضَبُّ، وناقة ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ.

والتَّضَبُّب: انْفِتاقٌ مِنَ الإِبطِ وكثرةٌ مِنَ اللَّحْمِ؛ تَقُولُ: تَضَبَّبَ الصبيُّ أَي سَمِنَ، وانْفَتَقَتْ آباطُه وقَصُرَ عُنُقه.

الأُمَوِيُّ: بَعِيرٌ أَضَبُّ وَنَاقَةٌ ضَبَّاءُ بَيِّنةُ الضَّبَبِ، وَهُوَ وجَع يأْخذ فِي الفِرْسِنِ.

وَقَالَ العَدَبَّسُ الكِنانِيُّ: الضاغِطُ والضَّبُّ شيءٌ وَاحِدٌ، وَهُمَا انْفِتاقٌ مِنَ الإِبط وكثرةٌ مِنَ اللَّحْمِ.

والتَّضَبُّبُ: السِّمَنُ حِينَ يُقْبِلُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ يَكُونُ فِي الْبَعِيرِ والإِنسان.

وضَبَّبَ الغلامُ: شَبَّ.

والضَّبُّ والضَّبَّةُ: الطَّلْعةُ قبلَ أَن تَنْفَلِقَ عَنِ الغَريضِ، والجمعُ ضِبابٌ؛ قَالَ البَطِينُ التَّيْمِيُّ، وَكَانَ وصَّافًا للنَّحل:

يُطِفْنَ بفُحَّالٍ، كأَنَّ ضِبابَهُ ***بُطُونُ المَوالي، يومَ عِيدٍ، تَغَدَّتِ

يَقُولُ: طَلْعُها ضَخْمٌ كأَنه بُطونُ موالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا.

وضَبَّةُ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ.

وضَبَّةُ بنُ أُدٍّ: عَمُّ تَميم بْنِ مُرٍّ.

الأَزهري، فِي آخِرِ الْعَيْنِ مَعَ الْجِيمِ: قَالَ مُدرِكٌ الجَعْفَريّ: يُقَالُ فَرِّقُوا لِضَوالِّكُم بُغْيانًا يُضِبُّونَ لَهَا أَي يَشْمَعِطُّونَ؛ فسُئِل عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَضَبُّوا لفُلانٍ أَي تَفَرَّقُوا فِي طَلَبه؛ وَقَدْ أَضَبَّ القومُ فِي بُغْيَتِهم أَي فِي ضالَّتِهم أَي تفَرَّقوا فِي طَلَبِهَا.

وضَبٌّ: اسْمُ رَجُلٍ.

وأَبو ضَبٍّ: شَاعِرٌ مِنْ هُذَيْل.

والضِّبابُ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ أَبو بَطْنٍ، سُمِّيَ بِجَمْعِ الضَّبِّ؛ قَالَ:

لَعَمْري لقَد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوهُ، ***وبعضُ البَنِينَ غُصَّةٌ وسُعالُ

والنَّسَبُ إِلَيْهِ ضِبابيٌّ، وَلَا يُرَدُّ فِي النَّسَب إِلى وَاحِدِهِ لأَنه جُعِل اسْمًا لِلْوَاحِدِ كَمَا تَقُولُ فِي النَّسَبِ إِلى كِلابٍ: كِلابيّ.

وضَبابٌ والضَّبابُ: اسْمُ رَجُلٍ أَيضًا، الأَول عَنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

نَكِدْتَ أَبَا زَبِينةَ، إِذ سأَلْنا ***بحاجَتِنا، وَلَمْ يَنْكَدْ ضَبابُ

وَرُوِيَ بَيْتُ إمرئِ الْقَيْسِ:

وعَلَيْكِ، سَعْدَ بنَ الضَّبابِ، فسَمِّحِي ***سَيْرًا إِلى سَعْدٍ، عَلَيْكِ بسَعْدِ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده ابْنُ جِنِّي، بِفَتْحِ الضَّادِ.

وأَبو ضَبٍّ مِنْ كُناهم.

والضُّبَيْبُ: فرسٌ مَعْرُوفٌ مِنْ خَيْلِ الْعَرَبِ، وَلَهُ حَدِيثٌ.

وضُبَيْبٌ: اسْمُ وادٍ.

وامرأةٌ ضِبْضِبٌ: سَمِينَةٌ.

ورجلٌ ضُباضِبٌ، بِالضَّمِّ: غَلِيظٌ سَمِينٌ قصيرٌ فَحَّاش جَرِيءٌ.

والضُّباضِبُ: الرجلُ الجَلْد الشَّدِيدُ؛ وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ فِي الْبَعِيرِ.

أَبو زَيْدٍ: رَجُلٌ ضِبْضِبٌ، وامرأَةٌ ضِبْضِبةٌ، وَهُوَ الجريءُ عَلَى مَا أَتى؛ وَهُوَ الأَبلَخُ أَيضًا، وامرأَة بَلْخاءُ: وَهِيَ الجَرِيئَة الَّتِي تَفْخَرُ عَلَى جِيرَانِهَا.

وضَبٌّ: اسْمُ الجَبَل الَّذِي مسجدُ الخَيْفِ فِي أَصْلِه، والله أَعلم.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


4-مجمل اللغة (ضب)

ضب: الضبة من الحديد معروفة.

والضب: الغل في القلب، و (قد) أضب فلان على غل في صدره.

والضب: داء في الشفة يسيلها دما، يقال: ضبت لثته دما.

والضباب: شيء كالغبار، ويوم مضب.

وضبب البلد: كثر ضبابه، ويقال: بل إذا كثر ضبابه (ضبب) وأضب أيضا.

والتضبب: السمن.

والضبيبة: السمن والرب يجمع بينهما، يقال: ضببوا لصبيكم.

والضب من الدواب معروف، والجمع ضباب، وربما شبه الطلع به.

قال:

أطافت بفحال كأن ضبابه

بطون الموالي يوم عيد تغدت

يقول: طلعها ضخم كأنه ضباب ممتلئة، ثم شبه تلك الضباب ببطون موال تغدوا فتضلعوا.

يقال: وقعنا في مضاب منكرة، أي: قطع من الأرض كثيرة الضباب.

قال أبو زيد: أضب القوم إضبابا، إذا تكلموا جميعًا.

هذا هو الصحيح عنه.

وروى أبو سعيد [الضرير] عنه: أضب، إذا تكلم، قال: ومنه (يقال): ضبت يده، إذا سالت [دما]، وأضببتها أنا، إذا أسلت الدم، فكأنه [قال]: بضت، وهو من المقلوب (وهذا) الذي تكلفه أبو سعيد من اشتقاق الكلمة فشيء مستغنى عنه [إنما] قال أبو زيد: أضب القوم فكأنه أراد اجتماعهم على الكلام، واشتقاق أكثر الباب من هذا.

و (يقال): أضببت على الشيء، إذا أشرفت على أن تظفر به.

والضباضب: القصير السمين.

وضب الناقة مثل ضفها، إذا حلبها بالكف جميعًا.

قال الفراء: هذا هو الضف، فأما الضب فأن تجعل إبهامك على الخلف ثم ترد أصابعك على الإبهام والخلف معا.

ويقال: ناقة ضباء، وبعير أضب بين الضبب، وهو وجع يأخذ في الفرسن.

قال الكسائي: فطرت الناقة [أفطرها] فطرا، إذا حلبتها بطرف أصابعك، وضببتها أضبها (ضبا)، إذا حلبتها بالكف كلها.

ضج: يقال: ضج يضج ضجيجا، وضج القوم ضجاجا.

قال أبو عبيد: أضج القوم إضجاجا، إذا جلبوا وصاحوا، فإذا جزعوا من شيء وغلبوا قيل: ضجوا.

والضجاج: المشاغبة والمشارة.

قال غير: الضجوج من النوق: التي تضج إذا حلبت.

والضجاج: خرز.

مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


5-مقاييس اللغة (ضب)

(ضَبَّ) الضَّادُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عُظْمُهُ عَلَى الِاجْتِمَاعِ.

قَالَ.

أَبُو زَيْدٍ: أَضَبَّ الْقَوْمُ إِضْبَابًا، إِذَا تَكَلَّمُوا جَمِيعًا.

ثُمَّ يُحْمَلُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ أَكْثَرُ الْبَابِ.

مِنْ ذَلِكَ ضَبَّةُ الْحَدِيدِ، وَالْجَمْعُ: ضَبَّاتٌ.

وَالضَّبُّ: الْغِلُّ فِي الْقَلْبِ.

وَقَدْ أَضَبَّ عَلَى غِلٍّ فِي صَدْرِهِ، إِذَا جَمَعَهُ فِي صَدْرِهِ.

وَمِنْهُ الضَّبَابُ، وَهُوَ الَّذِي كَأَنَّهُ غُبَارٌ يَجْتَمِعُ فَيَسْتُرُ.

وَهَذَا يَوْمٌ مُضِبٌّ.

وَضَبِبَ الْبَلَدُ: كَثُرَ ضَبَابُهُ.

وَمِنَ الْبَابِ: التَّضَبُّبُ، وَهُوَ السِّمَنُ.

وَالضَّبِيبَةُ: سَمْنٌ وَرُبٌّ يُجْمَعُ بَيْنَهُمَا، يُقَالُ: ضَبِّبُوا لِصَبِيِّكُمْ.

"وَالضَّبُّ مِنْ دَوَابِ الْأَرْضِ مَعْرُوفٌ، وَسُمِّيَ لِتَجَمُّعِ خَلْقِهِ وَلَحْمِهِ ; وَالْجَمْعُ ضِبَابٌ، وَرُبَّمَا شُبِّهَ الطَّلْعُ بِهِ."

قَالَ:

أَطَافَ بِفُحَّالٍ كَأَنَّ ضِبَابَهُ *** بُطُونُ الْمَوَالِي يَوْمَ عِيدٍ تَغَدَّتِ

يَقُولُ: طَلْعُهَا ضَخْمٌ كَأَنَّهُ ضِبَابٌ مُمْتَلِئَةٌ.

ثُمَّ شَبَّهَ تِلْكَ الضِّبَابَ بِبُطُونِ مَوَالٍ تَغَدَّوْا فَتَضَلَّعُوا.

وَيُقَالُ: وَقَعْنَا فِي مَضَابَّ مُنْكَرَةٍ، أَيْ قِطَعٍ مِنَ الْأَرْضِ كَثِيرَةِ الضِّبَابِ.

وَالضُّبَاضِبُ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ السَّمِينُ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: ضَبَّ النَّاقَةَ، فَهُوَ مِثْلُ ضَفَّهَا، إِذَا حَلَبَهَا بِالْكَفِّ جَمِيعًا.

قَالَ الْكِسَائِيُّ: فَطَرْتُ النَّاقَةَ أَفْطِرُهَا، إِذَا حَلَبْتَهَا بِطَرَفِ أَصَابِعِكَ.

وَضَبَبْتُهَا أَضُبُّهَا ضَبًّا، إِذَا حَلَبْتَهَا بِالْكَفِّ كُلِّهَا.

قَالَ الْفَرَّاءُ: هَذَا هُوَ الضَّفُّ.

فَأَمَّا الضَّبُّ فَأَنْ تَجْعَلَ إِبْهَامَكَ عَلَى الْخِلْفِ وَأَصَابِعَكَ عَلَى الْإِبْهَامِ وَالْخِلْفِ مَعًا.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ قَوْلُهُمْ: نَاقَةٌ ضَبَّاءُ وَبَعِيرٌ أَضَبُّ، وَهُوَ وَجَعٌ يَأْخُذُهُمَا.

فِي الْفِرْسِنِ.

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: ضَبَّتْ لِثَتُهُ دَمًا، وَضَبَّتْ يَدُهُ إِذَا سَالَتْ دَمًا، فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، إِنَّمَا هُوَ مَقْلُوبٌ مِنْ بَضَّ، وَقَدْ مَرَّ.

مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com