نتائج البحث عن (تَسَاقَطَتْ)
1-العربية المعاصرة (أثر)
أثَرَ يَأثُر، أَثْرًا وأَثَارةً، فهو آثِر، والمفعول مَأْثور.* أثَر المجرمَ: تبع أثره.
* أثَر الحديثَ: نقله ورواه عن غيره (لم يُؤْثَر عنه مثل هذا القول- {إِنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ} [قرآن]: يُورث ويُنقل عن السلف).
أثِرَ/أثِرَ على يَأثَر، أثَرًا وأثَرةً وأُثْرةً وأُثْرى، فهو أثِر، والمفعول مَأْثور (للمتعدِّي).
* أثِر أن يدرُس: فضّل (أثِر أن يهاجر من بلاده:).
* أثِر عليه: فضَّل نفسه عليه في النصيب.
آثرَ يُؤثر، إيثارًا، فهو مُؤثِر، والمفعول مُؤثَر.
* آثر الشَّيءَ: فَضَّله واختاره (آثر البقاءَ بجوار والديه- {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [قرآن]).
* آثره بسِرِّه: اختصّه به.
* آثره على نفسه: قدَّمه واختصَّه بالخير {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [قرآن].
أثَّرَ ب/أثَّرَ على/أثَّرَ في يؤثِّر، تأثيرًا، فهو مُؤثِّر، والمفعول مُؤثَّر به.
* أثَّر الحادثُ بصحَّته/أثَّر الحادثُ على صحَّته/أثَّر الحادثُ في صحَّته: ترك أثرًا فيها (أثَّر الاستعمارُ في الشُّعوب- {فَأَثَّرْنَ بِهِ نَقْعًا} [قرآن]: أظهرن أثرًا).
ائتثرَ يأتثر، ائْتِثارًا، فهو مُؤتثِر، والمفعول مُؤتثَر.
* ائتثره: تتبّع أثره.
استأثرَ/استأثرَ ب يستأثر، استئثارًا، فهو مُستأثِر، والمفعول مُستأثَر.
* استأثر اللهُ فلانًا/استأثر اللهُ بفلان: توفّاه.
* استأثر بالشَّيء: خصّ به نفسه، استبدَّ وانفرد به (استأثر البخيلُ بماله- الاستئثار بالحكم أمر يتنافى ومبادئ الحرِّيَّة- استأثر الموضوع باهتمام كبير) (*) استأثر بالانتباه: استرعاه- استأثر بالسُّلطة: استبدَّ بها- استأثر بحصّة الأسد: أعطى لنفسه النصيب الأكبر.
* استأثره بالشّيء: أعطاه إيَّاه دون غيره من الناس (استأثره بعطفه وكرمه).
تأثَّرَ/تأثَّرَ ب/تأثَّرَ ل/تأثَّرَ من يتأثَّر، تأثُّرًا، فهو مُتأثِّر، والمفعول مُتأثَّر (للمتعدِّي).
* تأثَّر الشَّخصُ: ظهر عليه الأثر (تأثَّر نفسيًّا بوفاة صديقه).
* تأثَّر الشَّيءَ: تتبّع أثره.
* تأثَّر الشَّاعرُ بمن سبقه: سار على نهجه أو تطبَّع به، جعل منه أثرًا فيه (تأثَّر الكاتبُ بأساليب الأدب الغربيّ- رفض أن يتأثّر بالأحداث الجارية).
* تأثَّر بمصابنا/تأثَّر لمصابنا: حزن حزنًا شديدًا (ظهرت عليه علامات التأثُّر).
* تأثَّرَ من تحامل رئيسه عليه: غضب، انفعل معنويًّا.
أَثَارة [مفرد]:
1 - مصدر أثَرَ.
2 - بقيَّة؛ مابقي من الشّيء أو من أصوله {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [قرآن].
3 - علامة.
أثْر [مفرد]: مصدر أثَرَ.
أَثَر [مفرد]: جمعه آثار (لغير المصدر):
1 - مصدر أثِرَ/أثِرَ على.
2 - علامة، بقيَّة، رسم متخلِّف من شيء ما (آثار أقدام/ديار متهدّمة- يخفي آثار جريمته/العدوان- لا تطلب أَثَرًا بعد عين [مثل]: يُضرب لمن يطلب أثر الشّيء بعد فوات عينه- كيف أُعاوِدك وهذا أثر فأسك [مثل]: يُضرب لمن لا يَفِي بالعهد- {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [قرآن]) (*) أصبح أثرًا بعد عين/صار أثرًا بعد عين: غاب بعد أن كان حاضرًا، زال، اندثر واختفى- اقتفى أثره: تتبَّعه خطوة خطوة- على أَثَره/في أَثَره: في عقبه مباشرة، بعده.
3 - تأثير، انطباع (لا أثر له- كان للخبر أثر عميق في نفسي) (*) أبعد الأَثَر/أعمق الأَثَر/أكبر الأَثَر: تأثير عظيم- بَعيد الأَثَر: ذو أثر كبير.
4 - عمل {وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءَاثَارًا فِي الأَرْضِ} [قرآن]: فسِّرت الآثار هنا بالحصون والقصور والتقاليد الموروثة- {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ} [قرآن].
5 - ما خلّفه السَّابقون {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَءَاثَارَهُمْ} [قرآن].
6 - عمل أدبيّ أو فكريّ ونحوه، مؤلَّف أو كتاب (ترك العقَّاد آثارًا كثيرة).
7 - سبب أو نتيجة (تُوفّي من أَثَر الجرح الذي أُصيب به- آثار مترتّبة على حضوره المؤتمر).
8 - حديث، خبر مرويّ أو سُنّة باقية (جاء في الأَثَر- وجدت ذلك في الأَثَر).
9 - بقيّة قليلة، أو قدر ضئيل (أَثَر من المرارة).
* علم الآثار: العلم الخاصّ بدراسة القديم من تاريخ الحضارات الإنسانيّة، أو علم معرفة بقايا القوم من أبنية وتماثيل ونقود وفنون وحضارة (*) عالِم الآثار: من يدرس الآثار ويهتمّ بمعرفتها- دار الآثار: متحف يضم آثارًا معيَّنة.
* الأَثَر الرَّجعيّ: [في القانون] سريان قانون جديد على المدَّة التي سبقت صدوره.
أَثِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أثِرَ/أثِرَ على.
إثْر [مفرد]: عقِب، بَعْد (يسير/خرج في إثْره- تساقطت الضحايا إثْر وقوع الانفجار- تُوفّي إثْر حادث أليم- {قَالَ هُمْ أُولاَءِ عَلَى إِثْرِي} [قرآن]) (*) في إثره: في عقبه مباشرة.
أَثَرة [مفرد]: جمعه أَثَرات (لغير المصدر):
1 - مصدر أثِرَ/أثِرَ على.
2 - أنانيّة، تفضيل الإنسان نفسه على غيره (سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً [حديث]: يستأثر أمراء الجور بالفيء).
3 - أثارة؛ بقيَّة {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَرَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [قرآن]).
4 - منزلة (لفلان عندي أَثَرة).
* الأَثَرة: [في علوم النفس] الأنانيَّة وحُبّ النَّفس، وتطلق على ما لا يهدف إلاّ إلى نفعه الخاصّ، عكسها الإيثار.
أُثْرة [مفرد]: مصدر أثِرَ/أثِرَ على.
أُثْرى [مفرد]: مصدر أثِرَ/أثِرَ على.
أَثَريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى أَثَر: (اكتشاف أَثَريّ).
2 - عالم آثار، عالم متخصِّص في معرفة القديم من تاريخ الحضارات الإنسانيّة (لهذا الأَثَريّ الفضل في اكتشاف معظم منجزات الحضارة الإسلاميّة).
3 - قديم مأثور، خاصّ بآثار شيء لم يعد موجودًا (قطعة أَثَريّة: ذات قيمة- لُغة أَثَريّة: قديمة ميِّتة، غير مستعملة).
أَثير [مفرد]: مفضَّل على غيره (إنّه كاتب أَثير عندي).
* الأَثير:
1 - [في الطبيعة والفيزياء] وسط افتراضيّ يعمّ الكون ويتخلّل جميع أجزائه، وُضِعَ لتعليل انتقال الضَّوء أو الصَّوت أو الحرارة في الفراغ (نقلت وقائع المؤتمر عبر موجات الأَثير) (*) على جناح الأَثير: بواسطة المذياع أو الرَّاديو والموجات الكهربائيّة.
2 - [في الكيمياء والصيدلة] سائل عضويّ طيّار، لا لون له، يُستخدم مذيبًا في الصِّناعة، ومخدِّرًا في الطِّبّ.
* الأثير الملحيّ: [في الكيمياء والصيدلة] مركَّب عضويّ منتشر في الموادّ الدسمة والأزهار والثِّمار.
أثيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى أَثير: (مادة أثيريّة).
2 - مصدر صناعيّ من أَثير: حالة من الخفة والنشاط والشفافيّة والنقاوة (إنها تتميّز بجمال خلاّب وأثيريّة شفّافة).
إيثار [مفرد]: مصدر آثرَ.
* الإيثار:
1 - [في علوم النفس] مذهب يرمي إلى تفضيل خير الآخرين على الخير الشخصيّ، وعكسه الأَثَرة.
2 - [في علوم النفس] اتِّجاه اهتمام الإنسان وميول الحبّ فيه نحو غيره وقبل ذاته، سواء أكان هذا عن فطرة أم عن اكتساب.
إيثاريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إيثار.
* الإيثاريَّة:
1 - [في الفلسفة والتصوُّف] مذهب يعارض الأَثَرة، ويرمي إلى تفضيل خير الآخرين على الخير الشَّخصيّ.
2 - [في علوم النفس] اتّجاه اهتمام الإنسان وميول الحبّ فيه نحو غيره وقبل ذاته سواء أكان هذا عن فطرة أم عن اكتساب.
استئثاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استئثار.
2 - مصدر صناعيّ من استئثار: أنانيَّة، حبّ النفس ورفض إشراك الآخرين في الشَّيء (تغلبه نزعته الاستئثاريَّة دائمًا).
تأثُّر [مفرد]:
1 - مصدر تأثَّرَ/تأثَّرَ ب/تأثَّرَ ل/تأثَّرَ من.
2 - رقَّة الحِسّ.
تأثُّريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تأثُّر: انفعاليَّة.
* التَّأثُّريَّة:
1 - [في البلاغة] الانطباعيّة، مذهب يرى أن النَّقد الأدبيّ لا يخضع لقواعد عقليّة بقدر ما يخضع للذّوق الشّخصيّ والتَّأثر الذّاتيّ.
2 - [في الآداب] حركة أدبيَّة تهتمّ باستخدام التَّفاصيل والأشياء المترابطة في الذِّهن وتصوّر انطباعات حسّيَّة وغير موضوعيَّة ولا تخضع لتصوير الواقع الموضوعيّ.
3 - [في الطب] القدرة على الاستجابة للمنبّهات.
4 - [في الثقافة والفنون] اتِّجاه يقوم على التَّعبير عن تأثّرات الفنَّان أكثر من التَّعبير عن ظاهر الأشياء.
تأثير [مفرد]:
1 - مصدر أثَّرَ ب/أثَّرَ على/أثَّرَ في (*) تأثير جانبيّ: مفعول سلبيّ لدواء ونحوه- دواء ذو تأثير سحريّ: قويّ المفعول.
2 - نفوذ، قدرة على إحداث أثر قويّ (فلان ذو تأثير كبير- تحت تأثير السُّكْر/المرض- وافق تحت تأثير والده).
3 - انفعال في العقل والقلب، تحرُّك المشاعر أو اهتزازها (تأثير الخوف).
* التَّأثير: [في علوم النفس] إحساس قويّ مُلْحَق بعواقب فعّالة.
تأثيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تأثير.
2 - مصدر صناعيّ من تأثير: قدرة العمل الفنِّيّ على تحريك مشاعر المتلقِّي والتأثير فيها.
3 - [في الأحياء] حساسية خاصَّة في الكائنات الحيَّة تجعلها مستجيبة للمنبهات (تأثيريّة خلويّة).
4 - [في الآداب] تأثير أديب أو تيار أدبيّ على آخر.
* التَّأثيريَّة: [في الطبيعة والفيزياء] خاصّيّة في الدَّائرة الكهربائيَّة تتميَّز بحثّ القوَّة الدَّافعة الكهربائيَّة في الدَّائرة نفسها أو المجاورة لها عند تغيُّر التيّار في أيّ من الدَّائرتين.
مُؤثِّر [مفرد]: جمعه مُؤثِّرات:
1 - اسم فاعل من أثَّرَ ب/أثَّرَ على/أثَّرَ في.
2 - فعَّال أو ذو أثر قويّ (ألقى خطبة مؤثِّرة- دواء مُؤثِّر- قوَّةٌ مُؤثِّرة للأمم المتّحدة).
3 - عامل (يخضع الوضع في المنطقة لمُؤثِّرات خارجيَّة وداخليَّة).
* المُؤثِّر: [في التشريح] منتهى عصبيّ يوصِّل التَّنبيه العصبيّ إلى العضلة أو الغدّة أو أيّ عضو كان.
* المُؤثِّرات الصَّوتيَّة: [في الثقافة والفنون] الأصوات المصاحبة التي يتمّ تسجيلها ومزجها على الحوار والتعليق أثناء الفيلم أو المسرحيّة عن طريق استخدام التسجيلات المحفوظة، كاستخدام الأصوات المقلِّدة لصوت الرَّعْد أو الانفجار أو غيرهما.
مآثِرُ [جمع]: مفرده مأثُرة: أعمال خيّرة، مكارم متوارَثة، أفعال حميدة (صاحب مآثِر حميدة في الجمعيّة- من مآثِر هذا العالم الجليل النزاهة والصدق).
مأثور [مفرد]: جمعه مأثورات: اسم مفعول من أثَرَ (*) قول مأثور/كلمة مأثورة: مثَل سائر أو حكمة تداولها الناس تميّزت بالدلالة مع الإيجاز، ولزمت صورة معيّنة لا تتغيّر في الاستعمال كلامًا وكتابة.
* المأثورات الشَّعبيَّة: (دب، فن) الإبداع الشفاهيّ للشعوب البدائيّة والمتحضِّرة على السّواء، ويشمل الكلمات المنظومة أو المنثورة، والملاحم والسِّيَر الشَّعبيّة والرّقصات والأغاني والأمثال والألغاز والحكايات الشعبيّة، وتدخل فيها أيضًا المعتقدات والعادات والتقاليد، وتضمّ إلى هذه العناصر: الفنون والحِرف اليدويّة التقليديّة.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-العربية المعاصرة (برد)
برَدَ يَبرُد، بَرْدًا وبُرُودًا، فهو بارِد، والمفعول مبرود (للمتعدِّي).* برَد الجوُّ وغيرُه: هبطتْ حرارته، صار باردًا (يَبرُد الجوُّ في الشتاء- {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [قرآن]) (*) أطعمة باردة: مُعدَّة لتؤكل باردة غير مسخَّنة- برَد مضجعُه: سافر- ضرَب في حديد بارد: بذل جهدًا ضائعًا، قام بما لا يُجْدِي.
* برَد الشَّخصُ: فَتَر وقلّ حماسُه وعزمه (اجتهد في أبحاثه ثم برَد- أجاب عن أسئلته ببرود ظاهر- يُصبح على حرٍّ ويمسي على بارد: وصف للمتردِّد الذي يجدُّ أول الأمر ثم يفتر ويكسل).
* برَد الحديدَ ونحوَه: سحله؛ حكَّهُ بالمبرد لتسويته أو تشكيله.
* برَد الخبزَ بالماء: صبَّ عليه الماءَ فبلَّه.
برُدَ يَبرُد، بُرُودةً، فهو بارِد.
* برُد الجوُّ ونحوُه: صار باردًا.
أبردَ/أبردَ ب يُبرد، إبرادًا، فهو مُبرِد، والمفعول مُبرَد (للمتعدِّي).
* أبرد الماءَ ونحوَه: جَعَله باردًا.
* أبرد الرِّسالةَ/أبرد بالرِّسالة: أرسلها بطريق البريد (كانوا يُبردون البريد بالحمام الزاجل).
استبردَ يستبرد، استبرادًا، فهو مُستبرِد، والمفعول مُستبرَد.
* استبرد الشَّرابَ: وجدَه باردًا (استبرد الماءَ فلم يشربه).
* استبرد لسانَه على خصمه: أرسله عليه كالمبرد.
برَّدَ/برَّدَ عن يبرِّد، تبْريدًا، فهو مُبرِّد، والمفعول مُبرَّد (للمتعدِّي).
* برَّد البيتَ ونحوَه: جعله باردًا بإحدى وسائل التبريد أو تكييف الهواء (برَّد المنزلَ بمُكيّف).
* برَّد الطَّعامَ والشَّرابَ ونحوَهما: جعله باردًا، وضعه في الثلاّجة للحِفظ، جمَّده (برَّد عصيرًا بالثَّلج/اللحمَ في الثلاّجة) (*) برَّد الغليلَ: أرْواه.
* برَّد الشَّخصَ: ثبَّط عَزْمَه، وأضعف همّته (برَّدَه فشلُ زملائه في الامتحان/المرضُ).
* برَّد عن الشَّخص/برَّد الأحزان عن الشَّخص: خفَّف وسكَّن عنه.
تباردَ يتبارد، تبارُدًا، فهو متبارِد.
* تبارد الشَّخصُ: تظاهر بالبُرودة (كان يتباردُ في حديثه وفي حركاته).
تبرَّدَ ب يتبرَّد، تبرُّدًا، فهو مُتبرِّد، والمفعول مُتبرَّد به.
* تبرَّد بالماء: اغتسل به باردًا، اغتسل به طلبًا للبرودة (تبرَّد الرجلُ بالماء من شدَّة الحرِّ- يتبرّد الناسُ في الصَّيف بمياه البحر).
أَبْرَدان [مثنى].
* الأَبْرَدان:
1 - الغَداة والعَشِيّ.
2 - الظِّلُّ والفَيْءُ.
بارِد [مفرد]: اسم فاعل من برَدَ وبرُدَ (*) سلام بارد: سلام يشوبه الفتور- استقبال بارد: خالٍ من العاطفة- إنسان بارد/بارد الطبع: مفرط في هدوئه لا يستجيب بسرعة، متبلِّد الإحساس- نكتة باردة: مُتكلَّفة لا حرارة فيها- عَيْش بارد: هنيء سهل- حجَّة باردة: ضعيفة لا خير فيها- غنيمة باردة: سهلة طيبة، مكتسبة دون قتال ولا عناء- على البارد: باردًا، غير محميّ على النَّار- باردُ الدَّم: بارد الطبع- كلامٌ بارد: غثّ، ركيك- عمل الحامي والبارد: توسل بكلِّ الوسائل لإنجاح مسعاه- شخص بارد: تافه- خطابٌ بارد: غثّ ورتيب، مملّ، أحمق- باردُ العظام: هزيل- باردُ الأعصاب: هادئ لا ينفعل بسرعة.
* بارِد الدَّم: [في الحيوان] صفة لحرارة الجسم في الأسماك والبرمائيّات والزواحف، وهي حيوانات تتغيّر درجات حرارتها تبعًا لدرجة حرارة بيئتها.
* الحرب البارِدة: [في السياسة] حرب سلاحها الدِّعاية والكلام واختلاق الإشاعات والتَّصريحات الاستفزازيَّة في ظلّ وضع متوتِّر بين دولتين.
بارود [جمع]: (انظر: ب ا ر و د - بارود).
بارودة [مفرد]: جمعه بارودات وبارود وبواريد: (انظر: ب ا ر و د - بارودة).
بُرادَة [مفرد]: ما يتساقط من الحديد ونحوه أثناء بَرْدِه أو سَحْلِه أو كَشْطِه.
بِرادَة [مفرد]: حِرفَة البَرّاد (هذا رجل ماهر في البِرادَة).
بَرْد [مفرد]:
1 - مصدر برَدَ (*) أنف البرد: أوّله أو طرفه- مَوْجَة برد/برد قارس: حالة الجوّ عندما تنخفض درجة الحرارة.
2 - نسيم يقلِّل الحرارة ببرودته، ضدّ حرّ {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [قرآن].
3 - [في الطب] نَزْلَة تُصيب أغشية الجهاز التَّنفسي، ويُعرف كذلك باسم زُكام ورَشْح (*) عنده بَرْد: مرض يسبِّب البرد يؤدّي إلى الرَّشح والسُّعال.
4 - نَوْم {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا} [قرآن].
* بَرْد العجوز: سبعة أيام يشتد فيها البرْد، تقع في أواخر الشِّتاء وأوائل الرَّبيع.
* البَردان:
1 - الظِّلّ والفَيْء.
2 - الغِنَى والعافية (أذاقك اللهُ البَرْدَين).
بَرَد [جمع]: مفرده بَرَدَة: ماء جامد ينزلُ من السَّحاب قِطَعًا صغيرة شِبه شفَّافة، ويُسمَّى حَبَّ الغمام وحَبَّ المُزْن (تساقطت حَبَّات البَرَد من السَّماء- {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} [قرآن]).
بُرْد [مفرد]: جمعه أبْراد وأبْرُد وبُرُود:
1 - كساء مُخَطّط أو مُوشًّى يُلتحف به.
2 - كساء من الصّوف الأسود.
بُرْدَة [مفرد]: جمعه بُرُدات وبُرْدات وبُرْد وبُرَد: كساء يُلْتَحف به كالعباءة (اشترى بُرْدَة يمنيَّة).
* البُرْدَة:
1 - [في الآداب] قصيدة في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم لكعب بن زهير حينما لجأ إليه يطلب عفوه عنه ويُبايعه على الإسلام فأمّنه الرَّسول وكساه بُرْدَته.
2 - [في الآداب] قصيدة في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم للإمام البوصيري وتُعدّ من أفضل المدائح التي قيلت في الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.
* نَهْج البُرْدَة: قصيدة لأحمد شوقي في مدح الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم سار فيها على منوال قصيدة البوصيري من حيث الوزن والقافية.
بَرْديّ [مفرد]: مؤنثه: بَرْدِيّة، والجمع المؤنث بَرْديّات: [في النبات] جنْس نبات مائيّ عُشبيّ من فصيلة السُّعْديّات، يعلو نحو متر أو أكثر، يكثر وجوده في منطقة المستنقعات بأعالي النيل، انتفع به المصريّون القدماء في بناء بيوتهم وسفنهم، كما صنعوا منه ورق البَرْديّ للكتابة عليه (اكْتُشفتْ مَخطوطات على ورق البَرْديّ).
* عِلْم البَرْديّ/عِلْم البَرْديّات: علم يُعنى بالبرديّ واستعمالاته خاصّة في مجال الكتابة عند قدماء المصريين واليونان والعرب وغيرهم.
بَرّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من برَدَ.
2 - اسم آلة من برَدَ.
3 - مُحترف البِرادَة.
4 - إناء يُبَرِّد الشَّراب ونحوه.
5 - إناء تُسخَّن فيه السّوائل (بَرَّاد الشاي).
6 - ثلاّجة؛ جهاز لتبريد المأكولات وحفظها بواسطة الكهرباء.
بَرَّادة [مفرد]:
1 - ثلاّجة (تُحفظ الخضراوات والفواكه في برّادات).
2 - إناء لتبريد الماء.
بُرود [مفرد]: مصدر برَدَ (*) بُرود جِنْسيّ: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة.
بُرودَة [مفرد]:
1 - مصدر برُدَ.
2 - فتور، نفور، جفاء، عدم مبالاة (استقبله بِبُرودَة) (*) برودة جِنْسيّة: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة- برودةُ هِمَّة: التَّقاعس وفتور العزيمة.
بَريد [مفرد]: جمعه بُرُد:
1 - نظام يَخْتصُّ بنقل الرَّسائل والطُّرود.
2 - ما يتلقَّاه شخص أو جهة ما من الرَّسائل والطُّرود، مجموعة الرَّسائل والطُّرود التي تنقلها إدارة البريد (تلقَّى حوالة بريديّة) (*) بريد القُرَّاء: باب في صحيفة أو مجلة ينشر فيه رسائل القُرّاء وقد يُرَدّ عليها- بريد جوّيّ: بريد يُنْقل بالطَّائرة- بريد دبلوماسيّ/بريد سياسيّ: بريد خاصّ بهيئة دبلوماسيّة لا يخضع للتَّفتيش أو الرَّقابة- بريد عاديّ: غير جوّيّ، وقد يُراد به: غير مسجّل أو غير مضمون- بريد محفوظ: يُحفظ في شُبّاك البريد- بريد مستعجِل: تسليم البريد بتكلفة أكبر بإرسال ساعي بريد خصوصيّ- بِطاقَة بَريديّة: نوع من البطاقات تُستعمل في المراسلات أو غيرها أحد وجهيها مُزيَّن بصورة- حَوالة بريديَّة: مُستند يُثبت أنَّ مُرسِلًا سلّم هيئة البريد مبلغًا من المال وفوّض إليها دفعَهُ إلى جهة أو شخص معيَّن- ساعي بريد/موزِّع بريد/حامل بريد: مَنْ يقوم بمهمَّة توزيع البريد- صندوق البريد: صندوق صغير يُودَع فيه بريدُ شخصٍ أو جهةٍ ما ويُعطى رقمًا مُعيَّنًا.
* البريد الصَّوتيّ: [في الحاسبات والمعلومات] نظام مزوّد بحاسوب للإجابة عن المكالمات الهاتفيَّة وتسجيلها والاحتفاظ بها، وإعادة بثِّها.
* مؤسسة البريد/إدارة البريد/مكتب البريد: مؤسَّسة تأخذ على عاتقها إيصال الرَّسائل والطُّرود وتوزيعها.
* إذْن البَريد: ورقة ماليَّة تتعامل بها مصلحة البريد في مقابل مبلغ زهيد.
* طابع البَريد: ما يُلصق بالرسائل أو البطاقات الصغيرة، ترسمها الدولة وتجعلها رمزًا لأداء أجر الإرسال.
تَبْريد [مفرد]:
1 - مصدر برَّدَ/برَّدَ عن (*) جهاز التَّبْريد/أجهزة التَّبْريد: آلة/آلات حديثة تُستعمل للتبريد.
2 - [في الطبيعة والفيزياء] طريقة لإيجاد الحرارة النوعيّة لسائل ما، إحداث البرودة اصطناعيًّا (*) فَرْط التَّبريد: تبريد سائل إلى ما تحت درجة التجمّد دون أن يتحوَّل إلى جَمْد.
مِبراد [مفرد]: مُحوِّل للحرارة، بمعنى أنّه يشعّ الحرارة التي يتلقّاها وينقلها إلى الجوّ الذي يحيط به، لذا فوظيفته هي تبريد المحرّك.
مِبْرَد [مفرد]: جمعه مَبارِدُ: اسم آلة من برَدَ: آلة بها سطوح خَشِنة تُستعمل لتسْوِية الأشياء الصُّلبة أو تَشْكيلها بالتَّأَكُّل أو السَّحْل (برَد الحديدَ بالمِبْرَد).
مُبَرِّد [مفرد]: جمعه مبرِّدون ومُبَرِّدات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من برَّدَ/برَّدَ عن.
2 - وعاء لتبريد السَّوائل (صَبّ ماءً مثلّجًا من المُبَرِّد).
3 - ثلاّجة (تُحفظ اللّحوم في المبرِّدات).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
3-العربية المعاصرة (قطر)
قطَرَ يَقْطُر، قَطْرًا وقُطُورًا وقَطَرانًا، فهو قاطِر، والمفعول مقطور (للمتعدِّي).* قطَر الماءُ ونحوُه: سال قطْرُهُ قَطْرَةً قَطْرَةً (ما زال يقطُر عَرَقًا) (*) قطَر قلبُه دَمًا: أُدْمِي قَلْبُه.
* قطَر البعيرَ: طلاه بالقَطِران.
* قطَر الدواءَ في عينيه: أساله.
قطَرَ يَقطُر، قَطْرًا، فهو قاطِر، والمفعول مَقْطور.
* قطَر السَّائقُ العربةَ: ضمَّها إلى غيرها وساقهما معًا.
أقطرَ يُقطِر، إقطارًا، فهو مُقْطِر، والمفعول مُقْطَر.
* أقطر الماءَ والدَّمْعَ وغيرَهما من السَّوائل: أسالَهُ وأسقطه قَطْرَة قَطْرَة (أقطر الدواءَ في العين).
استقطرَ يستقطر، استقطارًا، فهو مُستقطِر، والمفعول مُستقطَر.
* استقطر فلانٌ الخيرَ: ناله شيئًا بعد شيء.
* استقطر الماءَ وغيرَه: أراد تقطيره، أي تحويله إلى بخار بالتَّسخين ثمّ تكثيفه إلى سائل بالتَّبريد بقصد تنقيته أو فصله عن الشَّوائب.
تقاطرَ يتقاطَر، تقاطُرًا، فهو مُتقاطِر.
* تقاطر الماءُ: سقط قَطْرة قَطْرة.
* تقاطر الأطفالُ: تتابعُوا فرادى أو في جماعات صغيرة (تقاطَر المتفرِّجُونَ على الملعَبِ الرِّياضيّ).
قطَّرَ يُقطِّر، تقطيرًا، فهو مُقطِّر، والمفعول مُقَطَّر.
* قطَّر السَّائلَ:
1 - أغلاهُ حتَّى تبخّر ثم سال بخارُه بالتبريد قطرة قطرة (قطَّر الزهْرَ/الكُحُول).
2 - صفّاه.
* قطَّر الماءَ والدَّمعَ ونحوَهما: جعله يسيل قطرة قطرة (قطَّر سائلًا علاجيًّا في العين).
استقطار [مفرد]:
1 - مصدر استقطرَ.
2 - [في الكيمياء والصيدلة] اسْتخلاص العناصر الأساسيّة السَّائلة من الأزهار ونحوها باستخدام جهاز مُعَيّن يُسمَّى الأنبيق.
تَقْطير [مفرد]:
1 - مصدر قطَّرَ.
2 - [في الكيمياء والصيدلة] تحويل سائل إلى بُخار بالحرارة ثمّ تبريده بقصْد تنقيته أو تَحْصيل سائلٍ آخر بجهاز التقطير (تَقْطِير الأزهار لاستخراج العطور- تَقْطِير الكُحُول- تقوم بعض الدول بتَقْطِير ماء البحر للحصول على الماء العَذب).
3 - [في الكيمياء والصيدلة] تنقية الماء وتصفيته ممّا قد يعلق به من موادّ غريبة ضارَّة.
* تَقْطِير إتلافيّ: [في الكيمياء والصيدلة] تفكيك الموادّ العضويّة كالخشب بالحرارة في غياب الهواء لإنتاج الفحم النباتيّ أو فحم الكوك.
قاطِرَة [مفرد]: جمعه قاطِرات:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قطَرَ وقطَرَ.
2 - آلة بُخاريّة أو كَهْرَبائيّة تجُرُّ عربات على سكك حديديّة، يحرّكها البخار أو الكهرباء.
قِطار [مفرد]: جمعه قِطارات وقُطُر، جج قُطُرات: مجموعة من عَرَبات السِّكَّة الحديديّة تجرُّها قاطِرَة، تنقل الناسَ والبضائعَ (قِطار رُكَّاب/سريع/سباق/بضائع/سكة حديد- زادت حوادث القِطارات في الآونة الأخيرة) (*) فاتَها قِطارُ الزَّواج: فاتتها فرصة الزّواج- فاتَهُ القِطارُ: تأخّر، وصل بعد فوات الأوان، ضاعت الفرصة عليه.
قَطْر [مفرد]: مصدر قطَرَ وقطَرَ.
قَطْر [جمع]: وجمع الجمع قِطار، ومفرده قَطْرَة:
1 - كلّ ما يَقْطُرُ من ماءٍ ودَمْع وغيْرِهما.
2 - مطر خفيف.
3 - نحاس منصهر انتهى حرُّه {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطْرآنٍ} [قرآن]).
قُطْر [مفرد]: جمعه أقْطار:
1 - ناحية، جِهَة، جانب {إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا} [قرآن] (*) أقْطار الدُّنْيا: جهاتها الأربع.
2 - إقليم (القُطْر السوريّ/المصريّ) (*) أقْطار الضَّاد: الدُّول العربيّة.
* قُطْر الدَّائرة: [في الهندسة] الخطّ المستقيم الذي يَقْسم الدائرة ومُحيطها إلى قسمين متساويين مارًّا بمرْكزِها.
قِطْر [مفرد]: نحاس، حديد مُذاب {سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قِطْرآنٍ} [قرآن] - {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} [قرآن]: مَعْدِن النحاس).
قَطَران [مفرد]: مصدر قطَرَ.
قَطْرَة [مفرد]: جمعه قَطَرات وقَطْرات:
1 - واحدة القَطْر، نُقطة، مَطَر (قَطْرَة ماء/دواء- تساقطت قَطَرات النَّدى على الرَّمضاء- قطْرة مياه تساوي حياة) (*) قَطْرَة في محيط: قليل جدًّا.
2 - [في الطب] دواء سائل يقطر في العين أو الجَفن.
قُطْريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى قُطْر: (ينبغي توحيد الجهود القُطْريّة).
2 - مصدر صناعيّ من قُطْر: تجمُّع إقليميّ لدول تجمعُها خصائص مشتركة ومصالح متبادلة (نسعى إلى قطريّة عربيّة- لابد من وجود قطريّة إسلاميّة).
قَطّارة [مفرد]:
1 - اسم آلة من قطَرَ.
2 - [في الطب] أداة يُقطَّر بها الدّواء أو غيره نقطة نقطة.
3 - [في الكيمياء والصيدلة] جهاز يستخدم في فصل سائلين أو أكثر بالتقْطير.
قُطور [مفرد]: مصدر قطَرَ.
مُقطَّر [مفرد]: اسم مفعول من قطَّرَ.
* الماء المُقطَّر: [في الكيمياء والصيدلة] الماء النّقيّ الخالي من الأملاح والعوالق وينتج عن تكثيف بخار الماء.
مَقْطورة [مفرد]: جمعه مقطورات ومَقَاطِيرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول قطَرَ وقطَرَ.
2 - عربة تجرّها شاحنة أو جرَّار (مَقْطورة رَمْل) (*) مَقْطورة الاستراحة: مَقْطورة في قطار مُزوَّدة بأرائك ووسائل لراحة المسافرين.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
4-العربية المعاصرة (هفت)
هفَتَ يَهفِت، هَفْتًا وهُفاتًا، فهو هافت.* هفَت الورقُ ونحوه: تطاير لخفَّته وانخفض.
* هفَتت الضَّوضاءُ ليلًا: انخفضت.
* هفَت الشَّخصُ: تكلَّم كثيرًا بلا رويَّة (لا تأخذْ برأي الهافت).
هُفِتَ يُهفَت، هَفْتًا، والمفعول مَهْفوت.
* هُفِت الشَّخصُ: تحيَّر.
انهفتَ ينهفت، انهفاتًا، فهو مُنهفِت.
* انهفتَ الشَّيءُ: انخفضَ واتَّضَعَ (انهفتتْ مكانتُه بعد رفعةٍ).
تهافتَ/تهافتَ إلى/تهافتَ على/تهافتَ ل يتهافت، تهافُتًا، فهو متهافِت، والمفعول متهافَت إليه.
* تهافت الجدارُ ونحوُه: تساقط قطعة قطعة (تهافت الثَّوبُ: تساقط وبلِي) (*) تهافُت الأعصاب: انهيارُها.
* تهافت القومُ: تساقطوا أمواتًا (تهافت الكثيرون في المعركة).
* تهافتت الآراءُ: نقض بعضُها بعضًا (تهافتت الحُجَجُ أمام القاضي: تساقطت تناقضًا وضعفًا).
* تهافت الشَّبابُ/تهافت الشَّبابُ إلى دور السِّينما/تهافت الشَّبابُ على دور السينما/تهافت الشَّبابُ لدور السينما: أتوها وازدحموا عليها (تهافت الفَراشُ على النَّار: تطاير إليه- تهافتوا لمساعدة المنكوبين).
هَفات [مفرد]: الأحمق من الرّجال (لم يشركوا الهفات في حديثهم).
هُفات [مفرد]: مصدر هفَتَ.
هَفْت [مفرد]: مصدر هُفِتَ وهفَتَ.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
5-المعجم الوسيط (تماترَتِ)
[تماترَتِ] النَّار من الزَّنْدِ: تساقطت وترامت.و- القومُ الشيءَ: تجاذبوه.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
6-المعجم الوسيط (رَجَفَ)
[رَجَفَ] -ُ رَجْفًا، ورُجوفًا، ورَجِيفًا، ورَجَفَانًا: تحرّك واضطرب اضطرابًا شديدًا.و- فلانٌ: لم يستقرّ لخوفٍ عرض له.
و- يَدُهُ: ارتعشت من مرضٍ أَو كِبَر.
و- القلبُ: اضطرب من الفزع.
و- القومُ: تهيَّئُوا للحرب.
و- الأَرضُ: زُلْزِلَتْ.
و- الرَّعدُ: تردَّد صوتُه في السحاب.
و- الأَسنانُ.
تساقطت.
و- البحرُ: اضطرب مَوْجُهُ.
و- الحمَّى فلانًا: أَرْعَشَتْهُ.
و- الشيءَ: حَرَّكه، فهو راجف، ورَجَّاف، ورَجُوف.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
7-المعجم الوسيط (هَذَأَتِ)
[هَذَأَتِ] الخيلُ ونحوُها-َ هَذْءا: تساقطت إِعياءً.و- الشيءَ: قَطَعَه سريعًا.
و- الكلامَ: أَكثر منه في خَطإ.
و- فلانٌ العدُوَّ: أَفناهم.
و- فلانًا بلسانه: أَسمعه ما يكره.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
8-شمس العلوم (أَرِبَ يَأْرَبُ)
الكلمة: أَرِبَ يَأْرَبُ. الجذر: ءرب. الوزن: فَعِلَ/يَفْعَلُ.[أَرِبَ] الرجلُ أَرَبًا: إِذا تساقطت أعضاؤه.
والأَرَبُ: الدهاء، والأَرِبُ: الدهيّ، قال قيس بن الخطيم:
أَرِبْتُ بدَفْعِ الحَرْبِ لمّا رَأَيْتُها *** على الدَّفْعِ لا تَزْدَادُ غيرَ تَقَارُبِ
يريد أنه ذو دهاء وبَصَرٍ بدفعها.
وقال بعضهم: يقال: أَرِبْتُ على الشيء: إِذا قَوِيتُ، وأنشد.
ولقد أَرِبْتُ على الهُمُومِ بجَسْرَةٍ *** عَيْرَانَةٍ بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُونِ
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
9-شمس العلوم (الانتثار)
الكلمة: الانتثار. الجذر: نثر. الوزن: الِافْتِعَال.[الانتثار]: انتثر الشيءُ: إِذا وقع متفرقًا.
قال الله تعالى: {وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ} أي تساقطت.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
10-شمس العلوم (التنادر)
الكلمة: التنادر. الجذر: ندر. الوزن: التَّفَاعُل.[التنادر]: تنادرت أسنانُه: إِذا تساقطت.
وحكى بعضهم: تنادر القوم دماءهم: إِذا أهدروها وأسقطوها.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
11-معجم متن اللغة (أرب أربا إلى كذا)
أرب- أربًا إلى كذا: احتاج إليه.و- به: كلف.
و-: افتقر فاحتاج إلى ما في أيدي الناس (ز).
و- في الحاجة: ضن بها.
و- في الأمر: بلغ منه: مهده: فطن له.
و- الدهر: اشتد.
و- على الأمر: قوي.
و- بالأمر: صار بصيرًا به ماهرًا، فهو أريب ج أرباء.
وهو أرب.
و- ت معدته: فسدت.
و-: أيس.
ب.
من يده أو يديه ومن ذي يديه وعن ذي يديه تساقطت آرابه- أعضاؤه- وقطع إربه، أو من اليدين خاصة.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
12-معجم متن اللغة (رجف رجفا ورجفانا ورجوفا ورجيفا)
رجف- رجفًا ورجفانًا ورجوفًا ورجيفًا الشيء: تحرك: خفق واضطرب "وهو أصل المعنى".و- هـ: حركة.
و- البحر"
اضطربت أمواجه.
و- القلب: اضطرب من جزع أو فزع.
و- رجفًا ورجيفًا الرعد: ترددت هدهدته في السحاب.
و- ت الأرض: تزلزلت.
و- ت الإنسان: تساقطت.
و- القوم: تهيأوا للحرب (ز).
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
13-معجم متن اللغة (والسيف هذاء)
والسيف هذاء: قاطع.و- هم العدو: أبادهم وأفناهم.
و- هـ بلسانه: آذاه وأسمعه ما يكره.
و- ت الإبل: تساقطت.
و- الكلام: أكثر منه في خطإ.
و- اللحم بالسكين: قطعه به.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
14-جمهرة اللغة (حسس حس)
حسَّ الشيءَ يَحُسُ حَسًّا، وأحَسَّ أيضًا، من قولهم: حَسَسْتُ بالشيء وأحْسَسْتُه وأحْسَسَتُ به.والمصدر الحَسّ والحَسِيس.
وقد قالوا: حَسِيت بالشيء، في هذا المعنى، وأحَسْتُ به.
قال أبو زُبيد:
«سِوى أنّ العِتاق من المطايا*** حَسِينَ به فهنَّ إليه شُوس»
يصف إبلًا أبصرت أسدًا فهي تنظر إليه شَزْرًا.
والاسم الحِسّ.
وما سمعت له حِسًّا ولا جِرْسًا.
قال أبو بكر: إذا أفردوا قالوا: ما سمعت له جَرْسًا.
فإذا قالوا: ما سمعت له حسًِا ولا جِرْسًا، كسروا الجيم على الإتباع.
والحِسُّ: وجع يصيب المرأة بعد ولادتها.
والحَسُ: القتل المستأصِل الكثير.
وكذلك فُسر في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلّ وعزّ: {إذْ تَحُسُّونَهم بإذْنِه}.
وفلان يَحِسُّ لفلان حَسًّا، أي يرقّ له، إذا عطفتْه عليه الرحِمُ.
ومنه قولهم: "إن العامري لَيَحِسُّ للسعديّ " لما بينهما من الرَّحِم.
يقال: إن صعصعة هو ابن سعد، إنه ناقلة في قيس، على ما ذكر أبو عبيدة وابن الكلبي.
وحسَستُ الدّابّة حَسًّا.
وحَسَّ البرد النبتَ حَسًُّا، إذا حرقه.
والبرد مَحَسَّة للنبت، بفتح الميم، ومِحًسّةُ الدابّة، بكسرها.
وحس، ّ بكسر السين: كلمة تقال عند الألم.
قال العجّاج:
«فما أراهم جَـزَعـًا بِـحَـسِّ*** عَطْفَ البلايا المَسَّ بعد المَسِّ»
والحُساسُ: سمك جاف صِغار، لغة عبدية.
والحِسُّ: مسُّ الحمَى أول ما تبدو.
وانحَسَّتْ أسنانُه، إذا تساقطت.
قال العجّاج:
«في مَعْدِنِ المًلْكِ القديم الكِرْس*** ليس بمقلوع ولا مُنْـحَـسِّ»
وللحاء والسين مواضع في المعتلّ ستراها إن شاء الله.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
15-جمهرة اللغة (حسس حس)
حسَّ الشيءَ يَحُسُ حَسًّا، وأحَسَّ أيضًا، من قولهم: حَسَسْتُ بالشيء وأحْسَسْتُه وأحْسَسَتُ به.والمصدر الحَسّ والحَسِيس.
وقد قالوا: حَسِيت بالشيء، في هذا المعنى، وأحَسْتُ به.
قال أبو زُبيد:
«سِوى أنّ العِتاق من المطايا*** حَسِينَ به فهنَّ إليه شُوس»
يصف إبلًا أبصرت أسدًا فهي تنظر إليه شَزْرًا.
والاسم الحِسّ.
وما سمعت له حِسًّا ولا جِرْسًا.
قال أبو بكر: إذا أفردوا قالوا: ما سمعت له جَرْسًا.
فإذا قالوا: ما سمعت له حسًِا ولا جِرْسًا، كسروا الجيم على الإتباع.
والحِسُّ: وجع يصيب المرأة بعد ولادتها.
والحَسُ: القتل المستأصِل الكثير.
وكذلك فُسر في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلّ وعزّ: {إذْ تَحُسُّونَهم بإذْنِه}.
وفلان يَحِسُّ لفلان حَسًّا، أي يرقّ له، إذا عطفتْه عليه الرحِمُ.
ومنه قولهم: "إن العامري لَيَحِسُّ للسعديّ " لما بينهما من الرَّحِم.
يقال: إن صعصعة هو ابن سعد، إنه ناقلة في قيس، على ما ذكر أبو عبيدة وابن الكلبي.
وحسَستُ الدّابّة حَسًّا.
وحَسَّ البرد النبتَ حَسًُّا، إذا حرقه.
والبرد مَحَسَّة للنبت، بفتح الميم، ومِحًسّةُ الدابّة، بكسرها.
وحس، ّ بكسر السين: كلمة تقال عند الألم.
قال العجّاج:
«فما أراهم جَـزَعـًا بِـحَـسِّ*** عَطْفَ البلايا المَسَّ بعد المَسِّ»
والحُساسُ: سمك جاف صِغار، لغة عبدية.
والحِسُّ: مسُّ الحمَى أول ما تبدو.
وانحَسَّتْ أسنانُه، إذا تساقطت.
قال العجّاج:
«في مَعْدِنِ المًلْكِ القديم الكِرْس*** ليس بمقلوع ولا مُنْـحَـسِّ»
وللحاء والسين مواضع في المعتلّ ستراها إن شاء الله.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
16-جمهرة اللغة (لطط لط)
ومن معكوسه؛ اللَط.يقال: لطّ فلان على حقّ فلان وألَطّ، إذا جَحَده.
والرجل مُلِط ولاَط.
وكل شيء سترتَ دونه فقد لَطَطْتَه.
قال الشاعر:
«وتُلْحِفُ النارُ جَزْلًا وهي بارزة*** ولا نَلِط وراء النار بالسُّـتَـرِ»
أي لا نسترها.
قال أبو بكر: وراء هاهنا: قُدّام.
ولَطَّت الناقة بذنبها، إذا جعلته بين فخذيها في عدْوها.
واللَّط: قِلادة من حنظل، والجمع لِطاط.
وأنشد:
«جَوارٍ يحَلَيْنَ اللَطاطَ وفـوقـهـا*** سَرائحُ أحوافٍ من الأدم الصِّرْفِ»
قال أبو بكر: الأحوف جمع حوفٍ، وهو شبيه بالمئزر يُتَخذ للصبيان من أدم ويُشَقّ من أسافله ليُمْكِنَ المشيُ فيه، وهو الذي يسمّى الرَّهْط، تَلْبَسه الحيَّض.
وألحق بالرباعي فقيل: ناقة لِطْلِط، وهي المُسِنَّة التي قد تساقطت أسنانها.
فأما قولهم: لاط مُلِطّ فهو مثل قولهم: خبيث ومخْبِث، أي له أصحاب خُبثاء.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
17-جمهرة اللغة (جعم جمع عجم عمج مجع معج)
الجَعْم من قولهم: جعِم يجعَم جعَمًا، إذا لم يَشْتَهِ الطعامَ، وأحسبه من الأضداد لأنهم ربما سمَّوا الرجل النَّهِم جَعْمًا.وقالوا: جُعِم فهو مجعوم، إذا لم يَشْتهِ الطعامَ.
وقالوا: جَعَمْتُ البعيرَ مثل كَعَمْتُه سواء، إذا جعلت على فيه ما يمنعه من الأكل.
ونابٌ جَمْعاءُ، إذا تساقطت أسنانها من الكِبَر.
ورجل جَعِمٌ وامرأة جَعِمَة وجَعْماء، وهو الحريص النَّهِم.
وقالوا: ناقة جَعْماءُ وعجوز جَعْماءُ.
والجَمْع: خلاف التفريق جمعتُ الشيء أجمَعه جَمْعًا، إذا ضممت بعضَه إلى بعض.
واجتمع القوم اجتماعًا لفرح أو خصومة.
وأجمعتُ على الأمر إجماعًا، إذا عزمتَ عليه.
وأجمعتُ الشيءَ، إذا أَلَّفْتَه من مواضعَ شَتَى.
قال الشاعر:
«فكأنَّها بالجِـزع جِـزْع نُـبـايعٍ*** وأُولاتِ في العَرْجاء نَهْبٌ مُجْمَعُ»
والجُمّاع: ما تجمَّعَ من أُشابة الناس وأخلاطهم.
قال الشاعر:
«ثم التقينـا ولـنـا غـايةٌ*** من بين، جَمْع غيرِ جُمّاعِ»
وكل شيء تجمَّعَ وانضمَّ بعضُه إلى بعض فهو جُمّاع.
قال الشاعر:
«ونَهْبٍ كجُمّاع الثُّريّا حَـوَيْتُـهُ*** بأجْرَدَ مَحتوتِ الصِّفافَيْنِ خَيْفَقِ»
ويقال: ماتت المرأة بجُمْع، إذا ماتت وولدُها في بطنها.
ويقال: فلانة عند زوجها بجُمْعٍ، إذا لم يَصِلْ إليها.
وضربتُه بجُمْع يدي، إذا ضممتَ كفَّك ثم ضربته بها.
قال الشاعر:
«بعيدٍ عن الجُلَّى سريع إلى الخَنَى*** ذليل، بأجماع الرِّجال مُلَـهَـدِ»
والجِماع: كناية عن النِّكاح.
وجامعت الرجلَ على الأمر مجامعةً وجِماعًا، إذا مالأته عليه.
وأيامُ جَمْع: أيام مِنًى.
والجُمْعة مشتقَّة من اجتماع الناس فيها للصلاة.
ونادَوا الصلاة جامعةً، أي اجتمَعوا لها.
وفلاة مُجْمِعة: يجتمع فيها القوم ولا يفترقون خوفَ الضَّلال.
والجوامع: الأغلال، الواحدة جامعة.
قال الشاعر:
«وذلك أمْرٌ لم أكـن لأِقـولَـه*** ولو كُبِّلَتْ في ساعِديَّ الجوامعُ»
والمَجْمَعة: الموضع الذي يجتمع الناس فيه، والجمع مَجامِع.
وقد سمَّت العرب جامِعًا وجَمّاعًا ومجمِّعًا.
والعَجْم، بسكون الجيم: المَضْغ.
يقال: عجمتُ الشيءَ أعجِمه وأعجُمه عَجْمًا، إذا مضغته.
وتقول العرب: "لئن بَلَوْتَ فلانًا لتَذوقنَّ منه مُرَّ المَعْجَم".
وكل ما عجمته بفيك ثم لفظته فهو عُجامة.
والعَجَم: النَّوى.
وحَبُّ كل شيء: عَجَمُه.
قال الشاعر:
«مَقاَدكَ بالخيل أرْضَ العَدُّوِّ*** وجِذْعانها كلقيط العَجَـمْ»
وكذلك حَبّ العنب عَجَم.
وفي كلام عبد الملك بن مروان إلى الحَجّاج: "يا ابن المستفرِمة بعَجَم الزَّبيب".
والعَجَم: خلاف العَرَب.
ويقال: رجل أعجميّ وعَجَميّ، فمن قال أعجميّ نسبه إلى الأعْجَم، ومن قال عَجَمِيّ نسبه إلى العَجَم.
وقالوا: العَجَم والعَرَب والعُجْم والعُرْب والأعاجم والأعارب.
والعُجْمة: انعقاد اللسان عن الكلام، وربما سُمِّي الأخرس أَعجَم، وكل بهيمةٍ عَجْماءُ.
وفي الحديث: (العَجْماء جُبار)، والجُبار: الذي لا أَرْشَ له.
وعُجَّمتُ الكتابَ تعجيمًا وأعجمتُه إعجامًا، إذا علَّمت حروفه بالنُّقَط.
وهذا الخطّ الذي يُكتب به اليوم يُسمَّى المُعْجَم والمعجَّم والجَزْم.
قال أبو حاتم: سُمِّي جَزْمًا لأنه جُزم من المُسْنَد، أي أُخذ منه، والمُسْنَد: خَطّ حِمْيَرَ في أيام مُلكهم، وهو في أيديهم إلى اليوم باليمن.
وبنو الأعْجَم: بطن من العرب، وكذلك بنو عُجْمان.
وعَجَمَهم الدَّهرُ يعجُمهم، إذا أضرَّ بهم.
والعَمْج: الالتواء، عَمَجَ يعمِج عَمْجًا.
وتعمّج السيلُ تعمُّجًا، إذا تعرّج في مَسيله.
قال الراجز:
«تَعَمُّجَ الحَيَّة في انسيابِهِ»
وقال الآخر:
«مَيّاحةً تَمِيحُ مَشْيًا رَهْوَجا *** تَناطُحَ السَّيل إذا تَعَمَّجا»
والمَجْع من قولهم: مَجَعْتُ اللبنَ أمجَعه مَجْعًا.
واختلفوا في تفسيره فقال قوم: المَجْع أن يأكل تمرة ويشرب جُرعة لبن.
وقال آخرون: بل هو تمر يُعجن بلبن ويؤكل، وهو المَجيعٍ.
وقد سمَّت العرب مَجّاعًا، وهو فَعّال من المَجْع، ومُجّاعة، وهو اللبن والتمر بعينه.
وتمجّع القوم تمجُّعًا، إذا شربوا المُجاعة.
ورجل مِجْعٌ: لا خير فيه.
والمَعْج: ضرب من سير الإبل.
يقال: مَعَجَتِ الناقةُ مَعْجًا، إذا مرَّت مرًّا سهلًا، ومَعَجَتِ الريح، إذا هبَّت هبوبًا ليّنًا.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
18-العباب الزاخر (هذأ)
هذأالهَذْءَةُ -بالفتح-: المِسحاةُ.
وهَذَأْتُه: أسْمَعْتُه ما يَكرَه.
الأصمعيُّ: هَذَأْتُ الشيءَ هَذْءً: قَطَعتُه.
أبو زيد: هَذَأْتُ العَدُوَّ هَذْءً: إذا أبَرْتَهُم وأفنَيْتَهُم.
وهَذِيءَ من البَرْدِ وهَرِيءَ: أي هَلَكَ.
وهَذَأَتِ الإبل: إذا تَساقَطَتْ.
وتَهَذَّأَتِ القَرْحَةُ: فَسَدَتْ وتَقَطَّعَتْ.
العباب الزاخر واللباب الفاخر-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري القرشي الصغاني الحنفي-توفي: 650هـ/1252م
19-القاموس المحيط (هذأه)
هَذَأَهُ، كمنعه: قَطَعَهُ قَطْعًا أوْحَى من الهَذِّ،وـ العَدُوَّ: أبارَهم،
وـ فلانًا: أسْمَعَه ما يَكْرَهُ،
وـ الإبِلُ: تَسَاقَطَتْ.
وهَذِئَ من البَرْدِ، بالكسر: هَلَكَ.
وتَهَذَّأَتِ القَرْحَةُ: فَسَدَتْ وتَقَطَّعَتْ.
والهَذْأَةُ، بالفتح: المِسْحاةُ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
20-القاموس المحيط (الإرب)
الإِرْبُ، بالكسرِ: الدَّهاءُ،كالإِرْبَةِ، ويُضَمُّ، والنُّكْرُ، والخُبْثُ، والغائِلَةُ، والعُضْوُ، والعَقْلُ، والدِّينُ، والفَرْجُ، والحاجةُ،
كالإِرْبَةِ بالكسر والضمِّ، والأَرَبِ، مُحَرَّكَةً،
والمَأْرَبَةِ، مُثّلَّثَةَ الرَّاءِ.
وأرُبَ إِرَبًا كَصَغُرَ صِغَرًا، وأرابةً، ككَرامةٍ: عَقَلَ، فهو أريبٌ (وأرِبٌ). وكَفرِحَ: دَرِبَ، واحْتاجَ،
وـ الدَّهْرُ: اشْتَدَّ،
وـ به: كَلِفَ،
وـ مَعِدَتُه:
فَسَدَتْ،
وـ الرجُلُ: تَسَاقَطَتْ أعْضاؤُهُ، وقُطِعَ إرْبُه.
وأرِبْتَ من يَدَيْكَ: سَقَطَتْ آرابُكَ من اليَدَيْنِ خاصَّةً،
وـ يَدُه: قُطِعَتْ، أو افْتَقَرَ فاحْتاجَ إلى ما بأَيْدِي الناسِ.
والأُرْبَةُ، بالضمِّ: العُقْدةُ، أو التي لا تَنْحَلُّ حتى تُحَلَّ، والقِلادةُ، وحَلْقَةُ الأَخِيَّةِ، وبالكسر: الحيلةُ.
والأُرْبِيَّةُ، بالضمِّ: أصْلُ الفَخِذِ.
والأَرْبُ، بالفتح: ما بَيْنَ السَّبَّابةِ والوُسْطى، وبالضمِّ: صِغَارُ البَهْمِ ساعةَ تُولَدُ.
والإِرْبِيانُ، بالكسر: سَمَكٌ، وبَقْلَةٌ.
وأَرَابٌ، (مُثَلَّثَةً): ع أو ماءٌ.
ومَأْرِبٌ، كَمَنْزِلٍ: ع باليَمَنِ مَمْلَحَةٌ.
وآرَبَ عليهم إيرابًا: فازَ وفَلَجَ.
وأرَبَ العَقْدَ، كَضَرَبَ: أحْكَمَه،
وـ فلانًا: ضَربَه على إرْبٍ له.
والأُرَبى، بفتح الراءِ: الداهِيةُ.
والتَّأْرِيبُ: الإِحْكامُ، والتحْدِيدُ، والتَّوْفيرُ، والتَّكْميلُ، وكلُّ مُوَفَّرٍ: مُؤَرَّبٌ.
وتأَرَّبَ: تَأبَّى، وتَشَدَّدَ، وتَكَلَّفَ الدَّهَاءَ.
والمُسْتَأْرَبُ: المَدْيونُ.
والمُؤَارِبُ: المُداهي.
والأُرْبانُ: في: ع ر ب.
وقِدْرٌ أَرِيبةٌ: واسِعةٌ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
21-المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (حتت)
(حتت) - في الحديث: "تَحاتَّت عنه ذُنوبُه".: أي تَساقَطَت، وهو مُطاوِع حَتَّه: أي حَطَّه، تَفاعُل من الحَتِّ.
- وفي حَديثٍ آخر: "هم خِيار مَنْ يَنحَتُّ عنه المَدرُ".
المجموع المغيث في غريبي القرآن-محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى-توفي: 581هـ/1185م
22-المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (دعا)
(دعا) - في حديث عُمَيْر بن أَفصَى، رضي الله عنه: "لَيْس في الخَيْل داعِيةٌ لعامِل".: أي لا دَعوَى للمُصَدِّق فيه، ولا حَقَّ يدعو إلى قَضائِه. لأنه تَجِب فيه الزَّكاة.
- في الحديث: "لا دِعْوةَ في الإِسلام ".
الدَّعوة، بالكِسْر: ادِّعاء وَلَدِ الغَيْر، كما كانوا في الجاهِلِيَّة يَتَبَنّون أَولادَ الغَيْر، فإنَّ حُكمَ الِإسلام أنَّ الوَلد للفِراش.
- في كتاب هِرَقْل: "أَدعُوكَ بدِعايَةِ الإِسلام".
: أي بدَعْوَتِه، وهي كلمة الشِّعار التي يُدعَى إليها أَهلُ المِلَل الكَافِرة.
وفي رواية: "بِدَاعِيَة الإِسلام". وهي بمعنى الدَّعو أيضًا، مَصْدَر كالعَافِيَة والعَاقِبة.
- في الحَدِيث: "كَمَثل الجَسَد إِذَا اشْتَكَى بَعضُه تَداعَى سَائِرُه بالسَّهَر والحُمَّى".
- وفي حَديثٍ آخَرَ: "تَداعَتْ عليكم الأُمَمُ".
يقال: تَداعَى عليه القَوُم: أي أقْبَلُوا وتداعَت الحِيطان: تَساقَطَت أو كَادَت
- وفي حدِيث ثَوْبَان: "يوُشِكُ أَنْ تَداعَى عليكم الأُممُ كما
تَدَاعَى الأَكلَةُ على قَصْعَتِها ".
- في حديث ضِرَارِ بنِ الأَزْور: "دَعْ دَاعِىَ اللَّبَن".
قال الطَّحاوِىُّ: من أَخْلاقِ العَرَب إذا حَلَبُوا النَّاقةَ أن يُبقُوا في ضَرْعِها شَيئًا، فإذا احتَاجوا إلى اللَّبنِ لِضَيفٍ نَزَل، أو لغَيْره احتَلَبُوا ما بَقَّوه وإن قَلَّ، ثم خَلَطوه بالماءِ البَارِد، ثم ضَربُوا به ضَرعَها وأَدنَوْا منها حُوارَها أو جِلدَه فتَلْحَسه وتَدُرّ عليه من اللَّبَن مِلءَ ضَرْعِها فيَصرِفُونَه في حَوائِجِهم.
- في الحَدِيثِ: "فإنَّ دَعوتَهم تُحِيطُ من وَرائِهم".
: أي تَحوطُهُم وتَكْنُفهُم وتَحفَظُهم، يُرِيدُ أَهلَ السُّنَّة دُونَ أهل البِدْعَة، والدَّعوةُ: المَرَّة الوَاحِدَةُ من الدُّعاءِ.
المجموع المغيث في غريبي القرآن-محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى-توفي: 581هـ/1185م
23-المعجم الاشتقاقي المؤصل (حسس حسحس)
(حسس- حسحس): {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152]حَسّ الرأسَ (أي رأس الذبيحة) (ودّ): جعلَه في النار فكلما شيط أخذ (الشعر) بشفرة. الجراد يحُسُّ الأرضَ: يأكل نباتها البرد مَحَسّة للنبات: يُحرقه (يجففه). جراد محسوس: حَسته النار أو البرد فقتله ".
° المعنى المحوري
وصولٌ إلى ظاهر جسم الشيء بإزالة ما يعروه بحرق أو نحوه (1) - كما يكشف الحَس جِلد الرأس والجرادُ سَطح الأرض، ونُظر في الجراد المحسوس إلى قتله فحسب أو إلى انكشاف وجه الأرض بعده. ومما يشبه الإحراق وحده "حسّ اللحمَ وحَسحسَه: جَعَله على الجمر. وقد حَسحَسَته النار. والحُسَاس -كغراب: سمك صغير يُجفف حتى لا يبقى فيه شيء من مائه ". ومنه: "حَسُّوهُم بالسيف: استأصلوهم قتلًا: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: 152] وسَنَةٌ حَسُوس: تأكل كل شيء. ومنه إزالة ما يعرو الظاهر مطلقًا: "انحسّت أسنانه: تساقطت وتحاتت. وتحسَّستْ أوبارُ الإبل: تطايرت
وتفرقت، وحَسّ الدابة: نَفَضَ عنها التراب بالمِحَسّة: الفِرجَون، والحاسة: الريح تَحُسّ الترابَ في الغُدُر (تزيله من سطح الأرض إلى أثناء الماء). والحِس -بالكسر: وَجَع الوِلادة (الم زوال المحمول) ويقال عند لذعة الألم حَس. وحَسِست له -بالكسر والفتح: رَقَقت " (من ألم نفذ إليك).
و"الحواس: مشاعر الإنسان كالعين والأذن والأنف واللسان واليد (هي في الظاهر يماسُّها أي يصل إليها مس الأشياء فتلتقط معارفَ عنها: مرآها أو أصواتها إلخ أو تنفذ إليها. وقريب من هذا "حِسُّ الشيء صوته أن يمر بك قريبًا فتسمَعَه ولا تراه كالحسيس " [ق]. أحس به: شعر به {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} [آل عمران: 52]: علم ووجد [قر 4/ 97] {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا} [الأنبياء: 12] لَقُوه ورَأوه [أبو عبيدة 2/ 35] {فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} [يوسف: 87] التحسُّس طَلَب الشيء بالحواس [قر 9/ 252] ولابد فيه من ملحظ استعمال ما يتاح من الحواس المناسبة {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا} [الأنبياء: 102]: صوتها وحركة تلهبها [أبو عبيدة 2/ 42، قر 11/ 345]، ولو قالوا: صوت أحراقها لحوم الكافرين لكان معنى.
المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م
24-المعجم الاشتقاقي المؤصل (أرب)
(أرب): {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: 18]الأُربة -بالضم: العقدة التي لا تَنْحَلُّ حتى تُحَلَّ حَلًّا (أي حتى يُقْصَد ويُجْتَهَدَ في حَلّها لانها مُحْكَمة قوية). أرَب العقدة (ضرب): عَقَدها وشدّها. والإرب بالكسر: العُضْو الموفَّر الكامل الذي لم ينقُصْ منه شيء (أي من أعضاء الذيحة -فَخِذٌ او كَتِف إلخ)، أرّب العُضْوَ -ض: قَطَعَه مُوَفّرًا. يقال أعطاه عضوًا مُؤرّبًا -كمُعَظَّم: أي تامًّا لم يُكَسّر. والأربة -بالضم: أَخية الدابة (: عروة مشدودة في حائط أو في عود مدفون في الرمل فتكون كالوتَدِ للدابة).
° المعنى المحوري
جمع المتفرق (أو ما شأنه التفرق) أي ربطه معًا بضبط وإحكام -كربط العقدة من طَرَفَي الحبْلين، وكما تَشُدّ الأَخِيّة الدابة، وكتجمع العضو المنفصل من الذبيحة مُوَفَّرًا تامًّا لم ينقص منه شيء.
ومن معنويه: "الإرْبُ -بالكسر والفتح، والأُِربة -بالكسر والضم: الدهَاء والبَصَر بالأمور وهو من العقل/ الدَهاءُ والمكرُ/ الدهاءُ والفِكرْ/ الفطنةُ. أرِبْتُ بفلان أي احْتَلْتُ عليه. أَرِبَ في ذلك الأمر -بكسر الراء فيهما: بلغَ فيه جُهده وطاقَتَه وفَطِنَ له، وقد أرُب -بضم الراء- في العقل أي صار ذا فِطنة. والأريب: العاقل " (هذا المعنى كله من لمح كل جوانب الأمر والفِطنة لها مع رَبْط بعضها ببعض فيُحسن الاستخلاصَ ويبنى عليه).
ومن الربط والجمع: "الأُرَبى -بضم ففتح فقصر: الداهيةُ. والمُسْتَأرَب- بفتح الراء: الذي أحاط الدَيْنُ أو غيرُه من النوائب به (كأنه جمعه واجتاحه).
ومن المفعولية (حسب الصيغة): "أَرِب الرجل (تعب): احتاجَ إلى الشيءِ
وطلبَه " (ارتبط به فَطَلبه -والحاجة والطلَب إرادة ضم وحوز). والإِربُ والإربة -بالكسر فيهما، أو كسبب، والمأرُبة -بضم الراء وفتحها: الحاجة والبُغْيَة {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: 31]، أي الحاجة إلى النساء {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}. أي في العصا. وفي [بحر 6/ 221] تفصيل لتلك المآرب بعضها يتأتى من العصا، وبعضها إعجازي يحتاج سندا.
وهناك من معنى المفعولية "أرِب الرجل (تعب) قُطِع إرْبه/ تساقطت أعضاؤه " (كأنه إصابة).
المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م
25-المعجم الاشتقاقي المؤصل (نثر)
(نثر): {إِذَا رَأَيتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} [الإنسان: 19]نُثَارة الحِنْطة والشَعِير والخُبْز -كرُخامة: ما انْتَثَر منه. والنَثْرة- بالفتح: طَرَفُ الأَنْف، وفُرْجَة ما بين الشاربين حِيَال وَتَرَة الأَنْف. والنَثُور: الكثيرُ الوَلَد. نَثَر الحَبَّ والجَوْزَ واللَوْزَ والسُكَّر (نصر وضرب): رماه بيده متفرقًا.
° المعنى المحوري
تفرُّق الدقاق الكثيفة المتجمعة متشرة كالحِنْطة والشَعير المنتشر إلخ. وطرَفُ الأنْف منه يكون الانتثار والفُرجة المذكورة كأنها
سبيل ذلك. {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2)} [الانفطار: 2] أي تساقطت -كما قال {انْكَدَرَتْ} [ينظر قر 19/ 227، 244] , ومنه "النَثْرَة - بالفتح: ما لَطُف من الدروع (للُطْفها أي خِفّتها ودِقّتها تنتثر على أعلى البدن بيسْر). وانتشار الدقاق قد يؤدي بها إلى ما يشبه الهباء {فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23].
المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م
26-الغريبين في القرآن والحديث (رين)
(رين)وقوله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم} أي: غلب: حتى غطى على قلوبهم: يقال: ران يرين رينًا ورانًا، ومنه حديث مجاهد في تفسير قوله: {وأحاطت به خطيئته} قال: هو الران: وران عليه النعاس وران به، إذا غلبه. قال علقمة:
«أوردته القوم قد ران النعاس بهم *** فقلت إذ نهلوا من مائه قيلوا»
فلما غريب الحديث لابن الجوز (في أسيقع جهينة لما ركبه الدين، قال: أصبح قد رين به) يقول: أحاط بماله الدين، قال أبو زيد: يقال: قد رين بالرجل رينًا إذا وقع فيما لا يستطع الخروج منه، ورين عليه وريم به واحد ورين به إذا مات ورانت إبلك أي تساقطت.
آخر حرف الراء
الغريبين في القرآن والحديث-أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي-توفي: 401هـ/1010م
27-المغرب في ترتيب المعرب (هتر-تهاترت)
(هـتر) (تَهَاتَرَتْ) الشَّهَادَاتُ تَسَاقَطَتْ وَبَطَلَتْ (وَتَهَاتَرَ الْقَوْمُ) ادَّعَى كُلٌّ مِنْهُمْ عَلَى صَاحِبِهِ بَاطِلًا مَأْخُوذٌ مِنْ الْهِتْرِ وَهُوَ السَّقَطُ مِنْ الْكَلَامِ وَالْخَطَأُ فِيهِ وَقِيلَ كُلُّ بَيِّنَةٍ لَا تَكُونُ حُجَّةً شَرْعًا فَهِيَ مِنْ التَّهَاتُرِ.
المغرب في ترتيب المعرب-ناصر بن عبدالسيد أبى المكارم ابن على، أبو الفتح، برهان الدين الخوارزمي المُطَرِّزِىّ-توفي: 610هـ/1213م
28-المعجم الغني (أكِلَ)
أكِلَ- [أكل]، (فعل: ثلاثي. لازم)، أكِلَ، يَأْكَلُ، المصدر: أكَلٌ.1- "أكِلَتِ السِّنُّ": صَارَتْ نَخِرَةً، تَسَاقَطَتْ أطْرَافُهُا.
2- "أكِلَ الخَشَبُ": تَلَاشَى وَتَسَرَّبَتْ إلَيْهِ السُّوسَةُ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
29-المعجم الغني (اِنْسَدَّ)
اِنْسَدَّ- [سدد]، (فعل: خماسي. لازم)، اِنْسَدَّ، يَنْسَدُّ، المصدر: اِنْسِدَادٌ. "اِنْسَدَّتِ الأَبْوَابُ فِي وَجْهِهِ": أُغْلِقَتْ، سُدَّتْ. ¨ "تَسَاقَطَتِ الثُّلُوجُ فَانْسَدَّتِ الطُّرُقُ".الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
30-المعجم الغني (تَسَاقَطَ)
تَسَاقَطَ- [سقط]، (فعل: خماسي. لازم، مزيد بحرف)، تَسَاقَطْتُ، أَتَسَاقَطُ، تَسَاقَطْ، المصدر: تَسَاقُطٌ.1- "تَسَاقَطَ الْمَطَرُ": تَتَابَعَ سُقُوطُهُ. "وَبِعُيُونٍ حَزِينَةٍ يَكَادُ يَتَسَاقَطُ مِنْهَا الدَّمْعُ". (محمد حسين هيكل):
2- "تَسَاقَطَ الرَّجُلُ عَلَى الأَرْضِ": اِنْهَارَ.
3- "تَسَاقَطَ عَلَيْهِ": أَلْقَى نَفْسَهُ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
31-المعجم الغني (تَنَاثَرَ)
تَنَاثَرَ- [نثر]، (فعل: خماسي. لازم)، تَنَاثَرَ، يتَنَاثَرُ، المصدر: تَنَاثُرٌ.1- "تَنَاثَرَتْ أوْرَاقُ شَجَرِ الخَرِيفِ": تَسَاقَطَتْ مُتَفَرِّقَةً.
2- "تَنَاثَرَ الغُبَارُ": تَشَتَّتَ، تَفَرَّقَ.
3- "تَنَاثَرَ النَّاسُ": مَرِضُوا فَماتُوا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
32-المعجم الغني (تَنَثَّرَ)
تَنَثَّرَ- [نثر]، (فعل: خماسي. لازم)، تَنَثَّرَ، يَتَنَثَّرُ، المصدر: تَنَثُّرٌ.1- "تَنَثَّرَ الغُبَارُ": تَطَايَرَ مُتَفَرِّقًا.
2- "تَنَثَّرَتْ أوْرَاقُ الشَّجَرِ": تَسَاقَطَتْ فِي كُلِّ مَكَانٍ، تَنَاثَرَتْ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
33-المعجم الغني (تَهَاطَلَ)
تَهَاطَلَ- [هطل]، (فعل: خماسي. لازم)، تَهَاطَلْتُ، أتَهَاطَلُ، المصدر: تَهَاطُلٌ.1- "تَهَاطَلَتِ الأمْطَارُ بِغَزَارَةٍ": تَسَاقَطَتْ، تَتَابَعَ تَهَاطُلُهَا.
2- "تَهَاطَلَ النَّاسُ": تَتَابَعُوا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
34-المعجم الغني (تَهَافَتَ)
تَهَافَتَ- [هفت]، (فعل: خماسي. لازم، مزيد بحرف)، تَهَافَتْتُ، أَتَهَافَتُ، تَهَافَتْ، المصدر: تَهَافُتٌ.1- "تَهَافَتَ النَّاسُ عَلَى البَائِعِ": تَحَلَّقُوا فِي تَهَافُتٍ وَازْدَحَمُوا.
2- "تَهَافَتَتِ الجُدْرَانُ عَلَى سَاكِني البَيْتِ": تَسَاقَطَتْ.
3- "تَهَافَتَ الثَّوْبُ": بَلِيَ.
4- "تَهَافَتَ النَّاسُ عَلَى الْمَاءِ": تَسَاقَطُوا.
5- "تَهَافَتَ الْقَومُ": تَسَاقَطُوا مَوْتَى.
6- "تَهَافَتَتِ الآراءُ": نَقَضَ بَعْضُهَا بَعْضًا لِتِبْيَانِ ضَعْفِهَا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
35-المعجم الغني (تَهَدَّمَ)
تَهَدَّمَ- [هدم]، (فعل: خماسي. لازم، مزيد بحرف)، تَهَدَّمْتُ، أتَهَدَّمُ، المصدر: تَهَدُّمٌ.1- "تَهَدَّمَتِ العِمَارَةُ الْمَهْجُورَةُ": تَسَاقَطَتْ جُدْرَانُهَا، أصَابَهَا الخَرَابُ. "فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ، إذْ تَهَدَّمَ عَلَيْهِ الحَائِطُ فَقَتَلَهُ". (ابن المقفع):
2- "تَهَدَّمَ عَلَيْهِ بِالكَلامِ": تَهَوَّرَ.
3- "تَهَدَّمَ عَلَيْهِ غَضَبًا": تَهَدَّدَهُ، تَوَعَّدَهُ.
4- "تَهَدَّمَ الشَّيْخُ": شَاخَ، فَنِيَ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
36-المعجم الغني (حَمَلَ)
حَمَلَ- [حمل]، (فعل: ثلاثي. لازم، مزيد بحرف)، حَمَلْتُ، أحْمِلُ، اِحْمِلْ، المصدر: حَمْلَةٌ.1- "حَمَلَ عَلَيْهِ": هَجَمَ. "حَمَلَتْ فيَالِقُ مِنَ الجَيْشِ عَلَى مَرَاكِزِ الْمُرْتَزِقَة".
2- "حَمَلَ النَّهْرُ": جَرَتْ مِيَاهُهُ بِقُوَّةٍ فانْدَفَقَتْ. "تَسَاقَطَتِ الأَمْطَارُ فَحَمَلَتِ الأنْهَارُ".
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
37-المعجم الغني (رَجَفَ)
رَجَفَ- [رجف]، (فعل: ثلاثي. لازم ومتعدٍّ)، رَجَفْتُ، أَرْجُفُ، المصدر: رَجْفٌ، رَجَفَانٌ.1- "رَجَفَ الوَلَدُ خَوْفًا": اِضْطَرَبَ اضْطِرَابًا شَدِيدًا.
2- "رَجَفَتِ الأَرْضُ": زَلْزَلَتْ.
3- "رَجَفَ القَلْبُ": اِضْطَرَبَ مِنَ الفَزَعِ.
4- "رَجَفَتِ الحُمَّى الْمَرِيضَ": أرْعَشَتْهُ.
5- "رَجَفَ الرَّعْدُ": تَرَدَّدَ صَوْتُهُ.
6- "رَجَفَ البَحْرُ": اِضْطَرَبَ.
7- "رَجَفَ الجُنْدُ": اِسْتَعَدُّوا لِلْقِتَالِ.
8- "رَجَفَتِ الأَسْنَانُ": تَسَاقَطَتْ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
38-معجم الرائد (أرب)
أرب يأرب أربا:1- أرب بالشيء: صار فيه ماهرا.
2- أرب بالشيء: تعلق به ولزمه.
3- أرب إلى الشيء: احتاج إليه وطلبه.
4- أرب: تساقطت أعضاؤه.
5- أرب الدهر: اشتد.
6- أرب بالشيء: بخل به.
7- أرب عليه بكذا: قوي واستعان.
8- أرب إليه: احتاج وافتقر.
9- أرب العضو: قطع أو سقط.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
39-معجم الرائد (تَسَاقَطَ)
تَسَاقَطَ تَسَاقُطًا:1- تَسَاقَطَ: سقط.
2- تَسَاقَطَ الشيء: تتابع سقوطه «تساقطت الحجارة».
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
40-معجم الرائد (رجف)
رجف يرجف رجفا ورجفانا ورجوفا ورجيفا:1- رجف: تحرك واضطرب بشدة.
2- رجفهُ: حركه بشدة.
3- رجفتِ اليد: ارتعشت.
4- رجف: لم يستقر لخوف أصابه.
5- رجفتِ الأرض: زلزلت.
6- رجف الرعد: تردد صوته.
7- رجفتِ الأسنان: تساقطت.
8- رجف القوم: استعدوا للحرب.
9- رجف البحر: اضطرب.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
41-معجم الرائد (هذأ)
هذأ يهذأ هذءا:1- هذأ الشيء: قطعه قطعا سريعا «هذأ اللحم بالسكين».
2- هذأ الأعداء: أهلكهم.
3- هذأهُ بلسانه: آذاه وأسمعه ما يكره.
4- هذأ الكلام: أكثر منه في خطإ.
5- هذأتِ الجمال: تساقطت من شدة التعب.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
42-الأفعال المتداولة (تَحَاتَّ يَتَحَاتُّ [عنه])
تَحَاتَّ يَتَحَاتُّ [عنه]: من قبلت توبته فقد تَحَاتَّتْ عنه ذنوبُهُ. (تساقطت)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
43-الأفعال المتداولة (تَهَافَتَ)
تَهَافَتَ: تَهَافَتَتِ الحشراتُ على المصباح. (تساقطت)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
44-تاج العروس (هذأ)
[هذأ]: هَذَأَهُ بالسيفِ وغيرِه، كمَنَعَهُ يَهْذَؤُه هَذْأً: قَطَعَهُ قَطْعًا أَوْحَى أَسْرَع مِنَ الهَذِّ المُضَعَّفِ، وسيف هَذَّاءٌ وهذأٌ أَي قاطعٌ وهَذَأَ العَدُوَّ: أَبَارَهُمْ من البَوَارِ؛ أَي أَهلَكَهم، هكذا رواه ابنُ هانِئٍ عن أَبي زيدٍ، وفي بعض النسخ: أَبَادَهم، بالدال؛ أَي أَفناهم وهَذَأَ فُلَانًا بلسانِه هَذْأً: آذاه، و: أَسْمَعَهُ مَا يَكْرَهُ نقله الصاغاني وهَذَأَتِ الإِبِلُ: تَسَاقَطَتْ.وهَذِئَ مِنَ البَرْدِ، بالكَسْرِ أَي هَلَكَ، مثل هَرِئَ.
وهَذَأَ الكَلَام إِذا أَكْثَرَ منه في خَطَإِ.
وتَهَذَّأَتِ القَرْحَةُ تَهَذُّؤًا، وتَذَيَّأَت تَعذيُّؤًا: فَسَدَتْ وتَقَطَّعَتْ.
وهَذَأْتُ اللَّحْمَ بالسِّكِّينِ هَذْأً، إِذا قَطَعْتَه به.
والهَذْأَةُ، بالفتح: المِسْحَاةُ، نقله الصغاني.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
45-تاج العروس (رجف)
[رجف]: رَجَفَ الشَّيءَ: حَرَّك، وتَحَرَّكَ، لَازِمٌ مُتَعَدٍّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: رَجَفَ القلبُ: إذا اضْطَرَبَ شَدِيدًا مِن فَزَعٍ، وقال اللَّيْثُ: رَجَفَ الشَّيْءُ رَجْفًا ورَجَفَانًا، وَزادَ غيرُ اللَّيْثِ: رُجُوفًا، بالضَّمِّ، ورَجِيفًا، كرَجَفَانِ البَعِيرِ تَحْتَ الرَّحْلِ.وَكما يَرْجُفُ الشَّجَرُ إذا رَجَفَتْهُ الرِّيحُ، وكما تَرْجُفُ الأَسْنَانُ إذا نَغَصَتْ أُصُولُهَا، ونحوُ ذلك تَحَرُّكُهُ كُلُّه رَجْفٌ.
ورَجَفَتِ الْأَرْضُ: زُلْزِلَت، ومنه قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ}، كَأَرْجَفَتْ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
ورَجَفَ الْقَومُ: تَهَيَّؤُوا للْحَرْبِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وهو مَجَازٌ.
قال: والرَّعْدُ يَرْجُفُ، رَجْفًا، ورَجِيفًا: تَرَدَّدَتْ هَدْهَدَتُهُ في السَّحَابِ، وَيُقَال: سَحَابٌ رَجُوفٌ، أي يَرْجُفُ بالرَّعْدِ، وَقيل: يَرْجُفُ مِن كَثْرَةِ الماءِ، قال أَبو صَخْرُ الهُذَلِيُّ:
إِلَى عُمَرَ بْنِ أبي عَبْقَةٍ *** بيَلْيَلَ يَهْدِي رِبَحْلًا رَجُوفًا
والرَّجْفَةُ: الزَّلْزَلَةُ، وَقال اللَّيْثُ: الرَّجْفَةُ في القُرْآنِ: كُلُّ عَذَابٍ أَخَذَ قَوْمًا فهو رَجْفَةٌ وصَيْحَةٌ وصَاعِقَةٌ، وقال الفَرَّاءُ ـ في تَفْسِيرِ قَوْلِه تعالَى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ. تَتْبَعُهَا الرّادِفَةُ} ـ الرّاجِفَةُ: النَّفْخَةُ الأُولَى وهي التي تَمُوتُ لها الخَلائِقُ. و {الرّادِفَةُ}: النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ، التي يَحْيَوْنَ لها يَوْمَ القِيَامَةِ، وسيُذْكَرُ قَرِيبًا، وقال أَبو إِسْحَاقَ: الرّاجِفَةُ: الأَرْضُ تَرْجُفُ، تَتَحَرَّكُ حَرَكَةً شَدِيدَةً، وقال مُجَاهِدٌ: هي الزَّلْزَلَةُ.
والرَّجَّافُ، كَشَدَّادٍ: اسْمُ الْبَحْرِ، سُمِّيَ به لِاضْطِرَابِهِ، قاله الجَوْهَرِيُّ: زادَ غيرُه: وتَحَرُّك أَمْوَاجِهِ، اسْمٌ كالقَذَّافِ، وأَنْشَدَ للشَّاعِرِ، وهو ابنُ الزِّبَعْرِي، ويُرْوَى لمَطْرُودِ بنِ كَعْبٍ الخُزَاعِيُّ يَرْثِي عبدَ المُطَلِبِ بنِ هاشمٍ:
الْمَطْعِمُونَ الشَّحْمَ كُلَّ عَشِيَّةٍ *** حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ في الرَّجَّافِ
وَقد رَجَفَ البَحْرُ: اضْطَرَبَ مَوْجُه.
وقال شَمِرٌ: الرَّجَّافُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ.
وقال ابنُ عَبَّادٍ: الرَّجَّافُ الجِسْرُ على الفُرَات، ووُجِدَ في النُّسَخِ هنا: الحَشْرُ، بالحاءِ والشَّيْنِ، وهو تَصْحِيفٌ.
قال: والرَّجَّافُ: ضَرْبٌ مِن السَّيْرِ.
قال: والرَّاجِفُ: الْحُمَّى ذَاتُ الرِّعْدَةِ، لأَنَّهَا تَرْجُفُ مَفَاصِلَ مَن هِيَ به.
وأَرْجَفَتِ النَّاقَةُ: إذا جَاءَتْ مُعِييَةً مُسْتَرْخِيَةً أُذُنَاهَا تَرْجُفُ بِهِمَا.
وقال اللَّيْثُ: أَرْجَفَ الْقَوْمُ: إذا خَاضُوا في أَخْبَارِ الْفِتَنِ، ونَحْوِهَا مِن الأَخْبَارِ السَّيِّئَةِ، قال: ومنه قَوْلُه تعالى: {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ}، قال اللَّيْثُ: وهمُ الذين يُوَلِّدُونَ الأَخْبَارَ الكَاذِبَةَ، التي يكونُ مَعَها اضْطِرَابٌ في النَّاسِ، وقال الرَّاغِبُ: الإِرْجَافُ: إِيقاعُ الرَّجْفَةِ، إِمَّا بالقَوْلِ، وإِمَّا بالفِعْلِ. ويُقَال: أَرْجَفُوا في الشَّيْءِ، وبه: إذا خَاضُوا فيه.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: رَجَفَتِ الْأَرْضُ: زُلْزِلَتْ، كأُرْجِفَتْ أَيضًا بِالضَّمِّ.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
أَرْجَفَتِ الرِّيحُ الشَّجَرَ: حَرَّكَتْهُ. وَرَجَفَتِ الأَسْنَانُ: تَساقَطَتْ.
وَاسْتَرْجَفَت الإِبِلُ رُؤُوسَها في السَّيْرِ: حَرَّكَتْهَا، قال ذُو الرُّمَّةِ:
إِذْ حَرَّكَ الْقَرَبُ الْقَعْقَاعُ أَلْحِيَهَا *** وَاسْتَرْجَفَتْ هَامَهَا الْهِيمُ الشَّغَامِيمُ
وَالأَرْجَافُ: وَاحِدُ أَرَاجِيفِ الأَخْبَارِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَيُقَال: الأَرَاجِيفُ مَلَاقِيحُ الفِتِنِ، قَالَهُ الرَّاغِبُ، وفي الأَسَاسِ: الإرْجَافُ: مُقَدِّمَةُ الكَوْنِ، وإذا وَقَعَتِ المَخَاوِيفُ، كَثُرَت الْأَراجِيفُ.
وَيُقَال: خَرَجُوا يَسْتَرْجِفُونَ الأَرْضَ نَجْدَةً، وهو مَجَازٌ كَمَا في الأَسَاسِ. وَالرَّجَفانُ، مُحَرَّكَةً: الإِسْرَاعُ، عن كُرَاعٍ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
46-المصباح المنير (هتر)
الْهِتْرُ الدَّاهِيَةُ وَالْجَمْعُ أَهْتَارٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ.وَالْهِتْرُ أَيْضًا السَّقَطُ مِنْ الْكَلَامِ وَالْخَطَأُ مِنْهُ.
وَمِنْهُ قِيلَ تَهَاتَرَ الرَّجُلَانِ إذَا ادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى الْآخَرِ بَاطِلًا ثُمَّ قِيلَ تَهَاتَرَتْ الْبَيِّنَاتُ إذَا تَسَاقَطَتْ وَبَطَلَتْ.
وَاسْتُهْتِرَ اتَّبَعَ هَوَاهُ فَلَا يُبَالِي بِمَا يَفْعَلُ.
المصباح المنير-أبوالعباس الفيومي-توفي: 770هـ/1369م
47-لسان العرب (أرب)
أرب: الإِرْبَةُ والإِرْبُ: الحاجةُ.وَفِيهِ لُغَاتٌ: إِرْبٌ وإرْبَةٌ وأَرَبٌ ومَأْرُبةٌ ومَأْرَبَة.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا: «كَانَ رسولُ اللَّهِ» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِه أَي لحاجَتِه، تَعْنِي أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَغْلَبَكم لِهَواهُ وحاجتِه أَي كَانَ يَمْلِكُ نَفْسَه وهَواهُ.
وَقَالَ السُّلَمِيُّ: الإِرْبُ الفَرْجُ هَهُنَا.
قَالَ: وَهُوَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ.
قَالَ ابْنُ الأَثير: أَكثر المحدِّثين يَرْوُونه بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ والراءِ يَعْنُونَ الْحَاجَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الراءِ، وَلَهُ تأْويلان: أَحدهما أَنه الحاجةُ، وَالثَّانِي أَرادت بِهِ العُضْوَ، وعَنَتْ بِهِ مِنَ الأَعْضاء الذكَر خَاصَّةً.
وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ المُخَنَّثِ: «كَانُوا يَعُدُّونَه مِنْ غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ»؛ أي النِّكاحِ.
والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَب كُلُّهُ كالإِرْبِ.
وَتَقُولُ الْعَرَبُ فِي الْمَثَلِ: مَأْرُبَةٌ لَا حفاوةٌ، أَي إِنَّمَا بِكَ حاجةٌ لَا تَحَفِّيًا بِي.
وَهِيَ الآرابُ والإِرَبُ.
والمَأْرُبة والمَأْرَبةُ مِثْلُهُ، وَجَمْعُهُمَا مآرِبُ.
قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى}.
وَقَالَ تعالى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ}.
وأَرِبَ إِلَيْهِ يَأْرَبُ أَرَبًا: احْتاجَ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، أَنه نَقِمَ عَلَى رَجُلٍ قَوْلًا قَالَهُ، فَقَالَ لَهُ: «أَرِبْتَ عَنْ ذِي يَدَيْكَ»، مَعْنَاهُ ذَهَبَ مَا فِي يَدَيْكَ حَتَّى تَحْتاجَ.
وَقَالَ فِي التَّهْذِيبِ: أَرِبْتَ مِنْ ذِي يَدَيْكَ، وَعَنْ ذِي يَدَيْكَ.
وَقَالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابْنَ الأَعرابي يَقُولُ: أَرِبْتَ فِي ذِي يَدَيْكَ، مَعْنَاهُ ذَهَبَ مَا فِي يَدَيْكَ حَتَّى تَحْتَاجَ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَوْلِهِ أَرِبْتَ عَنْ ذِي يَدَيْك: أَي سَقَطَتْ آرابُكَ مِنَ اليَدَيْنِ خَاصَّةً.
وَقِيلَ: سَقَطَت مِن يدَيْكَ.
قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ جاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخرى لِهَذَا الْحَدِيثِ: «خَرَرْتَ عَنْ يَدَيْكَ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنِ الخَجَل مَشْهورةٌ، كأَنه أَراد أَصابَكَ خَجَلٌ أَو ذَمٌّ».
وَمَعْنَى خَرَرْتَ سَقَطْتَ.
وَقَدْ أَرِبَ الرجلُ، إِذَا احْتَاجَ إِلَى الشيءِ وطَلَبَه، يَأْرَبُ أَرَبًا.
قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
وإنَّ فِينا صَبُوحًا، إنْ أَرِبْتَ بِه، ***جَمْعًا بَهِيًّا، وَآلَافًا ثمَانِينا
جَمْعُ أَلف أَي ثمَانِين أَلفًا.
أَرِبْتَ بِهِ أَي احتَجْتَ إِلَيْهِ وأَرَدْتَه.
وأَرِبَ الدَّهْرُ: اشْتَدَّ.
قَالَ أَبو دُواد الإِيادِيُّ يَصِف فَرَسًا.
أَرِبَ الدَّهْرُ، فَأَعْدَدْتُ لَه ***مُشْرِفَ الحاركِ، مَحْبُوكَ الكَتَدْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والحارِكُ فَرعُ الكاهِلِ، والكاهِلُ مَا بَيْنَ الكَتِفَيْنِ، والكَتَدُ مَا بَيْنَ الكاهِلِ والظَّهْرِ، والمَحْبُوكُ المُحْكَمُ الخَلْقِ مِنْ حَبَكْتُ الثوبَ إِذَا أَحْكَمْتَ نَسْجَه.
وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَفْسِيرِ هَذَا الْبَيْتِ: أَي أَراد ذَلِكَ مِنَّا وطَلَبَه؛ وَقَوْلُهُمْ أَرِبَ الدَّهْرُ: كأَنَّ لَهُ أَرَبًا يَطْلُبُه عِنْدَنَا فَيُّلِحُّ لِذَلِكَ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
أَلَم تَرَ عُصْمَ رُؤُوسِ الشَّظَّى، ***إِذَا جاءَ قانِصُها تُجْلَبُ
إلَيْهِ، وَمَا ذاكَ عَنْ إرْبةٍ ***يكونُ بِها قانِصٌ يأْرَبُ
وَضَع الباءَ فِي مَوْضِعِ إِلَى وَقَوْلُهُ تَعَالَى.
غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ؛ قَالَ سَعِيد بْنُ جُبَيْر: هُوَ المَعْتُوهُ.
والإِرْبُ والإِرْبةُ والأُرْبةُ والأَرْبُ: الدَّهاء والبَصَرُ بالأُمُورِ، وَهُوَ مِنَ العَقْل.
أَرُبَ أَرابةً، فَهُوَ أَرَيبٌ مَن قَوْم أُرَباء.
يُقَالُ: هُوَ ذُو إِرْبٍ.
وَمَا كانَ الرَّجل أَرِيبًا، وَلَقَدْ أَرُبَ أَرابةً.
وأرِبَ بالشيءٍ: دَرِبَ بِهِ وصارَ فِيهِ ماهِرًا بَصِيرًا، فَهُوَ أَرِبٌ.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمِنْهُ الأَرِيبُ أَي ذُو دَهْيٍ وبَصَرٍ.
قَالَ قَيْسُ بْنُ الخَطِيم:
أَرِبْتُ بِدَفْعِ الحَرْبِ لَمَّا رأَيْتُها، ***عَلَى الدَّفْعِ، لَا تزْدَادُ غَيْرَ تَقارُبِ
أَي كَانَتْ لَهُ إِرْبَةٌ أَي حاجةٌ فِي دَفْعِ الحَربِ.
وأَرُبَ الرَّجلُ يَأْرُبُ إِرَبًا، مِثال صَغُرَ يَصْغُرُ صِغَرًا، وأَرابةً أَيضًا، بِالْفَتْحِ، إِذَا صَارَ ذَا دَهْيٍ.
وَقَالَ أَبو العِيالِ الهُذَلِيّ يَرْثي عُبَيْدَ بْنَ زُهْرةَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَمْدَحُ رَجُلًا:
يَلُفُّ طَوائفَ الأَعْداءِ، ***وَهْوَ بِلَفِّهِمْ أَرِبُ
ابْنُ شُمَيْل: أَرِبَ فِي ذَلِكَ الأَمرِ أَي بَلَغَ فِيهِ جُهْدَه وطاقَتَه وفَطِنَ لَهُ.
وَقَدْ تأَرَّبَ فِي أَمرِه.
والأُرَبَى، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ: الدَّاهِيةُ.
قَالَ ابْنُ أَحمر:
فلَمَّا غَسَى لَيْلي، وأَيْقَنْتُ أَنَّها ***هِيَ الأُرَبَى، جاءَتْ بأُمّ حَبَوْكَرا
والمُؤَارَبَةُ: المُداهاةُ.
وَفُلَانٌ يُؤَارِبُ صاحِبَه إِذا دَاهَاهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَر الحَيَّاتِ فَقَالَ: مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وشَرَّهُنّ وإِرْبَهُنّ، فَلَيْسَ منَّا».
أَصْلُ الإِرْب، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الرَّاءِ: الدَّهاء والمَكْر؛ وَالْمَعْنَى مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيةَ شَرِّهنَّ، فَلَيْسَ منَّا أَي مِنْ سُنَّتِنَا.
قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي مَنْ خَشِيَ غائلَتها وجَبُنَ عَنْ قتْلِها، لِلذي قِيلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِنها تُؤْذِي قاتِلَها، أَو تُصِيبُه بخَبَلٍ، فَقَدْ فارَقَ سُنَّتَنا وخالَفَ مَا نحنُ عَلَيْهِ.
وَفِي حَدِيثِ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «فَأَرِبْتُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ فَلَمْ تَضْرُرْنِي إرْبَةٌ أَرِبْتُها قَطُّ»، قَبْلَ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ: أَرِبْتُ بِهِ أَي احْتَلْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الإِرْبِ الدَّهاءِ والنُّكْرِ.
والإِرْبُ: العَقْلُ والدِّينُ، عَنْ ثَعْلَبٍ.
والأَرِيبُ: العاقلُ.
ورَجُلٌ أَرِيبٌ مِنْ قَوْمٍ أُرَباء.
وَقَدْ أَرُبَ يَأْرُبُ أحْسَنَ الإِرْب فِي الْعَقْلِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «مُؤَاربَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وعَناء، » أَي إنَّ الأَرِيبَ، وَهُوَ العاقِلُ، لَا يُخْتَلُ عَنْ عَقْلِه.
وأَرِبَ أَرَبًا فِي الْحَاجَةِ، وأَرِبَ الرَّجلُ أَرَبًا: أَيِسَ.
وأَرِبَ بالشيءِ: ضَنَّ بِهِ وشَحَّ.
والتَأْرِيبُ: الشُّحُّ والحِرْصُ.
وأَرِبْتُ بالشيءِ أَي كَلِفْتُ بِهِ، وأَنشد لِابْنِ الرِّقاعِ:
وَمَا لامْرِئٍ أَرِبٍ بالحَياةِ، ***عَنْها مَحِيصٌ وَلَا مَصْرِفُ
أَي كَلِفٍ.
وَقَالَ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ:
ولَقَدْ أَرِبْتُ، عَلَى الهمُومِ، بِجَسْرةٍ، ***عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ، غَيْرِ لَجُونِ
أَي عَلِقْتُها ولَزِمْتُها واسْتَعَنْتُ بِهَا عَلَى الهُمومِ.
والإِرْبُ: العُضْوُ المُوَفَّر الكامِل الَّذِي لَمْ يَنقُص مِنْهُ شيءٌ، وَيُقَالُ لِكُلِّ عُضْوٍ إِرْبٌ.
يُقَالُ: قَطَّعْتُه إِرْبًا إِرْبًا أَي عُضْوًا عُضْوًا.
وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبة، فأَكَلَها، وَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ».
المُؤَرَّبَةُ: هِيَ المُوَفَّرة الَّتِي لَمْ يَنْقُصْ مِنْهَا شيءٌ.
وَقَدْ أرَّبْتُه تَأْرِيبًا إِذَا وفَّرْته، مأْخوذ مِنَ الإِرْب، وَهُوَ العُضْو، وَالْجَمْعُ آرابٌ، يُقَالُ: السُّجُود عَلَى سَبْعة آرابٍ؛ وأَرْآبٌ أَيضًا.
وأَرِبَ الرَّجُل إِذَا سَجَدَ عَلَى آرابِه مُتَمَكِّنًا.
وَفِي حَدِيثِ الصَّلَاةِ: «كَانَ يَسْجُدُ عَلَى سَبْعةِ آرابٍ» أَي أَعْضاء، وَاحِدُهَا إرْب، بِالْكَسْرِ وَالسُّكُونِ.
قَالَ: وَالْمُرَادُ بِالسَّبْعَةِ الجَبْهةُ واليَدانِ والرُّكْبتانِ والقَدَمانِ.
والآرابُ: قِطَعُ اللحمِ.
وأَرِبَ الرَّجُلُ: قُطِعَ إرْبُه.
وأَرِبَ عُضْوُه أَي سَقَطَ.
وأَرِبَ الرَّجُل: تَساقَطَتْ أَعْضاؤُه.
وَفِي حَدِيثِ جُنْدَبٍ: «خَرَج برَجُل أُرابٌ»، قِيلَ هِيَ القَرْحَةُ، وكأَنَّها مِن آفاتِ الآرابِ أَي الأَعْضاءِ، وَقَدْ غَلَبَ فِي اليَد.
فأَمَّا قولُهم فِي الدُّعاءِ: مَا لَه أَرِبَتْ يَدُه، فَقِيلَ قُطِعَتْ يَدُه، وَقِيلَ افْتَقَر فاحْتاجَ إِلَى مَا فِي أَيدي النَّاسِ.
وَيُقَالُ: أَرِبْتَ مِنْ يَدَيْكَ أَي سَقَطتْ آرَابُكَ مِنَ اليَدَيْنِ خاصَّةً.
وَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دُلَّني عَلَى عَمَل يُدْخِلُني الجَنَّةَ.
فَقَالَ: أَرِبٌ مَا لَهُ؟ مَعْنَاهُ: أَنه ذُو أَرَبٍ وخُبْرةٍ وعِلمٍ.
أَرُبَ الرَّجُلُ، بِالضَّمِّ، فَهُوَ أَرِيبٌ، أَي صَارَ ذَا فِطْنةٍ.
وَفِي خَبَرِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا اعْتَرَضَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسْأَلَه، فَصَاحَ بِهِ الناسُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السلام: دَعُوا الرَّجلَ أَرِبَ مَا لَه؟
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: احْتاجَ فسَأَلَ مَا لَه.
وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي قَوْلِهِ أَرِبَ مَا لَه: أَي سَقَطَتْ أَعْضاؤُه وأُصِيبت، قَالَ: وَهِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ لَا يُرادُ بِهَا إِذَا قِيلت وقُوعُ الأَمْرِ كَمَا يُقَالُ عَقْرَى حَلْقَى؛ وقوْلِهم تَرِبَتْ يدَاه.
قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلَاثُ رِوايات: إِحْدَاهَا أَرِبَ بِوَزْنِ عَلِمَ، وَمَعْنَاهُ الدُّعاء عَلَيْهِ أَي أُصِيبَتْ آرابُه وسقَطَتْ، وَهِيَ كَلِمَةٌ لَا يُرادُ بِهَا وقُوعُ الأَمر كَمَا يُقَالُ تَرِبَتْ يدَاك وقاتَلكَ اللهُ، وَإِنَّمَا تُذكَر فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ.
قَالَ: وَفِي هَذَا الدُّعَاءِ مِنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلَانِ: أَحدهما تَعَجُّبُه مِنْ حِرْصِ السَّائِلِ ومُزاحَمَتِه، وَالثَّانِي أَنه لَمَّا رَآهُ بِهَذِهِ الْحَالِ مِن الحِرص غَلَبه طَبْعُ البَشَرِيَّةِ، فَدَعَا عَلَيْهِ.
وَقَدْ قَالَ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ: «اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بَشَرٌ فَمَن دَعَوْتُ عَلَيْهِ، فاجْعَلْ دُعائي لَهُ رَحْمةً».
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ احْتاجَ فسأَلَ، مِن أَرِبَ الرَّجلُ يَأْرَبُ إِذَا احتاجَ، ثُمَّ قَالَ مَا لَه أَي أَيُّ شيءٍ بِهِ، وَمَا يُرِيدُ.
قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ أَرَبٌ مَا لَه، بِوَزْنِ جَمَلٍ، أَي حاجةٌ لَهُ وَمَا زَائِدَةٌ لِلتَّقْلِيلِ، أَي لَهُ حَاجَةٌ يَسِيرَةٌ.
وَقِيلَ مَعْنَاهُ حَاجَةٌ جاءَت بِهِ فحذَفَ، ثُمَّ سأَل فَقَالَ مَا لَه.
قَالَ: وَالرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ أَرِبٌ، بِوَزْنِ كَتِفٍ، والأَرِبُ: الحاذِقُ الكامِلُ أَي هُوَ أَرِبٌ، فحذَف المبتدأَ، ثُمَّ سأَل فَقَالَ مَا لَه أَي مَا شأْنُه.
وَرَوَى الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبيه: أَنه أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنىً، فَدنا مِنْهُ فَنُحِّيَ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوه فأَرَبٌ مَا لَهُ.
قَالَ: فَدَنَوْتُ.
وَمَعْنَاهُ: فحاجَةٌ مَا لَه، فدَعُوه يَسْأَلُ.
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَمَا صِلَةٌ.
قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد فَأَرَبٌ مِنَ الآرابِ جاءَ بِهِ، فدَعُوه.
وأَرَّبَ العُضْوَ: قَطَّعه مُوَفَّرًا.
يُقَالُ: أَعْطاه عُضْوًا مُؤَرَّبًا أَي تَامًّا لَمْ يُكَسَّر.
وتَأْرِيبُ الشيءِ: تَوْفِيرُه، وَقِيلَ: كلُّ مَا وُفِّرَ فَقَدْ أُرِّبَ، وكلُّ مُوَفَّر مُؤَرَّبٌ.
والأُرْبِيَّةُ: أَصل الْفَخْذِ، تَكُونُ فُعْلِيَّةً وَتَكُونُ أُفْعولةً، وَهِيَ مَذْكُورَةٌ فِي بَابِهَا.
والأُرْبةُ، بِالضَّمِّ: العُقْدةُ الَّتِي لَا تَنْحَلُّ حَتَّى تُحَلَّ حَلًّا.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الأُرْبَةُ: العُقْدةُ، وَلَمْ يَخُصَّ بِهَا الَّتِي لَا تَنْحَلُّ.
قَالَ الشَّاعِرُ:
هَلْ لَكِ، يَا خَدْلةُ، فِي صَعْبِ الرُّبَهْ، ***مُعْتَرِمٍ، هامَتُه كالحَبْحَبه
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُمُ الرُّبَة الْعُقْدَةُ، وأَظنُّ الأَصل كَانَ الأُرْبَة، فحُذفت الْهَمْزَةُ، وَقِيلَ رُبةٌ.
وأَرَبَها: عَقَدها وشَدَّها.
وتَأْرِيبها: إحْكامُها، يُقَالُ: أَرِّبْ عُقْدتَك.
أَنشد ثَعْلَبٌ لكِناز بْنِ نُفَيْع يَقُولُهُ لجَرِير:
غَضِبْتَ عَلَيْنَا أَنْ عَلاكَ ابنُ غالِبٍ، ***فَهَلَّا، عَلَى جَدَّيْكَ، فِي ذَاكَ، تَغْضَبْ
هما، حينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعاةَ جَدِّه، ***أَناخَا، فَشَدّاك العِقال المُؤَرَّبْ
واسْتَأْرَبَ الوَتَرُ: اشْتَدَّ.
وَقَوْلُ أَبي زُبَيْد:
عَلَى قَتِيل مِنَ الأَعْداءِ قَدْ أَرُبُوا، ***أَنِّي لَهُمْ واحِدٌ نَائِي الأَناصِيرِ
قَالَ: أَرُبُوا: وَثِقُوا أَني لهم واحد.
وأَناصِيري ناؤُونَ عَنِّي، جمعُ الأَنْصارِ.
وَيُرْوَى: وَقَدْ عَلموا.
وكأَنّ أَرُبُوا مِنَ الأَرِيب، أَي مِنْ تَأْرِيب العُقْدة، أَي مِنَ الأَرْب.
وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: أَي أَعجبهم ذَاكَ، فَصَارَ كأَنه حَاجَةٌ لَهُمْ فِي أَن أَبْقَى مُغْتَرِبًا نائِيًا عَنْ أَنْصاري.
والمُسْتَأْرَبُ: الَّذِي قَدْ أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غَيْرُهُ مِنَ النَّوائِب بآرابِه مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.
وَرَجُلٌ مُسْتَأْرَبٌ، بِفَتْحِ الراءِ، أَي مَدْيُونٌ، كأَن الدَّين أَخذ بِآرَابِهِ.
قَالَ:
وناهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّةٍ رَهِقٍ، ***مُسْتَأْرَبٍ، عَضَّه السُّلْطانُ، مَدْيُونُ
وَفِي نُسْخَةٍ: مُسْتَأْرِب، بِكَسْرِ الراءِ.
قَالَ: هَكَذَا أَنشده مُحَمَّدُ بْنُ أَحمد الْمُفَجَّعُ: أَي أَخذه الدَّين مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.
والمُناهَزةُ فِي الْبَيْعِ: انْتِهازُ الفُرْصة.
وناهَزُوا البيعَ أَي بادَرُوه.
والرَّهِقُ: الَّذِي بِهِ خِفَّةٌ وحِدّةٌ.
وَقِيلَ: الرَّهِقُ: السَّفِه، وَهُوَ بِمَعْنَى السَّفِيه.
وعَضَّهُ السُّلْطانُ أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عَلَيْهِ الأَمْرَ.
والتِّرْعِيةُ: الَّذِي يُجِيدُ رِعْيةَ الإِبلِ.
وَفُلَانٌ تِرْعِيةُ مالٍ أَي إزاءُ مالٍ حَسَنُ القِيام بِهِ.
وأَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ مَرْفُوعًا.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ مَخْفُوضٌ، وَذَكَرَ الْبَيْتَ بِكَمَالِهِ.
وقولُ ابْنُ مُقْبِلٍ فِي الأُرْبةِ:
لَا يَفْرَحُون، إِذَا مَا فازَ فائزُهم، ***وَلَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ أُرْبَةُ اليَسَرِ
قَالَ أَبو عَمْرٍو: أَراد إِحْكامَ الخَطَرِ مِنْ تأْرِيبِ العُقْدة.
والتَّأْرِيبُ: تَمَامُ النَّصيبِ.
قَالَ أَبو عَمْرٍو: اليَسر هَهُنَا المُخاطَرةُ.
وأَنشد لِابْنِ مُقبل:
بِيض مَهاضِيم، يُنْسِيهم مَعاطِفَهم ***ضَرْبُ القِداحِ، وتأْرِيبٌ عَلَى الخَطَرِ
وَهَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ صَدْرَهُ: شُمّ مَخامِيص يُنْسِيهم مَرادِيَهُمْ وَقَالَ: قَوْلُهُ شُمّ، يُرِيدُ شُمَّ الأُنُوفِ، وَذَلِكَ مِمَّا يُمدَحُ بِهِ.
والمَخامِيصُ: يُرِيدُ بِهِ خُمْصَ البُطونِ لأَن كَثْرَةَ الأَكل وعِظَمَ البطنِ مَعِيبٌ.
والمَرادِي: الأَرْدِيةُ، وَاحِدَتُهَا مِرْداةٌ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: التَّأْرِيبُ: الشُّحُّ والحِرْصُ.
قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: وتأْرِيبٌ عَلَى اليَسَرِ، عِوضًا مِنَ الخَطَرِ، وَهُوَ أَحد أَيْسارِ الجَزُور، وَهِيَ الأَنْصِباءُ.
والتَّأَرُّبُ: التَّشَدُّد فِي الشيءِ، وتَأَرَّب فِي حاجَتِه: تَشَدَّد.
وتَأَرَّبْتُ فِي حَاجَتِي: تَشَدَّدْت.
وتَأَرَّبَ عَلَيْنَا: تَأَبَّى وتَعَسَّرَ وتَشَدَّد.
والتَّأْرِيبُ: التَّحْرِيشُ والتَّفْطِينُ.
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ التَّأْرِيثُ بالثاءِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «قَالَتْ قُرَيْشٌ لَا تَعْجَلُوا فِي الفِداءِ، لَا يَأْرَبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وأَصحابُه، » أَي يتَشَدَّدون عَلَيْكُمْ فِيهِ.
يُقَالُ: أَرِبَ الدَّهْرُ يَأْرَبُ إِذَا اشْتَدَّ.
وتَأَرَّبَ علَيَّ إِذَا تَعَدَّى.
وكأَنه مِنَ الأُرْبَةِ العُقْدةِ.
وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لابْنِه عَمْرو: «لَا تَتَأَرَّبْ عَلَى بَنَاتِي»؛ أي لَا تَتَشَدَّدْ وَلَا تَتَعَدَّ.
والأُرْبةُ: أَخِيَّةُ الدابَّةِ.
والأُرْبَةُ: حَلْقَةُ الأَخِيَّةِ تُوارَى فِي الأَرض، وَجَمْعُهَا أُرَبٌ.
قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَلَا أَثَرُ الدُّوارِ، وَلَا المَآلِي، ***ولكِنْ قَدْ تُرى أُرَبُ الحُصُونِ
والأُرْبَةُ: قِلادةُ الكَلْبِ الَّتِي يُقاد بِهَا، وَكَذَلِكَ الدابَّة فِي لُغَةِ طَيْئٍ.
أَبو عُبَيْدٍ: آرَبْتُ عَلَى القومِ، مِثَالُ أَفْعَلْتُ، إِذَا فُزْتَ عَلَيْهِمْ وفَلَجْتَ.
وآرَبَ عَلَى الْقَوْمِ: فَازَ عَلَيهم وفَلَجَ.
قَالَ لَبِيَدٌ:
قَضَيْتُ لُباناتٍ، وسَلَّيْتُ حَاجَةً، ***ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرةِ مُؤْرِبِ
أَي نَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِقَمْرةِ غَالِبٍ يَسْلُبُها.
وأَرِبَ عَلَيْهِ: قَوِيَ.
قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:
ولَقَدْ أَرِبْتُ، عَلَى الهُمُومِ، بجَسْرةٍ ***عَيْرانةٍ، بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُونِ
اللَّجُونُ: مِثْلُ الحَرُونِ.
والأُرْبانُ: لُغَةٌ فِي العُرْبانِ.
قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هُوَ فُعْلانٌ مِنَ الإِرْبِ.
والأُرْبُونُ: لُغَةٌ فِي العُرْبُونِ.
وإرابٌ: مَوْضِع أَو جَبَلٌ مَعْرُوفٌ.
وَقِيلَ: هُوَ ماءٌ لِبَنِي رِياحِ بْنِ يَرْبُوعٍ.
ومَأْرِبٌ: مَوْضِعٌ، وَمِنْهُ مِلْحُ مَأْرِبٍ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
48-لسان العرب (حتت)
حتت: الحَتُّ: فَرْكُكَ الشيءَ اليابسَ عَنِ الثَّوْب، وَنَحْوِهِ.حَتَّ الشيءَ عَنِ الثَّوْبِ وَغَيْرِهِ يَحُتُّه حَتًّا: فَركَه وقَشَره، فانْحَتَّ وتَحاتَّ؛ واسمُ مَا تَحاتَّ مِنْهُ: الحُتاتُ، كالدُّقاقِ، وَهَذَا الْبِنَاءُ مِنَ الْغَالِبِ عَلَى مِثْلِ هَذَا وعامَّتِه الهاءُ.
وكلُّ مَا قُشِرَ، فَقَدْ حُتَّ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه قَالَ لامرأَة سأَلته عَنِ الدَّمِ يُصيب ثَوبَها، فَقَالَ لَهَا: حُتِّيه وَلَوْ بضِلَعٍ»؛ مَعْنَاهُ: حُكِّيه وأَزِيليه.
والضِّلَعُ: العُودُ.
والحَتُّ والحَكُّ والقَشْرُ سَوَاءٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
وَمَا أَخَذَ الدِّيوانَ، حَتَّى تَصَعْلَكا ***زَمانًا، وحَتَّ الأَشْهبانِ غِناهُما
حَتَّ: قَشَر وحَكَّ.
وتَصَعْلَك: افْتَقَر.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: «أَنَّ أَسْلَمَ كانَ يأْتيه بِالصَّاعِ مِنَ التَّمْر، فَيَقُولُ: حُتَّ عَنْهُ قِشْرَه»أَي اقْشِرْه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ كَعْب: يُبْعَثُ مِنْ بَقِيعِ الغَرْقَدِ سَبْعُونَ أَلفًا، هُمْ خِيارُ مَن يَنْحَتُّ عَنْ خَطْمه المَدَرُ
أَي يَنْقَشِرُ ويَسْقُط عَنْ أُنوفهم المَدَرُ، وَهُوَ التُّراب.
وحُتاتُ كُلّ شَيْءٍ: مَا تَحاتَّ مِنْهُ؛ وأَنشد:
تَحُتُّ بِقَرنَيْها بَرِيرَ أَراكةٍ، ***وتَعْطُو بِظِلْفَيْها، إِذا الغُصْنُ طالَها
والحَتُّ دُونَ النَّحْت.
قَالَ شَمِرٌ: تَرَكْتُهم حَتًّا فَتًّا بَتًّا إِذا اسْتَأْصَلْتَهم.
وَفِي الدُّعاء: تَرَكَه اللَّهُ حَتًّا فَتًّا لَا يَمْلأُ كَفًّا أَي مَحْتُوتًا أَو مُنْحَتًّا.
والحَتُّ، والانْحِتاتُ، والتَّحاتُّ، والتَّحَتْحُتُ: سُقوطُ الْوَرَقِ عَنِ الغُصن وَغَيْرِهِ.
والحَتُوتُ مِنَ النَّخْلِ: الَّتِي يَتَناثَرُ بُسْرُها، وَهِيَ شَجَرَةٌ مِحْتاتٌ مِنْثارٌ.
وتَحاتَّ الشيءُ أَي تَناثَرَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «ذاكرُ اللَّهِ فِي الغافِلينَ مَثَلُ الشَّجرة الخَضْراء وَسَطَ الشَّجَر الَّذِي تَحاتَّ وَرَقُه مِنَ الضَّريبِ»؛ أَي تَساقَطَ.
والضَّريبُ: الصَّقِيعُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «تَحاتَّتْ عَنْهُ ذُنُوبه»أَي تَساقَطَتْ.
والحَتَتُ: دَاءٌ يُصيب الشَّجَرَ، تَحاتُّ أَوراقُها مِنْهُ.
وانْحَتَّ شَعَرُه عَنْ رأْسه، وانْحَصَّ إِذا تَساقَطَ.
والحَتَّةُ: القَشْرَةُ.
وحَتَّ اللَّهُ مَالَهُ حَتًّا: أَذْهَبَه، فأَفْقَره، عَلَى الْمِثْلِ.
وأَحَتَّ الأَرْطى: يَبِسَ.
والحَتُّ: العَجلَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
وحَتَّه مائةَ سَوْطٍ: ضَربَه وعَجَّلَ ضَرْبَه.
وحَتَّه دَرَاهِمَهُ: عَجَّل لَهُ النَّقْدَ.
وَفَرَسٌ حَتٌّ: جَواد سَرِيعٌ، كَثِيرُ العَدْو؛ وَقِيلَ: سريعُ العَرَقِ، وَالْجَمْعُ أَحْتاتٌ، لَا يُجاوَزُ بِهِ هَذَا البناءُ.
وبَعِير حَتٌّ وحَتْحَتٌ: سريعُ السَّيْرِ خفيفٌ، وَكَذَلِكَ الظَّلِيمُ؛ وَقَالَ الأَعْلم بْنُ عَبْدِ اللَّه الْهُذَلِيُّ:
عَلَى حَتِّ البُرايةِ، زمْخَرِيِّ السَواعِدِ، ***ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ
وإِنما أَراد حَتًّا عِنْدَ البُرايةِ أَي سَريع عند ما يَبْريه مِنَ السَّفَر؛ وَقِيلَ: أَرادَ حَتَّ البَرْيِ، فَوَضَعَ الاسمَ مَوْضِعَ الْمَصْدَرِ؛ وَخَالَفَ قَوْمٌ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ تَفْسِيرَ هَذَا الْبَيْتِ، فَقَالُوا: يَعْنِي بَعِيرًا، فَقَالَ الأَصمعي: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ، وَهُوَ يَقُولُ قَبْلَهُ:
كأَنَّ مُلاءَتَيَّ عَلَى هِجَفٍّ، ***يَعِنُّ مَعَ العَشِيَّةِ للرِّئالِ؟
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنما هُوَ ظَلِيمٌ، شَبَّه بِهِ فَرَسَه أَو بعيرَه، أَلا تَراه قَالَ: هِجَفٍّ، وَهَذَا مِنْ صِفَةِ الظَّلِيمِ، وَقَالَ: ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ، والفرسُ أَو البَعِيرُ لَا يأْكلانِ الشَّرْيَ، إِنما يَهْتَبِدُه النَّعامُ، وَقَوْلُهُ: حَتِّ البُراية، لَيْسَ هُوَ مَا ذَهَبَ إِليه مِنْ قَوْلِهِ: إِنه سَرِيعٌ عند ما يَبْريه مِنَ السَّفَر، إِنما هُوَ مُنْحَتُّ الرِّيشِ لِمَا يَنْفُضُ عَنْهُ عِفاءَه مِنَ الرَّبِيعِ، ووَضَع الْمَصْدَرَ الَّذِي هُوَ الحَتُّ موضعَ الصِّفَةِ الَّذِي هُوَ المُنْحَتُّ؟ والبُراية: النُّحاتةُ.
وزَمْخَريُّ السَّواعِدِ: طويلُها.
والحَتُّ: السريعُ أَي هُوَ سَرِيعٌ عِنْدَمَا بَرَاهُ السَّيْرُ.
والشَّرْيُ: شجرُ الحَنْظلِ، وَاحِدَتُهُ شَرْيَة.
وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: الشَّرْيُ شَجَرٌ تُتَّخذ مِنْهُ القِسيُّ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ، يُريد أَنهنَّ إِذا كُنَّ طِوالًا سَتَرْته فَزَادَ اسْتِيحاشُه، وَلَوْ كُنَّ قِصارًا لَسَرَّح بَصَرَه، وطابَتْ نفسُه، فَخَفَّضَ عَدْوَهُ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الأَصمعي: شَبَّه فَرَسَهُ فِي عَدْوه وهَرَبِه بِالظَّلِيمِ، واسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ:
كأَنَّ مُلاءَتَيَّ عَلَى هِجَفٍ قَالَ: وَفِي أَصل النُّسْخَةِ شَبَّه نَفْسَه فِي عَدْوه، قَالَ: وَالصَّوَابُ شَبَّه فَرسَه.
والحَتْحَتَةُ: السُّرْعة.
والحَتُّ أَيضًا: الْكَرِيمُ العَتِيقُ.
وحَتَّه عَنِ الشَّيْءِ يَحُتُّه حَتًّا: رَدَّهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه قَالَ لسَعْدٍ يَوْمَ أُحُدٍ: احْتُتْهم يَا سَعْدُ، فِداك أَبي وأُمي»؛ يَعْنِي ارْدُدْهم.
قَالَ الأَزهري: إِن صَحَّت هَذِهِ اللفظةُ، فَهِيَ مأْخوذة مِنْ حَتَّ الشيءَ، وَهُوَ قَشْرُه شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ وحَكُّه.
والحَتُّ: القَشْر.
والحَتُّ: حَتُّكَ الورقَ مِنَ الغُصْن، والمَنِيَّ مِنَ الثَّوْبِ وَنَحْوُهُ.
وحَتُّ الجَراد: مَيِّته.
وَجَاءَ بتَمْرٍ حَتٍّ: لَا يَلْتَزِق بعضُه بِبَعْضٍ.
والحُتاتُ مِنْ أَمراض الإِبل: أَن يأْخُذَ البعيرَ هَلْسٌ، فَيَتَغَيَّرُ لَحمُه وطَرْقُه ولَوْنُه، ويَتَمعَّطُ شَعَرُه؛ عَنِ الهَجَرِيِّ.
والحَتُّ: قَبِيلَةٌ مِنْ كِنْدَةَ، يُنْسَبون إِلى بَلَدٍ، لَيْسَ بأُمّ وَلَا أَب؛ وأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
فإِنكَ واجِدٌ دُونِي صُعُودًا، ***جَراثِيمَ الأَقارِع والحُتاتِ
فيَعْني بِهِ حُتاتَ بنَ زيْدٍ المُجاشِعيَّ؛ وأَورد هَذَا اللَّيْثُ فِي تَرْجَمَةِ قَرَع، وَقَالَ: الحُتاتُ بِشْرُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَلْقمة.
وحَتِّ: زَجْرٌ لِلطَّيْرِ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وحَتَّى حرف من حروف الجر كإِلى، وَمَعْنَاهُ الْغَايَةُ، كَقَوْلِكَ: سِرْتُ اليومَ حَتَّى الليلِ أَي إِلى اللَّيْلِ، وَتَدْخُلُ عَلَى الأَفعال الْآتِيَةِ فَتَنْصِبُهَا بإِضمار أَن، وَتَكُونُ عَاطِفَةً؛ وَقَالَ الأَزهري: قَالَ النَّحْوِيُّونَ حَتَّى تَجِيءُ لِوَقْتٍ مُنْتَظَر، وَتَجِيءُ بِمَعْنَى إِلى، وأَجمعوا أَنَّ الإِمالة فِيهَا غَيْرُ مُسْتَقِيمَةٍ، وَكَذَلِكَ فِي عَلَى؛ ولِحَتى فِي الأَسماء والأَفعال أَعمالٌ مُخْتَلِفَةٌ، وَلَمْ يُفَسِّرْهَا فِي هَذَا الْمَكَانِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَتَّى فَعْلى مِنَ الحَتِّ، وَهُوَ الفَراغُ مِنَ الشَّيْءِ، مِثْلُ شَتَّى مِنَ الشَّتِّ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَيْسَ هَذَا الْقَوْلُ مِمَّا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ، لأَنها لَوْ كَانَتْ فَعْلى مِنَ الحتِّ، كَانَتِ الإِمالةُ جَائِزَةً، وَلَكِنَّهَا حرفُ أَداةٍ، وَلَيْسَتْ بِاسْمٍ، وَلَا فِعْلٍ؛ وقالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَتَّى فَعْلى، وَهِيَ حَرْفٌ، تَكُونُ جارَّةً بِمَنْزِلَةِ إِلى فِي الِانْتِهَاءِ وَالْغَايَةِ، وَتَكُونُ عَاطِفَةً بِمَنْزِلَةِ الْوَاوِ، وَقَدْ تَكُونُ حَرْفَ ابْتِدَاءٍ، يُسْتأْنف بِهَا الكلامُ بَعْدَهَا؛ كَمَا قَالَ جَرِيرٌ يَهْجُو الأَخْطل، وَيَذْكُرُ إِيقاع الجَحَّافِ بِقَوْمِهِ:
فَمَا زَالَتِ القَتْلى تَمُجُّ دماءَها ***بدِجْلَةَ، حَتَّى ماءُ دِجْلةَ أَشْكَلُ
لَنَا الفَضلُ فِي الدُّنيا، وأَنْفُكَ راغِمٌ، ***ونحنُ لَكُمْ، يومَ القيامةِ، أَفْضَلُ
والشَّكَلُ: حُمْرة فِي بَيَاضٍ؛ فإِن أَدخلتها عَلَى الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ، نَصَبْتَهُ بإِضمار أَن، تَقُولُ: سِرْتُ إِلى الْكُوفَةِ حَتَّى أَدخُلَها، بِمَعْنَى إِلى أَن أَدخلها؛ فإِن كنتَ فِي حالِ دخولٍ رَفَعْتَ.
وَقُرِئَ: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ، ويقولُ، فمَن نَصَبَ جَعَلَهُ غَايَةً، ومَن رَفَعَ جَعَلَهُ حَالًا، بِمَعْنَى حَتَّى الرسولُ هَذِهِ حالهُ؛ وَقَوْلُهُمْ: حَتَّامَ، أَصلُه حَتَّى مَا، فَحُذِفَتْ أَلف مَا لِلِاسْتِفْهَامِ؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ حَرْفٍ مِنْ حُرُوفِ الْجَرِّ يُضَافُ فِي الِاسْتِفْهَامِ إِلى مَا، فإِن أَلف مَا تُحْذَفُ فِيهِ، كَقَوْلِهِ تعالى: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ؟} و {فِيمَ كُنْتُمْ؟} و {لِمَ تُؤْذُونَنِي؟} و {عَمَّ يَتَساءَلُونَ؟} وهُذَيْلٌ تَقُولُ: عَتَّى في حتَّى}.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
49-لسان العرب (حسس)
حسس: الحِسُّ والحَسِيسُ: الصوتُ الخَفِيُّ؛ قَالَ اللَّه تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها}.والحِسُّ، بِكَسْرِ الْحَاءِ: مِنْ أَحْسَسْتُ بِالشَّيْءِ.
حسَّ بِالشَّيْءِ يَحُسُّ حَسًّا وحِسًّا وحَسِيسًا وأَحَسَّ بِهِ وأَحَسَّه: شَعَرَ بِهِ؛ وأَما قَوْلُهُمْ أَحَسْتُ بِالشَّيْءِ فَعَلَى الحَذْفِ كَرَاهِيَةَ الْتِقَاءِ الْمِثْلَيْنِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَكَذَلِكَ يُفْعَلُ فِي كُلِّ بِنَاءٍ يُبْنى اللَّامُ مِنَ الْفِعْلِ مِنْهُ عَلَى السُّكُونِ وَلَا تَصِلُ إِليه الْحَرَكَةُ شَبَّهُوهَا بأَقَمْتُ.
الأَزهري: وَيُقَالُ هَلْ أَحَسْتَ بِمَعْنَى أَحْسَسْتَ، وَيُقَالُ: حَسْتُ بِالشَّيْءِ إِذا عَلِمْتَهُ وَعَرَفْتَهُ، قَالَ: وَيُقَالُ أَحْسَسْتُ الخبَرَ وأَحَسْتُه وحَسَيتُ وحَسْتُ إِذا عَرَفْتُ مِنْهُ طَرَفًا.
وَتَقُولُ: مَا أَحْسَسْتُ بِالْخَبَرِ وَمَا أَحَسْت وَمَا حَسِيتُ ما حِسْتُ أَي لَمْ أَعرف مِنْهُ شَيْئًا.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالُوا حَسِسْتُ بِهِ وحَسَيْتُه وحَسِيت بِهِ وأَحْسَيْتُ، وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ محوَّل التَّضْعِيفِ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الحِسُّ.
قَالَ الْفَرَّاءُ: تَقُولُ مِنْ أَين حَسَيْتَ هَذَا الْخَبَرَ؛ يُرِيدُونَ مِنْ أَين تَخَبَّرْته.
وحَسِسْتُ بِالْخَبَرِ وأَحْسَسْتُ بِهِ أَي أَيقنت بِهِ.
قَالَ: وَرُبَّمَا قَالُوا حَسِيتُ بِالْخَبَرِ وأَحْسَيْتُ بِهِ، يُبْدِلُونَ مِنَ السِّينِ يَاءً؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ:
خَلا أَنَّ العِتاقَ مِنَ المَطايا ***حَسِينَ بِهِ، فَهُنَّ إِليه شُوسُ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وأَبو عُبَيْدَةَ يَرْوِي بَيْتَ أَبي زُبَيْدٍ: أَحَسْنَ بِهِ فَهُنَّ إِلَيْهِ شُوسُ "وأَصله أَحْسَسْنَ، وَقِيلَ أَحْسَسْتُ؛ مَعْنَاهُ ظَنَنْتُ وَوَجَدْتُ.
وحِسُّ الحمَّى وحِساسُها: رَسُّها وأَولها عند ما تُحَسُّ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
الأَزهري: الحِسُّ مَسُّ الحُمَّى أَوّلَ مَا تَبْدأُ، وَقَالَ الأَصمعي: أَول مَا يَجِدُ الإِنسان مَسَّ الْحُمَّى قَبْلَ أَن تأْخذه وَتَظْهَرَ، فَذَلِكَ الرَّسُّ، قَالَ: وَيُقَالُ وَجَدَ حِسًّا مِنَ الْحُمَّى.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه قَالَ لِرَجُلٍ مَتَى أَحْسَسْتَ أُمَّ مِلْدَمٍ؟» أَي مَتَى وَجَدْتَ مَسَّ الْحُمَّى.
وَقَالَ ابْنُ الأَثير: الإِحْساسُ الْعِلْمُ بالحواسِّ، وَهِيَ مَشاعِرُ الإِنسان كَالْعَيْنِ والأُذن والأَنف وَاللِّسَانِ وَالْيَدِ، وحَواسُّ الإِنسان: الْمَشَاعِرُ الْخَمْسُ وَهِيَ الطَّعْمُ وَالشَّمُّ وَالْبَصَرُ وَالسَّمْعُ وَاللَّمْسُ.
وحَواسُّ الأَرض خَمْسٌ: البَرْدُ والبَرَدُ وَالرِّيحُ وَالْجَرَادُ وَالْمَوَاشِي.
والحِسُّ: وَجَعٌ يُصِيبُ المرأَة بَعْدَ الْوِلَادَةِ، وَقِيلَ: وجع الولادة عند ما تُحِسُّها، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: «أَنه مَرَّ بامرأَة قَدْ وَلَدَتْ فَدَعَا لَهَا بِشَرْبَةٍ مِنْ سَوِيقٍ وَقَالَ: اشْرَبِي هَذَا فإِنه يَقْطَعُ الحِسَّ».
وتَحَسَّسَ الْخَبَرَ: تطلَّبه وتبحَّثه.
وَفِي التنزيل: يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ".
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تَحَسَّسْ فُلَانًا وَمِنْ فُلَانٍ أَي تَبَحَّثْ، وَالْجِيمُ لِغَيْرِهِ.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَحَسَّسْت الْخَبَرَ وتَحَسَّيته، وَقَالَ شَمِرٌ: تَنَدَّسْتُه مِثْلُهُ.
وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: التَحَسُّسُ شِبْهُ التَّسَمُّعِ وَالتَّبَصُّرُ؛ قَالَ: والتَجَسُّسُ، بِالْجِيمِ، الْبَحْثُ عَنِ الْعَوْرَةِ، قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تعالى: {وَلا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا}.
ابْنُ الأَعرابي: تَجَسَّسْتُ الْخَبَرَ وتَحَسَّسْتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
وتَحَسَّسْتُ مِنَ الشَّيْءِ أَي تَخَبَّرت خَبَرَهُ.
وحَسَّ مِنْهُ خَبَرًا وأَحَسَّ، كِلَاهُمَا: رأَى.
وَعَلَى هَذَا فُسِّرَ قَوْلُهُ تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَا أَحسَّ مِنْهُمْ أَحدًا أَي مَا رأَى.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ}، وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تعالى: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ}، مَعْنَاهُ هَلْ تُبْصِرُ هَلْ تَرى؟ قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُ ناشِدُهم لِضَوالِّ الإِبل إِذا وَقَفَ عَلَى...أَحوالًا وأَحِسُّوا نَاقَةً صِفَتُهَا كَذَا وَكَذَا؛ وَمَعْنَاهُ هَلْ أَحْسَستُم نَاقَةً، فجاؤوا بِهِ عَلَى لَفْظِ الأَمر؛ وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}، وَفِي قَوْلِهِ: {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ}، مَعْنَاهُ: فَلَمَّا وَجَد عِيسَى، قَالَ: والإِحْساسُ الْوُجُودُ، تَقُولُ فِي الْكَلَامِ: هَلْ أَحْسَسْتَ مِنْهُمْ مِنْ أَحد؟وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى أَحَسَّ عَلِمَ وَوَجَدَ فِي اللُّغَةِ.
وَيُقَالُ: هَلْ أَحسَست صَاحِبَكَ أَي هَلْ رأَيته؟ وَهَلْ أَحْسَسْت الْخَبَرَ أَي هَلْ عَرَفْتَهُ وَعَلِمْتَهُ.
وَقَالَ اللَّيْثُ فِي قَوْلِهِ تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}؛ أَي رأَى.
يُقَالُ: أَحْسَسْتُ مِنْ فُلَانٍ مَا سَاءَنِي أَي رأَيت.
قَالَ: وَتَقُولُ الْعَرَبُ مَا أَحَسْتُ مِنْهُمْ أَحدًا، فَيَحْذِفُونَ السِّينَ الأُولى، وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تعالى: {وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفًا}، وَقَالَ: فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، وَقُرِئَ: " فَظِلْتُم، أُلقيت اللَّامُ الْمُتَحَرِّكَةُ وَكَانَتْ فَظَلِلْتُم.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ أَبا الْحَسَنِ يَقُولُ: حَسْتُ وحَسِسْتُ ووَدْتُ ووَدِدْتُ وهَمْتُ وهَمَمْتُ.
وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: «فَهَجَمْتُ على رجلين فلقت هَلْ حَسْتُما مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَا: لَا».
وَفِي خَبَرِ أَبي العارِم: فَنَظَرْتُ هَلْ أُحِسُّ سَهْمِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا "أَي نَظَرْتُ فَلَمْ أَجده.
وَقَالَ: لَا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النار؛ زَعَمُوا أَن رَجُلَيْنِ كَانَا يُوقِدَانِ بِالطَّرِيقِ نَارًا فإِذا مرَّ بِهِمَا قَوْمٌ أَضافاهم، فمرَّ بِهِمَا قَوْمٌ وَقَدْ ذَهَبَا، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا حَساسَ من ابْنَيْ مُوقِدِ النَّارِ، وَقِيلَ: لَا حَسَاسَ من ابني موقد النار، لَا وُجُودَ، وَهُوَ أَحسن.
وَقَالُوا: ذَهَبَ فُلَانٌ فَلَا حَساسَ بِهِ أَي لَا يُحَسُّ بِهِ أَو لَا يُحَسُّ مَكَانُهُ.
والحِسُّ والحَسِيسُ: الَّذِي تَسْمَعُهُ مِمَّا يَمُرُّ قَرِيبًا مِنْكَ وَلَا تَرَاهُ، وَهُوَ عامٌّ فِي الأَشياء كُلِّهَا؛ وأَنشد فِي صِفَةِ بازٍ:
تَرَى الطَّيْرَ العِتاقَ يَظَلْنَ مِنْهُ ***جُنُوحًا، إِن سَمِعْنَ لَهُ حَسِيسا
وَقَوْلُهُ تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها} أَي لَا يَسْمَعُونَ حِسَّها وَحَرَكَةَ تَلَهُّبِها.
والحَسيسُ والحِسُّ: الْحَرَكَةُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه كَانَ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ فَسَمِعَ حِسَّ حَيَّةٍ»؛ أَي حَرَكَتَهَا وَصَوْتَ مَشْيِهَا؛ وَمِنْهُ" الْحَدِيثُ: إِن الشَّيْطَانَ حَسَّاس لَحَّاسٌ "؛ أَي شَدِيدُ الحسِّ والإِدراك.
وَمَا سُمِعَ لَهُ حِسًّا وَلَا جِرْسًا؛ الحِسُّ مِنَ الْحَرَكَةِ والجِرْس مِنَ الصَّوْتِ، وَهُوَ يَصْلُحُ للإِنسان وَغَيْرِهِ؛ قَالَ عَبْدُ مَناف بْنُ رِبْعٍ الهُذَليّ:
وللقِسِيِّ أَزامِيلٌ وغَمْغَمَةٌ، ***حِسَّ الجَنُوبِ تَسُوقُ الماءَ والبَرَدا
والحِسُّ: الرَّنَّةُ.
وجاءَ بِالْمَالِ مِنْ حِسِّه وبِسِّه وحَسِّه وبَسِّه، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ حَسِّه وعَسِّه أَي مِنْ حَيْثُ شاءَ.
وجئني مِنْ حَسِّك وبَسِّك؛ مَعْنَى هَذَا كُلِّهِ مِنْ حَيْثُ كَانَ وَلَمْ يَكُنْ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تأْويله جِئْ بِهِ مِنْ حَيْثُ تُدركه حاسَّةٌ مِنْ حَوَاسِّكَ أَو يُدركه تَصَرُّفٌ مِنْ تَصَرُّفِك.
وَفِي الْحَدِيثِ أَن رَجُلًا قَالَ: كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ فطلبتُ نَفْسَها، فقالت: أَو تُعْطيني مِائَةَ دِينَارٍ؟ فَطَلَبْتُهَا مِنْ حِسِّي [حَسِّي] وبِسِّي [بَسِّي] "؛ أَي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ.
وحَسِّ، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَكَسْرِ السِّينِ وَتَرْكِ التَّنْوِينِ: كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الأَلم.
وَيُقَالُ: إِني لأَجد حِسًّا مِنْ وَجَعٍ؛ قَالَ العَجَّاجُ:
فَمَا أَراهم جَزَعًا بِحِسِّ، ***عَطْفَ البَلايا المَسَّ بَعْدَ المَسِ
وحَرَكاتِ البَأْسِ بَعْدَ البَأْسِ، ***أَن يَسْمَهِرُّوا لضِراسِ الضَّرْسِ
يَسْمَهِرُّوا: يَشْتَدُّوا.
والضِّراس: المُعاضَّة.
والضَّرْسُ: العَضُّ.
وَيُقَالُ: لآخُذَنَّ مِنْكَ الشَّيْءَ بِحَسٍّ أَو بِبَسٍّ أَي بمُشادَّة أَو رِفْقٍ، وَمِثْلُهُ: لَآخُذَنَّهُ هَوْنًا أَو عَتْرَسَةً.
وَالْعَرَبُ تَقُولُ عِنْدَ لَذْعة النَّارِ وَالْوَجَعِ الحادِّ: حَسِّ بَسِّ، وضُرِبَ فَمَا قَالَ حَسٍّ وَلَا بَسٍّ، بِالْجَرِّ وَالتَّنْوِينِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجُرُّ وَلَا ينوِّن، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكْسِرُ الْحَاءَ وَالْبَاءَ فَيَقُولُ: حِسٍّ وَلَا بِسٍّ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ حَسًّا وَلَا بَسًّا، يَعْنِي التَّوَجُّعَ.
وَيُقَالُ: اقْتُصَّ مِنْ فُلَانٍ فَمَا تَحَسَّسَ أَي مَا تَحَرَّك وَمَا تَضَوَّر.
الأَزهري: وَبَلَغَنَا أَن بَعْضَ الصَّالِحِينَ كَانَ يَمُدُّ إِصْبعه إِلى شُعْلَة نَارٍ فإِذا لَذَعَتْهُ قَالَ: حَسِّ حَسِّ كَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى نَارِ جَهَنَّمَ وأَنت تَجْزَعُ مِنْ هَذَا؟ قَالَ الأَصمعي: ضَرَبَهُ فَمَا قَالَ حَسِّ، قَالَ: وَهَذِهِ كَلِمَةٌ كَانَتْ تُكْرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وحَسِّ مِثْلُ أَوَّهْ، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا صَحِيحٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه وَضَعَ يَدَهُ فِي البُرْمَة ليأْكل فَاحْتَرَقَتْ أَصابعه فَقَالَ: حَسِ»؛ هي بِكَسْرِ السِّينِ وَالتَّشْدِيدِ، كَلِمَةٌ يَقُولُهَا الإِنسان إِذا أَصابه مَا مَضَّه وأَحرقه غَفْلَةً كالجَمْرة والضَّرْبة وَنَحْوِهَا.
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: «حِينَ قُطِعَتْ أَصابعه يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ: حَسِّ»، فَقَالَ رَسُولُ اللَّه، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّه لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان لَيْلَةَ يَسْري فِي مَسِيره إِلى تَبُوك فَسَارَ بِجَنْبِهِ رَجُلٌ مِنْ أَصحابه ونَعَسا فأَصاب قَدَمُه قَدَمَ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: حَسِ»؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَبَاتَ فلانٌ بِحَسَّةٍ سَيِّئة وحَسَّةِ سَوْءٍ أَي بِحَالَةِ سَوْءٍ وَشِدَّةِ، وَالْكَسْرُ أَقيس لأَن الأَحوال تأْتي كَثِيرًا عَلَى فِعْلَة كالجِيْئَةِ والتِّلَّةِ والبِيْئَةِ.
قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي حَفِظْنَاهُ مِنَ الْعَرَبِ وأَهل اللُّغَةِ: بَاتَ فُلَانٌ بِجِيئَةِ سُوءٍ وَتِلَّةِ سُوءٍ وَبِيئَةِ سُوءٍ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع بِحِسَّةِ سُوءٍ لِغَيْرِ اللَّيْثِ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَرَّتْ بِالْقَوْمِ حَواسُّ أَي سِنُونَ شِدادٌ.
والحَسُّ: الْقَتْلُ الذَّرِيعُ.
وحَسَسْناهم أَي استَأْصلناهم قَتْلًا.
وحَسَّهم يَحُسُّهم حَسًّا: قَتَلَهُمْ" قَتْلًا ذَرِيعًا مستأْصلًا.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ}؛ أَي تَقْتُلُونَهُمْ قَتْلًا شَدِيدًا، وَالِاسْمُ الحُساسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وَقَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَاهُ تستأْصلونهم قَتْلًا.
يُقَالُ: حَسَّهم الْقَائِدُ يَحُسُّهم حَسًّا إِذا قَتَلَهُمْ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الحَسُّ الْقَتْلُ والإِفناء هَاهُنَا.
والحَسِيسُ؛ الْقَتِيلُ؛ قَالَ صَلاءَةُ بْنُ عَمْرٍو الأَفْوَهُ:
إِنَّ بَني أَوْدٍ هُمُ مَا هُمُ، ***للحَرْبِ أَو للجَدْبِ، عامَ الشُّمُوسْ
يَقُونَ فِي الجَحْرَةِ جِيرانَهُمْ، ***بالمالِ والأَنْفُس مِنْ كُلِّ بُوسْ
نَفْسِي لَهُمْ عِنْدَ انْكسار القَنا، ***وَقَدْ تَرَدَّى كلُّ قِرْنٍ حَسِيسْ
الجَحْرَة: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ.
وَقَوْلُهُ: نفْسي لَهُمْ أَي نَفْسِي فِدَاءٌ لَهُمْ فَحَذَفَ الْخَبَرَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «حُسُّوهم بِالسَّيْفِ حَسًّا»؛ أَي استأْصلوهم قَتْلًا.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: «لَقَدْ شَفى وحاوِح صَدْري حَسُّكم إِياهم بالنِّصال».
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: كَمَا أَزالوكم حَسًّا بِالنِّصَالِ، وَيُرْوَى بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ.
وَجَرَادٌ محسوسٌ: قَتَلَتْهُ النَّارُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه أُتِيَ بِجَرَادٍ مَحْسوس».
وحَسَّهم يَحُسُّهم: وَطِئَهم وأَهانهم.
وحَسَّان: اسْمٌ مُشْتَقٌّ مِنْ أَحد هَذِهِ الأَشياءِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِن جَعَلْتَهُ فَعْلانَ مِنَ الحَسِّ لَمْ تُجْره، وإِن جَعَلْتَهُ فَعَّالًا مِنَ الحُسْنِ أَجريته لأَن النُّونَ حِينَئِذٍ أَصلية.
والحَسُّ: الجَلَبَةُ.
والحَسُّ: إِضْرار الْبَرْدِ بالأَشياء.
وَيُقَالُ: أَصابتهم حاسَّة مِنَ الْبَرْدِ.
والحِسُّ: بَرْدٌ يُحْرِق الكلأَ، وَهُوَ اسْمٌ، وحَسَّ البَرْدُ.
والكلأَ يَحُسُّه حَسًّا، وَقَدْ ذَكَرَ أَن الصَّادَ لُغَةٌ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ.
وَيُقَالُ: إِن الْبَرْدَ مَحَسَّة لِلنَّبَاتِ والكلإِ، بِفَتْحِ الْمِيمِ، أَي يَحُسُّه وَيَحْرُقُهُ.
وأَصابت الأَرضَ حاسَّةٌ أَي بَرْدٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، أَنَّته عَلَى مَعْنَى الْمُبَالَغَةِ أَو الْجَائِحَةِ.
وأَصابتهم حاسَّةٌ: وَذَلِكَ إِذا أَضرَّ البردُ أَو غَيْرُهُ بالكلإِ؛ وَقَالَ أَوْسٌ:
فَمَا جَبُنُوا أَنَّا نَشُدُّ عليهمُ، ***وَلَكِنْ لَقُوا نَارًا تَحُسُّ وتَسْفَعُ
قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَقَالَ: تَحُسُّ أَي تُحْرِقُ وتُفْني، مِنَ الحاسَّة، وَهِيَ الْآفَةُ الَّتِي تُصِيبُ الزَّرْعَ والكلأَ فَتُحْرِقُهُ.
وأَرض مَحْسوسة: أَصابها الْجَرَادُ وَالْبَرْدُ.
وحَسَّ البردُ الجرادَ: قَتَلَهُ.
وَجَرَادٌ مَحْسُوس إِذا مَسَّتْهُ النَّارُ أَو قَتَلَتْهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْجَرَادِ: إِذا حَسَّه الْبَرْدُ فَقَتَلَهُ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: «فَبَعَثَتْ إِليه بِجَرَادٍ مَحْسُوس»أَي قَتَلَهُ الْبَرْدُ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي مَسَّتْهُ النَّارُ.
والحاسَّة: الْجَرَادُ يَحُسُّ الأَرض أَي يأْكل نَبَاتَهَا.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحاسَّة الرِّيحُ تَحْثِي التُّرَابَ فِي الغُدُرِ فَتَمْلَؤُهَا فيَيْبَسُ الثَّرَى.
وسَنَة حَسُوس إِذا كَانَتْ شَدِيدَةَ المَحْل قَلِيلَةَ الْخَيْرِ.
وَسَنَةٌ حَسُوس: تأْكل كُلَّ شَيْءٍ؛ قَالَ:
إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسا، ***تأْكلُ بَعْدَ الخُضْرَةِ اليَبِيسا
أَراد تأْكل بَعْدَ الأَخضر الْيَابِسَ إِذ الخُضرة واليُبْسُ لَا يُؤْكَلَانِ لأَنهما عَرَضانِ.
وحَسَّ الرأْسَ يَحُسُّه حَسًّا إِذا جَعَلَهُ فِي النَّارِ فَكُلَّمَا شِيطَ أَخذه بشَفْرَةٍ.
وتَحَسَّسَتْ أَوبارُ الإِبل: تَطَايَرَتْ وَتَفَرَّقَتْ.
وانْحَسَّت أَسنانُه: تَسَاقَطَتْ وتَحاتَّتْ وَتَكَسَّرَتْ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ:
فِي مَعْدِنِ المُلْك الكَريمِ الكِرْسِ، ***لَيْسَ بمَقْلوع وَلَا مُنْحَسِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاد هَذَا الرَّجَزِ بِمَعْدِنِ الْمَلِكِ؛ وَقَبْلَهُ: " إِن أَبا الْعَبَّاسِ أَولَى نَفْسِ وأَبو الْعَبَّاسِ هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، أَي هُوَ أَولى النَّاسِ بِالْخِلَافَةِ وأَولى نَفْسٍ بِهَا، وَقَوْلُهُ: لَيْسَ بِمَقْلُوعٍ وَلَا مُنْحَسِ "أَي لَيْسَ بِمُحَوَّلٍ عَنْهُ وَلَا مُنْقَطِع.
الأَزهري: والحُساسُ مِثْلُ الجُذاذ مِنَ الشَّيْءِ، وكُسارَةُ الْحِجَارَةِ الصِّغَارِ حُساسٌ؛ قَالَ الرَّاجِزُ يَذْكُرُ حِجَارَةَ الْمَنْجَنِيقِ:
شَظِيَّة مِنْ رَفْضَةِ الحُساسِ، ***تَعْصِفُ بالمُسْتَلْئِم التَّرَّاسِ
والحَسُّ والاحْتِساسُ فِي كُلِّ شَيْءٍ: أَن لَا يُتْرَكَ فِي الْمَكَانِ شَيْءٌ.
والحُساس: سَمَكٌ صِغار بِالْبَحْرَيْنِ يُجَفَّفُ حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مِائَةٍ، الْوَاحِدَةُ حُساسَة.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والحُساس، بِالضَّمِّ، الهِفُّ، وَهُوَ سَمَكٌ صِغَارٌ يُجَفَّفُ.
والحُساسُ: الشُّؤْمُ والنَّكَدُ.
والمَحْسوس: المشؤوم؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
ابْنُ الأَعرابي: الحاسُوس المشؤوم مِنَ الرِّجَالِ.
وَرَجُلٌ ذُو حُساسٍ: ردِيء الخُلُقِ؛ قَالَ:
رُبَّ شَريبٍ لَكَ ذِي حُساسِ، ***شَرابُه كالحَزِّ بالمَواسِي
فالحُساسُ هُنَا يَكُونُ الشُّؤْمَ وَيَكُونُ رَداءة الخُلُق.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي وَحْدَهُ: الحُساسُ هُنَا الْقَتْلُ، وَالشَرِيبُ هُنَا الَّذِي يُوارِدُك عَلَى الْحَوْضِ؛ يَقُولُ: انْتِظَارُكَ إِياه قَتْلٌ لَكَ ولإِبلك.
والحِسُّ: الشَّرُّ؛ تَقُولُ الْعَرَبُ: أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ؛ الإِسُّ هُنَا الأَصل، تَقُولُ: أَلحق الشَّرَّ بأَهله؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: إِنما هُوَ أَلصِقوا الحِسَّ بالإِسِّ أَي أَلصقوا الشَّرَّ بأُصول مَنْ عَادَيْتُمْ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ أَلْحِقِ الحِسَّ بالإِسِّ، مَعْنَاهُ أَلحق الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ أَي إِذا جاءَك شَيْءٌ مِنْ نَاحِيَةٍ فَافْعَلْ مِثْلَهُ.
والحِسُّ: الجَلْدُ.
وحَسَّ الدَّابَّةَ يَحُسُّها حَسًّا: نَفَضَ عَنْهَا التُّرَابَ، وَذَلِكَ إِذا فَرْجَنها بالمِحَسَّة أَي حَسَّها.
والمِحَسَّة، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الفِرْجَوْنُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ" زَيْدِ بْنِ صُوحانَ حِينَ ارْتُثَّ يَوْمَ الْجَمَلِ: ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي وَلَا تَحُسُّوا عَنِّي تُرَابًا أَي لَا تَنْفُضوه، مِنْ حَسَّ الدَّابَّةَ، وَهُوَ نَفْضُكَ التُّرَابَ عَنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد: «مَا مِنْ لَيْلَةٍ أَو قَرْيَةٍ إِلا وَفِيهَا مَلَكٌ يَحُسُّ عَنْ ظُهُورِ دَوَابِّ الْغُزَاةِ الكَلالَ»أَي يُذْهب عَنْهَا التَّعَب بِحسِّها وإِسقاط التُّرَابِ عَنْهَا.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والمِحَسَّة، مَكْسُورَةٌ، مَا يُحَسُّ بِهِ لأَنه مِمَّا يَعْتَمِلُ بِهِ.
وحَسَسْتُ لَهُ أَحِسُّ، بِالْكَسْرِ، وحَسِسْتُ حِسًّا [حَسًّا] فِيهِمَا: رَقَقْتُ لَهُ.
تَقُولُ الْعَرَبُ: إِن العامِرِيَّ ليَحِسَّ للسَّعْدِي، بِالْكَسْرِ، أَي يَرِقُّ لَهُ، وَذَلِكَ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ الرَّحِم.
قَالَ يَعْقُوبُ: قَالَ أَبو الجَرَّاحِ العُقَيْلِيُّ مَا رأَيت عُقيليًّا إِلا حَسَسْتُ لَهُ؛ وحَسِسْتُ أَيضًا، بِالْكَسْرِ: لُغَةٌ فِيهِ؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ، وَالِاسْمُ الحِسُّ [الحَسُ]؛ قَالَ القُطامِيُّ:
أَخُوكَ الَّذِي لَا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُه، ***وتَرْفَضُّ، عِنْدَ المُحْفِظاتِ، الكتائِفُ
وَيُرْوَى: عِنْدَ الْمُخْطِفَاتِ.
قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رُوِيَ أَبو عُبَيْدٍ بِكَسْرِ الْحَاءِ، وَمَعْنَى هَذَا الْبَيْتِ مَعْنَى الْمَثَلِ السَّائِرِ: الحَفائِظُ تُحَلِّلُ الأَحْقادَ، يَقُولُ: إِذا رأَيتُ قَرِيبِي يُضام وأَنا عَلَيْهِ واجدٌ أَخرجت مَا فِي قَلْبِي مِنَ السَّخِيمة لَهُ وَلَمْ أَدَعْ نُصْرَته وَمَعُونَتَهُ، قَالَ: وَالْكَتَائِفُ الأَحقاد، وَاحِدَتُهَا كَتِيفَة.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: "حَسَسْتُ لَهُ وَذَلِكَ أَن يَكُونَ بَيْنَهُمَا رَحِمٌ فَيَرِقَّ لَهُ، وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: هُوَ أَن يَتَشَكَّى لَهُ وَيَتَوَجَّعَ، وَقَالَ: أَطَّتْ لَهُ مِنِّي حاسَّةُ رَحِم.
وحَسِسْتُ [حَسَسْتُ] له حِسًّا [حَسًّا]: رَفَقْتُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا وَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ كُرَاعٍ، وَالصَّحِيحُ رَقَقْتُ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ.
الأَزهري: الحَسُّ العَطْفُ والرِّقَّة، بِالْفَتْحِ؛ وأَنشد للكُمَيْت:
هَلْ مَنْ بَكَى الدَّارَ راجٍ أَن تَحِسَّ لَهُ، ***أَو يُبْكِيَ الدَّارَ ماءُ العَبْرَةِ الخَضِلُ؟
وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: «إِن الْمُؤْمِنَ ليَحِسُّ لِلْمُنَافِقِ»أَي يأْوي لَهُ وَيَتَوَجَّعُ.
وحَسِسْتُ لَهُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، أَحِسُّ أَي رَقَقْتُ لَهُ.
ومَحَسَّةُ المرأَة: دُبُرُها، وَقِيلَ: هِيَ لُغَةٌ فِي المَحَشَّة.
والحُساسُ: أَن يَضَعَ اللَّحْمَ عَلَى الجَمْرِ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يُنْضِجَ أَعلاه ويَتْرُكَ داخِله، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَقْشِرَ عَنْهُ الرَّمَادَ بَعْدَ أَن يَخْرُجَ مِنَ الْجَمْرِ.
وَقَدْ حَسَّه وحَسْحَسَه إِذا جَعَلَهُ عَلَى الْجَمْرِ، وحَسْحَسَتُه صوتُ نَشِيشِه، وَقَدْ حَسْحَسَتْه النَّارُ، ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ حَسْحَسَتْه النارُ وحَشْحَشَتْه بِمَعْنًى.
وحَسَسْتُ النَّارَ إِذا رَدَدْتُهَا بِالْعَصَا عَلَى خُبْزَة المَلَّةِ أَو الشِّواءِ مِنْ نَوَاحِيهِ ليَنْضَجَ؛ وَمِنْ كَلَامِهِمْ: قَالَتِ الخُبْزَةُ لَوْلَا الحَسُّ مَا بَالَيْتُ بالدَّسِّ.
ابْنُ سِيدَهْ: وَرَجُلٌ حَسْحاسٌ خَفِيفُ الْحَرَكَةِ، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا سَمَّوا الرجلَ الْجَوَادَ حَسْحاسًا؛ قَالَ الرَّاجِزُ: " مُحِبَّة الإِبْرام للحَسْحاسِ وَبَنُو الحَسْحَاسِ: قَوْمٌ من العرب.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
50-لسان العرب (حضض)
حضض: الحَضُّ: ضرْبٌ مِنَ الْحَثِّ فِي السَّيْرِ وَالسَّوْقِ وَكُلِّ شَيْءٍ.والحَضُّ أَيضًا: أَن تَحُثَّه عَلَى شيءٍ لَا سَيْرَ فِيهِ وَلَا سَوْقَ، حَضَّه يَحُضُّه حَضًّا وحَضَّضَه وَهُمْ يَتَحاضّون، وَالِاسْمُ الحُضّ والحِضِّيضَى كالحِثِّيثَى؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «فأَين الحِضِّيضَى؟ والحُضِّيضَى أَيضًا، وَالْكَسْرُ أَعلى، وَلَمْ يأْت عَلَى فُعِّيلَى، بِالضَّمِّ، غَيْرُهَا».
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحَضُّ والحُضُّ لُغَتَانِ كالضَّعْف والضعْف، قَالَ: وَالصَّحِيحُ مَا بدأْنا بِهِ أَن الحَضّ الْمَصْدَرُ والحُضّ الِاسْمُ.
الأَزهري: الحَضُّ الحَثُّ عَلَى الْخَيْرِ.
وَيُقَالُ: حَضَّضْت الْقَوْمَ عَلَى الْقِتَالِ تَحْضِيضًا إِذا حَرَّضْتهم.
وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الحَضّ عَلَى الشَّيْءِ جَاءَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ.
وحَضَّضَه أَي حَرَّضه.
والمُحاضَّة: أَن يَحُثَّ كلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحبَه.
والتحاضُّ: التحاثٌ، وقرئَ: وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ "؛ قرأَها عاصم والأَعمش بالأَلف وَفَتْحِ التَّاءِ، وقرأَ أَهل الْمَدِينَةِ: " وَلَا يَحُضُّون، وقرأَ الْحَسَنُ: وَلَا تَحُضُّون، وقرأَ بَعْضُهُمْ: وَلَا تُحاضُّون "، بِرَفْعِ التَّاءِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وكلٌّ صوابٌ، فَمَنْ قرأَ تُحاضُّون فَمَعْنَاهُ تُحافِظون، وَمَنْ قرأَ تَحاضُّون فَمَعْنَاهُ يَحُضُّ بعضُكم بَعْضًا، وَمَنْ قرأَ تَحُضُّون فَمَعْنَاهُ تأْمرون بإِطعامه، وَكَذَلِكَ يحُضُّون.
ابْنُ الْفَرَجِ: يُقَالُ احْتَضَضْتُ نَفْسِي لِفُلَانٍ وابْتَضَضْتُها إِذا اسْتَزَدْتها.
والحُضُضُ والحُضَضُ: دواءٌ يُتَّخَذُ مِنْ أَبوال الإِبل، وَفِيهِ لُغَاتٌ أُخَر، رَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنْ الْيَزِيدِيِّ: الحُضَضُ والحُضَظُ والحُظُظُ والحُظَظُ، قَالَ شَمِرٌ: وَلَمْ أَسمع الضَّادَ مَعَ الظَّاءِ إِلا فِي هَذَا، قَالَ: وَهُوَ الحُدُلُ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ الحُظُظُ والحُظَظُ بِالظَّاءِ، وَزَادَ الْخَلِيلُ: الحُضَظُ بِضَادٍ بَعْدَهَا ظَاءٌ، وَقَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: الحُضُذُ بِالضَّادِ والذال، وفي حديث" طاووس: لَا بَأْسَ بالحُضَضِ "، رَوَى ابْنُ الأَثير فِيهِ هَذِهِ الوجوهَ كلَّها مَا خَلَا الضادَ والذالَ، وَقَالَ: هُوَ دَوَاءٌ يُعْقَدُ مِنْ أَبوال الإِبل: وَقِيلَ: هُوَ عَقّارٌ مِنْهُ مَكِّيٌّ وَمِنْهُ هِنْدِيٌّ، قَالَ: وَهُوَ عُصارة شَجَرٍ مَعْرُوفٍ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحُضُض والحُضَض صَمْغٌ مِنْ نَحْوِ الصَّنَوْبَرِ والمُرِّ وَمَا أَشبههما لَهُ ثَمَرَةٌ كالفُلْفل وَتُسَمَّى شَجَرَتُهُ الحُضَض؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" سُلَيم بْنِ مُطَيْرٍ: إِذا أَنا برجلٍ قَدْ جَاءَ كأَنه يَطْلُبُ دَوَاءً أَو حُضَضًا.
والحُضُض: كُحْلُ الخُولانِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والحُضَضُ والحُضُضُ، بِفَتْحِ الضَّادِ الأُولى وضمِّها، داءٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ دواءٌ، وَقِيلَ: هُوَ عُصارة الصَّبِرِ.
والحَضِيضُ: قَرارُ الأَرض عِنْدَ سَفْح الجَبَل، وَقِيلَ: هُوَ فِي أَسفله، والسَّفْحُ مِنْ وراءِ الحَضِيض، فالحَضِيض مِمَّا يَلِي السَّفْحَ وَالسَّفْحُ دُونَ ذَلِكَ، وَالْجَمْعُ" أَحِضَّة وحُضُضٌ.
وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: «فَتَحَرَّكَ الجبَلُ حَتَّى تَساقَطت حِجارتُه بالحَضِيض».
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحَضيضُ الْقَرَارُ مِنَ الأَرض عِنْدَ مُنْقَطَع الْجَبَلِ؛ وأَنشد الأَزهري لِبَعْضِهِمْ:
الشِّعْرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ، ***إِذا ارْتَقى فِيهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهْ،
زلَّتْ بِهِ إِلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ، ***يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه فيُعْجِمُهْ،
والشِّعْرُ لَا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ: «كَتَبَ عَنْ يزيدَ بْنِ المُهَلَّب إِلى الْحَجَّاجِ: إِنا لَقِينا العَدُوَّ ففَعَلْنا واضْطَرَرْناهم إِلى عُرْعُرَةِ الجَبَل ونحنُ بِحَضِيضه».
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه أَهدى إِلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّة فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يضَعها عَلَيْهِ»؛ فَقَالَ: ضَعْه بالحَضِيض فإِنما أَنا عبدٌ آكِلٌ كَمَا يأْكل الْعَبْدُ، يَعْنِي بالأَرض.
قَالَ الأَصمعي: الحُضِّيُّ، بِضَمِّ الْحَاءِ، الحجرُ الَّذِي تَجِدُهُ بحَضِيض الجَبَل وَهُوَ مَنْسُوبٌ كالسُّهْلِيّ والدُّهْرِيّ؛ وأَنشد لِحُمَيْدٍ الأَرقط يَصِفُ فَرَسًا: " وَأْبًا يَدُقُّ الحَجَرَ الحُضِّيَّا وأَحمر حُضِّيٌّ: شَدِيدُ الحمرة.
والحُضْحُضُ: نبْتٌ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
51-لسان العرب (ظلف)
ظلف: الظَّلْف والظِّلْف: ظفُرُ كُلِّ مَا اجْتَرَّ، وَهُوَ ظِلْف البَقرة وَالشَّاةِ والظبْي وَمَا أَشبهها، وَالْجَمْعُ أَظْلَاف.ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ رِجل الإِنسان وَقَدَمُهُ، وَحَافِرُ الْفَرَسِ، وخُفّ الْبَعِيرِ وَالنَّعَامَةِ، وظِلْف الْبَقَرَةِ وَالشَّاةِ؛ وَاسْتَعَارَهُ الأَخطل فِي الإِنسان فَقَالَ: " إِلَى مَلِكٍ أَظْلَافه لَمْ تُشَقَّق "قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: اسْتُعِيرَ للإِنسان؛ قَالَ عُقْفانُ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ:
سأَمْنَعُها أَو سَوْفَ أَجْعَلُ أَمْرَها ***إِلَى مَلِكٍ، أَظْلافُه لَمْ تُشَقَّق
سَواء عَلَيْكُمْ شُؤْمُها وهِجانُها، ***وَإِنْ كَانَ فِيهَا واضِحُ اللَّوْنِ يَبْرُق
الشُّؤْمُ: السُّودُ مِنَ الإِبل، والهجانُ: بِيضُهَا؛ وَاسْتَعَارَهُ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ للأَفراس فَقَالَ: " وخَيْلٍ تَطأْكُمْ بأَظْلافِها "وَيُقَالُ: ظُلُوف ظُلَّفٌ أَي شِداد، وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهَا؛ " قَالَ الْعَجَّاجُ:
وَإِنْ أَصابَ عَدَواء احْرَوْرَفا ***عَنْهَا، وَوَلّاها ظُلُوفًا ظُلَّفا
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: «فتَطؤه بأَظْلافِها»؛ الظِّلْف لِلْبَقَرِ وَالْغَنَمِ كَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ وَالْبَغْلِ والخُفّ لِلْبَعِيرِ، وَقَدْ يطلقُ الظِّلْف عَلَى ذَاتِ الظِّلف أَنفسها مَجَازًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ" رُقَيْقة: تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُو جَدْب أَقْحَلَت الظِّلْف "أَي ذَاتَ الظِّلف.
وَرَمَيْتُ الصَّيْدَ فظَلَفْته أَي أَصبت ظِلْفه، فَهُوَ مَظْلُوف؛ وظَلَفَ الصيدَ يَظْلِفُه ظَلْفًا.
وَيُقَالُ: أَصاب فُلَانٌ ظِلفه أَي مَا يُوَافِقُهُ وَيُرِيدُهُ.
الْفَرَّاءُ: تَقُولُ الْعَرَبُ وجدَت الدابةُ ظِلْفَها؛ يُضرب مَثَلًا لِلَّذِي يَجِدُ مَا يُوَافِقُهُ وَيَكُونُ أَراد بِهِ مِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ، قَالَ: وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ دَابَّةٍ وَافَقَتْ هَواها.
وبَلدٌ مِنْ ظِلْف الْغَنَمِ أَي مِمَّا يُوَافِقُهَا.
وَغَنَمُ فُلَانٍ عَلَى ظِلْف وَاحِدٍ وظَلَف وَاحِدٍ أَي قَدْ ولَدت كُلُّهَا.
الْفَرَّاءُ: الظَّلَفُ مِنَ الأَرض الَّذِي تَسْتَحِبّ الخيلُ العَدْوَ فِيهِ.
وأَرض ظَلِفَةٌ بَيِّنَةُ الظَّلَف أَي غَلِيظَةٌ لَا تُؤَدِّي أَثرًا وَلَا يَسْتَبِينُ عَلَيْهَا المَشي مِنْ لِينها.
ابْنُ الأَعرابي: الظَّلَفُ مَا غلُظ مِنَ الأَرض وَاشْتَدَّ؛ وأَنشد لعَوْف بْنِ الأَحْوص:
أَلم أَظْلِفْ عَنِ الشُّعَراء عِرْضِي، ***كَمَا ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُراع؟
قَالَ: هَذَا رَجُلٌ سَلَّ إِبِلًا فأَخَذ بِهَا فِي كُراع مِنَ الأَرض لِئَلَّا تَستبين آثَارُهَا فتُتَّبع، يَقُولُ: أَلم أَمنعهم أَن يُؤَثِّرُوا فِيهَا؟ والوَسِيقَةُ: الطَّريدة، وَقَوْلُهُ ظُلِفَ أَي أُخذ بِهَا فِي ظَلَف مِنَ الأَرض كَيْ لَا يُقْتَصَّ أَثرها، وَسَارَ والإِبلَ يَحملها عَلَى أَرض صُلبة لِئَلَّا يُرى أَثرها، والكُراع مِنَ الحَرَّة: مَا اسْتَطَالَ.
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: جَعَلَ الْفَرَّاءُ الظَّلَفَ مَا لَانَ مِنَ الأَرض، وَجَعَلَهُ ابْنُ الأَعرابي مَا غلُظ مِنَ الأَرض، وَالْقَوْلُ قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي: الظَّلَفُ مِنَ الأَرض مَا صَلُب فَلَمْ يُؤدّ أَثرًا وَلَا وُعُوثة فِيهَا، فَيَشْتَدُّ عَلَى الْمَاشِي الْمَشْيُ فِيهَا، وَلَا رَمْلَ فَترْمَض فِيهَا النَّعَمُ، وَلَا حِجَارَةَ فَتَحْتفِي فِيهَا، وَلَكِنَّهَا صُلْبة التُّرْبَةِ لَا تُؤَدِّي أَثرًا.
وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الظَّلِفَة الأَرض الَّتِي لَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا أَثر، وَهِيَ قُفّ غَلِيظٌ، وهي الظلف؛ وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الحكَم يَصِفُ جَارِيَةً:
تَشْكو، إِذَا مَا مَشَتْ بالدِّعْصِ، أَخْمَصَها، ***كأَنّ ظَهْر النَّقا قُفٌّ لَهَا ظَلَفُ
الْفَرَّاءُ: أَرض ظَلِفٌ وظَلِفة إِذَا كَانَتْ لَا تُؤَدِّي أَثرًا كأَنها تَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ.
والأُظْلُوفَة مِنَ الأَرض: القِطْعة الحَزْنة الخَشِنة، وَهِيَ الأَظَالِيف.
وَمَكَانٌ ظَلِيف: حَزْن خَشن.
والظَّلْفَاء: صَفاة قَدِ اسْتَوَتْ فِي الأَرض، مَمْدُودَةٌ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: «مَرَّ عَلَى رَاعٍ فَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ الظَّلَف مِنَ الأَرض لَا تُرَمِّضْها»؛ هُوَ، بِفَتْحِ الظَّاءِ وَاللَّامِ، الْغَلِيظُ الصُّلْبُ مِنَ الأَرض مِمَّا لَا يَبِينُ فِيهِ أَثر، وَقِيلَ: اللَّيِّن مِنْهَا مِمَّا لَا رَمْلَ فِيهِ وَلَا حِجَارَةَ، أَمره أَن يَرْعَاهَا فِي الأَرض الَّتِي هَذِهِ صِفَتُهَا لِئَلَّا تَرْمَض بحرِّ الرَّمْلِ وخُشُونة الْحِجَارَةِ فَتَتْلَفَ أَظلافها، لأَن الشَّاءَ إِذا رُعِيَت فِي الدِّهاس وحَميت الشمس عليه أَرْمَضَتها، وَالصَّيَّادُ فِي الْبَادِيَةِ يَلبَس مِسْماتَيْه وَهُمَا جَوْرَباه فِي الهاجِرة الْحَارَّةِ فيُثير الوحْش عَنْ كُنُسها، فَإِذَا مَشَتْ فِي الرّمْضاء تَسَاقَطَتْ أَظْلافُها.
ابْنُ سِيدَهْ: الظَّلَفُ والظَّلِفُ مِنَ الأَرض الغَليظ الَّذِي لَا يُؤَدِّي أَثرًا.
وَقَدْ ظَلِفَ" ظَلَفًا وظَلَفَ أَثره يَظْلُفُه ويَظْلِفُه ظَلْفًا وأَظْلَفَهُ إِذَا مَشَى فِي الحُزونة حَتَّى لَا يُرى أَثره فِيهَا، وأَنشد بَيْتُ عَوْفِ بْنِ الأَحوص.
والظَّلَف: الشِّدَّةُ والغِلَظُ فِي المَعيشة مِنْ ذَلِكَ.
وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ: «كَانَ يُصِيبنا ظَلَفُ الْعَيْشِ بِمَكَّةَ»؛ أي بؤسُه وشدَّته وخُشونته مِنْ ظَلَفِ الأَرضِ.
وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمير: «لَمَّا هَاجَرَ أَصابه ظَلَف شَدِيدٌ».
وأَرض ظَلِفَة بيِّنة الظلَف: نَاتِئَةٌ لَا تُبين أَثرًا.
وظَلَفَهُم يَظْلِفُهم ظلْفًا: اتَّبع أَثرهم.
وَمَكَانٌ ظَلِيف: خَشِنٌ فِيهِ رَمْلٌ كَثِيرٌ.
والأُظْلُوفَة: أَرض صُلْبة حَدِيدَةُ الْحِجَارَةِ عَلَى خِلقة الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ أَظَالِيف؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ: " لَمَح الصُّقُورِ عَلَتْ فَوْقَ الأَظَالِيفِ "وأَظْلَفَ القومُ: وَقَعُوا فِي الظَّلَف أَو الأُظْلُوفةِ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الصُّلْبُ.
وشرٌّ ظَلِيف أَي شَدِيدٌ.
وظَلَفَه عَنِ الأَمر يَظْلِفُه ظَلْفًا: مَنَعَهُ؛ وأَنشد بَيْتُ عَوْفِ بْنِ الأَحوص:
أَلم أَظْلِفْ عَنِ الشُّعَراءِ عِرْضي، ***كَمَا ظُلِفَ الوسيقةُ بِالْكُرَاعِ؟
وظَلَفَه ظلْفًا: مَنَعَهُ عَمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ.
وظَلَفَ نفسَه عن الشي: مَنَعَهَا عَنْ هَوَاهَا، وَرَجُلٌ ظَلِفُ النفْس وظَلِيفُها مِنْ ذَلِكَ.
الْجَوْهَرِيُّ: ظَلَفَ نفسَه عَنِ الشَّيْءِ يَظْلِفُها ظَلفًا أَي مَنَعَهَا مِنْ أَن تَفْعَلَهُ أَو تأْتيه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
لَقَدْ أَظْلِفُ النفْسَ عَنْ مَطْعَمٍ، ***إِذَا مَا تهافَتَ ذِبَّانُه
وظَلِفَتْ نَفْسِي عَنْ كَذَا، بِالْكَسْرِ، تَظْلَف ظلَفًا أَي كَفّت.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: «ظلَف الزُّهْدُ شَهَواتِه»أَي كفَّها وَمَنَعَهَا.
وامرأَة ظَلِفَة النفْس أَي عَزِيزَةٌ عِنْدَ نَفْسِهَا.
وَفِي النَّوَادِرِ: أَظْلَفتُ فُلَانًا عَنْ كَذَا وَكَذَا وظَلَّفْته وشَذَّيْته وأَشْذَيْتُه إِذَا أَبْعَدْته عَنْهُ؛ وكلُّ مَا عَسُر عَلَيْكَ مطلَبُه ظَلِيف.
وَيُقَالُ: أَقامَه اللَّهُ عَلَى الظَّلَفَات أَي عَلَى الشِّدَّةِ والضِّيق؛ وَقَالَ طُفَيل:
هُنالِكَ يَرْويها ضَعِيفي وَلَمْ أُقِمْ، ***عَلَى الظَّلَفات، مُقْفَعِلَّ الأَنامِل
والظَلِيفُ: الذَّليل السيِء الْحَالِ فِي مَعِيشته، وَيُقَالُ: ذهَب بِهِ مَجّانًا وظَلِيفًا إِذَا أَخذه بِغَيْرِ ثَمَنٍ، وَقِيلَ: ذَهَبَ بِهِ ظَلِيفًا أَي بَاطِلًا بِغَيْرِ حَقٍّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَيأْكُلُها ابنُ وعْلةَ فِي ظَلِيفٍ، ***ويأْمَنُ هَيْثَمٌ وابْنا سِنانِ؟
أَي يأْكلها بِغَيْرِ ثَمَنٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
فقلتُ: كلُوها فِي ظَلِيفٍ، فَعَمُّكمْ ***هُوَ اليومَ أَوْلى منكمُ بالتَّكَسُّبِ
وذهَب دمُه ظَلْفًا وظَلَفًا وظَلِيفًا، بِالظَّاءِ وَالطَّاءِ جَمِيعًا، أَي هدَرًا لَمْ يُثأَر بِهِ.
وَقِيلَ: كلُّ هَيِّن ظَلَفٌ.
وأَخَذ الشَّيْءُ بظَلِيفته وظَلِفَته أَي بأَصله وَجَمِيعِهِ وَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا.
والظِّلْفُ: الحاجةُ.
والظِّلْف: المُتابَعةُ فِي الشيء.
اللَّيْثُ: الظَّلِفَةُ طرَفُ حِنْوِ القتَب وحِنو الإِكاف وأَشباه ذَلِكَ مِمَّا يَلِي الأَرض مِنْ جَوانبها.
ابْنُ سِيدَهْ: والظَّلِفَتَان مَا سَفُلَ مِنْ حنْوي الرَّحْل، وَهُوَ مِنْ حِنْوِ القتَب مَا سَفَل عَنِ الْعَضُدِ.
قَالَ: وَفِي الرَّحْلِ الظَّلِفَاتُ وَهِيَ الْخَشَبَاتُ الأَربع اللَّوَاتِي يكنَّ عَلَى جَنْبَيِ الْبَعِيرِ تُصِيبُ أَطْرافُها السُّفْلى الأَرض إِذَا وُضِعت عَلَيْهَا، وَفِي الْوَاسِطِ ظَلِفَتان، وَكَذَلِكَ فِي المؤْخِرةِ، وَهُمَا مَا سَفَلَ مِنِ الجنْوين لأَن مَا عَلَاهُمَا مِمَّا يَلِي العَراقيَ هُمَا العضُدان، وَأَمَّا الْخَشَبَاتُ الْمُطَوَّلَةُ عَلَى جَنْبَيِ الْبَعِيرِ فَهِيَ الأَحناء وَوَاحِدَتُهَا ظَلِفةٌ؛ وَشَاهِدُهُ:
كأَنَّ مَواقعَ الظَّلِفاتِ مِنْهُ ***مَواقعُ مَضْرَحِيَّاتٍ بِقارِ
يُرِيدُ أَن مَوَاقِعَ الظَّلِفاتِ مِنْ هَذَا الْبَعِيرِ قَدِ ابْيَضَّتْ كَمَوَاقِعِ ذَرْقِ النَّسر.
وَفِي حَدِيثِ بِلَالٍ: «كَانَ يُؤَذِّنُ عَلَى ظَلِفات أَقتاب مُغَرَّزةٍ فِي الْجِدَارِ»، هُوَ مِنْ ذَلِكَ.
أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ لأَعلى الظَّلِفَتَيْنِ مِمَّا يَلِي العَراقيَ العضُدان وأَسفلهما الظَّلِفتان.
وَهُمَا مَا سَفُلَ مِنَ الحِنْوين الْوَاسِطُ والمؤْخِرة.
ابْنُ الأَعرابي: ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ وظَلَّفْتُ ورمَّدْتُ وطلَّثْتُ ورمَّثْتُ، كُلُّ هَذَا إِذَا زِدْتَ عَلَيْهَا.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
52-لسان العرب (دعا)
دعا: قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}؛ قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: يَقُولُ ادْعُوا مَنِ اسْتَدعَيتُم طاعتَه ورجَوْتم مَعونتَه فِي الإِتيان بِسُورَةٍ مِثْلِهِ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ"، يَقُولُ: آلِهَتَكم، يَقُولُ اسْتَغِيثوا بِهِمْ، وَهُوَ كَقَوْلِكَ لِلرَّجُلِ إِذَا لَقِيتَ الْعَدُوَّ خَالِيًا فادْعُ الْمُسْلِمِينَ، وَمَعْنَاهُ اسْتَغِثْ بِالْمُسْلِمِينَ، فالدُّعَاء هَاهُنَا بِمَعْنَى الِاسْتِغَاثَةِ، وَقَدْ يَكُونُ الدُّعَاءُ عِبادةً: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ، وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ: فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ، يَقُولُ: ادْعُوهُمْ فِي النَّوَازِلِ الَّتِي تَنْزِلُ بِكُمْ إِنْ كَانُوا آلِهَةً كَمَا تَقُولُونَ يُجيبوا دُعَاءَكُمْ، فَإِنْ دَعَوْتُموهم فَلَمْ يُجيبوكم فأَنتم كَاذِبُونَ أَنهم آلهةٌ.وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ فِي قَوْلِهِ: أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ "؛ مَعْنَى الدُّعَاءِ لِلَّهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوجه: فضربٌ مِنْهَا توحيدهُ والثناءُ عَلَيْهِ كَقَوْلِكَ: يَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنت، وَكَقَوْلِكَ: ربَّنا لكَ الحمدُ، إِذَا قُلْتَه فقدَ دعَوْته بِقَوْلِكَ ربَّنا، ثُمَّ أَتيتَ بِالثَّنَاءِ وَالتَّوْحِيدِ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ: وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي؛ فَهَذَا ضَرْبٌ مِنَ الدُّعَاءِ، وَالضَّرْبُ الثَّانِي مسأَلة اللَّهِ العفوَ وَالرَّحْمَةَ وَمَا يُقَرِّب مِنْهُ كَقَوْلِكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا، وَالضَّرْبُ الثَّالِثُ مسأَلة الحَظِّ مِنَ الدُّنْيَا كَقَوْلِكَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالًا وَوَلَدًا، وَإِنَّمَا سُمِّيَ هَذَا جَمِيعُهُ دُعَاء لأَن الإِنسان يُصَدّر فِي هَذِهِ الأَشياء بِقَوْلِهِ يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا رحمنُ، فَلِذَلِكَ سُمِّي دُعَاءً.
وَفِي حَدِيثِ عرَفة: « أَكثر دُعَائِي ودُعَاء الأَنبياء قَبْلي بعَرفات لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحدهَ لَا شَرِيكَ لَهُ»، لَهُ المُلكُ وله الحمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ التهليلُ والتحميدُ والتمجيدُ دُعَاءً لأَنه بِمَنْزِلَتِهِ فِي استِيجاب ثوابِ اللَّهِ وَجَزَائِهِ كَالْحَدِيثِ الْآخَرِ: إِذَا شَغَلَ عَبْدي ثَنَاؤُهُ عليَّ عَنْ مسأَلتي أَعْطَيْتُه أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السائِلين، وأَما قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلَّا أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ}؛ الْمَعْنَى أَنهم لَمْ يَحْصُلوا مِمَّا كَانُوا ينْتَحِلونه مِنَ المذْهب والدِّينِ وَمَا يَدَّعونه إِلَّا عَلَى الاعْتِرافِ بأَنهم كَانُوا ظَالِمِينَ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي إِسْحَاقَ.
قَالَ: والدَّعْوَى اسمٌ لِمَا يَدَّعيه، والدَّعْوى تَصْلُح أَن تَكُونَ فِي مَعْنَى الدُّعاء، لَوْ قُلْتَ اللَّهُمَّ أَشْرِكْنا فِي صالحِ دُعاءِ المُسْلمين أَو دَعْوَى الْمُسْلِمِينَ جَازَ؛ حَكَى ذَلِكَ سِيبَوَيْهِ؛ وأَنشد: " قَالَتْ ودَعْوَاها كثِيرٌ صَخَبُهْ وأَما قَوْلُهُ تعالى: {وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}؛ يَعْنِي أَنَّ دُعاءَ أَهلِ الجَنَّة تَنْزيهُ اللهِ وتَعْظِيمُه، وَهُوَ قَوْلُهُ: دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَ"، ثُمَّ قَالَ: وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ "؛ أَخبرَ أَنهم يبْتَدِئُون دُعاءَهم بتَعْظيم اللَّهِ وتَنزيهه ويَخْتِمُونه بشُكْره وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، فجَعل تَنْزِيهَهُ دُعَاءً وتحميدَهُ دُعَاءً، والدَّعْوى هُنَا مَعْنَاهَا الدُّعاء.
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: الدُّعاءُ هُوَ العِبادَة، ثُمَّ قرأَ: وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي "؛ وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِ"، قَالَ: يُصَلُّونَ الصَّلَواتِ الخمسَ، ورُوِي مِثْلُ ذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ في قوله: لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهًا "؛ أَي لَنْ نَعْبُد إِلَهًا دُونَه.
وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا}؛ أَي أَتَعْبُدون رَبًّا سِوَى اللَّهِ، وَقَالَ: وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ؛ أَي لَا تَعْبُدْ.
والدُّعاءُ: الرَّغْبَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، دَعَاهُ دُعَاءً ودَعْوَى؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِي الْمَصَادِرِ الَّتِي آخِرُهَا أَلف التأْنيث؛ وأَنشد لبُشَيْر بْنِ النِّكْثِ: " وَلَّت ودَعْوَاها شَديدٌ صَخَبُهْ ذكَّرَ عَلَى مَعْنَى الدُّعَاءِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينا سُلْيمانَ لأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدانُ أَهلِ الْمَدِينَةِ »؛ يَعْنِي الشَّيْطان الَّذِي عَرَضَ لَهُ فِي صَلَاتِهِ، وأَراد بدَعْوَةِ سُلْيمانَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَوْلَهُ: وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، وَمِنْ جُمْلَةِ مُلكه تَسْخِيرُ الشَّيَاطِينِ وانقِيادُهم لَهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: « سأُخْبِرُكم بأَوَّل أَمري دَعْوةُ أَبي إِبْرَاهِيمَ وبِشارةُ عِيسى »؛ دَعْوةُ إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قولهُ تعالى: {رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ}؛ وبِشارَةُ عِيسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَوْلُهُ تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.
وَفِي حَدِيثُ" مُعَاذٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا أَصابَهُ الطَّاعُونُ قَالَ: ليْسَ بِرِجْزٍ وَلَا طاعونٍ وَلَكِنَّهُ رَحْمةُ رَبِّكم ودَعْوَةُ نبِيِّكُم، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؛ أَراد قَوْلَهُ: " اللَّهُمَّ اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن والطاعونِ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ نَظَر، وَذَلِكَ أَنه قَالَ لَمَّا أَصابَهُ الطَّاعُونُ فأَثبَتَ أَنه طاعونٌ، ثُمَّ قَالَ: ليسَ برِجْزٍ وَلَا طاعونٍ فنَفَى أَنه طاعونٌ، ثُمَّ فسَّر قَوْلَهُ ولكنَّه رحمةٌ مِنْ ربِّكم ودَعوةُ نبِيِّكم فَقَالَ أَراد قَوْلَهُ: اللَّهُمَّ اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي بالطَّعْن وَالطَّاعُونِ "، وَهَذَا فِيهِ قَلَق.
وَيُقَالُ: دَعَوْت اللَّهَ لَهُ بخَيْرٍ وعَليْه بِشَرّ.
والدَّعْوة: المَرَّة الواحدةَ مِنَ الدُّعاء؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: « فَإِنَّ دَعْوتَهم تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ »أَي تحُوطُهم وتكْنُفُهم وتَحْفَظُهم؛ يُرِيدُ أهلَ السُّنّة دُونَ البِدْعة.
والدُّعَاءُ: وَاحِدُ الأَدْعِيَة، وأَصله دُعاو لأَنه مَنْ دَعَوْت، إِلَّا أَنَّ الْوَاوَ لمَّا جَاءَتْ بَعْدَ الأَلف هُمِزتْ.
وَتَقُولُ للمرأَة: أَنتِ تَدْعِينَ، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَانِيَةٌ: أَنت تَدْعُوِينَ، وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ: أَنتِ تَدْعُينَ، بِإِشْمَامِ الْعَيْنِ الضَّمَّةَ، وَالْجَمَاعَةُ أَنْتُنَّ تَدْعُونَ مِثْلُ الرِّجَالِ سَوَاءً؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَوْلُهُ فِي اللُّغَةِ الثَّانِيَةِ أَنتِ تَدْعُوِينَ لُغَةٌ غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ.
والدَّعَّاءَةُ: الأَنْمُلَةُ يُدْعى بِهَا كَقَوْلِهِمُ السَّبَّابة كَأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَدْعُو، كَمَا أَن السَّبَّابَةَ هِيَ الَّتِي كأَنها تَسُبُّ.
وَقَوْلُهُ تعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِ}؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنها شَهَادَةُ أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، وجائزٌ أَن تَكُونَ، وَاللَّهُ أَعلم، دَعْوَةُ الْحَقِ" أَنه مَن دَعا اللَّهَ مُوَحِّدًا اسْتُجيب لَهُ دُعَاؤُهُ.
وَفِي كِتَابِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ: أَدْعُوكَ بِ دِعَايَةِ الإِسْلام أَي بِدَعْوَتِه، وَهِيَ كَلِمَةُ الشَّهَادَةِ الَّتِي يُدْعى إِلَيْهَا أَهلُ المِلَلِ الْكَافِرَةِ، وَفِي رِوَايَةٍ: بداعِيَةِ الإِسْلامِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الدَّعْوةِ كَالْعَافِيَةِ وَالْعَاقِبَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثِ عُمَيْر بْنِ أَفْصى: لَيْسَ فِي الخْيلِ داعِيَةٌ لِعاملٍ أَي لَا دَعْوى لعاملِ الزَّكَاةِ فِيهَا وَلَا حَقَّ يَدْعُو إِلَى قَضَائِهِ لأَنها لَا تَجب فِيهَا الزَّكَاةُ.
ودَعا الرجلَ دَعْوًا ودُعَاءً: نَادَاهُ، وَالِاسْمُ الدَّعْوَة.
ودَعَوْت فُلَانًا أَي صِحْت بِهِ واسْتَدْعَيْته.
فأَما قَوْلُهُ تعالى: {يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}؛ فإن أَبا إسحق ذَهَبَ إِلَى أَن يَدْعُو بِمَنْزِلَةِ يَقُولُ، ولَمَنْ مرفوعٌ بِالِابْتِدَاءِ وَمَعْنَاهُ يقولُ لَمَنْ ضَرُّه أَقربُ مِنْ نَفْعه إلهٌ وربٌّ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:
يَدْعُونَ عَنْتَرَ، والرِّماحُ كأَنها ***أَشْطانُ بئرٍ فِي لَبانِ الأَدْهَمِ
مَعْنَاهُ يَقُولُونَ: يَا عَنْتَر، فدلَّت يَدْعُون عَلَيْهَا.
وَهُوَ مِنِّي دَعْوَةَ الرجلِ ودَعْوةُ الرجُلِ، أَي قدرُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ذلك يُنْصَبُ عَلَى أَنه ظَرْفٌ ويُرفع عَلَى أَنه اسمٌ.
وَلِبَنِي فلانٍ الدَّعْوةُ عَلَى قومِهم أَي يُبْدأُ بِهِمْ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَعْطِياتِهم، وَقَدِ انْتَهَتِ الدَّعْوة إِلَى بَنِي فلانٍ.
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُقدِّمُ الناسَ فِي أَعطِياتِهِم عَلَى سابِقتِهم، فَإِذَا انْتَهَتِ الدَّعْوة إِلَيْهِ كَبَّر "أَي النداءُ والتسميةُ وأَن يُقَالَ دونكَ يَا أَميرَ الْمُؤْمِنِينَ.
وتَداعى القومُ: دَعَا بعضُهم بَعْضًا حَتَّى يَجتمعوا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَهُوَ التَّدَاعِي.
والتَّدَاعِي والادِّعَاءُ: الاعْتِزاء فِي الْحَرْبِ، وَهُوَ أَن يَقُولَ أَنَا فلانُ بنُ فُلَانٍ، لأَنهم يَتداعَوْن بأَسمائهم.
وَفِي الْحَدِيثِ: « مَا بالُ دَعْوى الْجَاهِلِيَّةِ؟ هُوَ قولُهم: يَا لَفُلانٍ، كَانُوا يَدْعُون بعضُهم بَعْضًا عِنْدَ الأَمر الْحَادِثِ الشَّدِيدِ».
وَمِنْهُ حَدِيثِ زيدِ بنِ أَرْقَمَ: فَقَالَ قومٌ يَا للأَنْصارِ وَقَالَ قومٌ: يَا للْمُهاجِرين فَقَالَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ: دَعُوها فَإِنَّهَا مُنْتِنةٌ.
وَقَوْلُهُمْ: مَا بالدَّارِ دُعْوِيٌّ، بِالضَّمِّ، أَي أَحد.
قَالَ الْكِسَائِيُّ: هُوَ مِنْ دَعَوْت أَي لَيْسَ فِيهَا مَنْ يَدعُو لَا يُتكَلَّمُ بِهِ إلَّا مَعَ الجَحْد؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ: " إنِّي لَا أَسْعى إِلَى داعِيَّهْ "مُشَدَّدَةَ الْيَاءِ، والهاءُ للعِمادِ مِثْلُ الَّذِي فِي سُلْطانِيَهْ ومالِيَهْ؛ وَبَعْدَ هَذَا الْبَيْتِ: " إِلَّا ارْتِعاصًا كارْتِعاص الحَيَّهْ ودَعَاه إِلَى الأَمِير: ساقَه.
وَقَوْلُهُ تعالى: {وَداعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجًا مُنِيرًا}؛ مَعْنَاهُ دَاعِيًا إِلَى تَوْحِيدِ اللَّهِ وَمَا يُقَرِّبُ مِنْهُ، ودَعَاهُ الماءُ والكَلأُ كَذَلِكَ عَلَى المَثَل.
والعربُ تَقُولُ: دَعَانا غَيْثٌ وَقَعَ ببَلدٍ فأَمْرَعَ أَي كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا لانْتِجاعنا إيَّاه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ: " تَدْعُو أَنْفَهُ الرِّيَبُ والدُّعَاةُ: قومٌ يَدْعُونَ إِلَى بَيْعَةٍ هُدىً أَو ضَلَالَةً، واحدُهم دَاعٍ.
وَرَجُلٌ داعِيَةٌ إِذَا كَانَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى بِدْعة أَو دينٍ، أُدْخِلَت الهاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ.
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَاعِي اللَّهِ تَعَالَى، وَكَذَلِكَ المُؤَذِّنُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: المُؤَذِّنُ دَاعِي اللَّهِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَاعِي الأُمَّةِ إِلَى توحيدِ اللَّهِ وطاعتهِ.
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُخْبِرًا عَنِ الْجِنِّ الَّذِينَ اسْتَمعوا الْقُرْآنَ: وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قالوا يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ.
وَيُقَالُ لِكُلِّ مَنْ مَاتَ دُعِيَ فأَجاب.
وَيُقَالُ: دَعَانِي إِلَى الإِحسان إِلَيْكَ إحسانُك إِلَيَّ.
وَفِي الْحَدِيثُ: الْخِلَافَةُ فِي قُرَيْشٍ والحُكْمُ فِي الأَنْصارِ والدَّعْوَة فِي الحَبَشة "؛ أَرادَ بالدَّعْوَة الأَذانَ جَعله فِيهِمْ تَفْضِيلًا لمؤذِّنِهِ بلالٍ.
والدَّاعِيَة: صرِيخُ الْخَيْلِ فِي الْحُرُوبِ لِدُعَائِهِ مَنْ يَسْتَصْرِخُه.
يُقَالُ: أَجِيبُوا داعِيَةَ الْخَيْلِ.
ودَاعِيَة اللَّبَنِ: مَا يُترك فِي الضَّرْع ليَدْعُو مَا بَعْدَهُ.
ودَعَّى فِي الضَّرْعِ: أَبْقى فِيهِ داعيةَ اللَّبنِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « أَنه أَمر ضِرارَ بنَ الأَزْوَر أَن يَحْلُبَ نَاقَةً وَقَالَ لَهُ دَعْ داعِيَ اللبنِ لَا تُجهِده »أَيْ أَبْق فِي الضَّرْعِ قَلِيلًا مِنَ اللَّبَنِ وَلَا تَسْتَوْعِبْهُ كُلَّهُ، فَإِنَّ الَّذِي تُبْقِيهِ فِيهِ يَدْعُو مَا وَرَاءَهُ مِنَ اللَّبَنِ فيُنْزله، وَإِذَا استُقْصِيَ كلُّ مَا فِي الضَّرْعِ أَبطأَ دَرُّه عَلَى حَالِبِهِ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَاهُ عِنْدِي دَعْ مَا يَكُونُ سَببًا لِنُزُولِ الدِّرَّة، وَذَلِكَ أَن الحالبَ إِذَا تَرَكَ فِي الضَّرْعِ لأَوْلادِ الحلائبِ لُبَيْنةً تَرضَعُها طَابَتْ أَنفُسُها فَكَانَ أَسرَع لإِفاقتِها.
وَدَعَا الميتَ: نَدَبه كأَنه نَادَاهُ.
والتَّدَعِّي: تَطْريبُ النَّائِحَةِ فِي نِياحتِها عَلَى مَيِّتِها إِذَا نَدَبَتْ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
والنادبةُ تَدْعُو الْمَيِّتَ إِذَا نَدَبَتْه، وَالْحَمَامَةُ تَدْعو إِذَا ناحَتْ؛ وَقَوْلُ بِشْرٍ:
أَجَبْنا بَني سَعْد بْنِ ضَبَّة إذْ دَعَوْا، ***وللهِ مَوْلى دَعْوَةٍ لَا يُجِيبُها
يُرِيدُ: لِلَّهِ وليُّ دَعْوةٍ يُجيب إِلَيْهَا ثُمَّ يُدْعى فَلَا "يُجيب؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ فجعَل صوتَ الْقَطَا دُعَاءً:
تَدْعُو قَطًا، وَبِهِ تُدْعى إِذَا نُسِبَتْ، ***يَا صِدْقَها حِينَ تَدْعُوها فتَنْتَسِب
أَي صوْتُها قَطًا وَهِيَ قَطًا، وَمَعْنَى تَدْعُو تُصوّت قَطَا قَطَا.
وَيُقَالُ: مَا الَّذِي دَعَاكِ إِلَى هَذَا الأَمْرِ أَي مَا الَّذِي جَرَّكَ إِلَيْهِ واضْطَرَّك.
وَفِي الْحَدِيثِ: « لَوْ دُعِيتُ إِلَى مَا دُعِيَ إِلَيْهِ يوسفُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، لأَجَبْتُ »؛ يُرِيدُ حِينَ دُعِيَ لِلْخُرُوجِ مِنَ الحَبْسِ فَلَمْ يَخْرُجْ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ فَسْئَلْهُ؛ يَصِفُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ أَي لَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ لَخَرَجْتُ وَلَمْ أَلْبَث.
قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا مِنْ جِنْسِ تَوَاضُعِهِ فِي قَوْلِهِ" لَا تُفَضِّلوني عَلَى يونُسَ بنِ مَتَّى.
وَفِي الْحَدِيثِ: « أَنه سَمِع رجُلًا يَقُولُ فِي المَسجِدِ مَنْ دَعَا إِلَى الجَمَلِ الأَحمر فَقَالَ لَا وجَدْتَ »؛ يُرِيدُ مَنْ وجَدَه فدَعا إِلَيْهِ صاحِبَه، وَإِنَّمَا دَعَا عَلَيْهِ لأَنه نَهَى أَن تُنْشَدَ الضالَّةُ فِي الْمَسْجِدِ.
وَقَالَ الْكَلْبِيُّ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا مَا لَوْنُها}، قَالَ: سَلْ لَنَا رَبّك.
والدَّعْوة والدِّعْوة والمَدْعاة والمِدْعاةُ: مَا دَعَوتَ إِلَيْهِ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ، الْكَسْرُ فِي الدِّعْوَة.
لعَدِي بن الرِّباب وسائر العرب يَفْتَحُونَ، وَخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بالدَّعْوَة الْوَلِيمَةَ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: كُنا فِي مَدْعَاةِ فُلَانٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ يُرِيدُونَ الدُّعاءَ إِلَى الطَّعَامِ.
وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}؛ دارُ السلامِ هِيَ الجَنَّة، وَالسَّلَامُ هُوَ اللَّهُ، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الْجَنَّةُ دَارَ السَّلَامِ أَي دَارَ السَّلَامَةِ وَالْبَقَاءِ، ودعاءُ اللهِ خَلْقَه إِلَيْهَا كَمَا يَدْعُو الرجلُ الناسَ إِلَى مَدْعاةٍ أَي إِلَى مَأْدُبَةٍ يتَّخِذُها وطعامٍ يَدْعُو الناسَ إِلَيْهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا دُعِيَ أَحَدُكم إِلَى طَعَامٍ فلْيُجِبْ فَإِنْ كَانَ مُفْطِرًا فلْيَأْكُلْ وَإِنْ كَانَ صَائِمًا فلْيُصَلِّ».
وَفِي العُرْسِ دَعْوة أَيضًا.
وَهُوَ فِي مَدْعَاتِهِم: كَمَا تَقُولُ فِي عُرْسِهِم.
وَفُلَانٌ يَدَّعِي بكَرَم فِعالهِ أَي يُخْبِر عَنْ نَفْسِهِ بِذَلِكَ.
والمَداعِي: نَحْوَ المَساعي والمكارمِ، يُقَالُ: إِنَّهُ لذُو مَدَاعٍ ومَساعٍ.
وَفُلَانٌ فِي خَيْرٍ مَا ادَّعَى أَي مَا تَمَنَّى.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ}؛ مَعْنَاهُ مَا يتَمَنَّوْنَ وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى مَعْنَى الدُّعاء أَي مَا يَدَّعِيه أَهلُ الْجَنَّةِ يأْتيهم.
وَتَقُولُ الْعَرَبُ: ادَّعِ عليَّ مَا شئتَ.
وَقَالَ الْيَزِيدِيُّ: يُقَالُ لِي فِي هَذَا الأَمر دَعْوَى ودَعاوَى ودَعَاوةٌ ودِعَاوَةٌ؛ وأَنشد:
تأْبَى قُضاعَةُ أَنْ تَرْضى دِعاوَتَكم ***وابْنا نِزارٍ، فأَنْتُمْ بَيْضَةُ البَلَدِ
قَالَ: وَالنَّصْبُ فِي دَعاوة أَجْوَدُ.
وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِي فِيهِمْ دِعْوة أَي قَرابة وإخاءٌ.
وادَّعَيْتُ عَلَى فُلَانٍ كَذَا، وَالِاسْمُ الدَّعْوى.
ودعاهُ اللهُ بِمَا يَكْرَه: أَنْزَلَه بِهِ؛ قَالَ:
دَعاكَ اللهُ مِنْ قَيْسٍ بأَفْعَى، ***إِذَا نامَ العُيونُ سَرَتْ عَلَيْكا
القَيْسُ هُنَا مِنْ أَسماء الذَّكَر.
ودَوَاعِي الدَّهْرِ: صُرُوفُه.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي ذِكْرِ لَظَى، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهَا: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى "؛ مِنْ ذَلِكَ أَي تَفْعل بِهِمُ الأَفاعيل المَكْرُوهَة، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الدُّعَاء الَّذِي هُوَ النِّدَاءُ، وَلَيْسَ بقَوِيّ.
وَرَوَى الأَزهري عَنِ الْمُفَسِّرِينَ: تَدْعُو الْكَافِرَ بِاسْمِهِ وَالْمُنَافِقَ بِاسْمِهِ، وَقِيلَ: لَيْسَتْ كالدعاءِ تَعالَ، وَلَكِنَّ دَعْوَتها إِيَّاهُمْ مَا تَفْعَل بِهِمْ مِنَ الأَفاعيل الْمَكْرُوهَةِ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى" أَي تُعَذِّبُ، وقال "ثَعْلَبٌ: تُنادي مَنْ أَدْبر وتوَلَّى.
ودَعَوْته بزيدٍ ودَعَوْتُه إياهُ: سَمَّيته بِهِ، تَعَدَّى الفعلُ بَعْدَ إِسْقَاطِ الْحَرْفِ؛ قَالَ ابْنُ أَحمرَ الْبَاهِلِيُّ:
أَهْوَى لَهَا مِشْقَصًا جَشْرًا فشَبْرَقَها، ***وكنتُ أَدْعُو قَذَاها الإِثْمِدَ القَرِدا
أَي أُسَمِّيه، وأَراد أَهْوَى لَهَا بِمِشْقَصٍ فَحَذَفَ الْحَرْفَ وأَوصل.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَدًا}؛ أَي جعَلوا، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر أَيضًا وَقَالَ أَي كُنْتُ أَجعل وأُسَمِّي؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَلا رُبَّ مَن تَدْعُو نَصِيحًا، وإنْ تَغِبْ ***تَجِدْهُ بغَيْبٍ غيرَ مُنْتَصِحِ الصَّدْرِ
وادَّعيتُ الشيءَ: زَعَمْتُهُ لِي حَقًّا كَانَ أَو بَاطِلًا.
وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي سُورَةِ المُلْك: وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ "؛ قرأَ أَبو عَمْرٍو تَدَّعُون، مُثَقَّلَةً، وَفَسَّرَهُ الْحَسَنُ تَكْذبون مِنْ قَوْلِكَ تَدَّعِي الْبَاطِلَ وتَدَّعِي مَا لَا يَكُونُ، تأْويله فِي اللُّغَةِ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ مِنْ أَجله تَدَّعُونَ الأَباطيلَ والأَكاذيبَ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ تَدَّعُون بِمَعْنَى تَدْعُون، وَمَنْ قرأَ تَدْعُون، مُخَفَّفَةً، فَهُوَ مَنْ دَعَوْت أَدْعُو، وَالْمَعْنَى هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ وتَدْعُون اللَّهَ بتَعْجيله، يَعْنِي قَوْلَهُمْ: اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ تَدَّعُون فِي الْآيَةِ تَفْتَعِلُونَ مِنَ الدُّعَاءِ وتَفْتَعِلون مِنَ الدَّعْوَى، وَالِاسْمُ الدَّعْوى والدِّعْوة، قَالَ اللَّيْثُ: دَعا يَدْعُو دَعْوَةً ودُعاءً وادَّعَى يَدَّعي ادِّعاءً ودَعْوَى.
وَفِي نَسَبِهِ دَعْوة أَي دَعْوَى.
والدِّعْوة، بِكَسْرِ الدَّالِ: ادِّعاءُ الوَلدِ الدَّعِيِّ غَيْرَ أَبيه.
يُقَالُ: دَعِيٌّ بيِّنُ الدِّعْوة والدِّعاوَة.
وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّعْوة فِي الطَّعَامِ والدِّعْوة فِي النَّسَبِ.
ابْنُ الأَعرابي: المدَّعَى المُتَّهَمُ فِي نسَبه، وَهُوَ الدَّعِيُّ.
والدَّعِيُّ أَيضًا: المُتَبَنَّى الَّذِي تَبَنَّاه رجلٌ فَدَعَاهُ ابنَه ونسبهُ إِلَى غَيْرِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبَنَّى زيدَ بنَ حارثةَ فأَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَن يُنْسَب الناسُ إِلَى آبَائِهِمْ وأَن لَا يُنْسَبُوا إِلَى مَن تَبَنَّاهم فَقَالَ: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ"، وَقَالَ: وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ.
أَبو عَمْرٍو عَنْ أَبيه: والدَّاعِي المُعَذِّب، دَعاهُ اللَّهُ أَي عَذَّبَه اللَّهُ.
والدَّعِيُّ: الْمَنْسُوبُ إِلَى غَيْرِ أَبيه.
وَإِنَّهُ لَبَيِّنُ الدَّعْوَة والدِّعْوَةِ، الْفَتْحُ لعَدِيِّ بْنِ الرِّباب، وسائرُ الْعَرَبِ تَكْسِرُها بِخِلَافِ مَا تَقَدَّمَ فِي الطَّعَامِ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: إِنَّهُ لبيِّنُ الدَّعَاوَة والدِّعَاوَة.
وَفِي الْحَدِيثِ: « لَا دِعْوَة فِي الإِسلام »؛ الدِّعْوَة فِي النَّسَبِ، بِالْكَسْرِ: وَهُوَ أَن ينْتَسب الإِنسان إِلَى غَيْرِ أَبيه وَعَشِيرَتِهِ، وَقَدْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فَنَهَى عَنْهُ وجعَل الوَلَدَ لِلْفِرَاشِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « لَيْسَ مِنَ رَجُلٍ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبيه وَهُوَ يَعْلمه إِلَّا كَفَر، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فالجَنَّة عَلَيْهِ حَرَامٌ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ »، وَقَدْ تكرَّرَت الأَحاديث فِي ذَلِكَ، والادِّعَاءُ إِلَى غيرِ الأَبِ مَعَ العِلْم بِهِ حَرَامٌ، فَمَنِ اعْتَقَدَ إِبَاحَةَ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ لِمُخَالَفَتِهِ الإِجماع، وَمَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ إِبَاحَتَهُ فَفِي مَعْنَى كُفْرِهِ وَجْهَانِ: أَحدهما أَنه قَدْ أَشبه فعلُه فعلَ الْكُفَّارِ، وَالثَّانِي أَنه كَافِرٌ بِنِعْمَةِ اللَّهِ والإِسلام عَلَيْهِ؛ وَكَذَلِكَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: " فَلَيْسَ مِنَّا أَي إِنِ اعْتَقَد جوازَه خَرَجَ مِنَ الإِسلام، وَإِنْ لَمْ يَعْتَقِدْهُ فَالْمَعْنَى لَمْ يَتَخَلَّق بأَخلاقنا؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: المُسْتَلاطُ لَا يَرِثُ ويُدْعَى لَهُ ويُدْعَى بِهِ "؛ المُسْتَلاطُ المُسْتَلْحَق فِي النَّسَبِ، " ويُدْعَى لَهُ أَي يُنْسَبُ إِلَيْهِ فَيُقَالُ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، ويُدْعَى بِهِ أَي يُكَنَّى فَيُقَالُ: هُوَ أَبو فُلَانٍ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ لَا يَرِثُ لأَنه لَيْسَ بِوَلَدٍ حَقِيقِيٍّ.
والدَّعْوة: الحِلْفُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: الدَّعْوَةُ الحِلْف.
يُقَالُ: دَعْوَة بَنِي فُلَانٌ فِي بَنِي فُلَانٍ.
وتَداعَى البناءُ وَالْحَائِطُ للخَراب إِذَا تكسَّر وآذَنَ بانْهِدامٍ.
ودَاعَيْنَاها عَلَيْهِمْ مِنْ جَوانِبِها: هَدَمْناها عَلَيْهِمْ.
وتَدَاعَى الْكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ إِذَا هِيلَ فانْهالَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « كَمَثَلِ الجَسدَ إِذَا اشْتَكَى بعضهُ تَدَاعَى سائرهُ بالسَّهَر والحُمَّى كأَن بَعْضَهُ دَعَا بَعْضًا مِنْ قَوْلِهِمْ تَدَاعَت الْحِيطَانُ» أَي تَسَاقَطَتْ أَو كَادَتْ، وتَدَاعَى عَلَيْهِ الْعَدُوُّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ: أَقْبَلَ، مِنْ ذَلِكَ.
وتَدَاعَت القبائلُ عَلَى بَنِي فُلَانٍ إِذَا تأَلَّبوا وَدَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى التَّناصُر عَلَيْهِمْ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « تَدَاعَتْ عَلَيْكُمُ الأُمَم» أَي اجْتَمَعُوا وَدَعَا بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
وَفِي حَدِيثِ ثَوْبانَ: « يُوشكُ أَن تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِها».
وتَدَاعَتْ إبلُ فُلَانٍ فَهِيَ مُتَدَاعِيةٌ إِذَا تَحَطَّمت هُزالًا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَباعَدْتَ مِنِّي أَن رأَيتَ حَمُولَتي ***تَدَاعَتْ، وأَن أَحْنَى عليكَ قَطِيعُ
والتَّدَاعِي فِي الثَّوْبِ إِذَا أَخْلَقَ، وَفِي الدَّارِ إِذَا تصدَّع مِنْ نَوَاحِيهَا، والبرقُ يَتَدَاعَى فِي جَوَانِبِ الغَيْم؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
وَلَا بَيْضاءَ فِي نَضَدٍ تَدَاعَى ***ببَرْقٍ فِي عَوارِضَ قَدْ شَرِينا
وَيُقَالُ: تَدَاعَت السحابةُ بِالْبَرْقِ والرَّعْد مِنْ كُلِّ جَانِبٍ إِذَا أَرْعَدَت وبَرَقَت مِنْ كُلِّ جِهَةٍ.
قَالَ أَبو عَدْنان: كلُّ شَيْءٍ فِي الأَرض إِذَا احتاجَ إِلَى شَيْءٍ فَقَدْ دَعا بِهِ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَخْلَقَت ثيابُه: قَدْ دَعَتْ ثِيابُكَ أَي احْتَجْتَ إِلَى أَن تَلْبَسَ غَيْرَهَا مِنَ الثِّيَابِ.
وَقَالَ الأَخفش: يُقَالُ لَوْ دُعِينَا إِلَى أَمر لانْدَعَينا مِثْلَ قَوْلِكَ بَعَثْتُه فانْبَعَثَ، وَرَوَى الْجَوْهَرِيُّ هَذَا الْحَرْفَ عَنِ الأَخفش، قَالَ: سَمِعْتُ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لَوْ دَعَوْنا لانْدَعَيْنا أَي لأَجَبْنا كَمَا تَقُولُ لَوْ بَعَثُونا لانْبَعَثْنا؛ حَكَاهَا عَنْهُ أَبو بَكْرِ ابن السَّرَّاج.
والتَّداعِي: التَّحاجِي.
ودَاعَاهُ: حاجاهُ وفاطَنَه.
والأُدْعِيَّةُ والأُدْعُوَّةُ: مَا يَتَداعَوْنَ بِهِ.
سِيبَوَيْهِ: صَحَّت الْوَاوُ فِي أُدْعُوَّة لأَنه لَيْسَ هُنَاكَ مَا يَقْلِبُها، وَمَنْ قَالَ أُدْعِيَّة فلخِفَّةِ الْيَاءِ عَلَى حَدِّ مَسْنِيَّة، والأُدْعِيَّة مِثْل الأُحْجِيَّة.
والمُدَاعَاة: المُحاجاة.
يُقَالُ: بَيْنَهُمْ أُدْعِيَّة يَتَداعَوْنَ بِهَا وأُحْجِيَّة يَتَحاجَوْنَ بِهَا، وَهِيَ الأُلْقِيَّة أَيضًا، وَهِيَ مِثْلُ الأُغْلُوطات حَتَّى الأَلْغازُ مِنَ الشِّعْرِ أُدْعِيَّة مِثْلُ قَوْلِ الشَّاعِرِ:
أُدَاعِيكَ مَا مُسْتَحْقَباتٌ مَعَ السُّرَى ***حِسانٌ، وَمَا آثارُها بحِسانِ
أَي أُحاجِيكَ، وأَراد بالمُسْتَحْقَباتِ السُّيوفَ، وَقَدْ دَاعَيْتُه أُدَاعِيهِ؛ وَقَالَ آخَرُ يَصِفُ القَلَم:
حاجَيْتُك يَا خَنْساءُ، ***فِي جِنْسٍ مِنَ الشِّعْرِ
وَفِيمَا طُولُه شِبْرٌ، ***وَقَدْ يُوفِي عَلَى الشِّبْرِ
لَهُ فِي رَأْسِهِ شَقٌّ ***نَطُوفٌ، ماؤُه يَجْرِي
أَبِيِني، لَمْ أَقُلْ هُجْرًا ***ورَبِّ البَيْتِ والحِجْرِ
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
53-مجمل اللغة (أرب)
أرب: الإربة والأرب والمأربة [كل ذلك] الحاجة.والإرب: العضو، وفي الحديث: كان [صلى الله عليه وآله]، أملككم لإربه، قيل: العضو وقيل: الحاجة.
و [يقال]: أربتُ الشيء تأيبًا، إذا وفرتهُ، وكل موفر مؤربٌ.
والتأربُ: التشددُ في الشيء.
ويقال: أربتُ العقدة، إذًا أحكمتها.
قال ابن مقتل:
وتأريب على اليسر
والإربُ: الدهي، يقال: هو ذو إربٍ، ويقال: أرِبَ،
إذا تساقطت أعضاؤه.
ورجل أرب: عالم.
قال أبو العيال:
يلف طوئف الأعدا
ء وهو بلفهم أربُ
و [يقال]: آرب على القوم، مثال أفعَل، إذا فاز وفلح.
قال لبيد:
ونفس الفتى رهن بقمرة مؤرب
والأربي: الداهية.
قال ابن احمر:
فلما غسا ليلي وأيقنت أنها
هي الأربى جاءت بأم حبوكرا
مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
54-مقاييس اللغة (أرب)
(أَرَبَ) الْهَمْزَةُ وَالرَّاءُ وَالْبَاءُ لَهَا أَرْبَعَةُ أُصُولٍ إِلَيْهَا تَرْجِعُ الْفُرُوعُ: وَهِيَ الْحَاجَةُ، وَالْعَقْلُ، وَالنَّصِيبُ، وَالْعَقْدُ.فَأَمَّا الْحَاجَةُ فَقَالَ الْخَلِيلُ: الْأَرَبُ الْحَاجَةُ، وَمَا أَرَبُكَ إِلَى هَذَا، أَيْ: مَا حَاجَتُكَ.
وَالْمَأْرَبَةُ وَالْمَأْرُبَةُ وَالْإِرْبَةُ، كُلُّ ذَلِكَ الْحَاجَةُ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ} [النور: 31].
وَفِي الْمَثَلِ: أَرَبٌ لَا حَفَاوَةٌ، أَيْ: حَاجَةٌ جَاءَتْ بِكَ وَلَا وُدٌّ وَلَا حُبٌّ.
وَالْإِرْبُ: الْعَقْلُ.
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ لِلْعَقْلِ أَيْضًا إِرْبٌ وَإِرْبَةٌ كَمَا يُقَالُ لِلْحَاجَةِ إِرْبَةٌ وَإِرْبٌ.
وَالنَّعْتُ مِنَ الْإِرْبِ أَرِيبٌ، وَالْفِعْلُ أَرُبَ بِضَمِّ الرَّاءِ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَرُبَ الرَّجُلُ يَأْرُبُ إِرَبًا.
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْفَوْزُ وَالْمَهَارَةُ بِالشَّيْءِ، يُقَالُ: أَرِبْتُ بِالشَّيْءِ، أَيْ: صِرْتُ بِهِ مَاهِرًا.
قَالَ قَيْسٌ:
أَرِبْتُ بِدَفْعِ الْحَرْبِ لَمَّا رَأَيْتُهَا *** عَلَى الدَّفْعِ لَا تَزْدَادُ غَيْرَ تَقَارُبِ
وَيُقَالُ: آرَبْتُ عَلَيْهِمْ فُزْتُ.
قَالَ لَبِيدٌ:
وَنَفْسُ الْفَتَى رَهْنٌ بقَمْرةِ مُؤْرِبِ.
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْمُؤَارَبَةُ وَهِيَ الْمُدَاهَاةُ، كَذَا قَالَ الْخَلِيلُ.
وَكَذَلِكَ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: مُؤَارَبَةُ الْأَرِيبِ جَهْلٌ.
وَأَمَّا النَّصِيبُ فَهُوَ وَالْعُضْوُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ، لِأَنَّهُمَا جُزْءُ الشَّيْءِ.
قَالَ الْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ: الْأُرْبَةُ نَصِيبُ الْيَسَرِ مِنَ الْجَزُورِ.
وَقَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
لَا يَفْرَحُونَ إِذَا مَا فَازَ فَائِزُهُمْ *** وَلَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ أُرْبَةُ الْيَسَرِ
وَمِنْ هَذَا مَا فِي الْحَدِيثِ: كَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ، أَيْ: لِعُضْوِهِ.
وَيُقَالُ: عُضْوٌ مُؤَرَّبٌ، أَيْ: مُوَفَّرُ اللَّحْمِ تَامُّهُ.
قَالَ الْكُمَيْتُ:
وَلَانْتَشَلَتْ عُضْوَيْنِ مِنْهَا يُحَابِرٌ *** وَكَانَ لِعَبْدِ الْقَيْسِ عُضْوٌ مُؤَرَّبُ
أَيْ: صَارَ لَهُمْ نَصِيبٌ وَافِرٌ.
وَيُقَالُ: أَرِبَ، أَيْ: تَسَاقَطَتْ آرَابُهُ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِرَجُلٍ: أَرِبْتَ مِنْ يَدَيْكَ، أَتَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
يُقَالُ مِنْهُ أَرِبَ.
وَأَمَّا الْعَقْدُ وَالتَّشْدِيدُ فَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: أَرِبَ الرَّجُلُ يَأْرَبُ: إِذَا تَشَدَّدَ وَضَنَّ وَتَحَكَّرَ.
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ.
التَّأْرِيبُ، وَهُوَ التَّحْرِيشُ، يُقَالُ: أَرَّبْتُ عَلَيْهِمْ.
وَتَأَرَّبَ فُلَانٌ عَلَيْنَا: إِذَا الْتَوَى وَتَعَسَّرَ وَخَالَفَ.
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: تَأَرَّبْتُ فِي حَاجَتِي تَشَدَّدْتُ، وَأَرَّبْتُ الْعُقْدَةَ، أَيْ: شَدَّدْتُهَا.
وَهِيَ الَّتِي لَا تَنْحَلُّ حَتَّى تُحَلَّ حَلًّا.
وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ قِلَادَةُ الْفَرَسِ وَالْكَلْبِ أُرْبَةً لِأَنَّهَا عُقِدَتْ فِي عُنُقِهِمَا.
قَالَ الْمُتَلَمِّسُ:
لَوْ كُنْتَ كَلْبَ قَنِيصٍ كُنْتَ ذَا جُدَدٍ *** تَكُونُ أُرْبَتُهُ فِي آخِرِ الْمَرَسِ
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْأُرْبَةُ خِلَافُ الْأُنْشُوطَةِ.
وَأَنْشَدَ:
وَأُرْبَةٍ قَدْ عَلَا كَيْدِي مَعَاقِمَهَا *** لَيْسَتْ بِفَوْرَةِ مَأْفُونٍ وَلَا بَرَمِ
قَالَ الْخَلِيلُ: الْمُسْتَأْرِبُ مِنَ الْأَوْتَارِ الشَّدِيدُ الْجَيِّدُ.
قَالَ:
مِنْ نَزْعِ أَحْصَدَ مُسْتَأْرِبِ.
وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:
شُمُّ الْعَرَانِينِ يُنْسِيهِمْ مَعَاطِفَهُمْ *** ضَرْبُ الْقِدَاحِ وَتَأْرِيبٌ عَلَى الْخَطَرِ
فَقِيلَ يُتَمِّمُونَ النَّصِيبَ، وَقِيلَ يَتَشَدَّدُونَ فِي الْخَطَرِ.
وَقَالَ:
لَا يَفْرَحُونَ إِذَا مَا فَازَ فَائِزُهُمْ *** وَلَا تُرَدُّ عَلَيْهِمْ أُرْبَةُ الْعَسِرِ
أَيْ: هُمْ سُمَحَاءُ لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِمْ عَسِرٌ يُفْسِدُ أُمُورَهُمْ.
قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: رَجُلٌ أَرِبٌ: إِذَا كَانَ مُحْكَمَ الْأَمْرِ.
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ أَرِبْتُ بِكَذَا أَيِ اسْتَعَنْتُ.
قَالَ أَوْسٌ:
وَلَقَدْ أَرِبْتُ عَلَى الْهُمُومِ بِجَسْرَةٍ *** عَيْرَانَةٍ بِالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُونِ
وَاللَّجُونُ: الثَّقِيلَةُ.
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْأُرَبَى، وَهِيَ الدَّاهِيَةُ الْمُسْتَنْكَرَةُ.
وَقَالُوا: سُمِّيَتْ لِتَأْرِيبِ عَقْدِهَا كَأَنَّهُ لَا يُقْدَرُ عَلَى حَلِّهَا.
قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:
فَلَمَّا غَسَا لَيْلِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا *** هِيَ الْأُرَبَى جَاءَتْ بِأُمِّ حَبَوْكَرَى
فَهَذِهِ أُصُولُ هَذَا الْبِنَاءِ.
وَمِنْ أَحَدِهَا إِرَابٌ، وَهُوَ مَوْضِعٌ وَبِهِ سُمِّيَ [يَوْمُ] إِرَابٍ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي غَزَا فِيهِ الْهُذَيلُ بْنُ حَسَّانَ التَّغْلِبِيُّ بَنِي يَرْبُوعٍ، فَأَغَارَ عَلَيْهِمْ.
وَفِيهِ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ:
وَكَأَنَّ رَايَاتِ الْهُذَيْلِ إِذَا بَدَتْ *** فَوْقَ الْخَمِيسِ كَوَاسِرُ الْعِقْبَانِ
وَرَدُوا إِرَابَ بِجَحْفَلٍ مِنْ وَائِلٍ *** لِجَبِ الْعَشِيِّ ضُبَارِكِ الْأَقْرَانِ
ثُمَّ أَغَارَ جَزْءُ بْنُ سَعْدٍ الرِّيَاحِيُّ بِبَنِي يَرْبُوعٍ عَلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَهُمْ خُلُوفٌ، فَأَصَابَ سَبْيَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَالْتَقَيَا عَلَى إِرَابٍ، فَاصْطَلَحَا عَلَى أَنْ.
خَلَّى جَزْءٌ مَا فِي يَدَيْهِ مِنْ سَبْيِ يَرْبُوعٍ وَأَمْوَالِهِمْ، وَخَلَّوْا بَيْنَ الْهُذيلِ وَبَيْنَ الْمَاءِ يَسْقِي خَيْلَهُ وَإِبِلَهُ.
وَفِي هَذَا الْيَوْمِ يَقُولُ جَرِيرٌ:
وَنَحْنُ تَدَارَكْنَا ابْنَ حِصْنٍ وَرَهْطَهُ *** وَنَحْنُ مَنَعْنَا السَّبْيَ يَوْمَ الْأَرَاقِمِ
مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
55-صحاح العربية (أرب)
[أرب] الإِرْبُ: العُضْوُ.يقال: السُّجودُ على سَبْعَةِ آرابٍ وأَرْآب أيضًا.
ورَجُلٌ مُسْتَأرَبٌ بفتح الراء، أي مَدْيونٌ، كأنّ الدَيْنَ أخَذَ بآرابِهِ.
قال الشاعر:
*** مستأرب عضه السلطان مَديونُ *** وَالإِرْبُ أيضًا: الدَهاء، وهو من العَقْل.
يقال: هو ذو إرْبٍ.
وقد أَرُبَ يَأْرُبُ إرَبًا، مثل: صغر صغرا، وأرابة أيضا بالفتح، عن أبى زيد.
وفلان يؤارب صاحبه، إذا داهاهُ.
والأّريبُ: العاقِلُ.
والأِرْبُ أيضًا: الحاجَةُ، وفيه لُغات: إرْبٌ وإربة، وأرب، ومأربة، ومأربة.
وفى المثل: " مأربة لاحفاوة "، تقول منه: أَرِبَ الرجلُ بالكسر يَأْرَبُ أَرَبًا.
وقوله تعالى: (غَيْرِ أولي الإِرْبَةِ من الرِجالِ)، قال سعيدُ بن جُبَيْر: هو الْمَعْتوهُ.
وأَرِبَ الدَهْرُ أيضا، إذا اشتد.
وقال: أرب الدهر فَأعْدَدْتُ له *** مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ الكتد ويقال أيضا: أَرِبَ الرجلُ، إذا تساقَطَتْ أَعْضاؤُهُ.
ويقال أَرِبْتَ من يَدَيْكَ، أي: سَقَطَتْ آرابُكَ من اليدين خاصَّةً.
وأرب بالشئ أيضا: درب به وصار بصيرًا فيه، فهو أَرِبٌ.
وقال الشاعر أبو العِيالِ: يَلُفُّ طَوائِفَ الأعْدا *** ءِ وهو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ والأّرْبَةُ بالضم: العُقْدَةُ.
وَتَأْريبُ العقدة: إحكامها، يقال: أرب عقدتك، وهي التي لا تَنْحَلُّ حتى تحل حلا.
قال ابن مقبل:
ضرب القداح وتأريب على الخطر *** وتأريب الشئ أيضا: تَوْفيرُهُ.
وكل مُوَفَّرٍ مُؤَرَّب.
يقال: أَعْطاهُ عُضوًا مُؤَرَّبًا، أي: تامًّا لم يكسر.
الأصمعي: التأَرُّب: التشَدُّدُ في الشئ.
يقال: تأربت في حاجتي، وتَأرَّبَ فلان عَلَيَّ، أي تأبى وتشدد.
وآربت على القوم، أي: فزت عليهم وفلجت.
ومنه قول لبيد:
وَنَفْس الفَتى رَهْنٌ بقمرة مؤرب *** ومأرب: موضع، ومنه ملح مأرب.
والاربى: الداهية، بضم الهمزة.
قال ابن أحمر: فلما غسى ليلى وأيقنت أنها *** هي الاربى جاءت بأم حبو كرى
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
56-منتخب الصحاح (ءرب)
الإِرْبُ: العُضْوُ.يقال: السُّجودُ على سَبْعَةِ آرابٍ وأَرْآب أيضًا.
ورَجُلٌ مُسْتَأرَبٌ بفتح الراء، أي مَدْيونٌ، كأنّ الدَيْنَ أخَذَ بآرابِهِ.
قال الشاعر: مُسْتَأْرَبٍ عَضَّهُ السُّلْطَانُ مَديونُ وَالإِرْبُ أيضًا: الدَهاء، وهو من العَقْل.
يقال: هو ذو إرْبٍ.
وقد أَرُبَ يَأْرُبُ إرَبًا، وأَرابَةً أيضًا.
وفلان يؤارِبُ صاحِبَهُ، إذا داهاهُ , والأّريبُ: العاقِلُ.
والأِرْبُ أيضًا: الحاجَةُ، وفيه لُغات: إرْبٌ وإرْبَةٌ، وأَرَبٌ، وَمَأرَبَةٌ.
وفي المثل: مَأْرَبَةٌ لا حَفاوَةٌ، تقول منه: أَرِبَ الرجلُ بالكسر يَأْرَبُ أَرَبًا.
وقوله تعالى: غَيْرِ أولي الإِرْبَةِ من الرِجالِ، قال سعيدُ بن جُبَيْر: هو الْمَعْتوهُ.
وأَرِبَ الدَهْرُ أيضًا، إذا اشتد.
ويقال: أيضًا: أَرِبَ الرجلُ، إذا تساقَطَتْ أَعْضاؤُهُ.
ويقال أَرِبْتَ من يَدَيْكَ، أي: سَقَطَتْ آرابُكَ من اليدين خاصَّةً.
وأرِبَ بالشيءِ أيضًا: دَرِبَ به وصار بصيرًا فيه، فهو أَرِبٌ.
وقال الشاعر أبو العِيالِ:
يَلُفُّ طَوائِفَ الأعْدا *** ءِ وهو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ
والأّرْبَةُ بالضم: العُقْدَةُ.
وَتَأْريبُ العُقْدَةِ: إحْكامُها، يقالك أرِّبْ عُقْدَتَكَ، وهي التي لا تَنْحَلُّ حتى تُحَلَّ حَلًا.
وتَأريبُ الشيءِ أيضًا: تَوْفيرُهُ.
وكل مُوَفَّرٍ مُؤَرَّب.
يقال: أَعْطاهُ عُضوًا مُؤَرَّبًا، أي: تامًّا لم يكسر.
الأصمعي: التأَرُّب: التشَدُّدُ في الشيء.
يقال: تَأَرَّبْتُ في حاجتي، وتَأرَّبَ فلان عَلَيَّ، أي تَأبَّى وتَشَدَّدَ , وآرَبْتُ على الفومِ، أي فُزْتُ عليهم وفَلَحْتُ.
ومنه قول لبيد: وَنَفْس الفَتى رَهْنٌ بقَمْرَةِ مُؤرِبِ والأُرَبى: الداهية، بضم الهمزة.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
57-المحيط في اللغة (هذي)
هذي الهذيان كلام غير معقول، هذى يهذي.والهذاية الرجل الكثير الهذيان، وكذلك الهذاء.
وإذا فسدت القرحة وتقطعت قيل تهذأت.
وأهذيت اللحم - أيضًا - أنضجته حتى لا يتماسك.
وآلٌ هاذٍ أي جارٍ، يعني السراب.
وأما هذا فالهاء فيه زائدة دخلت للتنبيه.
فالهاء فيه زائدة دخلت للتنبيه.
وهذا فعل ذاك وهاذائه فعل ذاك لغة لبني أسد.
والهذأة المسحاة.
وهذأت العدو إذا أفنيتهم.
والهذء أن تهذأ الإبل أذا تساقطت هزالًا.
وهذئ الرجل من البرد؛ هذءًا.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
58-تهذيب اللغة (ظلف)
[ظلف]: قال الليث: الظِّلْفُ: ظِلْفُ البقرة وما أشبهها ممَّا يَجْتَرُّ وهو ظُفْرها.وقال ابن السكيت: يقال: رِجْلُ الإنسان وقَدمُه وحافرُ الفرس وخُفُّ البَعير والنَّعامةِ وظِلْفُ البقرةِ والشاةِ.
وقال الليث: يُستعارُ الظِّلْفُ للخيل وأنشد قول عمرو بن معديكرب:
* وخَيْلٍ تَطأْكم بأَظْلافِها*
وأخبرني المنذري عن أبي طالب عن الفراء: قال تقول العرب: وَجَدَتْ الدابةُ ظِلْفَها، يُضرب مَثَلا للذي يَجدُ ما يُوافِقه وتكونُ فيه إرادتُه، من الناس والدوابّ.
قال الفراء: الظَّلَفُ من الأرض تَسْتَحِبُّ الخيلُ العَدْوَ عليها، وأرض ظَلِفَةٌ لا يَسْتَبِينُ المشيُ عليها من لِينِها.
وأخبرني المنذريُّ عن الطُّوسِي عن الخراز عن ابن الأعرابيّ: قال: الظَّلَفُ ما غَلُظَ من الأرض وأنشد لابن الأحْوَص:
أَلَمْ أَظْلِفْ عَن الشُّعراء عِرْضِي *** كما ظُلِفَ الوَسِيقَةُ بالكُراعِ
قال: هذا رجلٌ سَلَّ إبلا فأخذ بها في كُرَاعِ من الأرض لئلا تَسْتَبِينَ آثارُها فَتُتَّبَع، قلت: جَعَل الفرَّاءُ الظَّلَفَ ما لان من الأرض، وجَعَلها ابن الأعرابيّ ما غَلُظَ من الأرض، والقول قول ابن الأعرابيّ، الظَّلَفُ من الأرض ما صَلُب فلم يُؤَدِّ أثرا، ولا وُعوثَةَ فيها فيشتدُّ على الماشي المشيُ فيها، ولا رَمْلَ فَتَرْمَضُ فيها النَّعَم، ولا حجارةَ فتحْفَى فيها، ولكنها صُلْبَةُ التُّربة لا تُؤَدِّي أثرا.
وروي عن شمر لابن شميل فيما قرأت بخطه: الظَّلِفَةُ الأرض التي لا تَتَبَيَّنُ فيها أثرا، هي قُفٌّ غليظُ، وهي الظَّلَفُ.
وقال يزيد بن الحكم يصف جارية:
تشكو إذا ما مَشَتْ بالدِّعْصِ أَخْمَصَها *** كأَنَّ ظَهْرَ النَّقا قُفٌّ لَهُ ظَلَفُ
قال: وقال ابن الأعرابيّ: أَظْلَفَ الرجلُ إذا وَقع في موضعٍ صُلْبٍ، وأنشد بيتَ عوف بن الأحوص:
* أَلم أَظْلِفْ عَنْ الشُّعراء عِرْضِي*
قال: وسارقُ الإبل يحْمِلُها على أرض صُلْبة لئلا يُرى أَثَرُها، والكُرَاعُ من الحرَّة ما استطال.
قال: وقال الفراء: أرض ظَلِفٌ وظَلِفَةٌ إذا كانت لا تُؤَدِّي أثرا، كأنها تمنع من ذلك.
ومنه يقال: ظَلَفَ الرجلُ نفسَه عما يَشِينُها إذا مَنَعها.
وقال غيره: الأُظْلُوفَة من الأرض القِطْعَةُ الحزْنَةُ الخَشِنَةُ، وهي الأَظاليفُ، ومكان ظَلِيفٌ حَزْنٌ خَشِنٌ، قال: والظَّلْفَاءُ صَفَاةٌ قد استوت من الأرضِ مَمْدودةً، قال: ويقال: أقامه الله على الظَّلَفَاتِ، أي على الشِّدَّةِ والضِّيق.
وقال طُفَيْل الغَنَويّ:
هُنالِك يَرْويها ضَعِيفي ولم أُقِمْ *** على الظَّلَفَاتِ مُقْفَعِلَّ الأنَامِل
ورُوي عن عمر بن الخطاب أنه قال
لراعي غنمه: عليكَ الظَّلَفَ من الأرض لا تُرَمِّضْها، قلت: أَمَره بأن يَرْعاها في صَلاباتِ الأرض لئلا تَرْمَضَ فَتَتْلَفُ أظْلافُها، لأن الشَّاءَ إذا رُعيتْ في الدِّهاسِ وحَمِيتْ الشمسُ عليها أَرْمَضَتْها، والصَّيَّادُ في الباديةَ يلْبس مِسْمَاتَيْهِ وهما جَوْرَباه في الهاجِرة الحارَّة فَيثيرُ الوحشَ عن كُنُسِها، فإذا مَشَتْ في الرَّمْضاءِ تساقَطَتْ أظلافُها، وأخذها المُسْتَمِي ويقال لهم: السُّمَاةُ واحدُهم سَامٍ.
وقال الليث: الظَّلِفَةُ طَرَفُ حِنْو القَتَبِ وحِنوِ الإكافِ، وأشباه ذلك مما يلي الأرض من جوانبها، قال: والظَّلِيفُ الذَّليلُ السَّيِّيءُ الحال في معيشته، وقال: ذهب به مَجَّانا وظَليفا إذا أَخَذَه بِغَيْر ثمنٍ، وأنشد:
أَيَأْكُلُها ابنُ وَعْلَةَ في ظَلِيفٍ *** ويَأْمَنُ هَيْثَمٌ وابْنَا سِنانِ
عمرو عن أبيه، قال: الظِّلْفُ الحاجة، والظِّلْفُ المتابَعَةُ في المَشي.
وغيره، ويقال: جاءَتْ الإبل على ظِلْفٍ واحد، قال: والظِّلْفُ الباطلُ، والظِّلْفُ المُبَاحُ.
أبو عبيد عن أبي عمرو: ذهب دَمُه ظَلْفا وظَلَفا بالظَّاء والطَّاء معناه هَدْرا.
قال: وقال أبو زيد: أخذتُ الشيءَ بظَلِيفتِه إذا لم يَدَعْ منه شيئا.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ: غَنَمُ فلانٍ على ظِلْفٍ واحد، وقال مرة: على ظَلَفٍ إذا ولدتْ كُلَّها.
أبو عبيد عن أبي زيد قال: وفي الرَّحْل الظّلِفَاتُ، وهي الخَشَبَاتُ الأربع اللواتي يَكُنَّ على جَنْبَيْ البَعير.
وقال الأصمعيّ: مِثْلُه.
قال أبو زيد: ويقال لأعلى الظَّلِفَتَيْن مما يَلي العَرَاقِيَ العَضُدَان وأسفلهما الظَّلِفَتَان، وهما ما سَفَل من الحِنْوَيْنِ الواسط والمُؤْخِرة.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ: ذَرَّفْتُ على الستين وظَلَّفْتُ ورَمَّدْتُ وطَلَّفْتُ ورَمَّثْتُ، كل هذا إذا زِدْتَ عليها.
وفي «النوادر»: أَظْلَفْتُ فلانا عن كذا وكذا وظَلَّفْتُه وشَذَّيْتُهُ وأَشْذَيْتُهُ إذا أَبْعَدْتَه عنه.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م