نتائج البحث عن (تَطْفُو)

1-العربية المعاصرة (جبل)

جبَلَ يَجبُل ويَجبِل، جَبْلًا، فهو جابِل، والمفعول مَجْبول.

* جبَل اللهُ الخلقَ: خلقهم.

* جبَل فلانًا على الشَّيء: فطره وطبعه عليه (جبله على الخير/الكرم).

جَبَّالَة [مفرد]: آلة تخلط الأجزاء بعضها ببعض وتطلق على تلك المستعملة في أعمال البناء لخلط الماء والتراب والحصى والرمل.

جَبْل [مفرد]: مصدر جبَلَ.

جَبَل [مفرد]: جمعه أجبال وأجْبُل وجِبال:

1 - [في البيئة والجيولوجيا] ما ارتفع من الأرض إذا عظُم وطال وجاوز في ارتفاعه التلّ، وينشأ عادة بعمليَّتي الطيّ والتصدُّع لقشرة الأرض (إنّه يهوَى تسلُّق الجبال- الإيمان يزحزح الجبل [مثل] - {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [قرآن]) (*) ابنةُ الجبل: الحيّة- تَمخَّض الجبلُ فولَد فأرًا: مثل يضرب للكبير يأتي بأمرٍ صغير- جَبَل نار: بركان- رَعْنا الجبل: قِمَّتاه- شخصٌ جبَل: ثابت لا يتزحزح، ذو منعة وشرف.

2 - اسم لكلِّ وتدٍ من أوتاد الأرض.

* جَبَل جَليديّ: [في البيئة والجيولوجيا] كتلة كبيرة من الجليد تطفو على سطح المحيط، وتكون مُنفصلة عن جليد القطبين.

* تآكُل الجبال: تفتُّت الجبال بعنف بفعل الأمطار الغزيرة.

جِبْلة [مفرد]:

1 - أرض صُلبة لا تقوى عليها المعاول (نقَّبت شركةُ البترول في أرض جِبْلة).

2 - [في التشريح] بروتوبلازم؛ مادّة شبه زلاليَّة، معقَّدة التَّركيب الكيماويّ، وتُعَدّ الأساس الطبيعيّ للحيوان والنَّبات.

جِبِلّ [جمع]: أُمَّة؛ جماعة من النَّاس {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا} [قرآن].

جِبِلَّة [مفرد]: خِلْقَة، طبيعة (أخي كريمٌ جِبِلَّةً- إنه أشدهم بنية وأقواهم جِبِلَّة).

جِبِلَّة [جمع]: أُمَّة، جماعة من النَّاس {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِين} [قرآن].

جَبَليّ [مفرد]:

1 - اسم منسوب إلى جَبَل: ذو جبال عِدَّة (يعيش الأكراد في المناطق الجبليّة من العراق).

2 - ساكن الجبل.

جِبْليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من جِبْلة: [في الفلسفة والتصوُّف] اتّجاه يسلّم بفطريّة الطّبائع والصِّفات (*) حَرَكة جِبْليَّة: حركة تحدث بقوّة الجِبْلَة الذَّاتية، من حيث قدرتها على الانقباض والانبساط.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


2-العربية المعاصرة (جلد)

جلَدَ يَجلِد، جَلْدًا، فهو جالِد، والمفعول مَجْلود.

* جلَده بالسَّوط: أصاب جِلْدَه به، ضربه به {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [قرآن].

جلُدَ يَجلُد، جَلَدًا وجَلادةً وجُلودًا، فهو جَلْد.

* جلُد الشَّخْصُ:

1 - قوي واشتدّ بأسه (شابٌّ جلْد- جلُد الفلسطينيّون في مقاومة العدوّ).

2 - صبَر على المكروه (جلُد على الشدائد).

جلِدَ يَجلَد، جَلَدًا، فهو جالد.

* جلِدت الأرضُ: أصابها الجليدُ.

تجلَّدَ يتجلَّد، تجلُّدًا، فهو مُتجلِّد.

* تجلَّد الشَّخْصُ:

1 - مُطاوع جلَّدَ: تصبَّر وتحلّى بالثَّبات والرِّضا بالقدر ولم يجزعْ (المؤمن دائمًا يتجلَّد عند المصائب).

2 - تكلَّف الجَلَدَ أو أظهره (تجلَّد عندما وجد سيّارته متهشِّمة).

جالدَ يجالِد، مُجالدةً وجِلادًا، فهو مُجالِد، والمفعول مُجالَد.

* جالده بالسَّيف: ضاربه به.

جلَّدَ يجلِّد، تجليدًا، فهو مُجلِّد، والمفعول مُجلَّد.

* جلَّد الكتابَ ونحوَه: جمع أوراقَه وغلّفه بجلدٍ أو قماشٍ مقوَّى (كتاب مُجلَّد- قام بتجليد كتبه).

* جلَّد الشَّخْصَ: جعله ذا صبْر ومجالدة (جلَّد صديقَه عند وفاة أبيه).

تجلُّد [مفرد]:

1 - مصدر تجلَّدَ (*) التَّجلُّد لا التَّبلُّد.

2 - عمليّة تغطية مساحة من سطح الأرض بالجليد لتساقطه على شكل ثلج في نفس المنطقة أو لزحف الجليد عليها من منطقة مجاورة.

تجليد [مفرد]: مصدر جلَّدَ.

* التَّجليد النِّصفيّ: طريقة تجليد للكتب يكون فيها ظهر وزاوية الكتاب مجلّدة بمادة تختلف عن بقية تجليد الكتاب.

جَلادة [مفرد]: مصدر جلُدَ.

جُلادة [مفرد]: ما تخلَّف من تجليد الكتب (تخلّص عمالُ المطبعة من الجُلادة).

جَلْد [مفرد]: جمعه أجلاد (لغير المصدر {وجِلاد} [قرآن] لغير المصدر {، والمؤنث جَلْدَة} [قرآن] لغير المصدر {، والجمع المؤنث جَلَدَات} [قرآن] لغير المصدر) وجَلْدات (لغير المصدر):

1 - مصدر جلَدَ.

2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلُدَ.

جَلَد [مفرد]: مصدر جلُدَ وجلِدَ (*) جَلَدُ السَّماء: القُبَّة الزرقاء.

جِلْد [مفرد]: جمعه أجلاد وجُلود: [في التشريح] قشرة رقيقة تغطّي جسم الإنسان والحيوان، وهي حماية له من عاديات الطبيعة وبها مراكز الحِسّ (ما حكَّ جِلْدَك مثلُ ظُفْرِك، فتولَّ أنت جميع أمرك [مثل]: لا يقوم بالأمر إلا أهله أو أصحابه، حثّ الإنسان على الثِّقة بنفسه والاعتماد عليها- {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [قرآن]) (*) اقشعرَّ جلدُه: ارتعد من شدة الخوف أو الانقباض- جِلْد اصطناعيّ: بديل الجِلْد الطبيعيّ وهو مكوَّن من ألياف جلديّة كتَّلتها عصارة النَّبات- جِلْد كتاب: غطاء كتاب من جِلْد- جِلْدٌ لمَّاع: جِلْد صقيل- جلود خام: غير مدبوغة- سطح الجلد: ظاهره- كان جِلْدًا على عظْم: لم يكن عليه سوى الجِلْد، كان هزيلًا- لبِس له جِلْدَ النِّمر [مثل]: كشف له عن عداوته، عامله بوحشيَّة- نفذ بجلده: نجا بنفسه من الخطر.

* ترقيع الجِلْد: [في الطب] استخدام الجِلْد في الجراحة التجميليّة لتصحيح العيوب الجلديّة أو استبداله.

جِلْدَة [مفرد]: جمعه جِلْدات: قطعة من الجِلْد (جلدة الرأس: فروته) (*) هو جلدة على عظم: نحيل جدًّا.

* جِلْدَة الرَّجُلِ: قومه أو عشيرته- هو من أبناء جِلْدتنا/هو من بني جِلْدتنا: من عشيرتنا، من أبناء وطننا.

* جِلْدَة الكتاب: غِلافُه إذا كان صُلْبًا متينًا ولو لم يكن من الجِلْد (قرأه من الجِلْدة للجِلدة).

جِلْديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جِلْد: (اختصاصيّ الأمراض الجِلْديّة) (*) أمراض جِلْديّة: مايصيب الجِلْدَ من أمراض.

* طفح جِلْديّ: [في الطب] حكّة شديدة ناتجة عن عدوى أو حساسيّة أو حالة توتُّر.

* الرُّقعة الجِلْديَّة: [في الطب] قطعة جِلْد بشريّ تُنقل من جسم المريض أو من جسم شخص آخر ليُرقَّع بها الجزء المصاب.

جَلاّد [مفرد]:

1 - مَنْ يتولَّى الجَلْد والقتل، ضارب بالسِّياط.

2 - منفِّذ حكم الإعدام، المعذِّب عمومًا باسم السلطة الحاكمة.

3 - مَنْ يعامل أشخاصًا بقسوة وعنف (تحوَّل بعض المدرّسين إلى جلاَّدين للطَّلبة).

4 - بائع الجُلُود، دبَّاغ الجلود.

جُلود [مفرد]: مصدر جلُدَ.

جَليد [مفرد]: مياه متجمِّدة بتأثير البرودة (رياضة التَّزحلق على الجَليد) (*) إذابة الجَليد: إزالة أسباب التَّوتر والبرودة في العلاقات- جَبَل جليد: كتلة من الجليد عائمة ومنفصلة عن جليد الساحل القطبيّ- كاسحة الجليد: سفينة معدَّة لتحطيم الجليد.

جُلَيدة [مفرد]: جمعه جُلَيْدات: [في التشريح] غشاء لا خلوي، تكوّنه الطبقة البشريّة في أصول أظافر الإنسان، وبعض الحيوانات.

جَليديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جَليد: (جَرْفٌ جليديّ) (*) عصر جَليديّ: عصر اكتست خلاله بالجَليد مناطقُ واسعةٌ من الأرض- ما قبل الجَليديّ: الزَّمن الجيولوجيّ الذي سبق العصر الجليديّ.

* جَبَل جَليديّ: كتلة كبيرة من الجليد تطفو على سطح المحيط وتكون منفصلة عن جليد القطبين.

مُجَلَّد [مفرد]: جمعه مُجلّدات:

1 - اسم مفعول من جلَّدَ.

2 - كتاب ذو جِلْدة.

3 - جزء من الكتاب (صدر المعجم في ثلاثة مجلَّدات).

4 - جزء سنويّ أو ما يصدر من أعداد مجلَّة خلال سنة (المجلّد الرّابع).

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


3-العربية المعاصرة (خبث)

خبُثَ/خبُثَ ب/خبُثَ على يَخبُث، خُبْثًا وخَباثَةً وخباثيةً، فهو خَبِيث، والمفعول مخبوث به.

* خبُثت رائحةُ الطَّعام وغيره: أنتنت، صارت رديئةً مكروهةً، ضد طابت (خَبُث العمل: كان مكروهًا مستقبحًا- {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إلاَّ نَكِدًا} [قرآن]: ضرب الله البلد الخبيث الذي لا ينتفع بالمطر مثلًا لمن لم ينتفع بالآيات).

* خبُث الرَّجُلُ: صار خبيثًا، مكَر وخدَع (من خبُث عدِم النصيحة).

* خبُث بامرأة: زنى، فَجَر بها.

* خبُث على فلان: مكر به واستعمل معه الحيلَة والخداعَ.

استخبثَ يستخبث، استِخباثًا، فهو مستخبِث، والمفعول مستخبَث.

* استخبث جارَه: عدَّه رديئًا مكروهًا (إن استخبثت شخصًا فاحذرْه).

تخابثَ يتخابث، تخابُثًا، فهو متخابِث.

* تخابث الرَّجُلُ:

1 - تظاهر باللُّؤم والفساد واللاّمبالاة، أظهر الخُبْثَ (تخابُثُه لا يخفى على أحد).

2 - تصرَّف بلؤم.

أخْبَثان [مثنى]: مف أَخْبَثُ.

* الأخبثان:

1 - البول والغائط (لاَ يُصَلِّي أَحَدُكُمْ وَهَوُ يُدَافِعُ الأَخْبَثَيْنِ) [حديث].

2 - القيء والسُّلاح.

3 - الرَّجيع والبول.

4 - الضُّراط والسُّعال.

5 - السَّهر والضَّجَر.

6 - القلب واللسان.

خَبائِثُ [جمع]: مفرده خَبِيثَة:

1 - أفعال مذمومة ومحرَّمة، كلّ ما يُستقبح من الأشياء والأفعال، عكسه طيِّبات (رائحة خبيثة- رُبّ وجه حسن أخفى نفسًا خبيثة [مثل أجنبيّ] - {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [قرآن] - {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ} [قرآن]) (*) أمُّ الخبائث: الخمر- الأرواح الخبيثة: الشياطين.

2 - ما كانت العرب تستقذره ولا تأكله مثل الأفاعي والعقارب والأبارص والخنافس والوِرْلان والفئران.

خَبَاثة [مفرد]:

1 - مصدر خبُثَ/خبُثَ ب/خبُثَ على.

2 - تصرُّف باطنه سوء وظاهره صدق (ميّال إلى الخباثة).

خَبَاثِية [مفرد]: مصدر خبُثَ/خبُثَ ب/خبُثَ على.

خَبَث [مفرد]: جمعه أخباث:

1 - نَجَس (إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَينِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا) [حديث].

2 - دهاء ومكر.

3 - ما لا خير فيه.

* خَبَث البُركان: [في البيئة والجيولوجيا] ما يقذفه البركانُ من حُمَمٍ وغيرها.

* خَبَث المعدن: [في الكيمياء والصيدلة] الشوائب التي تطفو على سطح المعدن المنصهر أثناء تحضيره من خاماته، وبذلك يمكن فصلها (سبكناه ونحسبه لُجينًا.. فأبدى الكيرُ عن خبث الحديدِ).

خُبْث [مفرد]:

1 - مصدر خبُثَ/خبُثَ ب/خبُثَ على.

2 - طريقة ذهنيّة أو حالة نفسيّة خاصّة بمن يسرّه الاستهزاء بالغير (عيناه تلمعان خُبْثًا).

3 - كُفْر.

4 - رياء، مكر، مداهنة (خُبْث السرائر، ولؤم النيّات).

خَبِيث [مفرد]: جمعه خبيثون (للعاقل) وأخباث (للعاقل {وخِباث} [قرآن] للعاقل {وخُبُث} [قرآن] للعاقل {وخُبَثاءُ} [قرآن] للعاقل) وخَبَثَة (للعاقل)، جج أخابيث، والمؤنث خَبِيثَة، والجمع المؤنث خبيثات وخبائثُ:

1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خبُثَ/خبُثَ ب/خبُثَ على: (هم أخباث في تصرفاتهم).

2 - محرَّم، كالزنى والخمر وغيرهما (*) ابن الخبيثة: ابن حرام، دنيء، خسيس.

3 - رديء مكروه، كلّ شيء فاسد وباطل (طعام/كلام خبيث- َكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ [حديث] - {قُلْ لاَ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} [قرآن]: يضرب مثلًا لعدم تساوي الشرّ والخير- {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} [قرآن]) (*) ابتسامة خبيثة: تخفي وراءها المكر والخديعة- الشَّجرة الخبيثة: شجرة الحنظل- المرض الخبيث: السرطان- بدّل الخبيث بالطَّيِّب: اختار الأسوأ وترك الأفضل- كلمة خبيثة: باطلة وفاسدة- لسان خبيث: ميّال إلى الإيذاء، ينفث سُمًّا- نَظْرة خبيثة: دالّة على الاستهزاء.

4 - منافِق كافر {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [قرآن].

5 - ميراث الصغير والمرأة يأكله الرجلُ {وَءَاتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} [قرآن].

* الجمرة الخبيثة: [في الطب] مرض معدٍ تعفُّنيّ يصيب الحيوان والإنسان وتسبِّبه جُرْثومة الفحم.

* ورم خبيث: [في الطب] ورم سرطانيّ، نموّ وتكاثر غير طبيعيّ للخلايا التي لا تؤدِّي عملها الفيزيائيّ.

مَخْبَثة [مفرد]: مَفْسَدة (هو ميَّال إلى كلِّ مَخْبثة).

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


4-العربية المعاصرة (رام)

رامَ/رامَ من يَريم، رِمْ، رَيْمًا، فهو رائم، والمفعول مَريم.

* رام المكانَ ونحوَه/رام من المكان ونحوِه: فارقه، وأكثر ما يستعمل في النَّفي (ما رام عملَه حتى انتهى من مهمته).

رائم [مفرد]: اسم فاعل من رامَ/رامَ من.

رَيْم [مفرد]: مصدر رامَ/رامَ من.

رِيم [مفرد]: ظبي خالص البياض، جميل الشَّكل، رشيق القوام، خفيف الحركة (*ريمٌ على القاع بين البان والعَلَم*).

* رِيم القِدْر: ما طفا من زبدها ودسمها.

* رِيم البِرْكة: خيوط طحالب خضر وغيرها تطفو على سطح الماء الراكد.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


5-العربية المعاصرة (عدس)

عَدَس [جمع]: مفرده عَدَسة: [في النبات] نبات من الفصيلة القرنيّة، ثمره حبٌّ صغير مستدير مفرطح يُعرف بالعدس الأحمر إذا كان مقشورًا، وبالعدس أبو جبَّة إذا لم يُقشر، يؤكل مطبوخًا {فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا} [قرآن].

* عدس الماء: [في النبات] جنس نباتات عشبيَّة مائيَّة من وحيدات الفلقة، تطفو أوراقُه العدسيَّة الشَّكل والقدّ على سطح الماء.

عَدَسَة [مفرد]: جمعه عَدَسات:

1 - واحدة حبِّ العَدَس.

2 - [في الطب] بثرة تخرج في البدن كالطَّاعون، وقلَّما يسلم صاحبُها.

3 - [في الطبيعة والفيزياء] قطعة من الزُّجاج أو غيره من الموادّ الشّفّافة لها سطحان محدَّبان أو مقعَّران، وقد يكون أحدهما مستويًا والآخر محدَّبًا أو مقعَّرًا، تُستعمل للنَّظر وفي آلات التَّصوير والمجاهر ونحوها (غيّر عَدَسَتَيْ نظَّارته- شاع استعمالُ السيِّدات للعدسات اللاّصقة).

* عَدَسَةُ العَيْن: [في التشريح] جسم شفَّاف مَرِن مُحَدَّب الوجهين، يقع بين القزحيَّة والجسم الزُّجاجيّ، يجمع الضَّوء السّاقط على القرنيَّة في نقطة واحدة تقع على الموضع المناسب من الشَّبكيَّة لتتَّضح الرُّؤيةُ.

* عَدَسَة عَيْنيّة: [في الطبيعة والفيزياء] عَدَسَة المِجْهر أو المِقْراب التي ينظر فيها الرائي للشّيء.

* عَدَسَة شيئيّة: [في الطبيعة والفيزياء] عدسة المِجْهر أو المِقْراب، الأقرب إلى الشّيء المشاهَد.

* بؤرة العَدَسَة:

1 - [في التشريح] نقطة التقاء الأشعّة المتوازية الساقطة على العين السَّويَّة وتكون على الشبكيَّة.

2 - [في الطبيعة والفيزياء] نقطة التقاء الأشعّة المتوازية أو امتدادها بعد نفوذها من العَدَسَة.

عُدَيْسَة [مفرد]: جمعه عُدَيْسات:

1 - تصغير عَدَسَة.

2 - [في النبات] ثُقب صغير عدسيّ الشكل، يوجد غالبًا على السِّيقان الخشبيَّة، يسمح بتبادل الغازات بين الأجزاء الداخليّة للنّبات، والهواء الجوِّيّ.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


6-العربية المعاصرة (عام)

عامَ على/عامَ في يَعوم، عُمْ، عَوْمًا، فهو عائم، والمفعول مَعُوم عليه.

* عام على الماء: طفا عليه (عامت الخشبةُ على/فوق سطح البحر- عام حُطامُ سفينة على الماء) (*) المنصَّة العائمة: منصّة عائمة قرب الشاطئ يستخدمها السبّاحون.

* عام في الماء: سَبَح فيه (عامت السَّفينة في البحر: سارت أو جرت) - عام الزِّمامُ: اضطرب- عامتِ النُّجومُ: جرت.

عوَّمَ يُعوِّم، تعويمًا، فهو مُعوِّم، والمفعول مُعوَّم.

* عوَّم ولدَه: جعله يسبح في الماء (عوَّم سفينةً: جعلها تسير في الماء- عوَّم مركبًا من الورق: جعله يطفو فوق الماء).

* عوَّمتِ الدَّولةُ العملةَ: [في الاقتصاد] سمحت بتغيير قيمتها بالعملات الأجنبيّة تبعًا للظُّروف الاقتصاديَّة (أدّى تعويم سعر الصَّرف إلى تراجع العملة الوطنيّة أمام العملات الأجنبيّة).

* عوَّم مشروعًا: أزال الصِّعاب والعوائق من أمامه.

تعويم [مفرد]:

1 - مصدر عوَّمَ.

2 - [في البيئة والجيولوجيا] وضع المعادن في الماء، وإثارتها فيه؛ ليطفو الخفيف ويرسب الثَّقيل منها.

* تعويم العملة الوطنيَّة: [في الاقتصاد] مبدأ اقتصاديّ يقضي بتحرير سعر الصرف للعملات الأجنبيّة مقابل العملة الوطنيّة، وإطلاق قوى العرض والطلب وحدها لتحدِّد قيمة العملة الوطنيّة (أصدرت الحكومة قرارها بتعويم الجنيه).

تعويميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تعويم.

* أسعار تعويميَّة للصَّرف: أسعار متغيِّرة حسب مقدار الطَّلب على وحدة النقد في السُّوق (سمحت الحكومة بأسعار تعويميّة للجنيه المصريّ).

عائم [مفرد]: اسم فاعل من عامَ على/عامَ في.

عام [مفرد]: جمعه أعوام:

1 - سنة، وهي أربعة فصول، أو اثنا عشر شهرًا (عام سعيد- {وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [قرآن]) (*) رأس العام: أوَّلُه.

2 - (فك {دوران الأرْض دورة كاملة حول الشّمس في فترة مقدارها 365 يومًا و ساعات و49 دقيقة و12 ثانية ابتداء من 1 كانون الثاني} [قرآن] يناير) وانتهاءً ب 31 كانون الأول (ديسمبر) (*) عام الحُزْن: العام العاشر من بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو العام الذي تُوفّي فيه أحبّ النّاس إلى الرسول وآثرهم عنده؛ زوجته خديجة، وعمّه أبو طالب.

* عام الفيل: العام الذي هجم فيه الأحباشُ بأفيالهم على الكعبة، وفيه كانت ولادة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

عَوْم [مفرد]: مصدر عامَ على/عامَ في.

عَوَّام [مفرد]: صيغة مبالغة من عامَ على/عامَ في: (اشترك هذا العوَّامُ في مباراة السِّباحة) (*) ابن الوَزِّ عوّام [مثل]: وصف الابن الذي يماثل أباه في المهارة والحذق.

عَوَّامة [مفرد]: جمعه عَوَّامات:

1 - بيت من خشب أو نحوه يُقام على سطح الماء (يقيم في عوَّامة على النَّهر).

2 - جسم معدنيّ أو مطاطيّ كرويّ أجوف يطفو على سطح الماء (عوَّامة سنارة صيد- يستعين بعوَّامة في تعلُّم السِّباحة).

3 - جسم طافٍ على سطح الماء يشير إلى مكان صخور بحريَّة أو رصيف رمليّ وغير ذلك أو يعيِّن حدود ممرّ مائيّ.

* عوَّامة السيفون: كرة معدنيَّة أو بلاستيكيَّة مجوَّفة تطفو على سطح السيفون حين يمتلئ فتغلق أنبوبَ الماء.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


7-العربية المعاصرة (غمزغمز)

غمَزَ/غمَزَ ب/غمَزَ على يَغمِز، غَمْزًا، فهو غامِز، والمفعول مغموزٌ (للمتعدِّي).

* غمَز فلانٌ: مال برجله في المشي، وهو شبه العَرَج (غمَزتِ الدابّةُ).

* غمَزه بعينه/غمَز بعينه: أشار بها إليه (غمَز بجفنه/بحاجبه: على سبيل الإشارة أو الاقتراح) (*) غمَز قناةَ فُلان: جرَّبه واختبره.

* غمَز بفلان/غمَز على فلان: طعن عليه، وسعى به شرًّا (لا تطمئن إلى مَنْ يغمِز على أصدقائه).

تغامزَ يتغامز، تغامُزًا، فهو مُتغامِز.

* تغامز القومُ: أشار بعضُهم إلى بعض بأعينهم أو بأيديهم (تغامز الصَّديقان/الأخوان- {وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [قرآن]).

غَمْز [مفرد]: مصدر غمَزَ/غمَزَ ب/غمَزَ على.

غَمْزة [مفرد]: جمعه غَمَزات وغَمْزات:

1 - اسم مرَّة من غمَزَ/غمَزَ ب/غمَزَ على: إشارة بالعين أو الجفن أو الحاجب (غمْزة العين أقوى من طعنة الخنجر أحيانًا- غزا قلبها بغمزة عين).

2 - انتقاد من طرف خفيّ (غمزة في خطاب- لم يَسْلَم المتحدِّثون من غَمَزاته).

غَمّاز [مفرد]:

1 - صيغة مبالغة من غمَزَ/غمَزَ ب/غمَزَ على.

2 - هَنَة تُشَدُّ في خيط الصِنَّارةِ تطفو على سطح الماء، فإذا غطَست دلّت على علوق السمكة بالصِّنّارة.

3 - [في الموسيقى] مفتاح يقوم في سدِّ الثقب مكان الإصبع في النَّاي والمزمار ونحوهما.

* غمَّازا السَّيَّارة: إشارتان ضوئيّتان على جانبي السَّيارة يدلُّ بهما السَّائق على نيَّته في الانحراف إلى اليمين أو اليسار.

غمّازة [مفرد]:

1 - مؤنَّث غَمّاز: كثيرة الغَمْز وهما غمّازتان.

2 - فجوة في الخدِّ تظهر عند الابتسام (للفتاة غمّازتان تزيدان في جمالها حين تبتسم).

مَغْمَز [مفرد]: جمعه مَغَامِزُ: اسم مكان من غمَزَ/غمَزَ ب/غمَزَ على: عيب، مطعن (ما فيه مَغْمَزٌ لغامِز).

مَغْمَزَة [مفرد]: منقصة.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


8-العربية المعاصرة (فلين)

فِلِّين [مفرد]:

1 - [في الطبيعة والفيزياء] مادّة مطّاطة تُستخرج من نوع من أشجار البلّوط يُصنع منها سدادات الزجاجات وغيرها من الصناعات، وهي مادّة خفيفة تطفو فوق سطح الماء ولا تمتصّه ولا تفسدها الرطوبة الجوِّيَّة (سِدادة/نعل فلِّين).

2 - [في النبات] لحاء؛ طبقة تكسو السيقان والجذور المسنّة لوقايتها، وتتميّز بخفَّتها ومرونتها وتستعمل لسدّ القناني وكمادّة عازلة.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


9-العربية المعاصرة (كثف)

كثُفَ يَكثُف، كثافةً، فهو كَثيف.

* كَثُف النسيجُ: غلُظ وثخُن (كثُفتِ السُّحُبُ- كثافة الصّوت).

* كثُف اللّبنُ أو السّائلُ: تماسك وغلُظ.

* كثُفت الغابةُ: كثُرت أشجارُها وازدحمت مع الالتفاف والتراكب.

تكاثفَ يتكاثف، تكاثُفًا، فهو مُتكاثِف.

* تكاثف السَّحابُ: كثُف؛ غلُظ وثخُن، كثُر وتراكب (تكاثف الضّبابُ- تكاثفتِ الغيومُ).

* تكاثف المعدِنُ: تضامَّت أجزاءُ جسمه وتقبَّض حجمُه من غير نقصٍ.

تكثَّفَ يتكثَّف، تكثُّفًا، فهو مُتكثِّف.

* تكثَّف الشَّرابُ: صار غليظًا وسميكًا.

* تكثَّف الضَّبابُ: تجمّع وتلبَّد (تكثَّف البخار على النَّافذة).

كثَّفَ/كثَّفَ من يكثِّف، تكثيفًا، فهو مُكثِّف، والمفعول مُكثَّف.

* كثَّف الشَّيءَ/كثَّفَ من الشَّيءِ: كثَّره (تكثيف الإنتاج والتبادل الدوليّ- كثّف الزّعيمُ من نشاطه- كثّف العدوُّ من هجماته).

* كثَّف البخارَ: حوّله إلى سائل.

* كثَّف اللَّبن: جعله متماسكًا غليظًا.

* كثَّف تيّارًا كهربائيًّا: زاد طاقَتَه أو سَعَتَه.

* كثَّف دروسَه: ركّزها (تدريب مُكثَّف) (*) حليب مكثّف: حليب بقريّ يضاف إليه سكّر ويركّز بالتبخير.

تكاثُف [مفرد]:

1 - مصدر تكاثفَ.

2 - [في الطبيعة والفيزياء] تكثُّف، تكثيف، عمليّة يتحوَّل بها غاز أو بخار إلى سائل أو جامد، ويُطلق أيضًا على الناتج من هذه العمليّة.

3 - [في الكيمياء والصيدلة] تكثُّف، تكثيف، نوع من التفاعلات تتَّحد فيه جزيئات صغيرة لتكوِّن جزيئات كبيرة، كما تنفصل فيه جزيئات مثل جزيئات الماء.

تكثُّف [مفرد]:

1 - مصدر تكثَّفَ.

2 - [في الطبيعة والفيزياء] تراكم الكهربيّة على موصِّل.

3 - [في الطبيعة والفيزياء] تكاثف، تكثيف؛ عمليّة يتحوَّل بها غاز أو بخار إلى سائل أو جامد، ويُطلق أيضًا على النَّاتج من هذه العمليَّة.

4 - [في الكيمياء والصيدلة] تكاثف، تكثيف؛ نوع من التفاعلات تتَّحد فيه جزيئات صغيرة لتكوين جزيئات كبيرة، كما تنفصل فيه جزيئات مثل جزيئات الماء.

تكثيف [مفرد]:

1 - مصدر كثَّفَ/كثَّفَ من.

2 - [في الطبيعة والفيزياء] تكاثف، تكثُّف؛ عمليّة يتحوَّل بها غاز أو بخار إلى سائل أو جامد، ويُطلق أيضًا على الناتج من هذه العمليّة.

3 - [في الكيمياء والصيدلة] تكاثف، تكثُّف؛ نوع من التفاعلات تتَّحد فيه جزيئات صغيرة لتكوِّن جزيئات كبيرة، كما تنفصل فيه جزيئات مثل جزيئات الماء.

كثافة [مفرد]:

1 - مصدر كثُفَ.

2 - [في الطبيعة والفيزياء] نسبة كتلة المادَّة إلى الحجم الذي تشغله هذه الكتلة، ويُعبَّر عنها ب (جم/سم3)، فإذا كانت كتلة الحديد تساوي ألف جرام وحجمها 128.2 سم تكون كثافة الحديد تساوي 7.8 جم/سم.

* كثافة التَّيّار: [في الطبيعة والفيزياء] نسبة حجم أو مقدار تيّار سارٍ في مُوصِّل من جسيمات دون ذَرِّيّة إلى المنطقة ذات المقطع العرضي والمتعامدة لاتِّجاه حركة الجسيمات.

* كثافة اللَّون: [في الكيمياء والصيدلة] الدّرجة التي يظهر بها بوضوح.

* كثافة السُّكَّان: [في علوم الاجتماع] معدّل عدد السكّان في الكيلومتر المُرَبَّع.

كثيف [مفرد]: جمعه كِثاف، والمؤنث كثيفة، والجمع المؤنث كِثاف:

1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كثُفَ (*) رَجُل كثيف: ثقيل الظِّلّ غليظ المعاشرة.

2 - ما يسمح بمرور القليل من الضوء بسبب كثافة المادّة.

مِكْثاف [مفرد]: جمعه مكاثيفُ.

* مكثاف السَّوائل: [في الطبيعة والفيزياء] آلة تطفو في السّوائل تُتَّخذ لتعيين كثافتها.

مِكثافيّ [مفرد].

* ميزان مِكثافيّ: [في الطبيعة والفيزياء] خاصّ بقياس الكثافة المائيَّة.

مُكثَّف [مفرد]:

1 - اسم مفعول من كثَّفَ/كثَّفَ من.

2 - [في الطبيعة والفيزياء] معدن متضامّ الأجزاء مُتقبِّض الحجم.

مُكثِّف [مفرد]: جمعه مُكثِّفات (لغير العاقل):

1 - اسم فاعل من كثَّفَ/كثَّفَ من.

2 - مُقَوٍّ (الجهاز المُكثِّف في الراديو).

3 - [في الطبيعة والفيزياء] جهاز يتركَّب من أنبوبة يمرُّ بداخلها بخار سائل، ويبرَّد السطح الخارجيّ لهذه الأنبوبة بوسائل مُتعدِّدة، وبذلك يكثّف البخار المارُّ بها، ويتحوّل من الحالة الغازيّة إلى السَّائلة.

4 - [في الطبيعة والفيزياء] جهاز مؤلَّف من مجموعة من الموصِّلات الكهربائيّة المفصولة بعازل، ويستخدم لتكثيف الشّحنة الكهربائيّة وتخزينها.

* مُكثِّف ضوئيّ: [في الطبيعة والفيزياء] آلة تقوم فيها العدسات بتجميع الأشعّة في مساحة ضيّقة.

* مكثِّف جوامد: [في الطبيعة والفيزياء] جهاز يستعمل؛ لتركيز جسم جامد في سائل محلول.

* مُكثِّف شدّة الصّورة: أنبوب للصورة قادر على زيادة درجة إضاءة الصُّور 10000 مرّة.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


10-العربية المعاصرة (نقذ)

نقِذَ من يَنقَذ، نَقَذًا، فهو ناقِذ، والمفعول منقوذ منه.

* نقِذ من الغَرقِ: نجا وتخلَّص (نقِذَ بأعجوبة من غرق كان محقّقًا).

أنقذَ يُنقذ، إنقاذًا، فهو مُنقِذ، والمفعول مُنقَذ.

* أنقذ طفْلًا من الغَرَق: خلَّصه ونجَّاه (أنقذه من ورطة/محنة- إنقاذ البلاد من الاستعمار- أنقذ الموقفَ/سمعتَه- {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} [قرآن]).

استنقذَ يستنقذ، استِنقاذًا، فهو مُستنقِذ، والمفعول مُستنقَذ.

* استنقذ غريقًا: أنقَذه، خلَّصه ونجَّاه (استنقذ بلدًا: حرَّرها- {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَ يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} [قرآن]: يستخلصوه ويستردُّوه).

إنقاذ [مفرد]: مصدر أنقذَ (*) إنقاذ ما لا يمكن إنقاذُه.

* عوامَة الإنقاذ: طوق من مادّة تطفو على سطح الماء يستعمل للنجاة من الغرق (قارب الإنقاذ).

* سروال الإنقاذ: وسيلة إنقاذ ونقل في البحر تتألَّف من سروال متين مثبّت عند الخَصْر بعوّامة دائريّة معلَّقة من بكرة تتحرَّك على حبل من السَّفينة إلى الشَّاطئ أو من السَّفينة إلى سفينة.

مُنقِذ [مفرد]:

1 - اسم فاعل من أنقذَ.

2 - مَن يعمل في المَسْبَح لتخليص الغَرْقى.

نَقَذ [مفرد]:

1 - مصدر نقِذَ من.

2 - ما أنقذته واستخلصتَه من يد غيرك (*) فلاٌن ما له شَقَذٌ ولا نَقَذ: ما له شيء.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


11-المعجم الوسيط (الخبَثُ)

[الخبَثُ]: ما ينفيه الكِيرُ من الحديد ونحوه عند إِحمائِه وطَرْقِه.

وفي الحديث: «إِن الحُمْى تنفِي الذنوب كما ْتنفِي الكِيرُ الخبَثَ» [حديث نبوي].

و- النَّجَسُ.

وفي الحديث: «إِذا َبلغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِلْ خَبَثًا» [حديث نبوي].

(والجمع): أخْبَاثٌ.

و- (في علم الكيمياء): الشوائبُ التي تطفو على سطح المعدِن المنصهر أثناءَ تحضيره من خاماته، وبذلك يمكن فَصْلُها.

(مما أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة).

وَخَبَثُ البُركانِ: ما يقذفُهُ من حُمَمٍ وغيرها.

(مما أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة).

المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م


12-المعجم الوسيط (الرَّيمُ)

[الرَّيمُ]: الظَّبْيُ الخالِصُ البياض.

ورِيمُ البِرْكة أو الأرْز: خيوطُ طحالبَ خُضْر وغيرها تطفو على سطح الماء الراكد.

(وهي كلمة محدثة).

المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م


13-المعجم الوسيط (الغَمَّازُ)

[الغَمَّازُ]: مبالغة الغامز.

و- هَنَةٌ تُشدُّ في خيط الشِّصِّ تطفو على سطح الماء، فإِذا غَطَست دلَّت على علوق السمكة بالشصِّ.

(وهي كلمة محدثة).

و- من الناي والمزمار ونحوهما: مفتاح يقوم في سدِّ الثَّقب مكان الأصبع.

(مما أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة).

المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م


14-المعجم الوسيط (المِكْثَافُ)

[المِكْثَافُ] - مكثافُ السوائل: آلةٌ تطفو في السوائل تُتَّخذ لتعيين كَثافتها.

(مما أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة).

المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م


15-المعجم الوسيط (النَّازِيَةُ)

[النَّازِيَةُ]: الحِدَّةُ والنشاط.

يقال: بقلبه نازِيةٌ.

و- البادرَةُ.

يقال: صدرتْ عنه نازِيَةٌ.

ويقال: أَكَمَةٌ نازِيَةٌ: مرتفعةٌ عمَّا حولَها.

(والجمع): نَوَازٍ.

ونَوَازِي الخمر: فقاقيعُها التي تطفو على الكأْس عند المَزْج بالماء.

المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م


16-المعجم الوسيط (قَمَسَ)

[قَمَسَ] الرّجُلُ وغيره في الماء -ِ قَمْسًا، وقُموسًا: غاص ثم ظهر.

ويقال: قَمَسَت الإِكامُ والقِنان في السَّرَاب: جعلَتْ تبدو للعين كأَنَّها تطفو.

و - الشيءَ قمْسًا: أَلقاه في الماء فغاص.

ويقال: قَمَسَ به في الماء.

وقامس فلانًا فقمسه: غلبه في القَمْس.

المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م


17-معجم ما استعجم (مجنة)

مجنّة: بفتح أوله وثانيه، بعده نون مشدّدة: ماء مذكور فى رسم عكاظ، فانظره هناك. ومجنّة على أميال يسيرة من مكّة، بناحية مرّ الظّهران، قال أبو ذؤيب:

«فوافى بها عسفان ثم أتى بها *** مجنّة تطفو فى القلال ولا تغلى»

قال أبو الفتح: يحتمل أن تسمّى مجنّة ببساتين تتّصل بها، وهى الجنان، وأن تكون فعلّة من مجن يمجن، سمّيت بذلك لأنّ ضربا من المجون كان بها.

هذا ما توجبه صنعة علم العربيّة، فأمّا لأىّ الأمرين وجبت التسمية، فهذا أمر طريقه الخبر. وانظر مجنّة فى رسم الجحفة.

وقال غيره: مجنّة على بريد من مكّة، وهى لكنانة، وبأرضها شامة وطفيل:

جبلان مشرفان عليها، وتركت منذ حديث من الدهر هى وذو المجاز، استغناء عنهما بأسواق مكّة ومنى وعرفة. قال أبو عبيدة: مجنّة بالظّهران إلى جبل يقال له الأصفر.

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م


18-معجم متن اللغة (قمس قمسا وقموسا في الماء)

قمس- قمسا وقموسا في الماء: انغط ثم ارتفع: غاب فيه.

و- هـ: غمسه.

و- به في البئر: رمى.

و- ت الإكام في السراب: ظهرت كأنها تطفو وترسب (ز).

معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م


19-القاموس المحيط (الحب)

الحُبُّ: الوِدادُ،

كالحِبابِ والحِبّ، بكسرهما،

والمَحَبَّةِ والحُبابِ بالضم.

أَحَبَّهُ، وهو مَحْبُوبٌ، على غيرِ قِياسٍ، ومُحَبُّ، قليلٌ.

وحَبَبْتُه أَحِبُّهُ، بالكسر، شاذٌّ، حُبًّا، بالضم وبالكسر،

وأحْبَبْتُه واسْتَحْبَبْتُه. والحَبِيبُ والحُبابُ، بالضم، والحِبُّ، بالكسر،

والحُبَّةُ، بالضم: المَحْبُوبُ، وهي بِهاءٍ، وجَمْعُ الحِبِّ: أحْبَابٌ وحِبَّانٌ وحُبُوبٌ وحَبَبَةٌ، محركةً، وحُبُّ، بالضم، عَزِيزٌ، أو اسمُ جَمْعٍ.

وحُبَّتُكَ، بالضم: ما

أَحْبَبْتَ أن تُعْطَاهُ، أو يكنَ لكَ.

والحَبِيبُ: المُحِبُّ. وبِلا لامٍ: خَمْسَةٌ وثلاثون صَحابيًا، وجماعةٌ مُحَدِّثُونَ. ومُصَغَّرًا: حُبَيِّبُ بنُ حَبِيبٍ أخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، وابنُ حَجْرٍ، وابنُ عَلِيٍّ: مُحَدِّثُونَ. وكَزُبَيْرٍ: ابنُ النُّعْمانِ تابِعيُّ، وهو غيرُ ابنِ النُّعْمانِ الأَسَدِيِّ عن خُرَيمٍ.

وحُبَّ بفلانٍ، أي: ما أحَبَّه.

وحَبُبْتُ إليه، كَكَرُمَ: صِرْتُ حَبِيبًا له، ولا نَظِيرَ له إلا شَرُرْتُ ولَبُبْتُ.

وحَبَّذَا الأَمْرُ، أي: هو حَبِيبٌ، جُعِلَ "حَبَّ" و"ذا" كَشَيْءٍ واحِدٍ، وهو اسمٌ، وما بعدَه مرفوعٌ به، ولَزِمَ "ذا" "حَبَّ"، وجرى كالمَثَلِ، بدليلِ قَوْلِهمْ في المُؤَنَّثِ: حَبَّذّا، لا حَبَّذِه.

وحَبَّ إليَّ هذا الشيءُ حُبًّا،

وحَبَّبَهُ إليَّ: جَعَلَنِي أُحِبُّهُ.

وحَبَابُك كذا، أي: غايةُ مَحَبَّتِكَ، أو مَبْلَغُ جُهْدِكَ.

وتَحَابُّوا: أحَبَّ بعضُهم بعضًا،

وتَحَبَّبَ: أظْهَرَه.

وحَبَّانُ وحُبَّانُ وحِبَّانُ وحُبَيَّبٌ وحُبَيِّبٌ، مُصغَّرًا، وكَكُمَيْتٍ وسَفِينَةٍ وجُهَيْنَةَ وسَحابَةٍ وسَحابٍ وعُقابٍ،

وحَبَّةُ، بالفتح،

وحُباحِبٌ، بالضم: أسْماءٌ.

وحَبَّانُ، بالفتح: وادٍ باليَمنِ، وابنُ مُنْقِذٍ: صَحابِيُّ، وابنُ هِلالٍ، وابنُ واسِعِ بنِ حَبَّانَ، وسَلَمَةُ بنُ حَبَّانَ: مُحَدِّثونَ. وبالكسر: مَحَلَّةٌ بِنَيْسابورَ، وابنُ الحَكَمِ السُّلَمِيُّ، وابنُ بَجٍّ الصُّدَائِيُّ، أو بالفتح، وابنُ قَيْسٍ، أو هو بالياءِ: صَحابِيُّونَ، وابنُ موسى، وابنُ عَطِيَّةَ، وابنُ عَلِّيٍ العَنزِيُّ، وابنُ يَسارٍ: مُحَدِّثُونَ. وبالضم: ابنُ محمودٍ البَغْدادِيُّ، ومحمدُ بنُ حُبانَ بن بَكْرٍ: رَوَيا.

والمُحَبَّةُ والمَحْبوبَةُ والمُحَبَّبَةُ والحَبيبَةُ: مَدينَةُ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم.

ومُحْبَبٌ، كَمَقْعَدٍ: اسمٌ.

وأَحَبَّ البَعيرُ: بَرَكَ فلم يَثُرْ، أو أصابَه كَسْرٌ أو مَرَضٌ فلم يَبْرَحْ مَكانَه حتى يَبْرَأَ أو يَموتَ،

وـ فلانٌ: بَرِئَ من مَرَضِهِ،

وـ الزَّرْعُ: صارَ ذا حَبٍّ.

واسْتَحَبَّتْ كَرِشُ المالِ: أمْسَكَتِ الماء، وطالَ ظِمْؤُها.

والحَبَّةُ: واحِدَةُ الحَبّ، ج: حَبَّاتٌ وحُبوبٌ وحُبَّانٌ، كَتُمْرَانٍ، والحاجَةُ. وبالضم: المُحَبَّةُ، وعَجَمُ العِنَبِ، ويُخَفَّفُ. وبالكسر: بُزُورُ البُقولِ والرَّياحِينِ، أو نَبْتٌ في الحَشِيشِ صَغِيرٌ، (أو الحُبوبُ المُخْتَلِفَةُ من كُلِّ شَيءٍ، أو بَزْرُ العُشْبِ)، أو جَمِيعُ بُزُورِ النَّباتِ وواحِدُها: حَبَّةٌ، بالفتح، أو بَزْرُ ما نَبَتَ بِلا بَذْرٍ، وما بُذِرَ فبالفتح، واليَبيسُ المُتَكَسِّرُ المُتَراكِمُ، (أو يابِسُ البَقْلِ).

وحَبَّةُ القَلْبِ: سُوَيْدَاؤُهُ أو مُهْجَتُهُ، أو ثَمَرَتُهُ، أو هَنَةٌ سَوْداءُ فيه.

وحَبَّةُ: امرأةٌ عَلِقَها مَنْظورٌ الجِنِّيُّ، فكانت تَتَطَبَّبُ بما يُعَلِّمُها مَنْظورٌ.

وحَبابُ الماءِ والرَّمْلِ: مُعْظَمُهُ،

كَحَبَبِهِ وحِبَبِهِ، أو طَرائِقُهُ، أو فَقَاقِيعُهُ التي تَطْفُو كأَنَّها القَوارِيرُ.

والحُبُّ: الجَرَّةُ، أو الضَّخْمَةُ منها، أو الخَشَباتُ الأَرْبَعُ تُوضَعُ عليها الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، والكَرَامَةُ: غِطاءُ الجَرَّة، ومنه: "حُبًّا وكَرامَةً"، ج: أحْبابٌ وحِبَبَةٌ وحِبابٌ، وبالكسر: المُحِبُّ، والقُرْطُ من حَبَّةٍ واحِدَةٍ،

كالحِبابِ، بالكسر. وكَغُرابٍ: الحَيَّةُ، وحَيُّ من بَنِي سُلَيْمٍ، واسمٌ،

جَمْعُ حُبابَةٍ: لِدُوَيبَّةٍ سَوْدَاءَ مائِيَّةٍ، واسمُ شَيْطانٍ.

وأمُّ حُبابٍ: الدُّنْيا. (وكَسَحابٍ: اسمٌ، والطَّلُّ). وكَكِتَابٍ: المُحَابَبَةُ.

والتَّحَبُّبُ: أوَّلُ الرِّيِّ. وحُبَابَةُ السَّعْدِيُّ، (بالضم): شاعِرٌ لِصٌّ. وبالفتح: حَبَابَةُ الوالِبِيَّةُ، وأُمُّ حَبابَةَ: تابِعِيَّتانِ،

وحَبَابَةُ: شَيْخَةٌ لأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ. وعُبَيْدُ الله بنُ حَبَابَةَ: سَمِعَ البَغَويَّ. ومن أسْمائِهِنَّ: حَبَّابَةُ، مُشَدَّدَةً.

والحَبْحَبَةُ: جَرْيُ الماءِ قليلًا، كالحَبْحَبِ، والضَّعْفُ، وسَوْقُ الإِبِلِ،

وـ من النَّارِ: اتِّقَادُها، والبِطِّيخُ الشَّامِيُّ الذي تُسَمِّيهِ أهلُ العِراقِ: الرَّقِّيِّ، والفُرْسُ: الهِنْديَّ، ج: حَبْحَبٌ.

والحَبْحَابُ: صَحابِيُّ، والقَصِيرُ، والدَّمِيمُ السَّيِّئُ الخُلُقِ، وسَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ، والرَّجُلُ، أو الجَمَلُ الضَّئِيلُ،

كالحَبْحَبِ والحَبْحَبِيِّ، وَوالِدُ شُعَيْبٍ البَصْرِيِّ التَّابِعِيِّ. والحُبَابُ بنُ المُنْذِرِ، بالضم، وابنُ قَيْظِيٍّ، وابنُ زَيْدٍ، وابنُ جَزْءٍ، وابنُ جُبَيْرٍ، وابنُ عُمَيْرٍ، وابنُ عَبْدِ اللَّهِ: صَحابِيُّونَ.

والمُحَبْحِبُ، بالكسر: السَّيِّئُ الغِذَاءِ.

وجِئْتُ بها حَبْحَبَةً، أي: مَهازِيلَ.

والحَبَاحِبُ: السَّرِيعَةُ الخَفيفَةُ، والصِّغَارُ،

جَمْعُ الحَبْحَابِ، ود. بالضم: ذُبابٌ يَطيرُ باللَّيْلِ له شُعاعٌ كالسِّراجِ، ومنه: نارُ الحُباحِبِ، أو هي ما اقْتَدَحَ من شَرَرِ النار في الهَواءِ من تَصادُمِ الحجارَةِ، أو كان أبو حُباحِبٍ من مُحارِبٍ وكان لا يُوقِدُ نارَهُ إلاَّ بالحَطَبِ الشَّخْتِ لئلا تُرَى، أو هي من الحَبْحَبَةِ: الضَّعْفِ، أو هي الشَّرَرَةُ تَسْقُطُ من الزِّنادِ.

وأُمُّ حُباحِبٍ: دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدُبِ.

وذَرَّى حَبًّا: لَقَبٌ.

والحَبَّةُ

الخَضْراءُ: البُطْمُ، والسَّوْداءُ: الشُّونِيزُ.

والحَبَّةُ: القِطْعَةُ من الشَّيْءِ،

وـ مِنَ الوَزْنِ: م، في: م ك ك. وبلا لامٍ: ابنُ بَعْكَكٍ، وابنُ حابِسٍ، أو هو بالياء: صَحابِيَّان.

وحَبَّةُ: قَلْعَةٌ بِسَبَأٍ، وجَبَلٌ بِحَضْرَمَوْت.

وسَهْمٌ حابٌّ: وَقَعَ حَولَ القِرْطَاسِ، ج: حَوابُّ.

وحَبَّ: وَقَفَ، وبالضم: أُتْعِبَ.

والحَبَبُ، محركةً، وكَعِنَبٍ: تَنَضُّدُ الأَسْنانِ، وما جَرى عليها من الماءِ كَقِطَعِ القَوارِيرِ وحَبُّ بنُ أبي حَبَّةَ، وابنُ مُسْلِمٍ، وابنُ جُوَيْنٍ العُرَنِيُّ، وابنُ سَلَمَةَ التَّابِعِيُّ، وأبو حَبَّةَ البَدْرِيُّ، أو صَوابُهُ بالنُّونِ، والمازِنِيُّ، وابنُ عَبْدِ بنِ عَمرٍو، وابنُ غَزِيَّةَ، وعبدُ السَّلامِ بنُ أَحْمَدَ بن حَبَّةَ، وعبدُ الوَهَّاب بنُ هبَة الله بن أبي حَبَّةَ، محدِّثون وبالكسرِ يعقوب بن حُبَّةَ رَوَى عن أحمَدَ.

وحُبَّى، كَرُبَّى: امرأةٌ، وع.

وأُمُّ مَحْبُوبٍ: الحَيَّةُ.

والحُبَيِّبَةُ، مُصَغَّرَةً: ة باليَمامَةِ. وإبراهيمُ بنُ حُبَيِّبَةَ، وابنُ محمدِ بنِ يوسُفَ بنِ حُبَيِّبَةَ: مُحَدِّثَانِ.

وكَجُهَيْنَةَ: ع من نَواحي البَطِيحَةِ.

وامرأةٌ مُحِبٌّ: مُحِبَّةٌ.

وبَعِيرٌ مُحِبٌّ: حَسِيرٌ.

والتَّحابُّ: التَّوادُّ.

واسْتَحَبَّهُ عليه: آثَرَهُ.

وأحْبابُ: ع بِدِيارِ بَني سُلِيْمٍ.

والحُبَّابِيَّةُ، بالضم: قَرْيَتانِ بِمِصْرَ.

وبُطْنانُ حَبِيبٍ: د بالشَّأْمِ.

والحُبَّةُ، بالضم: الحَبِيبَةُ، ج: كَصُرَدٍ.

وحَبُّوبَةٌ: لَقَبُ إسماعيلَ بنِ إسحاقَ الرَّازِيِّ، وجَدُّ للِحافِظِ الحَسَنِ بنِ محمدٍ اليُونارِتِيِّ. وكَسَحابٍ: ابنُ صالِحٍ الواسِطِيُّ، وأحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ حَبابٍ الحَبابِيُّ: مُحَدِّثُونَ.

القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م


20-المعجم الاشتقاقي المؤصل (جفو)

(جفو): {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16].

(في وصف المعزى بأن ذيلها جُفاء - كصداع) قالوا "هو من النُبو والتباعد وقلة اللزوق ". "والجُفَاية - كرُخامة: السفينةُ الفارغة، فإذا كانت مشحونة فهي غَامِد. وهو يجافي عَضُديه عن جنبيه في السجود أي يباعدهما. وجَفا السرجُ عن ظهر الفرس والقَتَبُ عن ظَهر البعير: نبا/ لم يلزم مكانه ".

° المعنى المحوري

تباعد الشيء عن مقره الذي حقه أن يستقر فيه كذيل المعزى على غير معتاد أمره في الحيوانات الأخرى، والسفينةُ الفارغةُ تطفو فوقَ الماء لا تَنغمِس كالملأى، وكتباعُد العضدين عن الجنبين، والسرجِ عن ظهر الفرس، والقَتَب عن ظهر الجمل. ومنه تجافى جنبه عن الفراش: نَبَا {تَتَجَافَى

جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}. (تتباعد لسهرهم في قيام الليل والعبادة).

ومن معنويه "الجَفاءُ: تَرْك الصلة والبر " (لمن حقه أن تتصل به وتَبَرَّه).

المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م


21-معجم الأفعال المتعدية بحرف (قمس)

(قمس) يقمس ويقمس قمسا وقموسا في الماء انغط ثم ارتفع غاب فيه وقمس به في البئر رمى وقمست الآكام في السراب ظهرت كأنها تطفو وترسب وفلان يقمس في سربه إذا كان يختفي مرة ويظهر أخرى.

معجم الأفعال المتعدية بحرف-موسى بن الحاج محمد بن الملياني الأحمدي الدراجي المسيلي الجزائري (الملقب نويوات)-صدر:1398هـ/1977م


22-موسوعة الفقه الكويتية (نجاسة 2)

نَجَاسَةٌ -2

ز- الدَّمُ وَالْقَيْحُ وَالصَّدِيدُ:

23- ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى نَجَاسَةِ الدَّمِ، لِحَدِيثِ أَسْمَاءَ- رضي الله عنها- قَالَتْ: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا تَحِيضُ فِي الثَّوْبِ كَيْفَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: تَحُتُّهُ ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ وَتَنْضَحُهُ وَتُصَلِّي فِيهِ» وَقَوْلُهُ- صلى الله عليه وسلم- لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ- رضي الله عنهما-: «إِنَّمَا يُغْسَلُ الثَّوْبُ مِنَ الْمَنِيِّ وَالْبَوْلِ وَالدَّمِ» وَكَذَلِكَ الْقَيْحُ وَالصَّدِيدُ لِأَنَّهُمَا مِثْلُهُ.

وَاسْتَثْنَى الْفُقَهَاءُ دَمَ الشَّهِيدِ عَلَيْهِ فَقَالُوا بِطَهَارَتِهِ مَا دَامَ عَلَيْهِ، لِقَوْلِهِ- صلى الله عليه وسلم- لِقَتْلَى أُحُدٍ: «زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ كَلْمٌ يُكْلَمُ فِي اللَّهِ إِلاَّ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ».فَإِنِ انْفَصَلَ الدَّمُ عَنِ الشَّهِيدِ كَانَ الدَّمُ نَجِسًا.

وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ يُعْفَى عَنْ دَمِ الْإِنْسَانِ الَّذِي لَا يَسِيلُ عَنْ رَأْسِ جُرْحِهِ، وَيُعْفَى أَيْضًا عَنْ دَمِ الْبَقِّ وَالْبَرَاغِيثِ لِأَنَّهُ لَا يُمْكِنُ الِاحْتِرَازُ عَنْهُ وَفِيهِ حَرَجٌ.

وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ يُعْفَى عَمَّا دُونَ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ الْمَسْفُوحِ إِذَا انْفَصَلَ عَنِ الْحَيَوَانِ.

وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ يُعْفَى عَنِ الْيَسِيرِ فِي الْعُرْفِ مِنَ الدَّمِ وَالْقَيْحِ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ نَفْسِهِ كَأَنِ انْفَصَلَ مِنْهُ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ أَوْ كَانَ مِنْ غَيْرِهِ، إِلاَّ دَمَ الْكَلْبِ وَالْخِنْزِيرِ وَفَرْعَ أَحَدِهِمَا فَلَا يُعْفَى عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ لِغِلَظِ نَجَاسَتِهِ، وَأَمَّا دَمُ الشَّخْصِ نَفْسِهِ الَّذِي لَمْ يَنْفَصِلْ مِنْهُ كَدَمِ الدَّمَامِيلِ وَالْقُرُوحِ وَمَوْضِعِ الْفَصْدِ فَيُعْفَى عَنْ قَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ، انْتَشَرَ بِعَرَقٍ أَمْ لَا.

وَيُعْفَى عَنْ دَمِ الْبَرَاغِيثِ وَالْقَمْلِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا تَعُمُّ بِهِ الْبَلْوَى وَيَشُقُّ الِاحْتِرَازُ عَنْهُ، وَمَحَلُّ الْعَفْوِ عَنْ سَائِرِ الدِّمَاءِ مَا لَمْ يَخْتَلِطْ بِأَجْنَبِيٍّ، فَإِنِ اخْتَلَطَتْ بِهِ كَأَنْ خَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ دَمٌ أَوْ دَمِيَتْ لِثَتُهُ لَمْ يُعْفَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ.

وَأَمَّا مَا لَا يُدْرِكُهُ الْبَصَرُ مِنَ النَّجَاسَاتِ فَيُعْفَى عَنْهُ وَلَوْ مِنَ النَّجَاسَةِ الْمُغَلَّظَةِ لِمَشَقَّةِ الِاحْتِرَازِ عَنْهُ.

وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ يُعْفَى عَنْ يَسِيرِ دَمٍ وَمَا تَوَلَّدَ مِنْهُ مِنْ قَيْحٍ وَصَدِيدٍ فِي غَيْرِ مَائِعٍ وَمَطْعُومٍ، أَيْ أَنَّهُ يُعْفَى عَنْهُ فِي الصَّلَاةِ، لِأَنَّ الْإِنْسَانَ غَالِبًا لَا يَسْلَمُ مِنْهُ وَيَشُقُّ التَّحَرُّزُ مِنْهُ، وَقَدْرُ الْيَسِيرِ الْمَعْفُوِّ عَنْهُ هُوَ مَا لَا يَفْحُشُ فِي النَّفْسِ، وَالْمَعْفُوُّ عَنْهُ مِنَ الْقَيْحِ وَنَحْوِهِ أَكْثَرُ مِمَّا يُعْفَى عَنْ مِثْلِهِ مِنَ الدَّمِ، وَالْمَعْفُوُّ عَنْهُ هُوَ مَا كَانَ مِنْ آدَمِيٍّ أَوْ حَيَوَانٍ طَاهِرٍ خَارِجًا مِنْ غَيْرِ سَبِيلٍ، فَإِنْ كَانَ مِنْ سَبِيلٍ لَمْ يُعْفَ عَنْهُ، وَلَا يُعْفَى عَنِ الدَّمِ الْخَارِجِ مِنْ حَيَوَانٍ نَجِسٍ كَالْكَلْبِ وَالْخِنْزِيرِ، وَيُضَمُّ مُتَفَرِّقٌ فِي ثَوْبٍ مِنْ دَمٍ وَنَحْوِهِ، فَإِنْ فَحُشَ لَمْ يُعْفَ عَنْهُ، وَيُعْفَى عَنْ دَمِ بَقٍّ وَقَمْلٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ كُلِّ مَا لَا نَفْسَ لَهُ سَائِلَةً. (ر: عَفُوف 7 وَمَا بَعْدَهَا، مَعْفُوَّات ف 3 وَمَا بَعْدَهَا).

ح- دَمُ الْحَيْضِ وَالِاسْتِحَاضَةِ وَالنِّفَاسِ:

24- اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى نَجَاسَةِ دَمِ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَالِاسْتِحَاضَةِ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ- رضي الله عنها- قَالَتْ: «جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلَاةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: لَا، إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِحَيْضٍ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي».

وَلِلتَّفْصِيلِ فِي أَثَرِ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَالِاسْتِحَاضَةِ فِي مَنْعِ الْعِبَادَاتِ تَنْظُرُ مُصْطَلَحَاتِ: (اسْتِحَاضَة ف 25 وَمَا بَعْدَهَا، حَيْض ف 33 وَمَا بَعْدَهَا، نِفَاس).

ط- الْمِسْكُ وَالزَّبَادُ وَالْعَنْبَرُ:

25- ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى أَنَّ الْمِسْكَ طَاهِرٌ حَلَالٌ، فَيُؤْكَلُ بِكُلِّ حَالٍ، وَكَذَا نَافِجَتُهُ طَاهِرَةٌ مُطْلَقًا عَلَى الْأَصَحِّ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ رَطْبِهَا وَيَابِسِهَا، وَبَيْنَ مَا انْفَصَلَ مِنَ الْمَذْبُوحَةِ وَغَيْرِهَا، وَبَيْنَ كَوْنِهَا بِحَالِ لَوْ أَصَابَهَا الْمَاءُ فَسَدَتْ أَوْ لَا.

وَكَذَا الزَّبَادُ طَاهِرٌ لِاسْتِحَالَتِهِ إِلَى الطِّيبِيَّةِ.

وَكَذَا الْعَنْبَرُ كَمَا فِي الدُّرِّ الْمُنْتَقَى، قَالَ فِي خِزَانَةِ الرِّوَايَاتِ نَاقِلًا عَنْ جَوَاهِرِ الْفَتَاوَى: الزَّبَادُ طَاهِرٌ، وَفِي الْمِنْهَاجِيَّةِ مِنْ مُخْتَصَرِ الْمَسَائِلِ: الْمِسْكُ طَاهِرٌ لِأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ دَمًا لَكِنَّهُ تَغَيَّرَ، وَكَذَا الزَّبَادُ طَاهِرٌ، وَكَذَا الْعَنْبَرُ.

وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّ الْمِسْكَ- كَمَا قَالَ النَّوَوِيُّ- طَاهِرٌ، وَفِي فَأْرَتِهِ الْمُنْفَصِلَةِ فِي حَيَاةِ الظَّبْيَةِ وَجْهَانِ: الْأَصَحُّ الطَّهَارَةُ كَالْجَنِينِ، فَإِنِ انْفَصَلَتْ بَعْدَ مَوْتِهَا فَنَجِسَةٌ عَلَى الصَّحِيحِ كَاللَّبَنِ، وَطَاهِرَةٌ فِي وَجْهٍ كَالْبَيْضِ الْمُتَصَلِّبِ.

وَالزَّبَادُ طَاهِرٌ لِأَنَّهُ لَبَنُ سِنَّوْرٍ بَحْرِيٍّ أَوْ عَرَقُ سِنَّوْرٍ بَرِّيٍّ، وَهُوَ الْأَصَحُّ، وَيُعْفَى عَنْ قَلِيلِ شَعَرٍ فِيهِ عُرْفًا فِي مَأْخُوذٍ جَامِدٍ، وَفِي مَأْخُوذٍ مِنْهُ مَائِعٍ.

وَالْعَنْبَرُ طَاهِرٌ لِأَنَّهُ نَبَاتٌ بَحْرِيٌّ عَلَى الْأَصَحِّ، نَعَمْ مَا يَبْتَلِعُهُ مِنْهُ حَيَوَانُ الْبَحْرِ ثُمَّ يُلْقِيهِ نَجِسٌ لِأَنَّهُ مِنَ الْقَيْءِ وَيُعْرَفُ بِسَوَادِهِ.

وَيَقُولُ الْمَالِكِيَّةُ: إِنَّهُ لَا خِلَافَ فِي طَهَارَةِ الْمِسْكِ وَحِلِّ أَكْلِهِ، وَهُوَ الدَّمُ الْمُنْعَقِدُ يُوجَدُ عِنْدَ بَعْضِ الْحَيَوَانِ كَالْغَزَالِ وَاسْتَحَالَ إِلَى صَلَاحٍ، وَكَذَا فَأْرَتُهُ وَهِيَ وِعَاؤُهُ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ مِنَ الْحَيَوَانِ الْمَخْصُوصِ، لِأَنَّه- عليه الصلاة والسلام- تَطَيَّبَ بِذَلِكَ وَلَوْ كَانَ نَجِسًا مَا تَطَيَّبَ بِهِ.

وَقَالَ الْحَنَابِلَةُ: الْمِسْكُ وَفَأْرَتُهُ طَاهِرَانِ وَهُوَ سُرَّةُ الْغَزَالِ، وَكَذَا الزَّبَادُ طَاهِرٌ لِأَنَّهُ عَرَقُ سِنَّوْرٍ بَرِّيٍّ، وَفِي الْإِقْنَاعِ نَجِسٌ، لِأَنَّهُ عَرَقُ حَيَوَانٍ أَكْبَرَ مِنَ الْهِرِّ، وَالْعَنْبَرُ طَاهِرٌ.

ي- الْبَوْلُ وَالْعَذِرَةُ:

26- اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى نَجَاسَةِ بَوْلِ وَعَذِرَةِ الْآدَمِيِّ وَبَوْلِ وَرَوْثِ مَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ، لِمَا وَرَدَ أَنَّهُ «جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي طَائِفَةِ الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُ النَّاسُ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ أَمَرَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَأُهْرِيقَ عَلَيْهِ» وَقَوْلُهُ- صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَنْزِهُوا مِنَ الْبَوْلِ» وَلِقَوْلِهِ- صلى الله عليه وسلم- لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: «إِنَّمَا يُغْسَلُ الثَّوْبُ مِنْ خَمْسٍ مِنَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ وَالْقَيْءِ وَالدَّمِ وَالْمَنِيِّ».

وَاخْتَلَفُوا فِي نَجَاسَةِ بَوْلِ وَرَوْثِ الْحَيَوَانِ مَأْكُولِ اللَّحْمِ، وَكَذَا خُرْءُ الطَّيْرِ.

فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَزُفَرُ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى طَهَارَتِهِمَا فِي حَيَاةِ الْحَيَوَانِ أَوْ بَعْدَ ذَكَاتِهِ لِحَدِيثِ الْعُرَنِيِّينَ فَإِنَّ الرَّسُولَ- صلى الله عليه وسلم- أَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا وَلَوْ كَانَ نَجِسًا لَمَا أَمَرَهُمْ بِذَلِكَ، وَلِصَلَاتِهِ- صلى الله عليه وسلم- فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ بَوْلُ وَرَوْثُ الْحَيَوَانِ مَأْكُولِ اللَّحْمِ نَجِسًا لَتَنَجَّسَتِ الْحُبُوبُ الَّتِي تَدُوسُهَا الْبَقَرُ فَإِنَّهَا لَا تَسْلَمُ مِنْ أَبْوَالِهَا.

وَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَبُو يُوسُفَ إِلَى أَنَّ بَوْلَ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ نَجِسٌ نَجَاسَةً خَفِيفَةً، أَمَّا رَوْثُهُ فَهُوَ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ نَجِسٌ نَجَاسَةً غَلِيظَةً، وَعِنْدَ أَبِي يُوسُفَ نَجَاسَتُهُ خَفِيفَةٌ.

وَالْفَرْقُ بَيْنَ النَّجَاسَةِ الْخَفِيفَةِ وَالْغَلِيظَةِ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ هُوَ بِاعْتِبَارِ كَثْرَةِ الْمَعْفُوِّ عَنْهُ مِنَ الْخَفِيفَةِ وَقِلَّةِ الْمَعْفُوِّ عَنْهُ مِنَ الْغَلِيظَةِ، لَا فِي كَيْفِيَّةِ التَّطْهِيرِ، لِأَنَّهُ لَا يَخْتَلِفُ بِالْغِلَظِ وَالْخِفَّةِ.

وَأَمَّا خُرْءُ مَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ مِنَ الطُّيُورِ فَهُوَ نَجِسٌ نَجَاسَةً مُخَفَّفَةً عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ، وَخُرْءُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ مِنَ الطُّيُورِ طَاهِرٌ إِلاَّ الدَّجَاجَ وَالْبَطَّ الْأَهْلِيَّ وَالْأَوِزَّ فَنَجَاسَةُ خُرْئِهَا غَلِيظَةٌ لِنَتْنِهِ.

وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّ بَوْلَ الْحَيَوَانِ الْمَأْكُولِ اللَّحْمِ نَجِسٌ وَكَذَلِكَ رَوْثُهُ، وَكَذَا ذَرْقُ الطَّيْرِ، لِمَا وَرَدَ «أَنَّهُ- صلى الله عليه وسلم- لَمَّا جِيءَ لَهُ بِحَجَرَيْنِ وَرَوْثَةٍ لِيَسْتَنْجِيَ بِهَا أَخَذَ الْحَجَرَيْنِ وَرَدَّ الرَّوْثَةَ وَقَالَ: هَذَا رِكْسٌ» وَالرِّكْسُ النَّجَسُ.

وَأَمَّا أَمْرُهُ- صلى الله عليه وسلم- الْعُرَنِيِّينَ بِشُرْبِ أَبْوَالِ الْإِبِلِ فَكَانَ لِلتَّدَاوِي، وَالتَّدَاوِي بِالنَّجِسِ جَائِزٌ عِنْدَ فَقْدِ الطَّاهِرِ إِلاَّ خَالِصَ الْخَمْرِ، وَلِأَنَّ أَبْوَالَ مَأْكُولِ اللَّحْمِ وَأَرْوَاثَهَا مِمَّا اسْتَحَالَ بِالْبَاطِنِ، وَكُلُّ مَا اسْتَحَالَ بِالْبَاطِنِ نَجِسٌ.

انْظُرْ مُصْطَلَحَ (ذَرْق ف 3- 5، رَوْث ف 2- 3).

ك- الْمَنِيُّ وَالْمَذْيُ وَالْوَدْيُ:

27- ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى نَجَاسَةِ الْمَذْيِ، لِلْأَمْرِ بِغَسْلِ الذَّكَرِ مِنْهُ وَالْوُضُوءِ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ- رضي الله عنه- قَالَ: «كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً، وَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ» وَلِأَنَّهُ خَارِجٌ مِنْ سَبِيلِ الْحَدَثِ لَا يَخْلُقُ مِنْهُ طَاهِرٌ فَهُوَ كَالْبَوْلِ.

وَذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى نَجَاسَةِ الْوَدْيِ كَذَلِكَ.

وَاخْتَلَفُوا فِي نَجَاسَةِ الْمَنِيِّ أَوْ طَهَارَتِهِ: فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ إِلَى نَجَاسَتِهِ، وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى طَهَارَتِهِ.

وَالتَّفْصِيلُ فِي مُصْطَلَحِ (مَذْي ف 4، وَمَنِيّ ف 5، وَوَدْي).

ل- رُطُوبَةُ الْفَرْجِ:

28- ذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَى طَهَارَةِ رُطُوبَةِ فَرْجِ الْمَرْأَةِ الدَّاخِلِيِّ كَسَائِرِ رُطُوبَاتِ الْبَدَنِ، وَذَهَبَ أَبُو يُوسُفَ وَمُحَمَّدٌ إِلَى نَجَاسَتِهِ.

أَمَّا رُطُوبَةُ الْفَرْجِ الْخَارِجِيِّ فَطَاهِرَةٌ اتِّفَاقًا.

وَإِذَا كَانَتِ النَّجَاسَةُ فِي مَحَلِّهَا فَلَا عِبْرَةَ بِهَا بِاتِّفَاقٍ.

وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى أَنَّ رُطُوبَةَ الْفَرْجِ مِنْ غَيْرِ مُبَاحِ الْأَكْلِ نَجِسَةٌ، أَمَّا مِنْ مُبَاحِ الْأَكْلِ فَطَاهِرَةٌ مَا لَمْ يَتَغَذَّ بِنَجِسٍ، وَرُطُوبَةُ فَرْجِ الْآدَمِيِّ نَجِسَةٌ عَلَى الرَّاجِحِ خِلَافًا لِمَنْ قَالَ بِطَهَارَتِهِ.

وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّ رُطُوبَةَ الْفَرْجِ مِنَ الْآدَمِيِّ أَوْ مِنْ حَيَوَانٍ طَاهِرٍ وَلَوْ غَيْرِ مَأْكُولٍ لَيْسَتْ بِنَجِسٍ فِي الْأَصَحِّ بَلْ طَاهِرَةٌ لِأَنَّهَا كَعَرَقِهِ، وَمُقَابِلُ الْأَصَحِّ أَنَّهَا نَجِسَةٌ، لِأَنَّهَا مُتَوَلِّدَةٌ مِنْ مَحَلِّ النَّجَاسَةِ يَنْجُسُ بِهَا ذَكَرُ الْمُجَامِعِ.

وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ فِي الصَّحِيحِ مِنَ الْمَذْهَبِ إِلَى أَنَّ رُطُوبَةَ فَرْجِ الْمَرْأَةِ طَاهِرَةٌ لِلْحُكْمِ بِطَهَارَةِ مَنِيِّهَا، فَلَوْ حَكَمْنَا بِنَجَاسَةِ رُطُوبَةِ فَرْجِهَا لَزِمَ الْحُكْمُ بِنَجَاسَةِ مَنِيِّهَا.

وَقَالُوا فِي الرِّوَايَةِ الثَّانِيَةِ- اخْتَارَهَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ شَاقِلَا وَجَزَمَ بِهِ فِي الْإِفَادَاتِ- إِنَّ رُطُوبَةَ الْفَرْجِ نَجِسَةٌ، وَقَالَ الْقَاضِي: مَا أَصَابَ مِنْهُ فِي حَالِ الْجِمَاعِ نَجِسٌ لِأَنَّهُ لَا يَسْلَمُ مِنَ الْمَذْيِ.

حُكْمُ الْخَمْرِ:

29- ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ الْخَمْرَ نَجِسَةٌ كَالْبَوْلِ وَالدَّمِ، لِثُبُوتِ حُرْمَتِهَا وَتَسْمِيَتِهَا رِجْسًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ} وَالرِّجْسُ فِي اللُّغَةِ: الشَّيْءُ الْقَذِرُ أَوِ النَّتِنُ. وَذَهَبَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ مِنْهُمْ رَبِيعَةُ شَيْخُ مَالِكٍ وَالصَّنْعَانِيُّ وَالشَّوْكَانِيُّ إِلَى طَهَارَتِهَا تَمَسُّكًا بِالْأَصْلِ، وَحَمَلُوا الرِّجْسَ فِي الْآيَةِ عَلَى الْقَذَارَةِ الْحُكْمِيَّةِ.

وَالتَّفْصِيلُ فِي مُصْطَلَحِ (أَشْرِبَة ف 30- 32 وَمَا بَعْدَهَا، وَتَخْلِيل ف 13- 14).

مَا تُلَاقِيهِ النَّجَاسَةُ:

أ- تَلَاقِي الْجَافَّيْنِ أَوِ الطَّاهِرِ الْجَافِّ بِالنَّجِسِ الْمَائِعِ أَوِ الْمُبْتَلِّ وَعَكْسِهِ:

30- قَالَ الْحَنَفِيَّةُ: لَوِ ابْتَلَّ فِرَاشٌ أَوْ تُرَابٌ نَجِسَانِ مِنْ عَرَقِ نَائِمٍ أَوْ بَلَلِ قَدَمٍ وَظَهَرَ أَثَرُ النَّجَاسَةِ فِي الْبَدَنِ وَالْقَدَمِ تَنَجَّسَا وَإِلاَّ فَلَا، كَمَا لَا يَنْجُسُ ثَوْبٌ جَافٌّ طَاهِرٌ لُفَّ فِي ثَوْبٍ نَجِسٍ رَطْبٍ لَا يَنْعَصِرُ الرَّطْبُ لَوْ عُصِرَ، وَلَا يَنْجُسُ ثَوْبٌ رَطْبٌ بِنَشْرِهِ عَلَى أَرْضٍ نَجِسَةٍ يَابِسَةٍ فَتَنَدَّتْ مِنْهُ وَلَمْ يَظْهَرْ أَثَرُهَا فِيهِ، وَلَا بِرِيحٍ هَبَّتْ عَلَى نَجَاسَةٍ فَأَصَابَتِ الثَّوْبَ إِلاَّ أَنْ يَظْهَرَ أَثَرُهَا فِيهِ أَيِ الثَّوْبِ، وَقِيلَ: يَنْجُسُ إِنْ كَانَ مَبْلُولًا لِاتِّصَالِهَا بِهِ.

وَلَوْ خَرَجَ مِنْهُ رِيحٌ وَمَقْعَدَتُهُ مَبْلُولَةٌ فَالصَّحِيحُ طَهَارَةُ الرِّيحِ الْخَارِجَةِ فَلَا تُنَجِّسُ الثِّيَابَ الْمُبْتَلَّةَ.

وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ: لَوْ زَالَ عَيْنُ النَّجَاسَةِ عَنِ الْمَحَلِّ بِغَيْرِ الْمَاءِ الْمُطْلَقِ مِنْ مُضَافٍ وَبَقِيَ بَلَلُهُ، فَلَاقَى جَافًّا، أَوْ جَفَّ وَلَاقَى مَبْلُولًا لَمْ يَتَنَجَّسْ مُلَاقِي مَحَلِّهَا عَلَى الْمَذْهَبِ، إِذْ لَمْ يَبْقَ إِلاَّ الْحُكْمُ وَهُوَ لَا يَنْتَقِلُ، وَمُقَابِلُ الْمَذْهَبِ أَنَّ الْمُضَافَ قَدْ يَتَنَجَّسُ بِمُجَرَّدِ الْمُلَاقَاةِ فَالْبَاقِي نَجِسٌ، وَمُقْتَضَى ذَلِكَ: أَنَّهُ إِذَا لَاقَى الْمَحَلُّ الْمَبْلُولُ جَافًّا، أَوْ لَاقَى الْمَحَلَّ الْجَافَّ شَيْءٌ مَبْلُولٌ أَنَّهُ يَتَنَجَّسُ بِمُجَرَّدِ الْمُلَاقَاةِ.

وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّ الْأَعْيَانَ الطَّاهِرَةَ إِذَا لَاقَاهَا شَيْءٌ نَجِسٌ وَأَحَدُهُمَا رَطْبٌ وَالْآخَرُ يَابِسٌ فَيُنَجَّسُ الطَّاهِرُ بِمُلَاقَاتِهَا.

ب- وُقُوعُ النَّجَاسَةِ فِي مَائِعٍ أَوْ جَامِدٍ:

31- إِذَا وَقَعَتْ نَجَاسَةٌ فِي سَمْنٍ وَنَحْوِهِ مِنَ الْمَائِعَاتِ الطَّاهِرَةِ، فَإِنْ كَانَ جَامِدًا فَقَدْ ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّهَا تُلْقَى وَمَا حَوْلَهَا وَيُنْتَفَعُ بِالْبَاقِي، لِمَا رَوَتْ مَيْمُونَةُ- رضي الله عنها- «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ سَقَطَتْ فِي سَمْنٍ فَقَالَ: أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا فَاطْرَحُوهُ، وَكُلُوا سَمْنَكُمْ» أَمَّا إِذَا كَانَ السَّمْنُ وَنَحْوُهُ مَائِعًا، فَقَدِ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي ذَلِكَ.

فَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ فِي الْمَذْهَبِ إِلَى أَنَّهُ يَنْجُسُ، لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- «أَنَّ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- سُئِلَ عَنِ الْفَأْرَةِ تَمُوتُ فِي السَّمْنِ فَقَالَ: إِنْ كَانَ جَامِدًا فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا، وَإِنْ كَانَ مَائِعًا فَلَا تَقْرَبُوهُ».

وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَأَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ إِلَى أَنَّ الْمَائِعَ كَالْمَاءِ لَا يَنْجُسُ إِلاَّ بِمَا يَنْجُسُ بِهِ الْمَاءُ.

32- وَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ كَذَلِكَ فِي إِمْكَانِ تَطْهِيرِ الْمَائِعِ مِنَ النَّجَاسَةِ.

فَذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ تَطْهِيرُ الْمَائِعِ مِنَ النَّجَاسَةِ.لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ السَّابِقِ.

وَالْفَتْوَى عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى أَنَّهُ يُمْكِنُ تَطْهِيرُ الْمَائِعِ مِنَ النَّجَاسَةِ.

وَالتَّفْصِيلُ فِي مُصْطَلَحِ (مَائِع ف 3- 4، وَطَهَارَة ف 15).

ج- الْمِيَاهُ الَّتِي تُلَاقِي النَّجَاسَةَ:

33- اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الْمَاءَ إِذَا خَالَطَتْهُ نَجَاسَةٌ وَغَيَّرَتْ أَحَدَ أَوْصَافِهِ كَانَ نَجِسًا، سَوَاءٌ أَكَانَ الْمَاءُ قَلِيلًا أَمْ كَثِيرًا.

قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْمَاءَ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ إِذَا وَقَعَتْ فِيهِ نَجَاسَةٌ فَغَيَّرَتْ لِلْمَاءِ لَوْنًا أَوْ طَعْمًا أَوْ رَائِحَةً أَنَّهُ نَجِسٌ مَا دَامَ كَذَلِكَ.

وَاخْتَلَفُوا فِي الْمَاءِ إِذَا خَالَطَتْهُ نَجَاسَةٌ وَلَمْ تُغَيِّرْ أَحَدَ أَوْصَافِهِ عَلَى أَقْوَالٍ.

وَالتَّفْصِيلُ فِي مُصْطَلَحِ (مِيَاه ف 17- 23).

د- الْمَاءُ الْمُنْفَصِلُ عَنْ مَحَلِّ التَّطْهِيرِ:

34- اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي الْمَاءِ الَّذِي أُزِيلَ بِهِ حَدَثٌ أَوْ خَبَثٌ مِنْ حَيْثُ بَقَاؤُهُ عَلَى طَهُورِيَّتِهِ أَوْ فَقْدُهُ الطَّهُورِيَّةَ، وَمِنْ حَيْثُ نَجَاسَتُهُ أَوْ عَدَمُ نَجَاسَتِهِ.

وَالتَّفْصِيلُ فِي مُصْطَلَحِ (مِيَاه ف9- 12).

هـ- تَنَجُّسُ الْآبَارِ:

35- قَالَ الْحَنَفِيَّةُ: إِنَّ الْبِئْرَ الصَّغِيرَةَ- وَهِيَ مَا دُونَ عَشَرَةِ أَذْرُعٍ فِي عَشَرَةٍ- يَنْجُسُ مَاؤُهَا بِوُقُوعِ نَجَاسَةٍ فِيهَا، وَإِنْ قَلَّتِ النَّجَاسَةُ مِنْ غَيْرِ الْأَرْوَاثِ كَقَطْرَةِ دَمٍ أَوْ خَمْرٍ، وَلِكَيْ تَطْهُرَ يُنْزَحُ مَاؤُهَا كَمَا تُنْزَحُ بِوُقُوعِ خِنْزِيرٍ فِيهَا وَلَوْ خَرَجَ حَيًّا وَلَمْ يُصِبْ فَمُهُ الْمَاءَ لِنَجَاسَةِ عَيْنِهِ.

وَتُنْزَحُ بِمَوْتِ كَلْبٍ فِيهَا، فَإِذَا لَمْ يَمُتْ وَخَرَجَ حَيًّا وَلَمْ يَصِلْ فَمُهُ الْمَاءَ لَا يَنْجُسُ، لِأَنَّهُ غَيْرُ نَجِسِ الْعَيْنِ عَلَى الصَّحِيحِ.

كَمَا تُنْزَحُ أَيْضًا بِمَوْتِ شَاةٍ أَوْ مَوْتِ آدَمِيٍّ فِيهَا، لِنَزْحِ مَاءِ زَمْزَمَ بِمَوْتِ زِنْجِيٍّ وَأَمْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ الزُّبَيْرِ- رضي الله عنهم- بِهِ بِمَحْضَرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ غَيْرِ نَكِيرٍ.

وَتُنْزَحُ بِانْتِفَاخِ حَيَوَانٍ وَلَوْ كَانَ صَغِيرًا لِانْتِشَارِ النَّجَاسَةِ، فَلَوْ لَمْ يُمْكِنْ نَزْحُهَا نُزِحَ مِنْهَا وُجُوبًا مِائَتَا دَلْوٍ وَسَطٍ، وَهُوَ الْمُسْتَعْمَلُ كَثِيرًا فِي تِلْكَ الْبِئْرِ، وَقَدَّرَ مُحَمَّدٌ- رحمه الله- الْوَاجِبَ بِمِائَتَيْ دَلْوٍ لَوْ لَمْ يُمْكِنْ نَزْحُهَا، وَأَفْتَى بِهِ لَمَّا شَاهَدَ آبَارَ بَغْدَادَ كَثِيرَةَ الْمِيَاهِ لِمُجَاوَرَةِ دِجْلَةَ.

وَإِنْ مَاتَ فِي الْبِئْرِ دَجَاجَةٌ أَوْ هِرَّةٌ أَوْ نَحْوُهُمَا فِي الْجُثَّةِ وَلَمْ يَنْتَفِخْ لَزِمَ نَزْحُ أَرْبَعِينَ دَلْوًا بَعْدَ إِخْرَاجِ الْوَاقِعِ مِنْهَا، رُوِيَ التَّقْدِيرُ بِالْأَرْبَعِينَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه- فِي الدَّجَاجَةِ، وَمَا قَارَبَهَا يُعْطَى حُكْمَهَا، وَتُسْتَحَبُّ الزِّيَادَةُ إِلَى خَمْسِينَ أَوْ سِتِّينَ لِمَا رُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ وَالشَّعْبِيِّ.

وَإِنْ مَاتَ فِيهَا فَأْرَةٌ أَوْ نَحْوُهَا كَعُصْفُورٍ وَلَمْ يَنْتَفِخْ لَزِمَ نَزْحُ عِشْرِينَ دَلْوًا بَعْدَ إِخْرَاجِهِ، لِقَوْلِ أَنَسٍ- رضي الله عنه- فِي فَأْرَةٍ مَاتَتْ فِي الْبِئْرِ وَأُخْرِجَتْ مِنْ سَاعَتِهَا: يُنْزَحُ عِشْرُونَ دَلْوًا، وَتُسْتَحَبُّ الزِّيَادَةُ إِلَى ثَلَاثِينَ لِاحْتِمَالِ زِيَادَةِ الدَّلْوِ الْمَذْكُورِ فِي الْأَثَرِ عَلَى مَا قُدِّرَ بِهِ مِنَ الْوَسَطِ، وَكَانَ ذَلِكَ الْمَنْزُوحُ طَهَارَةً لِلْبِئْرِ وَالدَّلْوِ وَالرِّشَا وَالْبَكَرَةِ وَيَدِ الْمُسْتَسْقَى، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي يُوسُفَ وَالْحَسَنِ، لِأَنَّ نَجَاسَةَ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ كَانَتْ بِنَجَاسَةِ الْمَاءِ، فَتَكُونُ طَهَارَتُهَا بِطَهَارَتِهِ نَفْيًا لِلْحَرَجِ، كَطَهَارَةِ دَنِّ الْخَمْرِ بِتَخَلُّلِهَا، وَطَهَارَةِ عُرْوَةِ الْأَبْرِيقِ بِطَهَارَةِ الْيَدِ إِذَا أَخَذَهَا كُلَّمَا غَسَلَ يَدَهُ.

وَلَا تُنَجَّسُ الْبِئْرُ بِالْبَعْرِ وَهُوَ لِلْإِبِلِ وَالْغَنَمِ، وَالرَّوْثِ- لِلْفَرَسِ وَالْبَغْلِ وَالْحِمَارِ، وَالْخِثْيِ لِلْبَقَرِ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ آبَارِ الْأَمْصَارِ وَالْفَلَوَاتِ فِي الصَّحِيحِ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الرَّطْبِ وَالْيَابِسِ، وَالصَّحِيحِ وَالْمُنْكَسِرِ فِي ظَاهِرِ الرِّوَايَةِ لِشُمُولِ الضَّرُورَةِ، فَلَا تُنَجَّسُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ كَثِيرًا، وَهُوَ مَا يَسْتَكْثِرُهُ النَّاظِرُ أَوْ أَنْ لَا يَخْلُوَ دَلْوٌ عَنْ بَعْرَةٍ وَنَحْوِهَا كَمَا صَحَّحَهُ فِي الْمَبْسُوطِ، وَالْقَلِيلُ مَا يَسْتَقِلُّهُ وَعَلَيْهِ الِاعْتِمَادُ.

وَلَا يُنَجَّسُ الْمَاءُ بِخُرْءِ حَمَامٍ وَعُصْفُورٍ، وَلَا بِمَوْتِ مَا لَا دَمَ لَهُ فِيهِ كَسَمَكٍ وَضُفْدَعٍ، وَلَا بِوُقُوعِ آدَمِيٍّ وَمَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ إِذَا خَرَجَ حَيًّا وَلَمْ يَكُنْ عَلَى بَدَنِهِ نَجَاسَةٌ مُتَيَقَّنَةً، وَلَا بِوُقُوعِ بَغْلٍ وَحِمَارٍ وَسِبَاعِ طَيْرٍ وَوَحْشٍ فِي الصَّحِيحِ، وَإِنْ وَصَلَ لُعَابُ الْوَاقِعِ إِلَى الْمَاءِ أَخَذَ حُكْمَهُ، وَوُجُودُ حَيَوَانٍ مَيِّتٍ فِيهَا يُنَجِّسُهَا مِنْ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمُنْتَفِخٍ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامِ وَلَيَالِيهَا إِنْ لَمْ يُعْلَمْ وَقْتُ وُقُوعِهِ.

36- وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ: إِذَا مَاتَ بَرِّيٌّ ذُو نَفْسٍ سَائِلَةٍ فِي بِئْرٍ فَإِنْ تَغَيَّرَ الْمَاءُ طَعْمًا أَوْ لَوْنًا أَوْ رِيحًا وَجَبَ نَزْحُهُ حَتَّى يَزُولَ التَّغَيُّرُ وَيَعُودَ كَهَيْئَتِهِ أَوَّلًا طَاهِرًا مُطَهِّرًا، فَإِنْ زَالَ بِنَفْسِهِ فَالظَّاهِرُ عَوْدُهُ إِلَى أَصْلِهِ، فَيَصِيرُ طَهُورًا خِلَافًا لِابْنِ الْقَاسِمِ، وَقَالَ الْبُنَانِيُّ: الْأَرْجَحُ أَنَّهُ يَطْهُرُ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ وَاعْتَمَدَ عَلَيْهِ خَلِيلٌ وَالْأَجْهُورِيُّ، وَقَالَ عَبْدُ الْبَاقِي: لَا يَطْهُرُ، وَرَجَّحَ ابْنُ رُشْدٍ قَوْلَ ابْنِ وَهْبٍ.وَإِنْ لَمْ يَتَغَيَّرْ نُدِبَ النَّزْحُ بِقَدْرِ الْمَاءِ قِلَّةً وَكَثْرَةً، وَالْحَيَوَانِ صِغَرًا وَكِبَرًا، وَأَمَّا إِنْ وَقَعَ حَيًّا أَوْ طُرِقَ مَيِّتًا وَأُخْرِجَ فَلَا نَزْحَ وَلَا كَرَاهَةَ.

وَفِي الْمُدَوَّنَةِ: إِنْ مَاتَ بَرِّيٌّ ذُو نَفْسٍ سَائِلَةٍ بِمَاءٍ لَا مَادَّةَ لَهُ كَالْجُبِّ لَا يُشْرَبُ مِنْهَا وَلَا يُتَوَضَّأُ، وَيُنْزَحُ الْمَاءُ كُلُّهُ، بِخِلَافِ مَا لَهُ مَادَّةٌ.

وَفِي الْعُتْبِيَّةِ قَالَ مَالِكٌ فِي ثِيَابٍ أَصَابَهَا مَاءُ بِئْرٍ وَقَعَتْ فِيهِ فَأْرَةٌ فَمَاتَتْ وَتَسَلَّخَتْ: يُغْسَلُ الثَّوْبُ وَتُعَادُ الصَّلَاةُ فِي الْوَقْتِ.

وَقَالَ الدَّرْدِيرُ عَلَى أَقْرَبِ الْمَسَالِكِ: وَإِذَا مَاتَ الْحَيَوَانُ الْبَرِّيُّ فِي الْمَاءِ الْقَلِيلِ أَوِ الْكَثِيرِ لَهُ مَادَّةٌ أَوْ لَا كَالصَّهَارِيجِ- وَكَانَ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ أَيْ دَمٌ يَجْرِي مِنْهُ إِذَا جُرِحَ- فَإِنَّهُ يُنْدَبُ النَّزْحُ مِنْهُ بِقَدْرِ الْحَيَوَانِ مَنْ كِبَرٍ أَوْ صِغَرٍ، وَبِقَدْرِ الْمَاءِ مِنْ قِلَّةٍ وَكَثْرَةٍ، إِلَى ظَنِّ زَوَالِ الْفَضَلَاتِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْ فِيهِ حَالَ خُرُوجِ رُوحِهِ فِي الْمَاءِ.

وَيُنْقِصُ النَّازِحُ الدَّلْوَ لِئَلاَّ تَطْفُوَ الدُّهْنِيَّةُ فَتَعُودَ لِلْمَاءِ ثَانِيًا، وَالْمَدَارُ عَلَى ظَنِّ زَوَالِ الْفَضَلَاتِ.

فَلَوْ أُخْرِجَ الْحَيَوَانُ مِنَ الْمَاءِ قَبْلَ مَوْتِهِ، أَوْ وَقَعَ فِيهِ مَيِّتًا، أَوْ كَانَ جَارِيًا أَوْ مُسْتَبْحِرًا كَغَدِيرٍ عَظِيمٍ جِدًّا، أَوْ كَانَ الْحَيَوَانُ بَحْرِيًّا كَحُوتٍ، أَوْ بَرِّيًّا لَيْسَ لَهُ نَفْسٌ سَائِلَةٌ كَعَقْرَبٍ وَذُبَابٍ، لَمْ يُنْدَبِ النَّزْحُ، فَلَا يُكْرَهُ اسْتِعْمَالُهُ كَمَا لَا يُكْرَهُ بَعْدَ النَّزْحِ.هَذَا مَا لَمْ يَتَغَيَّرِ الْمَاءُ بِالْحَيَوَانِ الْمَذْكُورِ، فَإِنْ تَغَيَّرَ لَوْنًا أَوْ طَعْمًا أَوْ رِيحًا تَنَجَّسَ لِأَنَّ مَيْتَتَهُ نَجِسَةٌ. 37- وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ: إِنَّ مَاءَ الْبِئْرِ كَغَيْرِهِ فِي قَبُولِ النَّجَاسَةِ وَزَوَالِهَا، فَإِنْ كَانَ قَلِيلًا وَتَنَجَّسَ بِوُقُوعِ نَجَاسَةٍ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُنْزَحَ لِيَنْبُعَ الْمَاءُ الطَّهُورُ بَعْدَهُ، لِأَنَّهُ وَإِنْ نُزِحَ فَقَعْرُ الْبِئْرِ يَبْقَى نَجِسًا، وَقَدْ تَنْجُسُ جُدْرَانُ الْبِئْرِ أَيْضًا بِالنَّزْحِ، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَكَ لِيَزْدَادَ فَيَبْلُغَ حَدَّ الْكَثْرَةِ.

وَإِنْ كَانَ نَبْعُهَا قَلِيلًا لَا تُتَوَقَّعُ كَثْرَتُهُ صُبَّ فِيهَا مَاءٌ لِيَبْلُغَ الْكَثْرَةَ وَيَزُولَ التَّغَيُّرُ إِنْ كَانَ تَغَيَّرَ.

وَإِنْ كَانَ الْمَاءُ كَثِيرًا طَاهِرًا وَتَفَتَّتَ فِيهِ شَيْءٌ نَجِسٌ كَفَأْرَةٍ تَمَعَّطَ شَعْرُهَا فَقَدْ يَبْقَى عَلَى طَهُورِيَّتِهِ لِكَثْرَتِهِ وَعَدَمِ التَّغَيُّرِ، لَكِنْ يَتَعَذَّرُ اسْتِعْمَالُهُ، لِأَنَّهُ لَا يَنْزَحُ دَلْوًا إِلاَّ وَفِيهِ شَيْءٌ مِنَ النَّجَاسَةِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُسْتَقَى الْمَاءُ كُلُّهُ لِيَخْرُجَ الشَّعْرُ مِنْهُ.

فَإِنْ كَانَتِ الْعَيْنُ فَوَّارَةً وَتَعَذَّرَ نَزْحُ الْجَمِيعِ نَزَحَ مَا يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِّ أَنَّ الشَّعْرَ خَرَجَ كُلُّهُ مَعَهُ، فَمَا بَقِيَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْبِئْرِ وَمَا يَحْدُثُ طَهُورٌ لِأَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَيْقِنِ النَّجَاسَةِ وَلَا مَظْنُونِهَا، وَلَا يَضُرُّ احْتِمَالُ بَقَاءِ الشَّعْرِ.

فَإِنْ تَحَقَّقَ شَعْرًا بَعْدَ ذَلِكَ حَكَمَ بِهِ، فَأَمَّا قَبْلَ النَّزْحِ إِلَى الْحَدِّ الْمَذْكُورِ إِذَا غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُ لَا يَخْلُو كُلُّ دَلْوٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ النَّجَاسَةِ لَكِنْ لَمْ يَتَيَقَّنْهُ فَفِي جَوَازِ اسْتِعْمَالِهِ قَوْلَانِ.

38- وَأَمَّا الْحَنَابِلَةُ: فَقَدْ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ بِئْرٍ بَالَ فِيهَا إِنْسَانٌ؟ قَالَ: تُنْزَحُ حَتَّى تَغْلِبَهُمْ، قُلْتُ: مَا حَدُّهُ؟ قَالَ: لَا يَقْدِرُونَ عَلَى نَزْحِهَا، وَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: الْغَدِيرُ يُبَالُ فِيهِ، قَالَ: الْغَدِيرُ أَسْهَلُ وَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا، وَقَالَ فِي الْبِئْرِ يَكُونُ لَهَا مَادَّةٌ: هُوَ وَاقِفٌ لَا يَجْرِي لَيْسَ بِمَنْزِلَةِ مَا يَجْرِي، يَعْنِي أَنَّهُ يَتَنَجَّسُ بِالْبَوْلِ فِيهِ إِذَا أَمْكَنَ نَزْحُهُ.

وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الْبَوْلِ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ، قَالَ مُهَنَّا: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ بِئْرٍ غَزِيرَةٍ وَقَعَتْ فِيهِ خِرْقَةٌ أَصَابَهَا بَوْلٌ.قَالَ: تُنْزَحُ، وَقَالَ فِي قَطْرَةِ بَوْلٍ وَقَعَتْ فِي مَاءٍ: لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ سَائِرَ النَّجَاسَاتِ لَا فَرْقَ بَيْنَ قَلِيلِهَا وَكَثِيرِهَا، وَإِذَا كَانَتْ بِئْرُ الْمَاءِ مُلَاصِقَةً لِبِئْرٍ فِيهَا بَوْلٌ أَوْ غَيْرُهُ مِنَ النَّجَاسَاتِ وَشَكَّ فِي وُصُولِهَا إِلَى الْمَاءِ فَهُوَ عَلَى أَصْلِهِ فِي الطَّهَارَةِ، قَالَ أَحْمَدُ: يَكُونُ بَيْنَ الْبِئْرِ وَالْبَالُوعَةِ مَا لَمْ يُغَيِّرْ طَعْمًا وَلَا رِيحًا، وَقَالَ الْحَسَنُ: مَا لَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهُ أَوْ رِيحُهُ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْهَا، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْأَصْلَ الطَّهَارَةُ فَلَا تَزُولُ بِالشَّكِّ، وَإِنْ أَحَبَّ عِلْمَ حَقِيقَةِ ذَلِكَ فَلْيَطْرَحْ فِي الْبِئْرِ النَّجِسَةِ نِفْطًا، فَإِنْ وَجَدَ رَائِحَتَهُ فِي الْمَاءِ عَلِمَ وُصُولَهُ إِلَيْهِ وَإِلاَّ فَلَا.

وَإِذَا نَزَحَ مَاءَ الْبِئْرِ النَّجِسَ فَنَبَعَ فِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ مَاءٌ أَوْ صُبَّ فِيهِ فَهُوَ طَاهِرٌ، لِأَنَّ أَرْضَ الْبِئْرِ مِنْ جُمْلَةِ الْأَرْضِ الَّتِي تَطْهُرُ بِالْمُكَاثَرَةِ بِمُرُورِ الْمَاءِ عَلَيْهَا، وَإِنْ نَجُسَتْ جَوَانِبُ الْبِئْرِ فَهَلْ يَجِبُ غَسْلُهَا؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا: يَجِبُ لِأَنَّهُ مَحَلٌّ نَجِسٌ فَأَشْبَهَ رَأْسَ الْبِئْرِ.

وَالثَّانِيَةُ: لَا يَجِبُ لِلْمَشَقَّةِ اللاَّحِقَةِ بِذَلِكَ فَعُفِيَ عَنْهُ كَمَحَلِّ الِاسْتِنْجَاءِ وَأَسْفَلِ الْحِذَاءِ.

صَلَاةُ حَامِلِ النَّجَاسَةِ وَمَنْ تُصِيبُهُ النَّجَاسَةُ أَثْنَاءَ الصَّلَاةِ:

39- قَالَ الْحَنَفِيَّةُ: لَوْ صَلَّى حَامِلًا بَيْضَةً مَذِرَةً صَارَ مُحُّهَا دَمًا جَازَ لِأَنَّهُ فِي مَعْدِنِهِ، وَالشَّيْءُ مَا دَامَ فِي مَعْدِنِهِ لَا يُعْطَى لَهُ حُكْمُ النَّجَاسَةِ، بِخِلَافِ مَا لَوْ حَمَلَ قَارُورَةً مَضْمُومَةً فِيهَا بَوْلٌ فَلَا تَجُوزُ صَلَاتُهُ لِأَنَّهُ فِي غَيْرِ مَعْدِنِهِ.

وَلَوْ أَصَابَ رَأْسُهُ خَيْمَةً نَجِسَةً تَبْطُلُ صَلَاتُهُ لِأَنَّهُ يُعَدُّ حَامِلًا لِلنَّجَاسَةِ.

وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ: إِنَّ سُقُوطَ النَّجَاسَةِ عَلَى الْمُصَلِّي فِي صَلَاةٍ وَلَوْ نَفْلًا مُبْطِلٌ لَهَا وَيَقْطَعُهَا- وَلَوْ مَأْمُومًا- إِنِ اسْتَقَرَّتْ عَلَيْهِ أَوْ تَعَلَّقَ بِهِ شَيْءٌ مِنْهَا وَلَمْ تَكُنْ مِمَّا يُعْفَى عَنْهُ، بِشَرْطِ أَنْ يَتَّسِعَ الْوَقْتُ الَّذِي هُوَ فِيهِ اخْتِيَارِيًّا أَوْ ضَرُورِيًّا بِأَنْ يَبْقَى مِنْهُ مَا يَسَعُ وَلَوْ رَكْعَةً، وَأَنْ يَجِدَ لَوْ قَطَعَ مَا يُزِيلُهَا بِهِ أَوْ ثَوْبًا آخَرَ يَلْبَسُهُ، وَأَنْ لَا يَكُونَ مَا فِيهِ النَّجَاسَةُ مَحْمُولًا لِغَيْرِهِ وَإِلاَّ فَلَا يَقْطَعُ لِعَدَمِ بُطْلَانِهَا، وَذَلِكَ كَمَا لَوْ تَعَلَّقَ صَبِيٌّ نَجِسُ الثِّيَابِ أَوِ الْبَدَنِ بِمُصَلٍّ- وَالصَّبِيُّ مُسْتَقِرٌّ بِالْأَرْضِ- فَالصَّلَاةُ صَحِيحَةٌ عَلَى الظَّاهِرِ.

وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ: إِنْ حَمَلَ حَيَوَانًا طَاهِرًا فِي صَلَاتِهِ صَحَّتْ صَلَاتُهُ، «لِأَنَّ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا» وَلِأَنَّ مَا فِي الْحَيَوَانِ مِنَ النَّجَاسَةِ فِي مَعْدِنِ النَّجَاسَةِ فَهُوَ كَالنَّجَاسَةِ الَّتِي فِي جَوْفِ الْمُصَلِّي، وَإِنْ حَمَلَ قَارُورَةً فِيهَا نَجَاسَةٌ وَقَدْ سَدَّ رَأْسَهَا فَفِيهَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا يَجُوزُ لِأَنَّ النَّجَاسَةَ لَا تَخْرُجُ مِنْهَا كَمَا لَوْ حَمَلَ حَيَوَانًا طَاهِرًا، وَالْمَذْهَبُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ لِأَنَّهُ حَمَلَ نَجَاسَةً غَيْرَ مَعْفُوٍّ عَنْهَا فِي غَيْرِ مَعْدِنِهَا فَأَشْبَهَ مَا إِذَا حَمَلَ النَّجَاسَةَ فِي كُمِّهِ.

وَقَالَ الْحَنَابِلَةُ: لَوْ حَمَلَ قَارُورَةً فِيهَا نَجَاسَةٌ مَسْدُودَةٌ لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ لِأَنَّهُ حَامِلٌ لِنَجَاسَةٍ غَيْرِ مَعْفُوٍّ عَنْهَا فِي غَيْرِ مَعْدِنِهَا فَأَشْبَهَ مَا لَوْ حَمَلَهَا فِي كُمِّهِ.

وَقَالُوا إِذَا سَقَطَتْ عَلَيْهِ نَجَاسَةٌ ثُمَّ زَالَتْ عَنْهُ أَوْ أَزَالَهَا فِي الْحَالِ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ، لِأَنَّ «النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- لَمَّا عَلِمَ بِالنَّجَاسَةِ فِي نَعْلَيْهِ خَلَعَهُمَا وَأَتَمَّ صَلَاتَهُ» وَلِأَنَّ النَّجَاسَةَ يُعْفَى عَنْ يَسِيرِهَا فَعُفِيَ عَنْ يَسِيرِ زَمَنِهَا كَكَشْفِ الْعَوْرَةِ.

تَوَقِّي النَّجَاسَاتِ:

40- ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ كِتَابَةُ الْقُرْآنِ بِشَيْءٍ نَجِسٍ، كَمَا لَا يَجُوزُ إِلْقَاؤُهُ فِي نَجَاسَةٍ أَوْ تَلْطِيخُهُ بِنَجِسٍ.

وَلَا يَجُوزُ كَذَلِكَ إِلْقَاءُ شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ التَّفْسِيرِ أَوِ الْحَدِيثِ أَوِ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ فِي نَجَاسَةٍ أَوْ تَلْطِيخُهُ بِنَجِسٍ.

وَذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى وُجُوبِ تَنْزِيهِ الْمَسَاجِدِ عَنِ النَّجَاسَاتِ، فَلَا يَجُوزُ إِدْخَالُ النَّجَاسَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ دُخُولُ مَنْ عَلَى بَدَنِهِ أَوْ ثِيَابِهِ نَجَاسَةٌ، وَقَيَّدَهُ الشَّافِعِيَّةُ بِخَشْيَةِ تَلْوِيثِ الْمَسْجِدِ، كَمَا لَا يَجُوزُ بِنَاؤُهُ بِنَجِسٍ أَوْ مُتَنَجِّسٍ.

وَذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى وُجُوبِ تَوَقِّي النَّجَاسَةِ فِي الْأَبْدَانِ وَالثِّيَابِ وَالْمَكَانِ عِنْدَ الصَّلَاةِ.

وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى تَوَقِّي الْمَلَاعِنِ الثَّلَاثِ، وَهِيَ الْبَوْلُ وَالْبَرَازُ فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ مَوْرِدِ مَاءٍ أَوْ ظِلٍّ يُنْتَفَعُ بِهِ، لِحَدِيثِ مُعَاذٍ- رضي الله عنه- مَرْفُوعًا: «اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ» وَكَذَلِكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ الْمُثْمِرَةِ وَفِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ تَطْهِيرُ النَّجَاسَاتِ:

41- لَا خِلَافَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي أَنَّ تَطْهِيرَ النَّجَاسَاتِ وَاجِبٌ مِنْ بَدَنِ الْمُصَلِّي وَثَوْبِهِ وَالْمَكَانِ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْهِ لقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} وَقَوْلِهِ- صلى الله عليه وسلم- لِلْمَرْأَةِ الَّتِي سَأَلَتْهُ عَنْ دَمِ الْحَيْضِ يُصِيبُ الثَّوْبَ: «تَحُتُّهُ ثُمَّ تَقْرُصُهُ بِالْمَاءِ وَتَنْضَحُهُ، وَتُصَلِّي فِيهِ»

وَالتَّفْصِيلُ فِي مُصْطَلَحِ (طَهَارَة ف 7 وَمَا بَعْدَهَا).

تَطْهِيرُ الدُّبَّاءِ إِذَا اسْتُعْمِلَ فِيهِ الْخَمْرُ:

42- يَرَى الْحَنَفِيَّةُ أَنَّهُ إِذَا انْتُبِذَ فِي الدُّبَّاءِ وَنَحْوِهَا مِنَ الْآنِيَةِ قَبْلَ اسْتِعْمَالِهَا فِي الْخَمْرِ فَلَا إِشْكَالَ فِي حِلِّهِ وَطَهَارَتِهِ.وَإِنِ اسْتُعْمِلَ فِيهَا الْخَمْرُ ثُمَّ انْتُبِذَ فِيهَا يُنْظَرُ: فَإِنْ كَانَ الْوِعَاءُ عَتِيقًا يَطْهُرُ بِغَسْلِهِ ثَلَاثًا، وَإِنْ كَانَ جَدِيدًا لَا يَطْهُرُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ لِتَشَرُّبِ الْخَمْرِ فِيهِ بِخِلَافِ الْعَتِيقِ.

وَعِنْدَ أَبِي يُوسُفَ يُغْسَلُ ثَلَاثًا وَيُجَفَّفُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ، وَهِيَ مِنْ مَسَائِلِ غَسْلِ مَا لَا يَنْعَصِرُ بِالْعَصْرِ.

وَقِيلَ عِنْدَ أَبِي يُوسُفَ يُمْلأَُ مَاءً مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى حَتَّى إِذَا خَرَجَ الْمَاءُ صَافِيًا غَيْرَ مُتَغَيِّرٍ لَوْنًا أَوْ طَعْمًا أَوْ رَائِحَةً حُكِمَ بِطَهَارَتِهِ.

موسوعة الفقه الكويتية-وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت-صدرت بدءًا من: 1404هـ/1984م


23-المعجم الغني (جَبَلٌ)

جَبَلٌ- الجمع: جِبَالٌ، أَجْبَالٌ.

1- "صَعِدَ إِلَى قِمَّةِ الجَبَلِ": مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ حِجَارَةً وَصُخُورًا. "جِبَالُ الأَطْلَسِ".

2- "اِنْفَجَرَ جَبَلُ النَّارِ": البُرْكَانُ.

3- "جَبَلُ الجَلِيدِ": كُتَلُ الجَلِيدِ وَهِيَ تَطْفُو عَلَى الْمَاءِ.

الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م


24-المعجم الغني (حَبابٌ)

حَبابٌ- [حبب]. "يَعْلُو البُحَيْرَةَ الحَبابُ": الحَبَبُ، الفَقاقيعُ الَّتِي تَطْفُو على سَطْحِ الماءِ أَوْ في كَأْسِ عَصيرٍ. "طَفا الحَبابُ على الشَّرابِ".

الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م


25-المعجم الغني (حَبَبٌ)

حَبَبٌ- [حبب]. "عَلَا الماءَ حَبَبٌ": فَقاقيعُ تَطْفُو على سَطْحِهِ.

الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م


26-المعجم الغني (نُفَّاخَةٌ)

نُفَّاخَةٌ- الجمع: (نُفَّاخَاتٌ ). [نفخ]:

1-: الفُقَاعَةُ الَّتِي تَطْفُو فَوْقَ الْمَاءِ.

2- "طَارَتِ النُّفَّاخَةُ": لُعْبَةٌ مَطَّاطِيَّةٌ لِلأَطْفَالِ يَنْفُخُونَ فِيهَا فَتُنْفَخُ كُرَةً.

الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م


27-معجم الرائد (قر)

قر:

1- برد.

2- قرار وثبات وإقامة في المكان.

3- دابة صغيرة مستطيلة تطفو على الماء.

الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م


28-تاج العروس (حب حبب حبحب)

[حبب] الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ، والحُبّ: الوِدَادُ والمَحَبَّةُ، كالحِبَابِ بِمَعْنَى المُحَابَّة والمُوَادَّةِ والحُبِّ، قال أَبو ذُؤيب:

فَقُلْتُ لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا *** يُدَلِّيكَ للخَيْرِ الجَدِيدِ حِبَابُهَا

وقال صَخْرُ الغَيّ:

إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ مَا أَجِدُ *** عَاوَدَنِي مِنْ حِبَابِهَا الزُّؤُدُ

والحِبّ، بكَسْرِهِمَا حُكِيَ عن خَالِدِ بنِ نَضْلَةَ: مَا هَذَا الحِبُّ الطَّارِقُ. والمَحَبَّةِ، والحُبَابِ بالضّمِّ، قَالَ أَبُو عَطَاءٍ السِّنْدِيُّ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ:

فَوَ اللهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَصَادِقٌ *** أَدَاءٌ عَرَانِي مِنْ حُبَابِكِ أَمْ سِحْرُ

قال ابن بَرِّيّ: المَشْهُورُ عند الرُّوَاةِ مِنْ حِبَابِكِ، بكسر الحاءِ، وفيه وَجْهَانِ، أَحدُهما أَن يكون مصدرَ حَابَبْتُه مُحَابَّةً وحِبَابًا، والثاني أَنْ يَكُونَ جَمْعَ حُبٍّ، مثل عُشّ وعِشَاش، ورواهُ بعضُهُم: من جَنَابِكِ، بالجيم والنون؛ أَي من نَاحِيَتِك وقال أَبو زيد: أَحَبَّه اللهُ، وهو مُحِبٌّ بالكسْرِ، ومَحْبُوبٌ على غير قياسٍ هذَا الأَكثرُ قال: ومِثْلُهُ مَزْكُومٌ ومَحْزُونٌ ومَجْنُونٌ ومَكْزُوزٌ وَمَقْرُورٌ، ولذلك أَنهم يقولون: قَد فُعِلَ، بغير أَلِفٍ في هذا كله، ثم بُنِيَ مفْعُولٌ على فُعِلَ وإِلّا فلا وَجْهَ له، فإِذَا قالُوا: أَفْعَلَه اللهُ فهو كله بالأَلف، وحكى اللِّحْيَانِيُّ عن بني سُلَيْمٍ: ما أَحَبْتُ ذلكَ أَي ما أَحْبَبْتُ، كما قالوا: ظَنْتُ ذلك؛ أَي ظَنَنْتُ، ومثلُه ما حكاه سيبويه من قولهم: ظَلْتُ، وقال:

فِي سَاعَةٍ يُحَبُّهَا الطَّعَامُ

أَي يُحَبُّ فِيهَا وقد قِيلَ مُحَبٌّ بالفَتْح على القياسِ وهو قليلٌ قالَ الأَزهريُّ: وقد جاءَ المُحَبُّ شاذًّا في قولِ عنترةَ:

ولَقَدْ نَزَلْتِ فَلَا تَظُنِّي غَيْرَهُ *** مِنِّي بِمَنْزِلَةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ

وحكى الأَزهريُّ عن الفراء قال: وحَبَبْتُه أَحِبُّه بالكَسْر لُغَةٌ حُبًّا بالضَّمِّ والكَسْرِ فهو مَحْبُوبٌ، قال الجوهريّ: وهو شَاذٌّ لأَنَّهُ لا يَأْتِي في المضاعف يَفْعِلُ بالكَسْرِ إِلّا ويَشْرُكُه يَفْعُلُ بالضَّمِّ إِذا كان مُتَعَدِّيًا، ما خَلا هذَا الحَرْفَ، وكَرِهَ بعضُهُمْ حَبَبْتُه وأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ هَذَا البيتُ لِفَصِيح، وهو قولُ غَيْلَانَ بنِ شُجَاعٍ النَّهْشَلِيِّ:

أَحِبُّ أَبَا مَرْوَانَ مِنْ أَجْلِ تَمْرِهِ *** وأَعْلَمُ أَنَّ الجَارَ بالجَارِ أَرْفَقُ

فَأُقْسِمُ لَوْ لَا تَمْرُهُ مَا حَبَبْتُهُ *** وَلَا كَانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ

وكان أَبو العباس المبرِّدُ يَرْوِي هذا الشِّعْرَ:

وَكَانَ عِيَاضٌ منه أَدْنَى ومُشْرِقُ.

وعَلَى هذه الرِّوَاية لا يكون فيه إِقْوَاءٌ. وحكى سيبويهِ:

حَبَبْتُهُ وأَحْبَبْتُه بِمَعْنًى واسْتَحْبَبْتُه كَأَحْبَبْتُهُ، والاسْتحْبَابُ كالاستِحْسَانِ.

والحَبِيبُ والحُبَابُ بالضَّمِّ، وكَذَا الحِبّ بالكَسْرِ، والحُبَّةُ بالضَّمِّ مع الهاء كُلُّ ذلك بمعنى المَحْبُوب، وهي أَي المَحْبُوبَةُ بهاء، وتَحَبَّب إِليه: تَوَدَّدَ، وامرأَةٌ مُحِبَّةَ لزَوْجِهَا، ومُحِبٌّ أَيضًا، عن الفراء، وعن الأَزهريّ: حُبَّ الشَّي‌ءُ فهو مَحْبُوبٌ ثم لا تَقُلْ: حَبَبْتَهُ، كما قالوا جُنَّ فهو مَجْنُونٌ، ثم يقولون: أَجَنَّه اللهُ، والحِبُّ بالكَسْرِ: الحَبِيبُ، مثل خِدْنٍ وخَدِينٍ، وكان زيدُ بنُ حارِثَةَ يُدْعَى حِبَّ رَسُولِ اللهِ صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم، والأُنْثَى بالهاء، وفي الحديث «ومَنْ يَجْتِرِئُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا أُسَامَةُ حِبُّ رسولِ الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم» أَي مَحْبُوبُهُ، وكان صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم يُحِبُّه كَثِيرًا، وفي حديث فاطمةَ رضي ‌الله‌ عنها قالَ لَهَا رسولُ الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم [عَنْ عائشة] «إِنَّهَا حِبَّةُ أَبِيكِ» الحِبُّ بالكسر: المَحْبُوبُ والأُنْثَى: حِبَّةٌ وجَمْعُ الحِبِّ بالكسر أَحْبَابٌ وحِبَّانٌ بالكسر وحُبُوبٌ وحِبَبَةٌ بالكسر مُحَرَّكَةً، وحُبٌّ بالضم وهذه الأَخيرةُ إِما أَنها جَمْعٌ عَزِيزٌ أَو أَنها اسمُ جَمْعٍ، وقال الأَزهريّ: يُقَالُ للحَبِيبِ: حُبَابٌ، مُخَفَّفٌ، وقال الليث: الحِبَّةُ والحِبُّ بمنزلة الحَبِيبَةِ والحَبِيبِ، وحكى ابن الأَعرابيّ: أَنَا حَبِيبُكُمْ أَي مُحَبُّكُم، وأَنشد:

وَرُبَّ حَبِيبٍ ناصحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ

وفي حديث أُحُدٍ «هُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنَا ونُحِبّهُ» قال ابن الأَثير: وهذا محمولٌ على المجازِ، أَراد أَنه جَبَلٌ يُحِبُّنَا أَهْلُهُ ونُحِبُّ أَهْلَهُ، وهُم الأَنْصَارُ، ويجوزُ أَن يكونَ من باب المَجَاز الصَّريحِ؛ أَي أَنَّنَا نُحِبُّ الجَبَلَ بِعَيْنِه، لأَنَّه في أَرْضِ مَنْ نُحِبُّ، وفي حديث أَنَس «انْظُرُوا حُبَّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ» وفي روايةٍ بإسْقَاطِ انْظُرُوا، فيجوزُ أَن تكونَ الحَاءُ مكسورةً بمعنَى المَحْبُوبِ أَي مَحْبُوبُهُمُ التَّمْرُ، فعلَى الأَوّلِ يكون التمرُ منصوبًا، وعلى الثاني مرفوعًا.

وحُبَّتُكَ، بالضَّمِ: ما أَحْبَبْتَ أَنْ تُعْطَاهُ أَو يكونَ لَكَ واخْتَرْ حُبَّتَكَ ومَحَبَّتَكَ أَي الذي تُحِبُّه وقال ابن بَرِّيّ: الحَبِيبُ يجي‌ءُ تَارَةً بمعنى المُحِبِّ كقول المُخَبَّلِ:

أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ حَبِيبَها *** ومَا كَانَ نَفْسًا بالفِرَاقِ تَطِيبُ

أَي مُحِبَّهَا، ويجي‌ءُ تارةً بمعنى المَحْبُوبِ كقول ابنِ الدُّمَيْنَةَ:

وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِب الحِمَى *** إِلَيَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ لَحَبِيبُ

أَي لمَحْبُوبٌ:

وحَبِيبٌ بلا لامٍ خَمْسَةٌ وثَلَاثُون صَحَابِيًّا وهم حَبيبُ بنُ أَسْلَمَ مَوْلَى آلِ جُشَمَ، بَدْرِيٌّ، رُوِيَ عنه، وحَبِيبُ بنُ الأَسْوَدِ، أَوْرَدَه أَبُو مُوسَى، وحَبِيبُ بنُ أَسِيد بنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ اليَمَامَةِ، وحَبِيبُ بنُ بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ، وحَبِيبُ بنُ تَيْمٍ، وحَبِيبُ بنُ حَبِيبِ بنِ مَرْوَانَ، لَهُ وِفَادَةٌ، وحبيبُ بنُ الحَارِثِ، له وِفَادَةٌ، وحَبِيبُ بنُ حُبَاشَةَ، وحَبِيبُ بنُ حِمَارٍ، وحَبِيبُ بن خِرَاشٍ العصريّ، وحَبِيبُ بنُ حَمَامَةَ، ذَكَره أَبُو مُوسَى، وحَبُيبُ بنُ خِرَاش التَّمِيمِيُّ، وحبيبُ بن خماسة الأَوْسِيُّ الخطميّ وحبيبُ بنُ رَبِيعَةَ بن عَمْرو، وحبيبُ بن رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ، قاله المزّيّ، وحَبِيبُ بن زيدِ بنِ تَيْمِ البَيَاضِيُّ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وحَبِيبُ بن زَيْدِ بنِ عاصمٍ المَازِنِيُّ الأَنْصَاريُّ، وحَبِيبُ بنُ زَيْدٍ الكِنْدِيُّ، وحبيبُ بنُ سَبُعٍ أَبو جُمُعَةً الأَنْصَارِيُّ، وحَبيبُ بنُ سبيعة، أَوْرَدَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وحَبِيبُ بْنُ سَعْدٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، وحَبِيبٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ، وحَبِيبُ بنُ سَنْدَر وحَبِيبُ بنُ الضَّحَّاكِ، رضي ‌الله‌ عنهم.

وحَبِيبٌ أَيضًا جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ وأَبُو حَبيبٍ: خَمْسَةٌ من الصَّحَابَةِ.

ومُصَغَّرًا هو حُبَيِّبُ بنُ حَبِيب أَخُو حمْزَةَ الزَّيَّاتِ المُقرِئ وحُبَيِّبُ بنُ حَجْرٍ بفَتْحٍ فَسُكُونٍ بَصْرِيُّ وحُبَيِّبُ بنُ عَلِيٍّ، مُحَدِّثُونَ، عن الزُّهْرِيِّ.

وفاتَهُ مُحَمَّدُ بنُ حُبَيِّب ابنُ أَخي حَمْزَةَ الزَّيَاتِ، رَوَتْ عنه بِنْته فَاطِمَةُ، وعنها جَعْفَرٌ الخُلْدِيُّ، وحَبِيب بنُ فَهْدِ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ، الثَّانِي شَيْخٌ لِلْإِسْمَاعِيلِيِّ وحَبِيب بنُ تَمِيمٍ المُجَاشِعِيُّ، شَاعِرٌ، وحَبِيب بنُ كَعْبِ بنِ يَشْكُرَ، قَدِيم، وحَبِيب بنُ عَمْرِو بنِ عَوْف جَدّ سُوَيْدِ بنِ الصَّامِتِ وحُبَيِّب ابن الحارث في ثَقِيفٍ، وذَكَرَ الأَصْمَعيُّ أَنَّ كُلَّ اسمٍ في العَرَبِ فهو حَبِيبٌ بالفَتْحِ إِلّا الذي في ثَقِيفٍ وفي تَغْلِب وفي مُرَادٍ، ذَكَره الهَمْدَانيُّ.

وحُبَيْبٌ كزُبَيْر بنُ النُّعْمَان، تَابِعِيّ عن أَنَسٍ، لَهُ مَنَاكِيرُ وهُوَ غَيْرُ حُبَيْب بنِ النُّعْمَانِ الأَسَدِيِّ الذي رَوَى عن خُرَيْمِ بن فَاتِكٍ الأَسَدِيِّ، فإِنَّ ذَاكَ بالفَتْحِ وهو ثِقَةٌ.

وقَالُوا حَبَّ بِفُلَانٍ أَي مَا أَحَبَّهُ إِلَيَّ، قَالَهُ الأَصمعيُّ، وقال أَبو عبيدٍ: مَعْنَاهُ حَبُبَ بِفُلَانٍ بضَمِّ البَاءِ ثم سُكِّنَ وأُدْغِمَ في الثانيةِ، ومثلُه قال الفراءُ، وأَنشد:

وزَادَهُ كَلَفًا فِي الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ *** وَحَبَّ شَيْئًا إِلى الإِنْسَانِ ما مُنِعَا

قال: ومَوْضِعُ «مَا» رَفْعٌ، أَرَادَ حَبُبَ، فأَدْغَمَ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ:

وَلَحَبَّ بِالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيَالا

أَي مَا أَحَبَّه إِلَيَّ، أَيْ أَحْبِبْ بِهِ.

وحَبُبْتُ إِلَيْهِ، كَكَرُمَ: صِرْتُ حَبِيبًا لَهُ، ولا نَظِيرَ له إِلَّا شَرُرْتُ، مِنَ الشَّرِّ وما حَكَاه سيبويه عن يُونُسَ من قولهم لَبُبْتُ مِنَ اللُّبِّ وتقول: مَا كُنْتَ حَبِيبًا ولَقَدْ حَبِبْتَ، بالكَسْرِ؛ أَي صِرْتَ حَبِيبًا.

وحَبَّذَا الأَمْرُ، أَيْ هُوَ حَبيبٌ قال سيبويه: جُعِلَ حَبَّ وذَا أَي مَعَ ذَا كَشَيْ‌ءٍ وَاحِدٍ أَي بِمَنْزِلَتِهِ وهُوَ عِنْدَه اسْمٌ وما بَعْدَهُ مَرْفُوعٌ بِه ولَزِمَ ذَا حَبَّ وجَرَى كالمثَلِ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ في المُؤَنَّثِ حَبَّذَا لَا يقولونَ حَبَّذِهْ بكسر الذالِ المعجمة، ومنه قولُهم: حَبَّذَا زَيْدٌ، فَحَبَّ فِعْلٌ مَاضٍ لَا يَتَصَرَّفُ، وأَصْلُهُ حَبُبَ، عَلَى ما قَالَهُ الفرّاءُ، وذَا فَاعلُهُ، وهو اسْمٌ مُبْهَمٌ من أَسْمَاءِ الإِشَارَةِ، جُعِلَا شَيئًا واحدًا فصارَا بِمَنْزِلَةِ اسم يَرْفَعُ ما بَعْدَه، وموضِعُه رَفْعٌ بالابْتِدَاءِ وزيدٌ خَبَرُه ولا يجوز أَن يكونَ بَدَلًا مِنْ ذَا، لأَنَّكَ تقولُ: حَبَّذَا امْرَأَةٌ، ولو كان بَدَلًا لقلتَ حَبَّذِهِ المَرْأَةُ، قال جرير:

يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ بَلَدٍ *** وَحَبَّذَا سَاكِنُ الرَّيَّانِ مَنْ كَانَا

وحَبَّذَا نَفَحَاتٌ مِنْ يَمَانِيَةٍ *** تَأْتِيكَ مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ أَحْيَانَا

وقال الأَزهريّ: وأَمّا قولُهم: حَبَّذَا كَذَا وكَذَا فهُوَ حَرْفُ مَعْنًى أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا، يُقَالُ: حَبَّذَا الإِمَارَةُ، والأَصْلُ: حَبُبَ ذَا، فأُدْغِمَتْ إِحْدَى البَاءَيْنِ في الأُخْرَى وشُدِّدَتْ، وذَا إِشَارةٌ إِلى ما يَقْرُبُ مِنْك، وأَنشد:

حَبَّذَا رَجْعُهَا يَدَيْهَا إِلَيْهَا *** فِي يَدَيْ دِرْعِهَا تَحُلُّ الإِزَارَا

كأَنَّه قال: حَبُبَ ذَا، ثُمَّ تَرْجَمَ عن ذَا فقال: هو رَجْعُهَا يَدَيْهَا إِلَى حَلِّ تِكَّتِهَا؛ أَي مَا أَحَبَّه، وقال ابنُ كَيْسَانَ: حَبَّذَا كَلِمَتَانِ جُمِعَتَا شيئًا واحدًا ولم تُغَيَّرَا في تَثْنِيَةٍ وَلا جَمْعٍ ولا تَأْنِيثٍ، ورُفعَ بها الاسم، تَقُولُ: حَبَّذَا زَيْدٌ، وحَبَّذَا الزَّيْدَانِ، وحَبَّذَا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذَا هِنْدٌ وحَبَّذَا أَنْتَ وأَنْتُمَا وأَنْتُم، يُبْتَدَأُ بها، وإِن قُلْتَ: زَيْدٌ حَبَّذَا فَهِيَ جَائِزَةٌ وهي قَبِيحَةٌ، وإِنَّمَا لَمْ يُثَنَّ ولَمْ يُجْمَعْ ولَمْ يُؤَنَّثْ، لأَنَّك إِنَّمَا أَجْرَيْتَهَا على ذِكْرِ شي‌ءٍ سَمِعْتَهُ فكأَنَّكَ قُلْتَ حَبَّذَا الذِّكْرُ ذِكْرُ زَيْدٍ، فصارَ زَيْدٌ مَوْضِعَ ذِكْره مُشَارًا إِلى الذِّكْرِ به، كذا في كتب النحو وحَبَّ إِليَّ هَذَا الشَّيْ‌ءُ يَحَبُّ حُبًّا قال ساعِدَةُ:

هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ *** وَعَدَتْ عَوَاد دُونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ

وأَنشد الأَزهريّ:

دَعَانَا فَسَمَّانَا الشِّعَارَ مُقَدِّمًا *** وحَبَّ إِلينا أَن يكونَ المُقَدَّما

ويقال: أَحْبِبْ إِلَيَّ بِه، وروى الجوهريّ في قول سَاعِدَةَ: وحُبَّ، بالضمِّ، قال: إِراد حَبُب فأَدْغَمَ ونَقَلَ الضمةَ إلى الحاءِ لأَنه مَدْحٌ، ونَسبَ هذا القولَ لابن السكّيت.

وحَبَّبهُ إِلَيَّ: جعلَنِي أُحِبُّهُ وحَبَّبَ الله إِليه الإِيمانَ، وحَبَّبه إِليَّ إِحسانُه، وحَبَّ إِلَيَّ بِسُكْنَى مَكَّةَ، وحَبَّ إِليَّ بأَن تَزورني.

وقَولُهُم: حَبَابُكَ كَذَا بالفَتْح، وحَبابُكَ أَنْ يكُونَ ذلكَ، أَو حَبابُكَ أَن تَفْعلَ ذلكَ أَي غَايةُ مَحبَّتِكَ أَو معناه مَبْلَغُ جُهْدِكَ الأَخِيرُ عن اللِّحْيانيّ، ولم يذْكُرِ: الحُبَّ، ومثلُه: حُمَاداك؛ أَي جُهْدُكَ وغَايتُكَ.

ويقال تَحابُّوا: أَحبَّ بَعْضُهُمْ بعْضًا وهما يَتَحابَّانِ، وفي الحديث «تَهادَوْا تَحابُوا» أَي يُحِبّ بعْضُكُمْ بعْضًا.

والتَّحبُّبُ: إِظْهارُ الحُبِّ، يقال تَحبَّبَ فلانٌ، إِذا أَظْهرَهُ أَي الحُبَّ، وهو يَتَحَبَّبُ إِلى الناسِ، ومُحَبَّبٌ إِليهم أَي مُتَحَبِّبٌ وَحَبَّانُ وحُبَّانُ وحِبَّانَ بالتثليث وحُبَيِّبُ مُصغَّرًا قد سبق ذكرُه، فَسردُه ثانيًا كالتكرارِ وحُبَيْبٌ كَكُمَيْتِ كذلك تقدَّمَ ذِكرُه وحَبِيبةُ كَسفِينَةٍ، وحُبَيْبة ك جُهَيْنَةَ وحَبابةُ مثلُ سَحابةٍ وحَبَابٌ مثلُ سَحَاب وحُبَابٌ مِثْلُ عُقَابٍ وحَبَّةُ بالفتح وحُبَاحِبُ بالضم وقد يأْتي ذكره في الرباعيّ أَسْمَاءٌ مَوْضوعةٌ من الحُبِّ.

وحَبَّانُ بالفَتْحِ: وَادٍ باليَمَنِ قريبٌ من وادِي حَيْقٍ وحَبَّانُ بنُ مُنْقِذِ بنِ عمرٍو الخَزْرَجِيُّ المازنيُّ شَهد أُحُدًا، وتُوُفِّي في زَمنِ عثمانَ رضي ‌الله‌ عنه صحابِيُّ وابْنُه سعيدٌ له ذِكْرٌ وحَبَّانُ بنُ هِلَالٍ وحَبَّانُ بنُ واسِعِ بنِ حَبَّانَ الحارِثيُّ الأَنْصارِيُّ من أَهْلِ المدِينَةِ، يَرْوِي عن أَبِيه، وعن ابنُ لَهِيعةَ وسَلَمَةُ بنُ حَبَّانَ شيخٌ لأَبِي يَعْلَى المَوْصِلِيِّ مُحَدِّثُونَ.

وسِكَّةٌ حِبَّانَ بالكَسْرِ: مَحَلَّةٌ بَنَيسابُور منها محمدُ بن جعفرِ بنِ أَحمد الحِبَّانِيّ، وحِبَّانَ بنُ الحكَم السُّلَمِيّ من بَنِي سُلَيْمٍ، قِيلَ كانت معه رايةُ قَوْمِهِ يومَ الفَتْحِ وحِبَّانُ بنُ بُجٍّ الصُّدَائِيُّ له وِفَادةٌ، وشَهِد فَتْحَ مِصْرَ أَوْ هُوَ حَبَّانُ بالفَتْحِ قاله ابن يُونُس، والكَسْرُ أَصحّ وكذا حِبَّانُ بنُ قَيْسِ أَو هُو أَي الأَخِيرُ بالياءِ المُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ، وكذا حِبَّانُ أَبُو عقيلٍ الأَبْصارِيُّ، وحِبَّانُ بن وَبرَة المرّيّ صحابِيُّونَ وحِبَّانُ بنُ مُوسى المَرْوَزِيُّ شيخُ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ وحِبَّانُ بنُ عَطِيَّةَ السُّلَمِيُّ، لَهُ ذِكْرٌ في الصَّحِيحِ، في حديث عليّ رضي ‌الله‌ عنه في قِصَّةِ حاطِبٍ، ووَقَع في رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ حَبَّانُ بالفَتْحِ. وحِبَّانُ بنُ عَلِيّ العَنَزِيُّ من أَهلِ الكوفَة، روى عن الأَعْمَشِ والكُوفيّينَ مات سنة 173 وكان يَتَشَيَّع، كذا في الثِّقَاتِ.

قلتُ: هو أَخُو مَنْدَل، وابْنَاهُ: إِبراهيمُ وعبدُ الله حَدَّثَا وحِبَّانُ بنُ يَسَارٍ أَبُو رَوْحٍ الكِلَابِيُّ يَرْوِي عن العِرَاقِيِّينَ، مُحَدّثُونَ.

وحُبَّانُ بالضَّمِّ بنُ مَحْمُودِ بن محموية البَغْدَادِيّ قال عَبْدُ الغَنِيِّ: حَدَّثْتُ عنْهُ ومُحَمَّدُ بن جُبَانَ بن بَكْرِ بنْ عَمْرٍو بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ، رَوَى عن سَلَمَةَ بنِ الفَضْلِ وعنه الطَّبَرَانِيُّ، والجِعَابِيّ ولهم آخر: مُحَمَّدُ بنُ حُبَّانَ اخْتُلِفَ فيه، قيلَ بالفَتْح، واسم جَدِّه أَزْهَرُ، وهو باهِلِيٌّ، يَرْوِي عن أَبِي الطَّاهِرِ الذُّهْلِيِّ، وقيل: هُمَا واحِدٌ، رَاجِع «التَّبْصِير» للحافظ رَوَيَا وحَدَّثَا.

والمُحَبَّةُ والمَحْبُوبَةُ حَكَاهُمَا كُرَاع وكذا المُحَبّبَةُ والحَبِيبَةُ جميعًا من أَسماءِ مَدِينَة النَّبيِّ صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم وقد أَنْهَيْتُهَا إِلى اثْنَيْن وتِسْعِينَ اسْمًا، وإِنَّمَا سُمِّيَتْ بذلك لحُبِّ النبيّ صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم وأَصحابه إِياها.

ومَحْبَبٌ كمَقْعَدٍ اسْمُ عَلَمٌ جَاءَ على الأَصْلِ لمكان العَلَمِيَّةِ، كما جاءَ مَزْيَدٌ، وإِنَّمَا حَمَلَهُم على أَن يَزِنُوا مَحْبَبًا بمَفْعَلٍ دُونَ فَعْلَلٍ لأَنهم وَجَدُوا ما تركَّب من ح ب ب ولم يَجِدُوا معروف ح ب ولَوْ لَا هذا لكان حَمْلُهُم مَحْبَبًا على فَعْلَلٍ أَوْلَى، لأَنَّ ظُهورَ التضعيفِ في فَعْلَل هو القِيَاسُ والعُرْفُ كَقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ.

وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ فلَمْ يَثُرْ وقيلَ: الإِحْبَابُ في البَعِيرِ كالحِرَانِ في الخَيْلِ، وهو أَنْ يَبْرُكَ، قال أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ:

حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبَا *** ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إِذْ أَحَبَّا

القَفِيلُ: السُّوْطُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ في قوله تعالى {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي} أَيْ لَصِقْتُ بالأَرْضِ لِحُبِّ الخَيْلِ حَتَّى فَاتَتْنِي الصَّلاةُ أَوْ أَحَبَّ البَعِيرُ إحْبَابا: أَصَابَهُ كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فَلَمْ يَبْرَحْ مَكَانَهُ حَتَّى يَبْرَأَ أَوْ يَمُوتَ قال ثعلبٌ: ويقال لِلْبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبُّ، وأَنْشَدَ يَصِفُّ امْرَأَةً قَاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَت بِهِ إِلى أَقْرَانِهَا:

جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ *** فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ

وقال أَبُو الهَيْثَمِ: الإِحْبَابُ: أَنْ يُشْرِفَ البَعِيرُ عَلَى المَوْتِ من شِدَّةِ المَرَضِ فَيَبْرُكَ وَلَا يَقْدِرَ أَنْ يَنْبَعِثَ، قال الراجز:

مَا كَانَ ذَنْبِي مِنْ مُحَبٍّ بَارِكْ *** أَتَاهُ أَمْرُ اللهِ وهُوَ هَالِكْ

والإِحْبَابُ: البُرْءُ من كُلِّ مَرَضٍ، يقال: أَحَبَّ فُلَانٌ إِذا بَرَأَ مِنْ مَرَضِهِ، وأَحَبَّ الزَّرْعُ وَأَلَبَّ صَارَ ذَا حَبٍّ، ووذَلِكَ إِذا دَخَلَ فيه الأُكْلُ وتَنَشَّأ الحَبُّ واللُّبُّ فيه.

واسْتَحَبَّتْ كَرِشُ المَالِ إِذَا أَمْسَكَتِ المَاءَ وطَالَ ظِمْؤُهَا، وإِنما يكون ذلك إِذَا التَقتِ الصَّرْفَةُ والجَبْهَة وطلعَ بهما سُهيل.

والحَبَّةُ: وَاحِدَةُ الحَبِّ، والحَبُّ: الزَّرْعُ صغيرًا كان أَو كبيرًا، والحَبُّ: معروفٌ مستعملٌ في أَشياءَ: حَبَّةٌ مِنْ بُرٍّ، وحَبَّةٌ مِنْ شَعِيرٍ، حَتَّى يقولوا: حَبَّةٌ من عِنَبٍ، والحَبَّةُ منَ الشَّعِيرِ والبُرِّ ونحوِهِمَا الجمع: حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ كتُمْرَانٍ في تَمْرٍ، وهذه الأَخيرةُ نادرةٌ، لأَنَّ فَعْلَة لا يُجْمَعُ على فُعْلَانٍ إِلا بَعْدَ الزَّائِدِ.

والحَبَّةُ: الحَاجَةُ. والحُبَّةُ بالضَّمِّ: المُحَبَّةُ وقد تَقَدَّمَ، وعَجَمُ العِنَبِ، وقد يُخَفَّفُ فيقال: الحُبَةُ كَثُبَةٍ.

والحِبَّةُ بالكَسْرِ بُزُورُ البُقُولِ ورَوَى الأَزهريُّ عن الكِسَائيِّ: الحِبَّة: حَبُّ الرَّيَاحِينِ ووَاحِدَةُ الحِبَّةِ حَبَّةٌ أَو هِيَ نَبْتٌ يَنْبُتُ في الحَشِيشِ صَغِيرٌ أَو هي الحُبُوبُ المُخْتَلِفَةُ من كلِّ شي‌ءٍ وبِهِ فُسِّرَ حديثُ أَهلِ النارِ «فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ» والحَمِيلُ: ما يَحْمِلُ السَّيْلُ من طِينٍ أَو غُثَاءٍ، والجَمْعُ حِبَبٌ، وقِيلَ: مَا كَانَ له حَبٌّ منَ النَّبَاتِ فاسمُ ذلك الحَبِّ الحِبَّةُ أَو هي ما كانَ من بَزْرِ العُشْبِ قاله ابن دريد أَو هي جَمِيعُ بُزُورِ النَّبَاتِ قاله أَبو حنيفَةَ، وقيل: الحِبَّةُ بالكسر: بُزُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ وَوَاحِدُهَا حِبَّةٌ بالكَسْرِ، وحَبَّةٌ بالفَتْحِ عن الكسائِيِّ، قال: فَأَمَّا الحَبُّ فليْسَ إِلَّا الحِنْطَةَ والشَّعِيرَ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بالفَتْحِ، وإِنَّمَا افْتَرَقا في الجَمْع، وقال الجوهريّ: الحَبَّةُ: وَاحِدَةُ حَبّ الحِنْطَةِ ونحوِهَا من الحُبُوبِ، أَو الحِبَّةُ بالكسرِ بَزْرُ كلِّ ما نَبَتَ وَحْدَه بِلَا بَذْرٍ، وكُلُّ مَا بُذِرَ فَبالفَتْحِ وقال أَبُو زِيَادٍ: الحِبَّةُ بالكسرِ اليَبِيسُ المُتَكَسِّرُ المُتَرَاكِمُ بعضُه على بعضٍ، رواه عنه أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ أَبِي النَّجْمِ:

تَبَقَّلَتْ مِنْ أَوَّلِ التَّبَقُّلِ *** فِي حِبَّةٍ حَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ

قال الأَزهريّ: ويقال لِحَبِّ الرَّيَاحِين حِبَّةٌ؛ أَي بالكسر، والوَاحِدَةُ منها حَبَّةٌ أَي بالفتح أَو الحِبَّة: يابسُ البَقْل والحِبَّة حُبُّ البَقْلِ الذي يَنْتَثِرُ، قال الأَزهَريّ، وسمعتُ العرَبَ يقولونَ: رَعَيْنَا الحِبَّةَ، وذلك في آخِرِ الصَّيْفِ إِذَا هَاجَتِ الأَرْضُ وَيَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ وتَنَاثَرَتْ بُزُورُهَا وَوَرَقُهَا، فإِذَا رَعَتْهَا النَعَمُ سَمِنَتْ عليها. قال: ورأَيْتُهُمْ يُسَمُّونَ الحِبَّةَ بعدَ الانْتِثَارِ القَمِيمَ والقَفَّ، وتَمَامُ سِمَنِ النَّعَمِ بعدَ التَّبَقُّلِ ورَعْيِ العُشْبِ يكونُ بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيمِ، قال: وَلَا يَقَعُ اسْمُ الحِبَّةِ إِلَّا على بُزُورِ العُشْبِ، وقد تقَدَّم، والبُقُولِ البَرِّيَةِ ومَا تَنَاثَرَ من وَرَقِهَا فاخْتَلَطَ بها، مثل القُلْقُلَانِ، والبَسْبَاسِ، والذُّرَقِ، والنَّفَلِ، والمُلَّاحِ وأَصْنَافِ أَحْرَارِ البُقُولِ كُلِّهَا وذُكُورِهَا.

ويُقَالُ: جَعَلَه في حَبَّةِ قَلْبِهِ وأَصَابَتْ فُلَانَةُ حَبَّة قَلْبِهِ حَبَّةُ القَلْبِ: سُوَيْدَاؤُهُ، أَو هي مُهْجَتُه، أَو ثَمَرَتَهُ أَو هي هَنَةٌ سَوْدَاءُ فيهِ وقيل: هي زَنَمَةٌ في جَوْفِهِ قال الأَعْشى:

فَأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهَا وطِحَالَهَا

وعن الأَزهريّ: حَبَّةُ القَلْبِ: هِي العَلَقَةُ السَّوْداءُ التي تكونُ دَاخِلَ القَلْبِ وهي حَمَاطَةُ القَلْبِ أَيضًا، يقالُ: أَصَابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلَانٍ، إِذا شَغَفَ قَلْبَهُ حُبُّهَا، وقال أَبو عمرٍو: الحَبَّةُ: وَسَطُ القَلْبِ.

وحَبَّةُ بِنْتُ عبدِ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ تَابِعِيَّةٌ: وحبة اسمُ امْرَأَةٍ عَلِقَهَا: عَشِقَهَا مَنْظُورٌ الجِنِّيُّ فكَانَتْ حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بِمَا يُعَلِّمُهَا مَنْظُورٌ قالَه ابنُ جِنِّي، وأَنشد:

أَعَيْنَيَّ سَاءَ الله مَنْ كَانَ سَرَّهُ *** بُكَاؤُكُمَا أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُمَا

ولَوْ أَنَّ مَنْظُورًا وحَبَّةَ أُسْلِمَا *** لِنَزْعِ القَذَى لَمْ يُبْرِئَا لِي قَذَاكُمَا

وحَبَّةُ بنُ الحَارِثِ بنِ فُطْرَةَ بنِ طَبِّي‌ءٍ هو الذي سَارَ مع أُسَامَةَ بنِ لُؤَيّ بنِ الغَوْثِ خَلْفَ البَعِيرِ إِلى أَنْ دَخَلَا جَبَلَيْ أَجَاءٍ وسَلْمَى.

وحَبَابُ المَاءِ والرَّمْلِ وكَذَا النَّبِيذِ كسَحَابٍ: مُعْظَمُه، كَحَبَبِهِ مُحَرَّكَة وحِبَبِهِ بالكسرِ، واختص بالثالث أَولهما قال طرفة:

يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا *** كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلُ باليَدِ

فَدَلَّ على أَنه المُعْظَمُ، قلتُ: ومنهُ حدِيثُ عليٍّ رضي ‌الله‌ عنه قال لأَبي بكرٍ رضي ‌الله‌ عنه «طِرْتَ بِعُبَابِهَا وفُزْتَ بِحَبَابِهَا» أَي مُعْظَمِهَا، أَو حَبَابُ المَاءِ: طَرَائِقُه كأَنَّهَا الوَشْيُ، قاله الأَصمعيّ وأَنشد لجريرٍ.

كَنَسْجِ الرِّيحِ تَطَّرِدُ الحَبَابَا

أَوْ حَبَابُ المَاءِ نُفَّاخَاتُه وفَقَاقِيعُه التي تَطْفُو كَأَنَّهَا القَوَارِيرُ وهي اليَعَالِيلُ، يقالُ: طَفَا الحَبَابُ عَلَى الشَّرَابِ، وقال ابنُ دُرَيْد: حَبَبُ المَاءِ: تَكَسَّرُهُ، وهو الحَبَابُ وأَنشد الليثُ:

كَأَنَّ صَلَا جَهِيزَةَ حِينَ قَامَتْ *** حَبَابُ المَاءِ يَتَّبِعُ الحَبَابَا

ويُرْوَى: حِينَ تَمْشِي، لَمْ يُشَبِّهْ صَلَاهَا ومَآكِمَهَا بالفَقَاقِيع وإِنَّما شَبَّهَ مَآكمَهَا بالحَبَابِ الذِي عليه، كأَنَّهُ دَرَجٌ في حَدَبَةٍ، والصَّلَا: العَجِيزَةُ، وقيلَ: حَبَابُ المَاءِ: مَوْجُهُ الذي يتبعُ بعضُه بَعْضًا، قال ابنُ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد شَمِرٌ:

سُمُوّ حَبَابِ المَاءِ حَالًا عَلَى حَالِ

والحُبُّ بالضَّمِّ: الجَرَّةُ صَغِيرَةً كانت أَو كبيرةً أَو هي الضَّخْمَة منها أَو الحُبُّ: الخَابِيَةُ، وقال ابن دُريد: هو الذي يُجْعَلُ فيه الماءُ، فلم يُنَوِّعْهُ، وهو فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، قال: وقال أَبو حاتم: أَصْلُهُ حُنْبُ، فعُرِّب، والحُبَّةُ بالضَّمِّ: الحُبُّ، يُقَالُ: نَعَم وحُبَّةً وكَرَامَةً أَوْ يُقَالُ في تَفْسِيرِ الحُبِّ والكَرَامةِ: إن الحُبَّ: الخَشَبَاتُ الأَرْبَعُ التي تُوضَعُ عليها الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، وإِن الكَرَامَةَ غِطَاءُ الجَرَّةِ من خَشَبٍ كانَ أَو من خَزَف ومنه قولُهُم حُبًّا وكَرَامَةً نقله الليثُ الجمع: أَحْبَابٌ وحِبَبَةٌ وحِبَابٌ بالكسر.

والحِبُّ بالكَسْرِ: الحَبِيبُ مثل خِدْن وخَدِينٍ، قال ابن برّيّ: والحَبِيبُ يجي‌ءُ تارةً بمعنى المُحِبِّ كقول المُخَبَّلِ:

أَتَهْجُرُ لَيْلَى بالفِرَاقِ حَبِيبَها *** وَما كَانَ نَفْسًا بالفِرَاقِ تَطِيبُ

أَي مُحِبَّهَا، ويجي‌ءُ تارةً بمعنى المَحْبُوبِ كقَوْل ابنِ الدُّمَيْنَةِ:

وإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ مِنْ جَانِبِ الحِمَى *** إلَيَّ وإِنْ لَمْ آتِهِ لحَبِيبُ

وقد تَقَدَّم.

والحِبُّ القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ قال ابن دريد: أَخْبَرَنَا أَبو حاتمٍ عن الأَصمعيِّ أَنَّهُ سَأَلَ جنْدَلَ بنَ عُبَيْدٍ الرَّاعِي عن معْنَى قولِ أَبِيهِ الرَّاعِي:

تَبِيتُ الحَيَّةُ النَضْنَاضُ مِنْهُ *** مَكَانَ الحِبِّ تَسْتَمِعُ السِّرَارَا

ما الحِبُّ: فقال: القُرْطُ، فقال خُذُوا عنِ الشَّيْخِ فإِنَّه عالِمٌ، قال الأَزهريُّ وفَسَّر غيرُه الحِبَّ في هذا البيتِ الحَبِيبَ، قال: وأُرَاهُ قَوْلَ ابنِ الأَعْرَابيّ، وقوله كالحِبَاب بالكَسْر صَرِيحُه أَنه لغةٌ في الحبِّ بمَعْنَى القُرْط ولم أَرَه في كُتُبِ اللُّغةِ، أَو أَنه لُغَةٌ في الحِبِّ بمعنى المُخِبِّ وهو كَثِيرٌ، وقد تقدم في كلامِه، ثم إِنّي رأَيتُ في لسان العرب بعد هذه العبارة ما نَصُّه: والحُبَابُ كالحِبِّ، ولا يخْفَى أَنَّه مُحْتَمِل المَعْنَيَيْنِ، فتأَمَّلْ.

والحُبَابِ كغُرَابِ: الحَيَّة بِعَيْنِهَا وقيل: هي حَيَّةٌ ليْسَتْ مِن العَوَارِم. والحُبَابُ: حَيٌّ من بَنِي سُلَيْمٍ، وحُبَابٌ اسْمُ رَجُل من الأَنْصَارِ، غُيِّرَ لِلْكَرَاهَةِ وحُبَابٌ جَمْعُ حُبَابَةٍ اسْم لِدُوَيْبَةٍ سَوْدَاءَ مَائِيَةٍ، وحُبَابٌ اسْمُ شَيْطَانٍ، وفي الحديث «الحُبَابُ شَيْطَانٌ» قال ابن الأَثير: هو بالضَّمِّ اسمٌ له، ويَقَعُ عَلَى الحَيَّةِ أَيضًا، كما يقالُ لها: شَيْطَانٌ، فهما مُشْتَرِكَانِ، ولذلك غُيِّرَ اسمُ حُبَابٍ كَرَاهِيَةً للشَّيْطَانِ، وقال أَبو عُبيدٍ: وإِنما قيلَ الحُبَابُ اسمُ شَيْطَانٍ لأَن الحَيَّةَ يقال لها شَيْطَانٌ، قال الشاعر:

تُلَاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ كَأَنَّهُ *** تَمَعُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرٍ

وبه سُمَّي الرَّجُلُ، انتهى.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


29-تاج العروس (حب حبب حبحب)

وأُمُّ حُبَابٍ مِن كُنَى الدُّنْيَا.

وحَبَابٌ كسَحَابٍ اسمٌ.

وقَاعُ الحَبَابِ: مَوْضِعٌ باليَمَنِ من أَعمال سخنان.

وأَبُو طَاهِرٍ محمدُ بنُ محمودِ بنِ الحَسَنِ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ الحَبَابِ الأَصْبَهَانِيُّ، مُحَدِّثٌ، وهو شَيْخُ وَالِدِ أَبِي حامِدٍ الصَّابُونِيّ، ذَكَره في الذَّيْلِ.

والحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ على الشَّجَرِ يُصْبِحُ عليه، قالَه أَبو عمرٍو، وفي حَدِيثِ صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّةِ «يَصِيرُ طعَامُهُمْ إِلَى رَشْحٍ مِثْلِ حَبَاب المِسْكِ» قال ابنُ الأَثيرِ: الحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الذي يُصْبِحُ علَى النَّبَاتِ، شَبَّهَ به رَشْحَهُم مَجَازًا، وأَضافَهُ إِلى المِسْكِ، لِيُثْبِتَ له طِيبَ الرَّائِحَةِ، قال: ويَجُوزُ أَن يكونَ شَبَّهَه بحَبَابِ المَاءِ وهي نُفَّاخَاتُه التي تَطْفُو عليه، وفي الأَساس: ومن المَجَازِ قولُه:

تَخَالُ الحَبَابَ المُرْتَقِي فَوْقَ نَوْرِهَا *** إِلَى سُوقِ أَعْلَاهَا جُمَانًا مسددًا

أَرَادَ قَطَرَاتِ الطَّلِّ، سَمَّاهَا حَبَابًا استعارة، ثم شَبَّهَهَا بالجُمَانِ.

والحِبَابُ كَكِتَابٍ: المُحَابَبَةُ والمُوَادَّةُ، والحُبُّ، قال أَبو ذؤيبٍ:

فَقُلْت لِقَلْبِي يَا لَكَ الخَيْرُ إِنَّمَا *** يُدَلِّيكَ للخير الجَدِيدِ حِبَابُهَا

وقال صخْرُ الغَيِّ:

إِنِّي بِدَهْمَاءَ عَزَّ ما أَجِدُ *** عَاوَدَنِي مِنْ حِبَابِها الزُؤُدُ

وزَيْدٌ يُحابُّ عَمْرًا: يُصَادِقُهُ.

وشَرِبَ فلانٌ حتَّى تَحَبَّبَ: انْتَفَخَ كالحُبِّ، ونَظِيرُه: حَتَّى أَوَّنَ أَي صَارَ كالأَوْنِ وهو الجُوَالِقُ، كما في الأَساس.

والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ وتَحَبَّبَ الحِمَارُ وغيرُه: امْتَلأَ منَ الماءِ، قال ابن سيده: وأُرَى حَبَّبَ مَقُولَةً في هذا المَعْنَى، وَلَا أَحُقُّهَا، وشَرِبَتِ الإِبِلُ حَتَّى حَبَّبَتْ أَي تمَلَّأَتْ رِيًّا، وعن أَبي عمرٍو: حَبَّبْتُه فَتَحَبَّبَ، إِذا مَلأْتَه، للسِّقَاءِ وغيرِه.

وحُبابةُ السَّعْدِيُّ، بالضمِّ: شَاعِر لِصٌّ هكذا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ، وضبطَه الحافظ بالجِيمِ.

وبالفَتْحِ حَبَابَةُ الوَالِبِيَّةُ، عَنْ عَلِيٍّ وكَذَا أُمُّ حَبَابَةَ بِنْتُ حَيَّانَ، عن عائشَةَ، وعنها أَخُوهَا مُقَاتِلُ بن حَيَّانَ تَابعِيَّتَانِ، وحَبَابَةُ: شَيْخَةٌ لأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ رَوَى عنها، وأَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ مُحَدِّثٌ سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ وغَيْرَه.

ومِنْ أَسْمَائِهِنَّ: حَبَّابَةُ مُشَدَّدَةً وهو كثيرٌ.

والحَبْحَبَةُ: جَرْيُ المَاءِ قَلِيلًا قَليلًا كالحَبْحَب عن ابن دُريد والحَبْحَبَةُ: الضَّعْفُ، وسَوْقُ الإِبلِ، والحَبْحَبَةُ منَ النارِ اتِّقَادُهَا، والحَبْحَبَةُ: البِطِّيخُ الشَّامِيُّ الذي تُسَمِّيهِ أَهْلُ العِرَاقِ الرَّقِّيَّ، والفُرْسُ تُسَمِّيهِ الهِنْدِيَّ لِمَا أَنّ أَهلَ العِرَاق يأْتيهم من جِهة الرَّقَّةِ، والفُرْس من جهةِ الهِنْدِ، أَو أَن أَصلَ مَنْشَئه من هناكَ، قال الصاغانيّ: وبعضُهم يُسَمِّيهِ الجَوْحَ. قلتُ: ويُسمِّيه المَغَارِبَةُ الدُّلَّاعَ، كرُمَّانِ الجمع: حَبْحَبٌ.

والحَبْحَابُ ويروى بمثلَّثتينِ صَحَابِيٌّ، والحَبْحَابُ: الصَّغِيرُ الجِسْمِ المُتَدَاخِلُ العِظَامِ، وبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ حَبْحَابًا، والحَبْحَابُ: القَصِير قِيل: وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ و: الدَّمِيمُ وقِيلَ: الصَّغِيرُ في قَدْرٍ، و: السَّيِّي‌ءُ الخُلُقِ والخَلْقِ والحَبْحَابُ: سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ وبِهِ قَتَلَ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ والحَبْحَابُ: الرَّجُلُ أَو الجَمَلُ الضَّئيلُ الجِسْمِ، وقِيلَ: الصَّغِير، كالحَبْحَبِ والحَبْحَبِيِّ بزِيَادَةِ الياءِ.

والحَبْحَابُ وَالِدُ شُعَيْبٍ البَصْرِيِّ التَّابِعِيِّ المِعْوَلِيّ البَصْرِيِّ الرَّاوِي عن أَنَسٍ وأَبِي العَالِيَةِ، وعنه: يُونُسُ بنُ عُبيد والحَمَّادَانِ.

والحُبَابُ بنُ المُنْذِرِ هو ابنُ الجَمُوحِ بن زيدِ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبٍ الخَزْرَجِيّ السَّلَمِيّ أَبُو عمر بالضَّمِّ شَهِدَ بَدْرًا وكَانَ يقال له ذُو الرَّأْيِ، وهو القَائل:

«أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ» ماتَ كَهْلًا في خِلَافَةِ عُمَرَ، رضي ‌الله‌ عنهما والحُبَابُ بنُ قَيْظِيّ بنُ الصَّعْبَةِ أُخْتِ أَبِي الهَيْثَمِ بنِ التَّيِّهَانِ، قُتِلَ يَوْمَ أَحُدٍ والحُبَابُ بنُ زَيْدِ بنِ تَيْمٍ البَيَاضِيُّ، شَهِدَ أَحُدًا وقُتِلَ باليَمَامَةِ والحُبَابُ بنُ جَزْءِ بنِ عَمرٍو الأَنْصَارِيُّ، أُحُدِيٌّ والحُبَابُ بنُ جُبَيْرٍ حَلِيفُ بَنِي أَسيد، ذكره أَبو عُمر، والحُبَابُ بنُ عُمَيْرٍ الذَّكْوَانِيّ، ذكره وَثِيمة في الرِّدَّةِ والحُبَابُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ، سَمَّاهُ النبيُّ صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم عَبْدَ اللهِ صَحَابِيُّونَ والحُبَابُ بنُ عَمْرٍو أَخُو أَبِي اليُسْر، صَحَابِيٌّ، قِيلَ اسْمُه: الحُتَاتُ، ولذا لم يذكرْه المؤلفُ.

والمُحَبْحِبُ بالكَسْرِ: السَّيِّ‌ءُ الغِذَاء.

والحَبْحَبَةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَمَاعَةِ، وفي المَثَلِ، قال بَعْضُ العَرَبِ «أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمَانِيًا وجِئت بِهَا وفي التَّكْمِلَةِ بِسَائِرِها حَبْحَبَةً والحَبْحَبَةُ: الضَّعْف أَيْ مَهَازِيلَ يُقَالُ ذلك عندَ المَزْرِيَةِ على المِتْلَافِ لِمَالِهِ، وعن ابن الأَعرابيّ: إِبلٌ حَبْحَبَةٌ: مَهَازِيلُ.

والحَبَاحِبُ: السَّريعَةُ الخَفِيفَةُ، والصِّغَارُ، جَمْعُ الحَبْحَابِ قال حُبَيْبٌ [بن عبد الله الهذلي] الأَعْلَمُ:

وبِجَانِبَيْ نَعْمَانَ قُلْ *** تُ: أَلَنْ تُبَلِّغنِي مَآرِبْ

دَلَجِي إِذا ما اللَّيْلُ جَ *** نَّ عَلَى المُقَرَّنَةِ الحَبَاحِبْ

قال ابن بَرِّيّ: المُقَرَّنَةُ: آكَامٌ صِغَارٌ مُقْتَرِنَةٌ، ودَلَجِي فاعِل تُبَلِّغُنِي، وقال السُّكَّرِيُّ: الحَبَاحِبُ: السَّرِيعَةُ الخَفِيفَةُ، قال يَصِفُ جِبَالًا كأَنَّهَا قُرِّنَتْ لِتَقَارُبِهَا.

والحَبَاحِبُ: بلد أَو موضعٌ.

ومن المجاز: فُلانٌ بَغِيضٌ إِلى كُلِّ صَاحِب، لَا يُوقِدُ إِلَّا نَارَ الحُبَاحِب. والحُبَاحِبُ بالضَّمِّ: ذُبَابٌ يَطِيرُ باللَّيْلِ كأَنَّهُ نَارٌ لَهُ شُعَاعٌ كالسِّرَاجِ وهو مَثَلٌ في النَّكَدِ وقِلَّةِ النَّفْعِ، كما في الأَساس، قال النابغةُ يَصِفُ السُّيُوفَ:

تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضَاعَفَ نَسْجُهُ *** وتُوقِدُ بالصُّفَّاحِ نَارَ الحُبَاحِبِ

وفي «الصحاح»: ويُوقِدْنَ، والصُّفَّاحُ: حَجَرٌ عَرِيضٌ ومِنْهُ نَارُ الحُبَاحِبِ وعن الفرّاءِ: يقال للخيل إِذا أَوْرَتِ النَّارِ بحَوَافِرِهَا: هِيَ نَارُ الحُبَاحِبِ أَو هِيَ أَي نارُ الحُبَاحِب: مَا اقْتَدَحَ مِنْ شَرَرِ النَّارِ في الهَوَاءِ من تَصَادُمِ الحِجَارَةِ، أَو كَان الحُبَاحِبُ رَجُلًا مِنْ أَحْيَاءِ العَرَب، وكانَ من أَبْخَلِ النَّاسِ فَبَخِلَ حتَّى بلَغَ به البُخْلُ أَنَّه كان لَا يُوقِدُ نَارًا بلَيْل، فإِذَا انْتَبَهَ مُنْتَبِهٌ لِيَقْتَبِسَ منهَا أَطْفَأَهَا، فكذلك ما أَوْرَتِ الخَيْلُ لَا يُنْتَفَعُ بهِ، كَمَا لا يُنْتَفعُ بنارِ الحُبَاحِبِ، قاله الكَلْبِيُّ، أَو كَانَ أَبُو حُبَاحِبٍ رَجُلًا مِنْ مُحَارِب خَصَفَةَ وكَانَ بَخِيلًا لَا يُوقِدُ نَارَهُ إِلَّا بالحَطَبِ الشَّخْتِ لِئَلَّا تُرَى وقِيلَ: اسمُه حُبَاحِبٌ فضُرِبَ بِنَارِهِ المَثَلُ، لأَنَّه كان لا يُوقِدُ إِلَّا نارًا ضَعِيفةً مَخَافَةَ الضِّيفَانِ، فَقَالُوا: نَارُ الحُبَاحِبِ لِمَا تَقْدَحُه الخيلُ بحوافرِهَا، قال الجوهريُّ: ورُبَّما قالوا: نَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ: وهو ذُبَابٌ يَطِيرُ بالليلِ كأَنَّه نارٌ، قال الكُمَيْتُ وَوَصَفَ السُّيُوفَ:

يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَرَاتِ مِنْهَا *** كَنَارِ أَبِي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا

وإِنَّما تَرَكَ الكُمَيْتُ صَرْفَه لأَنَّه جَعَلَ حُبَاحِبَ اسْمًا لِمُؤَنَّثٍ، أَو هِيَ مُشْتَقَّةٌ من الحَبْحَبَةِ التي هي الضَّعْفُ، قاله ابنُ الأَعْرَابيّ، أَوْ هِيَ أَي نَارُ حُبَاحِب ونَارُ أَبِي حُبَاحِبٍ: الشَّرَرَةُ التي تسْقُطُ مِنَ الزِّنَادِ قال النابغة:

أَلَا إِنَّمَا نِيرَانُ قَيْسٍ إِذَا شَتَوْا *** لِطَارِقِ لَيْلٍ مِثْلُ نَارِ الحُبَاحِبِ

قال أَبو حنيفةَ: لَا يُعْرَفُ حُبَاحِبٌ وَلَا أَبُو حُبَاحِبٍ، وقال: ولم، نَسْمَعْ فيه عن العربِ شيئًا، قال: ويَزْعُمُ قَوْمٌ أَنَّه اليَرَاعُ، واليَرَاعُ: فَرَاشَةٌ إِذا طَارَتْ في الليل لمْ يَشُكَّ مَنْ لمْ يَعْرِفْهَا أَنَّهَا شَرَرَةٌ طارَتْ عن نارٍ، وقالَ أَبُو طَالِبٍ يَحكي عن الأَعْرَابِ: إِنَّ الحُبَاحِبَ: طَائِرٌ أَطْوَلُ منَ الذُّبَابِ فِي دِقَّةٍ، يَطِيرُ فِيمَا بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاءِ، كأَنَّه شَرَارَةٌ، قال الأَزهريُّ: وهذا معروفٌ، وقولُه:

يُذْرِينَ جَنْدَلَ حَائِرٍ لِجُنُوبِهَا *** فَكَأَنَّمَا تُذْكِي سَنَابِكُهَا الحُبَا

إِنَّمَا أَرَادَ الحُبَاحِبَ؛ أَي نَارَ الحُبَاحِب، يَقُولُ تُصِيبُ بالحَصَى في جَرْيِهَا جُنُوبَهَا، ورُبَّمَا جَعَلُوا الحُبَاحِبَ اسْمًا لِتِلْكَ النَّارِ قال الكُسَعِيُّ:

مَا بَالُ سَهْمِي تُوقِدُ الحُبَاحِبَا *** قَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَكُونَ صَائِبًا

وأُمُّ حُبَاحِبٍ: دُوَيْبَّةٌ كالجُنْدَبِ تَطِيرُ، صَفْرَاءُ خَضْرَاءُ رَقْطَاءُ، بِرَقَطِ صُفْرَةٍ وخُضْرَةٍ، ويقولونَ إِذَا رَأَوْهَا: بُرْدَىْ يا حُبَاحِبُ فَتَنْشُر جَنَاحَيْهَا وهُمَا مُزَيَّنَانِ بِأَحْمَرَ وأَصْفَرَ. وحَبْحَبٌ: اسْمُ مَوْضِعٍ قال النابِغَة:

فسَاقَانِ فالحُرَّانِ فالصِّنْعُ فالرَّجَا *** فَجَنْبَا حِمًى فالخَانِقَانِ فَحَبْحَبُ

وحُبَاحِبٌ: اسْمُ رَجُل قال:

لَقَدْ أَهْدَتْ حُبَابَةُ بِنْتُ حَلٍّ *** لِأَهْلِ حُبَاحِبٍ حَبْلًا طَوِيلًا

وذَرَّى حَبًّا: لَقَبُ رَجُلٍ قال:

إِنَّ لَهَا لَرَكَبًا إِرْزَبَّا *** كَأَنَّهُ جَبْهَةُ ذَرَّى حَبَّا

والحَبَّةُ الخَضْرَاءُ: البُطْمُ وهو الكِبَارُ منها، وقد يُسمى الكِبَارُ منها أَيضًا الضَّرْوَ، وصَمْغُهُ أَجْوَدُ الصُّمُوغِ بعْد المَصْطَكَى والحَبَّةُ السَّوْداءُ: الشُّونيزُ وهي الحَبَّةُ المُباركَةُ مشهورةٌ وسيأْتي في ش ن ز والحَبَّةُ: القِطْعةُ مِنَ الشَّيْ‌ءِ.

ويقال لِلْبَرَدِ: حَبُّ الغَمامِ، وحَبُّ المُزْنِ، وحَبُّ قُرٍّ، وفي صفته صلى ‌الله‌ عليه ‌وسلم «ويَفْتَرُّ عنْ مِثْلِ حَبِّ الغَمامِ» يعنِي البَرَدَ، شَبَّهَ به ثَغْرهُ في بَياضِهِ وصَفَائِهِ وبرْدِهِ.

وجابِرُ بنُ حَبَّةَ: اسْمٌ لِلْخُبْزِ، قاله ابنُ السكّيت، وقال الأَزهريّ: الحَبَّةُ: حَبَّةُ الطَّعامِ، حَبَّةٌ مِنْ بُرٍّ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ ورُزٍّ، وكلّ ما يَأْكُلُهُ النَّاسُ، والحَبَّةُ من الوَزْنِ معروف سيأْتي في معروف ك ك.

وحَبَّةُ بِلَا لَامٍ اسْمُ أَبِي السَّنَابِلِ بنُ بَعْكَكِ بنِ الحَجَّاجِ، وقيلَ اسمُه: عَمْرٌو، مِنَ المُؤلَّفَةِ قُلُوبُهُم. وحَبَّةُ ابنُ حَابِسٍ كذا قال ابن أَبي عاصم، تابعيٌّ، عن أَبيه، وله صُحْبة أَو هو بالياءِ التحتية وهو الصواب صَحَابِيَّانِ وحَبَّةُ بنُ خالدٍ الخُزَاعِيُّ أَخُو سَوَاءٍ صحابِيٌّ نَزَلَ الكوفةَ وحَبَّةُ بنُ أَبِي حَبَّةَ عن عاصمِ بن حَمْزَةَ وحَبَّة بنُ مُسْلِم في الشِّطْرنْجِ تابعيٌّ وأَبُو قُدامةَ حَبَّةُ بنُ جُوَيْنٍ البَجَلِيُّ ثم العُرَنِيُّ نَزَلَ الكوفَةَ، تابعيٌّ وحَبَّةُ بنُ سَلَمَةَ أَخُو شَقِيقٍ التابعيُّ

روى عن ابن مسعود وعبدُ السَّلام بنُ أحمد بن حَبَّةَ روى النَّرْسِيُّ عن رَجل عنه. وأَبُو ياسِرٍ عبْدُ الوهَّابِ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عبدِ الوهاب بنِ أَبِي حَبَّةَ العَطَّار، وقد نُسِبَ إِلى جَدِّه، رَوى عن أَبِي القاسِمِ بنِ الحُصَيْنِ المُسْنَدَ والزُّهْد، وكانَ يَسْكُنُ مَرَّانَ على رأْس السِّتِّمائَةِ وقدِ يَلْتَبِسُ بعبدِ الوهابِ بنِ أَبي حَيَّةَ بالياء التَّحْتِيَّةِ، وهو غيرَه، وسيأْتي في موْضعه إِن شاءَ الله تعالى مُحدِّثُونَ وفَاتَه حَمْزَةُ بنُ سعِيدِ بنِ أَبِي حَبَّةَ، مُحدِّثٌ.

وبالكَسْرِ يعْقُوبُ بنُ حِبَّةَ، روى عنِ الإِمام أَحْمد بنِ حنْبلٍ الشَّيْبانِيّ، قَيَّدهُ الصُّورِيُّ هكذا.

وحَبّ قَلْعَةٌ بِسبإِ مأْرِب وحَبّ أَيضًا جَبلٌ بحَضْرَمَوْتَ يُعْرفُ الاولُ بحِصْنِ حَبّ، وقد نُسِبَ إِليه جماعةٌ من الفقهاء والمُحدِّثينَ.

ويقال سَهْمٌ حابٌّ إِذا وقَعَ حَوْلَ القِرْطَاسِ الذي يُرْمَى عليه الجمع: حوَابُّ، وعن ابن الأَعرابيّ حَبَّ: وَقَفَ، وحُبَّ بالضَّمِّ إِذا أُتْعِب هكذا نقله ثعلب عنه.

والحَبَبُ، مُحرَّكَةً والحِبَبُ كعِنَبٍ الأَخِيرُ لغةٌ عن الفرّاء: تَنَضُّدُ الأَسْنَانِ، قال طَرفَةُ:

وإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَبًا *** كرُضَابِ المِسْكِ بالماءِ الخَصِرْ

قال ابن بَرِّيّ: وقال غيرُ الجوهريّ: الحَبَبُ: طَرائِقُ مِنْ رِيقِها، لأَنَّ قِلَّةَ الرِّيقِ تَكُونُ عند تَغَيُّرِ الفَم، ورُضَابُ المِسْكِ: قِطَعُهُ والحِبَبُ بالكَسْرِ: ما جرى علَيْها أَيِ الأَسْنَانِ مِنَ الماءِ كقِطَعِ القَوارِيرِ وكذلك هو مِنَ الخَمْرِ، حكاه أَبو حنيفةَ، وأَنشد قولَ ابنِ الأَحْمرِ:

لها حِبَبٌ رَى الرَّاؤُونَ مِنْها *** كَما أَدْمَيْتَ فِي القَرْوِ الغَزَالا

وقال الأَزهريّ: حَبَبُ الفَمِ: ما يَتَحَبَّبُ مِنْ بياضِ الرِّيقِ علَى الأَسْنَان.

وحُبَّى كَرُبَّى اسمُ امرأَةٍ قال هُدْبةُ بنُ خَشْرَمٍ:

فَمَا وَجَدَتْ وَجْدِي بِهَا أُمُّ وَاحِدٍ *** وَلَا وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمِّ كِلَابِ

قلتُ: وهي حُبَّى ابْنَةُ الأَسْوَدِ من بَنِي بُحْتُرِ بنِ عُتُودٍ كَانَ حُرَيْثُ بنُ عَتَّابٍ الطَّائِيُّ الشاعرُ يَهْوَاهَا فَخَطَبَهَا، ولَمْ تَرْضَهْ وتَزَوَّجَتْ غَيْرَه من بَنِي ثُعَلَ، فطَفِقَ يَهْجُو بَنِي ثُعَل، أَوْ هِي غَيْرُهَا.

وحُبَّى: موضع تِهَامِيٌّ، كان دَارًا لأَسَدٍ وكِنَانَةَ.

وأُمُّ مَحْبُوبٍ مِنْ كُنَى الحَيَّةِ نقلَه الصاغانيّ.

والحُبَيِّبَةُ، مُصَغَّرَةً: قرية باليَمَامَةِ نقله الصاغانيُّ، وإِبْرَاهِيمُ بنُ حُبَيِّبَةَ الأَنْطَاكِيُّ وإِبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ حُبَيِّبَةَ مُحَدِّثَانِ هكذا هو في سائر النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ، والصوابُ أَنهما واحدٌ كما حَقَّقَه الحافظُ، وقد روى عن عُثْمَانَ بنِ خُرَّزَاذَ، وعنه ابن جميع، فتارةً نَسَبَه هكذا، وتارةً أَسْقَطَ اسمَ أَبيه وَجَدِّه وقد سَمِعَ عبدَ الغنيّ عن واحدٍ عنه، فتأَمل، قال الحافظ: ومِثْلُه: حُبَيِّبَةَ بِنْتُ عَتِيق، وكان أَبوها شاعِرًا في زمن عليٍّ رضي ‌الله‌ عنه.

وحُبَيْبَةُ كجُهَيْنَةَ: موضع بالعِرَاقِ من نَوَاحِي البَطِيحَةِ متَّصلٌ بالبَادِيَةِ قَريبٌ من البَصرة.

ويقالُ امْرَأَةٌ مُحِبٌّ بصِيغَةِ التَّذْكِيرِ أَي مُحِبَّةٌ وعِبَارَةُ الفرّاء: وامرأَة مُحِبَّةٌ لزَوْجِهَا ومُحِبٌّ أَيضًا، قال ثعلب: ويُقَالُ بَعِيرٌ مُحِبٌّ أَي حَسِيرٌ وأَنشدَ يَصِفُ امرأَةً قَاسَتْ عَجِيزَتَهَا بِحَبْلٍ وبَعَثَتْ به إِلى أَقْرَانِهَا.

جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ *** فَهُنَّ بَعْدُ كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ

والتَّحَبُّبُ: التَّوَدُّدُ، وحَبَّ إِذَا تَوَدَّدَ، وهو يَتَحَبَّبُ إِلى النَّاسِ، وهو مُتَحَبِّبٌ إِليهم، وأُوتِيَ فُلَانٌ مَحَابَّ القُلُوب، والتَّحَابُّ: التَّوَادُّ ومنه‌الحديثُ «تَهَادَوْا تَحَابُّوا». واسْتَحَبَّهُ عليه: آثْرَهُ والاستِحْبَابُ كالاسْتِحْسانِ و {اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ} آثَرُوهُ، وهو في الأَساس.

وأَحْبَابُ جَمْعُ حَبِيبٍ: موضع وفي «المعجم» أَنَّه بَلَدٌ في جَنْبِ السُّوَارِقِيَّة من نَوَاحِي المَدِينَةِ بِدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ له ذِكْرٌ في الشِّعْرِ.

والحُبَّابِيَّةُ بالضَّمِّ: قَرْيَتَانِ بِمِصْرَ.

وبُطْنَانُ حَبِيبٍ: بلد بالشَّأْمِ والحُبَّةُ بالضَّمِّ: الحَبِيبَةُ أَيضًا الجمع: حُبَبٌ كَصُرَدٍ.

ومَحْبُوبٌ: جَدُّ أَبِي العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التَّاجِر، رَاوِيَةُ سُننِ التِّرْمِذِيّ.

وحَبُّوبَةُ: لَقَبُ إِسماعيلَ بنِ إِسحاق الرَّازِيّ كذا في النسخ، وفي كتاب الذَّهَبِيّ: لَقَبُ إِسحاق بنِ إِسماعيلَ الرَّازيِّ، وحَبُّوبَةُ جَدُّ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيّ، وجَدٌّ لِلْحَافِظِ الشَّهِيرِ المُكْثِرِ أَبِي نَصْر. الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدَ بنِ إِبراهِيمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ اليُونَارِتِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ مات سنة 529 قال ابنُ نُقْطَةَ: نَقَلْتُ نَسَبَهُ مِنْ خَطِّهِ، وقد ضَبَطَه.

وحَبَابٌ كَسَحَابٍ ابنُ صَالِحٍ الوَاسِطِيّ شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ.

وأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حَبَابٍ الخُوَارَزْمِيُّ الحَبَابِيُّ نِسْبَةٌ لِجَدِّهِ مُحَدِّثُونَ الأَخِيرُ شَيْخٌ للبِرْقَانِيّ.

* ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

حَبَّانُ بنُ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ، شِيعِيّ، وحَبَّانُ بنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ شِيعِيٌّ أَيْضًا، وحَبَّانُ الأَسَدِيُّ عن أَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ، وعنه: حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، وإِبرَاهيمُ بنُ حَبَّانَ الأَزْدِيّ عن أَنَسٍ، وعنه: عيسى بنُ عُبَيْدٍ، ومحمّدُ بنُ عَمْرِو بنِ حَبَّانَ، سمع بَقِيَّة، مشهور، وحَبَّانُ بنُ عبد الله شامِيٌّ، عن عبدِ اللهِ بن عمرٍو، رَوَى عنه العلَاءُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، هؤلاءِ كُلُّهُمْ بالفَتْحِ، وذُكر في الفتح حَبَّانُ بن وَاسِعِ بنِ حَبَّانَ.

قلتُ: وابنُ عَمِّهِ مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بن حَبَّانَ من شيوخِ مالِكٍ، وأَبُوه عن ابنِ عُمَرَ وابنِ عباسٍ، وعنه ابنُه محمدٌ وابنُ أَخِيهِ وَاسِعٌ، وسَلَمَةُ بنُ حَبَّانَ شيخٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، ويُوسُفَ القَاضِي، وهو غيرُ الذي ذَكَره المصنّفُ، فَرَّقَ بينهما عبدُ الغَنِيّ، وجَوَّزَ الأَمِيرُ أَنْ يَكُونَا واحِدًا، وحَبَّانُ بنُ المحشر رَوى عنه حَفِيدُه قَبِيصَة بنُ عبّاد بنِ حَبَّانَ، وحَبَّانُ بنُ مُعَاوِيَةَ صاحبُ الهَيْثَمِ بنِ عَدِيٍّ، وحُمَيْدُ بنُ حَبَّانَ بنِ أَرْبَدَ الجَعْفَرِيّ كوفيّ، رَوَى عنه سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، قال الأَمير: وصحف فيه غيرُ واحدٍ.

ومما فاتَه في الكَسْرِ حِبَّانُ الصائِغُ، عن أَبي بكرٍ الصدِّيقِ، وعنه الرَّبيع بن صُبَيْح، وحِبَّانُ بنُ يوسفَ الصَّدَفِيّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، ذكرهُ ابن يُونُسَ، وابنُهُ عبدُ الله، جَالَس عبدَ اللهِ بن عمرو، وحِبَّانُ بنُ الحارث أَبو عقيل كُوفِيٌّ، عن عليٍّ، وعنه شَبِيب بن غَرْقَدة، وحِبَّانُ صاحب الدُّثَيْنة، رَوَى عن ابن عمر، وعنه رَزِين بن حَكيم، وحِبَّانُ بنُ عاصِمٍ العَنْبَرِيُّ، بَصْرِيٌّ عن جَدِّه حَرْمَلَةَ بنِ إِيَاسٍ، وله صُحْبَةٌ، وعنه ابنُ عَمِّه عبدُ اللهِ بنُ حَسَّانَ بن حَرْمَلَةَ، وحِبَّانُ بن جَزْءٍ أَبو خُزَيْمَة عن أَبيه وأَخيه، ولَهُمَا صُحْبَةٌ، وهو الذي روى عن أَبي هريرَةَ رضي ‌الله‌ عنهما وعنه زَيْنَبُ بنت أَبي طليق، قاله الأَميرُ، وتَرَدَّدَ الدارقطنيّ في كونهما اثنَيْنِ، وحِبَّانُ بنُ زَيْدٍ الشَّرْعبيّ تَابِعِيٌّ، وحِبَّانُ بنُ أَبِي جَبَلَة تابعيُّ أَيضًا عن عَمْرِو بنِ العاصِ وغيره، وحِبَّان بن مهير العبديّ، سَمعَ عطاءٌ قوله، وحِبَّانُ ابنُ النَّجَّارِ عن أَبيه النجّار، عن جده أَنَسِ بنِ مالكٍ، وعنه ابنه إِبراهيم بن حِبَّانَ، وحِبَّانُ أَبُو مَعْمَرٍ، بَصْرِيُّ شَيْخٌ لأَبِي دَاوُودَ الطَّيَالِسِيّ، وحِبَّانُ صَاحِبُ العَاجِ، رَوَى عنه الأَصمعيُّ، وحِبَّانُ بنُ حِبَّانَ الدِّمَشْقِيُّ، رَوَى عنه حَفِيدُه العَبَّاسُ بنُ محمدِ بنِ حِبَّان، وحِبَّانُ الأَغْلَبُ بنُ تَمِيمٍ، بَصْرِيٌّ عن أَبِيهِ، وعنه إِسحاق بنُ سَيَّارٍ، وحِبَّانُ بنُ نافِعِ بنِ صَخْرِ بنِ جُوَيريةَ، بَصْرِيُّ، سَكَنَ مِصْرَ، رَوَى عن سَعِيدِ بن سالمٍ القَدَّاحِ، وعنه القُتبيّ، وحِبَّانُ بنُ عَمَّارٍ بَصْرِيُّ، عن يحيى بنِ أَبِي كَثِيرٍ، وحِبَّانُ بنُ عَمَّارٍ، بَغْدَادِيُّ عن عَبَّاد بن عَبَّاد، وعنه عَلِيُّ بنُ الحَسَنِ بنِ عَبْدَوَيْه، وابنُه الحُسَيْنُ بنُ حِبَّانَ، رَوَى التاريخَ عن يحيى بن مُعين، وحَفِيدُه عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ رَوَى عن أَحمدَ بنِ الدَّوْرَقِيِّ، وحِبَّانُ بنُ إِسحاق بنِ محمدِ بنِ حِبَّانَ الكَرابِيسِيّ البَلْخِيّ عن ابن نُوحٍ، وحِبَّانُ بن عَبْدِ القَاهرِ بنِ حِبَّانَ المِصْرِيّ، وابْنُه عبدُ المَلِكِ بنُ حِبَّانَ المُرَادِيّ من أَهل مِصْرَ، رَوَى عنه أَبُو سَعْدٍ المَالِيني، وحِبَّانُ بنُ بَشِيرِ بنِ سَبْرَةَ العَنْبَرِيّ شَاعِرٌ فَارِسٌ، وحِبَّانُ بنُ العَرِقَةِ الذي رَمَى سَعْدَ بنِ مُعَاذ يومَ الخَنْدَقِ، وصَحَّفَهُ مُوسَى بنُ عُقْبَةَ فقالَ: جبار، بالجيم والموحدة والراءِ، والأَولُ أَصحُّ، وحِبَّانُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عن أَبِي عَوَانَةَ، وقِيلَ بالفَتْحِ، وحِبَّانُ بنُ مَرْثَدٍ، عن علِيٍّ، وسَلْمَانَ، وقيلَ: هو بالفَتْحِ واليَاءِ التَّحْتِيَّة. وأُمُّ حِبَّانَ بِنْتُ عامِرِ بنِ نَابِي الأَنْصَارِيَّةُ صَحَابِيَّةٌ، وقيل: هي أُمُّ حبال، وعَمْرُو بنُ حِبَّانَ شَيْخٌ لابنِ أَبِي الدُّنْيَا، وأَحْمَدُ بنُ سِنَانِ بنِ حِبَّانَ القَطَّانُ الحَافِظُ المَشْهُورُ صاحبُ المُسْنَدِ، وإِسماعيلُ بنُ حِبَّانَ الوَاسِطِيُّ، عن زَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، وإِبرَاهِيمُ بنُ حِبَّانَ بنِ إِبراهيمَ، مَوْلَى آلِ أَبِي الكَنُودِ، مِصْرِيُّ عن عَمْرِو بنِ حكّام، وعنه ابنُه عبدُ الكَرِيمِ، وعنه: أَهْلُ مِصْرَ، وأَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بنُ حِبَّانَ بنِ أَحْمَدَ بنِ حِبَّانَ بنِ مُعَاذٍ التَّمِيمِيُّ الدَّارِمِيُّ البُسْتِيُّ، صاحِبُ التَّصَانِيفِ، وعُبَيْدُ بنُ حِبَّانَ شَامِيٌّ، رَوَى عن مالِكٍ، وزَيْدُ بنُ حِبَّانَ الرَّقِّيّ، رَوَى عن أَيُّوبَ، وأَخُوهُ بِشْرُ بنُ حِبَّانَ، رَوَى عن عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عقيل، وجَعْفَرُ بنُ حِبَّانَ عنِ الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ، وعنه الإِسْمَاعِيلِيُّ، وبُنْدَارُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ حِبَّانَ الجُرْجَانِيُّ الفَقِيهُ، عنِ البَغَوِيِّ، وابنِ صَاعِدٍ.

فَهؤُلَاءِ كُلُّهُمْ بالكَسْرِ.

وقال الكسائيّ: لَكَ عِنْدِي مَا أَحَبْتَ، أَيْ أَحْبَبْتَ.

ويقالُ: سِرْنَا قَرَبًا حَبْحَابًا؛ أَي جَادًّا، مثلَ حَثْحَاثٍ.

وحَبْحَبٌ كجَعْفَرٍ: مَوْضِعٌ.

ومَنْظُورُ بنُ حَبَّةَ بالفَتْحِ: أَبو مِسْعَرٍ، رَاجزٌ.

والحَبَّانِيَّةُ، بالفَتْحِ: مَحَلَّةٌ بِمِصْرَ.

والحِبَّةُ، بالكَسْرِ: الحَبِيبَةُ.

وحَبَّبْتُ القِرْبَةَ إِذا مَلأْتَهَا.

والحَبَابُ بالفَتْحِ: الطَّلُّ الذي يُصْبحُ على الشَّجَرِ.

وأَلاتُ الحُبِّ، بالضَّمِّ: عَيْنٌ بِإِضَمٍ من ناحيَةِ المَدِينَةِ.

والحَبْحَابُ، بالفَتْحِ: السَّيِّئ الغِذَاءِ.

وحَبِيبٌ، كَأَمِيرٍ: جَبَلٌ حِجَازِيٌّ، وحَبِيبٌ أَيْضًا: قَبِيلَةٌ، قال أَبُو خِرَاشٍ:

عَدَوْنَا عَدْوَةً لَا شَكَّ فِيها *** فَخِلْنَاهُمْ ذُؤَيْبَةَ أَوْ حَبيبَا

وذُؤَيْبَةُ: قَبِيلَةً أَيضًا.

وحُبيبُ بنُ عَبْدِ اللهِ الهُذَلِيُّ اسْمُ الأَعْلَمِ الشَّاعِرِ.

وحُبَيْبٌ القُشَيْرِيُّ: شَاعِرٌ.

وأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ محمد بن حَبِيب الرَّافِقِيّ مُحَدِّثٌ، وابنُ حَبِيب، نَسَّابَةٌ وحبيب هذه أُمُّهُ أَوْ جَدَّتُه.

وبَنُو المُحِبِّ: حُفَّاظُ الشَأْمِ، وأَبُو القَاسِمِ الفَضْلُ بنُ عبدِ الله بنِ محمدِ بن المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيُّ مُحَدِّثٌ وأَبُو الفُتُوح محمدُ بنُ محمدِ بنِ عُمْرُوسٍ البَكْرِيُّ عُرِفَ بابنِ المُحِبِّ النَّيْسَابُورِيِّ، مَشْهُورٌ، تُوُفِّي سنة 615 ذَكَره الصَّابونيُّ في «الذَّيْلِ».

والمُحَبُّ بفَتْحِ الحاء: ابنُ حَذْلَمٍ المِصْرِيُّ الزَّاهِدُ، عن سَلَمَةَ بنِ وَرْدَانَ، وقال عبدُ الغَنِيّ: عن مُوسَى بنِ وَرْدَانَ، وأَوْبَرُ بنُ عَلِيِّ بن مُحَبِّ بنِ حازمِ بنِ كُلْثُومٍ التُّجِيبِيُّ، ذَكَرَهُ ابنُ يُونُسَ.

ومُحَبَّةُ بضَمِّ المِيمِ وفَتْحِ الحَاءِ أَيضًا: تَابِعِيَّةٌ، عَنْ عائِشَةَ، وعنها، أَبُو إِسحاقَ السَّبِيعِيُّ، وأَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَبَّبٍ الدَّلَّال كَمُحَمَّدٍ: مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ، ومثلُه مُحَبَّبُ بنُ إِبراهيمَ العَبْدِيُّ، عن ابنِ رَاهَوَيْهِ، وابْنُه إِبراهيمُ بنُ مُحَبَّبٍ النَّيْسَابُورِيّ عن مُحَمَّدِ بنِ إِبراهيمَ البُوشَنْجِيّ.

والحَبَّابُ كَكَتَّانٍ: مَنْ يَبِيعُ الحِنْطَةَ، وَقَدْ نُسِبَ كذلكَ جَمَاعَةٌ.

ويقال في الحُبَّى المَذْكُورِ في المَتْنِ أَيضًا: الحُبَيَّا بالتصغير لِمَوْضِعٍ بالحِجَازِ، وأَبو الحُبَاب: سَعِيدُ بنُ سَيَّارٍ عن أَبِي هُرَيْرَةَ، وعنه سعيد المَقْبُرِيّ، وأَبو حَبيب بن يَعْلَى بن مُنْيَة التميميّ، عن ابن عباس، ومحمّد بن حُبَيْبات شاعر في الدولة العبّاسية، وحُبَيْبَات بن نُهَيْل بن عبد مَناف بن هِلال بن عامر بن صَعْصَعة جاهليّ، من ولده مِسْعَر بن كِدامٍ وغيره.

وحَبٌّ بالفَتْحِ: لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ أَسَدٍ المُتَوَكِّلِيّ البَلْخِيّ، كان في حُدُودِ الثلاثمائة، هكذا قَيَّدَه الحافظُ.

وعن اللِّحْيَانيّ: حَبْحَبْتُ بالجَمَلِ حِبْحَابًا وحَوَّبْتُ به تَحْوِيبًا إِذا قُلْتَ لَهُ حَوْبِ حَوْبِ، وهو زَجْرٌ.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


30-تاج العروس (قمس)

[قمس]: القمْسُ: الغَوْصُ في الماءِ، يَقْمُسُ ويَقْمِسُ، بالضّمِّ والكَسْرِ، وكذلِكَ القُمُوسُ، بالضّمِّ، وقد قَمسَ فيه قَمْسًا: انْغَطَّ ثمّ ارْتَفَع، وكُلُّ شَيْ‌ءٍ يَنْغَطُّ في الماءِ ثمّ يَرْتَفِعُ فقد قَمَسَ.

والقَمْسُ: الغَمْسُ، يقال: قَمَسَهُ هو، فانْقَمَسَ؛ أَي غَمَسه فيه فانْغَمَس، كالإِقْماسِ، وهي لُغَةٌ في قَمَسه. لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

والقَمْسُ: الغَلَبَةُ بالغَوْصِ، يُقال: قَامَسْتُه فقَمَسْتُه.

والقَمْسُ: اضْطِرابُ الوَلَدِ في سُخْدِ السَّلَى من البَطْنِ، قال رُؤْبَةُ:

وقامِسٍ في آلِهِ مُكَفَّنِ *** يَنْزُون نَزْوَ اللاَّعِبِينَ الزُّفَّنِ

والقَمُوسُ، كصَبُور: بِئْرٌ تَغِيبُ فِيها الدِّلاءُ مِن كَثْرةِ مائِهَا، نقلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عبّادٍ. وقَمَسَت الدَّلْوُ في الماءِ، إِذا غَابَتْ فيه، وهي بِئْرٌ بَيِّنَةُ القِمَاسِ، بالكَسر.

والقِمِّيسُ كسِكِّينٍ: البَحْرُ، نقله الصاغَانِيُّ، عن ابنِ عَبّادٍ، الجمع: قَمَامِيسُ.

والقَوْمَسُ، كجَوْهَرٍ: الأَمِيرُ، بالنَّبَطِيَّة، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عبّادٍ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: هو المَلِكُ الشَّرِيفُ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ للفَضْلِ بنِ العَبّاسِ اللهَبِيّ في «خ معروف ش»:

وأَبِي هاشِمٌ هُمَا ولَدَانِي *** قَوْمَسٌ مَنْصِبِي ولم يَكُ خِيشَا

وقيل: هو الأَمِيرُ، بالرُّومِيَّةِ.

والقَوْمَسُ: البَحْرُ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وقِيلَ: هو مُعْظَمُ ماءِ البَحْرِ، كالقَامُوسِ، وفي حَدِيثِ ابنِ عَبّاس رضِيَ الله تَعَالى عنهما، وقد سُئِلَ عن المَدِّ والجَزْرِ: «مَلَكٌ مُوَكَّلٌ بقَامُوسِ البَحْرِ، كُلَّمَا وَضَعَ رِجْلَهُ فيه فاضَ، فإِذا رَفَعَهَا غاض».

والقُمَّسُ، كسُكَّر: الرجُلُ الشَّرِيفُ، كذا نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ، وهو قولُ ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:

وعَلِمْتُ أَنِّي قَدْ مُنِيتُ بِنِئْطَلٍ *** إِذْ قِيلَ: كانَ مِنَ آلِ دَوْفَنَ قُمَّسُ

وفسَّره بالسَّيِّد. والجَمْعُ: قَمَامِسُ، وقَمَامِسَةٌ، أَدْخَلوا الهاءَ لتَأْنِيثِ الجَمْعِ.

والقَمَامِسَةُ: البطَارِقَةُ، نقله الصاغانيّ عن ابن عبَّادٍ ولم يَذْكُرْ وَاحِده، وكأَنَّه جَمْع قُمَّسٍ، كسُكَّرٍ.

والقَوَامِسُ: الدَّوَاهِي، ولم يَذكُرْ له وَاحِدًا، وكأَنَّه جَمْعُ قَامِسَةٍ، سُمِّيَتْ لأَنَّهَا تَقْمِسُ في الإِنْسَانِ؛ أَي تَغُوصُ به فلا يَنْجُو.

وقُومَسُ، بالضَّمّ وفَتْحِ المِيمِ وضبَطَه الصّاغَانِيُّ بكسر الميمِ، وهو المَشْهورُ على أَلْسِنتِهم: صُقْعٌ كَبِيرٌ بَيْنَ خُرَاسانَ وبِلادِ الجَبَلِ، قال أَحَدُ الخَوَارِج:

ومَا زَالَتِ الأَقْدَارُ حَتَّى قَذَفْنَنِي *** بِقُومَسَ بَيْنَ الفَرَّجَانِ وصُولِ

وقُومَسُ: إِقْلِيمٌ بالأَنْدَلُسِ، مِن نواحِي قَبْرَةَ، سُمِّيَ باسمِ هذا البَلدِ، لِنُزولِ أَهْلِه به.

وقُومَسَةُ، بهاءٍ: قرية، بأَصْفَهَانِ.

وقُومَسَانُ: قرية بهَمَذانَ.

ويقال: قَامَسَهُ مُقَامَسَةً، إِذا فَاخَرَهُ بالقَمْسِ؛ أَي الغَوْصِ، فقَمَسَهُ؛ أَي غَلَبَهُ.

ومِن المَجَازِ: يُقَال: هُو إِنَّمَا يُقَامِسُ حُوتًا، إِذا ناظَرَ أَو خَاصَمَ قِرْنًا، وقال مالِكُ بنُ المُتَنَخَلِ الهُذَلِيُّ:

ولكِنّما حُوتًا بِدَجْنَى أُقَامِسُ

ودَجْنَى: مَوْضِعٌ. وقِيلَ: مَعْنَاه أَي يُنَاظِرُ مَن هُو أَعْلَمُ مِنْه. وانْقَمَسَ النَّجْمُ: غَرَبَ؛ أَي انْحَطَّ في المَغْرِب، قال ذُو الرُّمَّةِ يذَكُرُ مَطَرًا عند سُقُوطِ الثُّرَيّا:

أَصابَ الأَرْضَ مُنْقَمَسَ الثُّرَيَّا *** بسَاحِيَةٍ وأَتْبَعَهَا طِلَالا

وإِنّمَا خَصَّ الثُّرَيَّا لأَنَّه زُعِمَ أَنَّ العَرَبَ تقولُ: ليس شي‌ءٌ من الأَنْوَاءِ أَغْزَرَ مِنْ نَوْءِ الثُّرَيَّا. أَراد أَنَّ المَطَرَ كان عِنْدَ نَوْءِ الثُّرَيَّا، وهو مُنْقَمَسُهَا لِغَزارَةِ ذلِك المَطَرِ.

والقامُوسُ: البَحْرُ، عن ابنِ دُرَيْد، وبه سَمَّى المُصنِّفُ، رحمه ‌الله تعالى، كِتابَه هذا، وقد تقدَّم بيانُ ذلِك في مقدِّمة الكِتاب. أَوْ أَبْعَدُ مَوْضِعٍ فيهِ غَوْرًا، قاله أَبُو عُبَيْدٍ في تَفْسِيرِ الحَدِيثِ المُتَقدِّمِ.

* ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

قَمَسَتِ الأَكَامُ في السَّرَابِ، إِذا ارْتَفَعَتْ فَرَأَيْتَهَا كأَنَّهَا تَطْفُو، قال ابنُ مُقْبِلٍ:

حَتَّى اسْتَبَنْتُ الهُدَى والبِيدُ هاجِمَةٌ *** يَقْمُسْنَ في الآلِ غُلْفًا أَو يُصَلِّينَا

وقالَ شَمِرٌ: قَمَسَ الرَّجُلُ في الماءِ، إِذا غابَ فيه.

وانْقَمَسَ في الرَّكِيَّةِ، إِذا وَثَبَ فيها.

وقَمَسْتُ به في البئْرِ: إِذا رَمَيْت.

وفي حَدِيث وَفْدِ مَذْحِجٍ: «في مَفازَةٍ تُضْحِي أَعْلامُهَا قَامِسًا، ويُمْسِي سَرَابُها طامِسًا» أَي تَبْدُو جِبالُها لِلْعَيْن ثمّ تَغِيبُ، وأَرادَ كلَّ عَلَمٍ من أَعْلامِهَا، فلذلِكَ أَفْرَد الوَصْفَ ولم يَجْمَعْه. قال الزَّمَخْشَرِيُّ: ذكرَ سِيبَوَيْه أَنّ أَفْعَالًا يكونُ للوَاحِدِ وأَنَّ بعضَ العَرَبِ يَقُول: هو الأَنْعَامُ، واستشهد بقولِه تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِهِ} وعليه جاءَ قولُه: «تُضْحِي أَعْلامُهَا قَامِسًا» وهو هنا فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُول.

وفُلانٌ يَقْمِسُ في سربهِ، إِذا كان يَخْتَفِي مَرَّةً ويَظْهَرُ مَرَّةً.

والقَامِسُ: الغَوَّاصُ وكذلِكَ القَمّاسُ، قال أَبو ذُؤَيْب:

كأَنَّ ابْنَةَ السَّهْمِيِّ دُرَّةُ قَامِسٍ *** لها بَعْدَ تَقْطِيعِ النُّبُوحِ وَهِيجُ

والتَّقْمِيسُ: أَنْ يُرْوِيَ الرجُلُ إِبِلَه، وبالغين: أَنْ يَسْقِيهَا دُونَ الرِّيِّ، وقد تقدَّم.

وأَقْمَسَ الكَوْكَبُ: انْحَطَّ في المَغْرِب.

وقامِسٌ: لغةٌ في قَاسِمٍ، كذا في اللِّسَان.

والقَمِيسُ، كأَمِير: البَحْرُ، كذا في العُبَاب.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


31-تاج العروس (سجل)

[سجل]: السَّجْلُ: الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ العَظيمةُ مملوءَةً ماءً مُذَكَّرٌ.

وقيلَ: هو مِل‌ءُ الدَّلْوِ.

وقيلَ: إِذا كانَ فيه ماءٌ قَلَّ أَو كَثُرَ، ولا يقالُ لها فارِغَةً سَجْلٌ ولكن دَلْوٌ.

وفي التَّهْذِيبِ: ولا يقالُ له وهو فارغٌ: سَجْلٌ ولا ذَنُوبٌ.

وقالَ ابنُ بَرِّي: السَّجْلُ اسْمُها مَلْأَى ماءً، والذَّنُوب إنَّما يكونُ فيها مِثْلُ نصْفَها ماءً.

وفي حدِيثِ بَوْلِ الأَعْرَابيِّ في المسْجِدِ: «ثم أَمَرَ بسَجْلٍ من ماءٍ فأَفْرَغَ على بَوْلِه»؛ وقالَ الشاعِرُ:

السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوبُ *** حَتَّى يَرَى مَرْكُوَّها يَثُوبُ

والسَّجْلُ: الرَّجُلُ الجَوادُ عن أَبِي العَمَيْثَل الأَعْرَابيِّ.

والسَّجْلُ: الضَّرْعُ العَظيمُ الجمع: سِجَالٌ بالكسرِ وسُجولٌ بالضمِ، قَالَ لَبِيدُ:

يُجِيلون السِّجَال على السِجَالِ

وأَنْشَدَ أَعْرَابيٌّ:

أُرَجِّي نائِلًا من سَبْلِ رَبٍّ *** له نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ

الذَّمَّةُ: البِئْرُ القَلِيلَةُ الماءِ؛ والسِّجَالُ: الدِّلاءُ المَلْأَى، والمعْنَى قَلِيله كَثِيرٌ، ورَوَاهُ الأَصْمَعِيُّ: وذِمَّتُه بالكسرِ؛ أَي عَهْده مُحْكَم من قولِكَ سَجَّل القاضِي لفلانٍ بمَالِهِ أَي اسْتَوْثَقَ له به.

ولهم من المجدِ سَجْلٌ سَجيلٌ أَي ضَخْمٌ، مُبَالَغَةٌ.

وأَسْجَلَهُ: أَعْطاهُ سَجْلًا أَو سَجْلَيْنِ وقيلَ إذا كثَّر له العَطَاء.

وقالُوا: الحَرْبُ بينهم سِجالٌ، ككِتاب؛ أَي سَجْلٌ منها على هؤلاءِ وآخرُ على هؤلاءِ، وأَصْلُه أَنَّ المُسْتَقِيَين بسَجْلَيْن من البِئْرِ يكونُ لكلِّ واحِدٍ منهما سَجْلٌ أَي دَلْوٌ مَلْآن ماءً، وقد جَاءَ ذِكْرُه في حدِيثِ أَبي سُفْيان لمَّا سَأَله هِرَقْلُ فقالَ ذلِكَ، مَعْناهُ أَنّا نُدَالُ عليه مرَّةً ويُدَالُ علينا أُخْرَى.

ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجيلَةٌ أَي ضَخْمَةٌ، قالَ:

بِئْسَ مقامَ الشيخِ لابنيْ له *** خُذْها وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيله

إِنْ لم يَكُنْ عَمُّك ذا حَلِيلَه

أَي بِئْسَ مقَام الشيْخِ الذي لابَنِيْن له هذَا المقَام الذي يقالُ له هذا الكَلامُ.

وخُصْيَةٌ سَجيلَةٌ بَيِّنَةُ السَّجالَةِ: مُسْتَرْخيَةُ الصَّفْنِ واسِعَتُه.

وضَرْعٌ سَجيلٌ: طَوِيلٌ، وأَسْجَلُ مُتَدَلِّ واسِعٌ.

وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ضَرْعٌ أسْجَلُ: هو الواسِعُ الرِّخْو المُضْطربُ الذي يَضْرِبُ رِجْلَيها من خَلْفها ولا يكونُ إلَّا من ضُرُوعِ الشاءِ.

وناقةٌ سَجْلاءُ: عظيمةُ الضَّرْعِ.

ومن المجازِ: ساجَلَهُ مُسَاجَلةً: إذا باراهُ وفاخَرَهُ بأنْ صَنَعَ مِثْلَ صَنعِه في جَرْيٍ أَو سَقْيٍ، وأَصْلُه في الاسْتِقاءِ.

وهما يَتَساجَلان أَي يَتَبَارَيَانِ، قالَ الفَضْلُ بنُ عباسٍ اللهبيُّ:

مَنْ يُساجِلْني يُسَاجِلْ ماجِدًا *** يَمْلأُ الدَّلْوَ إلى عَقْدِ الكَرَب

قالَ ابنُ بَرِّي: أَصْلُ المُسَاجَلةِ أَنْ يَسْتَقِيَ ساقِيَان فيُخْرج كُلُّ واحِدٍ منهما في سَجْلِه مِثْل ما يُخْرج الآخَرُ، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ، فضَرَبَتْه العَرَبُ مَثَلًا للمُفَاخَرَةِ، فإذا قيلَ: فلانٌ يُسَاجِلُ فلانًا، فمعْنَاهُ أَنَّه يُخْرِج من الشَّرَفِ مِثْل ما يخْرِجُه الآخَرُ، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ.

وتَسَاجَلُوا: تَفَاخَرُوا. قالَ ابنُ أَبي الحدِيدِ في شَرْحِ نَهْج البلاغَةِ: وقد نَزِلَ القُرْآنُ على مَخْرجِ كَلامِهم في المُسَاجَلَةِ؛ فقالَ: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا} الآية، والذَّنُوب: الدَّلْوُ.

وأَسْجَلَ الرَّجُلُ: كَثُرَ خَيْرُه وبِرُّه وعَطَاؤُه للنَّاسِ.

وأَسْجَلَ النَّاسَ: تَرَكَهُمْ وأَسْجَلَ لهم الأَمْرَ: أَطْلَقَه لهم، ومنه قَوْلُ محمدِ بنِ الحَنَفِيَّة في تَفْسيرِ قَوْلِه عزّ وجلّ: {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ}، قالَ: هي مُسْجَلةٌ للبَرِّ والفاجِرِ، يعْنِي مُرْسَلَة مُطْلَقة في الإِحسانِ إِلى كلِّ أَحَدٍ، لم يُشْتَرَط فيها بَرٌّ دُوْنَ فاجِرٍ.

وفي الحدِيثِ: «ولا تُسْجِلُوا أَنْعامَكُم أَي لا تُطْلِقُوها في زُرُوعِ الناسِ.

وأَسْجَلَ الحَوْضَ: مَلَأَهُ، قالَ:

وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْجاذَ مُتْرَعَةً *** تَطْفُو وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا

ويقالُ: فَعَلْناهُ والدَّهْرُ مُسْجَلٌ، كمُكْرَمٍ، والذي في اللِّسَانِ: والدَّهْرُ سجل أَي لا يَخافُ أَحَدٌ أَحَدًا.

والمُسْجَلُ: كمُكْرَمٍ، المَبْذُولُ، المُباحُ لكلِّ أَحَدٍ، وأَنْشَدَ الضبيُّ:

أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر ورَحْلُها *** لِما نابَه من طارِق اللَّيْل مُسْجَلُ

أَرَادَ بالرَّحل المَنْزل.

وسَجَّلَ الرجُلُ تَسْجِيلًا أَي أَنْعَظَ.

وسَجَّلَ به إذا رَمَى به من فَوْقُ كسَجَلَ سَجْلًا.

وكتَبَ السِّجِلَّ بكسْرَتَيْن وتَشْدِيدِ اللامِ، وهو الصَّكُّ اسمٌ لكِتابِ العَهْدِ ونَحْوِه، قالَ الله تعالَى: كطَيِّ السِّجِلِّ، للكِتابِ الجمع: سِجِلَّاتٌ، وهو أَحَدُ الأَسْماءِ المُذَكَّرةِ المَجْموعَةِ بالتاءِ ولها نَظَائِر، ومنه الحدِيثُ: «فتُوْضَعُ السِّجِلَّات في كِفَّة»؛ وهو أَيْضًا الكاتِبُ، وقد سَجَّل، وبه فُسِّرَتِ الآيَةُ.

وقيلَ: هو الرَّجُلُ بالحَبَشِيَّةِ ورُوِيَ عن أَبي الجَوْزاءِ أَنَّه قالَ: السِّجِلُّ اسمُ كاتِبٍ للنبيِّ صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم، وتمَامُ الكَلامِ للكِتابِ.

قالَ الصَّاغانيُّ: وذَكَرَه بعضُهم في الصَّحابَةِ ولا يَصِحُّ.

قلْتُ: هكذا أَوْرَدَه الذَّهبيُّ في التَّجْريدِ، وابنُ فَهْدٍ في مُعْجَمِهِ وقالا: فيه نَزَلَت الآيَةُ المَذْكُوْرَةُ.

وقيلَ: اسمُ مَلَكٍ.

والسجْلُ: بالكسرِ، هو السِّجِلُّ لُغَةٌ للكِتابِ، رُوِيَ ذلِكَ عن عيسَى بنِ عُمَرَ الكُوفيّ. وبه قَرَأَ، ولو قالَ: وبالكسرِ الصّحِيْفة كانَ أَخْصَر.

والسُّجْلُ بالضمِ جَمْعٌ للنَّاقَةِ السَّجْلاءِ للعَظِيمةِ الضَّرْعِ.

والسَّجِيلُ: كأَمِيرٍ، النَّصيبُ.

قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: فَعِيلٌ من السَّجْلِ الذي هو الدَّلْو المَلْأَى، قالَ: ولا يُعْجِبُنِي.

والسَّجِيلُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ.

والسِّجِيلُ: كسِكِّيتٍ، حجارَةٌ كالمَدَرِ، قالَ الله تعالَى: {تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ}، وهو مُعَرَّبٌ دَخِيلٌ أصْلُه بالفارِسِيَّةِ سَنْكِ وَكِل أَي الحَجَر والطَّيْن، والواوُ عاطِفَةٌ فلمَّا عُرِّبَ سَقَطَتْ، أَو كانَتْ حجارَةٌ من طِيْنٍ طُبِخَتْ بنَارِ جَهَنَّمَ، وكُتِبَ فيها أسْماءُ القومِ، لقَوْلِه عزّ وجلّ: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ}، وهذا قَوْلُ الجَوْهَرِيِّ.

وقالَ أَبُو إسْحَاق: للناسِ في السِّجِّيلِ أَقْوالٌ، وفي التَّفْسيرِ أَنَّها من جِلٍّ وطِيْنٍ، وقيلَ: من جِلٍّ وحجارَةٍ.

وقالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: هذا فارِسِيٌّ والعَرَبُ لا تَعْرِفُ هذا.

قالَ الأَزْهَرِيُّ: والذي عنْدَنا واللهُ أَعْلم أَنَّه إذا كان التَّفْسيرُ صَحِيحًا فهو فارِسِيٌّ أُعْرِبَ لأنَّ الله تعالَى قد ذَكَرَ هذه الحجارَةَ في قصَّةِ قَوْمِ لُوْطٍ عليه‌السلام، وقالَ: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ}، فقد بَيَّن للعَرَبِ ما عَنَى بسِجِّيل. ومن كَلامِ الفُرْسِ ما لا يُحْصَى ممَّا قد أَعْرَبَتْه العَرَبُ نَحْو جَامُوس ودِيْبَاج، ولا أُنْكِر أَنْ يكونَ هذا ممَّا قد أَعْرَبَتْه العَرَبُ. وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: {مِنْ سِجِّيلٍ}، تَأْوِيلُه: كَثِيرَةٌ شَدِيدَةٌ، وقالَ: إِنَّ مِثْلَ ذلِكَ قَوْل ابنِ مُقْبِلٍ:

ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عن عُرُضٍ *** ضَرْبًا تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا

قالَ: وسِجِّين وسِجِّيل بمعْنًى واحِدٍ.

وقالَ بعضُهم: سِجِّيل من أَسْجَلْته أَي أَرْسَلْته فكأَنَّها مُرْسِلَةٌ عليهم.

قالَ أَبُو إسْحق: وقالَ بعضُهم من أَسْجَلْت إذا أَعْطَيْت، وجَعَلَه من السَّجْل.

أَو قَوْلَهُ تعالَى: {مِنْ سِجِّيلٍ} أَي من سِجِلٍّ أَي ممَّا كُتِبَ لهم أَنَّهُم يعذَّبُون بها؛ قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا القَوْلُ إذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَنَّ من كتابِ الله دَلِيلًا عليه، قالَ الله تعالَى: {كَلّا إِنَّ كِتابَ الفُجّارِ لَفِي سِجِّينٍ،} وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}.

والسِّجِّيلُ بمعْنَى السِجِّينِ، المَعْنى أَنَّها حجارَةٌ ممَّا كَتَبَ الله أَنَّه يُعَذِّبُهم بها.

قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهذا أَحْسَنُ ما مَرَّ فيها أَي في الآيةِ عِنْدِي، وهكذا نَقَلَه الصَّاغانيُّ عنه أَيْضًا وسلّمه وقَلَّدَه المصنِّفُ وزَادَ: وأَثْبَتُها فتأمَّلْ ذلِكَ.

والسَّاجولُ والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلَةُ: غِلافُ القارورَةِ عن كراعٍ، والجَمْعُ سَوَاجِيلُ، ونَقَلَه الصَّاغانيُّ عن ابنِ عَبَّادٍ وغَلَّطَه وقالَ: الصَّوابُ: الساحولُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ.

والسَّجَنْجَلُ: المِرآةُ روميٌّ مُعَرَّبٌ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ *** تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسَّجَنْجَلِ

وذَكَرَه الأَزْهَرِيُّ في الخُماسِي، قالَ: وقالَ بعضُهم: زَجَنْجَلٌ وقد تقدَّمَ.

وأَيْضًا: الذَّهَبُ؛ ويقالُ: سَبَائكُ الفِضَّةِ وقِطَعُها على التَّشْبِيهِ بالمِرآةِ.

ويقالُ: الزَّعْفرانُ، ومن قالَ ذلِكَ رَوَى قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ بالسَّجَنْجَلِ وفَسَّرَه به.

وسَجَلَ الماءَ سَجْلًا فانْسَجَلَ: صَبَّه صَبًّا مُتَّصلًا فانْصَبَّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ *** سَجُومِ الماءِ فانْسَجَل انْسِجَالا

وعَيْنٌ سَجولٌ: غَزيرَةٌ، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: عَنْزٌ سَجولٌ، كما هو نَصُّ العُبَاب.

والسَّجْلاءُ: المَرْأةُ العَظيمةُ المَأْكَمَةِ والجَمْعُ السجلُ بالضمِ وسِجَالْ سِجَالْ: بالكسرِ، دُعاءٌ للنَّعْجَةِ للحَلَبِ وبه تُسَمَّى، قالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

سَجَّل القاضِي لفلانٍ بمَالِهِ: اسْتَوْثَق له به.

وقيلَ: سجله به: حَكَمَ به حُكْمًا قَطْعِيًّا هكذا فَسَّرَه الشَّريفُ.

وقيلَ: قَرَّرَه وأَثْبَتَه، كما في العنَايَةِ.

وسَجَّل عليه بكذا: شَهَرَه ووَسَمَه، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ في شرْحِ المَقَامَات له.

وسجل القِرَاءَةَ سَجْلًا قَرَأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً.

وأَسْجَلْتُ الكَلامَ: أَرْسَلْته.

وله بِرٌّ فائِضُ السِّجَالِ.

وأُسْجِلَتِ البَهِيمةُ مع أُمِّها وأُرْحِلَت إذا أُرْسِلَت.

قالَ أَبُو زَيْدٍ: وقَرَأَ بعضُهم: كطَيِّ السَّجْلِ بالفتحِ، وقالَ: هو مَلَكٌ.

قُلْتُ: وهي قِراءَةُ ابنِ عباسٍ وفَسَّره بأَنَّه رجُلٌ.

والسوجلُ: الأَوّلُ المتقدِّمُ، يقالُ: خل سوجل القومِ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

وقَرَأَ أَبُو زَرْعَةَ على أَبي هُرَيْرَةَ السُجلُّ بالضمِ وتَشْدِيدِ اللامِ، وهي لُغَةٌ أُخْرَى للصَّحِيْفةِ. وسِجِلِّين: قَرْيَةٌ بعَسْقَلَان منها عَبْدُ الجبَّارِ بنُ أَبي عامِرٍ السجليني، عنه أَبُو القاسِمِ الطبْرَانيّ.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


32-تاج العروس (طفو)

[طفو]: وطفا الشَّي‌ءُ فَوْقَ الماءِ طَفْوًا، بالفتحِ، وطُفُوًّا، كعُلُوِّ: عَلا ولم يَرْسُبْ؛ ومنه السَّمكُ الطَّافِي: وهو الذي يموتُ في الماءِ ثم يَعْلو فوْقَ وجْهِه.

ومِن المجازِ: طَفَتِ الخُوصةُ فَوْقَ الشَّجَرِ: إذا ظَهَرَتْ.

ومِن المجازِ: طَفا الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ: إذا عَلَا الأكَمَ والرِّمالَ، قال العجَّاج:

إذا تَلَقَّتْهُ الدِّهاسُ خَطْرَفا *** وإنْ تَلَقَّتْه العَقَاقِيلُ طَفَا

ومِن المجازِ: مَرَّ الظَّبْيُ يَطْفُو، إذا خَفَّ على الأرضِ واشْتَدَّ عَدْوُهُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

وطَفَا فلانٌ: ماتَ، وهو على المَثَلِ.

وطَفَا فلانٌ: إذا دَخَلَ في الأمْرِ.

وفي التَّكْملَةِ: يقالُ خفى في الأرضِ وطَفَا فيها؛ أَي دَخَلَ فيها إمَّا واغِلًا وإمَّا راسِخًا.

والطُّفاوَةُ، بالضَّمِّ: هكذا في سائرِ النُّسخِ وهو غَلَطٌ يَنْبَغي التَّنْبِيه عليه، لأنَّ الحَرْفَ حيثُ أنَّه واوِيٌّ فما مُوجبُ إفْراده مِن التّرْكيبِ الأوَّل، وإنَّما هذا من تحْريفِ النسَّاخِ فالصَّوابُ أنَّ هذه الواوَ عاطِفَةٌ والحَرْف واوِيّ إلى قوْلِه: والطُّفْيَة بالضمِّ، فاشْتَبَه على النساخِ الطُّفْيَة بالطَّفاوَةِ، والياء بالواوِ تفطَّنْ لذلكَ.

والطُّفاوَةُ: هي دارَةُ القَمَرَيْنِ، الشمْسُ والقَمَرُ، واقْتَصَرَ الجوهريُّ على الشَّمْس، فقالَ: هي دارَةُ الشَّمْس، وهو قولُ الفرَّاء.

وقالَ أَبو حاتِمٍ: هي الدَّارَةُ حَوْل القَمَرِ.

والمصنِّفُ جَمَعَ بينَ القَوْلَيْن.

وهي أَيْضًا ما طَفَا من زَبَدِ القِدْرِ ودَسَمِها.

وأَيْضًا: حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ.

* قُلْتُ: وهي طُفاوَةُ بنْتُ جرم بنِ رَبَّانَ أُمُّ ثَعْلَبَة ومعاوِيَةَ وعامِرٍ أَوْلادُ أَعْصُر بنِ سعْدِ بنِ قَيْسِ عَيْلان، ولا خِلافَ أنَّهم نُسِبُوا إلى أُمِّهم وأنَّهم مِن أَوْلادِ أَعْصُر، وإن اخْتَلَفوا في أَسْماءِ أَوْلادِها.

وفي المقدِّمَةِ الفاضِلِيَّة لابنِ الجواني الحافِظ في النَّسَبِ: أَنَّ طُفاوَةَ اسْمُه الحارِثُ بنُ أَعْصر، إليه يُنْسَبُ كلُّ طفاوِيِّ.

وحكَى أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ حبيبٍ: أنَّ راسِبًا وطُفاوَةَ اخْتَصَمُوا إلى هينقة الذي يُضْرَبُ به المَثَلُ في الحُمْقِ كلٌّ منهما يدَّعِي رجُلًا أنَّه منهم، فقالَ: الْقُوه في نَهْرِ البَصْرةِ فإن طَفَا فطَفاويٌّ، وإن رَسَبَ فراسِبي؛ فقالَ الرجُلُ: لا حاجَةَ لي في الحَيَّيْن وانْصَرَفَ يَعْدُو.

والطَّفْوَةُ؛ ظاهِرُه أنَّه بالفَتْح، ووُجِدَ في نسخِ المُحْكم بالضمِّ؛ النَّبْتُ الرَّقيقُ.

والطافِي: فَرَسُ عَمْرو بنِ شَيْبان بنِ ذُهْل بنِ ثَعْلَبة.

إلى هنا فالحرْفُ واوِيٌّ، وما يأْتي بَعْده يائيٌّ، ولذا وَقَفْنا عليه ولم نُبالِ بتَغْييرِ النسّاخِ وتحْرِيفِهم فنَقولُ:

* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

الطافِي من السَّمكِ: الذي يَطْفُو فوْقَ الماءِ ويظْهَرُ.

وأَطْفى: داوَمَ على أَكْلِه.

وفي حديثِ الدجَّال: «كأَنَ عَيْنه عِنَبَةٌ طافِيَةٌ».

قالَ ثعْلبٌ: الطافِيَةُ مِن العِنَبِ الحبَّةُ التي قد خَرَجَتْ عن حَدِّ نِبْتَةِ أخَواتِها مِن الحبِّ ونَتَأَتْ وظَهَرَتْ.

وقالَ الأصْمعي: الطُّفْوَةُ، بالضمِّ، خُوصَةُ المُقْلِ، والجَمْعُ طُفًا.

وأَصَبْنا طُفاوَةً مِن الرَّبيعِ: أَي شيئًا منه؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

وفَرَسٌ طافٍ: شامِخٌ برأَسِه.

وطَفَوْتُ فَوْقه: وثَبْتُ.

والظعنُ تَطْفُو وتَرْسُبُ في السَّرابِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:

عَبْدٌ إذا ما رَسَبَ القَوْمُ طَفَا

قالَ: طَفا أَي نَزَا بجَهْلِه إذا تَرَزَّنَ الحَلِيمُ.

والطُّفاوَةُ، بالضمِّ: موْضِعٌ بالبَصْرةِ سُمِّي بالقَبيلَةِ التي نَزَلَتْه؛ قالَهُ الرّشاطي.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


33-لسان العرب (حبب)

حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ.

والحُبُّ: الودادُ والمَحَبَّةُ، وَكَذَلِكَ الحِبُّ بِالْكَسْرِ.

وحُكِي عَنْ خَالِدِ بْنِ نَضْلَة: مَا هَذَا الحِبُّ الطارِقُ؟ وأَحَبَّهُ فَهُوَ مُحِبٌّ، وَهُوَ مَحْبُوبٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ هَذَا الأَكثر، وَقَدْ قِيلَ مُحَبٌّ، عَلَى القِياس.

قَالَ الأَزهري: وَقَدْ جَاءَ المُحَبُّ شَاذًّا فِي الشِّعْرِ؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:

وَلَقَدْ نَزَلْتِ، فَلَا تَظُنِّي غيرَه، ***مِنِّي بِمَنْزِلةِ المُحَبِّ المُكْرَمِ

وَحَكَى الأَزهري عَنِ الفرَّاءِ قَالَ: وحَبَبْتُه، لُغَةٌ.

قَالَ غَيْرُهُ: وكَرِهَ بعضُهم حَبَبْتُه، وأَنكر أَن يَكُونَ هَذَا البيتُ لِفَصِيحٍ، وَهُوَ قَوْلُ عَيْلانَ بْنِ شُجاع النَّهْشَلِي:

أُحِبُّ أَبا مَرْوانَ مِنْ أَجْل تَمْرِه، ***وأَعْلَمُ أَنَّ الجارَ بالجارِ أَرْفَقُ

فَأُقْسِمُ، لَوْلا تَمْرُه مَا حَبَبْتُه، ***وَلَا كانَ أَدْنَى مِنْ عُبَيْدٍ ومُشْرِقِ

وَكَانَ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدِ يَرْوِي هَذَا الشِّعْرَ: وَكَانَ عِياضٌ مِنْهُ أَدْنَى ومُشْرِقُ

وَعَلَى هَذِهِ الروايةِ لَا يَكُونُ فِيهِ إِقْوَاءٌ.

وحَبَّه يَحِبُّه، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ مَحْبُوبٌ.

قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا شَاذٌّ لأَنه لَا يأَتي فِي الْمُضَاعَفِ يَفْعِلُ بِالْكَسْرِ، إِلَّا ويَشرَكُه يَفْعُل بِالضَّمِّ، إِذَا كَانَ مُتَعَدِّيًا، مَا خَلا هَذَا الحرفَ.

وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: حَبَبْتُه وأَحْبَبْتُه بِمَعْنًى.

أَبو زَيْدٍ: أَحَبَّه اللَّهُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ.

قَالَ: وَمِثْلُهُ مَحْزُونٌ، ومَجْنُونٌ، ومَزْكُومٌ، ومَكْزُوزٌ، ومَقْرُورٌ، وَذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ: قَدْ فُعِلَ بِغَيْرِ أَلف فِي هَذَا كُلِّهِ، ثُمَّ يُبْنَى مَفْعُول عَلَى فُعِلَ، وَإِلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ، فَإِذَا قَالُوا: أَفْعَلَه اللَّهُ، فَهُوَ كلُّه بالأَلف؛ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنْ بَنِي سُلَيْم: مَا أَحَبْتُ ذَلِكَ، أَي مَا أَحْبَبْتُ، كَمَا قَالُوا: ظَنْتُ ذَلِكَ، أَي ظَنَنْتُ، وَمِثْلُهُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ مِنْ قَوْلِهِمْ ظَلْتُ.

وَقَالَ:

فِي ساعةٍ يُحَبُّها الطَّعامُ أَي يُحَبُّ فِيهَا.

واسْتَحَبَّه كأَحَبَّه.

والاسْتِحْبابُ كالاسْتِحْسانِ.

وَإِنَّهُ لَمِنْ حُبَّةِ نَفْسِي أَي مِمَّنْ أُحِبُّ.

وحُبَّتُك: مَا أَحْبَبْتَ أَن تُعْطاهُ، أَو يَكُونَ لَكَ.

واخْتَرْ حُبَّتَك ومَحَبَّتَك مِنَ النَّاسِ وغَيْرِهِم أَي الَّذِي تُحِبُّه.

والمَحَبَّةُ أَيضًا: اسْمٌ للحُبِّ.

والحِبابُ، بِالْكَسْرِ: المُحابَّةُ والمُوادَّةُ والحُبُّ.

قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

فَقُلْتُ لقَلْبي: يَا لَكَ الخَيْرُ، إنَّما ***يُدَلِّيكَ، للخَيْرِ الجَدِيدِ، حِبابُها

وَقَالَ صَخْرُ الْغَيِّ:

إِنِّي بدَهْماءَ عَزَّ مَا أَجِدُ ***عاوَدَنِي، مِنْ حِبابِها، الزُّؤُدُ

وتَحَبَّبَ إِلَيْهِ: تَودَّدَ.

وامرأَةٌ مُحِبَّةٌ لزَوْجِها ومُحِبٌّ أَيضًا، عَنِ الفرَّاءِ.

الأَزهري: يُقَالُ: حُبَّ الشيءُ فَهُوَ مَحْبُوبٌ، ثُمَّ لَا يَقُولُونَ: حَبَبْتُه، كَمَا قَالُوا: جُنَّ فَهُوَ مَجْنُون، ثُمَّ يَقُولُونَ: أَجَنَّه اللهُ.

والحِبُّ: الحَبِيبُ، مِثْلُ خِدْنٍ وخَدِينٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: الحَبِيبُ يجيءُ تَارَةً بِمَعْنَى المُحِبِّ، كَقَوْلِ المُخَبَّلِ:

أَتَهْجُرُ لَيْلَى، بالفِراقِ، حَبِيبَها، ***وَمَا كَانَ نَفْسًا، بالفِراقِ، تَطِيبُ

أَي مُحِبَّها، ويجيءُ تَارَةً بِمَعْنَى المحْبُوب كَقَوْلِ ابْنِ الدُّمَيْنةِ:

وَإِنَّ الكَثِيبَ الفَرْدَ، مِن جانِبِ الحِمَى، ***إلَيَّ، وإنْ لَمْ آتهِ، لحَبِيبُ

أَي لمَحْبُوبٌ.

والحِبُّ: المَحْبُوبُ، وَكَانَ زَيْدُ بْنُ حارِثةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُدْعَى: حِبَّ رَسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ والأَنثى بالهاءِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا أُسامةُ، حِبُّ رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، » أَي مَحْبُوبُه، وَكَانَ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُحِبُّه كَثِيرًا.

وَفِي حَدِيثِ فاطِمَة، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، قَالَ لَهَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَائِشَةَ: «إِنَّها حِبَّةُ أَبِيكِ».

الحِبُّ بِالْكَسْرِ: المَحْبُوبُ، والأُنثى: حِبَّةٌ، وجَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ، وحِبَّانٌ، وحُبُوبٌ، وحِبَبةٌ، وحُبٌّ؛ هَذِهِ الأَخيرة إِما أَن تَكُونَ مِنَ الجَمْع الْعَزِيزِ، وَإِمَّا أَن تَكُونَ اسْمًا للجَمْعِ.

والحَبِيبُ والحُبابُ بِالضَّمِّ: الحِبُّ، والأُنثى بالهاءِ.

الأَزهري: يُقَالُ للحَبِيب: حُبابٌ، مُخَفَّفٌ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: الحِبَّةُ والحِبُّ بِمَنْزِلَةِ الحَبِيبةِ والحَبِيب.

وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَنا حَبِيبُكم أَي مُحِبُّكم؛ وأَنشد:

ورُبَّ حَبِيبٍ ناصِحٍ غَيْرِ مَحْبُوبِ والحُبابُ، بِالضَّمِّ: الحُبُّ.

قَالَ أَبو عَطاء السَّنْدِي، مَوْلى بَنِي أَسَد:

فوَاللهِ مَا أَدْرِي، وإنِّي لصَادِقٌ، ***أَداءٌ عَراني مِنْ حُبابِكِ أَمْ سِحْرُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْمَشْهُورُ عِنْدَ الرُّواة: مِن حِبابِكِ، بِكَسْرِ الحاءِ، وَفِيهِ وَجْهان: أَحدهما أَن يَكُونَ مَصْدَرَ حابَبْتُه مُحابَّةً وحِبابًا، وَالثَّانِي أَن يَكُونَ جَمْعَ حُبٍّ مِثْلَ عُشٍّ وعِشاشٍ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: مِنْ جَنابِكِ، بِالْجِيمِ وَالنُّونِ، أَي ناحِيَتكِ.

وَفِي حَدِيثِ أُحُد: «هُوَ جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّه».

قَالَ ابْنُ الأَثير: هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْمَجَازِ، أَراد أَنه جَبَلٌ يُحِبُّنا

أَهْلُه، ونُحِبُّ أَهْلَه، وَهُمُ الأَنصار؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ المَجاز الصَّريح، أَي إنَّنا نحِبُّ الجَبلَ بعَيْنِهِ لأَنه فِي أَرْضِ مَن نُحِبُّ.

وَفِي حَدِيثِ أَنس، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «انْظُروا حُبّ الأَنصار التَّمرَ»، يُروى بِضَمِّ الحاءِ، وَهُوَ الِاسْمُ مِنَ المَحَبَّةِ، وَقَدْ جاءَ فِي بَعْضِ الرِّوايات، بِإِسْقَاطِ انظُروا، وَقَالَ: حُبّ الْأَنْصَارِ التمرُ، فَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِالضَّمِّ كالأَوّل، وَحُذِفَ الْفِعْلُ وَهُوَ مُرَادٌ لِلْعِلْمِ بِهِ، أَو عَلَى جَعْلِ التَّمْرِ نَفْسَ الحُبِّ مُبَالَغَةً فِي حُبِّهم إِياه، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ الحاءُ مَكْسُورَةً، بِمَعْنَى الْمَحْبُوبِ؛ أي مَحْبُوبُهم التمرُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ التَّمْرُ عَلَى الأَوّل، وَهُوَ الْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ مَنْصُوبًا بالحُب، وَعَلَى الثَّانِي وَالثَّالِثِ مَرْفُوعًا عَلَى خَبَرِ الْمُبْتَدَأِ.

وَقَالُوا: حَبَّ بِفُلان، أَي مَا أَحَبَّه إِلَيَّ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ حَبُبَ بِفُلان، بِضَمِّ الباءِ، ثُمَّ سُكِّن وأُدغم فِي الثَّانِيَةِ.

وحَبُبْتُ إِلَيْهِ: صِرْتُ حَبِيبًا، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا شَرُرْتُ، مِن الشَّرِّ، وَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْ يُونُسَ قَوْلُهُمْ: لَبُبْتُ مِنَ اللُّبِّ.

وَتَقُولُ: مَا كنتَ حَبيبًا، وَلَقَدْ حَبِبْتَ، بِالْكَسْرِ، أَي صِرْتَ حَبِيبًا.

وحَبَّذَا الأَمْرُ أَي هُوَ حَبِيبٌ.

قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَعَلُوا حَبّ مَعَ ذَا، بِمَنْزِلَةِ الشيءِ الْوَاحِدِ، وَهُوَ عِنْدَهُ اسْمٌ، وَمَا بَعْدَهُ مَرْفُوعٌ بِهِ، ولَزِمَ ذَا حَبَّ، وجَرَى كَالْمَثَلِ؛ والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنهم يَقُولُونَ فِي المؤَنث: حَبَّذا، وَلَا يَقُولُونَ: حَبَّذِه.

ومنهُ قَوْلُهُمْ: حَبَّذا زَيْدٌ، فَحَبَّ فِعْل ماضٍ لَا يَتصرَّف، وأَصله حَبُبَ، عَلَى مَا قَالَهُ الفرّاءُ، وَذَا فَاعِلُهُ، وَهُوَ اسْمٌ مُبْهَم مِن أَسْماءِ الإِشارة، جُعِلا شَيْئًا وَاحِدًا، فَصَارَا بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ يُرْفَع مَا بَعْدَهُ، وَمَوْضِعُهُ رَفْعٌ بالابْتداءِ، وَزَيْدٌ خَبَرُهُ، وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ بَدَلًا مِن ذَا، لأَنّك تَقُولُ حَبَّذا امرأَةٌ، وَلَوْ كَانَ بَدَلًا لَقُلْتَ: حَبَّذِهِ المرأَةُ.

قَالَ جَرِيرٌ:

يَا حَبَّذَا جَبَلُ الرَّيَّانِ مِنْ جَبَلٍ، ***وحَبَّذا ساكِنُ الرَّيّانِ مَنْ كَانَا

وحَبَّذا نَفَحاتٌ مِنْ يَمانِيةٍ، ***تَأْتِيكَ، مِنْ قِبَلِ الرَّيَّانِ، أَحيانا

الأَزهري: وأَما قَوْلُهُمْ: حَبَّذَا كَذَا وَكَذَا، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، فَهُوَ حَرْفُ مَعْنىً، أُلِّفَ مِنْ حَبَّ وَذَا.

يُقَالُ: حَبَّذا الإِمارةُ، والأَصل حَبُبَ ذَا، فأُدْغِمَتْ إحْدَى الباءَين فِي الأُخْرى وشُدّدتْ، وَذَا إشارةٌ إِلَى مَا يَقْرُب مِنْكَ.

وأَنشد بَعْضُهُمْ:

حَبَّذا رَجْعُها إلَيها يَدَيْها، ***فِي يَدَيْ دِرْعِها تَحُلُّ الإِزارَا

كأَنه قَالَ: حَبُبَ ذَا، ثُمَّ تَرْجَمَ عَنْ ذَا، فقالَ هُوَ رَجْعُها يَدَيْهَا إِلَى حَلِّ تِكَّتِها أَي مَا أَحَبَّه، ويَدَا دِرْعِها كُمَّاها.

وَقَالَ أَبو الْحَسَنِ بْنُ كَيْسَانَ: حَبَّذا كَلِمتان جُعِلَتا شَيْئًا وَاحِدًا، وَلَمْ تُغَيَّرا فِي تَثْنِيَةٍ، وَلَا جَمْعٍ، وَلَا تَأْنِيث، ورُفِع بِهَا الِاسْمُ، تَقُولُ: حَبَّذا زَيْدٌ، وحَبَّذا الزَّيْدانِ، وحَبَّذا الزَّيْدُونَ، وحَبَّذا هِنْد، وحَبَّذا أَنْتَ.

وأَنْتُما، وأَنتُم.

وحَبَّذا يُبتدأُ بِهَا، وَإِنْ قُلْتَ: زَيْد حَبَّذا، فَهِيَ جَائِزَةٌ، وَهِيَ قَبِيحة، لأَن حَبَّذا كَلِمَةُ مَدْح يُبْتَدأُ بِهَا لأَنها جَوابٌ، وَإِنَّمَا لَمْ تُثَنَّ، وَلَمْ تُجمع، ولم تُؤَنَّثْ، لأَنك إِنَّمَا أَجْرَيْتَها عَلَى ذِكر شيءٍ سَمِعْته، فكأَنك قُلْتَ: حَبَّذا الذِّكْرُ، ذُكْرُ زَيْدٍ، فَصَارَ زيدٌ موضعَ ذِكْرِهِ، وصارَ ذَا مُشَارًا إِلَى الذِّكْرِيّةِ، والذِّكرُ مُذَكَّرُ.

وحَبَّذا فِي الحَقِيقةِ: فِعْلٌ واسْم، حَبَّ بِمَنْزِلَةِ نِعْم، وَذَا فَاعِلٌ، بِمَنْزِلَةِ الرَّجل.

الأَزهري قَالَ: وأَمَّا حَبَّذا، فَإِنَّهُ حَبَّ ذَا، فَإِذَا وَصَلْتَ رَفَعْتَ بِهِ فَقُلْتَ: حَبَّذا زَيْدٌ.

وحَبَّبَ إِلَيْهِ الأَمْرَ: جَعَلَهُ يُحِبُّه.

وَهُمْ يَتَحابُّون: أَي يُحِبُّ بعضُهم بَعْضًا.

وحَبَّ إلَيَّ هَذَا الشيءُ يَحَبُّ حُبًّا.

قَالَ سَاعِدَةُ:

هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، ***وعَدَتْ عَوادٍ، دُونَ وَلْيِكَ، تَشْعَبُ

وأَنشد الأَزهري:

دَعانا، فسَمَّانَا الشِّعارَ، مُقَدِّمًا ***وحَبَّ إلَيْنا أَن نَكُونَ المُقدَّما

وقولُ سَاعِدَةَ: وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّب أَي حَبَّ بِهَا إِلَيَّ مُتَجَنِّبةً.

وَفِي الصِّحَاحِ فِي هَذَا الْبَيْتِ: وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ، وَقَالَ: أَراد حَبُبَ، فأَدْغَمَ، ونَقَل الضَّمَّةَ إِلَى الحاءِ، لأَنه مَدْحٌ، ونَسَبَ هَذَا القَوْلَ إِلَى ابْنِ السِّكِّيتِ.

وحَبابُكَ أَن يَكُونَ ذلِكَ، أَو حَبابُكَ أَن تَفْعَلَ ذَلِكَ أَي غايةُ مَحَبَّتِك؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَعْنَاهُ مَبْلَغُ جُهْدِكَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الحُبَّ؛ وَمِثْلُهُ: حماداكَ.

أَي جُهْدُك وغايَتُكَ.

الأَصمعي: حَبَّ بِفُلانٍ، أَي مَا أَحَبَّه إِلَيَّ وَقَالَ الفرَّاءُ: مَعْنَاهُ حَبُبَ بِفُلَانٍ، بِضَمِّ الْبَاءِ، ثُمَّ أُسْكِنَتْ وأُدْغِمَتْ فِي الثَّانِيَةِ.

وأَنشد الفرَّاءُ:

وزَادَه كَلَفًا فِي الحُبِّ أَنْ مَنَعَتْ، ***وحَبَّ شيْئًا إِلَى الإِنْسانِ مَا مُنِعَا

قَالَ: وموضِعُ مَا، رفْع، أَراد حَبُبَ فأَدْغَمَ.

وأَنشد شَمِرٌ: ولَحَبَّ بالطَّيْفِ المُلِمِّ خَيالا

أَي مَا أَحَبَّه إليَّ، أَي أَحْبِبْ بِه والتَّحَبُّبُ: إظْهارُ الحُبِّ.

وحِبَّانُ وحَبَّانُ: اسْمانِ مَوْضُوعانِ مِن الحُبِّ.

والمُحَبَّةُ والمَحْبُوبةُ جَمِيعًا: مِنْ أَسْماءِ مَدِينةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَكَاهُمَا كُراع، لِحُبّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأَصحابِه إيَّاها.

ومَحْبَبٌ: اسْمٌ عَلَمٌ، جاءَ عَلَى الأَصل، لِمَكَانِ الْعَلَمِيَّةِ، كَمَا جاءَ مَكْوَزةٌ ومَزْيَدٌ؛ وَإِنَّمَا حَمَلَهُمْ عَلَى أَن يَزِنوا مَحْبَبًا بِمَفْعَلٍ، دُونَ فَعْلَلٍ، لأَنهم وَجَدُوا مَا تَرَكَّبَ مِنْ ح ب ب، وَلَمْ يَجِدُوا م ح ب، وَلَوْلَا هَذَا، لَكَانَ حَمْلُهم مَحْبَبًا عَلَى فَعْلَلٍ أَولى، لأَنّ ظُهُورَ التَّضْعِيفِ فِي فَعْلَل، هُوَ القِياسُ والعُرْفُ، كقَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ.

وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

يَشُجُّ بِهِ المَوْماةَ مُسْتَحْكِمُ القُوَى، ***لَهُ، مِنْ أَخِلَّاءِ الصَّفاءِ، حَبِيبُ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: حَبِيبٌ أَي رَفِيقٌ.

والإِحْبابُ: البُروكُ.

وأَحَبَّ البَعِيرُ: بَرَكَ.

وَقِيلَ: الإِحْبابُ فِي الإِبلِ، كالحِرانِ فِي الْخَيْلِ، وَهُوَ أَن يَبْرُك فَلَا يَثُور.

قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:

حُلْتُ عَلَيْهِ بالقَفِيلِ ضَرْبا، ***ضَرْبَ بَعِيرِ السَّوْءِ إذْ أَحَبَّا

القَفِيلُ: السَّوْطُ.

وَبَعِيرٌ مُحِبٌّ.

وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تعالى: {إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}؛ أَي لَصِقْتُ بالأَرض، لِحُبّ الخَيْلِ، حَتَّى فاتَتني الصلاةُ.

وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الإِنسان، وَإِنَّمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي الإِبل.

وأَحَبَّ البعِيرُ أَيضًا إحْبابًا: أَصابَه كَسْرٌ أَو مَرَضٌ، فَلَمْ يَبْرَحْ مكانَه حَتَّى يَبْرأَ أَو يموتَ.

قَالَ ثَعْلَبٌ: وَيُقَالُ للبَعِيرِ الحَسِيرِ: مُحِبٌّ.

وأَنشد يَصِفُ امرأَةً، قاسَتْ عَجِيزتها بحَبْلٍ، وأَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى أَقْرانِها:

جَبَّتْ نِساءَ العالَمِينَ بالسَّبَبْ، ***فَهُنَّ بَعْدُ، كُلُّهُنَّ كالمُحِبّ

أَبو الْهَيْثَمِ: الإِحْبابُ أَن يُشْرِفَ البعيرُ عَلَى الْمَوْتِ مِن شِدَّةِ المَرض فَيَبْرُكَ، وَلَا يَقدِرَ أَن يَنْبَعِثَ.

قَالَ الرَّاجِزُ:

مَا كَانَ ذَنْبِي فِي مُحِبٍّ بارِك، ***أَتاهُ أَمْرُ اللهِ، وَهْوَ هالِك

والإِحْبابُ: البُرْءُ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ ابْنُ الأَعرابي: حُبَّ: إِذَا أُتْعِبَ، وحَبَّ: إِذَا وقَفَ، وحَبَّ: إِذَا تَوَدَّدَ، واسْتحَبَّتْ كَرِشُ المالِ: إِذَا أَمْسَكَتِ الْمَاءَ وَطَالَ ظِمْؤُها؛ وَإِنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ، إِذَا الْتَقَتِ الطَّرْفُ والجَبْهةُ، وطَلَعَ مَعَهُمَا سُهَيْلٌ.

والحَبُّ: الزرعُ، صَغِيرًا كَانَ أَو كَبِيرًا، وَاحِدَتُهُ حَبَّةٌ؛ والحَبُّ مَعْرُوفٌ مُستعمَل فِي أَشياءَ جَمة: حَبَّةٌ مِن بُرّ، وحَبَّة مِن شَعير، حَتَّى يَقُولُوا: حَبَّةٌ مِنْ عِنَبٍ؛ والحَبَّةُ، مِنَ الشَّعِير والبُرِّ وَنَحْوِهِمَا، وَالْجَمْعُ حَبَّاتٌ وحَبٌّ وحُبُوبٌ وحُبَّانٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ، لأَنَّ فَعلة لَا تُجْمَعُ عَلَى فُعْلانٍ، إِلَّا بَعْدَ طَرْحِ الزَّائِدِ.

وأَحَبَّ الزَّرْعُ وأَلَبَّ: إِذَا دخَل فِيهِ الأُكْلُ، وتَنَشَّأَ فِيهِ الحَبُّ واللُّبُّ.

والحَبَّةُ السَّوْداءُ، والحَبَّة الخَضْراء، والحَبَّةُ مِنَ الشَّيْءِ: القِطْعةُ مِنْهُ.

وَيُقَالُ للبَرَدِ: حَبُّ الغَمامِ، وحَبُّ المُزْنِ، وحَبُّ قُرٍّ.

وَفِي صفتِه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويَفْتَرُّ عَنْ مِثْلِ حَبّ الغَمامِ

، يَعْنِي البَرَدَ، شَبَّه بِهِ ثَغْرَه فِي بَياضِه وصَفائه وبَرْدِه.

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَهَذَا جابِرٌ بْنُ حَبَّةَ اسْمٌ للخُبْزِ، وَهُوَ مَعْرِفَةٌ.

وحَبَّةُ: اسْمُ امرأَةٍ؛ قَالَ:

أَعَيْنَيَّ ساءَ اللهُ مَنْ كانَ سَرَّه ***بُكاؤُكما، أَوْ مَنْ يُحِبُّ أَذاكُما

ولوْ أَنَّ مَنْظُورًا وحَبَّةَ أُسْلِما ***لِنَزْعِ القَذَى، لَمْ يُبْرِئَا لِي قَذاكُما

قَالَ ابْنُ جِنِّي: حَبَّةُ امرأَةٌ عَلِقَها رجُل مِنَ الجِنِّ، يُقَالُ لَهُ مَنْظُور، فَكَانَتْ حَبَّةُ تَتَطَبَّبُ بِمَا يُعَلِّمها مَنْظُور.

والحِبَّةُ: بُزورُ البقُولِ والرَّياحِينِ، وَاحِدُهَا حَبٌّ.

الأَزهري عَنِ الْكِسَائِيِّ: الحِبَّةُ: حَبُّ الرَّياحِينِ، وَوَاحِدُهُ حَبَّةٌ؛ وَقِيلَ: إِذَا كَانَتِ الحُبُوبُ مُخْتَلِفَةً مِنْ كلِّ شيءٍ شيءٌ، فَهِيَ حِبَّةٌ؛ وَقِيلَ: الحِبَّةُ، بِالْكَسْرِ: بُزورُ الصَحْراءِ، مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ؛ وَقِيلَ: الحِبَّةُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ فِي الحَشِيشِ صِغارٌ.

وَفِي حَدِيثِ أَهلِ النارِ: «فَيَنْبُتون كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيل السَّيْلِ»؛ قَالُوا: الحِبَّةُ إِذَا كَانَتْ حُبوب مُخْتَلِفَةٌ مِنْ كُلِّ شيءٍ، والحَمِيلُ: مَوْضِعٌ يَحْمِلُ فِيهِ السَّيْلُ، وَالْجَمْعُ حِبَبٌ؛ وَقِيلَ: مَا كان لهحَبٌّ مِنَ النَّباتِ، فاسْمُ ذَلِكَ الحَبِّ الحِبَّة.

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحِبَّة، بِالْكَسْرِ: جميعُ بُزورِ النَّباتِ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ، بِالْفَتْحِ، عَنِ الْكِسَائِيِّ.

قَالَ: فأَما الحَبُّ فَلَيْسَ إِلَّا الحِنْطةَ والشَّعِيرَ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ، بِالْفَتْحِ، وَإِنَّمَا افْتَرَقا فِي الجَمْع.

الْجَوْهَرِيُّ: الحَبَّةُ: وَاحِدَةُ حَبِّ الحِنْطةِ، وَنَحْوِهَا مِنَ الحُبُوبِ؛ والحِبَّةُ: بَزْر كلِّ نَباتٍ يَنْبُتُ وحْدَه مِنْ غَيْرِ أَن يُبْذَرَ، وكلُّ مَا بُذِرَ، فبَزْرُه حَبَّة، بِالْفَتْحِ.

وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحِبَّةُ، بِالْكَسْرِ، مَا كَانَ مِن بَزْرِ العُشْبِ.

قَالَ أَبو زِيَادٍ: إِذَا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ وتَراكَمَ، فَذَلِكَ الحِبَّة، رَوَاهُ عَنْهُ أَبو حَنِيفَةَ.

قَالَ: وأَنشد قَوْلَ أَبي النَّجْمِ، وَوَصَفَ إِبِلَه:

تَبَقَّلَتْ، مِن أَوَّلِ التَّبَقُّلِ، ***في حِبَّةٍ جَرْفٍ وحَمْضٍ هَيْكَلِ

قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِحَبّ الرَّياحِين: حِبَّةٌ، وَلِلْوَاحِدَةِ مِنْهَا حَبّةٌ؛ والحِبَّةُ: حَبُّ البَقْل الَّذِي ينْتَثِر، والحَبَّة: حَبّةُ الطَّعام، حَبَّةٌ مِنْ بُرٍّ وشَعِيرٍ وعَدَسٍ وأَرُزٍّ، وَكُلُّ مَا يأْكُله الناسُ.

قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ العربَ تَقُولُ: رَعَيْنا الحِبَّةَ، وَذَلِكَ فِي آخِرِ الصَّيْف، إِذَا هاجتِ الأَرضُ، ويَبِسَ البَقْلُ والعُشْبُ، وتَناثَرتْ بُزُورُها وَوَرَقُها، فَإِذَا رَعَتْها النَّعَم سَمِنَتْ عَلَيْهَا.

قَالَ: ورأَيتهم يُسَمُّونَ الحِبَّةَ، بَعْدَ الانْتثارِ، القَمِيمَ والقَفَّ؛ وتَمامُ سِمَنِ النَّعَمِ بَعْدَ التَّبَقُّلِ، ورَعْيِ العُشْبِ، يَكُونُ بِسَفِّ الحِبَّةِ والقَمِيم.

قَالَ: وَلَا يَقَعُ اسْمُ الحِبَّةِ، إِلَّا عَلَى بُزُورِ العُشْبِ والبُقُولِ البَرِّيَّةِ، وَمَا تَناثر مِنْ ورَقِها، فاخْتَلَطَ بِهَا، مِثْلَ القُلْقُلانِ، والبَسْباسِ، والذُّرَق، والنَّفَل، والمُلَّاحِ، وأَصْناف أَحْرارِ البُقُولِ كلِّها وذُكُورها.

وحَبَّةُ القَلْبِ: ثَمَرتُه وسُوَيْداؤُه، وَهِيَ هَنةٌ سَوْداءُ فِيهِ؛ وَقِيلَ: هِيَ زَنَمةٌ فِي جَوْفِه.

قَالَ الأَعشى:

فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها الأَزهري: حَبَّةُ القَلْب: هِيَ العَلَقةُ السَّوْداء، الَّتِي تَكُونُ داخِلَ القَلْبِ، وَهِيَ حَماطةُ الْقَلْبِ أَيضًا.

يُقَالُ: أَصابَتْ فلانةُ حَبَّةَ قَلْبِ فُلان إِذَا شَعَفَ قَلْبَه حُبُّها.

وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الحَبَّةُ وَسَطُ القَلْبِ.

وحَبَبُ الأَسْنانِ: تَنَضُّدُها.

قَالَ طَرَفَةُ:

وَإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَبًا ***كَرُضابِ المِسْكُ بالماءِ الخَصِرْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ، وَقَالَ غَيْرُ الْجَوْهَرِيِّ: الحَبَبُ طَرائقُ مِن رِيقِها، لأَنّ قِلَّةَ الرِّيقِ تَكُونُ عِنْدَ تَغَيُّرِ الْفَمِ.

ورُضابُ المِسْكِ: قِطَعُه.

والحِبَبُ: مَا جَرَى عَلَى الأَسْنانِ مِنَ الماءِ، كقِطَعِ القَوارِير، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنَ الخَمْرِ، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وأَنشد قَوْلَ ابْنِ أَحمر:

لَها حِبَبٌ يَرَى الرَّاؤُون مِنْهَا، ***كَمَا أَدْمَيْتَ، فِي القَرْوِ، الغَزالا

أَراد: يَرى الرَّاؤُون مِنْهَا فِي القَرْوِ كَمَا أَدْمَيْتَ الغَزالا.

الأَزهري: حَبَبُ الفَمِ: مَا يَتَحَبَّبُ مِنْ بَياضِ الرِّيقِ عَلَى الأَسْنانِ.

وحِبَبُ الْمَاءِ وحَبَبُه، وحَبابه، بِالْفَتْحِ: طَرائقُه؛ وَقِيلَ: حَبابُه نُفّاخاته وفَقاقِيعُه، الَّتِي تَطْفُو، كأَنَّها القَوارِيرُ، وَهِيَ اليَعالِيلُ؛ وَقِيلَ: حَبابُ الْمَاءِ مُعْظَمُه.

قَالَ"""" طَرفةُ:

يَشُقُّ حَبابَ الْمَاءِ حَيْزُومُها بِها، ***كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ

فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ المُعْظَمُ.

وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الحَبَبُ: حَبَبُ الْمَاءِ، وَهُوَ تَكَسُّره، وَهُوَ الحَبابُ.

وأَنشد اللَّيْثُ:

كأَنَّ صلَا جهِيزةَ، حِينَ قامتْ، ***حَبابُ الْمَاءِ يَتَّبِعُ الحَبابا

ويُروى: حِينَ تَمْشِي.

لَمْ يُشَبِّهْ صَلاها ومَآكِمَها بالفَقاقِيع، وَإِنَّمَا شَبَّهَ مَآكِمَها بالحَبابِ، الَّذِي عَلَيْهِ، كأَنَّه دَرَجٌ فِي حَدَبةٍ؛ والصَّلا: العَجِيزةُ، وَقِيلَ: حَبابُ الْمَاءِ مَوْجُه، الَّذِي يَتْبَعُ بعضُه بَعْضًا.

قَالَ ابْنُ الأَعرابي، وأَنشد شَمِرٌ:

سُمُوّ حَبابِ الْمَاءِ حَالًا عَلَى حالِ

قَالَ، وَقَالَ الأَصمعي: حَبابُ الْمَاءِ الطَّرائقُ الَّتِي فِي الْمَاءِ، كأَنَّها الوَشْيُ؛ وَقَالَ جَرِيرٌ:

كنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الحَبابا وحَبَبُ الأَسْنان: تَنَضُّدها.

وأَنشد:

وَإِذَا تَضْحَكُ تُبْدِي حَبَبًا، ***كأَقاحي الرَّمْلِ عَذْبًا، ذَا أُشُرْ

أَبو عَمْرٍو: الحَبابُ: الطَّلُّ عَلَى الشجَر يُصْبِحُ عَلَيْهِ.

وَفِي حَدِيثِ صِفةِ أَهل الجَنّةِ: «يَصِيرُ طَعامُهم إِلَى رَشْحٍ»، مثْلِ حَباب المِسْكِ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: الحَبابُ، بِالْفَتْحِ: الطَّلُّ الَّذِي يُصْبِحُ عَلَى النَّباتِ، شَبّه بِهِ رَشْحَهم مَجازًا، وأَضافَه إِلَى المِسْكِ ليُثْبِتَ لَهُ طِيبَ الرَّائحةِ.

قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ شبَّهه بحَباب الْمَاءِ، وَهِيَ نُفَّاخاتهُ الَّتِي تَطْفُو عَلَيْهِ؛ وَيُقَالُ لِمُعْظَم الْمَاءِ حَبابٌ أَيضًا، وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ لأَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: طِرْتَ بعُبابِها، وفُزْتَ بحَبابِها

، أَي مُعْظَمِها.

وحَبابُ الرَّمْلِ وحِبَبهُ: طَرائقُه، وَكَذَلِكَ هُمَا فِي النَّبِيذ.

والحُبُّ: الجَرَّةُ الضَخْمةُ.

والحُبُّ: الخابِيةُ؛ وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الماءُ، فَلَمْ يُنَوِّعْه؛ قَالَ: وَهُوَ فارِسيّ مُعَرّب.

قَالَ، وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: أَصلُه حُنْبٌ، فَعُرِّبَ، والجَمْعُ أَحْبابٌ وحِبَبةٌ وحِبابٌ.

والحُبَّةُ، بِالضَّمِّ: الحُبُّ؛ يُقَالُ: نَعَمْ وحُبَّةً وكَرامةً؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الحُبِّ والكَرامةِ: إنَّ الحُبَّ الخَشَباتُ الأَرْبَعُ الَّتِي تُوضَعُ عَلَيْهَا الجَرَّةُ ذاتُ العُرْوَتَيْنِ، وَإِنَّ الكَرامةَ الغِطاءُ الَّذِي يُوضَعُ فوقَ تِلك الجَرّة، مِن خَشَبٍ كَانَ أَو مِنْ خَزَفٍ.

والحُبابُ: الحَيَّةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ حَيَّةٌ لَيْسَتْ مِنَ العَوارِمِ.

قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا قِيلَ الحُبابُ اسْمُ شَيْطانٍ، لأَنَّ الحَيَّةَ يُقال لَهَا شَيْطانٌ.

قَالَ:

تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنَّه ***تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِيِ خِرْوَعٍ، قَفْرِ

وَبِهِ سُمِّي الرَّجل.

وَفِي حَدِيثِ: «الحُبابُ شيطانٌ»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِالضَّمِّ اسْمٌ لَهُ، ويَقَع عَلَى الحَيَّة أَيضًا، كَمَا يُقَالُ لَهَا شَيْطان، فَهُمَا مُشْتَرِكَانِ فِيهِمَا.

وَقِيلَ: الحُبابُ حيَّة بِعَيْنِهَا، وَلِذَلِكَ غُيِّرَ اسمحُبابٍ، كَرَاهِيَةً لِلشَّيْطَانِ.

والحِبُّ: القُرْطُ مِنْ حَبَّةٍ وَاحِدَةٍ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْد: أَخبرنا أَبو حَاتِمٍ عَنِ الأَصمعي أَنه سأَل جَنْدَلَ بْنَ عُبَيْدٍ الرَّاعِي عَنْ مَعْنَى قَوْلِ أَبيه الرَّاعِي:

تَبِيتُ الحَيّةُ النَّضْناضُ مِنْهُ ***مَكانَ الحِبِّ، يَسْتَمِعُ السِّرارا

مَا الحِبُّ؟ فَقَالَ: القُرْطُ؛ فَقَالَ: خُذُوا عَنِ الشَّيْخِ، فَإِنَّهُ عالِمٌ.

قَالَ الأَزهريّ: وَفَسَّرَ غَيْرُهُ الحِبَّ فِي هَذَا الْبَيْتِ، الحَبِيبَ؛ قَالَ: وأُراه قَوْلَ ابْنِ الأَعرابي.

والحُبابُ، كالحِبِّ.

والتَّحَبُّبُ: أَوَّلُ الرِّيِّ.

وتَحَبَّبَ الحِمارُ وغَيْرُه: امْتَلأَ مِنَ الماءِ.

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى حَبَّبَ مَقُولةً فِي هَذَا المَعنى، وَلَا أَحُقُّها.

وشَرِبَتِ الإِبلُ حَتَّى حَبَّبَتْ: أَي تَمَلأَتْ رِيًّا.

أَبو عَمْرٍو: حَبَّبْتُه فتَحَبَّبَ، إِذَا مَلأْتَه للسِّقاءِ وغَيْرِه.

وحَبِيبٌ: قبيلةٌ.

قَالَ أَبو خِراش:

عَدَوْنا عَدْوةً لَا شَكَّ فِيها، ***وخِلْناهُمْ ذُؤَيْبةَ، أَو حَبِيبا

وذُؤَيْبة أَيضًا: قَبِيلة.

وحُبَيْبٌ القُشَيْرِيُّ مِنْ شُعَرائهم.

وذَرَّى حَبًّا: اسْمُ رَجُلٍ.

قَالَ:

إنَّ لَهَا مُرَكَّنًا إرْزَبَّا، ***كأَنه جَبْهةُ ذَرَّى حَبَّا

وحَبَّانُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجل، مَوْضُوعٌ مِن الحُبِّ.

وحُبَّى، عَلَى وَزْنِ فُعْلى: اسْمُ امرأَة.

قَالَ هُدْبةُ بْنُ خَشْرمٍ:

فَما وَجَدَتْ وَجْدِي بِهَا أُمُّ واحِدٍ، ***وَلَا وَجْدَ حُبَّى بِابْنِ أُمّ كِلابِ

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


34-لسان العرب (شنغب)

شنغب: الشُّنْغُبُ والشُّنْغُوب: أَعالي الأَغْصانِ؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةِ شَرَعَ:

تَرَى الشَّرائع تَطْفُو فَوْقَ ظاهِرِه، ***مُسْتَحْضرًا، ناظِرًا نحْو الشَّناغِيبِ

تَقُولُ للغُصْن الناعِمِ: شُنْغُوبٌ وشُغْنُوبٌ؛ قَالَ الأَزهري: ورأَيتُ فِي الْبَادِيَةِ رجُلًا يُسَمَّى شُنْغُوبًا، فسأَلتُ غُلامًا مِنْ بَني كُلَيْبٍ عَنْ مَعْنى اسْمِه، فَقَالَ: الشُّنْغُوبُ الغُصْنُ الناعِمُ الرَّطْبُ؛ وَنَحْوُ ذَلِكَ قَالَ ابْنُ الأَعرابي.

والشُّنْغُب: الطويلُ مِنْ جميعِ الحَيَوانِ.

والشِّنْغابُ: الطويلُ الدَّقيقُ مِنَ الأَرْشِيةِ والأَغْصانِ وَنَحْوِهَا.

والشِّنْغابُ: الرِّخْوُ العاجِزُ.

والشُّنْغُوبُ: عِرْقٌ طويلٌ مِنَ الأَرض، دَقيقٌ.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


35-لسان العرب (أخذ)

أخذ: الأَخْذ: خِلَافُ الْعَطَاءِ، وَهُوَ أَيضًا التَّنَاوُلُ.

أَخذت الشَّيْءَ آخُذُه أَخذًا: تَنَاوَلْتُهُ؛ وأَخَذَه يأْخُذه أَخْذًا، والإِخذُ، بِالْكَسْرِ: الِاسْمُ.

وإِذا أَمرت قُلْتَ: خذْ، وأَصله أُؤْخُذ إِلا أَنهم اسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَتَيْنِ فَحَذَفُوهُمَا تَخْفِيفًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ وَكَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْكَلِمَةِ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ الأَصلية فَزَالَ السَّاكِنُ فَاسْتُغْنِيَ عَنِ الْهَمْزَةِ الزَّائِدَةِ، وَقَدْ جَاءَ عَلَى الأَصل فَقِيلَ: أُوخذ؛ وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي الأَمر مِنْ أَكل وأَمر وأَشباه ذَلِكَ؛ وَيُقَالُ: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخِطام بِمَعْنًى.

والتأْخاذُ: تَفْعال مِنَ الأَخذ؛ قَالَ الأَعشى:

لَيَعُودَنْ لِمَعَدٍّ عَكْرَةً ***دَلَجُ الليلِ وتأْخاذُ المِنَحْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالَّذِي فِي شِعْرِ الأَعشى:

ليُعيدَنْ لمعدٍّ عَكْرَها ***دَلَجَ الليلِ وتأْخاذَ المنح

أَي عَطْفَها.

يُقَالُ: رَجَعَ فُلَانٌ إِلى عَكْرِه أَي إِلى مَا كَانَ عَلَيْهِ، وَفُسِّرَ العكْرَ بِقَوْلِهِ: دلجَ الليلِ وتأْخاذَ الْمِنَحْ.

والمنَحُ: جَمْعُ مِنْحَة، وَهِيَ النَّاقَةُ يُعِيرُهَا صَاحِبُهَا لِمَنْ يَحْلِبُهَا وَيَنْتَفِعُ بِهَا ثُمَّ يُعِيدُهَا.

وَفِي النَّوَادِرِ: إِخاذةُ الحَجَفَةِ مَقْبِضُها وَهِيَ ثِقَافُهَا.

وَفِي الْحَدِيثِ: «جَاءَتِ امرأَة إِلى عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أُقَيّدُ جَمَلِي».

وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: أُؤَخِّذ جَمَلِي.

فَلَمْ تَفْطُنْ لَهَا حَتَّى فُطِّنَتْ فأَمرتْ بإِخراجها؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: " قَالَتْ لَهَا: أُؤَخِّذُ جَمَلِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ.

التأْخيذُ: حَبْسُ السَّوَاحِرِ أَزواجَهنَّ عَنْ غَيْرِهِنَّ مِنَ النِّسَاءِ، وكَنَتْ بِالْجَمَلِ عَنْ زَوْجِهَا وَلَمْ تَعْلَمْ عَائِشَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَلِذَلِكَ أَذِنت لَهَا فِيهِ.

والتأْخِيذُ: أَن تحتالَ المرأَةُ بحيَل فِي منعِ زوجِها مِنْ جِماع غَيْرِهَا، وَذَلِكَ نَوْعٌ مِنَ السِّحْرِ.

يقال: "لِفُلَانَةٍ أَخْذَةٌ تُؤَخِّذُ بِهَا الرِّجَالَ عَنِ النِّسَاءِ، وَقَدْ أَخَّذَتْه السَّاحِرَةُ تأَخيذًا؛ وَمِنْهُ قِيلَ للأَسير: أَخِيذٌ.

وَقَدْ أُخِذَ فُلَانٌ إِذا أُسر؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ}.

مَعْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعلم: ائْسِروهم.

الْفَرَّاءُ: أَكذَبُ مِنْ أَخِيذ الْجَيْشِ، وَهُوَ الَّذِي يأْخذُه أَعداؤه فَيَسْتَدِلُّونه عَلَى قَوْمِهِ، فَهُوَ يَكْذِبُهم بِجُهْدِه.

والأَخيذُ: المأْخُوذُ.

والأَخيذ: الأَسير.

والأَخِيذَةُ: المرأَة لِسَبْي.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه أَخذ السيفَ وَقَالَ مَن يمنعُك مِنِّي؟ فَقَالَ: كُنْ خَيْرَ آخِذٍ» أَي خيرَ آسِرٍ.

والأَخيذَةُ: مَا اغْتُصِبَ مِنْ شَيْءٍ فأُخِذَ.

وآخَذَه بِذَنْبِهِ مُؤاخذة: عَاقَبَهُ.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ}.

وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها}؛ أَي أَخذتها بِالْعَذَابِ فَاسْتَغْنَى عَنْهُ لِتَقَدُّمِ ذِكْرِهِ فِي قَوْلِهِ: وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَصاب مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا أُخِذَ بِهِ».

يُقَالُ: أُخِذَ فلانٌ بِذَنْبِهِ أَي حُبِسَ وجُوزِيَ عَلَيْهِ وعُوقِب بِهِ.

وإِن أَخذوا عَلَى أَيديهم نَجَوْا.

يُقَالُ: أَخذتُ عَلَى يَدِ فُلَانٍ إِذا مَنَعْتَهُ عَمَّا يُرِيدُ أَن يَفْعَلَهُ كأَنك أَمْسكت عَلَى يَدِهِ.

وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ قال الزجاج: لِيَتَمَكَّنُوا مِنْهُ فَيَقْتُلُوهُ}.

وآخَذَه: كأَخَذَه.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا}؛ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ واخَذَه.

وأَتى العِراقَ وَمَا أَخذَ إِخْذَه، وَذَهَبَ الحجازَ وَمَا أَخذ إِخذه، ووَلي فُلَانٌ مكةَ وَمَا أَخذَ إِخذَها أَي مَا يَلِيهَا وَمَا هُوَ فِي ناحِيتها، واسْتُعْمِلَ فلانٌ عَلَى الشَّامِ وَمَا أَخَذَ إِخْذَه، بِالْكَسْرِ، أَي لَمْ يأْخذ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ مِنْ حُسْنِ السِّيرَةِ وَلَا تَقُلْ أَخْذَه، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَا وَالَاهُ وَكَانَ فِي نَاحِيَتِهِ.

وَذَهَبَ بَنُو فُلَانٍ وَمَنْ أَخَذَ إِخْذُهم وأَخْذُهم، يَكْسِرُونَ.

الأَلف وَيَضُمُّونَ الذَّالَ، وإِن شِئْتَ فَتَحْتَ الأَلف وَضَمَمْتَ الذَّالَ، أَي وَمَنْ سَارَ سَيْرَهُمْ؛ وَمَنْ قَالَ: وَمَنْ أَخَذَ إِخْذُهم أَي وَمَنْ أَخَذَه إِخْذُهم وسيرتُهم.

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَوْ كُنْتَ مِنَّا لأَخَذْتَ بإِخذنا، بِكَسْرِ الأَلف، أَي بِخَلَائِقِنَا وزِيِّنا وَشَكْلِنَا وَهَدْيِنَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:

فَلَوْ كنتمُ مِنَّا أَخَذْنا بأَخْذكم، ***وَلَكِنَّهَا الأَوجاد أَسفل سَافِلِ

فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَخذنا بأَخْذِكم أَي أَدركنا إِبلَكم فردَدناها عَلَيْكُمْ، لَمْ يَقُلْ ذَلِكَ غَيْرُهُ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «قَدْ أَخَذُوا أَخَذاتِهم»؛ أَي نَزَلُوا منازِلَهم؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْخَاءِ.

والأُخْذَة، بِالضَّمِّ: رُقْيَةٌ تأْخُذُ العينَ وَنَحْوَهَا كَالسِّحْرِ أَو خَرَزَةٌ يُؤَخِّذُ بِهَا النساءُ الرِّجَالَ، مِنَ التأْخِيذِ.

وآخَذَه: رَقاه.

وَقَالَتْ أُخْتُ صُبْحٍ العاديِّ تَبْكِي أَخاها صُبْحًا، وَقَدْ قَتَلَهُ رَجُلٌ سِيقَ إِليه عَلَى سَرِيرٍ، لأَنها قَدْ كَانَتْ أَخَذَتْ عَنْهُ القائمَ والقاعدَ والساعِيَ والماشِيَ والراكِبَ: أَخَذْتُ عَنْكَ الراكِبَ والساعِيَ والماشِيَ والقاعِدَ والقائِمَ، وَلَمْ آخُذْ عَنْكَ النائمَ؛ وَفِي صُبْحٍ هَذَا يَقُولُ لَبِيدٌ:

وَلَقَدْ رأَى صُبْحٌ سوادَ خليلِه، ***مَا بَيْنَ قائمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ

عَنَى بِخَلِيلِهِ كَبِدَه لأَنه يُرْوَى أَن الأَسد بَقَر بطنه، وهو حيٌّ، فنظر إِلى سوادِ كَبِده.

وَرَجُلٌ مُؤَخَّذٌ عَنِ النِّسَاءِ: مَحْبُوسٌ.

وائْتَخَذْنا فِي الْقِتَالِ، بِهَمْزَتَيْنِ: أَخَذَ بعضُنا بَعْضًا.

والاتِّخاذ: افْتِعَالٌ أَيضًا مِنَ الأَخذ إِلا أَنه أُدغم بَعْدَ تَلْيِينِ الْهَمْزَةِ وإِبدال التَّاءِ، ثُمَّ لَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ عَلَى لَفْظِ الِافْتِعَالِ تَوَهَّمُوا أَن التَّاءَ أَصلية فَبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ.

قَالُوا: تَخِذَ يَتْخَذ، وَقُرِئَ: لتَخِذْت عَلَيْهِ أَجرًا.

وَحَكَى الْمُبَرِّدُ أَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: اسْتَخَذَ فُلَانٌ أَرضًا يُرِيدُ اتَّخَذَ أَرضًا فتُبْدِلُ مِنْ إِحدى التَّاءَيْنِ سِينًا كَمَا أَبدلوا التاءَ مَكَانَ السِّينِ فِي قَوْلِهِمْ ستُّ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد اسْتَفْعَلَ مِنْ تَخِذَ يَتْخَذ فَحَذَفَ إِحدى التاءَين تَخْفِيفًا، كَمَا قَالُوا: ظَلْتُ مِنْ ظَلِلْتُ.

قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: اسْتَخَذْتُ عَلَيْهِمْ يَدًا وَعِنْدَهُمْ سواءٌ أَي اتَّخَذْتُ.

والإِخاذةُ: الضَّيْعَة يَتَّخِذُهَا الإِنسان لِنَفْسِهِ؛ وَكَذَلِكَ الإِخاذُ وَهِيَ أَيضًا أَرض يَحُوزُهَا الإِنسان لِنَفْسِهِ أَو السُّلْطَانُ.

والأَخْذُ: مَا حَفَرْتَ كهيئةِ الْحَوْضِ لِنَفْسِكَ، وَالْجَمْعُ الأُخْذانُ، تُمْسِكُ الماءَ أَيامًا.

والإِخْذُ والإِخْذَةُ: مَا حَفَرْتَهُ كهيئةِ الْحَوْضِ، وَالْجَمْعُ أُخْذٌ وإِخاذ.

والإِخاذُ: الغُدُرُ، وَقِيلَ: الإِخاذُ وَاحِدٌ وَالْجَمْعُ آخاذ، نادر، وقيل: الإِخاذُ والإِخاذةُ بِمَعْنًى، والإِخاذةُ: شَيْءٌ كَالْغَدِيرِ، وَالْجَمْعُ إِخاذ، وَجَمْعُ الإِخاذِ أُخُذٌ مِثْلَ كِتَابٍ وكُتُبٍ، وَقَدْ يُخَفَّفُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وغادَرَ الأُخْذَ والأَوجاذَ مُتْرَعَة ***تَطْفُو، وأَسْجَل أَنْهاءً وغُدْرانا

وَفِي حَدِيثِ مَسْروقِ بنِ الأَجْدَع قَالَ: «مَا شَبَّهْتُ بأَصحاب مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا الإِخاذ تَكْفِي الإِخاذةُ الرَّاكِبَ وَتَكْفِي الإِخاذَةُ الراكبَين وَتَكْفِي الإِخاذَةُ الفِئامَ مِنَ الناسِ»؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ الإِخاذُ بِغَيْرِ هَاءٍ؛ وَهُوَ مجتَمَع الماءِ شبيهٌ بِالْغَدِيرِ؛ قَالَ عدِيّ بنُ زَيْدٍ يَصِفُ مَطَرًا:

فاضَ فِيهِ مِثلُ العُهونِ من الرَّوْضِ، ***وَمَا ضنَّ بالإِخاذِ غُدُرْ

وَجَمْعُ الإِخاذِ أُخُذٌ؛ وَقَالَ الأَخطل:

فظَلَّ مُرْتَثِئًا، والأُخْذُ قَدْ حُمِيَتْ، ***وظَنَّ أَنَّ سَبِيلَ الأُخْذِ مَيْمُونُ

وَقَالَهُ أَيضًا أَبو عَمْرٍو وَزَادَ فِيهِ: وأَما الإِخاذةُ، بِالْهَاءِ، فإِنها الأَرض يأْخذها الرَّجُلُ فَيَحُوزُهَا لِنَفْسِهِ وَيَتَّخِذُهَا وَيُحْيِيهَا، وَقِيلَ: الإِخاذُ جَمْعُ الإِخاذةِ وَهُوَ مَصنعٌ للماءِ يَجْتَمِعُ فِيهِ، والأَولى أَن يَكُونَ جِنْسًا للإِخاذة لَا جَمْعًا، وَوَجْهُ التَّشْبِيهِ مَذْكُورٌ فِي سِيَاقِ الْحَدِيثِ فِي قَوْلِهِ تَكْفِي الإِخاذةُ الراكِبَ، وَبَاقِي الْحَدِيثِ يَعْنِي أَنَّ فِيهِمُ الصغيرَ والكبيرَ وَالْعَالِمَ والأَعلم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" الْحَجَّاجِ فِي صِفَةِ الْغَيْثِ: وامتلأَت الإِخاذُ "؛ أَبو عَدْنَانَ: إِخاذٌ جَمْع إِخاذة وأُخذٌ جَمْعُ إِخاذ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الإِخاذةُ والإِخاذ، بِالْهَاءِ وَغَيْرِ الْهَاءِ، جَمْعُ إِخْذٍ، والإِخْذُ صَنَعُ الْمَاءِ يَجْتَمِعُ فِيهِ.

وَفِي حَدِيثِ أَبي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ مَثَلَ مَا بعَثني اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى والعِلْمِ كمثلِ غيثٍ أَصاب أَرضًا، فَكَانَتْ مِنْهَا طائفةٌ طيبةٌ قَبِلتِ الماء فأَنبتت الكلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ فِيهَا إِخاذاتٌ أَمسكتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا الناسَ، فشرِبوا مِنْهَا وسَقَوْا ورَعَوْا، وأَصابَ طَائِفَةً مِنْهَا أُخرى إِنما هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمسِكُ مَاءً وَلَا تُنبِتُ كَلَأً، وَكَذَلِكَ مَثلُ مَنْ فقُه فِي دِينِ اللَّهِ ونَفَعه مَا بعَثني اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وعلَّم، ومَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رأْسًا وَلَمْ يَقْبلْ هُدى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ»؛ الإِخاذاتُ: الغُدرانُ الَّتِي تأْخذُ ماءَ السماءِ فَتَحْبِسهُ عَلَى الشَّارِبَةِ، الواحدةُ إِخاذة.

والقيعانُ: جَمْعُ قَاعٍ، وَهِيَ أَرض حَرَّة لَا رملَ فِيهَا وَلَا يَثبتُ عَلَيْهَا الْمَاءُ لِاسْتِوَائِهَا، وَلَا غُدُر فِيهَا تُمسِكُ الماءَ، فَهِيَ لَا تُنْبِتُ الكلأَ وَلَا تُمْسِكُ الْمَاءَ.

انتهى.

وأَخَذَ يَفْعَلُ كَذَا أَي جَعَلَ، وَهِيَ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ مِنَ الأَفعال الَّتِي لَا يُوضَعُ اسمُ الْفَاعِلِ فِي مَوْضِعِ الفعلِ الَّذِي هُوَ خَبَرُهَا.

وأَخذ فِي كَذَا أَي بدأَ.

وَنُجُومُ الأَخْذِ: منازلُ الْقَمَرِ لأَن الْقَمَرَ يأْخذ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْهَا؛ قَالَ:

وأَخْوَتْ نجومُ الأَخْذِ إِلا أَنِضَّةً، ***أَنِضَّةَ مَحْلٍ ليسَ قاطِرُها يُثْري

قَوْلُهُ: يُثْرِي يَبُلُّ الأَرضَ، وَهِيَ نجومُ الأَنواءِ، وَقِيلَ: إِنما قِيلَ لَهَا نجومُ الأَخذِ لأَنها تأْخُذُ كُلَّ يَوْمٍ فِي نَوْءٍ ولأَخْذِ الْقَمَرِ فِي مَنَازِلِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْهَا، وَقِيلَ: نجومُ الأَخْذِ الَّتِي يُرمى بِهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، والأَول أَصح.

وائْتَخذَ القومُ يأْتخذون ائْتِخاذًا، وَذَلِكَ إِذا تَصَارَعُوا فأَخذ كلٌّ مِنْهُمْ عَلَى مُصَارِعِه أُخذَةً يَعْتَقِلُهُ بِهَا، وَجَمْعُهَا أُخَذٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ: " وأُخَذٌ وشَغرِبيَّاتٌ أُخَر اللَّيْثُ: يُقَالُ اتخَذَ فُلَانٌ مَالًا يَتَّخِذه اتِّخاذًا، وتَخِذَ يَتْخَذُ تَخَذًا، وتَخِذْتُ مَالًا أَي كسَبْتُه، أُلزمَتِ التاءُ الحرفَ كأَنها أَصلية.

قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا}؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قرأَ" مُجَاهِدٌ لَتَخِذْتَ "؛ قَالَ: وأَنشدني الْعَتَّابِيُّ: " تَخِذَها سَرِيَّةً تُقَعِّدُه "قَالَ: وأَصلها افْتَعَلْتُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَصَحَّتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبِهَا قرأَ أَبو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ، وقرأَ" أَبو زَيْدٍ: لَتَخَذْتَ عَلَيْهِ أَجرًا.

قَالَ: وَكَذَلِكَ مَكْتُوبٌ هُوَ فِي الإِمام وَبِهِ يقرأُ الْقُرَّاءُ؛ وَمَنْ قرأَ لاتَّخَذْت، بِفَتْحِ الْخَاءِ وبالأَلف، فإِنه يُخَالِفُ الْكِتَابَ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: مَنْ قرأَ لاتَّخَذْت فَقَدْ أَدغم التاءَ فِي الياءَ فَاجْتَمَعَتْ هَمْزَتَانِ فَصُيِّرَتْ إِحداهما يَاءً، وأُدْغِمَت كراهةَ الْتِقَائِهِمَا.

والأَخِذُ مِنَ الإِبل: الَّذِي أَخَذَ فِيهِ السِّمنُ، وَالْجَمْعُ أَواخِذُ.

وأَخِذَ الْفَصِيلُ، بِالْكَسْرِ، يأْخَذُ أَخَذًا، فَهُوَ أَخِذ: أَكثر مِنَ اللَّبَنِ حَتَّى فسَدَ بطنُه وبَشِم واتَّخَم.

أَبو زَيْدٍ: إِنه لأَكْذَب مِنَ الأَخِيذِ الصَّيْحانِ، وَرُوِيَ عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: مِنَ الأَخِذِ الصَّيْحانِ بِلَا يَاءٍ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ الْفَصِيلُ الَّذِي اتُّخِذَ مِنَ اللَّبَنِ.

والأَخَذُ: شِبْهُ الْجُنُونِ، فَصِيلٌ أَخِذٌ عَلَى فَعِل، وأَخِذَ البعيرُ أَخَذًا، وَهُوَ أَخِذٌ: أَخَذَه مثلُ الْجُنُونِ يَعْتَرِيهِ وَكَذَلِكَ الشَّاةُ، وَقِيَاسُهُ أَخِذٌ.

والأُخُذُ: الرَّمَد، وَقَدْ أَخِذَت عَيْنُهُ أَخَذًا.

وَرَجُلٌ أَخِذٌ: بِعَيْنِهِ أُخُذ مِثْلُ جُنُب أَي رَمَدٌ، وَالْقِيَاسُ أَخِذٌ كالأَوّل.

وَرَجُلٌ مُسْتأْخِذٌ: كأَخِذ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

يَرْمِي الغُيوبَ بِعيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ ***مُغْضٍ كَمَا كَسَفَ المستأْخِذُ الرمِدُ

والمستأْخذُ: الَّذِي بِهِ أُخُذٌ مِنَ الرَّمَدِ.

والمستأْخِذُ: المُطَأْطِئُ الرأْسِ مِنْ رَمَدٍ أَو وَجَعٍ أَو غَيْرِهِ.

أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ أَصبح فُلَانٌ مُؤْتَخِذًا لِمَرَضِهِ ومستأْخذًا إِذا أَصبحَ مُسْتَكِينًا.

وَقَوْلُهُمْ: خُذْ عَنْكَ أَي خُذْ مَا أَقول وَدَعْ عَنْكَ الشَّكَّ والمِراء؛ فَقَالَ: خُذِ الْخِطَامَ وَقَوْلُهُمْ: أَخَذْتُ كَذَا يُبدلون الذَّالَ تَاءً فيُدْغمونها فِي التَّاءِ، " وَبَعْضُهُمْ يُظهرُ الذَّالَ، وَهُوَ قليل.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


36-لسان العرب (قمس)

قمس: قَمَسَ فِي الْمَاءِ يَقْمُسُ [يَقْمِسُ] قُمُوسًا: انغطَّ ثُمَّ ارْتَفَعَ؛ وقَمَسَه هُوَ فَانْقَمَسَ أَي غَمَسَه فِيهِ فَانْغَمَسَ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.

وكلُّ شَيْءٍ ينْغَطّ فِي الْمَاءِ ثُمَّ يَرْتَفِعُ، فَقَدْ قَمَسَ؛ وَكَذَلِكَ القِنان والإِكام إِذا اضْطَرَبَ السَّراب حَوْلَهَا قَمَسَت أَي بدَتْ بعد ما تخفَى، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى: أَقْمَسْته فِي الْمَاءِ، بالأَلف.

وقَمَسَت الإِكامُ فِي السَّراب إِذا ارْتَفَعَتْ فرَأَيْتَها كأَنها تَطْفُو؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

حَتَّى اسْتَتَبْت الهُدَى، وَالْبَيْدُ هاجِمةٌ، ***يَقْمُسنَ فِي الآلِ غُلْفًا أَو يُصَلِّينا

والولدُ إِذا اضْطَرَبَ فِي سُخْد السَّلَى قِيلَ: قَمَسَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

وقامِسٍ فِي آلهِ مُكَفَّنِ، ***يَنْزُونَ نَزْو اللاعبينَ الزُّفَّنِ

وَقَالَ شَمِر: قَمَسَ الرَّجُلُ فِي الْمَاءِ إِذا غَابَ فِيهِ، وقَمَسَت الدَّلْوُ فِي الْمَاءِ إِذا غَابَتْ فِيهِ، وانْقَمَسَ فِي الرَّكِيَّة إِذا وثَبَ فِيهَا، وقَمَسْتُ بِهِ فِي الْبِئْرِ أَي رَمَيْت.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه رجَمَ رَجُلًا ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِنه الْآنَ لَيَنْقَمِسُ فِي رِياضِ الْجَنَّةِ، وَرُوِيَ: فِي أَنهار الْجَنَّةِ، مِنْ قَمَسَه فِي الْمَاءِ فانقمَسَ، وَيُرْوَى، بِالصَّادِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ».

وَفِي حَدِيثِ وفْد مَذْحِج: «فِي مَفازة تُضْحِي أَعلامُها قامِسًا ويُمْسي سَرابُها طَامِسًا»أَي تَبْدو جبالُها لِلْعَيْنِ ثُمَّ تَغِيبُ، وأَراد كلَّ عَلَم مِنْ أَعلامها فَلِذَلِكَ أَفرد الْوَصْفَ وَلَمْ يجمعْه.

قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ذَكَرَ سِيبَوَيْهِ أَن أَفعالًا يَكُونُ لِلْوَاحِدِ وأَن بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ هُوَ الأَنْعام، وَاسْتَشْهَدَ بِقَوْلِهِ تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ}، وَعَلَيْهِ جاء: تُضْحِي أَعلامُها قامِسًا، وَهُوَ هَاهُنَا فَاعِلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.

وفلانٌ يُقَامِسُ فِي سِرّه إِذا كَانَ يَحْنَق مَرَّةً وَيَظْهَرُ مَرَّةً.

وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا ناظَر أَو خَاصَمَ قِرْنًا: إِنما يُقامِس حُوتًا؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ الْمُتَنَخِّلِ الْهُذَلِيُّ: " ولكنَّما حُوتًا بِدُجْنَى أُقامِسُ "دُجْنَى: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ إِنما يُقَالُ ذَلِكَ إِذا ناظَر مَن هُوَ أَعلم مِنْهُ، وقامَسْتُه فَقَمَسْته.

وقَمَسَ الولدُ فِي بَطْنِ أُمِّه: اضْطَرَبَ.

والقامِس: الغَوَّاص؛ قَالَ" أَبو ذُؤَيْبٍ:

كأَنَّ ابنةَ السَهْمِيِّ دَرَّة [دُرَّة] قامسٍ، ***لَهَا بَعْدَ تَقْطِيعِ النُّبُوح وهِيجُ

وَكَذَلِكَ القَمَّاس.

والقَمْس: الغَوْص.

والتقميسُ: أَن يُرْوِي الرَّجُلُ إِبلَه؛ والتَغْمِيسُ، بِالْغَيْنِ: أَن يسقِيها دُونَ الرِّيِّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ.

وأَقْمَس الكوكبُ وَانْقَمَسَ: انحطَّ فِي الْمَغْرِبِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَذْكُرُ مَطرًا عِنْدَ سُقُوطِ الثُّرَيَّا.

أَصابَ الأَرضَ مُنْقَمَسُ الثُّرَيَّا، ***بِساحِيةٍ، وأَتْبَعَها طِلالا

وإِنما خَّص الثُّرَيَّا لأَنه زَعَمَ أَن الْعَرَبَ تَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الأَنْواء أَغْزَر مِنْ نَوْء الثُّرَيَّا، أَراد أَن الْمَطَرَ كَانَ عِنْدَ نَوء الثُّرَيَّا، وَهُوَ مُنْقَمَسها، لغَزَارة ذَلِكَ الْمَطَرِ.

وَالْقَامُوسُ والقَومَس: قَعْرُ الْبَحْرِ، وَقِيلَ: وسَطه ومُعظمه.

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «وسُئل عَنِ المَدّ والجَزْر قَالَ: مَلَك موكَّل بِقَامُوسِ الْبَحْرِ كُلَّمَا وضَع رجلَه فِيهِ فاضَ وإِذا رَفَعَهَا غاضَ» أَي زاد ونقَص، وَهُوَ فاعُولٌ مِنَ القَمْس.

وَفِي الْحَدِيثِ أَيضًا: قَالَ قَوْلًا بَلَغَ بِهِ قَامُوسَ الْبَحْرِ "أَي قَعْرَه الأَقصى، وَقِيلَ: وسَطه ومُعظمه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الْقَامُوسُ أَبعد مَوْضِعٍ غَوْرًا فِي الْبَحْرِ، قال: وأَصل القَمْس الغَوْس.

والقَوْمَسُ: الملِك الشَّرِيفُ.

والقَوْمَسُ: السَّيِّدُ، وَهُوَ القُمّسُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

وعَلِمْتُ أَني قَدْ مُنِيتُ بِنَيْطَلٍ، ***إِذ قِيلَ: كَانَ مِنْ آلِ دَوْفَنَ قُمَّسُ

وَالْجَمْعُ قَمامِس وقَمامِسَة، أَدخلوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمْعِ، وقُومِس: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أَحد الْخَوَارِجِ:

مَا زَالَتِ الأَقدارُ حَتَّى قَذَفْنَني ***بقُومِسَ بَيْنَ الفَرَّجان وصُول

وقامِس: لُغَةٌ فِي قاسِم.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


37-لسان العرب (سجل)

سجل: السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وَقِيلَ: هُوَ مِلْؤُها، وَقِيلَ: إِذا كَانَ فِيهِ مَاءً قَلَّ أَو كَثُر، وَالْجَمْعُ سِجَالٌ وسُجُول، وَلَا يُقَالُ لَهَا فَارِغَةً سَجْلٌ وَلَكِنْ دَلْو؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَا يُقَالُ لَهُ وَهُوَ فَارِغٌ سَجْلٌ وَلَا ذَنُوب؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب، ***حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب

قَالَ: وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

أُرَجِّي نَائِلًا مِنْ سَيْبِ رَبٍّ، ***لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ

قَالَ: والذَّمَّة الْبِئْرُ الْقَلِيلَةُ الْمَاءِ.

والسَّجْل: الدَّلْو المَلأَى، وَالْمَعْنَى قَلِيله كَثِيرٌ؛ وَرَوَاهُ الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده مُحْكَم مِنْ قَوْلِكَ سَجَّل الْقَاضِي لِفُلَانٍ بِمَالِهِ أَي اسْتَوْثق لَهُ بِهِ.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: السَّجْل اسْمُهَا مَلأَى مَاءً، والذَّنُوب إِنما يَكُونُ فِيهَا مِثْلُ نِصْفِهَا مَاءً.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن أَعرابيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ عَلَى بَوْلِهِ»؛ قَالَ: السَّجْل أَعظم مَا يَكُونُ مِنَ الدِّلاء، وَجَمْعُهُ سِجَال؛ وَقَالَ لَبِيدٌ: " يُحِيلون السِّجَال عَلَى السِّجَال وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلًا أَو سَجْلَين، وَقَالُوا: الْحُرُوبُ سِجَالٌ أَي سَجْلٌ مِنْهَا عَلَى هَؤُلَاءِ وَآخَرُ عَلَى هَؤُلَاءِ، والمُسَاجَلَة مأْخوذة مِنَ السَّجْل.

وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: «أَن هِرَقْلَ سأَله عَنِ الْحَرْبِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: الحَرْب بَيْنَنَا سِجَالٌ»؛ مَعْنَاهُ إِنا نُدَالُ عَلَيْهِ مَرَّة ويُدَالُ عَلَيْنَا أُخرى، قَالَ: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين مِنَ الْبِئْرِ يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا سَجْلٌ؛ أي دَلوٌ ملأَى مَاءً.

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «افْتَتَحَ سُورَةَ النِّسَاءِ فسَجَلَها»أَي قَرأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً، مِنَ السَّجْل الصَّبِّ.

يُقَالُ: سَجَلْت الماءَ سَجْلًا إِذا صَبَبْتُهُ صَبًّا متَّصلًا.

ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلَة: ضَخْمة؛ قَالَ:

خُذْها، وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيلَه، ***إِن لَمْ يَكُنْ عَمُّك ذَا حَلِيله

وخُصْيَةٌ سَجِيلَة بَيِّنَة السَّجَالَة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ.

والسَّجِيل مِنَ الضُّروع: الطَّوِيل.

وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طَوِيلٌ مُتَدَلٍّ.

وَنَاقَةٌ سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع.

ابْنُ شُمَيْلٍ: ضَرْع أَسْجَلَ وَهُوَ الْوَاسِعُ الرِّخو الْمُضْطَرِبُ الَّذِي يَضْرِبُ رِجْلَيْهَا مِنْ خَلْفها وَلَا يَكُونُ إِلا فِي ضُرُوعِ الشَّاءِ.

وسَاجَلَ الرَّجُلَ: بَارَاهُ، وأَصله فِي الِاسْتِقَاءِ، وَهُمَا يَتَسَاجَلان.

والمُسَاجَلَة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه فِي جَرْيٍ أَو سَقْيٍ؛ قَالَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبي لَهَبٍ:

مَنْ يُسَاجِلْني يُسَاجِلْ ماجِدًا، ***يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصل المُسَاجَلَة أَن يَسْتَقِيَ سَاقِيَانِ فيُخْرج كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَجْله مِثْلَ مَا يُخْرج الْآخَرُ، فأَيُّهما نَكَل فَقَدْ غُلِبَ، فَضَرَبَتْهُ الْعَرَبُ مَثَلًا للمُفاخَرة، فإِذا قِيلَ فُلَانٌ يُسَاجِل فُلَانًا، فَمَعْنَاهُ أَنه يُخْرِج مِنَ الشَّرَف مِثْلَ مَا يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فَقَدْ غُلِب.

وتَسَاجَلُوا أَي تَفاخَروا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: الحَرْبُ سِجَالٌ.

وانْسَجَلَ الماءُ انْسِجَالًا إِذا انْصَبَّ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لَهَا بعَيْنٍ ***سَجُومِ الْمَاءِ، فانْسَجَلَ انْسِجَالا

وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَلَ أَي صَبَبْته فانْصَبَّ.

وأَسْجَلْتُ الحوضَ: مَلَأْتُهُ؛ قَالَ:

وغادَر الأُخْذَ والأَوْجاذَ مُتْرَعَةً ***تطْفُو، وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا

وَرَجُلٌ سَجْلٌ: جَواد؛ عَنْ أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي.

وأَسْجَلَ الرجلُ: كثُر خيرُه.

وسَجَّلَ: أَنْعَظَ.

وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لَهُمُ الأَمرَ: أَطلقه لَهُمْ؛ وَمِنْهُ" قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ}، قَالَ: هِيَ مُسْجَلَة للبَرِّ وَالْفَاجِرِ "، يَعْنِي مُرْسلة مُطْلَقة فِي الإِحسان إِلى كُلِّ أَحد، لَمْ يُشْترَط فِيهَا بَرٌّ دُونَ فَاجِرٍ.

والمُسْجَل: الْمَبْذُولُ الْمُبَاحُ الَّذِي لَا يُمْنَع مِنْ أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ:

أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها، ***لِما نَابَهُ مِنْ طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ

أَراد بالرَّحْل الْمَنْزِلَ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «وَلَا تُسْجِلُوا أَنعامَكم» أَي لَا تُطْلِقوها فِي زُروع النَّاسِ.

وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته.

وفَعَلْنا ذَلِكَ وَالدَّهْرُ مُسْجَلٌ أَي لَا يَخَافُ أَحد أَحدًا.

والسِّجِلُّ: كِتَابُ العَهْد ونحوِه، وَالْجَمْعُ سِجِلّاتٌ، وَهُوَ أَحد الأَسماء المُذَكَّرة الْمَجْمُوعَةِ بِالتَّاءِ، وَلَهَا نَظَائِرُ، وَلَا يُكَسَّر السِّجِلُّ، وَقِيلَ: السِّجِلُّ الْكَاتِبُ، وَقَدْ سَجَّلَ لَهُ.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ}، وَقُرِئَ: السِّجْل "، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَن السِّجِلَّ الصَّحِيفَةُ الَّتِي فِيهَا الْكِتَابُ؛ وَحُكِيَ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أَنه رَوَى عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قرأَها بِسُكُونِ الْجِيمِ، قَالَ: وقرأَ بَعْضُ الأَعراب السَّجْل بِفَتْحِ السِّينِ.

وَقِيلَ السِّجِلُّ مَلَكٌ، وَقِيلَ السِّجِلُّ بِلُغَةِ الْحَبَشِ الرَّجُل، وَعَنْ أَبي الْجَوْزَاءِ أَن السِّجِلَّ كَاتِبٌ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَمَامُ الْكَلَامِ لِلْكِتَابِ.

وَفِي حَدِيثِ الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: «فتُوضَع السِّجِلَّات فِي كِفَّة»؛ وَهُوَ جَمْعُ سِجِلٍّ، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ الْكِتَابُ الْكَبِيرُ.

والسَّجِيل: النَّصيب؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ فَعِيلٌ مِنَ السَّجْل الَّذِي هُوَ الدَّلو الملأَى، قَالَ: وَلَا يُعْجِبني.

والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وَقَدْ سَجَّلَ الحاكمُ تَسْجِيلًا.

والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشَّدِيدُ.

والسِّجِّيل: حِجَارَةٌ كالمَدَر.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ}؛ وَقِيلَ: هُوَ حَجَرٌ مِنْطِينٍ، مُعَرَّب دَخِيل، وَهُوَ سَنْك وكِل أَي حِجَارَةٌ وَطِينٌ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: لِلنَّاسِ فِي السِّجِّيل أَقوال، وَفِي التَّفْسِيرِ أَنها مِنْ جِلٍّ وَطِينٍ، وَقِيلَ مِنْ جِلٍّ وَحِجَارَةٍ، وَقَالَ أَهل اللُّغَةِ: هَذَا فارسيٌّ وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ هَذَا؛ قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي عِنْدَنَا، وَاللَّهُ أَعلم، أَنه إِذا كَانَ التَّفْسِيرُ صَحِيحًا فَهُوَ فَارِسِيٌّ أُعْرِب لأَن اللَّهَ تَعَالَى قَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الْحِجَارَةَ فِي قِصَّةِ قَوْمِ لُوطٍ فَقَالَ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ؛ فَقَدْ بَيَّن لِلْعَرَبِ مَا عَنى بسِجِّيل.

وَمِنْ كَلَامِ الفُرْس مَا لَا يُحْصى مِمَّا قَدْ أَعْرَبَتْه العربُ نَحْوَ جَامُوسٍ ودِيباج، فَلَا أُنْكِر أَن يَكُونَ هَذَا مِمَّا أُعْرِب؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: {مِنْ سِجِّيلٍ}، تأْويله كَثِيرَةٌ شَدِيدَةٌ؛ وَقَالَ: إِن مِثْلَ ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:

ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عَنْ عُرُضٍ، ***ضَرْبًا تَوَاصَتْ بِهِ الأَبْطالُ سِجِّينا

قَالَ: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سِجِّيل مِنْ أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عَلَيْهِمْ؛ قَالَ أَبو إِسحاق: وَقَالَ بَعْضُهُمْ سِجِّيل مِنْ أَسْجَلْت إِذا أَعطيت، وَجَعَلَهُ مِنَ السَّجْل؛ وأَنشد بَيْتَ اللَّهَبي: " مَنْ يُسَاجِلْني يُساجِلْ مَاجِدًا وَقِيلَ {مِنْ سِجِّيلٍ}: كَقَوْلِكَ مِن سِجِلٍّ أَي مَا كُتِب لَهُمْ، قَالَ: وَهَذَا الْقَوْلُ إِذا فُسِّر فَهُوَ أَبْيَنُها لأَن مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى دَلِيلًا عَلَيْهِ، قَالَ اللَّهُ تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَما أَدْراكَ مَا سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ}؛ وسِجِّيل فِي مَعْنَى سِجِّين، الْمَعْنَى أَنها حِجَارَةٌ مِمَّا كَتَب اللهُ تَعَالَى أَنه يُعَذِّبهم بِهَا؛ قَالَ: وَهَذَا أَحسن مَا مَرَّ فِيهَا عِنْدِي.

الْجَوْهَرِيُّ: وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ}؛ قَالُوا: حِجَارَةٌ مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ مَكْتُوبٌ فِيهَا أَسماء الْقَوْمِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ}.

وسَجَّلَه بِالشَّيْءِ: رَماه بِهِ مِنْ فَوْقٍ.

والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلَة: غِلاف الْقَارُورَةِ؛ عَنْ كُرَاعٍ.

والسَّجَنْجَلُ: الْمِرْآةُ.

والسَّجَنْجَل أَيضًا: قِطَع الفِضَّة وسَبائِكُها، وَيُقَالُ هُوَ الذَّهَبُ، وَيُقَالُ الزَّعْفران، وَيُقَالُ إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الْخُمَاسِيِّ قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ زَجَنْجَلٌ، وَقِيلَ هِيَ رُومِيَّة دَخَلَت فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ، ***تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسَّجَنْجَل

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


38-أساس البلاغة (طفو)

طفو

سمك طاف، وقد طفا طفوًا.

ومن المجاز: طفا الوحشي إذا علا الأكمة. قال العجاج يصف ثورًا:

إذا تلقاه الدهاس خطرفًا *** وإن تلقته الجراثيم طفا

ومرّ الظبي يطفو إذا خف على الأرض واشتدّ عدوه. وفرس طاف: شامخ برأسه. وطفوت فوقه: وثبت. والظعن تطفو وترسب في السراب. وأصبنا طفاوة من الربيع: شيئًا منه.

أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م


39-صحاح العربية (أخذ)

[أخذ] أخذت الشئ آخذه أخذا: تناولته.

والإخذُ بالكسر، الاسمُ.

والأمْر منه خُذ، وأصله اُؤْخُذْ إلاَّ أنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفًا.

وكذلك القول في الامر من أكل وأمر وأشباه ذلك.

وقولهم: خذ عنك، أي خذ ما أقول، ودَعّ عنك الشكَّ والمِراءَ.

يقال: خُذِ الخِطامَ، وخُذْ بالخِطامِ بمعنىً.

ونجومُ الأخذِ: منازلُ القمرِ، لأنَّ القمر يأخذ كل ليلة في منزلٍ منها.

وآخَذَهُ بذنبه مؤاخذة.

والعامة تقول: واخذه.

ويقال: ائتخذوا في القتال، بهمزتين، أي أخذ بعضُهم بعضًا.

والاتِّخاذُ: افتعالٌ أيضًا من الأخذ: إلاَّ أنه أُدغِم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء، ثم لما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا أن التاء أصلية فبنوا منه فعل يفعل، قالوا: تخذ يتخذ.

وقرئ:

(لتخذت عليه أجرا) ***.

وقولهم: أخذت كذا يبدلون الذال تاء فيدغمونها في التاء، وبعضهم يظهر الذال وهو قليل.

والاخيذ: الأسيرُ، والمرأةُ أَخيذَةٌ.

والأُخْذَةُ بالضم: رُقْيَةٌ كالسِحر، أو خَرَزةٌ تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ، من التَأْخيذِ.

وأَخِذَ الفَصيلُ بالكسر يَأْخذُ أَخَذًا: اتَّخَمَ من اللبن.

ويقال أيضًا: رَجُلٌ أَخِذٌ، أي رَمِدٌ.

وبعينه أخذ بالضم، مثال جنب، أي رمد.

وحكى المبرد أن بعض العرب يقول: استخذ فلان أيضا، يريد اتخذ، فيبدل من إحدى التاءين سينا، كما أبدلوا التاء مكان السين في قولهم ست.

ويجوز أن يكون أراد استفعل من تخذ يتخذ، فحذف إحدى التاءين تخفيفا كما قالوا ظلت من ظللت.

قال الاصمعي: المستأخذ: لمطأطئ رأسه من رمدٍ أو وجعٍ.

والتأْخاذُ: تَفْعالٌ من الاخذ.

قال الشاعر الاعشى:

ليعودن لمعد عكرة *** دلج الليل وتأخاذ المنح.

- والاخاذة: شئ كالغدير، والجمع إخاٌذ، وجمع الإخاذِ أُخُذٌ مثال كتاب وكتب، وقد يخَّفف.

قال الشاعر: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْخاذَ مُتْرَعَةً *** تَطْفو وأَسْجَلَ أنهاء وغدرانا - وفى حديث مسروق بن الاجدع قال: " ما شبهت بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا الاخاذ، تكفى الاخاذة الراكب، وتكفى الاخاذة الراكبين، وتكفى الاخاذة الفئام من الناس ".

والاخاذة والاخاذ أيضا: أرض يجوزها الرجل لنفسه أو السلطانُ.

ويقال: ذهبَ بنو فلان ومن أخذ أخذهم بالفتح، أي ومن سار بسيرتهم.

وحكى ابن السكيت: ومن أخذ أخذهم برفع الذال ونصب الهمزة، وإخذهم بكسر الهمزة مع رفع الذال، أي ومن أخذه إخذهم وسيرتهم.

وحكى أبو عمرو: استعمل فلان على الشام

وما أَخَذَ إخْذَهُ بالكسر، أي لم يأخذ ما وجبَ عليه من حسن السيرة.

ولا تقل: أخذه.

ويقال: لو كنت منّا لأخذت بإخْذنا، أي بخلائقنا وشكلنا.

صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


40-صحاح العربية (سجل)

[سجل] السَجْلُ مذكَّر، وهو الدلوُ إذا كان فيه ماء، قلَّ أو كثُر.

ولا يقال لها وهي فارغةٌ: سَجْلٌ ولا ذَنوبٌ، والجمع السِجالُ.

والسَجيلةُ: الدَلو الضَخمةُ.

قال الراجز: خذها واعط عمك السجيله

إن لم يكن عمك ذا حليله وسَجَلْتُ الماء فانسَجَلَ، أي صببته فانصبّ.

وأَسْجَلْتُ الحوض: ملأتُه.

وقال: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْجاذَ مُتْرَعَةً تطفو وأُسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا والسَجيلُ من الضروعِ: الطويلُ.

يقال: ناقةٌ سَجْلاءُ.

والسجل: الصك.

وقد سجل الحاكم تَسْجيلًا.

وقوله تعالى: (حجارةً من سِجِّيْلٍ).

قالوا: هي حجارةٌ من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب عليها أسماء القوم، لقوله تعالى: (لِنُرْسِلَ عليهم حجارةً من طين).

والمساجلة: المفاخرة، بأن تصنع مثله صنعه في جَرْيٍ أو سَقْيٍ.

وأصله من الدَلْو.

وقال الفَضْلُ ابن عباس بن عتبة بن أبي لهب: من يُساجِلْني يُساجِلْ ماجِدًا يملأ الدَلوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ ومنه قولهم: " الحربُ سِجالٌ ".

وتساجلوا، أي تفاخروا.

والمسجل: المبذول المباحُ الذي لا يُمْنَعُ من أحد.

وأنشد الضبى: أنخت قلوصى بالمُرَيْرِ ورَحْلُها لِما نابَهُ من طارق الليل مُسْجَلُ أراد بالرَحْلِ المنزل.

وقوله تعالى: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) قال فيه محمد بن الحنفية: هي مسجلة للبر والفاجر.

قال الاصمعي: أي مرسلة لم يشترط فيها بر دون فاجر.

يقال أسجلت الكلام، أي أرسلته.

والسجنجل: المرآة، وهو رومى معرّب.

قال امرؤ القيس:

تَرائِبُها مصقولة كالسجنجل

صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


41-منتخب الصحاح (ءخذ)

أَخَذْتُ الشيء آخُذُهُ أَخْذًا: تناولته.

والإخذُ بالكسر، الاسمُ.

والأمْر منه خُذ، وأصله اُؤْخُذْ إلاَّ أنهم استثقلوا الهمزتين فحذفوهما تخفيفًا وقولهم أخذ عنك، أي خُذْ ما أقول، ودَعّ عنك الشكَّ والمِراءَ.

يقال: خُذِ الخِطامَ، وخُذْ بالخِطامِ بمعنىً.

ونجومُ الأخذِ: منازلُ القمرِ؛ لأنَّ القمر يأخذ كل ليلة في منزلٍ منها.

وآخَذَهُ بذنبه مؤاخذةً.

ويقال: ائْتَخَذوا في القتال، بهمزتين، أي أخذ بعضُهم بعضًا.

والاتِّخاذُ: افتعالٌ أيضًا من الأخذ، إلاَّ أنه أُدغِم بعد تليين الهمزة وإبدال التاء.

والأَخيذُ: الأسيرُ، والمرأةُ أَخيذَةٌ.

والأُخْذَةُ بالضم: رُقْيَةٌ كالسِحر، أو خَرَزةٌ تُؤَخِّذُ بها النساءُ الرجالَ، من التَأْخيذِ.

وأَخِذَ الفَصيلُ بالكسر يَأْخذُ أَخَذًا: اتَّخَمَ من اللبن.

ويقال أيضًا: رَجُلٌ أَخِذٌ، أي رَمِدٌ.

وبعينه أُخُذٌ بالضم، أي رَمَدٌ.

قال الأصمعيّ: المُسْتَأْخِذُ: المطَأْطئُ رأسَه من رمدٍ أو وجعٍ.

والتأْخاذُ: تَفْعالٌ من الأخذ.

والإخاذَةُ: شيء كالغدير، والجمع إخاٌذ، وجمع الإخاذِ أُخُذٌ وقد يخَّفف.

قال الشاعر:

وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْخاذَ مُتْرَعَةً *** تَطْفو وأَسْجَلَ أَنهاءً وغُدْرانا

والإخاذَةُ والإخاذ أيضًا: أرضٌ يحوزها الرجلُ لنفسه أو السلطانُ.

ويقال: ذهبَ بنو فلان ومَن أَخَذَّ أَخْذَهُمْ أي ومن سار بسيرتهم.

وحكى أبو عمرو: اسْتُعْمِلَ فلانٌ على الشام وما أَخَذَ إخْذَهُ بالكسر، أي لم يأخذ ما وجبَ عليه من حسن السيرة.

ويقال: لو كنتَ منّا لأخذت بإخْذنا، أي بخلائقنا وشكلنا.

منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


42-منتخب الصحاح (سجل)

السَجْلُ مذكَّر، وهو الدلوُ إذا كان فيه ماء، قلَّ أو كثُر.

ولا يقال لها وهي فارغةٌ: سَجْلٌ ولا ذَنوبٌ؛ والجمع السِجالُ.

والسَجيلةُ: الدَلو الضَخمةُ.

وسَجَلْتُ الماء فانسَجَلَ، أي صببته فانصبّ.

وأَسْجَلْتُ الحوض: ملأتُه.

وقال:

وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْجاذَ مُتْرَعَةً *** تطفو وأُسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا

والسَجيلُ من الضروعِ: الطويلُ.

يقال: ناقةٌ سَجْلاءُ.

والسَجيلُ: الصَكُّ.

وقد سَجَّلَ الحاكمُ تَسْجيلًا.

وقوله تعالى: حجارةً من سِجِّيْلٍ.

قالوا: هي حجارةٌ من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب عليها أسماء القوم، لقوله تعالى: لِنُرْسِلَ عليهم حجارةً من طين.

والمُساجَلَةُ: المفاخرة، بأن تصنع مثل صنعه في جَرْيٍ أو سَقْيٍ.

وأصله من الدَلْو.

وقال الفَضْلُ بن عباسِ بن عُتبةَ بن أبي لهب:

من يُساجِلْني يُساجِلْ ماجِدًا *** يملأ الدَلوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ

ومنه قولهم: الحربُ سِجالٌ.

وتَساجلوا، أي تفاخروا.

والمُسْجَلُ: المبذولُ المباحُ الذي لا يُمْنَعُ من أحد.

وأنشد الضبّي:

أضنَحْتُ قلوصي بالمُرَيْرِ ورَحْلُها *** لِما نابَهُ من طارق الليل مُسْجَلُ

أراد بالرَحْلِ المنزلِ.

يقال أَسْجَلْتُ الكلام، أي أرسلته.

منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


43-تهذيب اللغة (حب)

حب: قال الليثُ: الحَبُ معروف مستعملٌ في أشياءَ جَمَّة من بُرٍّ وشَعِيرٍ حتى يقولوا حبَّةُ عِنَبٍ ويجمعُ على الحُبُوبِ والحبَّات والحَبّ.

وجاء في الحديث: «كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّة في حَمِيلِ السَّيْلِ».

قالوا: الحِبَّةُ إذا كانت حبوبٌ مختلفةٌ من كلِّ شيء.

ويقال لِحَبِ الرَّياحين حِبَّة وللواحدةِ منها حَبَّة.

وقال أبو عُبَيْد: قال الأصمعيُّ: كلُّ نَبتٍ له حبٌ فاسمُ الحبِ منه الحِبَّة، وقال الفرّاء: الحِبَّة: بزُورُ البَقْل.

وقال أبو عمرو: الْحِبَّة: نبْتٌ ينبت في الحشيش صِغار.

وقال الكسائي: الْحِبّة: حَبُ الرياحين، وواحدة الْحِبَّة حبّة، قال: وأما الْحِنطة ونحوها فهو الْحَب لا غير.

شمِر عن ابن الأعرابي: الحِبّة: حَبُ البَقْل الذي يَنتثِر، قال: والحَبَّة: حَبَّة الطعام: حَبَّةٌ من بُرٍّ وشعير وعَدَس ورُزّ وكل ما يأكله الناس، قُلت أنا: وسمعت العرب تقول: رَعَينا الحِبّة وذلك في آخر الصيف إذا هاجت الأرض ويَبِس البقل والعُشب وتناثرت بزورها وورقُها وإذا رَعَتها النّعم سَمِنت عليها: ورأيتهم يُسَمون الحِبّة بعد انتثارها القَميم والقَفّ، وتمام سِمَن النَّعَم بعد التَّبَقُّل ورَعْي العُشب يكون بِسَفّ الحِبَّة والقَميم ولا يقع اسم الحِبَّة إلا على بُزُور العُشب والبُقول البريّة وما تناثر من ورقها فاختلط بها من القُلْقُلَان والبَسباس والذُّرَق والنَّفَل والمُلّاح وأصناف أحرار البُقول كلها وذُكورها.

وقال الليث: حَبَّة القلب: ثَمَرَتُه وأنشد:

* فأصَبْتُ حَبَّةَ قلبها وطِحالَها*

قلت: وحَبَّة القلب هي العَلَقَة السوداء التي تَكونُ داخل القلب، وهي حَمَاطة القلب أيضًا.

يُقال: أصابت فُلَانة حَبَّة قَلْب فُلان إذ شَغَفَ قَلبَه حُبُّها.

وقال أبو عَمْرو: الْحَبّة وَسَط القلب.

الليثُ: الحُبُ: نقيضُ البُغض، قالَ وتقول: أحبَبْتُ الشيء فَأنا مُحِبٌ وَهو مُحَبٌ.

أبو عُبَيد عن أبي زَيد: أحَبَّه الله فهو مَحْبوبٌ، قال ومِثله محزونٌ ومجنونٌ ومَزكومٌ ومَكزوز ومقرور: وذلك أنهم يَقولون: قد فُعِل بغِر ألفٍ في هذ كلِّه ثم بني مفعولٌ على فُعِل وإلا فلا وجه له، فإذا قالوا: أَفْعَلَهُ الله فهو كله بالألِفِ.

قُلْتُ: وقد جاء المُحَبُ شاذًّا في الشِّعْر، ومنه قول عَنترة:

ولقد نَزَلْتِ ـ فلا تظُنِّي غيره *** مِنّي بمَنزلة المُحَبّ المُكْرَمِ

وقال شَمِر: قال الفرّاء: وحَببته لُغةٌ وأنشد البيت:

فوالله لَوْلَا تَمْرُه ما حَبَبته *** ولا كان أَدْنى من عُبَيْد ومُشْرِقِ

قال: ويُقال: حُبّ الشيءُ فهو مَحْبوب ثم لا تقول حَبَبْتُه كما قالوا: جُنَّ فهو مجنون، ثم يقولون: أَجَنّه الله.

الليث: حَبّ إلينا هذا الشيء وهو يَحَبُ إلينا حُبًّا وأنشد:

دَعانا فَسَمَّانا الشِّعار مُقدِّمًا *** وحَبَ إلينا أن نكون المُقَدَّما

ثَعلب عن ابن الأعرابي: حُبَ إذا أُتعِب، وحَبَ إذا وقف، وحَبّ إذا تودد.

أبو عُبَيْد عن الأصمعي: حَبَ بفُلَان معناه ما أحَبَّه إلَيّ، وقال الفرّاء: معناه حَبُبَ بفلان ثم أُدْغِم، وأنشد الفرّاء:

وزاده كلفًا في الحُبّ أَن مَنَعَت *** وَحَبّ شيئًا إلى الإنسان ما مُنِعا

قال: وموضع ما رَفْعٌ، أراد حَبُبَ فأدغَم وأنشد شَمِر:

* ولحَبَ بالطَّيْف المُلِمّ خَيالا*

أي: ما أَحبَّه إلَيّ أي أحبْبِ به.

أبو عُبيد عن الأصمعي: الْحُبابُ: الْحَيّة، قال: وإنما قيل الحُباب اسم شَيْطان [لأن الحية يقال لها شَيطان].

ويُقال للحَبيب: حُبابٌ مخفَّف، قاله ابن السكيت، وروى أبو عبيد عن الفراء مثله.

وقال اللَّيثُ: الْحِبَّةُ والحِبُ بمنزلة الْحَبيبة والحَبيبِ قال: والمَحَبَّة: الحُبُ.

وقال الليث: حَبَابك أَن يكون ذلك، معناه: غايةُ مَحَبَّتِك.

أبو عبيد عن الأصمعيِّ: حَبَابكَ أن تَفْعلَ ذاك معناه غايةُ محبَّتك ومثله: حُمَاداكَ أي جُهْدُك وغايتك.

اللَّيث: حَبَّان وَحِبَّانُ لُغَةٌ: اسمٌ موضوعٌ من الحُبِ.

قال: والحُبُ: الْجَرَّةُ الضخمة والجميع الْحِبَبةُ والحِبَابُ.

قال: وقال بعضُ الناس في تفسير الْحُبِ والكَرامةِ، قال: الْحُبُ: الْخَشباتُ الأربعُ التي توضع عليها الْجَرَّةُ ذاتُ الْعُرْوَتَيْن، قال والكرامة الغطاء الذي يوضع فوق تلك الجِرَّةِ من خشب كان أو من خَزَفٍ، قال الليثُ: وسمعت هاتين الكلمتين بِخُرَاسَانَ.

قال وأما حَبَّذَا فإنه حَبَ ذَا فإذا وصلْتَ رَفَعْتَ به، فقلتُ حبذا زَيدٌ.

قال: والْحِبُ: القُرْطُ من حَبَّة واحدة وأنشد:

تبيتُ الحَيَّةُ النِّضْنَاضُ منه *** مَكان الْحِبِ يستمِعُ السِّرَارَا

قلتُ: وفسَّر غيْرُه الْحِبَ في هذا الْبيتِ الْحَبِيبَ وأَرَاهُ قولَ ابنِ الأعْرَابيِّ.

وحَبابُ الماءِ: فَقاقِيعُه التي تَطْفُو كأَنَّهَا الْقوارِيرُ، ويقال: بل حَبابُ الماءِ: مُعْظَمُه، ومنه قول طَرَفَةَ:

يَشُقُ حَبابَ الماءِ حَيْزُومُها بها *** كَمَا قسمَ التُّرْبَ المُفَايِلُ بالْيَدِ

وقال شمر: حَبَابُ الْماء: مَوْجُه الذي يتْبَعُ بعضُه بعضًا قاله ابن الأعرابي.

وأنشد شمر:

* سُمُوَّ حَبَابِ الماءِ حَالًا عَلَى حَال*

وقال: قال الأصمعيُّ: حَبابُ الماء:

الطَّرَائِقُ التي في الماء كأَنَّها الْوَشْيُ، وقال جَريرٌ:

* كَنَسْجِ الرِّيح تَطَّرِدُ الْحَبَابا*

وقال: الْحَبَابُ: الطَّرَائِقُ، وقال ابن دُريد: الحبَبُ: حَبَبُ الماء، وهو تَكَسُّرُه وهو الحَبَابُ.

وأَنْشَد اللّيثُ:

كَأَنَّ صَلَا جَهِيزَةَ حين تَمْشِي *** حَبَابُ الماء يَتَّبِعُ الْحَبَابَا

شَبَّه مآكَمَها بالحَبَابِ الذي كأنه دَرَجٌ ولم يُشَبِّهْهَا بالْفَقاقِيع.

قال: وحَبَبُ الأسْنانِ: تَنَضُّدُها وأنشد:

وإذا تضحك تُبْدِي حَبَبًا *** كأَقَا حي الرَّمل عَذبًا ذَا أُشُرْ

وقال غيره: حَبَبُ الْفَمِ: ما يَتَحَبَّبُ من بَياضِ الرِّيقِ عَلَى الأَسْنَانَ.

وقال الليث: نَارُ الحُبَاحِب هو ذُبابٌ يطير بالليل لَهُ شُعاعٌ كالسِّراج، ويقال: بل نار الحُباحب: ما اقْتَدَحْتَ من الشَّرارِ من النَّارِ في الهواء من تَصادُمِ الحجارة، وَحَبْحَبَتُها: اتِّقَادُها، وقال الفرَّاء: يقال للخيل إذا أَوْرَتِ النار بِحوافِرِها هي نار الحُباحِب، قال: وقال الْكَلْبِيّ: كَان الْحُبَاحِبُ رَجلًا من أحياءِ العرب، وكَان من أبخل الناس فبَخِل حتى بلغ به البخل أنه كان لا يُوقِدُ نارًا بِلَيل إلا ضعيفة فإذا انتبه منتبه ليقتبس منها أَطْفَأَها: فكذلك ما أَوْرَتِ الخيل لا يُنتفع به كما لا يُنتفع بنار الْحبَاحِبِ.

وقال أبو طالب: يحكى عن الأعراب: أنَ الْحُباحِبَ طائرٌ أطول من الذباب في دِقَّة ما يَطِيرُ فيما بين المغرب والعِشاء كأَنَّه شَرارَةٌ قلت: وهذا معروف.

أبو العبَّاس عن ابنِ الأعْرَابي: إبِلٌ حَبْحَبَةٌ: مَهَازيلُ.

قال: ومن حَبْحَبَه نارُ أبي حُبَاحب.

وأنشد:

يَرَى الرَّاؤُون بِالشَّفَرَاتِ مِنْها *** وقُودَ أَبي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا

وقال الليث: الحَبْحَابُ: الصغير الجسم.

سلمة عن الفراء قال: الحَبْحَبِيُ: الصغير الجسم.

ابن هانىء: من أمثالِهم: «أهلكتَ من عشرٍ ثَمَانِيًا وجِئتَ بسائرِها حَبْحَبَةً» يقال عند المَزْرِيَةِ عَلَى المِتْلَافِ لِمَالِهِ، قال: والحَبْحَبَةُ تقع موقع الجماعة.

ثعلب عن ابن الأعرابي: حُبَ إذا أُتْعِبَ، وحَبَ إذا وقف.

أبو عبيد عن أبي زيد: بَعِيرٌ مُحِبٌ وقد أَحَبَ إحْبَابًا وهو أن يصيبَه مرضٌ أو كسر

فلا يَبْرَحُ مكانه حتى يبرأ أو يموت.

قال: والإحْبَابُ: هو البُرُوكُ.

وقال أبو الهَيْثَمِ: الإحْبَاب: أن يُشرفَ البَعِيرُ عَلَى الموتِ من شِدَّة المرضِ فَيَبْرُكَ ولا يقدرَ أن يَنْبَعِثَ وقال الرَاجزُ:

ما كَان ذنبي في مُحِبٍ بَارِكْ *** أَتَاهُ أَمْرُ الله وهو هَالِكْ

أبو العباس عن ابن الأعرابي: أَوّلُ الرِّيِ التَّحَبُّبُ.

وقال الأصمعيُّ: تَحَبَّبَ إذا امْتَلأ، وكذلك قال أبو عمرو.

قال: وحَبَّبْتُه فَتَحَبَّبَ إذا ملأتَهُ لِلسِّقاء وغيره.

اللَّحياني: حَبْحَبْتُ بالْجَمَل حِبْحَابًا، وحَوَّبْتُ بِه تَحْوِيبًا إذا قلت لَهُ: حَوْبُ حَوْب وهو زَجْر.

أبو عَمْرو: الحَبَابُ: الطَّلُّ عَلَى الشَّجَرِ يُصْبِحُ عليه.

تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م


44-الحضارة (فلك)

فلك: astronomy.

علم التنبؤ بالظواهر الفلكية.

وكان يلقن بواسطة الكهنة بالمعابد.

وكان لكل من قدماء المصر يين والبابليين فلكهم الخاص بهم.

فلقد عثر علي تقاويم فوق أغطية التوابيت الفرعونية ترجع لسنة 2000-1600ق.

م.

ووجد أن أسقف المقابر المملكة الحد يثة فد زينت بصور النجوم التي كانت تري بالسماء وأطلق عليها أسماؤها.

كما وجد في بلاد ما بين النهرين تشكيلات لصور النجوم.

وكان البابليون يتنبؤن بدقة بالخسوف والكسوف للشمس والقمر.

وتاريخ الفلك يبدأ منذ عصر ماقبل التاريخ حيث كان الإنسان الأول قد شغل تفكيره بالحركة الظاهرية المتكررة للشمس والقمر وتتابع الليل حيث يظهر الظلام و تظهر النجوم وحيث يتبعه النهار لتتواري في نوره.

وكان يعزي هذا للقوي الخارقة لكثير من الآلهة.

فالسومريون (مادة) كانوا بعتقدون أن الأرض هضبة يعلوها القبة السماوية.

وتقوم فوق جدار مرتفع علي أطرافها البعيدة.

واعتبروا الأرض بانثيون (مادة) هائل تسكن فوق جبل شاهق.

والابليون (مادة) إعتقدوا أن المحيطات تسند الأرض والسماء.

والأرض جوفاء تطفو فوق مياهها ومركزها بها مملكة الأموات.

لهذا ألهت الشمس والقمر وتصورت الحضارات القديمة أنهما يعبران قية السماء فوق عربات تدخل من بوابة مشرق الشمس وتخرج من بوابة مغرب الشمس.

وهذه المفاهيم بنيت علي أساسها إتجهات المعابد الجنائزية.

وكان قدماء المصريين يعتقدون أن الأرض مستطيل طويل يتوسطها نهر النيل الذي ينبع من نهر أعظم يجري حولها تسبح فوقه النجوم الآلهة.

والسماء ترتكز علي جبال بأركان الكون الأربعة وتتدلي منها هذه النجوم.

لهذا كان الإه رع يسير حول الأرض باستمرار.

ليواجه الثعبان أبوبي (رمز قوي الظلام الشريرة) حتي يصبحا خلف الجبال جهة الغرب والتي ترفع السماء.

وهناك يهزم رع ويسقط.

فيحل الظلام.

وفي الصباح ينتصر رع علي هذه القوي الشريرة.

ويستيقظ من جهة الشرق.

بينما حورس (مادة) إله القمريسير بقاربه ليطوف حول العالم.

وكان القمر بعتبر إحدي عينيه.

و يلاحقه أعداؤه لفقيءهذه العين بإلقائها في النيل وينجحوا مجتمعين في هذه المهمة فيظلم الفمر.

لكن الإله رع يهب لنجدة عين حورس (القمر) ويعيدها لحورس.

وكان الصينيون يعتبرون الأرض عربة ضخمة في أركانها أعمدة ترفع مظلة (السماء) وبلاد الصين تقع في وسط هذه العربة ويجري النهر السماوي (النهر الأصفر) من خلال عجلات العربة ز ويقوم السيد الأعلي المهيمن علي أقدار السماء والأرض بملازمة النجم القطبي بالشمال بينما التنينات تفترس الشمس والقمر.

لكن في القرن الثاني ق.

م.

وضع الفلكي الصيني (هياهونج) نظرية السماء الكروية حيث قال أن الكون بيضة والأرض صفارهاوقبة السماء الزرقاء بياضها.

والكلدانيون (مادة) من خلال مراقبتهم لحركة الشمس ومواقع النجوم بالسماء وضعوا تقويمهم (انظر: تقويم).

واستطاعوا التنبؤ من خلال دورتي الشمس والقمر بحركتيهما ما مكنهم من وضع تقويم البروج حيث ريطوا فيعا بين الإنسان وأقداره.

وأخضعوا فيها إخضاع حركات النجوم لمشيئة الآلهة.

لهذا توأموا بين التنجيم (مادة) والفلك.

ومن خلال تقويم البروج تمكنوا من التنبؤ بكسوف الشمس وخسوف القمر.

لكنهم لم يجدوا لها تفسيرا.

وكان تقويمهم يعتمد أساسا علي السنو القمرية التي لم تكن تتوافق مع الفصول المناخية.

وكان قدماء المصريين منذ 3000 سنة ق.

م.

أمكنهمة الفيام بالرصد الفلكي وقياس الزمن وتحديده من خلال السنة والأشهر.

وبنوا الأهرامات (مادة) أضلاعها (وجوهها) متجهة للجهات الأربع الأصلية.

ومن خلال هذا نجدهم قد حددوا الشمال الحقيقي.

والفلك الفرعوني لم يتهموا به عكس بلاد الرافدين ولاسيما بالدورة القمرية.

واهتموا بالشمس لأنها كانت ترمز للإله رع.

(انظر: تقويم.

تنجيم.

دوائر الحجر.

ستونهنج.

أهرامات).

موسوعة حضارة العالم-أحمد محمد عوف-صدرت: 1421هـ/2000م


45-الحضارة (تنجيم)

تنجيم:: Astrology هو علم التنبؤ الغيبي.

وقد نشأ في بلاد مابين النهرين بشمال العراق.

وكان أحد فروع علم الفلك (مادة).

وكان يعني بالطالع للتعرف عل أمور مستقبلية.

ومارس السومريون والبابليون فن التنجيم (مادة) من خلال مراقبة الشمس والقمر والنجوم والمذنبات وأقواس قزح للتنبؤ بالأوبئة والمحاصيل والحروب.

وفي سنة 1000 ق.

م.

أصبح لدي البابليين والآشوريين مجموعة دلائل نجمية للقياس التنبؤي عليها.

فحددوا من خلالها الأيام السيئة الطالع وأيام السعد.

وكان القواد في المعارك يستعينون بالمنجمين لتحديد مواعيد المعارك الحربية.

ولأنهم كانوا يعتقدون أن الفرد حياته ومصيره مرتبطان بالنجوم والكواكب.

وكان قدماء المصر يين والبابليين يعتقدون أن هذه النجوم والكواكب تؤثر علي الحياة فوق الأرض.

وانتقل التنجيم للأغريق من بلاد الفرس و مابين النهرين.

وكان يلقن بواسطة الكهنة بالمعابد.

وكان لكل من قدماء المصر يين والبابليين فلكهم الخاص بهم.

فلقد عثر علي تقاويم فوق أغطية التوابيت الفرعونية ترجع لسنة 2000-1600ق.

م.

ووجد أن أسقف المقابر المملكة الحد يثة فد زينت بصور النجوم التي كانت تري بالسماء وأطلق عليها أسماؤها.

كما وجد في بلاد ما بين النهرين تشكيلات لصور النجوم.

وكان البابليون يتنبؤن بدقة بالخسوف والكسوف للشمس والقمر.

وتاريخ الفلك يبدأ منذ عصر ماقبل التاريخ حيث كان الإنسان الأول قد شغل تفكيره بالحركة الظاهرية المتكررة للشمس والقمر وتتابع الليل حيث يظهر الظلام و تظهر النجوم وحيث يتبعه النهار لتتواري في نوره.

وكان يعزي هذا للقوي الخارقة لكثير من الآلهة.

فالسومريون (مادة) كانوا بعتقدون أن الأرض هضبة يعلوها القبة السماوية.

وتقوم فوق جدار مرتفع علي أطرافها البعيدة.

واعتبروا الأرض بانثيون (مادة) هائل تسكن فوق جبل شاهق.

والابليون (مادة) إعتقدوا أن المحيطات تسند الأرض والسماء.

والأرض جوفاء تطفو فوق مياهها ومركزها بها مملكة الأموات.

لهذا ألهت الشمس والقمر وتصورت الحضارات القديمة أنهما يعبران قية السماء فوق عربات تدخل من بوابة مشرق الشمس وتخرج من بوابة مغرب الشمس.

وهذه المفاهيم بنيت علي أساسها إتجهات المعابد الجنائزية.

وكان قدماء المصريين يعتقدون أن الأرض مستطيل طويل يتوسطها نهر النيل الذي ينبع من نهر أعظم يجري حولها تسبح فوقه النجوم الآلهة.

والسماء ترتكز علي جبال بأركان الكون الأربعة وتتدلي منها هذه النجوم.

لهذا كان الإه رع يسير حول الأرض باستمرار.

ليواجه الثعبان أبوبي (رمز قوي الظلام الشريرة) حتي يصبحا خلف الجبال جهة الغرب والتي ترفع السماء.

وهناك يهزم رع ويسقط.

فيحل الظلام.

وفي الصباح ينتصر رع علي هذه القوي الشريرة.

ويستيقظ من جهة الشرق.

بينما حورس (مادة) إله القمريسير بقاربه ليطوف حول العالم.

وكان القمر بعتبر إحدي عينيه.

و يلاحقه أعداؤه لفقيءهذه العين بإلقائها في النيل وينجحوا مجتمعين في هذه المهمة فيظلم الفمر.

لكن الإله رع يهب لنجدة عين حورس (القمر) ويعيدها لحورس.

وكان الصينيون يعتبرون الأرض عربة ضخمة في أركانها أعمدة ترفع مظلة (السماء) وبلاد الصين تقع في وسط هذه العربة ويجري النهر السماوي (النهر الأصفر) من خلال عجلات العربة ز ويقوم السيد الأعلي المهيمن علي أقدار السماء والأرض بملازمة النجم القطبي بالشمال بينما التنينات تفترس الشمس والقمر.

لكن في القرن الثاني ق.

م.

وضع الفلكي الصيني (هياهونج) نظرية السماء الكروية حيث قال أن الكون بيضة والأرض صفارهاوقبة السماء الزرقاء بياضها.

والكلدانيون (مادة) من خلال مراقبتهم لحركة الشمس ومواقع النجوم بالسماء وضعوا تقويمهم (انظر: تقويم).

واستطاعوا التنبؤ من خلال دورتي الشمس والقمر بحركتيهما ما مكنهم من وضع تقويم البروج حيث ريطوا فيعا بين الإنسان وأقداره.

وأخضعوا فيها إخضاع حركات النجوم لمشيئة الآلهة.

لهذا توأموا بين التنجيم (مادة) والفلك.

ومن خلال تقويم البروج تمكنوا من التنبؤ بكسوف الشمس وخسوف القمر.

لكنهم لم يجدوا لها تفسيرا.

وكان تقويمهم يعتمد أساسا علي السنو القمرية التي لم تكن تتوافق مع الفصول المناخية.

وكان قدماء المصريين منذ 3000 سنة ق.

م.

أمكنهمة الفيام بالرصد الفلكي وقياس الزمن وتحديده من خلال السنة والأشهر.

وبنوا الأهرامات (مادة) أضلاعها (وجوهها) متجهة للجهات الأربع الأصلية.

ومن خلال هذا نجدهم قد حددوا الشمال الحقيقي.

والفلك الفرعوني لم يتهموا به عكس بلاد الرافدين ولاسيما بالدورة القمرية.

واهتموا بالشمس لأنها كانت ترمز للإله رع.

(انظر: تقويم.

تنجيم.

دوائر الحجر.

ستونهنج.

أهرامات).

وكان فلكيو المايا يقومون بعمليات حسابية صعبة من بينها تحديد اليوم والإسبوع من التاريخ التقويمي لأي سنة منذ آلاف السنين في الماضي او المستقبل.

وكانوا يستخدمون مقهوما للصفر رغم عدم وجود الحساب والكسور العشرية.

وعرفت جضارة المايا الكتابة الرمزية (الهيروغليفية) كما عرفت التقويم عام 613ٌ.

م.

والسنة الماياوية 18 شهر كل شهر 20 يوم.

وكان يضاف للسنة 5 أيام نسيء يمارس فيها الطقوس الدينية وعرفوا الحساب.

وكان متطورا.

فالوحدة نقطة والخمسة وحدات قضيب والعشرون هلال.

وكانوا يتخذون اشكال الإنسان والحيوان كوحدات عددية.

وكان الفلكيون القدماء لديهم قد لاحظوا حركات الشمس والقمر والكواكب.

وصنعوا تقويمهم من خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية.

وكانت ملاحظات الفلكيين تتنبأ لتبشرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم الحياتية, ولاسيما في الزراعة أو الحرب.

وحسب الفلكيون سنة كوكب الزهرة 583,92 يوم (584 يوم).

وكانت الأيام حسب الرقم 20 أساس الحساب الماياوي.

وقد وجدت تواريخ منقوشة علي الحجر.

وكانالعرب يستعملون الأسطرالاب.

(مادة).

موسوعة حضارة العالم-أحمد محمد عوف-صدرت: 1421هـ/2000م


46-التقنيات الاستراتيجية والمتقدمة (زبد)

زبد: طبقة من الزبد والاوساخ تطفو على سطح سائل أو محلول.


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com