نتائج البحث عن (تَعْصِرْهُ)

1-مقاييس اللغة (عصر)

(عَصَرَ) الْعَيْنُ وَالصَّادُ وَالرَّاءُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ صَحِيحَةٌ:

فَالْأَوَّلُ دَهْرٌ وَحِينٌ، وَالثَّانِي ضَغْطُ شَيْءٍ حَتَّى يَتَحَلَّبَ، وَالثَّالِثُ تَعَلُّقٌ بِشَيْءٍ وَامْتِسَاكٌ بِهِ.

فَالْأَوَّلُ الْعَصْرُ، وَهُوَ الدَّهْرُ.

قَالَ اللَّهُ: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1].

وَرُبَّمَا قَالُوا عُصُرٌ.

قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

أَلَا انْعِمْ صَبَاحًا أَيُّهَا الطَّلَلُ الْبَالِي *** وَهَلْ يَنْعِمَنْ مَنْ كَانَ فِي الْعُصُرِ الْخَالِي

قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعَصْرَانِ: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

قَالَ:

وَلَنْ يَلْبَثَ الْعَصْرَانِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ *** إِذَا اخْتَلَفَا أَنْ يُدْرِكَا مَا تَيَمَّمَا

قَالُوا: وَبِهِ سُمِّيَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ، لِأَنَّهَا تُعْصَرُ، أَيْ تُؤَخَّرُ عَنِ الظُّهْرِ.

وَالْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ يُسَمَّيَانِ الْعَصْرَيْنِ.

قَالَ:

الْمُطْعِمُو النَّاسِ اخْتِلَافَ الْعَصْرَيْنِ.

ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: أَعْصَرَ الْقَوْمُ وَأَقْصَرُوا، مِنَ الْعَصْرِ وَالْقَصْرِ.

وَيُقَالُ: عَصَّرُوا وَاحْتَبَسُوا إِلَى الْعَصْرِ.

وَرُوِيَ حَدِيثٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ: حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ.

قَالَ الرَّجُلُ: وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا، فَقُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا، يُرِيدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَصَلَاةَ الْعَصْرِ.

فَأَمَّا الْجَارِيَةُ الْمُعْصِرُ فَقَدْ قَاسَهُ نَاسٌ هَذَا الْقِيَاسَ، وَلَيْسَ الَّذِي قَالُوهُ فِيهِ بِبَعِيدٍ.

قَالَ الْخَلِيلُ وَغَيْرُهُ: الْجَارِيَةُ إِذَا رَأَتْ فِي نَفْسِهَا زِيَادَةَ الشَّبَابِ فَقَدْ أَعْصَرَتْ، وَهِيَ مُعْصِرٌ بَلَغَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا وَإِدْرَاكَهَا.

قَالَ أَبُو لَيْلَى: إِذَا بَلَغَتِ الْجَارِيَةُ وَقَرُبَتْ مِنْ حَيْضِهَا فَهِيَ مُعْصِرٌ.

وَأَنْشَدَ:

جَارِيَةٌ بِسَفَوَانَ دَارُهَا *** قَدْ أَعَصَرَتْ أَوْ قَدْ دَنَا إِعْصَارُهَا

قَالَ قَوْمٌ: سُمِّيَتْ مُعْصِرًا لِأَنَّهَا تَغَيَّرَتْ عَنْ عَصْرِهَا.

وَقَالَ آخَرُونَ فِيهِ غَيْرُ هَذَا، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي الْعُصَارَةُ: مَا تَحَلَّبَ مِنْ شَيْءٍ تَعْصِرُهُ.

قَالَ:

عُصَارَةُ الْخُبْزِ الَّذِي تَحَلَّبَا.

وَهُوَ الْعَصِيرُ.

وَقَالَ فِي الْعُصَارَةِ:

الْعُودُ يُعْصَرُ مَاؤُهُ *** وَلِكُلِّ عِيدَانٍ عُصَارَهْ

وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: تَقُولُ الْعَرَبُ: لَا أَفْعَلُهُ مَادَامَ الزَّيْتُ يُعْصَرُ.

قَالَ أَوْسٌ:

فَلَا بُرْءَ مِنْ ضَبَّاءَ وَالزَّيْتُ يُعْصَرُ.

وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْعُصَارَةَ وَالْمُعْتَصَرَ مَثَلًا لِلْخَيْرِ وَالْعَطَاءِ، إِنَّهُ لِكَرِيمُ الْعُصَارَةِ وَكَرِيمُ الْمُعْتَصِرِ.

وَعَصَرْتَ الْعِنَبَ، إِذَا وَلِيتَهُ بِنَفْسِكَ.

وَاعْتَصَرْتَهُ، إِذَا عُصِرَ لَكَ خَاصَّةً.

وَالْمِعْصَارُ: شَيْءٌ كَالْمِخْلَاةِ يُجْعَلُ فِيهِ الْعِنَبُ وَيُعْصَرُ.

وَمِنَ الْبَابِ: الْمُعْصِرَاتُ: سَحَائِبٌ تَجِيءُ بِمَطَرٍ.

قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -:

{وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: 14].

وَأُعْصِرَ الْقَوْمُ، إِذَا أَتَاهُمُ الْمَطَرُ.

وَقُرِئَتْ: فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُونَ، أَيْ يَأْتِيهِمُ الْمَطَرُ.

وَذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنْ عَصْرِ الْعِنَبِ وَغَيْرِهِ.

فَأَمَّا الرِّيَاحُ وَتَسْمِيَتُهُمْ إِيَّاهَا الْمُعْصِرَاتِ فَلَيْسَ يَبْعُدُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى هَذَا الْبَابِ مِنْ جِهَةِ الْمُجَاوَرَةِ، لِأَنَّهَا لَمَّا أَثَارَتِ السَّحَابَ الْمُعْصِرَاتِ سُمِّيَتْ مُعْصِرَاتٍ وَإِعْصَارًا.

قَالَ فِي الْمُعْصِرَاتِ:

وَكَأَنَّ سُهْكَ الْمُعْصِرَاتِ كَسَوْنَهَا *** تُرْبَ الْفَدَافِدِ وَالْبِقَاعِ بِمُنْخُلِ

"وَالْإِعْصَارِ: الْغُبَارُ الَّذِي يَسْطَعُ مُسْتَدِيرًا ; وَالْجَمْعُ الْأَعَاصِيرُ."

قَالَ:

وَبَيْنَمَا الْمَرْءُ فِي الْأَحْيَاءِ مُغْتَبِطًا *** إِذْ صَارَ فِي الرَّمْسِ تَعْفُوهُ الْأَعَاصِيرُ

وَيُقَالُ فِي غُبَارِ الْعَجَاجَةِ أَيْضًا: إِعْصَارٌ.

قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة: 266].

وَيُقَالُ: مَرَّ فُلَانٌ وَلِثِيَابِهِ عَصَرَةٌ، أَيْ فَوْحُ طِيبٍ وَهَيْجُهُ.

وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْإِعْصَارِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: مَرَّتِ امْرَأَةٌ مُتَطَيِّبَةٌ لِذَيْلِهَا عَصَرَةٌ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَصْرُ وَالِاعْتِصَارُ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الِاعْتِصَارُ: أَنْ يَخْرُجَ مِنْ إِنْسَانٍ مَالٌ بِغُرْمٍ أَوْ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: بَنُو فُلَانٍ يَعْتَصِرُونَ الْعَطَاءَ.

قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْمُعْتَصِرُ: الَّذِي يَأْخُذُ مِنَ الشَّيْءِ يُصِيبُ مِنْهُ.

قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

وَإِنَّمَا الْعَيْشُ بِرُبَّانِهِ *** وَأَنْتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُعْتَصِرْ

وَيُقَالُ لِلْغَلَّةِ عُصَارَةٌ.

وَفُسِّرَ قَوْلُهُ - تَعَالَى: {وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49]، قَالَ: يَسْتَغِلُّونَ بِأَرْضِيهِمْ.

وَهَذَا مِنَ الْقِيَاسِ، لِأَنَّهُ شَيْءٌ كَأَنَّهُ اعْتُصِرَ كَمَا يُعْتَصَرُ الْعِنَبُ وَغَيْرُهُ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَصْرُ: الْعَطَاءُ.

قَالَ طَرَفَةُ:

لَوْ كَانَ فِي أَمْلَاكِنَا أَحَدٌ *** يَعْصِرُ فِينَا كَالَّذِي تَعْصِرْ

أَيْ تُعْطِي.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: الْعَصَرُ: الْمَلْجَأُ، يُقَالُ اعْتَصَرَ بِالْمَكَانِ، إِذَا الْتَجَأَ إِلَيْهِ.

قَالَ أَبُو دُوَادٍ:

مِسَحٍّ لَا يُوَارِي الْعَيْ *** رَ مِنْهُ عَصَرُ اللَّهْبِ

وَيُقَالُ: لَيْسَ لَكَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ عُصْرَةٌ، عَلَى فُعْلَةٍ، وَعَصَرٌ عَلَى تَقْدِيرِ فَعَلٍ، أَيْ مَلْجَأٌ.

وَقَالَ فِي الْعُصْرَةِ:

وَلَقَدْ كَانَ عُصْرَةَ الْمَنْجُودِ.

وَيُقَالُ فِي قَوْلِ الْقَائِلِ:

أَعْشَى رَأَيْتَ الرُّمْحَ أَوْ هُوَ مُبْصِرٌ *** لِأَسْتَاهُكُمْ إِذْ تَطْرَحُونَ الْمَعَاصِرَا

إِنَّ الْمَعَاصِرَ: الْعَمَائِمُ.

وَقَالُوا: هِيَ ثِيَابٌ سُودٌ.

وَالصَّحِيحُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الْمَعَاصِرَ الدُّرُوعُ، مَأْخُوذٌ مِنَ الْعَصْرِ، لِأَنَّهُ يُعْصَرُ بِهَا.

وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


2-تهذيب اللغة (عصر)

عصر: قال الله جلّ وعَزّ: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1، 2] قال الفرّاء: والعصر: الدهر، أقسم الله به.

وروى مجاهد عن ابن عبّاس أنه قال: العَصْر: ما يلي المغربَ من النهار.

وقال قتادة: هي ساعة من ساعات النهار.

وقال أبو إسحاق: العصر: الدهر، والعصر:

اليوم، والعصر: الليلة.

وأنشد:

ولا يلبث العصران يوم وليلة *** إذَا طَلَبَا أنْ يُدْرِكا ما تيمَّما

وقال ابن السكيت في باب ما جاء مثنَّى: الليل والنهار يقال لهما: العَصْران.

قال: ويقال: العَصْران: الغداة والعَشِيّ.

وأنشد:

وأمطُلُه العَصْرين حتى يَمَلَّني *** ويرضى بنصف الدَّين والأنف راغِمٌ

وقال الليث: العصر: الدهر، ويقال له: العُصُر مثقَّل.

قال: والعَصْران: الليل والنهار.

والعَصْر العَشِيّ.

وأنشد:

تَرَوَّحْ بنا يا عمرو قد قَصُر العصر

قال: وبه سمّيت صلاة العصر.

قال: والغداة والعَشِيّ يسمّيان العصرين.

وأخبرني المنذريّ عن أبي العباس قال: صلاة الوسطى: صلاة العصر.

وذلك لأنها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل.

قال: والعصر: الحَبْس، وسُمِّيت عَصْرًا لأنها تعصَر أي تُحْبَس عن الأولى.

قال: والعَصْر: العطِيَّة.

وأنشد:

يعصر فينا كالذي تعصر

أبو عبيد عن الكسائيّ: جاء فلان عَصْرًا أي بطيئًا.

وقال الله جلّ وعزّ: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يُوسُف: 49] قال أكثر المفسّرين: أي يَعْصِرون الأعناب والزيت.

وقال أبو عبيدة: هو من العَصَر ـ وهو المَنجاة ـ والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر.

وقال لبيد:

وما كان وقّافًا بدار مُعَصّر

وقال أبو زُبَيد:

ولقد كان عُصْرة المنجود

أي: كان مَلْجأ المكروب.

وقال الليث: قرىء: (وفيه تُعْصَرون) بضمّ التاء أي تُمطَرون.

قال: ومن قرأ: (تَعْصِرون) فهو من عَصْر العِنب.

قلت: ما علمت أحدًا من القرّاء المشهَّرين قرأ: تُعصرون، ولا أدري من أين جاء به الليث.

قال: ويقال: عصرت العِنَب وعصَّرته إذا ولِيت عَصْره بنفسك، واعتصرت إذا عُصِر لك خاصَّة.

والاعتصار: الالتجاء.

وقال عَدِيّ بن زيد:

لو بغير الماء حَلْقي شَرِق *** كنتُ كالغَصَّان بالماء اعتصاري

قال: والعُصَارة: ما تحلَّب من شيء تَعْصِره.

وأنشد:

فإن العذَاري قد خلطن لِلِمَّتى *** عُصَارة حِنّاء معًا وصَبِيب

وقال الراجز:

عُصَارة الجُزء الذي تحلّبا

ويروى تجلّبا، من تجلّب الماشية بقية العُشْب وَتلزّجته: أي أكلته، يعني: بقيَّة الرُطْب في أجواف حُمُر الوحش.

قال: وكل شيء عُصر ماؤه فهو عَصِير.

وأنشد قول الراجز:

وصار باقي الجُزْء من عصيره *** إلى سَرَار الأرض أو قُعوره

يعني بالعصير الجزء وما بقي من الرُّطْب في بطون الأرض ويبس ما سواه.

وقال الله جلَّ وعزَّ: {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجًا} [النّبأ: 14] روي عن ابن عباس أنه قال: المُعْصِرات: هي الرياح.

قال الأزهري: سمّيت الرياح مُعْصِرات إذا كانت ذواتِ أعاصِير، واحدها إعصار، من قول الله جلّ وعزَّ: {إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ} [البقرة: 266].

والإعصار: هي الريح التي تَهُبُّ من الأرض كالعَمُود الساطع نحو السماء، وهي التي يسمّيها بعض الناس الزّوْبَعة، وهي ريح شديدة، لا يقال لها إعصار حتى تَهُبّ كذلك بشدة.

ومنه قول العرب في أمثالها:

إن كنتَ ريحًا فقد لاقيتَ إعصارا

يضرب مَثَلًا للرجل يَلْقَى قِرْنه في النَجْدة والبَسَالة.

وقال ابن الأعرابيّ يقال: إعصار وعِصَار، وهو أن تَهيج الريحُ الترابَ فترفعه.

وقال أبو زيد: الإعصار: الريح التي تَسْطَع في السماء.

وجمع الإعصار الأعاصير، وأنشد الأصمعيّ:

وبينما المرءُ في الأحياء مغتبِط *** إذا هو الرَمْس تعفوه الأعاصير

وروي عن أبي العالية أنه قال في قوله: (مِنَ الْمُعْصِراتِ): [النبأ: 17] إنها السحاب.

قلت: وهذا أشبه بما أراد الله جلَّ وعزَّ؛ لأن الأعاصير من الرياح ليست من رياح المطر، وقد ذكر الله أنه يُنزل منها (ماءً ثَجَّاجًا).

العصر: المطر، قال ذو الرمة:

وتَبْسِم لَمْع البرق عن متوضّح *** كلون الأقاحي شاف ألوانَها العَصْرُ

وقولُ النابغة:

تَنَاذرها الراقُون من سُوء سمّها *** تراسلهم عصرًا وعصرًا تراجع

عصرًا أي مرّة.

والعُصَارة: الغَلَّة.

ومنه يقرأ.

وفيه تَعْصِرون [يوسف: 49] أي تستغلون.

وعَصَر الزرع: صار في أكمامه.

والعَصْرة شجرة.

وقال الفرّاء.

السحابة المُعْصِر: التي تتحلّب بالمطر ولما تجتمع، مثل الجارية المعصر قد كادت تحيض ولما تحِضْ.

وقال أبو إسحاق: المعصِرات: السحائب، لأنها تُعْصِر الماء.

وقيل مُعْصِرات كما يقال: أجزَّ الزرعُ إذا صار إلى أن يُجَزَّ، وكذلك صار السحاب إلى أن يمطر فيعصر.

وقال البَعِيث في المعصرات فجعلها سحائب ذوات المطر فقال:

وذي أُشُر كالأُقحوان تشوفُه *** ذِهابُ الصَّبَا والمُعْصِرات الدوالحُ

والدوالح من نعت السحاب لا من نعت الرياح، وهي التي أثقلها الماء فهي تَدْلَحُ أي تمشي مشي المُثْقَل، والذِهاب الأمطار.

وقال بعضهم: المعصِرات، الرياح.

قال: و {مِنَ} في قوله: {مِنَ الْمُعْصِراتِ} [النبأ: 14] قامت مقام الباء الزائدة، كأنه قال: وأنزلنا بالمعصرات ماء ثَجَّاجًا.

قلت: والقول هو الأول.

وأمَّا ما قاله الفرّاء في المُعْصِر من الجواري: إنها التي دنت من الحيض ولمَّا تحِض فإن أهل اللغة خالفوه في تفسير المعصر، فقال أبو عُبَيد عن أصحابه: إذا أدركت الجاريةُ فهي مُعْصِر، وأنشد:

قد أعصرت أو قد دنا إعصارها

قال: وقال الكسائي: هي التي قد راهقت العشرين.

وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: المعصِر ساعة تَطْمُث أي تحيض، لأنها تُحبس في البيت يجعل لها عَصَرًا.

قال: وكل حِصن يتحصَّن به فهو عَصَر.

وقال غيره: قيل لها معصر لانعصار دم حيضها ونزول ماء تَريبتها للجماع، وروى أبو العبّاس عن عمرو بن عمرو عن أبيه يقال: أعصرت الجاريةُ وأشْهدت وتوضَّأت إذا أدركت.

وقال الليث: يقال للجارية إذا حرمت عليها الصلاة ورأت في نفسها زيادة الشباب: قد أعصَرت فهي مُعْصِر: بلغت عُصْرة شبابها وإدراكها.

ويقال:

بلغت عَصْرها وعُصُورها.

وأنشد:

وفنَّقها المراضع والعُصُور

وروي عن الشعبيّ أنه قال: يَعْتِصر الوالدُ على ولده في ماله.

وَرَوى أبو قِلَابة عن عمر بن الخطاب أنه قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه، وليس للولد أن يعتصر من والده، لفضل الوالد على الولد.

قال أبو عُبَيد: قوله: يعتصر يقول: له أن يحبسه عنه ويمنعه إيّاه.

قال: وكل شيء حَبَسته ومنعته فقد اعتصرته وقال ابن أحمر:

وإنما العَيش بربّانه *** وأنت من أفنانه معتصِر

قال: وعصرت الشيء أعصِره من هذا.

وقال طَرَفة:

لو كان في أملاكنا أحَد *** يعصر فينا كالذي تعصِرْ

وقال أبو عُبَيْد في موضع آخر: المعتصر الذي يصيب من الشيء: يأخذ منه ويحبسه.

قال: ومنه قول الله: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49].

وقال أبو عُبَيدة في قوله:

يعصر فينا كالذي تَعْصِرْ

أي: يتّخذ فينا الأيادي.

وقال غيره: أي يعطينا كالذي تعطينا.

وقال شمر: قال ابن الأعرابيّ في قوله: (يعتصر الرجل مال ولده) قال: يعتصر: يسترجع.

وحكى في كلام له: قوم يعتصرون العطاء ويُعبِرون النساء، قال: يعتصرونه: يسترجعونه بثوابه.

تقول: أخذت عصرته: أي ثوابه أو الشيء نَفْسه.

وقوله: يُعْبِرون النساء أي يختِنونهنّ.

قال: والعاصر والعَصُور: هو الذي يَعتصر ويعصر من مال ولده شيئًا بغير إذنه.

شمر عن العِتريفيّ قال: الاعتصار: أن يأخذ الرجل مال ولده لنفسه، أو يبقّيه على ولده.

قال: ولا يقال: اعتصر فلان مال فلان إلّا أن يكون قريبًا له.

قال: ويقال للغلام أيضًا: اعتصر مال أبيه إذا أخذه قال: ويقال: فلان عاصر إذا كان ممسِكًا.

يقال: هو عاصرٌ قليل الخَير قال شمر وقال غيره: الاعتصار على وجهين.

يقال: اعتصرت من فلان شيئًا إذا أصبته منه.

والآخر أن تقول: أعطيت فلانًا عطيَّة فاعتصرتها أي رجعت فيها.

وأنشد:

ندِمت على شيء مضى فاعتصرته *** ولِلنحْلة الأولى أعفُّ وأكرم

فهذا ارتجاع.

قال: وأما الذي يمنع فإنما

يقال له: قد تعصّر أي تعسّر، يجعل مكان السين صادًا.

ثعلب عن ابن الأعرابيّ يقال: ما عَصَرك وثَبَرك وغَصنَك وشَجَرك أي ما منعك.

والعصَّار: المَلِك المَلْجأ.

ويقال: ما بينهما عَصَر ولا يَصَر ولا أيصر ولا أعصر أي ما بينهما مودَّة ولا قرابة.

وروي في الحديث أن النبي صلى‌ الله‌ عليه‌ وسلم أمر بلالًا أن يؤذِّن قبل الفجر ليعتصر معتصرُهم أراد الذي يريد أن يضرب الغائط.

وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده:

أدركت معتصري وأدركني *** حلمي ويَسّر قائدي نعلي

قال ابن الأعرابي: معتصري: عُمُري وهَرَمي.

وقال الليث: يقال هؤلاء موالينا عُصْرة أي دِنْية دون مَن سواهم.

قلت: ويقال: قُصْرة بهذا المعنى.

قال: والمِعْصَرة: التي يُعصر فيها العنب.

والمِعْصار: الذي يجعل فيه شيء ثم يعصر حتى يتحلَّب ماؤه.

وكان أبو سعيد يروي بيت طَرَفة:

لو كان في أملاكنا أحد *** يعصر فينا كالذي يُعصرْ

أي: يصاب منه وأنكر تعصر.

قال: ويقال: أعطاهم شيئًا ثم اعتصره إذا رجع فيه.

والعِصَار الحِين، يقال: جاء فلان على عِصَار من الدهر أي حِين.

وقال أبو زيد: يقال: نام فلان وما نام لعُصْر وما نام عُصْرًا، أي لم يكَدْ ينام.

وجاء ولم يجىء لعُصْر أي لم يجىء حِين المجيء.

وقال ابن أحمر:

يدعون جارهم وذِمَّته *** عَلَها وما يدعون من عُصْر

أي: يقولون: واذِمَّة جارنا، ولا يَدْعون ذلك حين ينفعه.

وقال الأصمعيّ: أراد: من عُصُر فخفَّف، وهو الملجأ.

ويقال: فلان كريم العَصير أي كريم النسب.

وقال الفرزدق:

تجرّد منها كلّ صهباء حُرَّة *** لعَوْهجِ أو للداعريّ عصيرها

والعِصَار: الفُسَاء.

وقال الفرزدق أيضًا:

إذا تعشّى عَتيق التمر قام له *** تحت الخَمِيل عِصار ذو أضاميم

وأصل العِصَار ما عصرتْ به الريح من التراب في الهواء.

والمعصور: اللسان اليابس عطشًا.

قال الطِرِمَّاح:

يَبُلّ بمعصور جَنَاحَيْ ضئيلةٍ *** أفاويق منها هَلَّة ونُقُوع

في حديث أبي هريرة أن امرأة مرَّت متطيّبة لذيلها عَسرَة، قال أبو عبيد: أراد: الغبار أنه ثار من سَحْبها، وهو الإعصار.

قال: وتكون العَصَرة من فَوْح الطيب وهَيْجه، فشبَّهه بما تثير الريح من الأعاصير.

أنشده الأصمعيّ:

[وبينما المرءُ في الأحياء مغْتَبِط *** إذا هو الرَّمسُ تعفوه الأعاصير]

قال الدينوريّ: إذا تبيَّنت أكمام السُنْبل قيل: قد عَصَّر الزَرْعُ، مأخوذ من العَصَر وهو الحِرْز أي تحرَّز في غُلْفه.

وأوعية السُنْبل أخْبِيته ولفائفه وأغْشيته وأكمته وقنابعه.

وقد قنبعت السُنْبل.

وهي ما دامت كذلك صمعاء ثم ينفقىء).

تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م


3-معجم العين (عصر)

عصر: العَصْرُ: الدّهر، فإذا احتاجوا إلى تثقيله قالوا: عُصُر، وإذا سكنوا الصاد لم يقولوا

إلاّ بالفتح، كما قال

*************** وهل يَنْعَمَنْ من كان في العُصُرِ الخالي

والعصران: الليل والنهار.

قال حميد بن ثور:

ولا يَلْبِثُ العَصْرَانِ يومًا وليلةً *** إذا اختلفا أن يدركا ما تيمّما

والعَصر: العشيّ.

قال:

يروحُ بنا عمْروٌ وقد عَصَرَ العَصْرُ *** وفي الرَّوْحَةِ الأولَى الغنيمةُ والأجرُ

به سمّيت صلاة العصر، لأنّها تعصر.

والعصران: الغداة والعشيّ.

قال:

المطعم الناس اختلاف العَصْرَيْنِ *** جفان شيزى كجوابي الغربين

يعني للحدس التي يصيب فيها الغربان.

والعصارة ما تحلب من شيء تعصره.

قال العجاج:

عصارة الجزء الذي تحلبا

يعني بقية الرَّطْب في أجواف حمر الوحش التي تجزّأ بها عن الماء.

وهو العصير أيضًا.

قال:

وصار باقي الجزء من عصيره *** إلى سَرار الأرض أو قعوره

يعني العصير ما بقي من الرَّطب في بطون الأرض، ويبس ما سواه.

وكلّ شيء عُصِر ماؤه فهو عصير، بمنزلة عصير العنب حين يُعصر قبل أن يختمر.

والاعتصار أن تخرج من إنسان مالًا بغرم أو بوجه من الوجوه.

قال:

فمن واستبقى ولم يعتصر *** من فرعه مالًا ولا المكسر

مَكسِره لشيء أصله، يقول: منّ على أسيره فلم يأخذ منه مالًا من فرعه، أي: من حيث تفرّع في قومه، ولا من مكسره، أي: أصله، ألا ترى أنّك تقول للعود إذا كسَرته: إنّه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشّعر فوصف به أصله وفرعه.

والاعتصار أن يغصَّ الإنسان بطعام فيعتصر بالماء، وهو شربه إياه قليلًا قليلًا، قال الشاعر

لو بغير الماءِ حَلْقي شرِق *** كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصاري

أي: لو شرقت بغير الماء، فإذا شرقت بالماء فبماذا أعتصر؟ والجارية إذا حرُمت عليها الصلاة، ورأت في نفسها زيادة الشباب فقد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِر، بلغت عصر شبابها.

واختلفوا فقالوا: بلغت عَصْرَها وعُصُرَها وعصورَها.

قال

*************** وفنّقها المراضعُ والعصورُ

ويجمع معاصير.

قال أبو ليلى: إذا بلغت قرب حيضها، وأنشد:

جاريةٌ بِسَفَوان دارهَا *** تمشي الهُوَيْنا مائلًا خمارُها

يَنْحَلُّ من غُلْمَتِها إزارُها *** قد اعْصَرَتْ، أو قد دنا إعصارها

والمُعْصِرات: سحابات تُمْطِر.

قال الله عزّ وجلَ: وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجًا.

وأعصر القوم: أُمْطِرُوا.

قال الله عزّ وجلّ: وَفِيهِ يَعْصِرُونَ.

ويقرأ يَعْصِرون، من عصير العنب.

قال أبو سعيد: يَعْصِرون: يستغلّون أَرَضِيهم، لأن الله يُغنيهم فتجيء عصارة أَرَضيهم، أي: غلّتها، لأنك إذا زرعتَ اعتصرتَ من زرعك ما رزقك الله.

والإعصار: الريح التي تثير السَّحاب.

أعصرتِ الرياح فهي مُعْصِرات، أي: مثيرات للسحاب.

والإعصار: الغبار الذي يستدير ويسطع.

وغبار العجاجة إعصار أيضا.

قال الله عز وجلّ: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ

يعني العجاجة.

والعَصَرُ: الملجأ، والعُصْرةُ أيضًا، والمُتَعَصَّرُ والمعْتَصَرُ، وهذا خلاف ما زعم في

تفسير هذا البيت، في قوله:

وعصْفَ جارٍ هدَّ جارُ المعتَصَرْ

قالوا: أراد به كريم البلل والنَّدَى، وهو كناية عن الفعل، أي: عمل جارٍ وهدَّ جار المعتصر فهذا معني كَرُمَ، أي: أَكْرِمْ به من مُعْتَصَر، أي: أنك تعصر خيره تنظر ما عنده، كما يُعْصَر الشراب.

وقال عبد الله: هذا البيت عندي:

وعصَّ جارٍ هدَّ جارًا فاعتصر

أي: لجأ.

وقال أبو دُواد في وصف الفرس:

مِسَحٌّ لا يواري العير *** منه عَصَرُ اللِّهْبِ

قال أبو ليلى: اللِّهْب: الجبل، والعَصَرُ: الملجأ، يقول: هذا العَيْرُ إن اعتصر بالجبل لم ينج من هذا الفرس.

وقال بعضهم: يعني بالعَصَر جمع الإعصار، أي: الغبار: والعُصْرَةُ: الدِّنْيَةُ في قولك: هؤلاءِ موالينا عُصْرَةً، أي: دِنْيَةَ، دون مَنْ سواهم.

والمَعْصِرَةُ: موضع يُعْصَرُ فيه العنب.

والمِعْصار: الذي يُجْعَلُ فيه شيء يُعْصَر حتى يُتَحلَّب ماؤه.

وعَصَرْتُ الكرمَ، وعصرت العنب إذا وليته بنفسك، واعتصرت إذا عُصِرَ لك خاصة.

والعَصْرُ العطية، عَصَرَهُ عَصْرًا.

قال طرفة:

لو كان في إملاكنا واحدٌ *** يَعْصِرُنا مثل الذي تَعْصِرُ

والعرب تقول: إنّه لكريم العُصارة.

وكريم المعتَصَر، أي: كريم عند المسألة.

وكلّ شيء منعته فقد اعتصرته.

ومنه الحديث: يعتصر الوالد على ولده في ماله أي: يحبسه عنه، ويمنعه إياه.

وعَصرت الشيء حتى تحَلَّب.

قال مرار بن منقد:

وهي لو تعصر من أردانها *** عبقَ المسكِ لكادت تَنعَصِر

وبعير معصور قد عصره السّفر عصرًا.

العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com