نتائج البحث عن (خُبْرَكَ)
1-العربية المعاصرة (خبر)
خبَرَ يَخبُر، خُبْرًا وخِبْرَةً، فهو خابِر وخبير، والمفعول مَخْبور.* خبَر الحياةَ: علِمها وعرَف حقيقتَها عن تجربة (لقد خَبَرْتك وعرفت صدقَ طويّتك- {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا} [قرآن]) (*) مِنْ أين خَبَرْت هذا الأمر؟: أي من أين عرفت حقيقتَه؟.
* خبَرَ الرَّجُلَ: اختبره، امتحنه ليعرفَ حقيقتَه.
خبُرَ/خبُرَ ب يخبُر، خُبْرًا وخِبْرَةً، فهو خبير، والمفعول مَخْبُور به.
* خبُر الشَّخصُ: صار خبيرًا.
* خبُر بالأمرِ: عرفه معرفة جيِّدة (صاحب الكلام أخبر بمعناه- {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} [قرآن]).
خبِرَ يَخبِر، خَبَرًا، فهو خابر، والمفعول مَخْبور.
* خبِر الشَّيءَ والشَّخصَ: علمه وعرفه على حقيقته.
أخبرَ يُخبر، إخبارًا، فهو مُخبِر، والمفعول مُخبَر.
* أخبره وقائع المؤتمر/أخبره بوقائع المؤتمر/أخبره عن وقائع المؤتمر: أعلمه وأنبأه بها (أخبر شخصًا بالتفاصيل- أخبرني عن جليّة الأمر: حقيقته).
اختبرَ يختبر، اختبارًا، فهو مختبِر، والمفعول مختبَر.
* اختبر الدَّواءَ: جرَّبه، أخضعه للاختبار، فحصه ليعرف حقيقتَه (اختبر السِّلاحَ).
* اختبر الشَّخصَ: امتحنه (اختبره في القراءة/الكتابة/القيادة/المعلومات العامّة- عقد المدرس اختبارًا مفاجئًا لطلابه).
* اختبر اللهُ النَّاسَ: ابتلاهم امتحانًا لقوّة إيمانهم، وهو أعلم بها.
استخبرَ يستخبر، استخبارًا، فهو مستخبِر، والمفعول مستخبَر.
* استخبره عن الأمر: طلب منه أن يخبره حقيقتَه، سأله عنه والتمس معرفتَه (استخبره عن صحّة/أحوال أبيه- استخبره عمّا يجري في فلسطين).
تخابرَ يتخابر، تخابُرًا، فهو متخابِر.
* تخابر مع صديقه: تبادل معه الأخبارَ (تخابر الشخصان هاتفيًّا- قُبض عليه بتهمة التخابر مع دولة أجنبيّة: بتهمة إمدادها بمعلومات عن بلده).
تخبَّرَ يتخبَّر، تخبُّرًا، فهو متخبِّر، والمفعول متخبَّر.
* تخبَّر الأمرَ: تعرَّفه على حقيقته.
خابرَ يخابر، مُخابَرَةً، فهو مخابِر، والمفعول مخابَر.
* خابر صديقَه:
1 - باحثه، بادله الأخبار (خابره في الأمر فوجد لديه كلّ تفهُّم).
2 - كالمه، اتّصل به هاتفيًّا (أرجو أن تخابرني حال نجاحك).
* خابر المالكُ الفلاَّحَ: [في القانون] سلّمه أرضَه لاستثمارها على نصيب معيّن كالثلث والربع وغيرهما، شاركه في زراعة أرض على نصيب معيَّن.
خبَّرَ يخبِّر، تخبيرًا، فهو مخبِّر، والمفعول مخبَّر.
* خبَّره الأمرَ/خبَّره بالأمر/خبَّره عن الأمر: أخبره به، أعلمه إيّاه وأبلغه به، أنبأه به (من خبَّر بنبأ فقد أنار- خبّره ما جرى في غيابه).
إخبار [مفرد]:
1 - مصدر أخبرَ.
2 - [في القانون] قيام سلطة رسميّة أو موظّف، أو قيام من شاهد اعتداء على الأمن العام أو حياة الناس بإبلاغ المدعي العام التابع له محلّ وقوع الجريمة.
أخباريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أخبار: على غير قياس: مؤرِّخ (الطبري من أبرز الأخباريِّين العرب) (*) صحيفة أخباريّة: تُعنى بالأخبار والأحداث.
إخباريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إخبار: إعلاميّ، مهتمّ بنشر الأخبار (شريط إخباريّ- قام الإخباريّون بتغطية أحداث الحفل وبثِّه على الهواء مباشرة).
* الإخباريّ من الأفعال: الذي يعبِّر عن إخبار، كالفعل قال أو روى.
إخبارِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إخبار: (نشرة إخباريّة) (*) رسالة إخباريّة: تقرير مطبوع يُزوَّد بأخبار ومعلومات ذات أهميّة لجماعة مُعيَّنة.
2 - مصدر صناعيّ من إخبار: خبر منقول بطريقة سرِّيَّة (وصلت إلى الشُّرطة إخباريّة بوجود مهرِّبين على الحدود).
3 - [في الفلسفة والتصوُّف] فرقة من الإماميّة، وهم فرقة من الشِّيعة قالوا بالنصِّ الجليّ على إمامة علي رضي الله عنه، وكفَّروا الصحابةَ ووقعوا فيهم وساقوا الإمامة إلى جعفر الصادق.
اختبار [مفرد]: جمعه اختبارات (لغير المصدر):
1 - مصدر اختبرَ.
2 - امتحان، تجربة (اجتاز الاختبارات جميعها بنجاح باهر- جرّبه على سبيل الاختبار- الاختبار مُعلِّم أخرس) (*) اختبار الطَّريق: اختبار يُجرى للمركبات لمعرفة مقدار صلاحيتها للسير على الطرق، فحص للشَّخص الذي يسعى للحصول على رُخصة قيادة لمعرفة قدرته على القيادة في الطرق- اختبار قيادة: امتحان في آداب المرور وقيادة السَّيارة- اختبار معاكس: اختبار يهدف إلى التحقق من أن نتائج اختبار أوَّلٍ صحيحةٌ- بالون اختبار: امتحان أو تجربة لجسّ نبض الرأي العام- تحت الاختبار: موضوع تحت الملاحظة؛ لمعرفة مدى صلاحيته- حَقْل اختبار: حقل للاختبارات الزراعيّة، ومجازًا: إخضاع مجتمع أو جماعات لتجربة أو تجارب يكون الغرض منها تحقيق شعارات- على سبيل الاختبار: للتجربة- ورقة اختبار: ورقة مشبَّعة بصبغة عبَّاد الشمس؛ لإجراء اختبارات كيميائيّة.
* اختبار القُدْرة: قياس قدرة العامل على أداء واجبات معيَّنة كالقدرة الميكانيكيّة، والقدرة الكتابيَّة، والقدرة الفنِّية.
* الاختبار الأحيائيّ: [في الكيمياء والصيدلة] تحديد نوع القوّة أو النَّشاط الحيويّ لمادَّة كالعقار أو الهرمون بمقارنة نتائجه مع تلك التي أجريت على حيوان في مختبر.
* أنبوب اختبار: [في الكيمياء والصيدلة] مخبار، أنبوب زجاجيّ أسطوانيّ مفتوح من جانب ودائريّ من الجانب الآخر ويستخدم في التَّجارب المخبريّة.
* اختبار الحساسيَّة: [في الطب] اختبار لبيان مدى التَّأثُّر بدواء مُعيّن أو بمرض مُعْدٍ، بوضع لزقات على الجلد، أو بإحداث خدوش جلديّة وتعريضِها لجرعاتٍ تُسَبِّبُ المرض أو العدوى.
* اختبار الذَّكاء: [في علوم النفس] نوع من الاختبارات لقياس مستوى الذكاء والقدرات العقليّة، اختبار معياريّ لتحديد مُستوى الذكاء عن طريق قياس القدرة الفرديّة على تكوين المفاهيم وحلّ المشكلات واكتساب المعلومات وتأدية عمليّات ذهنيّة أخرى.
اختباريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى اختبار: تجريبيّ، قائم على الاختبار والملاحظة (أسلوب اختباريّ).
2 - استقرائيّ، ناتج عن بحث وتتبُّع (حُكم اختباريّ).
اختباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اختبار: (يقضي المعيّنون الجدد فترة اختباريّة مدّتها ستة أشهر- حفرت الشَّركة عشرين بئرًا اختباريّة تنقيبًا عن البترول).
2 - مصدر صناعيّ من اختبار: قابلية شيء للسَّبْر والامتحان (اختباريّة ذاكرة).
3 - تجريبيّة، مذهب يقول بأن المعرفة كلّها مستمدّة من التّجربة والاختبار.
استخبار [مفرد]: جمعه استخبارات (لغير المصدر):
1 - مصدر استخبرَ.
2 - مُحَرَّر يتضمّن أسئلة عن شئون خاصَّة بالمسئول للإجابة عنها (*) إدارة الاستخبارات/دائرة الاستخبارات: مركز لجمع المعلومات عن العدوّ حماية لأمن الدولة والسلامة العامّة- الاستخبارات العسكريَّة: مركز لجمع المعلومات العسكريَّة.
* جهاز الاستخبارات: مباحث، جهاز رسميّ يتولَّى أعمال التجسُّس على العدوّ والكشف عمّا يعرّض أمن الدولة الداخليّ والخارجيّ للاضطرابات (جنّدتهم أجهزة استخبارات العدوّ عملاء لها).
استخباراتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استخبارات: على غير قياس (زعمت مصادر استخباراتيّة أمريكيّة أن لدى العراق أسلحة دمار شامل).
2 - مصدر صناعيّ من استخبارات: معلوماتيّة؛ مجموع التقنيَّات المتعلِّقة بالمعلومات ونقلها.
استخباريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استخبار: (تم القبض عليه بتهمة القيام بنشاطات استخباريّة لصالح بلد أجنبيّ).
2 - مصدر صناعيّ من استخبار: تجسُّسيّة.
* دوائر استخباريَّة: مراكز لجمع المعلومات من أيّ مكان لحماية أمن الدَّولة أو المؤسَّسة العسكريّة.
خابور [مفرد]: جمعه خَوَابيرُ:
1 - قطعة من خشب أو مطّاط يُسَدّ بها ثقب في الحائط ليسهل دقّ المسمار وتثبيته فيه.
2 - قطعة معدنيّة مدبّبة تمكّن من قرن محورين بالطَّرف أو من فك تقارنهما (خابور ربط).
3 - [في النبات] شجيرة طبيَّة وتزيينيَّة ذات زهر أصفر طيِّب الرائحة وثمارها سوداء.
خَبَر [مفرد]: جمعه أخابيرُ (لغير المصدر) وأخبار (لغير المصدر):
1 - مصدر خبِرَ.
2 - نبأ، ما يُعَبَّر به عن واقعة ما، ما ينقل من معلومات ويُتحدَّث بها قولًا أو كتابةً وتعبّر غالبًا عن أحداث جديدة كتلك المذكورة في الصحف والإذاعة والتليفزيون (تسرّبت الأخبار- نشر خبرًا- سأله عن أخباره- عند جُهَيْنة الخَبَر اليقين [مثل]: يُضرب في معرفة حقيقة الأمر- {سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} [قرآن]) (*) أخبار مَحَلِّيَّة: داخليَّة أو خاصَّة ببلدٍ ما، عكسها أخبار أو شئون عالميَّة- أصبح في خبر كان: هلَك وفَنِي- تشويه الأخبار- خبر صاعق: سيِّئ، مفاجئ وغير منتظَر- سأله عن أخباره: استفسر عن أحواله- صادق الخبر: صحيح النبأ، صَدُوق المقال- على هامش الأخبار: تعليق على الأخبار- مُرَمّات الأخبار: أكاذيبها- نشرة الأخبار: ما يقرأه المذيع في الراديو والتلفاز من أخبار محليَّة وخارجيَّة ليطّلع عليها الجمهور أو الرأي العام.
3 - حديث نبويّ (*) خبر متواتر: حديث ترويه جماعة عن جماعة.
4 - عمل {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [قرآن].
5 - [في البلاغة] قول يحتمل الصِّدق والكذب لذاته.
6 - [في النحو والصرف] لفظ مجرد عن العوامل اللفظيّة، أُسند إلى المبتدأ متمّمًا معناه ويصحّ السكوت عليه.
* خبر آحاد: حديث انفرد به راوٍ واحد وإن تعددتِ الطرق إليه.
خُبْر [مفرد]: مصدر خبَرَ وخبُرَ/خبُرَ ب (*) لأَخْبُرنَّ خُبْرك: لأعلمنَّ علمَك.
خِبْرة [مفرد]: جمعه خِبْرات (لغير المصدر) وخِبَر (لغير المصدر):
1 - مصدر خبَرَ وخبُرَ/خبُرَ ب (*) أهل الخِبْرة: الخُبراء ذوو الاختصاص الذين يعود لهم حقّ الاقتراح والتقدير.
2 - نتاج ما مرّ به الشَّخص من أحداث أو رآه أو عاناه، مجموع تجارب المرء وثقافته ومعرفته (له خِبْرة بالاقتصاد العالميّ- الشباب تنقصهم الخِبْرة) (*) تبادُل الخِبْرات: استفادة كلِّ شخص بخِبْرة الآخر.
* شهادة الخِبْرة: مستند لإثبات الخِبْرة.
خَبَرِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى خبَرَ.
2 - مصدر صناعيّ من خَبَر: نبأ (وصلته خبريّة كاذبة).
* الجملة الخبريَّة: (نح، بغ) الجملة التي تحتمل الصِّدق أو الكذب.
خَبير [مفرد]: جمعه خُبَراءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خبَرَ وخبُرَ/خبُرَ ب: (هم خبراءُ في مجال الطاقة/الزراعة- اختير خبيرًا بمجمع اللُّغة العربيَّة) (*) خبير تربويّ: مختصّ في نظريّات التربية والتعليم- هيئة الخُبَراء: مجموعة من الخُبراء غير الرسميِّين الذين يقومون بإسداء النصح والمشورة لواضعي السياسات خاصّة في حكومة.
2 - عارف بالأمر على حقيقته، عالم بالبواطن والظواهر {إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [قرآن].
3 - [في القانون] مُخْبِر، شخص تعيِّنه محكمة وتكلِّفه بالكشف عن بعض الوقائع وإبداء ملاحظاته في تقرير تستند إليه في حكمها (فجّر تقرير الخبير مفاجأة في القضيّة) (*) خبير مُحلَّف: الذي يؤدِّي اليمينَ أمام المحكمة.
* الخبير: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالم بكُنْه الشّيء، المطّلع على حقيقته، الذي لا تخفى عليه خافية {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [قرآن].
مُخابرات [جمع]: مفرده مُخابرة: اتِّصالات لجمع الأخبار (مخابرات سرِّيّة).
* جهاز المخابرات: جهاز الاستخبارات، جهاز رسميّ يتولّى جمع الأخبار لصالح دولة معيّنة لحفظ أمنها، والكشف عمّا يعرِّض أمنها الداخليّ والخارجيّ للاضطرابات (*) إدارة المخابرات/دائرة المخابرات/قلم المخابرات: مركز لجمع المعلومات حمايةً لأمن الدولة.
مخابراتيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مُخابرات: على غير قياس (تلقَّى دورة مخابراتيّة في إحدى الدول الكبرى).
2 - مصدر صناعيّ من مُخابرات: استخباراتية، معلوماتيّة.
مُخابرة [مفرد]:
1 - مصدر خابرَ (*) مخابرة تليفونيّة/مخابرة سريّة.
2 - [في القانون] أن يُعطي المالكُ الفلاحَ أرضًا يزرعها على بعض ما يخرج منها كالرّبع أو الثلث.
مِخْبار [مفرد]: جمعه مَخابيرُ:
1 - اسم آلة من خبَرَ.
2 - [في الكيمياء والصيدلة] إناء أسطوانيّ مدرّج على شكل أنبوب تقاس به حجوم السوائل والمحاليل في المعامل (مخبار مدرّج).
مَخْبَر [مفرد]: جمعه مَخابِرُ: اسم مكان من خبَرَ: مكان الفحص والمراقبة والتحرِّي وإجراء التجارب (يعمل هذا الشابُّ في مخبر كيميائيّ).
* مَخْبَر الشّخص: دخيلته وحقيقته، عكس مظهره أو منظره (مخبر شيطان في مظهر ملائكيّ- منظره خير من مخبره).
مُخْبِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أخبرَ.
2 - من يقوم بمهمّة جمع المعلومات أو الأخبار لغرض معيَّن (استعانت الشرطة بالمخبرين في القبض على اللصوص) (*) مُخبر خاصّ: من يقدم خدمات لأفراد أو شركات- مُخبر صحفيّ: من يزوّد الصَّحيفةَ بالأخبار.
مِخْبَرَة [مفرد]: جمعه مَخابِرُ:
1 - اسم آلة من خبَرَ.
2 - [في الطبيعة والفيزياء] أداة تتركّب من موصل يُجعل عادة على شكل قرص صغير، له يد عازلة تُستخدم في اختبار الشُّحنات الكهربائيّة.
مُخْتَبَر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اختبرَ.
2 - اسم مكان من اختبرَ.
3 - [في الكيمياء والصيدلة] مَعْمَل، مكان مجهَّز تُجرى فيه التجاربُ العلميَّة والاختبارات والتحليلات الكيماويَّة وغيرها (مختبر الكيمياء/الفيزياء/اللغة/الفضاء- مختبر نوويّ).
مُخْتَبَرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُخْتَبَر: قائم على التجربة والاختبار في المعامل والمُختبرات (أبحاث/تحاليل مختبريّة).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-العربية المعاصرة (خفى)
خفَى يَخفِي، اخْفِ، خَفْيًا، فهو خافٍ، والمفعول مَخْفِيّ.* خفَى نبأَ وصوله: ستره، كتمه، خبَّأه (كشف المنَقِّبون عن الآثار المخفِيَّة- خفَى خبرًا عن زميله- {وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [قرآن]).
خفِيَ/خفِيَ على/خفِيَ عن يَخفَى، اخْفَ، خَفاءً وخِفْيةً وخُفْيَةً، فهو خافٍ وخِفِيّ، والمفعول مَخْفِيّ عليه.
* خفِي الشَّيءُ: توارى، استتر ولم يظهر (فَعَله في الخَفاء- {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [قرآن]) (*) ما خفي كان أعظم: تقال عند توقّع حدوث شيء أسوأ مما حدث- وهل يَخفَى القمر؟: تقال للتدليل على وضوح الأمر، أو على شهرة الشخص.
* خفِيَ عليه الأمرُ/خفِي عنه الأمر: غَمَض (خفيت ملابسات الجريمة على رجال الشرطة- {إِنَّ اللهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ} [قرآن]) - لا يخفى أنَّ: أمر معروف- لا يخفى عليك: تدرك جيدًا.
أخفى يُخفي، أَخْفِ، إخفاءً، فهو مُخفٍ، والمفعول مُخفًى.
* أخفى الذَّهبَ في مكان أمين: ستره وخبّأه (أخفى مشاعرَه/سرًّا- كشفَ الأسرارَ التي كنت مُخْفِيَها- {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [قرآن]) (*) لا أخفيك سرًّا: سأبوح لك به- وهل يُخفَى القمر؟: تقال للتدليل على وضوح الأمر، أو على شهرة الشخص.
* أخفى الصَّوتَ: كتمه (أخفى المصلِّي قراءته- {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ} [قرآن]).
* أخفى الشَّيءَ: أظهره، أزال خفاءَه {إِنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [قرآن].
* أخفى عليه الأمرَ/أخفى عنه الأمرَ/أخفى منه الأمرَ: خبَّأه (أَخْفِ عَنَّا خَبَرَك) [حديث].
اختفى/اختفى عن/اختفى من يختفي، اختفِ، اختفاءً، فهو مختفٍ، والمفعول مُخْتَفًى عنه.
* اختفى الشَّيءُ/اختفى عن الأنظار/اختفى من الأنظار: توارى، استتر، غاب (اختفت الشمسُ وراء الغيوم- عثرت على المخطوط المختفِي: الضائع أو المفقود- اختفى أثر الدواء المهدِّئ: زال أثره- أصبح الثَّعْلب يسمو للعُلا.. واختفى من شدَّة الخوف الأسد).
* اختفت السِّلعةُ من السُّوق: نقصت، شحَّت أو لم يعد لها وجود (تحدثت الصحف عن اختفاء بعض الأدوية).
استخفى من يستخفي، اسْتخفِ، استخفاءً، فهو مستخفٍ، والمفعول مُستخفًى منه.
* استخفى من غريمه: خَفِيَ، توارى واستتر منه، غيَّر زيّه، تنكّر {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ} [قرآن] - {أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} [قرآن].
تخفَّى في/تخفَّى ل يتخفّى، تَخَفَّ، تَخَفّيًا، فهو متخفٍّ، والمفعول مُتَخَفًّى فيه.
* تخفَّى في زيّ امرأة: تنكّر (قُبض على اللصّ متخفيًا في زي شرطيّ).
* تخفَّى الصَّائدُ للصَّيد: اختبأ، توارى واستتر.
إخفاء [مفرد]: مصدر أخفى.
اختفاء [مفرد]: مصدر اختفى/اختفى عن/اختفى من.
استخفاء [مفرد]: مصدر استخفى من.
خافِية [مفرد]: جمعه خافيات وخوافٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خفَى وخفِيَ/خفِيَ على/خفِيَ عن.
2 - سِرّ، شِيء خفيّ (يعرف خوافي الأمور- {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [قرآن]) (*) لا تخفى عليه خافية: مُلِمٌّ بكل شيء.
3 - [في التشريح] إحدى ريشات أربع إذا ضم الطائر جناحيه خَفِيت.
خَفاء [مفرد]: مصدر خفِيَ/خفِيَ على/خفِيَ عن (*) برِح الخَفاءُ: اتَّضح الأمرُ الخفِيّ- في الخَفَاء: سرًّا، أي من وراء الكواليس أو من وراء ستار- لا خفاء في ما تريد: إننا ندرك ما تريد قوله.
خَفْي [مفرد]: مصدر خفَى.
خُفْيَة [مفرد]: مصدر خفِيَ/خفِيَ على/خفِيَ عن.
خِفْيَة [مفرد]: مصدر خفِيَ/خفِيَ على/خفِيَ عن.
خَفِيّ [مفرد]: جمعه خفايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفِيَ/خفِيَ على/خفِيَ عن (*) أساليب خَفيّة: طرق غامضة ملتوية- أضواء خفيّة/أنوار خفيّة: غير مباشرة- خفايا الأمور: بواطنها- خفايا الصُّدور/خفايا القلوب: ما تحويه من أسرار- شريك خفِيّ: شريك في عمل تجاريّ تخفى شراكته عن العامة- صوت خَفِيّ: صوت لا يُدرك جيدًا بحاسة السمع- نظَر بطرْفٍ خفيّ: غضّ معظمَ عيْنَيْه ونظر بباقيها من الخوف أو الاستحياء أو غيرهما- هو خَفِيّ البطن: ضامره- يد خفيّة: فاعل مجهول.
* قدرة خفيّة: مُستترة، غير ظاهرة.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
3-العربية المعاصرة (راث)
راثَ يَريث، رِثْ، رَيْثًا، فهو رائث.* راث الأمرُ: أبطأ (راث عليَّ خبرُك- رُبَّ عجلةٍ أعقبت رَيْثًا [مثل]: يستعمل في الحثّ على التأني والتحذير من التسرُّع).
تريَّثَ يتريَّث، تَرَيُّثًا، فهو مُتريِّث.
* تريَّثَ فلانٌ/تريَّث الشَّيءُ: راث، أبطأ وتمهَّل (التريُّث خيرٌ من الاستعجال- تريَّث في جوابك فإنَّ العجلة تورث النَّدامة).
تريُّث [مفرد]:
1 - مصدر تريَّثَ.
2 - [في الحاسبات والمعلومات] توقُّف تنفيذ البرنامج آليًّا لفترة قصيرة عند طلب إجراء بعض العمليَّات الأخرى، مثل نقل البيانات من إحدى الوحدات المساعدة.
رائث [مفرد]: اسم فاعل من راثَ.
رَيْث [مفرد]:
1 - مصدر راثَ.
2 - مقدار المُهلة من الزَّمن، وتأتي متَّصلةً ب (ما) (ما قعد إلا رَيْثَما انصرف- سأبقى ريثما تعود- رُبَّ ريْثٍ يُعْقِبُ فَوْتًا: ربمَّا تأخَّر المرءُ في اغتنام الفرصة ففاتته) (*) رُبَّ عجلةٍ تَهَبُ رَيْثًا.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
4-المعجم الوسيط (خَبَرَتِ)
[خَبَرَتِ] الناقه- خُبُورًا: غَزُرَ لبنُها.و- الشيءَ خِبْرًا وخِبْرَةً، ومَخْبرَةً: بلاهُ وامتحنه.
ـ و- عرَفَ خَبَرَه على حقيقتهِ، فهو خابرٌ.
ويقال: من أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟ ويقال: لأخْبُرَنَّ خُبْرَكَ: لأعْلَمَنَّ عِلْمَكَ.
و- الطعامَ: دَ سَّمَهُ.
و- الأرضَ: حرثَها.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
5-المعجم الوسيط (لَخَّصَ)
[لَخَّصَ] الشيءَ: أَخذ خُلاصَتَه.و- القولَ: قربَه واختصره.
و- الشيءَ: بيَّنه وشرحه.
ويقال: لخّص لي خبرك: بيّنه شيئا بعد شيء، فهو مُلَخّص.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
6-معجم متن اللغة (لحص)
لحص: ضيق وشدد في الأمر: استقصي فيه.و- الكتاب: أحكمه.
و- لي فلان خبرك وأمرك: بينه شيئًا فشيئًا.
و- الخبر: استقصاه.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
7-القاموس المحيط (الخبر)
الخَبَرُ، محركةً: النَّبَأج: أخبارٌ
جج: أخابِيرُ.
ورجُلٌ خابِرٌ وخَبيرٌ وخَبِرٌ، ككَتِفٍ وجُحْرٍ: عالمٌ به.
وأخْبَرَهُ خُبورَهُ: أنبأهُ ما عِندَهُ.
والخِبْرُ والخِبْرَةُ، بكسرهما ويضمانِ،
والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ: العِلْمُ بالشيءِ،
كالاخْتِبارِ والتَّخَبُّرِ. وقد خَبُرَ، كَكَرُمَ.
والخَبْرُ: المَزادَةُ العظيمَةُ،
كالخَبْراءِ، والناقَةُ الغَزيرَةُ اللَّبَنِ، ويكسرُ فيهما
ج: خُبُورٌ،
وة بِشيرازَ، منها الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ صاحبُ المُسْنَدِ،
وة باليَمنِ، والزَّرْعُ، ومَنْقَعُ الماءِ في الجَبَلِ، والسِّدْرُ،
كالخَبِرِ، ككَتِفٍ.
والخَبْراءُ: القاعُ تُنْبِتُهُ،
كالخَبِرَةِ
ج: الخَبارَى والخَبارِي والخَبْرَاوَاتُ والخَبَارُ، ومَنْقَعُ الماءِ في أُصُولِهِ.
والخَبَارُ، كسَحابٍ: ما لاَنَ من الأرضِ واسْتَرْخَى، والجَراثيمُ، وجِحَرَةُ الجُرْذانِ، و"من تَجَنَّبَ الخَبَارَ، أمن العِثارَ": مَثَلٌ.
وخَبِرَتِ الأرضُ، كفَرِحَ: كثُرَ خَبارُها.
وفَيْفَاءُ أو فَيْفُ الخَبَارِ: ع بِنَواحِي عَقيقِ المدينةِ.
والمُخابَرَةُ: أن يَزْرَعَ على النِّصْفِ ونحوِهِ،
كالخِبْرِ، بالكسر، والمُؤَاكَرَةُ.
والخَبِيرُ: الأَكَّارُ، والعالِمُ بالله تعالى، والوَبَرُ، والنَّباتُ والعُشْبُ، وزَبَدُ أفْواهِ الإِبِلِ، ونُسالَةُ الشَّعَرِ، وجَدُّ والِدِ أحمدَ بنِ عمرانَ المحدِّثِ، وبالهاءِ: الطَّائِفَةُ منه، والشَّاةُ تُشْتَرَى بَيْنَ جَماعَةٍ فَتُذْبَحُ،
كالخُبْرَة، بالضم،
وتَخَبَّرُوا: فَعَلُوا ذلك، والصُّوفُ الجَيِّدُ من أولِ الجَزِّ.
والمَخْبَرَةُ: المَخْرَأَةُ، ونَقيضُ المَرْآةِ.
والخُبْرَةُ، بالضم: الثَّريدَةُ الضَّخْمَةُ، والنَّصيبُ تَأْخُذُهُ من لَحْمٍ أو سَمَكٍ، وما تَشْتَرِيهِ لأَهْلِكَ،
كالخُبْرِ، والطَّعامُ، واللَّحْمُ، وما قُدِّمَ من شيءٍ، وطَعامٌ يَحْمِلُهُ المُسافِرُ في سُفْرَتِهِ، وقَصْعَةٌ فيها خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أربَعَةٍ أو خَمْسَةٍ.
والخابُورُ: نَبْتٌ، ونَهْرٌ بينَ رأسِ عَيْنٍ والفُراتِ، وآخَرُ شَرْقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ، ووادٍ.
وخابُوراءُ: ع.
وخَيْبَرُ: حِصْنٌ م قُرْبَ المدينةِ. وأحمدُ بنُ عبدِ القاهِرِ، ومحمدُ بنُ عبدِ العزيزِ الخَيْبَرِيَّانِ: كأَنَّهُما وُلِدَا به. وعليُّ بنُ محمدِ بنِ خَيْبَرَ: محدِّثٌ.
والخَيْبَرى: الحَيَّةُ السَّوْداءُ.
وخَبَرَهُ خُبْرًا، بالضم، وخِبْرَةً، بالكسر: بَلاهُ،
كاخْتَبَرَهُ،
وـ الطَّعامَ: دَسَّمَهُ.
وخابَرانُ: ناحيةٌ بينَ سَرَخْسَ وأبِيوَرْدَ، وع.
واسْتَخْبَرَهُ: سأَلَهُ الخَبَرَ،
كتَخَبَّرَهُ.
وخَبَّرَهُ تَخْبيرًا: أخْبَرَهُ.
وخَبْرِينُ، كقَزْوينَ: ة بِبُسْتَ.
والمَخْبُورُ: الطَّيِّبُ الإِدامِ. وكصَبُورٍ: الأَسَدُ. وكنَبِقَةٍ: ماءٌ لبني ثَعْلَبَةَ.
وخَبْرَاءُ العِذْقِ: ع بالصَّمَّانِ.
والخَبائِرَةُ: من ولَدِ ذِي جَبَلَةَ بنِ سَوادٍ أبو بَطْنٍ من الكُلاعِ، منهم: أبو علِيٍّ الخَبائِرِيُّ، وسُلَيْمُ بنُ عامِرٍ الخَبائِرِيُّ: تابِعِيٌّ، وعبدُ اللهِ بنُ عبدِ الجَبَّارِ الخَبائِرِيُّ.
ولأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ: لأَعْلَمَنَّ عِلْمَكَ. و"وجَدْتُ الناسَ اخْبُرْ تَقْلَه"، أي: وجَدْتُهُمْ مَقُولًا فيهم هذا، أي: ما من أحَدٍ إلا وهو مَسْخوطُ الفِعْلِ عندَ الخِبْرَةِ.
وأخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ:
وجدْتُهُا غَزِيرَةً. ومحمدُ بنُ علِيٍّ الخابِرِيُّ: محدِّثٌ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
8-معجم الأفعال المتعدية بحرف (لحص)
(لحص) يلحص لحصا في الأمر نشب فيه ولحص لي فلان خبرك وأمرك بينه شيئا فشيئا والتحص في الأمر اشتد والتحصه إلى الأمر ألجأه.معجم الأفعال المتعدية بحرف-موسى بن الحاج محمد بن الملياني الأحمدي الدراجي المسيلي الجزائري (الملقب نويوات)-صدر:1398هـ/1977م
9-معجم البلدان (الشاذياخ)
الشّاذِياخُ:بعد الذال المكسورة ياء مثناة من تحت، وآخره خاء معجمة: قرية من قرى بلخ يقال لها الشاذياخ. وشاذياخ أيضا: مدينة نيسابور أمّ بلاد خراسان في عصرنا، وكانت قديما بستانا لعبد الله بن طاهر بن الحسين ملاصق مدينة نيسابور، فذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيّع في آخر كتابه في تاريخ نيسابور:
أن عبد الله بن طاهر لما قدم نيسابور واليا على خراسان ونزل بها ضاقت مساكنها من جنده فنزلوا على الناس في دورهم غصبا فلقي الناس منهم شدة فاتفق أن بعض أجناده نزل في دار رجل ولصاحب الدار زوجة حسنة وكان غيورا فلزم البيت لا يفارقه غيرة على زوجته، فقال له الجندي يوما: اذهب واسق فرسي ماء، فلم يجسر على خلافه ولا استطاع مفارقة أهله فقال لزوجته: اذهبي أنت واسقي فرسه لأحفظ أنا أمتعتنا في المنزل، فمضت المرأة وكانت وضيئة حسنة، واتفق ركوب عبد الله بن طاهر فرأى المرأة فاستحسنها وعجب من تبذلها فاستدعى بها وقال لها: صورتك وهيئتك لا يليق بهما أن تقودي فرسا وتسقيه فما خبرك؟ فقالت: هذا فعل عبد الله بن طاهر بنا قاتله الله! ثمّ أخبرته الخبر، فغضب وحوقل وقال: لقد لقي منك يا عبد الله أهل نيسابور شرّا، ثمّ أمر العرفاء أن ينادوا في عسكره من بات بنيسابور حلّ ماله ودمه، وسار إلى الشاذياخ وبنى فيه دارا له وأمر الجند ببناء الدور حوله، فعمّرت وصارت محلّة كبيرة واتصلت بالمدينة فصارت من جملة محالّها ثمّ بنى أهلها بها دورا وقصورا، هذا معنى قول الحاكم، فإنّني كتبت من حفظي إذ لم يحضرني أصله، ولذلك قال الشاعر يخاطب عبد الله بن طاهر:
«فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا *** بالشاذياخ ودع غمدان لليمن»
«فأنت أولى بتاج الملك تلبسه *** من ابن هوذة يوما وابن ذي يزن»
ثمّ انقضت دولة آل طاهر وخربت تلك القصور فمرّ بها بعض الشعراء فقال:
«وكان الشاذياخ مناخ ملك، *** فزال الملك عن ذاك المناخ»
«وكانت دورهم للهو وقفا، *** فصارت للنّوائح والصّراخ»
«فعين الشّرق باكية عليهم، *** وعين الغرب تسعد بانتضاخ»
وقال آخر:
«فتلك قصور الشاذياخ بلاقع، *** خراب يباب والميان مزارع»
«وأضحت خلاء شاذمهر وأصبحت *** معطّلة في الأرض تلك المصانع»
«وغنّى مغنّي الدّهر في آل طاهر *** بما هو رأي العين في الناس شائع»
«عفا الملك من أولاد طاهر بعد ما *** عفا جشم من أهله والفوارع»
وقال عوف بن محلّم في قطعة طويلة أذكرها بتمامها في الميان، إن شاء الله:
«سقى قصور الشّاذياخ الحيا *** من بعد عهدي وقصور الميان»
«فكم وكم من دعوة لي بها *** ما إن تخطّاها صروف الزّمان»
وكنت قدمت نيسابور في سنة 613، وهي الشاذياخ، فاستطبتها وصادفت بها من الدّهر غفلة خرج بها عن عادته واشتريت بها جارية تركية لا أرى أن الله تعالى خلق أحسن منها خلقا وخلقا وصادفت من نفسي محلّا كريما، ثمّ أبطرتني النعمة فاحتججت بضيق اليد فبعتها فامتنع عليّ القرار وجانبت المأكول والمشروب حتى أشرفت على البوار، فأشار عليّ بعض النصحاء باسترجاعها، فعمدت لذلك واجتهدت بكلّ ما أمكن فلم يكن إلى ذلك سبيل لأن الذي اشتراها كان متموّلا وصادفت من قلبه أضعاف ما صادفت مني، وكان لها إليّ ميل يضاعف ميلي إليها، فخاطبت مولاها في ردّها عليّ بما أوجبت به على نفسها عقوبة، فقلت في ذلك:
«ألا هل ليالي الشاذياخ تؤوب؟ *** فإنّي إليها، ما حييت، طروب»
«بلاد بها تصبي الصّبا ويشوقنا ال *** شمال ويقتاد القلوب جنوب»
«لذاك فؤادي لا يزال مروّعا، *** ودمعي لفقدان الحبيب سكوب»
«ويوم فراق لم يرده ملالة *** محبّ ولم يجمع عليه حبيب»
«ولم يحد حاد بالرّحيل، ولم يزع *** عن الإلف حزن أو يحول كثيب»
«أئنّ ومن أهواه يسمع أنّتي، *** ويدعو غرامي وجده فيجيب»
«وأبكي فيبكي مسعدا لي فيلتقي *** شهيق وأنفاس له ونحيب»
«على أن دهري لم يزل مذ عرفته *** يشتّت خلّان الصّفا ويريب»
«ألا يا حبيبا حال دون بهائه *** على القرب باب محكم ورقيب»
«فمن يصح من داء الخمار فليس من *** خمار خمار للمحبّ طبيب»
«بنفسي أفدي من أحبّ وصاله، *** ويهوى وصالي ميله ويثيب»
«ونبذل جهدينا لشمل يضمّنا، *** ويأبى زماني، إنّ ذا لعجيب! »
«وقد زعموا أن كل من جدّ واجد، *** وما كلّ أقوال الرجال تصيب»
ثمّ لما ورد الغزّ إلى خراسان وفعلوا بها الأفاعيل في سنة 548 قدموا نيسابور فخرّبوها وأحرقوها فتركوها تلالا فانتقل من بقي منهم إلى الشاذياخ فعمّروها، فهي المدينة المعروفة بنيسابور في عصرنا هذا، ثمّ خرّبها التتر، لعنهم الله، في سنة 617 فلم يتركوا بها جدارا قائما، فهي الآن فيما بلغني تلول تبكي العيون الجامدة وتذكي في القلوب النيران الخامدة.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
10-معجم البلدان (وادي السباع)
وادي السّباع:جمع سبع، والسبع يقع على ما له ناب ويعدو على الناس والدواب فيفترسها مثل الأسد والذئب والنمر والفهد، فأما الثعلب فإنه وإن كان له ناب فإنه ليس بسبع لأنه لا عدوان له وكذلك الضبع ولذلك جاءت الشريعة بإباحة لحمهما، ووادي السباع الذي قتل فيه الزبير بن العوام: بين البصرة ومكة، بينه وبين البصرة خمسة أميال، كذا ذكره أبو عبيدة. ووادي السباع: من نواحي الكوفة، سمي بذلك لما أذكره لك، وهو أن أسماء بنت دريم بن القين بن أهود بن بهراء كان يقال لها أم الأسبع وولدها بنو وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة يقال لهم السباع، وهم: كلب وأسد والذئب والفهد وثعلب وسرحان وبرك، وهو الحريش ويقال له كركدّن له قرن واحد يحمل الفيل على قرنه على ما قيل،
وخثعم، وهو الضبع، والفزر، وهو اليربوع من السباع دون جرم الفهد إلا أنه أشد وأجرى، وعنزة، وهي دابة طويلة الخطم تعدّ من رؤوس السباع، يأتي الناقة فيدخل خطمه في حيائها ويأكل ما في بطنها، ويأتي البعير فيمتلخ عينه، وهرّ وضبع والسّمع، وهو ولد الذئب من الضّبع،
قلت لأبي الغوث يقولون إن الدّيسم ولد الذئب من الكلب، فقال: ما هو إلا ولد الذئب، ونمس، وهو دويبة فوق ابن عرس يأكل اللحم وهو أسود ملمّع ببياض، والعفر، جنس من الببر، وسيد والدّلدل والظّربان، دويبّة نتنة الفساء، ووعوع، وهو ابن آوى الضخم، وكانت تنزل أولادها بهذا الوادي فسمي وادي السباع بأولادها، قال ابن حبيب: مرّ وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن نزار بن معد بن عدنان بأسماء هذه أم ولد وبرة وكانت امرأة جميلة وبنوها يرعون حولها فهمّ بها فقالت له: لعلك أسررت في نفسك مني شيئا؟ فقال: أجل، فقالت:
لئن لم تنته لأستصرخنّ عليك، فقال: والله ما أرى بالوادي أحدا! فقالت له: لو دعوت سباعه لمنعتني منك وأعانتني عليك، فقال: أوتفهم السباع عنك؟
قالت: نعم، ثم رفعت صوتها يا كلب يا ذئب يا فهد يا دبّ يا سرحان يا أسد يا سيد! فجاؤوا يتعادون ويقولون: ما خبرك يا أماه؟ فقالت: ضيفكم هذا أحسنوا قراه، ولم تر أن تفضح نفسها عند بنيها، فذبحوا له وأطعموه، فقال وائل: ما هذا إلا وادي السباع! فسمي بذلك، قال ابن حبيب: هو الوادي الذي بطريق الرّقّة، وقال السفّاح بن بكير:
«صلّى على يحيى وأشياعه *** ربّ كريم وشفيع مطاع»
«أمّ عبيد الله ملهوفة، *** ما نومها بعدك إلا رواع»
«كما استحنّت بكرة واله *** حنّت حنينا ودعاها النزاع»
«يا فارسا ما أنت من فارس *** موطّأ الأكناف رحب الذراع»
«قوّال معروف وفعّاله، *** عقّار مثنى أمّهات الرباع»
«يعدو ولا تكذب شدّاته *** كما عدا الذئب بوادي السباع»
وهي طويلة، وقال أيضا:
«مررت على وادي السباع ولا أرى *** كوادي السباع حين يظلم واديا»
«أقلّ به ركبا أتوه وبيئة *** وأخوف إلا ما وقى الله ساريا»
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
11-معجم المصطلحات البلاغية وتطورها (الملخص)
الملخّص:لخّصت الشيء: اذا استقصيت في بيانه وشرحه وتحبيره، يقال: لخّص لي خبرك أي بيّنه لي شيئا بعد شيء. ولخصت القول: اقتصرت فيه واختصرت منه ما يحتاج اليه.
الملخّص من الشعر والكلام هو الذي يكون واضحا بيّنا، وهو خلاف المعقّد قال عبد القاهر: «وأما الملخّص فيفتح لفكرتك الطريق المستوي ويمهّده وإن كان فيه تعاطف أقام عليه المنار وأوقد فيه
الأنوار حتى تسلكه سلوك المتبين لوجهته وتقطعه قطع الواثق بالنجح في طيته فترد الشريعة زرقاء والروضة غناء فتنال الري وتقطف الزهر الجني. وهل شيء أحلى من الفكرة إذا استمرت وصادفت نهجا مستقيما ومذهبا قويما وطريقة تنقاد، وتبيّنت لها الغاية فيما ترتاد».
معجم المصطلحات البلاغية وتطورها-أحمد مطلوب-صدر: 1403هـ/1983م
12-تاج العروس (قرد)
[قرد]: القَرَدُ، مُحرَّكَةً: ما تَمَعَّطَ مِنَ الوَبَرِ والصُّوفِ وتَلَبَّدَ، وفي الرَّوْض: وهو رَدِيءُ الصَّوفِ. وفي النّهاية: هو ما يكون من الصُّوفِ والوَبَرِ وما لُقِطَ منهما، وأَنشدوا:لَوْ كُنْتُمُ صُوفًا لَكُنْتُمْ قَرَدَا *** أَوْ كُنْتُمُ مَاءً لَكُنْتُمْ زَبَدَا
أَوْ كُنْتُمُ لَحْمًا لَكُنْتُمْ غُدَدَا *** أَو كُنْتُمُ شَاءً لَكُنْتُمْ نَقَدَا
أَو كُنْتُمُ قَوْلًا لَكُنْتُمُ فَنَدَا
أَو نُفَايَتُه أَي الصُّوف، ثم استُعْمِل فيما سِواه من الوَبَرِ والشَّعرِ والكَتَّانِ، وقال الفرزدَقُ:
سَيَأْتِيهِمْ بِوَحْيِ القَوْلِ عَنِّي *** ويُدْخِلُ رَأْسَه تَحْتَ القِرَامِ
أُسَيِّدُ ذُو خُرَيِّطَةٍ نَهَارًا *** مِن المُتَلَقِّطِي قَرَدِ القُمَامِ
يعني بالأُسَيِّد هنا سُوَيْدَاءَ. وقال: من المُتَلَقِّطِي، ليُثبِت أَنَّهَا امرأَةً، لأَنّه لا يَتَتَبَّعُ قَرَدَ القُمَامِ إِلّا النساءُ.
والقَرَدُ: السَّعَفُ سُلَّ خُوصُها، واحدَتُه القَرَدَةُ بهاءٍ.
والقَرَدُ أَيضًا: شَيْءٌ لازِقٌ بالطُّرْثُوثِ كأَنَّه زَغَبٌ، نقلَه الصاغانيُّ.
وقولهم عَثَرَتْ، وفي بعض الروايات: عَكَرَتْ؛ أَي عَطَفَت، كما في الصّحاح، وأَورده أَهلُ الأَمثال بالوجيهنِ، عَلَى الغَزْلِ بِأَخَرَة، مُحَرَّكةً، فَلَمْ تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةً هذا مَثَلٌ من أَمثالهم يَضْرِبونه لِمَنْ تَرَكَ الحَاجَةَ مُمْكِنَةً وطَلَبَهَا فائِتَةً، وأَصلُه أَي المثل أَن تَتْرُكَ المرأَةُ الغَزْلَ وهي تَجِدُ ما تَغْزِلُه من قُطْن أَو كَتَّان أَو غيرِهما حَتَّى إِذَا فَاتَهَا تَتَبَّعَتِ القَرَدَ في القُمَامَاتِ مُلْتَقِطَةً، فما وجدَتْه فيها وهي المزابلُ تَلتقِطُه فتَغْزِلُه.
وقَردَ الشَعرُ والصوفُ، كفَرِحَ، يَقْرَد قَرَدًا: تَجَعَّدَ وانعقدت أَطرافُه، كَتَقَرَّدَ، إِذا تجمَّع.
وقَرِدَ الأَدِيمُ يَقْرَد قَرَدًا: حَلِمَ؛ أَي فَسَدَ.
وقَرِدَ الرَّجُلُ: سَكَتَ عِيًّا، وقيل: ذَلَّ وخَضَع، كأَقْرَدَ وقَرَّدَ، قال ابنُ الأَعرابيّ: أَقرَدَ الرجلُ إِذا سَكَتَ ذُلًّا.
وأَخْرَدَ، إِذا سَكَتَ حَياءً، وهو مَجاز، ومنهالحَديث «إِيَّاكم والإِقْرَادَ». وأَصله أَن يَقَعَ الغُرَابُ على البَعِيرِ فيَلْتَقِطَ القِرْدَانَ فَيَقِرَّ وَيَسْكُنَ لِمَا يَجِدُه مِن الرَّاحَةِ. وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها: «كان لَنَا وَحْشٌ فإِذا خَرَج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَسْعَرَنَا قَفْزًا، فإِذَا حَضَر مَجِيئُه أَقْرَدَ». أَي سَكَنَ وذَلَّ.
ومن المجاز. قَرِدَتْ أَسْنَانُه قَرَدًا: صَغُرَتْ ولَحِقَتْ بالدُّردُرِ. وإِنّه قَرِدُ الفَمِ.
ومن المَجاز: قَرِدَ العِلْكُ قَرَدًا: فَسَدَ طَعْمُه. وفي الأَساس: مَمْضَغَتُهُ.
وقَرَدَ لِعِيَالِه، كَضَرَبَ، قَرْدًا: جَمَعَ وكَسَبَ. وقَرَدَ فِي السِّقَاءِ يَقرِد قَرْدًا، وفي الأَفعال لابن القَطَّاع: في الإِناءِ، بدل السِّقاءِ: جَمَعَ سَمْنًا. وعليه اقتصَر أَئمَّةُ الغَريب، أَوْ لَبَنًا، كقَلَدَ، بلام، وقال شَمِرٌ: لا أَعرفه ولم أَسمعه إِلَّا لأَبي عُبَيدٍ. والقَلْدُ: جَمْعُك الشيءَ على الشيءِ من لَبَنٍ وغَيْرِه.
والقَرِدُ ككَتِفِ: السَّحابُ المُنْعَقِدُ المُتَلَبِّدُ بَعْضُه على بَعْضٍ، شُبِّه بالوَبَرِ القَرِدِ، كذا في المحكم، وفي التهذيب: القَرِدُ من السّحابِ: الذي تَراه في وَجْهِه شِبْهُ انْعِقَادٍ في الوَهمِ، يُشَبَّه بالشَّعرِ القَرِدِ الذي انعَقدَتْ أَطرافُه؛ وقال: أَبو حنيفةَ: إِذا رأَيتَ السَّحَابَ مُتَلَبِّدًا ولا يَمْلَاسّ فهو القَرِدُ والمُتَقَرِّدُ. وسحابٌ قَرِدٌ وهو المُتَقَطِّع في أَقْطَار السَّماءِ يَرْكَب بعضُه بَعْضًا.
ومن المَجاز أَيضًا: فَرَسٌ قَرِدُ الخَصِيلِ، إِذا كان غَيْرَ مْسْتَرْخٍ وأَنشد:
قَرِد الخَصِيل وفِي العِظَامِ بَقِيَّةٌ
والقَرَدُ، بالتحريك: هَنَاتٌ صِغَارٌ تَكُونُ دُونَ السَّحَابِ لم تَلْتَئِمْ بعْدُ، كالمُتَقَرِّدِ، هكذا في النسخ، وفي بعضها: كالمُتَقَرِّدة وقد تَقدّم قَولُ أَبي حنيفةَ في المُتَقَرّد.
والقَرَدُ مُحَرَّكَةً: لَجْلَجَةٌ في اللِّسَانِ، عن الهَجَرِيّ، وحَكَى: نِعْمَ الخَبَرُ خَبَرُك لولا قَرَدٌ في لِسَانِك. وهو من أَقْرَدَ، إِذا سَكَتَ، لأَن المُتَلَجْلِجَ لِسَانُه يَسْكُت عن بعضِ ما يُريد الكَلامَ به.
ومن المَجاز: هو حَسَنُ قُرَادِ الصَّدْرِ، وقَبِيحُ قُرَادِ الصَّدْرِ. القُرَادُ كغُرَابٍ حَلَمَةُ الثَّدْيِ، وهما قُرادَانِ، قال عَدِيُّ بنُ الرِّقَاعِ يمدَح عُمَرَ بنَ هُبَيْرةَ، وقيل هو لِمِلْحَةَ الجَرْمِيّ:
كَأَنَّ قُرَادَيْ زَوْرِه طَبَعَتْهُمَا *** بِطِينٍ مِنَ الجَوْلَانِ كُتَّابُ أَعْجَمِ
إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى فَتَى البَأْسِ والنَّدَى *** وذا الحَسَبِ الزَّاكِي التَّلِيدِ المُقَدَّمِ
فَكُنْ عُمَرًا تَأْتِي وَلَا تَعْدُوَنَّه *** إِلى غَيْرِهِ واسْتَخْبِرِ النَّاسَ وَافْهَمِ
عَنَى به حَلَمَتَيِ الثَّدْيِ. وقال أَبو الهَيْثَم: القُرَادَانِ من الرجُل أَسْفَل الثُّنْدُوَة، يقال: إِنهما منه لَطِيفانِ كأَنهما في صَدْرِه أَثَرُ طِينِ خَاتَمٍ خَتَمَه بعضُ كُتَّاب العَجَمِ، وخَصَّهُم لأَنهم كانوا أَهْلَ دَوَاوِينَ وكِتَابةٍ.
والقُرَادُ: حَلَمَةُ إِحْلِيلِ الفَرَسِ، وهما أَيضًا قُرَادانِ، حَلمتانِ عن جانِبيْ إِحْلِيلِه. والقُراد: دُوَيْبَّةٌ معروفةٌ تَعَضُّ الإِبلَ، وقال:
لَقَدْ تَعَلَّلْتُ عَلَى أَيَانِقِ *** صُهْبٍ قَلِيلاتِ القُرادِ اللَّازقِ.
أَي أَن جُلودَها مُلْسٌ لا يَثْبُت عليها قُرَادٌ إِلَّا زَلِقَ لِأَنها سِمَانٌ مُمْتلِئة كالقُرْدِ، بالضمِّ كأَنَّه أَخذَه من قَوْلِ جَريرٍ:
وَأَبْرَأْتُ مِن أُمِّ الفَرزْدَقِ نَاخِسًا *** وقُرْدُ اسْتِهَا بَعْدَ المَنَامِ يُثِيرُهَا
ويُضْرَب بهِ المَثَلُ فيقال: «أَذَلُّ مِن قُرَادٍ» و«أَسْفَلُ مِنْ قُرادٍ» الجمع: قِرْدَانٌ، بالكسر، جمع الكَثْرَةِ، وأَقْرِدَة، في القِلَّة، كما في اللسان.
وبَعِيرٌ قَرِدٌ، كفَرِحٍ: كَثِيرُهَا أَي القِرْدَانِ، وبه فَسَّر ابنُ سِيدَهْ قَوْلَ مُبَشِّر بن هُذَيلِ بن زَاخِرٍ الفَزارِيِّ:
أَرْسَلْتُ فِيها قَرِدًا لُكَالِكا
وأَما ثَعلبٌ فقال: هو المُتجَمِّعُ الشَّعَرِ. قال ابن منظور: والقَوْلانِ مُتَقَاربانِ، لأَنه إِذا تَجَمَّعَ وَبَرُه كَثُرَتْ فيه القِرْدَانُ.
ومن المجاز قَرَّدَه تَقْرِيدًا: انْتَزَع قِرْدَانَه، وفيه مَعنى السَّلْبِ. وتقول منه: قَرِّدْ بَعيرَك؛ أَي انْزِعْ منه القِرْدَانَ.
وقَرَّدَه الغُرَابُ: وَقَعَ عليه يَلْتَقِط القِرْدَانَ.
وقَرَّدَ تَقْرِيدًا: ذَلَّلَ، وهو من ذلك، لأَنّه إِذا قُرِّدَ سَكَنَ لذلك وذَلَّ وخَضَعَ ومنه قول الشاعِر:
إِذَا نَزَلَتْ بَنُو لَيْثٍ عُكَاظًا *** رَأَيْتَ عَلَى رُؤُوسِهِمُ الغُرَابَا
ومن المَجاز: قَرَّدَ تَقْرِيدًا: خَدَعَ وهو مُشْتَقٌّ من ذلك، لأَن الرجلَ إِذا أَرادَ أَن يَأْخُذَ البَعيرَ الصَّعْبَ قَرَّدَه أَوَّلًا، كأَنَّه يَنْزِع قِرْدَانَه. وفي اللسان: ويقال: فُلانٌ يُقَرِّد فُلانًا، إِذا خادَعَه مُتَلَطِّفًا، وأَصلُه الرجلُ يَجيءُ إِلى الإِبل لَيلًا لِيَرْكَب مِنها بَعِيرًا، فَيَخَافُ أَن يَرْغُوَ، فَيَنْزعُ منه القُرادَ حتّى يَستأْنِس إِليه ثم يَخْطِمُه.
والقُرَادُ بنُ صالِحٍ، والقُرَاد لَقَبٌ عبدِ الرحمنِ بن غَزْوَانَ الخُزَاعيّ المُؤَدِّب وابناه مُحمَّدٌ وعبدُ الله، وحَفِيده أَبو بكر عبد الله بن محمد، مُحَدِّثُونَ، قيل: كان أَبو بكر هذا وأَبوه يَضعَانِ الحَدِيث.
والقَرُودُ، كصَبور: بَعِيرٌ لا ينْفِرُ عن التَّقْرِيدِ، وفي بعض الأُمَّهات: عند التقريد.
ويقال: أَخذَه بِقَرْدِه، القَرْدُ: العُنُقُ كقولك بِصُوفِه، مُعَرَّبٌ قال ابنُ الأَعرابيّ: فارِسيّة. وفي التهذيب: القَرْدُ: لُغَةٌ في الكَرْدِ، وهو العُنُق، وهو مَجْثَمُ الهَامَةِ على سَالِفَة العُنُقِ، وأَنشد:
فَجَلَّلَهُ عَضْبَ الضَّريبَةِ صَارِمًا *** فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الضَّريبَةِ والقَرْدِ
وفي التهذيب: وأَنشد شَمِرٌ في القَرْدِ القَصِير.
أَوْ هِقْلَةٌ مِنْ نَعَامِ الجَوِّ عَارَضَها *** قَرْدُ العِفَاءِ وفي يَافُوخهِ صَقَعُ
قال: الصَّقَعُ: القَرَعُ. والعِفَاءُ: الرِّيش، والقرْدُ: القَصير.
والقِرْدُ بالكسر: حيوانٌ معروف أَي معروف، واحدته قِرْدَةٌ، وجمعها قِرَدٌ، كعِنَبٍ، وقد أَغفله المُصَنِّف، قاله شيخُنَا وكان الأَوْلَى تَمثيلهُ بِقِرْبَةٍ وقِرَب، الجمع: أَقْرَادٌ كحِمْلِ وأَحمالٍ وأَقْرُدٌ وقُرُودٌ وقِرَدٌ كعِنَبٍ وقِرَدَةٌ كفِيَلَةٍ وقَرِدَةٌ، بفتحِ القافِ وكَسْرِ الراءِ. قال شيخنا: وهذا الوزنُ لا يُعْرَف في الجُموع إِلّا إِذا كانت اسمَ جِنْسٍ جَمْعِيٍّ كاللَّبِنِ واللَّبِنَةِ. والقَرَّادُ سائِسُهُ. وقِرْدُ بنُ مُعَاوِية بن تَميمِ بن سَعْد بن هُذَيلٍ هُذَلِيٌّ، منهم أَبو ذُؤيب خُوَيْلد بن خالدٍ الشاعرُ، ومنه المَثَلُ «أَزْنَى مِنْ قِرْدٍ» قاله أَبو عُبَيد. أَو لأَنَّ القِرْدَ أَزْنَى الحَيَوَانِ. وهو قولُ الجمهور، وزَعَمُوا أَنه زَنَى قِرْدٌ في الجاهِليَّةِ فرَجَمَتْهُ القُرُودُ. ذكروه في تَرجمة عَمرِو بن مَيْمُونٍ أَحدِ رجال البِخَارِيّ.
وقَرْدَدُ كمَهْدَدٍ: جَبَلٌ. قال سيبويه: دالُه مُلْحِقَةٌ له بجَعْفَر، وليس كمَعَدٍّ، لأَن ذلك مَبْنِيٌّ على فَعَلٍّ من أَوَّلِ وَهْلَةٍ، ولو كان قَرْدَدٌ كمَعَدٍّ لم يظهر فيه المِثْلانِ، لأَن ما أَصُله الإِدغامُ لا يُخَرَّج على الأَصلِ إِلا في ضَرُورِة شِعْرٍ.
والقَرْدَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرْضٍ وقيل: وغَلُظَ. وفي الصّحاح: القَرْدَدُ: المكانُ الغليظُ المُرتفِعُ، وإِنما أُظْهِر [التضعيف] لأَنه مُلْحَق بِفَعْلَلٍ، والمُلْحَق لا يُدْغَم.
انتهى، وفي اللسان: ويقال للأَرْضِ المُسْتَوِية إِيضًا: قَرْدَدٌ.
ومنهحديثُ قَيْسِ بن الجَارُودِ: «قَطَعْتُ قَرْدَدًا». وفي المحكم: القَرْدَدُ من الأَرْضِ: قُرْنَةٌ إِلى جنْبِ وَهْدَةٍ، وأَنشد:
مَتى مَا تَزُرْنَا آخِرَ الدَّهْرِ تَلْقَنَا *** بِقَرْقَرَةٍ مَلْسَاءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ
وقال الأصمعيُّ: القَرْدَدُ: نحْوُ القُفِّ. قال الجوهريُّ: الجمع: قَرَادِدُ قال: وقد قالوا: قَرَادِيدُ كَراهِيَةَ الدَّاليْنِ، كالقُرْدُودَةِ، بالضمّ. والقُرْدُود، بغير هاءٍ أَيضًا، وهو ما ارتفَع من الأَرض وغَلُظَ، قال ابنُ سِيدَهْ: فَعَلَى هذا لا مَعْنَى لقولِ سِيبويهِ إِن القَراديدَ جَمْعُ قَرْدَد. وقال ابنُ شُمَيْلٍ: القُرْدُودةُ: ما أَشرفَ منها وغَلُظ، لا يُنْبِتُ إِلَّا قَليلًا، وكُلُّ شيءٍ منها حَدَبٌ وقال شَمِرٌ: القُرْدُودةُ: طَرِيقَةٌ مُنْقَادَةٌ كقُرْدُودَةِ الظَّهْرِ. وهي أَي القُردودة: اسمُ موضع بعَينِه. والقُرْدُودة مِنَ الظَّهْرِ: أَعلَاه من كُلِّ دابَّةٍ، ومن الثَبَج: ما أَشْرَف منه، وقال الأَصمعيُّ: السِّيسَاءُ: قُرْدُودَةُ الظَّهْرِ، عن أَبي عمرٍو: السِّيسَاءُ مِن الفَرَسِ: الحارِكُ. ومن الحِمَار: الظَّهْرُ، قال الفَرزدَقُ:
ولكِنَّهُمْ يُكْهِدُونَ الحَمِيرَ *** رُدَافَى عَلَى العَجْبِ والقَرْدَدِ
والقُرْدُودَة من الشِّتاءِ: شِدَّتُه وحِدَّتُه، وقال أَبو مالك: تَمْضِي قُردُودةُ الشتاءِ عَنَّا، وهي جَدْبَتُه وشِدَّتُه.
ويقال: جَاءَ بالحَدِيثِ عَلَى قَرْدَدِه وعلى سَمْتِه؛ أَي جاءَ به على وَجْهِهِ.
وعن أَبي سَعيد: القِرْدِيدَةُ، بالكسر: صُلْبُ الكَلامِ، وحكى عن أَعرابيٍّ أَنه قال: استَوْقَعَ الكلامُ فلَمْ يَسْهُلْ، فأَخَذْتُ قِرْدِيدَةً منه، فرَكِبْتُه ولم أَزُغْ عنه يَمينًا ولا شِمَالًا. وعن أَبي زيد: القِرْدِيدة: الخَطُّ الذي وَسَطَ الظَّهْرِ. وقال أَبو مالكٍ: هي الفَقَارَةُ نَفْسُهَا. والقِرْدِيدَة من التَّمْرِ هي الكِرْدِيدَةُ، وسيأْتي في الكاف. والقِرْدِيدة: رَأْسُ الرَّجُلِ، لارتفاعِه. والقِرْدِيدَة: أَعْلَى الجَبَلِ، كالقُرْدُودَةِ.
وقُرَدُ، كزُفَرَ: موضع، عن الصاغانيّ.
وأَقْرَدَ الرَّجلُ وقَرِدَ: سَكَتَ عَنْ عِيٍّ، وقد تقدَّمَ. وأَقْرَدَ: سَكَن وذَلَّ وتَمَاوَتَ؛ أَي أَظْهَر المَوْتَ وليس كذلك، وأَنشد الأَحمرُ:
تَقُولُ إِذَا اقْلَوْلَى عَلَيْهَا وأَقْرَدَتْ: *** أَلَا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدَائمِ
قال ابن بَرِّيٍّ: البيت للفرزْدَق يَذْكُر امرأَةً إِذا عَلَاهَا الفَحْلُ أَقْرَدَت وسَكَنَتْ وطلَبَتْ منه أَن يكونَ فِعْلُه دائمًا مُتَّصِلًا.
والقَرْدَى، كسَكْرَى: موضع بالجَزِيرَة وبقُرْبها قَرْيَةُ ثَمَانِينَ.
والقَرَدِيَّةُ، مُحَرَّكَةً: مَاءَةٌ بَيْنَ الحَاجِرِ ومَعْدِنِ النُّقْرَةِ، نقله الصاغانيّ.
وذو قَرَدٍ، مُحرَّكةً، ويقال ذو القَرَدِ، وحكى السُّهَيْلِيّ فيه عن أَبي عليٍّ ضمَّ القافِ والراءِ معًا: موضع قُرْبَ المَدِينة على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ، وقال ابنُ الأثير: ماءٌ، على لَيلتينِ منها بينها وبين خَيْبرَ، أَغَارُوا بِهِ عَلَى لقَاحِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَغَزَاهُمْ، ويقال لتلك الغَزْوَةِ: غَزْوَةُ ذِي قَرَدٍ.
مَذكورة في كتب السِّيَر.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَقَرَّدَ الدَّقيقُ: رَكِبَ بعضُه بعضًا، قد جاءَ ذِكْرُه في حديثِ عُمَرَ.
وأُمُّ القِرْدَانِ: المَوْضِعُ بين الثُّنَّةِ والحافِرِ.
وقَرِدَ الكُحْلُ في العَيْنِ، كفَرِحَ: تَقَطَّعَ، كذا في أَفعال ابنِ القَطَّاع.
ومن المجاز: رجلٌ قَرُودٌ: ساكِنٌ. وأَقْرَدَ الرجلُ: لَصِقَ بالأَرض. وأَقْرَدَ البَعيرُ: سارَ سَيْرًا لَيِّنًا لا يُحَرِّك راكِبَه.
ونَزَعْتُ قُرَادَ فُلانٍ؛ أَي خَدَعْتُه، كذا في الأَساس.
والتِّقْرِدُ، بالكسر: الكَرَوْيَاءُ، وقيل: هي جَميعُ الأَبْزارِ، واحِدَتها تِقْرِدةٌ، وقد مَرَّ ذِكْره في التاءِ. وهنا ذكره غيرُ واحِدٍ من الأَئمَّة.
والقَرَدَة، محرَّكةً: ماءَةٌ أَسْفَلَ مِياهِ الثَّلَبُوتِ بنَجْدِ الرُّمَّة لبني نَعَامَةَ.
والقُرَادَة، بالضَّمّ: ماءَةٌ قَريبةٌ من الرَّبَذَةِ، أَظُنُّها لمُحَارِبٍ. كذا في المُعجم.
وبنو قُرَادٍ بَطْنٌ من بني فِهْرِ بن مَالِك. وقُرَادٌ أَبو نُوح، مُحَدِّثٌ.
وقُرَادِدُ كعُلَابِط: من قُرَى اليَمنِ.
وإِنه لقَرِدُ الفَمِ، ككَتِفٍ، إِذا كانَتْ أَسنانُه صِغارًا خِلْقَةً.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
13-تاج العروس (خبر)
[خبر]: الخَبَرُ، مُحرَّكَةً: النَّبَأُ، هكذا في المُحْكَم. وفي التَّهْذِيب: الخَبَر: ما أَتَاكَ مِن نَبَإِ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ. قال شَيْخُنَا: ظاهِرُه بل صَرِيحُه أَنَّهُما مُتَرادِفَان، وقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُمَا، وأَنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عن أَمْر عَظيم كما قَيَّد به الرَّاغِب وغيرُه من أَئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ في أُصولِ العَرَبِيَّة. ثم إِنَّ أَعلامَ اللُّغَةِ والاصْطِلاح قَالوا: الخَبَر عُرْفًا ولُغَة: ما يُنْقَل عن الغَيْر، وزادَ فيه أَهْلُ ما يُنْقَل عن الغَيْر، وزادَ فيه أَهْلُ العَرَبِيَّة: واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه.والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث. أَو الحَدِيثُ: ما عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، والخَبَر: ما عَنْ غَيْرِه.
وقال جَماعَة من أَهْلِ الاصْطِلاح: الخَبَر أَعَمُّ، والأَثَرُ هو الذي يُعَبَّرُ به عن غَيْر الحَدِيث كما لِفُقَهاءِ خُراسَانَ. وقد مَرَّ إِيماءٌ إِليه في «أَثر» وبَسْطه في عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث. الجمع: أَخْبارٌ. وجج؛ أَي جَمْع الجَمْع أَخابِيرُ.
ويقال: رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ: عالِمٌ بالخَبَر. والخَبِيرُ: المُخْبِر.
[وخَبِرٌ] * قال أَبُو حَنِيفَة في وَصْف شَجَر: أَخْبَرَني بذلِك الخَبِرُ. فجاءَ به ككَتِف. قال ابنُ سِيده: وهذا لا يَكَادُ يُعْرَف إِلّا أَنْ يُكونَ على النَّسَب. ويُقَالُ: رَجُلٌ خُبْرٌ، مثل جُحْر؛ أَي عَالِمٌ بِهِ؛ أَي بالخَبَر، على المُبَالَغَة، كزيد عَدْل.
وأَخْبَره خُبُورَه، بالضّمّ؛ أَي أَنْبَأَه ما عِنْدَه. والخُبْرُ والخُبْرَة، بكَسْرِهِما ويُضَمَّان، والمَخْبَرةُ، بفَتْح المُوَحَّدة، والمَخْبُرَة بضَمِّها: العِلْمُ بالشَّيْءِ، تقول: لي به خُبْرٌ وخُبْرة، كالاخْتِبار والتَّخَبُّرِ. وقد اخْتَبَرَه وتَخَبَّرَه. يقال: مِنْ أَيْنَ خَبَرْتَ هذا الأَمرَ؟ أَي من أَيْن عَلِمْت. ويقال: «صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ». وقال بَعضُهم: الخُبْر، بالضَّمّ: العِلْمُ بالباطِن الخَفِيِّ، لاحْتِياج العِلْم به للاخْتبار. والخِبْرَةُ: العِلْم بالظَّاهر والباطنِ، وقيلَ: بالخَفَايَا البَاطِنَةِ ويَلْزَمُها مَعْرِفَةُ الأُمورِ الظَّاهِرة. وقد خَبُرَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ، خُبُورًا، فهو خَبيرٌ.
والخَبْرُ، بفَتْح فَسُكُون: المَزَادَةُ العَظِيمَة، كالخَبْرَاءِ، مَمْدُودًا، الأَخِير عن كُرَاع.
ومِنَ المَجَازِ: الخَبْرُ: النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبنِ، شُبِّهت بالمَزَادة العَظِيمة في غُزْرِها، وقد خَبَرَتْ خُبُورًا عن اللِّحْيَانِيّ، ويُكْسرُ، فِيهِمَا، وأَنْكَر أَبو الهَيْثم الكَسْرَ في المَزادَة، وقال غيرُه: الفَتْحُ أَجْودُ.
ج؛ أَي جمْعهما، خُبُورٌ.
والخَبْرُ: قرية: بِشِيرازَ، بها قَبْرُ سَعِيدٍ أَخِي الحَسَن البَصْرِيّ. مِنْهَا أَبُو عَبْدِ الله الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ الخَبْرِيّ الحافظ صاحِبُ المُسْنَد، وكان يُعَدُّ من الأَبدَال، ثِقَةٌ ثَبتٌ، يَرْوِي عن سَعِيد بن أَبي مَرْيَمَ وسَعِيدِ بنِ عُفَير، وعَنْه أَبُو بَكْر بْنُ عَبدانَ الشِّيرازِيّ، وأَبو بَكْر عبد الله بن أَبي داوود السِّجِسْتَانيّ، وتُوفِّيَ سنة 264، والخَبْرُ: قرية باليَمَن، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.
والخَبْرُ: الزَّرْعُ.
والخَبْرُ: مَنْقَعُ الماءِ في الجَبَل، وهو ما خَبِرَ المسِيلُ في الرُّءُوس، فتَخُوضُ فيه.
والخَبْرُ: السِّدْرُ والأَرَاكُ وما حَوْلَهُمَا من العُشْب. قال الشاعر:
فجادَتْكَ أَنواءُ الرَّبِيعِ وهَلَّلَتْ *** عليكَ رِيَاضٌ من سَلَامٍ ومِن خَبْرِ
كالخَبِر، ككَتِفٍ، عن اللَّيث واحِدَتُهما خَبْرة وخَبِرَةٌ.
والخَبْرَاءُ: القاعُ تُنْبِتُه؛ أَي السِّدْرَ، كالخَبِرَة، بفَتْح فكَسْر، وجمْعُه خَبِرٌ. وقال اللّيث: الخَبْراءُ شَجْراءُ في بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيها المَاءُ إِلى القَيْظ، وفيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَر السِّدْرِ والأَراكِ وحَوالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ، وتُسَمَّى الخَبِرةَ، الجمع: الخَبَارى، بفتح الرّاءِ، والخَبَارِي، بكَسْرِهَا مثل الصَّحَارَى والصَّحَارِي. والخَبْراواتُ والخبَارُ، بالكَسْرِ.
وفي التَّهْذِيب في «نَقْع»: النَّقَائع: خَبَارَى في بِلادِ تَميم.
والخَبْرَاءُ: منْقَعُ المَاءِ. وخَصَّ بَعْضُهم به مَنْقَعَ المَاءِ في أُصُولِهِ؛ أَي السِّدرِ. وفي التَّهْذِيب الخَبْرَاءُ: قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِع فيه المَاءُ.
والخَبَارُ كسَحَاب: مَالانَ مِنَ الأَرْضِ واسْتَرْخَى وكانَت فِيهَا جِحَرَةٌ، زاد ابْنُ الأَعْرَابِيّ: وتَحَفَّر. وقال غيره: هو ما تَهوَّرَ وساخَتْ فيه القَوَائِمُ. وفي الحَدِيث «فدَفَعْنَا في خَبَارٍ من الأَرض»؛ أَي سَهْلَةٍ لَيِّنة. وقال بَعضُهم: الخَبَارُ: أَرضٌ رِخْوَة تَتعْتَع فيها الدَّوابُّ، وأَنشد:
تَتَعْتع في الخَبَارِ إِذَا عَلَاه *** وتَعْثُرُ في الطَّرِيق المُسْتَقِيمِ
والخَبَارُ: الجرَاثِيمُ، جَمْعُ جُرْثُومٍ؛ وَهُوَ التُّرابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجرِ. والخَبَارُ: حِجَرَةُ الجُرْذانِ، واحدَتُه خَبَارَةٌ. و«مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ» مَثَلٌ ذَكَرَه المَيْدَانِيّ في مَجْمَعِه والزَّمَخْشَريّ في المُسْتَقْصَى والأَساس.
وخَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَرًا، كفَرِح كَثُر خَبَارُهَا. وخَبِر المَوْضِعُ، كفَرِحَ، فَهُو خَبِرٌ: كَثُرَ به الخَبْرُ، وهو السِّدْر.
وأَرضٌ خَبِرَةٌ، وهذا قَدْ أَغفلَهَ المُصنِّفُ.
وفَيْفَاءُ أَو فَيْفُ الخَبَارِ: موضع بِنَواحِي عَقِيقِ المَدِينَةِ، كانَ عَلَيْه طَرِيقُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ يُرِيدُ قُرَيشًا قبل وَقْعَة بَدْرٍ، ثم انْتَهَى منه إِلى يَلْيَلَ.
والمُخَابَرَةُ: المُزَارَعَةُ*، عَمَّ بها اللِّحْيَانيّ. وقال غَيْره: على النِّصْفِ ونَحْوِه؛ أَي الثُّلُث. وقال ابنُ الأَثير:
المُخَابَرةُ: المُزارَعَة على نَصِيبٍ مُعَيَّن، كالثُّلُث والرُّبع وغَيْرِهما.
وقال غَيرُه: هو المُزارَعَة ببَعْض ما يَخْرُج من الأَرض، كالخِبْرِ، بالكَسْر. وفي الحَدِيث: «كُنَّا نُخَابِرُ ولا نَرى بِذلك بَأْسًا حتّى أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا» قيل: هو من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَرًا: كَثُر خَبَارُهَا. وقيل: أَصْلُ المُخَابَرة من خَيْبَر، لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَرَّها في أَيْدِي أَهْلِهَا على النِّصف من مَحْصُولِها، فقيل: خَابَرَهُم؛ أَي عامَلَهُم في خَيْبر.
والمُخَابَرَة أَيْضًا المُؤَاكَرَةُ: والخَبِيرُ: الأَكَّارُ، قال:
تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من كُلِّ جانِبٍ *** كجَزِّ عَقَاقِيلِ الكُرُومِ خَبِيرُها
رفع خَبِيرُهَا على تَكْرِيرِ الفِعْل. أَراد جَزَّه خَبِيرُها؛ أَي أَكَّارُها.
والخَبِيرُ: العالِمُ بالله تَعَالَى، بمَعْرِفَة أَسمائِه وصِفَاتِه، والمُتَمكِّن من الإِخْبار بما عَلِمَه والذي يَخْبُرُ الشَّيْءَ بعِلْمه.
والخَبِير: الوَبَرُ يَطْلُع على الإِبِل، واستعاره أَبو النّجم لحمِير وَحْشٍ فقال:
حَتَّى إِذا ما طَارَ من خَبِيرِهَا
ومن المَجَاز في حَدِيثِ طَهْفَة: «نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ»؛ أَي نَقْطَع النَّبَات والعُشْب ونأْكلُه. شُبِّه بخَبِير الإِبِل وهو وَبَرُهَا، لأَنَّه يَنْبُت كما يَنْبُت الوَبَر؛ واستِخْلابُه: احتِشاشُه بالمِخْلَبِ وهو المِنْجلُ.
والخَبِيرُ: الزَّبَدُ، وقيل: زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبِلِ. وأَنْشَدَ الهُذَلِيّ:
تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْه الخَبِي *** ر لَمَّا وهَي مُزْنهُ واستُبِيحَا
تَغَدَّمْنَ يَعْنِي الفُحُول؛ أَي مَضَغْن الزَّبَدَ وعَمَيْنَه.
والخَبِيرُ: نُسَالَةُ الشَّعرِ. قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ:
فآبُوا بالرِّماح وهُنَّ عُوجٌ *** بِهِنّ خَبَائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطِ
وخَبِير: جَدُّ والدِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرانَ بنِ مُوسَى بنِ خَبِير الغَوَيْدِينِيّ المُحَدِّثِ النَّسَفِيّ، عن مُحَمّد بنِ عَبْدِ الرحمن الشّاميّ وغَيْرِه.
والخَبِيرَةُ، بالهاءِ، اسمُ الطَّائِفَة مِنْه؛ أَي من نُسَالَةِ الشعر.
والخَبِيرَةُ: الشَّاةُ تُشْتَرَى بَيْن جماعةٍ بأَثْمانِ مُخْتَلفة، فتُذْبَحُ ثم يقْتَسِمُونها، فيُسْهِمُون، كُلُّ واحد على قَدْر ما نَقَد، كالخُبْرة، بالضَّمِّ، وتَخَبَّروا خُبْرةً فَعَلُوا ذلِك أَي اشتَرُوا شاةَ فذَبَحُوها واقْتَسَمُوها. وشاةٌ خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ. قال ابنُ سِيدَه: أُرَاهُ على طَرْحِ الزَّائد.
والخُبْرة: الصُّوفُ الجَيِّد من أَوَّل الجَزِّ، نقله الصّاغانِيّ.
والمَخْبَرَةُ، بفتح المُوَحّدة: المَخْرأَةُ، موضع الخِراءَة، نقلَه الصَّاغانِيّ.
والمَخْبَرةُ: نَقِيضُ المَرْآةِ، وضَبَطه ابنُ سِيدَه بضَمِّ المُوَحَّدَة. وفي الأَساس: ومن المَجاز: تُخْبِرُ عن مَجْهُولِه مَرْآتُه.
والخُبْرَة، بالضَّمِّ: الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ الدَّسِمة.
والخُبْرَة: النَّصِيبُ تَأْخذُه من لَحْمٍ أَو سَمَكٍ، وأَنْشَد:
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيزُ خُبْرَتُه *** وطَاحَ طَيْ مِن بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ
والخُبْرَة: ما تَشْتَرِيه لأَهْلِك، وخَصَّه بعضُهم باللَّحْم، كالخُبْرِ بغير هَاءٍ، يقال للرّجال ما اخْتَبَرْتَ لأَهْلك؟
والخُبْرَة: الطَّعامُ من اللَّحْم وغَيْرِه. وقيل: هو اللَّحْمُ يَشْتَرِيه لأَهْلِه، والخُبْرة: مَا قُدِّمَ مِنْ شَيْءٍ، وحَكَى اللِّحْيَانيّ أَنَّه سمِع العرب تقول: اجْتَمعوا على خُبْرَته، يَعْنُون ذلك، وقيل: الخُبْرَة: طَعَامٌ يَحْمِلُه المُسَافِرُ في سُفْرَتِه يَتَزوَّدُ به، والخُبْرَة: قَصْعَةٌ فِيهَا خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أَرْبَعَةٍ أَو خَمْسَةٍ.
والخَابُورُ: نَبْتٌ أَو شَجَر له زَهْرٌ زَاهِي المَنْظَرِ أَصفرُ جَيِّدُ الرائِحَةِ، تُزيَّنُ به الحَدائِقُ، قال شيخُنا: ما إِخَالُه يُوجَد بالمَشْرِق. قال:
أَيَا شجَر الخَابُورِ مَا لَك مُورِقًا *** كأَنَّكَ لم تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ
والخَابُورُ: نَهرٌ بَيْنَ رَأْسِ عَيْنٍ والفُراتِ مَشْهُور.
والخَابُورُ: نَهْرٌ آخَرُ شَرقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ، بينه وبين الرَّقَّة، عليه قُرًى كَثِيرةٌ وبُلَيْدَاتٌ. ومنها عَرَابَان منها أَبُو الرّيّان سريح بن رَيّان بن سريح الخَابُورِيّ، كَتَبَ عنه السَّمْعَانيّ.
والخَابُورُ: وَادٍ بالجَزِيرة وقيل بسِنْجَار، منه هِشام القَرْقسائيّ الخَابُورِيّ القَصّار، عن مَالِك، وعنه عُبَيْد بن عَمرٍو الرَّقِّيّ. وقال الجوهريّ: مَوْضِع بناحية الشَّام؛ وقيل بَنواحِي ديِاربَكْرٍ، كما قاله السّيد والسّعد في شَرْحَيِ الْمِفْتَاح والمُطَوَّل، كما نَقَله شيخُنَا. ومُرادُه في شَرْحِ بَيْت التَّلْخِيص والمِفْتَاح:
أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَا لَك مُورِقًا
المُتَقَدّم ذِكْرُه.
وخَابُورَاءُ: موضع. ويضاف إِلى عَاشُورَاءَ وما مَعَه.
وخَيْبَرُ، كصَيْقَل: حِصْنٌ م؛ أَي معروف، قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَة، على ثَمَانِيةِ بُرُدٍ منها إِلى الشّام، سُمِّيَ باسم رَجُل من العَمَالِيقِ، نزَل بها، وهُو خَيْبَرُ بن قَانِيَة بن عَبِيل بن مهلان بن إِرَم بن عَبِيل، وهو أَخُو عَاد. وقال قوْم: الخَيْبَر بلسَان اليَهُودِ: الحِصْن، ولذا سُمِّيَت خَبائِرَ، أَيْضًا، وخَيْبَرُ مَعْرُوفٌ، غَزَاه النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وله ذِكْرٌ في الصَّحِيح وغيره، وهو اسْمٌ للوِلَايَة، وكانت به سَبْعَةُ حُصُونٍ، حَوْلَها مَزارِعُ ونَخْلٌ، وصادفت قوله صلى الله عليه وسلم: «الله أَكْبَر، خَرِبَت خَيْبَر». وهذه الحُصُونُ السَّبْعَة أَسماؤُهَا: شِقّ ووَطِيح ونَطَاة وقَمُوص وسُلَالِم وكَتِيبة ونَاعِم.
وأَحمَدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِر اللَّخْمِيّ الدِّمَشْقِيّ، يَرْوِي عن مُنَبِّه بنِ سُلَيْمَان. قلت: وهو شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ. ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيز أَبو مَنْصُور الأَصْبهانيّ، سَمِع من أَبي مُحَمّد بن فارِس، الخَيْبَرِيَّانِ، كأَنَّهُمَا وُلِدَا بِهِ، وإِلّا فلَم يخرُجْ منه مَنْ يُشارُ إِليه بالفَضْل.
وعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْبَرَ، مُحَدِّثٌ، وَهُو شَيْخٌ لأَبِي إِسْحَاق المُسْتَمْلِي.
والخَيْبَرَى، بفتحِ الرَّاءِ وأَلِفٍ مَقْصُورَة، ومِثْلُه في التَّكْمِلَة، وفي بعضِ النُّسَخ بكَسْرِها ويَاءِ النِّسْبَة: الحَيَّةُ السَّوْدَاءُ. يُقَال: بَلَاه الله بالخَيْبَرَى، يَعْنُون به تِلْك، وكَأَنَّه لَمَّا خَرِبَ صار مَأْوَى الحَيَّاتِ القَتّالة.
وخَبَرَه خُبْرًا، بالضَّمّ، وخِبرَةً، بالكَسْرِ: بَلَاهُ وجَرَّبَه، كاخْتَبَرَه: امْتَحَنَه.
وخَبَرَ الطَّعَامَ يَخْبُره خَبْرًا: دَسَّمَه. ويقال: اخْبُر طَعَامَك؛ أَي دَسِّمْه. ومنه الخُبْرَةُ: الإِدام. يقال: أَتَانَا بخُبْزَة، ولم يأْتِنَا بخُبْرة. ومنه تَسْمِيَة الكَرج المُلاصِقِ أَرضهم بعِراق العَجَم التمرَ خُبْرَةً، هذا أَصْل لُغَتِهم، ومِنْهم من يَقْلِب الرَّاءَ لامًا.
وخابَرَانُ، بفتح المُوحَّدة: نَاحِيَةٌ بَيْنَ سَرَخْسَ وأَبيوَرْد، ومن قُراها مِيهَنَةُ. ومِمَّن نُسِب إِلى خَابَرَانَ أَبُو الفَتْحِ فَضْلُ الله بنُ عَبْد الرَّحْمن بْنِ طَاهِرٍ الخَابَرانِيّ المُحَدِّث. وخَابَرَانُ موضع آخَرُ.
واسْتَخْبَرَه: سأَلَه عن الخَبَر وطلَب أَن يُخْبِرَه، كتَخَبَّرَه.
يقال: تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واستَخْبرْتُه، ومِثْله تَضَعَّفْت الرَّجلَ واستَضْعَفْته. وفي حدِيث الحُدَيْبِيَة: «أَنَّه بَعَث عَيْنًا من خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر له خَبَرَ قُرَيْشٍ» أَي يَتَعَرَّف ويَتَتَبَّع. يقال: تَخَبَّر الخَبَرَ واستَخْبَرَ، إِذا سَأَل عن الأَخبار ليَعْرِفَها. وخَبَّره تَخْبِيرًا: أَخْبَرَه. يقال: اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِي وخَبَّرَني.
وخَبْرِينُ، كقَزْوِينَ: قرية بِبُسْتَ. ومنها أَبُو عَليّ الحُسَيْن بْنُ اللَّيْث بن فُدَيْك الخَبْرِينِيّ البُسْتِيّ، من تاريخ شِيرَازَ.
والمخْبُورُ: الطَّيِّب الإِدَامِ، عن ابْنِ الأَعْرابِيّ؛ أَي الكَثِيرُ الخُبْرَةِ؛ أَي الدَّسم.
وخَبُورٌ، كصبُورٍ: الأَسَدُ.
وخَبِرَةُ، كنَبِقَة: ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ في حِمَى الرَّبذَةِ، وعنده قَلِيبٌ لأَشْجَعَ.
وخَبْرَاءُ العِذْقِ: موضع بالصَّمَّانِ، في أَرْضِ تَمِيم لِبَنِي يَرْبُوع.
والخَبَائِرَةُ مِن وَلَد ذِي جَبَلَة بْنِ سَواءٍ، أَبُو بَطْن من الكُلَاع، وهو خَبَائِرُ بْنُ سَوَاد بنِ عَمْرِو بْنِ الكلاع بن شَرَحْبِيل. مِنْهُم أَبُو عَلِيّ يُونُس بْن ياسِر بن إِيَادٍ الخَبَائِرِيّ، روى عنه سَعِيدُ بْنُ كثير بن عُفَيْر، في الأَخبار. وسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أَبو يَحْيَى الخَبَائِرِيّ، تَابِعيٌّ مِنْ ذِي الكَلَاعِ، عن أَبَي أُمَامَةَ، وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وعَبْدُ الله بْنُ عَبدِ الجَبَّارِ الخَبَائِرِيُّ الحِمْصيّ، لَقَبُه زُرَيْق، عن إِسْمَاعِيل بنِ عَيّاش، وعنه مُحَمَّد بنُ عَبْد الرحمن بن يُونُس السّرّاج، وأَبُو الأَحْوَص، وجَعْفَرٌ الفِرْيَابيّ، قالَه الدَّارَقُطْنِيّ.
وقَوْلُهم: لأَخْبُرَنَّ خَبَرَكَ، هكذا هو مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا محرّكةً: وفي بعْضِ الأُصول الجَيِّدة بضَمٍّ فَسُكُون؛ أَي لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك. والخُبْرُ والخَبَرُ: العِلْم بالشَّيْءِ، والحَدِيثُ الّذِي رَوَاه ابُو الدَّرْدَاءِ وأَخْرَجَه الطَّبَرانِيّ في الكَبِير، وأَبُو يَعْلَى في المُسْنَد «وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَهِ» أَي وَجَدْتُهُم مَقُولًا فِيهِم هَذا القَوْلُ. أَي مَا مِنْ أَحَد إِلَّا وهو مَسْخُوطُ الفِعْلِ عِنْدَ الخِبْرَة والامْتِحانِ، هكذَا في التَّكْمِلة، وفي اللِّسَانِ والأَساسِ وتَبِعَهُم المُصَنِّفُ في البَصَائِر: يُرِيدُ أَنَّك إِذَا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُم؛ أَي أَبْغَضْتَهم، فأَخْرَجَ الكلامَ علَى لَفْظِ الأَمْرِ، وَمَعْنَاه الخَبَر.
وأَخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ: وَجدْتُهَا مَخْبُورَةً؛ أَي غَزِيرَةً، نقله الصَّاغانِيّ كأَحْمَدْته: وَجَدْتُه مَحْمُودًا.
ومُحَمَّدُ بْنُ عَليٍّ الخَابِرِيُّ، مُحَدِّثٌ، عن أَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمن بْنِ خَلَف النَّسَفِيّ، وعنه عَبْدُ الرَّحِيم بنُ أَحمدَ البُخَارِيّ.
* ومما يُسْتَدْرَك عليه:
الخَبِير مِن أَسْمَاءِ الله عَزَّ وجَلَّ: العالِمُ بِما كَانَ وبِمَا يَكُون. وفي شَرْح التِّرْمَذِيّ: هو العَلِيم ببَواطِنِ الأَشْيَاءِ.
والخَابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّب.
والخَبِيرُ: المُخْبِر.
ورجلٌ مَخْبَرانِيٌّ: ذو مَخْبَرٍ، كما قالوا: مَنْظَرَانِيّ: ذُو مَنْظَرٍ.
والخَبْرَاءُ: المُجَرَّبَة بالغُزْرِ.
والخَبِيرُ: الزَّرْعُ.
والخَبِيرُ: الفَقِيه، والرَّئِيسُ.
والخَبِير: الإِدَام، والخَبِيرُ: المَأْدُومُ: ومنهحَدِيثُ أَبي هُرَيْرَة: «حينَ لا آكُل الخَبيرَ». وجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ: كَثيرُ اللَّحْمِ. ويقال: عليه الدَّبَرَى وحُمَّى خَيْبَرى. وحُمَّى خَيْبَرَ، مُتَنَاذَرَةٌ، قال الأَخْنَس بْنُ شِهَاب:
كَمَا اعْتَادَ مَحْمُومًا بخَيْبَرَ صالِبُ
والأَخْبَارِيّ المُؤَرّخ، نُسِب للفْظ الأَخْبَار، كالأَنْصَارِي والأَنْماطي وشِبْههما. واشْتَهَر بها الهَيْثَم بنُ عَديّ الطَّائيّ.
والخَبَائرَةُ: بَطْنٌ من العَرَب، ومَساكنُهُم في جِيزةِ مِصْر.
ومن أَمْثَالهم: «لا هُلْكَ بوَادِي خبرٍ» بالضَّمّ.
والخَبِيرَة: الدَّعْوَةُ على عَقِيقَة الغُلام، قاله الحَسَنُ بنُ عَبْد الله العَسْكَرِيّ في كتاب «الأَسْمَاء والصِّفات».
والخَيَابِرُ: سَبْعَةُ حُصُونٍ، تقدَّم ذِكرُهُم.
وخَيْبَرِيّ بن أَفْلَت بن سِلْسِلَة بن غَنْم بن ثَوْب بن مَعْن، قبيلة في طَيِّئ، منهم إِياسُ بنُ مَالِك بنِ عَبْدِ الله بن خَيْبَرِيّ الشاعر، وله وِفَادَة، قاله ابنُ الكَلْبيّ. وخَيْبَرُ بنُ أُوَام بن حَجْوَر بن أَسْلم بن عَلْيَانَ: بَطْن من هَمْدَان.
وخَيْبَر بنُ الوَلِيد، عن أَبيه عن جَدِّه عن أَبي موسى، ومُدْلِجُ بنُ سُوَيْد بن مَرْثَد بن خَيْبَرِيّ الطَّائيّ، لقَبُه مُجِيرُ الجَرادِ. والخَيْبرِيّ بنُ النُّعمان الطائِيّ: صحابيّ. وسِمَاكٌ الإِسرائِيلِيُّ الخَيْبَرِيُّ، ذَكَره الرُّشاطِيّ في الصَّحَابَة.
وإِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الله بْنِ عُمَر بن أَبي الخَيْبَرِيّ القَصَّار العَبْسِيّ الكُوفِيّ، عن وَكِيع وغيرِه. وجَمِيل بن مَعْمَر بنِ خَيْبَرِيّ العُذْرِيّ الشَّاعِرُ المَشْهُور.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
14-تاج العروس (لخص)
[لخص]؛ اللَّخَصَةُ، مَحَرَّكَةً: لَحْمَةُ بَاطِنِ المُقْلَة، عن ابْنِ دُرَيْد، وقيل: شَحْمَةُ العَيْنِ من أَعْلَى وأَسْفَلَ. وقال بَعْضُهُمْ: لَحْمُ الجَفْن كُلُّه لَخْصٌ.الجمع: لخَاصٌ، بالكَسْرِ. وقال أَبو عُبَيْد: اللَّخَصَتَان: الشَّحْمَتَانِ اللَّتَان في وَقْبَيِ العَيْنِ.
قلْت: وكَذلِكَ اللَّخَصَتَانِ من الفَرَسِ. وقال غيْرُه: بل هي أَي اللَّخَصَةُ من الفَرَس: الشَّحْمَةُ الَّتِي في جَوْفِ الهَزْمَةِ، الَّتِي فَوْقَ عَيْنَيْه.
ولَخِصَتْ عَيْنُه كفَرِحَ، لَخَصًا: وَرِمَ مَا حَوْلَهَا، فهي لَخْصَاءُ، والرَّجُلُ أَلْخَصُ. ويُقَال: عَيْنٌ لَخْصَاءُ، إِذا كَثُر شَحْمُها. واللَّخَصُ، مُحَرَّكَةً، أَيْضًا: غَلِظُ الأَجْفَانِ وكَثْرَةُ لَحْمِها خلْقَةً. وقال ثَعْلَبٌ: هو سُقُوطُ بَاطِنِ الحِجَاجِ على جَفْنِ العَيْنِ. وقال اللَّيْثُ: هُو كَوْنُ الجَفْنِ الأَعْلَى لَحيمًا، والفعْلُ من كُلِّ ذلكَ: لَخِصَ لَخَصًا، فهو أَلْخَصُ، قالَهُ ثَعْلَبٌ. وقال اللَّيْثُ، والزَّمخْشَرِيُّ: والنَّعْتُ اللَّخِصُ، أَيْ ككَتِفٍ. وضَرْعٌ لَخِصٌ، ككَتِفٍ: كَثِيرُ اللَّحْمِ، لا يَكادُ يَخْرُجُ لَبَنُهُ إِلاَّ بشِدَّة، نقله الجَوْهَرِيُّ، فهُوَ بَيِّنُ اللَّخَص.
ولَخَصَ البَعيرَ، كمنَعَ، يَلْخَصُه لَخْصًا: نَظَرَ إِلى شَحْمِ عَيْنِهِ مَنْحُورًا، وذلك أَنّكَ تَشُقُّ جِلْدَةَ العَيْنِ فتَنْظُرُ هَلْ فِيهَا شَحْمٌ أَمْ لَا، ولا يَكُونُ إِلاَّ مَنْحُورًا، ولا يُقَال اللَّخْصُ إِلاَّ في المَنْحُورِ، وذلِكَ المَكَانُ لَخَصَةُ العَيْنِ، قاله اللَّيْثُ. وقد أُلْخِصَ البَعِيرُ، إِذا فُعِلَ به ذلِك فظَهَرَ نِقْيُه. قال ابنُ السِّكِّيت: قال أَعْرَابِيّ لِقَوْمِهِ في حَجْرَةٍ، أَيْ سَنَةٍ أَصَابَتْهُمُ: انْظُرُوا ما أَلْخَصَ، وفي اللّسَان: مَا لَخَص من إِبِلي فانْحَرُوهُ، وما لم يُلْخصْ فارْكَبُوه. أَي مَا كَانَ لَهُ شَحْمٌ في عَيْنَيْه. ويُقَال: آخِرُ ما يَبْقَى من النِّقْىِ في السُّلَامَى والعَيْنِ، وأَوَّلُ ما يَبْدُو في اللِّسَان والكَرِش.
والتَّلْخِيصُ: التَّبْيِينُ، والشَّرْحُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ: يقال: لَخَّصْتُ الشَّيءَ، بالخاءِ، ولَحَّصْتُه أَيْضًا، بالحاء، إِذا استَقْصَيْتَ في بَيَانه وشَرْحهِ، وتَحْبِيرهِ، ويُقَال: لَخِّصْ لي خَبَرَك؛ أَي بَيِّنْهُ لي شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ، وقيل: التَّلْخِيصُ: التَّلْخِيصُ. ومنه حَدِيثُ عَلِيّ، رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه، «أَنَّه قَعَدَ لِتَلْخِيصِ ما الْتَبَسَ عَلَى غيْره».
* وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
التَلْخِيصُ: التَّقْرِيبُ، والاخْتِصَارُ، يُقَال: لَخَّصْتُ القَوْلَ؛ أَي اقْتَصَرْتُ فِيهِ، واخْتَصَرْت مِنْهُ ما يُحْتَاجُ إِليْه، وهو مُلَخَّصٌ، والشَّيْءُ مُلَخَّصٌ، ويُقَالُ: هذا مُلَخَّصُ ما قَالُوه؛ أَي حاصلُه وما يَؤُولُ إِليْه.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
15-تاج العروس (خفي)
[خفي]: ي خَفاهُ يَخْفِيه خَفيًا، بفتْحٍ فسكونٍ، وخُفِيًّا، كعُتِيِّ: أَظْهَرَهُ؛ وهو مِن الأَضْدَادِ.يقالُ: خَفَى المطرُ الفِئْرانَ إذا أَخَرَجَهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ؛ أَي من جَحِرَتِهِنَّ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ يَصِفُ فَرَسًا:
خَفاهُنَّ من أَنْفاقِهنَّ كأَنَّما *** خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِ
ويُرْوَى: من عَشِيِّ مُجَلَّبِ.
وأَنْشَدَ اللحْيانيُّ لامْرئِ القَيْسِ بنِ عابسٍ:
فإنْ تَكْتُمُوا الشّرَّ لا نَخْفِه *** وإن تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُدِ
قوْلُه: لا نَخْفِه أَي لا تُظْهِرْه.
وقُرِئ قوْله تعالى: إِنَّ الساعَةَ آتِية أَكادُ أَخْفِيها؛ أَي أُظْهِرُها؛ حَكَاهُ اللحْيانيُّ عن الكِسائي عن محمدِ بن سهل عن سعيدِ بن جبيرٍ.
ونقلَ ذلكَ عن الأَخْفَش أَيْضًا، وبه فُسِّر أَيْضًا حدِيثُ: «كانَ يَخْفي صَوْتَه بآمِيْن»؛ فيمَنْ ضَبَطَه بفتْحِ الياءِ أَي يظهر.
وخَفَاهُ يَخْفِيه: اسْتَخْرَجَهُ؛ كاخْتَفاهُ، وهو افْتَعَل منه؛ قالَ الشاعِرُ:
فاعْصَوْصَبُوا ثم جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ *** ثم اخْتَفَوْهُ وقَرْنُ الشَّمسِ قد زالا
ومنه الحدِيثُ: «ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفُوا بَقْلًا»؛ أَي تُظْهِرُونَه؛ ويُرْوَى بالجيمِ وبالحاءِ، وقد تقدَّم في موْضِعِه.
وخَفِيَ عليه الأَمْرُ، كرَضِيَ، يَخْفَى خَفاءً بالمدِّ، فهو خافٍ وخَفِيٌّ، كغَنِيِّ: لم يَظْهَرْ.
وخَفاهُ هو وأَخْفاهُ: سَتَرَهُ وكَتَمَهُ وفي القُرْآن: {إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ}.
وقوله تعالى: {أَكادُ أُخْفِيها}؛ أَي أَسْتُرُها وأُوارِيها.
قالَ اللحْيانيُّ: وهي قراءَةُ العامَّةِ.
وفي حَرْف أُبيِّ: أَكادُ أُخفِيها من نفْسِي.
وقالَ الفرَّاءُ: {أَكادُ أُخْفِيها} في التَّفْسيرِ من نفْسِي فكيفَ أُطْلِعُكُم عليها.
وقالَ ابنُ برِّي: قالَ أَبو عليِّ القالي: خَفَيْتُ أَظْهَرْت لا غَيْر، وأَمَّا أَخْفَيْت فيكونُ للأَمْرَيْن، وغَلَّطَ الأَصْمعيّ وأَبا عُبيدِ القاسمَ بنَ سلام.
والخافِيَةُ: ضِدُّ العلانِيَةِ.
وأَيْضًا: الشَّيءُ الخَفِيُّ؛ كالخافِي والخَفَا، بالقَصْرِ، قالَ الشاعِرُ:
وعالِمِ السِّر وعالِمِ الخَفَا *** لقد مَدَدْنا أَيْدِيًا بَعْدَ الرَّجا
وقالَ أُميَّةُ:
وتنسجه الطَّيْرُ الكوامِنُ في الخَفا *** وإذْ هي في جوِّ السَّماءِ تَصَعَّدُ
وأَما الخَفاءُ، بالمدِّ: فهو ما خَفِيَ عليك.
ويقالُ: خَفِيتُ له، كرَضِيتُ، خُفْيَةً، بالضَّمِّ والكسْرِ: أَي اخْتَفَيْتُ.
قالَ اللَّحْيانيُّ: حُكِي ذلكَ.
ويقالُ: يأْكُلُهُ خِفْوَةً، بالكسْرِ؛ أَي يَسْرِقُه، وهو على المُعاقَبَةِ مِن خَفْيَةٍ كما تقدَّمَ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
وهُنَّ الأُلى يأْكُلْنَ زادَكَ خِفْوَةً *** وهَمْسًا ويُوطِئْنَ السُّرى كُلَّ خابِطِ
يقولُ: يَسْرِقْنَ زادَكَ فإذا رأَيْنَكَ تَموتُ تَركْنَك.
واخْتَفَى منه: اسْتَتَرَ وتَوارَى، كأَخْفَى؛ وهذه عن ابنِ الأعرابيّ، واسْتَخْفَى.
قالَ الجَوهرِيُّ: واسْتَخْفَيْتُ منك أَي تَوارَيْتُ، ولا تَقُلْ اخْتَفَيْت.
قالَ ابنُ برِّي: حكَى الفرَّاءُ أَنَّه قد جاءَ اخْتَفَيْت؛ وأَنْشَدَ:
أَصْبَحَ الثَّعْلَبُ يَسْمُو للعُلا *** واخْتَفَى من شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَدْ
فهو على هذا مُطاوَعُ أَخْفَيْته فاخْتَفَى، كما تقولُ أَحْرَقْته فاحْتَرَقَ؛ ومنه قوْلُه تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ}.
وقالَ الفرَّاءُ في قوْلِه تعالى: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ}؛ أَي مُسْتَتِر.
وقالَ اللَّيْثُ: أَخْفَيْتُ الصوتَ فأَنا أُخْفِيه إخْفاءً، وفِعْلُه اللازِمُ اخْتَفَى.
قالَ الأزهرِيُّ: الأَكْثَر اسْتَخْفى لا اخْتَفَى، واخْتَفَى لغَةٌ ليسَتْ بالعالِيَةِ. وقالَ في موضِعٍ آخَر: أَمَّا اخْتَفَى بمعْنَى خَفِيَ فهي لُغَةٌ وليسَتْ بالعالِيَةِ ولا بالمُنْكَرة.
واخْتَفَى دَمَهُ؛ قَتَلَه من غيرِ أَنْ يُعْلَمَ به؛ ومنه قوْلُ الغَنَوِيّ لأبي العالِيَه: إنَّ بنِي عامِرٍ أَرادُوا أَن يَخْتَفُوا دَمِي.
والنُّونُ الخَفِيَّةُ: هي السَّاكنَةُ؛ ويقالُ لها: الخَفِيفَةُ أَيْضًا.
وأَخْفِيَةُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُه، جَمْعُ كِمامٍ، واحِدُها خِفاءٌ.
وأَخْفِيَةُ الكَرَا*: الأَعْيُنُ؛ قالَ:
لَقَدْ عَلِم الأَيْقاظُ أَخْفِيَةَ الكَرَا *** تَزَجُّجَها من حالِكٍ واكْتِحالَها
والخافِي والخافِيَةُ والخافِياءُ: الجِنُّ، الجمع: خَوافٍ.
حكَى اللِّحْيانيُّ: أَصَابَها رِيحٌ مِن الخافِي؛ أَي من الجِنِّ. وحكَى عن العَرَبِ أَيْضًا: أَصابَه رِيحٌ مِن الخوافِي؛ قالَ: هو جَمْعُ الخافِي الذي هو الجِنُّ.
وفي الصِّحاحِ: قالَ الأصمعيُّ: الخافِي الجِنُّ؛ قالَ أَعْشى باهِلَةَ:
يَمْشِي ببَيْداءَ لا يَمْشِي بها أَحَدٌ *** ولا يُحَسُّ من الخافِي بها أَثَرُ
وفي الحدِيثِ: «إنَّ الخزاءَةَ يَشْرَبُها أَكايس النِّساء من الخافِيَةِ»، وإنَّما سُمُّوا الجِنّ بذلكَ لاسْتِتارِهم مِن الأَبْصارِ.
وفي الحدِيثِ: «لا تُحْدِثُوا في القَرَعِ فإنَّه مُصَلَّى الخَافِين؛ أَي الجِنّ؛ والقَرَعُ، محرّكةً: قِطعٌ من الأرضِ بَيْنَ الكَلأِ لا نَباتَ بها.
وأَرضٌ خافِيَةٌ: بها جِنٌّ؛ قالَ المرَّارُ الفَقْعسيُّ:
إليك عَسَفْتُ خافِيَةً وإِنْسًا *** وغِيطانًا بها للرَّكْبِ غُولُ
والخَوافِي: رِيشاتٌ إذا ضَمَّ الطَّائِرُ جَناحَيْه خَفِيَتْ؛ أَو هي الرِّيشاتُ الأَرْبَعُ اللَّواتِي بعد المَناكِبِ؛ نَقَلَهُ اللَّحْيانيُّ: والقَوْلان مُقْترِبانِ.
أَو هي سَبْعُ رِيشاتٍ يَكُنَّ في الجَناحِ بعدَ السَّبْعِ المُقَدَّماتِ؛ هكذا وَقَعَ في الحكايَةِ عن ابنِ جَبَلة.
وإنَّما حكَى الناسُ: أَرْبعٌ قَوادِمُ وأَرْبعٌ خَوافٍ، واحِدَتُها خافِيَةٌ.
ونَقَلَ الجَوهرِيُّ عن الأَصْمعيّ: هنَّ ما دونَ الرِّيشاتِ العَشْر من مُقَدَّمِ الجَناحِ. ومنه حدِيثُ مدينَةِ قَوْم لُوطٍ: «إنَّ جِبْريل حَمَلَها على خَوافِي جَناح»؛ وهي الرِّيشُ الصِّغارُ التي في جَناحِ الطائِرِ.
وفي حدِيثِ أَبي سُفْيان: «ومعي خَنْجَرٌ مثلُ خافِيَة النَّسْرِ»؛ يريدُ أنَّه صَغيرٌ.
والخِفَاءُ، كالكِساءِ، لَفْظًا ومَعْنًى، سُمِّي به لأنَّه يُلقْى على السِّقاءِ فيخْفِيه.
وقالَ اللَّيْثُ: هو رِداءٌ تَلْبَسُه المرْأَةُ فوْقَ ثيابِها، وكلّ شيءٍ غَطَّيْته بشيءٍ من كِساءٍ أَو نَحْوه فهو خِفاؤه، الجمع: أَخْفِيَةٌ؛ ومنه قوْلُ ذي الرُّمَّة:
عليه زادٌ وأَهْدامٌ وأَخْفِيَة *** قد كادَ يَجْتَرُّها عن ظَهْرِه الحَقَبُ
وقالَ الكُمَيْت، يذمُّ قوْمًا وأَنَّهم لا يَبْرَحونَ بيوتَهم ولا يحضرونَ الحَرْب:
ففي تِلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لوَاصِفٌ *** وأَخْفِيَةٌ ما هُمْ تُجَرُّ وتُسْحَبُ
والخَفِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الرَّكِيَّةُ القَعِيرَةُ لخَفاءِ مائِها.
وقيلَ: بئْرٌ كانتْ عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثم حُفِرَتْ، والجَمْعُ الخَفَايا والخَفِيَّات.
وفي الصِّحاحِ: قال ابنُ السِّكِّيت: وكلُّ رَكِيَّة كانتْ حُفِرَتْ ثم تُرِكَتْ حتى انْدَفَنَتْ ثم احْتَفَرُوها ونَثَلُوها فهي خَفِيَّةٌ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: لأنَّها اسْتُخْرجت وأظهرت.
والخَفِيَّةُ أَيْضًا: الغَيْضَةُ المُلْتَفَّةُ يَتَّخِذُها الأَسَدُ عِرِّيسَتَه وهي خَفِيّته؛ قالَ الشَّاعِرُ:
أُسودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ *** تَسَاقَيْنَ سُمًّا كُلُّهُنَّ خَوادِرُ
وقيلَ: خَفِيَّةُ وشَرىً اسْمانِ لموْضِع عَلَمانِ؛ قالَ:
ونحنُ قَتَلْنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ *** فما شَرِبُوا بَعْدًا عَلَى لَذَّةٍ خَمْرَا
وفي الصِّحاحِ: وقَوْلُهم أُسُودُ خَفِيَّةٍ كقَوْلهم أُسُود حلْيَةٍ، وهُما مَأْسَدَتانِ.
قالَ ابنُ برِّي: السماع أُسُود خَفِيَّةٍ، والصَّوابُ خَفِيَّةَ، غَيْر مَصْرُوف، وإِنَّما يُصْرَفُ في الشِّعْرِ.
ويقالُ: به خَفِيَّةٌ، أَي: لَمَمٌ ومَسٌّ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ عن ابنِ مناذر.
وقَوْلُهم: بَرِحَ الخفاءُ؛ أَي وَضَحَ الأَمْرُ؛ كما في الصِّحاحِ؛ وذلكَ إذا ظَهَرَ وصارَ في بَراحٍ؛ أَي في أَمْرٍ مُنْكَشفٍ.
وقيلَ: بَرِحَ الخَفاءُ أَي زالَ الخفاءُ، والأوّل أَجْودُ.
وقالَ بعضُهم: الخَفاءُ هنا السِّرُّ فيقولُ ظَهَرَ السِّرُّ.
قالَ يَعْقوبُ: وقالَ بعضُ العَرَبِ: إذا حَسُنَ من المرْأَةِ خَفِيَّاها حَسُنَ سائِرُها، يعني صَوْتَها وأَثَرَ وَطْئِها الأرْضَ؛ وفي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ: في الأَرْضِ؛ لأنَّها إذا كانتْ رَخِيمَة الصوْتِ دلَّ ذلكَ على خَفَرِها، وإذا كانتْ مُتقارِبَة الخُطا وتَمَكَّنَ أَثَرَ وَطْئِها في الأرْضِ دلَّ على أنَّ لَها أَرْدافًا وأَوْراكًا.
والمُخْتَفِي: النَّبَّاشُ لاسْتِخْراجِه أَكْفانَ المَوْتَى، لُغَةُ أَهْلِ المدينَةِ.
وقيلَ: هو مِن الاسْتِتارِ والاخْتِفاءِ لأنَّه يَسْرُق في خُفْيةٍ.
وفي الحدِيثِ: «ليسَ على المخْتَفِي قَطْعٌ».
وفي آخرَ: «لَعَنَ المُخْتَفِيَ والمُخْتَفِيَةَ».
وفي آخرَ: «مَن اخْتَفَى مَيِّتًا فكأنَّما قَتَله».
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
اليدُ المُسْتَخْفيةُ: يدُ السارِقِ والنَّبَّاشِ؛ ومنه قوْلُ عليِّ ابنِ رَباحِ: السُّنَّة أنْ تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَخْفِيَة ولا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْليَةُ، يريدُ باليدِ المُسْتَعْلِيَة يَدَ الغاصِبِ والناهِبِ ومَنْ في معْناهما.
وأَخْفاهُ: أَزالَ خَفاءَهُ؛ وبه فَسَّرَ ابنُ جنِّي قوْلَه تعالى: {أَكادُ أُخْفِيها}؛ أَي أُزيلُ خَفاءَها؛ أَي غَطاءَها، كما تقولُ: أَشْكَيْته إذا أَزَلْته عمَّا يَشْكوه.
ونَقَلَهُ الجَوهرِيُّ أَيْضًا.
ولَقِيته خَفِيًّا، كغَنِيِّ: أَي سرًّا.
وقوْلُه تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}؛ أَي خاضِعِيْنَ مُتَعَبِّدين؛ وقيلَ: أَي اعْتَقِدُوا عِبادَتَه في أَنْفُسِكم لأنَّ الدّعاءَ مَعْناه العِبادَة؛ هذا قَوْلُ الزجَّاج.
وقالَ ثَعْلَب: هو أن تَذْكرَهُ في نفْسِك.
وقالَ اللّحْيانيُّ: خُفْية في خَفْضٍ وسُكونٍ، وتَضَرُّعًا تَمَسْكُنًا.
وقالَ الأَخْفَش: المُسْتَخْفي الظاهِرُ؛ وبه فَسّر قَوْله تعالى: {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ}.
وخَطَّأَهُ الأَزْهرِيُّ.
والخَفِيُّ، كغَنِيِّ: هو المُعْتَزلُ عن الناسِ الذي يَخْفَى عليهم مَكانُه؛ وبه فُسِّر الحدِيثُ: «إنَّ اللهَ يحبُّ العَبدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ».
وفي حدِيثِ الهُجْرة: «أَخْفِ عنَّا خَبَرَك»؛ أَي اسْتُر الخَبَرَ لمَنْ سأَلَكَ عنَّا.
والخافِي: الإنْسَ؛ فهو ضِدٌّ.
والخافِيَةُ: ما يَخْفى في البَدَنِ من الجِنِّ؛ نَقَلَهُ الجوهري عن ابنِ مناذر.
والخوافِي: من سَعَفِ النَّخْلِ ما دونَ القِلَبة؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ، وهي نَجْديَّةٌ؛ وبلُغَةِ الحجاز: العَوَاهِنُ.
وخَفَى البَرْقُ يَخْفى كرَمَى يَرْمي، وخَفِيَ يَخْفى كرَضِيَ يَرضى، خَفْيًا فيهما؛ الأخيرَةُ عن كُراعٍ؛ إذا بَرَقَ بَرْقًا ضَعِيفًا مُعْتَرِضًا في نواحِي الغَيْم.
ورجُلٌ خَفِيُّ البَطْنِ: ضامِرُه؛ عن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ فأَدْنَى مِن وِسادِي وِسادَهُ *** خَفِي البَطْنِ مَمْشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ
والخَفاءُ كسَماءٍ: المُتَطَأطِئُ مِن الأرضِ.
وتَخَفَّى: مثْلُ اخْتَفَى؛ نَقَلَه الزَّمخشريُّ.
والمختفى: لَقَبُ أَحمدَ بنِ عيسَى بنِ زيْدٍ الشَّهيد.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
16-لسان العرب (قرد)
قرد: القَرَدُ، بِالتَّحْرِيكَ: مَا تَمَعَّطَ مِنَ الوَبَرِ والصوفِ وتَلَبَّدَ، وَقِيلَ: هُوَ نُفايَةُ الصُّوفِ خاصَّةً ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْوَبَرِ وَالشَّعْرِ والكَتَّان، قَالَ الْفَرَزْدَقُ:أُسَيِّدُ ذُو خُرَيِّطَةٍ نَهارًا، ***مِنَ المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ
يَعْنِي بالأُسَيِّدِ هُنَا سُوَيْداءَ، وَقَالَ مِنَ المُتَلَقِّطي قَرَدَ القُمامِ لِيثْبِتَ أَنها امرأَة لأَنه لَا يَتَتَبَّعُ قَرَدَ القُمامِ إِلا النِّسَاءُ، وَهَذَا البيتُ مُضَمَّنٌ لأَن قَوْلَهُ أُسَيِّدٌ فَاعِلٌ بِمَا قَبْلَهُ، أَلا تَرَى أَن قَبْلَهُ:
سَيَأْتِيهِمْ بِوَحْيِ القَوْلِ عَنِّي، ***ويُدْخِلُ رأْسَهُ تحتَ القِرامِ
أُسَيِّدُ*********
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَلِكَ أَنه لَوْ قَالَ أُسَيِّدُ ذُو خُرَيِّطَةٍ نَهَارًا وَلَمْ يُتْبِعْهُ مَا بَعْدَهُ لَظُنَّ رَجُلًا فَكَانَ ذَلِكَ عَارًا بِالْفَرَزْدَقِ وَبِالنِّسَاءِ، أَعني أَن يُدْخِلَ رأْسَه تحتَ القِرامِ أَسودُ فَانْتَفَى مِنْ هَذَا وبَرّأَ النِّسَاءَ مِنْهُ بأَن قَالَ مِنَ المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ، وَاحِدَتُهُ قَرَدَة.
وَفِي الْمَثَلِ: عَكَرَتْ عَلَى الغَزْلِ بِأَخَرَةٍ فَلَمْ تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةً؛ وأَصله أَن تَتْرُكَ المرأَة الْغَزَلَ وَهِيَ تَجِدُ مَا تَغْزِلُ مِنْ قُطْنٍ أَو كَتَّانٍ أَو غَيْرِهِمَا حَتَّى إِذا فَاتَهَا تَتَبَّعَتِ القَرَدَ فِي القُماماتِ مُلْتَقِطَةً، وعَكَرَتْ أَي عَطَفَتْ.
وقَرِدَ الشعرُ وَالصُّوفُ، بِالْكَسْرِ، يَقْرَدُ قَرَدًا فَهُوَ قَرِدٌ، وتَقَرَّدَ: تَجَعَّدَ وانعَقَدَتْ أَطرافُه.
وتَقَرَّدَ الشعرُ: تَجَمَّعَ.
وقَرِدَ الأَدِيمُ: حَلِمَ.
والقَرِدُ مِنَ السَّحَابِ: الَّذِي تَرَاهُ فِي وجهِهِ شِبْهُ انعقادٍ فِي الوهمِ يُشَبَّه بالشَّعَرِ القَرِدِ الَّذِي انعَقَدَتْ أَطرافه.
ابْنُ سِيدَهْ: والقَرِدُ مِنَ السَّحَابِ المتَعَقِّدُ المُتَلَبِّدُ بعضُه عَلَى بَعْضٍ شُبِّهَ بالوبَرِ القَرِدِ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا رأَيتَ السحابَ مُلتَبِدًا وَلَمْ يَملاسَّ فَهُوَ القَرِدُ والمُتَقَرِّدُ.
وسحابٌ قَرِدٌ: وَهُوَ الْمُتَقَطِّعُ فِي أَقطار السَّمَاءِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «ذُرِّي الدَّقيقَ وأَنا أُحَرِّكُ لكِ لِئَلَّا يَتَقَرَّد»أَي لِئَلَّا يَرْكَبَ بَعضُهُ بَعْضًا؛ وَفِيهِ:
أَنه صَلَّى إِلى بعِيرٍ مِنَ المَغْنَمِ فَلَمَّا انْفَتَلَ تَنَاوَلَ قَرَدَةً مِنْ وبرِ الْبَعِيرِ؛ أي قِطْعَةً مِمَّا يُنْسَلُ مِنْهُ.
والمُتَقَرِّدُ: هَناتٌ صغارٌ تَكُونُ دُونَ السَّحَابِ لَمْ تَلْتَئِمْ بَعْدُ.
وَفَرَسٌ قَرِدُ الخَصِيلِ إِذا لَمْ يَكُنْ مُسْتَرْخِيًا، وأَنشد: قَرِد الخَصِيلِ وَفِي العِظامِ بَقِيَّةٌ
والقُرادُ: مَعْرُوفٌ وَاحِدُ القِرْدانِ.
والقُرادُ: دُوَيبَّةٌ تَعَضُّ الإِبل؛ قَالَ:
لقدْ تَعَلَّلْتُ عَلَى أَيانِقِ ***صُهْبٍ، قَلِيلاتِ القُرادِ اللَّازِقِ
عَنَى بالقُراد هَاهُنَا الْجِنْسَ فَلِذَلِكَ أَفرد نَعْتَهَا وذكَّرَه.
وَمَعْنَى قَلِيلات: أَنَّ جُلودَها مُلْسٌ لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا قُرادٌ إِلا زَلِقَ لأَنها سِمانٌ مُمْتَلِئَةٌ، وَالْجَمْعُ أَقْردَة وقِرْدانٌ كَثِيرَةٌ؛ وَقَوْلُ جَرِيرٍ:
وأَبْرَأْتُ مِن أُمِّ الفَرَزْدَقِ ناخِسًا، ***وقُرْدُ اسْتِها بَعْدَ المنامِ يُثِيرُها
قُرْد فِيهِ: مُخَفَّفٌ مِنْ قُرُدٍ؛ جَمَعَ قُرادًا جَمْعَ مِثالٍ وقَذالٍ لِاسْتَوَاءِ بِنَائِهِ مَعَ بِنَائِهِمَا.
وبعيرٌ قَرِدٌ: كَثِيرُ القِرْدانِ؛ فأَما قَوْلُ مُبَشِّرُ بْنُ هُذَيْلِ بْنِ زَافِرٍ الْفَزَارِيِّ:
أَرسَلْتُ فِيهَا قَرِدًا لُكالِكَا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَن القَرِدَ هَاهُنَا الكثيرُ القِرْدانِ.
قَالَ: وأَما ثَعْلَبٌ فَقَالَ: هُوَ الْمُتَجَمِّعُ الشَّعْرِ، وَالْقَوْلَانِ مُتَقَارِبَانِ لأَنه إِذا تَجَمَّعَ وَبَرُهُ كَثُرَتْ فِيهِ القِرْدانُ.
وقَرَّده: انْتَزَعَ قِرْدانَه وَهَذَا فِيهِ مَعْنَى السَّلْبِ، وَتَقُولُ مِنْهُ: قَرِّدْ بعيركَ أَي انْزِعْ مِنْهُ القِرْدان.
وقَرَّده: ذلَّله وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَنه إِذا قُرِّدَ سكَنَ لِذَلِكَ وذَلَّ، والتقريدُ: الخِداعُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لأَن الرَّجُلُ إِذا أَراد أَن يأْخذ الْبَعِيرَ الصَّعْبَ قَرَّده أَولًا كأَنه يَنْزعُ قِرْدانه؛ قَالَ الْحُصَيْنُ بْنُ الْقَعْقَاعِ:
هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ فِيهِمُ، ***وَهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا
قَالَ ابْنَ الأَعرابي: يَقُولُ لَا يَسْتَنْبِذُ إِليهم أَحد؛ وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ:
لَعَمْرُكَ مَا قُرادُ بَني كُلَيْبٍ، ***إِذا نُزِعَ القُرادُ، بِمُسْتَطاع
وَنَسَبَهُ الأَزهري للأَخطل.
والقَرُودُ مِنَ الإِبل: الَّذِي لَا يَنْفِرُ عِنْدَ التَّقْرِيد.
وقُرادا الثَّدْيَيْنِ: حَلَمتاهما؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ الرَّقَّاعِ يَمْدَحُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ وَقِيلَ هُوَ لِمِلْحَةَ الجَرْمي:
كأَنَّ قُرادَيْ زَوْرِه طَبَعَتْهُما، ***بِطِينٍ منَ الجَوْلانِ، كُتَّابُ أَعْجَمِ
إِذا شِئتَ أَن تَلْقى فَتى الباسِ والنَّدى، ***وَذَا الحَسَبِ الزَّاكِي التَّلِيدِ المُقَدَّمِ
فَكُنْ عُمَرًا تَأْتي، وَلَا تَعْدوَنَّه ***إِلى غيرِه، واسْتَخْبرِ الناسَ وافْهَمِ
وأُم القِرْدانِ: الموضع بلين الثُّنَّة وَالْحَافِرِ وأَنشد بَيْتَ مِلْحَةَ الْجَرْمِيِّ أَيضًا وَقَالَ: عَنَى بِهِ حَلَمَتي الثَّدْيِ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: إِنه لَحَسَنُ قُرادَيِ الصدرِ، وأَنشد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ وَنَسَبَهُ لِابْنِ مَيَّادَةَ يَمْدَحُ بَعْضَ الْخُلَفَاءِ وَقَالَ فِي آخِرِهِ: كُتَّابَ أَعجما؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الْقَرَادَانِ مِنَ الرَّجُلِ أَسفل الثُّنْدُوَة.
يُقَالُ: إِنهما مِنْهُ لَطِيفَانِ كأَنهما فِي صَدْرِهِ أَثر طِينِ خَاتَمٍ خَتَمَهُ بَعْضُ كتَّاب الْعَجَمِ، وَخَصَّهُمْ لأَنهم كَانُوا أَهل دَواوِينَ وَكِتَابَةٍ.
وأُمُّ القِرْدانِ فِي فِرْسِن الْبَعِيرِ: بَيْنَ السُّلاميَاتِ؛ وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ قُرادِ الزَّوْرِ الحَلَمةُ وَمَا حَوْلَهَا مِنَ الْجِلْدِ الْمُخَالِفِ لِلَوْنِ الحَلَمة.
وقُرادا الْفَرَسِ: حَلَمَتَانِ عَنْ جانِبَيْ إِحْلِيلِه.
وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُقَرِّدُ فُلَانًا إِذا خَادَعَهُ مُتَلَطِّفًا؛ وأَصله الرَّجُلُ يَجِيءُ إِلى الإِبل لَيْلًا لِيَرْكَبَ مِنْهَا بَعِيرًا فِيخَافُ أَن يَرْغُوَ فَيَنْزِعُ مِنْهُ القُراد حَتَّى يستأْنس إِليه ثُمَّ يَخْطِمُه، وإِنما قِيلَ لِمَنْ يَذِلُّ قَدْ أُقْرِدَ لأَنه شُبِّهَ بِالْبَعِيرِ يُقَرَّدُ أَي يُنْزَعُ مِنْهُ الْقُرَادُ فَيَقْرَدُ لِخَاطِمِهِ وَلَا يُسْتَصْعَبُ عَلَيْهِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «لَمْ يَرَ بِتَقْريدِ المحرمِ البعيرَ بَأْسًا»؛ التقريدُ نَزْعُ القِرْدانِ مِنَ الْبَعِيرِ، وَهُوَ الطَّبُّوعُ الَّذِي يَلْصَقُ بِجِسْمِهِ.
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ: «قَالَ لِعِكْرِمَةَ»، وَهُوَ مُحْرِمٌ: قُمْ فَقَرِّدْ هَذَا الْبَعِيرَ، فَقَالَ: إِني مُحْرِمٌ، فَقَالَ: قُمْ فَانْحَرْهُ فَنَحَرَهُ، فَقَالَ: كَمْ نَرَاكَ الْآنَ قَتَلْتَ مِنْ قُرادٍ وحَمْنانة؟ ابْنُ الأَعرابي: أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سَكَتَ ذَلًّا وأَخْرَدَ إِذا سَكَتَ حَيَاءً.
وَفِي الْحَدِيثِ: «إِيَّاكُمْ والإِقْرادَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الإِقرادُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ مِنْكُمْ أَميرًا أَو عَامِلًا فيأْتيه المِسْكينُ والأَرملة فِيقُولُ لَهُمْ: مكانَكم، ويأْتيه الشريفُ وَالْغَنِيُّ فَيُدْنِيهِ وَيَقُولُ: عَجِّلُوا قَضَاءَ حاجتِه، ويُتْرَكُ الآخَرون مُقْرِدين».
يُقَالُ: أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سَكَتَ ذُلًّا، وأَصله أَن يَقَعَ الغُرابُ عَلَى الْبَعِيرِ فَيَلْتَقِطَ القِرْدانَ فَيَقِرَّ وَيَسْكُنَ لِمَا يَجِدُهُ مِنَ الرَّاحَةِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «كَانَ لَنَا وحْشٌ فإِذا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، أَسْعَرَنا قَفْزًا فإِذا حَضَرَ مَجِيئُه أَقرَدَ»أَي سكَنَ وذَلَّ.
وأَقْرَدَ الرجلُ وقَرِدَ: ذَلَّ وخَضَع، وَقِيلَ: سَكَتَ عَنْ عِيٍّ.
وأَقرَدَ أَي سَكَنَ وتَماوَت؛ وأَنشد الأَحمر:
تقولُ إِذا اقْلَوْلى عَلَيْهَا وأَقْرَدَتْ ***أَلا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدائِم؟
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْفَرَزْدَقِ يَذْكُرُ امرأَة إِذا عَلَاهَا الْفَحْلُ أَقرَدَتْ وَسَكَنَتْ وَطَلَبَتْ مِنْهُ أَن يَكُونَ فِعْلُهُ دَائِمًا مُتَّصِلًا.
والقَرَدُ: لَجْلَجَة فِي اللِّسَانِ؛ عَنِ الهَجَريّ، وَحُكِيَ: نِعْمَ الخَبَرُ خبَرُكَ لَوْلَا قَرَدٌ فِي لِسَانِكَ، وَهُوَ مِنْ هَذَا لأَن المُتَلَجْلِجَ لسانُه يَسْكُتُ عَنْ بَعْضِ مَا يُريدُ الكلامَ بِهِ.
أَبو سَعِيدٍ: القِرْديدَةُ صُلْبُ الْكَلَامِ.
وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي أَنه قَالَ: اسْتَوْقَحَ الكلامُ فَلَمْ يَسْهُلْ فأَخذت قِرديدةً مِنْهُ فركِبْتُه وَلَمْ أَزُغْ عَنْهُ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا.
وقرِدَت أَسنانُه قَرَدًا: صَغُرَتْ ولحِقَتْ بالدُّرْدُر.
وقَرِدَ العِلْكُ قَرَدًا: فَسَد طعمُه.
والقِرْد: مَعْرُوفٌ.
وَالْجَمْعُ أَقرادٌ وأَقْرُد وقُرودٌ وقِرَدَةٌ كَثِيرَةٌ.
قَالَ ابْنُ جِنِّي فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ}: يَنْبَغِي أَن يَكُونَ خَاسِئِينَ خَبَرًا آخَرَ لِكُونُوا والأَوَّلُ قِرَدَةً، فَهُوَ كَقَوْلِكَ هَذَا حُلْو حَامِضٌ، وإِن جَعَلْتَهُ وَصْفًا لقِرَدَة صَغُرَ مَعْنَاهُ، أَلا تَرَى أَن القِرْد لذُّلِّه وصَغارِه خَاسِئٌ أَبدًا، فَيَكُونُ إِذًا صِفَةً غَيْرَ مُفيدَة، وإِذا جَعَلْتَ خَاسِئِينَ خَبَرًا ثَانِيًا حَسُنَ وأَفاد حَتَّى كأَنه قَالَ كُونُوا قِرَدَةً كُونُوا خَاسِئِينَ، أَلا تَرَى أَن لأَحد الِاسْمَيْنِ مِنَ الِاخْتِصَاصِ بِالْخَبَرِيَّةِ مَا لِصَاحِبِهِ وَلَيْسَتْ كَذَلِكَ الصِّفَةُ بَعْدَ الْمَوْصُوفِ، إِنما اخْتِصَاصُ الْعَامِلِ بِالْمَوْصُوفِ ثُمَّ الصفةُ بَعْدُ تَابِعَةٌ لَهُ.
قَالَ: وَلَسْتُ أَعني بِقَوْلِي كأَنه قَالَ كُونُوا قِرَدَةً كُونُوا خَاسِئِينَ أَن الْعَامِلَ فِي خَاسِئِينَ عَامِلٌ ثَانٍ غَيْرُ الأَوّل، مَعَاذَ اللَّهِ أَن أُريد ذَلِكَ إِنما هَذَا شَيْءٌ يُقَدَّر مَعَ الْبَدَلِ، فأَما فِي الْخَبَرَيْنِ فإِن الْعَامِلَ فِيهِمَا جَمِيعًا وَاحِدٌ.
وَلَوْ كَانَ هُنَاكَ عَامِلٌ لَمَا كَانَا خَبَرَيْنِ لِمُخْبَرٍ عَنْهُ وَاحِدٌ.
وَلَوْ كَانَ هُنَاكَ عَامِلٌ لَمَا كَانَا خَبَرَيْنِ لِمُخْبَرٍ عَنْهُ وَاحِدٍ، وإِنما مُفَادُ الْخَبَرِ مِنْ مَجْمُوعِهِمَا؛ قَالَ: وَلِهَذَا كَانَ عِنْدَ أَبي عَلِيٍّ أَن الْعَائِدَ عَلَى المبتدإِ مِنْ مَجْمُوعِهِمَا وإِنما أُريد أَنك مَتَى شِئْتَ بَاشَرْتَ كُونُوا أَيَّ الِاسْمَيْنِ آثَرْتَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ الصِّفَةُ، ويُؤْنِسُ لِذَلِكَ أَنه لَوْ كَانَتْ خَاسِئِينَ صِفَةً لِقِرَدَةٍ لَكَانَ الأَخلقُ أَن يَكُونَ قِرْدَةً خَاسِئَةً، فأَنْ لَمْ يُقْرأْ بِذَلِكَ البتةَ دلالةٌ عَلَى أَنه لَيْسَ بِوَصْفٍ وإِن كَانَ قَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ خَاسِئِينَ صِفَةً لِقِرَدَةٍ عَلَى الْمَعْنَى، إِذ كَانَ الْمَعْنَى إِنما هِيَ هُمْ فِي الْمَعْنَى إِلا أَن هَذَا إِنما هُوَ جَائِزٌ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ بَلِ الْوَجْهُ أَن يَكُونَ وَصْفًا لَوْ كَانَ عَلَى اللَّفْظِ فَكَيْفَ وَقَدْ سَبَقَ ضَعْفُ الصِّفَةِ هُنَا؟ والأُنثى قِرْدَة وَالْجَمْعُ قِرَدٌ مِثْلُ قِرْبَةٍ وقِرَبٍ.
والقَرَّادُ: سائِسُ القُرُودِ.
وَفِي الْمَثَلِ: إِنه لأَزْنى مِنْ قِرْدٍ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ رَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ يُقَالُ لَهُقِرْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
وقَرَدَ لِعِيَالِهِ قَرْدًا: جَمَعَ وكسَبَ.
وقَرَدْتُ السَّمْنَ، بِالْفَتْحِ، فِي السِّقاءِ أَقْرِدُه قَرْدًا: جَمَعْتُهُ.
وقَرَدَ فِي السقاءِ قَرْدًا: جَمَعَ السمْنَ فِيهِ أَو اللَّبن كَقَلَدَ؛ وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرفه وَلَمْ أَسمعه إِلا لأَبي عُبَيْدٍ.
وَسَمَعَ ابْنُ الأَعرابي: قَلَدْتُ فِي السِّقَاءِ وقَرَيْتُ فِيهِ؛ والقَلْدُ: جَمْعُك الشَّيْءَ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ لبَن وَغَيْرِهِ.
وَيُقَالُ: جَاءَ بِالْحَدِيثِ عَلَى قَرْدَدِه وَعَلَى قَنَنِهِ وَعَلَى سَمْتِهِ إِذا جَاءَ بِهِ عَلَى وَجْهِهِ.
والتِّقْرِدُ الكَرَوْيا، وَقِيلَ: هِيَ جَمْعُ الأَبزار، وَاحِدَتُهُا تِقْرِدَة.
والقَرْدَدُ مِنَ الأَرض: قُرْنَةٌ إِلى جَنْبِ وَهْدة؛ وأَنشد:
مَتَّى مَا تَزُرْنا، آخِرَ الدَّهْرِ، تَلْقَنا ***بِقَرْقَرَةٍ مَلْساءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ
الأَصمعي: القَرْدَدُ نَحْوُ القُفِّ.
ابْنُ شُمَيْلٍ القُرْدودة مَا أَشرَف مِنْهَا وغلُظَ وَقَلَّمَا تَكُونُ القراديدُ إِلا فِي بَسْطَةٍ مِنَ الأَرض وَفِيمَا اتَّسَعَ مِنْهَا، فتَرى لَهَا مَتْنًا مُشْرِفًا عَلَيْهَا غَلِيظًا لَا يُنْبِتُ إِلا قَلِيلًا؛ قَالَ: وَيَكُونُ ظَهْرُهَا سِعَتُهُ دَعْوَةً وبُعْدُها فِي الأَرض عُقْبَتَيْن وأَكثر وأَقل، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْهَا حدَبٌ ظهرُها وأَسنادها.
وَقَالَ شَمِرٌ: القُرْدُودة طَرِيقَةٌ مُنْقَادَةٌ كقُرْدُودةِ الظَّهْرِ.
والقَرْدَدُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض، وَقِيلَ: وغلُظَ، قَالَ سِيبَوَيْهِ دَالُهُ مُلْحِقة لَهُ بِجَعْفَرٍ وَلَيْسَ كَمَعدّ لأَن ذَلِكَ مَبْنِيٌّ عَلَى فَعَلّ مِنْ أَول وَهْلَةٍ، وَلَوْ كَانَ قَرْدَدٌ كَمَعدّ لَمْ يَظْهَرْ فِيهِ الْمَثَلَانِ لأَن مَا أَصله الإِدغام لَا يُخَرَّجُ عَلَى الأَصل إِلَّا فِي ضَرُورَةِ شِعْرٍ، قَالَ: وَجَمْعُ القَرْدَدِ قرادِدُ ظَهَرَتْ فِي الْجَمْعِ كَظُهُورِهَا فِي الْوَاحِدِ.
قَالَ: وَقَدْ قَالُوا: قَراديدُ فأَدخلوا الْيَاءَ كَرَاهِيَةَ التَّضْعِيفِ.
والقُرْدُودُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض وَغَلُظَ مِثْلُ القَرْدَدِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَعَلَى هَذَا لَا مَعْنَى لِقَوْلِ سِيبَوَيْهِ إِن القَراديدَ جَمْعُ قَرْدَد.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: القَرْدَد الْمَكَانُ الْغَلِيظُ الْمُرْتَفِعُ وإِنما أُظْهِرَ التَّضْعِيفُ لأَنه مُلْحَق بِفَعْلَل والمُلْحَق لَا يُدْغم، وَالْجَمْعُ قَرادِدُ.
قَالَ: وَقَدْ قَالُوا قَرَادِيدُ كَرَاهِيَةَ الدَّالَيْنِ.
وفي الحديث: «لَجَؤوا إِلى قَرْدَدٍ»؛ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْمُرْتَفِعُ مِنَ الأَرض كأَنهم تَحَصَّنُوا بِهِ.
وَيُقَالُ للأَرض الْمُسْتَوِيَةِ أَيضًا: قَرْدد؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ"""" قَسِّ الْجَارُودِ.
قطَعْتُ قَرْدَدًا.
وقُرْدُودَةُ الثَّبَجِ: مَا أَشرَفَ مِنْهُ.
وقُرْدُودَةُ الظَّهْرِ: مَا ارتَفَعَ مِنْ ثبَجِه.
الأَصمعي: السِّيساءُ قُرْدودَةُ الظَّهْرِ.
أَبو عمرو: السِّيساءُ مِنَ الفرَسِ الحارِكُ وَمِنَ الحمارِ الظَّهْرُ.
أَبو زَيْدٍ: القِرْديدَةُ الْخَطُّ الَّذِي وسَطَ الظَّهْرِ، وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: القُرْدودَةُ هِيَ الْفِقَارَةُ نَفْسُهَا.
وَقَالَ: تَمْضِي قُرْدُودَةُ الشتاءِ عَنَّا، وَهِيَ جَدْبَتُه وشِدَّتُه.
وقُرْدودَةُ الظَّهْرِ: أَعلاهُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ.
وأَخذه بِقَرْدَةِ عُنُقِه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، كَقَوْلِكَ بِصُوفِه، قَالَ: وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ؛ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ الرَّاجِزُ:
يَرْكَبْنَ ثِنْيَ لاحِبٍ مَدْعُوقِ، ***نَابِي القَرادِيدِ مِنَ البُؤوقِ
القَراديدُ: جَمْعُ قُرْدُودَةٍ، وَهِيَ الْمَوْضِعُ الناتئُ فِي وَسَطِهِ.
التَّهْذِيبِ: القَرْدُ لُغَةٌ فِي الكَرْدِ، وَهُوَ الْعُنُقُ، وَهُوَ
مَجْثَمُ الهامةِ عَلَى سالفةِ العُنُق؛ وأَنشد:
فَجَلَّلَه عَضْبَ الضَّريبةِ صارِمًا، ***فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الضَّريبةِ والقَرْدِ
التَّهْذِيبِ: وأَنشد شَمِرٌ فِي القَرْدِ القصِير:
أَو هِقْلَةِ مِنْ نَعامِ الجوِّ عارَضَها ***قَرْدُ العِفاءِ، وَفِي يافُوخِه صَقَعُ
قَالَ: الصقَعُ القَرَعُ.
والعِفاءُ: الرِّيشُ.
والقَرْدُ: القصيرُ.
وَبَنُو قَرَدٍ: قَوْمٌ مِنْ هُذَيْلٍ مِنْهُمْ أَبو ذُؤَيْبٍ.
وذُو قَرَدٍ: مَوْضِعٌ؛ وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ ذِي قَرَد؛ هُوَ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالرَّاءِ: مَاءٌ عَلَى لَيْلَتَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ خَيْبَرَ؛ وَمِنْهُ غَزْوَةُ ذِي قَرَدٍ وَيُقَالُ ذو القَرَد.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
17-لسان العرب (خبر)
خبر: الخَبِيرُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْعَالِمُ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ.وخَبُرْتُ بالأَمر.
أَي عَلِمْتُهُ.
وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ إِذا عَرَفْتَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ.
وَقَوْلُهُ تعالى: {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرًا}؛ أَي اسأَل عَنْهُ خَبِيرًا يَخْبُرُ.
والخَبَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَاحِدُ الأَخبْار.
والخَبَرُ: مَا أَتاك مِنْ نَبإٍ عَمَّنْ تَسْتَخْبِرُ.
ابْنُ سِيدَهْ: الخَبَرُ النَّبَأُ، وَالْجَمْعُ أَخْبَارٌ، وأَخابِير جَمْعُ الْجَمْعِ.
فأَما قَوْلُهُ تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها}؛ فَمَعْنَاهُ يَوْمَ تُزَلْزَلُ تُخْبِرُ بِمَا عُمِلَ عَلَيْهَا.
وخَبَّرَه بِكَذَا وأَخْبَرَه: نَبَّأَهُ.
واسْتَخْبَرَه: سأَله عَنِ الخَبَرِ وَطَلَبَ أَن يُخْبِرَهُ؛ وَيُقَالُ: تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واسْتَخْبَرْتُه؛ وَمِثْلُهُ تَضَعَّفْتُ الرَّجُلَ واسْتَضْعَفْتُه، وتَخَبَّرْتُ الْجَوَابَ واسْتَخْبَرْتُه.
والاسْتِخْبارُ والتَّخَبُّرُ: السُّؤَالُ عَنِ الخَبَر.
وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: «أَنه بَعَثَ عَيْنًا مِنْ خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر لَهُ خَبَرَ قُرَيْشٍ»؛ أي يَتَعَرَّفُ؛ يُقَالُ: تَخَبَّرَ الخَبَرَ واسْتَخْبَر إِذا سأَل عَنِ الأَخبْارِ لِيَعْرِفَهَا.
والخابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ وَرَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِير: عَالِمٌ بالخَبَرِ.
والخَبِيرُ: المُخْبِرُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي وَصْفِ شَجَرٍ: أَخْبَرَني بِذَلِكَ الخَبِرُ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى مِثَالِ فَعِلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يَكَادُ يُعْرَفُ إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ.
وأَخْبَرَهُ خُبُورَهُ: أَنْبأَهُ مَا عِنْدَهُ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ خَبَرٌ وَمَا يُدْرَى لَهُ مَا خَبَرٌ أَي مَا يُدْرَى، وأَين صِلَةٌ وَمَا صِلَةٌ.
والمَخْبَرُ: خِلَافُ المَنْظَرِ، وَكَذَلِكَ المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَهُوَ نَقِيضُ المَرْآةِ والخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرَةُ والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ، كُلُّهُ: العِلْمُ بِالشَّيْءِ؛ تَقُولُ: لِي بِهِ خِبْرٌ، وَقَدْ خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْرًا وخُبْرَةً [خِبْرَةً] وخِبْرًا واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ؛ يُقَالُ: مَنْ أَين خَبَرْتَ هَذَا الأَمر أَي مِنْ أَين عَلِمْتَ؟ وَقَوْلُهُمْ: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك؛ يُقَالُ: صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ.
وأَما قَوْلُ أَبي الدَّرْدَاءِ: وجدتُ الناسَ اخْبُرْ نَقْلَه؛ فَيُرِيدُ أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُمْ، فأَخرج الْكَلَامَ عَلَى لَفْظِ الأَمر، وَمَعْنَاهُ الخَبَرُ.
والخُبْرُ: مَخْبُرَةُ الإِنسان.
والخِبْرَةُ: الاختبارُ؛ وخَبَرْتُ الرَّجُلَ أَخْبُرُه خُبْرًا [خِبْرًا] وخُبْرَةً [خِبْرَةً].
والخَبِيرُ: الْعَالِمُ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ سَمِعْتُ ثَعْلَبًا يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: " كَفَى قَوْمًا بِصاحِبِهمْ خَبِيرا "فَقَالَ: هَذَا مَقْلُوبٌ إِنما يَنْبَغِي أَن يَقُولَ كَفَى قَوْمًا بِصَاحِبِهِمْ خُبْرًا؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يَقُولُ كَفَى قَوْمٌ.
والخَبِيرُ: الَّذِي يَخْبُرُ الشَّيْءَ بِعِلْمِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: " وشِفَاءُ عِيِّكِ خابِرًا أَنْ تَسْأَلي "فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَا تَجِدِينَ فِي نَفْسِكَ مِنَ الْعِيِّ أَن تَسْتَخْبِرِي.
وَرَجُلٌ مَخْبَرانِيٌّ: ذُو مَخْبَرٍ، كَمَا قَالُوا مَنْظَرانِيّ أَي ذُو مَنْظَرٍ.
والخَبْرُ والخِبْرُ: المَزادَةُ الْعَظِيمَةُ، وَالْجَمْعُ خُبُورٌ، وَهِيَ الخَبْرَاءُ أَيضًا؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَيُقَالُ: الخِبْرُ، إِلَّا أَنه بِالْفَتْحِ أَجود؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الخَبْرُ، بِالْفَتْحِ، الْمَزَادَةُ، وأَنكر فِيهِ الْكَسْرَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: نَاقَةٌ خَبْرٌ إِذا كَانَتْ غَزِيرَةً.
والخَبْرُ والخِبْرُ: النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ اللَّبَنِ.
شُبِّهَتْ بِالْمَزَادَةِ فِي غُزْرِها، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ وَقَدْ خَبَرَتْ خُبُورًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
والخَبْراءُ: المجرَّبة بالغُزْرِ.
والخَبِرَةُ: الْقَاعُ يُنْبِتُ السِّدْرَ، وَجَمْعُهُ خَبِرٌ، وَهِيَ الخَبْراءُ أَيضًا، وَالْجَمْعُ خَبْراوَاتٌ وخَبَارٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وخَبَارٌ كَسَّرُوها تَكْسِيرَ الأَسماء وَسَلَّموها عَلَى ذَلِكَ وإِن كَانَتْ فِي الأَصل صِفَةً لأَنها قَدْ جَرَتْ مَجْرَى الأَسماء.
والخَبْراءُ: مَنْقَعُ الْمَاءِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَنْقَعَ الْمَاءِ فِي أُصول السِّدْرِ، وَقِيلَ: الخَبْراءُ الْقَاعُ يُنْبِتُ السِّدْرَ، وَالْجَمْعُ الخَبَارَىوالخَبارِي مِثْلُ الصحارَى والصحارِي وَالْخَبْرَاوَاتُ؛ يُقَالُ: خَبِرَ الموضعُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ خَبِرٌ؛ وأَرض خَبِرَةٌ.
والخَبْرُ: شَجَرُ السِّدْرِ والأَراك وَمَا حَوْلَهُمَا مِنَ العُشْبِ؛ وَاحِدَتُهُ خَبْرَةٌ.
وخَبْراءُ الخَبِرَةِ: شَجَرُهَا؛ وَقِيلَ: الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ فِي القِيعانِ.
والخَبْرَاءُ: قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ، وَجَمْعُهُ خَبَارَى وخَبَاري.
وَفِي تَرْجَمَةِ نَقَعَ: النَّقائعُ خَبَارَى فِي بِلَادِ تَمِيمٍ.
اللَّيْثُ: الخَبْراءُ شَجْراءُ فِي بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيهَا الْمَاءُ إِلى الْقَيْظِ وَفِيهَا ينْبت الخَبْرُ، وَهُوَ شَجَرُ السِّدْرِ والأَراك وَحَوَالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ، وَتُسَمَّى الخَبِرَةَ، وَالْجَمْعُ الخَبِرُ.
وخَبْرُ الخَبِرَةِ: شجرُها قَالَ الشَّاعِرُ:
فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبيعِ، وهَلَّلَتْ ***عليكَ رِياضٌ مِنْ سَلامٍ وَمِنْ خَبْرِ
والخَبْرُ مِنْ مَوَاقِعِ الْمَاءِ: مَا خَبِرَ المَسِيلُ فِي الرُّؤُوسِ فَتَخُوضُ فِيهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «فَدَفعنا فِي خَبَارٍ مِنَ الأَرض»؛ أَي سَهْلَةٍ لَيِّنَةٍ.
والخَبارُ مِنَ الأَرض: مَا لانَ واسْتَرخَى وَكَانَتْ فِيهِ جِحَرَةٌ.
والخَبارُ: الجَراثيم وجِحَرَةُ الجُرْذانِ، وَاحِدَتُهُ خَبارَةٌ.
وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ.
والخَبارُ: أَرض رِخْوَةٌ تَتَعْتَعُ فِيهِ الدوابُّ؛ وأَنشد:
تَتَعْتَع فِي الخَبارِ إِذا عَلاهُ، ***ويَعْثُر فِي الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ
ابْنُ الأَعرابي: والخَبارُ مَا اسْتَرْخَى مِنَ الأَرض وتَحَفَّرَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَهُوَ مَا تَهَوَّرَ وساخَتْ فِيهِ الْقَوَائِمُ.
وخَبِرَتِ الأَرضُ خَبَرًا: كَثُرَ خَبارُها.
والخَبْرُ: أَن تُزْرَعَ عَلَى النِّصْفِ أَو الثُّلْثِ مِنْ هَذَا، وَهِيَ المُخابَرَةُ، وَاشْتُقَّتْ مِنْ خَيْبَرَ لأَنها أَول مَا أُقْطِعَتْ كَذَلِكَ.
والمُخابَرَةُ: الْمُزَارَعَةُ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرض، وَهُوَ الخِبْرُ أَيضًا، بِالْكَسْرِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «كُنَّا نُخابر وَلَا نَرَى بِذَلِكَ بأْسًا حَتَّى أَخْبَرَ رافعٌ أَن رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا».
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه نَهَى عن المُخابرة»؛ قِيلَ: هِيَ الْمُزَارَعَةُ عَلَى نَصِيبٍ مُعَيَّنٍ كَالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَغَيْرِهِمَا؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الخَبارِ، الأَرض اللَّيِّنَةُ، وَقِيلَ: أَصل المُخابرة مِنْ خَيْبر، " لأَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقرها فِي أَيدي أَهلها عَلَى النِّصْفِ مِنْ مَحْصُولِهَا "؛ فَقِيلَ: خابَرَهُمْ أَي عَامَلَهُمْ فِي خَيْبَرَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الْمُزَارَعَةُ فَعَمَّ بِهَا.
والمُخَابَرَةُ أَيضًا: الْمُؤَاكَرَةُ.
والخَبِيرُ: الأَكَّارُ؛ قَالَ:
تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ مِنْ كلِّ جانِبٍ، ***كَجَزِّ عَقاقِيلِ الكُرومِ خَبِيرُها
رَفَعَ خَبِيرَهَا عَلَى تَكْرِيرِ الْفِعْلِ، أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها.
والخَبْرُ الزَّرْعُ.
والخَبِيرُ: النَّبَاتُ.
وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: «نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ»أَي نَقْطَعُ النَّبَاتَ وَالْعُشْبَ ونأْكله؛ شُبّهَ بِخَبِيرِ الإِبل، وَهُوَ وبَرُها لأَنه يَنْبُتُ كَمَا يَنْبُتُ الْوَبَرُ.
وَاسْتِخْلَابُهُ: احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ، وَهُوَ المِنْجَلُ.
والخَبِيرُ: يَقَعُ عَلَى الْوَبَرِ وَالزَّرْعِ والأَكَّار.
والخَبِيرُ: الوَبَرُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ حَمِيرَ وَحْشٍ: " حَتَّى إِذَا مَا طَارَ مِنْ خَبِيرِها "والخَبِيرُ: نُسَالة الشِّعْرِ، والخَبِيرَةُ: الطَّائِفَةُ مِنْهُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
فَآبُوا بالرماحِ، وهُنَّ عُوجٌ، ***بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ
والمَخْبُورُ: الطَّيِّب الأَدام.
والخَبِيرُ: الزَّبَدُ؛ وَقِيلَ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ وأَنشد الْهُذَلِيِّ:
تَغَذّمْنَ، فِي جانِبيهِ، الخَبِيرَ ***لَمَّا وَهَى مُزنُهُ واسْتُبِيحَا
تَغَذَّمْنَ يَعْنِي الْفُحُولَ أَي مَضَغْنَ الزَّبَدَ وعَمَيْنَهُ.
والخُبْرُ والخُبْرَةُ: اللَّحْمُ يَشْتَرِيهِ الرَّجُلُ لأَهله؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا اختَبَرْتَ لأَهلك؟ والخُبْرَةُ: الشَّاةُ يَشْتَرِيهَا الْقَوْمُ بأَثمان مُخْتَلِفَةٍ ثُمَّ يَقْتَسِمُونَهَا فَيُسْهِمُونَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَا نَقَدَ.
وتَخَبَّرُوا خُبْرَةً: اشْتَرَوْا شَاةً فَذَبَحُوهَا وَاقْتَسَمُوهَا.
وَشَاةٌ خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ.
والخُبْرَةُ، بِالضَّمِّ: النَّصِيبُ تأْخذه مِنْ لَحْمٍ أَو سَمَكٍ؛ وأَنشد:
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيز خُبْرَتُه، ***وطاحَ طَيُّ بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ
وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: «حِينَ لَا آكلُ الخَبِيرَ»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ؛ أي المَأْدُومَ.
والخَبير والخُبْرَةُ: الأَدام؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّعَامُ مِنَ اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ؛ وَيُقَالُ: اخْبُرْ طَعَامَكَ أَي دَسِّمْهُ؛ وأَتانا بِخُبْزَةٍ وَلَمْ يأْتنا بخُبْرَةٍ.
وَجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ.
والخُبْرَةُ: الطَّعَامُ وَمَا قُدِّم مِنْ شَيْءٍ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَنه سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُ: اجْتَمَعُوا عَلَى خُبْرَتِه، يَعْنُونَ ذَلِكَ.
والخُبْرَةُ: الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ.
وخَبَرَ الطعامَ يَخْبُرُه خَبْرًا: دَسَّمَهُ.
والخابُور: نَبْتٌ أَو شَجَرٌ؛ قَالَ:
أَيا شَجَرَ الخابُورِ مَا لَكَ مُورِقًا؟ ***كأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابنِ طَرِيفِ
والخابُور: نَهْرٌ أَو وَادٍ بِالْجَزِيرَةِ؛ وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الشَّامِ.
وخَيْبَرُ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ قَرْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ.
وَيُقَالُ: عَلَيْهِ الدَّبَرَى.
وحُمَّى خَيْبَرى.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
18-لسان العرب (صدر)
صدر: الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كُلِّ شَيْءٍ وأَوَّله، حَتَّى إِنهم لَيَقُولُونَ: صَدْر النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وصَدْر الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ وَمَا أَشبه ذَلِكَ مُذَكَّرًا؛ فأَما قول الأَعشى:وتَشْرَقُ بالقَوْل الَّذِي قَدْ أَذَعْتَه، ***كَمَا شَرِقَتْ صَدْر القَناة مِنَ الدَّمِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِن شِئْتَ قُلْتَ أَنث لأَنه أَراد الْقَنَاةَ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ إِن صَدْر القَناة قَناة؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ:
مَشَيْنَ كَمَا اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ ***أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم
والصَّدْر: وَاحِدُ الصُّدُور، وَهُوَ مُذَكَّرٌ، وإِنما أَنثه الأَعشى فِي قَوْلِهِ كَمَا شَرِقَتْ صَدْر القَناة عَلَى الْمَعْنَى، لأَن صَدْر القَناة مِنَ القَناة، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الِاسْمَ الْمُضَافَ إِلى الْمُؤَنَّثِ، وصَدْر الْقَنَاةِ: أَعلاها.
وصَدْر الأَمر: أَوّله.
وصَدْر كُلِّ شَيْءٍ: أَوّله.
وكلُّ مَا وَاجَهَكَ: صَدْرٌ، وَصَدْرُ الإِنسان مِنْهُ مذكَّر؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَجَمْعُهُ صُدُور وَلَا يكسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}؛ وَالْقَلْبُ لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الصَّدْر إِنما جَرَى هَذَا عَلَى التَّوْكِيدِ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ}؛ وَالْقَوْلُ لَا يَكُونُ إِلَّا بالفَمِ لَكِنَّهُ أَكَّد بِذَلِكَ، وَعَلَى هَذَا قِرَاءَةُ مَنْ قرأَ: " إِن هَذَا أَخي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً أُنثى.
والصُّدُرة: الصَّدْر، وَقِيلَ: مَا أَشرف مِنْ أَعلاه.
والصَّدْر: الطَّائِفَةُ مِنَ الشَّيْءِ.
التَّهْذِيبِ: والصُّدْرة مِنَ الإِنسان مَا أَشرف مِنْ أَعلى صدْره؛ وَمِنْهُ الصُّدْرة الَّتِي تُلبَس؛ قَالَ الأَزهري: وَمِنْ هَذَا قَوْلُ امرأَة طائيَّة كَانَتْ تَحْتَ امْرِئِ الْقَيْسِ، فَفَرِكَتْهُ وَقَالَتْ: إِني مَا عَلِمْتُكَ إِلَّا ثَقِيل الصُّدْرة سَرِيعَ الهِدافَةَ بَطِيء الإِفاقة.
والأَصْدَر: الَّذِي أَشرفت صُدْرته.
والمَصْدُور: الَّذِي يَشْتَكِي صَدْرَهُ؛ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «قَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: حَتَّى متَى تقولُ هَذَا الشِّعْرَ؟ فَقَالَ: لَا بُدَّ للمَصْدُور مِنْ أَن يَسْعُلا»المَصْدُور: الَّذِي يَشْتَكِي صَدْره، صُدِرَ فَهُوَ مَصْدُورٌ؛ يُرِيدُ: أَن مَنْ أُصيب صَدْره لَا بُدَّ لَهُ أَن يَسْعُل، يَعْنِي أَنه يَحْدُث للإِنسان حَالٌ يتمثَّل فِيهِ بِالشِّعْرِ ويطيِّب بِهِ نَفْسَهُ وَلَا يَكَادُ يَمْتَنِعُ مِنْهُ.
وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: «قيل له إِن عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ الشِّعْر، قَالَ: ويَسْتَطَيعُ المَصْدُور أَن لا يَنْفُثَ [يَنْفِثَ] »أَي لَا يَبْزُق؛ شَبَّه الشِّعْر بالنَّفْث لأَنهما يَخْرُجَانِ مِنَ الفَمِ.
وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: «قِيلَ لَهُ رَجُلٌ مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحًا أَحَدَثٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا»، يَعْنِي يَبزُق قَيْحًا.
وبَنَات الصَّدْرِ: خَلَل عِظامه.
وصُدِرَ يَصْدَرُ صَدْرًا: شَكَا صَدْرَه؛ وأَنشد: " كأَنما هُوَ فِي أَحشاء مَصْدُورِ "وصَدَرَ فُلَانٌ فُلَانًا يَصْدُرُه صَدْرًا: أَصاب صَدْرَه.
وَرَجُلٌ أَصْدَرُ: عَظِيمُ الصَّدْرِ، ومُصَدَّر: قَوِيُّ الصَّدْر شَدِيدُهُ؛ وَكَذَلِكَ الأَسَد وَالذِّئْبُ.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ: «أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّر»؛ هُوَ الْعَظِيمُ الصَّدْر.
وفَرس مُصَدَّرٌ: بَلَغ العَرَق صَدْرَه.
والمُصَدَّرُ مِنَ الْخَيْلِ وَالْغَنَمِ: الأَبيض لَبَّةِ الصَّدْرِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ النِّعاج السَّوداء الصَّدْرِ وسائرُها أَبيضُ؛ وَنَعْجَةٌ مُصَدَّرَة.
وَرَجُلٌ بَعِيدُ الصَّدْر: لَا يُعطَف، وَهُوَ عَلَى المثَل.
والتَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر فِي الجُلوس.
وصَدَّر كِتَابَهُ: جَعَلَ لَهُ صَدْرًا؛ وصَدَّره فِي الْمَجْلِسِ فتصدَّر.
وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر، كِلَاهُمَا: تقدَّم الخيلَ بِصَدره.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المُصَدَّرُ مِنَ الْخَيْلِ السَّابِقِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الصَّدْرَ؛ وَيُقَالُ: صَدَّرَ الفرسُ إِذا جَاءَ قَدْ سَبَقَ وَبَرَزَ بِصَدْرِه وَجَاءَ مُصَدَّرًا؛ وَقَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ يَصِفُ فَرَسًا:
كأَنه بَعْدَ ما صَدّرْنَ مِنْ عَرَقٍ ***سِيدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ اللَّيْلِ، مَبْلُولُ
كأَنه: الهاءُ لَفَرسِهِ.
بعد ما صَدَّرْنَ: يَعْنِي خَيْلَا سَبَقْنَ بصُدُورِهِنَّ.
والعَرَق: الصفُّ مِنَ الْخَيْلِ؛ وَقَالَ دُكَيْنٌ: " مُصَدَّرٌ لَا وَسَطٌ وَلَا بَالي ".
وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ: بعد ما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ أَي هَرَقْنَ صَدْرًا مِنَ العَرَق ولن يَسْتَفْرِغْنَه كلَّه؛ وَرَوِيَ عَنِ ابْنِ الأَعرابي أَنه قَالَ: رواه بعد ما صُدِّرْنَ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فَاعِلُهُ، أَي أَصاب العَرَقُ صُدُورهُنَّ بعد ما عَرِقَ؛ قَالَ: والأَول أَجود؛ وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ يُخَاطِبُ جَرِيرًا:
وحَسِبتَ خيْلَ بَنِي كُلَيْبٍ مَصْدَرًا، ***فَغَرِقْتَ حِينَ وَقَعْتَ فِي القَمْقَامِ
يَقُولُ: اغْتَرَرْتَ بخيْل قَوْمِكَ وَظَنَنْتَ أَنهم يخلِّصونك من بحر فَلَمْ يَفْعَلُوا.
وَمِنْ كلامِ كُتَّاب الدَّواوِين أَن يُقَالَ: صُودِرَ فلانٌ الْعَامِلُ عَلَى مالٍ يؤدِّيه أَي فُورِقَ عَلَى مالٍ ضَمِنَه.
والصِّدَارُ: ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ والمَنْكِبَيْنِ تلبَسُه المرأَة؛ قَالَ الأَزهري: وَكَانَتِ المرأَة الثَّكْلَى إِذا فَقَدَتْ حَمِيمَهَا فأَحَدّتْ عَلَيْهِ لَبِسَتْ صِدَارًا مِنْ صُوف؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ فَلَاةً:
كَأَنَّ العِرْمِسَ الوَجْناءَ فِيهَا ***عَجُولٌ، خَرَّقَتْ عَنْهَا الصَّدارَا
ابْنُ الأَعرابي: المِجْوَلُ الصُّدْرَة، وَهِيَ الصِّدار والأُصْدَة.
والعرَب تَقُولُ لِلْقَمِيصِ الصَّغِيرِ والدِّرْع الْقَصِيرَةِ: الصُّدْرَةُ، وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ لِمَا يَلي الصَّدْر مِنَ الدِّرْعِ صِدارٌ.
الْجَوْهَرِيُّ: الصِّدارُ.
بِكَسْرِ الصَّادِ، قَمِيصٌ صَغِيرٌ يَلي الْجَسَدَ.
وَفِي الْمَثَلِ: كلُّ ذَاتِ صِدارٍ خالَةٌ أَي مِنْ حَقِّ الرَّجُلِ أَن يَغارَ عَلَى كُلِّ امرأَة كَمَا يَغارُ عَلَى حُرَمِهِ.
وَفِي حَدِيثِ الخَنْساء: «دخلتْ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا خِمارٌ مُمَزَّق وصِدار شعَر»؛ الصِّدار: الْقَمِيصُ الْقَصِيرُ كَمَا وَصَفناه أَوَّلًا.
وصَدْرُ القَدَمِ: مُقَدَّمُها مَا بَيْنَ أَصابعها إِلي الحِمارَة.
وصَدْرُ النَّعْلِ: مَا قُدَّام الخُرْت مِنْهَا.
وصَدْرُ السَّهْم: مَا جَاوَزَ وسَطَه إِلى مُسْتَدَقِّهِ، وَهُوَ الَّذِي يَلي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ بِهِ، وسُمي بِذَلِكَ لأَنه المتقدِّم إِذا رُمِي، وَقِيلَ: صَدْرُ السَّهْمِ مَا فَوْقَ نِصْفِهِ إِلى المَرَاش.
وَسَهْمٌ مُصَدَّر: غَلِيظُ الصَّدْر، وصَدْرُ الرُّمْحِ: مِثْلُهُ.
ويومٌ كصَدْرِ الرُّمْحِ: ضيِّق شَدِيدٌ.
قَالَ ثَعْلَبٌ: هَذَا يَوْمٌ تُخَصُّ بِهِ الحرْب؛ قَالَ وأَنشدني ابْنُ الأَعرابي:
وَيَوْمٍ كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْت طُولَه ***بِلَيْلي فَلَهَّانِي، وَمَا كُنْتُ لاهِيَا
وصُدُورُ الْوَادِي: أَعاليه ومَقادمُه، وَكَذَلِكَ صَدَائرُهُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد.
أَأَنْ غَرَّدَتْ فِي بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ ***بَكَيْتَ، وَلِمَ يَعْذِرْكَ فِي الجهلِ عاذِرُ؟
تَعَالَيْنَ فِي عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحى ***عَلَى فَنَنٍ، قَدْ نَعَّمَتْهُ الصَّدائِرُ
وَاحِدُهَا صَادِرَة وصَدِيرَة.
والصَّدْرُ فِي العَروضِ: حَذْف أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نُونَ فاعِلاتُنْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ، وإِنما حُكْمُهُ أَن يَقُولَ الصَدْر الأَلف الْمَحْذُوفَةُ لِمُعاقَبَتها نُونَ فاعِلاتُنْ.
والتَّصْدِيرُ؛ حِزَامُ الرَّحْل والهَوْدَجِ.
قَالَ سِيبَوَيْهِ: فأَما قَوْلُهُمُ التَّزْدِيرُ فَعَلَى المُضارعة وَلَيْسَتْ بلُغَة؛ وَقَدْ صَدَّرَ عَنِ الْبَعِيرِ.
والتَّصْدِيرُ: الحِزام، وَهُوَ فِي صَدْرِ الْبَعِيرِ، والحَقَبُ عِنْدَ الثِّيل.
اللَّيْثُ: التَّصْدِيرُ حَبْلٌ يُصَدَّرُ بِهِ الْبَعِيرُ إِذا جرَّ حِمْله إِلى خلْف، والحبلُ اسْمُهُ التَّصْدِيرُ، وَالْفِعْلُ التَّصْدِيرُ.
قَالَ الأَصمعي: وَفِي الرَّحْلِ حِزامَةٌ يُقَالُ لَهُ التَّصْدِيرُ، قَالَ: والوَضِينُ والبِطان لِلْقَتَبِ، وأَكثر مَا يُقَالُ الحِزام للسَّرج.
وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَالُ صَدِّرْ عَنْ بَعِيرك، وَذَلِكَ إِذا خَمُصَ بطنُه وَاضْطَرَبَ تَصْدِيرُهُ فيُشدُّ حَبْلٌ مِنَ التَّصْدِيرِ إِلى مَا وَرَاءَ الكِرْكِرَة، فَيَثْبُتُ التَّصْدِير فِي مَوْضِعِهِ، وَذَلِكَ الْحَبْلُ يُقَالُ لَهُ السِّنافُ.
قَالَ الأَزهري: الَّذِي قَالَهُ اللَّيْثُ أَنَّ التَّصدْيِر حَبْلٌ يُصَدَّر بِهِ الْبَعِيرُ إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ، وَالَّذِي أَراده يسمَّى السِّناف، والتَّصْديرُ: الْحِزَامُ نفسُه.
والصِّدارُ: سِمَةٌ عَلَى صَدْرِ الْبَعِيرِ.
والمُصَدَّرُ: أَول الْقِدَاحِ الغُفْل الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا فُروضٌ وَلَا أَنْصباء، إِنما تثقَّل بِهَا الْقِدَاحُ كراهِيَة التُّهَمَة؛ هَذَا قَوْلُ اللِّحْيَانِيِّ.
والصَّدَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: الِاسْمُ، مِنْ قَوْلِكَ صَدَرْت عَنِ الْمَاءِ وَعَنِ البِلاد.
وَفِي الْمَثَلِ: تَرَكْته عَلَى مِثْل ليلَة الصَّدَرِ؛ يَعْنِي حِينَ صَدَرَ النَّاسُ مِنْ حَجِّهِم.
وأَصْدَرْته فصدَرَ أَي رَجَعْتُهُ فرَجَع، وَالْمَوْضِعُ مَصْدَر وَمِنْهُ مَصادِر الأَفعال.
وصادَرَه عَلَى كَذَا.
والصَّدَرُ: نقِيض الوِرْد.
صَدَرَ عَنْهُ يَصْدُرُ [يَصْدِرُ] صَدْرًا ومَصْدرًا ومَزْدَرًا؛ الأَخيرة مضارِعة؛ قَالَ:
ودَعْ ذَا الهَوَى قَبْلَ القِلى؛ تَرْكُ ذِي الهَوَى، ***مَتِينِ القُوَى، خَيْرٌ مِنَ الصَّرْمِ مَزْدَرَا
وَقَدْ أَصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ، والأَوَّل أَعلى.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ}؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فإِمَّا أَن يَكُونَ هَذَا عَلَى نِيَّةِ التعدَّي كأَنه قَالَ حَتَّى يَصْدُر الرِّعاء إِبِلَهم ثُمَّ حَذَفَ الْمَفْعُولَ، وإِمَّا أَن يَكُونَ يَصدرُ هاهنا غَيْرَ متعدٍّ لَفْظًا وَلَا مَعْنًى لأَنهم قَالُوا صَدَرْتُ عَنِ الْمَاءِ فَلَمْ يُعَدُّوه.
وَفِي الْحَدِيثِ: «يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا ويَصْدُرُون مَصادِر شَتَّى»؛ الصَّدَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: رُجوع الْمُسَافِرِ مِنْ مَقصِده والشَّارِبةِ مِنَ الوِرْدِ.
يُقَالُ: صَدَرَ يَصْدُرُ صُدُورًا وصَدَرًا؛ يَعْنِي أَنه يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعِهِمْ فَيَهْلكون بأَسْرِهم خِيارهم وشِرارهم، ثُمَّ يَصْدُرون بَعْدَ الهَلَكَة مَصادِرَ متفرِّقة عَلَى قدْر أَعمالهم ونِيَّاتِهم، ففريقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لِلْمُهاجِرِ إِقامَةُ ثلاثٍ بعد الصَّدَر»؛ يعني بمكة بَعْدَ أَن يَقْضِيَ نُسُكَه.
وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَتْ لَهُ رَكْوة تسمَّى الصادِرَ»؛ سمِّيت بِهِ لأَنه يُصْدَرُ عَنْهَا بالرِّيّ؛ وَمِنْهُ: فأَصْدَرْنا رِكابَنَا أَي صُرِفْنا رِواءً فَلَمْ نَحْتَجْ إِلى المُقام بِهَا لِلْمَاءِ.
وَمَا لَهُ صادِرٌ وَلَا وارِدٌ أَي مَا لَهُ شَيْءٌ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا لَهُ شَيْءٌ وَلَا قوْم.
وَطَرِيقٌ صادِرٌ: مَعْنَاهُ أَنه يَصْدُر بِأَهْله عَنِ الْمَاءِ.
ووارِدٌ: يَرِدُهُ بِهم؛ قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُرُ ناقَتَيْن:
ثُمَّ أَصْدَرْناهُما فِي وارِدٍ ***صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاهُ قَدْ مَثَلْ
أَراد فِي طَرِيقٍ يُورد فِيهِ ويُصْدَر عَنِ الْمَاءِ فِيهِ.
والوَهْمُ: الضَّخْمُ، وَقِيلَ: الصَّدَرُ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ الرُّجُوع.
اللَّيْثُ: الصَّدَرُ الِانْصِرَافُ عَنِ الوِرْد وَعَنْ كُلِّ أَمر.
يُقَالُ: صَدَرُوا وأَصْدَرْناهم.
وَيُقَالُ لِلَّذِي يَبْتَدِئُ أَمْرًا ثُمَّ لَا يُتِمُّه: فُلان يُورِد وَلَا يُصْدِر، فإِذا أَتَمَّهُ قِيلَ: أَوْرَدَ وأَصْدَرَ.
قَالَ "أَبو عُبَيْدٍ: صَدَرْتُ عَنِ البِلاد وَعَنِ الْمَاءِ صَدَرًا، هُوَ الِاسْمُ، فإِذا أَردت الْمَصْدَرَ جَزَمْتَ الدَّالَ؛ وأَنشد لِابْنِ مُقْبِلٍ:
وليلةٍ قَدْ جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها ***صَدْرَ المطِيَّة حَتَّى تَعْرِفَ السَّدَفا
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا مِنْهُ عِيٌّ وَاخْتِلَاطٌ، وَقَدْ وَضَعَ مِنْهُ بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ فِي خُطْبَةِ كتابِه المحكَم فَقَالَ: وَهَلْ أَوحَشُ مِنْ هَذِهِ الْعِبَارَةِ أَو أَفحشُ مِنْ هَذِهِ الإِشارة؟ الْجَوْهَرِيُّ: الصَّدْرُ، بِالتَّسْكِينِ، الْمَصْدَرُ، وَقَوْلُهُ صَدْرَ المطِيَّة مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِكَ صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْرًا.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ السَّدَف، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَغَيْرُهُ يَرْوِيهِ السُّدَف جَمَعَ سُدْفَة، قَالَ: وَالْمَشْهُورُ فِي شِعْرِ ابْنِ مُقْبِلٍ مَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، وَاللَّهُ أَعلم.
والصَّدَر: الْيَوْمُ الرَّابِعُ مِنْ أَيام النَّحْرِ لأَن النَّاسَ يَصْدُرون فِيهِ عَنْ مَكَّةَ إِلى أَماكنهم.
وَتَرَكْتَهُ عَلَى مِثْل لَيْلَةِ الصَّدَر أَي لَا شَيْءَ لَهُ.
والصَّدَر: اسْمٌ لِجَمْعٍ صَادِرٍ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
بِأَطْيَبَ مِنْهَا، إِذا مَا النُّجُومُ ***أَعْتَقْنَ مثلَ هَوَادِي الصَّدَرْ
والأَصْدَرَانِ: عِرْقان يَضْرِبَانِ تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ، لَا يُفْرَدُ لَهُمَا وَاحِدٌ.
وَجَاءَ يضرِب أَصْدَرَيْه إِذا جَاءَ فارِغًا، يَعْنِي عِطْفَيْهِ، ويُرْوَى أَسْدَرَيْهِ، بِالسِّينِ، وَرَوَى أَبو حَاتِمٍ: جَاءَ فُلَانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْهِ وأَزْدَرَيهِ أَي جَاءَ فَارِغًا، قَالَ: وَلَمْ يَدْرِ مَا أَصله؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ: قَالَ بَعْضُهُمْ أَصْدَراهُ وأَزْدَراهُ وأَصْدغاهُ وَلَمْ يعرِف شَيْئًا منهنَّ.
وَفِي حَدِيثِ الحسَن: «يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه» أَي منكِبيه، وَيُرْوَى بِالزَّايِ وَالسِّينِ.
وَقَوْلُهُ تعالى: {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ}؛ أَي يَرْجِعُوا مِنْ سَقْيِهم، وَمَنْ قرأَ يُصْدِرَ أَراد يَرُدُّونَ.
مواشِيَهُمْ.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتًا}؛ أَي يَرْجِعُونَ.
يُقَالُ: صَدَرَ الْقَوْمُ عَنِ الْمَكَانِ أَي رَجَعُوا عَنْهُ، وصَدَرُوا إِلى الْمَكَانِ صَارُوا إِليه؛ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ ابْنُ عَرَفَةَ.
والوارِدُ: الجائِي، والصَّادِرُ: الْمُنْصَرِفُ.
التَّهْذِيبِ: قَالَ اللَّيْثُ: المَصْدَرُ أَصل الْكَلِمَةِ الَّتِي تَصْدُرُ عَنْهَا صَوادِرُ الأَفعال، وَتَفْسِيرُهُ أَن الْمَصَادِرَ كَانَتْ أَول الْكَلَامِ، كَقَوْلِكَ الذَّهَابُ والسَّمْع والحِفْظ، وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عَنْهَا، فَيُقَالُ: ذَهَبَ ذَهَابًا وسمِع سَمْعًا وسَمَاعًا وحَفِظ حِفْظًا؛ قَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: اعْلَمْ أَن الْمَصْدَرَ الْمَنْصُوبَ بِالْفِعْلِ الَّذِي اشتُقَّ مِنْهُ مفعولٌ وَهُوَ تَوْكِيدٌ لِلْفِعْلِ، وَذَلِكَ نَحْوَ قُمْتُ قِيامًا وَضَرَبْتُهُ ضَرْبًا إِنما كَرَّرْتَهُ.
وَفِي قمتُ دليلٌ لِتَوْكِيدِ خَبَرِكَ عَلَى أَحد وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَنك خِفْت أَن يَكُونَ مَنْ تُخاطِبه لَمْ يَفهم عَنْكَ أَوَّلَ كَلَامِكَ، غَيْرَ أَنه عَلِمَ أَنك قُلْتَ فَعَلْتَ فِعْلًا، فقلتَ فعلتُ فِعلًا لتردِّد اللَّفْظَ الَّذِي بدأْت بِهِ مكرَّرًا عَلَيْهِ لِيُكُونَ أَثبت عِنْدَهُ مِنْ سَمَاعِهِ مرَّة وَاحِدَةً، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَن تَكُونَ أَردت أَن تُؤَكِّدَ خَبَرَكَ عِنْدَ مَنْ تُخَاطِبُهُ بأَنك لَمْ تَقُلْ قمتُ وأَنت تُرِيدُ غَيْرَ ذَلِكَ، فردَّدته لِتَوْكِيدِ أَنك قلتَه عَلَى حَقِيقَتِهِ، قَالَ: فإِذا وَصَفْتَهُ بِصِفَةٍ لَوْ عرَّفته دَنَا مِنَ المفعول به لأَن فَعَلْتَهُ نَوْعًا مِنْ أَنواع مُخْتَلِفَةٍ خَصَّصْتَهُ بِالتَّعْرِيفِ، كَقَوْلِكَ قُلْتُ قَوْلًا حَسَنًا وَقُمْتُ الْقِيَامَ الَّذِي وَعَدْتك.
وصادِرٌ: مَوْضِعُ؛ وَكَذَلِكَ بُرْقَةُ صَادِرٍ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:
لقدْ قلتُ للنُّعمان، حِينَ لَقِيتُه ***يُريدُ بَنِي حُنٍّ بِبُرْقَةِ صادِرِ
وصادِرَة: اسْمُ سِدْرَة مَعْرُوفَةٍ: ومُصْدِرٌ: مِنْ أَسماء جُمادَى الأُولى؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراها عادِيَّة.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
19-لسان العرب (لحص)
لحص: اللَّحْصُ واللَّحَصُ واللَّحِيصُ: الضَّيّقُ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:قَدِ اشْتَرَوْا لِي كَفَنًا رَخِيصَا، ***وبَوَّأُوني لَحَدًا لَحِيصَا
ولَحَصَ لَحْصًا: نَشِبَ.
والْتَحَصَه الشيءُ: نَشِبَ فِيهِ، ولَحَاصِ فَعَالِ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ أُمية ابن أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيِّ:
قَدْ كُنْتُ خَرّاجًا وَلُوجًا صَيْرفًا، ***لَمْ تَلْتَحِصْني حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ
أَخرج لَحَاصِ مُخْرَج قَطامِ وحَذامِ، وَقَوْلُهُ لَمْ تَلْتَحِصْني أَي لَمْ تُثبّطْني؛ يُقَالُ: لَحَصْت فُلَانًا عَنْ كَذَا والْتَحَصْته إِذا حَبَسْته وثَبَّطْته.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ لَمْ تَلْتَحِصْنِي أَي لَمْ أَنْشَب فِيهَا.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ولَحاصِ فَعَالِ مِنَ الْتَحَصَ، مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْكَسْرِ، وَهُوَ اسمُ الشدةِ والداهيةِ لأَنها صِفَةٌ غَالِبَةٌ كحَلاق اسْمٌ لِلْمَنِيَّةِ، وَهِيَ فَاعِلَةُ تَلْتَحصني.
وموضعُ حَيْصَ بَيْصَ: نصبٌ عَلَى نَزْعِ الْخَافِضِ؛ يَقُولُ: لَمْ تَلْتَحِصْنِي أَي تُلْجِئْني الدَّاهِيَةُ إِلى مَا لَا مُخْرَجَ لِي مِنْهُ؛ وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ: يُقَالُ الْتَحَصَه الشيءُ أَي نَشِبَ فِيهِ فَيَكُونُ حَيْصَ بَيْصَ نَصْبًا عَلَى الْحَالِ مِنْ لَحَاص.
ولَحَاص أَيضًا: السَّنةُ الشَّدِيدَةُ.
والْتَحَصَتْ عينُه ولَحِصَت: الْتَصَقَتْ، وَقِيلَ: الْتَصَقَتْ مِنَ الرَّمَصِ.
والالْتِحَاصُ: الِاشْتِدَادُ.
وَفِي حَدِيثِ عَطَاءَ: «وسُئِل عَنْ نَضْح الوَضُوء فَقَالَ: اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ، كَانَ مَنْ مَضَى لَا يُفَتِّشُون عَنْ هَذَا وَلَا يُلَحِّصُون»؛ التَّلْحِيصُ: التَّشْدِيدُ وَالتَّضْيِيقُ؛ أي كَانُوا لَا يُشدِّدون وَلَا يَسْتَقْصُون فِي هَذَا وأَمثاله.
الأَصمعي: الالْتِحَاصُ مِثْلُ الالْتِحاج يُقَالُ الْتحَصَه إِلى ذَلِكَ الأَمر والْتَحَجَه أَي أَلْجَأَه إِليه واضطرَّه، وأَنشد بَيْتَ أُمية بْنُ أَبي عَائِذٍ الْهُذَلِيَّ.
والالْتِحَاصُ: الِانْسِدَادُ.
والْتَحَصَت الإِبرةُ: الْتَصَقَت واسْتَدَّ سَمُّها.
ولَحَّصَ لِي فلانٌ خَبَرَك وأَمْرَك: بَيَّنَه شَيْئًا شَيْئًا.
ولَحّص الكتابَ: أَحْكَمه.
وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّحْصُ والتَّلْحِيصُ اسْتِقْصَاءُ خَبَرِ الشَّيْءِ وَبَيَانُهُ.
وَكَتَبَ بَعْضُ الْفُصَحَاءِ إِلى بَعْضِ إِخوانه كِتَابًا فِي بَعْضِ الْوَصْفِ فَقَالَ: وَقَدْ كَتَبْتُ كِتَابِي هَذَا إِليك وَقَدْ حصَّلْته ولَحَّصته وفَصّلْته ووصَّلْته، وبعضٌ يَقُولُ: لَخّصْته، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ.
والتَحَصَ فُلَانٌ الْبَيْضَةَ الْتِحاصًا إِذا تحسَّاها.
والْتَحَصَ الذِّئْبُ عَيْنَ الشَّاةِ إِذا شَرِبَ مَا فِيهَا من المُخّ والبياضِ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
20-لسان العرب (لخص)
لخص: التَّلْخِيصُ: التَّبْيِينُ وَالشَّرْحُ، يُقَالُ: لَخّصْت الشَّيْءَ ولَحّصْته، بِالْخَاءِ وَالْحَاءِ، إِذا اسْتَقْصَيْتَ فِي بَيَانِهِ وَشَرْحِهِ وتَحْبِيره، يُقَالُ: لَخِّصْ لِي خَبَرَكَ أَي بيِّنْه لِي شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ.وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: «أَنه قَعَدَ لِتَلْخِيص مَا الْتَبَس عَلَى غَيْرِهِ»؛ والتَّلْخِيصُ: التَّقْرِيبُ وَالِاخْتِصَارُ، يُقَالُ: لَخّصْت الْقَوْلَ؛ أي اقْتَصَرْتُ فِيهِ وَاخْتَصَرْتُ مِنْهُ مَا يُحْتَاج إِليه.
واللَّخَصةُ: شَحْمة الْعَيْنِ مِنْ أَعلى وأَسفل.
وَعَيْنٌ لَخْصاءُ إِذا كَثُرَ شَحْمُهَا.
واللَّخَصُ: غِلَظُ الأَجفان وكثرةُ لَحْمِهَا خِلْقَةً، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ سُقوطُ بَاطِنِ الحِجاج عَلَى جَفْنِ الْعَيْنِ، وَالْفِعْلُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ لَخِصَ لَخَصًا فَهُوَ أَلْخَصُ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: اللَّخَصُ أَن يَكُونَ الجفنُ الأَعْلى لَحِيمًا، وَالنَّعْتُ اللَّخِصُ.
وضرْعٌ لَخِصٌ، بِكَسْرِ الْخَاءِ، بَيِّنُ اللَّخَصِ أَي كثيرُ اللَّحْمِ لَا يَكَادُ اللَّبَنُ يَخْرُجُ مِنْهُ إِلا بِشِدَّةٍ.
واللَّخصتانِ مِنَ الْفَرَسِ: الشحْمتان اللَّتَانِ فِي جَوْفِ وَقْبَي عَيْنَيْهِ، وَقِيلَ: الشَّحْمَةُ الَّتِي فِي جَوْفِ الهَزْمةِ الَّتِي فَوْقَ عَيْنِهِ، وَالْجَمْعُ لِخَاصٌ.
ولَخَصَ البعيرَ يَلْخَصُه لَخْصًا: شقَّ جفْنَه لِيَنْظُرَ هَلْ بِهِ شَحْمٌ أَم لَا، وَلَا يَكُونُ إِلا مَنْحُورًا، وَلَا يُقَالُ اللَّخْصُ إِلا فِي الْمَنْحُورِ، وَذَلِكَ الْمَكَانُ لَخَصةُ العينِ مِثْلُ قَصَبةٍ، وَقَدْ أُلْخِصَ البعيرُ إِذا فُعِل بِهِ هَذَا فَظَهَرَ نِقْيُه.
ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِقَوْمِهِ فِي سَنَةٍ أَصابتهم: انْظُرُوا مَا لَخِصَ مِنْ إِبلي فانحَرُوه وَمَا لَمْ يَلْخَصْ فارْكَبُوه أَي مَا كَانَ لَهُ شَحْمٌ فِي عَيْنَيْهِ.
وَيُقَالُ: آخرُ مَا يَبْقَى مِنَ النِّقْي فِي السُّلامَى والعينِ، وأَوّل مَا يَبْدو فِي اللسان والكرش.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
21-لسان العرب (فرك)
فرك: الفَرْك: دَلْكُ الشَّيْءِ حَتَّى يَنْقَلِعَ قِشْرُه عَنْ لبِّه كالجَوْز، فَرَكه يَفْرُكه فَرْكًا فانْفَرَك.والفَرِكُ: المُتَفَرِّك قِشْرُهُ.
واسْتَفْرَك الحبُّ فِي السُّنْبُلة: سَمِنَ وَاشْتَدَّ.
وبُرٌّ فرِيكٌ: وَهُوَ الَّذِي فُرِكَ ونُقِّي.
وأَفْرَك الحبُّ: حَانَ لَهُ أَن يُفْرك.
والفَرِيك: طَعَامٌ يُفْرك ثُمَّ يُلَتّ بِسَمْنٍ أَو غَيْرِهِ، وفَرَكْتُ الثَّوْبَ وَالسُّنْبُلَ بِيَدِي فَرْكًا.
وأَفْرَكَ السنبلُ أَي صَارَ فَرِيكًا، وَهُوَ حِينَ يَصْلُح أَن يُفْرَك فَيُؤْكَلَ، وَيُقَالُ لِلنَّبْتِ أَوَّلَ مَا يَطْلُع: نجَمَ ثُمَّ فَرَّخَ وقَصَّبَ ثُمَّ أَعْصَفَ ثُمَّ أَسْبَلَ ثُمَّ سَنْبَل ثُمَّ أَحَبَّ وأَلَبَّ ثُمَّ أسْفى ثُمَّ أَفْرَكَ ثُمَّ أَحْصَدَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «نَهَى عَنْ بيع الحَب حَتَّى يُفْرِكَ»أَي يَشْتَدَّ وَيَنْتَهِيَ.
يُقَالُ: أَفْرَكَ الزرعُ إِذَا بَلَغَ أَن يُفْرَك بِالْيَدِ، وفَرَكْته وَهُوَ مَفْرُوكٌ وفَرِيك، وَمَنْ رَوَاهُ بِفَتْحِ الرَّاءِ فَمَعْنَاهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ قِشْرِهِ.
وَثَوْبٌ مَفْرُوك بِالزَّعْفَرَانِ وَغَيْرِهِ: صُبِغَ بِهِ صَبْغًا شَدِيدًا.
والفَرَكُ، بِالتَّحْرِيكِ: اسْتِرْخَاءُ أَصل الأُذن.
يُقَالُ: أُذن فَرْكاء وفَرِكَةٌ، وَقِيلَ: الفَرْكاء الَّتِي فِيهَا رَخاوة وَهِيَ أَشدّ أَصلًا مِنَ الخَذْواء، وَقَدْ فَرِكَتْ فِيهِمَا فَرَكًا.
والانْفِراكُ: اسْتِرْخَاءُ المَنْكِب.
وانْفَرَك المَنْكِبُ: زَالَتْ وابِلَتُه مِنَ العَضُد عَنْ صَدَفة الْكَتِفِ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فِي وَابِلَةِ الْفَخِذِ وَالْوِرْكِ قِيلَ حُرق.
اللَّيْثُ: إِذَا زَالَتِ الْوَابِلَةُ مِنَ الْعَضُدِ عَنْ صَدَفَةِ الْكَتِفِ فَاسْتَرْخَى الْمَنْكِبُ قِيلَ: قَدِ انْفرك مَنْكِبُهُ وانْفَركت وابلتُه، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فِي وَابِلَةِ الْفَخِذِ وَالْوِرْكِ لَا يُقَالُ انْفرك، وَلَكِنْ يُقَالُ حُرِقَ فَهُوَ مَحْرُوق.
النَّضْرُ: بَعِيرٌ مَفْرُوك وَهُوَ الأَفَكُّ الَّذِي يَنْخَرِمُ مَنْكِبُهُ، وتَنْفَكُّ العصبةُ الَّتِي فِي جَوْفِ الأَخْرَم.
وتَفَرَّك المخنثُ فِي كَلَامِهِ ومِشْيَته: تَكَسَّرَ.
والفِرْكُ، بِالْكَسْرِ: البغْضَةُ عَامَّةً، وَقِيلَ: الفِرْك بغْضَةُ الرَّجُلِ لامرأَته أَو بغْضة امرأَته لَهُ، وَهُوَ أَشهر؛ وَقَدْ فَرِكَتْه تَفْرَكُه فِرْكًا وفَرْكًا وفُروكًا: أَبغضته.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: فَرَكَتْه تَفْرُكه فُروكًا وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَيضًا: فَرِكَها فَرْكًا وفِرْكًا أَي أَبغضها؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
فَعفَّ عَنْ اسْرارِها بَعْدَ الغَسَقْ، ***وَلَمْ يُضِعْها بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَقْ
وَامْرَأَةٌ فاركٌ وفَرُوكٌ؛ قَالَ القطامِيّ:
لَهَا رَوْضَةٌ فِي القَلْبِ لَمْ يَرْعَ مِثْلَها ***فَرُوكٌ، وَلَا المُسْتَعْبِرات الصَّلائِفُ
وَجَمْعُهَا فَوارِكُ.
وَرَجُلٌ مُفَرَّك: لَا يَحْظى عِنْدَ النِّسَاءِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: تُبْغِضهُ النِّسَاءُ، وَكَانَ امْرُؤُ الْقَيْسِ مُفَرَّكًا.
وامرأَة مُفَرَّكة: لَا تَحْظَى عِنْدَ الرِّجَالِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
مُفَرَّكَة أَزْرى بِهَا عِنْدَ زَوْجِها، ***وَلَوْ لَوَّطَتْه هَيَّبانٌ مُخالِفُ
أَي مُخَالِفٌ عَنِ الجَوْدة، يَقُولُ: لَوْ لَطَّخته بِالطَّيِّبِ مَا كَانَتْ إِلَّا مُفَرَّكة لسُوءِ مَخْبُرَتِها، كأَنه يَقُولُ: أَزرى بِهَا عِنْدَ زَوْجِهَا مَنْظَرٌ هَيَّبانٌ يَهابُ ويَفْزَع مَنْ دَنَا مِنْهُ أَي أَن مَنْظَر هَذِهِ الْمَرْأَةِ شيءٌ يُتحامى فَهُوَ يُفْزِع، وَيُرْوَى عِنْدَ أَهلها، وَقِيلَ: إِنَّمَا الهَيَّبانُ المخالفُ هُنَا ابنُه مِنْهَا إِذَا نَظَرَ إِلَى وَلَدِهِ مِنْهَا أَبغضها وَلَوْ لَطَّخَتْهُ بِالطَّيِّبِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «أَن رَجُلًا أَتاه فقاله لَهُ: إِنِّي تزوَّجت امْرَأَةً شَابَّةً أَخاف أَن تَفْرُكَني فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ الحُب مِنَ اللَّهِ والفَرْك [الفِرْك] مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا دَخَلَتْ عَلَيْكَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ ادْعُ بِكَذَا وَكَذَا»؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الفَرْك والفِرْك أَن تُبْغضَ المرأَة زَوْجَهَا، قَالَ: وَهَذَا حَرْفٌ مَخْصُوصٌ بِهِ المرأَة والزوجُ، قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا الْحَرْفَ فِي غَيْرِ الزَّوْجَيْنِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَفْرُك مؤمنٌ مُؤْمِنَةً»أَي لَا يُبْغِضها كأَنه حَثَّ عَلَى حُسْنِ الْعِشْرَةِ وَالصُّحْبَةِ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبِلًا:
إِذَا الليلُ عَنْ نَشْزٍ تَجَلَّى، رَمَيْنَهُ ***بأَمْثالِ أَبْصارِ النِّساء الفَوارِكِ
يصِفُ إِبِلًا شَبَّهَهَا بِالنِّسَاءِ الْفَوَارِكِ، لأَنهن يَطْمَحْن إِلَى الرِّجَالِ وَلَسْنَ بِقَاصِرَاتِ الطَّرْفِ عَلَى الأَزواج، يَقُولُ: فَهَذِهِ الإِبل تُصْبِح وَقَدْ سَرَتْ لَيْلَهَا كُلَّهُ "فَكُلَّمَا أَشرف لَهُنَّ نَشَزٌ رَمَيْنَهُ بأَبصارهن مِنَ النَّشاط والقوَّة عَلَى السَّيْرِ.
ابْنُ الأَعرابي: أَولادُ الفِرْك فِيهِمْ نَجَابَةٌ لأَنهم أَشبه بِآبَائِهِمْ، وَذَلِكَ إِذَا وَاقَعَ امرأَته وَهِيَ فاركٌ لَمْ يُشْبِهْهَا وَلَدُهُ مِنْهَا، وَإِذَا أَبغض الزَّوْجُ المرأَة قِيلَ: أَصْلَفَها، وصَلِفَتْ عِنْدَهُ.
قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: خَرَجَ أَعرابي وَكَانَتِ امرأَته تَفْرُكُه وَكَانَ يُصْلِفُها، فأَتْبَعَتْه نَوَاةً وَقَالَتْ: شَطَّتْ نَوَاكَ، ثُمَّ أَتبعته رَوْثَةً وَقَالَتْ: رَثَيْتُك وراثَ خَبَرُك، ثُمَّ أَتبعَته حَصاةً وَقَالَتْ: حاصَ رِزْقُك وحُصَّ أَثَرُك؛ وأَنشد:
وَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنكِ تَفْرُكيني، ***وأُصْلِفُكِ الغَداةَ فَلَا أُبالي
وفارَك الرجلُ صاحِبَهُ مُفَارَكَةً وتارَكة مُتاركَةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
الْفَرَّاءُ: المُفَرَّكُ الْمَتْرُوكُ المُبْغَضُ.
يُقَالُ: فارَك فلانٌ فُلَانًا تَارَكَهُ.
وفَرَك بلدَه ووطَنَه؛ قَالَ أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلِبِيُّ:
مُراجِع نَجْدٍ بَعْدَ فِرْكٍ وبِغْضَةٍ ***مُطَلِّق بُصْرى أَصْمَع القَلْبِ جافِله
والفِرِكَّانُ: البِغْضَةُ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ.
وفُرُكَّان: أَرض، زَعَمُوا.
ابْنُ بَرِّيٍّ: وفِرِكَّان اسْمُ أَرض، وَكَذَلِكَ فِرِكٌ؛ قَالَ: " هَلْ تَعْرِفُ الدارَ بأَدْنى ذِي فِرِكْ فرتك: فَرْتَك عَمَله: أَفسده، يَكُونُ ذَلِكَ فِي النَّسْجِ وَغَيْرِهِ.
وَفِي النَّوَادِرِ: بَرْتَكْتُ الشيءَ بَرْتَكَةً وفَرْتَكْتُه فَرْتَكَةً وكَرْنَفْتُه إِذَا قطَعْته مِثْلَ الذَّرِّ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
22-أساس البلاغة (ريث)
ريثراث عليّ خبرك، وفي مثل «رب عجلة تعقب ريثا» واسترثته: استبطأته. قال:
فشمر أروع لا عاجزا *** جبانًا ولا مستراثًا خذولًا
وما فلان بمستراث النصرة. وتقول: قد استغثته، فما استرثته. وهو رائث وريث، وما ريثك وما بطأ بك. ورجل مريث العينين: بطيء النظر. وما قعدت لفلان إلا ريثما قال كذا. وما يستمع لموعظتي إلا ريث أتكلم. قال الراعي:
فقلت ما أنا ممن لا يواصلني *** وما ثوائي إلا ريث أرتحل
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
23-صحاح العربية (ريث)
[ريث] راثَ عليَّ خبرك يَريثُ رَيْثًا، أي أبطأ.وفي المثل: " رب عجلة وهبت ريثا "، ويروى " تهب ريثا " والمعنى واحد، من الهبة.
وما أَراثَكَ علينا؟ أيْ ما أبطأ بك عنا؟ وريث: أبو حى من قيس، وهو ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان.
والاستراثة: الاستبطاء.
ورجل ريث، بالتشديد، أي بطئ.
قال الفراء: رجل مُرَيَّثُ العينَين، إذا كان بطئ النظر.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
24-صحاح العربية (خبر)
[خبر] الخَبْرُ: المزادة العظيمة، والجمع خُبورٌ.وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ.
والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ.
وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ، بمعنىً.
والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر.
وكذلك التَخَبُّرُ.
والمَخْبَرُ: خلاف المنظر.
وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضًا بضم الباء، وهو نقيض المَرْآة.
والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع الخَبارى والخبارى، مثل الصحارى والصحارى، والخبراوات.
يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ.
وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ.
والخَبارُ: الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ.
ويقال أيضًا: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟ أي من أينَ علمت.
والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشئ.
والخبير: العالم.
والخبير: الاكار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما يَخرُج من الأرض.
وهو الخِبْرُ أيضًا بالكسر.
والخَبيرُ: النبات.
وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله.
والخَبير: الوبَر.
قال أبو النَجْم:
*** حتَّى إذا ما طال من خَبيرِها *** وقال أبو عبيد: الخبير زَبَد أفواه الإبل.
وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ، أي لأعلمنَّ علمك.
تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْرًا بالضم، وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه.
يقال: " صدق الخبر الخبر ".
وأما قول أبى الدرداء وجدت الناس اخبر تقلهم " فيريد أنك إذا خبرتهم قليتهم، فأخرج الكلام على لفظ الامر ومعناه الخبر.
والخابور: موضع بناحية الشام.
وخبير: موضع بالحجاز.
يقال: " عليه الدبرى، وحمى خيبرى ".
والخبرة بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو عبيد.
يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاة فذبحوها واقتسموا لحمها.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
25-منتخب الصحاح (خبر)
الخَبْرُ: المزادة العظيمة، والجمع خُبورٌ.وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ.
والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ.
وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ، بمعنىً.
والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر.
وكذلك التَخَبُّرُ.
والمَخْبَرُ: خلاف المنظر.
وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضًا بضم الباء، وهو نقيض المَرْآة.
والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع الخَبارى والخباري، مثل الصَحارى والصَحاري، والخَْراواتُ.
يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ.
وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ.
والخَبارُ: الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ.
ويقال أيضًا: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟ أي من أينَ علمت.
والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشيء.
والخبيرُ: العالم.
والخَبيرُ: الأَكَّار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما يَخرُج من الأرض.
وهو الخِبْرُ أيضًا بالكسر.
والخَبيرُ: النبات.
والخَبير: الوبَر.
قال أبو النَجْم:
حتَّى إذا ما طال من خَبيرِها
وقال أبو عبيد: الخبير زَبَد أفواه الإبل.
وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ، أي لأعلمنَّ علمك.
تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْرًا بالضم، وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه.
يقال: صدّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ.
والخُبْرَةُ بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو عبيد.
يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاةً فذبحوها واقتسموا لحمها.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
26-منتخب الصحاح (ريث)
راثَ عليَّ خبرك يَريثُ رَيْثًا، أي أبطأ.وفي المثل: رُبَّ عَجَلَةٍ وَهَبَتْ رَيْثًا.
وما أَراثَكَ علينا؟ أيْ ما أبطأ بك عنّا؟ والاستِراثَةُ: الاستبطاء.
ورجل رَيِّثٌ، بالتشديد، أي بطيء.
قال الفراء: رجل مُرَيَّثُ العينَين، إذا كان بطيء النظَر.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
27-المحيط في اللغة (مذع)
مَذَع لي مَذْعَةً: إذا خَبرَكَ عن الشيء ببعض خَبَرِه ثم قَطَعَه وأخَذَ في غيره.والمَذاعُ: الكَذُوْبُ لا وفاءَ له ولا يَحْفَظ أحَدًا بالغيْب.
والذي يدوْرُ ولا يثْبُت، يقال: ظل مَذاعٌ.
والذي يرسِل نُزْلَه وهو المني؛ أو بَوله قبل حِيْنه، يُقال: مَذَع الفَحْلُ بمائه: إذا حَذفَ به.
بهذا ينتهي الجزء الأول من تجزئتنا للكتاب، ويليه الثاني - إن شاء الله -، ويبدأ بباب (العين والثاء) المحيط في اللغة
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
28-تهذيب اللغة (لحص)
لحص: قال الليث: اللَّحْص والتَّلْحِيص: استقصاءُ خبر الشيء وبيانه، تقول: قد لحص لي فلان خبرَك وأمرَك إذا بيّن ذلك كله شيئًا بعد شيء، وكتب بعض الفصحاء إلى بعض إخوانه كتابًا في بعض الوصف فقال: وقد كتبت كتابي هذا إليك وقد حَصَّلتُه ولَحّصْتُه وفَصَّلته ووصّلْتُه وبعض يقول: لَخَّصتُه بالخاء.وأخبرني المنذري أنه سأل أبا الهيثم عن قول أُمَيَّة بن أبي عائذ الهُذَليّ:
قد كنتُ ولَّاجًا خروجًا صَيْرَفا *** لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ بَيْصَ لحَاص
فقال: لحَاص أخرجه مُخْرَجَ قَطَام وحَذَامِ، قال وقوله: لم تَلْتَحِصْنِي أي لم تُثَبِّطْنِي.
يقال: لحصتُ فلانًا عن كذا، والْتَحصْتُه أي حَبَسْتُه وثَبَّطْتُه.
قال: وأخبرني الحرّاني عن ابن السكيت في قوله: لم تَلْتَحِصْني أي لم أَنْشَب فيها.
ولَحَاصِ فَعَال منه.
غيره: لَحِصَتْ عينُه والْتَحَصَتْ إذا الْتَزَقَت من الرَّمَص.
وقال اللِّحياني: الْتَحَصَ فُلانٌ البيضَةَ إذا تَحَسَّاها، والتحصَ الذئبُ عينَ الشاة، والْتَحَصَ بيضَ النَّعَام إذا شَرِبَ ما فيها من المحِّ والبياضِ.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
29-تهذيب اللغة (لخص)
لخص: قال الليث: اللَّخَصُ أن يكون الجَفْنُ الأعْلى لَحِيمًا، والنَّعْتُ: اللَّخِصُ وضَرْعٌ لخِصٌ: كثِيرُ اللَّحْم.وتقولُ: لَخَصْتُ البعيرَ وأنا أَلْخَصُهُ ـ إذا نظرتَ إلى شَحْم عَيْنِه مَنْحُورًا.
وذلك أنْ تَشُقَّ جِلْدَةَ العين فتَنْظُر أتَرَى شَحْمًا أم لا.
.
.
وَلا يُقالُ: اللخْصُ إلا في المنْحُور، وذلك المكانُ يُسمَّى لَخَصَةَ العَيْن ـ مِثْلُ قَصَبَةٍ ـ وقد أُلْخِصَ البَعِيرُ ـ إذا فُعِلَ به هَذا، فظَهَر نِقيُهُ.
وقال ابْنُ السِّكِّيت: قال رجلٌ من العَرب لقَوْمه في سَنَةٍ أصابَتهُم: انظُروا ما أَلْخَصَ من إبلي فانحَروه، وما لم يُلخِصْ فارْكَبوه ـ أي: ما كان له شَحْمٌ في عينه.
ويقال: آخِرُ ما يَبْقى النِّقْيُ: في السُّلَامى والعَيْن، وأول ما يبدو: في اللسان والكَرِشِ.
وقال أبو عبيدة: اللَّخْصَتَان: الشَّحْمتان اللَّتَان في وَقْبَي العَيْنَيْنِ، وعَيْنٌ لَخصَاءُ ـ إذا كَثُرَ شحمها.
وقال ابن شُمَيْلٍ: ضَرْعٌ لَخِصٌ: بَيِّن اللَّخَص، وهو الكثير اللحم.
وقال الليث: يُقَالُ: لخَّصْتُ الشيءَ ولَحَّصْتُه بالحاء والخاء ـ إذا استقصَيْتَ في بيانه.
ـ يقال: لخِّصْ لي خَبَرَكَ، ولحَّصْ أي: بَيِّنْهُ شَيئًا بعد شيء.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
30-تهذيب اللغة (فرك)
فرك: قال الليث: الفَرْك: دَلكك شيئًا حتى يتقّلعَ قشرهُ عن لُبِّه كاللَّوْز.والفَرِكُ: المُتفرِّكْ قشره.
وتقول: قد أَفرَكَ البُرُّ إذا اشتد في سُنْبله وبُرٌّ فَرِيكٌ، وهو الذي فُرِك ونُقِّيَ، والفِرْك: بُغضُ المَرْأَةِ زوجها، وهي امرأةٌ فَرُوكٌ، وفارِكٌ، وجمعها فَوَارِكُ، ورجل مُفَرَّك: يُبْغضه النِّساء.
قال: ويقال للرجل أيضًا: فَرَكَها فَرْكًا أي أَبْغَضها.
قال رُؤبة: ولم يُضِعها بين فِرْكٍ وعَشَقْ وفي حديث ابن مسعود: أن رجلًا أتاه فقال له: إني تزوَّجت امرأة شابةً أخاف أن تَفْرَكَني.
فقال عبد الله: إنّ الحبَّ من الله والفِرْك من الشّيطان فإذا دخَلتْ عليك فَصَلِّ ركْعتْين ثم ادْعُ بكَذَا وكذا.
قال أبو عبيد: الفِرْك: أن تُبغِضَ المرأة زوجها، وهي امرأةٌ فَرُوك، وهذا حرف مخصوص به المرأة والزوج.
وقال ذو الرُّمة يصف إبلًا:
إذا اللْيل عنْ نَشْزٍ تجلى رَمَيْنه *** بأَمثال أَبصارِ النِّساءِ الفَوَارِك
يصف إِبلًا شبَّهها بالنِّساءِ الفَوَاركِ لأنّهُنَّ يطمحنَ إلى الرِّجال ولَسْن بقاصراتِ الطّرْف على الأَزْوَاج.
يقول: فهذه الإبلُ تصبح وقد أسْأَدَتِ الليْلَ كلّه فَكلّمَا أشرف لها نَشْزٌ رميْنه بأبصارِهنَّ من النّشاط، والقوَّة على السَّير.
وقال أبو عبيد: قال أبو زيد والكسائي: إذا أبغضَتِ المرأة زوجها قيل: قد فركَتْهُ تفْرَكُه فِرْكًا وفُروكًا.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): أولادُ الفِرْك فيهم نجابةٌ لأنهم أشبَه بآبائهم، وذلك أنّه إذا وَاقَعَ امرأتَه وهي فارِكٌ لم يُشبهها وَلدُه منها.
وقال أبو زيد: فارَكَ فلانٌ صاحبَه مُفاركةً، وتارَكهُ مُتارَكةً بمعنى واحد.
أبو بكر عن ثعلب عن سلمة عن الفراء قال: المُفَرَّك: المتروك المبْغَضُ.
يقال: فارك فلانٌ فلانًا إذا تاركه، فإذا أبغض الزوجُ المرأة، قيل: صَلَفها، وصلِفَت عنده، وإذا أبغضته هي.
قيل: فَرِكَتْه، تَفْرَكُه.
قال: وأخبرني أبي عن أبي هِفّان عن أبي عبيدة، قال: خرج أعرابيّ، وكانت امرأتُه
تَفْرَكه، وكان يَصْلِفها فأتبعَتْه نواةً وقالت: شَطّتْ نواكَ، ثم أتبعَتْه رَوْثة وقالت: رثَيْتُكَ ورَاثَ خبَرُك، ثم أتبعته حَصاة.
وقالت: حاصَ رزْقُكَ، وحُصَّ أثرُك، وأنشد:
وَقَدْ أُخبِرْتُ أنّكِ تَفْرَكِينِي *** وأصلِفُكِ الغَدَاةَ فلا أبالي
وقال الليث: إذا زالتِ الوابلة من العَضُدِ عن صدفةِ الكتِفِ فاسترخى المَنكب قيل: قد انفرك مَنْكِبُه، وانفركت وابِلَتُه، وإن كان مثل ذلك في وابلةِ الفَخِذ، والورك لا يقال: انفرَك ولكن يقال: حُرقَ فهو محروق.
(أبو عبيدة): الفَرَك: استرخاءٌ في الأذُن.
يقال: أذنٌ فركاءُ، وقد فَرِكَتْ فَرَكًا.
وقال: هي أشدَّ أصلًا من الخذْوَاء.
وقال النضرُ: بعيرٌ مفروك وهو الأفَكُّ الذي ينخرم منكِبهُ وتنفكُّ العصبة التي في جوف الأَخرم.
وقال شمر: ارتكفَ الثلجُ إذا وقع فثبت على الأرض.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
31-معجم العين (لحص)
لحص: اللَّحْصُ والتَلحيصُ: استقصاء خَبَر الشيء وبيانه، لَحَصَ لي فلان خَبَرك وأمْرَكَ أي بَيَّنَه شَيئًا شَيئًا.وقال في بعض الوصف: أَمْرُ مَناقِع النّزّ ومواقع الرّزّ، حبُّها لا يُجَزُّ، وقصبها يهتزّ، وكتَبْتَ كتابي هذا وقد حَصَّلتُه ولحَّصتْهُ وفَصَّلُته ووَصَّلْتُه وترّصته وفَصَّصْته مُحَصَّلًا مُلَحَّصًا مُفَصَّلًا مُوَصَّلًا مُتَرَّصًا مُفصّصا، وبعض يقول ملخصا بالخاء.
العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م
32-معجم العين (لخص)
لخص: اللَّخَصُ: أن يكون الجفن الأعلى لحيما والنعت: اللَّخِصُ.وضرعٌ لَخِصٌ: كثير اللحم.
ولَخَصْتُ البعير، إذا شققت جلدة عينه فنظرت لترى فيه شحما أم لا، ولا يكون إلا في المنحور.
ولَخَّصْتُ الشيء إذا استقصيت في بيانه، يقال: لَخِّصْ لي خبرك، أي: بينه شيئًا بعد شيء.
العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م