نتائج البحث عن (خِبْرَتُهُ)
1-العربية المعاصرة (جزل)
جزَلَ يجْزِل، جزْلًا، فهو جازل، والمفعول مَجْزول.* جزَل الشَّيءَ: قطعه.
جزُلَ يَجزُل، جَزالةً، فهو جَزْل وجَزيل.
* جزُل الشَّخْصُ: صار ذا رأي جيِّد مُحْكم (كان رجلًا جزْلًا قويّ القلب شديد الحزْم- يجزُل رأيه كلَّما زادت خبرته في الحياة).
* جزُل الشَّيءُ: عظُم، كثُر (لك الشكرُ الجزيلُ- عطاءٌ جَزْل).
* جزُل اللَّفْظُ/جزُل المنطِقُ/جزُل الكلامُ: استحكمت قُوَّتُه، فصُح ومتُن (تميَّز أسلوبُه بجزَالة اللَّفظ).
أجزلَ/أجزلَ في/أجزلَ من يُجزل، إجزالًا، فهو مُجْزِل، والمفعول مُجْزَل.
* أجزل العطاءَ/أجزل له العطاءَ/أجزل له في العطاءِ/أجزل من العطاءِ: أوسعه له وأكثره (أجزل لهم من الهبات).
جَزالة [مفرد]:
1 - مصدر جزُلَ.
2 - [في الآداب] فصاحة النَّصّ ومتانة صياغته، ضدّ ركاكة (تمتاز لغة العقاد بالجزَالة والإحكام في الصِّياغة) (*) جزَالة الألفاظ: متانتها وعذوبتها في الفم ولذاذتُها في السَّمع.
جَزْل [مفرد]: جمعه جِزال (لغير المصدر):
1 - مصدر جزَلَ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جزُلَ.
3 - كريم معطاء (رجلٌ جزْل العطاء).
جِزْلة [مفرد]: جمعه جِزْلات وجِزَل: قطعة (جِزْلة من اللحم/السمك- يَضْرِبُ رَجُلًا بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ [حديث]: من حديث الدّجال).
جَزيل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جزُلَ.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-العربية المعاصرة (ذاق)
ذاقَ يَذُوق، ذُقْ، ذَوْقًا وذَوَاقًا وذَوَقانًا، فهو ذائق، والمفعول مَذوق.* ذاق الطَّعامَ: اختبر طعمَه، وضعَه على طرف لسانه ليختبر طَعْمَه (ذاق حساءً- {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} [قرآن] - {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا} [قرآن]) (*) لا يذوق طعمَ الرَّاحة: لا يرتاح- ما ذاق طعمَ النَّوم/ما ذاق في عينه نومًا: ظلّ مؤرَّقًا.
* ذاق طعمَ النَّجاح: جرَّبه، واختبره (ذاق طعمَ الاستقرار/الحرِّيَّة- {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [قرآن]: ينزل بها الموتُ) - ذاق الأمرَّيْن: ذاق الجُوع والعُرْي، تعرّض لصعوبات كثيرة- ذُقْت فلانًا/ذُقْت ما عند فلان: خبرته وعرفت حقيقتَه.
* ذاق العذابَ: قاساه، وأحسَّ به (ذاق المُرَّ/العلقمَ- {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [قرآن]) - ذاق منه الذُّلّ: عانى من ظلمه وإهانته.
* ذاق عُسَيْلةَ المرأة: جامعها.
* ذاقت كفُّه فلانةً: مسَّها.
أذاقَ يُذيق، أَذِقْ، إذاقةً، فهو مُذيق، والمفعول مُذاق.
* أذاقه العذابَ/أذاقه الرَّحمةَ: أنزله/أنزلها به (أذاقه مُرَّ العيش: جعله يقاسي منه- أذاقه عِقابًا- {فَأَذَاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [قرآن]) (*) أذاقه الأمرَّين: بالغ في إيذائه.
* أذاقه الطَّعامَ: جعله يختبر طعمَه.
تذوَّقَ يتذوَّق، تذوُّقًا، فهو مُتذوِّق، والمفعول مُتذوَّق.
* تذوَّق الطَّعامَ: ذاقه؛ اختبر طعمَه بلسانه مرّة بعد مرّة (تذوَّق القهوةَ) (*) تذوَّق طعمَ الحرِّيَّة- تذوَّق طعمَ الفِراق: عاناه مرّةً بعد مرّة.
* تذوَّق العملَ الفنِّيّ: استمتع به، وقدَّر قيمتَه (تذوَّق جمالًا/فنًّا/لحنًا- التذوُّق الأدبيّ- أذنٌ تتذوَّق الموسيقى).
ذوَّقَ يُذوِّق، تذويقًا، فهو مُذوِّق، والمفعول مُذوَّق.
* ذوَّقَه الطَّعامَ: أذاقه، جعله يختبر طعمَه (*) ذوّقه المُرَّ: سقاه.
إذاقة [مفرد]: مصدر أذاقَ.
تذوُّق [مفرد]:
1 - مصدر تذوَّقَ.
2 - [في الثقافة والفنون] إدراك أو وعي مُرهف خاصَّة بالصَّفات أو القيم الجماليَّة (*) التَّذوُّق الجماليّ: الشعور بالنواحي الجماليّة في العمل الفنِّيّ.
* حاسَّة التَّذوُّق: إحدى الحواسّ الخمس الظاهرة، وهي حاسّة إدراك الطعم باللِّسان.
* التَّذوُّق الموسيقيّ: [في الثقافة والفنون] ميزة يكتسبها الإنسانُ بالمران والتَّجربة حتى يصل إلى الإحساس بالجمال، أي النَّفاذ إلى أعماق العمل الفنّيّ، وحدوث اتِّصال وجدانيّ بين العمل الفنِّي والمتلقّي.
ذَائق [مفرد]: اسم فاعل من ذاقَ.
ذَوَاق [مفرد]:
1 - مصدر ذاقَ.
2 - مأكول، أو مشروب (ما ذُقْت ذَواقًا: شيئًا- لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ ذَوَاقًا) [حديث].
3 - طعمُ الشّيء (للتفاحِ ذَوَاق طيِّب).
ذوْق [مفرد]: جمعه أذواق (لغير المصدر):
1 - مصدر ذاقَ.
2 - آدابُ السلوك التي تقتضي معرفة ما هو لائق أو مناسب في موقف اجتماعيّ معيّن (قلّة/حَسَنُ الذوْق- ذو ذَوْق) (*) قليل الذَّوْق: خشن المعاملة.
3 - تذوُّق، إحدى الحواسّ الخمس الظَّاهرة، يميِّز بها الإنسانُ طعمَ الموادِّ بواسطة الجهاز الحسِّيّ في الفمّ ومركزه اللِّسان (اللِّسانُ حاسَّةُ الذوْق) (*) جيِّد الذَّوق بكذا: خبير به.
4 - [في الثقافة والفنون] حاسَّة معنويّة يصدر عنها انبساط النفس أو انقباضها لدى النظر في أثر من آثار العاطفة والفكر (أنت تتمتّع بذوق سليم- هو حسن الذَّوق للشِّعر: فهّامة له، خبير بنقده) (*) ذوق العصر: الأسلوب العصريّ- مُرْهَف الذوق- يفتقر إلى الذوْق: يفتقر إلى الإحساس بالقيم الجماليَّة.
5 - لباقة (يتمتّع بذوق في الكلام: بلباقة).
* الذَّوق العامّ: مجموعة تجارب الإنسان التي يُفسِّر على ضوئها ما يُحسّه أو يُدركه من الأشياء.
ذَوَقان [مفرد]: مصدر ذاقَ.
ذَوّاق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من ذاقَ: مُتذوِّق للطعام والشَّراب، خبير فيهما.
2 - ملول لما هو فيه يريد تذوّق غيره (إن الله لا يحبّ الذوّاقين والذوّاقات: السريعي الزواج، السريعي الطلاق).
ذَوّاقة [مفرد]: صيغة مبالغة من ذاقَ: متذوّق للأمور خبير بها، والتاء لتأكيد المبالغة (أديب/جمهورٌ ذوّاقة).
مُتذوِّق [مفرد]: اسم فاعل من تذوَّقَ.
* متذوِّقُ الفنّ: شخص ذو مهارة أو تقنية مُميَّزة في الفنون المختلفة.
مَذاق [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من ذاقَ.
2 - طعم الشّيء (مذاقه طيِّبٌ/مُرّ- قصب السكر عذْبٌ مذاقه).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
3-العربية المعاصرة (ضلع)
ضلَعَ/ضلَعَ على/ضلَعَ عن يَضلَع، ضَلْعًا، فهو ضالِع، والمفعول مَضلوع (للمتعدِّي).* ضلَع الغُصْنُ: اعوَجَّ فصار كالضِّلع (ضلَع العودُ- غُصْن/رُمْح ضالِع).
* ضَلَع مع صديقه: أيَّده، عاونه، شاركه، مال إليه (ضلَع مع رئيسه/المظلوم- كن ضالعًا مع صديقك في الحقّ- ضلعت بعضُ الدول مع العدوّ في الحرب الأخيرة) (*) ضَلْعُك معه: هواك ومَيْلك.
* ضلَع الحَيوانَ: كسَر ضلْعَه.
* ضَلَع عليه: جار واعتدى.
* ضلَع عن الحَقِّ: مال عنه وحاد (حكَّم هواه فضلَع عن الحَقِّ).
ضلُعَ يَضلُع، ضَلاعَةً، فهو ضَليع.
* ضلُع الرَّجلُ: قوِي واشتدَّ (ضلُع في علوم الحاسب: نبغ وازدادتْ خبرتُه- لُغويّ ضليع: مُلِمّ بعلوم اللّغة- طبيب ضليع: ماهر، راسخ في الطبّ).
ضلُعَ يَضلُع، ضلاعةً، فهو أضلَعُ.
* ضلُع الفَرسُ وغيرُه: قوِي واشتدَّت أضلاعُه.
ضلِعَ يَضلَع، ضَلَعًا، فهو ضَلِع.
* ضلِع الغُصنُ: ضلَع؛ اعوجَّ وانثنى (ضلِع العودُ/السيفُ- ضلِعت العصا).
* ضلِع الظَّمآنُ: شبع وارتوى.
أضلعَ يُضلع، إضلاعًا، فهو مُضلِع، والمفعول مُضلَع.
* أضلع الحِمْلُ الدَّابَّةَ: أثقَلها (*) أضلعته الخُطوبُ: أثقلته واشتدّت عليه.
اضطلعَ ب يضطلع، اضطلاعًا، فهو مُضطلِع، والمفعول مُضطلَع به.
* اضطلع بالإشراف على المشروع: قَوِي عليه ونهض به (اضطلع بمسئوليّته/بنفقات الحفل/بأعباء الحكم).
تضلَّعَ في/تضلَّعَ من يتضلَّع، تضلُّعًا، فهو مُتضلِّع، والمفعول مُتضلَّع فيه.
* تضلَّع في العلم/تضلَّع من العِلْم: تمكَّن وترسَّخ فيه، نال حظًّا وافرًا منه (تضلَّع في التَّاريخ- تضلَّع من اللّغةِ العربيَّة).
ضلَّعَ يضلِّع، تضليعًا، فهو مُضلِّع، والمفعول مُضلَّع.
* ضلَّع البِناءَ: جعل فيه رسومًا على هيئة الأضلاع (ضلَّع الكأسَ/قُبَّةَ المسجد/سقفَ بيته).
أضلعُ [مفرد]: جمعه ضُلْع، والمؤنث ضَلْعاءُ، والجمع المؤنث ضَلْعاوات وضُلْع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلُعَ.
تضاليع [جمع]: مفرده تضليعة: نتوءات بارزة في شكل أضلاع (لم يستطع السيرَ بسيارته بسبب وجود التضاليع والانشقاقات في الأرض).
ضالِع [مفرد]: جمعه ضالِعون (للعاقل) وضوالِعُ (لغير العاقل): اسم فاعل من ضلَعَ/ضلَعَ على/ضلَعَ عن.
ضَلاعة [مفرد]: مصدر ضلُعَ وضلُعَ.
ضَلْع [مفرد]: مصدر ضلَعَ/ضلَعَ على/ضلَعَ عن.
ضَلَع [مفرد]: مصدر ضلِعَ.
ضَلِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلِعَ.
ضِلْع/ضِلَع [مفرد]: جمعه أضلاع وأضلُع وضُلُوع:
1 - عُود فيه اعوجاج وعِرَض.
2 - [في التشريح] واحد من سلسلة عظام طويلة منحنية وفيها عِرَض توجد في اثني عشر زوجًا في الإنسان، وتمتدُّ من العمود الفقريّ إلى عظم الصّدر (مذكَّر ومؤنّث) (كتم أحزانَه بين ضلوعه- كسر ضِلْعَه) (*) إنَّ ضلوعي لا تَنْحني على ضِغن: لا أضمر حقدًا- له ضلع في الأمر: له يد فيه، قام بدوره فيه- هم علي ضلع جائرة: مجتمعون على معاداتي.
3 - [في الهندسة] أحد خطوط الشَّكل الهندسيّ (*) سباعيّ الأضلاع: شكل هندسيّ له سبع زوايا متساوية.
* الأضلاع السَّائبة: [في التشريح] ضِلْعان آخران في كلٍّ من الجانبين في جسم الإنسان، وهي تتَّصل بالفقار من جهة الظَّهر ولا تتَّصل من الأمام بالقصّ ولا بشراشيف الضُّلوع الأخرى.
* متساوي الأضلاع: [في الهندسة] شكلٌ هندسيّ ذو جوانب متساوية في الطول.
* متوازي الأضلاع: [في الهندسة] شكلٌ هندسيّ مغلق ذو أربعة أضلاع، يكون كلّ ضلعين متقابلين متوازيين ومتساويين.
ضُلوع [مفرد]: مشاركة وتأييد لأمرٍ ما (تبيَّن ضُلوع بعض الطلبة في العمليَّات الأخيرة- تمّ القبضُ عليه لضلوعه في أحداث الشغب الأخيرة).
ضَليع [مفرد]: جمعه ضُلُع:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلُعَ1: شديد، قويّ.
2 - خبير بالأمور، متمكِّن حاذق في تخصُّصه (ضليع في الطبِّ/النحو/القانون).
مُضَلَّع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ضلَّعَ (*) شيء مُضَلَّع/شكل مُضَلَّع/رسم مُضَلَّع: ذو أضلاع- كأس مُضَلَّعة: ذات أضلاع- نسيج مُضَلَّع: من موادّ مختلفة كالقطن أو الصوف أو الحرير.
2 - [في الهندسة] شكل متعدِّد الأضلاع كثير الزوايا (*) المُضَلَّع الخُماسيّ/المُضَلَّع المُخمَّس: ذو خمسة أضلاع- المُضَلَّع السُّداسيّ/المُضَلَّع المُسدّس: ذو ستَّة أضلاع- المُضَلَّع المُنتظم: المتساوي الأضلاع والزوايا.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
4-شمس العلوم (ذَاقَ يَذُوقُ)
الكلمة: ذَاقَ يَذُوقُ. الجذر: ذوق. الوزن: فَعَلَ/يَفْعُلُ.[ذقت] الشيء ذوقًا: أي طعمته، قال الله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ} قرأ الكسائي بفتح الهمزة: أي لأنك كنت تقول: أنت العزيز الكريم.
وقرأ الباقون: بكسرها.
وذقت ما عند فلان: أي خبرته.
وذاق القوس: إِذا جربها بالرمي عنها.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
5-جمهرة اللغة (رشق رقش شرق شقر قرش قشر)
الرَّشْق: مصدر رشقتُ بالنَّبْل رَشْقًا، بفتح الراء.والرِّشْق، بكسر الراء: السهام بعينها التي يُرشق بها.
وغلام رَشيق: خفيف الجسم لَبِق، والمصدر الرَّشاقة.
وأرشقتِ الظبيةُ، إذا مدَّت عنقها، وأرشقت المرأة، إذا تابعت نظرها، والمرأة والظبية مرشِقتان، والجمع مرشِقات ومَراشق.
ورشقَه بالكلام، كأنه رماه به كالرمي بالنَّبل.
والرقْش: النَّقْش، حيّة رقشاء: فيها ألوان من سواد وحمرة وغيرهما، والإسم الرُّقشة والرَّقَش.
ورقّش فلان الكلامَ، إذا تمَّ وكذب.
قال رؤبة:
«عاذِلَ قد أولعتِ بالترقيش *** إلي سِراًّ فآطْرُقي ومِيشي»
ورقّش كلامه أيضًا، إذا زوَّره.
وتسمّى شِقشِقَة البعير رَقشاء لما فيها من اختلاف الألوان.
قال الراجز:
«وهو إذا جَرْجَرَ بعد الـهـبِّ***جرْجَر في رَقْشاءَ مثل الحُبِّ»
ويروى: في شِقْشِقَة كالحُبِّ.
وسمّيت المرأة رقاش، معدولة عن راقشة، وفي العرب بطون يُنسبون إلى رَقاش، وهنّ أمهاتهم، في بكر بن وائل بنو رَقاش، وفي كلب رَقاش، وأحسب أن في كِندة بطنًا أيضًا يقال لهم بنو رَقاش.
والذين بالبصرة من بكر بن وائل بنو رقاش.
والرقشاء: دوَيبَّة تكون في العشب شبيهة بالحُمْطُوط فيها حُمرة وصُفرة، قال أبو بكر: الحُمطوط: دودة منقوشة مليحة.
والمُرقشان الشاعران كلاهما من بني قيس بن ثعلبة، وإنما سُمّي الأكبر منهما بقوله:
«الدار قَفر والرُسوم كـمـا***رَقَشَ في ظهر الكتاب قَلَمْ»
والشُقْرَة في الإنسان: حُمرة تعلو البياض، والشُّقْرَة في الخيل: حُمرة صافية يحمرّ معها السَّبيب والمَعْرَفة والناصية، الذكر أشقر والأنثى شَقراء.
والشَّقِرة: نَوْر أحمر شبيه بالشقائق، أو هو هو.
قال الشاعر:
«وتَساقَى القومُ كأسًا مُـرَّةً***وعلا الخيلَ دِماءٌ كالشَّقِرْ»
وبنو شَقِرَة: بطن من بني عمرو بن تميم، وأبوهم الحارث ابن مازن بن عمرو بن تميم، وإنما سُمّي الحارث الشَّقِر بقوله:
«وقد أحمِل الرمحَ الأصمَّ كعوبُه***به من دماء القوم كالشَّقِرات»
فسُمّي شَقِرَة.
وبنو شقِرَة أيضًا: بُطين أحسبهم من بني ضبّة.
والأشاقر: بطن من العرب كانت أمّهم تسمّى الشُّقَيْراء، وأبوهم أسعد بن مالك بن عمرو بن مالك بن فَهْم، منهم كعب بن مَعْدان الأشقري الشاعر، ومن مواليهم شُعبة بن الحجّاج المحدِّث.
والشُّقَارَى: نبت، وقالوا الشُّقارى بالتشديد، وقالوا الشُّقّار.
ويقال: خبّرته بشُقوري، أي بحالي وأمري.
ويقال: جاء فلان بالشُّقَر والبُقَر، ويقال بالشُّقَارى والبُقَارى، إذا جاء بالكذب.
وقد سمّت العرب أشْقَر وشقْران وشقيرًا.
والمشقَّر: حصن بالبحرين قديم وله حديث.
والمَشاقر: منَابت أحرار البقل، النّصيّ وما أشبه ذلك، الواحد مَشْقَر.
والشرق ضد الغرب، والمَشْرِق ضد المَغْرِب، والمَشْرِقان: مَطْلِع الشتاء ومَطْلِع الصيف، والمَشارق: مَطالع الشمس كلَّ يوم حتى تعود إلى المَطْلِع الأول في الحول.
وشَرَقَتِ الشمسُ، إذا طلعت، وأشرقت، إذا امتدّ ضوءها.
ويقال: " لا أفعل ذلك ما ذَرَّ شارقٌ"، أي ما طلع قرن الشمس.
والشّارق: صنم كان في الجاهلية، وبه سمّت العرب عبد الشّارق، هكذا يقول ابن الكلبي.
وشَرِيق: اسم أيضًا.
وشَرِقَ الرجل يشرَق شَرَقًا، إذا اغتصّ بالماء.
قال عدِيّ بن زيد:
«لو بغير الماء حلـقـي شَـرِق***كنتُ كالغَصّان بالماء اعتصاري»
الاعتصار: النجاة.
والمَشْرقَة، بضمّ الراء وفتحها: الموضع الذي يُستدرى فيه من الريح وتطلع فيه الشمس، وقال في الإملاء: حيث يقعد المتشرِّق في الشمس.
قال الشاعر:
«تريدين الطلاقَ وأنتِ عندي***بعيشٍ مثل مَشرُقَة الشتاءِ»
ويُروى: مثل مشرُقة الشمال.
ومِشريق: موضع، وقال سيبويه: مِشريق آلة من آلة الباب.
والمشرَّق: المصلَّى.
قال أبو ذؤيب:
«حتى كأني للحوادث مَـرْوَةٌ***بصفا المشرَّق كلَّ يوم تُقْرَع»
وأيام التشريق التي بعد الأضحى إنما سمّيت بذلك لأنهم كانوا يشرِّقون اللحمَ فيها، أي يبسطونه ليَجفَّ.
وشَرِق الثوبُ بالصِّبْغ، إذا احمرَّ فاشتدت حُمرته.
ولطمه فشَرِقَ الدمُ في عينه، إذا احمرّت واشرورقت.
وذكر الأصمعي أن رجلًا لطم رجلًا فاشرورقت عينُه واغرورقت فقدم إلى شُريح أو إلّى الشَّعْبي فقال:
«لها أمرُها حتى إذا ما تبوّأت***بأخفافها مأوىً تبوَّأ مَضْجَعا»
يقول إنه لا يحكم فيها حتى ينظر إلى ما يصير أمرُها.
والأشراق: جمع شَرْق، والإشراق: المصدر.
وناقة شَرْقاء، إذا شقَّت أذنها بنصفين طولًا، وكذلك شاة شَرْقاء.
والقَرْش: الجمع، تقرَّش القومُ، إذا تجمّعوا، وبه سمّيت قُريش لتجمّعها.
قال أبو بكر: وقد كثر الكلام في هذا فقال قوم: قُريش دابّة من دوابّ البحر، وقال آخرون: سُميت قُريش بقريش بن يَخْلُد بن غالب بن فِهْر وكان صاحبَ عيرهم فكانوا يقولون: قَدِمَتْ عِيرُ قريش وخرجت عِيرُ قريش، وقال قوم: سُمِّيت قريشًا لأن قُصيُّا قرشها أي جمعها، فلذلك سُمِّي قُصَيّ مجمِّعًا: قال الفضل بن العبّاس بن عُتبة بن أبي لَهَب:
«أبونا قُصَيٌّ كان يُدعى مجمِّعًا***به جَمَعَ الله القبائلَ من فِهْر»
وقال أيضًا:
«نحن كنّا سكّانَها من قُريشٍ***وبنا سُمِّيت قريش قُريشا»
وقال آخرون: تقرَّش الرجلُ، إذا تنزّه عن مَدانس الأمور.
ويقال: تقارشت الرماحُ في الحرب، إذا تداخل بعضُها في بعض.
قال أبو زُبيد:
«إمّا تَقَارَشْ بك الرِّماحُ فلا***أبكيكَ إلاّ للدَّلْو والمَرَس»
وقد سمّت العرب قُريشًا ومقارِشًا.
والقَشْر: مصدر قَشَرْت الشيء أقشِره قَشْرًا، إذا انتزعت عنه قشره.
ورجل قاشور: مشؤوم، ومثل من أمثالهم: "أشْامُ من قاشِر"، وهو فحل من الإبل، وله حديث.
ورجل أقشَرُ، إذا أفرطت حُمرته حتى ينقشر جلدُه، وامرأة قَشْراءُ كذلك.
والأقَيْشِر: لقب شاعر معروف.
وبنو قُشَيْر: قبيلة من العرب معروفة.
وسنة قاشورة: مُجْدِبة لا خير فيها.
قال الراجز:
«فآبْعَثْ عليهم سنةً قاشورهْ*** تحتلقُ المالَ احتلاقَ النُّورَهْ»
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
6-التوقيف على مهمات التعاريف (المجتهد)
المجتهد: بالغ عاقل ذو ملكة يدرك بها العلوم، فقيه النفس عارف بالدليل العقلي، ذو الدرجة الوسطى لغة وعربيةوأصولا وبلاغة، ومتعلق الأحكام من كتاب وسنة وإن لم يحفظ المتون. ويعتبر لإيقاع الاجتهاد خبرته بمواقعه والناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول وحال الرواة، وغير ذلك مما هو مقرر في الأصول.
التوقيف على مهمات التعاريف-زين الدين محمد المدعو بعبدالرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري-توفي: 1031هـ/1622م
7-القاموس المحيط (الحمد)
الحَمْدُ: الشُّكْرُ، والرِّضى، والجَزاءُ، وقَضاءُ الحَقِّ،حَمِدَهُ، كسَمِعَهُ،
حَمْدًا ومَحْمِدًا ومَحْمَدًا ومَحْمِدَةً ومَحْمَدَةً، فهو حَمُودٌ وحَميدٌ، وهي حَميدَةٌ.
وأحْمَدَ: صارَ أمْرُهُ إلى الحَمْدِ، أو فَعَلَ ما يُحْمَدُ عليه،
وـ الأرضَ: صادَفَها حَميدَةً،
كحَمِدَها،
وـ فلانًا: رَضِيَ فِعْلَهُ ومَذْهَبَهُ، ولم يَنْشُرْه للناسِ،
وـ أمْرَهُ: صارَ عندَهُ مَحْمودًا.
ورَجُلٌ ومَنْزِلٌ حَمْدٌ،
وامرأةٌ حَمْدَةٌ: مَحْمودَةٌ.
والتَّحْميدُ: حَمْدُ اللهِ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ،
وإِنَّهُ لَحَمَّادٌ لِلّهِ عَزَّ وجَلَّ، ومنه: "محمدٌ"، كأَنَّهُ حُمِدَ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ.
وأحْمَدُ إليك اللهَ: أشْكُرُهُ.
وحَمادِ له، كقَطامِ، أي: حَمْدًا وشُكْرًا.
وحُماداكَ وحُمادَيَّ، بضمِّهما: غايَتُكَ وغايَتِي. وسَمَّتْ أحمدَ وحامِدًا وحَمَّادًا وحَميدًا وحُمَيْدًا وحَمْدًا وحَمْدونَ وحَمْدِينَ وحَمْدانَ وحَمْدَى وحَمُّودًا، كتَنُّورٍ، وحَمْدَوَيْهِ.
ويَحْمَدُ، كيَمْنَعُ، وكيُعْلِمُ، آتي أعْلَم: أبو قبيلةٍ، ج: اليَحامِدُ.
وحَمَدَةُ النارِ، محرَّكةً: صَوْتُ الْتِهابِها.
ويومٌ مُحْتَمِدٌ: شديدُ الحَرِّ. وكحَمامَةٍ: ناحِيَةٌ باليَمامَةِ.
والمُحَمَّدِيَّةُ: ة بنواحي بَغْدادَ،
ود بِبرْقَةَ من ناحِية الإِسْكَنْدَرِيَّةِ،
ود بنواحي الزَّابِ،
ود بِكِرْمانَ،
وة قُرْبَ تُونِسَ، ومحلَّةٌ بالرَّيِّ، واسمُ مدينة المَسِيلةِ بالمغْرِبِ أيضًا،
وة باليَمامَةِ.
وهو يَتَحَمَّدُ عليَّ: يَمْتَنُّ. وكهُمَزةٍ: مُكْثِرُ الحمْدِ للأَشْياءِ. وكفَرِحَ: غَضِبَ.
و"العَوْدُ أحمدُ"، أي: أكْثَرُ حَمْدًا، لأِنَّكَ لا تَعودُ إلى الشيءِ غالِبًا إلاَّ بعدَ خِبْرَتِهِ، أو معناهُ أنَّهُ إذا ابْتَدَأَ المعْروفَ جَلَبَ الْحَمْدَ لنفْسه، فإذا عاد كانَ أحمدَ أي: أكْسَبَ للحَمْدِ له، أو هو أفْعَلُ من المفْعولِ، أي: الابْتِداءُ
محمودٌ، والعَوْدُ أحَقُّ بأن يَحْمَدوهُ، قاله خِداشُ بنُ حابِسٍ في الرَّبابِ لما خَطَبَها فَرَدَّهُ أبَواها، فأضْرَبَ عنها زَمانًا، ثم أقْبَلَ حتى انتهى إلى حِلَّتِهِمْ مُتَغَنِّيًا بأبياتٍ منها:
«ألا لَيْتَ شِعْرِي يا رَبابُ متى أرَى *** لنا منْكِ نُجْحًا أو شِفاءً فأَشْتَفِي»
فَسَمِعَتْ وحَفِظَتْ، وبَعَثَتْ إليه أنْ قد عرفتُ حاجَتَكَ، فاغْدُ خاطبًا، ثم قالت لأِمِّها: هلْ أُنْكَحُ إلاَّ مَنْ أهْوى، وألْتَحِفُ إلا مَنْ أرْضَى؟ قالت: لا، قالت: فأنْكِحينِي خداشًا، قالت: مع قِلَّةِ ماله؟ قالت: إذا جَمَعَ المال السَّيِّئُ الفعال
فقُبْحًا للمال، فأصْبحَ خِداشٌ، وسَلَّمَ عليهم، وقال:
العَوْدُ أحْمَدْ، والمرأةُ تُرْشَدْ، والوِرْدُ يُحْمَدْ.
ومحمودٌ: اسمُ الفيلِ المذكورِ في القرآنِ العزيزِ. وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ يعقوبَ بنِ حُمَّدُويَهْ، بضم الحاءِ وشدِّ الميمِ وفَتْحِها: محدِّثٌ، أو هو حُمَّدُوهُ، بلا ياءٍ.
وحَمْدونَةُ، كزَيْتونَةٍ: بنْتُ الرَّشيدِ، وابنُ أبي لَيْلَى: محدِّثٌ.
وحمَدِيَّةُ، محرَّكةً كعَرَبِيَّةٍ: جَدُّ والِدِ إبراهيمَ بنِ محمدٍ راوي" المُسْنَدِ" عن أبي الحُصَيْنِ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
8-المعجم الاشتقاقي المؤصل (محن)
(محن): {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} [الحجرات: 3]مَحَنْت الفِضّة: صفيتها وخلَّصتها بالنار. وامتَحَنت الذهبَ والفِضة: أذبتهما لتختبرهما حتى خلَّصتَ الذهبَ والفضة. والاسم المِحنة- بالكسر، ومَحَنتُ البئرَ: أخرجت ترابَها وطينها، والثوبَ: لَبِسته حتى تُخْلِقَه. ومَحَنت الجِلْدَ: قَشَرته.
° المعنى المحوري
شدّة تكشف حقيقة الشيء بإزالة ما يشوبها ويغطيها: كخلوص الذهب والفضة من شوائبهما بإذابتهما بالنار، وكخلوص ماء البئر من العَكَر والنَتْن بنزحهما منها (انظر: رجس)، وكما تنكشف خيوط نسيج الثوب بإخلاقه، ومن ذلك: "المحنة -بالكسر: الخِبرة (معرفة حقيقة الشيء بكثرة معالجته) وامتَحن القولَ: نَظَر فيه ودَبره نظر ما يصير إليه صيورُه (كشف غموضَ حاله وتبين ما يصفو منه). ومَحَنته وامْتَحَنته: خَبَرْته واختبرته "" {فَامْتَحِنُوهُنَّ} [الممتحنة: 10] كان ذلك بالاستحلاف. واليمينُ شِدة تُلجئ إلى بيان حقيقة ما بالقلب [انظر: قر 18/ 62]. والمُمتَحَن- مفعول: المصفَّى المخلَّص المهذَّب. قال الله عَزَّ وَجَلَّ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} أخلصها
للتقوى [قر 16/ 308].
ومن الأصل قولهم: "مَحَنَه عشرين سَوْطًا " (تعريض للشدة فحسب) و "ما محنه شيئًا أي ما أعطاه ". (ما يصل إلى قلبه)، أو هي قَلب مكاني عن (منحه).
المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م
9-معجم القواعد العربية (خبر)
خبّر:من الأفعال التي تتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل على ما قاله الفرّاء تقول: «خبّرته الوعد آتيا».
ومنه قول الشاعر:
«وخبّرت سوداء الغميم مريضة *** فأقبلت من أهلي بمصر أعودها»
(انظر المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل).
معجم القواعد العربية في النحو والتصريف وذُيّل بالإملاء-عبدالغني الدقر-صدر: 1404ه/1984م
10-المعجم الغني (خَبَرَ)
خَبَرَ- [خبر]، (فعل: ثلاثي. متعدٍّ)، خَبَرْتُ، أخْبُرُ، اُخْبُرْ، المصدر: خَبْرٌ، خُبْرَةٌ، خِبْرَةٌ.1- "خَبَرَتْهُ التَّجَارِبُ": عَلَّمَتْهُ.
2- "خَبَرَ الأُمُورَ": عَرَفَ حَقِيقَتَهَا وَكُنْهَهَا وَمَاهِيَتَهَا. "أيْنَ خَبَرْتَ هَذَا الأمْرَ ".
3- " خَبَرَ تَجْرِبَةً عِلْمِيَّةً": جَرَّبَهَا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
11-المعجم الغني (غَمَارَةٌ)
غَمَارَةٌ- [غمر]، (مصدر: غَمُرَ):1- "اِزْدَحَمَتْ غَمَارَةٌ مِنَ النَّاسِ أَمَامَ دُكَّانِهِ": جَمَاعَةٌ.
2- "غَمَارَةُ رَجُلٍ": جَهْلُهُ وَعَدَمُ خِبْرَتِهِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
12-معجم الرائد (عبر)
عبر يعبر عبرا:1- عبر: جرت دمعته.
2- عبرتِ العين: دمعت.
3- عبر منه: اعتبر، تعلم من خبرته.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
13-الأفعال المتداولة (سَبَرَ يَسْبُرُ سَبْرًا)
سَبَرَهُ يَسْبُرُ سَبْرًا: سَبَرْتُ قلبَ زيدٍ فعلمت ما يضمر. (خبرته)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
14-لغة الفقهاء (الاسترسال)
الاسترسال: الاستئناس، والاتساع، والانبساط... Ease[*] الاطمئنان إلى الشيء والثقة به، والمسترسل في البيع: من يثق بالبائع من جهله (أي جهل المشتري) وقلة خبرته.
[*] الانطلاق من غير مرسل (بكسر السين) ومنه قولهم: إذا استرسل الكلب فأمسك صيدًا.
[*] الانجرار من الشيء إلى غيره، ومنه قولهم: استرسل في الحديث بإزاء... To speak fluently
معجم لغة الفقهاء-محمد رواس قلعه جي/حامد صادق قنيبي-صدر: 1405هـ/1985م
15-تاج العروس (حمد)
[حمد]: الحَمْدُ: نَقِيض الذَّمِّ، وقال الِّلحيانيُّ: الحَمْدُ: الشُّكْرُ، فلم يُفرّق بينهما.وقال ثَعْلَبٌ الحَمْدُ يكون عن يَد، وعن غير يَدٍ، والشُّكْرُ لا يكون إِلّا عن يَد.
وقال الأَخفشُ: الحَمدُ لله: الثَّنَاءُ.
وقالَ الأَزهريُّ: الشُّكْر لا يكون إِلّا ثَنَاءً لِيد أَولَيْتَهَا، والحمدُ قد يكون شُكْرًا للصنيعةِ، ويكون ابتداءً للثّناءِ على الرَّجل. فحَمدُ الله: الثَّناءُ عليه، ويكونُ شُكْرًا لِنِعَمه التي شَمِلَت الكُلّ. والحمْدُ أَعمُّ من الشُّكْر.
وبما تقدَّم عَرَفْت أَن المصنِّف لم يُخَالِف الجُمهورَ، كما قاله شيخُنَا، فإِنه تَبع اللِّحْيَانِيَّ في عدَمِ الفَرْقِ بينهما. وقد أَكثَر العلماءُ في شرحهما، وبيانهما، وما لَهُما، وما بينَهما من النَّسب، وما فيهما من الفَرْق من جِهة المتعلَّق أَو المدلول، وغير ذلك، ليس هذا محلَّه.
والحَمْدُ: الرِّضا، والجزاءُ، وقَضَاءُ الحقِّ وقد حَمِدَه كسَمِعَه: شَكَرَه وجَزَاه وقَضَى حَقَّه، حَمْدًا، بفتح فسكون ومَحْمِدًا بكسر الميم الثانِية، ومحْمَدًا، بفتحها، ومَحمِدَة ومحمدَةً بالوَجْهين، ومَحْمِدَةٌ، بكسرها نادرٌ. ونقلَ شيخُنَا عن الفناريّ في أوائلِ حاشية التّلويحِ أَن المَحْمِدةَ بكسر الميم الثانية مصدر، وبفتحها خَصْلَة يُحْمَد عليها. فهو حمُودٌ، هكذا في نسختنا. والذي في الأُمَّهات اللُّغَوية: فهو مَحمود، وحَمِيدٌ، وهي حَمِيدةٌ، أَدخلوا فيها الهاءَ، وإِن كانت في المعنَى مفعولًا، تَشبيهًا لها برَشيدة، شَبَّهوا ما هو في معنَى مفعولٍ بما هو في معنَى فاعِلٍ، لتقاربِ المَعْنَيْينِ.
والحَمِيدُ، من صفاتِ الله تعالى بمعنى المَحْمُودِ على كلّ حال، وهو من الأَسماءِ الحُسْنَى.
وأَحْمَدَ الرَّجُلُ: صار أَمْرُهُ إِلى الحَمْدِ، أَو أَحْمَدَ: فَعَلَ ما يُحْمَدُ عليه.
ومن المجاز يقال: أَتَيْتُ موْضِعَ كذا فأَحْمَدْتُه؛ أَي صادَفْتُه مَحمودًا موافِقًا، وذلك إِذا رَضِيت سُكْناه أَو مَرْعَاه.
وأَحْمَدَ الأَرْض: صادَفَهَا حَمِيدةً، فهذه اللُّغَةُ الفصيحة كحمِدَها، ثُلاثيًّا. ويقال: أَتيْنا فُلانًا فأَحْمَدْنَاه وأَذْممناه؛ أَي وَجدْناه محمودًا أَو مذْمومًا.
وقال بعضهم: أَحْمَدَ فُلانًا إِذا رَضِيَ فِعْلَهُ ومَذْهَبَه ولم يَنْشُرْهُ للنّاسِ، وأَحْمَدَ أَمْرَهُ: صار عنده محْمُودًا.
وعن ابن الأَعرابيّ: رجُلٌ حَمْدٌ ومَنْزِلٌ حَمْدٌ، وأَنشد:
وكانَتْ من الزَّوجاتِ يُؤْمَنُ غَيْبُهَا *** وتَرْتَادُ فيها العَيْنُ مُنْتَجَعًا حمْدَا
وامرَأَةٌ حَمْدٌ وحَمْدَةٌ ومَنزِلةٌ حَمْدٌ، عن اللِّحْيَانيّ: مَحْمُودةٌ مُوافِقةٌ.
والتَّحْمِيدُ حَمْدُ ك الله عزّ وجَلّ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة، وفي التهذيب: التَّحميد: كَثْرَةُ حَمْدِ اللهِ سبحانَه بالمحامد الحَسَنة، وهو أَبلغُ من الحَمْدِ. وإِنَّهُ لحمَّادٌ للهِ عزَّ وجَلَّ.
ومنه أَي من التَّحميد مُحَمَّد، هذا الاسمُ الشريف الواقعُ عَلَمًا عليه صلى الله عليه وسلم، وهو أَعظم أسمائه وأَشهرُهَا كأَنّه حُمِدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرّة أُخْرَى.
وقول العرب: أَحْمَدُ إِليكَ الله؛ أَي أَشكُرُه عندكَ. وفي التهذيب: أَي أَحمدُ معكَ الله. قلت: وهو قولُ الخليلِ.
وقال غيره: أَشكُر إِليكَ أَيادِيَه ونعَمَه. وقال بعضُهم: أَشكُر إِليك نِعَمَه وأُحدِّثُك بها.
وقولهم حَمَادِ لَهُ، كقَطَامِ؛ أَي حَمْدًا له وشكْرًا.
وإِنما بُنِيَ على الكَسر لأَنه مَعْدول عن المصدر، قال المُتَلمِّسُ:
جَمَادِ لَهَا جَمَادِ ولا تَقُولي *** طَوَالَ الدَّهْرِ ما ذُكِرَتْ حَمادِ
وقال اللِّحيانيّ: حُمَاداكَ أَن تَفْعَلَ كذا، وحُمَادَيَّ أن أَفْعَلَ كذا بضمّهما، وحَمْدُكَ أَن تَفْعلَ كذا أَي مبْلَغ جُهْدِك.
وقيل: غايَتُكَ وغَايَتِي.
وعن ابن الأَعرابيّ: قُصَاراك أَن تَنْجُوَ منه رَأْسًا برأْس؛ أَي قَصْرُك وغَايَتُكَ.
وقالَت أُمُّ سَلَمَة: «حُمَادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الطَّرْفِ» معناه غايةُ ما يُحْمَدُ منهُنَّ هذا.
وقيل غُنَامَاك مثل حُمَاداك، وعُنَاناك مِثْلُه.
وقد سَمَّت العَرَبُ أَحْمَدَ، ومُحَمَّدًا، وهما، من أَشرف أَسمائه، صلى الله عليه وسلم، ولم يُعرَف مَن تَسَمَّى قبلَه صلى الله عليه وسلم بأَحْمَدَ، إِلّا ما حُكيَ أَنَّ الخَضِرَ عليهالسلام اسمُه كذلك. وحامِدًا، وحَمَّادًا كَكَتَّان، وحَميدًا، كأَمِير وحُمَيْدًا، مصغَّرًا وحَمْدًا بفتح فسكون، وحَمْدُونَ، وحَمْدِينَ، وحَمْدَانَ، وحَمْدَى، كسَكْرَى وحَمُّودًا، كتَنُّورٍ، وحَمْدَوَيْهِ، بفتح الدَّال والواو، وسكون الياء عند النُّحاة والمُحدِّثون يضمُّون الدّالَ ويسكنون الواو ويفتحون الياءَ.
والمُحَمَّد، كمُعَظَّم: الّذي كَثُرَتْ خِصالُه المَحمودَةُ، قال الأَعشى:
إِليكَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ كانَ كَلَالُها *** إِلى المَاجِدِ القَرْمِ الجَوَادِ المُحمَّدِ
قال ابنُ بَرِّيٍّ: ومن سُمِّيَ بمحمّد في الجاهلية سَبعَةٌ: مُحَمَّد بنُ سُفْيان بن مُجَاشِع التَّمِيميُّ، ومحمّد بنُ عِتْوَارَةَ اللَّيْثيّ الكِنَانِيّ، ومحمّد بن أُحَيْحةَ بن الجُلَاح الأَوْسِيُّ، ومُحمّد بن حُمْرَانَ بنِ مالِكٍ الجُعْفِيّ المعروف بالشُّوَيْعر، ومحمّد بن مُسْلَمةَ الأَنصاريّ، ومحمّد بن خُزَاعِيّ ابن عَلقمةَ، ومحمّد بن حِرْمازِ بن مالِكٍ التِميميّ.
ويَحْمَدُ كيَمْنَع، ويقال فيه يُحْمِدُ كيُعْلِم آتِي أَي مُضارِعُ أَعْلَمَ، كذا ضَبَطَه السِّيرافيّ: أَبو قَبِيلَة من الأَزْد الجمع: اليَحامِدُ.
قال ابن سيدَه: والذي عندي أَن اليَحَامدَ في معنَى اليَحْمَديّين واليُحْمِديّين، فكان يجب أن تلحقه الهاءُ عوَضًا عن ياءِ النّسب كالمهَالبة، ولكنّه شَذَّ، أَو جُعِلَ كلُّ واحدٍ منهم يَحْمَدُ أَو يُحْمِد.
وحَمَدةُ النَّار، مُحَرَّكَةً: صَوتُ الْتِهَابِها كحَدَمَتهَا وقال الفرّاءُ: للنّار حَمَدَةٌ.
ويَوْمٌ مُحْتَمِدٌ ومُحْتَدِم: شَدِيدُ الحَرِّ، واحتَمَدَ الحَرُّ، قَلْبُ: احْتَدَمَ.
وحَمَادَةُ كحَمَامَة ناحيَةٌ باليَمامَة، نقله الصاغانيُّ.
والمُحَمَّدِيَّة عِدَّةُ مواضِعَ، نُسِبَتْ إِلى اسم مُحَمَّدٍ بانِيها، منها: قرية بنَوَاحِي بَغْدَاد، من طريق خُرَاسانَ، أَكثَر زَرْعِهَا الأُرزُ.
والمُحمَّديّةُ: بلَدٌ ببَرْقَةَ، من ناحية الإِسكَنْدَرِيّةِ، نقله الصاغَانيّ.
والمحمَّديةُ: بلد بنواحِي الزَّابِ من أَرْضِ المغرِب، نقله الصاغانيُّ.
والمُحمَّديةُ: بَلَدٌ بكِرْمَانَ، نقله الصاغانيُّ.
والمُحَمَّدِيَّةُ: قرية قُرْبَ تُونُسَ، والمُحَمَّديّة: مَحَلَّة بالرَّيِّ، وهي التي كتب ابنُ فارِسٍ صاحبُ «المُجملِ» عِدَّةَ كُتُبٍ بها.
والمُحَمَّدِيَّةُ: اسمُ مَدِينَةِ المَسِيلةِ، بالمَغْرِب أَيضًا اختَطَّها أَبو القاسِمِ محمَّدُ بن المَهْدِيِّ الملقب بالقائم.
والمُحَمَّدِيَّةُ: قرية باليَمَامَة.
ويقال: هو يَتَحَمَّدُ عليَّ؛ أَي يَمْتَنُّ، ويقال فُلانٌ يتحمَّدُ النّاسَ بجُودِه؛ أَي يُرِيهِم أَنَّه محمودٌ.
ومن أَمثالهم: «مَنْ أَنفَق مالَهُ على نَفْسِه فلا يَتَحَمَّدْ به إِلى النّاسِ» والمعنى: أَنه لا يُحْمَدُ على إِحْسَانِه إِلى نفْسه، إِنما يُحْمَد على إِحْسَانِه إِلى النّاس.
ورجلٌ حُمَدةٌ، كهُمَزَةٍ: مُكْثِرُ الحَمْدِ للأَشياءِ، ورجلٌ حَمَّادٌ، مثله.
وفي النوادر: حَمِدَ عليَّ فُلانٌ حَمَدًا كفَرِح إِذا غَضِبَ، كضَمِدَ له ضَمَدًا، وأَرِمَ أَرَمًا.
ومن المَجَاز: قولهم: العَوْدُ أَحْمَدُ؛ أَي أَكْثَرُ حَمْدًا، قال الشاعر:
فلم تَجْرِ إِلّا جِئْتَ في الخَيْرِ سابقًا *** ولا عُدْتَ إِلّا أَنتَ في العَوْدِ أَحمَدُ
كذا في الصحاح: وكُتُب الأَمثال لأَنَّكَ لا تَعود إِلى الشَّيْءِ غالبًا إِلّا بَعْدَ خبْرَتِه، أو معناه: أَنَّه إِذا ابتدَأَ المَعْرُوفَ جَلَبَ الحَمْدَ لنفْسِهِ، فإِذا عادَ كان أَحْمَدَ؛ أَي أَكْسَبَ للحَمْدِ له، أَو هو أَفْعَلُ، من المفعول؛ أَي الابتداءُ محمودٌ، والعَوْدُ أَحقُّ بأَن يَحْمَدُوه وفي كُتب الأَمثالِ: بأَنّ يُحْمدَ مَنه. وأَولُ من قاله؛ أَي هذا المَثَلَ خِدَاشُ ابنُ حَابِسِ التَّمِيميُّ في فَتاة من بَنِي ذُهْلٍ ثم من بني سَدُوس، يقال لها الرَّبَاب، لَمَّا هَام بها زَمانًا وخَطبها فَرَدَّهُ أَبواها، فأَضْرَبَ؛ أَي أَعرضَ عنها زَمانًا، ثم أَقبَلَ ذاتَ ليلة راكبًا حتّى انْتَهَى إِلى حِلَّتِهِمْ أَي مَنْزِلِهِمْ مُتَغَنِّيًا بأَبيات، منها هذا البيتُ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي يا رَبابُ مَتَى أَرَى *** لَنَا مِنْكِ نُجْحًا أَو شفَاءً فأَشْتَفِي
وبعده:
فقد طَالَمَا غَيّبْتِنِي وَرَدَدْتِنِي *** وأَنت صَفِيِّي دُونَ من كُنْتُ أَصْطَفِي
لَحَى اللهُ مَنْ تَسْمُوا إِلى المالِ نَفْسُهُ *** إِذا كانَ ذا فَضْلٍ به لَيْسَ يَكْتَفِي
فَيُنْكِحُ ذا مالٍ ذَمِيمًا مُلَوَّمًا *** ويَتْرُكُ حُرًّا مِثْلَه ليس يَصْطَفِي
فسمِعَت الرَّبابُ وعَرفته وحَفِظَت الشِّعْرَ وأَرْسلت إِلى الرَّكْب الّذين فيهم خِدَاشٌ وبعثَتْ إِليه: أَنْ قد عَرَفْتُ حاجَتَكَ فاغْدُ على أَبي خاطِبًا، ورَجَعَتْ إِلى أُمها ثم قالت لأُمِّها: يا أُمَّهْ: هل أُنْكَحُ إِلَّا مَنْ أَهْوَى، وأَلْتَحِفُ إِلّا مَنْ أَرضَى؟ قالَت: بَلَى، فما ذلك؟ قالت: فأَنْكِحيني خِداشًا. قالت: وما يدعوك إِلى ذلك مع قِلّةِ مالِه؟ قالت:
إِذا جمعَ المالَ السيِّئُ الفِعالِ، فقُبْحًا للمال، فأخْبرَت الأُمُّ أباهَا بذلك، فقال؛ أَلمْ نكن صَرَفناه عنّا؟ فما بدَا له؟ فأَصْبَحَ خِداشٌ، وفي «مجمع الأَمثال»: فلما أَصبحوا غَدا عليهم خِداشٌ وسلَّم عليهم، وقال: العَوْدُ أَحْمَدُ، والمَرْأَة تُرْشَد، والوِرْدُ يُحْمَد، فأَرسلها مَثَلًا. قاله الميدانيُّ، والزّمخْشَرِيُّ، وغيرهما.
ومحمودٌ اسمُ الفِيلِ المذكورِ في القرآنِ العزِيزِ في قصّة أبْرَهةَ الحَبَشِيّ، لَمّا أَتَى لهَدْم الكعبةِ، ذَكرَه أَربابُ السِّيَرِ مُسْتَوفىً في مَحَلّه.
وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمد بنِ يعقُوب ابن حُمَّدُويَهْ بضم الحاءِ وشَدِّ الميم وفتحها، وضم الدال وفَتْح الياءِ: محَدِّثٌ، آخِرُ من حَدَّث عن ابن شمعونَ.
هكذا ضبطَه أَبو عليّ البردانيُّ الحافظ.
أَو هو حُمَّدُوهْ، بلا ياءِ، كذا ضَبطَه بعضُ المُحَدِّثين، البغداديّ المُقْرِئُ الرَّزَّازُ، من أَهل النَّصرِيّة. وُلِدَ في صفر سنة 381 رَوى عنه ابنُ السَّمرْقَنْديّ والأَنماطِيُّ وتُوفِّيَ في ذي الحجّة سنة 469.
وحَمْدُونةُ، كزَيْتُونَة: بِنتُ الرَّشيد العبّاسيّ. وكذا حمْدونةُ بنت غَضيضٍ، كأَمير، أُمُّ ولد الرَّشيد، يُنسب إِليها محمّد بن يوسفَ بنِ الصباح الغَضِيضيّ.
وحَمدُونُ بنُ أَبي لَيْلى مُحَدِّث رَوَى عن أَبِيه، وعنه أَبو جعفر الحبيبيّ وحَمَديَّةُ، مُحَرَّكَةً، كعَرَبِيَّة: جَدُّ والدِ إِبراهيمَ بنِ مُحَمَّد بن أحمدَ بن حَمَدِيَّةَ راوي المُسْنَد للإِمام أَحمَدَ بن حَنْبَل رضي الله عنه، وكذا أَخوه عبد الله، كلاهما روياه عن أَبي الحُصيْنِ هِبَةِ اللهِ بن محمّدِ بنِ عبد الواحد أَبي القاسم الشَّيبانيّ، وماتَا معًا في صفر سنة 592.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
أَحمَدَه: استبانَ أَنه مُسْتَحِقٌّ للحَمْد. وتَحمَّدَ فُلانٌ: تكلَّفَ الحَمْدَ، تقول وَجَدْتُه مُتَحَمِّدًا مُتَشَكِّرًا. واسْتَحْمَدَ اللهُ إِلى خَلْقِه بإِحْسَانه إِليهم وإِنعامه عليهم.
و«لِواءُ الحَمْد»: انفِرادُه وشُهْرَتُه بالحَمْد في يوم القيامة.
والمَقَامُ المَحْمُودُ. هو: مَقَامُ الشَّفاعةِ. وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ: جمْع الحَمْد على أَحْمَدُ كأَفْلُسٍ، وأَنشد:
وأَبيضَ مَحمود الثَّنَاءِ خَصَصْتُهُ *** بأَفْضلِ أَقوالي وأَفضَلِ أَحْمُدِي
نَقَلَه السَّمينُ.
وفي حديث ابنِ عَبَّاس: «أَحْمَدُ إِليكُم غَسْلَ الإِحْلِيل» أَي أَرْضاهُ لكم وأَتقدَّم فيه إِليكم.
ومن المجاز: أَحْمَدْتُ صَنِيعَه.
والرعاةُ يَتحامَدون الكَلأَ.
وجاورتُه فما حَمدْت جِوارَه.
وأَفْعَالُه حَميدةٌ.
وهذا طَعامٌ ليستْ عنده مَحْمِدَةٌ؛ أَي لا يَحْمَدُه آكِلَه، وهو بكسر الميم الثانية، كما في المفصَّل.
وزيادُ بن الرَّبيع اليُحْمِديّ بضم الياءِ وكسر الميم، مشهور، وسعيد بن حِبَّانَ الأَزديّ اليحْمدِيّ عن ابن عبّاس، وعُتبة بن عبد الله اليْحمدِيّ، عن مالك ومالك بن الجَليل اليحْمدِيّ، عن ابن أَبي عَديٍّ، مشهور، وحَمَدَى بن بَادي، محرّكَةً: بطْنٌ من غَافِق بمصر، منهم مالِك بن عُبَادَة أَبو موسى الغافقيّ الحَمَدِيّ، له صُحْبَةٌ.
وفي الأَسماءِ: أَبو البركات سعدُ الله بن محمّد بن حَمَدَى البغداديّ، سمع ابن طَلْحَة النقاليّ، تُوفِّي سنة 557. وابنه إِسماعيل، حدث عن ابن ناصرٍ، مات سنة 614 قاله الحافظ. وعبد الله بن الزُّبَير الحُمَيْدِيّ، شيخ البُخاريّ. وأَبو عبد الله الحُميْدِيّ صاحب «الجمع بين الصَّحِيحَيْن»، وبالفَتْح أَبو بكرٍ عتِيقُ بن عليّ الصِّنهاجِيّ الحميديّ، ولي قضاءَ عَدنَ، ومات بها، وآل حَمْدانَ، من رَبِيعةِ الفرَسِ، والحُمَيداتُ من بني أَسدِ بن غري ينسبون إِلى حُمَيْد بن زُهَيْر بن الحارث بن راشد، كما في «التوشيح».
ومن أمثالهم «حَمْدُ قطَاةٍ يَسْتمِي الأَرانبِ». قال الميدانيّ: زعموا أَن الحَمْد فَرْخُ القطَاةِ. والاسْتِمَاءُ: طَلَبُ الصَّيْدِ. أَي فَرْخُ قطاة يطلُب صَيْدَ الأَرانبِ، يضرب للضّعيف يَرومُ أَن يَكِيدَ قَوِيًّا.
وحَمَّادٌ، جَدُّ أَبي عليٍّ الحسنِ بنِ عليِّ بن مَكِّيّ بن عبد الله بن إِسرافِيلَ بن حَمَّادٍ النّخشبيّ، تفقَّه عليه عامَّةُ فُقَهاءِ نَخْشب، ورَوى وحدَّث. وحمَّادُ بن زَيدِ بن دِرْهَمٍ، وحَمَّادُ بن زيد بن دَينار، وهما الحَمَّادانِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
16-تاج العروس (خبر)
[خبر]: الخَبَرُ، مُحرَّكَةً: النَّبَأُ، هكذا في المُحْكَم. وفي التَّهْذِيب: الخَبَر: ما أَتَاكَ مِن نَبَإِ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ. قال شَيْخُنَا: ظاهِرُه بل صَرِيحُه أَنَّهُما مُتَرادِفَان، وقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُمَا، وأَنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عن أَمْر عَظيم كما قَيَّد به الرَّاغِب وغيرُه من أَئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ في أُصولِ العَرَبِيَّة. ثم إِنَّ أَعلامَ اللُّغَةِ والاصْطِلاح قَالوا: الخَبَر عُرْفًا ولُغَة: ما يُنْقَل عن الغَيْر، وزادَ فيه أَهْلُ ما يُنْقَل عن الغَيْر، وزادَ فيه أَهْلُ العَرَبِيَّة: واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه.والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث. أَو الحَدِيثُ: ما عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، والخَبَر: ما عَنْ غَيْرِه.
وقال جَماعَة من أَهْلِ الاصْطِلاح: الخَبَر أَعَمُّ، والأَثَرُ هو الذي يُعَبَّرُ به عن غَيْر الحَدِيث كما لِفُقَهاءِ خُراسَانَ. وقد مَرَّ إِيماءٌ إِليه في «أَثر» وبَسْطه في عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث. الجمع: أَخْبارٌ. وجج؛ أَي جَمْع الجَمْع أَخابِيرُ.
ويقال: رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ: عالِمٌ بالخَبَر. والخَبِيرُ: المُخْبِر.
[وخَبِرٌ] * قال أَبُو حَنِيفَة في وَصْف شَجَر: أَخْبَرَني بذلِك الخَبِرُ. فجاءَ به ككَتِف. قال ابنُ سِيده: وهذا لا يَكَادُ يُعْرَف إِلّا أَنْ يُكونَ على النَّسَب. ويُقَالُ: رَجُلٌ خُبْرٌ، مثل جُحْر؛ أَي عَالِمٌ بِهِ؛ أَي بالخَبَر، على المُبَالَغَة، كزيد عَدْل.
وأَخْبَره خُبُورَه، بالضّمّ؛ أَي أَنْبَأَه ما عِنْدَه. والخُبْرُ والخُبْرَة، بكَسْرِهِما ويُضَمَّان، والمَخْبَرةُ، بفَتْح المُوَحَّدة، والمَخْبُرَة بضَمِّها: العِلْمُ بالشَّيْءِ، تقول: لي به خُبْرٌ وخُبْرة، كالاخْتِبار والتَّخَبُّرِ. وقد اخْتَبَرَه وتَخَبَّرَه. يقال: مِنْ أَيْنَ خَبَرْتَ هذا الأَمرَ؟ أَي من أَيْن عَلِمْت. ويقال: «صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ». وقال بَعضُهم: الخُبْر، بالضَّمّ: العِلْمُ بالباطِن الخَفِيِّ، لاحْتِياج العِلْم به للاخْتبار. والخِبْرَةُ: العِلْم بالظَّاهر والباطنِ، وقيلَ: بالخَفَايَا البَاطِنَةِ ويَلْزَمُها مَعْرِفَةُ الأُمورِ الظَّاهِرة. وقد خَبُرَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ، خُبُورًا، فهو خَبيرٌ.
والخَبْرُ، بفَتْح فَسُكُون: المَزَادَةُ العَظِيمَة، كالخَبْرَاءِ، مَمْدُودًا، الأَخِير عن كُرَاع.
ومِنَ المَجَازِ: الخَبْرُ: النَّاقَةُ الغَزِيرَةُ اللَّبنِ، شُبِّهت بالمَزَادة العَظِيمة في غُزْرِها، وقد خَبَرَتْ خُبُورًا عن اللِّحْيَانِيّ، ويُكْسرُ، فِيهِمَا، وأَنْكَر أَبو الهَيْثم الكَسْرَ في المَزادَة، وقال غيرُه: الفَتْحُ أَجْودُ.
ج؛ أَي جمْعهما، خُبُورٌ.
والخَبْرُ: قرية: بِشِيرازَ، بها قَبْرُ سَعِيدٍ أَخِي الحَسَن البَصْرِيّ. مِنْهَا أَبُو عَبْدِ الله الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ الخَبْرِيّ الحافظ صاحِبُ المُسْنَد، وكان يُعَدُّ من الأَبدَال، ثِقَةٌ ثَبتٌ، يَرْوِي عن سَعِيد بن أَبي مَرْيَمَ وسَعِيدِ بنِ عُفَير، وعَنْه أَبُو بَكْر بْنُ عَبدانَ الشِّيرازِيّ، وأَبو بَكْر عبد الله بن أَبي داوود السِّجِسْتَانيّ، وتُوفِّيَ سنة 264، والخَبْرُ: قرية باليَمَن، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.
والخَبْرُ: الزَّرْعُ.
والخَبْرُ: مَنْقَعُ الماءِ في الجَبَل، وهو ما خَبِرَ المسِيلُ في الرُّءُوس، فتَخُوضُ فيه.
والخَبْرُ: السِّدْرُ والأَرَاكُ وما حَوْلَهُمَا من العُشْب. قال الشاعر:
فجادَتْكَ أَنواءُ الرَّبِيعِ وهَلَّلَتْ *** عليكَ رِيَاضٌ من سَلَامٍ ومِن خَبْرِ
كالخَبِر، ككَتِفٍ، عن اللَّيث واحِدَتُهما خَبْرة وخَبِرَةٌ.
والخَبْرَاءُ: القاعُ تُنْبِتُه؛ أَي السِّدْرَ، كالخَبِرَة، بفَتْح فكَسْر، وجمْعُه خَبِرٌ. وقال اللّيث: الخَبْراءُ شَجْراءُ في بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيها المَاءُ إِلى القَيْظ، وفيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَر السِّدْرِ والأَراكِ وحَوالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ، وتُسَمَّى الخَبِرةَ، الجمع: الخَبَارى، بفتح الرّاءِ، والخَبَارِي، بكَسْرِهَا مثل الصَّحَارَى والصَّحَارِي. والخَبْراواتُ والخبَارُ، بالكَسْرِ.
وفي التَّهْذِيب في «نَقْع»: النَّقَائع: خَبَارَى في بِلادِ تَميم.
والخَبْرَاءُ: منْقَعُ المَاءِ. وخَصَّ بَعْضُهم به مَنْقَعَ المَاءِ في أُصُولِهِ؛ أَي السِّدرِ. وفي التَّهْذِيب الخَبْرَاءُ: قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِع فيه المَاءُ.
والخَبَارُ كسَحَاب: مَالانَ مِنَ الأَرْضِ واسْتَرْخَى وكانَت فِيهَا جِحَرَةٌ، زاد ابْنُ الأَعْرَابِيّ: وتَحَفَّر. وقال غيره: هو ما تَهوَّرَ وساخَتْ فيه القَوَائِمُ. وفي الحَدِيث «فدَفَعْنَا في خَبَارٍ من الأَرض»؛ أَي سَهْلَةٍ لَيِّنة. وقال بَعضُهم: الخَبَارُ: أَرضٌ رِخْوَة تَتعْتَع فيها الدَّوابُّ، وأَنشد:
تَتَعْتع في الخَبَارِ إِذَا عَلَاه *** وتَعْثُرُ في الطَّرِيق المُسْتَقِيمِ
والخَبَارُ: الجرَاثِيمُ، جَمْعُ جُرْثُومٍ؛ وَهُوَ التُّرابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجرِ. والخَبَارُ: حِجَرَةُ الجُرْذانِ، واحدَتُه خَبَارَةٌ. و«مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ» مَثَلٌ ذَكَرَه المَيْدَانِيّ في مَجْمَعِه والزَّمَخْشَريّ في المُسْتَقْصَى والأَساس.
وخَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَرًا، كفَرِح كَثُر خَبَارُهَا. وخَبِر المَوْضِعُ، كفَرِحَ، فَهُو خَبِرٌ: كَثُرَ به الخَبْرُ، وهو السِّدْر.
وأَرضٌ خَبِرَةٌ، وهذا قَدْ أَغفلَهَ المُصنِّفُ.
وفَيْفَاءُ أَو فَيْفُ الخَبَارِ: موضع بِنَواحِي عَقِيقِ المَدِينَةِ، كانَ عَلَيْه طَرِيقُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ يُرِيدُ قُرَيشًا قبل وَقْعَة بَدْرٍ، ثم انْتَهَى منه إِلى يَلْيَلَ.
والمُخَابَرَةُ: المُزَارَعَةُ*، عَمَّ بها اللِّحْيَانيّ. وقال غَيْره: على النِّصْفِ ونَحْوِه؛ أَي الثُّلُث. وقال ابنُ الأَثير:
المُخَابَرةُ: المُزارَعَة على نَصِيبٍ مُعَيَّن، كالثُّلُث والرُّبع وغَيْرِهما.
وقال غَيرُه: هو المُزارَعَة ببَعْض ما يَخْرُج من الأَرض، كالخِبْرِ، بالكَسْر. وفي الحَدِيث: «كُنَّا نُخَابِرُ ولا نَرى بِذلك بَأْسًا حتّى أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهَا» قيل: هو من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَرًا: كَثُر خَبَارُهَا. وقيل: أَصْلُ المُخَابَرة من خَيْبَر، لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَرَّها في أَيْدِي أَهْلِهَا على النِّصف من مَحْصُولِها، فقيل: خَابَرَهُم؛ أَي عامَلَهُم في خَيْبر.
والمُخَابَرَة أَيْضًا المُؤَاكَرَةُ: والخَبِيرُ: الأَكَّارُ، قال:
تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من كُلِّ جانِبٍ *** كجَزِّ عَقَاقِيلِ الكُرُومِ خَبِيرُها
رفع خَبِيرُهَا على تَكْرِيرِ الفِعْل. أَراد جَزَّه خَبِيرُها؛ أَي أَكَّارُها.
والخَبِيرُ: العالِمُ بالله تَعَالَى، بمَعْرِفَة أَسمائِه وصِفَاتِه، والمُتَمكِّن من الإِخْبار بما عَلِمَه والذي يَخْبُرُ الشَّيْءَ بعِلْمه.
والخَبِير: الوَبَرُ يَطْلُع على الإِبِل، واستعاره أَبو النّجم لحمِير وَحْشٍ فقال:
حَتَّى إِذا ما طَارَ من خَبِيرِهَا
ومن المَجَاز في حَدِيثِ طَهْفَة: «نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ»؛ أَي نَقْطَع النَّبَات والعُشْب ونأْكلُه. شُبِّه بخَبِير الإِبِل وهو وَبَرُهَا، لأَنَّه يَنْبُت كما يَنْبُت الوَبَر؛ واستِخْلابُه: احتِشاشُه بالمِخْلَبِ وهو المِنْجلُ.
والخَبِيرُ: الزَّبَدُ، وقيل: زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبِلِ. وأَنْشَدَ الهُذَلِيّ:
تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْه الخَبِي *** ر لَمَّا وهَي مُزْنهُ واستُبِيحَا
تَغَدَّمْنَ يَعْنِي الفُحُول؛ أَي مَضَغْن الزَّبَدَ وعَمَيْنَه.
والخَبِيرُ: نُسَالَةُ الشَّعرِ. قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ:
فآبُوا بالرِّماح وهُنَّ عُوجٌ *** بِهِنّ خَبَائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطِ
وخَبِير: جَدُّ والدِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرانَ بنِ مُوسَى بنِ خَبِير الغَوَيْدِينِيّ المُحَدِّثِ النَّسَفِيّ، عن مُحَمّد بنِ عَبْدِ الرحمن الشّاميّ وغَيْرِه.
والخَبِيرَةُ، بالهاءِ، اسمُ الطَّائِفَة مِنْه؛ أَي من نُسَالَةِ الشعر.
والخَبِيرَةُ: الشَّاةُ تُشْتَرَى بَيْن جماعةٍ بأَثْمانِ مُخْتَلفة، فتُذْبَحُ ثم يقْتَسِمُونها، فيُسْهِمُون، كُلُّ واحد على قَدْر ما نَقَد، كالخُبْرة، بالضَّمِّ، وتَخَبَّروا خُبْرةً فَعَلُوا ذلِك أَي اشتَرُوا شاةَ فذَبَحُوها واقْتَسَمُوها. وشاةٌ خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ. قال ابنُ سِيدَه: أُرَاهُ على طَرْحِ الزَّائد.
والخُبْرة: الصُّوفُ الجَيِّد من أَوَّل الجَزِّ، نقله الصّاغانِيّ.
والمَخْبَرَةُ، بفتح المُوَحّدة: المَخْرأَةُ، موضع الخِراءَة، نقلَه الصَّاغانِيّ.
والمَخْبَرةُ: نَقِيضُ المَرْآةِ، وضَبَطه ابنُ سِيدَه بضَمِّ المُوَحَّدَة. وفي الأَساس: ومن المَجاز: تُخْبِرُ عن مَجْهُولِه مَرْآتُه.
والخُبْرَة، بالضَّمِّ: الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ الدَّسِمة.
والخُبْرَة: النَّصِيبُ تَأْخذُه من لَحْمٍ أَو سَمَكٍ، وأَنْشَد:
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيزُ خُبْرَتُه *** وطَاحَ طَيْ مِن بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ
والخُبْرَة: ما تَشْتَرِيه لأَهْلِك، وخَصَّه بعضُهم باللَّحْم، كالخُبْرِ بغير هَاءٍ، يقال للرّجال ما اخْتَبَرْتَ لأَهْلك؟
والخُبْرَة: الطَّعامُ من اللَّحْم وغَيْرِه. وقيل: هو اللَّحْمُ يَشْتَرِيه لأَهْلِه، والخُبْرة: مَا قُدِّمَ مِنْ شَيْءٍ، وحَكَى اللِّحْيَانيّ أَنَّه سمِع العرب تقول: اجْتَمعوا على خُبْرَته، يَعْنُون ذلك، وقيل: الخُبْرَة: طَعَامٌ يَحْمِلُه المُسَافِرُ في سُفْرَتِه يَتَزوَّدُ به، والخُبْرَة: قَصْعَةٌ فِيهَا خُبْزٌ ولَحْمٌ بينَ أَرْبَعَةٍ أَو خَمْسَةٍ.
والخَابُورُ: نَبْتٌ أَو شَجَر له زَهْرٌ زَاهِي المَنْظَرِ أَصفرُ جَيِّدُ الرائِحَةِ، تُزيَّنُ به الحَدائِقُ، قال شيخُنا: ما إِخَالُه يُوجَد بالمَشْرِق. قال:
أَيَا شجَر الخَابُورِ مَا لَك مُورِقًا *** كأَنَّكَ لم تَجْزَعْ عَلَى ابْنِ طَرِيفِ
والخَابُورُ: نَهرٌ بَيْنَ رَأْسِ عَيْنٍ والفُراتِ مَشْهُور.
والخَابُورُ: نَهْرٌ آخَرُ شَرقِيَّ دِجْلَةِ المَوْصِلِ، بينه وبين الرَّقَّة، عليه قُرًى كَثِيرةٌ وبُلَيْدَاتٌ. ومنها عَرَابَان منها أَبُو الرّيّان سريح بن رَيّان بن سريح الخَابُورِيّ، كَتَبَ عنه السَّمْعَانيّ.
والخَابُورُ: وَادٍ بالجَزِيرة وقيل بسِنْجَار، منه هِشام القَرْقسائيّ الخَابُورِيّ القَصّار، عن مَالِك، وعنه عُبَيْد بن عَمرٍو الرَّقِّيّ. وقال الجوهريّ: مَوْضِع بناحية الشَّام؛ وقيل بَنواحِي ديِاربَكْرٍ، كما قاله السّيد والسّعد في شَرْحَيِ الْمِفْتَاح والمُطَوَّل، كما نَقَله شيخُنَا. ومُرادُه في شَرْحِ بَيْت التَّلْخِيص والمِفْتَاح:
أَيَا شَجَرَ الخَابُورِ مَا لَك مُورِقًا
المُتَقَدّم ذِكْرُه.
وخَابُورَاءُ: موضع. ويضاف إِلى عَاشُورَاءَ وما مَعَه.
وخَيْبَرُ، كصَيْقَل: حِصْنٌ م؛ أَي معروف، قُرْبَ المَدِينَةِ المُشَرَّفَة، على ثَمَانِيةِ بُرُدٍ منها إِلى الشّام، سُمِّيَ باسم رَجُل من العَمَالِيقِ، نزَل بها، وهُو خَيْبَرُ بن قَانِيَة بن عَبِيل بن مهلان بن إِرَم بن عَبِيل، وهو أَخُو عَاد. وقال قوْم: الخَيْبَر بلسَان اليَهُودِ: الحِصْن، ولذا سُمِّيَت خَبائِرَ، أَيْضًا، وخَيْبَرُ مَعْرُوفٌ، غَزَاه النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وله ذِكْرٌ في الصَّحِيح وغيره، وهو اسْمٌ للوِلَايَة، وكانت به سَبْعَةُ حُصُونٍ، حَوْلَها مَزارِعُ ونَخْلٌ، وصادفت قوله صلى الله عليه وسلم: «الله أَكْبَر، خَرِبَت خَيْبَر». وهذه الحُصُونُ السَّبْعَة أَسماؤُهَا: شِقّ ووَطِيح ونَطَاة وقَمُوص وسُلَالِم وكَتِيبة ونَاعِم.
وأَحمَدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِر اللَّخْمِيّ الدِّمَشْقِيّ، يَرْوِي عن مُنَبِّه بنِ سُلَيْمَان. قلت: وهو شَيْخٌ للطَّبَرَانِيّ. ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيز أَبو مَنْصُور الأَصْبهانيّ، سَمِع من أَبي مُحَمّد بن فارِس، الخَيْبَرِيَّانِ، كأَنَّهُمَا وُلِدَا بِهِ، وإِلّا فلَم يخرُجْ منه مَنْ يُشارُ إِليه بالفَضْل.
وعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَيْبَرَ، مُحَدِّثٌ، وَهُو شَيْخٌ لأَبِي إِسْحَاق المُسْتَمْلِي.
والخَيْبَرَى، بفتحِ الرَّاءِ وأَلِفٍ مَقْصُورَة، ومِثْلُه في التَّكْمِلَة، وفي بعضِ النُّسَخ بكَسْرِها ويَاءِ النِّسْبَة: الحَيَّةُ السَّوْدَاءُ. يُقَال: بَلَاه الله بالخَيْبَرَى، يَعْنُون به تِلْك، وكَأَنَّه لَمَّا خَرِبَ صار مَأْوَى الحَيَّاتِ القَتّالة.
وخَبَرَه خُبْرًا، بالضَّمّ، وخِبرَةً، بالكَسْرِ: بَلَاهُ وجَرَّبَه، كاخْتَبَرَه: امْتَحَنَه.
وخَبَرَ الطَّعَامَ يَخْبُره خَبْرًا: دَسَّمَه. ويقال: اخْبُر طَعَامَك؛ أَي دَسِّمْه. ومنه الخُبْرَةُ: الإِدام. يقال: أَتَانَا بخُبْزَة، ولم يأْتِنَا بخُبْرة. ومنه تَسْمِيَة الكَرج المُلاصِقِ أَرضهم بعِراق العَجَم التمرَ خُبْرَةً، هذا أَصْل لُغَتِهم، ومِنْهم من يَقْلِب الرَّاءَ لامًا.
وخابَرَانُ، بفتح المُوحَّدة: نَاحِيَةٌ بَيْنَ سَرَخْسَ وأَبيوَرْد، ومن قُراها مِيهَنَةُ. ومِمَّن نُسِب إِلى خَابَرَانَ أَبُو الفَتْحِ فَضْلُ الله بنُ عَبْد الرَّحْمن بْنِ طَاهِرٍ الخَابَرانِيّ المُحَدِّث. وخَابَرَانُ موضع آخَرُ.
واسْتَخْبَرَه: سأَلَه عن الخَبَر وطلَب أَن يُخْبِرَه، كتَخَبَّرَه.
يقال: تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واستَخْبرْتُه، ومِثْله تَضَعَّفْت الرَّجلَ واستَضْعَفْته. وفي حدِيث الحُدَيْبِيَة: «أَنَّه بَعَث عَيْنًا من خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر له خَبَرَ قُرَيْشٍ» أَي يَتَعَرَّف ويَتَتَبَّع. يقال: تَخَبَّر الخَبَرَ واستَخْبَرَ، إِذا سَأَل عن الأَخبار ليَعْرِفَها. وخَبَّره تَخْبِيرًا: أَخْبَرَه. يقال: اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِي وخَبَّرَني.
وخَبْرِينُ، كقَزْوِينَ: قرية بِبُسْتَ. ومنها أَبُو عَليّ الحُسَيْن بْنُ اللَّيْث بن فُدَيْك الخَبْرِينِيّ البُسْتِيّ، من تاريخ شِيرَازَ.
والمخْبُورُ: الطَّيِّب الإِدَامِ، عن ابْنِ الأَعْرابِيّ؛ أَي الكَثِيرُ الخُبْرَةِ؛ أَي الدَّسم.
وخَبُورٌ، كصبُورٍ: الأَسَدُ.
وخَبِرَةُ، كنَبِقَة: ماءٌ لِبَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ في حِمَى الرَّبذَةِ، وعنده قَلِيبٌ لأَشْجَعَ.
وخَبْرَاءُ العِذْقِ: موضع بالصَّمَّانِ، في أَرْضِ تَمِيم لِبَنِي يَرْبُوع.
والخَبَائِرَةُ مِن وَلَد ذِي جَبَلَة بْنِ سَواءٍ، أَبُو بَطْن من الكُلَاع، وهو خَبَائِرُ بْنُ سَوَاد بنِ عَمْرِو بْنِ الكلاع بن شَرَحْبِيل. مِنْهُم أَبُو عَلِيّ يُونُس بْن ياسِر بن إِيَادٍ الخَبَائِرِيّ، روى عنه سَعِيدُ بْنُ كثير بن عُفَيْر، في الأَخبار. وسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ أَبو يَحْيَى الخَبَائِرِيّ، تَابِعيٌّ مِنْ ذِي الكَلَاعِ، عن أَبَي أُمَامَةَ، وعنه مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وعَبْدُ الله بْنُ عَبدِ الجَبَّارِ الخَبَائِرِيُّ الحِمْصيّ، لَقَبُه زُرَيْق، عن إِسْمَاعِيل بنِ عَيّاش، وعنه مُحَمَّد بنُ عَبْد الرحمن بن يُونُس السّرّاج، وأَبُو الأَحْوَص، وجَعْفَرٌ الفِرْيَابيّ، قالَه الدَّارَقُطْنِيّ.
وقَوْلُهم: لأَخْبُرَنَّ خَبَرَكَ، هكذا هو مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا محرّكةً: وفي بعْضِ الأُصول الجَيِّدة بضَمٍّ فَسُكُون؛ أَي لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك. والخُبْرُ والخَبَرُ: العِلْم بالشَّيْءِ، والحَدِيثُ الّذِي رَوَاه ابُو الدَّرْدَاءِ وأَخْرَجَه الطَّبَرانِيّ في الكَبِير، وأَبُو يَعْلَى في المُسْنَد «وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَهِ» أَي وَجَدْتُهُم مَقُولًا فِيهِم هَذا القَوْلُ. أَي مَا مِنْ أَحَد إِلَّا وهو مَسْخُوطُ الفِعْلِ عِنْدَ الخِبْرَة والامْتِحانِ، هكذَا في التَّكْمِلة، وفي اللِّسَانِ والأَساسِ وتَبِعَهُم المُصَنِّفُ في البَصَائِر: يُرِيدُ أَنَّك إِذَا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُم؛ أَي أَبْغَضْتَهم، فأَخْرَجَ الكلامَ علَى لَفْظِ الأَمْرِ، وَمَعْنَاه الخَبَر.
وأَخْبَرْتُ اللِّقْحَةَ: وَجدْتُهَا مَخْبُورَةً؛ أَي غَزِيرَةً، نقله الصَّاغانِيّ كأَحْمَدْته: وَجَدْتُه مَحْمُودًا.
ومُحَمَّدُ بْنُ عَليٍّ الخَابِرِيُّ، مُحَدِّثٌ، عن أَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمن بْنِ خَلَف النَّسَفِيّ، وعنه عَبْدُ الرَّحِيم بنُ أَحمدَ البُخَارِيّ.
* ومما يُسْتَدْرَك عليه:
الخَبِير مِن أَسْمَاءِ الله عَزَّ وجَلَّ: العالِمُ بِما كَانَ وبِمَا يَكُون. وفي شَرْح التِّرْمَذِيّ: هو العَلِيم ببَواطِنِ الأَشْيَاءِ.
والخَابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّب.
والخَبِيرُ: المُخْبِر.
ورجلٌ مَخْبَرانِيٌّ: ذو مَخْبَرٍ، كما قالوا: مَنْظَرَانِيّ: ذُو مَنْظَرٍ.
والخَبْرَاءُ: المُجَرَّبَة بالغُزْرِ.
والخَبِيرُ: الزَّرْعُ.
والخَبِيرُ: الفَقِيه، والرَّئِيسُ.
والخَبِير: الإِدَام، والخَبِيرُ: المَأْدُومُ: ومنهحَدِيثُ أَبي هُرَيْرَة: «حينَ لا آكُل الخَبيرَ». وجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ: كَثيرُ اللَّحْمِ. ويقال: عليه الدَّبَرَى وحُمَّى خَيْبَرى. وحُمَّى خَيْبَرَ، مُتَنَاذَرَةٌ، قال الأَخْنَس بْنُ شِهَاب:
كَمَا اعْتَادَ مَحْمُومًا بخَيْبَرَ صالِبُ
والأَخْبَارِيّ المُؤَرّخ، نُسِب للفْظ الأَخْبَار، كالأَنْصَارِي والأَنْماطي وشِبْههما. واشْتَهَر بها الهَيْثَم بنُ عَديّ الطَّائيّ.
والخَبَائرَةُ: بَطْنٌ من العَرَب، ومَساكنُهُم في جِيزةِ مِصْر.
ومن أَمْثَالهم: «لا هُلْكَ بوَادِي خبرٍ» بالضَّمّ.
والخَبِيرَة: الدَّعْوَةُ على عَقِيقَة الغُلام، قاله الحَسَنُ بنُ عَبْد الله العَسْكَرِيّ في كتاب «الأَسْمَاء والصِّفات».
والخَيَابِرُ: سَبْعَةُ حُصُونٍ، تقدَّم ذِكرُهُم.
وخَيْبَرِيّ بن أَفْلَت بن سِلْسِلَة بن غَنْم بن ثَوْب بن مَعْن، قبيلة في طَيِّئ، منهم إِياسُ بنُ مَالِك بنِ عَبْدِ الله بن خَيْبَرِيّ الشاعر، وله وِفَادَة، قاله ابنُ الكَلْبيّ. وخَيْبَرُ بنُ أُوَام بن حَجْوَر بن أَسْلم بن عَلْيَانَ: بَطْن من هَمْدَان.
وخَيْبَر بنُ الوَلِيد، عن أَبيه عن جَدِّه عن أَبي موسى، ومُدْلِجُ بنُ سُوَيْد بن مَرْثَد بن خَيْبَرِيّ الطَّائيّ، لقَبُه مُجِيرُ الجَرادِ. والخَيْبرِيّ بنُ النُّعمان الطائِيّ: صحابيّ. وسِمَاكٌ الإِسرائِيلِيُّ الخَيْبَرِيُّ، ذَكَره الرُّشاطِيّ في الصَّحَابَة.
وإِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الله بْنِ عُمَر بن أَبي الخَيْبَرِيّ القَصَّار العَبْسِيّ الكُوفِيّ، عن وَكِيع وغيرِه. وجَمِيل بن مَعْمَر بنِ خَيْبَرِيّ العُذْرِيّ الشَّاعِرُ المَشْهُور.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
17-تاج العروس (كسر)
[كسر]: كَسَرَه يَكْسِرُه، من حَدّ ضَرَب، كَسْرًا، واكْتَسَرَهُ، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغانِيُّ، وأَنشد الأَخير لرُؤْبَةَ:أَكْتَسِرُ الهَامَ وَمرًّا أَخْلِي *** أَطْبَاقَ ضَبْرِ العُنُقِ الجِرْدَحْلِ
فانْكَسَر وتَكَسَّر، شُدِّد للكَثْرَة. وكَسَّرَهُ تَكْسِيرًا فتَكَسَّر، قال سيبويه: كَسَرْتُه انْكِسَارًا، وانْكَسَر كَسْرًا، وَضعوا كلّ واحدٍ من المصْدَرَيْن مَوضعَ صاحِبِه، لاتّفاقِهما في المَعْنَى لا بحسب التَّعَدِّي وعدم التَّعَدِّي، وهو كاسِرٌ من قوم كُسَّرٍ، كرُكَّعٍ، وهي كاسِرَةٌ، من نِسْوَةٍ كَوَاسِرَ وكُسَّرٍ.
والكَسِيرُ، كأَمِير: المَكْسُور، وكذلك الأُنْثَى بغير هاءٍ، وفي الحَدِيثِ: «لا يَجُوزُ في الأَضاحِي الكسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ»، وهي المُنْكَسِرَةُ الرِّجْلِ، قال ابنُ الأَثِير: المُنْكَسِرَة الرِّجْلِ: التي لا تَقْدِرُ على المَشْيِ، فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، ج: كَسْرَى وكَسَارَى، بفَتْحِهما. وناقَةٌ كَسِيرٌ: مَكْسُورَةٌ، كما قالُوا كَفٌّ خَضِيبٌ؛ أَي مخْضُوبَةٌ.
والكَوَاسِرُ: الإِبِلُ التي تَكْسِرُ العُودَ.
والكُسَارُ والكُسَارَةُ، بضمِّهما، قال ابنُ السِّكِّيت: كُسَارُ الحَطَبِ: دُقَاقُه، وقيل: الكُسَارُ والكُسَارَةُ: مَا تَكَسَّر من الشَّيْءِ وسَقَطَ، ونصّ الصاغَانيّ: ما انْكَسَر من الشيءِ.
وجَفْنَةٌ أَكْسَارٌ: عَظِيمَةٌ مُوصَّلَةٌ لكِبَرِهَا أَو قِدَمِهَا. وإِناءٌ أَكْسَارٌ كذلك، عن ابن الأَعرابيّ. وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسَارٌ، كأَنَّهم جعلوا كُلَّ جزءٍ منها كَسْرًا ثمّ جَمَعُوه على هذا.
والمَكْسِرُ، كمَنْزِلٍ: مَوْضِعُ الكَسْرِ من كلّ شيءٍ.
والمَكْسِر: المَخْبَرُ، يقال: هو طَيِّبُ المَكْسِر: ورَدِيءُ المَكْسِر، ومن المجاز: رجلٌ صُلْبُ المَكْسِر، وهُمْ صِلَابُ المَكَاسِرِ؛ أَي باقٍ على الشِدَّةِ. وأَصلُه من كَسْرِك العُودَ لتَخْبُرَه أَصُلْبٌ أَم رِخْوٌ. ويُقال للرَّجُلِ إِذا كانت خُبْرَتُه مَحْمُودَة: إِنَّه لَطَيِّبُ المَكْسِرِ. ويُقَال: فلانٌ هَشُّ المَكْسِرِ، وهو مَدْح وذَمّ. فإِذا أَرادُوا أَنْ يَقُولُوا ليس بمُصْلِدِ القِدْح فهو مَدْحٌ. وإِذَا أَرادوا أَن يقولُوا هو خَوَّارُ العُودِ فهو ذَمّ.
والمَكْسِرُ من كُلِّ شيءٍ: الأَصْلُ، ومكْسِرُ الشَّجَرة: أَصْلُهَا حيث تُكْسَر منه أَغصانُهَا. قال الشُوَيْعِرُ:
فمَنَّ واسْتبْقَى ولَمْ يَعْصِر *** من فَرْعِهِ مالًا ولا المَكْسِرِ
ويُقَال: عُودٌ طَيِّبُ المَكْسِر؛ أَي مَحْمُودٌ عند الخُبْرَة، هكذا في سائر النُّسخ، طَيِّب المَكْسِر، والصواب صُلْبُ المَكْسِر، يُقَال ذلك عند جَوْدَتِه بكَسْره.
ومن المَجاز: كَسَرَ من طَرْفِهِ يَكْسِرُ كَسْرًا: غَضَّ، وقال ثعلب: كَسَر فلانٌ على طَرْفِه؛ أَي غَضَّ منه شيئًا. ومن المجاز: كَسَرَ الرَّجُلُ، إِذا قَلَّ تَعاهُدُه لمَالِهِ، نَقلَه الصاغانيّ عن الفَرّاءِ. ومن المَجاز: كَسَرَ الطائرُ يكْسِرُ كَسْرًا، بالفَتْح، وكُسُورًا، بالضمّ: ضَمَّ جَنَاحَيْهِ حتى يَنْقَضَّ يُرِيدُ الوُقُوعَ، فإِذا ذَكرتَ الجَناحَيْن قلْتَ: كَسَرَ جَنَاحَيْه كَسْرًا، وهو إِذا ضَمَّ منهما شيئًا وهو يُرِيد الوُقُوعَ أَو الانقِضاضَ.
وأَنشد الجوهَرِيّ للعجّاج:
تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ
وقال الزمخشريّ: كَسَر كُسُورًا، إِذا لم تَذْكُر الجَنَاحَيْن، وهذا يَدلُّ على أَنّ الفِعْلَ إِذا نُسِيَ مفعُولُه وقُصِدَ الحَدَثُ نفسُه جَرَى مَجْرَى الفِعْلِ غَيْرِ المتعدِّي.
ومن المَجاز: عُقَابٌ كاسرٌ وبازٍ كاسِرٌ. وأَنشد ابنُ سِيدَه:
كَأَنَّهَا بعْدَ كَلَالِ الزاجِرِ *** ومَسْحِه مَرُّ عُقَابٍ كاسِرِ
أَرادَ: كَأَنَّ مَرَّها مَرُّ عُقَابٍ. وفي حديث النُّعْمَان: كأَنَّها جَنَاحُ عُقَابٍ كاسِرٍ»، هي التي تَكْسر جَناحَيْهَا وتضمُّهما إِذا أَرادَت السُّقُوطَ، ومن المجاز: كَسَرَ الرجُلُ مَتَاعَهُ، إِذا بَاعَهُ ثَوْبًا ثَوْبًا، عن ابنِ الأَعرابيّ. أَي لأَنّ بَيْعَ الجُمْلَة مُرَوِّجٌ للمَتَاع. ومن المَجَاز: كَسَرَ الوِسَادَ، إِذا ثَنَاه واتَّكَأَ عليه، ومنهحدِيثُ عُمَرَ: «لا يزَالُ أَحدُهم كاسِرًا وِسَادَه عند امْرأَةٍ مُغْزِيَةٍ يَتَحدَّثُ إِليها»؛ أَي يَثْنِي وِسَادَه عندها وَيَتَّكِيءُ عليها.
وَيَأْخُذ معها في الحَدِيث. والمُغْزِيَة: التي غَزَا زَوْجُهَا. قال ابنُ الأَثِير.
والكَسْر، بالفَتْح ويُكْسَرُ، والفتح أَعلَى: الجُزْءُ من العُضْوِ، أَو العُضْوُ الوَافِرُ، وقيل: هو العُضْوُ الذي على حِدَتِه لا يُخْلَطُ به غيرُه، أَو نِصْفُ العظْمِ بما عَلَيْه من اللَّحْمِ قال الشاعر:
وعاذِلَة هبَّت عَلَيَّ تَلُومُنِي *** وفي كَفِّهَا كَسْرٌ أَبحُّ رَذُومُ
أَو عَظْمٌ ليس عَلَيْه كَثِيرُ لَحْمٍ، قال الجَوْهَرِيُّ وأَنْشد البيتَ هذا، قال: ولا يكون ذلك إِلّا وهو مَكْسُور. وقال أَبو الهَيْثَم: يقال لكلِّ عَظْمٍ: كَسْرٌ وكِسْرٌ، وأَنشد البيت أَيضًا، والجَمْعُ من كلّ ذلك أَكْسَارٌ وكُسُورٌ. وفي حديث عُمَرَ رضي الله عنه: «قال سَعْدُ بنُ الأَخْرَم، أَتَيْتُه وهو يُطْعِم الناسَ من كُسُورِ إِبلٍ» أَي أَعضائها. قال ابنُ سِيدَه، وقد يكون الكَسْرُ من الإِنسان وغيره، وأَنشدَ ثَعْلَب:
قد أَنْتَحِي للنَّاقةِ العَسِيرِ *** إِذ الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسُورِ
فَسَّرَه ابنُ سِيدَه فقال: إِذْ أَعضائي تُمَكِّنُنِي.
والكَسْر والكِسْرُ: جانِبُ البَيْتِ، وقيل: هو ما انْحَدَر من جانِبَيِ البَيْتِ عن الطَّريقَتَيْن، ولكلّ بيتٍ كَسْرانِ.
والكَسْرُ، بالفَتْح: الشُّقَّةُ السُّفْلَى من الخِبَاءِ، قال أَبو عُبَيْد: فيه لُغَتَان: الفَتْح والكَسْر، أَو ما تَكَسَّر وتَثَنَّى على الأَرْضِ منْها. وقال الجوهريُّ: الكِسْر، بالكَسْر: أَسْفَلُ شُقَّة البيتِ التي تَلِي الأَرضَ من حيثُ يُكْسَر جانِبَاهُ مِنْ يَمِينِك ويَسارِك، عن ابن السِّكِّيت. والكَسْرُ: النَّاحِيَةُ من كُلِّ شيءٍ حَتَّى يُقَالَ لناحِيَتَيِ الصَّحْرَاءِ كِسْرَاهَا، الجمع: أَكْسَارٌ وكُسُورٌ.
وقولهم: فُلانٌ مُكَاسِرِي؛ أَي جارِي. وقال ابنُ سِيدَه: هو جَارِي مُكَاسِري ومُؤَاصِري؛ أَي كِسْرُ بَيْتِه إِلى كِسْرِ بَيْتِي، ولكل بيْتٍ كِسْرَانِ عن يَمِين وشِمَال.
وكِسْرُ قَبِيحٍ، بالكَسْر: عَظْمُ الساعِدِ ممَّا يَلِي النِّصْفَ منه إِلى الْمِرْفَقِ، قالَهُ الأُمويّ وأَنشد شَمِر:
لو كُنْتَ عَيْرًا كُنْتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ *** أَو كُنْتَ كِسْرًا كُنْتَ كِسْرَ قَبِيحِ
وأَوْرَدَ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه:
«ولو كُنْتَ كِسْرًا»...
قال ابنُ برّيّ: البيتُ من الطويل، ودَخَلَه الخَرْمُ من أَوَّله. قال: ومنهم من يَرْوِيه: «أَو كُنْتَ كِسْرًا»...، والبَيْتُ عَلَى هذا من الكامل، يقولُ: لو كُنْتَ عَيْرًا لكنتَ شَرَّ الأَعْيَارِ، وهو عيرُ المَذَلَّةِ، والحَمِيرُ عندهم شَرُّ ذَوَاتِ الحافِرِ، ولهذا تقولُ العرب: شَرُّ الدَّوَابِّ مَا لا يُذَكَّى ولا يُزَكَّى، يَعْنُونَ الحَمِير. ثم قال: ولو كُنْتَ من أَعضاءِ الإِنْسَان لكُنْتَ شَرَّها، لأَنَّه مُضاف إِلى قَبِيح، والقَبِيح هو طَرَفُه الذي يَلِي طَرفَ عَظْمِ العَضُد. قال ابنُ خَالَوَيْه: وهذا النَّوْعُ من الهِجَاءِ هو عندهم من أَقْبَحِ ما يُهْجَى به، قال: ومثلُه قولُ الآخَرِ:
لَوْ كُنْتُمُ ماءً لَكُنْتُمْ وَشَلَا *** أَوْ كُنْتُمُ نَخْلًا لَكُنْتُمْ دَقَلَا
وقولُ الآخَرِ:
لَوْ كُنْتَ ماءً كُنْتَ قَمْطَرِيرَا *** أَوْ كُنْتَ رِيحًا كانَت الدَّبُورَا
أَوْ كُنْتَ مُخًّا كُنْتَ مُخَّاريرَا
ومن المَجاز: أَرضٌ ذاتُ كُسُورٍ؛ أَي ذاتُ صَعُودٍ وهَبُوط. وكُسُورُ الأَوْدِيةِ والجِبال: مَعَاطِفُها وجِرَفَتُها وشِعَابُها، بلا واحِدٍ؛ أَي لا يُفْرَدُ لها واحِدٌ، ولا يُقَال: كِسْرُ الوادِي.
والمُكَسَّرُ كمُعَظَّمٍ: ما سالَتْ كُسُورُه من الأَوْدِية، وهو مَجاز، يقال: وَادٍ مُكَسَّرٌ، إِذا سالَت مَعَاطِفُه وشِعَابُه، ومنه قولُ بعض العرب: سِرْنا إِلى وَادِي كذا فوجدناه مُكَسَّرًا. وقال ثعلب: وَادٍ مُكَسَّرٌ، كأَنّ الماءَ كَسَرَه؛ أَي أَسَالَ مَعاطِفَه وجِرَفَتَه، ورَوَى قول الأَعرابيّ: فوَجَدْناه مُكَسَّرًا، بالفتح.
والمُكَسَّرُ: بلد قال مَعْنُ بن أَوْس:
فما نُوِّمَتْ حتَّى ارْتُقِي بنِقَالِهَا *** من اللَّيْلِ قُصْوَى لابَةٍ والمُكَسَّرِ
والمُكَسَّرُ: فَرَسُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارِثِ بنِ شِهَابٍ، عن ابن الأَعرابيّ ونَقَلَه الصاغانيّ.
والمُكَسِّر، كمُحَدِّثٍ: اسمُ مُحَدِّثٍ وفارِسٍ، ولا يَخْفَى ما في كلامِه من حُسْنِ الجِنَاس والفارِس الذي ذَكَرَهُ إِنّمَا يعني به رجُلًا لُقِّب به، قال أَبو النَّجْم:
أَو كالمُكَسِّر لا تَؤُوبُ جِيادُهُ *** إِلَّا غَوَانِمَ وهْي غَيْرُ نِوَاءِ
وكِسْرَى، بالكَسْرِ ويُفْتَحُ: اسم مَلِك الفُرْسِ، كالنَّجاشِيّ اسم مَلِكِ الحَبَشَة، وقَيْصَر اسمُ مَلِكَ الرُّوم، مُعَرَّب خُسْرَوْ، بضمّ الخاءِ المعجمة وفتح الراءِ؛ أَي واسِعُ المُلْكِ، بالفَارِسيّة، هكذا تَرْجَمُوه، وتَبعهم المصنِّف، ولا أَدرِي كيف ذلك، فإِنّ خُسْرو أَيضًا مُعَرَّب خُوش رُو، كما صرّحُوا بذلك، ومعناه عندهم حَسَنُ الوَجْهِ، والراءُ مضمومة، وسكوت المصنِّف مع معرفته لغَوامض اللّسَان عجيب، ونقل شيخُنا عن ابنِ دُرُسْتَوَيه في شرح الفَصِيح: ليس في كلام العَرَب اسمٌ أَوّلُه مَضْمُوم وآخرُه واو، فلذلك عَرَّبوا خُسْرُو، وبَنَوْه على فَعْلَى، بالفَتْح في لُغَة، وفِعْلَى، بالكَسْر في أُخْرَى، وأَبدلوا الخَاءَ كافًا علامةً لتَعْرِيبه. ثم قال شيخُنَا: ومن لطائِف الأَدَب ما أَنْشَدَنِيه شيخُنا الإِمَامُ البارع أَبو عبد الله محمّد بنُ الشاذِليّ، أَعزَّه الله تعالى:
لَهُ مُقْلَةٌ يُعْزَى لِبَابِلَ سِحْرُهَا *** كَأَنَّ بها هارُوتَ قد أَوْدَعَ السِّحْرَا
يُذَكِّرُني عَهْدَ النَّجاشِيِّ خَالُه *** وأَجْفانُه الوَسْنَى تُذَكِّرُنِي كِسْرَى
الجمع: أَكَاسِرَةٌ وكَسَاسِرَةٌ، اقتصر الجَوْهَرِيّ على الأَوّل، والثاني ذكره الصاغانيّ، وصاحبُ اللسان، وأَكاسِرُ وكُسُورٌ، على غير قِياسٍ، والقِيَاس كِسْرَوْنَ، بكَسْر الكاف وفتح الراءِ، كعِيسَوْن ومُوسَوْن، بفتح السِّين، والنِّسبة كِسْرِيٌّ، بكسر الكاف وتشديد الياءِ، مثل حِرْمِيّ، وكِسْرَوِيٌّ، بكَسْرِ الكاف وفتح الراءِ وتشديد الياءِ، ولا يقال كَسْرَوِيّ بفتح الكاف.
والكَسْرُ، بالفتح، من الحِسَاب: ما لم يَبْلُغ*، ونَصّ الصاغانيّ: ما لم يَكُنْ سَهْمًا تامًّا، والجمع كُسُورٌ. ويقال: ضَرَب الحَسَّابُ الكُسُورَ بعضَها في بعض. وهو مَجاز، والكَسْرُ: النَّزْرُ القَلِيلُ. قال ابن سيده: كأَنّه كُسِر من الكثير، قال ذُو الرُّمَّة:
إِذا مَرَئِيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ *** فما رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ يَسْتَفيدُها
والكِسْرُ، بالكَسْرِ: قُرًى كَثِيرَةٌ باليَمَن بحَضْرَمَوْتَ، يقال لها كِسْرُ قُشَاقِشَ. والكَسُور، كصَبُور: الضَّخْمُ السَّنَامِ من الإِبل، أَو الَّذي يَكْسِرُ ذَنَبَه بعد ما أَشالَه، نَقَلَهُما الصاغانيّ.
والإِكْسِير، بالكَسْر: الكِيمياءُ، نَقَلَه الصاغانِيّ، وصرّح غيرُ واحدٍ أَنَّ الكِيمياءَ ليست بعربيَّة مَحضَة، ولأَهل الصَّنعة في الإِكسير كلامٌ طويلُ الذّيل ليس هذا مَحَلّه. ومن المَجاز قولُهم: نَظَرُهُ إِكْسِير.
والكاسُورُ: بَقَّالُ القُرَى، نقله الصاغانيّ، وكأَنَّه لبيعه الشيءَ مُكَاسَرَةً.
والكِسْرُ بالكَسْرِ، هكذا في سائر النُّسخ، والصواب الكِسْرة: القِطْعَةُ من الشَّيْءِ المَكْسُور، وأَحسنُ من هذا: القِطْعَة المَكْسُورة من الشيءِ، الجمع: كِسَرٌ، كعِنَبٍ، مثل قِطْعَةٍ وقِطَع.
والكاسِرُ: العُقَابُ، هذا نصُّ المُحْكَم، وقد تقدّم له: عُقَابٌ كاسِرٌ.
ومن المَجاز: رَجُلٌ ذُو كَسَراتٍ وهَدَرات محرَّكَتَيْن، هكذا في النُّسخ هدَرات بالدال، وفي اللسان هَزَرات، بالزاي، وهو الَّذِي يُغْبَنُ في كُلِّ شيءٍ، قاله الفَرَّاءُ.
ومن المَجاز: هُوَ يَكْسِرُ عَلَيْك الفُوقَ، أَو يَكْسِر عليك الأَرْعاظَ؛ أَي غَضْبانُ عَلَيْكَ، ذكره الزَّمَخْشَرِيّ والصاغانيّ وصاحبُ اللسان.
وجَمْعُ التَّكْسِير: ما تَغَيَّر بِناءُ وَاحِدِه، ولم يُبْنَ على حَرَكة أَوَّله، كدِرْهَم ودَراهِم، وبَطْن وبُطُون، وقِطْف وقُطُوف. وأَمَّا ما يُجْمَع على حَرَكَة أَوَّله فجَمْعُ السالم، مثلُ: صالِح وصالِحُون ومُسْلِم ومُسْلِمُون.
وكُسَيْر، كَزُبَيْر: جَبَلٌ عالٍ مُشْرِفٌ على أَقصَى بَحْرِ عُمَانَ، يُذْكَر مع عُوَيْر، صَعْبَا المَسْلَكِ، وَعْرَا المَصْعَدِ.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه:
انْكَسَر العَجِينُ، إِذا لانَ واخْتَمَرَ وصَلَح لأَنْ يُخْبَزَ، وكلّ شيءٍ فَتَرَ فقد انْكَسَر. وسَوْطٌ مكسورٌ. لَيِّنٌ ضَعيفٌ. وكَسَرَ الشِّعْرَ يَكْسِره كَسْرًا فانْكَسَر: لم يُقِمْ وَزْنَه. والجمع مَكاسِيرُ، عن سيبويه، قال أَبو الحَسَن: إِنّمَا أَذكر مثل هذا الجَمْع، لأَنَّ حكمَ مثل هذا أَنْ يُجْمَع بالواو والنون في المذَكَّر، والأَلف والتاء في المُؤَنَّث، لأَنَّهُم كسَّرُوه تكسيرًا [تشبيهًا] بما جاءَ من الأَسماءِ على هذا الوَزن.
وكَسَرَ من بَرْدِ الماءِ وحَرِّه يَكْسِرُ كَسْرًا: فَتَّرَ، وانْكَسَر الحَرُّ: فَتَرَ. وكُلُّ مَنْ عَجَز عن شيْءٍ فقد انْكَسَر عنه، وكُلُّ شيءٍ فَتَر عن أمرٍ يَعْجِزُ عنه يُقَال فيه: انْكَسَر، حَتَّى يقال: كَسَرْتُ من بَرْدِ الماءِ فانْكَسَر.
وكُسُورُ الثَّوْبِ والجِلْدِ: غُضُونُه.
وعن ابن الأَعرابيّ: كَسِرَ الرَّجُلُ كَسِلَ.
وبَنُو كِسْرٍ: بَطْنٌ من تَغْلِبَ.
والمُكَسَّرُ، كمُعَظَّم: فَرسُ سُمَيْدعٍ.
وقال الصاغانيّ: وفي الدائرة ثلاثةُ أَشياءَ: دَوْرٌ، وقُطْرٌ، وتَكْسِيرٌ، وهو الحاصِلُ من ضَرْبِ نِصْفِ القُطْرِ في نِصف الدَّوْرِ، وقد يُعَبَّر عن التَّكْسيرِ بالمِسَاحَة، يُقَال: ما تَكْسِيرُ دائرةٍ قُطْرُهَا سبعةٌ ودَوْرُها اثنان وعشرون، فيقَال: ثمانية وثلاثون ونصفٌ، انتهى.
وكَسَرَ الكِتَاب على عِدَّةِ أَبوابٍ وفُصُول.
وكَسَرْتُ خَصْمِي فانْكَسَرَ. وكَسَرْتُ من سَوْرَتِه. وكَسَرَ حُمَيَّا الخَمْرِ بالمِزَاج.
ورَأَيْتُه مُتَكَسِّرًا: فاتِرًا. وفيه تَخَنُّثٌ وتَكسُّرٌ. كذا في الأَساس.
وأَبو نَصْر أَحمدُ بنُ الحُسَيْن بنِ محمّد بن الكَسّارِ الدِّينَوَرِيّ، راويةُ «عَمَل اليوم واللَّيْلَة» لابن السُنِّيّ، عنه، أَخذ عنه أَبو مُحَمَّد الددني وأَبو نُعَيم الحَدَّاد.
وكُسرُ، كزُفَر: لَقَبُ عبدِ اللهِ بنِ عُمَر بنِ عبد الرَّحْمن، جَدّ الناشِريِّين باليَمن.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
18-تاج العروس (ذوق)
[ذوق]: ذاقَهُ ذَوْقًا، وذَواقًا، ومَذاقًا: ومَذاقَةً: اخْتَبَر طَعْمَه وأَصْلُه فيما يَقِلُّ تَناوُلُه، فإِنَّ ما يَكْثُرُ منه ذلك يُقالُ له: الأَكْلُ وأَذَقْتُه أَنا إِذاقَةً.وفي البَصائِر والمُفْرَداتِ: اخْتِيرَ في القُرآنِ لَفْظُ الذَّوْق للعَذاب؛ لأَنَّ ذلِكَ وإِنْ كانَ في التَّعارُفِ للقَلِيلِ، فهو مُسْتَصْلَحٌ للكَثِيرِ، فخَصَّهُ بالذِّكْرِ ليُعْلمَ الأَمرين، وكثُر اسْتِعْمالُه في العَذابِ، وقد جاءَ في الرَّحْمَة، نحو قَوْله تَعالَى: {وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنّا} ويُعَبَّرُ به عن الاخْتِبارِ، يُقالُ: أَذَقْتُه كذا فذَاقَ، ويُقال: فُلانٌ ذاقَ كذا، وأَنا أَكَلْتُه؛ أَي خَبَرْتُه أَكْثَرَ مما خَبَرَه، وقوله تَعالَى: {فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} فاسْتِعْمالُ الذَّوْقِ مع اللِّباسِ من أَجْل أَنَّه أُرِيدَ بهِ التَّجْرِبَة والاخْتِبار، أَي: جَعَلَها بحيثُ تُمارِسُ الجُوعَ، وقِيلَ: إِنَّ ذلكَ على تَقْدِيرِ كَلامَيْنِ، كأَنّه قِيلَ: أَذاقَها [طعم] الجُوعَ والخَوْفَ، وأَلْبَسَها لِباسَهُما، وقولُه تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنّا رَحْمَةً} اسْتَعْمَلَ في الرَّحْمَةِ الإِذاقَةَ، وفي مُقابِلَتِها الإِصَابَة في قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} تَنْبِيهًا على أَنَّ الإِنْسانَ بأَدْنَى ما يُعْطَى من النِّعْمَة يَبْطَرُ ويَأشَرُ.
قال المُصَنِّفُ: وقالَ بعضُ مَشايخِنا: الذَّوْقُ: مُباشَرَةُ الحاسَّةِ الظّاهِرَةِ، أَو الباطِنَةِ، ولا يَخْتَصُّ ذلك بحاسَّةِ الفَمِ في لُغَةِ القُرآنِ، ولا في لُغَةِ العَرَبِ، قالَ تعالى: {وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ} وقالَ تعالَى: {هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسّاقٌ} وقالَ تَعالَى: {فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} فتَأَمَّلْ كَيفَ جَمَعَ الذَّوْقَ واللِّباسَ حَتّى يَدُلَّ على مُباشَرةِ الذَّوْقِ وإِحاطَتِه وشُمُولِه، فأَفادَ الإِخْبارُ عن إِذاقَتِه أَنّه واقِعٌ مُباشَرٌ غَيْرُ مُنْتَظَر، فإِنَّ الخَوْفَ قد يُتَوَقَّعُ ولا يُباشَر، وأَفادَ الإِخْبارُ عن لِباسِه أَنّه مُحِيطٌ شامِلٌ كاللِّباسِ للبَدَنِ، وفي الحَدِيثِ: «ذاقَ طَعْمَ الإِيمانِ مَنْ رَضِيَ باللهِ رَبًّا، وبالإِسْلامِ دِينًا وبمُحَمَّدٍ رَسُولًا»، فأَخْبَرَ أَنَّ للإِيمانِ طَعْمًا، وأَنَّ القَلْبَ يَذُوقُه، كما يَذُوقُ الفَمُ طَعْمَ الطَّعامِ والشَّرابِ، وقد عَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عن إِدْراكِ حَقِيقَةِ الإِيمان والإِحْسانِ.
حصولهِ للقلبِ ومُباشَرَتِه له بالذَّوْقِ تارَةً، وبالطَّعامِ والشَّرابِ تارةً، وبوِجْدانِ الحَلاوَةِ تارةً، كما قالَ: «ذاقَ طَعْمَ الإِيمانِ... الحديث» وقالَ: «ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وَجَدَ حَلاوةَ الإِيمانِ».
قالَ: والذَّوْقُ عندَ العارِفينَ: مَنْزِلَةٌ مِنْ مَنازِلِ السّالِكِينَ أَثْبَتُ وأَرْسَخُ من مَنْزلَة الوَجْدِ، فتَأَمَّلْ ذلك.
ومن المَجازِ ذاقَ القَوْسَ ذَوْقًا: إِذا جَذَبَ وَتَرَها اخْتِبارًا ليَنْظُر ما شِدَّتُها، قال الشَّمّاخُ:
فذاقَ فأَعْطَتْهُ من اللِّينِ جانِبًا *** كَفَى وَلَهَا أَنْ يُغْرِقَ النَّبْلَ حاجزُ
أَي: لَها حاجِزٌ يمنَعُ من إِغراقٍ.
وما ذاقَ ذَواقًا أَي: شَيْئًا والذَّواقُ فَعالٌ: بمعنى مَفْعُول من الذَّوْقِ، ويَقعُ على المَصْدَرِ والاسمِ، وفي الحَدِيثِ: «لم يَكُنْ يَذُمُّ ذَواقًا» وفي الحَدِيثِ ـ في صِفَةِ الصَّحابَةِ ـ: «يَدْخُلُونَ رُوّادًا، ولا يَتَفَرَّقُونَ إِلّا عَنْ ذَواق، ويَخْرُجُونَ أَدِلَّةً» قال القُتَيْبيُّ: الذَّواقُ: أَصْلُه الطَّعْمُ، ولم يُرِدِ الطَّعْمَ ههُنا، ولكِنَّهُ ضَرَبَهُ مَثَلًا لما يَنالُونَ عِنْدَهُ من الخَيْرِ، وقالَ ابنُ الأَنْبارِيِّ: أَراد لا يَتَفَرَّقُونَ إِلّا عَن عِلْمٍ يتَعَلَّمُونَه، يقومُ لهم مَقامَ الطَّعامِ والشَّرابِ، لأَنّه كانَ يَحْفَظُ أَرْواحَهُم، كما كانَ يَحْفَظُ الطَّعامُ أَجْسامَهُمْ. وقالَ أَبو حَمْزَةَ: يقالُ: أَذاقَ زَيْدٌ بَعْدَكَ سَرْوًا؛ أَي صارَ: سَرِيًّا، وكَرَمًا أَي: صارَ كَرِيمًا وأَذاقَ الفَرَسُ بعدَك عَدْوًا، أَي: صارَ عَدّاءً بعدَك، وهو مَجازٌ.
وتَذَوَّقَهُ أَي: ذاقَهُ مَرَّةً بعدَ مَرَّةِ وشَيْئًا بعدَ شَيْءٍ.
وتَذاوَقُوا الرِّماحَ: إِذا تَناوَلُوها قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
أَو كاهْتِزازِ رُدَيْنيٍّ تَذاوَقَهُ *** أَيْدِي التِّجارِ فزَادُوا مَتْنَه لِينَا
وهو مَجازٌ.
* ومما يُسْتَدرَكُ عليه:
المَذاقُ، يكونُ مَصْدَرًا، ويكونُ اسْمًا.
وتَقُول: ذُقْتُ فُلانًا، وذُقْتُ ما عِنْدَه، أَي: خَبَرْتُه.
والذَّوّاقُ، كشَدّادٍ: السَّرِيعُ النِّكاحِ السَّرِيعُ الطّلاقِ، وهي ذَوّاقَةٌ، وقد نُهِيَ عن ذلِك.
والذَّوّاقُ أَيْضًا: المَلُولُ.
واسْتَذاقَ فُلانًا: خَبَره فلَمْ يَحْمَدْ مَخْبَرَتَه.
وأَمْرٌ مُسْتَذاقٌ، أَي: مُجَرَّبٌ مَعْلُومٌ.
وذَوْقُ العُسَيْلَةِ: كِنايَةٌ عن الإِيلاجِ.
ويَومٌ ما ذُقْتُه طَعامًا، أَي: ما ذُقْتُ فيهِ.
وتَذاوَقَه، كذَاقَهُ.
وهو حَسَنُ الذَّوْقِ للشِّعْرِ: مَطْبُوعٌ عليه.
وما ذُقْت غَماضًا، وما ذُقْتُ في عَيْنِيَ نَوْمًا.
وذاقَتْها يَدِي، وذاقَتْ [كَفِّي] فُلانَةَ: إِذا مَسَّتْها.
ويُقال: ذِيقَ كَذِبُه، وخُبِرَتْ حالُه.
واسْتَذاقَ الأَمْرُ لفُلانٍ: انْقادَ لَهُ، ولا يَسْتَدِيقُ لي الشِّعْر إِلّا في فُلان.
ودَعْنِي أَتَذَوَّق طَعْمَ فُلانٍ.
وتَذَوَّقْتُ طَعْمَ فِراقِه، وكلُّ ذلِك مَجازٌ وكِنايَةٌ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
19-تاج العروس (ورق)
[ورق]: الوَرْقُ مُثَلَّثة، وكَكَتِف، وجَبَل خَمْس لُغاتٍ، حَكَى الفَرَّاءُ منها وَرْقًا بالفتحِ، وَوَرِقًا ككَتِف، ووِرْقًا بالكسر، مثل: كَبِد وكِبْد؛ لأَنَّ فيهم من يَنْقُل كَسْرةَ الرَّاءِ إِلى الواو بعد التَّخْفِيف، ومنهم مَنْ يَتْرُكها على حالِها، كما في الصّحاح. وقرأَ أَبو عَمُرو، وأَبو بَكْر، وحَمزةُ، وخَلَف: «بوَرْقكم» بالفَتْح. وعن أَبي عَمْروٍ أَيضًا، وابن مُحَيْصِن «بِوِرْقِكم» بكَسْر الوَاوِ. وقرأَ أَبو عبيدَةَ بالتَّحرِيك، وقرأَ أَبو بكر «بوُرْقِكم» بالضَّم: الدَّراهِم المَضْرُوبَةُ كما في الصِّحاح. وقال أَبو عبيَدَة: الوَرَق: الفِضَّةُ كانت مَضْروبة كدَراهِم أَوْلا، وبه فُسِّر حَدِيثُ عَرفَجَةَ: أَنَّه لَمَّا قُطِع أَنْفُه اتَّخَذ أَنْفًا من وَرِق، فأَنْتَن عليه، فاتَّخَذ أَنْفًا من ذَهَب.وحَكَى عن الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ إِنما اتَّخذ أَنْفًا من وَرَق «بفَتْح الرّاءِ»، أَرادَ الرَّقَّ الذي يُكْتَبُ فيه، لأَنَّ الفِضَّةَ لا تُنْتِنُ.
قالَ ابنُ سيدَه: وكُنتُ أَحسِب أَنَّ قولَ الأَصمعيّ إِنَّ الفِضَّة لا تُنْتِن صَحِيحًا، حتى أَخبَرِني بعضُ أَهلِ الخِبْرة أَنَّ الذَّهَبَ لا يُبلِيه الثَّرَى، ولا يُصْدِئه النَّدَى، ولا تَنقُصُه الأَرضُ، ولا تأْكُله النّارُ. فأَمّا الفِضَّةُ فإِنَّها تَبْلَى، وتَصْدَأُ، ويَعلُوها السّوادُ، وتُنْتِنُ ج: أَوراقٌ يُحْتَمل أَن يكونَ جمع وَرِق ككَتِف، وجمع وِرْق، بالكَسْرِ وبالضَّم وبالتَّحريك.
ووِراق بالكَسْرِ نقله الصّاغانيُّ كالرِّقَةِ* كعِدَة، والهاءُ عِوَضٌ عن الواو. ومنه الحَدِيث: «في الرِّقَة رُبعُ العُشْرِ». وفي حَدِيثٍ آخر: «عَفوْتُ لكم عن صَدَقَةِ الخَيْلِ والرَّقِيق، فهاتُوا صَدَقَةَ الرِّقَةِ» يُرِيد الفِضَّةَ والدَّراهِم المَضْروبةَ منها.
وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ قولَ خالدِ بنِ الوَلِيدِ ـ رضي الله عنه ـ في يومِ مُسَيْلِمةَ:
إِنَّ السِّهامَ بالرَّدَى مُفَوَّقَهْ *** والحَرْبَ وَرْهاءُ العِقال مُطْلَقَه
وخالِدٌ من دِينِه على ثِقَهْ *** لا ذَهَبٌ يُنْجِيكُمُ ولا رِقَهْ
قال ابنُ سِيدَه: وربّما سُمِّيت الفِضَّة وَرَقًا، يقال: أَعطاه أَلفَ دِرْهم رِقَةً لا يُخالِطُها شَيْءٌ من المالِ غَيرها.
وقال أَبو الهَيْثم: الوَرِق والرِّقَة: الدّراهم خاصّة.
وقال شَمِر: الرِّقَةُ: العَيْن. ويُقال: هي من الفِضَّة خاصّةً. ويقال: الرِّقَةُ: الفِضَّةُ والمَالُ، عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنشدَ:
فلا تَلْحَيا الدُّنْيا إِليَّ فإِنَّنِي *** أَرَى وَرِقَ الدُّنْيا تَسُلُّ السّخائمَا
ويا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كِساءَه *** نَفَى عنه وِجدانُ الرِّقينَ العَزائِما
يَقُول: يَنفِي عنه كَثرةُ المال عَزائمَ النّاس فيه أَنَّه أَحمَقُ مَجْنون. قال الأَزهَرِيّ: لا تَلْحَيا: لا تَذُمّا. والمُلْتاث: الأَحمَق. قال ابنُ بَرِّيّ: والشِّعْر لُثمامَة السَّدُوسِيّ.
والوَرَّاقُ: الكِثيرُ الدَّراهم كما في الصَّحاح.
وقال غَيرُه: رَجُل وَرّاقٌ: صاحِبُ وَرَق. وقَرَأَ عليٌّ رضي الله عنه: «فابْعَثُوا بوَرّاقِكُم» أَي بصَاحِب وَرَقِكم. قالَ الرّاجِزُ:
يا رُبّ بَيْضاءَ من العِراقِ *** كأَنَّها في القُمُص الرِّقاقِ
مُخَّةُ ساقٍ بينَ كَفَّيْ ناقِ *** أَعْجَلَها النّاقِي عن احْتِراقِ
تأْكُلُ من كِيسِ امْرِئٍ وَرَّاقِ
وقال ابنُ الأَعرابيّ: أَي كَثِيرُ الوَرَقِ والمَالِ.
والوَرَّاقُ أَيضًا: مُوَرِّقُ الكُتُب كما في العُبابِ. وفي الصِّحاح: رجل وَرَّاق، وهو الَّذِي يُوَرِّقُ ويَكْتُب، وحِرْفَتُه الوِراقَةُ بالكَسْر.
والوَرَاق كَسحَاب: خُضْرَةٌ الأَرْضِ من الحَشِيشِ. قالَ ابنُ الأَعرابيِّ: ولَيْس من الوَرَق أَي: من وَرَقِ الأَرض في شَيْءٍ. وقال أَبو حَنِيفةَ: هو أَن تَطَّرِدَ الخُضْرةُ لعَيْنِكَ، قال أَوسُ بنُ حَجَرٍ يَصِف جَيْشًا بالكَثْرةِ كما في الصّحاح، ونَسَبَه الأَزْهَرِيُّ لأَوْسِ بنِ زُهَيْر:
كأَنّ جِيادَهُنَّ برَعْنِ زُمٍّ *** جَرادٌ قد أَطاع له الوَراقُ
ويُرْوَى: برَعْن قُفٍّ. قالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَن الوَرَاق من الوَرَق.
وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ:
قُلْ لِنُصَيْبٍ يَحْتَلِبْ نارَ جَعْفَرٍ *** إِذا شَكِرَتْ عند الوَراقِ جِلامُها
ومُحَمَّد بنُ عَبْدِ الله بنِ حَمْدَوَيْهِ بن الحَكَم بن وَرْق، كوَعْد السّماحيُّ: مُحَدِّث، روى عن أَبِي حَكِيم الرّازِيّ، وطَبَقَتِه، مات سنَة تِسْع عَشْرة وثَلثمِائة.
والوَرَق ـ مُحَرَّكة ـ من الكِتاب والشَّجَر: معروف معروف، واحِدَتُه بِهاءٍ. أَما وَرَق الكِتاب فأُدُمٌ رِقاقٌ. ومنه كأَنَّ وَجهَه وَرَقةُ مُصْحَفٍ، وهو مَجازٌ. وأَما وَرَق الشَّجَرِ فقالَ أَبو حَنِيفَةَ: هو كُلُّ ما تَبَسَّطَ تَبَسُّطًا وكان له عَيْر في وَسَطه تَنْتَشِرُ عنه حاشِيَتاه.
ومن المجازِ: الوَرَق: ما اسْتَدارَ من الدَّمِ على الأَرْضِ. وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: مِقْدارِ الدِّرْهَم من الدَّم، أَو هو ما سَقَط من الجِراحَة عَلَقًا قِطَعًا. قال أَبو عُبَيَدَة: أَوَّله وَرَق، وهو مِثْل الرَّشّ، والبَصِيرة: مثل فِرْسِن البَعِير، والجَدِيَّةُ أَعظَم من ذلك، والإِسْباءَةُ في طُولِ الرُّمح، والجمع الأَسَابيّ. كذا في الصِّحاح.
وقال عَمْروٌ في ناقَته، وكان قَدِمَ المَدِينةَ:
طالَ الثَّواءُ عليه بالمَدِينةِ لا *** تَرْعَى وبِيعَ له البَيْضاءُ والوَرَقُ
أَرادَ بالبَيْضاءِ الحَلِيَّ، وبالوَرَق: الخَبَط. وبِيع: اشْتُرِي.
والوَرَق: الحَيُّ من كُلّ حَيَوان قال أَبو سَعِيد: رأَيتُه وَرَقا، أَي: حَيًّا، وكُلُّ حَيٍّ وَرَق، لأَنهم يَقُولون: يَمُوتُ كما يَمُوتُ الوَرَق، ويَيْبَس كما يَيْبَس الوَرَق، قال الطّائِيُّ:
وهَزَّت رأْسَها عَجَبًا وقالت: *** أَنا العُبْرِي أَإِيّانا تُرِيدُ؟
وما يَدْرِي الوَدُودُ لعلَّ قَلْبِي *** ولو خُبِّرتَه وَرَقًا جَلِيدُ
أَي: ولو خُبّرته حَيًّا فإِنه جَلِيد.
ومن المجاز: الوَرَق: المَالُ من إِبلٍ ودَراهِم وغَيْرِها، قال العَجَّاج:
إِيَّاكَ أَدعُو فتَقَبَّلْ مَلَقِي *** واغْفِر خَطَايَاي وثَمِّرْ وَرَقِي
أَيَ: مالِي، نَقَله الجوهَرِيُّ.
وقال ابنُ الأَعرابي: الوَرَق: المَالُ الناطِقُ كله.
وقال الزّمخْشَرِيّ: ثَمَّر الله ورَقَه، أَي: ماشِيَتَه.
والوَرَق من القوم: أَحْداثُهم عن ابنِ السِّكِّيت، وهو مَجازٌ، وأَنشَدَ لهُدْبَة بنِ الخَشْرَمِ يَصِفُ قومًا قَطَعُوا مَفازَةً.
إِذا وَرَقُ الفِتْيان صارُوا كأَنَّهُم *** دَراهِمُ منها جائِزاتٌ وزائِفُ
أَو الضِّعاف من الفِتْيانِ عن اللَّيْثِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الوَرَقُ: حُسْن القَوْم وجَمالُهم ونَصُّه في الجَمْهرة: وَرَقُ الفِتْيانِ: جَمالُهم وحُسْنُهم، وهو مَجازٌ.
وقال اللَّيْثُ: الوَرَقُ: جَمالُ الدُّنْيا وبَهْجَتُها. ونَصُّ العَيْن: وَرَق الدُّنيا: نَعِيمُها وبَهْجَتُها، وأَنْشَدَ:
فما وَرَقُ الدّنيا بِباقٍ لأَهْلِها
ومن المَجاز: الوَرَقة بهاءٍ: الخَسِيسُ من الرّجال.
والوَرَقة: الكَرِيمُ من الرِّجال عن ابنِ الأَعرابيِّ ضِدٌّ.
ورجُلٌ وَرَقَة، وامرأَة وَرَقَةٌ: خَسِيسان.
وفي الأَسَاس: يقال: إِنّه وإِنَّها وَرَقَة: إِذا كانا ضَعِيفَين حَدِيثَيْن.
وَوَرَقَة: د، باليَمَن من نَواحِي ذَمَار.
ووَرَقة بنُ نَوْفل بنِ* أَسَدِ بنِ عَبْد العُزَّى بنِ قُصَيّ وهو ابنُ عَمِّ أُمِّ المؤمنين، وجدَّةِ أَهل البَيْتِ خَدِيجَة بنتِ خُوَيْلِد بن أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى، رضي الله عنها. وقال ابنُ مَنْدَه: اختُلِف في إِسْلامِه، والأَظْهَرُ أَنّه مات قَبْل الرِّسالة، وبَعْد النُّبُوَّة.
ووَرَقَةُ بنُ حَابِس التَّمِيمِيّ: صَحابِيُّ رضي الله عنه، قَدِم نَيْسابُور، قاله الحَاكِم، قَدِم مع الأحْنَفِ بنِ قَيْسٍ، ورَجُلانِ من الصَّحابة يُعرَفان بوَرَقَةَ، أَحدُهما: من بَنِي أَسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى، وقد رَوَى عن ابنِ عَبّاس، والثّانِي: له ذِكْرٌ في حَدِيثٍ ذَكَره أَبو مُوسى.
وشَجَرَةٌ وَارِقة ووَرِيقَة وَوَرِقَة الأَخِيرةُ على النَّسَب؛ لأَنه لا فِعْلَ له: كَثِيرَةُ الوَرَق، وقد وَرَق الشَّجَرُ يَرِقُ كوَعَد يَعِد، وأَوْرَق إِيراقًا وَورَّق تَوْرِيقًا. قالَ الأَصمعيُّ: وأَوْرَقَ بالأَلِف: أَكْثَر، أَي: خَرَج ورَقُه. وقالَ أَبو حَنِيفَة: إِذا ظَهَر وَرَقُه تَامًّا.
والوِراقُ كَكِتابٍ: وَقْتُ خُروجِه أَي: الوَقْتُ الذي يُورِقُ فيه الشجر.
والوَرَقَة*: الشَّجَرةُ الخَضْراءُ الوَرَق الحَسَنَتُه، وقيل: الكَثِيرَةُ الأَوْراق.
والرِّقةُ كعِدَة: أَولُ نَبات النَّصِيِّ والصِّلِّيان والطَّرِيفة رَطْبًا. يُقال: رَعَيْنا رِقَة الطَّرِيفة.
وقال ابنُ الأَعرابيِّ: يُقال للنَّصِيّ والصِّلِّيان إِذا نَبَتا: رِقةٌ ما داما رَطْبَيْنِ، وأَيضًا رِقَةُ الكَلإِ: إِذا خَرَج له وَرَق.
وقال ابنُ سَمْعان: الرِّقة: الأَرضُ التي يُصِيبُها المَطَر في الصَّفَرِيّة أَو في القَيْظِ، فَتَنْبُتُ، فتكون خَضْراءَ، فيُقال: هي رِقةٌ خَضْراء.
وَوَرْقان: موضع. قال جَمِيلٌ:
يا خَلِيلَيَّ إِنَّ بَثْنَةَ بانَت *** يوم وَرْقانَ بالفُؤاد سَبِيّا
ووَرِقان بكَسْر الرَّاءِ: جَبَل أَسْود من أَعظَم الجِبال بَيْن العَرْجِ والرُّوَيْثَة يدفَعُ سَيلَه في رِئْم، وهو أَول جَبَل بِيَمِينِ المُصْعِدِ من المَدِينة إِلى مَكَّةَ حَرَسهما الله تَعالَى مُنْقاد من سَيَالَةَ إِلَى المُتَعَشَّى، وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْد للأَحْوصِ:
وكَيفَ تُرَجِّي الوَصْلَ منها وأَصبَحَت *** ذُرَا وَرِقان دُونَها وحَفِيرُ
هكذا قَيَّدَه أَبو عُبَيد البَكْرِيُّ وجَماعةٌ. ويُقال: إِنَّ الذي ذَكَره جَمِيلٌ هو هذا الجَبَل، وإِنما خَفَّفه بسُكُون الرَّاءِ. قال السُّهَيُليُّ في الرَّوْض: ووَقَع في نُسْخةِ أَبي بَحْرٍ سُفْيانَ بنِ العَاصِي الأَسَدِيّ «بفَتْح الرّاءِ».
ومَوْرَقُ، كمَقْعَد: اسمُ مَلِك الرُّوم. قالَ الأَعْشَى:
فأَصْبَحْتُ قد وَدَّعتُ ما كانَ قد مَضَى *** وقَبْلِيَ ما ماتَ ابنُ سَاسَان مَوْرَق
أَراد كِسْرَى بنَ ساسان.
ومَوْرَق: وَالِدُ طَرِيفٍ المَدَنيّ، هكَذا في العُباب.
وفي التَّبْصِير: المَدِينِيّ المُحَدِّث عن إِسْحاق بنِ يَحْيى بنِ طَلْحة وغَيْره، رَوَى الزُّبيرُ بنُ بَكَّار عن يَحْيى بنِ مُحمد عنه.
ومَوْرَقٌ شاذٌّ في القِياس لأَنَّ ما كانَ فَاؤُه حَرفَ عِلّة فإِنَّ المَفْعَلَ منه مَكْسُور العَيْن، مثلُ مَوْعِد ومَوْرِد. ولا نَظِيرَ لها سِوَى مَوْكَل ومَوْزَن ومَوْهَب ومَوْظَب ومَوْحَد كما في العُباب.
وفي القَوْس وَرْقَةٌ، بالفَتْح هكذا ضَبَطه كُراع، أَي: عَيْب وهو مَخْرَج الغُصْنِ إِذا كان خَفِيًّا. قالَ ابنُ الأَعرابيِّ: فإِذا زَادَتْ فهي الأُبْنَة، فإِذا زَادَت فهي السَّحْتَنَة.
وقال الأَصمَعِيُّ: الأَوْرَقُ من الإِبل: ما في لَوْنه بَياضٌ إِلى سَوادٍ.
والوُرْقَةُ: سَوادٌ في غُبْرة، وقيل: سَوادٌ وبَياض كدُخَان الرِّمْثِ يكونُ ذلك في أَنْواعِ البَهائمِ، وأَكثرُ ذلِك في الإِبِلِ. قال أَبو عُبَيدٍ: وهو من أَطْيَب الإِبِلِ لَحْمًا لا سَيْرًا وعَمَلًا أَي: لَيْس بمحمودٍ عندَهم في عَمَله وسَيْره.
وقال الأَصمَعيُّ: إِذا كان البَعِيرُ أَسْودَ يُخالِط سوادَه بَياضٌ كدُخان الرِّمْثِ فتِلك الوُرْقَة، فإِذا اشْتَدَّتْ وُرْقَتُه حتى يَذْهَب البَياض الذي هو فيه فهو أَدْهَم. ويقال: جَمَلٌ أَورَقُ، وناقةٌ وَرْقاءُ. وفي حَدِيث قَيْس: «على جَمَل أَوْرَق». وفي حَدِيث ابنِ الأَكْوعِ: «خَرجتُ أَنا ورَجُلٌ من قَوْمي وهو على نَاقَة وَرْقاءَ» وقال ابنُ الأَعرابيّ: قال أَبو نَصْر النُّعامِيّ: هَجِّر بحَمْراءَ، وأَسْرِ بوَرْقاءَ، وصَبِّح القومَ على صَهْباء قِيلَ له: ولِمَ ذلِك؟ قال: لأَنَّ الحَمراءَ أَصبرُ على الهَواجِر، والوَرْقاءَ أَصبَرُ على طُول السُّرَى، والصَّهْباء: أَشهَرُ وأَحسَنُ حين يُنْظَرُ إِليها.
ومن ذلِك قِيلَ: الرَّمادُ أَوْرَقُ.
ومن المَجاز: عَامٌ أَورَقُ، أَي: لا مَطَرَ فيه. قال جَنْدَلٌ:
إِن كانَ عَمِّي لكَرِيمَ المَصْدَقِ *** عَفًّا هَضُومًا في الزَّمانِ الأَوْرَقِ
والأَوْرَقُ: اللَّبَنُ الذي ثُلُثاه مَاءٌ، وثُلُثه لَبَنٌ. قال:
يَشْربهُ مَحْضًا ويَسْقِي عِيالَه *** سَجَاجًا كأَقْرابِ الثَّعالِبِ أَوْرَقَا
الجمع: الكُلِّ وُرْقٌ بالضّم.
والوَرْقاء: الذِّئْبَة، والذَّكَر أَورَقُ. ويُقال: هو من وُرْقِ الذّئاب، وقد شَبَّهُوا لَونَ الذّئبِ بلون دُخان الرِّمْثِ؛ لأَن الذّئبَ أَوْرَقُ. قال رُؤْبةُ:
فلا تَكُونِي يابنَةَ الأَشَمِّ *** وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّي
وقالَ أَبو زَيْدٍ: هو الَّذي يَضْرِبُ لونُه إِلى الخُضْرةِ، قالَ: والذِّئاب إِذا رَأَتْ ذِئْبًا قد عُقِرَ وظَهَرَ دَمُه أَكَبَّتْ عليه فقَطَّعَتْه، وأُنُثْاه مَعَها. وقِيلَ: الذِّئْبُ إِذا دُمِّيَ أَكَلَتْه أُنْثاهُ، فيَقُولُ هذَا الرَّجل لامرأَتِه: لا تَكُونِي إِذا رَأَيْتِ الناسَ قد ظَلَمُوني مَعَهم عَلَيَّ، فتَكُونِي كذِئْبَة السَّوْءِ.
والوَرْقاءُ: الحَمَامَةُ. قال عُبَيْد بنُ أَيُّوبٍ العَنْبَرِيُّ:
أَإِن غَرَّدَت وَرْقاءُ في رَوْنَقِ الضُّحَى *** على فَنَنٍ رِئْدٍ تَحِنُّ وتَطْرَبُ
قالَ الحَسَنُ بنُ عبدِ الله بنِ مُحمّدِ بنِ يَحْيى الكاتِب الأَصبِهاني في كِتاب الحَمام المَنْسُوب [إِليه] الأَوْرَق: الَّذِي لونُه لَوْنُ الرَّمادِ فيه سَوادٌ. يُقالُ: أَورَق وَوَرْقاء، والجَمْع الوُرْقُ، قال:
وما هَاجَ هذَا الشَّوقَ غَيرُ حَمامةٍ *** من الوُرْقِ حَمَّاءِ الجَناح بَكُورِ
غَدَتْ حينَ ذَرَّ الشَّرْقُ ثم تَرنَّمت *** بلا سَحَلٍ جافٍ ولا بصَفِيرِ
وقال ذُو الرُّمَّةَ:
وماء تَجافَى الغَيثُ عنه فما بِه *** سَواءَ الصَّدَى والخضّف الوُرْق حاضِرُ
وردتُ اعتِسافًا والثُّريَّا كأَنَّها *** وراءَ السِّماكَيْنِ المَهَا واليَعافِرُ
ج: وَراقَى، وَوِراق، كصَحارَى وصِحار، والنِّسْبَةُ وَرْقاوِيّ كما في الصّحاح.
ومن أَمثالِهم: جاءَنا بأُمِّ الرُّبَيْقِ على أُرَيْق: إِذا جاءَ بالدَّاهِيَةِ المُنْكَرة، تَقدّم ذِكْرُه في: «أَرق». وهذا مَوضِع ذِكْره كما فَعَله الجوهَرِيُّ والأَزْهَرِيُّ، فإِنَّ أُريْقًا مُصَغَّرُ أَوْرَق على التَّرخِيم، كما صَغَّرُوا أَسْودَ على سُوَيد، وأُرَيْق في الأَصْل وُرَيْق.
وبُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ بنِ عَبدِ العُزَّى بن رَبِيعةَ الخُزاعِيّ: صَحابِيُّ رضي الله عنه، أَسْلَم هو وابْنُه عَبدُ الله وَحكِيمُ بنُ حِزام، وكانَ ابْنُه عَبدُ الله سَيِّدَ خُزاعةَ، قُتِل مع أَخِيه بصِفِّين، رضي الله عنهم.
وأَوْرَقَ الرجلُ: كَثُر مَالُه يَعْنِي به الماشِيَةَ ودَراهِمُه.
ومن المَجازِ: أَورَقَ الصائِدُ أَي: لم يَصِد. وفي المُحْكَم: أَخْطَأَ وخَابَ. ويُقال: أَوْرَقَ الحَابِلُ إِيراقًا، فهو مُورِقٌ: إِذا لم يَقَع في حِبالَتِه صَيْدٌ. وكذا أَوْرَق الطَّالِبُ للحاجَةِ: إِذا لم يَنَلْ وأَخفَقَ بمَعناه.
وأَوْرَقَ الغَازِي: إِذا لم يَغْنَم فهو مُورِقٌ، ومُخْفِقٌ، وهو مجاز.
ومُورَق، بالضَّمِّ وفَتْحِ الرَّاءِ، مُخَفَّفةً: موضع بفارِس ولو قالَ: كمُكْرَمٍ كان أَخْصَر.
ومُورِّق كمُحَدِّث ابن مُهَلِّبٍ يَروِي عن أَبي بَكْر الصِّدِّيق رضي الله عنه، وعنه بِشْرُ بنُ غالبٍ.
وأَبو المُعْتَمِر مُورِّق بن مُشَمْرِخِ العِجْلِيّ من أَهْلِ البَصْرةِ، يَرْوِي عن أَبي ذَرٍّ، رضي الله عنه، وعنهُ أَهلُ العِراقِ، وكانَ من العُبّادِ الخُشْن، ماتَ في ولايةِ ابن هُبَيْرة سنة خَمْسٍ ومائة: تَابِعِيّانِ ذكرَ الأَخيرَ ابنُ حِبّان في الثّقاتِ. أَمّا الأَول فأَوْرَدَه الذّهَبِيُّ في ذَيْل الدِّيوان، وقالَ فيه: إِنَّه مَجْهُول.
ومُورِّق بن سُخَيْت: مُحدِّث ضَعِيفٌ، رَوَى عن أَبي هِلال، تَفرَّدَ بحَدِيثٍ، وفيه جَهالَة، كذا ذَكَره الذّهبِيُّ في الدّيوان.
وقال النَّضْر: ايراقَّ العِنَبُ يَوْرَاقُّ: إِذا لَوَّن فهو مُوراقّ، كذا نَصّ العُباب. وفي اللسان: اوراقَّ العِنَبُ يوْراقّ ايرِيقَاقًا: إِذا لَوَّنَ، قاله النَّضْرُ.
والوُرَيْقة كجُهَيْنة: موضع. قالَ ابنُ دُرَيدٍ: زَعَمُوا. والَّذِي في الجَمْهَرة كَسَفِينةٍ.
وتَوَرَّقَت النَّاقةُ: إِذا أَكَلت الوَرَقَ. ويُقال: إِذا رَعَت الرِّقةَ.
ويُقال: ما زِلتُ مِنك ولَك مُوارِقًا: أَي: قَرِيبًا لك مُدانِيًا منك.
ويُقال: اتَّجِرْ فإِنَّ التِّجارة مَوْرَقَةٌ للمَالِ، كمَجْلَبَة أَي: مُكَثِّرة ومَظِنّة للنّموِّ والبَرَكة.
* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:
قالَ اللِّحْيانِيّ: وَرَقَت الشَّجَرُة وَرْقًا: أَلْقَتْ وَرَقَها.
ويُقال: رِقْ هذه الشّجرة وَرْقًا، أَي: خُذْ وَرَقَها، وقد وَرقتُها أَرِقُها وَرْقًا، فهي مَوْرُوقَة.
وفي الحَدِيث أَنّه قال لعَمّار: «أَنتَ طَيِّبُ الوَرَقِ» أَرادَ به نَسْلَه تَشْبِيهًا بوَرَقِ الشَّجر؛ لخُرُوجِها منها.
وما أَحْسَنَ وَرَاقَه وأَوراقَه؛ أَي لِبْسَته وشارَتَه، على التَّشْبِيه بالوَرَقِ.
واخْتَبَطَ منه وَرَقًا: أَصابَ منه خَيْرًا.
والوَرِيقَةُ: الشَّجرةُ الحَسَنةُ الوَرَقِ، عن أَبي عَمْروٍ.
وفَرْعٌ وَرِيقٌ: كَثِير الوَرَق. قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رضي الله عنه يَصِف سَرْحَةً:
تَنَوَّطَ فيها دُخَّلُ الصَّيْفِ بالضُّحَى *** ذُرَى هَدَباتٍ فَرْعُهُنَّ وَرِيقُ
والوَرَق: الدُّنْيا.
وَرَق الشَّبابِ: نُضْرَتُه وحَدَاثَتُه، عن ابنِ الأَعرابيِّ.
وحُكِيَ في جَمْع الرِّقة: رِقاتٌ.
والمُسْتَورِقُ: الذي يَطْلب الوَرِق. قالَ أَبو النَّجْم:
أَقبلْت كالمُنْتَجِع المُسْتَورِق
وأَنشد ثَعْلب:
إِذا كَحَلْنَ عُيونًا غيرَ مُورِقَةٍ *** رَيَّشْن نَبْلًا لأَصْحاب الصِّبا صُيُدَا
قال: يَعْنِي غيرَ خائِبة.
وأَوْرَقَ الغَازِي: إِذا غَنِمَ، وهو من الأَضْداد، قال:
أَلم تَرَ أَنَّ الحَرْبَ تُعْوِجُ أَهلَها *** مِرارًا وأَحْيانًا تُفِيدُ وتُورِقُ
والأَوْرَقُ: الأَسمَرُ من النّاسِ. ومنه حَدِيثُ المُلاعَنَة: «إِن جاءَتْ به أَوْرَقَ جَعْدًا جُمالِيًّا» قالَ أَبو عُبَيْد: ومِنْ أَمثالِهم: «إِنَّه لأَشْأَمُ من وَرْقاءَ». وهي مَشْؤومة يعني النّاقَة.
ورُبَّما نَفَرَتْ فذَهَبت في الأَرْضِ. وقال أَبو حَنِيفَةَ: نَصْلٌ أَوْرَقُ: بُرِدَ أَو جُلِيَ، ثم لُوِّح بعدَ ذلك عَلَى الجَمْر حَتَّى اخضَرَّ، قال العَجَّاج:
عليه وُرْقان القِرانِ النُّصَّلِ
وَوَرَقة الوَتَرِ: جُلَيْدة تُوضَع على حَزِّه، عن ابن الأَعرابِيِّ.
والوَرْقاءُ: شُجَيْرَة تَسمُو فوقَ القامةِ، لها وَرقٌ مُدوَّر واسعٌ دقيقٌ ناعِمٌ تأْكُلُه الماشِيَةُ كلُّها، وهي غَبْراءُ السّاقِ، خَضْراءُ الوَرَقِ، لها زَمَعٌ شُعْرٍ فيه حَبٌّ أَغبَرُ مثلُ الشَّهْدانَج، تَرْعاه الطَّيرُ، وهو سُهْلِيّ يَنْبتُ في الأَودِيَةِ، وفي جَنَباتَها، وفي القِيعانِ، وهي مَرْعىً.
والوِراقُ، بالكَسْرِ: موضع. قال الزِّبْرِقان:
وعَبدٍ من ذَوِي قَيْسٍ أَتانِي *** وأَهلِي بالتَّهائِمِ فالوِراقِ
وثَنّاهُ ابنُ مُقبِل فقالَ:
رآها فُؤادِي أُمَّ خِشْف خَلالَها *** بقُورِ الوِراقَيْنِ السَّرَاءُ المُصَنِّفُ
قالَ الجَوْهَريُّ: النِّسْبةُ إِلى وَرْقاءَ ـ اسم رَجُل ـ: وَرْقاوِيّ، أَبدَلُوا من هَمْزةِ التّأْنِيثِ واوًا.
والوَرَّاق، ككَتّان: قَريَتان بالقُرب من مِصْر على شاطئِ النيلِ.
والوَرَق، مُحَرَّكة: قَرْية من أَعْمال الغربِيَّة.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
20-لسان العرب (بور)
بور: الْبَوارُ: الْهَلَاكُ، بارَ بَوْرًا وبَوارًا وأَبارهم اللَّهُ، وَرَجُلٌ بُورٌ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرى السَّهْمي:يَا رسولَ الإِلهِ، إِنَّ لِساني ***رَاتِقٌ مَا فَتَقْتُ، إِذْ أَنا بُورُ
وَكَذَلِكَ الِاثْنَانِ والجمعُ وَالْمُؤَنَّثُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا}؛ وَقَدْ يَكُونُ بُورٌ هُنَا جَمْعَ بائرٍ مِثْلَ حُولٍ وحائلٍ؛ وَحَكَى الأَخفش عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه لُغَةٌ وَلَيْسَ بجمعٍ لِبائرٍ كَمَا يُقَالُ أَنت بَشَرٌ وأَنتم بَشَرٌ؛ وَقِيلَ: رَجُلٌ بائرٌ وَقَوْمٌ بَوْرٌ، بِفَتْحِ الْبَاءِ، فَهُوَ عَلَى هَذَا اسْمٌ لِلْجَمْعِ كَنَائِمٍ ونَوْمٍ وَصَائِمٍ وصَوْمٍ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا"، قَالَ: البُورُ مصدَرٌ يَكُونُ وَاحِدًا وَجَمْعًا.
يُقَالُ: أَصبحت مَنَازِلُهُمْ بُورًا أَي لَا شَيْءَ فِيهَا، وَكَذَلِكَ أَعمال الْكُفَّارِ تبطُلُ.
أَبو عُبَيْدَةَ: رَجُلٌ بُورٌ وَرَجُلَانِ بُورٌ وَقَوْمٌ بُورٌ، وَكَذَلِكَ الأُنثى، وَمَعْنَاهُ هَالِكٌ.
قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: البائِرُ الْهَالِكُ، وَالْبَائِرُ المجرِّب، وَالْبَائِرُ الْكَاسِدُ، وسُوقٌ بَائِرَةٌ أَي كَاسِدَةٌ.
الْجَوْهَرِيُّ: البُورُ الرَّجُلُ الْفَاسِدُ الْهَالِكُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ.
وَقَدْ بارَ فلانٌ أَي هَلَكَ.
وأَباره اللَّهُ: أَهلكه.
وَفِي الْحَدِيثِ: «فأُولئك قومٌ بُورٌ»؛ أَي هَلْكَى، جَمْعُ بَائِرٍ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" عليٍّ: لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي فَصْلِ الْهَمْزَةِ فِي أَبر.
وَفِي حَدِيثِ أَسماء فِي ثَقِيفٍ: «كَذَّابٌ ومُبِيرٌ»؛ أي مُهْلِكٌ يُسْرِفُ فِي إِهلاك النَّاسِ؛ يُقَالُ: بارَ الرَّجُلُ يَبُور بَوْرًا، وأَبارَ غَيْرَهُ، فَهُوَ مُبِير.
ودارُ البَوارِ: دارُ الهَلاك.
ونزلتْ بَوارِ عَلَى النَّاسِ، بِكَسْرِ الرَّاءِ، مِثْلُ قَطَامِ اسْمُ الهَلَكَةِ؛ قَالَ أَبو مُكْعِتٍ الأَسدي، وَاسْمُهُ مُنْقِذ بْنُ خُنَيْسٍ، وَقَدْ ذُكِرَ أَن ابْنَ الصَّاغَانِيِّ قَالَ أَبو معكت اسمه الحرث بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: وَقِيلَ هُوَ لِمُنْقِذِ بْنِ خُنَيْسٍ:
قُتِلَتْ فَكَانَ تَباغِيًا وتَظالُمًا؛ ***إِنَّ التَّظالُمَ فِي الصَّدِيقِ بَوارُ
وَالضَّمِيرُ فِي قُتِلَتْ ضَمِيرُ جَارِيَةٍ اسْمُهَا أَنيسة قَتَلَهَا بَنُو سَلَامَةَ، وَكَانَتِ الْجَارِيَةُ لِضِرَارِ بْنِ فَضَالَةَ، واحترب بنو الحرث وَبَنُو سَلَامَةَ مِنْ أَجلها، وَاسْمُ كَانَ مُضْمَرٌ فِيهَا تَقْدِيرُهُ: فَكَانَ قَتْلُهَا تَبَاغِيًا، فأَضمر الْقَتْلُ لِتَقَدُّمِ قُتِلَتْ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِمْ: مَنْ كَذَبَ كَانَ شَرًّا لَهُ أَي كَانَ الْكَذِبُ شَرًّا لَهُ.
الأَصمعي: بارَ يَبُورُ بَورًا إِذا جَرَّبَ.
والبَوارُ: الكَسَادُ.
وبارَتِ السُّوقُ وبارَتِ البِياعاتُ إِذا كَسَدَتْ تَبُورُ؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ بَوارِ الأَيِّمِ أَي كَسَادِها، وَهُوَ أَن تَبْقَى المرأَة فِي بَيْتِهَا لَا يَخْطُبُهَا خَاطِبٌ، مِنْ بَارَتِ السُّوقُ إِذا كَسَدَتْ، والأَيِّم الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ لَا يَرْغَبُ فِيهَا أَحد.
والبُورُ: الأَرض الَّتِي لَمْ تُزْرَعُ والمَعَامي الْمَجْهُولَةُ والأَغفال وَنَحْوُهَا.
وَفِي" كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُكَيْدِرِ دُومَةَ: ولكُمُ البَوْر وَالْمَعَامِي وأَغفال الأَرض "؛ وَهُوَ بِالْفَتْحِ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ، وَيُرْوَى بِالضَّمِّ، وَهُوَ جَمْعُ البَوارِ، وَهِيَ الأَرض الْخَرَابُ الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ.
وبارَ المتاعُ: كَسَدَ.
وبارَ عَمَلُه: بَطَلَ.
وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ}.
وبُورُ الأَرض، بِالضَّمِّ: مَا بَارَ مِنْهَا وَلَمْ "يُعْمَرْ بِالزَّرْعِ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الْبَائِرُ فِي اللُّغَةِ الْفَاسِدُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ؛ قَالَ: وَكَذَلِكَ أَرض بَائِرَةٌ مَتْرُوكَةٌ مِنْ أَن يَزْرَعَ فِيهَا.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَوْرُ، بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْوَاوِ، الأَرض كُلُّهَا قَبْلَ أَن تُسْتَخْرَجَ حَتَّى تَصْلُحَ لِلزَّرْعِ أَو الْغَرْسِ.
والبُورُ: الأَرض الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ.
وَرَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ: يَكُونُ مِنَ الْكَسَلِ وَيَكُونُ مِنَ الْهَلَاكِ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ، لَا يَتَّجِهُ لِشَيءٍ ضَالٌّ تائِهٌ، وَهُوَ إِتباع، وَالِابْتِيَارُ مِثْلَهُ.
وَفِي حَدِيثُ" عُمَرَ: الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ، فَرَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ إِذا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا قَذَفَ امرأَة بِنَفْسِهِ: إِنه فَجَرَ بِهَا، فإِن كَانَ كَاذِبًا فَقَدَ ابْتَهَرَها، وإِن كَانَ صَادِقًا فَهُوَ الابْتِيَارُ، بِغَيْرِ هَمْزٍ، افْتِعَالٌ مِنْ بُرْتُ الشيءَ أَبُورُه إِذا خَبَرْتَه؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
قَبِيحٌ بِمِثْليَ نَعْتُ الفَتَاةِ، ***إِمَّا ابْتِهَارًا وإِمَّا ابْتِيارا
يَقُولُ: إِما بُهْتَانًا وإِما اخْتِبَارًا بِالصِّدْقِ لِاسْتِخْرَاجِ مَا عِنْدَهَا، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَهَرَ.
وبارَهُ بَوْرًا وابْتَارَهُ، كِلَاهُمَا: اخْتَبَرَهُ؛ قَالَ مَالِكُ بْنُ زُغْبَةَ:
بِضَربٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه، ***وطَعْنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ تَبُورُها
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كإِيزاغ الْمَخَاضِ يَعْنِي قَذْفَهَا بأَبوالها، وَذَلِكَ إِذا كَانَتْ حَوَامِلَ، شَبَّهَ خُرُوجَ الدَّمِ بِرَمْيِ الْمَخَاضِ أَبوالها.
وَقَوْلُهُ: تَبُورُهَا تَخْتَبِرُهَا أَنت حَتَّى تَعْرِضَهَا عَلَى الْفَحْلِ، أَلاقح هِيَ أَم لَا؟ وَبَارَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ يَبُورها بَوْرًا ويَبْتَارُها وابْتَارَها: جَعَلَ يَتَشَمَّمُهَا لِيَنْظُرَ أَلاقح هِيَ أَم حَائِلٌ، وأَنشد بَيْتَ مَالِكِ بْنِ زُغْبَةَ أَيضًا.
الْجَوْهَرِيُّ: بُرْتُ الناقةَ أَبورُها بَوْرًا عَرَضتَها عَلَى الْفَحْلِ تَنْظُرُ أَلاقح هِيَ أَم لَا، لأَنها إِذا كَانَتْ لَاقِحًا بَالَتْ فِي وَجْهِ الْفَحْلِ إِذا تَشَمَّمَهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: بُرْ لِي مَا عِنْدَ فُلَانٍ أَي اعْلَمْهُ وَامْتَحِنْ لِي مَا فِي نَفْسِهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ أَن دَاوُدَ سأَل سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، وَهُوَ يَبْتَارُ عِلْمَهُ "أَي يَخْتَبِرُهُ وَيَمْتَحِنُهُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «كُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بِحُبِّ عَليٍّ، عَلَيْهِ السَّلَامُ».
وَفِي حَدِيثِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ: «حَتَّى وَاللَّهِ مَا نَحْسَبُ إِلَّا أَن ذَلِكَ شَيْءٌ يُبْتارُ بِهِ إِسلامنا».
وفَحْلٌ مِبْوَرٌ: عَالِمٌ بِالْحَالَيْنِ مِنَ النَّاقَةِ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وابنُ بُورٍ حَكَاهُ ابْنُ جِنِّيٍّ فِي الإِمالة، وَالَّذِي ثَبَتَ فِي كِتَابِ سِيبَوَيْهِ ابْنُ نُور، بِالنُّونِ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ.
والبُورِيُّ والبُورِيَّةُ والبُورِيَاءُ والباريُّ والبارِياءُ والبارِيَّةُ: فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، قِيلَ: هُوَ الطَّرِيقُ، وَقِيلَ: الْحَصِيرُ الْمَنْسُوجُ، وَفِي الصِّحَاحِ: الَّتِي مِنَ الْقَصَبِ.
قَالَ الأَصمعي: الْبُورْيَاءُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ بارِيٌّ وبورِيٌّ؛ وأَنشد لِلْعَجَّاجِ يَصِفُ كِنَاسَ الثَّوْرِ: " كالخُصّ إِذْ جَلَّلَهُ البَارِيُ قَالَ: وَكَذَلِكَ البَارِيَّةُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَ لَا يَرَى بأْسًا بِالصَّلَاةِ عَلَى البُورِيّ»؛ هِيَ الْحَصِيرُ الْمَعْمُولُ مِنَ الْقَصَبِ، وَيُقَالُ فيها بارِيَّةٌ وبُورِياء.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
21-لسان العرب (خبر)
خبر: الخَبِيرُ: مِنْ أَسماء اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْعَالِمُ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ.وخَبُرْتُ بالأَمر.
أَي عَلِمْتُهُ.
وخَبَرْتُ الأَمرَ أَخْبُرُهُ إِذا عَرَفْتَهُ عَلَى حَقِيقَتِهِ.
وَقَوْلُهُ تعالى: {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرًا}؛ أَي اسأَل عَنْهُ خَبِيرًا يَخْبُرُ.
والخَبَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَاحِدُ الأَخبْار.
والخَبَرُ: مَا أَتاك مِنْ نَبإٍ عَمَّنْ تَسْتَخْبِرُ.
ابْنُ سِيدَهْ: الخَبَرُ النَّبَأُ، وَالْجَمْعُ أَخْبَارٌ، وأَخابِير جَمْعُ الْجَمْعِ.
فأَما قَوْلُهُ تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها}؛ فَمَعْنَاهُ يَوْمَ تُزَلْزَلُ تُخْبِرُ بِمَا عُمِلَ عَلَيْهَا.
وخَبَّرَه بِكَذَا وأَخْبَرَه: نَبَّأَهُ.
واسْتَخْبَرَه: سأَله عَنِ الخَبَرِ وَطَلَبَ أَن يُخْبِرَهُ؛ وَيُقَالُ: تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ واسْتَخْبَرْتُه؛ وَمِثْلُهُ تَضَعَّفْتُ الرَّجُلَ واسْتَضْعَفْتُه، وتَخَبَّرْتُ الْجَوَابَ واسْتَخْبَرْتُه.
والاسْتِخْبارُ والتَّخَبُّرُ: السُّؤَالُ عَنِ الخَبَر.
وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ: «أَنه بَعَثَ عَيْنًا مِنْ خُزَاعَةَ يَتَخَبَّر لَهُ خَبَرَ قُرَيْشٍ»؛ أي يَتَعَرَّفُ؛ يُقَالُ: تَخَبَّرَ الخَبَرَ واسْتَخْبَر إِذا سأَل عَنِ الأَخبْارِ لِيَعْرِفَهَا.
والخابِرُ: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ وَرَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِير: عَالِمٌ بالخَبَرِ.
والخَبِيرُ: المُخْبِرُ؛ وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي وَصْفِ شَجَرٍ: أَخْبَرَني بِذَلِكَ الخَبِرُ، فَجَاءَ بِهِ عَلَى مِثَالِ فَعِلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا لَا يَكَادُ يُعْرَفُ إِلَّا أَن يَكُونَ عَلَى النَّسَبِ.
وأَخْبَرَهُ خُبُورَهُ: أَنْبأَهُ مَا عِنْدَهُ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: مَا يُدْرَى لَهُ أَيْنَ خَبَرٌ وَمَا يُدْرَى لَهُ مَا خَبَرٌ أَي مَا يُدْرَى، وأَين صِلَةٌ وَمَا صِلَةٌ.
والمَخْبَرُ: خِلَافُ المَنْظَرِ، وَكَذَلِكَ المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ، بِضَمِّ الْبَاءِ، وَهُوَ نَقِيضُ المَرْآةِ والخِبْرُ والخُبْرُ والخِبْرَةُ والخُبْرَةُ والمَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ، كُلُّهُ: العِلْمُ بِالشَّيْءِ؛ تَقُولُ: لِي بِهِ خِبْرٌ، وَقَدْ خَبَرَهُ يَخْبُره خُبْرًا وخُبْرَةً [خِبْرَةً] وخِبْرًا واخْتَبَره وتَخَبَّرهُ؛ يُقَالُ: مَنْ أَين خَبَرْتَ هَذَا الأَمر أَي مِنْ أَين عَلِمْتَ؟ وَقَوْلُهُمْ: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ أَي لأَعْلَمَنَّ عِلْمَك؛ يُقَالُ: صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ.
وأَما قَوْلُ أَبي الدَّرْدَاءِ: وجدتُ الناسَ اخْبُرْ نَقْلَه؛ فَيُرِيدُ أَنك إِذا خَبَرْتَهُم قَلَيْتَهُمْ، فأَخرج الْكَلَامَ عَلَى لَفْظِ الأَمر، وَمَعْنَاهُ الخَبَرُ.
والخُبْرُ: مَخْبُرَةُ الإِنسان.
والخِبْرَةُ: الاختبارُ؛ وخَبَرْتُ الرَّجُلَ أَخْبُرُه خُبْرًا [خِبْرًا] وخُبْرَةً [خِبْرَةً].
والخَبِيرُ: الْعَالِمُ؛ قَالَ الْمُنْذِرِيُّ سَمِعْتُ ثَعْلَبًا يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: " كَفَى قَوْمًا بِصاحِبِهمْ خَبِيرا "فَقَالَ: هَذَا مَقْلُوبٌ إِنما يَنْبَغِي أَن يَقُولَ كَفَى قَوْمًا بِصَاحِبِهِمْ خُبْرًا؛ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: يَقُولُ كَفَى قَوْمٌ.
والخَبِيرُ: الَّذِي يَخْبُرُ الشَّيْءَ بِعِلْمِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: " وشِفَاءُ عِيِّكِ خابِرًا أَنْ تَسْأَلي "فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَا تَجِدِينَ فِي نَفْسِكَ مِنَ الْعِيِّ أَن تَسْتَخْبِرِي.
وَرَجُلٌ مَخْبَرانِيٌّ: ذُو مَخْبَرٍ، كَمَا قَالُوا مَنْظَرانِيّ أَي ذُو مَنْظَرٍ.
والخَبْرُ والخِبْرُ: المَزادَةُ الْعَظِيمَةُ، وَالْجَمْعُ خُبُورٌ، وَهِيَ الخَبْرَاءُ أَيضًا؛ عَنْ كُرَاعٍ؛ وَيُقَالُ: الخِبْرُ، إِلَّا أَنه بِالْفَتْحِ أَجود؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الخَبْرُ، بِالْفَتْحِ، الْمَزَادَةُ، وأَنكر فِيهِ الْكَسْرَ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: نَاقَةٌ خَبْرٌ إِذا كَانَتْ غَزِيرَةً.
والخَبْرُ والخِبْرُ: النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ اللَّبَنِ.
شُبِّهَتْ بِالْمَزَادَةِ فِي غُزْرِها، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ وَقَدْ خَبَرَتْ خُبُورًا؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
والخَبْراءُ: المجرَّبة بالغُزْرِ.
والخَبِرَةُ: الْقَاعُ يُنْبِتُ السِّدْرَ، وَجَمْعُهُ خَبِرٌ، وَهِيَ الخَبْراءُ أَيضًا، وَالْجَمْعُ خَبْراوَاتٌ وخَبَارٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وخَبَارٌ كَسَّرُوها تَكْسِيرَ الأَسماء وَسَلَّموها عَلَى ذَلِكَ وإِن كَانَتْ فِي الأَصل صِفَةً لأَنها قَدْ جَرَتْ مَجْرَى الأَسماء.
والخَبْراءُ: مَنْقَعُ الْمَاءِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ مَنْقَعَ الْمَاءِ فِي أُصول السِّدْرِ، وَقِيلَ: الخَبْراءُ الْقَاعُ يُنْبِتُ السِّدْرَ، وَالْجَمْعُ الخَبَارَىوالخَبارِي مِثْلُ الصحارَى والصحارِي وَالْخَبْرَاوَاتُ؛ يُقَالُ: خَبِرَ الموضعُ، بِالْكَسْرِ، فَهُوَ خَبِرٌ؛ وأَرض خَبِرَةٌ.
والخَبْرُ: شَجَرُ السِّدْرِ والأَراك وَمَا حَوْلَهُمَا مِنَ العُشْبِ؛ وَاحِدَتُهُ خَبْرَةٌ.
وخَبْراءُ الخَبِرَةِ: شَجَرُهَا؛ وَقِيلَ: الخَبْرُ مَنْبِتُ السِّدْرِ فِي القِيعانِ.
والخَبْرَاءُ: قَاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَاءُ، وَجَمْعُهُ خَبَارَى وخَبَاري.
وَفِي تَرْجَمَةِ نَقَعَ: النَّقائعُ خَبَارَى فِي بِلَادِ تَمِيمٍ.
اللَّيْثُ: الخَبْراءُ شَجْراءُ فِي بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى فِيهَا الْمَاءُ إِلى الْقَيْظِ وَفِيهَا ينْبت الخَبْرُ، وَهُوَ شَجَرُ السِّدْرِ والأَراك وَحَوَالَيْهَا عُشْبٌ كَثِيرٌ، وَتُسَمَّى الخَبِرَةَ، وَالْجَمْعُ الخَبِرُ.
وخَبْرُ الخَبِرَةِ: شجرُها قَالَ الشَّاعِرُ:
فَجادَتْكَ أَنْواءُ الرَّبيعِ، وهَلَّلَتْ ***عليكَ رِياضٌ مِنْ سَلامٍ وَمِنْ خَبْرِ
والخَبْرُ مِنْ مَوَاقِعِ الْمَاءِ: مَا خَبِرَ المَسِيلُ فِي الرُّؤُوسِ فَتَخُوضُ فِيهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «فَدَفعنا فِي خَبَارٍ مِنَ الأَرض»؛ أَي سَهْلَةٍ لَيِّنَةٍ.
والخَبارُ مِنَ الأَرض: مَا لانَ واسْتَرخَى وَكَانَتْ فِيهِ جِحَرَةٌ.
والخَبارُ: الجَراثيم وجِحَرَةُ الجُرْذانِ، وَاحِدَتُهُ خَبارَةٌ.
وَفِي الْمَثَلِ: مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثارَ.
والخَبارُ: أَرض رِخْوَةٌ تَتَعْتَعُ فِيهِ الدوابُّ؛ وأَنشد:
تَتَعْتَع فِي الخَبارِ إِذا عَلاهُ، ***ويَعْثُر فِي الطَّرِيقِ المُسْتَقِيمِ
ابْنُ الأَعرابي: والخَبارُ مَا اسْتَرْخَى مِنَ الأَرض وتَحَفَّرَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: وَهُوَ مَا تَهَوَّرَ وساخَتْ فِيهِ الْقَوَائِمُ.
وخَبِرَتِ الأَرضُ خَبَرًا: كَثُرَ خَبارُها.
والخَبْرُ: أَن تُزْرَعَ عَلَى النِّصْفِ أَو الثُّلْثِ مِنْ هَذَا، وَهِيَ المُخابَرَةُ، وَاشْتُقَّتْ مِنْ خَيْبَرَ لأَنها أَول مَا أُقْطِعَتْ كَذَلِكَ.
والمُخابَرَةُ: الْمُزَارَعَةُ بِبَعْضِ مَا يَخْرُجُ مِنَ الأَرض، وَهُوَ الخِبْرُ أَيضًا، بِالْكَسْرِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «كُنَّا نُخابر وَلَا نَرَى بِذَلِكَ بأْسًا حَتَّى أَخْبَرَ رافعٌ أَن رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا».
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه نَهَى عن المُخابرة»؛ قِيلَ: هِيَ الْمُزَارَعَةُ عَلَى نَصِيبٍ مُعَيَّنٍ كَالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ وَغَيْرِهِمَا؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الخَبارِ، الأَرض اللَّيِّنَةُ، وَقِيلَ: أَصل المُخابرة مِنْ خَيْبر، " لأَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقرها فِي أَيدي أَهلها عَلَى النِّصْفِ مِنْ مَحْصُولِهَا "؛ فَقِيلَ: خابَرَهُمْ أَي عَامَلَهُمْ فِي خَيْبَرَ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الْمُزَارَعَةُ فَعَمَّ بِهَا.
والمُخَابَرَةُ أَيضًا: الْمُؤَاكَرَةُ.
والخَبِيرُ: الأَكَّارُ؛ قَالَ:
تَجُزُّ رؤُوس الأَوْسِ مِنْ كلِّ جانِبٍ، ***كَجَزِّ عَقاقِيلِ الكُرومِ خَبِيرُها
رَفَعَ خَبِيرَهَا عَلَى تَكْرِيرِ الْفِعْلِ، أَراد جَزَّه خَبِيرُها أَي أَكَّارُها.
والخَبْرُ الزَّرْعُ.
والخَبِيرُ: النَّبَاتُ.
وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: «نَسْتَخْلِبُ الخَبِيرَ»أَي نَقْطَعُ النَّبَاتَ وَالْعُشْبَ ونأْكله؛ شُبّهَ بِخَبِيرِ الإِبل، وَهُوَ وبَرُها لأَنه يَنْبُتُ كَمَا يَنْبُتُ الْوَبَرُ.
وَاسْتِخْلَابُهُ: احْتِشاشُه بالمِخْلَبِ، وَهُوَ المِنْجَلُ.
والخَبِيرُ: يَقَعُ عَلَى الْوَبَرِ وَالزَّرْعِ والأَكَّار.
والخَبِيرُ: الوَبَرُ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ يَصِفُ حَمِيرَ وَحْشٍ: " حَتَّى إِذَا مَا طَارَ مِنْ خَبِيرِها "والخَبِيرُ: نُسَالة الشِّعْرِ، والخَبِيرَةُ: الطَّائِفَةُ مِنْهُ؛ قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
فَآبُوا بالرماحِ، وهُنَّ عُوجٌ، ***بِهِنَّ خَبائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطُ
والمَخْبُورُ: الطَّيِّب الأَدام.
والخَبِيرُ: الزَّبَدُ؛ وَقِيلَ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ وأَنشد الْهُذَلِيِّ:
تَغَذّمْنَ، فِي جانِبيهِ، الخَبِيرَ ***لَمَّا وَهَى مُزنُهُ واسْتُبِيحَا
تَغَذَّمْنَ يَعْنِي الْفُحُولَ أَي مَضَغْنَ الزَّبَدَ وعَمَيْنَهُ.
والخُبْرُ والخُبْرَةُ: اللَّحْمُ يَشْتَرِيهِ الرَّجُلُ لأَهله؛ يُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا اختَبَرْتَ لأَهلك؟ والخُبْرَةُ: الشَّاةُ يَشْتَرِيهَا الْقَوْمُ بأَثمان مُخْتَلِفَةٍ ثُمَّ يَقْتَسِمُونَهَا فَيُسْهِمُونَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى قَدْرِ مَا نَقَدَ.
وتَخَبَّرُوا خُبْرَةً: اشْتَرَوْا شَاةً فَذَبَحُوهَا وَاقْتَسَمُوهَا.
وَشَاةٌ خَبِيرَةٌ: مُقْتَسَمَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ.
والخُبْرَةُ، بِالضَّمِّ: النَّصِيبُ تأْخذه مِنْ لَحْمٍ أَو سَمَكٍ؛ وأَنشد:
باتَ الرَّبِيعِيُّ والخامِيز خُبْرَتُه، ***وطاحَ طَيُّ بَنِي عَمْرِو بْنِ يَرْبُوعِ
وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: «حِينَ لَا آكلُ الخَبِيرَ»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ؛ أي المَأْدُومَ.
والخَبير والخُبْرَةُ: الأَدام؛ وَقِيلَ: هُوَ الطَّعَامُ مِنَ اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ؛ وَيُقَالُ: اخْبُرْ طَعَامَكَ أَي دَسِّمْهُ؛ وأَتانا بِخُبْزَةٍ وَلَمْ يأْتنا بخُبْرَةٍ.
وَجَمَلٌ مُخْتَبِرٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ.
والخُبْرَةُ: الطَّعَامُ وَمَا قُدِّم مِنْ شَيْءٍ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ أَنه سَمِعَ الْعَرَبَ تَقُولُ: اجْتَمَعُوا عَلَى خُبْرَتِه، يَعْنُونَ ذَلِكَ.
والخُبْرَةُ: الثَّرِيدَةُ الضَّخْمَةُ.
وخَبَرَ الطعامَ يَخْبُرُه خَبْرًا: دَسَّمَهُ.
والخابُور: نَبْتٌ أَو شَجَرٌ؛ قَالَ:
أَيا شَجَرَ الخابُورِ مَا لَكَ مُورِقًا؟ ***كأَنَّكَ لَمْ تَجْزَعْ عَلَى ابنِ طَرِيفِ
والخابُور: نَهْرٌ أَو وَادٍ بِالْجَزِيرَةِ؛ وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِنَاحِيَةِ الشَّامِ.
وخَيْبَرُ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ قَرْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ.
وَيُقَالُ: عَلَيْهِ الدَّبَرَى.
وحُمَّى خَيْبَرى.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
22-لسان العرب (كسر)
كسر: كَسَرَ الشَّيْءَ يَكْسِرُه كَسْرًا فانْكَسَرَ وتَكَسَّرَ شُدِّد لِلْكَثْرَةِ، وكَسَّرَه فتَكَسَّر؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: كَسَرْتُه انْكِسَارًا وانْكَسَر كَسْرًا، وَضَعُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَصْدَرَيْنِ مَوْضِعَ صَاحِبِهِ لِاتِّفَاقِهِمَا فِي الْمَعْنَى لَا بِحَسَبِ التَّعَدِّي وَعَدَمِ التَّعدِّي.وَرَجُلٌ كاسرٌ مِنْ قَوْمٍ كُسَّرٍ، وامرأَة كاسِرَة مِنْ نِسْوَةٍ كَواسِرَ؛ وَعَبَّرَ يَعْقُوبُ عن الكُرَّهِ من قول رؤبة: " وخافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُرَّهِ "بأَنهن الكُسَّرُ؛ وَشَيْءٌ مَكْسور.
وَفِي حَدِيثِ الْعَجِينِ: «قَدِ انْكَسَر»؛ أي لانَ واخْتَمر.
وَكُلُّ شَيْءٍ فَتَر، فَقَدِ انْكسَر؛ يُرِيدُ أَنه صَلَح لأَنْ يُخْبَزَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «بسَوْطٍ مَكْسور»أَي لَيِّنٍ ضَعِيفٍ.
وكَسَرَ الشِّعْرَ يَكْسِرُه كَسْرًا فانْكسر: لَمْ يُقِمْ وَزْنَه، وَالْجَمْعُ مَكاسِيرُ؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: إِنما أَذكر مِثْلَ هَذَا الْجَمْعِ لأَن حُكْمَ مِثْلِ هَذَا أَن يُجْمَعَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ فِي الْمُذَكَّرِ، وبالأَلف وَالتَّاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ، لأَنهم كَسَّروه تَشْبِيهًا بِمَا جَاءَ مِنَ الأَسماء عَلَى هَذَا الْوَزْنِ.
والكَسِيرُ: المَكْسور، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ كَسْرَى وكَسَارَى، وَنَاقَةٌ كَسِير كَمَا قَالُوا كَفّ خَضِيب.
والكَسير مِنَ الشَّاءِ: المُنْكسرةُ الرَّجُلَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَجُوزُ فِي الأَضاحي الكَسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل الَّتِي لَا تَقْدِرُ عَلَى الْمَشْيِ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: «لَا يَزَالُ أَحدهم كاسِرًا وِسادَه عِنْدَ امرأَة مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إِليها»أَي يَثْني وِسادَه عِنْدَهَا وَيَتَّكِئُ عَلَيْهَا ويأْخذ مَعَهَا فِي الْحَدِيثِ؛ والمُغْزِيَةُ الَّتِي غَزا زوْجُها.
والكواسِرُ: الإِبلُ الَّتِي تَكْسِرُ العُودَ.
والكِسْرَةُ: القِطْعَة المَكْسورة مِنَ الشَّيْءِ، وَالْجَمْعُ كِسَرٌ مِثْلُ قِطْعَةٍ وقِطَع.
والكُسارَةُ والكُسارُ: مَا تَكَسَّر مِنَ الشَّيْءِ.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ ووَصَفَ السُّرْفَة فَقَالَ: تَصْنعُ بَيْتًا مِنْ كُسارِ العِيدان، وكُسارُ الحَطَب: دُقاقُه.
وجَفْنَةٌ أَكْسارٌ: عَظِيمَةٌ مُوَصَّلَة لكِبَرها أَو قِدمها، وإِناء أَكْسار كَذَلِكَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسارٌ: كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا كَسْرًا ثُمَّ جَمَعُوهُ عَلَى هَذَا.
والمَكْسِرُ: مَوْضِعُ الكَسْر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
ومَكْسِرُ الشَّجَرَةِ: أَصلُها حَيْثُ تُكْسَرُ مِنْهُ أَغصانها؛ قَالَ الشُّوَيْعِر:
فَمَنَّ واسْتَبْقَى وَلَمْ يَعْتَصِرْ ***مِنْ فَرْعِهِ مَالًا، وَلَا المَكْسِرِ
وعُود صُلْبُ المَكْسِر، بِكَسْرِ السِّينِ، إِذا عُرِفَتْ جَوْدَتُه بِكَسْرِهِ.
وَيُقَالُ: فُلَانٌ طَيِّبُ المَكْسِرِ إِذا كَانَ مَحْمُودًا عند الخِبْرَةِ [الخُبْرَةِ].
ومَكْسِرُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصله.
والمَكْسِرُ: المَخْبَرُ؛ يُقَالُ: هُوَ طَيِّبُ المَكْسِرِ ورَدِيءُ المَكْسِر.
وَرَجُلٌ صُلْبُ المَكْسِر: باقٍ عَلَى الشِّدَّةِ، وأَصله مِنْ كَسْرِكَ العُودَ لتَخْبُرَه أَصُلْبٌ أَم رِخْوٌ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَتْ خُبْرَتُه مَحْمُودَةً: إِنه لَطَيِّبُ المَكْسِرِ.
وَيُقَالُ: فُلَانٌ هَشُّ المَكْسِرِ، وَهُوَ مَدْحٌ وَذَمٌّ، فإِذا أَرادوا أَن يَقُولُوا لَيْسَ بمُصْلِدِ القِدْحِ فَهُوَ مَدْحٌ، وإِذا أَرادوا أَن يَقُولُوا هُوَ خَوَّارُ العُود فَهُوَ ذَمٌّ، وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ مَا لَمْ يبنَ عَلَى حَرَكَةِ أَوَّله كَقَوْلِكَ دِرْهم وَدَرَاهِمُ وبَطْن وبُطُون وقِطْف وقُطُوف، وأَما مَا يُجْمَعُ عَلَى حَرَكَةِ أَوّله فَمِثْلُ صَالِحٍ وَصَالِحُونَ وَمُسْلِمٍ وَمُسْلِمُونَ.
وكَسَرَ مِنْ بَرْدِ الْمَاءِ وحَرِّه يَكْسِرُ كَسْرًا: فَتَّرَ.
وانْكَسَر الحَرُّ: فتَر.
وَكُلُّ مَنْ عَجَز عَنْ شَيْءٍ، فَقَدِ انْكَسَر عنه.
وكل شيء فَتَر عَنْ أَمر يَعْجِزُ عَنْهُ يُقَالُ فِيهِ: انْكسَر، حَتَّى يُقَالَ كَسَرْتُ" مِنْ بَرْدِ الْمَاءِ فانْكَسَر.
وكَسَرَ مِنْ طَرْفه يَكْسِرُ كَسْرًا: غَضَّ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: كسَرَ فُلَانٌ عَلَى طَرَفِهِ أَي غَضَّ مِنْهُ شَيْئًا.
والكَسْرُ: أَخَسُّ الْقَلِيلِ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه مِنْ هَذَا كأَنه كُسِرَ مِنَ الْكَثِيرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
إِذا مَرَئيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ، ***فَمَا رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ يَسْتَفِيدُها
والكَسْرُ والكِسْرُ، وَالْفَتْحُ أَعلى: الجُزْءُ مِنَ الْعُضْوِ، وَقِيلَ: هُوَ الْعُضْوُ الْوَافِرُ، وَقِيلَ: هُوَ الْعُضْوُ الَّذِي عَلَى حِدَتِه لَا يُخْلَطُ بِهِ غَيْرُهُ، وَقِيلَ هُوَ نِصْفُ الْعَظْمُ بِمَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ؛ قَالَ:
وعاذِلةٍ هَبَّتْ عَليَّ تَلُومُني، ***وَفِي كَفِّها كَسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ
أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ لِكُلِّ عَظْمٍ كِسْرٌ وكَسْرٌ، وأَنشد الْبَيْتَ أَيضًا.
الأُمَويّ: وَيُقَالُ لِعَظْمِ السَّاعِدِ مِمَّا يَلِي النِّصْفَ مِنْهُ إِلى المِرْفَق كَسْرُ قَبيحٍ؛ وأَنشد شِمْرٍ:
لَوْ كنتَ عَيْرًا، كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ، ***أَو كنتَ كِسْرًا [كَسْرًا]، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ
وَهَذَا الْبَيْتُ أَورد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَهُ: وَلَوْ كنتَ كِسْرًا، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ "قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ مِنَ الطَّوِيلِ وَدَخَلَهُ الخَرْمُ مِنْ أَوله، قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِيهِ أَو كُنْتَ كَسْرًا، وَالْبَيْتُ عَلَى هَذَا مِنَ الْكَامِلِ؛ يَقُولُ: لَوْ كُنْتَ عَيْرًا لَكُنْتَ شرَّ الأَعيار وَهُوَ عَيْرُ الْمَذَلَّةِ، وَالْحَمِيرُ عِنْدَهُمْ شرُّ ذَوَاتِ الْحَافِرِ، وَلِهَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ: شَرُّ الدَّوَابِّ مَا لَا يُذَكَّى وَلَا يُزَكَّى، يَعْنُون الْحَمِيرَ؛ ثُمَّ قَالَ: وَلَوْ كُنْتَ مِنْ أَعضاء الإِنسان لَكُنْتَ شَرَّها لأَنه مُضَافٌ إِلى قَبِيحٍ، وَالْقَبِيحُ هُوَ طَرَفُهُ الَّذِي يَلي طَرَفَ عَظْمِ العَضُدِ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: وَهَذَا النَّوْعُ مِنَ الْهِجَاءِ هُوَ عِنْدَهُمْ مِنْ أَقبح مَا يُهْجَى بِهِ؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْآخَرِ:
لَوْ كُنْتُمُ مَاءً لَكُنْتُمْ وَشَلا، ***أَو كُنْتُمُ نَخْلًا لكُنْتُمْ دَقَلا
وَقَوْلُ الْآخَرِ:
لَوْ كنتَ مَاءً كنتَ قَمْطَرِيرا، ***أَو كُنْتَ رِيحًا كانَتِ الدَّبُورَا،
أَو كنتَ مُخًّا كُنْتَ مُخًّا رِيرا "الْجَوْهَرِيُّ: الكَسْرُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ كَبِيرُ لَحْمٍ؛ وأَنشد أَيضًا: " وفي كَفِّها كِسْرٌ [كَسْرٌ] أَبَحُّ رَذُومُ قَالَ: وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا وَهُوَ مَكْسُورٌ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَكْسارٌ وكُسورٌ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ سعدُ بنُ الأَخْرَم: «أَتيته وَهُوَ يُطْعم الناسَ مِنْ كُسورِ إِبلٍ»أَي أَعضائها، وَاحِدُهَا كَسْرٌ وكِسْرٌ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَقِيلَ: إِنما يُقَالُ ذَلِكَ لَهُ إِذا كَانَ مَكْسُورًا؛ وفي حديثه الْآخَرِ: " فَدَعَا بخُبْز يَابِسٍ وأَكسارِ بَعِيرٍ "؛ أَكسار جمعُ قِلَّةٍ للكِسْرِ، وكُسورٌ جمعُ كَثْرَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَكُونُ الكَسْرُ مِنَ الإِنسان وَغَيْرِهِ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
قَدْ أَنْتَحِي للناقَةِ العَسِيرِ، ***إِذِ الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسورِ
فَسَّرَهُ فَقَالَ: إِذ أَعضائي تُمَكِّنُنِي.
والكَسْرُ مِنَ الْحِسَابِ: مَا لَا يَبْلُغُ سَهْمًا تَامًّا، وَالْجَمْعُ كُسورٌ.
والكَسْر والكِسْرُ: جَانِبُ الْبَيْتِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا انْحَدَرَ مِنْ جَانِبَيِ الْبَيْتِ عَنِ الطَّرِيقَتَيْنِ، وَلِكُلِّ بَيْتٍ كِسْرانِ.
والكَسْرُ والكِسْرُ: الشُّقَّة السُّفْلى مِنَ الْخِبَاءِ، "والكِسْرُ أَسفل الشُّقَّة الَّتِي تَلِي الأَرض مِنَ الْخِبَاءِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا تَكَسَّر أَو تَثَنَّى عَلَى الأَرض مِنَ الشُّقَّة السُّفْلى.
وكِسْرا كُلِّ شَيْءٍ: نَاحِيَتَاهُ حَتَّى يُقَالَ لِنَاحِيَتَيِ الصَّحراءِ كِسْراها.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِيهِ لُغَتَانِ: الْفَتْحُ وَالْكَسْرُ.
الْجَوْهَرِيُّ: والكِسْرُ، بِالْكَسْرِ، أَسفلُ شُقَّةِ الْبَيْتِ الَّتِي تَلي الأَرضَ مِنْ حيثُ يُكْسَرُ جَانِبَاهُ مِنْ عَنْ يَمِينِكَ وَيَسَارِكَ؛ عَنِ ابْنُ السِّكِّيتِ.
وَفِي حَدِيثِ أُم مَعْبَدٍ: «فَنَظَرَ إِلى شَاةٍ فِي كِسْرِ الخَيْمة»؛ أي جَانِبِهَا.
وَلِكُلِّ بيتٍ كِسْرانِ: عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ، وَتُفْتَحُ الْكَافُ وَتُكْسَرُ، وَمِنْهُ قِيلَ: فُلَانٌ مُكاسِرِي أَي جَارِي.
ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ جَارِي مُكاسِرِي ومُؤاصِرِي أَي كِسْرُ بَيْتِي إِلى جَنْبِ كِسْرِ بَيْتِهِ.
وأَرضٌ ذاتُ كُسُورٍ أَي ذَاتُ صُعودٍ وهُبُوطٍ.
وكُسُورُ الأَودية وَالْجِبَالِ: معاطفُها وجِرَفَتها وشِعابُها، لَا يُفْرد لَهَا واحدٌ، وَلَا يُقَالُ كِسْرُ الْوَادِي.
ووادٍ مُكَسِّرٌ: سالتْ كُسُوره؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ: مِلْنا إِلى وَادِي كَذَا فَوَجَدْنَاهُ مُكَسِّرًا.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وَادٍ مُكَسَّرٌ: بِالْفَتْحِ، كأَن الْمَاءَ كَسَّرَهُ أَي أَسال معَاطفَه وجِرَفَتَه، وَرُوِيَ قَوْلُ الأَعرابي: فَوَجَدْنَاهُ مُكَسَّرًا، بِالْفَتْحِ.
وكُسُور الثَّوْبِ وَالْجِلْدِ: غٌضُونُه.
وكَسَرَ الطائرُ يَكْسِرُ كَسْرًا وكُسُورًا: ضمَّ جَنَاحَيْهِ حَتَّى يَنْقَضَّ يُرِيدُ الوقوعَ، فإِذا ذَكَرْتَ الْجَنَاحَيْنِ قُلْتَ: كَسَرَ جَنَاحَيْهِ كَسْرًا، وَهُوَ إِذا ضَمَّ مِنْهُمَا شَيْئًا وَهُوَ يُرِيدُ الْوُقُوعَ أَو الِانْقِضَاضَ؛ وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِلْعَجَّاجِ: " تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ "والكاسِرُ: العُقابُ، وَيُقَالُ: بازٍ كاسِرٌ وعُقابٌ كَاسِرٌ؛ وأَنشد: " كأَنها كاسِرٌ فِي الجَوّ فَتْخاءُ طَرَحُوا الْهَاءَ لأَن الْفِعْلَ غالبٌ.
وَفِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ: «كأَنها جَنَاحُ عُقابٍ كاسِرٍ»؛ هِيَ الَّتِي تَكْسِرُ جَنَاحَيْهَا وَتَضُمُّهُمَا إِذا أَرادت السُّقُوطَ؛ ابْنُ سِيدَهْ: وعُقاب كَاسِرٌ؛ قَالَ:
كأَنها، بعدَ كلالِ الزاجرِ ***ومَسْحِه، مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ
أَراد: كأَنّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ؛ وأَنشده سِيبَوَيْهِ: " ومَسْحِ مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ "يُرِيدُ: ومَسْحِه فأَخفى الْهَاءَ.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: قَالَ سِيبَوَيْهِ كَلَامًا يُظَنُّ بِهِ فِي ظَاهِرِهِ أَنه أَدغم الْحَاءَ فِي الْهَاءِ بَعْدَ أَن قَلَبَ الْهَاءَ حَاءً فَصَارَتْ فِي ظَاهِرِ قَوْلِهِ ومَسْحّ، وَاسْتَدْرَكَ أَبو الْحَسَنِ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِن هَذَا لَا يَجُوزُ إِدغامه لأَن السِّينَ سَاكِنَةً وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ سَاكِنَيْنِ؛ قَالَ: فَهَذَا لَعَمْرِي تَعَلُّقٌ بِظَاهِرِ لَفْظِهِ فأَما حَقِيقَةُ مَعْنَاهُ فَلَمْ يُرِدْ مَحْضَ الإِدغام؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِمَنْ نَظَرَ فِي هَذَا الْعِلْمِ أَدنى نَظَرٍ أَن يظنَّ بِسِيبَوَيْهِ أَنه يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ هَذَا الْغَلَطُ الْفَاحِشُ حَتَّى يَخْرُجَ فِيهِ مِنْ خطإِ الإِعراب إِلى كَسْرِ الْوَزْنِ، لأَن هَذَا الشِّعْرَ مِنْ مَشْطُورِ الرَّجَزِ وَتَقْطِيعُ الْجُزْءِ الَّذِي فِيهِ السِّينُ وَالْحَاءُ وَمَسْحِهِ [مَفَاعِلُنْ] فَالْحَاءُ بإِزاء عَيْنِ مَفَاعِلُنْ، فَهَلْ يَلِيقُ بِسِيبَوَيْهِ أَن يَكْسِرَ شِعْرًا وَهُوَ يَنْبُوعُ الْعَرُوضِ وَبَحْبُوحَةُ وَزْنِ التَّفْعِيلِ، وَفِي كِتَابِهِ أَماكن كَثِيرَةٌ تَشْهَدُ بِمَعْرِفَتِهِ بِهَذَا الْعِلْمِ وَاشْتِمَالِهِ عَلَيْهِ، فَكَيْفَ يَجُوزُ عَلَيْهِ الْخَطَأُ فِيمَا يَظْهَرُ وَيَبْدُو لِمَنْ يَتَسانَدُ إِلى طَبْعِهِ فَضْلًا عَنْ سِيبَوَيْهِ فِي جَلَالَةِ قَدْرِهِ؟ قَالَ: وَلَعَلَّ أَبا الْحَسَنِ الأَخفش إِنما أَراد التَّشْنِيعَ عَلَيْهِ وإِلا فَهُوَ كَانَ أَعرف النَّاسِ بِجَلَالِهِ؛ ويُعَدَّى فَيُقَالُ: كَسَرَ جَناحَيْه.
الْفَرَّاءُ: يُقَالُ رَجُلٌ ذُو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، وَهُوَ الَّذِي يُغْبَنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَيُقَالُ: فُلَانٌيَكْسِرُ عَلَيْهِ الفُوقَ إِذا كَانَ غَضْبانَ عَلَيْهِ؛ وَفُلَانٌ يَكْسِرُ عَلَيْهِ الأَرْعاظَ غَضَبًا.
ابْنُ الأَعرابي: كَسَرَ الرجلُ إِذا بَاعَ مَتَاعَهُ ثَوْبًا ثَوْبًا، وكَسِرَ إِذا كَسِلَ.
وَبَنُو كِسْرٍ: بطنٌ مِنْ تَغْلِب.
وكِسْرى وكَسْرى، جَمِيعًا بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِهَا: اسْمُ مَلِكِ الفُرْس، مُعَرَّبٌ، هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ خُسْرَوْ أَي وَاسِعُ الْمُلْكِ فَعَرَّبَتْه العربُ فَقَالَتْ: كِسْرى؛ وَوَرَدَ ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا، وَالْجَمْعُ أَكاسِرَةٌ وكَساسِرَةٌ وكُسورٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَن قِيَاسَهُ كِسْرَوْنَ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، مِثْلَ عِيسَوْنَ ومُوسَوْنَ، بِفَتْحِ السِّينِ، وَالنَّسَبُ إِليه كِسْرِيّ، بِكَسْرِ الْكَافِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، مِثْلَ حِرْميٍّ وكِسْرَوِيّ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، وَلَا يُقَالُ كَسْرَوِيّ بِفَتْحِ الْكَافِ.
والمُكَسَّرُ: فَرَسُ سُمَيْدَعٍ.
والمُكَسَّرُ: بَلَدٌ؛ قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ:
فَمَا نُوِّمَتْ حَتَّى ارتُقي بِنقالِها ***مِنَ اللَّيْلِ قُصْوى لابَةٍ والمُكَسَّرِ
والمُكَسِّرُ: لَقَبُ رجلٍ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
أَو كالمُكَسِّرِ لَا تَؤُوبُ جِيادُه ***إِلا غَوانِمَ، وَهِيَ غَيْرُ نِواء
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
23-لسان العرب (ذوق)
ذوق: الذَّوْقُ: مَصْدَرُ ذاقَ الشيءَ يذُوقه ذَوقًا وذَواقًا ومَذاقًا، فالذَّواق والمَذاق يَكُونَانِ مَصْدَرَيْنِ وَيَكُونَانِ طَعْمًا، كَمَا تَقُولُ ذَواقُه ومذاقُه طَيِّبٌ؛ والمَذاق: طَعْمُ الشَّيْءِ.والذَّواقُ: هُوَ المأْكول وَالْمَشْرُوبُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ ذَواقًا»، فَعال بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنَ الذَّوْقِ، وَيَقَعُ عَلَى الْمَصْدَرِ وَالِاسْمِ؛ وَمَا ذُقْتُ ذَواقًا أَي شَيْئًا، وَتَقُولُ: ذُقْتُ فُلَانًا وذُقْتُ مَا عِنْدَهُ أَي خَبَرْته، وَكَذَلِكَ ما نَزَلَ بالإِنسان مِنْ مَكروه فَقَدْ ذاقَه.
وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الذّوّاقِين والذّوَّاقات»؛ يَعْنِي السريعِي النكاحِ السريعِي الطلاقِ؛ قَالَ: وَتَفْسِيرُهُ أَن لَا يَطْمئنّ وَلَا تَطْمَئِنُّ كُلَّمَا تَزَوَّجَ أَو تَزَوَّجَتْ كَرِها ومدَّا أَعينهما إِلى غَيْرِهِمَا.
والذَّوَّاق: المَلُول.
وَيُقَالُ: ذُقت فُلَانًا أَي خبَرْته وبُرْتُه.
واسْتَذَقْت فُلَانًا إِذا خَبَرْتَهُ فَلَمْ تَحْمَد مَخْبَرَته؛ وَمِنْهُ قَوْلُ نَهْشل بْنِ حرِّيٍّ:
وعَهْدُ الغانِياتِ كعَهْدِ قَيْنٍ، ***وَنَتْ عَنْهُ الجَعائلُ، مسْتَذاقِ
كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ، ***وَلَا يَشْفِي الحَوائم مِنْ لَماقِ
يُرِيدُ أَنّ القَيْنَ إِذا تأَخَّر عَنْهُ أَجرُه فسدَ حَالُهُ مَعَ إِخوانه، فَلَا يَصِل إِلَى الِاجْتِمَاعِ بِهِمْ عَلَى الشَّراب وَنَحْوِهِ.
وتَذَوَّقْته أَي ذُقْته شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ.
وأَمر مُستَذاقٌ أَي مُجَرَّبٌ مَعْلُومٌ.
والذَّوْقُ: يَكُونُ فِيمَا يُكره ويُحمد.
قَالَ اللَّهُ تعالى: {فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}؛ أَي ابْتَلاها بسُوء مَا خُبِرت مِنْ عِقاب الْجُوعِ والخَوْف.
وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانُوا إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ لَا يَتفرَّقون إِلا عَنْ ذَواق»؛ ضَرب الذَّوَاقُ مَثَلًا لِمَا يَنالون عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ أَي لَايَتفرقون إِلا عَنْ عِلْمٍ وأَدب يَتعلَّمونه، يَقوم لأَنفسهم وأَرواحهم مَقام الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ لأَجسامهم.
وَيُقَالُ: ذُقْ هَذِهِ القوس أَي انْزَعْ فيها لتَخْبُر لِينها مِنْ شِدَّتِهَا؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
فَذَاقَ فأَعْطَتْه مِنَ اللِّينِ جانِبًا، ***كَفَى ولَها أَن يُغْرِقَ النَّبْل حاجِزُ
أَي لَهَا حَاجِزٌ يَمنع مِنْ إِغراقٍ أَي فِيهَا لِينٌ وَشِدَّةٌ؛ وَمِثْلُهُ: " فِي كَفِّه مُعْطِيةٌ مَنُوع وَمِثْلُهُ: شِرْيانة تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ وذُقْتُ القوسَ إِذا جذَبْت وترَها لِتَنْظُرَ مَا شَدَّتُهَا.
ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ: {فَذُوقُوا الْعَذابَ}، قَالَ: الذَّوْق يَكُونُ بِالْفَمِ وَبِغَيْرِ الْفَمِ.
وَقَالَ أَبو حَمْزَةَ: يُقَالُ أَذاق فُلَانٌ بَعْدَكَ سَرْوًا أَي صَارَ سَرِيًّا، وأَذاقَ بعدَك كَرَمًا، وأَذاق الفرَسُ بَعْدَكَ عَدْوًا أَي صَارَ عَدّاء بَعْدَكَ؛ وَقَوْلُهُ تعالى: {فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها}، أَي خبَرت؛ وأَذاقَه اللهُ وَبَالَ أَمره؛ قَالَ طُفَيْلٌ:
فذوقُوا كَمَا ذُقْنا غَداةَ مُحَجِّرٍ ***مِنَ الغَيْظِ، فِي أكْبادِنا، والتَّحَوُّبِ
وذاقَ الرَّجُلُ عُسَيْلَةَ المرأَة إِذا أَوْلَج فيها إِذاقةً حَتَّى خَبر طِيب جِماعها، وذاقَت هِيَ عُسَيْلَته كَذَلِكَ لَمَّا خالَطها.
وَرَجُلٌ ذَوّاق مِطْلاق إِذا كَانَ كَثِيرَ النِّكَاحِ كَثِيرَ الطَّلَاقِ.
ويومٌ مَا ذُقْته طَعَامًا أَي مَا ذُقْتُ فِيهِ، وذاقَ الْعَذَابَ وَالْمَكْرُوهَ وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَهُوَ مثَل: وَفِي التَّنْزِيلِ: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
وَفِي حَدِيثِ أُحُد: «أَن أَبا سُفْيَانَ لَمَّا رأَى حَمْزَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مقْتولًا قَالَ لَهُ: ذُقْ عُقَقُ»أَي ذُقْ طعْمَ مُخالَفَتِك لَنَا وتَرْكِكَ دِينَك الَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ يَا عاقَّ قَوْمِهِ؛ جَعَلَ إِسلامَه عُقوقًا، وَهَذَا مِنَ الْمَجَازِ أَن يُسْتَعْمَلَ الذَّوْق وَهُوَ مَا يَتَعَلَّقُ بالأَجسام فِي الْمَعَانِي كَقَوْلِهِ تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}، وقوله: فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ ".
وأَذَقْته إِياه، وتَذاوقَ القومُ الشَّيْءَ كذاقُوه؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِل:
يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالًا مُنعَّمةً، ***هَزَّ الشَّمالِ ضُحًى عَيْدانَ يَبْرِينا
أَو كاهْتِزازِ رُدَيْنِيٍّ تَذاوَقَه ***أَيدي التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِينا
والمعروفُ تَدَاوُلُهُ.
وَيُقَالُ: مَا ذُقت ذَواقًا أَي شَيْئًا، وَهُوَ مَا يُذاق من الطعام.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
24-لسان العرب (ورق)
ورق: الوَرَقُ: وَرَقُ الشَّجَرَةِ وَالشَّوْكِ.والوَرَقُ: مِنْ أَوْراق الشَّجَرِ والكِتاب، الْوَاحِدَةُ وَرَقةٌ.
ابْنُ سِيدَهْ: الوَرَقُ مِنَ الشَّجَرِ مَعْرُوفٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَرَقُ كُلُّ مَا تَبَسَّطَ تَبَسُّطًا وَكَانَ لَهُ عَيْرٌ فِي وَسَطِهِ تَنْتَشِرُ عَنْهُ حَاشِيَتَاهُ، وَاحِدَتُهُ وَرَقةٌ.
وَقَدْ وَرَّقَت الشَّجَرَةُ تَوْريقًا وأَوْرَقَت إِيرَاقًا: أَخْرَجَتْ وَرَقَها.
وأَوْرَقَ الشجرُ، أَيْ خَرَجَ وَرَقُه.
وَشَجَرَةٌ وارِقةٌ ووَرِيقة ووَرِقةٌ: خَضْرَاءُ الوَرَق حَسَنَةٌ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ لأَنه لَا فِعْلَ لَهُ.
والوَارِقةُ: الشَّجَرَةُ الْخَضْرَاءُ الوَرَق الْحَسَنَةُ، وَقِيلَ: كَثِيرَةُ الأَوراق.
وَشَجَرَةٌ وَرِقةٌ ووَرِيقة: كَثِيرَةُ الوَرَقِ.
ووَرَقَ الشجرةَ يَرِقُها وَرْقًا: أَخَذَ وَرَقَها، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَرَقَت الشَّجَرَةُ، خَفِيفَةً، أَلْقَتْ وَرَقَها.
وَيُقَالُ: رِقْ لِي هذا الشَّجَرَةَ وَرْقًا أَيْ خُذ وَرَقَها، وَقَدْ وَرَقتُها أَرِقُها وَرْقًا، فَهِيَ مَوْروقة.
النَّضْرُ: يُقَالُ اوْرَاقَّ العنبُ يَوْراقُّ ايرِيقاقًا إِذَا لَوَّنَ فَهُوَ مُورَاقّ.
الأَصمعي: يُقَالُ وَرَقَ الشجرُ وأَوْرَقَ، وبالأَلف أَكْثَرُ، ووَرَّق تَوْريقًا مِثْلُهُ.
والوِراقُ، بِالْكَسْرِ: الْوَقْتُ الَّذِي يُورِقُ فِيهِ الشَّجَرُ، والوَرَاقُ، بِالْفَتْحِ: خُضْرَةُ الأَرض مِنَ الْحَشِيشِ وَلَيْسَ مِنَ الوَرَقِ؛ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ أَن تطَّرد الْخُضْرَةُ لِعَيْنِكَ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَر يَصِفُ جَيْشًا بِالْكَثْرَةِ وَنَسَبَهُ الأَزهري لأَوس بْنِ زُهَيْرٍ:
كأَنّ جِيادهُنَّ، بِرَعْنِ زُمٍّ، ***جَرَادٌ قَدْ أَطاعَ لَهُ الوَرَاقُ
وَيُرْوَى: برَعْنِ قُفٍّ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أن الوَرَاق مِنَ الوَرَقِ؛ وأَنشد الأَزهري:
قُلْ لنُصَيْبٍ يَحْتَلِبْ نَارَ جَعْفَرٍ، ***إِذَا شَكِرَتْ عِنْدَ الوَرَاقِ جِلامُها
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ورَقَت الشجرةُ ووَرَّقَتْ وأَوْرَقتْ، كلُّ ذَلِكَ، إِذَا ظَهَرَ وَرَقُها تَامًّا.
وَفِي الْحَدِيثِ أَنه قَالَ لعَمَّار: أَنْتَ طيّبُ الوَرَق "؛ أَراد بِالْوَرَقِ نَسْله تَشْبِيهًا بوَرَق الشَّجَرِ لِخُرُوجِهَا مِنْهَا.
ووَرَقُ الْقَوْمِ: أَحْدَاثُهُمْ.
وَمَا أَحسن وَرَاقهُ وأَوْرَاقهُ أَيْ لِبْسته وشارتهُ، عَلَى التَّشْبِيهِ بالوَرَقِ.
واخْتَبط مِنْهُ وَرَقًا: أَصَابَ مِنْهُ خَيْرًا.
والرِّقَةُ: أَوَّلُ خُرُوجِ الصِّلِّيان والنَّصِيّ والطَّريفة رَطْبًا، يُقَالُ: رَعَيْنَا رِقَتَهُ.
ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ للنَّصِيّ والصِّلِّيان إِذَا نَبَتَا رِقَةٌ، خَفِيفَةً، مَا دَامَا رَطْبَيْنِ.
والرِّقةُ أَيْضًا: رِقةُ الكَلإِ إِذَا خَرَجَ لَهُ وَرَقٌ.
وتَوَرَّقَت النَّاقَةُ إِذَا رَعَتِ الرِّقةَ.
ابْنُ سَمْعَانَ وَغَيْرُهُ: الرِّقةُ الأَرض الَّتِي يُصِيبُهَا الْمَطَرُ فِي الصَّفَرِيَّة أَوْ فِي الْقَيْظِ فَتَنْبُتُ فَتَكُونُ خَضْرَاءَ فَيُقَالُ: هِيَ رِقة خَضْرَاءُ.
والرِّقةُ: رِقةُ النَّصِي وَالصِّلِّيَانِ إِذَا اخضرَّافِي الرَّبِيعِ.
أَبُو عَمْرٍو: الوَرِيقةُ الشَّجَرَةُ الْحَسَنَةُ الوَرَقِ.
وَعَامٌ أَوْرَقُ: لَا مَطَرَ فِيهِ، وَالْجَمْعُ وُرْق.
والوَرَقُ: أُدم رقاقٌ، وَاحِدَتُهَا وَرَقة، وَمِنْهَا وَرَقُ الْمُصْحَفِ، ووَرَقُ الْمُصْحَفِ وأَوْراقُه: صُحُفُهُ، الْوَاحِدُ كَالْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْهُ.
والوَرَّاقُ: مَعْرُوفٌ، وَحِرْفَتُهُ الوِراقةُ.
وَرَجُلٌ وَرَّاق: وَهُوَ الَّذِي يُوَرِّق وَيَكْتُبُ.
الْجَوْهَرِيُّ: والوَرَقُ الْمَالُ مِنْ دَرَاهِمَ وَإِبِلٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ الوَرَقُ الْمَالِ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
إياكَ أَدعو، فَتَقَبَّلْ مَلَقِي ***اغفِرْ خَطايايَ، وثَمِّرْ ورَقِي
والوَرَقُ مِنَ الدَّمِ: مَا اسْتَدَارَ مِنْهُ عَلَى الأَرض، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي يَسْقُطُ مِنَ الْجِرَاحَةِ عَلَقًا قِطعًا؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَوّله وَرَق وَهُوَ مِثْلُ الرَّشِّ، والبصِيرةُ مِثْلُ فِرْسِنِ الْبَعِيرِ، والجَدِيَّةُ أَعظم مِنْ ذَلِكَ، والإِسْباءةُ فِي طُولِ الرُّمْحِ، وَالْجَمْعُ الأَسابي.
والوَرَقُ: الدنيا.
ووَرَقُ الْقَوْمِ: أَحداثُهم.
ووَرَقُ الشَّباب: نَضْرته وَحَدَاثَتُهُ؛ هَذِهِ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
والوَرِقُ والوِرْقُ والوَرْقُ والرِّقَةُ: الدَّرَاهِمُ مِثْلَ كَبِدٍ وكِبْدٍ وكَبْدٍ، وكَلِمة وكِلْمة وكَلْمةٍ، لأَن فِيهِمْ مَنْ يَنْقُلُ كَسْرَةَ الرَّاءِ إِلَى الْوَاوِ بَعْدَ التَّخْفِيفِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتْرُكُهَا عَلَى حَالِهَا.
وَفِي الصِّحَاحِ: الوَرِقُ الدَّرَاهِمُ الْمَضْرُوبَةُ وَكَذَلِكَ الرقةُ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ.
وَفِي الْحَدِيثِ فِي الزَّكَاةِ: " فِي الرِّقةِ رُبُعُ الْعُشْرِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: عَفَوْتُ لَكُمْ عَنْ صَدَقَةِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ فَهَاتُوا صَدَقَةَ الرِّقَةِ "؛ يُرِيدُ الْفِضَّةَ والدراهمَ الْمَضْرُوبَةَ مِنْهَا، وَحُكِيَ فِي جَمْعِ الرِّقة رِقَات؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الرِّقة قَوْلُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي يَوْمِ مُسَيْلِمَةَ:
إِنَّ السِّهام بالرَّدَى مُفَوَّقَه، ***والحَرْب وَرْهاء العِقال مُطْلَقه
وَخَالِدٌ مِنْ دِينِهِ عَلَى ثِقَهْ، ***لَا ذَهَبٌ يُنْجِيكُمُ وَلَا رِقَه
والمُسْتَوْرِقُ: الَّذِي يَطْلُبُ الوَرِقَ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: " أَقْبَلْت كالمُنْتَجِع المُسْتَوْرِق قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا سُمِّيَتِ الْفِضَّةُ وَرَقًا.
يُقَالُ: أَعطاه أَلف دِرْهَمٍ رِقَة لَا يُخَالِطُهَا شيءٌ مِنَ الْمَالِ غَيْرُهَا.
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: فِي الرِّقةِ رُبُعُ الْعُشْرِ.
وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الوَرِقُ والرِّقَةُ الدَّرَاهِمُ خَاصَّةً.
والوَرَّاقُ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الوَرِق.
والوَرَقُ: الْمَالُ كُلُّهُ، وأَنشد رَجَزَ الْعَجَّاجِ: وثَمِّرْ وَرَقي، أَيْ مَالِي.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الوَرَقُ الْفِضَّةُ، كَانَتْ مَضْرُوبَةً كَدَرَاهِمَ أَوْ لَا.
شَمِرٌ: الرِّقةُ الْعَيْنُ، يُقَالُ: هِيَ مِنَ الْفِضَّةِ خَاصَّةً.
ابْنُ سِيدَهْ: والرِّقَةُ الْفِضَّةُ وَالْمَالُ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: الذَّهَب وَالْفِضَّةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ.
وَفِي حَدِيثِ عَرْفجة: «لَمَّا قُطِعَ أَنْفُهُ اتخذ أَنفًا من وَرِقٍ فأَنتن عَلَيْهِ فَاتَّخَذَ أَنفًا مِنْ ذَهَب»؛ الوَرِقُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: الْفِضَّةُ؛ وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنَّهُ إِنَّمَا اتَّخَذَ أَنفًا مِنْ وَرَقٍ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَراد الرَّقَّ الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ لأَن الْفِضَّةَ لَا تُنْتِنُ؛ قَالَ: وَكُنْتُ أَحسب أَن قَوْلَ الأَصمعي إِنَّ الْفِضَّةَ لَا تُنْتِنُ صَحِيحًا حَتَّى أَخبرني بَعْضُ أَهل الْخِبْرَةِ أَنَّ الذَّهَبَ لَا يُبْلِيه الثَّرَى وَلَا يُصْدئه النَّدَى وَلَا تَنقُصُه الأَرض وَلَا تأْكله النَّارُ، فأَما الْفِضَّةُ فَإِنَّهَا تَبْلى وتَصْدَأُ وَيَعْلُوهَا السَّوَادُ وتُنْتِنُ، وَجَمْعُ الوَرِقِ والوَرْق والوِرْقِ أَوْراق، وجمْع الرِّقَة رِقُونَ.
وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ الرِّقِين تُعَفِّي عَلَى أَفْنِ الأَفِينِ.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: وِجْدانُ الرِّقِين يُغَطِّي أَفْن الأَفِينِ؛ قِيلَ: مَعْنَاهُ أَن الْمَالَ يُغَطِّي الْعُيُوبَ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
فَلَا تَلْحَيا الدُّنْيَا إليَّ، فَإِنَّنِي ***أَرى وَرَقَ الدُّنْيا تَسُلُّ السَّخائما
وَيَا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه، ***نَفَى عَنْهُ وِجْدان الرِّقين العَزائما
يَقُولُ: يَنْفِي عَنْهُ كثرةُ الْمَالِ عزائمَ النَّاسِ فِيهِ أَنه أَحمق مَجْنُونٌ.
قَالَ الأَزهري: لَا تَلْحَيا لَا تذمَّا.
والمُلْتاث: الأَحمق.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالشِّعْرُ لِثُمَامَةَ السَّدوسي.
وَرَجُلٌ مُورقٌ ووَرَّاق: صَاحِبُ وَرَقٍ؛ قَالَ:
يَا رُبَّ بَيْضاءَ مِنَ العِرَاقِ، ***تأْكل مِنْ كِيس امْرئٍ وَرَّاقِ
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي كَثِيرِ الوَرَقِ والمالِ.
الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ وَرَّاق كَثِيرُ الدَّرَاهِمِ.
اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ إِنْ تَتْجُرْ فَإِنَّهُ مَوْرَقةٌ لِمَالِكَ أَيْ مُكَثِّره.
وَيُقَالُ: أَوْرَق الرَّجُلُ كَثُرَ مَالُهُ.
وَيُقَالُ: أَوْرَقَ الحابلُ يُورِقُ إِيرَاقًا، فَهُوَ مُورِقٌ إِذَا لَمْ يَقَعْ فِي حِبالته صَيْدٌ، وَكَذَلِكَ الْغَازِي إِذَا لَمْ يَغْنَم فَهُوَ مُورِقٌ ومُخْفِقٌ، وأَوْرَق الصَّائِدُ إِذَا لَمْ يَصِدْ.
وأَوْرَق الطَّالِبُ إِذَا لَمْ يَنَلْ.
ابْنُ سِيدَهْ: وأَوْرَقَ الصَّائِدُ أَخطأَ وَخَابَ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
إِذَا كَحَلْنَ عُيُونًا غيرَ مُورِقةٍ، ***رَيَّشْنَ نَبْلًا لأَصحاب الصِّبَا صُيُدا
يعني غير خائة.
وأَورَقَ الغازِي: أَخْفَقَ وغَنِمَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد؛ قَالَ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الحَرْب تُعْوِجُ أَهْلَها ***مِرارًا، وَأَحْيَانًا تُفِيدُ وتورقُ؟
والأَوْرَقُ مِنَ الإِبل: الَّذِي فِي لَوْنِهِ بَيَاضٌ إِلَى سَوَادٍ.
والوُرْقَةُ: سَوَادٌ فِي غُبْرة، وَقِيلَ: سَوَادٌ وَبَيَاضٌ كَدُخَانِ الرِّمْثِ يَكُونُ ذَلِكَ فِي أَنواع الْبَهَائِمِ وأَكثر ذَلِكَ فِي الإِبل.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الأَوْرَقُ أَطْيَبُ الإِبل لَحْمًا وأَقلها شِدَّةً عَلَى الْعَمَلِ وَالسَّيْرِ، وَلَيْسَ بِمَحْمُودٍ عِنْدَهُمْ فِي عَمَلِهِ وَسَيْرِهِ، قَالَ.
وَقَدْ يَكُونُ فِي الإِنسان؛ قَالَ:
أَيّامَ أَدعو بأَبِي زِياد ***أَوْرَقَ بَوَّالًا عَلَى البِساط
أَراد أَيام أَدْعُو بِدُعَائِي أَبَا زِيَادٍ رَجُلًا بَوَّالًا، قَالَ وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ لَئِنْ لَقِيتَ فُلَانًا لَتَلْقَيَنَّ مِنْهُ الأَسد، وَقَدِ ايرَقَّ.
واوْرَاقَّ وَهُوَ أَوْرَقُ.
الأَصمعي: إِذَا كَانَ الْبَعِيرُ أَسود يُخَالِطُ سَوَادَهُ بَيَاضٌ كَدُخَانِ الرِّمْثِ فَتِلْكَ الوُرْقَةُ، فَإِنِ اشتدَّتْ وُرْقَتهُ حَتَّى يَذْهَبَ الْبَيَاضُ الَّذِي فِيهِ فَهُوَ أَدْهَمُ.
ابْنُ الأَعرابي: قَالَ أَبو نَصْرٍ النَّعَامِيُّ: هَجِّرْ بحَمْراء وأَسْرِ بوَرْقاء وصَبِّح الْقَوْمَ عَلَى صَهْبَاءَ؛ قِيلَ لَهُ: ولِمَ ذَلِكَ؛ قَالَ: لأَن الحَمْراءَ أَصْبَرُ عَلَى الْهَوَاجِرِ، والوَرْقاءَ أَصْبَرُ عَلَى طُولِ السُّرَى، والصَّهْباء أَشهر وأَحسن حِينَ يُنْظَرُ إِلَيْهَا، وَمِنْ ذَلِكَ قِيلَ لِلرَّمَادِ أوْرَقُ، وللحَمامة والذِّئْبة وَرْقاءُ؛ " وَقَوْلُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ جاءَت بِهِ أَوْرَقَ جُمَاليًّا "؛ فَإِنَّمَا عَنَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأُدمة فَاسْتَعَارَ لَهَا اسْمَ الوُرْقة، وَكَذَلِكَ اسْتَعَارَ جُمَاليًّا وَإِنَّمَا الجُمالية لِلنَّاقَةِ، وَرَوَاهُ أَهل الْحَدِيثِ جَمَاليًّا، مِنَ الجَمال، وليس بشيء.
والأَوْرَقُ مِنَ النَّاسِ: الأَسمر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ" النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَلَدِ الْمُلَاعَنَةِ: إِنْ جاءَت بِهِ أُمُّه أَوْرَقَ "أَي أَسمر.
والسُّمْرة: الوُرْقَة.
والسَّمْرةُ: الأُحْدوثة بِاللَّيْلِ.
والأَوْرَقُ: الَّذِي لَوْنُهُ بَيْنَ السَّوَادِ والغُبْرَة؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّمَادِ أَوْرَقُ وَلِلْحَمَامَةِ وَرْقاء، وَإِنَّمَا وَصَفَهُ بالأُدْمة.
وَرُوِيَ فِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ: «إِنْ جَاءَتْ بِهِ أَورق جَعْدًا»؛ الأَوْرَقُ: الأَسمر، والوُرْقة السُّمْرَةُ، يُقَالُ: جَمَلٌ أَوْرَقُ وَنَاقَةٌ وَرْقاء.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الأَكوع: «خَرَجْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ ورقاءَ».
وَحَدِيثُ قُسّ: عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ.
أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم: إِنَّهُ لأَشْأَم مِنْ وَرْقاء، وهي مشؤومة يَعْنِي النَّاقَةَ، وَرُبَّمَا نَفَرَتْ فَذَهَبَتْ فِي الأَرض.
وَيُقَالُ لِلْحَمَامَةِ وَرْقاء لِلَوْنِهَا.
الأَصمعي: جَاءَ فُلَانٌ بالرُّبَيْق عَلَى أُرَيْق إِذَا جَاءَ بِالدَّاهِيَةِ الْكَبِيرَةِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أُرَيْقٌ تَصْغِيرُ أَوْرَق، عَلَى التَّرْخِيمِ، كَمَا صَغَّرُوا أَسْوَدَ سوَيْدًا، وأُرَيْق فِي الأَصل وُرَيق فَقُلِبَتِ الْوَاوُ أَلِفًا لِلضَّمَّةِ كَمَا قَالَ تعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ}، والأَصل وقِّتَتْ.
الأَصمعي: تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّ قَوْلَهُمْ [جَاءَنَا بأُم الرُّبَيْق عَلَى أُرَيْقٍ]، مِنْ قَوْلِ رجلٍ رأَى الغُولَ عَلَى جَملٍ أَوْرَقَ كَأَنَّهُ أَراد وُرَيْقًا تَصْغِيرَ أَوْرَق.
والأَوْرَقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: مَا كَانَ لَوْنُهُ لَوْنَ الرَّمَادِ، وَزَمَانٌ أَورق أَيْ جَدْبٌ؛ قَالَ جَنْدَلٌ:
إِنْ كَانَ عَمِّي لكَرِيمَ المِصْدَقِ، ***عَفًّا هَضُومًا فِي الزَّمَانِ الأَوْرَقِ
والأَوْرَقُ: اللَّبَنُ الَّذِي ثُلْثَاهُ مَاءٌ وَثُلُثُهُ لَبَنٌ؛ قَالَ:
يشْربه مَحْضًا ويَسْقي عيالَهُ ***سَجاجًا، كأقْرابِ الثَّعَالِبِ، أَوْرَقا
وَكَذَلِكَ شَبَّهَتِ الْعَرَبُ لَوْنَ الذِّئْبِ بِلَوْنِ دُخَانِ الرِّمْث لأَن الذِّئْبَ أَوْرَقُ؛ قَالَ رُؤْبَةَ:
فَلَا تَكُوني، يَا ابْنَةَ الأَشَمِّ، ***وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبَها المُدَمِّي
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الَّذِي يَضرب لونُه إِلَى الْخُضْرَةِ.
قَالَ: والذِّئابُ إِذَا رأَت ذِئبًا قَدْ عُقِر وَظَهَرَ دَمُهُ أَكَبَّت عَلَيْهِ فَقَطَعَتْهُ وأُنثاه مَعَهَا، وَقِيلَ: الذِّئْبُ إِذَا دَمِيَ أَكَلَتْهُ أُنثاه فَيَقُولُ هَذَا الرَّجُلُ لامرأَته: لَا تَكُونِي إِذَا رأَيت النَّاسَ قَدْ ظَلَمُونِي مَعَهُمْ عَلَيَّ فَتَكُونِي كَذِئْبَةِ السُّوءِ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: نَصْل أَوْرَقُ بُرِدَ أَو جُلِيَ ثُمَّ لُوّح بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْجَمْرِ حَتَّى اخْضَرَّ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: " عَلَيْهِ وُرْقانُ القِران النُّصَّلِ "والوَرَقة فِي الْقَوْسِ: مَخْرَجُ غُصْن، وَهُوَ أَقل مِنَ الأُبْنة، وَحَكَاهُ كُرَاعٌ بِجَزْمِ الرَّاءِ وَصَرَّحَ فِيهِ بِذَلِكَ.
وَيُقَالُ: فِي الْقَوْسِ وَرْقة، بِالتَّسْكِينِ، أَي عَيْبٌ، وَهُوَ مَخْرج الغُصن إِذَا كَانَ خَفِيًّا.
ابْنُ الأَعرابي: الوَرْقة الْعَيْبُ فِي الْغُصْنِ، فَإِذَا زَادَتْ فَهِيَ الأُبْنة، فإذا زادت فيه السحسه.
ووَرَقة الوَتَر: جُليدة تُوضَعُ عَلَى حَزِّه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
وَرَجُلٌ وَرَق وَامْرَأَةٌ وَرَقة: خَسِيسَانِ.
والوَرَقُ مِنَ الْقَوْمِ: أَحداثهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ هُدْبَةُ بْنُ الخَشْرم يَصِفُ قَوْمًا قَطَعُوا مَفَازَةً:
إِذَا وَرَقُ الفِتْيان صَارُوا كأنَّهُم ***دراهِمُ، مِنْهَا جائزاتٌ وزُيَّفُ
وَرَوَاهُ يَعْقُوبُ: وَزَائِفٌ، وَهُوَ خطأٌ، وَهُمُ الخِساس، وَقِيلَ: هُمُ الأَحداث، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَبْلَهُ:
يَظَلُّ بِهَا الْهَادِي يُقَلِّبُ طَرْفه، ***يَعَضُّ عَلَى إِبْهَامِهِ، وَهُوَ واقفُ
قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ وَزَائِفُ، لأَن الْقَصِيدَةَ مُؤَسَّسَةٌ وأَولها: أَتُنْكِرُ رَسْم الدَّارِ أَمْ أَنتَ عارِفُ "وَالَّذِي فِي شِعْرِهِ: مِنْهَا رَاكِبَاتٌ وَزَائِفُ.
وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: لَنَا وَرَقٌ أَي طَرِيفٌ وَفِتْيَانٌ وَرَق، وأَنشد الْبَيْتَ؛ وَقَالَ عمرو فِي نَاقَتِهِ وَكَانَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ:
طَالَ الثَّواءُ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ لَا ***تَرْعَى، وبِيعَ لَهُ البَيْضاء والوَرَقُ
أَراد بِالْبَيْضَاءِ الحَليَّ، وبالوَرَق الخَبَط، وبِيعَ اشْتُرِي.
ابْنُ الأَعرابي: الوَرَقةُ الْخَسِيسُ مِنَ الرِّجَالِ، والوَرَقة الْكَرِيمُ مِنَ الرِّجَالِ، والوَرَقة مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ مِنَ الدَّمِ.
والوَرَقُ: الْمَالُ النَّاطِقُ كُلُّهُ.
والوَرَقُ: الأَحداث مِنَ الْغِلْمَانِ.
أَبو سَعِيدٍ: يُقَالُ رأَيته وَرَقًا أَي حَيًّا، وَكُلُّ حَيٍّ وَرَق، لأَنهم يَقُولُونَ يَمُوتُ كَمَا يَمُوتُ الوَرَقُ وَيَيْبَسُ كَمَا يَيْبَسُ الوَرَقُ؛ قَالَ الطَّائِيُّ:
وهَزَّتْ رَأْسَها عَجَبًا وَقَالَتْ: ***أَنا العُبْرِي، أَإِيَّانا تُرِيدُ؟
وَمَا يَدْرِي الوَدُودُ، لعلَّ قَلْبِي، ***وَلَوْ خُبِّرْته وَرَقًا، جَلِيدُ
أَي وَلَوْ خُبِّرْته حَيًّا فَإِنَّهُ جَلِيد.
والوَرْقاء: شُجَيْرَةٌ مَعْرُوفَةٌ تَسْمُو فَوْقَ الْقَامَةِ لَهَا وَرَق مُدَوَّرٌ وَاسِعٌ دَقِيقٌ نَاعِمٌ تَأْكُلُهُ الْمَاشِيَةُ كُلُّهَا، وَهِيَ غَبْرَاءُ السَّاقِ خَضْرَاءُ الْوَرَقِ لَهَا زَمَع شُعْر فِيهِ حَبٌّ أَغبر مِثْلُ الشَّهْدانِج، تَرْعَاهُ الطَّيْرُ، وَهُوَ سُهْليّ يَنْبُتُ فِي الأَودية وَفِي جَنَباتها وَفِي الْقِيعَانِ، وَهِيَ مَرْعًى.
ومَوْرَقٌ: اسْمُ رَجُلٍ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ، شَاذٌّ عَنِ الْقِيَاسِ عَلَى حَسَبِ مَا يَجِيءُ للأَسماء الأَعلام فِي كَثِيرٍ مِنْ أَبواب الْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَ الْقِيَاسُ مَوْرِقًا، بِكَسْرِ الرَّاءِ.
والوَرِيقةُ ووِراقٌ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الزِّبْرِقَانُ:
وعَبْد مِنْ ذَوِي قَيْسٍ أَتَانِي، ***وأَهلي بالتَّهائم فالوِراق
ووَرِقانُ: جبَل مَعْرُوفٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «سِنُّ الْكَافِرِ فِي النَّارِ كوَرِقان، هُوَ بِوَزْنِ قَطِرانٍ، جَبَلٌ أَسْوَدُ بَيْنَ العَرْج والرُّوَيْثة عَلَى يَمين الْمَارِّ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ».
وَفِي الْحَدِيثِ: «رَجُلَانِ مِنْ مُزَيْنة يَنْزِلَانِ جَبَلًا مِنْ جِبَالِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ وَرِقان فيُحْشَرُ الناسُ وَلَا يَعْلَمان».
ووَرْقاء: اسْمُ رَجُلٍ، وَالْجَمْعُ وَرَاقٍ ووَراقى مِثْلُ صَحارٍ وصَحارى، وَنَسَبُوا إِلَيْهِ وَرْقاوِيٌّ فأَبدلوا مِنْ هَمْزَةِ التَّأْنِيثِ وَاوًا.
وَفُلَانُ بن مَوْرَقٍ، بِالْفَتْحِ، وَهُوَ شَاذٌّ مثل مَوْحَدٍ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
25-لسان العرب (عجم)
عجم: العُجْمُ والعَجَمُ: خِلافُ العُرْبِ والعَرَبِ، يَعْتَقِبُ هذانِ المِثالانِ كَثِيرًا، يُقَالُ عَجَمِيٌّ وَجَمْعُهُ عَجَمٌ، وَخِلَافُهُ عَرَبيّ وَجَمْعُهُ عَرَبٌ، وَرَجُلٌ أَعْجَم وَقَوْمٌ أعْجَمُ؛ قَالَ:سَلُّومُ، لَوْ أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأَعْجَمِ ***فِي الرُّومِ أَو فارِسَ، أَو فِي الدَّيْلَمِ،
إِذًا لَزُرناكِ وَلَوْ بسُلَّمِ وَقَوْلُ أَبي النَّجْم:
وطَالَما وطَالَما وطالَما ***غَلَبْتُ عَادًا، وغَلَبْتُ الأَعْجَما
إِنَّمَا أَراد العَجَم فأَفرده لِمُقَابَلَتِهِ إِيَّاهُ بعادٍ، وعادٌ لَفْظٌ مُفْرَدٌ وإِن كَانَ مَعْنَاهُ الجمعَ، وَقَدْ يُرِيدُ الأَعْجَمِينَ، وإِنما أَراد أَبو النَّجْمِ بِهَذَا الجَمْعَ أَي غلبتُ الناسَ كُلَّهم، وَإِنْ كَانَ الأَعْجَمُ لَيْسُوا مِمَّنْ عارَضَ أَبو النَّجْمِ، لأَن أَبا النَّجْمِ عَرَبِيٌّ والعَجَم غَيْرُ عَرَبٍ، وَلَمْ يَجْعَلِ الأَلف فِي قَوْلِهِ وَطَالَمَا الأَخيرةَ تأْسيسًا لأَنه أَراد أَصل ما كانت عليه طال وَمَا جَمِيعًا إِذَا لَمْ تُجْعَلَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَهُوَ قَدْ جَعَلَهُمَا هُنَا كَلِمَةً وَاحِدَةً، وَكَانَ القياسُ أَن يَجْعَلَهَا هَاهُنَا تأْسيسًا لأَن ما هَاهُنَا تَصْحَبُ الفعلَ كَثِيرًا.
والعَجَمُ: جَمْعُ العَجميّ، وَكَذَلِكَ العَرَبُ جَمْعُ العَرَبيّ، ونَحْوٌ مِنْ هَذَا جَمْعُهم اليهوديَّ والمجوسيَّ اليهودَ وَالْمَجُوسَ.
والعُجْمُ: جَمْعُ الأَعْجَمِ الَّذِي لَا يُفْصِحُ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ العُجْمُ جمعَ العَجَم، فكأَنه جَمْعُ الْجَمْعِ، وَكَذَلِكَ العُرْبُ جمعُ العَرَبِ.
يُقَالُ: هَؤُلَاءِ العُجْمُ والعُرْبُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: " وَلَا يَرى مِثْلَها عُجْمٌ وَلَا عَرَبُ "فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عَطَفَ عَلَيْهِ العَرَبَ.
قَالَ أَبو إِسْحَاقَ: الأَعْجَمُ الَّذِي لَا يُفْصِحُ وَلَا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مَنْهَل للعبادِ لَا بُدَّ مِنْهُ، ***مُنْتَهى كلِّ أَعْجَمٍ وفَصِيح
والأُنثى عَجْماءُ، وَكَذَلِكَ الأَعْجَميُّ، فأَما العَجَميُّ فَالَّذِي مِنْ جِنْسِ العَجَم، أَفْصَحَ أَو لَمْ يُفْصِحْ، وَالْجَمْعُ عَجَمٌ كَعَرَبيّ وعَرَبٍ وعَرَكيّ وعَرَكٍ ونَبَطيّ ونَبَطٍ وخَوَليّ وخَوَلٍ وخَزَريّ وخَزَرٍ.
وَرَجُلٌ أَعْجَميٌّ وأَعْجَمُ إِذَا كَانَ فِي لِسَانِهِ عُجْمة، وَإِنْ أَفْصَحَ بِالْعَجَمِيَّةِ، وكلامٌ أَعْجَمُ وأَعْجَميٌّ بَيِّنُ العُجْمة.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌ}؛ وَجَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، تَقُولُ: أَحْمَرِيٌّ وأَحْمَرُونَ وأَعْجَمِيٌّ وأَعْجَموُن عَلَى حَدِّ أَشْعَثِيّ وأَشْعَثِينَ وأَشْعَريّ وأَشْعَرِينَ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ}؛ وأَما العُجْمُ فَهُوَ جَمْعُ أَعْجَمَ، والأَعْجَمُ الَّذِي يُجْمَعُ عَلَى عُجْمٍ يَنْطَلِقُ عَلَى مَا يَعْقِلُ وَمَا لَا يَعْقِل، قَالَ الشَّاعِرُ:
يَقُولُ الخَنا وأَبْغَضُ العُجْمِ نَاطِقًا، ***إِلَى ربِّنا، صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ
وَيُقَالُ: رَجُلانِ أعْجمانِ، ويُنْسَبُ إِلَى الأَعْجَمِ الذي في لسانه عُجْمةٌ فَيُقَالُ: لسانٌ أَعْجَميٌّ وكِتابٌ أَعْجَميٌّ، وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَعجميٌّ فتَنسبُه إِلَى نَفْسِهِ إلَّا أَن يَكُونَ أَعْجَمُ وأَعْجَمِيٌّ بِمَعْنًى مِثْلَ دَوَّارٍ ودَوَّاريّ وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَريّ، هَذَا إِذَا ورَدَ ورُودًا لَا يُمْكِنُ رَدُّه.
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أَفْصَحَ الأَعْجَمِيٌّ؛ قَالَ أَبو سَهْلٍ: أَي تَكَلَّمَ بِالْعَرَبِيَّةِ بَعْدَ أَن كَانَ أَعْجَمِيًّا، فَعَلَى هَذَا يُقَالُ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ، وَالَّذِي أَراده الْجَوْهَرِيُّ بِقَوْلِهِ: وَلَا يُقَالُ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ، إِنَّمَا أَراد بِهِ الأَعْجَمَ الَّذِي فِي لِسَانِهِ حُبْسَةٌ وَإِنْ كَانَ عَرَبِيًّا؛ وأَما قولُ ابنِ مَيَّادَةَ، وَقِيلَ هُوَ لمِلْحَة الجَرْميّ:
كأَنَّ قُرادَيْ صَدْرِه طَبَعَتْهما، ***بطينٍ مِنَ الجَوْلان، كُتَّابُ أَعْجَمِ
فَلَمْ يُرِدْ بِهِ العَجَمَ وَإِنَّمَا أَراد بِهِ كُتَّابَ رَجُلٍ أَعجَمَ، وَهُوَ مَلِكُ الرُّومِ.
وقوله عَزَّ وجَلَّ: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ "، بِالِاسْتِفْهَامِ؛ جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَيكون هَذَا الرسولُ عَرَبِيًّا والكتابُ أَعجمي.
قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَاهُ أَن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا هَلَّا فُصِّلَتْ آياتُه عَرَبِيَّةً مُفَصَّلةَ الْآيِ كأَن التَّفْصِيل لِلِسَانِ العَرَب، ثُمَّ ابتدأَ فَقَالَ: أَأَعجمي وَعَرَبِيٌّ، حِكَايَةً عَنْهُمْ كأَنهم يَعْجبون فَيَقُولُونَ كتابٌ أَعجميّ وَنَبِيٌّ عَرَبِيٌّ، كَيْفَ يَكُونُ هَذَا؟ فَكَانَ أَشد لِتَكْذِيبِهِمْ، قَالَ أَبو الْحَسَنِ: ويُقرأ أَأَعجمي، بِهَمْزَتَيْنِ، وَآعْجَمِيٌّ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مُخَفَّفَةٌ تُشْبِهُ الأَلف، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ أَلفًا خَالِصَةً لأَن بَعْدَهَا عَيْنًا وَهِيَ سَاكِنَةٌ، ويُقرأُ أَعْجَميٌّ، بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ وَالْعَيْنُ مَفْتُوحَةٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَقِرَاءَةُ الْحَسَنِ بِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ كَأَنَّهُ جَعَلَهُ مِنْ قِبَلِ الكَفَرَة، وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَن الْمَعْنَى لَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعجميًّا لَقَالُوا هَلّا بُيِّنَتْ آيَاتُهُ، أَقرآنٌ ونَبيٌّ عَربي، وَمَنْ قرأَ آعْجَمِيٌّ بِهَمْزَةٍ وأَلف فَإِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى اللِّسَانِ الأَعجمي، تَقُولُ: هَذَا رَجُلٌ أَعْجميٌّ إِذَا كَانَ لَا يُفْصِحُ، كَانَ مِنَ العَجَمِ أَو مِنَ العَرَب.
وَرَجُلٌ عَجَمِيٌّ إِذَا كَانَ مِنَ الأَعاجِم، فَصِيحًا كَانَ أَو غَيْرَ فَصِيحٍ، والأَجْوَدُ فِي القراءةِ آعْجَميٌّ، بِهَمْزَةٍ وأَلف عَلَى جِهَةِ النِّسْبَةِ إِلَى الأَعْجَمِ، ألا تَرى قَوْلَه: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا؟ وَلَمْ يقرأْه أَحَدٌ عَجَمِيًّا؛ وأَما قِرَاءَةُ الْحَسَنِ: أَعَجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ، بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ وَفَتْحِ الْعَيْنِ، فَعَلَى مَعْنَى هَلَّا بُيِّنَتْ آياتُه فَجُعِلَ بعضُه بَيَانًا للعَجَم وبعضُه بَيَانًا لِلْعَرَبِ.
قَالَ: وَكُلُّ هَذِهِ الْوُجُوهِ الأَربعة سائغةٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَالتَّفْسِيرِ.
وأَعْجَمْتُ الكتابَ: ذَهَبْتُ بِهِ إِلَى العُجْمَةِ، وَقَالُوا: حروفُ المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إِلَى المُعْجَم، فَإِنْ سأَل سَائِلٌ فَقَالَ: مَا مَعْنَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ؟ هَلِ المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هَذِهِ أَو غَيْرُ وَصْفٍ لَهَا؟ فَالْجَوَابُ أَنَّ المُعْجَم مِنْ قَوْلِنَا حروفُ المُعْجَم لَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ صِفَةً لحروفٍ هَذِهِ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحدهما أَن حُرُوفًا هَذِهِ لَوْ كَانَتْ غَيْرَ مُضَافَةٍ إِلَى المُعْجَم لَكَانَتْ نَكِرَةً والمُعْجَم كَمَا تَرَى مَعْرِفَةٌ وَمُحَالٌ وَصْفُ النَّكِرَةِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَالْآخَرُ أَن الحروفَ مضافةٌ وَمُحَالٌ إِضَافَةُ الْمَوْصُوفِ إِلَى صِفَتِهِ، وَالْعِلَّةُ فِي امْتِنَاعِ ذَلِكَ أَن الصِّفَةَ هِيَ الْمَوْصُوفُ عَلَى قَوْلِ النَّحْوِيِّينَ فِي الْمَعْنَى، وإضافةُ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ غَيْرُ جَائِزَةٍ، وَإِذَا كَانَتِ الصفةُ هِيَ الْمَوْصُوفُ عِنْدَهُمْ فِي الْمَعْنَى لَمْ تَجُزْ إِضَافَةُ الْحُرُوفِ إِلَى الْمُعْجَمِ، لأَنه غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ إضافةُ الشيءِ إِلَى نَفْسِهِ، قَالَ: وَإِنَّمَا امْتَنَعَ مِنْ قِبَلِ أَن الغَرَضَ فِي الإِضافة إِنَّمَا هُوَ التخصيصُ والتعريفُ، وَالشَّيْءُ لَا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لَوْ كَانَ مَعْرِفَةً بِنَفْسِهِ لَمَا احْتِيجَ إِلَى إِضَافَتِهِ، إِنَّمَا يُضَافُ إِلَى غَيْرِهِ ليُعَرِّفَه، وَذَهَبَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ إِلَى أَن المُعْجَم مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَةِ الإِعجام كَمَا تَقُولُ أَدْخَلْتُه مُدْخَلًا وأَخْرَجْتُه مُخْرَجًا أَي إِدْخَالًا وَإِخْرَاجًا.
وَحَكَى الأَخفش أَن بَعْضَهُمْ قَرَأَ: وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَم، بِفَتْحِ الرَّاءِ، أَي مِنْ إكْرامٍ، فكأَنهم قَالُوا فِي هَذَا الإِعْجام، فَهَذَا أَسَدُّ وأَصْوَبُ مِنْ أَنْ يُذْهَب إِلَى أَن قَوْلَهُمْ حُروف المُعْجَم بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِمْ صلاةُ الأُولى وَمَسْجِدِ الْجَامِعِ، لأَن مَعْنَى ذَلِكَ صَلَاةُ الساعةِ الأُولى أَو الفَريضةِ الأُولى وَمَسْجِدُ الْيَوْمِ الْجَامِعِ، فالأُولى غيرُ الصلاةِ فِي المَعنى والجامعُ غيرُ الْمَسْجِدِ فِي الْمَعْنَى، وَإِنَّمَا هُمَا صِفتان حُذف مَوْصُوفَاهُمَا وأُقيما مُقامَهما، وَلَيْسَ كَذَلِكَ حُروفُ المُعْجَم لأَنه لَيْسَ مَعْنَاهُ حروفَ الكلامِ الْمُعْجَمِ وَلَا حُرُوفَ اللفظِ الْمُعْجَمِ، إِنَّمَا الْمَعْنَى أَن الحروفَ هِيَ المعجمةُ فَصَارَ قَوْلُنَا حُرُوفُ الْمُعْجَمِ مِنْ بَابِ إِضَافَةِ الْمَفْعُولِ إِلَى الْمَصْدَرِ، كَقَوْلِهِمْ هَذِهِ مَطِيَّةُ رُكُوبٍ أَي مِنْ شأْنها أَن" تُرْكَب، وَهَذَا سَهْمُ نِضالٍ أَي مِنْ شأْنه أَن يُناضَلَ بِهِ، وكذلكَ حروفُ الْمُعْجَمِ أَي مِنْ شأْنها أَن تُعجَم، فَإِنْ قِيلَ إِنَّ جَمِيعَ الْحُرُوفِ لَيْسَ مُعْجَمًا إِنَّمَا المُعْجمُ بَعْضُها، أَلا تَرَى أَنَّ الأَلفَ وَالْحَاءَ والدالَ وَنَحْوَهَا لَيْسَ مُعْجَمًا فَكَيْفَ اسْتَجَازُوا تسميةَ جميعِ هَذِهِ الحروفِ حُروفَ الْمُعْجَمِ؟ قِيلَ: إِنَّمَا سُمّيت بِذَلِكَ لأَن الشَّكْلَ الواحدَ إِذَا اختلفتْ أَصواتُه، فأَعْجَمْتَ بَعْضَها وترَكْتَ بعضَها، فَقَدْ عُلِمَ أَن هَذَا المتروكَ بِغَيْرِ إِعْجَامٍ هُوَ غيرُ ذَلِكَ الَّذِي مِنْ عَادَتِهِ أَن يُعْجَمَ، فَقَدِ ارْتَفَعَ أَيضًا بِمَا فعَلُوا الإِشكالُ والاسْتِبْهامُ عَنْهُمَا جَمِيعًا، وَلَا فرقَ بَيْنَ أَن يزولَ الاستبهامُ عَنِ الحرفِ بإعْجامٍ عَلَيْهِ، أَو مَا يَقُومُ مَقامَ الإِعجام فِي الإِيضاحِ وَالْبَيَانِ، أَلا تَرَى أَنك إِذَا أَعْجَمْتَ الجيمَ بواحدةٍ مِنْ أَسفلَ والخاءَ بواحدةٍ مِنْ فَوْقُ وتركتَ الحاءَ غُفْلًا فَقَدْ عُلِمَ بإِغْفالها أَنها لَيْسَتْ بواحدةٍ مِنَ الْحَرْفَيْنِ الآخَرَيْن، أَعني الجيمَ وَالْخَاءَ؟ وَكَذَلِكَ الدالُ والذالُ والصادُ وسائرُ الْحُرُوفِ، فَلَمَّا اسْتَمَرَّ البيانُ فِي جَمِيعِهَا جَازَ تسميتُها حروفَ الْمُعْجَمِ.
وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ: لِمَ سُمِّيَت مُعْجَمًا؟ فَقَالَ: أَما أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيُّ فَيَقُولُ أَعْجَمْتُ أَبهمت، وَقَالَ: والعَجَمِيُّ مُبْهَمُ الكلامِ لَا يُتَبَيَّنُ كلامُه، قَالَ: وأَما الْفَرَّاءُ فَيَقُولُ هُوَ مِنْ أَعْجَمْتُ الْحُرُوفَ، قَالَ: وَيُقَالُ قُفْلٌ مُعْجَم وأَمْرٌ مُعْجَم إِذَا اعْتاصَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الهَيْثَم يَقُولُ مُعجمُ الخَطِّ هُوَ الَّذِي أَعْجَمه كاتِبُه بِالنُّقَطِ، تَقُولُ: أَعْجَمْتُ الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجامًا، وَلَا يُقَالُ عَجَمْتُه، إِنَّمَا يُقَالُ عَجَمْتُ العُودَ إِذَا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه مِنْ رَخاوتِه.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الْمُعْجَمُ الحروفُ المُقَطَّعَةُ، سُمِّيت مُعْجَمًا لأَنها أَعجمية، قَالَ: وَإِذَا قُلْتَ كتابٌ مُعَجَّمٌ فَإِنَّ تَعْجيمَه تنقيطُه لِكَيْ تسْتبِينَ عُجْمَتُه وتَضِحَ، قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي قَالَهُ أَبو الْعَبَّاسِ وأَبو الهَيْثم أَبْينُ وأَوْضَحُ.
وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: « سُئل عَنْ رَجُلٍ لَهَزَ رَجُلًا فقَطَعَ بعضَ لِسَانِهِ فعَجَمَ كلامَه فَقَالَ: يُعْرَضُ كلامُه عَلَى المُعْجَم، فَمَا نقَصَ كلامُه مِنْهَا قُسِمَت عَلَيْهِ الدِّيةُ »؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: حروف المعجم حروف أب ت ث، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ مِنَ التَّعْجيم، وَهُوَ إِزَالَةُ العُجْمة بِالنُّقَطِ.
وأَعْجَمْت الْكِتَابَ: خلافُ قَوْلِكَ أَعْرَبْتُه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
الشِّعرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ، ***إِذَا ارْتَقَى فِيهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهْ،
زَلَّتْ بِهِ إِلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ، ***والشِّعْرُ لَا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ،
يُريدُ أَنْ يُعْرِبَه فَيُعجِمُهْ "مَعْنَاهُ يُرِيدُ أَن يُبيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلًا لَا بَيانَ لَهُ، وَقِيلَ: يأْتي بِهِ أَعْجَمِيًّا أَي يَلْحَنُ فِيهِ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: رَفَعَه عَلَى المُخالفة لأَنه يُرِيدُ أَن يُعْربَه وَلَا يُريدُ أَن يُعْجِمه؛ وَقَالَ الأَخفش: لوُقوعه مَوْقِع الْمَرْفُوعِ لأَنه أَراد أَن يَقُولَ يُرِيدُ أَن يُعْرِبَهُ فيقَعُ مَوْقعَ الإِعْجام، فَلَمَّا وُضِعَ قَوْلُهُ فيُعْجِمُه موضعَ قَوْلِهِ فيقعُ رَفعَه؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:
الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ، ***مِنْ مُعْرِبٍ فِيهَا ومِنْ مُعْجِمِ
والعَجْمُ: النَّقْطُ بِالسَّوَادِ مِثْلَ التَّاءِ عَلَيْهِ نُقْطتان.
يُقَالُ: أَعْجَمْتُ الحرفَ، والتَّعْجِيمُ مِثْلُه، وَلَا يُقَالُ عَجَمْتُ.
وحُروفُ المعجم: هي الحُروفُ "المُقَطَّعَةُ مِنْ سَائِرِ حروفِ الأُمَم.
وَمَعْنَى حروفِ الْمُعْجَمِ أَي حُرُوفُ الخَطِّ المُعْجَم، كَمَا تَقُولُ مَسْجِدُ الجامعِ أَي مَسْجِدُ الْيَوْمِ الجامعِ، وصلاةُ الأُولى أَي صَلَاةُ الساعةِ الأُولى؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَالصَّحِيحُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو الْعَبَّاسِ الْمُبَرِّدُ مِنْ أَن المُعْجَم هُنَا مَصْدَرٌ؛ وَتَقُولُ أَعْجَمْتُ الكتابَ مُعْجَمًا وأَكْرَمتُه مُكْرَمًا، وَالْمَعْنَى عِنْدَهُ حروفُ الإِعْجامِ أَي الَّتِي مِنْ شأْنها أَن تُعْجَم؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: سَهْمُ نِضالٍ أَي مِنْ شأْنه أَنْ يُتَناضَلَ بِهِ.
وأَعْجَم الكتابَ وعَجَّمَه: نَقَطَه؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَعْجَمْتُ الْكِتَابَ أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ عِنْدَهُ عَلَى السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ وَإِنْ كَانَ أَصْلُها الإِثْباتَ فَقَدْ تَجِيءُ لِلسَّلْبِ، كَقَوْلِهِمْ أَشْكَيْتُ زَيْدًا أَي زُلْتُ لَهُ عَمَّا يَشكُوه، وَكَقَوْلِهِ تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها}؛ تأْويله، وَاللَّهُ أَعلم، عِنْدَ أَهل النَّظَرِ أَكاد أُظْهرها، وتلخيصُ هَذِهِ اللفظةِ أَكادُ أُزِيل خَفاءَها أَي سَتْرَها.
وَقَالُوا: عَجَّمْتُ الكتابَ، فَجَاءَتْ فَعَّلْت للسَّلْب أَيضًا كَمَا جَاءَتْ أَفْعَلْت، وَلَهُ نَظَائِرُ مِنْهَا مَا تَقَدَّمَ وَمِنْهَا مَا سيأْتي، وحُروفُ المُعْجَم مِنْهُ.
وكتابٌ مُعْجمٌ إِذَا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط؛ سُمِّي مُعْجَمًا لأَن شُكول النَّقْط فِيهَا عُجمةٌ لَا بيانَ لَهَا كَالْحُرُوفِ المُعْجَمة لَا بيانَ لَهَا، وَإِنْ كَانَتْ أُصولًا لِلْكَلَامِ كُلِّهِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: « مَا كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكًا يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَر»؛ أي مَا كُنَّا نَكْني ونُوَرّي.
وكلُّ مَنْ لَمْ يُفْصح بِشَيْءٍ فَقَدْ أَعْجَمه.
واسْتَعْجم عَلَيْهِ الكلامُ: اسْتَبْهَم.
والأَعْجَمُ: الأَخْرَسُ.
والعَجْماء والمُسْتَعجِمُ: كلُّ بهيمةٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ »أَي لَا دِيةَ فِيهِ وَلَا قَودَ؛ أَراد بالعَجْماء الْبَهِيمَةَ، سُمِّيت عَجْماءَ لأَنها لَا تَتَكلَّمُ، قَالَ: وكلُّ مَن لَا يقدِرُ عَلَى الْكَلَامِ فَهُوَ أَعجم ومُسْتَعْجِمٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: « بعدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ وأَعْجَم »؛ قِيلَ: أَراد بِعَدَدِ كُلِّ آدَمِيّ وبهيمةٍ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ" العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي الْبَهِيمَةُ تَنْفَلِتُ فتصيبُ إِنْسَانًا فِي انْفِلاتها، فَذَلِكَ هَدَرٌ، وَهُوَ مَعْنَى الجُبار.
وَيُقَالُ: قرأَ فُلَانٌ فاسْتَعْجمَ عَلَيْهِ مَا يَقْرؤه إِذَا الْتَبَسَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَتَهيَّأْ لَهُ أَن يَمضِي فِيهِ.
وصلاةُ النهارِ عَجماءُ لإِخْفاء الْقِرَاءَةِ فِيهَا، وَمَعْنَاهُ أَنه لَا يُسْمَعُ فِيهَا قراءةٌ.
واسْتَعْجَمَتْ عَلَى المُصَلِّي قِراءته إِذَا لَمْ تَحضُرْه.
وَاسْتَعْجَمَ الرَّجُلُ: سكَت.
واستَعجمت عَلَيْهِ قراءتُه: انْقَطَعَتْ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْقِرَاءَةِ مِنْ نُعَاسٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ: إِذَا كانَ أحدكُم يُصلِّي فاسْتعجَمَتْ عَلَيْهِ قِراءتُه فَلْيُتِمَ "، أَي أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَلَمْ يقدِرْ أَن يقرأَ كأَنه صارَ بِهِ عُجْمةٌ، وَكَذَلِكَ اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عَنْ جَوَابِ سَائِلِهَا؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ:
صَمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها، ***واسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِقِ السائلِ
عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بِمَعْنَى سكتَتْ؛ وَقَوْلُ عَلْقَمَةَ يَصف فَرَسًا:
سُلَّاءَةٌ كعَصا النَّهْدِيّ غُلَّ لَهَا ***ذُو فَيْئةٍ، مِنْ نَوَى قُرَّانَ، معجومُ
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: مَعْنَى قَوْلِهِ غُلَّ لَهَا أَي أُدخِلَ لَهَا إِدْخَالًا فِي بَاطِنِ الحافرِ فِي مَوْضِعِ النُّسور، وشَبَّه النُّسورَ بِنَوَى قُرَّانَ لأَنها صِلابٌ، وَقَوْلُهُ ذُو فَيئَة يَقُولُ لَهُ رُجوعٌ وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ صَلابتِه، وَهُوَ أَن يَطعَمَ البعيرُ النَّوَى ثُمَّ يُفَتَّ بَعرُه فيُخْرَجَ مِنْهُ النَّوَى فيُعلَفَه مَرَّةً أُخرى، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ صَلابته، وَقَوْلُهُ مَعْجوم يُرِيدُ أَنه نَوى الفَم وَهُوَ أَجود مَا يَكُونُ مِنَ النَّوى لأَنه أَصْلَبُ مِنْ نَوى النبيذِ الْمَطْبُوخِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمّ سَلَمَةَ: « نَهَانَا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن نَعْجُمَ النَّوَى طَبخًا، وَهُوَ أَن نُبالِغَ فِي طَبْخِه ونُضْجه يَتَفتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوّتُه الَّتِي يَصْلُحُ مَعَهَا لِلْغَنَمِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى أَن التَّمْرَ إِذَا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفوًا حَتَّى لَا يَبلُغَ الطَّبخ النَّوَى وَلَا يُؤثِّرَ فِيهِ تأْثيرَ مَنْ يَعْجُمُه»؛ أي يَلُوكُه ويَعَضُّه، لأَن ذَلِكَ يُفْسِد طعمَ السُّلافةِ، أَو لأَنه قُوتُ الدَّواجِن فَلَا يُنْضَجُ لِئَلَّا تَذْهَبَ قُوَّتُه وخَطَب الحَجَّاجُ يَوْمًا فَقَالَ: إِن أَميرَ المؤمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُودًا عُودًا فوجَدَني أَمَرّها عُودًا؛ يُرِيدُ أَنه قَدْ رازَها بأَضْراسِه ليَخْبُرَ صَلابتَها؛ قَالَ النَّابِغَةُ: " فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوْق مُنْقَبِضًا ".
أَي يَعَضُّ أَعْلى قَرْنِه وَهُوَ يُقَاتِلُهُ.
والعَجْمُ: عَضٌّ شديدٌ بالأَضراس دُون الثَّنَايَا.
وعَجَم الشيءَ يَعْجُمُه عَجْمًا وعُجومًا: عَضّه ليَعْلَم صلابَتَه مِنْ خَوَرِه، وَقِيلَ: لاكَه للأَكْل أَو للخِبْرة؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
وكنتُ كعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه ***بأَطْرافِها، حَتَّى اسْتدَقَّ نُحولُها
يَقُولُ: رَكِبَتْني المصائبُ وعجَمَتْني كَمَا عَجَمتِ الإِبلُ العِظامَ.
والعُجامةُ: مَا عَجَمْتَه.
وَكَانُوا يَعْجُمون القِدْح بَيْنَ الضِّرْسَيْن إِذَا كَانَ مَعْرُوفًا بالفَوْز ليُؤثِّرُوا فِيهِ أثَرًا يَعْرفونه بِهِ.
وعَجمَ الرجلَ: رَازَه، عَلَى المَثَل.
والعَجْمِيُّ مِنَ الرجالِ: المُميِّزُ العاقلُ.
وعَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه.
وَرَجُلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ والمَعْجَمةِ: عزيزُ النفْس إِذَا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عَزِيزًا صُلْبًا.
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: « قَالَ لِعُمَرَ لَقَدْ جَرَّسَتْكَ الأُمور».
وعَجَمَتْك البَلايَا "أَي خَبَرَتْك، مِنَ العَجْم العَضّ، يُقَالُ: عَجَمْتُ الرجلَ إِذَا خَبَرْتَه، وعَجمْتُ العُودَ إِذَا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَصُلْبٌ أَم رخْوٌ.
وناقةٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ صَبْرٍ وصلابةٍ وشِدّةٍ عَلَى الدَّعْك؛ وأَنشد بَيْتَ المَرَّار:
جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ، ***ونُوقٌ عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحًا، وحُولُ
وَقَالَ غَيْرُهُ: ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ سِمَنٍ، وأَنكره شَمِرٌ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَيْ ذاتُ سِمَن وقُوةٍ وبَقِيَّةٍ عَلَى السَّير.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: رجلٌ صُلْبُ المَعْجَم لِلَّذِي إِذَا أَصابَتْه الحوادثُ وَجَدَتْهُ جَلْدًا، مِنْ قَوْلِكَ عُودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ لِلَّتِي اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ قَويَّةً عَلَى قَطْع الفَلاة، قَالَ: وَلَا يُراد بِهَا السِّمَنُ كَمَا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ؛ وَشَاهِدُهُ قَوْلُ الْمُتَلَمِّسُ:
جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة، ***تَهْوي بكَلْكَلِها والرأْس مَعْكومُ
والعَجُومُ: الناقةُ القوِيَّةُ عَلَى السفَر.
والثَّوْرُ يَعْجُمُ قَرْنَه إِذَا ضَرب بِهِ الشجرةَ يَبْلُوه.
وعَجم السَّيْفَ: هزَّه للتَّجْرِبة.
وَيُقَالُ: مَا عَجَمَتْكَ عَيني مُذْ كَذَا أَي مَا أَخَذَتْك.
وَيَقُولُ الرجلُ لِلرَّجُلِ: طالَ عهدِي بِكَ وَمَا عَجَمَتْك عَيْنِي.
ورأَيتُ فُلَانًا فجعلَتْ عَيْنِي تعْجُمه أَي كأَنها لَا تَعْرِفُه وَلَا تَمْضِي فِي مَعْرِفَتِهِ كأَنها لَا تُثْبِتُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيْري:
كتَحْبير الكِتابِ بكفِّ، يَوْمًا، ***يَهُودِيٍّ يُقارِبُ أَو يَزِيلُ
عَلَى أَن البَصيرَ بِهَا، إِذَا مَا ***أَعادَ الطَّرْفَ، يَعْجُم أَو يَفيلُ
أَي يَعْرف أَو يَشُكُّ، قال أَبو داود السِّنْحيُّ: رَآنِي أَعرابي فَقَالَ لِي: تَعْجُمُك عَيْني أَي يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنّي رَأَيْتُك، قَالَ: ونَظَرْتُ فِي الْكِتَابِ فعَجَمْتُ أَي لَمْ أَقِفْ عَلَى حُروفه، وأَنشد بَيْتَ أَبي حَيَّة: يَعْجُم أَوْ يَفيل.
وَيُقَالُ: لَقَدْ عَجَموني ولَفَظُوني إِذَا عَرَفُوك؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِجُبَيْهاءَ الأَسلميّ:
فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ، ***نَفَى الرِّقَّ عَنْهُ جَذْبُه فَهُوَ كالِحُ
قَالَ: والمُعَجَّمُ الَّذِي أُكِلَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا القليلُ، والطُّنُبُ أَصلُ العَرْفَجِ إِذَا انْسَلخَ مِنْ وَرَقِه.
والعَجْمُ: صِغارُ الإِبل وفَتاياها، والجمعُ عُجومٌ.
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: بنَاتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ مِنْ عُجومِ الإِبل فَإِذَا أَثْنَتْ فَهِيَ مِنْ جِلَّتِها، يَسْتَوِي فِيهِ الذكرُ والأُنثى، والإِبلُ تُسَمَّى عَواجمَ وعاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: وكنتُ كعَظْم العاجِمات.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فحلٌ أَعْجمُ يَهْدِرُ فِي شِقْشِقةٍ لَا ثُقْبَ لَهَا فَهِيَ فِي شِدْقه وَلَا يَخْرُج الصوتُ مِنْهَا، وَهُمْ يَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ فِي الشَّوْلِ لأَنه لَا يَكُونُ إِلَّا مِئْناثًا، والإِبلُ العَجَمُ: الَّتِي تَعْجُم العِضاهَ والقَتادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بِذَلِكَ مِنَ الحَمْض.
والعَواجِمُ: الأَسنانُ.
وعَجَمْتُ عُودَه أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَه؛ وَقَالَ:
أَبَى عُودُك المَعْجومُ إِلَّا صَلابةً، ***وكَفَّاكَ إِلَّا نائِلًا حينَ تُسْأَلُ
والعَجَمُ، بِالتَّحْرِيكِ: النَّوَى نَوى التمرِ والنَّبِقِ، الواحدةُ عَجَمةٌ مِثْلُ قَصَبةٍ وقَصَب.
يُقَالُ: ليس هذا الرُّمَّان عَجَم؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ عَجْمٌ، بِالتَّسْكِينِ، وَهُوَ العُجام أَيضًا؛ قَالَ رُؤْبَةُ وَوَصَفَ أُتُنًا: " فِي أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ "وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: العَجَمةُ حَبَّةُ العِنب حَتَّى تنبُت، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالصَّحِيحُ الأَول، وكلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفٍ مأْكولٍ كَالزَّبِيبِ وَمَا أَشبهه عَجَمٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مَتْلَفًا:
مُسْتوقدٌ فِي حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره، ***كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ
والعَجَمةُ، بِالتَّحْرِيكِ: النخلةُ تنبُت مِنَ النَّواة.
وعُجْمةُ الرملِ: كَثرته، وَقِيلَ: آخِره، وَقِيلَ: عُجْمتُه، وعِجْمتُه مَا تعقَّد مِنْهُ.
ورملةٌ عَجْماءُ: لَا شجرَ فِيهَا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
وَفِي الْحَدِيثِ: « حَتَّى صَعِدْنا إِحْدَى عُجْمَتَي بدرٍ »؛ العُجْمةُ، بِالضَّمِّ: الْمُتَرَاكِمُ مِنَ الرَّمْلِ المُشرف عَلَى مَا حَوْله.
والعَجَمات: صُخورٌ تَنبت فِي الأَودية؛ قَالَ أَبو دُواد:
عَذْبٌ كَمَاءِ المُزْنِ أَنْزَلَه ***مِنَ العَجَماتِ، بارِدْ
يَصِفُ رِيقَ جَارِيَةٍ بِالْعُذُوبَةِ.
والعَجَماتُ: الصُّخور الصِّلاب.
وعَجْمُ الذَّنَب وعُجْمُه جَمِيعًا: عَجْبُه، وَهُوَ أَصله، وَهُوَ العُصْعُص، وَزَعَمَ اللِّحْيَانِيُّ أَن ميمَهما بدلٌ مِنَ الْبَاءِ فِي عَجْبٍ وعُجْب.
والأَعجَم مِنَ الْمَوْجِ: الَّذِي لَا يتنفَّسُ أَي لَا يَنضَح الماءَ وَلَا يُسمعَ لَهُ صَوْتٌ.
وبابٌ مُعْجَم أَي مُقْفَل.
أَبو عَمْرٍو: العَجَمْجَمةُ مِنَ النُّوقِ الشَّدِيدَةُ مِثْلُ العَثَمْثَمة؛ وأَنشد:
باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا، ***عَجَمْجَماتٍ خُشُفًا تَحْتَ السُّرَى
الوَرِشاتُ: الخِفافُ، والخُشُفُ: الماضيةُ فِي سَيْرِهَا بِاللَّيْلِ.
وَبَنُو أَعجَمَ وَبَنُو عَجْمانَ: بَطنان.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
26-لسان العرب (محن)
محن: المِحْنة: الخِبْرة، وَقَدِ امتَحنه.وامتَحن القولَ: نَظَرَ فِيهِ ودَبَّره.
التَّهْذِيبِ: إِن عُتْبة بْنِ عبدٍ السُّلَمي، وَكَانَ مِنْ أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّث أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: القَتْلى ثَلَاثَةٌ، رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى إِذا لَقِيَ العَدُوَّ قاتَلَهم حتى يُقْتَل، فذلك الشهيد المُمْتَحَن فِي جَنَّةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ.
لَا يَفْضُله النَّبِيُّونَ إِلا بِدَرَجَةِ النبوَّة "؛ قَالَ شَمِرٌ: قَوْلُهُ فَذَلِكَ الشَّهِيدُ المُمْتحَن هُوَ المُصفَّى المُهذَّب المخلَّصُ مِنْ مَحَنتُ الفضةَ إِذا صَفَّيْتَهَا وَخَلَّصْتَهَا بِالنَّارِ.
وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}، قَالَ: خَلَّصَ اللهُ قُلُوبَهَمْ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ صَفَّاها وهَذَّبها، وَقَالَ غَيْرُهُ: المُمْتحَنُ المُوَطَّأُ المُذَلَّلُ، وَقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى شَرَحَ اللهُ قُلُوبَهُمْ، كأَنَّ مَعْنَاهُ وَسَّع اللَّهُ قلوبَهم لِلتَّقْوَى.
ومَحَنْتُه وامتَحْنتُه: بِمَنْزِلَةِ خَبَرْتُه وَاخْتَبَرْتُهُ وبَلَوْتُه وابتَلَيْتُه.
وأَصل المَحْنِ: الضَّرْبُ بالسَّوْط.
وامتَحَنتُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إِذا أَذبتهما لِتَخْتَبِرَهُمَا حَتَّى خَلَّصْتَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، وَالِاسْمُ المِحْنة.
والمَحْنُ: الْعَطِيَّةُ.
وأَتيتُ فُلَانًا فَمَا مَحَنَني شَيْئًا أَي مَا أَعطاني.
والمِحْنة: وَاحِدَةُ المِحَنِ الَّتِي يُمتَحَنُ بِهَا الإِنسانُ مِنْ بَلِيَّةٍ، نَسْتَجِيرُ بِكَرَمِ اللَّهِ مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبي: « المِحْنة بِدْعَة »، هِيَ أَن يأْخذ السلطانُ الرجلَ فيَمْتحِنه وَيَقُولَ: فَعَلْتَ كَذَا وَفَعَلْتَ كَذَا، فَلَا يَزَالُ بِهِ حَتَّى يَقُولَ مَا لَمْ يَفْعَلْهُ أَو مَا لَا يَجُوزُ قَوْلُهُ، يَعْنِي أَن هَذَا الْقَوْلَ بِدْعَةٌ؛ وقولُ مُليح الهُذَليِّ:
وحُبُّ لَيْلَى، وَلَا تَخْشى مَحُونتَه، ***صَدْعٌ لنَفْسِكَ مِمَّا لَيْسَ يُنْتقَدُ
قَالَ ابْنُ جِنِّي: مَحُونته عَارُهُ وتِباعَتُه، يَجُوزُ أَن يَكُونَ مُشْتَقًّا مِنَ المِحْنَة لأَن العارَ مِنْ أَشدِّ المِحْن، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَفْعُلة مِنَ الحَيْنِ، وَذَلِكَ أَن الْعَارَ كَالْقَتْلِ أَو أَشد.
اللَّيْثُ: المِحْنة مَعْنَى الْكَلَامِ الَّذِي يُمتحَنُ بِهِ لِيَعْرِفَ بِكَلَامِهِ ضَمِيرَ قَلْبِهِ، تَقُولُ امتحَنْتُه، وامتَحنْتُ الْكَلِمَةَ أَي نَظَرْتُ إِلى مَا يَصِيرُ إِليه صَيُّورُها.
والمَحْنُ: النِّكَاحُ الشَّدِيدُ.
يُقَالُ: مَحَنها ومَخَنها ومسَحَها إِذا نَكَحَهَا.
ومَحَنه عِشْرِينَ سَوْطًا: ضَرَبَهُ.
وَمَحَنَ السَّوْطَ: لَيَّنَه.
المُفَضَّلُ: مَحَنْتُ الثوبَ مَحْنًا إِذا لَبِسْتَهُ حَتَّى تُخْلِقه.
ابْنُ الأَعرابي: مَحَنْته بالشَّدِّ والعَدْو وَهُوَ التَّلْيِينُ بالطَّرْد، والمُمْتحَن والمُمَحَّص وَاحِدٌ.
أَبو سَعِيدٍ: مَحَنْتُ الأَديم مَحْنًا إِذا مَدَدْتَهُ حَتَّى تُوَسِّعَهُ.
ابْنُ الأَعرابي: المَحْنُ اللَّيِّنُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
ومَحْنت الْبِئْرَ مَحْنًا إِذا أَخرجت تُرابها وَطِينَهَا.
الأَزهري عَنِ الْفَرَّاءِ: يُقَالُ مَحَنْتُه ومخنتُه، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، ومحجْتُه ونقَجته ونقَخته وجَلَهْته وجَحَشته ومَشَنْته وعَرَمْتُه وحسَفته وحسَلْته وخسَلْته ولَتَحْتُه كُلُّهُ بِمَعْنَى قَشَرْتُه.
وَجِلْدٌ مُمتحَنٌ: مَقْشُور، وَاللَّهُ أَعلم.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
27-أساس البلاغة (خبر)
خبرخبرت الجرل واختبرته خبرًا وخبرة، «ووجدت الناس اخبر تقله». ومالي به خبر أي علم، ومن أين خبرت هذا بالكسر، وأنا به خبير. واستخبرته عن كذا فأخبرني به وخبرني. وخرج يتخبر الأخبار: يتتبعها. وأعطاه خبرته أي نصيبه. «ونهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المخابرة» وهي المزارعة. ومشوا في الخبار والخبراء وهي أرض رخوة فيها جحرة. وفي مثل «من تجنب الخبار أمن العثار».
ومن المجاز: تخبر عن مجهوله مرآته.
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
28-مجمل اللغة (ذوق)
ذوق: ذقت الشيء (أذوقه) ذوقًا.وذق ت ما عند فلان، إذا خبرتهُ.
وفي كتاب الخليل: كل ما نزل بالإنسان من مكروهٍ فقد ذاقه.
وذاق القوس، إذا نطر ما مقداؤ إعطائها وكيف قوتها، واختلجها.
مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
29-مجمل اللغة (روز)
روز: رزتُهُ أروزُهُ، إذا خبرته.[روس.
مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
30-صحاح العربية (خبر)
[خبر] الخَبْرُ: المزادة العظيمة، والجمع خُبورٌ.وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ.
والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ.
وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ، بمعنىً.
والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر.
وكذلك التَخَبُّرُ.
والمَخْبَرُ: خلاف المنظر.
وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضًا بضم الباء، وهو نقيض المَرْآة.
والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع الخَبارى والخبارى، مثل الصحارى والصحارى، والخبراوات.
يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ.
وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ.
والخَبارُ: الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ.
ويقال أيضًا: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟ أي من أينَ علمت.
والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشئ.
والخبير: العالم.
والخبير: الاكار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما يَخرُج من الأرض.
وهو الخِبْرُ أيضًا بالكسر.
والخَبيرُ: النبات.
وفى الحديث: " نستخلب الخَبيرَ "، أي نقطع النبات ونأكله.
والخَبير: الوبَر.
قال أبو النَجْم:
*** حتَّى إذا ما طال من خَبيرِها *** وقال أبو عبيد: الخبير زَبَد أفواه الإبل.
وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ، أي لأعلمنَّ علمك.
تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْرًا بالضم، وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه.
يقال: " صدق الخبر الخبر ".
وأما قول أبى الدرداء وجدت الناس اخبر تقلهم " فيريد أنك إذا خبرتهم قليتهم، فأخرج الكلام على لفظ الامر ومعناه الخبر.
والخابور: موضع بناحية الشام.
وخبير: موضع بالحجاز.
يقال: " عليه الدبرى، وحمى خيبرى ".
والخبرة بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو عبيد.
يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاة فذبحوها واقتسموا لحمها.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
31-صحاح العربية (ذوق)
[ذوق] ذقت الشئ أذوقة ذوقا وذواقا مذاقا ومذاقة.وما ذقت ذوقا، أي شيئا.
وذقت ما عند فلان، أي خَبَرْتُهُ.
وذُقْتُ القوسَ، إذا جذبتَ وترها لتنظرَ ما شدتها.
وأذاقه الله وبال أمرِه.
قال طُفيلٌ: فَذوقوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجِّرٍ من الغَيظِ في أكبادنا والتَحَوُّبِ وتَذَوَّقْتُهُ، أي ذقته شيئا بعد شئ.
وأمر مستذاق، أي مجرب معلوم.
قال الشاعر: وعهد الغانيات كعهد قين ونت عنه الجعائل مستذاق والذواق: الملول.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
32-منتخب الصحاح (خبر)
الخَبْرُ: المزادة العظيمة، والجمع خُبورٌ.وتُشبَّه بها الناقة في غُزْرها فتسمى: خَبْراءَ.
والخَبَرُ بالتحريك: واحد الأَخبارِ.
وأَخْبَرْتُهُ بكذا وخَبَّرْتُهُ، بمعنىً.
والاستِخْبارُ: السؤال عن الخَبَر.
وكذلك التَخَبُّرُ.
والمَخْبَرُ: خلاف المنظر.
وكذلك المَخْبَرَةُ والمَخْبُرَةُ أيضًا بضم الباء، وهو نقيض المَرْآة.
والخَبْراءُ: القاع يُنبِت السِدر، والجمع الخَبارى والخباري، مثل الصَحارى والصَحاري، والخَْراواتُ.
يقال: خَبِرَ الموضعُ بالكسر، فهو خَبِرٌ.
وأرض خَبِرَةٌ وخَبْراءُ.
والخَبارُ: الأرض الرخوة ذات الجحَرَةِ.
ويقال أيضًا: مِن أين خَبَرْتَ هذا الأمر؟ أي من أينَ علمت.
والاسم الخُبْرُ بالضم، وهو العلم بالشيء.
والخبيرُ: العالم.
والخَبيرُ: الأَكَّار، ومنه المُخابَرةُ، وهي المزارعة ببعض ما يَخرُج من الأرض.
وهو الخِبْرُ أيضًا بالكسر.
والخَبيرُ: النبات.
والخَبير: الوبَر.
قال أبو النَجْم:
حتَّى إذا ما طال من خَبيرِها
وقال أبو عبيد: الخبير زَبَد أفواه الإبل.
وقولهم: لأَخْبُرَنَّ خُبْرَكَ، أي لأعلمنَّ علمك.
تقول منه: خَبَرْتُهُ أَخْبُرُهُ خُبْرًا بالضم، وخِبْرَةً بالكسر، إذا بلوته واختبرتَه.
يقال: صدّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ.
والخُبْرَةُ بالضم: النصيب تأخذُه من سَمكٍ أو لحم، حكاه أبو عبيد.
يقال: تَخَبَّروا خُبْرَةً، إذا اشتَروْا شاةً فذبحوها واقتسموا لحمها.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
33-منتخب الصحاح (ذوق)
ذُقْتُ الشيءَ أَذُوقُهُ ذَوْقًا وذَواقًا ومَذاقًا ومَذاقَةً.وما ذُقْتُ ذَواقًا، أي شيئًا.
وذُقْتُ ما عند فلان، أي خَبَرْتُهُ.
وذُقْتُ القوسَ، إذا جذبتَ وترها لتنظرَ ما شِدَّتُها.
وأَذاقَهُ الله وبالَ أمرِه.
قال طُفيلٌ:
فَذوقوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجِّرٍ *** من الغَيظِ في أكبادنا والتَحَوُّبِ
وتَذَوَّقْتُهُ، أي ذُقْتُهُ شيئًا بعد شيء.
وأمرٌ مُسْتَذاقٌ، أي مجرَّبٌ معلومٌ.
والذَوٌّاقُ: المَلولُ.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
34-المحيط في اللغة (خبر)
الخَبَرُ: ما أتاكَ من نَبَأٍ، أخْبَرْتُه وخَبرْتُه، والجميع الأخْبَار.ورَجُلٌ خَبِرٌ: كريم الخَبرِ.
وهو يَتَخَيرُ الأخْبَارَ.
والخَبِيرُ: العالِمُ بالأمر.
والخُبْرَةُ: مَخْبَرَةُ الإِنسان إذا خُبِرَ أي جُرِّبَ.
والخِبْرَةُ: الاخْتِبار.
والخابِر: المُخْتَبِرُ المُجَرِّبُ.
وخَبِرْتُه أخْبَرُه: أي عَلِمْته.
والخَبَارُ: أرْضٌ رِخْوَةٌ، واحِدُها خَبَارَةٌ.
والخَبَارُ: ما اجْتَمَع من التُراب في أصل الشَجَرَة.
والخَبْرَاءُ: شَجَرٌ في بَطْن رَوْضَةٍ فيها يَنْبُت الخَبْرُ وهو شَجَرُ السِّدْرِ والأراك.
وتُسَمّى الخَبْرَةَ أيضًَا.
والخَبْر: من مَناقِع الماء في رؤوس الجِبال.
والخِبْرُ والمُخَابَرَةُ: أنْ يَزْرَعَ على النِّصْف أو الثُّلُث ونحوه.
والأكارُ خَبِيرٌ.
والمخَابَرَةُ: المُؤاكَرَةُ.
وناقَةٌ خَبْر: غَزِيرةٌ، وكذلك الخَبْرَاء، تقول: أخْبَرْتُ لِقْحَةَ فلانٍ: أي وَجَدْتَها خَبْرَاءَ.
والخُبْرَةُ: الطعام.
والخَبْرُ: المَزَادةُ، وجَمْعُها خُبُوْز.
والخُبْرَةُ: السًّفْرَةُ.
والخُبُوْرُ: الزّادُ من الطعام.
والخُبْرَةُ: النَّصِيْبُ.
والقِسْمَةُ أيضًا.
والخِبْرَةُ: اللَحْمُ يَشْتَرِيه الرجُلُ لأهْلِه، وجَمْعُها خِبَرٌ.
واجتمعوا على خِبْرَتِه: أي طعامِه.
واخْبُرْ طعامَكَ: أي دَسمْه.
والخَبِيْرَةُ: الشاة تُشْتَرى بَيْنَ جَماعةٍ فَتُذْبَح.
والصُّوف الجيِّد من أوَّل الجَزِّ.
وتُجْمَع خَبَائرَ.
وكذلك الوَبَرُ.
والزَّبَدُ.
وجِحَرَةُ الفارِ: مَخابِرُ.
والمَخْبَرَةً: المَخْرُؤة.
والخَيْبَرِيُ: الحَيةُ السَّوْداء.
ويقولون: حُمّى خَيْبَرى فإنَها خَيْسَرى.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
35-المحيط في اللغة (بشر)
بشر: البَشَرُ: الإِنْسا، ُ رَجُلًا كانَ أو امْرَأةً، لايُثْنّى ولا يُجْمَعُ.والبَشَرَةُ: أعْلى جِلْدَةُ الوَجْهِ والجَسَدِ، وجَمْعُها بَشَرٌ، وإذا عَنَيْتَ اللَّوْنَ فَجَمْعُه أبْشَارٌ.
ومنه مُبَاشَرَةُ الرَّجُلِ المَرْأةَ لِتَضَامِّ أبْشَارِهما.
ومُبَاشَرَةُ الأمْرِ: أنْ تَحْضُرَه بِنَفْسِكَ.
وامْرَأَةٌ بَشِرَةٌ: لَيِّنَةُ البَشَرَةِ.
والبَشْرُ مَجْزُوْمٌ: قَشْرُكَ البَشَرَةَ عن الجِلْدِ، بَشَرْتُ الأدِيْمَ بَشْرًا.
والبُشَارَةُ: بِوَزْنِ البُرَايَةِ.
وبُشَارُ الطَّراثِيْثِ: ما يُؤْخَذُ منها فَيُلْقَى في بُرْمَةٍ ويُطْبَخُ.
وعِنَانٌ مُبْشِرٌ: إذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه، ومَبْشُوْرٌ: قُشِرَتْ بَشَرَتُه.
والبِشَارَةُ: ما بُشِّرْتَ به.
وهو تَبَاشِيْرُ القَوْمِ.
والبَشِيْرُ: الذي يُبَشِّرُ القَوْمَ بِخَيْرِهم وشَرَّهم.
والبُشْرى: الاسْمُ.
بَشَّرْتُه فأبْشَرَ وبَشَرَ وتَبَشَّرَ، وبَشَرْتُه أبْشُرُه، وقُرِىءَ: (يَبْشُرُهم رَبُّهم).
وهي البِشَارَةُ وتُضَمُّ الباءُ وتُفْتَحُ.
وبَشِرَ يَبْشَرُ: بمعنى أبْشَرَ.
والبِشْرُ في الوَجْهِ: الطَّلاَقةُ والفَرَحُ.
واسْتَبْشَرَ القَوْمُ: تَبَاشَرُوا.
والبَشَارَةُ: الجَمَالُ، امْرَأَةٌ بَشِيْرَةٌ.
وأبْشَرَ الرَّجُلُ وبَشَّرَ واسْتَبْشَرَ: فَرِحَ، وبَشِرَ: مِثْلُه.
والمُبَشِّرَاتُ: الرِّيَاحُ التي تَهُبُّ بالسَّحَاب والغَيْث.
وتَبَاشِيْرُ الصُّبْحِ وكُلِّ شَيْءٍ: أوَايِلُه.
وكذلك أثَرُ الرُّكُوْبِ في ظَهْرِ البَعِير، ولا واحِدَ له.
والتُّبَشِّرُ: الصَّعْوَةُ.
وأبْشَرَتِ الأرْضُ: خَرَجَ نَبَاتُها.
وما أحْسَنَ بَشَرَتَها.
وأرْضٌ ذاتُ بَشَرَةٍ: أي نَبَتَ فيها بَقْلٌ كثيرٌ وعشْبٌ.
والنّاقَةُ البَشِيْرَةُ: التي بَيْنَ الكَرِيْمَةِ والخَسِيْسَةِ؛ وبَينْ، َ المَهْزُوْلَةِ والسَّمِيْنَةِ.
وإذا هَمَّتِ الفَرَسُ بالفَحْلِ وأرادَتْ أنْ تَسْتَوْدِقَ فهي مُبَاشِرَةٌ.
وتَبَاشِيْرُ النَّخْلِ: البَوَاكِيْرُ منه.
وأبْشَرْتُ بِكَ: سُرِرْتُ.
وبَشَّرْتُه فَبَشِرَ: أي خَبَّرْتُه فَخَبِرَ.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
36-تهذيب اللغة (عس)
عس: قال الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ} [التّكوير: 17، 18] قال ابن جُريج: قال مجاهد في قوله: {وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ} قال: هو إقباله.وقال قتادة: هو إدباره وإليه ذهب الكلبيّ.
قال الفراء: اجتمع المفسِّرون على أن معنى عَسْعَسَ أدبَر.
قال: وكان بعض أصحابنا يزعم أن عَسْعَسَ معناه دنا من أوّله وأظلم.
وكان أبو البلاد النحويّ ينشد بيتًا:
عسعسَ حتَّى لو يشاء ادَّنا *** كان له من ضَوئِه مَقْبِسُ
قال: ادَّنا: إذْ دنا، فأدغم.
قال الفراء: وكانوا يُرَون أنّ هذا البيت مصنوع.
وكان أبو حاتم وقطرب يذهبان إلى أنَّ هذا الحرف من الأضداد.
وكان أبو عبيدة يقول ذلك أيضًا: عسعس الليلُ أي أقبل، وعسعسَ إذا أدبر.
وأنشد:
مدّرعات اللّيل لمّا عسعَسا
أي: أقبلَ.
وقال الزِّبرقان:
وردتُ بأفراس عتاقٍ وفتيةٍ *** فوارِطَ في أعجازِ ليل معسعسِ
أي: مدبر.
وقال أبو إسحاق بن السريّ: عسعس الليلُ إذا أقبل، وعسعس إذا أدبر.
قال: والمعنيان يرجعان إلى أصلٍ واحد، وهو ابتداء الظلام في أوّله وإدباره في آخره.
أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال: العسعسة: ظلمة الليل كلّه، ويقال إدباره وإقباله.
قال أبو العباس: وهذا هو الاختيار.
وأخبرني المنذريّ عن ثعلب عن ابن الأعرابيّ قال: العَسوس الناقة التي إذا ثارت طوفت ثم دَرَّت.
ونحوَ ذلك قال أبو عبيد.
وقال آخرون: ناقة عسوس، إذا ضجرت وساء خلقُها عند الحلب.
وأنشد أبو عبيدٍ لابن أحمرَ الباهلي:
وراحت الشَّولُ ولم يحبُها *** فحلٌ ولم يعتسَ فيها مُدِرّ
قال شمِر: قال الهُجَيمي: لم يعتسَّها: لم يطلب لبنها.
وقال الليث: المَعَسُ، المطلب.
وأنشد قولَ الأخطل:
مُعقَّرة لا تنكرُ السيفَ وسْطَها *** إذا لم يكن فيها مَعَسٌ لحالبِ
أبو زيد: عسست القوم أعُسُّهم، إذا أطعمتَهم شيئًا قليلًا، ومنه أخذ العَسوس
من الإبل.
وقال الفراء: العَسُوس من الناس: التي لا تُبالي أن تدنُوَ من الرجال.
وقال أبو عمرو: إنّه لعسوسُ من الرّجال إذا قلَّ خَيره.
وقد عَسَ عليّ بخيره، وإنَّ فيه لعُسُسًا قال: والاعتساس والاعتسام: الاكتساب.
وقال ابن المظفر: العَسُ: نَفض اللَّيل عن أهل الرِّيبة؛ يقال عسّ يعُسُ عَسًّا فهو عاسّ.
قال: والعاسّ اسمٌ يقع على الواحد والجمع.
قلت: العاسّ واحد وجمعه العَسَس، كما يقال خادم وخدَم، وحارس وحرس.
ثعلب عن ابن الأعرابي: العُسُ: القَدح الذي يعبّ فيه الاثنان والثلاثة والعِدّة.
قال: والرِّفد أكبر منه.
وقال أيضًا: العُسُس: التُّجار الحُرصاء، والعُسُس: الآنية الكبار.
قال: والعَسِيس: الذئب الكثير الحركة.
أبو عبيد: من أمثالهم في الحثّ على الكسب قولهم: «كلبٌ عَسَ خيرٌ من كلبٍ ربَضَ»، وبعضهم يقول: «كلبٌ عاسٌ خير من كلب رابضٍ».
والعاسُ: الطالب، يقال عَسّ يعُسُ إذا طلب.
والذِّئب العَسوس: الطالب للصَّيد.
وقال الأصمعيّ: يقال للذِّئب العَسعَسُ لأنّه يعُسّ بالليل ويَطلُب، وقال له العسعاس.
والقنافذ يقال لها العَساعِس؛ لكثرةِ تردُّدها بالليل.
ويقال: عسعس فلانٌ الأمرَ، إذا لبَّسه وعمّاه، وأصله من عسعسة الليل.
ويقال: جاء بالمال من عَسِّهِ وبَسِّه، أي من طلبه وجهده.
قال: وعَسْعَسُ: موضعٌ معروف في بلاد العرب.
وعسعسٌ: اسم رجل.
وقال الليث: عسعست السحابةُ، إذا دنت من الأرض، لا يقال ذلك إلّا بالليل في ظلمة وبَرق.
وقال أبو الوازع: العُسُ: الذّكر.
وأنشد:
لاقت غلامًا قد تشظّى عُسُّهُ *** ما كان إلّا مَسُّه فدسُّهُ
قال: عُسُّه: ذكَره.
ويقال: اعتسستُ الشيء، واجتسستُهُ، واقتسستُه، واشتممته، واهتممته، واختششته.
والأصل في هذا أن تقول: شمِمتُ بلد كذا وخَشَشته، إذَا وطئته فعَرفتَ خِبرته.
ويقال: عسَ عليَّ خَبَرُ فلان، أي أبطأ.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
37-تهذيب اللغة (محن)
محن: قال أبو العبَّاس أخبرني سلمةُ عن الفراء أنه قال يقال محنته: ومخَنْتُه بالحاء والخاء ومحجْتُه ونقَحْتُه وجَلَهْتُه وجحشته ومَشَنْتُه وعَرَمْتُه وحَسَفْتُه وخبلته وخَسَلْتُه ولَتَحْتُه كله بمعنى قشرته.وقال الليث المحنة معنى الكلام الذي يُمْتَحَنُ به ليُعرف بكلامه ضميرُ قلبه، تقول: امتحنْتُه وامتحَنْتُ الكلمةَ إذا نظرتَ إلى ما يصير إلَيْهِ صَيُّورُها.
وقال غيره محنته وامتحنْتُه بمنزلةِ خَبَرْتُه واختبرتُه وبلوته وابتلَيْتُه وأصل المَحْن الضربُ بالسوْطِ.
روى أبو عبيد عن الأمَوِيّ مَحَنْتُه عشرين سوطًا مَحْنًا إذا ضربتَه وقال المفضَّل فيما رَوَى عنه ابن الأعرابي مَحنت الثوب مَحْنًا إذا لبِسته حتى تُخلقه وقال أبو سعيد: محنت الأديم مَحْنًا إذا مددته حتى توسِّعَه قال ومعنى قول الله جلّ وعزّ: {أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى} [الحجرات: 3] شرح الله قلوبهم كأنّ معناه وسّع الله على قلوبهم للتقوى.
أبو العباس عن الأعرابي المَحْن الليِّنُ من كل شَيْء.
والمَحْنُ العطيَّة يقال سألته فما مَحَنَنِي شيئًا أي ما أعطاني.
أبو عمرو: المَحْنُ النكاح الشديد يقال مَحَنَها ومَخَنَها ومَسَحَها إذا نكَحَها.
حدثنا الحسين عن سويد عن عبد الله بن المبارك عن صفوان أن أبا المثنى المُلَيْكي حدَّثه أنه سمع عُتبة بن عبدٍ السُّلَمِيَّ وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدَّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «القتلى ثلاثةٌ: رجل مؤْمِنٌ جاهدَ بنفسه ومالِه في سبيل الله حتى إذا لقي العَدُوَّ قاتَلهُمْ حتى يُقْتَلَ فذاك الشهيد المُمْتَحَنُ في خَيْمة الله تحت عرشه لا يَفْضُله النبيُّون إلا بدرجة النُّبُوَّة» ثم ذكر الحديث إلى آخره، قال شمر قوله «فذاك الشهيد الممتحَن» هو المصفَّى المهذَّب المُخْلَص.
وروي عن مجاهد {أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى} [الحُجرَات: 3] قال أَخْلَصَ.
وقال أبو عبيدة (امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) صفَّاها وهذَّبها.
وقال غيره الممتَحن الموطَّأ المذلَّل.
وقال ابن الأعرابي: مَحَنْتُه بالشدّ والعَدْوِ وهو البَلْس بالطرد والممتحِنُ والمُمَحِصّ واحِدٌ، وجلد مُمَحَّن مقشور.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
38-تهذيب اللغة (خبر)
خبر: قال الليث: الْخَبَرُ ما أَتَاك من نَبَإ عَمَّنْ تَسْتَخْبِر.تقولُ: أَخْبَرْتُهُ وَخَبَّرْتُهُ.
وجَمْعُ الْخَبَرِ: أَخْبَارٌ.
والْخَبِيرُ: الْعَالِمُ بالأمر، والْخُبْرُ: مَخْبَرَة الإنْسَانِ ـ إذا خُبِرَ ـ أَي: جُرِّبَ فَبَدَتْ أَخْلَاقُهُ.
والخِبْرَةُ: الاختِبَارُ.
.
تقول: أَنتَ أَبْطَنُ به خِبْرَةً، وَأَطْولُ له عِشْرَةً.
والْخابِرُ: الْمُخْتَبِرُ الْمُجَرِّبُ.
وَالخُبْرُ: عِلْمُكَ بالشيء ـ تقولُ: لَيْسَ لي بهِ خُبْرٌ ـ أَيْ: لا عِلْمَ لي بهِ.
والْخَبَارُ: أَرْضٌ رِخْوَةٌ يَتَتَعْتَعُ فيها الدَّوابُّ وأنشد:
يُتَعْتِعُ في الْخَبَارِ إذَا عَلَاهُ *** وَيَعْثُرُ في الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ
وقال ابن الأعرابي: الْخَبَارُ: ما اسْتَرْخَى من الأرض وَتَحَفَّرَ.
وقال غيرهُ: ما تَهَوَّرَ وَسَاخَتْ فيهِ الْقَوَائِم.
شَمِرُ: قال أبو عمرو: الْخَبَارُ أَرضٌ لَيِّنَةٌ فيها جِحَرَةٌ.
أَبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ: الْخَبِرَةُ وَالْخَبْرَاءُ: الْقاعُ.
.
يُنْبِتُ السِّدْر.
والْخَبَارُ ما لَانَ من الأرض واسْتَرْخَى.
وقال الليث: الْخَبْراءُ: شَجْرَاءُ في بَطْنِ رَوْضَةٍ يَبْقَى الماءُ فيها إلى الْقَيْظِ.
وَفِيها يَنْبُتُ الْخَبْرُ، وهو شَجَرُ السِّدْرِ وَالأَرَاكِ.
.
وَحَوَالَيْها عُشْبٌ كثِيرٌ.
وتُسَمَّى: الْخَبِرَةَ ـ أَيضًا ـ والجميعُ: الْخَبِرُ.
قال: وَخَبْرُ الْخَبِرَةِ: شَجَرُهَا، وأَنشد:
فَجَادَتْكَ أَنْوَاءُ الرَّبيعِ وَهَلَّلتْ *** عَلَيْكَ رِياضٌ مِنْ سَلَامٍ ومِنْ خَبْرِ
قال: والْخَبْرُ ـ من مَنَاقع الماءِ ـ: مَا خَبَّرَ الْمَسِيلَ في الرُّؤُوس، فَيَخُوضُ الناسُ فيهِ.
وأخبرني المنذري ـ عن الصَّيْداويِّ عن الرِّياشِيِّ ـ قال: الْخُبْرةُ: لَحْمٌ يَشْتريهِ الإنسانُ لأهْلِهِ.
يقال للرجلِ: مَا اختْبَرْتَ لأَهْلِكَ؟ أبو عبيد ـ عن الأصمعي ـ: الْخُبْرَةُ: النَّصِيبُ.
.
تَأْخُذُهُ من لَحْمٍ أَو سَمَكٍ.
وقال الرياشيُّ: الخبِيرُ: الزَّبَدُ.
وقال أبو عبيد: قال الأصمعيُّ: هو زَبَدُ أَفْوَاهِ الإبِلِ.
وقال الرياشيُّ: الْخبِيرُ: الْوَبَرُ.
قال: وَالْخبِيرُ: الأكَّارُ.
وأنشد في الخُبْرَةِ:
بَاتَ الرَّبِيعِيُّ وَالْخَامِيزُ خُبْرَتُهُ *** وَطَاحَ ظَبْيُ بَني عَمرو بن يَرْبوعِ
وأنشد للهُذَلِيِّ في الخَبِير الزَّبَدِ:
تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الْخَبِي *** رَ لَمَّا وَهَى مُزْنُهُ واسْتُبِيحَا
«تَغَذَّمْنَ»: يعني الفُحولَ ـ أي: مَضَغْنَ الزَّبَد وعَمَيْنَهُ ـ أي: رَمَيْنَهُ.
وأنشد:
تجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ في غَيْرِ كُنْهِهِ *** كَجَذِّ عَقَاقِيلِ الْكُرُومِ.
.
خَبِيرُها
رُفِعَ قولُه: «خَبِيرُها» على تكرير الفعل.
أرَادَ: جَذَّهُ خبِيرُها ـ أي: أَكَّارُها.
أبو عبيد ـ عن أبي عبيدة: الْخَبِيرُ: الأَكَّارُ.
ومُخَابرَةُ الأرض ـ أي: مُزَارَعَتها على الثُّلثِ والرُّبعِ: مِنْ هذا.
وقال جابرُ عن عبد الله: كُنّا نُخَابِرُ ولا نَرَى بذلك بأسًا.
.
حتى أَخْبَرَنا رافِعُ بنُ خَدِيجٍ أنّ رسول الله صَلَى الله عليه وسلم قدْ نَهَى عَنْهُ.
قال: وقال الأصمعيُّ: الْخَبِرُ: المَزَادة.
ويقال: الْخَبْرُ.
.
إلا أنه بالْكَسْرِ أكثر.
.
وجَمْعُه: خُبُورٌ.
وقال أبو الهيثم: الْخَبْرُ ـ بالفتح ـ: المَزَادَةُ.
.
وأنكر فيه الكَسْرَ.
قال: ومنه قيل: ناقةٌ خَبْرٌ ـ إذا كانت غَزِيرَةً.
والْخَبْرُ والْخِبْرُ: الناقة الغزيرةُ اللّبن شُبِّهَتْ بالمزَادة في خُبْرِها.
وفي الحديث: «كنَّا نَسْتَخْلِبُ الْخَبِيرَ» أراد ب «الْخَبير»: النَّباتَ والعُشْبَ واستخْلَابُهُ: احْتِشَاشُه.
كأَنّ العُشْبَ شُبِّه بخَبِير الإبل، وهو وبَرُها.
فالنَّبَاتُ ينْبُتُ ـ كما يَنبتُ الوَبَرُ.
وخَيْبَرُ: موضِعٌ بعينه.
.
معروفٌ.
ويقال: تَخبَّرْتُ الخَبَر واستَخبَرْتُه ـ بمعنى واحِدٍ.
ومِثْله: تَضَعَّفْتُ الرجلَ واستضْعفتُه وتنَجّزْتُ الجَوَابَ، واسْتَنْجَزْتُه.
ثعلب عن ابن الأعرابي: المَخْبُور: الطَّيِّبُ الإِدَامِ، والمَخْبُورُ: المَخْمُورُ والْخَبيرُ: مِن أسماء الله تعالى: معناه العالِمُ «بما كان، وما يَكُونُ، وهذه الصِّفَةُ لا تكونُ إلا لله تَبَارَكَ وتَعالَى.
وخَبُرْتُ بالأمر ـ أي: عَلِمْتُهُ.
وقول الله جلّ وعزّ: {فَسْئَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفُرقان: 59] أي: سَلْ عنه خَبِيرًا عَالِمًا تُخْبَرْ.
والْخَابُورُ: بلدٌ معروفٌ ومنه قوله:
أَيَا شَجَرَ الْخَابُورِ ما لَكَ مُورِقًا
ورجلٌ مُخْبَرٌ ـ أي: إذا خُبِرَ وجِدَ كامِلًا.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
39-تهذيب اللغة (ذوق)
ذوق: قال الليث: الذَوْق: مصدرُ ذاقَ يذوقُ ذَوْقًا ومَذاقًا وذَوَاقًا.فالذَّوَاق والمَذاق يكونان مصدَرَين، ويكونانِ طَعْمًا، كما تقول: ذَواقهُ ومذاقُه طيِّبٌ.
وتقول: ذُقْتُ فلانًا وذُقْتُ ما عنده؛ وكذلك ما نَزل بإنسان مِن مكروه فقد ذاقَه.
وجاء في الحديث: «إن الله لا يُحبّ الذَّوّاقين والذَوّاقات».
قال: وتفسيره ألا يطمئن ولا تطمئن، كُلَّما تزَوَّجَ أو تزوجَتْ كَرِهًا وطَمحا إلى غير الزَّوج.
ويقال: ذُقتُ فلانًا، أي: خَبَرْتُه وَبُرْتُه واستَذَقْتُ فلانًا إذا خَبَرْتَه فلَم تَحمد مَخْبَرتَه.
ومنه قوله:
وعهدُ الغانيات كَعهدِ قَيْنٍ *** وَنَتْ عنه الجَعائلُ مُسْتذاقِ
وقال الله جلّ وعزّ: {فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها} [الطلاق: 9]، أي: خَبَرت.
والذَّوْق يكون فيما يُكرَه ويُحمَد.
قال الله جلّ وعزّ: {فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} [النحل: 112]، أي: ابتلاها بسوءِ ما خَبَرتْ مِن عقاب الجوع والخوف وضَرَب لباسَها مثلًا لأنَّهما شَمِلاهم عامة.
ويقال: ذُقْ هذا القَوْسَ، أي: انزع فيها
لتَخبُر لينَها وشدَّتها.
وقال الشماخ:
فذاقَ فأَعطتْه مِن اللِّين جانبًا *** كفَى ولَهَا أنْ يُغْرِقَ النَّبْلَ حاجِزُ
أي: نظَرَ إلى القوْس ورازَها.
وقوله: كفى، أي: وكفى ذاك اللِّين منها.
وقوله: ولها أن يُغرق النبل حاجز، أي: لها حاجزٌ يَمنعُ مِن إغراق النَّبْل، أي: فيها لينٌ وشدَّة بمقدارٍ وَفْقٍ.
ومثله:
في كَفِّه مُعْطِيَةٌ مَنُوع
وقال آخر:
شِريانةٌ تَمنَع بعدَ اللِّينِ
وقال ابن مُقبل:
أو كاهتزازٍ رُدَينيٍ تَذاوَقَهُ *** أيْدِي التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِينا
وذاقَ الرجلُ عُسَيلةَ المرأة: إذا أولجَ فيها أدافَهُ حتَّى خبَرَ طِيبَ جِماعها وذاقت هي عُسَيلته كذلك لما خالَطَها فوَجَدَتْ حلاوةَ لَذَّةِ الخلاط.
ثعلب عن ابن الأعرابي: {فَذُوقُوا الْعَذابَ} [الأنعام: 30]، قال: الذَوْق يكون بالفَم وبغير الفَم.
وقال غيره: أَذاقَ فلانٌ بَعدَك سَرْوًا، أي: صارَ سَرِيًّا، وأَذاقَ بَعدَك كرمًا، وأَذاقَ الفَرسُ بَعْدك عَدْوًا، أي: صار عَدّاءً بعدَك.
ورجل ذَوّاق: مِطْلاق: إذا كان كثير النكاح كثير الطلاق.
ويقال: ما ذُقْتُ ذَواقًا، وهو ما يُذاق من الطعام.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
40-تهذيب اللغة (ورق)
ورق: قال الليث: الوَرَق: وَرَق الشجر والشوك.ورقَّت الشجرةُ توريقًا، وأورقتْ إيراقًا: إذا أخرجتْ ورقَهَا.
وشجرةٌ وَرِيقَة: كثيرة الوَرَق.
أبو عبيد: شجرة وارقة، وهي الخضراء الورق الحسنَتُهُ.
قال: وأمَّا الوراق فخضرة الأرض من الحشيش، وليسَ الوَرَق.
وقال أوس بن زُهير:
كأنَّ جِيادَهُنْ بِرَعْنِ زُمٍ *** جَرَادٌ قد أطَاعَ له الوَرَاقُ
وأنشد غيره:
قل لنُصَيْب يَحْتلِبْ نابَ جعفرٍ *** إذا شَكِرَتْ عند الوَرَاق جِلامُها
الجِلام: الجِداء.
وقال الليث: الوَرَق: الدَمُ الذي يَسقُط من الجِراح عَلَقًا قِطَعًا.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الوَرْقة: العَيْبُ في الغُصْن، فإذا زادت فهي الأُبنة، فإذا زادت فهي السَّحْتنة.
أبو عبيد عن الأصمعيّ: إذا كان في القوس مَخرَجُ غُصْن فهو أُبْنة، فإذا كان أخفى من ذلك فهو وَرْقة.
وقال ابن الأعرابيّ: الوَرقة: الخَسيسُ من الرجال، والوَرَقة: الكريم من الرجال، والوَرَقة: مقدار الدِّرهم مِن الدَمِ.
والوَرَق: المال الناطق كلُّه، والوَرَق: الأحداث من الغِلْمان.
ابن السكيت: الورَق من القوم: أحداثهم.
وأنشد:
إذا وَرَقُ الفتيان صاروا كأنّهم *** دراهمُ منها جائزاتٌ وزُيَّفُ
والورق: المال من الإبل والغنم.
والورق من الدم: ما استدار.
وقال أبو سعيد: فتًى ورَق، أي: ظريف، وفتيانٌ وَرَق.
وأنشد البيت.
قال عمرو بن الأهتم في ناقته وكان قدمَ المدينة:
طال التِّواء عليها بالمدينة لا *** ترعى وبِيع لها البيضاءُ والوَرقُ
أراد بالبيضاء الحَلِيَّ، وبالورق: الخبَط.
وبيع، أي: اشترى.
وقال الليث: الوَرَق: أَدَمٌ رِقاق، منها وَرَق المُصحَف، الواحدة وَرَقة.
قال: والوَرِق: اسمٌ للدَّراهم وكذلك الرِّقَة؛ يقال: أعطاه ألفَ درهمٍ رِقَةً لا يخالطها شيءٌ من المال غيرها.
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «وفي الرِّقَة رُبْع العُشْر».
وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنّه قال: الوَرِق والرِّقَة: الدّراهم خالصةً.
والورّاق: الرجل الكثير الوَرِق.
قال: الورق: المالُ كلّه.
وأنشد:
اغفِرْ خَطايايَ وثَمِّرْ وَرِقِي
أي: مالي.
قال شمر: قال أبو عبيدة: الوَرِق: الفضّة كانت مضروبة دَراهم أوْ لا.
وأخبَرَني أبو الحسين المُزَني عن أبي العباس أحمد بن يحيى أنّه قال: تُجمَع الرِّقَة رِقِينَ؛ ومنه قولهم: «وجْدانُ الرِّقِينَ، يُغَطّي أفْنَ الأفين».
وقال أبو سعيد: يقال: رأيتهُ وَرَقًا، أي: حيًّا، وكلّ حَيّ وَرَق؛ لأنّهم يقولون: يموتُ كما يَموت الوَرَق، أي: يَيْبَسُ كما يَيْبس الورَق.
وقال الطائي:
وهزَّت رأسَها عَجَبًا وقالت *** أنا العَبْرَى أإيَّانا تُريدُ
ومَا يَدْرِي الوَدُودُ لعلّ قلبي *** ولو خُبِّرتَهُ وَرَقًا جَليدُ
أي: ولو خُبِّرْتَه حيًّا فإنّه جليد.
عمرو عن أبيه: الوَرِيقة: الشجرة الحَسَنة الوَرَق.
ثعلب عن ابن الأعرابي: يقال للنِّصِيّ والصِّلِّيان إذا نَبَتَا رِقةٌ، خفيفةً، ما داما رَطْبَيْن.
والرِّقَة أيضًا: رِقة الكلأ إذا خرجَ له وَرَق.
قال: والأوْرَق مِن كلِّ شيء: ما كان لونُه لونَ الرماد.
وأنشد:
ولا تَكُوني يا ابنةَ الأشَمِ *** وَرْقاءَ دَمَّي ذِئبَها المدمِّي
قال: والذِّئابُ إذا رأت ذئبًا قد عُقِر وظَهَر دَمُه أكبَّتْ عليه فقطَعْته وأُنثاه معها.
فيقول هذا الرجل لامرأته: لا تكوني إذا رأيتِ الناسَ قد ظَلموني، معهم عليّ فتكوني كَذِئبة السَّوء.
قال: والأورَق من الناس: الأسمر.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ولد المُلاعَنة: «إِنْ جاءت به أمُّه أَوْرَق»، أي: أسمر.
قال: والسُّمْرة: الوَرْقة.
والسَّمْرة: الأُحْدُوثة باللَّيل.
وقال أبو عبيد: الأوْرَق الذي لونهُ بين السَّواد والغُبْرة، ومنه قيل للرَّماد أَورَق وللحمامة وَرْقاءَ، وإِنَّما وصَفَه بالأدْمة.
أبو عبيد من أمثالهم: «إنّه لأشأمُ من ورقاء»، وهي مشؤومة.
يعني الناقة ربَّما نفرتْ فذهبت في الأرض.
ويقال للحمامة ورقاء للونها.
وقال الأصمعي: جاء فلانٌ بالرُّبيق على أُرَيق: إذا جاء بالداهية الكبيرة.
قال الأزهري: أرَيق تصغر أورَق على الترخيم، كما صغّروا أسوَد سُوَيد.
وأُرَيق في الأصل وُرَيق، فقلبت الواو ألفًا
للضمَّة، كما قال: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} [المرسلات: 11] والأصل وُقّتت.
ويقال: رعَينا رِقَة الطَّريفة، وهي الصِّلّيانُ والنَّصيّ مرّة.
والرِّقَة: أول خروج نباتها رطبًا.
رواه المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي.
وقال غيره: تَوَرَّقَت الناقة: إذا رَعَت الرِّقَة.
ويقال: رِقْ لي هذه الشجرةَ وَرْقًا، أي: خُذ وَرَقَها، وقد وَرَقْتُها أرِقُها وَرْقًا فهي مَوْروقة.
ويقال: أَورَقَ الحابِل يُورِق إيراقًا فهو مُورِق: إذا لم يَقَعْ في حِبالته صَيْد، وكذلك الغازي إذا لم يَغنَم، فهو مُورِق ومُخْفِق.
أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده:
فلا تلحيَا الدُّنيا إليَّ فإنني *** أرى ورق الدُّنيا يَسُلّ السخائما
ويا ربّ مُلتاثٍ يجرُّ نساءَه *** نفَى عنه وِجدانُ الرِّقين العزائما
يقول: ينفي عنه كثرةُ المال عزائمَ الناس فيه أنه أحمق مجنون.
قال الأزهري: لا تلحيا: لا تذمَّا.
والملتاث: الأحمق.
وقال النضر: يقال: إيراقّ العِنَب يَوْراقُ ايرِيقاقًا: إذا لوَّن فهو مُورَاقٌ.
وقال اللحياني: إنْ تَتْجُرْ فإِنّه مَوْرَقَةٌ لمالِك، أي: مَكثَرة.
وزمانٌ أورَق، أي: جَدْب.
وقال جندلٌ:
إنْ كانَ عَمِّي لكريمَ المَصْدَقِ *** عَفّا هَضومًا في الزَّمانِ الأورَقِ
أبو عبيد عن الأصمعي: إذا كان البعير أسودَ يخالط سوادَهُ بياضٌ كدُخان الرِّمْث، فتلك الوُرْقة؛ فإن اشتدَّت وُرْقته حتّى يذهب البياض الذي فيه فهو أدهم.
وقال ابن الأعرابي: قال أبو نصرٍ النَّعاميّ: هَجِّرْ بحمراءَ، وأَسْرِ بوَرْقاء، وصَبّحِ القومَ على صَهْباء، قيل له: ولم ذلك؟ قال: لأنَّ الحمراء أصبَرُ على الهَواجِر، والوَرْقاء: أصبَرُ على طول السُّرَى، والصِّهْباء أشهر وأحسن حينَ ينظر إليها.
شَمِر عن ابن سِمْعان وغيره: الرِّقة: الأرض التي يُصِبها المَطَر في الصَّفَريّة أو في القَيْظ، فتنبت فتكون خضراء.
فيقال: هي رِقَةٌ خضراء.
والرِّقَة: رِقَةُ النَّصِيِّ والصِّلِّيان: إذا اخضرَّ في الربيع.
وقال شمِر: الرِّقَة: العَيْن؛ ويقال: هي من الفضَّة خاصَّة.
قلت: الرِّقَة أصلُها وِرْقة، مثل: العِدَة والصِّلَة والزّنَة.
والوَرقاء: شجرة معروفة تسمو قدر قامةِ رجل، لها ورق مدوَّر واسع رقيق ناعم.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
41-تهذيب اللغة (كسر)
كسر: قال الليث يقال: كَسَرْتُ الشيءَ أَكْسِرُهُ كَسْرًا، ومُطاوعُهُ: الانكسَارُ، وكلُّ شيءِ فَتَرَ عن أَمْرٍ يَعْجَزُ عنه يقال فيه: انْكَسَرَ، حتى يقال.كَسَرْتُ من بَرْدِ الماءِ فانْكَسَرَ.
(أبو عبيد عن الأصمعي) الكِسْرُ: أَسفلُ الشُّقَّةِ التي تَلي الأرضَ من الخِبَاءِ.
قال وقال الأَحمرُ: هو جَارِي مُكاسِرِي ومُؤاصِري أَي كِسْرُ بَيتهِ إلى جَانِبِ كِسْرِ بَيْتي.
وقال الليث: كِسْرَا كلَّ شيءٍ: نَاحِيَتَاهُ، حتى يقال لِنَاحِيَتي الصّحَراءِ: كِسْرَاهَا.
وقال أبو عبيد: فيهِ لُغتَانِ: الكَسْرُ والكِسْرُ.
(أبو عبيد عن اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء): يُنْسَبُ إلى كِسْرَى ـ وكان يقوله بكسْرِ الكافِ ـ فإِذا نَسبَ إِليهِ: قال: كِسْرِيّ بتشديدِ اليَاءِ وكَسْرِ الكافِ، وكِسْرَويُ بفتح الرّاء وبتشديدِ اليَاءِ.
وقال: الأمويُّ: كِسْرِيُ بالكسْرِ أيضًا.
وقال أبو حاتم: كِسْرَى مُعَرّبٌ، وأَصْلُه خُسْرَى فَعرّبتْه العَرَب فقالوا: كِسْرَى.
وقال الليث: يقال كِسرَى وكَسرَى، ويقولونَ في الجمعِ: أَكاسرةٌ وكَساسرَةٌ، وكِلَاهما مُخَالفٌ للقياس.
إنما القِيَاسُ كَسرَوْنَ كما يقال: عِيسَوْنَ.
(أبو عبيد عن الفراء): يقال: رجل ذو كَسَرَاتٍ وهَزَرَاتٍ وهو الذي يُغبَنُ في كل شيء.
وقال الليث: يقال للأرض ذاتِ الصعود والهبوط: أرضٌ ذاتُ كُسور.
قال: وكُسورُ الجبال والأودية لا يُفرد منه الواحد، لا يقال: كِسر الوادي.
قال: والكَسْر من الحساب: ما لم يكن سهمًا تامًّا، والجميع: الكسور.
وقد كَسَرَ الطائرُ يكسِر كُسورًا، فإِذا ذكرْت الجناحين قلت: كسرَ جناحيه كسْرًا وهو إذا ضم منهما شيئًا فهو يريد الوقوع أو الانقضاض، يقال: بازٌ كاسر، وعُقابٌ كاسر، وأنشد:
كأَنَّها كاسِرٌ في الجوِّ فَتْخَاءُ
طرحوا الهاء لأن الفعل غالب.
والكَسِيرُ من الشاءِ: المنكسرةُ الرِّجْلِ.
وفي الحديث: لا يجوزُ في الأضاحي الكسير البيِّنةُ الكسرِ.
وقال غيره: يقال للرجُل إِذا كانت خِبرَتُه محمودة: إِنه لطيِّبُ المَكْسِرِ (وصُلْبُ المكسِر كما يقال للشيء الذي إِذا كُسر عُرف بباطنِه جودتُه: إِنه لجيِّدُ المكسرِ) ومكسِرُ الشجرة: أصلُها حيث يكسر منه أغصانها، وقال الشُّوَيعِرُ:
فمَنَّ واسْتَبْقَى ولمْ يَعْتصِرْ *** مِنْ فَرْعِه مَالًا ولا المَكْسِرِ
وقال غيره: يقال: فلان يكسرُ عليه الفُوقَ إذا كانَ غضبانَ عليه، وفلان يكسِر عليه الأَرْعاظَ غضبًا.
والمُكَسِّرُ: لقَب رجُل.
قال أبو النجم:
أَوْ كالْمُكَسِّرِ لا تؤوبُ جيَادُه *** إِلَا غَوَانِمَ وهْيَ غيرُ نِوَاء
(ثعلب عن ابن الأعرابي): كسَرَ الرجلُ إِذا باع متاعه ثوْبًا ثوبًا، وكَسِرَ إذا كسل، والكاسور، بَقَّالُ القُرَى، والصَّيْقَبَانيُّ: صَيْدَنانيُّ القُرَى.
وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال: يقال لكل عظمٍ: كِسْرٌ وكَسْرٌ، وأنشد:
وَفي يَدِها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ
(أبو عبيد عن الأموي): يقال لعَظم الساعد مما يلي النصف منه إلى المرفق: كِسرُ قبيحٍ، وأنشد شمر:
لوْ كنتَ عَيْرا كُنْتَ عَيرَ مَذَلّةٍ *** أَوْ كنُتَ كِسرا كنْتَ كِسْرَ قَبِيح
(ابن السكيت): يقال فلان هَشُ المكسِر، وهو مدحٌ وذمٌّ، فإذا أرادوا أن يقولوا: ليس بمُصْلِد القِدْح فهو مدحٌ وإِذا أرادوا أن يقولوا هو خوَّار العود فهو ذمُّ.
وجمع التكسير: ما لم يُبْنَ على حركة أوله، كقولك: درهم ودراهمُ، وبطنٌ وبطونٌ، وقِطْفٌ وقطوفٌ، وأما ما يجمع على حركة أوله فمثل: صالح وصالحين، ومسلم ومسلمين.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
42-تهذيب اللغة (بور)
بور: قال الأصمعي: بار يَبُور بَورًا، إذا جَرَّب.وبار الفَحْل الناقةَ يَبُورُها بَوْرًا، إذا جَعل يَتَشَمَّمها لينظُر ألاقحٌ هي أم لا.
قال: وقال ابن زُغْبَة:
* وطَعْنٍ كإيزاغِ المَخَاض تَبُورُها*
قال أبو عبيد: قولُه: كإيزاغ المخاض، يعني: قَذفها بأَبوالها، وذلك إذا كانت حوامل.
شَبّه خُروج الدم برمي المخَاض أَبوالها.
وقوله: تَبورها، أي تختبرها أنت حين تعرضها على الفحل لتنظر ألاقح هي أم لا؟
وقال الليث: فحلٌ مِبْوَرٌ، إذا عرف ذلك منها.
وقال أبو عُبيد: يقال للرجل إذا قذف امرأة بنفسه: إنه فجَر بها، فإن كان كاذبًا فقد ابْتَهرها، وإن كان صادقًا فهو الابْتيار؛ افتعال من: بُرْت الشيء أَبُوره، إذا خبرته؛ قال الكُميت:
قبيحٌ بمِثلِيَ نَعْتُ الفَتا *** ةِ إمّا ابْتهارًا وإمّا ابْتِيارَا
ويقال: بارت السُّوق تَبُور.
وبارت البِيَاعَاتُ، إذا كَسَدَت.
ومن هذا قيل: نَعوذ بالله من بَوَارِ الأيِّم، وهو أن تَبْقَى المرأةُ في بَيتها لا يَخْطُبها خاطبٌ.
والبَوار: الفَسَاد.
وفي حديث: كنّا نَبُور أولادنا بحُبّ عليٍّ عليهالسلام، أي نختبر ونمتحن.
وقال الفراء في قوله جَلّ وعز: {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12].
قال: البُور، مصدر، يكون واحدًا وجَمْعًا.
يقال: أصبحت منازلهم بُورًا، أي لا شيء فيها.
وكذلك أعمال الكفّار تَبْطُل.
وأخبرني المُنذريّ، عن الحرانيّ، عن ابن السِّكيت، عن أبي عُبيدة: رَجُلٌ بُورٌ، ورَجُلان بُور، وقومٌ بُور، وكذلك الأُنثى، ومعناه: هالك.
وقد يُقال: رجلٌ بائر، وقومٌ بُور.
وأَنْشد:
يا رسولَ المَليك إنّ لسانِي *** راتقٌ ما فَتَقت إذ أنا بُورُ
وقال أبو الهيثم: البائر: الهالك، والبائر: المجرِّب، والبائر: الفاسِد، وسُوق بائرة، أي فاسدة.
وقال الليث: البَوار: الهَلَاك.
ورجلٌ حائرٌ بائر، لا يتَّجه لشيء، ضالٌّ تائه.
وفي كتاب النبيّ صلى الله عليه وسلم لأُكَيدر دُومة: «ولكم البُور والمَعَامي وأَغْفال الأرض».
قال أبو عُبيد: البُور: الأرض التي لم تُزْرع.
والمَعَامي: المجهولة.
والأغْفال، نحوها.
قال: وقال الأحمر: يقال: نَزلتْ بَوَارِ على الناس، بكسر الراء؛ وقال أبو مُكْعِبٍ الأسدِيّ:
قُتِلت فكان تَبَاغِيًا وتَظالُمًا *** إنّ التظالُم في الصَّديق بَوَار
وكذلك: نزلت بَلَاءِ على الناس.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م