نتائج البحث عن (شماريخ)
1-العربية المعاصرة (شمراخ)
شِمراخ [مفرد]: جمعه شَماريخُ:1 - سُباطة البلح.
2 - عنقود عليه العنب.
3 - غُصن دقيق رخص ينبت في أعلى الغصن الغليظ.
شُمْروخ [مفرد]: جمعه شَماريخُ: شِمراخ.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-المعجم الوسيط (الشِّمْرَاخُ)
[الشِّمْرَاخُ]: العِثْكَالُ عليه بُسْرٌ.و- العُنْقودُ عليه عِنَبٌ و- غُصْنٌ دقيق رَخْصٌ ينْبُت في أعلى الغصن الغليظ، خَرَجَ في سنته رَخْصًا.
(والجمع): شَمَارِيخُ.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
3-المعجم الوسيط (آذان الجَدْي)
[آذان الجَدْي]: نبات من الفصيلة الحمَلية أوراقه متلاصقة، تخرج من وسطها شماريخ طويلة تحمل أزهارًا صغيرة، وثمره جاف عُلْيٌّ به بذور دقيقة.المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
4-شمس العلوم (الإِسماح)
الكلمة: الإِسماح. الجذر: سمح. الوزن: الْإِفْعَال.[الإِسماح]: أسمحت قرونتُه، بالحاء: أي ذلت نفسه وأطاعت، قال امرؤ القيس:
فلما تنازعنا الحديثَ وأسمحَتْ *** هصرْتُ بغصنٍ ذي شماريخ ميّال
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
5-شمس العلوم (الشِّمْراخ)
الكلمة: الشِّمْراخ. الجذر: شمرخ. الوزن: فِعْلَال.[الشِّمْراخ]: غصن دقيق في أعلى الغصن، بالخاء المعجمة.
والشِّمْراخ: واحد شماريخ النخل، وهي العثاكل التي عليها البُسْر.
والشِّمراخ: رأس الجبل الأعلى.
والشِّمراخ: الغرة إِذا استطالت وسالت على الأنف.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
6-معجم ما استعجم (خفان)
خفّان: بفتح أوّله وتشديد ثانيه، وبالنون، على وزن فعلان: موضع قبل اليمامة، أشب الغياض، كثير الأسد؛ ومنازل تغلب ما بين خفّان والعذيب، قال عمرو بن كلثوم:«ليهنئ تراثى تغلب بنت وائل *** إذا نزلوا بين العذيب وخفّان»
وقال الحطيئة يمدح طريف بن دفّاع الحنفىّ:
«تبيّنت ما فيه بخفّان إنّنى *** لذو فضل رأى فى الرّجال سريع»
وقال آخر:
«تحنّ إلى الدّهنا بخفّان ناقتى *** وأين الهوى من صوتها المترنّم»
وقال الشّمّاخ:
«وأعرض من خفّان قصر كأنّه *** شماريخ باهى بانياه المشقّرا»
وقد ذكرته فى رسم حزوى أيضا فيما تقدّم.
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
7-معجم ما استعجم (ضيبر)
ضيبر: بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده باء معجمة بواحدة، وراء مهملة:جبل من صدر نجلاء، يدفع فى ينبع؛ قال كثيّر:
«وقد حال من رضوى وضيبر دونهم *** شماريخ للأروى بهنّ حصون»
«كذبن صفاء الودّ يوم شنوكة *** فأدركنى من عهدهنّ وهون»
وشنوكة: بين العذيب والجار، على ستّة عشر ميلا من الجار، واثنين وثلاثين ميلا من ينبع. وعلى شنوكة سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، على ما ذكرته فى رسم العقيق.
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
8-معجم ما استعجم (عروى)
عروى: بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده واو مفتوحة، مقصور، على وزن فعلى. وهى قارة فى بلاد بنى ذهل. هكذا قال أبو عبيدة. وقالالأصمعيّ: هى هضبة؛ قال المسيّب بن علس الضّبعىّ:
«عديّة ليس لها ناصر *** وعروى التى هدم الثّعلب»
«وفى الناس من يصل الا بعدين *** ويشقى به الأقرب الأقرب»
وكانت ضبيعة قد حالفت بنى ذهل على هذه القارة، أنهم متحالفون ما بقيت، فنقضوا حلفهم، فضرب هدم الثّعلب لها مثلا لضعفه. وعديّة: هى أمّ بنى عامر بن ذهل، وهى من بنى ضبيعة بن ربيعة. وقال مزاحم العقيلىّ:
«أليست جبال القهر قعسا مكانها *** وأكناف عروى والوحاف كما هيا»
وهذه كلّها مواضع متدانية. وقال الجعدىّ:
«كطاو بعروى ألجأته عشيّة *** لها سبل فيه قطار وحاصب»
وفى شعر ابن مقبل عروى: هضبة بالعالية، متاخمة بلاد اليمن. قال ابن مقبل:
«فجنوب عروى فالقهاد غشيتها *** وهنا فهيّج لى الدّموع تذكرى»
وقال جريح النّصرى:
«بملمومة شهباء لو قذقوا بها *** شماريخ من عروى إذن لتضعضعا»
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
9-معجم ما استعجم (عمر ابن عروان)
عمر ابن عروان: بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، على لفظ اسم الرجل.وعروان: قد تقدّم ذكره. وعمر ابن عروان: جبل السّراة. قال أرطأة ابن سهيّة:
«يحطّم أركان الجبال فترتمى *** شماريخ من عمر ابن عروان بالصّخر»
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
10-معجم متن اللغة (المشراخ)
المشراخ: الشمروخ في النخل وفي العنب.و-: رأس مستدير طويل دقيق في أعلى الجبل ج شماريخ.
و- من الغرر: ما اشتدق وطال وسال مقبلًا حتى جلل الخيشوم والجحفلة أو ما سال على الأنف ولم يبلغ الجحفلة.
و-: أو ما سال على الأنف ولم يبلغ الجحفلة.
و-: الفرس إذا كان له ذلك.
و- من السحاب: أعاليه (ز).
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
11-معجم متن اللغة (العذق)
العذق: القنو من النخلة وهي العرجون بما فيه من شماريخ: العنقود من العنب أو هو إذا أكلما عليه ج أعذاق وعذوق.
و-: العز القديم (ز).
و- من النبات: ذو الأغصان.
كل غصن له شعب.
و- العذق بالقلوب: اللبق.
و- من الطيب: الذكي الريح.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
12-جمهرة اللغة (بجن بنج جبن جنب نبج نجب)
جَبنَ الرجلُ جُبْنًا فهو جَبان، يحرَّك المصدرُ فيه ويسكَّن: جُبْنًا وجُبُنًا.قال الشاعر:
«جَهْلًا علينا وجبنًا عن عدوِّهمُ*** وبِئْسَتِ الخَلَّتان الجهلُ والجُبُنُ»
فأما الجُبُنُّ المأكول فمثقَّل، وقد خفِّف أيضًا.
وفي حديث علي رضي اللّه عنه بالتخفيف.
ومن هذا الباب: الجَبِين، جَبين الإنسان ة وللإنسان جَبينان يَكتنفان جَبهتَه.
وكذلك فسَّره أبو عبيدة في التنزيل، والله أعلم، في قوله جلّ ثناؤه: {فلما أسلما وتَلَّهُ للجبين}.
وتقول: رجل جُنُب من قوم أجناب، إذا كان غريبًا.
وكذلك فسِّر في التنزيل: {والجارِ الجُنُبِ}.
ورجل جانِب، غير مهموز: غريب.
فأما الجَانَب بالهمز فالقصير المجتمع الخَلْق، قال الشاعر:
«عَقيلةُ أخدانٍ لهـا لا ذَمـيمة*** ولا ذاتُ خَلْقٍ إن تأمَلتَ جأنَب»
ويقال: جار أجْنَب وجُنُب وأجنبيّ.
وجَنَبْتُ الدابَّة أجنُبها جَنْبًا وجَنَبًا، إذا قدتها إلى جانبك.
وكذلك جَنَبْت الأسيرَ.
ورجل جنُب وامرأة جُنُب من قوم جُنُب- هذا أعلى اللغات، المذكر والمؤنث والجمع والواحد فيه سواء- إذا أصابته جَنابة.
وقد أجنَبَ الرجل، إذا أصابته الجنابةُ.
وجنَّبَ الرجلُ، إذا قلّت ألبانُ إبله، فهو مجنِّب والقوم مجنِّبون.
والجِناب: مصدر جانبته مُجانبةً وجِنابًا، وهو من المباعدة.
وكذلك تجنَّبته تجنُّبًا.
والجَناب: موضع معروف؛ فلان من أهل الجَناب، ورجل رحب الجَناب، إذا كان واسع الرَّحل.
والجَنْبَة: ضرب من النبت.
ويقال: قعد فلان جَنْبَةً، إذا أعتزل عن الناس.
وفي حديث عمر رضي اللهّ عنه: (عليكم بالجَنْبَة فإنها عَفاف.
إن النساء لحم على وَضَم إلا ما ذُبَّ عنه ".
والجُنّاب: القرين.
ويقال: فلان جُنّاب فلان، أي إلى جانبه.
ويقول الرجل للرجل: أعطني جَنْبَةً فيعطيه جِلْدَ جَنْبِ بعيِرِ فيتّخذ منه عُلْبَةً.
وجنب: بطن من العرب وليس بأب ولا أم، وإّما هو لقب لهم.
وجَنْب الإنسان والدابة: معروف.
وجَنِبَ الرجل، إذا اشتكى جنبَه.
وجَنْبتا البعير: ما حمل على جنبَيه من حِمله.
والجَنوب: ريح معروفة.
وجُنّب الرجلُ الخيرَ تجنيبًا، إذا حُرِمه.
ويقال: إن عند فلان لخيرًا مَجْنبَةً ومَجْنَبًا وشرا مَجْنَبًا، أي كثيرًا.
والمِجْنَب: التُّرس.
ويقال المُجْنَب.
قال ساعدة بن جُؤيّة:
«صَب اللَّهيفُ لها السّبُوبَ بطَغْيَةٍ*** تُنبي العُقابَ كما يُلَطُّ المجْنَـبُ»
الطَّغْيَة: شِمراخ من شَماريخ الجبل.
والمِجْنَب: الستر أيضًا.
قال الشاعر:
«كعَطِّ المِجْنَبِ»
وقشر كل شيء: نَجَبُه.
ونَجَبُ الشجرِ: لِحاؤه.
وأديم مَنجوب، إذا دُبِغ بالنَّجَب، وهو لِحاء الشجر.
وعود مَنجوب، إذا قُشرت عنها لِحاؤه.
ورجل نَجيب- وما أبينَ النجابةَ في بني فلان- وكذلك الفرس والبعير، إذا كان كريمًا.
والمنتجَب: المختار من كل شيء.
والمِنْجاب: النَّصل الضعيف منّ نِصال السهام.
ورجل مُنْجِب، إذا ولدَ النجَباء، والمصدر النجابة وقد سمّت العرب نَجَبَة ومِنْجابًا
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
13-جمهرة اللغة (جرض جضر رجض رضج ضجر ضرج)
الجَرَض: الغَصَص بالريق يقال: جرِض يجرَض جَرَضًا، إذا اغتصّ.قال الشاعر:
«كأنَّ الفتى لم يَغْنَ في الناس ليلةً*** إذا اختلفَ اللَّحْيان عند الجَريض»
ومن أمثالهم: "حالَ الجَريضُ دون القَريض"، وزعموا أن أول من قاله عَبيد بن الأبرص، وله حديث.
والضَّجَر: معروف يقال: ضجِر بالشيء يضجَر به ضَجَرًا، إذا تبرم به.
والضُّجْرة والضُّجَرة: ضرب من الطير.
والضَّرَج منٍ قولهم: ضرَّجتُ الثوبَ تضريجًا، إذا صبغته بالحُمرة خاصة.
وربَّما استُعمل فى الصُّفرة.
وفسّروا بيت النابغة:
«تحيّيهمُ بِيضُ الـولائد بـينـهـم*** وأكسيةُ الإضْرِيج فوق المَشاجبِ»
فقالوا: خَزٌّ أصفر هكذا يقول الأصمعي.
وتضرَّجَ الخدُّ عند الخجل، إذا احمرّ.
وانضرجتِ العُقابُ انضراجًا، إذا انحطَت من الجوّ كاسرة.
وضرَّجه بالدمّ، إذا رمَّله به.
والانضراج: الانشقاق أيضًا.
وانضرج الثوبُ، إذا انشقّ.
وانضرجت لنا الطريق، إذا اتّسعت.
قال الشاعر في انضراج العُقاب:
«كتَيس الظِّباء الأَعْفَرِ انضرجتْ له*** عُقابٌ تَدَلَّتْ من شَماريخ ثَهْـلانِ»
وفرسٌ إضريجٌ: مشبَّه بانضراج العُقاب.
قال الراجز:
«حتى إذا ما انشعبتْ مَضارجا *** خاضَ إليها شُغبًا أفـارِجـا»
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
14-جمهرة اللغة (باب ما جاء على فعلال وفنعال)
جِرفاس: من وصف الأسد، وهو الغليظ العُنُق.وهِرماس: من صفات الأسد أيضًا.
ونهر يقال له الهِرماس.
وبعير هِلقام: واسع الفم.
وبعير صِقلاب وصِلقام: شديد الأكل.
وأسد ضِرغام: ضارٍ مُقْدِم.
وظليم هِزلاج: سريع، وكذلك هِزراف.
وخِذراف: نبت.
ورجل شِرداخ: رِخو غليظ.
وفَقعة شِرباخ، إذا عظمت حتى تنشقّ، وهي ضرب من الكَمْأة الفاسدة التي قد استرخت وفسدت.
وشِنغاب وشِنعاب، بالعين والغين: الرجل الطويل.
ونخلة ضِرداخ: صفيّة كريمة.
قال الشاعر:
«ليس بِضرداخٍ نَبَتْ أغراسا»
وجِلفاط: لغة شآمية، وهو الذي يُجلفِط السّفن، والجلفطة أن يُدخل بين مسامير الألواح وخُروزها مُشاقةَ الكَتّان ويمسحه بالزفت والقار.
والفِرضاخ: النخلة الفتيّة، وقالوا: ضرب من الشجر.
والسِّرياح: الجراد.
قال أبو بكر: هذا فِعيال ولكنه يتّصل بهذا.
وجِنعاظ: غليظ جافٍ.
وعِرصام وعِرْصَمّ، وهو الصلب الشديد.
وقِرماص مثل القُرموص سواء، وهو حَفيرة يحتفرها الرجلُ يبيت فيها بالليل ويتغطّى بالتراب لئلا يجد البردَ.
قال الشاعر:
«جاء الشتاءُ ولمّا أتّخِـذْ رَبَـضـًا*** يا ويحَ كفَّيَّ من حَفْرِ القَراميصِ»
وعِسبار، زعموا أنه ولد الضبع من الذئب أو ضرب من السّباع.
وناقة حِدبار: ضامرة قد يبس لحمُها.
وعِرزام: صلب شديد، وهو أصل بنا اعرنزَم الشيءُ، إذا صَلُبَ.
وجِلحاب: شيخ ضخم كثير اللحم، ولا يقال ذلك إلا للشيخ.
وفِرشاح مأخوذ من الفَرشحة، وهو إذا قعد ألصق ألْيَتَيْه بالأرض إلصاقًا شديدًا.
ورجل فِرضاخ: غليظ كثير اللحم.
وناقة شِملال: سريعة.
ويقال للسِّيد هِلقام.
ورجل صِلهام: جريء مُقْدِم، من قولهم: اصلهمّ الشيءُ، إذا صلب.
ودِلهاث: جريء مُقْدِم أيضًا، وقالوا: الصلب الشديد.
ويقال لذَكَر القَطاة حِنزاب، ولضرب من النبت حِنزاب، وقالوا للديك حِنزاب.
وجِرهام: صفة من صفات الأسد.
وعِفراس: نحوه.
وبعير صِلخاد: صلب شديد.
وشِنخاف وشِنَّخف: طويل.
وشِنعاف الجبل: أعلاه.
والجِنعاظ: الذي يَسْخَط عند الطعام.
قال الراجز:
«جنعاظةٌ بأهله قد بَرّحا»
وفِرتاج: موضع.
وكِرداع مأخوذ من الكَردحة، وهي سرعة العَدْو.
وكِرداح: موضع.
وناقة سِرداح: طويلة.
وأرض سِرداح: بعيدة.
وفِلطاح: موضع واسع، وكذلك رأس فِلطاح: عريض.
وشِمراخ الجبل: أعلاه، والجمع شَماريخ.
وأرض صِرداح وصَرْدَح: صلبة.
وامرأة حِفضاج وعِفضاج وعِفْضِج وحِفْضِج: ضخمة مسترخية.
وجِرسام وجِلسام، وهو الذي تسمّيه العامّة البِرسام، والبِرسام فارسيّ معرَّب.
ورجل عِرباض: ضخم.
وقِرفاص من القَرفصة، والقَرفصة: الشدّ؛ يقال: أخذ فلان فلانًا فقرفصَه، إذا شدَّ يديه ورجليه.
وناقة هِرجاب: طويلة على وجه الأرض.
قال رؤبة:
«تَنَشّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ *** مَضبورةٍ قَرواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ»
وعِرزال؛ يقال: عِرزال الأسد وعِرزال الحيّة، وهو الموضع الذي يمهّده لنفسه.
ولبن هِلباج: خاثر ثخين.
قال الشاعر:
«وما اجتمعَ الهِلباجُ في بطن حُرّةٍ*** مع التمر إلا هَمَّ أن يتكـلّـمـا»
ورجل هِلباج: فَدْم.
وحِرماس: واسع.
قال الراجز:
«وبطنَ حِسْمَى بلدًا حِرماسا»
قال أبو بكر: حِسْمَى تقديره فِعْلَى، وهو ماء معروف لكلب؛ يقال إن آخر ما نضب من ماء الطوفان حِسْمَى فبقيت منه هذه البقيّة الى اليوم.
وخِلباس، وقالوا: واحد الخلابيس، وهو ما لا نظام له ولا يجري على استواء.
قال المتلمّس:
«إنّ العلافَ ومن باللَّوذ من حَضَنٍ*** لمّا رأوا أنـه دِينٌ خَـلابـيسُ»
ودفع الأصمعي واحد الخلابيس وقال: لا أعرف له واحدًا، ودفع أيضًا بالبيت.
ونِبراس، وهو السِّراج.
والفِرناس: من أسماء الأسد.
وقِرناس وقُرناس، وهو أعلى الجبل.
وعِرماض مثل العَرْمَض سواء، وهو الخضرة التي تركب الماء.
وأنف فِنطاس، إذا كان عريضًا.
وطِربال، وهي الصخرة العظيمة المشرفة من جبل وجدار.
وفي الحديث: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إذا مرّ بطِربال مائل أسرعَ المشيَ).
والفِرطاس: السريع.
وقُسطاس وقِسطاس، بضم القاف وكسرها، قالوا: القُرُسْطون، وقالوا: القَفّان، وقالوا: الميزان، روميّ معرَّب.
وشابّ بِرزاغ وبُرزوغ: ممتلئ الجسم.
وشِمطاط: هم الفِرقة من الناس وغيرهم، والجمع شَماطيط.
وعليه ثوب شَماطيط، أي متخرّق.
وفِسطاط: معروف، وقالوا فُسطاط.
وقالوا قُرطاط وقِرطاط، وهي بَرْذَعة تُلقى تحت السَّرج والرِّحالة.
وشِنعاف وشُنعوف، وهي قطعة تستطيل من أعلى الجبل.
ويقال للرجل الطويل شِنعاف أيضًا.
وشِرعاف: كافور النخل.
وعيش عِذلاج: ناعم.
وصُندوق وصِنداق.
وثوب شِبراق: متخرّق.
وعِرصاف وعِرفاص: خُصلة من العَقَب المستطيل، وربما سُمّي السّوط من العَقَب عِرفاصًا؛ وتسمّى الخُصلة من العَقَب التي يُشدّ بها أعلى قُبّة الهودج عِرفاصًا.
وبعير جِرفاض: غليظ.
وخِرشاف: موضع.
ودابّة هِملاج.
وعيش خِرفاج: واسع ضافٍ.
ونبت خِرفاج: ناعم.
وطِلحام: موضع.
ورجل دِلهاث: ماضٍ في أموره.
وعِرناس: طائر، وقالوا عُرنوس.
ورجل عِرقال وعِرقاب: لا يستقيم على رُشْد.
وعِرقال إمّا ماء وإمّا موضع، زعموا.
وهِبلاع: أكول.
وبِرشاع: سيّئ الخُلق.
وجِعظار: جِلْف جافٍ.
والكِرناف: كَرَب النخل، الواحدة كِرنافة.
وقِرناس: اسم من أسماء الأسد.
وسِرناق: طويل.
وبعير قِنعاس: عظيم الخَلق.
ورجل شِرحاف: عريض القدم.
وضرب طِلحاف وطِلخاف: شديد، بالحاء والخاء.
ورجل خِرباق: كثير الضَّرِط.
وهِزلاع: اسم.
والهِيلاع: ضرب من السباع؛ هكذا قال الخليل.
وشِرعاف وشُرعاف، وهو قِشر طَلْعة الفُحّال من النخل؛ لغة أزدية.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
15-إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت (تاربه)
تاربههي أرض واسعة، فيها قرى كثيرة، أكثرها عن يمين الذّاهب من سيئون والحسيّسة في الطّريق السّلطانيّة ـ أو العبّاديّة ـ إلى تريم، وبعضها عن يساره.
فأمّا الّتي عن يمينه: فأوّلها قرية يقال لها: السّحيل القبليّ، وكذلك يقال لها: سحيل بدر، يعنون بدر بن عبد الله بن عمر بن بدر بوطويرق.
وفي «الأصل»: أنّ الملك كان لأبيه عبد الله بن عمر بن بدر بوطويرق، فتنازل عنه في سنة (1024 ه) لأخيه بدر بن عمر، ولكنّ بدر بن عبد الله هذا وثب في سنة (1058 ه) على عمّه بدر بن عمر ـ وكان طغى وبغى ـ فجاءت نجدة الإمام المتوكّل على الله إسماعيل فهزمته، وردّت الملك لعمّه، وألقى هو بنفسه في أحضان قائد الجيوش المتوكليّة الصّفيّ أحمد بن الحسن، فأرسله إلى صنعاء، فعفا عنه الإمام، ثمّ عاد وأقام بسيئون إلى أن مات في سنة (1075 ه)، كذا ب «الأصل».
والّذي يظهر من هذا: أنّه بعد رجوعه من صنعاء.. لم تطب نفسه بالمقام في سيئون على الذّلّة والمهانة بعد الملك والعزّة، وعزّ عليه أن يتوجّع له صديق أو يشمت به عدوّ.. فابتنى له دارا بهذا السّحيل، ولم يقم بسيئون إلّا ريثما عمّر الدّار، ثمّ عمّر بشماله مسجدا لا يزال معمورا إلى اليوم، وهو خارج عن سور السّحيل القبليّ، ومع ذلك فإنّهم يجمّعون فيه.
وحصن بدر ومسجده ـ حسبما يقول الشّيخ المعمّر أحمد بن عبود الزّبيديّ ـ أوّل ما بني بتاربه، وما كانت قبل ذلك ـ إذا استثنينا سمل حسبما يعرف ممّا يأتي فيها ـ إلّا مرعى وبعض خيام ينتجعها العوامر إذا أجدب نجدهم وقلّ عليهم الماء فيه.
أمّا في وقت الخصب.. فإنّهم لا يقنعون بتاربه في جنب خيراته الفائضة وأراضيه الخصبة وكان للعوامر ـ في حاضرهم وباديهم ـ شهامة كما يقول حسّان [في «ديوانه» 423 من الطّويل]:
«لنا حاضر فعم وباد كأنّه *** شماريخ رضوى عزّة وتكرّما »
ومن سكّان السّحيل هذا جماعة من ذرّيّة السّيّد عيدروس بن سالم بن عمر بن الحامد ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم؛ منهم:
السّيّد صالح بن أحمد بن صالح. وأخوه سالم بن أحمد بن صالح.
فأمّا سالم.. فبقي بالسّحيل إلى أن مات، وخلّف أولادا؛ منهم: السّيّد عبد الله بن سالم، بقي بمكان أبيه، إلّا أنّه يكثر التّردّد إلى سيئون. وفي سنة (1364 ه) توفّي بها لعشر من رمضان.
وأمّا السّيّد صالح بن أحمد: فقد انتقل إلى سيئون، وكانت له يد في خدمة الدّولة الكثيريّة، وجلب العسكر لهم من الصّيعر ضدّ يافع. توفّي بسيئون، وله بها أولاد.
أكبرهم وأغناهم: الشّهم الغيور الفاضل، السّيّد عليّ بن صالح بن أحمد، جمع ثروة من جاوة فوصل فيها الأرحام، وأطعم الطّعام، وأقرض المحتاجين، وأعان على نوائب الحقّ، وأوصى بما يغلّ نحو ثمان مئة وخمسين ربّيّة لمثل ما كان يفعله من الضّيافة والمعروف في حياته، وكان ينكر الخرافات والدّعاوي الكاذبة، ولمّا واظب على حضور دروسي في «الشّمائل النّبويّة».. تأكّد ما بخاطره من ذلك، فوافقني على إنكارها وصارح بذلك، فلحقه شيء يسير من فضول ما لحقني من تعصّب عشّاق الجاه المنفوخ، والولاية المزيّفة، منها أنّه من المشار إليهم بقول العلّامة السّيّد عليّ بن محمّد الحبشيّ [من الكامل]:
«حجبوا وحسبهم الحجاب عذاب *** ياليتهم سمعوا النّدا فأجابوا»
والقياس: نصب (العذاب) ولكنّه ارتفع.
ولو لا اعتصامه بالثّروة ـ وهي الشّافع المقبول في بلادنا ـ.. لناله ما نالني أو أكثر.
توفّي بسيئون سنة (1349 ه)، ورثاه جماعة من أدباء سيئون وشعرائها؛ منهم: ولده النّجيب صالح، والسّيّد عيدروس بن سالم السّوم، والسّيّد محمّد بن شيخ المساوى.
وفي «مجموعة مراثيه»: أنّ له اتّصالا بالعلّامة السّيّد شيخان بن محمّد الحبشيّ.
وما أراه إلّا وهما؛ لأنّ السّيّد شيخان توفّي في رجب من سنة (1313 ه)، والسّيّد عليّ بن صالح لم يعد من جاوة إلّا بعد ذلك بأكثر من سنتين عن غيبة طويلة، كان في أثنائها اتّصال السّيّد شيخان بسيئون.
وبالسّحيل جماعة من آل الحبشيّ؛ من أواخرهم: السّيّد محمّد بن عبد الله الحبشيّ، وأخوه عبد الرّحمن ـ أصحاب بير المير الواقعة في شرقيّ هذا السّحيل وغربيّ باعبد الله ـ وطه بن عليّ، وأخوه عبد القادر، وكانت للثّاني ثروة جمعها من سنغافورة، ولكنّها تلاشت أو كادت، وكان وصل إلى حضرموت، وجرى بينه وبين السّيّد أحمد بن سالم بو فطيم شجار، فشجّه حسين بن أحمد بو فطيم في رأسه شجّة منكرة، فذهب يستنجد بالعلّامة السّيّد عليّ بن محمّد الحبشيّ وآل أحمد بن زين الحبشيّ.. فلم ينفعه أحد، ولكنّ ولده محمّد بن عبد القادر استعان ببعض العوامر، فتسوّر ـ وهم معه ـ ذات ليلة على حسين بن أحمد وضربه ضربا مبرّحا وهو إلى جانب امرأته وكانت حاملا فأجهضت ولم تطل مدّتها.
وسافر السّيّد عبد القادر وولده محمّد إلى سنغافورة.
ثمّ عاد السّيّد عبد القادر بن عليّ في حدود سنة (1330 ه) إلى تريم ومعه أهل وأولاد صغار، فتوفّي وشيكا، ووصل ولده محمّد إلى تريم أيضا فأوذي بها، فعاد إلى سنغافورة، واستولى على مال أبيه فيها، وتدخّل آل الكاف ـ بتوكيل من الأولاد الصّغار وبعض النّساء ـ وسعوا في حبس محمّد، فحبسته حكومة سنغافورة مدّة، ثمّ أطلقته، وصاح الشّيطان في تلك التّركة، فهلكت وهلك الأبناء كلّهم إلّا محمّدا، وهو أكبرهم؛ فإنّه لا يزال بسنغافورة إلى الآن.
ومنهم: العلّامة السّيّد عليّ بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد بن حسين الحبشيّ، يجتمع مع السّيّد عبد القادر بن عليّ في محمّد بن حسين الحبشيّ وجد بجاوة في حدود سنة (1286 ه)، وخرج إلى حضرموت سنة (1298 ه)، وأخذ عن أراكينها، وأقام مدّة خمس سنوات ببور يطلب العلم ويتردّد إلى مدائن حضرموت للأخذ والتّلقّي، ثمّ عاد إلى جاوة وحجّ أربع مرّات: الأولى سنة (1311 ه)، والثّانية سنة (1348 ه)، والثّالثة سنة (1354 ه)، والرّابعة سنة (1367 ه).
وبيني وبينه ودّ وإخاء، ولبس منّي ولبست منه، ولا يزال له بجاوة شأن عظيم، وله لسان في الوعظ باللّغة الجاويّة، وانتفع به خلائق، وأسلم على يده كثير، ولا يزال ناشرا الدّعوة إلى الله، وأهل الرّابطة العلويّة ينتفعون بجاهه، ويأخذون به إلى مساعدتهم بالحياء، وإلّا.. فإنّه لم يسلك فجّهم في التّفرقة بين الحضارم، وله تواضع وخلق حسن، ودمعة غزيرة، مدّ الله في حياته على خير.
وبالسّحيل أيضا جماعة من المشايخ الزّبيديّين، منهم: الشّيخ أحمد بن عبود بن عيسى بن عبد الله بن تميم الزّبيديّ، كان عاقلا، أصيل الرّأي، له يد في الطّبّ الحضرميّ، يوافقه التّوفيق في كثير من المعالجات، توفّي سنة (1325 ه).
وأصلهم من حوطة سلطانة، فانتقل جدّهم عبد الله بن تميم ـ من جور حصل عليه من يافع ـ إلى عرض عبد الله ببور، ثمّ انتقل إلى تاربه، وحفر بها مئة وستّين بئرا، غرسها بالنّخيل، والوثائق الموجودة بين آل تاربه ناطقة ـ حسبما يقال ـ بأنّ تلك الآبار لم تنتقل إلى ملّاكها إلّا بالشّراء منه، أو من ورثته. وكان انتقاله إلى تاربه في حدود سنة (1090 ه).
وبالسّحيل مسجد صغير، بناه السّيّد عبد الله بن سالم بن أحمد الحامد في جانبه الجنوبيّ ـ وهو غير جامع بدر الّذي بالشّمال ـ وفيه جماعة من العوامر آل خميس، كان بينهم في الوقت الأخير رجل له نجدة ووفاء، يقال له: سالم بن عويّض، قتل غيلة في حدود سنة (1333 ه).
وفي جنوب السّحيل: حراد، وهو موضع بسفح جبل، فيه قرية صغيرة، وأكثر أرضه إلى الآن لمقام الشّيخة سلطانة بنت عليّ الزّبيديّة.
وسكّانه: آل سيف من العوامر، ينتسبون إليها بالخدمة، وكان فيهم رجال يهابون العار، ولا يبالون طعن الشّفار، لا تحلّ حباهم الخطوب، ولا تعرف وجوههم القطوب؛ مثل الشّيخ هادي بن سيف، فلقد كان ينطبق عليه قول لقيط الإياديّ [من البسيط]:
«لا يملأ الهول قلبي قبل موقعه *** ولا أضيق به صدرا إذا وقعا»
وله ولابنه عليّ بن هادي ذكر كثير في حروب الدّولة آل عبد الله مع القعيطيّ ويافع.
وفيها ناس من الحرّاثين آل عبد الشّيخ المنتشرين بقرى تاربة ونخيلها؛ ومنهم الرّجل الصّالح سالم عبد الشّيخ، له عمل مبرور، وسعي مشكور، وتواضع جمّ مذكور.
وفي جنوب حراد: وادي عبد الله بن سلمان، سكّانه حرّاثون. ثمّ: حصن الدّولة آل جعفر بن أحمد.
ثمّ: غنيمه، وهي مسكن آل أحمد بن محمّد بن عليّ بن بدر بن عبد الله بن عمر بن بدر بوطويرق، ولأحمد بن محمّد هذا أربعة أولاد: جعفر، وعبد الله انقرضا عن الذّكور. ومحسن بن أحمد، وهو والد السّلطان غالب بن محسن، وأخيه عبد الله. وعليّ بن أحمد والد أصحاب قيطع.
ولأحمد بن محمّد هذا إخوان أربعة: يقال لأحدهم: صالح بن محمّد، وله أولاد؛ منهم: السّلطان عبد الله بن صالح، الشّجاع الموفّق المشهور. وللثّاني: سالم بن محمّد، والد عبود بن سالم. وللثّالث: حسن بن محمّد، وهو جدّ حسن بن عمر بن حسن بن محمّد. وللرّابع: جعفر بن محمّد، وهو أبو سعيد بن جعفر، والد أحمد بن سعيد، وعليّ بن جعفر والد منصور بن عليّ.
ثمّ إنّ أحمد بن محمّد أو والده محمّدا فارق غنيمه، وسكن على مقربة من قارة
الشّناهز، وكان بها جماعة من آل عبد الودود، فصهر إليهم أحمد بن محمّد، وبقي يقطع الطّريق ويخيف السّابلة حتّى تاب على يد الحبيب إسماعيل بن أحمد العيدروس، وعاد بأمره إلى واد في تاربه، ولهذا السّبب بقي عنده وعند أعقابه احترام لآل إسماعيل
ومن وراء غنيمه جنوبا: غيل بدر بن عبد الله بن عمر بن بدر بوطويرق، وعنده آثار ديار صغيرة.
ومن ورائه: مكان لآل خميس، يقال له: حريز، وهو منبع عيون ماء تدفع إلى غيل بدر.
سحيل محسن، وعند ما يرجع الذّاهب من وادي تاربه إلى جهة الشمال.. يجد ديارا بسفح الجبل الشّرقيّ، فيها جامع كبير، يقال لتلك الدّيار: سحيل محسن، نسبة إلى السّيّد محسن بن حسين ابن الشّيخ أبي بكر بن سالم. وبها كان يسكن الشّيخ أبو بكر بن سعيد الزّبيديّ السّالف ذكره في حوطة سلطانة.
ومن سكّانها: آل عبد الباقي العامريّون؛ منهم: آل كرتم، كان من آخرهم: الشّيخ بخيت بن عبد الله بن كرتم، رجل له شهامة ومروءة.
ومنهم: ناصر بن عوض بن عبيد قاتل السّيد بو بكر بن عبد الرّحمن ظلما حسبما يأتي قريبا في باعبد الله، وله أخ من أحسن النّاس سيرة، وأصفاهم سريرة، وهو سالمين بن عوض، له أعمال مشكورة، منها تأسيس مدرسة الرّياضة العربيّة بممباسا، وقيامه بمصالحها، وهو الرّئيس الأوّل لها، ويعاونه الشّيخ صالح بن عليّ باكثير على التّدريس فيها.
وقريبا من سحيل محسن كان يسكن الشّيخ صالح بن عائض بن جخير وأسرته آل جخير، وهو رجل من لهاميم العرب، يهاب اللّوم، ولا يبالي كثرت أم قلّت القوم، يغلي الكلام، ويوفي الذّمام، وقلّ أن تنجب مثله الأيّام، لا ينام عن ثار، ولا يعلق به العار.
«أخو الحرب إن عضّت به الحرب عضّها *** وإن شمّرت عن ساقها الحرب شمّرا »
وله أخبار جميلة، ذكرنا بعضها في «الأصل». وله محبّة في الصّالحين وأهل العلم، توفّي حوالي سنة (1333 ه).
وفي شمالهم: ديار آل مطرف من الحطاطبة، كان لهم تعلّق بالسّادة آل خيله وانتساب إليهم بالخدمة.
ومنهم: عبود ومحمّد ابنا سلامة بن مطرف، كانت لهم ثروة، حتّى إنّه يذكر أنّهم أعانوا السّلطان الكثيريّ في تجهيزه على الشّحر سنة (1283 ه).
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت-عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف-توفي: 1375ه/1956م
16-القاموس المحيط (الجذل)
الجِذْلُ، بالكسرِ: أصْلُ الشَّجَرَةِ وغيرِها بعد ذَهابِ الفَرْعِ، ج: أجْذالٌ وجِذالٌ وجُذُولٌ وجُذولَةٌ، أو ما عَظُم من أُصولِ الشَّجَرِ، وما على مِثالِ شَماريخ النَّخْلِ من العيدانِ، ويُفْتَحُ فيهنَّ، وجانِبُ النَّعْلِ، ورأسُ الجَبَلِ، وما بَرَزَ منه، ج: أجْذالٌ،وـ مِنَ المالِ: القَليلُ منه، وعودٌ يُنْصَبُ للجَرْبَى لِتَحْتَكَّ به، ومنه: "أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ" وهو تَصغيرُ تَعْظِيمٍ.
وجَذَلَ جُذولًا: انْتَصَبَ، وثَبَتَ. وكفَرِحَ: فَرِحَ، فهو جَذِلٌ وجَذْلانُ من جُذْلانٍ. وجاءَ في الشِعْرِ جاذِلٌ، وقد أجْذَلَهُ فاجْتَذَلَ.
وسِقاءٌ جاذِلٌ: غَيَّرَ طَعْمَ اللَّبَنِ.
وإنَّهُ جِذْلُ رِهانٍ، بالكسر، أي: صاحِبُهُ.
وجِذْلُ مالٍ: رَفيقٌ بِسياسَتِهِ.
والتَّجاذُلُ: المُضاغَنَةُ والمُعاداةُ.
وكَرْمَةٌ جَذِلَةٌ، كفرِحةٍ: نَبَتَتْ وجَعُدَتْ عِيدانُها، وجِذْلُ الطِعانِ، بالكسر: لَقَبُ عَلْقَمَةَ بنِ فِراسٍ، من مَشاهيرِ العَرَبِ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
17-المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (أثكل)
(أثكل) - في الحديث: "فجُلِد بأُثكول النَّخلِ"الأُثكول والِإثكال: لغة في العُثْكول والعِثْكال، الهَمزة بَدلٌ من العَيْن، وليست بزائِدَة، وهو الشِّمراخ من شَمارِيخ العِذْق، قال الشاعر:
« طَويلةَ الأَقناءِ والأثاكل »
ويقال العِثْكال: الِإهانُ ما دَام رَطْبًا، فإذا يَبس فهو عُرجُون.
المجموع المغيث في غريبي القرآن-محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى-توفي: 581هـ/1185م
18-المعجم الجغرافي للسعودية (فرتاج)
فرتاج: ـ بكسر أوله وإسكان الراء بعدها مثناة فوقية مفتوحة فألف فجيم ـ: لم يورد ياقوت للكلمة معنى لغويا سوى أن الفرتاج من سمات الإبل، وأضاف: قال الأزهريّ: فرتاج موضع في بلاد طىّء وقال غيره: فرتاج ماء لبني أسد، قال زيد الخيل:«فلو أنّ نصرا أصلحت ذات بينها***لضجّت رويدا عن مطالبها عمرو»
«ولكنّ نصرا أدمنت وتخاذلت ***وقالوا: عمرنا من محبّتنا القفر»
«فإن تمنعوا فرتاج فالغمر منهم ***فإنّ لهم ما بين جرثم، فالغفر»
وقال الراعي المرّي الكلبيّ ـ كذا قال الآمديّ، قال: وقد دخلت هذه القصيدة في شعر الراعي النّميريّ ـ ثم أورد أبياتا منها:
«كأنّما نظرت دوني بأعينها***عين الصّريمة، أو غزلان فرتاج »
وقال في كتاب «بلاد العرب»: ويسيل في الثّلبوت واد يقال له الرّحبة، فيه ماء لبني أسد، يسمى فرتاج، قال رجل من عذرة:
«بفرتاج من أرض الحليفين أرقّت ***جنوب وما لاح السّماك ولا النّمر»
«ومن دون مسراها الّذي طرقت به ***شماريخ من رمّان يردي بها الغفر»
ويطلق اسم فرتاج على جوّ فيه قرية زراعية ومورد ماء للبادية، يقع إلى الشمال الغربيّ من سميراء في وادي الشّعبة (الثلبوت قديما).
وكان في فرتاج مزارع قليلة، لقوم من أهل سميراء فسلّط عليها نوع من الجرذ الكبير ـ فيما زعموا ـ فأكلها حتى اضطروا للرحيل وقال ساجعهم: (أهل فرتاج، راحوا دجّاج) بتشديد الجيم جمع داج وقد أحدثت فيه الآن قرية، ويقع جنوب حايل على مسافة 110 أكيال شرق جبل رمّان.
المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية-حمد الجاسر-صدر: 1398هـ/1978م
19-المعجم الجغرافي للسعودية (كفافة)
كفافة: ـ بضم الكاف بعدها فاءان بينهما ألف وآخره هاء ـ: أغرب صاحب «معجم البلدان» أو من نقل عنه ـ بقوله: كل اسم ماء كانت فيه وقعة فهو كفافة، وذكر موضعا كانت فيه وقعة بين فزارة وبين بني عمرو بن تميم، وما أراه المقصود، كما ذكر الكفاف ـ بكسر الكاف ـ بأنه موضع قرب وادي القرى، وأورد بيت المتنبي: (روامى الكفاف وكبد الوهاد).وقال العبدريّ في «الرحلة المغربية»: ومنها ـ يعني مغاير شعيب ـ إلى كفافة يومان وبعض يوم، وكفافة جبل على يسار الطريق، قد برزت منه شماريخ مصطفّة، كأنها أضراس، ويقولون: إنّها نصف الطّريق من مصر إلى مكة، وفي سفح الجبل أحساء يحفر عنها في واد يقال له سلمى، وماؤها غزير عذب، ما يكاد يرى في البريّة مثله عذوبة وصفاء. انتهى.
وفي كتب الرحلات إلى الحج التي تصف الطريق الساحليّ من مصر ذكر كثير لهذا الموضع، ويظهر أن الاسم توسّع فيه فأصبح يطلق على واد في سفح ذلك الجبل، وهذا ما هو معروف الآن، أمّا سلمى فهو واد آخر تقدم ذكره في موضعه.
وكفافة واد لا يزال معروفا بجوار بلدة ظبا جنوبها، فيه قبر الشيخ مرزوق الكفافي.
قال في «درر الفوائد المنظمة» وهو بشاطئ البحر، وعليه حضير من خشب، وفي سنة 959 عمل على قبره الأمير فائق بن داود باشا باش الملاقاة الأزلميّة ستارة فسرقت، وبالقرب منه مورد لتزويد الركب.
وللشيخ ناصر الدين بن ميلق في كفافة.
«كفتنا أكفّ في كفافة أكفأت ***علينا زلالا من غيوث نداها»
«فلله ذاك الغيث كم عمّ ظامئا***وكم ظمئت منه كبود عداها»
المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية-حمد الجاسر-صدر: 1398هـ/1978م
20-معجم البلدان (أروند)
أَرْوَنْدُ:بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، وسكون النون، ودال مهملة: اسم جبل نزه خضر نضر مطلّ على مدينة همذان، وأهل همذان كثيرا ما يذكرونه في أحاديثهم واسجاعهم وأشعارهم ويعدّونه من أجلّ مفاخر بلدهم، وكثيرا ما يتشوّقونه في الغربة وعلى سائر البلاد يفضّلونه، وفيه يقول عين القضاة عبد الله بن محمد الميانجيّ في رسالة كتبها إلى أهل همذان وهو محبوس:
«ألا ليت شعري! هل ترى العين، مرّة، *** ذرى قلّتي أروند من همذان؟»
«بلاد بها نيطت عليّ تمائمي، *** وأرضعت من عقّانها بلبان»
العقّان: بقية اللبن في الضّرع، وقال شاعر من أهل همذان:
«تذكّرت من أروند طيب نسيمه، *** فقلت لقلب بالفراق سليم: »
«سقى الله أروندا وروض شعابه، *** ومن حلّه من ظاعن ومقيم»
«وأيّامنا، إذ نحن في الدّار جيرة، *** وإذ دهرنا بالوصل غير ذميم»
قالوا: ويقال إنّ أكثر المياه في الجبال من أسفلها إلّا أروند فإنّ ماءه من أعلاه ومنابعه في ذروته، قال بعض شعرائهم يفضّله على بغداد ويتشوّقه:
«وقالت نساء الحيّ: أين ابن أختنا؟ *** ألا خبّرونا عنه، حييّتم وفدا»
«رعاه ضمان الله! هل في بلادكم *** أخو كرم يرعى، لذي حسب، عهدا؟»
«فإنّ الذي خلّفتموه بأرضكم *** فتى، ملأ الأحشاء هجرانه وجدا»
«أبغدادكم تنسيه أروند مربعا؟ *** ألا خاب من يشري ببغداد أروندا»
«فدتهنّ نفسي! لو سمعن بما أرى *** رمى كلّ جيد من تنهّده عقدا»
وحدّث بعض أهل همذان قال: قدمت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق، فقال لي: من أين أنت؟
فقلت: من الجبال، قال: من أي مدينة؟ قلت:
من همذان، قال: أتعرف جبلها الذي يقال له راوند؟ فقلت: جعلني الله فداك، إنما يقال له أروند، فقال: نعم، أما إنّ فيه عينا من عيون الجنّة. قال: فأهل البلد يرون أنها الجمّة التي على قلّة الجبل وذلك أنّ ماءها يخرج في وقت من أوقات السنة معلوم، ومنبعه من شقّ في صخرة، وهو ماء عذب شديد البرودة، ولو شرب الشارب منه في اليوم والليلة مائة رطل وأكثر ما وجد له ثقلا بل ينتفع به، وفي رواية: لو شرب منه مائة رطل ما روي، فإذا تجاوزت أيّامه المعدودة التي يخرج
فيها، ذهب إلى وقته من العام المقبل لا يزيد يوما ولا ينقص يوما في خروجه وانقطاعه، وهو شفاء للمرضى يأتونه من كل وجه. ويقال إنّه يكثر إذا كثر الناس عليه ويقلّ إذا قلّوا عنه، وقال محمّد بن بشّار الهمذاني يصف أروند:
«سقيا لظلّك يا أروند من جبل، *** وإن رميناك بالهجران والملل»
«هل يعلم الناس ما كلّفتني، حججا، *** من حبّ مائك، إذ يشفي من العلل؟»
«لا زلت تكسى من الأنواء أردية *** من ناضر أنق، أو ناعم خضل»
«حتى تزور العذارى، كلّ شارقة، *** أفياء سفحك يستصبين ذا الغزل»
«وأنت في حلل، والجوّ في حلل، *** والبيض في حلل، والرّوض في حلل»
وقال محمد بن بشّار أيضا يصف أروند:
«تزيّنت الدنيا وطابت جنانها، *** وناح على أغصانها ورشانها»
«وأمرعت القيعان واخضرّ نبتها، *** وقام على الوزن السّواء زمانها»
«وجاءت جنود من قرى الهند لم تكن، *** لتأتي إلّا حين يأتي أوانها»
«مسوّدة دعج العيون، كأنما *** لغات بنات الهند يحكي لسانها»
«لعمرك! ما في الأرض شيء نلذّه *** من العيش، إلّا فوقه همذانها»
«إذا استقبل الصيف الربيع وأعشبت *** شماريخ من أروند، شمّ قنانها»
«وهاج عليهم، بالعراق وأرضه، *** هواجر يشوي أهلها لهبانها»
«سقتك ذرى أروند، من سيح ذائب *** من الثلج، أنهارا عذابا رعانها»
«ترى الماء مستنّا على ظهر صخره، *** ينابيع يزهي حسنها واستنانها»
«كأنّ بها شوبا من الجنّة، التي *** يفيض على سكّانها حيوانها»
«فيا ساقي الكأس اسقياني مدامة، *** على روضة يشفي المحبّ جنانها»
«مكلّلة بالنّور تحكي مضاحكا، *** شقائقها في غاية الحسن بأنها»
«كأنّ عروس الحيّ، بين خلالها، *** قلائد ياقوت زهاها اقترانها»
«تهاويل من حمر وصفر، كأنّها *** ثنايا العذارى ضاحكا أقحوانها»
وأشعار أهل همذان في أروند ووصفهم متنزّهاتها كثير، وفيما ذكرناه كفاية.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
21-معجم البلدان (بيدان)
بَيْدَانُ:بوزن ميدان: ماء لبني جعفر بن كلاب، وفي كتاب نصر: بيدان جبل أحمر مستطيل من أخيلة حمى ضرية، قال جرير:
«كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني، *** وكاد يقتلني يوما ببيدانا»
«لا بارك الله فيمن كان يحسبكم *** إلّا على العهد، حتى كان ما كانا»
وقال مالك بن خالد الخناعي ثم الهذلي:
«جوار شظيّات وبيدان أنتحي *** شماريخ شمّا، بينهنّ ذوائب»
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
22-معجم البلدان (حنين)
حُنَينٌ:يجوز أن يكون تصغير الحنان، وهو الرحمة، تصغير ترخيم، ويجوز أن يكون تصغير الحنّ، وهو حيّ من الجن، وقال السّهيلي: سمي بحنين بن قانية بن مهلائيل، قال: وأظنه من العماليق، حكاه عن أبي عبيد البكري، وهو اليوم الذي ذكره جلّ وعز في كتابه الكريم: وهو قريب من مكة، وقيل:
هو واد قبل الطائف، وقيل: واد بجنب ذي المجاز، وقال الواقدي: بينه وبين مكة ثلاث ليال، وقيل:
بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا، وهو يذكر ويؤنث، فإن قصدت به البلد ذكّرته وصرفته كقوله عزّ وجل: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ 9: 25، وإن قصدت به البلدة والبقعة أنّثته ولم تصرفه كقول الشاعر:
«نصروا نبيّهم وشدوا أزره *** بحنين، يوم تواكل الأبطال»
وقال خديج بن العوجاء النصري:
«ولما دنونا من حنين ومائه *** رأينا سوادا منكر اللون أخصفا»
«بملمومة عمياء لو قذفوا بها *** شماريخ من عروى، إذا عاد صفصفا»
«ولو أنّ قومي طاوعتني سراتهم، *** إذا ما لقينا العارض المتكشّفا»
«إذا ما لقينا جند آل محمد *** ثمانين ألفا، واستمدوا بخندفا»
كأنه تصغير حنّ عليه إذا أشفق، وهي لغة في أحنى، موضع عند مكة يذكر مع الولج، وقال بشر بن أبي خازم:
«لعمرك ما طلابك أمّ عمرو، *** ولا ذكراكها إلّا ولوع»
«أليس طلاب ما قد فات جهلا، *** وذكر المرء ما لا يستطيع؟»
«أجدّك ما تزال تحنّ همّا، *** وصحبي بين أرحلهم هجوع»
«وسائدهم مرافق يعملات، *** عليها دون أرجلها قطوع»
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
23-معجم البلدان (صرار)
صِرَارٌ:بكسر أوّله، وآخره مثل ثانيه، وهي الأماكن المرتفعة التي لا يعلوها الماء يقال لها صرار، وصرار: اسم جبل، قال جرير:
«إنّ الفرزدق لا يزايل لؤمه *** حتى يزول عن الطريق صرار»
وقيل: صرار موضع على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق، قاله الخطّابي، وقال بعضهم:
لعلّ صرارا أن تجيش بيارها
وقال نصر: صرار ماء قرب المدينة محتفر جاهليّ على سمت العراق، وقيل: أطم لبني عبد الأشهل له ذكر كثير في أيّام العرب وأشعارها، وإليه ينسب محمد ابن عبد الله الصراري، يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، روى عنه يزيد بن الهاد وبكر ابن نصر، وقال العمراني: صرار اسم جبل، أنشدني جار الله العلامة للأفطس العلوي، وفي الأغاني أنهما لأيمن بن خزيم الأسدي:
«كأنّ بني أميّة يوم راحوا *** وعرّي من منازلهم صرار»
«شماريخ الجبال إذا تردّت *** بزينتها وجادتها القطار»
وقال: هو من جبال القبلية، قال: وصرار أيضا بئر قديمة على ثلاثة أميال من المدينة على طريق العراق، وقيل: موضع بالمدينة.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
24-معجم البلدان (ضيبر)
ضَيْبَرُ:بالفتح ثمّ السكون، وباء موحدة مفتوحة، وراء: اسم جبل بالحجاز، وهو علم مرتجل إن لم يكن من الضبر وهو العدو، والضبر: رمان البرّ، قال كثيّر:
«وفاتتك عير الحيّ لما تقلّبت *** ظهور بها من ينبع وبطون»
«وقد حال من رضوى، وضيبر دونهم *** شماريخ للأروى بهنّ حصون»
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
25-معجم البلدان (عروى)
عَرْوَى:بفتح أوله، وسكون ثانيه، وهو فعلى:
وهي هضبة بشمام، وقال نصر: عروى ماء لبني أبي بكر بن كلاب، وقيل: جبل في ديار ربيعة بن عبد الله بن كلاب وجبل في ديار خثعم، وقيل:
عروى هضبة بشمام، وله شاهد ذكر في القهر، وقال خديج بن العوجاء النّصري:
«بملمومة عمياء لو قذفوا بها *** شماريخ من عروى إذا عاد صفصفا»
وقال ابن مقبل:
«يا دار كبشة تلك لم تتغيّر *** بجنوب ذي بقر فحزم عصنصر»
«فجنوب عروى فالقهاد غشيتها *** وهنا فهيّج لي الدموع تذكّري»
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
26-معجم البلدان (فرتاج)
فِرْتاجُ:بكسر أوله، وسكون ثانيه، وتاء مثناة من فوقها، وآخره جيم، قال ابن الأعرابي: من سمات الإبل الفرتاج، ولم نجده، قال الأزهري: فرتاج موضع في بلاد طيّء، وقال غيره: فرتاج ماء لبني أسد، قال زيد الخيل الطائي:
«فلو انّ نصرا أصلحت ذات بينها *** لضجّت رويدا عن مطالبها عمرو»
«ولكنّ نصرا أدمنت وتخاذلت، *** وقالوا: عمرنا من محبتنا القفر»
«فان تمنعوا فرتاج فالعمر منهم، *** فانّ لهم ما بين جرثم فالغفر »
وقال الراعي المزني الكلبي: كذا قال الآمدي، قال: وقد دخلت هذه القصيدة في شعر الراعي النّميري ليوافق ابن سليمان حيث قال:
«ما زال يفتح أبوابا ويغلقها *** دوني وأفتح بابا بعد إرتاج»
«حتى أضاء سراج دونه بقر *** حور العيون ملاح طرفها ساج»
«يكشرن للهو واللّذّات عن برد *** تكشّف البرق عن ذي لجّة داج»
«كأنما نظرت دوني بأعينها *** عين الصّريمة أو غزلان فرتاج»
وقال الأصمعي: ويسيل في الثّلبوت واد يقال له الرّحبة فيه ماء لبني أسد يقال له فرتاج، وأنشد لرجل من عذرة:
«بفرتاج من أرض الخليفين أرّقت *** جنوب، وما لاح السّماك ولا النّسر»
«ومن دون مسراها الذي طرقت به *** شماريخ من ريّان يروى بها الغفر»
الغفر: ولد الأرويّة، والجمع أغفار وغفرة
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
27-معجم البلدان (كبكب)
كَبْكَبٌ:بالفتح والتكرير: علم مرتجل لاسم جبل خلف عرفات مشرف عليها، قيل: هو الجبل الأحمر الذي تجعله في ظهرك إذا وقفت بعرفة، وهما كبكبان: فكبكب من ناحية الصفراء وهو نقب يطلعك على بدر، وكبكب آخر يطلعك على العرج وهو نقب لهذيل، قال الأصمعي: ولهذيل جبل يقال له كبكب وهو مشرف على موقف عرفة، وقال ساعدة بن جؤيّة الهذلي:
«كيدوا جميعا بآناس كأنهم *** أفناد كبكب ذات الشّثّ والخزم»
أفناد، جمع فند: وهو الشّمراخ من شماريخ الجبل وهو طرفه وما تدلّى منه، ونجد كبكب:
موضع آخر، قال امرؤ القيس:
«تبصّر خليلي هل ترى من ظعائن *** سوالك نقبا بين حزمي شعبعب؟»
«فريقان منهم قاطع بطن نخلة، *** وآخر منهم جازع نجد كبكب»
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
28-معجم البلدان (هبود)
هَبُّود:بالفتح ثم التشديد، والهبيد: حبّ الحنظل، قال أبو منصور: أنشدنا أبو الهيثم:
«شربن بعكّاش الهبابيد شربة، *** وكان لها الأحفى خليطا تزايله»
قال: عكاش الهبابيد ماء يقال له هبود فجمعه بما حوله، وهبود: اسم فرس لبني قريع، وقال إسماعيل بن حماد: هبود اسم موضع في بلاد تمم، وقيل: هبود اسم جبل، وقال ابن مقبل:
«جزى الله كعبا بالأباتر نعمة، *** وحيّا بهبود جزى الله أسعدا»
وحدّث عمر بن كركرة قال: أنشدني ابن مناذر قصيدته الداليّة فلما بلغ إلى قوله:
«يقدح الدهر في شماريخ رضوى، *** ويحطّ الصخور من هبّود»
قلت له: أيّ شيء هبود؟ قال: جبل، فقلت:
سخنت عينك! هبود عين باليمامة ماؤها ملح لا يشرب منه شيء وقد والله خرئت فيه مرات! فلما كان بعد مدة وقعت عليه في مسجد البصرة وهو ينشد، فلما بلغ هذا البيت أنشد:
ويحطّ الصخور من عبّود
فقلت له: عبود أيّ شيء هو؟ قال: جبل بالشام فلعلك يا ابن الزانية خرئت فيه أيضا! فضحكت وقلت: ما خرئت فيه ولا رأيته، فانصرفت وأنا أضحك من قوله.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
29-الغريبين في القرآن والحديث (سمح)
(سمح)وفي الحديث: (اسمح يسمح لك) معناه سهل يسهل عليك وأنشد:
«فلما تنازعنا الحديث وأسمحت *** هصرت بغصن ذي شماريخ ميال»
أي أسلهت وانقادت.
ومن رباعية (سمحق)
في الشجاج (السمحاق (: هي التي بينها وبين العظم قشرة رقيقة، يقال: شجة سمحاقًا، وفي السماء سماحيق غيم: جلدة رقيقة فوق قحف الرأس إذا انتهت الشجة إليها سميت سمحاقًا، وعلى ثرب الشاة سماحيق من شجر.
الغريبين في القرآن والحديث-أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي-توفي: 401هـ/1010م
30-الغريبين في القرآن والحديث (عرج)
(عرج)وقوله تعالى: {فيه يعرجون} أي يصعدون، يقال: عرج في السماء يعرج عروجا، والمعارج الدرج، وقوله تعالى: {من الله ذي المعارج} قيل: عنى به معارج الملائكة وفيل ذي الفواضل العالية، وأما قوله تعالى: {ومعارج عليها يظهرون} فهي الدرج الواحدة معرج، وقوله تعالى: {وما يعرج فيها} أي يصعد، ويقال: عرج يعرج إذا غمز من شيء أصابه، فإذا أردت أنه صار أعرج قلت عرج يعرج، وقوله تعالى: {كالعرجون القديم} العرجون عود الكباسة وعليه شماريخ العرق، فإذا قدم دق واستقوس شبه الهلال به، ويقال له الإرهان وهو فعلون من الأنعراج.
الغريبين في القرآن والحديث-أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي-توفي: 401هـ/1010م
31-لغة الفقهاء (الشمروخ)
الشمروخ: بضم الشين والراء وسكون الميم، الشمراخ بكسر فسكون جمع شماريخ، الغصن والعنقود الذي عليه بلح (بسر) أو عنب... Stalkمعجم لغة الفقهاء-محمد رواس قلعه جي/حامد صادق قنيبي-صدر: 1405هـ/1985م
32-تاج العروس (ضرج)
[ضرج]: ضرجه ضَرْجًا: شقَّه، فانْضرج قال ذو الرُّمّة يصف نساءً:ضَرَجْنَ البُرُودَ عن تَرائِبِ حُرَّةٍ
أَي شَقَقْن. ويروى بالحاءِ: أَي أَلْقَيْن. وضَرَجَ الثَّوْبَ وغيرَه: لطخه بالدَّمِ ونحوِهِ من الحُمْرَةِ أَو الصُّفْرَةِ. قال يصف السَّرَابَ على وَجْهِ الأَرْضِ:
في قَرْقَرٍ بلُعابِ الشَّمسِ مَضْروجِ
يعني السّرَابَ.
وضَرَّجَه فتَضرَّجَ. وكلُّ شْيءٍ تَلَطَّخَ بدَمٍ أَو غيرِه فقد تَضَرَّجَ وقد ضُرِّجتْ أَثوابُه بدَمِ النَّجيعِ.
وضَرَجَ الشيْءَ ضَرْجًا فانْضَرَجَ، وضَرَّجَه فتَضرَّجَ: شَقَّه، فعُرِف بذلك عَدمُ التَّفْرِقَة بين المُطَاوِعَيْنِ. وهكذا في كتب الأَفعال. وفي حديث: المرأَة صاحِبَةِ المَزَادَتين: تَكاد تَتَضَرَّجُ من المَلْءِ: أَي تَنْشَقُّ.
وتَضَرَّجَ الثَّوْبُ: انْشقّ. وفي اللسان: تَضَرَّجَ الثَّوْبُ: إِذا تَشَقَّقَ.
وضَرَّجَه أَلْقاه.
وعَيْن مَضْروجةٌ: واسعَةُ الشَّقِّ نَجْلاءُ. قال ذو الرُّمَّة:
تَبَسَّمْنَ عن نَوْرِ الأَقاحِيِّ في الثَّرَى *** وفَتَّرْن عن أَبصارِ مَضْروجةٍ نُجْلِ
والانْضِراجُ: الانْشِقاق، قال ذو الرُّمَّة:
مِمَّا تعَالَتْ مِن البُهْمَى ذَوَائِبُهَا *** بالصَّيْفِ وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ
وقال المُؤَرِّجُ: انْضَرَجَ: اتَّسَعَ، وأَنشد:
أَمَرْتُ له براحلةِ وبُرْدٍ *** كَرِيمٍ في حَواشِيهِ انْضِراجُ
وانْضَرَجَتْ لنا الطَّرِيقُ: اتسعَتْ.
وعن الأَصمعيّ: انْضرَجَ ما بَيْنَهُم: تَبَاعَدَ.
وانْضَرجَت العُقَابُ: انحطَّتْ من الجَوّ كاسِرَةً وانْقَضَّت على الصَّيْد. وانْضَرَجَ البازِي على الصَّيْد: إِذا انقَضَّ، قال امرؤ القَيْس.
كتَيْسِ الظِّبَاءِ الأَعْفَرِ انْضَرَجَتْ له *** عُقَابٌ تَدَلَّت مِن شَمارِيخِ ثَهْلانِ
وقيل: انْضَرجَت: انْبَرَتْ له، أَو أَخذَتْ في شِقٍّ.
وفي الأَساس والصّحاح: تَضرَّجَ البَرْقُ: تَشقَّقَ. وتضرَّج النَّوْرُ: تَفَتَّحَ.
وفي اللسان: انْضَرجَ الشَّجرُ: انشقَّت عُيونُ وَرَقِه وبَدَتْ أَطرافُه.
وتَضَرَّجَتْ عن البَقْلِ لَفَائفُه: إِذا انْفَتَحَتْ.
وإِذا بَدَتْ ثِمارٌ البُقولِ من أَكْمامها قيل: انْضَرجَتْ عنها لفَائفُها؛ أَي انْفَتَحَتْ.
ومن المجاز: تَضرَّجَ الخَدُّ احْمارَّ. وفي الأَساس: هو مُضَرَّجُ الخَدَّينِ. وكلَّمْنه فتَضَرَّج خَدّاه.
ومن المجاز: تَضَرَّجَت المَرْأَةُ إِذا تَبَرَّجَتْ وتَحَسَّنَتْ.
وضَرَّجَ الجَيْبَ تَضْريجًا: أَرْخَاه.
وعبارةُ النّوادر: أَضْرجَت المَرْأَةُ جَيْبَها: إِذا أَرْخَتْه.
وضَرَّجَ الإِبلَ إِذا رَكَضَهَا في الغَارَة.
وضَرَجَت النَّاقَةُ بجِرّتِها وجَرَضَتْ.
ومن المجاز: ضَرَّجَ الكَلَامَ: حَسَّنَه وزَوَّقَه، قال أَبو سعيد: تضْريجُ الكلام في المَعَاذير: هو تَزْويقُه وتَحْسينُه. ويقال: خيرُ ما ضُرِّجَ به الصِّدْقُ، وشَرُّ ما ضُرِّجَ بها الكَذبُ.
وضَرَّجَ الثَّوْبَ تَضْرِيجًا، صَبَغَه بالحُمْرةِ، وهو دونَ المُشْبَع وفوقَ المُوَرَّد.
وفي الحديث: «وعَلَيَّ رَيْطةٌ مُضرَّجَة» أَي ليس صِبْغُها بالمُشْبَع.
ويقال: ضَرَّجَ الأَنْفَ بالدَّمِ: أَدْمَاهُ قال مُهَلْهلٌ:
لَوْ بِأَبانَيْن جَاءَ يَخْطُبُها *** ضُرِّجَ ما أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ
وفي كتابه لوَائِلٍ: «وضَرِّجوه بالأَضامِيم»: أَي دَمُّوْه بالضَّرْب.
والإِضْرِيجُ، بالكسر: كِسَاءٌ أَصفَرٌ، وقال اللِّحْيَانيّ: الإِضْرِيج: الخَزُّ الأَحمرُ وأَنشد:
وأَكسيةُ الإِضْريجِ فَوْقَ المَشَاجِب
أَي أَكْسيةُ خَزٍّ أَحْمَرَ. وقيل: هو كساءٌ يُتّخَذ من جَيِّدِ المِرْعِزَّى. وقال اللَّيث: الإِضْريجُ: الأَكْسِيَة تُتَّخذُ من المِرْعِزَّى مِن أَجوَدِه. والإِضرِيج: ضَرْبٌ من الأَكسِيَةِ أَصفَرُ.
والإِضرِيج: الجَيِّدُ من الخَيْلِ، وعن أَبي عبيدَةَ: الإِضريجُ من الخَيْلِ: الجَوَادُ الكثيرُ العَرَقِ وقال أَبو دُواد:
ولقد أَغْتَدِي يُدَافِعُ رُكْنِي *** أَجْوَليٌّ ذو مَيْعَةٍ إِضْرِيجُ
وقال: الإِضريجُ: الواسعُ اللّبَانِ. وقيلَ: الإِضريج: الفَرَسُ الجَوَادُ الشَّدِيدُ العَدْوِ.
وثَوبٌ ضَرِجٌ وإِضْرِيجٌ: مُتَضرِّجٌ بالحُمْرَةِ أَو الصَّفْرَةِ.
وقيل: الإِضْرِيجُ: الصِّبْغُ الأَحمرُ. وثَوبٌ مُضرَّجٌ، من هذا، وقيل: لا يكون الإِضْرِيجُ إِلّا مِن خَزٍّ.
والمُضرِّجُ كمُحَدِّثٍ، هكذا في نُسختنا، وفي بعضها:
والمُضْرِجُ كمُحْسِن: الأَسَدُ.
والمَضَارِجُ، كالمَنَازِل: المَشَاقُّ جَمعُ مَشَقَّةٍ. قال هِمْيَانُ يَصفُ أَنيابَ الفَحْلِ:
أَوْسَعْنَ من أَنيابِه المَضَارِجَا
والمَضَارِجُ: الثِّيابُ الخُلْقَانُ تُبْتَذَلُ مِثْل المَعاوِزِ، قاله أَبو عُبيدٍ، واحدُها مِضْرَجٌ، كذا في الصّحاح واللّسان وغيرهما. وإِهمال المصنِّف مُفْرَدَه تَقصيرٌ أَشار له شيخُنا.
وضارِجٌ اسم موضع معروف في بلادِ بني عَبْسٍ، وقيل: ببلاد طَيِّئٍ. والعُذَيْبُ: ماءٌ بِقُرْبه، وقد مَرَّ. قال امرؤ القيس:
نيَمَّمَتِ العَيْنَ التي عِنْدَ ضَارِجٍ *** يَفِيءُ عليها الظِّلُّ عَرْمَضُها طَامِي
قال ابن بَرِّيّ: ذكر النّحّاس أَن الرِّواية في البيت:
«يَفيئُ عليها الطَّلْحُ»...،
ويروى بإِسناد ذَكَرَه أَنه وفدَ قَومٌ من اليمن على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسولَ الله، أَحْيانا اللهُ ببيتين من شعر امرئ القيس بن حُجْر. قال: وكيف ذلك؟ قالوا: أَقْبَلْنَا نُريدك، فَضَلَلنا الطّريقَ فبقينَا ثَلاثًا بغير ماءٍ، فاستظْلَلْنا بالطَّلْح والسَّمُر. فأَقْبَل راكبٌ مُلثِّمٌ بعمامةٍ، وتَمثَّلَ رَجُلٌ ببيتين، وهما:
ولَمَّا رَأَتْ أَنَّ الشَّريعةَ هَمُّها *** وأَنَّ البَياضَ منْ فرائصها دَامي
تَيَمَّمَت العَيْنَ التي عنْدَ ضارِجٍ *** يَفيءُ عليها الطَّلْحُ؛ عرْمَضُها طَامي
فقال الراكب: مَن يقول هذا الشِّعرَ؟ قال: امرُؤُ القيس بن حُجْرٍ. قال: والله، ما كَذَبَ، هذا ضارجٌ عندكم. قال: فَجَثوْنا على الرُّكَب إِلى ماءٍ، كما ذَكَر، وعليه العَرْمَضُ يَفيءُ عليه الطَّلْحُ، فشربْنا رِيَّنَا، وحَمَلْنَا ما يَكْفِينَا ويُبلِّغُنَا الطَّريقَ. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم «ذاك رجلٌ مذكورُ في الدُّنْيَا شَريفٌ فيها مَنسيٌّ في الآخرةِ خاملٌ فيها، يَجيءُ يومَ القيامة معهُ لوَاءُ الشُّعَرَاءِ إِلى النَّار».
وعَدْوٌ ضَريجٌ: شديدٌ، قال أَبو ذُؤَيب:
جِرَاءٌ وشَدٌّ كالحَريقِ ضَرِيجُ
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ضَرَجَ النَّارَ يَضْرِجُهَا: فتَحَ لها عَيْنًا؛ رواه أَبو حنيفة.
والضَّرْجَةُ والضَّرَجَةُ: ضَرْبٌ من الطَّير.
* واستدرك شيخُنا هنا: المُضْرَجيّ، بضمّ الميم وآخرها ياءُ النِّسْبة، جمع المضرَجيّات، وهي الطُّيور الكَواسرُ.
والصّواب أَنه بالحاءِ المهملة، وسيأْتي في مَحَلِّه.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
33-تاج العروس (ثفد)
[ثفد]: الثَّفَافِيدُ، أَهمله الجوهريّ، وقال ابن الأَعرابيّ: هي سَحَائبُ بِيضٌ بعضُهَا فوقَ بَعضٍ، عن ابن الأَعرابيّ.والثَّفافِيدُ: بَطَائنُ كلِّ شيْءٍ من الثِّيَاب وغيرها، كالمَثَافيدِ، هكذا هو في اليواقيت لأبي عمرٍو في ياقوتَة الصَّناديد، واحدُهَا مُثْفَدٌ فقط. قال ابن سيده: ولم نسمع مثفادًا، فأَمَّا مَثَافِيدُ باليَاءِ فشاذّ. أو هِيَ أَي المثافِدُ والمثافِيد ضَرْبٌ من الثِّيَابِ، أَو هي أَشياءُ خَفِيَّةٌ تُوضَع تحتَ الشَّيْءِ، أَنشد ثعلب:
يُضِيءُ شمَارِيخَ قَد بُطِّنَتْ *** مَثَافِيدَ بِيضًا ورَيْطًا سِخَانَا
أَو هِيَ الفثافِيدُ، قاله أَبو العبّاس، وهو هكذا في التهذيب.
وقد ثَفَّدَ دِرْعَه تَثْفِيدًا: بطَّنها، عن ابن الأَعرابيّ. وفي بعض النُّسخ: بَطَّنَه.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
34-تاج العروس (هبد)
[هبد]: الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ أَو حَبُّهُ، واحدتُه هَبِيدَةٌ، ومنه قول بعضِ الأَعْرَابِ: فَخَرَجْتُ لا أَتلَفَّعُ بِوَصِيدَة، ولا أَتَقَوَّتُ بِهَبِيدَة. وفي حديث عُمَرَ وأُمِّه: «فَزَوَّدَتْنَا من الهَبِيد».في النِّهَايَة: الهَبِيدُ: الحَنْظَلُ يُكْسَر ويُسْتَخْرجُ حَبُّه ويُنْقَع لِتَذْهَبَ مَرارَتُه ويُتَّخَذ منه طَبِيخٌ يُؤْكَل عندَ الضَّرورة. وقال أَبو عَمْرٍو: الهَبِيد: هو أَن يُنْقَع الحَنْظَلُ أَيَّامًا ثم يُغْسَل ويُطْرَح قِشْرُه الأَعلى فيُطْبَخ ويُجْعَل فيه دَقِيقٌ، وربما جُعِلَ منه عَصِيدَةٌ. وقال أَبو الهَيثم: هَبِيدُ الحَنْظَلِ: شَحْمُه، وفي الأَساس: تَقول: صُحْبَةُ العَبِيد أَمَرُّ مِن طَعْم الهَبِيد. وقد هَبَدَ الحَنْظَلَ يَهْبِدُ، من حَدِّ ضَرَبَ، إِذا كَسَرَه، قاله الليث، وقال غيره: هَبَدَه: طَبَخَه، وجَنَاهُ، كتَهَبَّدَه، يقال تَهَبَّدَ الرجُلُ أَو الظَّلِيمُ، إِذا أَخَذَا الهَبِيدَ مِن شَجَرِه. والتَّهَبُّد: اجْتناءُ الحَنْظَلِ ونَقْعُه، وقيل: أَخْذُه وكَسْرُه. واهْتَبَدَه إِذا أَخذَه من شَجَرتِه أَو استخْرَجه للأَكْلِ. وفي التهذيب: اهْتَبَد الظَّلِيمُ، إِذا نَقَرَ الحَنْظَلَ [بمنقاره] فأَكلَ هَبِيدَه، وقال الجوهَرِيُّ: الاهْتِبادُ: أَن تَأْخُذَ حَبَّ الحَنْظَلِ وهو يابِسٌ وتَجْعَلَه في موضِعٍ وتَصُبَّ عليه الماءَ وتَدْلُكَه ثم تَصُبَّ عنه الماءَ، وتَفْعَل ذلك أَيَّامًا حتى تَذْهَب مَرارتُه، ثم يُدَقّ ويُطْبَخ. وقال أَبو الهيثم: اهْتَبَدَ الرجُلُ، إِذا عَالَجَ الهَبِيدَ. وهَبَدَ فُلانًا: أَطعَمه إِيَّاهُ؛ أَي الهَبِيدَ، مُقْتَضَى سِيَاقِه أَنه من حَدِّ نَصر، والذي في التكملة مَضْبُوطًا من حَدِّ ضَرَب ورجُلٌ هابِدٌ. والهَوَابِدُ: اللائي يَجْتَنينَهُ.
وهَبُّودٌ، كَتَنورٍ، اسم رَجُل، واسم فَرَس سابق لِعَمْرِو بن الجُعَيْدِ المُرَاديّ. وفي التهذيب: اسم فَرَسٍ سابقٍ لبنِي قُرَيْعٍ، قالت امرأَةٌ من اليَمنِ:
أَشَابَ قَذَالَ الرَّأْسِ مَصْرَعُ سَيِّدٍ *** وفَارِسُ هَبُّودٍ أَشَابَ النَّوَاصِيَا
وهَبُّودٌ: مَاءٌ لا مَوْضِعٌ في بِلاد تَميمٍ، كما في أَكثَرِ نُسَخ الصحاح، وفي بعضها «نُمَيْر» بدل تميم: وَوَهِمَ الجَوْهَريُّ، قال شيخُنَا: لا وَهَمَ، فإِن الموضِع قد يُطْلَق على ماءٍ بالموضِع، والماءُ يُطْلَق على ماءٍ بالموضِع، والماءُ يُطلق على مَوْضِعٍ هُوَ بِهِ، فغايَتُه أَن يكون مَجازًا، من إِطلاق المَحَلِّ على الحَالِّ، على أَنَّ هَبُّودًا فيه خِلافٌ، هل هو اسْمٌ لماءٍ أَو لموضعٍ أو لغيرِ ذلك، كما قاله الكبريُّ في المُعْجَم، وما فيه خِلافٌ لا يُنْسَب حاكيه إِلى وَهَمٍ، كما لا يَخْفَى، وقد يُقَال له الهَبَابِيدُ، أَيْضًا، قرأْت في المُعْجَم لياقوت ما نَصُّه: قال أَبو مَنْصورٍ: أَنشدَنا أَبو الهيثم ـ أَي لِطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ:
شَرِبْنَ بِعُكَّاشِ الهَبَابِيدِ شَرْبَةً *** وَكَانَ لَهَا الأَحْفَى خَلِيطًا تُزايِلُه
قال: عُكَّاشُ الهَبَابِيدِ ماءٌ يقال له هَبُّود، فجَمَعَه بما حَوْلَه. وأَحْفَى: اسمُ مَوْضِعٍ، وقيل: هَبُّودٌ: اسمُ جَبَلٍ، وقال ابنُ مُقُبِل:
جَزَى اللهُ كَعْبًا بِالأَبَاتِرِ نِعْمَةً *** وَحَيًّا بِهَبُّودٍ جَزَى اللهُ أَسْعَدَا
وحَدَّث عُمَرُ بنُ كَرْكَرة قال: أَنشدَني ابنُ مُنَاذِرٍ قَصِيدَته الدَالِيّة، فلمّا بَلَغَ إِلى قَوْلِه:
يَقْدَحُ الدَّهْرُ في شَمَارِيخِ رَضْوَى *** ويَحُطُّ الصُّخُورَ مِنْ هَبُّودِ
قلت له: أَي شيْءٍ هو هَبُّود؛ فقال: جَبَلٌ. فقُلْت: سَخِنَتْ عَيْنُك، هَبّودٌ: عينٌ باليَمَامة ماؤُها مِلْحٌ لا يَشْرَبُ منه شيءٌ خَلَقَه اللهُ، وقد واللهِ خَرِيت فيه مَرّاتٍ. فلما كان بَعْد مُدَّةٍ وَقَفَتُ عليه في مَسجِد البَصْرَة وهو يُنْشِد، فلما بَلَغَ هذا البيتَ أَنشد:
وَيحُطُّ الصُّخُورَ مِن عَبُّودِ
فقُلْت له: عَبُّودٌ أَيُّ شيُءٍ هو؟ قال: جَبَلٌ بالشامِ فلَعلَّك يا ابنَ الزَّانِية خَرِيت فيه أَيضًا. فضحِكتُ وقُلْت: ما خَرِيتُ فيه ولا رأَيْتُه. فانصرفْتُ وأَنا أَضحك من قوله.
وهَبُّودٌ أَيضًا: فَرَسٌ لعُقْبَةَ بن سياج.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
35-تاج العروس (ضبر)
[ضبر]: ضَبَرَ الفَرَسُ، وكذلك المُقَيَّدُ في عَدْوِه يَضْبِر، بالكَسْر، ضَبْرًا، بالفَتْح، وضَبَرَانًا، محرّكةً، إِذا عَدَا، وفي المحكم: جَمَعَ قَوَائِمَهُ وَوَثَبَ.وقال الأَصمعيّ: إِذَا وَثَبَ الفَرَسُ فوَقَعَ مَجْموعَةً يَدَاهُ، فذلِك الضَّبْرُ، قال العَجّاجُ يَمدح عُمَر بنَ عُبَيْدِ الله بنِ مَعْمَرٍ القُرَشِيّ:
لَقَدْ سَمَا ابنُ مَعْمَرٍ حينَ اعْتَمَرْ *** مَغْزًى بَعِيدًا مِن بَعِيدٍ وضَبَرْ
يقول: ارْتَفَع قَدْرُه حين غَزَا مَوضِعًا بَعيدًا من الشام، وجَمعَ لذلك جَيْشًا.
وفي حديث سعْدِ بنِ أَبي وَقّاص: «الضَّبْرُ ضَبْرُ البَلْقَاءِ، والطَّعْنُ طَعْنُ أَبي مِحْجَن»، البَلْقَاءُ: فَرَسُ سَعْد، وكان أَبو مِحْجَن قد حَبَسَه سَعْدٌ في شُرْبِ الخَمْرِ، وهم في قِتَالِ الفُرْسِ، فلمّا كان يوم القادِسيّة رأَى أَبو مِحْجَن الثَّقَفِيُّ من الفُرْسِ قُوَّةً، فقال لامرأَةِ سَعْد: أَطْلِقِينِي ولك اللهُ عَلَيَّ [إِن سلَّمني اللهُ] أَنْ أَرجِعَ حتّى أَضَعَ رِجْلي في القَيدِ، فحَلَّتْه، فرَكِبَ فَرسًا لسعْدٍ يقال لها: البَلْقَاءُ، فجعلَ لا يَحْمِل على ناحية من العَدُوِّ إِلّا هَزَمَهُم، ثم رَجعَ حتّى وَضعَ رِجْلَه في القَيْدِ، ووَفَى لها بذِمَّتِه. فلمّا رَجَعَ [سعدٌ] أَخبَرَتْهُ بما كانَ مِن أَمرِه، فخَلَّى سَبِيلَه.
وضَبَرَ الكُتُبَ يَضْبِرُهَا ضَبْرًا، بالفَتْح: جَعَلَها إِضْبَارَةً؛ أَي حُزْمَةً، كما سيأْتي.
وضَبَرَ الصَّخْرَ يَضْبِرُه ضَبْرًا: نَضَّدَه، قال الراجِزُ يَصف ناقَةً:
تَرَى شُئُونَ رَأْسِهَا العَوارِدَا *** مَضْبُورَةً إِلى شَبًا حَدَائِدَا
ضَبْرَ بَراطِيلَ إِلى جَلامِدَا
هَكَذَا أَنشدَه الجَوهريّ، قال الصَّاغانيّ: والصَّوَابُ يَصِف جَمَلًا، وهذا موضع المَثَلِ «اسْتَنْوَق الجَمَلُ» والرَّجَز لأَبي محمّد الفَقْعَسِيّ، والرواية: «شُئُونَ رَأْسِه».
وفَرَسٌ ضِبِرٌّ، كطِمِرٍّ: وَثّابٌ، وكذلك الرجلُ.
والتَّضْبِيرُ: الجَمْعُ، يقال: ضَبَّرْتُ الكُتُبَ وغَيْرَها تَضْبِيرًا: جَمَعْتُهَا.
والضَّبْرُ، والتَّضْبِيرُ: شِدَّةُ تَلْزِيزِ العِظَامِ، واكتِنَازُ اللَّحْمِ، يقال: جَمَلٌ مَضْبُورٌ؛ أَي مُجْتَمِعُ الخَلْقِ أَملسُ، قاله اللَّيث. ومُضِّرٌ كمُعْظْمٍ، وفَرَسٌ مُضَبَّرُ الخَلْقِ؛ أَي مُوَثَّقُه، وناقَةٌ مُضَبَّرَةُ الخَلْقِ.
ورَجُلٌ ذُو ضَبَارَةٍ في خَلْقِه، كسَحَابَةٍ: مُجْتَمِعُ الخَلْقَ، وقيل: وَثِيقُ الخَلْقِ، ومنه سُمِّيَ الرَّجلُ ضُبَارَةَ، وكذا أَسَدٌ ضُبَارِمٌ وضُبَارِمَةٌ منه، بضَمِّهما، فُعَالِمٌ عند الخليلِ، وقد أَعادَه المصنّف في الميم من غير تَنْبِيهٍ عليه.
والإِضْبارَةُ بالكَسْرِ والفَتْحِ، الحُزْمَةُ من الصُّحُفِ، كالإِضْمَامَة، الجمع: أَضابِيرُ، قال ابنُ السِّكّيتِ: يقال: جاءَ فلانٌ بإِضْبَارةٍ من كُتُب وإِضْمامَة من كُتُب، وهي الأَضابِيرُ والأَضامِيمُ.
وقال اللَّيْثُ: إِضْبارَةٌ من صُحُفٍ أَو سِهَام؛ أَي حُزْمَة.
والضُّبارُ، ككِتَاب وغُرَابٍ: الكُتُبُ، بلا واحِدٍ، قال ذُو الرُّمَّة:
أَقُولُ لنَفْسِي وَاقِفًا عِنْدَ مُشْرِفٍ *** عَلَى عَرَصَات كالضُّبَارِ النّواطِقِ
والضَّبْرُ، بالفَتْح: الجَمَاعَةُ يَغْزُونَ على أَرْجُلِهم، يقال: خَرَجَ ضَبْرٌ من بني فُلان، ومنه قول ساعِدَةَ الهُذَلِيّ:
بَيْنَا هُمُ يَومًا كذلك راعَهُمْ *** ضَبْرٌ لِبَاسُهُم القَتِيرُ مُؤَلَّبُ
أَرادَ بالقَتِير: الدُّرُوعَ، مُؤَلّب: مُجَمَّع.
والضَّبْرُ أَيضًا: جِلْدُ يُغَشَّى خَشَبًا فيها رِجالٌ تُقَرَّبُ إِلى الحُصُونِ للقِتَالِ؛ أَي لِقِتَالِ أَهلِهَا، الجمع: ضُبُورٌ.
وقال الزمخشَريّ واللَّيْثُ: الضُّبُورُ هي الدّبّابَاتُ التي تُقَرَّبُ للحُصُون لتُنْقَبَ من تحتها، الواحد ضَبْرَةٌ.
والضَّبْرُ: شَجَرُ جَوْزِ البَرِّ، يكون بالسَّرَاة في جِبَالها، يُنَوِّر ولا يَعْقِد، كالضَّبِرِ، ككَتِف لغة، في الضَّبْرِ، نقلها أَبو حنيفةَ، وكذلك رَواه آخرونَ عن الأَصمعيّ، والواحد ضَبِرَة، قال ابنُ سِيده: ولا يمتنع ضَبْرَة غير أَنّي لم أَسْمَعْه.
وفي حديثِ الزُّهْرِيّ: «أَنه ذَكَرَ بنِي إِسرائيل، فقال: جعلَ الله عِنَبَهُم الأَرَاكَ، وجَوْزَهم الضَّبْرَ، ورُمّانَهُم المَظَّ».
قال الجَوْهَرِيُّ: وهو جَوْزٌ صُلْبٌ، قال: وليس هو الرُّمّانَ البَرِّيَّ؛ لأَنَّ ذلك يُسَمَّى المَظَّ.
وقال ابنُ الأَعرابيّ: الضَّبْرُ، بالفَتْح: الذي يُسمَّيه أَهْلُ الحَضَرِ جَوْزَبُويَا، وبعضُهُم جَوْزُبَوَّا.
وقال ابنُ الفَرَجِ: الضِّبْرُ، بالكَسْر: الإِبْطُ، وكذلك الضِّبْن، قال جَنْدَل:
ولا يَؤُوبُ مُضْمَرًا في ضِبْرِي *** زَادِي وقد شَوَّلَ زادُ السَّفْرِ
أَي لا أَخْبَأُ طَعَامِي في السَّفَر فأَؤُوب به إِلى بَيْتي، وقد نَفِدَ زَادُ أَصحابِي، ولكنّي أُطْعِمُهم إِيّاه، ومعْنَى شَوَّل: خَفَّ.
والضُّبَّارُ، كرُمّانِ: شَجَرٌ يُشْبِهُ شَجَرَ البَلُّوطِ، وحَطَبُه جَيِّدٌ مثْلُ حَطَب المَظِّ، قال أَبو حنيفَة: فإِذا جُمِع حَطَبُه رَطْبًا، ثم أُشْعِلَت فيه النّار فَرْقَعَ فَرْقَعَةَ المَخَارِيقِ، ويُفْعَل ذلك بقُرْب الغِيَاض التي فيها الأُسْد، فتهرب، الواحِدَةُ ضُبّارَة، بهاءٍ.
وضُبَيْرَةُ، كجُهَيْنَة: امْرَأَةٌ، قال الأَخْطَلُ:
بَكْرِيّةٌ لمْ تَكُنْ دارِي لَهَا أَمَمًا *** ولَا ضُبَيْرَةُ مِمَّن تَيَّمَتْ صَدَدُ
وضَبَّارٌ، ككَتَّانٍ: اسم كَلْب، قال الحارِثُ بنُ الخَزْرَج الخَفَاجِيّ:
سَفَرَتْ فقُلْتُ لَهَا هَجٍ فتَبَرْقَعَتْ *** فذَكَرْتُ حين تَبَرْقَعَتْ ضَبّارَا
وتَزيَّنَتْ لتَرُوعَنِي بجَمَالِها *** فكأَنَّمَا كُسِيَ الحِمَارُ خِمَارَا
فخَرَجْتُ أَعْثُرُ في قَوَادِمِ جُبَّتِي *** لَوْلَا الحَيَاءُ أَطَرْتُها إِحْضارَا
قال الصّاغانيّ: وقال أَبو عُبَيْدِ الله محمّدُ بنُ عِمْرَانَ بنِ مُوسَى المَرْزُبَانِيّ: هو للخَزْرَجِ بنِ عَوْفِ بن جَمِيلِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ مالِك بن خَفَاجَةَ، قال: وفي الكتاب المنسوبِ إِلى الخَلِيل عَقَّار: اسمُ كَلْب ذَكَرَه مالكُ بنُ الرَّيْب حين رأَى الغُول، وأَنشد البيتَ، ولم أَجِدْه في شعر مالك، وذَكَرَه الجَوْهَرِيّ في فَصْلِ الهاءِ من بابَيِ الجيم والرَّاءِ على أَنَّه هَبّار، فقال [في باب الراءِ] الهَوْبَرُ: القِرْدُ الكثيرُ الشَّعْرِ، وكذلك الهَبَّارُ، وأَنشد البيت، فعِنْده هو هَبّار، بالهَاءِ، ومَعْنَاه القِرْد، وكذا ذَكَرَه ثعلبٌ في ياقوتته، إِلّا أَنه قال: هَبّارٌ اسم كَلْبٍ، والصَّوَاب ضَبّارٌ بالضاد.
والضَّبُورُ، كصَبُورٍ، وضِبِرّ، مثل طِمِرّ، ومُضَبَّر، مثل مُعَظَّم: الأَسَدُ، ذكر الصّاغانيّ الأَوَّلَ والثَّالثَ، وأَمّا ضِبِرٌّ، كطِمِرٍّ، فمعناه الشَّدِيدُ، فلعلّه سُمِّيَ به الأَسَدُ لشِدَّتِه.
والضَّبِيرُ، كأَمِيرٍ: الشَّدِيدُ، من الضَّبر، وهو الشَّدّ، عن ابن الأَعرابيّ.
والضَّبِيرُ: الذَّكَرُ، لشِدّتهِ نقله الصاغانيّ.
وضَيْبَرٌ، كحَيْدَرٍ: جَبَلٌ بالحجاز قال كُثَيِّر:
وقد حَالَ منْ رَضْوَى وضَيْبَرَ دُونَهُم *** شَمَارِيخُ للأَرْوَى بهِنَّ حُصُونُ
وضِبَارَى، بالكسر والقَصْرِ: رَجُلٌ مِنْ بني تَمِيمٍ، وهو ضِبَاري بنُ عُبَيْد بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوع، ولم يَتعرّض الصاغانيّ للقَصْر، ولا الحافظُ.
وضَبَارَى، بالفَتْحِ؛ أَي مع القَصْرِ، كما هو مفهوم عبارته، وضبطَه غيرُ واحدٍ بكسر الراءِ وتشدِيدِ الياءِ، في الرِّبابِ وهو ضَبَارِيّ بنُ نُشْبَةَ بنِ رُبَيْعِ بنِ عَمْرو بنِ عبدِ الله بن لُؤَيّ بنِ عَمْرِ بنِ الحارِثِ بن تَيْم. منهم وَرْدانُ بنُ مُجَالِد بنِ عُلَّفَةَ بنِ القُرَيش بن ضَبَارِيّ، والمُتَوَرِّدُ بنُ عُلَّفَةَ الخارجِيّ.
زاد الحافظ: وفي سَدوس ضَبَارى بنُ سَدُوسِ بنِ شَيْبَانَ.
وعَمْرُو بنُ ضُبَارَةَ، بالضّمّ، وضَبطَه الصّاغانيّ بالفَتْح: فارِسُ رَبِيعَةَ، ومن رؤساءِ أَجْنَادِ بني أُمَيّةَ.
وضُبَارَةُ بن السُّلَيْكِ، من الثِّقاتِ. قلْت: وهو ضُبَارَةُ بنُ عبدِ الله بنِ مالِكِ بن أَبِي السُّلَيْكِ الحَضْرَمِيّ، ويقال الأَلْهَانيّ، أَبو شُرَيْحٍ الشّاميّ الحِمْصِيّ، كان يَسْكُن اللّاذِقِيّةَ، رَوَى عن ذُوَيْدِ بن نَافِع، وعنه إِسماعيلُ بن عيّاش.
والضُّبارَةُ: الحُزْمَةُ، عن اللَّيْثِ وتُكْسَر، وغيرُ اللَّيْثِ لا يُجِيز ضُبَارَة من كُتُبٍ، ويقول إِضْبَارَة، كما تقدّم.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
المَضْبُورُ: المِنْجَل.
والضَّبَائِرُ: جَمَاعَاتُ النَّاسِ في تَفْرِقَة، كأَنه جمْع ضِبَارَةٍ، مثل عِمَارَة وعَمائِر.
والضَّبْرُ: الرَّجّالَةُ.
وعن ابن الأَعرابيّ: الضَّبْرُ: الفَقْرُ، والضَّبْرُ: الشَّدُّ.
وقد سَمَّوْا ضَنْبَرًا، وهو الشَّدِيدُ، قال ابنُ دُرَيْد: أَحسب أَن النون فيه زائدة.
وضِنْبِر، كزِبْرِج: من الأَعلام، وهو فِنْعِل من الضَّبْرِ، وهو الوَثْبُ، قاله الصاغانيّ.
والمُطَّلِبُ بنُ وَدَاعَةَ بنِ ضُبَيْرَةَ، مصغَّرًا، حكاه السُّهَيْلِيّ عن الخَطّابي، قاله الحافظ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
36-تاج العروس (هصر)
[هصر]: الهَصْرُ: الجَذْبُ والإِمَالَةُ والإِضافة، وفي الحديث: «كان إِذا رَكَعَ هَصَرَ ظَهْرَه» أَي ثَنَاه إِلى الأَرض.وهَصَرَ الشيءَ يَهْصِرُه هَصْرًا: جبَذَه وأَمالَه، وفي الحديث: «لمّا بُنِيَ مسجِدُ قُبَاءٍ رَفَع حَجَرًا ثَقيلًا فهَصَرَه إِلى بَطْنه» أَي أَضافَه وأَمالَه. والهَصْر: الكَسْرُ، قال أَبو عبيدة: هَصَرْتُ الشيْءَ ووَقَصْتُه: كَسَرْتُه. والهَصْرُ: الدَّفْعُ، هكذا في سائر النُّسخ، وهو مَجاز، وعَبَّرَ غيرُه بالغَمْز. والهَصْر: الإِدْناءُ، وهو قَريب من الإِمالة. والهَصْر: عَطْفُ شيْءٍ رَطْبٍ كالغُصْنِ ونحوِه وكَسْرُه من غير بَيْنُونَة، أَو هو عَطْفُ أَيّ شيْءٍ كانَ، هَصَرَهُ يَهْصِرُه هَصْرًا، وكذا هَصَرَ به يَهْصِرُهُ هَصْرًا؛ أَي أَخذَ برَأْسه فأَمَالَه إِليه. كذا في الصّحاح فانْهَصَر الغُصنُ: مالَ وانعطَفَ، واهْتَصَرَهُ فاهْتَصَرَ. وقال أَبو حنيفة: الانْهِصَار والاهْتِصَار: سُقُوطُ الغُصْنِ على الأَرض.
ومن المَجاز: الهَصُورُ كصَبُورٍ، والهَيْصَر، كحَيْدَر، والهَيْصارُ، بزيادة الأَلف، والهَصّارُ، كشدّاد، والمِهْصَرُ، كمِنْبَرٍ، والهُصَرَةُ، كهُمزَةٍ، والهاصِرُ، والهَصْوَرَةُ، كقَسْوَرَةٍ، والهَصْوَرُ، كجَعْفَر، والمِهْصَارُ، كمِحْرَاب، والْمِهْصِيرُ، كمِنْطِيقٍ، والهَصِر، ككَتِف، والهُصَر، مثل صُرَد، والمُهْتَصِرُ، كل ذلك من أَسماءِ الأَسَدِ. وقد هَصَرَ الفَريسةَ يَهْصِرُهَا هَصْرًا، إِذا كَسَرَها وأَمالَها إِليه، وفي حديث ابنِ أُنَيس: «كأَنَّه الرِّئبالُ الهَصُور» أَي الأَسَدُ الشديدُ الذي يَفترس ويَكْسِر. ويُجْمَع على الهَواصِر، وفي حديث عَمْرو بن مُرَّة:
ودَارتْ رَحَاهَا باللُّيُوثِ الهَوَاصِرِ
وفي حَدِيث سَطِيح:
تَهَابُ صَوْلَهُمُ الأَسْدُ الهَوَاصِيرُ
وأَنشد ثَعْلب:
وخَيْل قد دَلفْتُ لها بخَيْلٍ *** عَلَيْهَا الأُسْدُ تَهْتَصِرُ اهْتِصَارَا
وفي التهذيب: اهْتَصَرَ النَّخلةَ اهْتِصارًا، إِذا ذَلّل عُذُوقَها وسَوَّاها، قال لبيد:
جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدَانٌ يَنُوءُ به *** مِن الكَوَافِرِ مَهْضُومٌ ومُهْتَصَرُ
ويُروَى، مَكْمُومٌ؛ أَي مُغَطًّى.
ومُهاصِرُ بنُ حَبِيبٍ: شاعِرٌ، وقال الحافظ في التّبْصِير: إِنّه تابعيّ، ومُهَاصِرُ بن مالِك العُذْرِيّ عَمّ عُرْوَةَ بن حِزَام بن مالِك قَتِيلِ الحُبِّ، وهو صاحِب عَفْراءَ بنْت مُهَاصِرِ بن مالك، وهي بنت عَمّه، مات من حُبّها، وهم من بني هِنْد بن حِرَام بن ضِنَّة بن عَبْد بن كبير بن عُذْرَة، تابِعيّ، هكذا في سائر النسخ، والأَشْبَهُ بالصواب أَن يقال فيه: شاعرٌ، وأَمّا النّابِعِيّ فهو مُهاصِرُ بن حَبِيبٍ الذي قال فيه المصنّف إِنّه شاعرٌ. وقد انقلب عليه الكَلامُ فتأَمّل.
والمُهَاصِرِيُّ: بُرْدٌ يَمَنِيٌّ، وفي المحكم: ضَرْبٌ من البُرُود، وفي التهذيب: من بُرُودِ اليَمَن.
وأَبو المُهَاصِرِ رِياحُ بن عُمَرَ، هكذا في سائر النّسخ، وصَوَابُه رِياحُ بن عَمْرو البَصْرِيّ وهو القَيْسِيّ أَيضًا، يَرْوِي عن أَيُّوبَ السِّخْتِيانيّ، وذكره الحافظ في التّبْصِير في مَحلّين، وقال الذّهَبِيّ: ضَعَّفه أَبو داوود. وأَبو الشَّعْثَاءِ يَزِيدُ بن مُهَاصِر الكِنْدِيّ: مُحدّثان، الأَخيرُ، يَرْوِي عن ابن عُمَر قَولَه.
والهَصْرَةُ، ويُحَرَّكُ: خَرَزَةٌ للتّأْخِيذِ مثّل الهَمْرَة، كما سيأْتي.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه:
هَصِرَ جَدُّه كفَرِحَ: مَالَ، وجَدَّ هَصِرٌ، ككَتِف، وهو مَجاز، قال أَبو ذُؤَيْب:
وَيْل امِّ قَتْلَى فُوَيْقَ القَاعِ من عُشَرٍ *** من آل عُجْرَةَ أَمْسَى جَدُّهُمْ هَصِرَا
وتَهَصَّرَت أَغصانُ الشّجرةِ: تَهَدَّلتْ.
والهَصْرُ: شِدّةُ الغَمْزِ، ورَجلٌ هَصِرٌ، ككَتِفٍ، وهُصَرٌ، كصُرَد.
وهَصَرَ، قِرْنَه يَهْصِرُه هَصْرًا: غَمَزَه. وهو مَجاز، وهَصَرَ رأْسَ الفَرِيسَةِ وبَرْأَسِها، إِذا افْتَرَسها، وهو مَجاز.
ومن المَجاز قَول امرئ القَيْس:
ولَمّا تَنازَعْنَا الحَدِيثَ وأَسْمَحَتْ *** هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذي شَمَارِيخَ مَيّالِ
قوله: تَنازَعنا الحديثَ؛ أَي حدّثَتِني وحَدَّثْتُهَا، وأَسْمَحَت: انْقادتْ وتَسَهّلت بعد صُعوبَتِهَا، وهَصَرْتُ: جَذَبْت، وأَرادَ بالغُصْنِ جِسْمَها وقَدَّها في تَثَنِّيه ولِينِه كتَثَنِّي الغُصن، وشَبّه شَعرَها بشَمارِيخِ النَّخْلِ في كَثْرتهِ والْتفَافِه.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
37-تاج العروس (عنفط)
[عنفط]: العُنْفُطُ، بالضَّمِّ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقال اللَّيْثُ: هو الدَّنِيءُ اللَّئِيمُ السَّيِّيءُ الخُلُقِ من الرِّجالِ.وقال أَيْضًا: العُنْفُطُ: عَنَاقُ الأَرْضِ. ويُقَال: هي العَفَنَّطُ، كمَعَلَّسٍ، وقد تَقَدَّمَ.
والعُنْفُطَةُ، بهاءٍ: النَّثْرَةُ، وهي: مَا بَيْنَ الشّارِبَيْنِ إِلى الأَنْفِ، وقِيلَ: النُّونُ زَائِدَةٌ، ولذا ذَكَرَه في التَّكْمِلَة في تَرْكِيب «ع ف ط» [عوط] و [عيط]: العَيَطُ: مُحَرَّكَةً: طُولُ العُنُقِ، كما في الصّحاحِ، وزاد بَعْضُهم: في اعْتِدَالِ قَوَامٍ، وهو أَعْيَطُ، وهِيَ عَيْطاءُ، ومنه حَدِيثُ المُتْعَة «فَانْطَلَقْتُ إِلى امْرَأَةٍ كأَنَّهَا بَكْرَةٌ عَيْطاءُ» ويُرْوَى: عَنَطْنَط، وقد تَقَدَّم، وجَمَلٌ أَعْيَطُ، وناقَةٌ عَيْطَاءُ، والجمْعُ عِيطٌ.
وقد عاطَت المَرْأَةُ تَعُوطُ، وتَعِيطُ عَيَطًا وتَعَوَّطَتْ وتَعَيَّطَتْ: طالَ عُنُقُها في اعْتِدَالِ قَوَام.
وقَصْرٌ أَعْيَطُ؛ أَي مُنِيفٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو مَجَازٌ وكذلِكَ: عِزٌّ أَعْيَطُ؛ أَي مُنِيفٌ، على المَثَل، قال سُوَيْدُ بن أَبي كَاهِلٍ اليَشْكرِيُّ:
مُقْعِيًا يَرْدِي صَفَاةً لم تُرَمْ *** في ذُرَا أَعْيَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ
وقالَ أُمَيَّةُ:
نَحنُ ثَقِيفٌ عِزُّنا مَنِيعُ *** أَعْيَطَ صَعْبُ المُرْتَقَى رَفِيعُ
والأَعْيَطُ: الطَّوِيلُ الرَّأْسِ والعُنُقِ وهو سَمْحٌ، وقيل: هو الأَبِيُّ المُمْتَنِع، قال النابِغَة الجَعْدِيّ:
ولا يَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ كُعُوبُه *** بثِرْوَةِ رَهْطِ الأَعْيَطِ المُتَظَلِّمِ
المُتَظَلِّمُ، هُنَا الظَالِم، والأَعيَط: المُمتنِع، ويُوصَفُ بذلِكَ حُمُرُ الوَحشِ.
وفى المُحكمِ: عَاطَتِ النّاقَةٌ، زاد الزَّمَخْشَرِيُّ: والمَرْأَةُ، تَعِيطُ عِيَاطًا، وفي الصّحاحِ تَعُوطُ، زادَ في المُحْكَم: عَوْطًا وعَيْطًا، وعِيطَانًا، الأَخِيرُ بالكَسْرِ، وتَعَوَّطَتْ، وتَعَيَّطَت زادَ في الصّحاحِ: واعْتاطَتْ اعْتِيَاطًا.
وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ للنّاقَةِ إِذا لَمْ تَحْمِلْ سِنِينَ، وفي العَيْن: سَنَوَاتٍ، من غَيْرِ عُقْرٍ: قد اعْتَاطَتْ فهي مُعْتَاطٌ، وقد تَعْتَاطُ المَرْأَةُ، ونَاقَةٌ عَائِطٌ ج: عُوطٌ، كسُودٍ، وعِيطٌ، كمِيلٍ.
وقالَ ابن بُزُرْج: بَكْرَةٌ عائطٌ، وجَمْعُها عِيطٌ، وهي تَعِيطُ، قال: فأَمَّا الَّتِي تَعْتاطُ أَرْحامُها فعائطُ عُوطٍ، وهي من تَعوطُ.
وفي المُحْكَمِ: نُوقٌ عُوطٌ، على من قالَ رُسُلٌ، وكذلِكَ المَرْأَةُ والعَنْزُ.
وقال أَيْضًا: عاطَتِ النّاقَةُ تَعِيطُ عِيَاطًا، من إِبِل عُيَّط، كرُكَّعٍ، قال ابْنُ هَرْمَةَ:
ولَقَدْ رَأَيْتُ بها أَوانِسَ كالدُّمَى *** يَنْظُرْنَ من حَدَقِ الظَّبَاءِ العُيَّطِ
وشَاهِدُ العِيطِ قولُ الشّاعِرِ:
يَرِعْنَ إِلى صَوْتِي إِذا ما سَمِعْنَه *** كما تَرْعَوِي عِيطٌ إِلى صَوْت أَعْيَسَا
ويُقال أَيْضًا: عُوطَطٌ، كفُوفَلٍ ونَقَل الجَوْهَرِيُّ والأَزْهَرِيُّ عن الكِسَائِيِّ: إِذا لم تَحْمِلِ الناقَةُ أَوَّلَ سَنَةٍ يَطْرُقُهَا الفَحْلُ فهي عائِطٌ وحائِلٌ، وجَمْعُها عُوطٌ وعِيطٌ وعُوطَط، وحُولٌ وحُولَلٌ، وقد تُضَمُّ الطّاءُ، لغة في العُوطَطِ فيمَن جَعَلَه مَصْدَرًا، قاله الأَصْمَعِيُّ.
ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عُبَيْدٍ، قال: وبَعْضُهُم يَجْعَلُ عُوطَطًا مَصْدَرًا، ولا يَجْعلُه جَمْعًا، وكَذلِك حُولَلٌ، وفي اللِّسَانِ: العُوطَطُ عِنْدَ سِيبَوَيْهٍ: اسمٌ في مَعْنَى المَصْدَرِ، قُلِبَت فيهِ الياءُ واوًا، ولم يُجْعَلْ بمَنْزِلَةِ بِيضٍ، حيثُ خَرَجَتْ إِلى مِثالِها هذا وصَارَتْ إِلى أَرْبَعَةِ أَحْرُفٍ، وكأَنَّ الاسْمَ هُنَا لا تُحَرَّكُ ياؤُه ما دامَ على هذِه العِدَّةِ، وأَنْشَدَ:
مُظَاهِرَة نَيًّا عَتِيقًا وعُوطَطًا *** فقد أَحْكَمَا خَلْقًا لها مُتَبَاينَا
والعائِطُ: في الإِبِل: البَكْرَةُ الَّتِي أَدْرَكَ إِنَا رَحِمِها فلم تَلْقَحْ، وقد اعْتاطَتْ، والاسمُ العُوطَةُ والعُوطَط.
ففي كَلامِ المُصَنِّفِ نَظَر، حيث جَعَلَ العُوطُط بضَمَّتَيْنِ من أَبْنِيَةِ الجَمْعِ، وهو مَصْدَرٌ، وكان يَنَبَغِي أَن يُنَبِّه على ما نَقله الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدٍ، فَتْركُهُ قُصورٌ ظاهِرٌ، فتَأمَّلْ.
وفي المُحْكَمِ: عاطَت النّاقَةُ تَعِيطُ، من إِبِلٍ عِيطات، بالكَسْرِ، وقالُوا: عائِطُ عِيطٍ، وعائِط عُوطٍ، وعائِطُ عُوطَطٍ، مُبَالَغَةً، وذلِك إِذا لم تَحْمِل السَّنَةَ المُقْبِلَةَ أَيْضًا، كما قالُوا حائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الكِسائىِّ.
والعائطُ من الإِبِل: ما أُنْزِيَ عَلَيْها فلَمْ تَحْمِلْ، أَو الَّتِي أَدْرَك إِنَا رَحِمِها فلم تَلْقَحْ.
وقد اعْتَاطَتْ اعْتِياطًا وهي مُعْتَاطٌ، والاسمُ: العُوطَةُ والعُوطَطُ.
وقال اللَّيْثُ: رُبَّما كان اعْتِياطُها من كَثْرَةِ شَحْمِها، وكذلِك تَعَوَّطَتْ، وتَعَيَّطَت، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وقال العَدَبَّسُ الكِنَانِيُّ: يُقال: تَعَوَّطَت النّاقَةُ، إِذا حَمَل عليها الفَحْلُ فلم تَحمِلْ. وفي الصّحاحِ: وفي الحَدِيث: «أَنَّهُ بعثَ مُصَدِّقًا فأُتِي بشَاةٍ شَافِعٍ فلم يَأْخُذْها، وقال: ائْتِني بمُعْتاطٍ» والشّافِعُ: الَّتِي مَعَهَا وَلَدُها. قلت: وفي حَدِيثِ الزَّكاةِ: «فاعْمِدْ إِلى عَنَاقٍ مُعْتاطٍ» قال ابنُ الأَثِيرِ: المُعْتاطُ من الغَنَمِ: الَّتِي امْتَنَعَتْ من الحَبَل لسِمَنِها وكَثْرَة شَحْمِها، وهي في الإِبِلِ التي لا تَحْمِلُ سَنَوَاتٍ من غَيْرِ عُقْرٍ. والَّذِي جاءَ في الحَديث: أَنَّ المُعْتَاطَ: الَّتِي لم تَلِدْ وقد حانَ وِلَادُها، وكأَنَّ المُرَادَ بالوِلَادِ الحَمْلُ؛ أَي أَنَّها لم تَحْمِلْ وقد حانْ أَنْ تَحْمِلَ، وذلِكَ من حيثُ مَعْرِفَة سِنِّها وأَنَّها قد قارَبَتِ السِّنَّ التي يَحْمِلُ مثلُها فِيهَا فسُمِّيَ الحَبَلُ بالوِلَادَةِ.
وقالَ اللَّيْثُ: التَّعَيُّطُ: أَنْ يَنْبُعَ حَجَرٌ، أَو شجرٌ، أَو عُودٌ فيَخْرُجَ مِنْهُ شِبْهُ ماءٍ فيُصمَّغ أَو يَسِيلَ، وتَعَيَّطَت الذَّفْرَى: سَالَتْ بالعَرَقِ. قال الأَزْهَرِيُّ: وذِفْرَى الجَمَلِ تَتَعَيَّطُ بالعَرَق الأَسْوَدِ، وأَنْشَدَ:
تَعَيَّطُ ذِفْرَاهَا بجَوْنٍ كَأَنَّهُ *** كُحَيْلٌ جَرَى من قُنْفُذِ اللِّيتِ نَابِعُ
قلتُ: هكذا أَنْشَدَه اللَّيْثُ، وتَبِعَهُ الأَزْهَرِيُّ، والرِّوايَةُ: تَفَيَّضُ وتُفَيِّضُ، والبَيْتُ لجَرِيرٍ. والقُنْفُذ: الذِّفْرَى، سُمِّيتْ به لاجْتِمَاعِها، كما في العُبابِ.
والتَّعَيُّطُ: الجَلَبَةُ والصِّياحُ، أَو صيَاحُ الأَشِرِ بقَوْلِه: عِيطْ، وبه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَةَ، ووَقَعَ في اللِّسَانِ ذُو الرُّمَّةِ، وهو غَلَط:
وقد كَفَى تَخَمُّطَ الخَمَّاطِ *** والبَغْيَ من تَعَيُّطِ العَيّاطِ
حِلْمِي وذَبَّ النَّاسَ عن إِسْخَاطِي
والتَّعَيُّط: السَّيَلانُ، وقد تَعيَّطَت الذِّفْرَى؛ أَي سالَتْ بالعَرَقِ، وقد تَقَدَّم قريبًا. وتَعَيَّطَ الشَّيْءُ، إِذا خَرَجَ نَدَاهُ وسَالَ.
والعِيطُ، بالكَسْرِ: خِيَارُ الإِبِل وأَفْتَاؤُها، ما بين الحِقَّةِ إِلى الرَّبَاعِيَةِ.
وعِيطِ، بالكَسِرِ، مَبْنِيَّةً: صَوْتُ الفتْيَانِ النَّزِقِينَ إِذا تَصايَحُوا في اللَّعِبِ أَو هي، على ما قَالَهُ اللَّيْثُ: كَلِمَةٌ يُنادَى بها عِنْدَ السُّكْرِ، أَو يُلْهَجُ بها، عِنْدَ الغَلَبَةِ، ولا يَفْعَلُه إِلاّ النَّزِقُ، يَقُول: عِيطْ عِيطْ، وقد عَيَّطَ الرَّجُلُ تَعْيِيطًا، إِذا قالَهُ في السُّكْرِ مَرَّةً ولم يَزِدْ على وَاحِدَةٍ، فإِنْ كَرَّرَ ورَجَّعَ فقُل: عَطْعَطَ عَطْعَطَةً وقد تَقَدَّمَ.
ومَعْيَطٌ، كمَقْعَذٍ: وَادٍ، قال ابنُ جِنِّي: هو مَفْعَلٌ من لَفْظِ عَيْطاءَ، واعْتَاطَتْ، إِلاّ أَنَّه شَذَّ، وكان قِيَاسُه الإِعْلالَ، مَعَاطٌ، كمَقَامٍ وَمبَاعٍ، غيرَ أَنَّ هذا الشُّذُوذَ في العَلَمِ أَسْهَلُ منه في الجِنْسِ، ونَظِيرُه مَرْيَمُ ومَكْوَزَة، ولَهُ يومٌ معروفٌ، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَرْثِي من أُصِيبَ مِنْهُم في ذلِك اليَوْمِ:
هَلِ اقْتَنَى حَدَثانُ الدَّهْرِ من أَنَسٍ *** كانُوا بِمَعْيَطَ لا وَخْشٍ ولا قَزَمِ
ورَوَى الجُمَحِيُّ: «هلاّ اقْتَنَى».
اعلم أَنَّ هذِه المادَّةَ ذَكَرَهَا الجَوْهَرِيُّ وَاوِيَّةً ويَائِيَّةً، وفَرَّق بَيْنَهُمَا، وهكَذا صَنَعَ صاحِبُ اللِّسانِ والصّاغَانِيُّ في كِتابَيْهِ، والزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاسِ، وخَلَط المُصَنِّفُ بينَهما، لِشدَّةِ امْتِزاجِهِما.
* وقد يُسْتَدْرَكُ عليه منهما: جَمْعُ العائطِ عَوَائطُ.
والعِيطَطُ كالعُوطَطِ، قال الشّاعِرُ:
نَجَائِبُ أَبْكَارٍ لَقِحْنَ لعِيطَطٍ *** ونِعْمَ فهُنَّ المُهْجِرَاتُ الحَيائرُ
وهَضْبَةٌ عَيْطَاءُ: مُرْتَفِعَةٌ، وهو مجازٌ، وفي الصّحاح في «ع ى ط»: وربَّما قالوا: قَارَةٌ عَيْطاءُ، إِذا اسْتَطَالَتْ في السَّمَاءِ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لأَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ:
وعَلَوْتُ مُرْتَبِئًا على مَرْهُوبَةٍ *** حَصّاءَ ليس رَقِيبُها في مَثْمِلِ
عَيْطَاءَ مُعْنِقَةٍ يَكُونُ أَنِيسَها *** وُرْقُ الحَمَامِ جَمَيمُها لم يُؤْكَلِ
المَثْمِلُ: الخَفْضُ والدَّعَةُ. قُلْتُ: والَّذِي في الدِّيوانِ من شِعْرِه:
«جَرْدَاءَ مُعْنِقَةٍ»...
وقال الشّارِحُ مُعْنِقَة لها عُنُق، وجَرْداء: ليس فِيها شَيْءٌ.
وفرسٌ عَيْطَاءُ، وخَيْلٌ عِيطٌ: طِوَالٌ.
وجَمَلٌ عَيَّاطٌ مثلُ أَعْيطَ، نقله ابن بَرِّيّ وأَنشد [للأَعشى].
صَمَحْمَح مُجَرَّب عَيَّاط
وعَيَّطَ فُلانٌ بفُلانٍ، إِذا قالَ له: عِيطْ عِيطْ.
وقي الأَسَاسِ: عَيَّطَ: مَدَّ صَوْتَه بالصُّراخِ، وهو مَجَازٌ. قلتُ: ومِنْهُ قولُ العامَّة: عَيِّطْ لي بفُلانٍ، بمَعْنَى: نَادِهِ.
والتَّعَيُّط: غَضَبُ الرَّجُلِ واخْتِلاطُه، وبه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَةَ السّابِقُ، وفَسَّره بعضُهم أَيْضًا بالاخْتِيالِ. وقال رُؤْبَةُ أَيْضًا:
بكُلِّ غَضْبَانَ منَ التَّعَيُّطِ *** مُنْتَفِجِ الشَّجْرِ أَبِيِّ المَسْخَطِ
والعيطَةُ والعِيَاطُ ككِتابٍ: الصُّراخُ والزَّعْقَة.
ومن سَجَعَات الأَسَاسِ: هذَا زَمانٌ عُقِمَتْ فِيهِ القَرائِح، واعْتَاطَتِ الأَذْهَانُ اللَّوَاقِح، وهُوَ من اعْتَاطَتِ النّاقَةُ، إِذا حالَتْ.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الأَعْوَطُ: الاسْمُ.
وفي الصّحاحِ: ورُبَّما قالوا: اعْتَاطَ الأَمْرُ، إِذا اعْتَاصَ، ذَكَرَهُ في «ع وط».
والأَعْيَطُ: الجَبَل الطَّوِيلُ، قال رُؤْبَةُ:
إِذا شَمارِيخُ النَّيَافِ الأَعْيَطِ *** عُمِّمْنَ بالآلِ اعْتِمامَ الأَشْمَطِ
ورجُلٌ عَيّاطٌ: صَيّاح.
ويُقال: هو في مَعِيطَةٍ، كمَعِيشَةٍ؛ أَي في مَنْعَةٍ.
وكَفْرُ العَيّاطِ: من قُرَى مِصْرَ، وقد وَرَدْتُهَا، نُسِبَت إِلى الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ العَيَّاطِ، دَفِينِ بَنَي عَدِة بالأُشْمُونين. وقد اجْتَمَعْتُ بوَلَدِه الشَّيْخِ الصّالِحِ أَحمدَ بن أَحمدَ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الشَّيْخِ أَحْمَدَ المَذْكُورِ. وهكذا أَمْلَى علينا نَسَبَه الشَّيْخُ الفَاضِلُ علي بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عِيسَى بنِ سَلْمَانَ الخَطِيب الجديميّ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
38-تاج العروس (شيع)
[شيع]: شاعَ الخَبَرُ في النّاسِ يَشِيعُ شَيْعًا، بالفَتْحِ، وشُيُوعًا، بالضَّمِّ، وَمَشاعًا، بالفَتْح، وشَيْعُوعَةً، كدَيْمُومَةٍ، وشَيَعانًا، مُحَرَّكَةً. اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ منها على الرّابعِ، فهو شائِعٌ: ذاعَ وفَشَا وظَهَرَ وانْتَشَرَ، وقَوْلُهم: هذا خَبَرٌ شائعٌ، وقد شاعَ في النّاسِ، مَعْنَاهُ: قد اتَّصَلَ بكُلِّ أَحَدٍ، اسْتَوَى عِلْمُ الناسِ بهِ، ولم يَكُنْ عِلْمُه عندَ بَعْضِهم دُونَ بَعْضٍ.وِسَهْمٌ شائِعٌ وشاعٍ، ومُشَاعٌ: غيرُ مَقْسُوم، الثّاني مَقْلُوبٌ كما يُقَالُ: سائِرُ الشَّيْءِ، وسارُهُ، قاله الجَوْهَرِيُّ، قال ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُهُ قولُ رَبيعَةَ بنِ مَقْرُوم:
لَهُ وَهَجٌ من التَّقْرِيبِ شَاعُ
أَي: شائِعٌ، ومثلُه:
خَفَضُوا أَسِنَّتَهم فكُلٌّ ناعَ
أَي: نائِعٌ.
ويقالُ: ما فِي هذِه الدّارِ سَهْمٌ شائعٌ، أَي: مُشْتَهِرٌ ومُنْتَشِرٌ، ونَصِيبُ فُلانٍ في جَمِيعِ هذه الدّارِ شائِعٌ ومُشاعٌ، أَيْ ليسَ بمَقْسُومٍ ولا مَعْزُولٍ.
وِيُقَالُ: هذَا شَيْعُ هذَا أَي شَوْعُه، أَو مِثْلُه الأَخِيرُ قولُ أَبِي عُبَيْدٍ.
وِالشَّيْعُ: المِقْدَارُ يُقَال: أَقامَ فُلانٌ شَهْرًا أَو شَيْعَه. نَقلَه الجَوْهَرِيُّ؛ أَي مِقْدَارَه، أَو قَرِيبًا منه.
وِالشَّيْعُ: وَلَدُ الأَسَدِ، كما في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ، وزادَ صاحِبُ اللِّسَانِ: إِذا أَدْرَك أَنْ يَفْرِسَ، وفي بعْضِهَا: الأَسَدُ، والأَوّلُ قولُ اللَّيْثِ وابنِ دُرَيْدٍ.
وِآتِيكَ غَدًا أَو شَيْعَهُ؛ أَي بَعْدَه كما في الصّحاحِ، وزادَ في اللِّسَانِ: وقِيلَ: اليَوْمَ الَّذِي يَتْبَعُه، قال عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ:
قال الخَلِيطُ غَدًا تَصَدُّعُنا *** أَوْ شَيْعَه، أَفَلا تُشَيِّعُنا
وفي الصّحاحِ: «أَفَلا تُوَدِّعُنا».
وِشَيْعُ اللهِ: اسمٌ، كتَيْمِ اللهِ وهو شَيْعُ اللهِ بن أَسَدِ بنِ وَبْرَةَ، نَقَلَه الحافِظ.
وِشَيْعَانُ: موضع، باليَمَنِ من مِخْلاف سِنْحَانَ.
وِشِيعَةُ الرَّجُلِ، بالكَسْرِ: أَتْبَاعُهُ وأَنْصَارُهُ، وكُلُّ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا على أَمْرٍ فَهُمْ شِيعَةٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: مَعْنَى الشِّيعَةِ: الَّذِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُم بَعْضًا وليس كُلُّهُم مُتَّفِقِينَ. وفي الحَدِيثِ: «القَدَرِيَّةُ شِيعَةُ الدَّجَّالِ»؛ أَي أَوْلِيَاؤُه. وأَصْلُ الشِّيعَةِ: الفِرْقَةُ من النّاسِ على حِدَةٍ وكُلُّ مَنْ عاوَنَ إِنْسانًا، وتَحَزَّبَ لَهُ، فهو له شِيعَةٌ، قالَ الكُمَيْتُ:
وِما لِيَ إِلّا آلَ أَحْمَدَ شِيعَةٌ *** وِمَالِيَ إِلَّا مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ
وِيَقعُ على الواحِدِ، والاثْنينِ، والجَمْعِ، والمُذَكَّرِ، والمُؤَنَّثِ بلَفْظٍ وَاحِدٍ، ومَعْنًى وَاحِدٍ، وقد غلَبَ هذَا الاسمُ عَلَى كُلِّ مَنْ يَتَوَلَّى عَلِيًّا وأَهْلَ بَيْتِه، رضِيَ الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ، حَتَّى صارَ اسْمًا لَهُمْ خاصًّا فإِذا قِيلَ: فلانٌ من الشِّيعَةِ عُرِفَ أَنَّه منهم، وفي مَذْهَب الشِّيعَةِ كذا؛ أَي عندَهُم، أَصْلُ ذلِكَ من المُشَايَعَةِ، وهي المُطَاوَعَةُ والمُتَابَعَة. وقِيلَ: عَينُ الشِّيعَةِ وَاوٌ، من شَوَّع قَوْمَهُ، إِذا جَمَعَهُم، وقد تَقَدَّمَت الإِشَارَةُ إِليه قريبًا، وقال الأَزْهَرِيُّ: الشيعَة: قومٌ يَهْوَوْن هَوَى عِتْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ويُوَالُونَهُم. قال الحافِظُ: وهم أُمَّةٌ لا يُحْصَوْنَ، مُبْتَدِعَةٌ، وغُلاتُهم الإِمامِيَّةُ المُنْتَظرِيَّةُ، يَسُبُّونَ الشّيْخَينِ، وغُلاةُ غُلاتِهِم ضُلّال يُكَفِّرُونَ الشَّيْخَيْنِ. ومِنهم مَنْ يرتقِي إِلى الزَّنْدَقَةِ، أَعاذَنا الله منها. ج: أَشْياعٌ، وشِيَعٌ، كعِنَبٍ قالَ الله تَعَالَى: {كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ} وقولُه تَعالَى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ} قِيلَ؛ المُرَادُ بالأَشْيَاع أَمْثَالُهم من الأُمَمِ الماضِيَةِ، ومن كان مَذْهَبُه مَذْهَبَهُم، قال ذُو الرُّمَّةِ:
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْيَاعِهِم خَبَرًا *** أَمْ رَاجَعَ القَلْبَ من أَطْرَابِه طَرَبُ
وقالَ تَعالَى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعًا} أَي فِرَقًا مَخْتَلِفِينَ، كلُّ فِرْقَةٍ تُكَفِّرُ الفِرْقَةَ المُخَالِفَةَ لها، يَعْنِي به اليَهُودَ والنَّصَارَى.
وِشِعْتُ بالشَّيْءِ، كبِعْتُ: أَذَعْتُهُ وأَظْهَرْتُه، هكَذَا في النُّسَخِ: بالشَّيْءِ، ومِثْلُه في العُبَابِ، والأَوْلَى بالسِّرِّ، كما فِي اللِّسَانِ، كأَشَعْتُه، وأَشَعْتُ بِهِ، قال الطِّرِمّاحُ:
جَرَى صَبَبًا أَدَّى الأَمانَةَ بَعْدَ ما *** أَشاعَ بلَوْماهُ عَلَيَّ مُشِيعُ
وِشِعْتُ الإِناءَ شَيْعًا: مَلأْتُه، فهو مَشِيعٌ، كمَبِيعٍ، ومنه: هُوَ ضَبٌّ مَشِيعٌ، لِلْحَقُودِ، كما سَيَأْتِي.
وِمن المَجَازِ في الدُّعَاءِ: حَيّاكُمُ الله، وشَاعَكُمُ السَّلامُ، كمالَ عَلَيْكُم السَّلامُ، هكَذا في النُّسَخِ، وفيه سَقْطٌ، والصَّوابُ: «كما يُقَالُ: عَلَيْكُم السَّلام» قال الشّاعِرُ:
أَلا يا نَخْلَةً مِنْ ذاتِ عِرْقٍ *** بَرُودَ الظِّلِّ شاعَكُمُ السَّلامُ
وهذا إِنَّمَا يَقُولُه الرَّجُلُ لأَصْحَابِهِ إِذا أَرَاد أَنْ يُفارِقَهُم، كما قال قَيْسُ بنُ زُهَيْرٍ لَما اصْطَلح القوْمُ: يا بَنِي عَبْسٍ، شاعَكُم السَّلامُ، فلا نَظرْتُ في وَجْهِ ذُبْيانِيَّةٍ قتَلْتُ أَباها أَو أَخاها، وسارَ إِلى ناحِيَةِ عُمَانَ، وهُناك عَقِبُه ووَلَدُه، كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ. أَو شاعَكُم السَّلامُ: تَبِعَكُم، نَقلَه الصّاغَانِيُّ، أَو شاعَكُم: لا فَارَقَكُم، وهو قَرِيبٌ من قَوْلِ ثَعْلَبٍ: أَي صَحِبَكُمْ وشَيَّعَكُم. ومنه قَوْلُهُم: شاعَكَ الخيْرُ؛ أَي لا فارَقكَ، قال لَبِيدٌ ـ رَضِي الله عنه ـ:
فَشَاعَهُمُ حَمْدٌ وزَانتْ قُبُورَهُمْ *** أَسِرَّةُ رَيْحَانٍ بقَاعٍ مُنَوِّرِ
أَو شاعَكُم: مَلأَكُمُ السَّلامُ يَشَاعُكُم شيْعًا، وهذَا نَقَلَه يُونُسُ. ويُقَال: شاعَكُمُ الله بالسلامِ، كما فِي الأَسَاسِ.
والمَعْنَى وَاحِدٌ، ويُقَال: أَشاعَكُمُ السّلامُ وأَشاعَكُمْ به: أَتْبَعَكُم؛ أَي عَمَّكُم وجَعَلَه صاحِبًا لَكُم وتَابِعًا. وقال ثَعْلَبٌ: مَعْنَى أَشاعَكُم السلامَ: أَصْحَبَكُم إِيّاهُ، وليس ذلِك بقَوِيٍّ.
وِالشّاعُ: بَوْلُ الجَمَلِ الهائجِ فهو يُقَطِّعُه إِذا هاجَ، نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ، وأَنْشدَ:
وِلَقَدْ رَمَى بالشّاعِ عنْدَ مُناخِهِ *** وِرَغَا وهَدَّرَ أَيَّمَا تَهْدِيرِ
أَو المُنْتَشِرُ من بَوْلِ الناقَةِ إِذا ضَرَبَهَا الفَحْلُ شَاعٌ أَيْضًا، نَقَله الأَصْمَعِيُّ كذلِك، وأَنْشَدَ:
يُقطِّعْنَ لِلْإِبْساسِ شَاعًا كأَنَّه *** جَدَايَا على الأَنْسَاءِ منها بَصَائرُ
وِقد أَشاعَتْ به إِشاعَةً، إِذا رَمَتْه رَمْيًا، وأَرْسَلَتْه مُتفَرِّقًا وقطَّعَتْهُ، مثلُ أَوْزغتْ ببَوْلِها، وأَزْغَلَتْ، ولا يَكُون ذلِكَ إلّا إِذَا ضَرَبَهَا الفَحْلُ، ولا تَكُونُ الإِشاعَةُ إِلّا في الإِبِلِ.
وِالشَّاعَةُ: الزَّوْجَةُ؛ لمُشايَعَتِهَا الزَّوْجَ ومتابَعَتِها، قالَهُ شَمِرٌ، ومنهالحَدِيثُ: أَنّه قَالَ لعَكّافِ بنِ وَدَاعَةَ الهِلالِيِّ ـ رضِيَ الله عنه ـ: «أَلَكَ شاعَةٌ» كما في العُبَابِ.
قلتُ: وَوَرَدَ أَيْضًا أَنَّ سَيْفَ بنَ ذِي يَزَن قالَ لعَبْدِ المُطَّلِب: «هَلْ لَكَ مِنْ شاعَةٍ؟» أَي زَوْجَةٍ.
وِالشّاعَةُ: الأَخْبَارُ المُنْتَشِرَةُ، عن ابْنِ الأَعْرَابيِّ.
وِالشِّيَاع، ككِتابِ، هكذَا في نُسَخ الصّحاح، ووُجِدَ بخَطِّ أَبِي زَكَرِيَّا: المِشْيَاعُ، كمِحْرَاب: دِقُّ الحَطَبِ تُشَيَّعُ به النّارُ؛ أَي تُوقَدُ، وقد يُفْتَحُ، والكَسْرُ أَفْصَح، كما يُقَال: شِبَابٌ للنَّار، وجِلَاءٌ للْعَيْنِ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ، وهو مَجَاز.
وِفي حَدِيثِ عليٍّ رضي الله عنه: «أُمِرْنَا بكَسْرِ الكُوبَةِ والكِنّارَةِ والشِّيَاع» قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشِّيَاع: مِزْمَارُ الرّاعِي، ومِنْهُ قولُ مَرْيَمَ ـ عليهاالسلام ـ: «اللهُمَّ سُقْهُ بلا شِيَاعٍ» تعْنِي الجَرَادَ؛ أَي بلا زَمَّارَةِ راعٍ. وفي الأَساسِ: هو مِنْفاخُ الرّاعِي، سُمِّيَ به لأَنَّه يَصِيحُ بِهَا على الإِبِل فتَجْتَمِعُ.
أَو الشِّيَاعُ: صَوْتُه، وهذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ:
حَنِينَ النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ
وهو قولُ قَيْسِ بنِ ذَرِيح، وصَدْرُه:
إِذا ما تُذْكَرِينَ يَحِنُّ قَلْبِي
وروَى أَبو مُحَمَّدٍ الباهِلِيُّ: «حَنِينَ العَوْدِ».
وِالشِّيَاعُ: الدُّعاةُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ، وهي جَمْعُ دَاعٍ، ووَقَعَ في التَّكْمِلَةِ: الشِّيَاعُ: الدُّعَاءُ.
وِقال أَبُو سَعِيدٍ: يُقَال: هُمْ شُيَعَاءُ فيها، كفُقَهَاءَ؛ أَي كُلُّ وَاحِدٍ منهم شَيِّعٌ لصاحِبِهِ، كَكَيِّسٍ، وكذا هذِه الدّارُ شَيِّعَةٌ بَيْنَهُم؛ أَي مُشَاعَةٌ.
وِالمَشِيعُ، كمَكِيلٍ: الحَقُودُ المَمْلُوءُ لُؤْمًا، قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: سَمِعْتُ أَبا المَكَارِمِ يَذُمُّ رَجُلًا يَقُولُ: هُوَ خَبٌّ مَشِيعٌ. أَرادَ أَنَّهُ مِثْلُ الضَّبِّ الحَقُودِ، ولا يُنْتَفَعُ به، من قَوْلك: شِعْتُه أَشِيعُه، إِذا مَلَأته، وهو مَجَازٌ.
وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: المِشْيَعَةُ، كمِكْنَسَةٍ: قُفَّةٌ للمَرْأَةِ، لِقُطْنِهَا ونَحْوِهِ كما في العُبَابِ واللِّسَانِ، سُمِّيَتْ [بذلِكَ] لأَنَّهَا تَصْحَبُها وتَتْبَعُها.
وِالشَّيُوعُ، كصَبُور، الوَقُودُ والثَّقُوبُ. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هو الضِّرامُ من الحَطَبِ، وهو مادَقَّ من النَّبَاتِ فأَسْرَعَتْ فِيهِ النّارُ الضَّعِيفَةُ حَتّى تَقْوَى على الجَزْلِ، تَقُول: أَعْطِني شَيُوعًا وثَقُوبًا. انْتَهَى؛ أَي كما تَقُول: أَعْطِني شِياعًا وشِبابًا، كما قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، ولو ذَكَرَه عند الشِّيَاع كانَ أَوْلَى وأَجْمَعَ، وأَجْرَى عَلَى قاعِدَتِهِ.
وِقال أَبو حَنِيفَة: الشَّيْعَة: بالفَتْحِ، وإِنَّمَا ضبَطَه لِئَلّا يُظَنَّ أَنَّهُ بتَشْدِيدِ التَّحْتِيَّةِ، فليسَ قولُه: «بالفَتْحِ» مُسْتَدْرَكًا: شَجَرَةٌ دُونَ القامَةِ، لها قُضْبَانٌ فِيها عُقَدٌ ونوْرٌ أَحْمَرُ مُظْلِمٌ صغيرٌ، أَصْغَر من اليَاسمِينة، تَجْرُسُها النَّحْلُ، ويَأْكُلُ النّاسُ قدّاحَها، يَتَصَحَّحُون به، ولهُ حَرَارَةٌ في الفَمِ، وعَسَلُها طَيِّبُ الرّائِحَة صافٍ شديد الصَّفاءِ، هكذا في العُبَابِ، وفي التَّكْمِلَةِ: شَدِيدُ الصُّفارِ، بالرّاءِ، فلْيُنْظَرْ وتُعَبَّقُ بها الثِّيَابُ، هكذا في العُبَابِ، زادَ في التكْمِلة فتَطِيبُ، والضَّمِيرُ إلى الشَّجَرَةِ، ونصُّ كِتَابِ النَّبَاتِ: به؛ أَي بنوْرِهَا، وهو الصَّوَابُ. قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ: وَجَدْنا في نُسْخَةٍ من كِتَابِ النَّبَاتِ مَوْثُوقٍ بها: تُعْبَقُ، بضَمِّ التاءِ وتَخْفِيفِ الباءِ، وفي نُسْخَة أُخْرَى: تُعَبَّقُ، بتَشْدِيد الباءِ.
زادَ في العُبابِ: وهي مَرْعًى، ومَنَابِتُهَا القِيعانُ، وقُرْبَ الزَّرْعِ.
وِأَشاعَ بالإِبِلِ: أَهابَ بِهَا؛ أَي صاحَ بِهَا، ودَعَاها إِذا اسْتأْخَرَ بَعْضُها. قال الزَّمَخْشَرِيُّ: ومنه سُسمِّيَ مِنْفَاخُ الرّاعِي شِيَاعًا، وقالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ النَحْلَ:
إِذا لَمْ تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْيًا تَطَوَّقَتْ *** شَمَارِيخَ لم يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشِيعُ
أَي: لم يُصَوِّتْ بهِنَّ مُصَوِّتٌ.
وِأَشاعَتِ النَّاقَةُ بِبَوْلِها، وكذا شَاعَتْ، كما في الأَساسِ: رَمَتْ به متَفَرِّقًا وقَطَّعَتْهُ، وهذا قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ قَرِيبًا، فهو تَكْرارٌ، وكذلِكَ: أَشاعَ الجَمَلُ، ففي عِبَارَةِ المُصَنِّفِ مع التَّكْرَارِ قُصُورٌ لا يَخْفَى، وقد سَبَقَ أَنّ الإِشَاعَةَ لا تَكُونُ إِلّا للإِبِلِ.
وَرَجُلٌ مِشْيَاعٌ، كمِذْيَاع زِنَةً ومَعْنًى؛ أَي يُذِيعُ السِّرَّ، ويُشِيعُه ولا يَكْتُمُه.
وِشَيَّعَ بالإِبِلِ: أَشاءَ بِها، هكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ، ومثلُه في نُسَخ العُبَاب، وصَوَابُه: أَشاعَ بها، أَي: صاح بِهَا، كما في الأَساسِ واللِّسَانِ.
وِشَيَّعَ فُلانًا عِنْدَ رَحِيلهِ: خَرَج مَعَه، لِيُودِّعَهُ ويبلِّغَه مَنْزِلَه، قالَهُ اللَّيْثُ، وقِيلَ: هو أَنْ يَخْرُجَ مَعَه يُرِيدُ صُحْبَتَه وإِينَاسَه إِلى مَوْضِعٍ ما. ومن المَجَازِ: شَيَّعَ شَهْرَ رَمَضَانَ، إِذا صامَ بَعْدَهُ سِتَّةَ أَيّامٍ من شَوَّال؛ أَي أَتْبَعَهُ بها.
وِشَيَّعَهُ بالنارِ: أَحْرَقَه، وقيلَ: كُلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُيِّعَ.
وِمن المَجَازِ: شَيَّعَ فُلَانًا، إِذا شَجَّعَه وجَرَّأَهُ، يُقَالُ: فلانٌ يُشَيِّعُه عَلَى ذلِكَ، أَي: يُقَوِّيهِ، ومنه تَشْيِيعُ النَّارِ بإِلْقَاءِ الحَطَبِ عليها يُقَوِّيها، قال كُثَيِّرٌ:
فيَا قَلْبُ كُنْ عَنْهَا صَبُورًا فإِنَّهَا *** يُشَيِّعُهَا بالصَّبْرِ قَلْبٌ مُشَيَّعُ
وِشَيَّعَ الرّاعِي، إِذا نَفَخَ في اليَرَاعِ، وهي القَصَبَةُ. قالهُ اللَّيْثُ.
وِقال ابنُ السِّكِّيتِ: شَيَّعَ النّارَ: أَلْقَى عَلَيْهَا حَطَبًا يُذْكِيها بِهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قال كُثَيِّرٌ:
وِأَعْرَضَ مِن رَضْوَى مَعَ اللَّيْلِ دُونهَا *** هِضَابٌ تَرُدُّ العَيْنَ عَمَّنْ يُشَيِّعُ
وِمِن المَجَازِ: المُشَيَّعُ، كمُعَظَّمٍ: الشُّجَاعُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومِنْهُم مَنْ خَصَّ فقالَ: مِن الرِّجَالِ، سُمِّيَ به لأَنَّ قَلْبَه لا يَخْذُلُه، كَأَنَّه يُشَيِّعُه، أَو كَأَنَّهُ شُيِّعَ بغَيْره، أَو بِقُوَّةِ قَلْبِه، وفي الأَسَاسِ: وقَدْ شُيِّعَ قَلْبُه بما يَرْكَبُ به كُلَّ هَوْلٍ. وفي اللِّسَانِ: قد شيَّعَتْه نَفْسُه عَلى ذلِكَ، وشَايَعَتْهُ وشَجَّعَتْه، قال رُؤْبَةُ:
وِقَدْ أَشُجُّ الصَّحْصَحَانَ البَلْقَعا *** فأَذْعَرُ الوَحْش وأَطْوِي المَسْبَعَا
في الوَفْدِ مَعْرُوفَ السَّنَا مُشيَّعَا
وِمِنَ المَجَازِ: المُشَيَّعُ: العَجُولُ، نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ وابن عَبّادٍ.
وِفي الحَدِيثِ: «نَهَى صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّمَ عن المُشَيَّعَةِ في الأَضَاحِي» تُرْوَى بالفَتْح؛ أَي الَّتِي تَحْتَاجُ إِلى مَنْ يُشَيِّعُهَا أَي يَسُوقُهَا، لِتَأَخُّرِها عن الغَنَم، حَتّى يُتْبِعهَا الغَنَمَ؛ لِضَعْفِها وعَجَفِها، فهي لا تَقْدِرُ عَلَى اللُّحُوقِ بِهِمْ إِلّا بالسَّوْقِ، وتُرْوَى بالكَسْرِ أَيْضًا وهي الَّتِي لا تَزالُ تُشَيِّعُ الغنَمَ؛ أَي تَتْبَعُهَا؛ لِعَجَفِهَا؛ أَي لا تَلْحَقُها، فهي أَبَدًا تَمْشِي وَرَاءَها.
وِيُقَالُ؛ شَايَعَهُ، كما يُقَال: وَالاهُ، من الوَلْيِ. كما في الصّحاحِ.
وِشَايَعَ بِإِبِلِهِ: صَاحَ وَدَعَاهَا إِذا اسْتَأْخَرَ بَعْضُهَا.
وِشايَعَ فُلانًا، إِذا تَابَعَهُ على أَمْرٍ أَو رَأْي وقَوَّاهُ، ومنه حَدِيثُ صَفْوَانَ: «أَرَى مَوْضِع الشَّهَادَةِ لو تُشَايِعُنِي نَفْسِي» أَي تُتابِعُنِي، وأَصْلُ المُشَايَعَة: المُتَابَعَةُ والمُطَاوَعَةُ.
وِالمُشَايعُ: اللَّاحِقُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قال لَبيدٌ رضي الله عنه:
تُبَكِّي على إِثْرِ الشَّبَابِ الّذِي مَضى *** أَلَا إِنَّ إِخْوَانَ الشَّبَابِ الرَّعارِعُ
أَتَجْزَعُ مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى *** وِأَيُّ كَرِيمٍ لَمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ
وِما المالُ والأَهْلُونَ إِلّا وَدِيعَةٌ *** وِلا بُدَّ يَوْمًا أَنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ
فيَمْضُون أَرْسالًا ونَخْلُفُ بَعْدَهُم *** كما ضَمَّ أُخْرَى التالِيَاتِ المُشَايِعُ
هكَذا فَسَّرَه أَبُو عُبَيْدٍ.
وِتَشَيَّع الرَّجُلُ، إِذا ادَّعَى دَعْوَى الشِّيعَة، كما في الصّحاحِ والعُبَابِ، أَو صار شِيعِيًّا، كما يُقالُ: تَحَنَّف، وتشفَّعَ.
وِقال أَبو سَعِيدٍ: هُمَا مُتَشايِعَانِ في دارٍ أَو أَرْض ومُتَشَاعانِ هكَذَا في النُّسَخِ، وصَوابُه: مُشْتاعانِ؛ أَي شَرِيكانِ فِيها، وهم شُيَعَاءُ فيها، وكُلُّ وَاحِدٍ منهم شَيِّعٌ لصَاحِبِه، وقد تقَدَّم.
وِأَبُو بَكْرٍ مُحَمّدُ بنُ مَنْصُورٍ الشِّيعِيُّ، بالكسر، من شِيعَةِ المَنْصُورِ، مُحَدِّثٌ رَوَى عن نَصْرِ بنِ عَلِيٍّ الجَهْضَمِيِّ، وعنه أَبو حَفْصٍ الكَتّانِيُّ.
وِيُقَالُ: هُوَ شِيعُ نِسَاءٍ، بالكسر؛ أَي يُشَيِّعُهُنَّ؛ أَي يَتْبَعُهُنَّ ويُخَالِطُهُنَّ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
وِتَشَايَعَ القَوْمُ: صارُوا شِيَعًا.
وِالشِّيَاعُ، بالكَسْرِ: المُتَابَعَةُ، كالتَّشَيُّعِ.
وِشَيَّعَهُ على رَأْيِه: تابَعَه وقَوَّاه، وشَيَّعَتْه نفْسُه وشايَعَتْهُ: تَبِعَتْهُ وشَجَّعَتْه، قال عَنْتَرَةُ:
ذُلُلٌ رِكَابِي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعِي *** لُبِّي، وأَحفِزُه برَأْيٍ مُبْرَمِ
وِشَايَعَه عِنْدَ الرَّحِيلِ: شَيَّعَه.
ويُقَال: ما تُشَايِعُنِي رِجْلِي ولا سَاقِي؛ أَي لا تَتْبَعُنِي ولا تُعِينُنِي عَلَى المَشْيِ، وأَنْشَدَ شَمِرٌ:
وِأَدْماءَ تَحْبُو ما يُشايِعُ سَاقُها *** لَدَى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ
يقول: قد عُقِرَتْ، فهي تَحْبُو لا تَمْشِي، والضّارِي الَّذِي قد ضَرِيَ من الضَّرْبِ به.
وِتَشَيَّعَ في الشَّيْءِ: اسْتَهْلَكَ في هَواهُ.
وِشاعَ الشَّيْبُ شَيْعًا وشِياعًا وشَيَعَانًا وشُيُوعًا وشَيْعُوعَةً ومَشِيعًا: ظَهَرَ وتَفَرَّقَ. وشاعَ فيه الشَّيْبُ، ـ والمَصْدَرُ ما تَقَدَّم ـ وتَشَيَّعَه، كِلاهُمَا: اسْتَطَارَ، وهو مَجازٌ.
وِأَشاعَ ذِكْرَ الشَّيْءِ: أَطارَهُ.
وِأَشَعْتُ المالَ بَيْنَ القَوْم، والقِدْرَ في الحَيِّ، إِذا فَرَّقْتَه فيهم، نَقَلَه أَبو عُبَيْدٍ.
وكلُّ شَيْءٍ يَكُونُ به تَمَامُ الشَّيْءِ أَو زِيادَتُهُ فهو شائِعٌ له.
وِشَيَّعَه تَشْيِيعًا: أَرْسَلَه وأَتْبَعَه. وشاعَ الصَّدْعُ في الزُّجَاجَةِ: اسْتَطار وافْتَرَقَ، عن ثَعْلَبٍ.
وجاءَت الخيْلُ شَوَائِعَ، وشَوَاعِيَ، عَلَى القَلْبِ، أَي مُتفرِّقةً، قال الأَجْدَعُ بنُ مَالِكِ بنِ مَسْرُوقِ بنِ الأَجْدَعِ:
وِكَأَنَّ صَرْعَاهَا قِدَاحُ مقَامِرٍ *** ضُرِبَتْ على شَزَنٍ فهُنَّ شَوَاعِي
وِشاعَت القَطْرَةُ من اللَّبَنِ في الماءِ، وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَتْ، وكذا شَيَّعَ فيه، أَي: تَفَرَّقَ فيه.
وِاشْتاعَتِ النّاقَةُ بِبَوْلِها، كأَشاعَتْ: وِأَشاعَتْ: خَدَجَتْ.
وفي الحَدِيثِ: «الشِّيَاعُ حَرَامٌ» قال ابنُ الأَثِيرِ: كذا رَوَاهُ بعضُهم، وفَسَّرَه بالمُفَاخَرَةِ بكَثْرَةِ الجِمَاع، وقال أَبو عَمْرٍو: إِنّه تَصْحِيفٌ، وهو بالسِّينِ المُهْمَلَةِ والباءِ المُوَحَّدَةِ، كما تَقَدَّم، قال: وإِنْ كان مَحْفُوظًا فلعَلّه من تَسْمِيَةِ الزَّوْجَة شاعَةً.
وبَنَاتُ مُشَيِّعٍ: قُرًى مَعْرُوفَةٌ، قالَ الأَعْشَى:
من خَمْرِ بَابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزَاجِها *** أَو خَمْرِ عَانَةَ أَو بَنَاتِ مُشَيِّعا
ويُقَالُ: هذَا شَيْعُ هذَا: للَّذِي وُلِدَ بَعْدَه ولم يُولَدْ بَيْنَهُما، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ في «ش وع» وقَلَّدَه المُصَنِّفُ، وما يُغْنِي عن ذِكْرِه هُنَا.
وتَشَايَعَتِ الإِبِلُ: تَفَرَّقَتْ.
وِشَايَع بِهِم الدَّلِيلُ، فأَبْصَرُوا الهُدَى؛ أَي نادَى بِهِم.
وِشَيَّعَ هذَا بهذَا: قَوّاهُ به.
وِتَشَيَّعَهُ الغَضَبُ: اسْتَخَفَّه وضَرَّمَه، كما تُشَيَّعُ النّارُ، وهو مَجَازٌ.
والحَسَنُ بنُ عَمْرٍو المَرْوَزِيُّ، وإِسماعيلُ بن يُونُسَ الشِّيعِيّانِ، بالكَسْرِ ـ إِلى شِيعَةِ المَنْصُور ـ الأَوّلُ رَوَى عن مُسْلِمِ بنِ مُقَاتِلٍ المَكِّيّ، والثّانِي شَيْخٌ للدَّارَقُطْنِيّ.
ومُحَمّدُ بنُ عِيسَى الشِّيَعِيُّ، بفتحِ اليَاءِ: شيخٌ للحاكِمِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
39-تاج العروس (جذل)
[جذل]: الجِذْلُ بالكسرِ أَصْلُ الشَّجَرَةِ وغيرِها بعد ذَهابَ الفَرْعِ الجمع: أَجْذالٌ وجِذالٌ بالكسرِ وجُذُول وجُذولَةٌ وهذه جَمْعُ المَفْتوحِ كصَقْر وصُقُورةٍ أو الجِذْلُ: ما عَظُم من أُصولِ الشَّجَرِ وما على مِثالِ شَماريخ النَّخْلِ من العيدانِ ومنه الحديثُ: «يُبْصرُ أَحَدُكم القَذَى في عينِ أَخِيه ويَدَع الجِذْل في عَيْنِه» ويُرْوَى الجِذْعَ ويُفْتَحُ فيهنَّ.والجِذْلُ: جانبُ النَّعْل وأَيْضًا رأْسُ الجَبَلِ وما بَرَزَ منه وظَهَرَ الجمع: أَجْذَالٌ والجِذْلُ مِنَ المالِ القَليلُ منه كأَنّه الأَصْلُ منه.
والجِذْلُ: عودٌ يُنْصَبُ للجَرْبَى من الإِبِلِ لتَحْتَكَّ به ومنه حدِيثُ الحُبَّابِ بنِ المُنْذرِ رَضِيَ الله تعالى عنه يَوْمَ سَقِيفَةِ بنِي ساعِدَة: أَنَا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرَجَّبُ وهو تَصغيرُ تَعْظِيمٍ يقولُ: أَنا ممَّن يُسْتَشْفَى بِرَأْيي كما تَسْتَشْفِي الإِبِلُ الجَرْبَي بالإحْتِكاكِ بهذا العُودِ من جَرَبِها وجَذَلَ جُذولًا انْتَصَبَ وثَبَتَ كجذل الشَّجَرَةَ.
وجَذِلَ كفَرِحَ فَرِحَ فهو جَذِلٌ ككَتِفٍ وجَذْلانٌ قال حضْرميُّ بنُ عامِرٍ:
يقول جزء ولم يقل جللا *** اني تروّحت عاجلًا جذلا
وقال ذو الرُّمَّةِ يصِفُ ثورًا:
ولي يهذ انهزامًا وسطها زعلا *** جذلان قد أفرخَتْ عن روعه الكربُ
من قومٍ جُذْلانٍ بالضمِ وقد جاءَ في الشِعْرِ جاذِلٌ ضَرُورة قالَ لَبِيدٌ رَضِيَ الله تعالى عنه:
وَعانٍ فَكَكْناهُ بِغَيْرِ سُوامِهِ فأَصْبَحَ يَمْشِي في المَحَلَّة جاذِلا
قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. وقد أَجْذَلَهُ أَفْرَحَه فاجْتَذَلَ ابْتَهَجَ.
وسِقاءٌ جاذِلٌ غَيَّرَ طَعْمَ اللَّبَنِ ويقالُ: إنْه جِذْلُ رِهانٍ بالكسرِ أي صاحِبُهُ وهو جِذْلُ مالٍ أي رَفيقٌ بِسياسَتِه والقِيامِ بأُمورِهِ وهو مجازٌ شُبِّه بالجِذْلِ المُنْتَصبِ.
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: التَّجاذُلُ في الحربِ المُضاغَنَةُ والمُعاداةُ وقد تَجَاذَلُوا ومِثْلُه في الأَسَاسِ.
وكَرْمَةٌ جَذِلَةٌ كفَرِحَةٍ نَبَتَتْ وجَعُدَتْ عِيدَانُها من العَطشِ.
وجِذْلُ الطِّعانِ بالكسرِ لَقَبُ عَلْقَمَةَ بنِ فِراسٍ بنِ غَنْمٍ مِن مَشاهيرِ العَرَبِ
* وممَّا يُسْتَدرَكُ عليه:
قال اللَّيْثُ: جُذِلَت الدُّرُوعُ أُحْكِمَت. وقالَ الصَّاغَانيُّ: هو تَصْحِيفٌ والصَّوابُ بالدَّالِ المُهْملةِ.
وجُذَيْلٌ كَزُبَيْرٍ اسمُ رَاعٍ قالَ أَبُو محمَّدٍ الفَقْعَسِيُّ.
لاقَتْ على الماءِ جُذَيْلًا واطِدا
وقيلَ: بلْ أَرَادَ به مصغَّرَ جِذْل للقَائِمِ بأُمُورِ الإِبِلِ شَبَّهَه بالجِذْلِ المُنْتَصبِ ونَفْسُه جَذْلاء بذلِكَ فَرِحَةٌ.
وعادَ إلى جِذْلِه أي أَصْله.
وجذل الحرباءُ واسْتَجْذَل انْتَصَبَ. وباتَ جاذِلًا على ظَهْرِ دابَّتِه، وباتَ يَسْتَجْذِلُ على ظَهْرِها نامَ مُنْتَصِبًا لا يَضْطَربُ وهو مجازٌ.
وجذِلُوا في الحربِ مِثْل تَجَاذَلُوا كما في الأَسَاسِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
40-المصباح المنير (ءبر)
أَبَرْت النَّخْلَ أَبْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ لَقَّحْته وَأَبَّرْتُهُ تَأْبِيرًا مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَالْأَبُورُ وِزَانُ رَسُولٍ مَا يُؤَبَّرُ بِهِ وَالْإِبَارُ وِزَانُ كِتَابٍ النَّخْلَةُ الَّتِي يُؤَبَّرُ بِطَلْعِهَا وَقِيلَ الْإِبَارُ أَيْضًا مَصْدَرٌ كَالْقِيَامِ وَالصِّيَامِ وَتَأَبَّرَ النَّخْلُ قَبْلَ أَنْ يُؤَبَّرَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيّ فِي كِتَابِ النَّخْلَةِ إذَا انْشَقَّ الْكَافُورُ قِيلَ شَقَّقَ النَّخْلُ وَهُوَ حِينَ يُؤَبَّرُ بِالذَّكَرِ فَيُؤْتَى بِشَمَارِيخِهِ فَتُنْفَضُ فَيَطِيرُ غُبَارُهَا وَهُوَ طَحِينُ شَمَارِيخِ الْفُحَّالِ إلَى شَمَارِيخِ الْأُنْثَى وَذَلِكَ هُوَ التَّلْقِيحُ وَالْإِبْرَةُ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ الْمَخِيطُ وَالْخِيَاطُ أَيْضًا وَالْجَمْعُ إبَرٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ.المصباح المنير-أبوالعباس الفيومي-توفي: 770هـ/1369م
41-المصباح المنير (شمرخ)
وَالشِّمْرَاخُ مَا يَكُونُ فِيهِ الرُّطَبُ وَالشُّمْرُوخُ وِزَانُ عُصْفُورٍ لُغَةٌ فِيهِ وَالْجَمْعُ فِيهِمَا شَمَارِيخُ وَمِثْلُهُ عِثْكَالٌ وَعُثْكُولٌ وَعِنْقَادٌ وَعُنْقُودٌ.المصباح المنير-أبوالعباس الفيومي-توفي: 770هـ/1369م
42-المصباح المنير (ضغث)
ضَغَثْتُ الشَّيْءَ ضَغْثًا مِنْ بَابِ نَفَعَ جَمَعْتُهُ وَمِنْهُ الضِّغْثُ وَهُوَ قَبْضَةُ حَشِيشٍ مُخْتَلِطٌ رَطْبُهَا بِيَابِسِهَا وَيُقَالُ مِلْءُ الْكَفِّ مِنْ قُضْبَانٍ أَوْ حَشِيشٍ أَوْ شَمَارِيخَ.وَفِي التَّنْزِيلِ {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ} [ص: 44] قِيلَ كَانَ حُزْمَةً مِنْ أَسَلٍ فِيهَا مِائَةُ عُودٍ وَهُوَ قُضْبَانٌ دِقَاقٌ لَا وَرَقَ لَهَا يُعْمَلُ مِنْهُ الْحُصُرُ يُقَالُ إنَّهُ حَلَفَ إنْ عَافَاهُ اللَّهُ لِيَجْلِدَنَّهَا مِائَةَ جَلْدَةٍ فَرَخَّصَ اللَّهُ لَهُ فِي ذَلِكَ تَحِلَّةً لِيَمِينِهِ وَرِفْقًا بِهَا لِأَنَّهَا لَمْ تَقْصِدْ مَعْصِيَةً وَالْأَصْلُ فِي الضِّغْثِ أَنْ يَكُونَ لَهُ قُضْبَانٌ يَجْمَعُهَا أَصْلٌ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِيمَا يُجْمَعُ.
وَأَضْغَاثُ أَحْلَامٍ أَخْلَاطُ مَنَامَاتٍ وَاحِدُهَا ضِغْثُ حُلْمٍ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يُشْبِهُ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ وَلَيْسَ بِهَا.
المصباح المنير-أبوالعباس الفيومي-توفي: 770هـ/1369م
43-لسان العرب (ضرج)
ضرج: ضَرَجَ الثوبَ وغيرَه: لَطَخه بِالدَّمِ ونحوِه مِنَ الحُمْرة، وَقَدْ يَكُونُ بالصُّفرة؛ قَالَ يَصِفُ السَّراب عَلَى وَجْهِ الأَرض:فِي قَرْقَرٍ بِلُعاب الشَّمْسِ مَضْرُوج
يَعْنِي السَّرَابَ.
وضَرَّجَه فَتَضَرَّج، وثوبٌ ضَرِج وإِضْرِيج: مُتَضَرِّج بِالْحُمْرَةِ أَو الصُّفرة؛ وَقِيلَ: الإِضْريجُ صِبغ أَحمر، وثوبٌ مُضَرَّج، مِنْ هَذَا؛ وَقِيلَ: لَا يَكُونُ الإِضْريجُ إِلَّا مِنْ خَزٍّ.
وتَضَرَّج بالدَّم أَي تَلَطَّخ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «مَرَّ بِي جَعْفَرٌ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مضَرَّج الْجَنَاحَيْنِ بِالدَّمِ»أَي مُلَطَّخًا.
وَكُلُّ شَيْءٍ تَلَطَّخ بِشَيْءٍ، بِدَمٍ أَو غَيْرِهِ، فَقَدْ تَضَرَّج؛ وَقَدْ ضُرِّجَتْ أَثوابه بِدَمِ النَّجيع.
وَيُقَالُ: ضَرَّج أَنْفَه بِدَمٍ إِذا أَدْماه؛ قَالَ مُهَلْهِل:
لَوْ بِأَبانَيْنِ جَاءَ يَخْطُبُها، ***ضُرِّجَ مَا أَنْفُ خاطبٍ بدَمِ
وَفِي كِتَابِهِ لِوائِلٍ: وضَرَّجُوه بالأَضامِيم أَي دَمّوه بالضَّرْب.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الإِضْريجُ الخَزُّ الأَحمر؛ وأَنشد:
وأَكْسِيةُ الإِضْريجِ فَوْقَ المَشاجِبِ
يَعْنِي أَكْسِيةَ خَزٍّ حُمْرًا؛ وَقِيلَ: هُوَ الْخَزُّ الأَصفر؛ وَقِيلَ: هُوَ كِسَاءٌ يُتخذ مِنْ جَيّد المِرْعِزَّى.
اللَّيثُ: الإِضريجُ الأَكسية تُتَّخَذُ مِنَ المِرْعِزَّى مِنْ أَجوده.
والإِضْريجُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكسية أَصفر.
وضَرَجَ الشيءَ ضَرْجًا فانْضَرَج، وضَرَّجه فتَضَرَّج: شقَّه.
والضَّرْج: الشَّقُّ؛ قَالَ ذُو الرُّمة يَصِفُ نِسَاءً:
ضَرَجْنَ البُرُودَ عَنْ تَرائب حُرَّةٍ أَي شَقَقْنَ، وَيُرْوَى بِالْحَاءِ أَي أَلقين.
وَفِي حَدِيثِ المرأَة: «صَاحِبَةِ المَزادَتَيْن تَكاد تَتَضَرَّجُ مِنَ المِلْءِ»أَي تنشقُّ.
وتَضَرَّج الثوبُ: انشقَّ؛ وَقَالَ هِمْيَانٌ يَصِفُ أَنياب الفَحل:
أَوْسَعْنَ مِنْ أَنيابه المَضارِجِ والمَضَارِج: المَشاقُّ.
وتَضَرَّج الثَّوْبُ إِذا تَشَقَّقَ.
وضَرَّجْت الثَّوْبَ تَضْريجًا إِذا صَبَغْته بالحرة، وَهُوَ دُونَ المُشْبَع وَفَوْقَ المُوَرَّدِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «وعَلَيَّ رَيْطَة مُضَرَّجَة»أَي لَيْسَ صِبْغها بالمُشْبَع.
والمَضارِجُ: الثِّيَابُ الخُلْقان تُبْتَذَلُ مِثْلَ المَعاوِز؛ قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ: واحدُها مِضْرَج.
وعينٌ مَضْرُوجة: وَاسِعَةُ الشَّقِّ نَجْلاء؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَبَسَّمْنَ عَنْ نَوْرِ الأَقاحِيِّ فِي الثَّرَى، ***وفَتَّرْنَ عَنْ أَبصارِ مَضْرُوجَةٍ نُجْلِ
وانْضَرَجَت لَنَا الطَّرِيقُ: اتَّسَعت.
والانْضِراج: الاتِّساع؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَمَرْتُ لَهُ بِرَاحِلةٍ وبُرْدٍ ***كَريمٍ، فِي حَواشِيه انْضِرَاجُ
وانْضَرَج مَا بَيْنَ الْقَوْمِ: تَباعد مَا بَيْنَهُمْ.
وانْضَرَج الشَّجَرُ: انشقَّت عُيونُ ورَقِه وبَدَتْ أَطْرَافُهُ.
وتَضَرَّجَتْ عَنِ البَقْل لَفائِفُه إِذا انْفَتَحَتْ، وإِذا بَدَتْ ثِمَارُ البُقول مِنْ أَكْمامِها، قِيلَ: انْضَرَجَتْ عَنْهَا لفائفُها أَي انْفتحتْ.
والانْضِراج: الانْشقاق؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مِمَّا تَعالَتْ مِنَ البُهْمَى ذَوَائِبُها ***بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عَنْهُ الأَكامِيمُ
تَعالَت: ارْتَفَعَتْ.
وذَوائبها: سَفاها.
والأَكامِيم جَمْعُ أَكْمام، وأَكْمام جَمْعُ كِمٍّ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الزَّهْرُ.
وضَرَجَ النَّارَ يَضْرِجها: فَتَحَ لَهَا عَيْنًا؛ رَوَاهُ أَبو حَنِيفَةَ.
وانضَرَجَتِ العُقاب: انحطَّت مِنَ الجَوِّ كَاسِرَةً.
وانْضَرَج الْبَازِي عَنِ الصَّيْدِ إِذا انْقَضَّ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
كَتَيْسِ الظِّباء الأَعْفَرِ، انْضَرَجَتْ لَهُ ***عُقابٌ، تَدَلَّتْ مِنْ شَمارِيخ ثَهْلانِ
وَقِيلَ: انْضَرَجَتْ انْبَرَتْ لَهُ؛ وَقِيلَ: أَخَذَتْ فِي شِقٍّ.
أَبو سَعِيدٍ: تَضْريج الْكَلَامِ فِي المَعاذِير هُوَ تَزْوِيقُه وَتَحْسِينُهُ.
وَيُقَالُ: خَيْرُ مَا ضُرِّج بِهِ الصدقُ، وشَرُّ مَا ضُرِّج بِهِ الكذِب.
وَفِي النَّوَادِرِ: أَضْرَجَتِ المرأَة جَيْبَها إِذا أَرْخَتْه.
وضُرِّجتِ الإِبل أَي رَكَضْناها فِي الغَارَة؛ وضَرَجتِ النَّاقَةُ بِجِرَّتِها وجَرَضَتْ.
والإِضْريج: الجَيِّد مِنَ الْخَيْلِ.
أَبو عُبَيْدَةَ: الإِضريج مِنَ الْخَيْلِ الجَواد الْكَثِيرُ العَرَق؛ قَالَ أَبو دُواد:
وَلَقَدْ أَغْتَدِي، يُدافِع رُكْنِي ***أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ، إِضْرِيجُ
وَقَالَ: الإِضْريج الواسِع اللَّبَان؛ وَقِيلَ: الإِضْريجُ الْفَرَسُ الجَواد الشَّدِيدُ العَدْوِ.
وعَدْوٌ ضَرِيجٌ: شَدِيدٌ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
جِرَاءٌ وَشَدٌّ كالحَريق ضَرِيجُ
والضَّرْجَة والضَّرَجَة: ضَرْب مِنَ الطَّيْرِ.
وضَارِج: اسْمُ مَوْضِعٍ مَعْرُوفٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
تَيَمَّمَتِ العَيْنَ الَّتِي عِنْدَ ضارِجٍ، ***يَفِيءُ عَلَيْهَا الظِّلُّ، عَرْمَضُها طَامِي
قَالَ ابْنُ بَرِّي: ذَكَرَ النَّحَّاسُ أَن الرِّوَايَةَ فِي الْبَيْتِ يفيءُ عَلَيْهَا الطَّلْحُ، ورَوَى بإِسناد ذَكَرَهُ أَنه وفَدَ قَوْمٌ مِنَ اليَمَن عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَحيانا اللَّهُ بِبَيْتَيْنِ مِنْ شِعْرِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ حُجْر، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: أَقبلنا نُرِيدُكَ فضَلَلْنا الطَّرِيقَ فَبَقِينَا ثَلاثًا بِغَيْرِ مَاءٍ، فَاسْتَظْلَلْنَا بالطَّلْح والسَّمُرِ، فأَقبل رَاكِبٌ متلثِّم بِعِمَامَةٍ وَتَمَثَّلَ رَجُلٌ بِبَيْتَيْنِ، وَهُمَا:
ولَمَّا رأَتْ أَن الشَّرِيعة هَمُّها، ***وأَنَّ البَياض مِنْ فَرائِصِها دَامي،
تيَمَّمتِ العَين الَّتِي عِنْدَ ضارِج، ***يفيءُ عَلَيْهَا الطَّلْحُ، عَرمَضها طَامِي
فَقَالَ الرَّاكِبُ: مَنْ يَقُولُ هَذَا الشِّعْرَ؟ قَالَ: امْرُؤُ القيس بن حجر، قال: وَاللَّهِ مَا كَذَبَ، هَذَا ضارِج عِنْدَكُمْ، قَالَ: فَجَثَوْنا عَلَى الرُّكَب إِلى مَاءٍ، كَمَا ذكَر، وَعَلَيْهِ العَرْمَض يَفِيءُ عَلَيْهِ الطَّلْح، فشربْنا رِيَّنا، وحملْنا مَا يَكْفِينَا ويُبَلِّغُنا الطَّرِيقَ، فَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَاكَ رَجُلٌ مَذْكُورٌ فِي الدُّنْيَا شَرِيفٌ فِيهَا، منسيٌّ فِي الْآخِرَةِ خَامِلٌ فِيهَا، يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُ لِوَاءُ الشُّعَرَاءِ إِلى النَّارِ؛ وَقَوْلُهُ:
وَلَمَّا رأَتْ أَن الشَّريعة هَمُّها
الشَّريعة: مَوْرِدُ الْمَاءِ الَّذِي تَشْرَع فِيهِ الدَّوابُّ.
وهمُّها: طَلَبُهَا، وَالضَّمِيرُ فِي رأَتْ للحُمُر؛ يُرِيدُ أَن الْحُمُرَ لَمَّا أَرادت شَرِيعة الْمَاءِ وَخَافَتْ عَلَى أَنفسها مِنَ الرُّماة، وأَن تُدْمَى فَرَائِصُهَا مِنْ سِهَامِهِمْ، عَدَلَتْ إِلى ضارِج لِعَدَمِ الرُّماة عَلَى العَيْنِ الَّتِي فِيهِ.
وضارِج: مَوْضِعٌ فِي بِلَادِ بَنِي عَبْس.
والعَرْمَض: الطُّحْلُب.
وطامي: مرتفع.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
44-لسان العرب (ثفد)
ثفد: ابْنُ الأَعرابي: الثَّفافِيدُ سحائبُ بيضٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ.والثَّفافِيدُ: بَطَائِنُ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهَا.
وَقَدْ ثَفَّدَ دِرْعَهُ بِالْحَدِيدِ أَي بَطَّنَهُ؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ وَغَيْرُهُ: تَقُولُ فَثافِيدُ.
غَيْرُهُ: المَثافِدُ والمثافيدُ ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ؛ وَقِيلَ: هِيَ أَشياء خَفِيَّةٌ تُوضَعُ تَحْتَ الشَّيْءِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
يُضِيءُ شَماريخَ قَدْ بُطِّنَتْ ***مَثافِيدَ بِيضًا، ورَيْطًا سِخانَا
وإِنما عَنَى هُنَا بَطَائِنَ سَحَابٍ أَبيض تَحْتَ الأَعلى، وَاحِدُهَا مُثْفَدٌ فَقَطْ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْ مِثْفادًا فأَمَّا مَثَافِيدُ، بِالْيَاءِ، فَشَاذٌّ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
45-لسان العرب (هصر)
هصر: الهَصْرُ: الكسْرُ.هَصَرَ الشيءَ يَهْصِرُه هَصْرًا: جَبَذَه وأَماله واهْتَصَرَه.
أَبو عُبَيْدَةَ: هَصَرْتُ الشَّيْءَ ووَقَصْتُه إِذا كَسَرْتَهُ.
والهَصْرُ: عَطْفُ الشَّيْءِ الرَّطْبِ كَالْغُصْنِ وَنَحْوِهِ وكَسْرُه مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ، وَقِيلَ: هُوَ عَطْفُك أَيَّ شَيْءٍ كَانَ؛ هَصَرَه يَهْصِرُه هَصْرًا فانْهَصَرَ واهْتَصَرَه فاهْتَصَر.
الْجَوْهَرِيُّ: هَصَرْتُ الغُصْنَ وبالغُصْنِ إِذا أَخذت برأْسه فأَملته إِليك.
وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَ إِذا رَكَعَ هَصَرَ ظَهْرَه» أَي ثَنَاهُ إِلى الأَرض.
وأَصل الهَصْرِ: أَن تأْخذ برأْس عُودٍ فتثنيَه إِليك وتَعْطِفَه.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَمَّا بَنَى مسجدَ قُباءٍ رَفَعَ حَجَرًا ثَقِيلًا فَهَصَرَه إِلى بَطْنِهِ» أَي أَضافه وأَماله.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الانْهِصار والاهْتِصار سُقُوط الْغُصْنِ عَلَى الأَرض وأَصله فِي الشَّجَرَةِ؛ وَاسْتَعَارَهُ أَبو ذُؤَيْبٍ فِي الْعِرْضِ فَقَالَ:
وَيْلُ أُمِّ قَتْلى، فُوَيْقَ القَاعِ مِنْ عُشَرٍ ***مِنْ آلِ عُجْرَةَ أَمْسَى جَدُّهُمْ هَصِرَا
التَّهْذِيبُ: اهْتَصَرْتُ النَّخْلَةَ إِذا ذَلَّلْت عُذُوقَها وسَوَّيْتَها؛ وَقَالَ لَبِيدٌ:
جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ بِهِ ***مِنَ الكَوافِرِ، مَهْضُومٌ ومُهْتَصَرُ
وَيُرْوَى: مَكْمُومٌ أَي مُغَطًّى.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه كَانَ مَعَ أَبي طَالِبٍ فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَتَهَصَّرَتْ أَغصانُ الشَّجَرَةِ»أَي تَهَدّلَتْ عَلَيْهِ.
والهَيْصَرُ: الأَسدُ.
والهَصَّارُ: الأَسد.
وأَسدٌ هُصُورٌ وهَصَّارٌ وهَيْصَرٌ وهَيْصارٌ ومِهْصارٌ وهُصَرَةٌ وهُصَرٌ ومُهْتَصِرٌ: يَكْسِرُ ويُمِيلُ؛ مِنْ ذَلِكَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
وخَيْل قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ ***عَلَيْهَا الأُسْدُ تَهْتَصِرُ اهْتِصارَا
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أُنَيْسٍ: «كأَنه الرِّئْبالُ الهَصُورُ»أَي الأَسد الشَّدِيدُ الَّذِي يَفْتَرِسُ ويَكْسِرُ، وَيُجْمَعُ عَلَى هَواصِرَ؛ وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: " ودارَتْ رَحاها باللُّيُوثِ الهواصِرِ وَفِي حَدِيثِ سَطِيح:
فربما ***أَضْحَوْا بِمنْزِلَةٍ ***تَهابُ صَوْلَهُمُ الأُسْدُ الهَواصِيرُ
كذا بياض بالأصل.
جَمْعُ مِهْصارٍ، وَهُوَ مِفْعَالٌ مِنْهُ.
والهَصْرُ: شِدَّةُ الغَمْزِ، وَرَجُلٌ هَصِرٌ وهُصَرٌ.
وهَصَرَ قرْنَه يَهْصِرُه هَصْرًا: غَمَزَهُ.
والهَصْرُ: أَن تأْخذ برأْس شَيْءٍ ثُمَّ تَكْسِرُهُ إِليك مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
وَلَمَّا تَنازَعْنا الحَدِيثَ وأَسْمَحَتْ ***هَصَرْتُ بغُصْنٍ ذِي شَمارِيخ مَيَّالِ
قَوْلُهُ: تَنَازَعْنَا الْحَدِيثَ أَي حَدّثَتْنِي وحَدَّثْتُها.
وأَسْمَحَتْ: انْقَادَتْ وتَسَهَّلَتْ بَعْدَ صُعُوبَتِهَا.
وهَصَرْتُ: جَذَبْتُ؛ وأَراد بِالْغُصْنِ جِسْمَها وقَدَّها فِي تَثَنِّيهِ وَلِينِهِ كَتَثَنِّي الْغُصْنِ، وَشَبَّهَ شَعْرَهَا بِشَمَارِيخِ النَّخْلِ فِي كَثْرَتِهِ وَالْتِفَافِهِ.
والمُهاصِريُّ: ضَرْبٌ مِنَ البُرُود، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ.
والهَصْرَةُ والهَصَرَةُ: خَرَزَة يُؤَخَّذُ بِهَا الرِّجَالُ.
وهاصِرٌ وهَصَّارٌ ومُهاصِر: أَسماء.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
46-لسان العرب (شمط)
شمط: شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُه شَمْطًا وأَشْمَطَه: خلَطه؛ الأَخيرة عَنْ أَبي زَيْدٍ، قَالَ: وَمِنْ كَلَامِهِمْ أَشْمِط عَمَلَكَ بصدَقةٍ أَي اخْلِطْه.وشيءٌ شَمِيطٌ: مَشْمُوطٌ.
وَكُلُّ لَوْنَيْنِ اخْتَلَطَا، فَهُمَا شَمِيطٌ.
وشمَط بَيْنَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ: خلَط.
وإِذا كَانَ نِصْفُ وَلَدِ الرَّجُلِ ذُكُورًا وَنِصْفُهُمْ إِناثًا، فَهُمْ شَمِيطٌ.
وَيُقَالُ: اشْمِطْ كَذَا لعَدُوٍّ أَي اخْلِطْ.
وكلُّ خَلِيطَيْن خَلَطْتَهما، فَقَدْ شَمَطْتَها، وَهُمَا شَمِيطٌ.
والشَّمِيطُ: الصُّبح لاخْتِلاطِ لَوْنَيْه مِنَ الظُّلْمةِ والبياضِ، وَيُقَالُ للصُّبْحِ: شَمِيطٌ مُوَلَّعٌ.
وَقِيلَ للصبْح شَمِيطٌ لاختِلاطِ بياضِ النَّهَارِ بِسَوَادِ اللَّيْلِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وأَطْلَعَ مِنْهُ اللِّياحَ الشَّمِيطَ ***خُدودٌ، كَمَا سُلَّتِ الأَنْصُلُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُ الشَّمِيطِ الصبحِ قولُ البَعِيثِ:
وأَعْجَلَها عَنْ حَاجَةٍ، لَمْ تَفُهْ بِهَا، ***شَمِيطٌ، تبكَّى آخِرَ الليلِ، ساطِعُ
وَكَانَ أَبو عَمْرِو بْنُ العَلاء يقول لأَصحابه: اشْمِطُوا أَي خُذُوا مَرَّةً فِي قُرْآنٍ، وَمَرَّةً فِي حَدِيثٍ، وَمَرَّةً فِي غَرِيبٍ، وَمَرَّةً فِي شِعر، وَمَرَّةً فِي لُغَةٍ أَي خُوضُوا.
والشَّمَطُ فِي الشعَر: اختلافُه بِلَوْنَيْنِ مِنْ سَوَادٍ وَبَيَاضٍ، شَمِطَ شَمَطًا واشْمَطَّ واشْماطَّ، وَهُوَ أَشْمَطُ، وَالْجَمْعُ شُمْطٌ وشُمْطانٌ.
والشمَطُ فِي الرَّجُلِ: شيْبُ اللِّحية، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ أَشْيَبُ.
والشَمَطُ: بَيَاضُ شَعْرِ الرأْسِ يُخالِطُ سَواده، وَقَدْ شَمِطَ، بِالْكَسْرِ، يَشْمَطُ شَمَطًا، وَفِي حَدِيثِ أَنس: «لَوْ شئتُ أَن أَعُدّ شَمَطاتٍ كُنَّ فِي رأْسِ رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعَلْتُ»؛ الشمَطُ: الشيْبُ، والشَّمَطاتُ: الشَّعراتُ الْبِيضُ الَّتِي كَانَتْ فِي شَعْرِ رأْسه يُرِيدُ قِلَّتها.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وامرأَة شَمْطاء وَلَا يُقَالُ شَيْباء؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
شَمْطاء أَعْلى بَزِّها مُطَرَّحُ، ***قَدْ طَال مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ
شَمْطاء أَي بيْضاء المِشْفَرَيْن، وَذَلِكَ عِنْدَ البُزولِ؛ وَقَوْلُهُ: أَعْلى بَزِّها مُطَرَّح أَي قَدْ سَمِنت فسَقط وبَرُها، وَقَوْلُهُ قَدْ طَالَ مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعى.
وَفَرَسٌ شَمِيطُ الذَّنَبِ: فِيهِ لوْنانِ.
وَذِئْبٌ شَميطٌ: فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ.
والشَّمِيطُ مِنَ النَّبات: مَا رأَيتَ بعضَه هَائِجًا وَبَعْضَهُ أَخْضر؛ وَقَدْ يُقَالُ لِبَعْضِ الطَّيْرِ إِذا كَانَ فِي ذَنَبه سَوَادٌ وَبَيَاضٌ: إِنه لشميطُ الذُّنابَى؛ وَقَالَ طُفَيْلٌ يَصِفُ فَرَسًا:
شَمِيطُ الذُّنابَى جُوِّفَتْ، وَهْيَ جَوْنة، ***بنُقْبةِ دِيباجٍ ورَيْطٍ مُقَطَّعِ
الشَّمْطُ: الخَلْطُ، يَقُولُ: اخْتَلَطَ فِي ذَنبِها بَيَاضٌ وَغَيْرُهُ.
أَبو عَمْرٍو: الشُّمطان الرُّطَب المُنَصَّفُ، والشُّمْطانةُ: البُسْرة الَّتِي يُرْطِبُ جَانِبٌ مِنْهَا ويَبقى سائرُها يَابِسًا.
وقِدْرٌ تسَعُ شَاةً بشَمْطِها وأَشماطِها أَي بتابَلِها.
وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: النَّاسُ كُلُّهُمْ عَلَى فَتْحِ الشِّينِ مِنْ شَمْطِها إِلا العُكْلِيَّ فإِنه يَكْسِرُ الشِّينَ.
والشِّمْطاطُ والشُّمْطوطُ: الفِرْقةُ مِنَ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ.
والشَّماطِيطُ: القِطَعُ الْمُتَفَرِّقَةُ.
يُقَالُ: جَاءَتِ الْخَيْلُ شَماطِيطَ؛ أي مُتَفَرِّقَةً أَرْسالًا، وذهَب القومُ شَماطِيطَ وشَمالِيلَ إِذا تَفَرَّقُوا، والشَّمالِيلُ: مَا تَفَرَّقَ مِنْ شُعَبِ الأَغْصانِ في رؤوسها مِثْلَ شَماريخِ العِذْق، الْوَاحِدِ شِمْطيطٌ؛ وَفِي حَدِيثِ أَبي سُفْيَانَ: «صَرِيحُ لُؤيٍّ لَا شَماطِيط جُرْهُم»الشَّماطِيطُ: القِطَعُ المتفرّقةُ.
وشَماطِيطُ الْخَيْلِ: جَمَاعَةٌ فِي تَفْرِقةٍ، وَاحِدُهَا شُمْطُوطٌ.
وَتَفَرَّقَ القومُ شَماطِيطَ أَي فِرَقًا وقِطَعًا، وَاحِدُهَا شِمْطاطٌ وشُمْطُوطٌ، وَثَوْبٌ شِمْطاطٌ؛ قَالَ جَسّاسُ بْنُ قُطَيْبٍ:
مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطاطِ، ***عَلَى سَراوِيلَ لَهُ أَسْماطِ
وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أُرْجُوزته بِكَمَالِهَا فِي تَرْجَمَةِ شرط، أَي بخَلَقٍ قد تَشَقَّقَ وتقطَّع.
وَصَارَ الثوبُ شَماطِيطَ إِذا تَشَقَّقَ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا وَاحِدَ للشَّماطِيطِ وَلِذَلِكَ إِذا نسَب إِليه قَالَ شَماطيطِيٌّ فأَبْقَى عَلَيْهِ لَفْظَ الْجَمْعِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ جَمْعًا لرَدَّ النسَبَ إِلى الْوَاحِدِ فَقَالَ شِمْطاطِيٌّ أَو شُمْطُوطِيٌّ أَو شِمْطِيطِيٌّ.
الْفَرَّاءُ: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ والأَبابِيلُ كلُّ هَذَا لَا يُفْرد لَهُ وَاحِدٌ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ثَوْبٌ شَماطِيطُ خَلَقٌ.
والشُّمْطُوطُ: الأَحْمق؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ، ***لَا ورَعٌ جِبْسٌ وَلَا مأْقُوطُ
وشَماطِيطُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي:
أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتَ بهْ، ***متَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ
ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ، ***حَتَّى يقالُ سَيِّدٌ، ولسْتُ بهْ
وَالْهَاءُ فِي أَحْتَبِه زَائِدَةٌ لِلْوَقْفِ، وإِنما زَادَهَا لِلْوَصْلِ لَا فَائِدَةَ لَهَا أَكثر مِنْ ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ حَتَّى يُقَالَ رُوِيَ مَرْفُوعًا لأَنه إِنما أَراد فِعَل الْحَالِ، وفِعلُ الْحَالِ مَرْفُوعٌ فِي بَابِ حَتَّى، أَلا تَرَى أَن قَوْلَهُمْ سرْتُ حَتَّى أَدخلُها إِنما هُوَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ حَتَّى أَنا فِي حَالِ دُخُولِي، وَلَا يَكُونُ قَوْلُهُ حَتَّى يُقَالَ سَيِّدٌ عَلَى تَقْدِيرِ الْفِعْلِ الْمَاضِي لأَن هَذَا الشَّاعِرَ إِنما أَراد أَن يَحْكِي حَالَهُ الَّتِي هُوَ فِيهَا وَلَمْ يُرِدْ أَن يُخبر أَنَّ ذَلِكَ قَدْ مضى.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
47-لسان العرب (شيع)
شيع: الشَّيْعُ: مِقدارٌ مِنَ العَدَد كَقَوْلِهِمْ: أَقمت عِنْدَهُ شَهْرًا أَو شَيْعَ شَهْرٍ.وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «بَعْدَ بَدْرٍ بِشهر أَو شَيْعِه»أَي أَو نَحْوٍ مِنْ شهرٍ.
يُقَالُ: أَقمت بِهِ شَهْرًا أَو شَيْعَ شَهْرٍ أَي مِقْدارَه أَو قَرِيبًا مِنْهُ.
وَيُقَالُ: كَانَ مَعَهُ مائةُ رَجُلٍ أَو شَيْعُ ذَلِكَ، كَذَلِكَ.
وآتِيكَ غَدًا أَو شَيْعَه أَي بَعْدَهُ، وَقِيلَ الْيَوْمَ الَّذِي يَتْبَعُهُ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ أَبي رَبِيعَةَ:
قَالَ الخَلِيطُ: غَدًا تَصَدُّعُنا ***أَو شَيْعَه، أَفلا تُشَيِّعُنا؟
وَتَقُولُ: لَمْ أَره مُنْذُ شَهْرٍ وشَيْعِه أَي وَنَحْوِهِ.
والشَّيْعُ: وَلَدُ الأَسدِ إِذا أَدْرَكَ أَنْ يَفْرِسَ.
والشِّيعةُ: الْقَوْمُ الَّذِينَ يَجْتَمِعون عَلَى الأَمر.
وكلُّ قَوْمٍ اجتَمَعوا عَلَى أَمْر، فَهُمْ شِيعةٌ.
وكلُّ قَوْمٍ أَمرُهم وَاحِدٌ يَتْبَعُ بعضُهم رأْي بَعْضٍ، فَهُمْ شِيَعٌ.
قَالَ الأَزهري: وَمَعْنَى الشِّيعَةِ الَّذِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَلَيْسَ كُلُّهُمْ مُتَّفِقِينَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعًا}؛ كلُّ فِرْقةٍ تكفِّر الْفِرْقَةَ الْمُخَالِفَةَ لَهَا، يَعْنِي بِهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لأَنّ النَّصَارَى بعضُهُم يكَفِّر بَعْضًا، وَكَذَلِكَ الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى تكفِّرُ الْيَهُودَ واليهودُ تُكَفِّرُهُمْ وَكَانُوا أُمروا بِشَيْءٍ وَاحِدٍ.
وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ لَمَّا نَزَلَتْ: «أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَاتَانِ أَهْوَنُ وأَيْسَرُ»؛ الشِّيَعُ الفِرَقُ؛ أي يَجْعَلَكُم فِرَقًا مُخْتَلِفِينَ.
وأَما قَوْلُهُ تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ}، فإِن ابْنَ الأَعرابي قَالَ: الهاءُ لمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي إِبراهيمُ خَبَرَ مَخْبَره، فاتَّبَعَه ودَعا لَهُ، وَكَذَلِكَ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ هُوَ عَلَى مِنهاجه ودِينه وإِن كَانَ إِبراهيم سَابِقًا لَهُ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَي مَنْ شِيعة نُوحٍ وَمِنْ أَهل مِلَّتِه، قَالَ الأَزهري: وَهَذَا الْقَوْلُ أَقرب لأَنه مَعْطُوفٌ عَلَى قِصَّةِ نُوحٍ، وَهُوَ قَوْلُ الزَّجَّاجِ.
والشِّيعةُ: أَتباع الرَّجُلِ وأَنْصارُه، وَجَمْعُهَا شِيَعٌ، وأَشْياعٌ جَمْعُ الْجَمْعِ.
وَيُقَالُ: شايَعَه كَمَا يُقَالُ والاهُ مِنَ الوَلْيِ؛ وَحُكِيَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ الأَعشى: " يُشَوِّعُ عُونًا ويَجْتابُها يُشَوِّعُ: يَجْمَعُ، وَمِنْهُ شِيعَةُ الرَّجُلِ، فإِن صَحَّ هَذَا التَّفْسِيرُ فَعَيْنُ الشِّيعة وَاوٌ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي بَابِهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «القَدَرِيَّةُ شِيعةُ الدَّجَّالِ»أَي أَولِياؤُه وأَنْصارُه، وأَصلُ الشِّيعة الفِرقة مِنَ النَّاسِ، وَيَقَعُ عَلَى الْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَدْ غلَب هَذَا الِاسْمُ عَلَى مَنْ يَتَوالى عَلِيًّا وأَهلَ بَيْتِهِ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين، حَتَّى صَارَ لَهُمُ اسْمًا خَاصًّا فإِذا قِيلَ: فُلَانٌ مِنَ الشِّيعة عُرِف أَنه مِنْهُمْ.
وَفِي مَذْهَبِ الشِّيعَةِ كَذَا أَي عِنْدَهُمْ.
وأَصل ذَلِكَ مِنَ المُشايَعةِ، وَهِيَ المُتابَعة والمُطاوَعة؛ قَالَ الأَزهري: والشِّيعةُ قَوْمٌ يَهْوَوْنَ هَوى عِتْرةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويُوالونهم.
والأَشْياعُ أَيضًا: الأَمثالُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ}؛ أَي بأَمْثالهم مِنَ الأُمم الْمَاضِيَةِ وَمَنْ كَانَ مذهبُه مَذْهَبَهُمْ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أَشْياعِهِم خَبَرًا، ***أَمْ راجَعَ القَلْبَ مِنْ أَطْرابِه طَرَبُ؟
يَعْنِي عَنْ أَصحابهم.
يُقَالُ: هَذَا شَيْعُ هَذَا أَي مِثْله.
والشِّيعةُ: الفِرْقةُ، وَبِهِ فَسَّرَ الزَّجَّاجُ قَوْلَهُ تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ}.
والشِّيعةُ: قَوْمٌ يَرَوْنَ رأْيَ غَيْرِهِمْ.
وتَشايَعَ القومُ: صَارُوا شِيَعًا.
وشيَّعَ الرجلُ إِذا ادَّعى دَعْوى الشِّيعةِ.
وشايَعَه شِياعًا وشَيَّعَه: تابَعه.
والمُشَيَّعُ: الشُّجاعُ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّ فَقَالَ: مِنَ الرِّجَالِ.
وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ: «أَنه كَانَ رجُلًا مُشَيَّعًا»؛ المُشَيَّع: الشُّجاع لأَنَّ قَلْبَه لَا يَخْذُلُه فكأَنَّه يُشَيِّعُه أَو كأَنَّه يُشَيَّعُ بِغَيْرِهِ.
وشَيَّعَتْه نفْسُه عَلَى ذَلِكَ وشايَعَتْه، كِلَاهُمَا: تَبِعَتْه وشجَّعَتْه؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
ذُلُلٌ رِكابي حَيْثُ كُنْتُ مُشايِعي ***لُبِّي، وأَحْفِزُهُ بِرأْيٍ مُبْرَمٍ
قَالَ أَبو إِسحاق: مَعْنَى شَيَّعْتُ فُلَانًا فِي اللُّغَةِ اتَّبَعْتُ.
وشَيَّعه عَلَى رأْيه وشايَعه، كِلَاهُمَا: تابَعَه وقَوَّاه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" صَفْوانَ: إِني أَرى مَوضِعَ الشَّهادةِ لَوْ تُشايِعُني نفْسي "أَي تُتابِعُني.
وَيُقَالُ: شاعَك الخَيرُ أَي لَا فَارَقَكَ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فَشاعَهُمُ حَمْدٌ، وزانَتْ قُبورَهُم ***أَسِرَّةُ رَيْحانٍ بِقاعٍ مُنَوَّرِ
وَيُقَالُ: فُلَانٌ يُشَيِّعُه عَلَى ذَلِكَ أَي يُقَوِّيه؛ وَمِنْهُ تَشْيِيعُ النَّارِ بإِلقاء الْحَطَبِ عَلَيْهَا يُقَوِّيها.
وشَيَّعَه وشايَعَه، كِلَاهُمَا: خَرَجَ مَعَهُ عِنْدَ رَحِيلِهِ ليُوَدِّعَه ويُبَلِّغَه مَنْزِله، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَخْرُجَ مَعَهُ يُرِيدُ صُحْبته وإِيناسَه إِلى مَوْضِعٍ مَا.
وشَيَّعَ شَهْرَ رَمَضَانَ بِسِتَّةِ أَيّامٍ مِنْ شَوَّال أَي أَتبَعَه بِهَا، وَقِيلَ: حَافَظَ عَلَى سِيرتِهِ فِيهَا عَلَى الْمَثَلِ.
وَفُلَانٌ شِيعُ نِساء: يُشَيِّعُهُنَّ ويُخالِطُهُنَّ.
وَفِي حَدِيثِ الضَّحايا: «لَا يُضَحَّى بالمُشَيِّعةِ مِنَ الغَنم»؛ هِيَ الَّتِي لَا تَزَالُ تَتبَعُ الْغَنَمَ عَجَفًا؛ أي لَا تَلْحَقُها فهي أَبدًا تُشَيِّعُها؛ أي تَمْشِي وَرَاءَهَا، هَذَا إِن كَسَرْتَ الْيَاءَ، وإِن فَتَحْتَهَا فَهِيَ الَّتِي تَحْتَاجُ إِلى مَنْ يُشَيِّعُها؛ أي يَسُوقُها لتأَخّرها عَنِ الْغَنَمِ حَتَّى يُتْبِعَها لأَنها لَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ.
وَيُقَالُ: مَا تُشايِعُني رِجْلي وَلَا سَاقِي أَي لَا تَتبَعُني وَلَا تُعِينُني عَلَى المَشْيِ؛ وأَنشد شَمِرٌ:
وأَدْماءَ تَحْبُو مَا يُشايِعُ ساقُها، ***لَدَى مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ ومَأْتَمِ
الضارِي: الَّذِي قَدْ ضَرِيَ مِنَ الضَّرْب بِهِ؛ يَقُولُ: قَدْ عُقِرَتْ فَهِيَ تَحْبُو لَا تَمْشِي؛ قال كثير:
وأَعْرَض مِنْ رَضْوى مَعَ الليْلِ، دونَهُم ***هِضابٌ تَرُدُّ الطَّرْفَ مِمَّنْ يُشَيِّعُ
أَي مِمَّنْ يُتبعُه طَرْفَه نَاظِرًا.
ابْنُ الأَعرابي: سَمِع أَبا المكارِمِ يَذُمُّ رَجُلًا فَقَالَ: هُوَ ضَبٌّ مَشِيعٌ؛ أَراد أَنه مِثْلُ الضَّبِّ الْحَقُودِ لَا يَنْتَفِعُ بِهِ.
والمَشِيعُ: مِنْ قَوْلِكَ شِعْتُه أَشِيعُه شَيْعًا إِذا مَلأَتَه.
وتَشَيَّعَ فِي الشَّيْءِ: اسْتَهلك فِي هَواه.
وشَيَّعَ النارَ فِي الحطبِ: أَضْرَمَها؛ قَالَ رُؤْبَةُ: " شَدًا كَمَا يُشَيَّعُ التَّضْريمُ "والشَّيُوعُ والشِّياعُ: مَا أُوقِدَتْ بِهِ النَّارُ، وَقِيلَ: هُوَ دِقُّ الْحَطَبِ تُشَيَّعُ بِهِ النَّارُ كَمَا يُقَالُ شِبابٌ لِلنَّارِ وجِلاءٌ لِلْعَيْنِ.
وشَيَّعَ الرجلَ بِالنَّارِ: أَحْرَقَه، وَقِيلَ: كلُّ مَا أُحْرِقَ فَقَدْ شُيِّعَ.
يُقَالُ: شَيَّعْتُ النَّارَ إِذا أَلْقَيْتَ عَلَيْهَا حَطَبًا تُذْكيها بِهِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الأَحنف: وإِن حَسَكى كَانَ رَجُلًا مُشَيَّعًا؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَراد به هاهنا العَجولَ مِنْ قَوْلِكَ شَيَّعْتُ النارَ إِذا أَلقيت عَلَيْهَا حَطبًا تُشْعِلُها بِهِ.
والشِّياعُ: صَوْتُ قَصَبةٍ يَنْفُخُ فِيهَا الرَّاعِي؛ قَالَ: " حَنِين النِّيبِ تَطْرَبُ للشِّياعِ "وشَيَّعَ الرَّاعِي فِي الشِّياعِ: رَدَّدَ صَوْتَه فِيهَا.
والشاعةُ: الإِهابةُ بالإِبل.
وأَشاعَ بالإِبل وشايَع بِهَا وشايَعَها مُشايَعةً وأَهابَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ: صَاحَ بِهَا ودَعاها إِذا استأْخَرَ بعضُها؛ قَالَ لَبِيدٌ:
تَبكِّي عَلَى إِثْرِ الشَّبابِ الَّذِي مَضَى، ***أَلا إِنَّ إِخوانَ الشّبابِ الرَّعارِعُ
أَتَجْزَعُ مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَى؟ ***وأَيُّ كرِيمٍ لَمْ تُصِبْه القَوارِعُ؟
فَيَمْضُونَ أَرْسالًا ونَخْلُفُ بَعْدَهُم، ***كَمَا ضَمَّ أُخْرَى التالياتِ المُشايِعُ
وَقِيلَ: شايَعْتُ بِهَا إِذا دَعَوْتَ لَهَا لتَجْتَمِعَ وتَنْساقَ؛ قَالَ جَرِيرٌ يُخَاطِبُ الرَّاعِيَ:
فأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْباءَ فَوْقَ قَعودِها، ***وشايِعْ بِهَا، واضْمُمْ إِليك التَّوالِيا
يَقُولُ: صَوَّتَ بِهَا ليلحَق أُخْراها أُولاها؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
إِذا لَمْ تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْيًا، تَطَوَّقَتْ ***شمارِيخَ لَمْ يَنْعِقْ بِهِنَّ مُشَيِّعُ
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ مَرْيم ابْنَةَ عِمْرانَ سأَلت رَبَّهَا أَنْ يُطْعِمَها لَحْمًا لَا دَمَ فِيهِ فأَطْعَمها الْجَرَادَ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ أَعِشْه بِغَيْرِ رَضاع وتابِعْ بَيْنَهُ بِغَيْرِ شِياعٍ»؛ الشِّياعُ، بِالْكَسْرِ: الدُّعَاءُ بالإِبل لتَنْساق وَتَجْتَمِعَ؛ الْمَعْنَى يُتابِعُ بَيْنَهُ فِي الطَّيَرَانِ حَتَّى يَتَتابع مِنْ غَيْرِ أَنْ يُشايَع كَمَا يُشايِعُ الرَّاعِي بإِبله لِتَجْتَمِعَ وَلَا تَتَفَرَّقَ عَلَيْهِ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: بِغَيْرِ شِياعٍ أَي بِغَيْرِ صَوْتٍ، وَقِيلَ لِصَوْتِ الزَّمّارة شِياعٌ لأَن الرَّاعِيَ يَجْمَعُ إِبله بِهَا؛ وَمِنْهُ" حَدِيثُ عَلِيٍّ: أُمِرْنا بِكَسْرِ الكُوبةِ والكِنّارةِ والشِّياعِ "؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الشِّياعُ زَمّارةُ الرَّاعِي، وَمِنْهُ" قَوْلُ مَرْيَمَ: اللَّهُمَّ سُقْه بِلَا شِياعٍ أَي بِلَا زَمّارة راع.
وشاعَ الشيْبُ شَيْعًا وشِياعًا وشَيَعانًا وشُيُوعًا وشَيْعُوعةً ومَشِيعًا: ظهَرَ وتفرَّقَ، وشاعَ فِيهِ الشيبُ، وَالْمَصْدَرُ مَا تَقَدَّمَ، وتَشَيَّعه، كِلَاهُمَا: اسْتَطَارَ.
وشاعَ الخبَرُ فِي النَّاسِ يَشِيعُ شَيْعًا وشيَعانًا ومَشاعًا وشَيْعُوعةً، فَهُوَ شائِعٌ: انْتَشَرَ وافترَقَ وذاعَ وظهَر.
وأَشاعَه هُوَ وأَشاعَ ذِكرَ الشيءِ: أَطارَه وأَظهره.
وَقَوْلُهُمْ: هَذَا خبَر شَائِعٌ وَقَدْ شاعَ فِي النَّاسِ، مَعْنَاهُ قَدِ اتَّصَلَ بِكُلِّ أَحد فَاسْتَوَى عِلْمُ النَّاسِ بِهِ وَلَمْ يَكُنْ عِلْمُهُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ دُونَ بَعْضٍ.
والشاعةُ: الأَخْبار المُنتشرةُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَيُّما رجلٍ أَشاع عَلَى رَجُلٍ عَوْرة ليَشِينَه بِهَا»أَي أَظهر عَلَيْهِ مَا يَعِيبُه.
وأَشَعْتُ الْمَالَ بَيْنَ الْقَوْمِ والقِدْرَ فِي الحَيّ إِذا فَرَّقْتَهُ فِيهِمْ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
فقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرا القِدْرَ حَوْلَنا، ***وأَيُّ زمانٍ قِدْرُنا لَمْ تُمَشَّرِ؟
وأَشَعْتُ السِّرّ وشِعْتُ بِهِ إِذا أَذعْتَ بِهِ.
وَيُقَالُ: نَصِيبُ فُلَانٍ شائِعٌ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الدَّارِ ومُشاعٌ فِيهَا أَي لَيْسَ بمَقْسُوم وَلَا مَعْزول؛ قَالَ الأَزهري: إِذا كَانَ فِي جَمِيعِ الدَّارِ فَاتَّصَلَ كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُ بِكُلِّ جُزْءٍ مِنْهَا، قَالَ: وأَصل هَذَا مِنَ النَّاقَةِ إِذا قَطَّعت بَوْلَهَا، قِيلَ: أَوزَغَتْ بِهِ إِيزاغًا، وإِذا أَرسلته إِرسالًا مُتَّصِلًا قِيلَ: أَشاعت.
وَسَهْمٌ شائِعٌ أَي غَيْرُ مَقْسُومٍ، وشاعٌ أَيضًا كَمَا يُقَالُ سائِرُ الْيَوْمِ وسارُه؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ رَبِيعَةَ بْنِ مَقْروم: " لَهُ وهَجٌ مِنَ التَّقْرِيبِ شاعُ "أَي شائعٌ؛ وَمَثَلُهُ: " خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ فكلٌّ ناعُ أَي نائِعٌ.
وَمَا فِي هَذِهِ الدَّارِ سَهْمٌ شائِعٌ وشاعٍ مَقْلُوبٌ عَنْهُ أَي مُشْتَهِرٌ مُنْتَشِرٌ.
وَرَجُلٌ مِشْياعٌ أَي مِذْياعٌ لَا يَكْتُمُ سِرًّا.
وَفِي الدُّعَاءِ: حَيّاكم اللهُ "وشاعَكم السلامُ وأَشاعَكم السلامَ أَي عَمَّكم وَجَعَلَهُ صاحِبًا لَكُمْ وتابِعًا، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: شاعَكم السلامُ صَحِبَكُم وشَيَّعَكم؛ وأَنشد:
أَلا يَا نَخْلةً مِن ذاتِ عِرْقٍ ***بَرُودِ الظِّلِّ، شاعَكُمُ السلامُ
أَي تَبِعكم السلامُ وشَيَّعَكم.
قَالَ: وَمَعْنَى أَشاعكم السلامَ أَصحبكم إِيَّاه، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَوِيٍّ.
وشاعَكم السلامُ كَمَا تَقُولُ عَلَيْكُمُ السلامُ، وَهَذَا إِنما يَقُولُهُ الرَّجُلُ لأَصحابه إِذا أَراد أَن يُفَارِقَهُمْ كَمَا قَالَ قَيْسُ بْنُ زُهَيْرٍ لَمَّا اصْطَلَحَ الْقَوْمُ: يَا بَنِي عَبْسٍ شَاعَكُمُ السلامُ فَلَا نظرْتُ فِي وجهِ ذُبْيانية قَتَلْتُ أَباها وأَخاها، وَسَارَ إِلى نَاحِيَةِ عُمان وَهُنَاكَ الْيَوْمَ عقِبُه وَوَلَدُهُ؛ قَالَ يُونُسُ: شاعَكم السلامُ يَشاعُكم شَيْعًا أَي مَلأَكم.
وَقَدْ أَشاعكم اللهُ بِالسَّلَامِ يُشِيعُكم إِشاعةً.
ونصِيبُه فِي الشَّيْءِ شائِعٌ وشاعٍ عَلَى الْقَلْبِ وَالْحَذْفِ ومُشاعٌ، كُلُّ ذَلِكَ: غَيْرُ مَعْزُولٍ.
أَبو سَعِيدٍ: هُمَا مُتشايِعانِ ومُشتاعانِ فِي دَارٍ أَو أَرض إِذا كَانَا شَرِيكَيْنِ فِيهَا، وَهُمْ شُيَعاءُ فِيهَا، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيِّعٌ لِصَاحِبِهِ.
وَهَذِهِ الدَّارُ شَيِّعةٌ بَيْنَهُمْ أَي مُشاعةٌ.
وكلُّ شَيْءٍ يَكُونُ بِهِ تَمامُ الشَّيْءِ أَو زيادتُه، فَهُوَ شِياعٌ لَهُ.
وشاعَ الصَّدْعُ فِي الزُّجاجة: استطارَ وَافْتَرَقَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ.
وَجَاءَتِ الخيلُ شَوائِعَ وشَواعِيَ عَلَى الْقَلْبِ أَي مُتَفَرِّقة.
قَالَ الأَجْدَعُ بن مالك بن مسروق بْنِ الأَجدع:
وكأَنَّ صَرْعاها قِداحُ مُقامِرٍ ***ضُرِبَتْ عَلَى شَرَنٍ، فَهُنّ شَواعِي
وَيُرْوَى: كِعابُ مُقامِرٍ.
وشاعتِ القطرةُ مِنَ اللَّبَنِ فِي الْمَاءِ وتَشَيَّعَتْ: تَفَرَّقَت.
تَقُولُ: تَقْطُرُ قَطْرَةٌ مِنْ لَبَنٍ فِي الْمَاءِ.
وشَيّع فِيهِ أَي تفرَّق فِيهِ.
وأَشاعَ ببوله إِشاعةً: حذف بِهِ وفَرَّقه.
وأَشاعت النَّاقَةُ بِبَوْلِهَا واشتاعَتْ وأَوْزَغَتْ وأَزْغَلَتْ، كُلَّ هَذَا: أَرْسَلَتْه متفَرِّقًا ورَمَتْه رَمْيًا وقَطَّعَتْه وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلا إِذا ضَرَبَها الْفَحْلُ.
قَالَ الأَصمعي: يُقَالُ لِمَا انْتَشَرَ مِنْ أَبوال الإِبل إِذا ضرَبَها الْفَحْلُ فأَشاعَتْ بِبَوْلِهَا: شاعٌ؛ وأَنشد:
يُقَطِّعْنَ لإِبْساسِ شاعا كأَنّه ***جَدايا، على الأَنْساءِ مِنْهَا بَصائِر
قَالَ: وَالْجَمَلُ أَيضًا يُقَطِّعُ بِبَوْلِهِ إِذا هَاجَ، وَبَوْلِهِ شاعٌ؛ وأَنشد:
وَلَقَدْ رَمَى بالشّاعِ عِنْدَ مُناخِه، ***ورَغا وهَدَّرَ أَيَّما تَهْدِيرِ
وأَشاعَتْ أَيضًا: خَدَجَتْ، وَلَا تَكُونُ الإِشاعةُ إِلا فِي الإِبل.
وَفِي التَّهْذِيبِ فِي تَرْجَمَةِ شَعَعَ: شاعَ الشيءُ يَشِيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعًّا وشَعاعًا كِلَاهُمَا إِذا تفرَّقَ.
وشاعةُ الرجلِ: امرأَتُه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَن قَالَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ: هَلْ لَكَ مِنْ شاعةٍ؟ أَي زَوْجَةٍ لأَنها تُشايِعُه أَي تُتابِعُه.
والمُشايِعُ: اللاحِقُ؛ وَيُنْشِدُ بَيْتَ لَبِيدٍ أَيضًا:
فيَمْضُون أَرْسالًا ونَلْحَقُ بَعْدَهُم، ***كَمَا ضَمَّ أُخْرَى التالِياتِ المُشايِعُ
هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدٍ، وعندي أَنه مِنْ قَوْلِكَ شايَعَ بالإِبل دَعَاهَا.
والمِشْيَعة: قُفّةٌ تضَعُ فِيهَا الْمَرْأَةُ قُطْنَهَا.
والشَّيْعةُ: شَجَرَةٌ لَهَا نَوْر أَصغرُ مِنَ الْيَاسَمِينِ أَحمر طَيِّبٌ تُعْبَقُ بِهِ الثِّيَابُ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ كَذَلِكَ وَجَدْنَاهُ تُعْبَق، بِضَمِّ التَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْبَاءِ، فِي نُسْخَةٍ مَوْثُوقٍ بِهَا، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ تُعَبَّقُ، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ.
وشَيْعُ اللهِ: اسْمٌ كتَيْمِ اللَّهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «الشِّياعُ حرامٌ»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: كَذَا رَوَاهُ بَعْضُهُمْ وَفَسَّرَهُ بالمُفاخَرةِ بِكَثْرَةِ الْجِمَاعِ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: إِنه تَصْحِيفٌ، وَهُوَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، قَالَ: وإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَلَعَلَّهُ مِنْ تَسْمِيَةِ الزَّوْجَةِ شَاعَّةً.
وبَناتُ مُشيّع: قُرًى مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الأَعشى:
مِنْ خَمْرِ بابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزاجِها، ***أَو خَمْرِ عانةَ أَو بَنَاتِ مُشَيّعا
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
48-لسان العرب (ثهل)
ثهل: الثَّهَل: الِانْبِسَاطُ عَلَى الأَرض.وثَهْلان: جَبَل مَعْرُوفٌ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: " عُقَابٌ تَدَلَّتْ مِنْ شَمارِيخِ ثَهْلان "وثَهْلان أَيضًا: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ وَهُوَ الضَّلال بْنُ ثُهْلُل وفُهْلُل، لَا يَنْصَرِفُ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَهُوَ الَّذِي لَا يُعرَف، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الضَّلَالُ بْنُ ثُهْلُل وثُهْلَل، حَكَاهُ فِي بَابِ قُعْدُد وقُعْدَد.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
49-لسان العرب (جذل)
جذل: الجِذْل: أَصل الشَّيْءِ الْبَاقِي مِنْ شَجَرَةٍ وَغَيْرِهَا بَعْدَ ذَهَابِ الْفَرْعِ، وَالْجَمْعُ أَجذال وجِذال وجُذُول وجُذُولة.والجِذْل: مَا عَظُم مِنْ أُصول الشَّجَرِ المُقَطَّع، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْعِيدَانِ مَا كَانَ عَلَى مِثَالِ شَمَارِيخِ النَّخْلِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ.
اللَّيْثُ: الجِذْل أَصل كُلِّ شَجَرَةٍ حِينَ يَذْهَبُ رأْسها.
يُقَالُ: صَارَ الشَّيْءُ إِلى جِذْلِه أَي أَصله، وَيُقَالُ لأَصل الشَّيْءِ جِذْل، وَكَذَلِكَ أَصل الشَّجَرِ يُقَطَّعُ، وَرُبَّمَا جُعِل العُود جِذْلًا فِي عَيْنِكَ.
الْجَوْهَرِيُّ: الجِذْل وَاحِدُ الأَجْذال وَهِيَ أُصول الحَطَب الْعِظَامِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «يُبْصِرُ أَحدكم القَذى فِي عَيْنِ أَخيه وَلَا يُبْصِرُ الجِذْل فِي عَيْنِهِ»؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ التَّوْبَةِ: " ثُمَّ مَرَّت بجِذْل شَجَرَةٍ فَتَعَلَّق بِهِ زِمامُها، وَمِنْهُ حَدِيثُ سَفِينَةَ: أَنه أَشاط دَمَ جَزُور بِجِذْل أَي بِعُودٍ.
والجِذْل: عُودٌ يُنْصَبُ للإِبل الجَرْبى؛ وَمِنْهُ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ عُطارد، وَقِيلَ بَلْ هُوَ الحُباب بْنُ الْمُنْذِرِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك؛ قَالَ يَعْقُوبُ: عَنى بالجُذَيْل هَاهُنَا الأَصل مِنَ الشَّجَرَةِ تحتكُّ بِهِ الإِبل فَتَشْتَفِي بِهِ، أَي قَدْ جَرَّبتني الأُمور وَلِي رأْي وَعِلْمٌ يُشْتَفَى بِهِمَا كَمَا تَشْتَفِي هَذِهِ الإِبل الجَرْبى بِهَذَا الجِذْل، وصَغَّره عَلَى جِهَةِ الْمَدْحِ، وَقِيلَ: الجِذْل هُنَا العُود الَّذِي يُنْصَبُ للإِبل الجَرْبى؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو ذؤَيب أَو ابْنُهُ شِهَابٌ:
رِجالٌ بَرَتْنا الحَرْبُ حَتَّى كأَنَّنا ***جِذَال حِكاكٍ، لَوَّحَتْها الدَّواجِنُ
وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ.
وَفِي حَدِيثِ السَّقِيفَةِ: «أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك».
وجِذْلا النَّعْلِ: جَانِبَاهَا.
اللَّيْثُ: الجذلُ انْتِصَابُ الْحِمَارِ الْوَحْشِيِّ وَنَحْوُهُ عُنُقه، وَالْفِعْلُ جَذَل يَجْذُل جُذُولًا، قَالَ: وجَذِل يَجْذَل جَذَلًا فَهُوَ جَذِل وجَذْلانُ، وامرأَة جَذْلى، مِثْلُ فَرِحٍ وفَرْحان.
قَالَ الأَزهري: وَقَدْ أَجاز لَبِيدٌ جَاذِل بِمَعْنَى جَذِلٍ فِي قَوْلِهِ:
وَعانٍ فَكَكْناه بِغَيْرِ سُوامِه، ***فأَصْبَحَ يَمْشي فِي المَحَلَّة جَاذِلا
أَي فَرِحًا.
والجَاذِلُ والجاذِي: المُنْتَصب، وَقَدْ جَذَا يَجْذُو وجَذَلَ يَجْذُلُ.
الْجَوْهَرِيُّ: الجَاذِل الْمُنْتَصِبُ مَكَانَهُ لَا يَبْرَح، شُبِّه بالجِذْل الَّذِي يُنْصَب فِي المعاطنِ لتَحْتَكَّ بِهِ الإِبل الجَرْبى، وجَذَلَ الشيءُ يَجْذُلُ جُذُولًا: انْتَصَبَ وَثَبَتَ لَا يَبْرَح؛ قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيُّ:
لاقَتْ عَلَى الْمَاءِ جُذَيْلًا واتِدا، ***وَلَمْ يَكُنْ يُخْلِفُها المَواعِدا
وَيُرْوَى جُذَيْلًا واطِدًا، والواطِدُ والواتِدُ: الثَّابِتُ.
وجُذَيْلًا: يُرِيدُ راعِيًا شَبَّهَه بالجِذْل.
وإِنه لجِذْلُ رِهان أَي صَاحِبُ رِهان؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
هَلْ لَكَ فِي أَجْوَدِ مَا قادَ العَرَب؟ ***هَلْ لَكَ فِي الخالِص غَيْرِ المُؤْتَشَب؟
جِذْل رِهانٍ فِي ذِراعَيْه حَدَب، ***أَزَلَّ إِن قِيدَ، وإِن قَامَ نَصَب
يَقُولُ: إِذا قَامَ رأَيته مُشْرِف العُنُق والرأْس.
وَيُقَالُ: فُلَانٌ جِذْل مَالٍ إِذا كَانَ رَفِيقًا بسِياسَته حَسَنَ الرِّعْية.
والأَجْذال: مَا بَرَزَ وظهر من رؤوس الْجِبَالِ، وَاحِدُهَا جِذْل.
والجَذَل، بِالتَّحْرِيكِ: الفَرَحُ.
وجَذِل، بِالْكَسْرِ، بِالشَّيْءِ يَجْذَل جَذَلًا، فَهُوَ جَذِلٌ وجَذْلانُ: فَرِح، وَالْجَمْعُ جَذالى، والأُنثى جَذْلانَةٌ وَقَدْ يَجُوزُ فِي الشِّعْرِ جَاذِلٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَقَدْ أَصْهَرَتْ ذَا أَسْهُمٍ بَاتَ جاذِلًا، ***لَهُ فَوْق زُجَّيْ مِرفَقَيْه وحاوحُ
وأَجْذَلَه غيرُه أَي أَفْرَحَه.
واجْتَذَلَ أَي ابْتَهَج.
وسِقاءٌ جَاذِل: قَدْ مَرَنَ وغَيَّر طَعْم اللَّبَن.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
50-لسان العرب (عسا)
عسا: عَسَا الشيخُ يَعْسُو عَسْوًا وعُسُوًّا وعُسِيًّا مثلُ عُتِيًّا وعَساءً وعَسْوَةً وعَسِيَ عَسًى، كلُّه: كَبِرَ مثلُ عَتِيَ.وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ إِذَا وَلَّى وكَبِرَ: عَتَا يَعْتُو عُتِيًّا، وعَسا يَعْسُو مِثله، وَرَأَيْتُ فِي حَاشِيَةِ أَصل التَّهْذِيبِ للأَزهري الَّذِي نَقَلْت مِنْهُ حَدِيثًا متصلَ السَّند إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدْ عَلِمْتُ السنَّةَ كلَّها غَيْرَ أَني لَا أَدْري أَكانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقرَأُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا أَو عُسِيًّا فَمَا أَدري أَهذا مِنْ أَصلِ الْكِتَابِ أَم سَطَره بعضُ الأَفاضل.
وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمان: « لمَّا أَتيتُ عَمِّي بِالسِّلَاحِ وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسا أَو عَشا »؛ عَسَا، بِالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ؛ أي كَبِرَ وأَسَنَّ مِنْ عَسا القضِيبُ إِذَا يَبِسَ، وَبِالْمُعْجَمَةِ أَيْ قَلَّ بصرُه وضَعُف.
وعَسَتْ يَدُه تَعْسُو عُسُوًّا: غَلُظَتْ مِن عَمَلٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِي مصدرِ عَسا.
وعَسَا النباتُ عُسُوًّا: غَلُظَ واشْتَدَّ؛ وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى عَسِيَ يَعْسَى عَسًى؛ وأَنشد:
يَهْوُون عَنْ أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما، ***عَنْ صامِلٍ عاسٍ، إِذَا مَا اصْلَخْمَما
قَالَ: والعَسَاءُ مصدرُ عَسَا العُودُ يَعْسُو عَسَاءً، والقَساءُ مَصْدَرُ قَسا القلبُ يَقْسُو قَساءً.
وعَسا الليلُ: اشتَدت ظُلْمَته؛ قَالَ: " وأَظْعَنُ الليلَ، إِذَا الليلُ عَسَا "والغَينُ أَعْرَفُ.
والعَاسِي مِثلُ الْعَاتِي: وَهُوَ الْجَافِي.
والعَاسِي: الشِّمْراخُ مِنْ شَمَارِيخِ العِذْقِ فِي لُغَةُ بَلْحرِث بْنِ كعبٍ.
الْجَوْهَرِيُّ: وعَسَا الشيءُ يَعْسُو عُسُوًَّا وعَساءً، مَمْدُودٌ أَي يَبِسَ وَاشْتَدَّ وصَلُبَ.
والعَسَا، مَقْصُورًا: البَلَح والعَسْوُ: الشَّمَعُ فِي بعضِ اللُّغَاتِ.
وعَسَى: طَمَعٌ وإشفاقٌ، وَهُوَ مِنَ الأَفعال غيرِ المُتَصَرِّفة؛ وَقَالَ الأَزهري: عَسَى حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ المُقَارَبَةِ، وَفِيهِ تَرَجٍّ وطَمَعٌ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَا يَتَصَرَّف لأَنه وَقَعَ بِلَفْظِ الْمَاضِي لِما جَاءَ فِي الْحَالِ، تَقُولُ: عَسَى زيدٌ أَن يَخْرُجَ، وَعَسَتْ فلانةُ أَن تَخْرُجَ، فزَيْدٌ فاعلُ عَسَى وأَن يَخْرُجَ مفعولُها، وَهُوَ بِمَعْنَى الْخُرُوجِ إِلَّا أَن خبرَه لَايَكُونُ اسْمًا، لَا يُقَالُ عَسَى زيدٌ مُنْطَلِقًا.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَل كَذَا وعَسِيتُ قارَبْتُ، والأُولى أَعْلى، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُقَالُ عَسَيْتُ الفعلَ وَلَا عَسَيْتُ للفعلِ، قَالَ: اعْلَمْ أَنهم لَا يَستعملون عَسَى فِعلُك، اسْتَغْنَوْا بأَن تَفْعَلَ عَنْ ذلكَ كَمَا استَغْنى أَكثرُ العربِ بِعَسى عَنْ أَن يَقُولُوا عَسَيا وعَسَوْا، وبِلَوْ أَنه ذاهبٌ عَنْ لَوْ ذهابُه، وَمَعَ هَذَا أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَعْمِلوا المَصْدر فِي هَذَا الْبَابِ كَمَا لَمْ يَسْتَعْمِلوا الاسمَ الَّذِي فِي موضِعِه يَفْعَل فِي عَسَى وكادَ، يَعْنِي أَنهم لَا يَقُولُونَ عَسَى فَاعِلًا وَلَا كادَ فاعِلًا فتُرِك هَذَا مِنْ كلامِهِمْ للاسْتغْناء بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ؛ وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: عَسَى أَن تَفْعَلَ كَقَوْلِكَ دَنَا أَن تَفْعل، وَقَالُوا: عَسى الغُوَيْرُ أَبْؤُسًا أَي كَانَ الغُوَيْرُ أَبْؤُسًا؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَما قولُهم عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسًا فشاذٌّ نادرٌ، وَضَعَ أَبْؤُسًا موضعَ الخَبَر، وَقَدْ يأْتي فِي الأَمثال مَا لَا يأْتي فِي غَيْرِهَا، وَرُبَّمَا شَبَّهوا عَسَى بكادَ وَاسْتَعْمَلُوا الفِعل بعدَه بِغَيْرِ أَن فَقَالُوا عسَى زيدٌ يَنْطَلِق؛ قَالَ سُماعَةُ بْنُ أَسْوَلَ النَّعَامِيُّ:
عَسَى اللهُ يُغْنِي، عَنْ بلادِ ابنِ قادرٍ، ***بمُنْهَمِرٍ جَوْنِ الرَّبابِ سَكُوب
هَكَذَا أَنشده الْجَوْهَرِيُّ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنْشَادِهِ: " عَنْ بلادِ ابْنِ قاربٍ "وَقَالَ: كَذَا أَنْشَدَهُ سِيبَوَيْهِ؛ وَبَعْدَهُ:
هِجَفٍّ تَحُفُّ الريحُ فَوْقَ سِبالِهِ، ***لَهُ مِنْ لَوِيَّاتِ العُكُومِ نَصِيبُ
وَحَكَى الأَزهري عَنِ اللَّيْثِ: عَسَى تَجْرِي مَجْرى لعلَّ، تَقُولُ عَسَيْتَ وعَسَيْتُما وعَسَيْتُمْ وعَسَتِ المرأَة وعَسَتا وعَسَيْنَ؛ يُتَكلَّم بِهَا عَلَى فعلٍ ماضٍ وأُمِيتَ مَا سِوَاهُ مِنْ وجوهِ فِعْلِهِ، لَا يقالُ يَعْسى وَلَا مفعولَ لَهُ وَلَا فاعلَ.
وعَسَى، فِي القرآنِ مِنَ اللهِ جَلَّ ثَناؤُه، واجبٌ وَهُوَ مِنَ العِبادِ ظَنٌّ، كَقَوْلِهِ تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}، وَقَدْ أَتى اللهُ بِهِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: إِلَّا فِي قَوْلِهِ عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: عَسَى مِنَ اللَّهِ إيجابٌ فجاءَت عَلَى إحْدى اللُّغَتَيْنِ لأَن عَسَى فِي كَلَامِهِمْ رجاءٌ ويَقِين؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ عَسَى كَلِمَةٌ تَكُونُ للشَّك واليَقينِ؛ قَالَ الأَزهري: وَقَدْ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ فَجَعَلَهُ يَقِينًا أَنشده أَبو عُبَيْدٍ:
ظَنِّي بِهِمْ كعَسَى، وَهُمْ بِتَنُوفَةٍ، ***يَتَنازَعُونَ جوائزَ الأَمثالِ
أَي ظَنِّي بِهِمْ يَقين.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا قَوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ، وأَما الأَصمعي فَقَالَ: ظَنِّي بِهِمْ كعَسَى أَي لَيْسَ بِثَبْتٍ كعَسى، يُرِيدُ أَن الظَّن هُنَا وَإِنْ كَانَ بِمَعْنَى الْيَقِينِ فَهُوَ كعَسى فِي كَوْنِهَا بِمَعْنَى الطَّمَعِ وَالرَّجَاءِ، وجوائزُ الأَمثال مَا جَازَ مِنَ الشِّعْرِ وَسَارَ.
وَهُوَ عَسِيٌ أَن يَفْعَل كَذَا وعَسٍ أَي خَلِيقٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَلَا يُقَالُ عَسًى.
وَمَا أَعْسَاهُ وأَعْسِ بِهِ وأَعْسِ بأَن يفعلَ ذَلِكَ: كَقَوْلِكَ أَحْرِ بهِ، وَعَلَى هَذَا وجَّهَ الفارِسِيُّ قِرَاءَةَ نَافِعٍ: " فَهَلْ عَسِيتُم، بِكَسْرِ السِّينِ، قَالَ: لأَنَّهم قَدْ قَالُوا هُوَ عَسٍ بِذَلِكَ وَمَا أَعْساهُ وأَعْسِ بِهِ، فَقَوْلُهُ عَسٍ يُقَوِّي عَسِيتم، أَلَا تَرَى أَنَّ عَسٍ كحَرٍ وشجٍ؟ وَقَدْ جَاءَ فَعَلَ وفَعِلَ فِي نَحْوِ وَرَى الزَّنْدُ ووَرِيَ، فَكَذَلِكَ عَسَيتُم وعَسِيتُم، فَإِنْ أُسْنِدَ الفِعلُ إِلَى ظاهِرٍ فَقِيَاسُ عَسِيتم أَن يَقُولَ فِيهِ عَسِيَ زيدٌ مثلُ رَضِيَ زيدٌ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْه فسائِغٌ لَهُ أَن يأْخذَ باللغَتَين فيستعملَ إِحْدَاهُمَا فِي مَوْضِعٍ دُونَ الأُخرى كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ فِي غَيْرِهَا.
وَقَالَ الأَزهري: قَالَ النَّحْوِيُّونَ يُقَالُ عَسَى وَلَا يُقَالُ عَسِيَ.
وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ}؛ اتَّفَقَ القراءُ أَجمعون عَلَى فَتْحِ السِّينِ مِنْ قَوْلِهِ عَسَيْتُمْ إلَّا مَا جَاءَ عَنْ نافِعٍ أَنه كَانَ يقرأُ" فَهَلْ عَسِيتم، بِكَسْرِ السِّينِ، وَكَانَ يقرأُ: عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ، فدلَّ موافقتُه الْقُرَّاءَ عَلَى عَسَى عَلَى أَنّ الصَّوَابَ فِي قَوْلِهِ عَسَيْتُمْ فَتْحُ السِّينِ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَيُقَالُ عَسَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ وعَسِيتُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَقُرِئَ بِهِمَا فَهَلْ عَسَيْتُمْ وعَسِيتُمْ.
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ: بالعَسَى أَنْ يَفْعَل، قَالَ: وَلَمْ أَسْمعهم يُصَرِّفُونها مُصَرَّفَ أَخَواتِها، يَعْنِي بأَخواتها حَرَى وبالْحَرَى وَمَا شاكَلَها.
وَهَذَا الأَمرُ مَعْسَاةٌ مِنْهُ أَي مَخْلَقَة.
وَإِنَّهُ لَمَعْسَاةٌ أَنْ يَفْعَل ذَاكَ: كَقَوْلِكَ مَحْراةٌ، يَكُونُ للمُذَكر والمُؤنَّث وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ بلفظٍ وَاحِدٍ.
والمُعسِيَةُ: النَّاقَةُ الَّتِي يُشَكُّ فِيهَا أَبِها لَبَنٌ أَم لَا، وَالْجَمْعُ المُعْسِياتُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
إِذَا المُعْسِيات مَنَعْنَ الصَّبُوحَ، ***خَبَّ جَرِيُّكَ بالمُحْصَنِ
جَرِيُّه: وكِيلُه ورَسُولُه، وَقِيلَ: الجَرِيُّ الخَادِمُ، والمُحْصَنُ مَا أُحْصِنَ وادُّخِرَ مِنَ الطَّعامِ للجَدْبِ؛ وأَما مَا أَنشده أَبو الْعَبَّاسِ:
أَلم تَرَني تَرَكْتُ أَبا يَزِيدٍ ***وصاحِبَه، كمِعْسَاءِ الجَوارِي
بِلَا خَبْطٍ وَلَا نَبْكٍ، ولكنْ ***يَدًا بِيدٍ فَها عِيثي جَعارِ
قَالَ: هَذَا رَجُلٌ طَعَن رجُلًا، ثُمَّ قَالَ: ترَكْتُه كمِعْساءٍ الجَواري يسِيلُ الدَّمُ عَلَيْهِ كَالْمَرْأَةِ الَّتِي لَمْ تأْخذ الحُشْوةَ فِي حَيْضِها فَدَمُها يسيلُ.
والمِعْسَاءُ مِنَ الجوارِي: المُراهِقَة الَّتِي يَظنُّ مَنْ رَآهَا أَنها قَدْ تَوَضَّأَتْ.
وَحَكَى الأَزهري عَنِ ابْنِ كَيْسَانَ قَالَ: اعْلَمْ أَن جَمْعَ الْمَقْصُورِ كُلَّهُ إِذَا كَانَ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ وَالْيَاءِ فَإِنَّ آخِرَهُ يَسْقُط لِسُكُونِهِ وسكونِ واوِ الجمعِ وَيَاءِ الجمعِ وَيَبْقَى مَا قبلَ الأَلِف عَلَى فَتْحه، مِنْ ذَلِكَ الأَدْنَونَ جَمْعُ أَدْنَى والمُصْطَفَون والمُوسَون والعِيسَوْنَ، وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ الأَدْنَين والمُصْطَفَيْن.
والأَعْسَاء: الأَرزانُ الصُّلبَةُ، واحدُها عاسٍ.
وَرَوَى ابْنُ الأَثير فِي كِتَابِهِ فِي الْحَدِيثِ: « أَفضلُ الصَّدَقَةِ المَنِيحة تَغْدُو بِعِسَاءٍ وَتَرُوحُ بعِسَاء »، وَقَالَ: قَالَ الْخَطَّابِيُّ قَالَ الحُمَيْدِي العِسَاءُ العُسُّ، قَالَ: وَلَمْ أَسْمعه إلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ: والحُمَيْدي مِنْ أَهْلِ اللِّسانِ، قَالَ: وَرَوَاهُ أَبو خيثَمة ثُمَّ قَالَ بِعِساسٍ كَانَ أَجودَ، وَعَلَى هَذَا يَكُونُ جَمْع العُسِّ أَبدل الْهَمْزَةَ مِنَ السِّينِ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: العِسَاءُ والعِساسُ جمعُ عُسٍّ.
وأَبو العَسَا: رَجُلٌ؛ قَالَ الأَزهري: كَانَ خلَّاد صاحبُ شُرَطَة البَصْرَة يُكْنَى أَبا العَسَا.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
51-أساس البلاغة (جني)
جنيهات جناة من جناك، وهذه شجرة طيبة الجناة. وثمر جني: جني آنفًا. وأجنى الشجر: حان أن يجنى ثمره. وأجنيته الثمر: مكنته من اجتنائه. وأجنت الأرض وأخلت: صار فيها الجنى والخلى. وأجنى الله الماشية: أنبت لها الجنى. وجنى على أهله: جر عليهم. وتجنى على أخيه ما لم يجن.
ومن المجاز: اجتنى العسل. وتقول العرب: جنيت الجراد وصدت ماء المطر، وقد وقع لي:
قطف الحلم من شماريخ رضوي *** وجنى اللين من قنا الخيزران
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
52-مجمل اللغة (أهن)
أهن: الإهان: الشتمراخُ من شماريخ النخلِ.مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
53-مجمل اللغة (عطل)
عطل: العطل: فقدان القلادة، ويقال: عطلت المرأة، وهي عطل وعاطل.وقوس عطل: لا وتر عليها كذلك.
الأعطال: الرجال لا سحلاح معهم.
والتعطيل: التفريغ.
وإبل معطلة: لا راعي لها.
ويقال: ناقة عطلة: جيدة الخلق.
والعيطل: الطويلة الجسيمة، امرأة كانت أو ناقة.
والعطل الشمراخ من شماريخ النخلة.
وعطالة: جبل ببلاد تميم.
[قال:
خليلي قوما في عطالة فانطرا
أنارًا ترى ما تين بين أم برقا]
مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
54-مقاييس اللغة (أهن)
(أَهَنَ) الْهَمْزَةُ وَالْهَاءُ وَالنُّونُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ لَا يُقَاسُ عَلَيْهَا.قَالَ الْخَلِيلُ: الْإِهَانُ: الْعُرْجُونُ، وَهُوَ مَا فَوْقَ شَمَارِيخِ عِذْقِ التَّمْرِ، أَيِ النَّخْلَةِ.
وَقَالَ:
إِنَّ لَهَا يَدًا كَمِثْلِ الْإِهَانِ *** مَلْسَا وَبَطْنًا بَاتَ خُمْصَانَا
وَالْعَدَدُ آهِنَةٌ، وَالْجَمِيعُ أُهُنٌ.
مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
55-مقاييس اللغة (حضر)
(حَضَرَ) الْحَاءُ وَالضَّادُ وَالرَّاءُ إِيرَادُ الشَّيْءِ، وَوُرُودُهُ وَمُشَاهَدَتُهُ.وَقَدْ يَجِيءُ مَا يَبْعُدُ عَنْ هَذَا وَإِنْ كَانَ الْأَصْلُ وَاحِدًا.
فَالْحَضَرُ خِلَافُ الْبَدْوِ.
وَسُكُونُ الْحَضَرِ الْحِضَارَةُ.
قَالَ:
فَمَنْ تَكُنِ الْحَضَارَةُ أَعْجَبَتْهُ *** فَأَيَّ رِجَالِ بَادِيَةٍ تَرَانَا
قَالَهَا أَبُو زَيْدٍ بِالْكَسْرِ، وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ هِيَ الْحَضَارَةُ بِالْفَتْحِ.
فَأَمَّا الْحُضْرُ الَّذِي هُوَ الْعَدْوُ فَمِنَ الْبَابِ أَيْضًا، لِأَنَّ الْفَرَسَ وَغَيْرَهُ يُحْضِرَانِ مَا عِنْدَهُمَا مِنْ ذَلِكَ، يُقَالُ أَحْضَرَ الْفَرَسُ، وَهُوَ فَرَسٌ مِحْضِيرٌ سَرِيعٌ الْحُضْرِ، وَمِحْضَارٌ.
وَيُقَالُ حَاضَرْتُ الرَّجُلَ، إِذَا عَدَوْتَ مَعَهُ.
وَقَوْلُ الْعَرَبِ: اللَّبَنُ مَحْضُورٌ فَمَعْنَاهُ كَثِيرُ الْآفَةِ، وَيَقُولُونَ إِنَّ الْجَانَّ تَحْضُرُهُ.
وَيَقُولُونَ: الْكُنُفُ مَحْضُورَةٌ.
وَتَأَوَّلَ نَاسٌ قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 97]، أَيْ أَنَّ يُصِيبُونِي بِسُوءٍ.
وَالْبَابُ كُلُّهُ وَاحِدٌ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَحْضُرُونَهُ بِسُوءٍ.
وَيُقَالُ لِلْحَاضِرِ وَهِيَ الْحَيُّ الْعَظِيمُ.
قَالَ حَسَّانُ:
لَنَا حَاضِرٌ فَعْمٌ وَبَادٍ كَأَنَّهُ *** قَطِينُ الْإِلَهِ عِزَّةً وَتَكَرُّمًا
وَيَرْوِي نَاسٌ:
كَأَنَّهُ شَمَارِيخُ رَضْوَى عِزَّةً وَتَكَرُّمًا.
وَأَنْكَرَتْ قُرَيْشٌ ذَلِكَ وَقَالُوا: أَيُّ عِزَّةٍ وَتَكَرُّمٍ لِشَمَارِيخِ رَضْوَى.
وَالْحَضِيرَةُ: الْجَمَاعَةُ لَيْسَتْ بِالْكَثِيرَةِ.
قَالَ:
يَرِدُ الْمِيَاهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً *** وِرْدَ الْقَطَاةِ إِذَا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ
وَيُقَالُ الْمُحَاضَرَةُ الْمُغَالَبَةُ، وَحَاضَرْتُ الرَّجُلَ: جَاثَيْتُهُ عِنْدَ سُلْطَانٍ أَوْ حَاكِمٍ.
وَيُقَالُ أَلْقَتِ الشَّاةُ حَضِيرَتَهَا، وَهِيَ مَا تُلْقِيهِ بَعْدَ الْوَلَدِ مِنَ الْمَشِيمَةِ وَغَيْرِهَا.
وَهَذَا قِيَاسٌ صَحِيحٌ، وَذَلِكَ أَنَّ تِلْكَ الْأَشْيَاءَ تُسَمَّى الشُّهُودُ، وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي بَابِهَا.
وَحَضْرَةُ الرَّجُلِ: فِنَاؤُهُ.
وَالْحَضِيرَةُ: مَا اجْتَمَعَ مِنَ الْمِدَّةِ فِي الْجُرْحِ.
وَيُقَالُ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَلُغَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَضِرَتْ.
وَكُلُّهُمْ يَقُولُ تَحْضُرُ.
وَهَذَا مِنْ نَادِرِ مَا يَجِيءُ مِنَ الْكَلَامِ عَلَى فَعِلَ يَفْعُلُ.
وَقَدْ جَاءَتْ فِيهِ مِنَ الصَّحِيحِ غَيْرِ الْمُعْتَلِّ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي بَابِهَا.
وَيُقَالُ رَجُلٌ حَضِرٌ إِذَا كَانَ لَا يَصْلُحُ لِلسَّفَرِ.
وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ رَجُلٌ نَهِرٌ، إِذَا كَانَ يَصْلُحُ لِأَعْمَالِ النَّهَارِ دُونَ اللَّيْلِ.
قَالَ:
لَسْتَ بِلَيِلِيٍّ وَلَكِنِّي نَهِرْ وَيَقُولُونَ: إِنَّ الْحَضْرَ شَحْمَةٌ فِي الْمَأْنَةِ وَفَوْقَهَا.
وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ الْحَضْرُ، وَهُوَ حِصْنٌ، فِي قَوْلُ عَدِيٍّ:
وَأَخُو الْحَضْرِ إِذْ بَنَاهُ *** وَإِذْ دِجْلَةُ تُجْبَى إِلَيْهِ
وَالْخَابُورُ وَمِنَ الشَّاذِّ، وَيَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى مَا قَبْلَهُ حَضَارِ، وَهُوَ كَوْكَبٌ.
"وَالْعَرَبُ تَقُولُ: حَضَارِ وَالْوَزْنُ مُحْلِفَانِ ; وَذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ يَحْلِفُونَ عَلَيْهِمَا أَنَّهُمَا سُهَيْلٌ لِأَنَّهُمَا يُشْبِهَانِهِ."
وَالْمُحْلِفُ: الشَّيْءُ الَّذِي يُحْوِجُ إِلَى الْحَلْفِ.
قَالَ:
كُمَيْتٌ غَيْرُ مُحْلِفَةٍ وَلَكِنْ *** كَلَوْنِ الْوَرْسِ عُلَّ بِهِ الْأَدِيمُ
وَحِضَارُ الْإِبِلِ: بِيضُهَا.
قَالَ الْهُذَلِيُّ:
شُومُهَا وَحِضَارُهَا.
مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
56-مقاييس اللغة (هصر)
(هَصَرَ) الْهَاءُ وَالصَّادُ وَالرَّاءُ: يَدُلُّ عَلَى قَبْضٍ عَلَى شَيْءٍ وَإِمَالَتِهِ.وَهَصَرْتُ الْعُودَ، إِذَا أَخَذْتَهُ بِرَأْسِهِ فَأَمَلْتَهُ إِلَيْكَ.
قَالَ:
هَصَرْتُ بِغُصْنٍ ذِي شَمَارِيخَ مَيَّالِ.
وَبِذَلِكَ سُمِّيَ الْأَسَدُ هَصُورًا وَهَيْصَرًا وَهَصَّارًا.
مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
57-صحاح العربية (هصر)
[هصر] الهَصْرُ: الكسرُ.وقد هَصَرَهُ واهْتَصَرَهُ، بمعنًى.
وهَصَرْتُ الغُصنَ وبالغصنِ، إذا أخذت برأسه فأمَلْته إليك.
قال امرؤ القيس: فلمَّا تَنازَعنا الحديثَ وأسمحَتْ *** هَصَرْتُ بغصنٍ ذي شَماريخَ ميَّالِ - والهَيْصَرُ: الأسدُ، وهو الهصور، والهصار، والهصر.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
58-صحاح العربية (شمل)
[شمل] شَمَلَهُمْ الأمر يشملهم، إذا عمهم.وشملهم بالفتح يشملهم لغة، ولم يعرفها الاصمعي.
وأنشد لابن قَيسِ الرُقَيّات: كيف نَومي على الفِراشِ ولَمَّا تَشْمَلِ الشأمَ غارةٌ شَعْواءُ أي متفرِّقَةٌ.
وأمر شامل.
وجمع الله شَمْلَهُمْ، أي ما تَشَتَّتَ من أمرهم.
وفرَّقَ الله شَمْلَهُ، أي ما اجتمع من أمره.
والشَمَلُ بالتحريك: مصدر قولك شَمِلَتْ ناقتنا لِقاحًا من فحل فلان، تَشْمَلُ شَمَلًا، إذا لقِحَتْ.
والشَمَلُ أيضًا: لغةٌ في الشَمْلِ، وأنشد أبو زيدٍ في نوادره للَبعيث: قد يَنْعَشُ الله الفتى بعد عَثْرَةٍ وقد يجمع الله الشتيت من الشمل
قال أبو عمر الجرمى: ما سمعته بالتحريك إلا في هذا البيت.
والشملة: كساء يُشْتَمَلُ به.
قال ابن السكيت: يقال اشتريت شَمْلَةً تَشْمُلُني.
ويقال: أصابنا شَمَلٌ من مطر، بالتحريك وأَخْطَأَنا صَوْبُهُ وَوابِلُهُ، أي أصابنا منه شئ قليل.
ورأيت شملا من الناس والإبل، أي قليلًا.
وما على النخلة إلا شَمَلَةٌ وشَمَلٌ، وما عليها إلا شَماليلُ، وهو الشئ القليل يبقى عليها من حَمْلِها.
والشَماليلُ أيضًا: ما تفرَّقَ من شُعَبِ الأغصان في رؤوسها، كنحو شماريخ العذق.
قال العجاج: وقد تردى من أراط ملحفا منها شماليل وما تلففا وذهب القوم شَماليلَ، إذا تفرقوا.
وثوبٌ شَمالِيلُ، مثل شَماطيطَ.
والمِشْمَلُ: سيفٌ قصير يَشتمِل عليه الرجلُ، أي يغطِّيه بثوبه.
والمِشْمَلَةُ: كساءٌ يُشْتَملُ به دون القَطيفة.
والشَمالُ: الريحُ التي تهُبُّ من ناحية القطب.
وفيها خمس لغات: شَمْلٌ بالتسكين، وشَمَل بالتحريك، وشَمالٌ، وشَمْأَلٌ مهموز، وشأمل
مقلوب منه.
وربما جاء بتشديد اللام.
قال الزفيان:
تلفه نكباء أو شمأل *** والجمع شمالات.
قال جذيمة الابرش: ربما أوفيت في علم ترفعن ثوبي شمالات فأدخل النون الخفيفة في الواجب ضرورة.
وشمائل أيضا على غير قياس، كأنَّهم جمعوا شمالة، مثل حمالة وحمائل.
قال أبو خراش: تكاد يداه تُسْلِمانِ رداءه من الجودِ لَمَّا اسْتَقْبَلَتْهُ الشَمائِلُ وغديرٌ مَشمولٌ: تضربه ريحُ الشَمالِ حتى يَبْرُدَ.
ومنه قيل للخمر مَشْمولَةٌ، إذا كانت باردةَ الطعم.
والنارُ مَشْمولَةٌ، إذا هبَّت.
عليها ريح الشَمالِ.
والشَمولُ: الخمرُ.
واليدُ الشِمالِ: خلافُ اليمين، والجمع أشمل مثل أعنق وأذرع، لانها مؤنثة، وشمائل أيضا
قال الله تعالى: (عن اليمين والشمائل).
والشمال أيضا: الخلق.
قال جرير:
ومالومى أخى من شماليا *** والجمع الشمائل.
وطير شمال: كل طير يشتاءم به.
والشِمالُ أيضًا كالكيس يجعلُ فيه ضَرع الشاة، وكذلك النَخلةُ إذا شُدَّتْ أَعْذَاقُها بقطع الأكسية لئلا تنفض.
تقول منه: شملت الشاة أَشْمُلُها شَمْلًا.
وشَمَلتِ الريحُ أيضًا تَشْمَلُ شُمولًا، أي تحوّلت شمَالًا.
وناقةٌ شَمِلَّةٌ بالتشديد، أي خفيفة.
وشملال وشمليل مثله.
وقد شملل شمللة، إذا أسرع.
ومنه قول امرئ القيس يصف فرسًا: كأني بفَتْخَاءِ الجناحَين لَقْوَةٍ دَفوفٍ من العِقْبانِ طَأْطَأْتُ شِمْلالي قال أبو عمرو: شِمْلالي: أراد يده الشِمالَ.
قال: والشِمْلال والشِمالُ سواء.
وأشمل القوم، إذا دخلوا في ريح الشَمالِ.
فإن أردت أنها أصابتهم قلت: شُمِلوا، فهم مَشْمولونَ.
قال أبو زيد: أَشْمَلَ الفحل شَولَهُ إشمالا، إذا ألقح النصف منها إلى الثلثين، فإذا ألقحها كلَّها قيل أَقَمَّها: وأشْمَلَ فلانٌ خَرائفَه، إذا لقَطَ ما عليها من الرُطَبِ إلاَّ قليلًا.
واشْتَمَلَ بثوبه، إذا تلفَّف.
واشْتِمالَ الصَّماء: أن يجلِّل جسدَه كله بالكساء أو بالازار.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
59-صحاح العربية (عطل)
[عطل] العَطَلُ: الشخصُ، مثل الطَلَل.يقال: ما أحسن عَطَلَهُ، أي شَطاطَهُ وتمامَه.
والعَطَلُ: الشِمراخُ من شماريخ النخلة.
والعَطَلُ أيضًا: مصدر عَطِلَتِ المرأةُ وتَعَطَّلَتْ، إذا خلا جيدها من القلائد، فهي عُطُلٌ بالضم، وعاطِلٌ، ومِعْطالٌ.
وقد يستعمل العطل في الخلو من الشئ وإن كان أصله في الحُليّ، يقال عَطِلَ الرجلُ من المال والادب فهو عطل وعطل، مثل عسر وعسر.
وقوس عُطُلٌ أيضًا: لا وترَ عليها.
والأعطالُ من الإبل: التي لا أرسانَ عليها.
وناقةٌ عَطِلةٌ بالكسر، ونوقٌ عَطِلاتٌ، أي حسانٌ.
وتَعَطَّل الرجلُ، إذا بقي لا عمل له.
والاسم العُطْلَةُ.
والأعطالُ: الرجال الذين لا سلاح معهم.
والتعطيلُ: التفريغُ.
وبئرٌ معَطَّلَةٌ، لِبيودِ أهلِها.
وفي الحديث عن عائشة رضى الله عنها
في امرأة توفيت، فقالت.
" عطلوها " أي انزعوا حليها.
والمُعَطَّلُ: المواتُ من الأرض.
وإبلٌ معطلة: لا راعى لها.
وعطالة: جبل لبنى تميم.
والعيطل من النساء: الطويلة العنق، وكذلك من النوق والفرس.
وقال عمرو ابن كلثوم:
ذراعي عيطل أدماء بكر *** وأما قول الراجز: بات يبارى شعشعات ذبلا فهى تسمى بيرما وعيطلا وقد حدوناها بهيد وهلا فهما اسمان لناقة واحدة.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
60-منتخب الصحاح (شمل)
شَمَلَهُمْ الأمر يشملهم إذا عمهم وشملهم بالفتح يَشْمُلُهُمْ لغة وأنشد لابن قَيسِ الرُقَيّات:كيف نَومي على الفِراشِ ولَمَّا *** تَشْمَلِ الشأمَ غارةٌ شَعْواءُ
أي متفرِّقَةٌ.
وجمع الله شَمْلَهُمْ، أي ما تَشَتَّتَ من أمرهم.
وفرَّقَ الله شَمْلَهُ، أي ما اجتمع من أمره.
والشَمَلُ بالتحريك: مصدر قولك شَمِلَتْ ناقتنا لِقاحًا من فحل فلان، تَشْمَلُ شَمَلًا، إذا لقِحَتْ.
والشَمَلُ أيضًا: لغةٌ في الشَمْلِ، وأنشد أبو زيدٍ في نوادره للَبعيث:
قد يَنْعَشُ الله الفتى بعد عَثْرَةٍ *** وقد يجمع الله الشَتيتَ من الشَملْ
والشَمْلَةُ: كساءٌ يُشْتَمَلُ به.
قال ابن السكيت: يقال اشتريت شَمْلَةً تَشْمُلُني.
ويقال: أصابنا شَمَلٌ من مطر، بالتحريك.
وأَخْطَأَنا صَوْبُهُ وَوابِلُهُ، أي أصابنا منه شيء قليل.
ورأيت شَمَلًا من الناس والإبل، أي قليلًا.
وما على النخلة إلا شَمَلَةٌ وشَمَلٌ، وما عليها إلا شَماليلُ، وهو الشيء القليل يبقى عليها من حَمْلِها.
والشَماليلُ أيضًا: ما تفرَّقَ من شُعَبِ الأغصان في رءوسها، كنحو شَمارِيخِ العِذْقِ.
وذهب القوم شَماليلَ، إذا تفرقوا.
وثوبٌ شَمالِيلُ، مثل شَماطيطَ.
والمِشْمَلُ: سيفٌ قصير يَشتمِل عليه الرجلُ، أي يغطِّيه بثوبه.
والمِشْمَلَةُ: كساءٌ يُشْتَملُ به دون القَطيفة.
والشَمالُ: الريحُ التي تهُبُّ من ناحية القطب.
وفيها خمس لغات: شَمْلٌ بالتسكين، وشَمَل بالتحريك، وشَمالٌ، وشَمْأَلٌ مهموز، وشَأْمَلٌ مقلوبٌ منه.
وشَمائِلُ أيضًا على غير قياس، كأنَّهم جمعوا شِمالَةً.
قال أبو خِراش:
تكاد يداه تُسْلِمانِ رداءه *** من الجودِ لَمَّا اسْتَقْبَلَتْهُ الشَمائِلُ
وغديرٌ مَشمولٌ: تضربه ريحُ الشَمالِ حتى يَبْرُدَ.
ومنه قيل للخمر مَشْمولَةٌ، إذا كانت باردةَ الطعم.
والنارُ مَشْمولَةٌ، إذا هبَّت عليها ريح الشَمالِ.
والشَمولُ: الخمرُ.
واليدُ الشِمالِ: خلافُ اليمين، والجمع أَشْمُلٌ وشَمائِلُ أيضًا على غير قياس.
والشِمالُ أيضًا: الخُلُقُ.
قال جرير:
وما لَوْمي أحي من شِمالِيا
والجمع الشَمائِلُ.
وطيرُ شِمالٍ: كلُّ طيرٍ يُتشاءَمُ به.
والشِمالُ أيضًا كالكيس يجعلُ فيه ضَرع الشاة، وكذلك النَخلةُ إذا شُدَّتْ أَعْذَاقُها بقطع الأكسية لئلا تنفس تقول منه: شملت الشاة أَشْمُلُها شَمْلًا.
وشَمَلتِ الريحُ أيضًا تَشْمَلُ شُمولًا، أي تحوّلت شمَالًا.
وناقةٌ شَمِلَّةٌ بالتشديد، أي خفيفةٌ.
وشِمْلالٌ وشِمْليلٌ مثله.
وأَشْمَلَ القوم، إذا دخلوا في ريح الشَمالِ.
فإن أردت أنها أصابتهم قلت: شُمِلوا، فهم مَشْمولونَ.
قال أبو زيد: أَشْمَلَ الفحل شَولَهُ إشْمالًا، إذا
ألقح النصف منها إلى الثلثين، فإذا ألقحها كلَّها قيل أَقَمَّها.
وأشْمَلَ فلانٌ خَرائفَه، إذا لقَطَ ما عليها من الرُطَبِ إلاَّ قليلًا.
واشْتَمَلَ بثوبه، إذا تلفَّف.
واشْتِمالَ الصَّماء: أن يجلِّل جسدَه كلَّه الكساء أو بالإزار.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
61-منتخب الصحاح (عطل)
العَطَلُ: الشخصُ.مثل الطَلَل.
يقال: ما أحسن عَطَلَهُ، أي شَطاطَهُ وتمامَه.
والعَطَلُ: الشِمراخُ من شماريخ النخلة.
والعَطَلُ أيضًا: مصدر عَطِلَتِ المرأةُ وتَعَطَّلَتْ، إذا خلا جيدها من القلائد، فهي عُطُلٌ بالضم، وعاطِلٌ ومِعْطالٌ.
وقد يستعمل العَطَلُ في الخلوِّ من الشيء وإن كان أصله في الحُليّ، يقال عَطِلَ الرجلُ من المال والأدب فهو عُطْلٌ وعُطُلٌ.
وقوسٌ عُطُلٌ أيضًا: لا وترَ عليها.
والأعطالُ من الإبل: التي لا أرسانَ عليها.
وناقةٌ عَطِلةٌ بالكسر، ونوقٌ عَطِلاتٌ، أي حسانٌ.
وتَعَطَّل الرجلُ، إذا بقي لا عمل له.
والاسم العُطْلَةُ.
والأعطالُ: الرجال الذين لا سلاح معهم.
والتعطيلُ: التفريغُ.
وبئرٌ معَطَّلَةٌ، لِبيودِ أهلِها.
والمُعَطَّلُ: المواتُ من الأرض.
وإبلٌ مُعَطَّلَةٌ: لا راعي لها.
والعَيْطلُ من النساء: الطويلة العنق.
وكذلك من النوق والفرس.
وقال عمرو بن كلثوم:
ذِراعي عَيْطَل أدْماءَ بِكْرٍ
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
62-منتخب الصحاح (هصر)
الهَصْرُ: الكسرُ.وقد هَصَرَهُ واهْتَصَرَهُ، بمعنًى.
وهَصَرْتُ الغُصنَ وبالغصنِ، إذا أخذت برأسه فأمَلْته إليك.
قال امرؤ القيس:
فلمَّا تَنازَعنا الحديثَ وأسمحَتْ *** هَصَرْتُ بغصنٍ ذي شَماريخَ ميَّالِ
والهَيْصَرُ: الأسدُ؛ وهو الهَصورُ، والهَصَّارُ، والهُصَرُ.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
63-المحيط في اللغة (ءهن)
اهن الإهان العرجون من فوق شماريخ عذق التمر إلى النخلة، والعدد آهنة، والجميع أهن.وأعطاه من آهن ماله وعاهنه أي من تلاده وحاضره.
وأيهان بمعنى أيهات.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
64-المحيط في اللغة (شمل)
شمل: شَمِلَهُم أمْرٌ: أي غَشِيَهم.وهو شَمْلٌ.
وجاءَ مُشْتَمِلًا على سَيْفِهِ وعلى داهِيَةٍ.
والرَّحِمُ مُشْتَمِلَةٌ على الوَلَدِ: تَضَمَّنَتْه.
والمِشْمَلُ: سَيْفٌ قَصِيرٌ يشْتَمِلُ عليه الرَّجُلُ فَيُغَطِّيه بثَوْبِه.
وأشْمَلْتُه بالسَّيْفِ: أدْرَجْته به.
والمِشْمَلَةُ: كِسَاءٌ له خَمْلٌ مُتَفَرِّقٌ يُتَلَحَّفُ به، وكذلك الشَّمْلَةُ.
والشِّمْلَةُ: ثَوْبٌ يُدِيْرُه على جَسَدِه كُلَّه لا يُخْرِجُ منه يَدَه.
وأشْمَلَه فلانٌ: أعْطاه مِشْمَلَةً.
والشَّمْلأَةُ الصَّمّاءُ: التي لَيْسَ تَحْتَها قَمِيْصٌ ولا سَرَاويْلُ، وكُرِهَ الصَّلاةُ فيها.
ومَثَلٌ: أوْرَدَها سَعْدٌ وسَعْدٌ مُشْتَمِلٌ - يا سَعْدُ لا تَرْوِ بها ذاكَ الإِبِلْ واللَّوْنُ الشامِلُ: لَوْنٌ أسْوَدُ يَعْلُوه لَوْنٌ أخَرُ.
والشِّمَالُ: خِلافُ اليَمِينِ.
وزَجَرْتُ له طَيْرَ الشِّمَالِ: أي الشُّؤْمِ.
ومَرَّتْ له طَيْرُ شِمَالٍ وغُرَابُ شِمَالٍ.
والشُّمُلُ: مِثْلُ الشَّمَائِلِ لِشِمالِ اليَدِ.
وخَلِيْقَةُ الرّجُلِ: شِمَالٌ.
وإنَّها لَحَسَنَةُ الشَّمائلِ: أي شَكْلُها وحالاتُها.
والشِّمَالُ: شِمَالُ الانسانِ.
ورَجُلٌ مَشْمُوْلُ الخَلاَئِقِ: أي كَرِيْمُها.
والشَّمَالُ: رِيْحٌ تَهُبُّ من يَسَارِ القِبْلَةِ، والشَّمْأَلُ مَهْمُوْزٌ: لُغَةٌ فيه.
وشَمَلَتِ الرِّيْحُ تَشْمَلُ شُمُوْلًا: تَحَوَّلَتْ شَمَالًا، واشْتَمَلَتْ: هَبَّتْ شَمَالًا.
ورِيْحٌ شامِلٌ وشَمَالٌ وشَمْأَلٌ وشَمَلٌ وشَمُوْلٌ.
وغَدِيْرٌ مَشْمُوْلٌ: نَسَجَتْه رِيْحُ الشَّمَالِ فَبَرَدَ ماؤه.
وكذلك يُقال للخَمْرِ مَشْمُوْلَةٌ: [أي] بارِدَةُ الطَّعْمِ.
ونَمًا مَشْمُوْلَةٌ: أصَابَتْها رِيْحُ الشَّمَالِ، وقيل: هي سَرْيْعَةُ الانْكِشَافِ؛ كما أنَّ الرِّيْحَ الشَّمَالَ إذا كانَتْ مَعَ السَّحَابِ لم تَلْبَثْ أنْ تَذْهَبَ.
والشَّمْلُ: عَدَدُ القَوْمِ ومَجْمَعُهم، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهم.
والشَّمُوْلُ: من أسْمَاءِ الخَمْرِ البارِدَةِ؛ سُمِّيَتْ لأنَّها تَشْمَلُهم بِرِيْحِها: أي تَعُمُّهم، وقيل: لأنَّها تَطِيْرُ في الرَأْسِ فَتُسْكِرُ، وقيل: لأنَّ لها عَصْفَةٌ كَعَصْفَةِ الشَّمَالِ من الرِّيَاح، وقيل: لأنَّها تَشْمَلُ العَقْلَ، وقيل: لأنَّ رَأْسَ الخابِيَةِ يُشْمَلُ بِشِمَالٍ لئلاّ يَخْلُصَ إليها قَذىً؛ وهي الخِرْقَةُ.
والشَّمْلُ والشَّمَالِيْلُ: ما تَفَرَّقَ من شُعَبِ الأغصانِ في رُؤوْسِها كنَحْوِ شَمَارِيخِ العِذْقِ.
والشَّمَالِيلُ: البَقَايَا من الكَلإَِ.
ويُسْتَعْمَلُ في كُلِّ شَيْءٍ حَتّى في الفَرْخِ إذا بَقيَ عليه شَيْءٌ من الزَّغَبِ.
وشَمَالِيْلُ النَّوى: بَقَاياها.
وثَوْبٌ شَمَالِيْلٌ: أي أخْلاَقٌ.
وناقَةٌ شِمِلَّةٌ وشِمْلاَلٌ وجَمَلٌ شِمِلٌ: وهي القَوِيَّةُ السَّرِيْعَةُ.
وانْشَمَلَ الرَّجُلُ: إذا أسْرَعَ؛ انْشِمَالًا.
وشَمْلَلَ شَمْلَلَةً.
وانْشَمَلَ: بمعنى إذا ارْتَفَعَ وقَلَصَ.
وأصَابَنَا شَمَلٌ من مَطَرٍ: أي قَلِيلٌ منه، وكذلك من النّاسِ، والجميعُ أشْمَالٌ.
وما على النَّخْلَةِ إلاّ شَمَلٌ وشَمَالِيْلٌ.
وأشْمَلَ فلانٌ خَرائفَه أشْمَالًا: إذا لَقَطَ ما عليها من الرُّطْبِ إِلاّ قَليلًا.
والشَّمَالُ: ما يُغَطّى به العَذْقِ من النَّخْلِ؛ مِثْلُ شِمَالِ الشاةِ.
وشَمَلْتُ الشاةَ أشملها جعلت ضرعها في شمال وشملت النخلة إذا كانت تنفض حملها فَشَدَدْتَ تَحْتَ أعْذَاقِها قِطَعَ أكْسِيَةٍ.
والشِّمَالُ والشَّمَلُ: الماءُ القَليلُ.
ويُقال للدُّنيا: أُمُّ شَمْلَةَ.
وأشْمَلَ الفَحْلُ شَوْلَه: إذا ألْقَحَ النِّصْفَ إلى الثُّلُثَيْنِ.
وشَمِلَتْ ناقَتُنا لَقَاحًا من فَحْلِ فلانٍ فهي تَشْمَلُ شَمَلًا: إذا لَقِحَتْ.
ونَحْنُ في كَنَفِكُم وشَمَلِكُم.
وبَعِيرُكَ في شَمَلِ إبِلِ فلانٍ: إذا دَخَلَ في غُمَارِها فَخَفِيَ فيها.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
65-تهذيب اللغة (لعط)
لعط: أهمله الليث أيضًا، وهو معروف.قال النضر بن شُمَيْل ـ فيما قرأت بخطّ شَمِر له ـ: اللُّعْطُ: ما لَزِق بنجَفة الجَبَل.
يقال: خذ اللُّعْطَ يا فلان.
ومرّ بفلان لَاعِطًا أي مَرّ مُعَارِضًا إلى جَنْب حائط أو جَبَل.
وذلك الموضع من الحائط والجبل يقال له: اللُّعْطُ.
والمَلَاعِطُ: المراعِي حول البيوت.
يقال: إبل فلان تَلْعَط المَلَاعِط أي ترعى قريبًا من البيوت وأنشد شمر:
ما راعني إلا جَنَاحٌ هابطا *** على البيوت قَوطَه العُلابطَا
ذات فُضُول تَلْعَطُ المَلَاعِطَا
قال: وجَنَاح: اسم راعي غَنَم.
وجعل هابطًا ههنا واقعًا وقال غيره: لَعَطني فلان بحقّي لَعْطًا أي لوانِي به ومَطَلَنِي.
وروى أبو عُمَر عن ثعلب عن ابن الأعرابي: ألْعَطَ الرجلُ إذا مشى في لُعْط الجبل وهو أصله.
ويقال لَعْط الجبل أيضًا.
ورأيته لاعِطًا أي ماشيًا في جَنْب الجَبَل.
أبو عبيد عن أبي زيد: نَعْجة لَعْطَاء وهي التي بِعُرْض عُنُقها لُعْطَة سوداء وسائرها أبيض.
قلت: وهذه الحروف كلها صحيحة وقد أهملها الليث.
عطل: أبو عبيد عن الفرّاء: امرأة عاطِل بغير هاء: لا حُلِيّ عليها.
قال: وامرأة عُطُلٌ مثلها.
وأنشدنا القَنانيّ:
ولو أشرَفَت من كُفَّة السِتْر عاطلًا *** لقلتَ غزالٌ ما عيه خَضَاضُ
وقال الشمّاخ:
يا ظبيةً عُطُلًا حُسَانَةَ الجِيد
وقوسٌ عُطُل: لا وَتَر عليها.
والأعطال من الخيل: التي لا أرسان عليها.
وقال الليث: عَطِلَتِ المرأة تَعْطَلُ عَطَلًا وعُطُولًا وتَعَطَّلَت إذا لم تَلْبَس الزِينة وإذا تُرِك الثَغْرُ بلا حامٍ يحميه فقد عُطِّلَ.
والمواشي إذا أهمِلَتْ بلا راع فقد عُطِّلَت وكذلك الرعيّة إذا لم يكن لها والٍ يسوسها فهم مُعَطَّلون، وقد عُطِّلُوا أي أهمِلوا.
و (بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) لا يُسْتقى منها ولا ينتفع بمائها.
وتعطيل الحدود: ألَّا تقام على مَن وجبت عليه.
وعُطِّلَت الغَلّات والمزارع إذا لم تُعْمَرْ ولم تُحْرَث.
وسمعتُ العرب تقول: فلان ذو عُطْلة إذا لم تكن له صنعة يمارسها.
ودَلْوٌ عَطِلَة: إذا تَقَطع وذَمُها فتعطَّلت من الاستقاء بها وفي حديث عائشة في صفة أبيها: فرأب الثَأْي وأوذم العطِلة، أرادت أنَّه ردّ الأمور إلى نظامها وقوَّى أمر الإسلام بعد ارتداد الناس، وأوهى أمر الردَّة حتى استقامت له الناس.
والعَطِيل: شِمْراخ من شماريخ فُحّال النخل يؤبَر به.
سمعته من أهل الأحساء.
والعَطَل: تمام الجسم وطولُه.
وامرأة حَسَنة العَطَل إذا كانت حسنة الجُرْدَة.
وقال أبو عمرو: ناقة حسنة العَطَل وهي ناقة عَطِلة إذا كانت تامَّة الجسم والطول.
ونوق عَطِلَات.
وقال لبيد:
فلا نتجاوز العَطِلات منها *** إلى البَكْر المقارب والكَزُومِ
وقال الليث: شاة عَطِلَة: يعرف في عُنُقها أنها غزيرة.
والعَيْطَل: الناقة الطويلة في حُسْن مَنْظَر وسِمَن.
وقال ابن كُلْثوم:
ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أدماء بِكْر *** هِجان اللون لم تقرأ جَنِينًا
وقال الليث: امرأة عَيْطَلٌ: طويلة من النساء في حُسْن جسم.
وامرأة عَطِلة ذات عَطَلٍ أي حُسن جسمٍ.
وأنشد أبو عمرو:
وَرْهَاءُ ذاتُ عَطَلٍ وَسِيمُ
ورأيت بالسَّوْدَة من ديارات بني سعد جبلًا منيفًا يقال له: عَطَالَة وهو الذي يقول فيه القائل:
خليليّ قُومَا في عَطَالَة فانْظُرَا *** أنارًا تَرَى من ذي أبانين أم برْقَا
وقال شمر: التعطّل: ترك الحُليّ: والمِعْطال من النساء: التي تُكثر التعطّل.
وقال ابن شميل: المعطال من النساء: الحسناء التي لا تبالي ألّا تتقلّد قِلَادة لجمالها وتمامها.
قال ومَعَاطِل المرأة: مواقع حُليّها.
وقال الأخطل:
زَانَتْ مَعَاطِلها بالدُرّ والذهبِ
قال ويقال: امرأة عَطْلَاء: لا حليّ عليها.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
66-تهذيب اللغة (جريُّه)
جريُّه: وكيله ورسوله: والمُحْصَن: ما أُحْصِن وادّخر مِنَ الطعام.وقال اللحياني: إنه لَمَعْساة أن يفعل ذاك؛ كقولك: مَحْراة، وأعس به أن يفعل ذاك كقولك أحر به.
والمِعْسَاءُ من الجواري: المراهِقة التي يَظنّ من رآها أنها قد توضَّأَت.
وأنشد ثعلب:
ألم ترني تركت أبا يزيد *** وصاحِبَهُ كمِعْسَاءِ الجواري
بلا خَيْط ولا نَيْط ولكن *** يدًا بيد فها عِيثِي جَعَارِ
قال: هذا رجل طعَن رجلًا، ثم قال: تركته كمعساء الجواري: يسيل الدم عليه كالمرأة التي لم تأخذ الحِشْوَةَ في حيضها، فدمها يسيل على فخذيها، وقوله.
يدًا بيد، أي طعنه كفاحًا ولم أطعنه خَتْلًا.
أبو عبيد عن الأموي: العاسي: الشمراخ من شماريخ العَذْق في لغة بلحارث بن كعب.
وقال ابن الأعرابي: الأعساء: الأرزان الصُلْبة قلت وواحدها عاسٍ.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
67-تهذيب اللغة (هصر)
هصر: قال الليث الهَصْرُ: أَنْ تأخُذَ برأس شيء ثم تكسره إليك من غير بينونة، وأنشد قوله:هَصَرْتُ بغصنٍ ذِي شماريخَ مَيّالِ*
أبو عبيد: هَصَرت الشيء وَوَقَصته: إذا كسرته، واهَتَصرْتُ النخلة: إذا ذلَّلْتَ عُذوقَهَا وسوّيتها، وقال لبيد يصفُ النَّخل
جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ به *** مِن الكوافِر مَهضومٌ ومُهْتَصَرُ
ويُروَى: مَكمُوم: أي مُغطَّى.
وقال الليث: أسدٌ هَصُور وهَصَّار.
قال: والمُهاصِرِيّ: ضَرْب من بُرُود اليَمَن.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
68-تهذيب اللغة (ضرج)
ضرج: قال ابن السكيت في قوله: وأكِسيَةُ الإضْرِيجِ فوقَ المَشَاجِبِقال: أكسِيَةُ الإضرِيج: أكسِيَةُ خزٍّ حُمْرٌ.
والإضرِيجُ: صِبْغٌ أَحْمَرُ.
وثوبٌ مضرَّجٌ من هذا.
قال: ولا يَكُونُ الإضرِيجُ إلا من خزٍّ، قال ذلك أبو عبيدة والأصمعي.
وقال الليث: الإضرِيجُ: أكسِيَةٌ تُتخَذُ من المِرْعِزَّى من أَجْوَدِه.
وقال أبو عبيدة: الإضِريْجُ من الخَيْل الجَوَادُ الكثيرُ العَرَقِ.
وقال أبو دُوَادٍ:
ولَقَدْ أَغْتَدِي يُدَافِعُ رُكْنِي *** أَجْوَلِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ إضْرِيجُ
وقيل: الإضْرِيجُ: الواسِعُ اللَّبَان.
وعَدْوٌ ضَرِيجٌ: شَديدٌ.
وكلُّ شيءٍ تَلَطخَ بِدَمٍ أَو غيرِه فقَدْ تَضَرَّجَ.
وقد ضُرِّجَتْ أثوابُه بِدَمِ النجيعِ وأنشد:
في قَرْقَر بلُعاب الشِّمْسِ مَضْرُوج
يَصِفُ السرابَ على وَجهِ الأرضِ، ومضْرُوج من نَعْتِ القَرقر.
وإذا بدَتْ ثمَارُ البُقُول من أكمَامَها قيل: انضَرَجَتْ عنها لَفَائِفُها أَيِ انْفَتَحَتْ.
والضَّرجُ: الشقُّ.
وقال ذُو الرُّمة يصِفُ نِسَاءً: ضَرَجْنَ البُرُودَ عَنْ تَرَائِب حُرَّةٍ أي شَقَقْنَ.
وقال الأصمعي: عينٌ مَضرُوجةٌ: واسعةٌ نَجْلَاءُ.
وقال ذُو الرمة:
تَبَسَّمْنَ عَنْ نَوْر الأقَاحِيِّ في الثرَى *** وفَتَّرن عَن أبْصَارِ مَضْرُوجةٍ نُجْلِ
ويقال: انْضَرَجَ البَازِي على الصَّيْدِ إذا انْقَضَّ عليه.
قال امرؤ القيس:
كتَيْسِ الظِّبَاءِ الأعْفَرِ انْضَرَجَتْ له *** عُقَابٌ تَدَلَّتْ منْ شَمَاريخِ ثَهْلَانِ
وقيل: انْضَرَجَتْ له: انْبَرَتْ له.
وقيل: أَخَذَتْ في شِقٍّ، وانضرَجَ الثَّوبُ إذا انْشَقَّ.
وقال أبو سعيدٍ: تَضْرِيجُ الكلام من المَعَاذِيرِ وهو تَزْوِيقُهُ وتَحْسِينُه.
ويقال: خير ما ضُرِّج به الصدق، وشَرُّ ما ضُرِّجَ به الكذِبُ.
وفي «النوادر»: أَضْرَجَتِ المرأة جَيْبَها إذا أَرْخَتْهُ.
وضَرَجْنَا الإبلَ أي ركَضْنَاها في الغارةِ.
وضَرَجَتِ الناقةُ بجِرَّتِهَا وجَرَضَتْ.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
69-تهذيب اللغة (شمط)
شمط: قال الليث: الشَّمَطُ في الرجُل شَيْبُ اللِّحْية، ولا يقال للمرأة: شَيْبَاء شَمطاء.ويقال للرجل: أَشْمَط.
والشُّمِيطُ من النبات: ما رأيت بَعْضَه هائجًا وبَعْضَه أَخْضَر.
وقد يقال لبعض الطَّير إذا كان في ذَنَبِه سَوَادٌ وبَياض: إنَّه لَشَمِيط الذُّنَابَى.
سَلَمة، عن الفراء، قال: الشماطِيط والعَباديد، والشَعارير والأَبَابيل، كلُّ هذا لا يُفْردُ له واحد.
وقال الليث: الشّماطِيط القِطَع الْمُتَفَرقُون.
يقال: جاءت الْخَيْل شماطِيطَ أَيْ مُتَفَرقين واحد شُمْطُوط وشِمْطاط، وأنشد أبو عمرو:
* مُحْتَجِزٌ بخَلَقٍ شِمْطاط*
أي: بخَلَقٍ قد تشَقَّقَ وتَقَطَّعَ.
الكسائيّ ذهب القوم شَمَاطِيطَ، وشماليلَ، إذا تَفَرَّقُوا.
وقال الليث: الشماليل ما تفرّقَ من شُعَب الأغْصَان في رؤوسها مثل شماريخ العِذْق.
ويقال للصُّبح: الشَّمِيطُ؛ لاختلاط بياض النّهَارِ بِسواد الليل.
وقال الكميت:
وأَطلعَ منه اللِّياحَ الشَّميط *** خُدودٌ، كما سُلَّت الأَنْصُلِ
الأصمعيّ عن أبي عمرو بن العلاء، أنه كان يقول لأصحابه: اشْمِطُوا، أي خُوضوا مرَّةً في الشِّعر، ومرة في الغريب، ومرة في كذا.
عمرو، عن أبيه: الشُّمْطانُ الرُّطَبُ المنَصَّف.
وقال ابن الأعرابي: الشُّمطانَةُ التي يُرطِبُ جانِبٌ منها وسائرها يابسٌ.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
70-معجم العين (هصر)
هصر: الهَصْرُ: أن تأخُذَ برأس الشّيء ثم تَكْسِرُه إليك من غيرِ بَيْنونةٍ، قال:فلمّا تنازعْنا الحديثَ وأَسْمَحَتْ *** هصرتُ بغُصْنٍ ذي شَماريخَ ميّالِ
وأسدٌ هيصير هصور هصّار.
والمُهاصِريّ: ضربٌ من بُرودِ اليَمَن.
العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م
71-معجم العين (أهن)
أهن: الإِهانُ: العُرْجُون، يعني: ما فوق شماريخ عِذْقِ التّمْر إلى النَّخْلة، والعدد: آهنة، ويُجْمَعُ على أُهُنٍ.قال:
أرى لها كَبِدًا مَلْساءَ لَيِّنةً *** مثل الإِهانِ وبَطْنًا بات خَمْصانا
العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م
72-معجم العين (شمل)
شمل: شملهم أمرٌ: أي: غشيهم، يشملهم شملًا وشًمولًا.واللَّونُ الشامل: أن يكون لونٌ أسود يعلوه لونٌ آخر.
والشمال: خلاف اليمين.
والشمال: خليقةُ الإنسان.
وجمعهُ: شمائلُ.
قال لبيد:
همُ قومي وقد أنكرتُ منهم *** شمائل بدِّلوها من شِمالي
ويقال: إنها لحسنة الشَّمائل، أي: شكلها وحالاتها، ورجل كريم الشمائل، أي: في أخلاقه وعشرته والشَّمأل: لغة في الشَّمال وهي ريحٌ تهبُّ عن يسار القبلة، وقد شملت تشملُ شمولًا.
وغديرٌ مشمول: شملته ريحُ الشَّمال، فبرد ماؤه، ومنه قيل للخمر مشمولة، أي: باردة، كما قال لبيد:
مشمولة غلثت بنابت عرفج *** كدخان نار ساطع أسنامها
والشَّملةُ: كساءُ يشتمل به.
والشّملةُ: مصدر من اشتمل بثوب يديره على جسده كلِّه، لا يخرج منه يده.
والشَّملةُ الصَّماءُ: التي ليس تحتها قميصٌ، ولا سراويل.
وكُرِه الصلاةُ فيها.
وكُره الصَّلاة ويدُه في جوفه.
وشمل القوم: مجتمع عدهم وأمرهم، تقول: جمع الله شملهم.
والمشملةُ: كساءٍّ له خمل متفرِّق يُلتحفُ به دون القطيفة، ويذكَّر أيضًا فيقال: مشملٌ: والمِشملُ: سيفٌ قصير يشتملُ عليه الرَّجلُ فيغطَّيه بثوب، يقال: جاء مُشتملًا على سيفه.
وجاء فلان مُشتملًا على داهيةِ.
والرَّحمُ مشتمِلةٌ على الولد إذا تضمَّنته.
والشَّماليلُ: ما تفرَّق من شعب الأغصان في رءوسها كنحو شماريخ العذق.
والشمال: ما لفَّ فيه ضرع النّاقةِ أو الشّاة أو البقرة.
والشَّمال: التي تُجعل على صدر التَّيس فتمنعه من النَّزاء، وهو بلغتنا: النَّجاف: وناقةٌ شملَّة شملال، أي: قوية سريعة.
ومن أمثال العرب: (
أوردها سعدٌ وسعدُ مُشتملْ *** يا سعدُ لا تروى بهذاك الإبلْ
) أي: أورد إبله الماء وهو مشتمل، أي: باشتمالك لا تروى.
لأنك إذا أوردتها فلا بدّ من أن تتشمَّر وتحتزم وتأتمر حتى تروى الإبلُ.
العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م