نتائج البحث عن (صَدِيقِي)
1-العربية المعاصرة (إذ)
إذْ [كلمة وظيفيَّة]:1 - ظرف لحدث ماضٍ، يضاف إلى جملة فعليّة في الماضي أو المستقبل، أو إلى جملة اسميّة، وهو بمعنى حين، وقد تحذف الجملة بعد إذ ويعوَّض عنها بالتنوين {إلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [قرآن].
2 - ظرف بمعنى حين (إذ ذاك: حينذاك).
3 - ظرف لاحق لبعض الظروف الدالّة على الزمن (يومئذ- بعدئذ- حينئذ).
4 - حرف للتعليل (ضربته إذ أساء- {وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} [قرآن]).
5 - حرف للمفاجأة، ويقع حينئذٍ بعد بَيْنا أو بينما (بينما أنا جالس إذ جاء صديقي- *فبينما العسر إذ دارت مياسير*).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-العربية المعاصرة (أسى)
أسَى يَأسِي، ائْسِ، أَسْيًا، فهو آسٍ، والمفعول مَأْسيّ.* أسَى المريضَ: داواه وعالجه (يأسِي الطبيبُ المحسنُ الفقراءَ بالمجَّان).
أسِيَ على/أسِيَ ل يأسَى، ائْسَ، أَسًى، فهو آسٍ وأَسْيانُ/أَسْيانٌ وأَسِيّ، والمفعول مأسيّ عليه.
* أسِي على صديقه/أسِي لصديقه: حزِن عليه (تلقّيت بمزيد الأسى نبأ وفاة صديقي- {فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [قرآن]).
تأسَّى/تأسَّى ب يتأسَّى، تَأَسَّ، تأسّيًا، فهو مُتأسٍّ، والمفعول متأسًّى به.
* تأسَّى الرَّجلُ: تصبَّر وتعزَّى.
* تأسَّى بمعلِّمه: اقتدى به.
أسًى [مفرد]: مصدر أسِيَ على/أسِيَ ل.
أَسْي [مفرد]: مصدر أسَى.
أَسْيانُ/أَسْيانٌ [مفرد]: مؤنثه: أَسْيا/أسْيانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أسِيَ على/أسِيَ ل.
أَسِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أسِيَ على/أسِيَ ل.
مأْساة [مفرد]: جمعه مآسٍ: فاجعة أو مصيبة، كلّ ما يبعث على الأسى (قاسى اللاجئون من مآسي التَّشرّد والحرمان- مأساة مُريعة- سبّب الزِّلزال مأساة للبلد وأهله).
* المَأْساة: (دب، فن) عمل أدبيّ أو مسرحيّ عنيف التَّأثير تتطوّر أحداثه فى اتِّجاه تصارع الانفعالات والوجدانات وينتهي بخاتمة محزنة، عكسها ملهاة.
مأْساويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مأْساة: (حادث/مؤلّف/وضع مأساويّ).
مأْسَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مأْساة: (نهاية مَأْسَويَّة- فَنٌّ مَأْسَويّ).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
3-العربية المعاصرة (بده)
بدَهَ يَبدَه، بَداهةً وبَدْهًا، فهو بادِه، والمفعول مَبْدوه.* بدَهَه الأمرُ: فجأه (بدَهه نبأ وفاة أبيه).
* بدَهَ الشَّخصَ بالأمرِ: فاجَأه به، بَدَأَه به، استقبله به مفاجأةً (بده أخاه بنجاحه- بدهني صديقي بخبر سفره).
بادهَ يُبادِه، مبادهةً، فهو مُبادِه، والمفعول مُبادَه.
* بادهَ الشَّخصَ بالأمر: بدَهه، فاجأه به (اعتمد في حواره على أسلوب المبادهة).
ابتدهَ يبتده، ابتداهًا، فهو مُبتدِه، والمفعول مُبتدَه.
* ابتدهَ الخطبةَ: ارتجلها (ابتده القصيدةَ).
بَداهة [مفرد]:
1 - مصدر بدَهَ.
2 - أَوّل كلّ شيء.
3 - عفويَّة؛ سُرعة الخاطِر وإصابة القول ارتجالًا، عن غير إعمال فكر (بداهة جواب) (*) بَداهةً/بالبداهة: تِلقائيًّا.
4 - سذاجة.
5 - [في الفلسفة والتصوُّف] وضوح الأفكار والقضايا بحيث تفرض نفسها على الذهن.
بَدْه [مفرد]: مصدر بدَهَ.
بَدَهيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَديهَة: (معرفة بَدَهيَّة).
2 - ما يتمّ تلقائيًّا دون إعمالٍ للفكر (ما قاله إنّما هو بدهيًّا أمرٌ محتمل).
بَديهَة [مفرد]: جمعه بديهات وبَدائِه:
1 - سَداد الرأي عند المفاجأة (هذا الرجل سريع البَديهَة- شخص ذو بَديهَة) (*) أجاب على البديهة: بصورة تلقائية، من غير تفكّر- حاضر البديهة: سريع الفهم والإدراك.
2 - معرفة يَجِدُها الإنسانُ في نفسه من غير إعمال للفكر ولا عِلْمٍ بسببها (*) صاحب بديهة: يصيب الرأي في أول ما يُفاجأ به، يفهم ما يُلقى عليه من أوّل وهلة.
3 - بداهة، أوَّل كلّ شيء.
بَديهيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى بَديهَة: على غير قياس.
2 - مُسَلَّم به، ما لا يحتاج العقل في التصديق به إلى نظر بَدَهيّ أو كَسْب أو دليل (لديه تصوّر بديهيّ) (*) أمرٌ بديهيّ/أمرٌ بدهيّ: واضحٌ، بيِّن، جليّ، مُسَلَّم به لا يحتاج إلى دليل- مِنْ البديهيّ: من الواضح.
3 - مُرتجَل (أجاب بصورة بديهيّة- رد بَديهيّ).
بَديهيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَديهَة: على غير قياس (هذه مسألة بديهيّة).
2 - مصدر صناعيّ من بَديهَة.
3 - [في الفلسفة والتصوُّف] منطق أو قضيَّة أو مبدأ يُسلَّم به؛ لأنّه واضح لا يحتاج إلى برهان كالمبادئ العقلية والأوليَّات والضروريَّات مثل (أنصاف الأشياء المتساوية متساوية).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
4-العربية المعاصرة (ترح)
ترِحَ يَترَح، تَرَحًا، فهو تَرِح.* ترِح الشَّخصُ: أصابه الهمُّ، أو الحُزنُ.
أترحَ يُترح، إتراحًا، فهو مُترِح، والمفعول مُترَح.
* أترحني ما كان من أمرِه: أحزنني (أترحني نبأ وفاة صديقي).
ترَّحَ يترِّح، تتريحًا، فهو مُترِّح، والمفعول مُترَّح.
* ترَّحَه فقدُ أبيه: أترَحه، أحزَنه.
تَرَح [مفرد]: جمعه أتْراح (لغير المصدر):
1 - مصدر ترِحَ.
2 - حُزْن أو هَمّ، عكسُه فرَح (صديقي من يقاسمني أتراحِي قبل أفراحِي- نعوذ بالله من الترح بعد الفرح) (*) ما الدنيا إلاَّ فَرَح وتَرَح: أي سرور وغمٌّ.
تَرِح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ترِحَ.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
5-العربية المعاصرة (حبر)
حبَرَ يَحبُر، حَبْرًا وحُبُورًا، فهو حابر، والمفعول مَحْبور.* حبَر الشَّخصَ: سرَّه وكرّمه ونعَّمه (ورد عليّ من أمر صديقي ما حبرني- يشيع العيدُ في نفوسنا البهجةَ والحبورَ- {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} [قرآن]).
* حبَر الكساءَ: وشَّاه وزيَّنه.
حبِرَ يحبَر، حَبَرًا، فهو حَبِر.
* حبِر الشَّخصُ: سُرَّ وابتهج (حَبِر لنبأ نجاح ابنه في المسابقة).
حبَّرَ يحبِّر، تَحْبِيرًا، فهو مُحبِّر، والمفعول مُحبَّر.
* حبَّر الكلامَ أو الخطَّ أو الشِّعرَ أو نحوَ ذلك: زيَّنه ونمَّقه، جمَّله وحسَّنه (لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْمَعُ لِقِرَاءَتِي لَحَبَّرْتُها لَك تَحْبِيرًا) [حديث].
* حبَّر الكتابَ: كتبه (أخذ الكُتَّابُ يحبِّرون المقالات دفاعًا عن قضيّة فلسطين) (*) حبَّر الورقةَ: كتبها من أوّلها إلى آخرها.
* حبَّر الدَّواةَ: ملأها حبرًا.
* حبَّر الرَّسْمَ: بيَّنه بالحِبْر (أسطوانة تحبير: جزء دوّار من الآلة الطابعة يضغط الورقَ على السطور).
حُبارى [مفرد]: جمعه حُبارَيات وحُبَارَى، والمؤنث حُبَارَى: [في الحيوان] طائر طويل العنق من الفصيلة الحباريّة من رتبة الكُركيّات، ومنه عدَّة أنواع، رماديّ اللَّون على شكل الإوَزَّة، في منقاره طول (وقد يستعمل لفظ المفرد للمذكّر والمؤنّث والجمع) (أبْلَهُ من الحُبارى [مثل]: قيل لها ذلك؛ لأنَّها إذا غيَّرت عُشَّها نسيته وحضنت بيْضَ غيرها).
حُبَّار [مفرد]: [في الحيوان] جنس حيوانات بحريّة مفترسة من الرَّخويات الرَّأسيَّات الأرجل المزدوجات الخيشوم، فيه أنواع تعيش على شواطئ البحار المعتدلة الحرارة والحارّة، يتغذّى على الأسماك، ويقذف بسائل أسود اللّون عند إحساسه بالخطر، فيُعكِّر الماء حوله ويتمكّن من الهرب (والشائع فتح الحاء).
حبَر [مفرد]: مصدر حبِرَ.
حَبْر [مفرد]: جمعه أحْبار (لغير المصدر) وحُبُور (لغير المصدر):
1 - مصدر حبَرَ (*) ذهَب حَبْرُه وسَبْرُه: حسنه وهيئته.
2 - لقب يُطلق على عالم الدين وخاصة لغير المسلمين، مثل رئيس الكهنة عند اليهود، والبَطْرَك عند النَّصارى (الحَبْر الأعظم: لقب بابا روما) (*) حَبْر الأمَّة: عالمها (وهو لقب ابن عباس الصحابيّ رضي الله عنه).
* سِفْر الأحبار: [في الديانات] جزء من أجزاء العهد القديم يشرح طقوس اليهود وأعيادَهم وطريقةَ تقديمهم الذَّبائح، وهو السِّفر الثَّالث من أسفار التَّوراة.
حَبِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حبِرَ.
حِبْر [مفرد]: جمعه أحْبار وحُبُور:
1 - حَبْر، عالِم دينيّ، وقد يُخصُّ به علماء اليهود ({إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} [قرآن]: من علماء اليهود).
2 - مداد سائل يُكتب به (أنا لا أغمسُ ريشتي في الحِبْر بل في الحياة) (*) أمُّ الحبر: قنِّينة (زجاجة) الحبر- حِبْر سرّيّ: مداد لا لون له يستعمله الجواسيسُ في كتابة رسائلهم، يبقى مخفيًّا حتى يعالج بمادّة كيميائيّة أو بالحرارة أو بتسليط ضوء معيّن عليه- قلم الحِبر: قلم يحتوي على أنبوبة تملأ بالحبر.
حَبَرة [مفرد]: جمعه حَبَرات وحِبَر:
1 - ثوب من قطن أو كتّان مخطّط كان يُصنع باليمن.
2 - مُلاءَة من الحرير كانت ترتديها النِّساءُ بمصر حين خروجهنّ.
حُبُور [مفرد]: مصدر حبَرَ.
مُحبِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حبَّرَ.
2 - ما يُستعمل للتَّحبير.
مُحَبِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حبَّرَ.
2 - إسفنجة مبلَّلة بالحِبْر صالحة لتحبير خَتم أو طابع.
مَحْبَرة/مِحْبَرة [مفرد]: جمعه مَحْبرات/مِحْبرات ومَحابِرُ: دَوَاةٌ، وهي وعاء الحِبْر (انكسرت المِحْبَرَةُ وسال الحِبْرُ على الأرض).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
6-العربية المعاصرة (حدث)
حدَثَ/حدَثَ عن/حدَثَ من يَحدُث، حُدوثًا، فهو حادث، والمفعول مَحْدُوث عنه.* حدَث الأمرُ: وقع وحصَل (حدثتِ الواقعةُ تحت عينيه).
* حدَث عن كذا/حدَث من كذا: نتج عنه أو منه (يحدث الأمرُ الكبير عن/من الأمر الصَّغير).
حدَثَ يَحدُث، حُدوثًا وحَدَاثةً، فهو حادِث.
* حدَث الشَّيءُ: كان جديدًا، عكسه قدُم، وإذا استعمل مع قَدُم ضُمّت الدَّال للمزاوجة (حدَث الشِّعرُ العربيُّ بشكله ومضمونه- أخذ ما قَدُم وما حَدُث).
أحدثَ يُحدث، إحْداثًا، فهو مُحدِث، والمفعول مُحدَث (للمتعدِّي).
* أحدث الشَّخصُ: وقع منه ما يَنقض وضوءَه.
* أحدث الشَّيءَ:
1 - ابتدعه وابتكره (أحدث طريقةً جديدةً في التّدريب وخُطَّة في اللَّعب).
2 - أوجده (أحدث اضطرابات/انقلابًا- {لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [قرآن]) (*) أحدث أثرًا: أثَّر- أحدث وَقْعًا: كان له تأثير متَّسم بالإعجاب والدَّهشة.
استحدثَ يستحدث، اسْتِحداثًا، فهو مُستحدِث، والمفعول مُستحدَث.
* استحدثَ الشَّيءَ:
1 - أحدثه، ابتدعه وابتكره (استحدث الاستعمارُ أساليبَ جديدة للهيمنة على الدول).
2 - عدَّه حَديثًا (استحدث الأمرَ).
3 - وجدَه حديث السِّنِّ صغيرًا (أراد أن يكلّفه بمهمَّة لكنَّه استحدثه).
تحادثَ يتحادث، تحادُثًا، فهو مُتحادِث.
* تحادث الطَّالبان/تحادث الطَّالبُ وصديقه/تحادث الطَّالبُ مع صديقه: حدَّث أحدهما الآخر، تكلَّما معًا، تبادلا الأفكار وأطراف الحديث (تحادَث الوفدان ليتَّفِقَا على الصِّيغة النِّهائيَّة للوثيقة- تحادثوا بالأمر).
تحدَّثَ/تحدَّثَ ب/تحدَّثَ عن يتحدَّث، تحدُّثًا، فهو مُتحدِّث، والمفعول مُتَحَدَّث به.
* تحدَّث الشَّخصُ/تحدَّث بالواقعة/تحدَّث عن الواقعة: تكلَّم عنها وأخبر بها (تحدَّث إلى زميله- تحدَّث بما جدَّ عليه- لأن تعمل بالحسنى خيرٌ من أن تتحدّث بها وتقعد [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الخير بالتَّمام) (*) مُتحدِّث رسميّ: من يتحدَّث باسم جهة رسميّة، ناطق رسميّ.
حادثَ يحادث، محادثةً، فهو محادِث، والمفعول محادَث.
* حادث فلانًا: كالمه، وشاركه في الحديث (ما كنت مصدِّقًا ما قيل لولا أنّه حادثني بنفسه) (*) حادث قلبَه بذكر الله: تعاهده بذلك.
حدَّثَ يحدِّث، تحديثًا، فهو محدِّث، والمفعول محدَّث (للمتعدِّي).
* حدَّث الشَّخصُ: روَى حديثَ الرَّسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
* حدَّثه الشَّخصُ/حدَّثه الشَّخصُ بكذا/حدَّثه الشَّخصُ عن كذا: أخبره وتكلَّم إليه (حدَّثني صديقي عمّا رأى في رحلته الأخيرة- {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [قرآن]: أَشِعْها واشكر عليها) (*) حدَّثته نفسُه: أوحت إليه ودعته إلى القيام بأمر من الأمور- حدَّثه قلبُه: أعلمه، أحسَّ مسبَّقًا بشيء، وخامره شعور به- حدِّث عنه ولا حَرَج: تكلَّم بحرية تامَّة.
* حدَّث الشَّيءَ: جعله حديثًا، جدَّده، بعث فيه الحداثة والتطوير (تمَّ تحديث المصنع لزيادة الإنتاج- تحديث وسائل التَّعليم/العقل العربي/الأمَّة).
إحداثيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إحْداث.
* إحداثيّ أفقيّ أو سينيّ: [في الهندسة] بُعد نقطة عن مستوى المِحْوَريْن العاديّ والعينيّ.
* إحداثيّ رأسيّ لنقطة: [في الهندسة] بُعْدها العموديّ عن المحور الأفقيّ.
إحداثيَّات [جمع]: مفرده إحداثيّة:
1 - [في الجبر والإحصاء] خطوط متقاطعة وعموديّة على أخرى عُملت لمعرفة علاقة الأجزاء بعضها ببعض في شكل ما.
2 - [في الهندسة] أبعاد يتعيَّن بها موضع نقطة ما بالنِّسبة إلى أساس الإسناد.
* إحداثيَّات جغرافيَّة: [في الجغرافيا] خطوط متقاطعة، وهي خطوط الطُّول وخطوط العرض التي تمكِّن من تحديد موقع نقطة من سطح الأرض.
* إحداثيَّات ذات قطبين: [في الطبيعة والفيزياء] نظام إحداثيّات تكون فيه نقطة في سطح مُسْتوٍ محدّدة بأبعادها عن نقطتين ثابتتين (قطبين).
أُحْدوثة [مفرد]: جمعه أحاديثُ:
1 - ما يكثُر التّحدُّث به بين النَّاس ({وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ} [قرآن]: أهلكوا ولم يبق إلاّ أخبارهم) (*) صار أحدوثة: كثر فيه الحديث- صاروا أحاديث: مُثِّل بهم.
2 - أقصوصة، حكاية قصيرة (حُسْن الأُحْدوثة).
تحديثيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تحديث: (أهداف/أفكار/نقلة/رؤية/نهضة تحديثيَّة) (*) النُّخبة التَّحديثيَّة: رجال الفكر والثقافة.
2 - مصدر صناعيّ من تحديث: نزعة تهتم بالتطوير والأخذ بأسباب العِلْم الحديث لتلبية حاجات العصر (يريد تحويل نزعته التحديثيّة إلى واقع ملموس- يُعَدّ الدكتور زكي نجيب محمود من رواد التحديثية في الفكر العربي).
حادِث [مفرد]: جمعه حَوَادِثُ:
1 - اسم فاعل من حدَثَ/حدَثَ عن/حدَثَ من وحدَثَ.
2 - كلُّ ما يجدُّ ويحدُث، ما يقع فجأةً (حادث طارئ/عرضيّ أو فجائيّ/مُؤلم- العالَم حادث: مخلوق) (*) الحوادث الجارية: مُجمل الوقائع الحالية أو اليوميّة التي يمكن ملاحظتها.
حادِثة [مفرد]: جمعه حادثات وحَوَادِثُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حدَثَ/حدَثَ عن/حدَثَ من: كلُّ ما يجدُّ ويحدث، ما يقع فجأة (حادثة سيّارة) (*) مَسْرَح الحادثة: المكان الذي تُجرى فيه أحداث المسرحيَّة أو الفيلم أو الرِّواية أو القصص الأخرى.
2 - مصيبة ونائبة (حوادِث الدَّهر: نوائبه ومصائبه).
حَداثة [مفرد]:
1 - مصدر حدَثَ.
2 - جِدَّة (اهتمَّ الناس بالأزياء العصريّة لحداثتها).
3 - صِبَا، سِنّ الشباب (على الرّغم من حداثة سنّه إلاّ أنَّه تحمّل المسئوليَّة- *وما الحداثة عن حِلم بمانعة*).
* الحداثة: [في الآداب] مصطلح أُطلق على عدد من الحركات الفكريَّة الدَّاعية إلى التَّجديد والثَّائرة على القديم في الآداب الغربيّة وكان لها صداها في الأدب العربيّ الحديث خاصّة بعد الحرب العالميّة الثَّانية (يميل كثير من المبدعين الآن إلى الحداثة باسم التَّجديد وتارة الصِّدق الفنيّ).
* اللاَّحداثة: [في الآداب] مبدأ يقول بوجوب اتِّباع التقاليد الموروثة في الإبداع الشِّعريّ وعدم إحداث أيّ تجديد (إنه من أنصار التبعيّة واللاّحداثة).
حداثويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَداثة: على غير قياس.
2 - نزعة تميل إلى الاهتمام بكلّ ما هو عصريّ وجديد، وطرح كلّ ما هو قديم مطروق (كانت أعمالها تتّسق وتقاليد نزعتها الحداثويّة- هاجم البعض استعمال التقنيات الحداثويّة للمونتاج والريبورتاج في أعمال السينما).
حدَث [مفرد]: جمعه أحداث:
1 - صغير السّنّ (شابٌّ حَدَثُ السِّنّ) (*) مَحْكَمة الأحداث: مَحْكَمة مختَصَّة بقضايا صغار السِّنّ.
2 - ما يقع من الأمور غير المعتادة (شهر حافل بالأحداث) (*) أحداث السَّاعة: أهمّ الأحداث الجارية- حَدث الدَّهْر/أحداث الدَّهْر: نائبته أو نوائبه- عاش الأحداثَ: عاصرها، أدركها.
3 - [في الفقه] نجاسة حكميّة تزول بالوضوء أو الغُسل أو التيمُّم.
* الحدثان:
1 - اللَّيل والنَّهار.
2 - [في الفقه] الحدث الأكبر كالجنابة، والحدث الأصغر كالبول والغائط.
* إصلاحيَّة الأحداث: [في علوم الاجتماع] مؤسَّسة لإعادة الإصلاح وترسيخ النِّظام وتدريب مخالفي القانون من الأحداث وصغار السِّنّ وتأهيلهم.
حَدَثان [مفرد].
* حَدَثان الدَّهر: نوائبه وحوادثه (أفناهم حَدَثان الدَّهر).
حِدْثان [مفرد].
* حِدْثان الشَّباب: أوّلُه وابتداؤه.
حُدُوث [مفرد]: مصدر حدَثَ/حدَثَ عن/حدَثَ من وحدَثَ.
* حدوث العالم: مصطلح يعني أنِّ العالَم محدَث له صانع أحدثه وأوجده وليس بأزليّ.
حديث [مفرد]: جمعه أحاديثُ:
1 - كلّ ما يتحدَّث به من كلامٍ وخبر (حديث جانبيّ/صحفيّ/ذو شجون- {فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} [قرآن]) (*) جاذبه أطرافَ الحديث: شاركه في الحوار- حديث المائدة: حديث عفويّ وقت تناول الطعام- حديث النَّفس: ما يحدِّث به الإنسان نفسَه من خير وشرّ- حديث ذو شجون: متشعِّب متفرِّع يستدعي بعضُه بعضًا- قطع عليه حديثَه: اعترضه- ما لي معك حديث: لا شأن لي معك.
2 - [في الحديث] كُلُّ قول أو فعل أو تقرير أو صفة مِمَّا نُسب إلى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم (حفظت الأربعين حديثًا النوويّة) (*) حديث شريف: كلام الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم وصحابته.
3 - حُلْم {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ} [قرآن].
4 - عِبْرة وعِظَة {فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [قرآن].
* علم الحديث: علم يُعرف به أقوالُ النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وأفعاله وأحواله (*) أصحاب الحديث/أهل الحديث/رجال الحديث: المحدِّثون.
* حديث قدسيّ: حديث يحكيه النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن الله عزّ وجلّ، ويُسند مضمونه إليه ويسمّى الحديث الإلهيّ أو الرَّبّانيّ.
* الحديث الحَسَن: [في الحديث] كلّ حديث اتصل سنده برواية عَدْلٍ قلّ ضبطه، من غير علّة ولا شذوذ، ومنه الحسن لذاته والحسن لغيره، وهو كالصحيح في الاحتجاج به غير أن رواته أقل ضبطًا من رواة الصحيح.
* الحديث الضَّعيف: [في الحديث] كلّ حديث فقد شرطًا من شروط القبول التي للصحيح والحسن.
* الحديث المتواز: [في الحديث] خبر ينقله من يحصل العلم بصدقه ضرورة ولابد في إسناده من استمرار هذا الشرط في رواته من أوله إلى منتهاه.
* الحديث الموضوع: [في الحديث] كلّ كلام ينسب إلى الرسول صلَّى الله عليه وسلم افتراء وزورًا ولم يثبت أنه قاله أو فعله.
حديث [مفرد]: جمعه حِداث وحُدَثاءُ: جديد عصريّ، عكسه قديم (صدر هذا الكتاب حديثًا) (*) حديثًا: مؤخَّرًا- حديث البناء: بُني حديثًا- حديث العَهْد بالزَّواج: تزوَّج منذ وقتٍ قريب- حديث العَهْد بالشَّيء/حديث عَهْد بالشَّيء: عرفه حديثًا- حديث نعمة/حديث غِنى: أصبح ذا نعمة وثراء منذ وقت قريب، يتباهى بعرض ثروته ببذخٍ خالٍ من الذّوق ينمُّ عن تصنُّعٍ وغباءٍ مثيرَيْن للسُّخرية وهو ذو منشأ متواضع.
مُحادثة [مفرد]: جمعه محادثات:
1 - مصدر حادثَ (*) محادثة تلفونيّة: اتِّصال عبر الهاتف.
2 - مُناقشة أو مباحثة (لم تُسفر المحادثات بين الجانبين عن أيِّ تقدُّم- محادثات دبلوماسيّة).
3 - [في الفلسفة والتصوُّف] عند الصُّوفيَّة، مخاطَبة الحقّ للعارفين من عالم الملك والشّهادة، كالنِّداء من الشَّجرة لموسى.
مُحدَث [مفرد]: جمعه مُحْدَثون ومُحْدَثات:
1 - اسم مفعول من أحدثَ.
2 - ما لم يكن معروفًا في كتاب ولا سُنَّة ولا إجماع (وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا [حديث]).
3 - حَدِيث، جديد قريب العهد، عكس قديم (موضوع مُحدَث- {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [قرآن]) (*) مُحدَث الثَّراء/مُحدَث النِّعمة: شخص حديث الثَّراء.
* المُحدَثون: المتأخِّرون من العلماء والأدباء، وهم خلاف المتقدِّمين أو القدماء (لم يكن اللُّغويّون القدماء يستشهدون بشعر المحدثين).
مُحْدَثة [مفرد]: جمعه مُحْدَثات، والمذكر مُحْدَث:
1 - مؤنَّث مُحدَث.
2 - مُحْدَث، ما لم يكن معروفًا في كتابٍ ولا سُنَّة ولا إجماع (وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ [حديث]).
مُحدَّث [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حدَّثَ.
2 - مُلهَم يرى الرَّأي ويظّنُّ الظّنَّ، فيكون كما رأى وكما ظنّ (إِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مُحدَّثٌ فَهُوَ عُمَرُ [حديث]).
مُحدِّث [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حدَّثَ.
2 - راوي أحاديث النَّبيّ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم (تزخر المكتبات بكتب الرّواة والمحدِّثين).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
7-العربية المعاصرة (حزن)
حزَنَ يَحزُن، حُزْنًا، فهو مُحزِن (على غير قياس)، والمفعول مَحْزون وحَزين.* حزَنه الأمرُ: غمَّه وكدَّره، همَّه وكربه، عكس سرَّه (ورَدني نبأ حَزنني كثيرًا- {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [قرآن]).
حزِنَ يَحزَن، حَزَنًا وحُزْنًا، فهو حَزِن وحَزْنَانُ/حَزْنَانٌ وحَزين.
* حزِن الرَّجلُ: اغتمَّ (حزِنَ لرؤية ولدِه مرهقًا- {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [قرآن]).
* حزِنت المرأةُ: لبست السّواد.
أحزنَ يُحزِن، إحزانًا، فهو مُحْزِن، والمفعول مُحْزَن.
* أحزَنه الخبرُ: حزَنه، غمَّه، أتعسه (أحزنه نبأُ وفاة صديقه- أحزنني ما يعانيه الشَّعب الفلسطينيّ) (*) مَسْرَحِيَّة محزنة: ذات طابع مأساويّ.
تحازنَ يتحازن، تحازُنًا، فهو مُتحازِن.
* تحازن فلانٌ: تظاهر بالحُزْن.
تحزَّنَ على/تحزَّنَ ل يتحزَّن، تحزُّنًا، فهو مُتحزِّن، والمفعول متحزَّن عليه.
* تحزَّن عليه/تحزَّن له: توجّع (تحزَّنت كثيرًا لما أصاب صديقي).
حزَّنَ/حزَّنَ في يحزِّن، تحزينًا، فهو مُحزِّن، والمفعول مُحزَّن.
* حزَّنه: أحزنه، غمَّه، بعث في نفسه الحُزْنُ (حَزَّنني خبرُ حريق القطار).
* حزَّن القارئُ في قراءته: رقَّق صوتَه في القراءة.
حَزْن [مفرد]: جمعه حُزُن وحُزون: ما غلظ من الأرض في ارتفاع أحيانًا (اللّهُمَّ لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلًا وَأَنْتَ تَجْعَلُ الْحَزْن إِنْ شِئْتَ سَهْلًا) [حديث] (*) طوى السَّهلَ والحَزنَ.
حَزَن [مفرد]: مصدر حزِنَ.
حَزِن [مفرد]: جمعه حِزان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حزِنَ: كئيب محزون، من شعر بالأسى والغمّ (كان حَزِنًا جدًّا لسماع نبأ وفاة والده).
حُزْن [مفرد]: جمعه أحْزان (لغير المصدر):
1 - مصدر حزَنَ وحزِنَ.
2 - خلاف الفرح، حالة من الغمّ والكآبة باطنًا، ويترجم عنه الظَّاهر في الغالب (من لا يرى الأحزانَ لا يرى الأفراحَ- رأيت الدَّهر مختلفًا يدورُ.. فلا حزنٌ يدوم ولا سرورُ- {قال إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ} [قرآن]) (*) أخرجه الحُزْن عن طوقه- ثَوْب الحُزْن- خَفِّف من حُزنك: هوِّن عليك- عام الحُزْن: العام العاشر من بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو العام الذي توفّي فيه أحبّ الناس إلى الرسول وآثرهم عنده؛ زوجته خديجة، وعمّه أبو طالب.
حَزْنانُ/حَزْنانٌ [مفرد]: جمعه حَزانَى/حزنانون، والمؤنث حَزْنى/حَزْنانة، والجمع المؤنث حَزانَى/حزنانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حزِنَ: حَزِن، كئيب، محزون.
حَزين [مفرد]: جمعه حَزانَى وحُزَناء:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حزِنَ: حَزِن، حَزنان، كئيب، محزون.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حَزَن.
* مالك الحزين: [في الحيوان] البلشون؛ طائر مائيّ كبير الحجم طويل العنق والجناحين والساقين، يغتذي بالأسماك (*) الجمعة الحزينة: أسبوع الآلام وهو الذي يسبق عيد الفصح عند النَّصارى- صمت حزين- صوت حزين: رخيم- طقس حزين: باعث على الحزن والضَّجر- قَلْبٌ حزين: مُثقل بالهموم- نَظْرة حزينة.
مُحزِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أحزنَ.
2 - اسم فاعل من حزَنَ: على غير قياس.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
8-العربية المعاصرة (حفظ)
حفِظَ يَحفَظ، حِفْظًا، فهو حافظ وحفيظ، والمفعول مَحْفوظ.* حفِظ الشَّيءَ: صانَه، حرسَه، رعاه (حفِظ القرآنُ لغتَنا العربيّة من الضَّياع- حَفِظ الأمنَ/النظامَ: صانه- حفِظ لسانَه: تحفّظ واحترس في الكلام- حفِظ عهدَه/حقَّه/كلمتَه: كان وفيًّا له- حفِظ المالَ: رعاه- حفِظ فلانًا: أكرمه واحترمه، راعى حرمتَه- {وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} [قرآن]) (*) حفِظَ السِّرَّ: كتمه- حفِظَ الودَّ- حفِظَ الولاءَ/حفِظَ العهدَ: لم يخُنْه- حفِظَ جميلَه: ذكره شاكرًا- حفِظَ قدرَه: احترمه- حفِظَك الله: حرسك ورعاك- حفِظَ كلمتَه: وفى بعهده ووعده- حفِظَ ماءَ وَجْهه: حافظ على كرامته.
* حفِظ الأمرَ: ضبطه ووعاه (حفِظ العلمَ والكلامَ- كان يُعِدُّ دروسَه ويحفظها على أحسن وجه).
* حفِظ الكتابَ ونحوَه: استظهره عن ظهر قلب (حفِظ القرآنَ/القصيدةَ) - حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير، طُبع في ذاكرته.
* حفِظ الأغذيةَ وغيرَها: صانها من التَّلف أو التلوّث (تُراعى طرق مختلفة لحفظ الموادّ الغذائيّة).
* حفِظ الأوراقَ ونحوَها: حفظها في إضبارة أو ملف (لا عمل له إلاّ حفظ الوثائق).
أحفظَ يُحفظ، إحفاظًا، فهو مُحفِظ، والمفعول مُحفَظ.
* أحفظ الأمرُ فلانًا: أثارَه وأغضَبه (أَرَدتُّ أَنْ أُحْفِظَ النّاسَ وَأَنْ يُقَاتِلُوا عَنْ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ) [حديث].
* أحفظه الشَّيءَ: جعله يستظهره عن ظهر قلب (أحفظه الكتابَ كلَّه في عشرة أيّام- أحفظه القرآنَ).
احتفظَ/احتفظَ ب يحتفظ، احتفاظًا، فهو محتفِظ، والمفعول محتفَظ.
* احتفظ الشَّيءَ لنفسه/احتفظ بالشَّيء لنفسه: امتلكه، خصّ به نفسه (احتفظتُ بالرِّسالة منذ تسلَّمتها حتّى اليوم- احتفظ فريق الكرة بالكأس: أحرزه ثلاثَ مرّات متتالية) (*) احتفظ بحقِّه في الكلام.
* احتفظ بالشَّيء:
1 - حفظَه، صانه (احتفظتِ اللُّغة العربيّة بكيانها طوال العصور- احتفظ باللّوحة القيِّمة).
2 - اعتنى به (احتفظ بنصيحة جدِّه).
استحفظَ يستحفظ، استحفاظًا، فهو مُستحفِظ، والمفعول مُستحفَظ.
* استحفظ فلانًا الشَّيءَ: ائتمنه عليه وسأله أن يصونَه ويحفظه (استحفظت صديقي سِرِّي: سألته أن يحفظه ويكتمه- {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ} [قرآن]).
انحفظَ ينحفظ، انحفاظًا، فهو مُنحفِظ.
* انحفظت أموالُه: مُطاوع حفِظَ: صِينت ورُعيت.
تحفَّظَ/تحفَّظَ على/تحفَّظَ عن/تحفَّظَ في/تحفَّظَ من يتحفَّظ، تحفُّظًا، فهو مُتحفِّظ، والمفعول مُتحفَّظ.
* تحفَّظ الكتابَ ونحوَه: مُطاوع حفَّظَ: بذل جهدًا في حفظه واستظهاره عن ظهر قلب.
* تحفَّظ على الشَّيء:
1 - صانه، لم يتصرّف فيه (تحفَّظ على النقود حتى يعرف صاحبها).
2 - حبسه، سجنه (تحفَّظت الشّرطةُ على المتّهم).
* تحفَّظ عن الشَّيء/تحفَّظ من الشَّيء: احترز ولم يندفع في التصرُّف بشأنه (كان يحمل رسالةً تحفَّظ عن كشف مضمونها: امتنع ورفض- إجراءات تحفّظيّة).
* تحفَّظ في قوله أو رأيه: قيَّده ولم يطلقه، تكلَّم بحذر (هذا الكاتبُ يصف مجتمعَه بلا تحفّظ ولا مجاملة) (*) غير متحفّظ في كلامه: يجهر بقوله ويتحدّث بصراحة دون حذر أو تردُّد.
حافظَ على يحافظ، مُحافظةً وحِفاظًا، فهو محافِظ، والمفعول محافَظ عليه.
* حافَظ على الشَّيء:
1 - رعاه وصانه (حافظ على صحّته/كرامته- حافظ على القانون/المبادئ/المظاهر- حافِظْ على الصّديق ولو في الحريق [مثل]: يُضرب في الحفاظ على الصَّداقة) (*) حافظ على العهد: تمسَّك به- حافظ على هدوئه: اتّسم بالهدوء ولم يثر- يحافظ على المحارم: يحمي الحُرُمات.
2 - واظب عليه وراقبه (حافظ على النَّظافة: اعتنى بها- {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى} [قرآن]).
حفَّظَ يحفِّظ، تحفيظًا، فهو محفِّظ، والمفعول محفَّظ.
* حفَّظه الكتابَ ونحوَه: جعله يستظهره عن ظهر قلب، حمله على حِفْظِه (حفَّظ الصبيَّ القرآنَ).
تحفُّظ [مفرد]: جمعه تَحَفُّظات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحفَّظَ/تحفَّظَ على/تحفَّظَ عن/تحفَّظَ في/تحفَّظَ من (*) أبدى تحفّظًا: احترس ولم يتّخذ موقفًا حاسمًا- بدون تحفُّظات: بدون احتراس- مع التحفُّظ: بشيء من الاحتراس.
2 - عدم اتّخاذ موقف حاسم (أبدى بعضُ أعضاء مجلس الأمن تحفُّظَهم على المشروع).
3 - [في القانون] بيانٌ احترازيّ يُثبته أحدُ الأطراف في عقد دفعًا لبعض الاحتمالات والنتّائج.
تحفُّظيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تحفُّظ.
* إجراء تحفُّظيّ: احترازيّ، على سبيل الحيْطة والاحتراس، تدبير وقائيّ.
حافِظ [مفرد]: جمعه حافظون وحَفَظَة وحُفَّاظ:
1 - اسم فاعل من حفِظَ.
2 - حارس، موكَّل بشيء يحفظه (هو حافظٌ على مالي- {فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا} [قرآن]) (*) حافظ العين: لا يغلبه النَّوم- حافظة النَّعل: قطعة معدنيّة أو مطاطيّة صلبة متَّصلة بنعل الحذاء.
3 - من يحفظ ويستظهر القرآن الكريم أو من يستظهر عددًا عظيمًا من الأحاديث النبويّة.
4 - [في الكيمياء والصيدلة] ما يُضاف من مادَّة كيميائيّة إلى الطعام ليمنع أو يعوق فساده أو انحلاله.
* الحافظ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالمُ بجُمَل الأشياء وتفاصيلها، الحافِظ كتابه من التَّحريف والتَّضييع، والحارسُ عبادَه عن أسباب الهلكة في أمور دينهم ودنياهم.
* الحافظان: الملَكَان اللَّذان يحافظان على الإنسان، ويشهدان له أو عليه يوم القيامة.
* الحَفَظة: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم ({وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} [قرآن]: رقباء).
حافِظة [مفرد]: جمعه حافظات وحوافِظُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حفِظَ.
2 - مَلَكة تخزِّن الأفكارَ، وتحفظ الصُّورَ والمعاني في الذِّهن، ذاكرة (ينمّ حديثُه في علوم اللُّغة عن تعمّق وحافظة واعية) (*) حوافظ الثَّقافة: كُلُّ ما يُسَجِّل مظاهرَ الثَّقافة مثل الآثار والكتب والأشرطة وما إلى ذلك.
3 - ملف أو كيس أو حقيبة تُصان فيها الأوراقُ والنُّقودُ.
حِفْظ [مفرد]: مصدر حفِظَ (*) آيات الحِفْظ: آيات من القرآن تُتَّخذ تعويذة- حِفْظ الذَّات: الحفاظ على النفس من الأذى أو الهلاك- حِفْظ المفقودات: مكان مخصَّص في محطّات وسائل النقل لحفظ ما يرد من الأشياء الملتقطة انتظارًا لمن يبحث عنها من أصحابها- في الحِفْظ والصون: لا يمسُّه سوء- في حِفْظِ الله: في رعايته وحمايته.
* حِفْظ التَّحقيق: [في القانون] إيقافه وعدم المضيّ فيه.
حفّاظ [مفرد]: جمعه حفاظات: حفاظة، لباس أو قطعة قطنية أو إسفنجية توضع للطفل لتلقي البول ونحوه وحماية جسمه وملابسه منه، ومنه ما تتخذه المرأة لتلقي دم الحيض أو النفاس، والعامة تسميه حفّاضًا.
حفّاظة [مفرد]: جمعه حفاظات: حفّاظ، لباس أو قطعة قطنية أو إسفنجية توضع للطفل لتلقي البول ونحوه وحماية جسمه وملابسه منه، ومنه ما تتخذه المرأة لتلقي دم الحيض أو النفاس، والعامة تسميها حفّاضة.
حفيظ [مفرد]: جمعه حُفَظاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حفِظَ.
2 - أمين {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [قرآن].
3 - رقيب، حارس موكَّل بشيء {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} [قرآن].
4 - من يرعى حدودَ الله {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} [قرآن].
5 - حافظ للأعمال {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} [قرآن].
* الحفيظ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي لا يعزُب عنه مثقالُ ذرَّة في السَّموات ولا في الأرض.
حفيظة [مفرد]: جمعه حفيظات وحفائِظُ:
1 - مؤنَّث حفيظ.
2 - غضب وحميَّة (أثار حفيظتَه- المقدرة تُذهب الحفيظةَ [مثل]: يُضرب لوجوب العفو عند المقدرة) (*) مِنْ أهل الحفيظة: الحميّة والغضب.
3 - حِرْزٌ يُعَلَّق على الصّبيّ.
4 - تُقيَة وحَذَر (جعلتْهُ حفيظتُه يسكت ولا يُبدي رأيَه) (*) اذهب في حفيظة: في تقية وتحفّظ.
مُحافِظ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حافظَ على.
2 - من يتمسَّك بالتَّقاليد الاجتماعيّة والسياسيّة الموروثة (*) حزب المحافظين: من أكبر الأحزاب السِّياسيَّة في بريطانيا.
3 - من يُدير شئونَ مؤسَّسةٍ أو بلدٍ أو منطقة (محافظ العاصمة/المصرف أو البنك).
4 - من يتجنَّب النَّاس والمناسبات الاجتماعيّة (فلان محافظ فلا يحضر حفلات عيد الميلاد).
مُحافَظة [مفرد]:
1 - مصدر حافظَ على.
2 - وحدة إداريّة تمثِّل جزءًا من الدَّولة يرأسها مُحافِظٌ، تُمنَح الشَّخصيّة المعنويّة ويوكل إليها الإشراف على إنشاء وإدارة المرافق المحليّة التي تعني أهل الإقليم (محافظة القاهرة).
3 - [في السياسة] نزعة خاصّة في السِّياسة للإبقاء على الوجود أو النظام التقليديّ.
مَحْفَظَة/مِحْفَظَة [مفرد]: جمعه مَحْفَظات ومَحَافِظُ:
1 - ما تُصان فيه النُّقود، وتُوضع عادة في الجيب (سُرقت مَحْفَظَتُه).
2 - حقيبة جلديّة صغيرة تُصان فيها الأوراق والكتب (لا يُحاسب الطّالب عمّا في مَحْفَظَته بل عمّا استوعبه عقله).
مَحْفَظَة [مفرد]: جمعه مَحْفَظات ومَحَافِظُ:
1 - (شر، طب) نسيج رقيق يأخذ شكل الكيس الغشائيّ ليحيط بعضو معيَّن.
2 - [في الطب] حافظة صغيرة من الجيلاتين قابلة للذوبان، تحتوي على الدواء ليبتلعها المريض.
3 - [في النبات] تركيب مُغلق يحوي البذور.
4 - [في الاقتصاد] لفظ يستخدم لوصف مجموعة أو تشكيلة من الأسهم والسَّندات وغيرها من الأصول المملوكة لفرد أو مؤسَّسة.
مَحْفوظ [مفرد]: اسم مفعول من حفِظَ.
* أطعمة محفوظة: مُجمَّدة أو مُعلَّبة أو مجفَّفَة (*) جميع الحقوق محفوظة للنَّاشر/جميع الحقوق محفوظة للمؤلِّف: عبارة تكتب عادة في صدر الكتب للإشارة إلى أنّ حقّ إعادة الَّنشر والتَّرجمة والتَّعديل مقصور على النَّاشر أو المؤلِّف دون سواهما.
محفوظات [جمع]: مفرده مَحْفوظ ومَحْفُوظة:
1 - ما يُحفظ من النُّصوص الشِّعرية أو النَّثريّة (*) درس المحفوظات: خاصّ بالمحفوظات كدرس من دروس العربيّة.
2 - وثائق ونحوها من المعاملات الرَّسميَّة (أودع النصَّ المعتمد في دار المحفوظات).
3 - مأكولات معلّبة.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
9-العربية المعاصرة (خلص)
خلَصَ/خلَصَ إلى/خلَصَ من يَخلُص، خُلُوصًا وخَلاصًا، فهو خالِص، والمفعول مَخْلُوص إليه.* خلَصت المهمَّةُ: انتهت.
* خلَص السَّائلُ من الكَدر: صفا مما يشوبه (خلَص الماءُ من العُكارة- {مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} [قرآن]).
* خلَص الرَّجلُ من القوم: فارقهم واعتزلهم، انفصل عنهم وانفرد {فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا} [قرآن].
* خلَص إلى هدفه بعد جهد كبير: بلغه، وصله، انتهى إليه (خلَص إلى المدينة بعد سَيْر كبير- خلصَ إلى القول: انتهى إليه) (*) خلَص من المقدِّمة إلى النَّتيجة: وصل إليها.
* خلَص من الورطة: سلم ونجا منها (خلص من الهلاك) - خلَص لا له ولا عليه: ترك الأمر قبل الخُسران.
أخلصَ/أخلصَ في/أخلصَ ل يُخلص، إخلاصًا، فهو مُخلِص، والمفعول مُخلَص.
* أخلص الشَّيءَ: أصفاه ونقّاه من الشوائب.
* أخلص فلانًا: اختاره واختصَّه بدخيلة نفسه {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} [قرآن].
* أخلصَه النَّصيحةَ/أخلص له النَّصيحةَ: أصفاها، نقَّاها من الغِشّ (أخلص له المودّة- {إلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ} [قرآن]: مَحَّصوه له خالصًا من شوائب الشرك والرياء) (*) أَخْلصه النَّصيحةَ: نقَّاها من الغشِّ.
* أخلص في عمله: أدّاه على الوجه الأمثل.
* أخلص لصاحبه: كان ذا علاقة نقيَّة به وترك الرِّياء في معاملته (لك تحياتي المخلِصة- أخلص لله في جهاده- أخلص له المودة/الحبّ/القول) - المُخلِص: كلمة تُختم بها الرسائل الأخوية- كلمة الإخلاص: كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).
استخلصَ يستخلص، استخلاصًا، فهو مستخلِص، والمفعول مستخلَص.
* استخلص صديقًا: اختاره واختصه بدخيلة نفسه، جعله من خاصَّته {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي} [قرآن].
* استخلص الشَّيءَ من الشَّيء: استخرجه (استخلص الزُّبدة من اللبن- استخلص الزيوت من البذور) (*) استخلص منه وَعْدًا: استحصله.
* استخلص الفكرةَ الأساسيَّةَ من النَّصّ: استنتجها وتوصّل إليها (استخلص العِبَر/معلومات من شخص).
* استخلص البضاعةَ: [في التجارة] استخرجها من الجمارك بعد إجراء المعاملات القانونيّة.
تخالصَ يتخالص، تخالُصًا، فهو متخالِص.
* تخالص الشَّخصان: تصافيا (صاروا متخالصيْن بعد عداوة).
* تخالص الدَّائنُ والمدينُ: أبرأ كلٌّ منهما ذِمَّةَ الآخر.
تخلَّصَ من يتخلَّص، تخلُّصًا، فهو متخلِّص، والمفعول مُتَخَلَّص منه.
* تخلَّص من الشَّيء:
1 - أفلت منه وهرب (تخلّص الجندي من الأسر- تخلّص الطائرُ من الحِبالة).
2 - ألقاه ورماه.
* تخلَّص من الأمرِ: نجا منه وبعد عنه (تخلّص من الموت بأعجوبة- تخلّص من عادة قبيحة).
خالصَ يُخالص، مُخالصةً، فهو مُخالِص، والمفعول مُخالَص.
* خالص الدَّائنُ المدينَ: أبرأه من دَيْنِه.
* خالص صديقَه الوُدَّ: صافاه.
خلَّصَ/خلَّصَ على يخلِّص، تخليصًا، فهو مُخلِّص، والمفعول مُخلَّص.
* خلَّص السَّائلَ من الشَّوائب: صفّاه ونقّاه منها (خلَّص الزَّيتَ مما علق به بعد عصر الزَّيتون- خلّص الحبَّ من الحصَى).
* خلَّص الشَّخصَ من الخطر: أنقذه ونجّاه منه، أخرجه من شِدَّته (خلَّصه الله من العذاب- خلَّصه من التُّهْمة- خلّص الشعب من المجاعة) (*) خلَّصه الله من الضَّلال: هداه.
* خلَّص التَّاجرُ بضاعتَه/خلَّص التَّاجرُ على بضاعته: دفع ماترتب عليها من رسوم جمركيَّةَ (خلَّص الحِسابَ: سَدَّده) - تخليص البَّضائع: إخراجها بعد دفع الرسوم المطلوبة.
* خلَّص حَقَّه: استرجعه واستعاده.
* خلَّص ذمتَه: أبرأ ضميره وأراحه.
إخلاص [مفرد]: مصدر أخلصَ/أخلصَ في/أخلصَ ل.
* الإخلاص: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 112 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربع آيات (*) سورتا الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} [قرآن]، {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [قرآن].
استخلاص [مفرد]: مصدر استخلصَ.
* استخلاص آليّ: [في الحاسبات والمعلومات] تمييز الكلمات المفردة وإحصاء ترددها في النص الذي وردت فيه.
تخلُّص [مفرد]:
1 - مصدر تخلَّصَ من.
2 - [في الآداب] خروج من كلام إلى آخر بطريقة تلائم بين السابق واللاحق.
* بَراعَة التَّخلُّص/حُسْن التَّخلُّص: (دب، بغ) انتقال الشاعر مما بدأ به قصيدته إلى الغرض منها ببراعة وعدم تكلُّف، الانتقال من موضوع إلى آخر من غير انقطاع محسوس.
خالِص [مفرد]: جمعه خالصون وخُلَّص، والمؤنث خالِصة، والجمع المؤنث خالصات وخُلَّص وخوالصُ:
1 - اسم فاعل من خلَصَ/خلَصَ إلى/خلَصَ من (*) خالص من الدَّيْن: مُبرَّأ الذّمَّة منه.
2 - مَحْض، صافٍ، صِرْف (لبن خالص- ذهب/صوف خالص: غير مخلوط، لا يحوي عنصرًا غريبًا- نيته خالصة: سليمة، لا عيب فيها- {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [قرآن]) (*) خالص: كلمة تقال عند أداء المستحقات الماليّة- خالص الأُجْرة: مدفوع النفقات- خالص الضَّريبة: خال منها، مُعفًى منها- خالص النَّسب: محض، لا تشوبه شائبة ولا دَخَل فيه- لَوْنٌ خالص: صاف ناصع- هو خالصٌ لك: حلال.
3 - [في الطبيعة والفيزياء] عنصر يوجد في الطبيعة خالصًا غير متّحد بالعناصر الأخرى (*) العلوم الخالصة: العلوم والرياضة البحتة.
خالِصة [مفرد]: جمعه خالصات وخُلَّص:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خلَصَ/خلَصَ إلى/خلَصَ من.
2 - خاصَّة لا يشارك فيها أحد (هذه خالصة لك: خاصّ بك- {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} [قرآن]) (*) شيءٌ خالصتي: خاصٌّ بي- هو خالصتي: صديقي الخالص.
3 - حلال {وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} [قرآن].
خَلاص [مفرد]:
1 - مصدر خلَصَ/خلَصَ إلى/خلَصَ من.
2 - نجاة وسلامة من الخطر، إنقاذ، ما يُتَخلَّص به من الخصومة وغيرها (هنّأه بخلاصه من القتل- شيء يصعب الخلاص منه) (*) كل حيّ يعرف خلاصه: ما ينفعه.
3 - [في الطب] حبل السُّرَّة وغيره من المخلَّفات التي تنزل مع المولود، مشيمة، أغشية جنينيَّة مطروحة من الرحم بعد الولادة.
خُلاصة/خِلاصة [مفرد]:
1 - زبدةُ الشيء وما خلص منه، وما صفا منه وزالت عنه الشوائبُ، ما ينتقى من كلّ شيء (خُلاصة السَّمن- صنع من خُلاصة الأزهار عطرًا جذابًا).
2 - ما يُستخرج من المادَّة حاويًا لخصائصها (خُلاصة الحديد).
* خلاصة الكلام: موجزه، وما استصفى منه مجرَّدًا عن الزَّوائد والفضول؛ أهم مافيه (خُلاصة البحث/القول).
خُلَصاء [جمع]: مفرده خَليص: أصدقاء أوفياء مخلصون (إنه أخلص الخُلَصاء للرئيس).
خُلوص [مفرد]: مصدر خلَصَ/خلَصَ إلى/خلَصَ من.
مُخالَصة [مفرد]: جمعه مخالَصات:
1 - مصدر خالصَ.
2 - [في الاقتصاد] صَكٌّ يعترف فيه الدائن ببراءة ذِمَّة المدين (سدَّد ديونه كلّها وأخذ مخالصةً بذلك).
مَخْلَص [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من خلَصَ/خلَصَ إلى/خلَصَ من.
2 - مهرب، مخرج (لم يجدْ مَخْلَصًا من تهمته).
3 - [في البلاغة] انتقال الشاعر من مقدمة قصيدته إلى موضوع القصيدة.
مُخَلِّص [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خلَّصَ/خلَّصَ على.
2 - شخص يقوم بإنجاز معاملات الغير في الإدارات الحكومية (وبخاصة في إدارات الجمارك) (بحث عن مخلص لينهي له الإجراءات المطلوبة) (*) مُخَلِّص جمركيّ: وسيط يقوم بعمل إجراءات الجمارك والتخليص على السلعة.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
10-العربية المعاصرة (خلف)
خلَفَ/خلَفَ على يَخلُف، خَلْفًا، فهو خالِف، والمفعول مَخْلوف.* خلَف فلانًا:
1 - صار خَلْفه، جاء بعده، حلَّ مَحلَّه (خلف الولد أباه- {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} [قرآن]).
2 - أخذه من خلفه (*) خلفه بخيرٍ أو بشرّ: ذكره به في غير حضرته.
* خلَف اللهُ لك خيرًا/خلَف اللهُ عليك خيرًا: عوَّضك (تقال لمن فقد عزيزًا لا يُستعاض عنه).
خلَفَ يَخلُف، خِلافةً وخَلَفًا، فهو خالِف، والمفعول مخلوف.
* خلَف أباه: جاء بعده فصار مكانَه، قامَ مقامه ({فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ} [قرآن]: عقِبَهم عقب سوء).
* خلَفَه في قومه: صار خليفتَه فيهم {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ} [قرآن].
خلَفَ يَخلُف، خُلوفًا، فهو خالِف.
* خلَف فمُ الصَّائم: تغيَّرت رائحته وفسدت (لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ) [حديث].
* خلَف الطَّعامُ: تغيَّر طعمه أو رائحته (خلَف اللبنُ).
أخلفَ/أخلفَ على/أخلفَ ل يُخلف، إخلافًا، فهو مُخلِف، والمفعول مُخلَف (للمتعدِّي).
* أخلف الطَّعامُ: فسد وتغيّرت رائحتُه (أخلف فمُ الصائم).
* أخلفت الشَّجرةُ: أنبتت عوض ما قُطع منها، ظهر فيها ورقٌ بعد ورقٍ قد خُرط منها، أو ثمر بعد ثمر.
* أخلفَ الشَّيءَ: جعله خَلْفَه (أَخْلف يدَه إلى الشيء: أرسلها ليأخذه من خلفه).
* أخلف وعدَه/أخلفه وعدَه: نقضه، أخلّ به، لم يَبَرّ به، لم يَفِ به (من صفات المنافق أنه إذا وعد أخلف- {فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} [قرآن]) (*) أخلف الغيثُ: أطمع في النزول ثم نكص عنه.
* أخلف رجاءَه: خيّب أمله، لم يَكُن عند حُسْن الظَّنِّ (لا تخلف رجائي فيك).
* أخلف اللهُ عليك/أخلفَ اللهُ لك: عوّضك، ردَّ عليك مثل ما ذهب منك {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [قرآن].
اختلفَ/اختلفَ إلى/اختلفَ على/اختلفَ عن/اختلفَ في يختلف، اختلافًا، فهو مختلِف، والمفعول مُخْتَلَف (للمتعدِّي).
* اختلفت الأذواقُ: تغايرت، تفاوتت وتناقضت، لم تتّفق (اختلاف المذاهب الدينيّة- {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ. إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ} [قرآن]: متضارب مضطرب) (*) على اختلافه: بالرغم من تباينه.
* اختلف الصَّديقان/اختلف الصَّديقان في الرَّأي: تغايرا، ذهب كُلٌّ منهما إلى خلاف ما ذهب إليه الآخر، لم يتَّفقا (اختلف مع أخيه على الميراث- {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [قرآن]) - اختلاف الرَّأي لا يفسد للودّ قضيّة: يجب ألا يؤثر الخلاف على حُسن المعاملة- لا يختلف فيه اثنان: أمر مُسلّم به.
* اختلف فلانًا:
1 - كان خليفته (اختلف أباه في صنعته).
2 - أخذه من خَلْفه (اختلف اللصَّ وهو يحاول الهرب).
* اختلف إلى دور الكُتب: ترَّدد إليها المرَّة تلو المرّة.
* اختلفت عليه الفصولُ: مرَّت به، تعاقبت عليه (تظلّ هذه الشجرة مورقةً وإن اختلفت عليها الفصول- {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلاَفُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} [قرآن]).
* اختلف عن أخيه في طباعه: تغاير، لم يُشابهْه.
استخلفَ يستخلف، استخلافًا، فهو مُستخلِف، والمفعول مُستخلَف.
* استخلف فلانًا: جعله خليفته، جعله يعقبُه ويتلوه، جعله مكانه (استخلف أخاه في الإشراف على تربية أولاده- {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [قرآن]).
تخالفَ يتخالف، تخالُفًا، فهو مُتخالِف.
* تخالف الرَّأيان: تضادَّا ولم يتوافقا، تغايرا، اختلفا (تخالفت الدَّوْلَتان المتجاورتان وكادت الحربُ تنشبُ بينهما).
تخلَّفَ/تخلَّفَ عن/تخلَّفَ في يتخلَّف، تخلُّفًا، فهو مُتخلِّف، والمفعول مُتخَّلف عنه.
* تخلَّف الشَّعْبُ: تأخّر، تجاوزته الأمم في مضمار الحضارة (تعاني معظم الدُّول النَّامية من الفقر والتخلُّف- أفكاره متخلِّفة).
* تخلَّف الطِّفلُ عقليًّا: بطُؤَ نموّ عقله (طفل متخلِّف عقليًّا: نموّه الإدراكي متوقف).
* تخلَّف الطَّالبُ/تخلَّف الطَّالبُ عن الدِّراسة/تخلَّف الطَّالبُ في الدِّراسة: رسَب في الامتحان (متخلِّف عن الدراسة) (*) امتحانات المتخلّفين: امتحانات دور ثان للراسبين في بعض الموادّ.
* تخلَّف عن الشَّيء كذا: نشأ عنه، نتج منه (تخلَّف عن الإصابة شلَلٌ مستديم).
* تخلَّف عن القوم/تخلَّف عن العمل: قعد ولم يذهب، تأخَّر عنه، تقاعس (تخلَّف عن المجيء/المحاضرة/المعركة/عصره/دفع الإيجار- {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ} [قرآن]).
خالفَ/خالفَ عن يُخالف، خِلافًا ومُخالفةً، فهو مُخالِف، والمفعول مُخالَف (للمتعدِّي).
* خالف بين الشَّيئين: جعل الواحد ضدَّ الآخر، جمع بين نوعين مختلفين، لم يلائم بينهما.
* خالف الشَّيءُ الشَّيءَ: غايَرَه، باينه، عكسه وافقه، كان ضِدَّه ولم يُوافقه (خالف العاداتِ والتقاليدَ- خالف ظاهره باطنه) (*) خالفت أفعاله أقواله: عارضتها ولم توافقها- خالف ضميره: لم يُسايره فيما يُمليه عليه.
* خالف الشَّخصَ/خالف الشَّخصَ في الرَّأي:
1 - عارضه أبدى رأيًا مناقضًا لرأيه (الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) (*) خالف الحقَّ: ابتعد عنه وحاد.
2 - عمل بغير رأيه ومشورته (أشار عليه والده بالبقاء فخالفه وذهب).
* خالف قواعَد الشَّيء: تصرف عكس ما تقتضيه، ارتكب مخالفة، لم يراعها ولم يتقيّد بها (خالف قواعِدَ اللغة/الصرف/النحو/المرور- خالف القانون/الأعراف/التعليمات والأوامر).
* خالفه إلى الأمر: قصده أو قام به بعد ما نهاه عنه {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [قرآن].
* خالف عن أمره: خرج وعارض {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [قرآن].
* خالف عن الاجتماع عدد من المشتركين: تأخَّر، تخلَّف ولم يأتِ (خالف عن ركْب الحضارة).
خلَّفَ يُخلِّف، تخليفًا، فهو مخلِّف، والمفعول مخلَّف.
* خلَّفَ الشَّيءَ: تركه خلفه (انسحب العدوّ مخلِّفًا دمارًا واسعًا- خلَّف لورثته أموالًا طائلة).
* خلَّف الشَّخصَ/خلَّف الشَّيءَ: تركه وأخَّره (خلّف الدَّيْنَ- {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} [قرآن]: أرجئ الحكم عليهم والقضاء فيهم).
* خلَّف الملكُ ابنَه: جعله خليفَته (خلَّف أبو بكر عمرَ بنَ الخطاب على المسلمين).
* خلَّف ثلاثةَ أولاد: أنجبهم.
اختلاف [مفرد]:
1 - مصدر اختلفَ/اختلفَ إلى/اختلفَ على/اختلفَ عن/اختلفَ في.
2 - [في الاقتصاد] الفرق بين توقُّعات الميزانيَّة والنَّتائج الفعليَّة.
3 - [في الفقه] تباين آراء العلماء في تفاصيل الأحكام التي تمس الفروع وهو مبني على تعدد وجهات النظر، وعكسه الإجماع.
* معامل الاختلاف: [في الجبر والإحصاء] عملية إحصائية تحسب بواسطتها درجة الاختلاف بين متحولين أو بين مجموعي قياس.
* اختلاف المنظر: [في الفلك] زاوية في مركز كوكب ينتهي أحد ضلعيها إلى وسط الكرة الأرضية والضّلع الآخر على عين المراقب الواقف على سطح الأرض.
* اختلاف الخواصّ: [في الكيمياء والصيدلة] أن يكون لبعض الأجسام البسيطة أحوال مختلفة وخصائص مختلفة كالكربون يكون فحمًا نباتيًّا أو ماسًا.
* اختلاف المركز: [في الهندسة] أن يكون لدائرتين مركزان مختلفان مع أن إحداهما قائمة ضمن الأخرى.
تخلُّف [مفرد]:
1 - مصدر تخلَّفَ/تخلَّفَ عن/تخلَّفَ في.
2 - [في علوم النفس] بطء في النمو العقلي للطفل حين يقلّ الذكاء عن حد السواء دون أن يوصف الطفل بأنه ضعيف عقليًّا.
خالِف [مفرد]: جمعه خالِفون وخَوالِفُ، والمؤنث خالفة، والجمع المؤنث خالفات وخَوالِفُ:
1 - اسم فاعل من خلَفَ/خلَفَ على وخلَفَ وخلَفَ (*) خالِف تُذْكَر/خالِف تُعْرَف: وصف من يسعى للشهرة والمعرفة عن طريق مخالفة الناس.
2 - من يقعد بعد ذهابك، من تخلَّف عن الخروج للجهاد كالنِّساء أو الصِّبيان أو العاجزين أو أصحاب الأعذار {إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ} [قرآن].
خالِفة [مفرد]: جمعه خالفات وخَوالِفُ:
1 - مؤنَّث خالِف.
2 - من تقعد في دارها من النساء.
3 - من يتخلف عن القوم في الغزو {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ} [قرآن].
4 - أمَّة باقية بعد أمَّة سالفة.
خِلاف [مفرد]: جمعه خِلافات (لغير المصدر):
1 - مصدر خالفَ/خالفَ عن.
2 - نزاع يجري بين متعارضين لتحقيق حق إو إبطال باطل (المسائل الخلافية: خِلاف المتفق عليها- شيء نهائي لا خلاف عليه- نشأت بينهما خلافات بسبب الحدود) (*) خلافات عَرَضيَّة.
3 - بَعْدَ {وَإِذًا لاَ يَلْبَثُونَ خِلاَفَكَ إلاَّ قَلِيلًا} [قرآن] (*) وخلافُه: وغيرُه.
4 - خَلْف {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ} [قرآن].
* مِنْ خِلاف: على اختلاف ({لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاَفٍ} [قرآن]: قطع اليد اليمنى والرِّجْل اليسرى مثلًا) (*) خِلافًا لكذا: على عكسه- على خلاف ذلك: على النقيض منه.
خِلافة [مفرد]:
1 - مصدر خلَفَ.
2 - إدارة أو إمامة (رئاسة المسلمين)، سلطنة عظمى (كان أبو بكر الصديق أول من تولى خلافة المسلمين- الخلافة الأمويّة/العبّاسيّة).
3 - نيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه، أو لموته، أو لعجزه، أو لتشريف المستخلَف (خلَّفه على أهله ومالِه فأحسن الخلافة).
خَلْف [مفرد]:
1 - مصدر خلَفَ/خلَفَ على.
2 - وراء (جلس فلانٌ خَلْفي- {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} [قرآن]) (*) جاء من خلفه: باغته وفاجأه- خلف القُضْبان: في السِّجن، في المعتقل- سار إلى الخلف: تأخَّر- سار خَلْفَه: تابعه- في الخلف: في الخفاء- مِنْ خَلْف سِتار: سرًّا، خُفيةً، في الخفاء- مِنْ خَلْف ظهره: في غيابه، بدون علمه.
3 - بَعْد (سيأتي فلانٌ خَلْفي- {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً} [قرآن]).
خَلْف [مفرد]: جمعه أخلاف وخُلوف:
1 - جيل غير صالح {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ} [قرآن].
2 - ولد طالح، فاسد، رديء، خسيس.
3 - رديء من القول (سكت ألفًا ونطق خَلْفًا [مثل]: يُضرب للرَّجل يطيل الصَّمت فإذا تكلم تكلَّم بالخطأ).
4 - فسيلة، ما ينبت في أصول الشجر الكبار.
خَلَف [مفرد]: جمعه أخلاف (لغير المصدر) وخُلوف (لغير المصدر):
1 - مصدر خلَفَ.
2 - عِوَض وبَدَل (أعطاك الله خَلَفًا من تَلَف).
3 - ولد صالح (نِعْم الخَلَف أنت عن أبيك).
4 - [في الأحياء] كل نسلٍ من سلف بغضِّ النظر عن عدد الأجيال التي تفصلهما (هم كرامٌ خَلَفًا عن سلفٍ- خير خلف لخير سَلَف- {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلَفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ} [قرآن]).
خُلْف [مفرد]:
1 - تناقُض وكذب، عدم إنجاز الوعد (اعتاد خُلْفَ الوعد).
2 - اختلاف (إلام الخُلْفُ بينكما إلاما.. وهذي الضجَّة الكبرى علاما).
* قياس الخُلْف:
1 - [في الفلسفة والتصوُّف] قياس أساسه البرهنة على صحّة المطلوب بإبطال نقيضه، أو على فساد المطلوب بإثبات نقيضه.
2 - [في الفلسفة والتصوُّف] المجال الذي ينافي المنطق ويخالف المعقول أو الحِسّ السليم.
خِلْف [مفرد]: جمعه أخلاف: مختلِف، وكُلُّ شيئين اختلفا فهما خِلفان (هذا الأمر خِلْف لذلك).
خِلْفة [مفرد]:
1 - خلاف أو اختلاف (زادت بينهما الخِلْفة).
2 - ما يخلُف غيره، ما يأتي بعضُه خلف بعضٍ ({وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} [قرآن]: يخلف أحدهما الآخر).
خِلْفَة [مفرد]: جمعه خِلَف:
1 - ذُرِّيَّة، أبناء ذكورًا وإناثًا (زادت خِلفته- هؤلاء خِلْفة صديقي) (*) أبناؤه خِلْفة: نصفهم ذكور ونصفهم إناث.
2 - ما يبقى أو يَتْبَع، فتطلق على النبت ينبت بعد النبات الذي تهشّم (خِلْفةُ أمهات الأشجار- الماشية ترعى في خِلَف الصيف: ما أنبت الصيفُ من العشب).
3 - بقيّة كلّ شيء (خِلفةٌ من نهار/ماءٍ).
خَلْفيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خَلْف وخَلْف.
2 - (حن، شر) صفة لجزء ما من أجزاء الجسم إذا ما وقع خلف جزء آخر، أو كان أقرب إلى العجز، وأيضًا إذا ما اتجه نحو الظهر أو السطح الظهري وكذلك إذا ما اتجه بعيدًا من الرأس في الحيوان المتماثل الجانبين.
خَلْفِيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من خَلْف1: معلومات عامة عن موضوع (ليس عندي خلفيّة عن هذا الموضوع) (*) خلفيّات الموضوع: هي المقاصد الخفيَّة منه.
2 - [في الآداب] ملابسات اجتماعيَّة وفكريّة وسياسيَّة وتاريخيّة لظاهرة أدبيَّة ما.
3 - [في الثقافة والفنون] كل مايظهر في السَّاحة الخلفية من الصورة أو أرضية اللوحة التي منها تنفصل الصور، وهو عادةً منظر الموقع المحيط بالموضوع الرئيسيّ المصوّر (أثارت خلفيَّة المشهد إعجاب المشاهدين).
خُلوف [مفرد]: مصدر خلَفَ.
خَليفة [مفرد]: جمعه خلائفُ وخُلَفاءُ:
1 - مُسْتخلف، من يخلف غيره ويقوم مقامه (صار خليفةً لأستاذه في آرائه- {يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ} [قرآن] - {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} [قرآن]).
2 - لقب أُطلق على حُكام المسلمين في العصور الماضية، والهاء فيه للمبالغة، إمام ليس فوقه إمام، أمير المؤمنين (انتشر الإسلام بصورة واسعة في عصر الخلفاء الراشدين) (*) الخلفاء الرَّاشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ رضي الله عنهم أجمعين.
مُتخلِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تخلَّفَ/تخلَّفَ عن/تخلَّفَ في.
2 - [في الكيمياء والصيدلة] مادة جامدة تتبقى بعد إجراء عملية ما مثل الإحراق أو الترشيح وهو أيضًا ما يتبقى من الجزيء بعد إزالة ذرة أو أكثر من ذراته.
مُخالفة [مفرد]:
1 - مصدر خالفَ/خالفَ عن.
2 - [في الآداب] خروج عن مذاهب الشعراء، وترك الاقتفاء لآثارهم.
3 - [في الفلسفة والتصوُّف] معنى عكسي يوصل إليه بواسطة اللزوم العقليّ، ففي قولنا المتفوق له جائزة، يفهم منه بالمخالفة أن الذي لا يتفوق فلا جائزة له.
4 - [في القانون] تصرف خارج على القانون يعاقب عليه بالحبس فترة قصيرة أو بغرامة مالية بسيطة (حرَّر الشرطيُّ مخالفة للسائق).
5 - [في القانون] عدم الحضور أمام القاضي في الموعد المحدّد، أو الخروج على رأي سائد أو رأي تفرضه سلطة قويّة للدولة.
6 - [في العلوم اللغوية] اشتمال الكلمة على صوتين متماثلين كل المماثلة، قُلِب أحدهما إلى صوت آَخر لتتمّ المخالفة بين الصوتين المتماثلين.
مُختلِف [مفرد]: اسم فاعل من اختلفَ/اختلفَ إلى/اختلفَ على/اختلفَ عن/اختلفَ في.
* مختلِف الأضلاع: [في الهندسة] شكل اختلفت أضلاعه طولًا.
* المُختلِفان: اللَّيل والنهار.
مُخَلَّفات [جمع]: مفرده مُخَلَّف:
1 - ما يتبقى بعد الاستخدام (ألقى مخلَّفات الطَّعام في سلَّة المُهْملات- حذَّرت الدولةُ من إلقاء مخلفات المصانع في النيل) (*) مُخَلَّفات ثقافيّة: سمات ثقافيّة متخلفة عن التطور بالنسبة إلى سمات أخرى- مِنْ مخلَّفات العهد البائد: بقايا من نظام سياسي سابق قضى عليه الشعب.
2 - تركة، ميراث، ما يخلِّفه ويتركه الميِّت لمن بعده.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
11-العربية المعاصرة (خلا)
خلا/خلا عن/خلا من يَخلُو، اخْلُ، خُلُوًّا وخلاءً، فهو خالٍ وخلِيّ وخِلْو، والمفعول مَخْلُوٌّ عنه.* خلا الوقتُ وغيره: مضى، ذهب وتقدَّم (عاد من السفر منذ أيام خَلَت- أنهى تأليف كتابه لخمس خَلَوْنَ من الشهر- {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [قرآن]: في الدنيا) (*) القرون الخالية: الماضية.
* خلا المكانُ/خلا المكانُ عن أَهْله/خلا المكانُ من أهله: صار فارغًا، فرغ ممّا به (خلا الشارع من المارّة- لا يخلو كلامه من فائدة- {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} [قرآن]) - لا يخلو الأمر من كذا: لابد أن يشتمل عليه- لا يخلو من فائدة: يشتمل على بعض الفائدة- وظائف خالية: شاغرة.
* خلا الرَّجلُ/خلا الرَّجلُ من الهمِّ: عاش سعيدًا (خلا بالُه: كان ناعم البال مُطْمئنًّا- ويلٌ للشَّجيّ من الخَليّ).
* خلا الشَّيءُ أو الشَّخصُ من العيب: بَرِئ منه.
خلا إلى/خلا ب/خلا ل يَخلُو، اخْلُ، خَلْوَةً وخَلاءً وخُلُوًّا، فهو خالٍ، والمفعول مَخْلُوّ إليه.
* خلا الزَّوجُ إلى زوجته/خلا الزَّوجُ بزوجته: انفرد بها في خَلْوة (خلا بنفسه/مع نفسه- {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} [قرآن]) (*) اخْلُ بأمرِك: تفرّد به وتفرَّغ له.
* خلا إلى العبادة/خلا للعبادة: تفرّغ لها، انقطع لها (خلا إلى المذاكرة/لدرس القضيّة- خلا المدير له ساعة) - خلا المحلِّفون للمداولة: انفردوا للتشاور- خلا له الجوّ: انفسح له المجال، انفرد بالشيء- خلت هيئة المحكمة للتَّداول: اختلى أعضاؤها للتشاور.
* خلا بفلان: خدَعه وسخِر منه.
أخلى يُخلي، أخْلِ، إخلاءً، فهو مُخلٍ، والمفعول مُخلًى.
* أخلى المكانَ والإناءَ وغيرهما: جعله خاليًا فارغًا (تمَّ إخلاء المبنى من السُّكّان- أخلى العقار: تركه وأعاده إلى مالكه) (*) لا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء وطول العمر.
* أخلى سبيلَه: أطلق سراحه بعد حبس (أخلت النيابة سبيله بضمان).
* أخلى طَرَفه: أعطاه مخالصة (أقاله المدير وأخلى طرفه).
* أخلى لفلان مجلسَه: تركه له.
اختلى ب يختلي، اختَلِ، اختلاءً، فهو مختلٍ، والمفعول مختلًى به.
* اختلى بضيفه/اختلى بنفسه: انفرد في خَلْوة، انزوى، اعتزل (حُبِّب إليه الاختلاء- اختلى بزوجته).
استخلى/استخلى ب يستخلى، استَخْلِ، استخلاءً، فهو مُسْتَخْلٍ، والمفعول مُسْتَخْلًى.
* استخلى فلانٌ فلانًا: سأله أن يجتمع به في خَلْوة.
* استخلى فلانًا مَجْلِسَه: سأله أن يُخلِيه له.
* استخلى بفلان: استقلّ به وانفرد.
تخلَّى عن/تخلَّى ل/تخلَّى من يتخلّى، تَخَلَّ، تَخَلّيًا، فهو مُتخلٍّ، والمفعول مُتخلًّى عنه.
* تخلَّى عن الشَّيء/تخلَّى من الشَّيء: زهد فيه وتركه، هجره وابتعد عنه (تخلَّى عن الدنيا/منصبه/قراره/موقفه- لا تتخلَّ عن صديقك في وقت الشدة: لا تَخْذُلْه أو تتركْه لمصيره).
* تخلَّى عن الحقّ: [في القانون] تنازل عنه (تَخَلَّى عن حقِّه في ملكيّة الدار لأخيه- تخلَّى عن نصيبه في التركة).
* تخلَّى لكذا: تفرّغ له، وانقطع له (تخلّى لكتابة أبحاثه- تخلّى للعبادة في رمضان).
خلَّى يخلِّي، خَلِّ، تخليةً، فهو مُخلٍّ، والمفعول مُخلًّى (للمتعدِّي).
* خلَّى بينهما: تركهما مجتمعَيْن (خلِّ بيني وبين صديقي).
* خلَّى الشَّيءَ: أرسله وأطلقه {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [قرآن] (*) خَلِّ بالَك: تعبير دارج يعني: كن يقظًا، حذرًا- خلَّى سبيلَه: أطلق سراحَه، وغالبًا ما يكون بعد احتجاز.
* خلَّى الأمرَ أو المكانَ: تركه (خلِّ عنك الهمومَ- خَلَّى مَنْصِبَه) - الله يخلِّيك: تعبير دارج، يعني: أدام الله بقاءَك، حفظك- خلَّى فلانٌ مكانَه: مات.
إخلاء [مفرد]:
1 - مصدر أخلى (*) إخلاء السَّبيل: إعادة الحرية إلى الموقوف احتياطيًّا بقرار قضائيّ- إخلاء المدينة: تهجير سكَّانها.
2 - أن يتخلى واضعُ اليد عن العقار.
* إخلاء سبيل مشروط: إطلاق سراح سجين لمّا تنته مُدَّته بعد، على أن يكون مشروطًا بسلوك قانوني متعارف عليه ويخضع عادة للمراقبة من ضابط الشرطة أو في أحد مراكزها لفترة من الوقت.
اختلاء [مفرد]: مصدر اختلى ب.
استخلاء [مفرد]: مصدر استخلى/استخلى ب.
تخلية [مفرد]: مصدر خلَّى.
خالٍ [مفرد]: جمعه أَخْلاء:
1 - اسم فاعل من خلا إلى/خلا ب/خلا ل وخلا/خلا عن/خلا من (*) خالي البال: لا يَشْغله شاغل، مطمئن القلب- خالي الوِفاض: لا يَمْلك شيئًا- خالي شُغل: لا يعمل.
2 - عزبٌ لا زوجة له، وكذلك الأنثى.
خلا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: خ ل ا - خلا).
خَلاء [مفرد]:
1 - مصدر خلا إلى/خلا ب/خلا ل وخلا/خلا عن/خلا من.
2 - فضاء واسع لاشيء فيه (نام في الخلاء).
3 - موضع قضاء الحاجة والوضوء خارج البيوت (قضى حاجته في الخلاء) (*) بَيْتُ الخلاء: دورة المياه، مرحاض- خلاؤك أقضى لحيائك: منزلك أستر لعيوبك.
خِلْو [مفرد]: جمعه أَخْلاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/خلا عن/خلا من: خالٍ فارغ البال من الهموم (للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع).
خَلْوة [مفرد]: جمعه خَلَوات (لغير المصدر) وخَلْوات (لغير المصدر):
1 - مصدر خلا إلى/خلا ب/خلا ل.
2 - اسم مرَّة من خلا إلى/خلا ب/خلا ل وخلا/خلا عن/خلا من.
3 - مكان الانفراد بالنفس أو بغيرها (يقضي معظم النهار في إحدى خلوات الريف).
4 - حجرة صغيرة (خَلْوَة مُلحقة بالمسجد).
* الخَلْوة الشَّرعيَّة: [في الفقه] انفراد الرَّجل بامرأته على وجه لا يمنع من الوطء من جهة العقل أو الدِّين.
* الخَلْوة: [في الفقه] انفراد الرَّجل بالمرأة في مكان لا يطّلع عليهما فيه أحد.
خُلُوّ [مفرد]: مصدر خلا إلى/خلا ب/خلا ل وخلا/خلا عن/خلا من (*) خُلُوّ صحيفته من السَّوابق: لم يصدر ضده حُكم- فترة خُلُوّ العرش: فترة ممتدَّة بين نهاية حُكْم وتسلُّم الحاكم الجديد سُلطانه.
* خُلُوّ رِجْل: مبلغ يدفع للحصول على سكن (دفع المستأجر خُلُوًّا كبيرًا).
* خُلُوّ طَرَف: شهادة تثبت أداء الشَّخص لالتزاماته.
خَلَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خَلاء: (منزل خَلوِيّ- نزهة خلويّة).
2 - اسم منسوب إلى خَلِيَّة: (نسيج خلوِي: مكوَّن من خلايا).
* علم الوراثة الخلويّ: [في الأحياء] فرع من علم الأحياء، يعني بالوراثة والمكونات الخلويَّة المرتبطة بالوراثة.
* التَّصنيف الخلويّ: [في الأحياء] تصنيف الكائنات الحيَّة العضويَّة بناء على البنية والوظيفة الخلويَّة.
* الغشاء الخلويّ: [في الأحياء] غشاء شبه مُنفِذ يغلِّف سيتوبلازم خليّة ما.
* الكيمياء الخَلَوِيَّة: [في الكيمياء والصيدلة] فرع من الكيمياء الحيويّة يدرس التَّركيب الكيميائيّ للخلايا ونشاطها.
خَلِيّ [مفرد]: جمعه خَلِيُّون وأخلياءُ، والمؤنث خليّة، والجمع المؤنث خَليّات وخلايا:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/خلا عن/خلا من: خِلْو، فارغ البال من الهم، عكسه شَجِيّ.
2 - عزَب، من لا زوجة له (عاش خَلِيًّا حتى بلغ الخمسين).
خَلِيَّة [مفرد]: جمعه خَليّات وخلايا:
1 - مؤنَّث خَلِيّ.
2 - بيت النحل الذي تُعَسِّل فيه (أخرج العسل من الخليّة) (*) يعملون كخليَّة نحل: في نشاط.
3 - وحدة صغيرة من وحدات حزب أو حركة (خلايا الضباط الأحرار- خلايا المقاومة) (*) خليّة نشاط: مكان يعج بالحركة والعمل.
4 - [في الأحياء] وحدة بناء الأحياء من نبات أو حيوان، صغيرة الحجم لا ترى بالعين المجردة، وتتألّف المادة الحيّة للخليّة وهي البروتوبلازم، من النواة والسيتوبلازم وغشاء بلازميّ يحيط بها، ويحيط بالخليّة النباتيّة كذلك جدار خلوي يتكوّن معظمه من السليلوز (يتألف جسم الإنسان من مجموعة خلايا).
* الخَلِيَّة الجسديَّة: [في الأحياء] الخليَّة في النبات أو الحيوان عدا الخليَّة التناسُليَّة.
* الخَلِيَّة اللِّيمفاويَّة: (شر، طب) واحدة الأنواع الثَّلاثة من الخلايا البيض التي تتكون بالانقسام الخَلَويّ في العقد الليمفاويَّة.
* الخليَّة القطبيَّة: [في الأحياء] خليَّة تتكون من البويضة قبل النُّضج تحتوي على نواة واحدة متكوِّنة من الانقسام المنصِّف الأوَّل أو الثَّاني.
* الخَلِيَّة البنَّاءة: [في الأحياء] نوع من أنواع بروتوبلازما الخليَّة الصِّبغيَّة، توجد في خلايا النَّبات وبعض الأعضاء الأخرى، ولها وظائف مختلفة كتكوين الطعام وتخزينه.
* الخَلِيَّة النَّجميَّة: [في الأحياء] خليَّة على شكل نجمة، وخاصة الخليَّة العصبيَّة.
* الخَلِيَّة الجرثوميَّة: [في الأحياء] الخلية التي تنتج الجراثيم بعد انقسامات متتالية.
* الخَلِيَّة الدَّمويَّة/الخَلِيَّة الحمراء: [في الأحياء] المادَّة الحمراء في جسيمات الدَّم الحُمْر.
* الخَلِيَّة الذَّكريَّة: [في الأحياء] خلية تناسليَّة تمثل المشيج الذَّكري.
* علم الخليَّة: [في الأحياء] فرع من فروع علم الأحياء، يبحث في شكل الخليّة الحيَّة، وبنيانها، ووظيفتها، وكيميائها ودورة حياتها.
* خلِيَّة كُرَوِيَّة: [في الأحياء] خليَّة بكتيريَّة عديمة الجدار، أو ضعيفته مما يعطيها شكلًا كُرَويًّا.
* خليَّة مَنَويَّة: [في الأحياء] خليَّة ثنائيَّة الصبغيَّات، تمرُّ بالانقسام المنصِّف؛ لتكوّن أربع نُطَيْفات.
* خليَّة وقود: [في الكيمياء والصيدلة] جهاز لإنتاج الكهرباء مباشرة بتفاعل كيميائيّ.
* خلايا عصبيَّة: [في التشريح] الخلايا التي تكوّن النسيج العصبيّ وتتألّف كل منها من جسم مركزيّ بما فيه من نواة وسيتوبلازم، وتخرج منه ليفة دقيقة تسمّى المحور وفُريع أو أكثر.
* خلايا الدّمُ البيضاء: [في الطب] نوع من الخلايا موجود في الجسم يقوم بحماية الجسم.
* خليَّة شمسيَّة: [في الطبيعة والفيزياء] أداة شبه مُوصِّلة تحوِّل الطاقة الشمسيَّة إلى طاقة كهربائيَّة.
* خليَّة كهربيَّة: [في الطبيعة والفيزياء] جهاز يشتمل على قطبين في حمض، يحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربيَّة.
* خلايا الطِّباعة: عيون مربَّعة توضع فيها الحروف بعضها في جانب بعض في ألواح من الخشب يسميها العامّة صناديق.
خَوَالٍ [جمع]: مفرده خالية.
* الأمم الخَوالي: البائدة.
* القرون الخَوالي: الماضية.
مِخْلاة [مفرد]: جمعه مَخالٍ:
1 - مِخْلًى، كيس يعلَّق على رقبة الدَّابّة يُوضع فيه عَلَفُها (انظر: خ ل ي - مِخْلاة) (رفع المخلاة من رقبة الفَرَس).
2 - كيسٌ يحوِي لوازم ومُهمَّات الجنديّ.
مِخْلَى [مفرد]: جمعه مَخالٍ:
1 - مِخْلاة، كيس يُعَلَّق على رقبة الدابّة يوضع فيه علفها.
2 - مِخْلاةٌ، كيس يحوي لوازم ومهمّات الجندي.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
12-العربية المعاصرة (ذكر)
ذكَرَ يَذكُر، ذِكْرًا وذُكْرًا وذِكْرى وتَذكارًا وتِذكارًا، فهو ذاكِر، والمفعول مَذْكور.* ذكَر الطَّالبُ القصيدةَ: حفظها في ذهنه واستحضرها (ذكَر الماضي- أذكر أنَّني كتبت إليه رسالة- ذكرناك في غيابك- {خُذُوا مَا ءَاتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} [قرآن]) (*) حقّق تقدُّمًا يُذكر: نجح نجاحًا مَلْحوظًا- قيمته لا تُذكر: تافه القيمة، غير ذي بال.
* ذكَر حقَّه: حفظه، ولم يضيّعه (ذكر العهدَ الذي بينه وبَيْن والده).
* ذكَر الشَّيءَ: استحضره واستعاده في ذهنه بعد نسيانٍ (ذكر الأيّامَ الغابرة- {قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} [قرآن]: خبرًا أو قصّة- {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [قرآن]) - إذا ذكرت الذِّئبَ فأعِدّ له العصا [مثل]: يُضرب للحثّ على الاستعداد للأمور وعدم الغفلة- اذكر الصَّديقَ وهيِّئ له وسادة [مثل]: يُضرب للرّجل الصالح يُذكر في مجلس فإذا به يحضر على غير ميعاد.
* ذكَر اللهَ:
1 - أثنى عليه، وحمده وسبّحه، ومجّده، واستحضرَه في قلبه فأطاعه {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} [قرآن].
2 - دعاه {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [قرآن].
3 - صلّى {وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إلاَّ قَلِيلًا} [قرآن].
* ذكَر النِّعمةَ: شكرها {اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ} [قرآن].
* ذكَر شرْطًا:
1 - أورد (ذكر ملاحظاته/واقعة- ذكرته في مَعْرِض حديثي- {فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ} [قرآن]) (*) ذكرته آنفًا: أي منذ ساعة من أوّل وقت يقرب مِنّا.
2 - دوَّن (ذكر في محضر- ذكر زميلًا له في وصيَّته).
* ذكَر شخصًا: عابه (ذكر الناس: اغتابهم- ذكره بالشرِّ: ذمّه- {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ ءَالِهَتَكُمْ} [قرآن]: يعيبهم ويذمّهم) (*) ذكره بالخير: مدحه، أثنى عليه.
* ذكَر فلانةَ:
1 - خطبها (إِنَّ عَلِيًّا يَذْكُرُ فَاطِمَةَ [حديث] - {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} [قرآن]).
2 - عرَّض بخِطبتها.
* ذكَر اسمَ الله على الذَّبيحة: نطق به {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} [قرآن] (*) ذكرته بلساني وبقلبي.
* ذكَر فلانٌ الشَّيءَ لفلانٍ: أعلمه به وذكَّره إيّاه.
أذكرَ يُذْكِر، إذكارًا، فهو مُذكِر، والمفعول مُذكَر (للمتعدِّي).
* أذكرتِ الأنثى: ولدت ذكرًا (*) أذكرتِ، وأيسرتِ: من أدعية العرب للحبلى، أي ولدتِ ذكرًا، ويُسِّر عليك.
* أذكرتِ الفتاةُ: تشبَّهت في أخلاقها بالرَّجل.
* أذكره حقَّه: نبّهه، جعله يستحضره ويسترجعه في ذهنه (أذكر صديقَه أيّام الصبا- {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذْكِرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [قرآن]).
* أذكر الحقَّ عليه: أظهره وأعلنه.
ادَّكرَ يدّكِر، ادِّكارًا، فهو مُدَّكِر، والمفعول مُدَّكَر.
* ادَّكرَ الشَّخصُ الموعدَ: اذَّكره، استحضره في ذهنه واسترجعه بعد نسيان {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [قرآن]: مُستحضِر مُتدبِّر، مُتّعظ حافظ- {وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ} [قرآن].
اذَّكَرَ يذّكِر، اذِّكارًا، فهو مُذّكِر، والمفعول مُذَّكَر.
* اذَّكرَ الشَّخصُ الموعدَ: ادّكره، استحضره في ذهنه واسترجعه بعد نسيان {وَاذَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ} [قرآن] - {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا ءَايَةً فَهَلْ مِنْ مُذَّكِر} [قرآن]: مُتّعظ حافظ).
اذَّكَّرَ يذَّكَّر، فهو مُذَّكِّر، والمفعول مُذَّكَّر (للمتعدِّي).
* اذَّكّر الشَّخصُ: اتّعظ واعتبر {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} [قرآن].
* اذَّكَّر الشَّيءَ: استحضره، واسترجعه في ذهنه {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْءَانِ لِيَذَّكَّرُوا} [قرآن].
استذكرَ يستذكر، استذكارًا، فهو مُستذكِر، والمفعول مُستذكَر.
* استذكر الطَّالبُ الدَّرسَ: حفظه ودرسه (استذكر كتابًا/قصيدةً).
* استذكر الشَّيءَ: استحضره، تذكَّره، واسترجعه في ذهنه (استذكر الماضي/المحاضرات).
تذاكرَ/تذاكرَ في يتذاكر، تذاكُرًا، فهو مُتذاكِر، والمفعول مُتذاكَر.
* تذاكروا الشَّيءَ: استحضروه في أذهانهم وذكرَهُ بعضُهم لبعض (تذاكروا أحداثَ الماضي- تذاكروا أيّامَ الشباب).
* تذاكر الكتابَ: درسه للحفظ.
* تذاكروا الأمرَ/تذاكروا في الأمر: تفاوضوا فيه، وتشاوروا، وتبادلوا الرأي (تذاكر القضاةُ حيثيّات القضيّة- تذاكر التجّارُ في أمور البيع والشِّراء).
تذكَّرَ يتذكَّر، تذكُّرًا، فهو مُتذكِّر، والمفعول مُتذكَّر (للمتعدِّي).
* تذكَّرتِ المرأةُ: تشبَّهت في أخلاقها بالرَّجل.
* تذكَّر الشَّيءَ: مُطاوع ذكَّرَ1: ذكره، استحضره بعد نسيان، وفطِن له (تذكَّر حادثةً/واقِعَةً: جرت على لسانه بعد نسيان- كلَّنا ننسى أكثر ممَّا نتذكّر- {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَاب} [قرآن]: يتّعظ ويعتبر- {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [قرآن]).
ذاكرَ يُذاكر، مُذاكرةً، فهو مُذاكِر، والمفعول مُذاكَر.
* ذاكر فلانًا في أمرٍ:
1 - كالمه فيه، وخاض معه في حديثه (جرت بينهم مذاكرة قصيرة- ذاكرني والدي في موضوع الامتحان).
2 - نبَّهه {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَاكِرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [قرآن]).
* ذاكر الطَّالبُ دَرْسَه: فهمه وحفظه (ذاكَر دُروسَه/المحاضرات).
ذكَّرَ يُذكِّر، تذكيرًا وتذكِرةً، فهو مُذكِّر، والمفعول مُذكَّر.
* ذكَّر الخطيبُ النَّاسَ: وعظهم وخوّفهم {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} [قرآن].
* ذكَّر فلانًا: حدَّثه عن الماضي.
* ذكَّرتُ صديقي دَينَه/ذكَّرتُ صديقي بدينه: جعلته يستحضره ويسترجعه، ويعيده إلى ذهنه، نبّهته (ذكّره وعْدَه/بوعْده- ذكّرته بتصرُّفاتِه- ذكَّرتني الطعن وكنت ناسيًا [مثل]: تنبيه الغافل الذي أنسته المفاجأة أن لديه ما يُنفِّذه- {فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} [قرآن]).
ذكَّرَ يُذكِّر، تذكيرًا، فهو مُذكِّر، والمفعول مُذكَّر.
* ذكَّر الفلاَّحُ النَّخلَ: نثَر مقدارًا من لقاح فحل النخل على أعذاق الأنثى ليلقحَها.
* ذكَّر الكلمةَ: [في النحو والصرف] عاملها معاملة المذكَّر، عكسه أنّث.
تَذْكار/تِذْكار [مفرد]:
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - شيء يُحمل، أو يُكتب، أو يُحفظ للذِّكرَى (قدم له هديَّة على سبيل التِّذكار/التَّذكار- أهداه ساعة تِذكارًا/تَذكارًا لصداقتهما).
3 - استرجاع الذِّهن صورة شيء أو حدثٍ ما (على سبيل التّذكار).
تَذْكاريّ/تِذْكاريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَذْكار/تِذْكار: (طابع/كتاب تذكاري- لوحة تذكاريَّة) (*) صورة تذكاريّة: صورة تُلتقط لمجموعة من الأشخاص تسجيلًا لحدث معيّن.
* نُصُب تذكاريّ: بناء يُقام لتخليد ذكرى شهداء حرب أو تخليد ذكرى تاريخيّة.
تَذْكِرة [مفرد]: جمعه تذكرات (لغير المصدر) وتذاكر (لغير المصدر):
1 - مصدر ذكَّرَ.
2 - ما تستحضر به الحاجة في الذهن، وما يدعو إلى الاسترجاع في الذِّهن.
3 - ما يدعو إلى الذِّكرى والعبرة ويبعث على الذكر {كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} [قرآن].
4 - بطاقة يثبت فيها أجر الركوب أو الدخول لمكان ما في (طائرة- قطار- مسرح- سينما- متحف..) (تذكرة هويّة/اشتراك/مرور/ذهاب وإياب- مراقب التذاكر- صندوق التذاكر: كشك بيع التذاكر) (*) تذكرة إثبات الشَّخصيَّة/تذكرة إثبات الهُويَّة: وثيقة رسميَّة تحمل اسم الشخص ورسمَه وسماتِه وتثبت شخصيَّته، تصدر من الحكومة، بطاقة- تذكرة انتخابيَّة: بطاقة تثبت حقّ الشّخص في الانتخاب- تذكرة طبِّيَّة: بطاقة يسجِّل فيها الطبيبُ علاجَ المريض والأدوية التي يحتاج إليها- تذكرة مرور: وثيقة تسمح بحرِّيَّة المرور والتنقُّل بدلًا عن جواز السفر.
5 - جواز سفر.
تذكُّر [مفرد]:
1 - مصدر تذكَّرَ.
2 - [في علوم النفس] استعادة الصور، والمعاني الذهنيَّة الماضية عفوًا، أو عن قصد.
تذكير [مفرد]:
1 - مصدر ذكَّرَ وذكَّرَ.
2 - وعظ {إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ} [قرآن].
3 - [في النحو والصرف] عدم إلحاق الفعل أو الاسم علامة التأنيث.
ذاكِرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ذكَرَ.
2 - [في علوم النفس] قدرة النفس على الاحتفاظ بالتجارب، والمعلومات السابقة في الذِّهن واستعادتها (لديه ذاكرة حادّة- بقي في ذاكِرة الناس) (*) إن لم تخُنِّي الذَّاكرةُ: إذا لم أنسَ- خلل في الذَّاكرة/قُصور في الذَّاكرة: ضعف ونقص فيها- ذاكِرة بصريّة: قوّة عقليَّة، يحفظ بها الإنسانُ في ذهنه كلّ ما يُبصِر- ذاكِرة حافِظة: قدرة على استبقاء الأشياء في الذِّهن- مطبوعٌ في الذَّاكرة: لا يمكن نسيانُه.
* فقدان الذَّاكرة: [في علوم النفس] ضياع كلِّيّ للذَّاكرة لفترة من الزمن بسبب حوادث مُعيَّنة، فهو حالة يكون فيها المريض واعيًا ولكنَّه لا يستطيع التذكُّر.
* ذاكرة مُؤقَّتة: [في الحاسبات والمعلومات] أداة أو منطقة تُستخدم لتخزين المعلومات بشكل مؤقَّت وتسليمها بسرعة تختلف عن التي أُدخلت بها.
* ذاكرة إضافيَّة: [في الحاسبات والمعلومات] وحدة تخزين خارجيّة تُستخدم امتدادًا للذّاكرة الداخليّة لاستكمال تخزين برنامج أو بيانات لا تسعها الذاكرة الداخليّة.
* ذاكرة مستديمة: [في الحاسبات والمعلومات] وسط تخزين يمكنه الاحتفاظ بالبيانات المخزونة عليه كما هي في حالة انقطاع التيّار الكهربائيّ المغذِّي له بمعنى إمكانيَّة الحصول على البيانات المخزونة في حالة انقطاع التيّار وعودته مرَّة أخرى.
* طبع محتوى الذَّاكرة: [في الحاسبات والمعلومات] نسخة من المعلومات تحفظ في ذاكرة الحلقات الممغنطة، وعادة ما تحفظ على جهاز للحفظ الخارجيّ.
* قرص ذاكرة للقراءة فقط: [في الحاسبات والمعلومات] قرص مُدمج يعمل كأداة قراءة فقط.
ذَكَر [مفرد]: جمعه ذِكار وذِكارة وذُكْران وذُكُور وذُكُورة:
1 - جنس لا يلد، وهو جنس يمتلك قدرةَ الإخصاب، عكْسه أنثى (ولد/ضفدعٌ ذكرٌ- {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا} [قرآن]).
2 - آدم عليه السّلام {إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا} [قرآن].
ذَكَر [مفرد]: جمعه ذِكَرة وذُكُور ومذاكيرُ: صفة تُطلَق على كلِّ قطعة في آلة تدخل في قطعة أخرى، تسمى أنثى (ذكر أنبوب).
* الذَّكَر من الإنسان وغيره: عضو التَّناسل.
* الذَّكَر من الحديد: أجوده، وهو خلاف الأنيث.
* الذَّكَر من النُّحاس: الصّلب الذي لا يُطرق جيِّدًا.
* رجل ذكر: قويّ، شجاع، شهم، أبيّ.
ذُكْر [مفرد]: مصدر ذكَرَ.
ذِكْر [مفرد]: جمعه أذكار (لغير المصدر):
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - صيت حسن، أو سيئ، يتركه الإنسانُ بعد موته، وقيل الصِّيت والشرف (خالِد الذِّكْر- طيِّب الذكْر: حسن السُّمعة- *فالذِكر للإنسان عمرٌ ثانٍ*- {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [قرآن]) (*) آنِف الذِّكر: معلوم سابقًا- أشاد بذِكره: رفع من قدره، أثنى عليه، عظَّمه- خصَّه بالذِّكْر: أفرده بالإشارة، ذكره بصورة خاصَّة- سابِق الذِّكر/سالف الذِّكر: معلوم سابقًا- ما زال منِّي على ذِكْر: لم أنْسَه- ممّا هو جدير بالذِّكر: ممّا يستحقّ الإشارةَ إليه.
3 - دُعاء، وتعبُّد بطريقة جماعيَّة (حلقة ذِكْر: حفل يردِّد فيه عددٌ من الأشخاص (من الدراويش عادة) لا إله إلاّ الله، وباقي أسماء الله الحسنى وأدعية وترانيم).
* الذِّكْر:
1 - القرآن الكريم، لما فيه من تذكرة النَّاس بآخرتهم ومصالح دنياهم (اقرأ ما تيسّر من آي الذِّكر الحكيم- {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [قرآن]) (*) الذِّكْر الحكيم: القرآن الكريم.
2 - كتاب من كتب الأوَّلين {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الأَوَّلِينَ} [قرآن].
3 - اللَّوح المحفوظ {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} [قرآن].
4 - الصَّلاة والدُّعاء {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [قرآن] - {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ} [قرآن].
ذِكْرى [مفرد]:
1 - مصدر ذكَرَ.
2 - عِبرة وعِظة وتوبة {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ} [قرآن].
3 - ذِكر، صِيت حسن أو سيئ يتركه الإنسانُ بعد موته.
4 - ما ينطبع في الذاكِرة، ويبقى فيها (لطفولتنا ذكريات سعيدة- ذكرى عذبة/مؤلمة/حيَّة- ذكريات كاتب- أعاد ذكريات الماضي) (*) ذكريات الدِّراسة.
5 - تذكُّر {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [قرآن].
6 - تسبيح وطاعة {لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [قرآن].
7 - دليل وحجّة {وَمَا هِيَ إلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [قرآن].
8 - عيد سنويّ ليوم تميَّز بحدث هامّ، أو حدوث أمر معيَّن، احتفال بمرور فترة على حادث مهمّ (ذِكرى ميلاد- ذكرى انتصار السادس من أكتوبر- احتفال بذكرى المولد النبوي الشريف- ذكرى الإسراء والمعراج) (*) إحياءً لذِكْرى: أقام احتفالًا تكريمًا لشخص، أو حدث- الذِّكرى الألفيّة: الاحتفال بمرور ألف عام على بناء مسجد أو إنشاء مدينة. إلخ- الذِّكرى السَّنويّة: الاحتفال بمرور عام على زواج أو وفاة شخص. إلخ، أو ما يُذكِّر بما حدث في اليوم ذاته لسنة أو لسنوات خلت- الذِّكرى المئويّة: الاحتفال بمرور مائة عام- تخليد الذِّكرى/تمجيد الذِّكرى.
* يوم الذِّكرى: يوم يقيمه المستوطنون الصهاينة قبل يوم 5 مايو (آيار) وهو اليوم الذي يحتفلون فيه بعيد الاستقلال، ويُكرَّس هذا اليوم لذكرى الجنود الذين سقطوا في حرب 1948 أو الحروب التي تلتها.
ذَكُور [مفرد]: صيغة مبالغة من ذكَرَ: كثير الحفظ في ذهنه، قويّ الذاكرة (شابٌّ ذَكور- إذا كُنت كذوبًا فكُن ذَكُورًا).
ذُكُورة [مفرد]: مجموع الصفات الخاصّة بجنس الذكور، عكسها أنوثة (نسبة الذكورة في المواليد تتساوى في الغالب مع نسبة الأنوثة).
ذُكُوريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من ذُكُورة: رجوليَّة (ذكوريَّةُ الرّأي/الجَسَد).
مُذَاكرة [مفرد]: مصدر ذاكرَ: معاودة فهم الدروس وحفظها (مذاكرة جهريَّة- حريص على المذاكرة).
مِذْكار [مفرد]: جمعه مذاكيرُ، والمذكر مِذْكار: مَن اعتادت ولادة الذُّكور، وقد يطلق كذلك على الرجل الذي يتوارد أبناؤه ذكورًا (*) أَرْضٌ مِذكارٌ: تنبت ذكور العُشب- فلاةٌ مِذكارٌ: صحراء ذات أهوال لا يسلكها إلاّ الذكور من الرِّجال.
مِذْكارة [مفرد]: مِذْكار، من اعتادت ولادة الذكور (امرأة مِذْكارة).
مُذْكِر [مفرد]: اسم فاعل من أذكرَ (*) داهية مُذْكِر: شديدة لا يُقدَر عليها- طريق مُذْكِر: مَخُوف- يَوْمٌ مُذْكِر: شديد صعب.
مُذكَّر [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ذكَّرَ وذكَّرَ.
2 - [في النحو والصرف] اسم لا توجد فيه علامة تأنيث، وهو خلاف مؤنَّث فيكون مذكّرًا حقيقيًّا، أي له أنثى من جنسه كالرَّجل، والجمل، أو مذكَّرًا غير حقيقي كالكتاب، والباب.
* المُذكَّر من الإنسان والحيوان: من له صفات الذَّكر، عكسه مؤنَّث (امرأة مذكَّرة: متشبِّهة في أخلاقها بالرِّجال) (*) سيف مُذَكّر: ذو رونق وحسن وصفاء- طريق مذكَّر: مَخُوف- يَوْمٌ مُذكَّر: شديد صعب.
* جَمع المذكَّر السالم: [في النحو والصرف] ما دلّ على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون أو ياء ونون على مفرده وأغنى عن المتعاطفين، فكان له مفرد من جنسه، ومفرده إمّا اسم وإمّا صفة.
* المُلحق بجمع المذكَّر: [في النحو والصرف] ما دلّ على أكثر من اثنين وعُومل معاملة جمع المذكَّر السَّالم في الرَّفع بالواو وفي النَّصب والجرّ بالياء.
مُذكِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ذكَّرَ وذكَّرَ.
2 - دفترٌ صغيرٌ يدوَّن فيه ما يراد استرجاعه واستحضاره في الذِّهن من أمور، أو أعمال، أو مواعيد، مفكِّرة، دفتر ملاحظات (هذا مدوَّن في مذكِّرتي- سجل في مذكِّرته موعد قيام الطائرة- مذكِّرات سياسيّ: ما يرويه شخص خطِّيًّا من أحداث شهدها بنفسه أو تتعلق بسيرته، وحياته العامَة أو الخاصّة).
3 - بيان مجمل أو مفصّل تُشرح فيه بعض المسائل (مذكِّرة موجَّهة إلى رئيس الدولة- مذكِّرة بطرح الثِّقة- بعثت الحكومةُ بمذكِّرة دبلوماسيّة تفصيليّة- سُلمت مذكِّرة احتجاج إلى السفارة) (*) مذكِّرة إحضار/مذكِّرة استدعاء: ورقة دعوة وجلب إلى المحكمة- مذكِّرة اتِّهام: بيان يحمل مُسوِّغات الاتِّهام في قضيَّة من القضايا- مذكِّرة احتجاج: تقرير موجز يعترض على خطأ، أو انتهاك للقانون الدوليّ- مذكِّرة توقيف: أمرٌ يُصدره قاضي التَّحقيق يقضي بتوقيف شخص وسجنه- مذكِّرة دعوَى: مذكِّرة تتعدَّى عرض الدعوى ويُدخِل فيها أحدُ الأطراف المتنازعة طُعونًا.
4 - إشعار مكتوب صادر عن الإدارة يحمل ملاحظات على سير العمل أو التنبيه إلى تدبير جديد.
* مذكِّرة قضائيّة: [في القانون] أمر قضائيّ يُصرِّح لشرطيّ القيام بالتَفتيش أو الحيازة أو إلقاء القبض.
* المذكِّرة التَّفسيريَّة: [في القانون] بيان يُصدَّر به كلّ قانون لبيان الدَّواعي إلى سَنِّه.
* مذكِّرة شفويّة: [في القانون] إبلاغ يُقال شفهيًّا ويُدوَّن في مذكِّرة مكتوبة غير موقَّعة.
مذكُور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ذكَرَ: سابق الذّكر (*) المذكور أعلاه/المذكور آنفًا/المذكور سلفًا: المشار إليه سابقًا.
2 - ذو قيمة، وغالبًا ما تستعمل في أسلوب النّفي (لم يكن مذكورًا بينهم: لم يكن ذا قيمة بينهم- {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [قرآن]).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
13-العربية المعاصرة (رام)
رامَ يَروم، رُمْ، رَوْمًا، فهو رائم، والمفعول مَرُوم.* رام الشَّيءَ: طلَبه، رغِب فيه، أراده ورجاه (لقد كان يَرُوم الفوز بالمرتبة الأولى- من رام الظَّفَر غالب الشِّدَّة والخطر) (*) كُلُّ شيء على ما يُرام: على أحسن ما يُرجى ويُتوقع ويُنتظر.
أَرُومة/أُرُومة [مفرد]: جمعه أرومات وأروم:
1 - أروم؛ أصل الشَّجرة، أو ما يبقى منها في الأرض بعد قَطعها، وتُستعمل للحَسَب (هذا شجر ترتقي أرومته إلى مئات السنين- صديقي حسن الخُلُق كريم الأرومة) (*) طيِّب الأرُومة: كريم الأصل.
2 - [في الأحياء] خليّة ذات نواة في مُخّ العظم، تنشأ منها كُريّات الدَّم الحمراء.
رائم [مفرد]: اسم فاعل من رامَ.
رام [جمع]: مفرده رامَة: [في النبات] نبات مُعَمَّر، بعض أنواعه برِّيَّة وبعضها تزيينيَّة.
رَوْم [مفرد]:
1 - مصدر رامَ.
2 - [في التجويد] إخفاءُ الصَّوت بالحركة الَّتي في آخر الكلمة مع الإشارة إليها.
رُوم [مفرد]: شراب شديد الإسكار، يُستخرج من تخمير عصارة قصب السكَّر وتقطيرها (الرُّوم نوع من الخمر فلا تشربه لأنه حرام).
رُوم [جمع]: مفرده رُوميّ: اسم أطلقه العرب على البيزنطيين سكّان الإمبراطوريّة الرومانيّة الشَّرقيّة {غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [قرآن].
* الرُّوم: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 30 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستّون آية.
رُوميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى روم: (كان صهيب الروميّ من صحابة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم).
* جبن روميّ: نوع من الجبن.
* ديكٌ رُومِيّ: [في الحيوان] ديك حبشيّ أو هنديّ، طائر داجن من رتبة الدَّجاجيّات، موطنه الأصليّ أمريكا الشماليّة، كبير الحجم، صغير الرأس، قصير المنقار، مستطيل الساق، يعيش في قطعان تسرح كالغنم، لحمه لذيذ الطعم مرغوب فيه.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
14-العربية المعاصرة (شد)
شدَّ/شدَّ في شَدَدْتُ، يَشِدّ، اشدِدْ/شِدّ، شِدّةً، فهو شديد، والمفعول مشدود فيه.* شدَّ الشّيءُ: قَوِي ومَتُن (لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ) [حديث].
* شدَّ في سيره: عدا، أسرع، ركض.
شدَّ/شدَّ على شَدَدْتُ، يَشُدّ، اشْدُدْ/شُدّ، شَدًّا، فهو شادّ، والمفعول مَشْدود.
* شدَّ فلانًا:
1 - أوثقه وقيَّده (شدَدْت الأسيرَ) (*) شدَّ الزِّمامَ: تحكّم في الأمر- شَدَّ وَثَاقَه: قيّده وربطه.
2 - قوّاه وأيَّده (شدَّ أزرَه/من أزرِه: قوّاه، عاونه وساعده- {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} [قرآن] - {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [قرآن]) (*) شَدَّ انتباهَه: جذب نظره- شَدَّ عزائمَه: قوّى من عزمه وإرادته.
* شدَّ العُقْدةَ ونحوَها: أحكمها وأوثقها (شدّ إزارًا: أحاط جسمه بشيء وأوثق عقدَه- {فَشُدُّوا الْوَثَاقَ} [قرآن]) - شَدَّ وأرخى: تشدَّدَ ولانَ- ما بين شدٍّ وجذب: يتراوح بين ظرفين متعارضين.
* شدَّ الحَبلَ ونحوَه: جذبه ومدّه، وقوّاه، عكسه أرخاه (شدّ التدليكُ العضلَ: قوّاه, وزاد في صلابته ومقاومته).
* شدَّ رحالَه: تهيّأ للسّفر (َلاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى) [حديث] - شَدَّ للأمر حِزامَه: استعدّ له، تهيّأ له- شَدَّ مِئزرَه: جدَّ واجتهد في العمل.
* شدَّ اللهُ على قلبه: ختَم ({وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [قرآن]: اربط عليها وأحكم إغلاقها حتى لا يدخلها الإيمان).
* شدَّ على القوم في الحرب: حمل عليهم وهاجمهم بقوّة (شدّ عليهم شدّة صادقة- شدّ على فلان: ضيّق، أحاط، ضغط بقوّة- شدّ على عنقه: خنقه) - شَدَّ الحِزامَ: ضيَّق على نفسه، تقشَّف في حياته، اقتصد.
* شدَّ على يده: صافحه بحرارة.
أشدَّ يُشدّ، أشْدِدْ/أشِدَّ، إشدادًا، فهو مُشِدّ.
* أشدَّ الفتى: بلغ أشدَّه عمرًا ورشدًا (عندما أشدَّ سلَّمه أبوه مقاليدَ الحكم).
* أشدَّ الرَّجُلُ: صار له أعوان أشِدَّاءُ.
اشتدَّ/اشتدَّ على/اشتدَّ في يشتدّ، اشْتَدِدْ/اشْتَدَّ، اشتدادًا، فهو مُشتدّ، والمفعول مُشتدّ عليه.
* اشتدَّ الضَّغطُ: قوِي وزاد (اشتدّ مرضُه/الزّحامُ/الظلامُ- اشتدّي أزمةً تنفرجي.. قد آذن ليلُك بالبَلَج- {أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} [قرآن]) (*) اشتدَّ ساعدُه/اشتدَّ عُوده/اشتدَّ ظَهْرُه: قَوِي، صار عزيزًا ومنيعًا- لمّا اشتد ساعدُه رماني: جزاني على المعروف شرًّا، وعلى النعمة كفرانًا.
* اشتدَّ السِّعرُ: غلا وارتفع (تشتدُّ الأسعارُ في أثناء الحرب).
* اشتدَّ اللَّبنُ ونحوُه: أخذ يتماسك ويتجبَّن.
* اشتدَّ النَّهارُ: علا وارتفعت شمسُه.
* اشتدَّ على ولدِه: قسا وعنف.
* اشتدَّ في عَدْوِه: أسرع (اشتدّ في السَّير: اندفع).
تشادَّ يتشادّ، تَشادَدْ/تَشادَّ، تَشَادًّا، فهو مُتَشَادّ.
* تشادَّ الشَّخصان:
1 - تنازعا (تشادّ اللاّعبان).
2 - تعاونا وقوَّى أحدّهما الآخَر.
تشدَّدَ/تشدَّدَ في يتشدَّد، تشدُّدًا، فهو مُتشدِّد، والمفعول مُتشدَّد فيه.
* تشدَّدَ الرَّجلُ: تقَوّى (تشدّد عزمُه: تقوّى وصار أكثر ثباتًا وتوطيدًا).
* تشدَّدَ في الأمر: تصلّب، بالغ فيه ولم يخفِّف (تشدّد في الدِّين: تزمّت وكان غير متساهل- تشدّد في موقفِه).
* تشدَّدَ في الإنفاق: بَخِل, اشتدّ حرصُه (رجلٌ متشدِّد: بخيل).
شادَّ/شادَّ في يشادّ، شادِدْ/شادَّ، مُشادّةً وشِدادًا، فهو مُشادّ، والمفعول مُشادّ.
* شادَّ فلانًا: غالبه (شادّ منافِسَه) (*) مشادَّة كلاميّة: مُشاحنة.
* شادَّ الأمرَ/شادَّ في الأمر: بالغ فيه ولم يخفِّف (وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبَهُ) [حديث].
شدَّدَ/شدَّدَ على يشدِّد، تشديدًا، فهو مُشدِّد، والمفعول مُشدَّد.
* شدَّدَ العقوبةَ: ضاعفَها، عكسه خفَّف (شدّد العزمَ/مقاومتَه).
* شدَّدَ الحرْفَ: ضعَّفه وأدغمه، ضدّ خفّفه.
* شدَّدَ الشَّيءَ/شدَّدَ على الشَّيء: أكّده وقوّاه وأحكمه (شدّد موقفَه) (*) شدَّد على أنّ..: أكّد، استرعى الانتباه إلى أنّ.
* شدَّدَ على قومه: قسا عليهم, ضيّق عليهم (مَنْ شدّد شدَّد الله عليه- شدّد على فلان بالكلام).
أَشُدُّ [مفرد]: اكتمال النّمو، وتمام القوّة في الإنسان {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} [قرآن]: اكتمل وبلغ مبلغ الرِّجال وهو ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنة- {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} [قرآن].
تشديد [مفرد]:
1 - مصدر شدَّدَ/شدَّدَ على.
2 - [في التجويد] احتباس صوت الحرف، ثمّ انطلاقه بقوّة، مثل صوت الباء.
3 - [في القانون] تضخيم وتثقيل العقوبة على من يكرِّر المخالفة.
4 - [في العلوم اللغوية] إدغام الحرفين المتماثلين كتشديد اللاّم في دلَّ.
5 - [في العلوم اللغوية] تأكيد النبر على مقطع صوتيّ.
شدائدُ [جمع]: مفرده شديدة: مصائبٌ، أمورٌ عظيمةٌ (ألمّت به الشّدائدُ- نجّاك الله من الشّدائِد- عند الشَّدائد يُعرف الإخوان [مثل] - جزى اللهُ الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ.. عرَفتُ بها عَدُوّي من صديقي).
شِداد [مفرد]:
1 - مصدر شادَّ/شادَّ في.
2 - ما يُشدُّ به.
شَدّ [مفرد]:
1 - مصدر شدَّ/شدَّ على (*) لا يقوى على شَدٍّ ولا إرخاء: لا يستطيع التصرُّف والتدبير.
2 - [في الطبيعة والفيزياء] قوّة يؤثِّر بها جسم مشدود على النقطة المثبت بها.
3 - [في علوم النفس] شعور بالضيق واضطراب التوازن والاستعداد لتغيير السلوك.
4 - [في الهندسة] قوّة تميل إلى زيادة طول الجسم أو أبعاده.
شَدَّة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من شدَّ/شدَّ في وشدَّ/شدَّ على.
2 - حملة في الحرب على العدوّ (شدّ على العدوّ شدّة مباغتة).
3 - [في العلوم اللغوية] رأس سين مهملة النقط تُوضع على الحرف دلالة على تضعيفه وإدغامه وتُرسم هكذا (ّ).
شِدّة [مفرد]: جمعه شِدَّات (لغير المصدر) وشِدَد (لغير المصدر):
1 - مصدر شدَّ/شدَّ في.
2 - أمر يصعب تحمُّله، ضيق، ألم، وجع، عذاب، بؤس، شقاء (شِدّة الحرّ: تجاوز الحدّ العاديّ لدرجة الحرارة- شِدّة الألم: تفاقمه- شِدّة الظّلام: كثافته- شدّة الخوف: ازدياده).
3 - قوّة ومتانة وصلابة (شدّة العضلات- شدّة المقاومة- شدّة الصّوت: حدّته وقوّته- شدّة الأرض: صلابتها).
4 - عُسْر وضيق حال، خلاف الرَّخاء واللِّين ورَغَد العَيْش (مرّ بأيّام شِدّة وأيّام رخاء: قلة ذات اليد وفقدان الرخاء ورغد العيش- شِدّة العيش: ضيقه وشظفه- وقت الشِّدّة: ما يحلّ بالإنسان فيه من مكاره الدهر- تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ) [حديث].
5 - [في الطبيعة والفيزياء] أقصى إجهاد يتحمّله جسم صلب بدون أن يتمزّق.
شَديد [مفرد]: جمعه أشدّاءُ وشِداد، والمؤنث شديدة، والجمع المؤنث شديدات وشدائدُ وشِداد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شدَّ/شدَّ في: قوِيّ، متين {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [قرآن]: قويّ منيع- {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [قرآن] - {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} [قرآن]: مُحكمات) (*) شديد البأس: شجاع- شديد العارِض/شديد العارضة: فصيح- شديد العصا: قاسٍ- شديد العين: لا يغلبه النوم- عليه طلبٌ شديد: إقبال كثير.
2 - صَعْب عسير جافٍ (لا تكن شديدًا في معاملة أبنائك- {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ} [قرآن]: مُجْدبات- {وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [قرآن]: غليظ دائم- {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} [قرآن]: خارق) (*) خطاب شديد اللَّهجة: قاسٍ في عباراته، مُتَّسم بالحدّة والعنف- شديد المِراس/شديد الشَّكيمة: صعب القياد، أبيّ- شديد الوطأة: عنيف صَعب التحمُّل، غاشم.
* الشَّديد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: القويّ أو المشدِّد {وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [قرآن] - {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [قرآن].
* الأصوات الشديدة: [في العلوم اللغوية] أصوات ينحبس الهواء عند النطق بها انحباسًا تامًّا لحظة قصيرة، ثم ينفجر انفجارًا فجائيًّا، فيحدث دويًّا وهي: الهمزة- ب- ت- ج- د- ض- ط- ق- ك- ل- م- ن.
مُشادّة [مفرد]:
1 - مصدر شادَّ/شادَّ في.
2 - معركة، خصام، أو شجارٌ حادّ عنيف يحدث فجأة وسرعان ما يزول بعد وقت (جرت بينهما مشادّة كلاميَّة- مشادّة بين لاعِبَيْن).
مِشدّ [مفرد]: جمعه مِشدَّات:
1 - اسم آلة من شدَّ/شدَّ على: أداة لشدّ أوتار بيانو.
2 - نطاق تشُدّه المرأةُ على بطنها وأردافها لتَدِقَّ.
3 - مِسنَد يوضع عند نهاية صفّ كتب لتثبيته (مِشدّ كُتب).
مُشدِّدة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل شدَّدَ/شدَّدَ على.
* ظروف مُشدِّدة: [في القانون] ملابسات تؤدِّي إلى تشديد العقوبة، عكسها ظروف مخفّفة.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
15-العربية المعاصرة (صدق)
صدَقَ/صدَقَ في يصدُق، صِدْقًا، فهو صادِق، والمفعول مَصْدوقٌ (للمتعدِّي).* صدَق الشَّخصُ/صدَقَ الشَّخصُ في الأمر: أخبر بالواقع كما هو، عكس كذب (كان يصدُق دائمًا- {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} [قرآن]) (*) صدَق الله العظيم: خاتمة تقالُ بعد تلاوة القرآن.
* صدَقَت النُّبوءةُ: تحقّقت وثبتت (صدقت الشَّائِعَةُ) - صدقت عزيمتُه/صدقت نيَّته: ثبتت- يصدُق عليه كذا: ينطبق.
* صدَقَ فلانًا الحَديثَ/صدَقه في الحَديث: أنبأه بالصِّدق (صدقه القولَ).
* صَدَقَ فلانًا النَّصيحةَ: أخلصها له (صدقَه المحبّة/الودّ).
* صدَق فلانًا الوَعَد/صدَق في وعده: حقَّقه، أَوْفى به ونفّذه (صدَقتِ المرأةُ في وعدها- {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} [قرآن] - {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} [قرآن]) - صدَق في الوَعد والوَعيد: أنفذهما.
أصدقَ يُصدق، إصداقًا، فهو مُصدِق، والمفعول مُصدَق.
* أصدق الشَّخصَ: عَدَّه صادِقًا.
* أصدق المَرأةَ:
1 - عيَّن لها صَداقًا أي مَهْرًا أو أعطاها إيّاه.
2 - تزوَّجها على صَداقٍ أي مَهر.
تصادقَ/تصادقَ على يتصادق، تصادُقًا، فهو مُتصادِق، والمفعول مُتَصادَق عليه.
* تصادقتِ الفَتاتان: تبادلتا المودّة والصُّحبة، صارتا صديقتين (تصادق الزَّميلان) (*) تصادقَا الحديثَ والمودَّة: صَدَقَ كلٌّ منهما الآخر.
* تصادق الشَّخصان على الأمرِ: أقرَّاه (تصادقا على شروطِ البيع).
تصدَّقَ/تصدَّقَ ب يتصدَّق، تصدُّقًا، فهو مُتصدِّق، والمفعول مُتصدَّق عليه.
* تصدَّق الشَّخصُ:
1 - أعطى الصّدقةَ (كان يتصدَّق بسخاءٍ).
2 - تنازل، عفا مُحْسنًا ({وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا} [قرآن]: أصله يتصدَّقوا).
* تصدَّق على الفقير بالمال: أعطاه إيّاه صدقة {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [قرآن] - {لَئِنْ ءَاتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} [قرآن]: أصله لنتصدَّقنَّ).
صادقَ/صادقَ على يصادق، مُصادَقةً وصِداقًا، فهو مُصادِق، والمفعول مُصادَق.
* صادق فلانًا: بادله الصَّداقةَ والمودَّةَ، اتَّخذه صديقًا، صاحبه (صادَق أولاد الجيران- صادقته المودّة والنَّصيحة- معاداة العاقل خيرٌ من مصادقة الجاهل- أُصادق نفس المرء من قبل جسمه.. وأعرفها في فعله والتَّكلُّمِ) (*) صادقه المودّةَ: أخلصها له.
* صادق على الشَّيء: صَدَّق عليه، وافق عليه، أقرَّه (صادَق على العقد في المحكمة- صادق رئيس الوزراء على القرار).
صدَّقَ/صدَّقَ ب/صدَّقَ على يصدِّق، تصديقًا وتصداقًا، فهو مُصدِّق، والمفعول مُصدَّق.
* صدَّق فلانًا/صدَّق بفلان: اعترف بصدق قوله آمن به وأيدّه، ضدّ كذَّبه (صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقَك [مثل]: من صَدَقَك الحديثَ لا من صدَّق كلامَك- {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} [قرآن] - {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [قرآن]) (*) صدِّق أو لا تصدِّق: تصرَّف كما تشاء- ما صدَّق عينيه: كان ما شاهده غريبًا، أنكر، دُهِش، استغرب.
* صدَّق على فلانٍ ظنَّه: حقَّقه {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ} [قرآن].
* صدَّق على الأمر: أقرَّه، وافق عليه (صدَّق رئيسُ الوزراء على القرار/القانون- وثيقة مصدّق عليها رسميًّا- صدَّق على الشِّيك: وافق على صرفه) - صَدَّق على إمضاءٍ: وقَّع بجانبه إثباتًا لصحَّته.
تَصْداق [مفرد]: مصدر صدَّقَ/صدَّقَ ب/صدَّقَ على.
تَصْديق [مفرد]:
1 - مصدر صدَّقَ/صدَّقَ ب/صدَّقَ على.
2 - [في البلاغة] ما يُطلب به معرفة النسبة في الاستفهام لا معرفة المفرد.
3 - [في الفلسفة والتصوُّف] إدراك الحكم أو النِّسبة بين طرفي القضيَّة.
4 - [في القانون] موافقة سلطة عليا على عقد أو شهادة السُّلطة بصحَّة وثيقة (يُودِع وثيقة التَّصديق).
5 - [في القانون] موافقة رئيس الدَّولة أو صاحب السُّلطة العليا فيها على المعاهدة أو الاتِّفاقيّة؛ لتصبح معتمدة ولتدخل حيِّز التطبيق.
6 - [في علوم النفس] توجُّه النَّفس إلى تأييد قضيَّة أو رأي، وهو درجات من الظَّن إلى اليقين.
صَادِق [مفرد]: جمعه صادقون وصُدُق، والمؤنث صادقة، والجمع المؤنث صادقات وصوادقُ: اسم فاعل من صدَقَ/صدَقَ في (*) الحملة الصَّادقة: في الحرب هي الشَّديدة- الصَّادق الأمين: محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم- الفَجر الصَّادق: البياض المعترض في الأفق يبدأ ظهوره وقت صلاة الفجر- النِّيَّة الصَّادقة: العزيمة المخلصة- تمرٌ صادق الحلاوة: شديدها- حمَل عليه بحملة صادقة: بعزيمةٍ صحيحة- شهادة صادقة: صحيحة- صادق الحدس: الذي يظنّ الظَّنّ فلا يُخطِئ- عُقدة الحُبّ الصَّادق: الرِّباط الذي يدلُّ على استمراريَّة العهد بين المحبّين- نيَّة صادقة/عاطفة صادقة: مخلصة.
* الصَّادِق: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي تُطابق أفعالُه أقوالَه.
صَداق [مفرد]: جمعه أَصْدِقة وصُدُق: مَهْر المرأة؛ ما يُعطَى للزَّوجة من المال شرعًا (أخذت المرأةُ مؤخَّر الصَّداق بعد طلاقها- أعطاها الصَّداقَ).
صَداقة [مفرد]:
1 - مصدر صادقَ/صادقَ على.
2 - علاقة مودَّة ومحبَّة بين الأصدقاء (جمعت بينهما الصَّداقةُ منذ الصِّغر- دعم أواصر الصَّداقة بين البلدين- صداقة الجاهل همٌّ- الصَّداقة تتويج الحبّ [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: قال: أتحبُّ أخاك؛ قلت: نعم إذا كان صديقي- ومن العداوة ما ينالك نفعهُ.. ومن الصَّداقة ما يضرُّ ويؤلِمُ) (*) عُرى الصَّداقة: روابطها.
صِدِّيق [مفرد]: صيغة مبالغة من صدَقَ/صدَقَ في: دائم الصِّدق، أو من يلتزم بالصِّدق في قوله وعمله، بارّ (لم يكن أبو بكر صادقًا فحسب، بل كان صِدِّيقًا- حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا [حديث] - {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} [قرآن]).
* الصِّدِّيق: لقب كلّ من يوسف بن يعقوب النَّبي عليهما السَّلام، وأبي بكر رضي الله عنه، أوَّل الخلفاء الرَّاشدين.
صِدْق [مفرد]:
1 - مصدر صدَقَ/صدَقَ في: (النجاة في الصِّدق [مثل] - {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ} [قرآن]) (*) بصدق/بكلِّ صدق: بكل الحقيقة، من كلِّ قلبه- لسان الصِّدق: الذِّكر الحسن- له قدم صِدْق: منزلة رفيعة.
2 - صلابة وشدَّة (دافع عن حقوق المظلومين بصدق).
3 - تطابق بين ما يُفترض أن يقيسه الاختبار وما يقيسه بالفعل.
4 - أن يقيس الاختبار ما وضع لقياسه.
5 - [في الفلسفة والتصوُّف] وصف لموجود مُنزَّه عن الخداع.
6 - [في علوم الاجتماع] قيمة تُنسب إلى الفكرة أو أداة البحث.
صَدَقة [مفرد]: جمعه صَدَقات.
* الصَّدَقة:
1 - زكاة المال المفروضة {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [قرآن].
2 - ما يعطى للفقير ونحوه من مالٍ أو طعامٍ أو لباسٍ على وجه القربى لله، لا المكرمة (أعطيت المحتاجَ صدقة- كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ [حديث] - لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ [حديث] - {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [قرآن]).
* صَدَقة الفِطْر: صدقة يدفعها المسلم الذي يملك قوت يومه قبل صلاة عيد الفطر.
صَدُقة [مفرد]: جمعه صَدُقات: صَدَاقٌ، مَهْر، ما يُعطى للزّوجة من مالٍ شرعًا {وَءَاتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [قرآن].
صِدْقِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى صِدْق.
2 - مصدر صناعيّ من صِدْق: مصداقيّة، مطابقة الفعل للقول (فقدت خارطة الطريق صدقيّتها).
صَدوق [مفرد]: جمعه صُدْق وصُدُق، والمؤنث صَدُوقة: صيغة مبالغة من صدَقَ/صدَقَ في: صِدِّيق، دائم الصِّدق، ويجوز تأنيث الصِّيغة بالتاء إعِمالًا بقرار مجمع اللّغة المصريّ.
صَديق [مفرد]: جمعه أَصْدقاء، والمؤنث صديقة وصديق: صاحبٌ صادقُ الوُدّ (يستعمل للواحد والجمع والمذكّر والمؤنّث) (صديق العائلة- المرءُ غنيٌّ بأصدقائه- الحسابات الجيِّدة تصنع أصدقاء أحبَّاء [مثل أجنبيّ] - الأزمات تكشف عن الأصدقاء [مثل أجنبيّ] - أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ: صَدِيُقكَ وَصَدِيقُ صَدِيقِكَ وَعَدُوُّ عَدُوِّك [حديث]: للإمام عليّ رضي الله عنه- {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [قرآن]).
* نيران صديقة: [في العلوم العسكرية] تعبير يطلق على قتل الجنود برصاص زملائهم.
ماصَدَق [مفرد].
* الماصَدَق: [في الفلسفة والتصوُّف] الأفراد التي يتحقّق فيها معنى الكلِّيّ، ويقابله: المفهوم (انظر: م ا ص د ق - ماصَدَق).
مِصْداق [مفرد]: مؤنثه: مِصْداق ومِصْداقة: صيغة مبالغة من صدَقَ/صدَقَ في: كثيرُ الصّدق (مؤمن تقِيٌّ مِصْداقٌ- امرأة مِصْداق/مِصْداقَة).
* مِصْداق الأمر: الدَّليل والشَّاهد على صدقه (هذا مِصْداق قوله).
مِصْداقِيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من مِصْداق: مطابقة الفعل للقول، جدارة الشَّخص أو الأمر بأن يكتسب الثِّقةَ (انتخبوه رئيسًا لهم نظرًا لمِصْداقِيّته).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
16-العربية المعاصرة (صفا)
صفَا/صفَا ل يَصفُو، اصْفُ، صَفْوًا وصَفاءً وصُفُوًّا، فهو صافٍ وصفوانُ/صفوانٌ، والمفعول مَصْفوٌّ له وصَفِيٌّ له.* صفا الماءُ ونحوُه: راقَ، كان نقيًّا لا يكدره شيء، نقيض كدِر (صفا الجوّ: لم يكن فيه غيمٌ- صفا القلبُ: خلا من الغَمِّ- يوم صافٍ: شديد البرد لا غيم فيه ولا كدر- إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى.. ظمئتَ وأيُّ الناس تصفو مَشاربُه) (*) صفا له الجوّ: خلا له ليفعل ما يشاء.
* صفا فلانٌ لفلانٍ: أخلص له (صفا لصديقه- {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافٍ} [قرآن]: خالصات لوجه الله).
أصفى يُصفي، أصْفِ، إصفاءً، فهو مُصْفٍ، والمفعول مُصْفًى.
* أصفى الشَّيءَ: جعله صَفْوًا خالصًا.
* أصفى فلانًا الودَّ/أصفى لفلانٍ الودَّ: أخلصه له وصدقه المودّةَ.
* أصفاه بالشَّيء: خصَّه وآثره به {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ إِنَاثًا} [قرآن].
استصفى يستصفي، اسْتَصْفِ، استصفاءً، فهو مُسْتصفٍ، والمفعول مُستصفًى.
* استصفى الشَّخصَ: اختاره وفَضَّله، عدَّه صفيًّا وصديقًا (استصفى زميلَه).
* استصفى الشَّيءَ: استخلصه وأخذ خيارَه (استصفى التَّاجرُ البضاعةَ).
* استصفى الحاكمُ مالَ الرَّجل: أخذه كلَّه (استصفتِ الدولةُ أموالَ الخونة).
اصطفى يصطفي، اصطفِ، اصطفاءً، فهو مُصْطفٍ، والمفعول مُصْطفًى.
* اصطفى فلانًا: استصفاه؛ اختاره وفضَّله {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [قرآن] - {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ} [قرآن].
تصافى يتصافى، تَصافَ، تَصافيًا، فهو مُتصافٍ.
* تصافى الشَّخصانِ: أخلص كُلٌّ منهما الودَّ للآخر (هما صديقان متصافيان- طول التَّنائي مسلاة للتَّصافي: للحثّ على التَّقارب بين الأصدقاء).
صافى يُصافي، صافِ، مُصافاةً، فهو مُصافٍ، والمفعول مُصافًى.
* صافى الرَّجلَ: بادله الإخاءَ والمودَّةَ، أخلص له الودَّ (صافاه في السَّرَّاء والضَّرَّاء).
صفَّى يصفِّي، صَفِّ، تصفيةً، فهو مُصَفٍّ، والمفعول مُصَفًّى.
* صفَّى الماءَ ونحوَه: أزال عنه الموادّ الغريبة والشَّوائبَ (صفّى الزَّيتَ- صفَّى النفطَ: كرَّره- {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى} [قرآن]) (*) صَفّى خلافًا/صَفّى نزاعًا: أنهاه، وجد له حلاًّ.
* صفَّى الحسابَ: حرَّره وأنهاه (صفَّى حسابَ الشركة- تصفية الميزانيّة) - صفَّى حسابَه مع فلان: انتقم منه- صفَّى شريكًا في جريمة: قتله، قضى عليه.
* صفَّى المحلَّ التِّجاريّ: باع ما تبقّى من البضاعة بقصد إغلاقه نهائيًّا (صفَّى ممتلكاتِه/أعمالَه التّجاريّة).
إصفاء [مفرد]: مصدر أصفى.
استصفاء [مفرد]: مصدر استصفى.
اصطفاء [مفرد]: مصدر اصطفى.
تصافٍ [مفرد]: مصدر تصافى.
تَصْفويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَصْفية: (حلٌّ تصفويّ).
تَصْفية [مفرد]: جمعه تصفيات (لغير المصدر):
1 - مصدر صفَّى (*) تصفية الدَّيْن: دفعه، وتسديده- تصفية القواعد العسكريّة: إنهاؤها وإزالتها- تصفية جسديَّة: القضاء على الخصم بواسطة القتل والاغتيال.
2 - انتقاء الأفضل (تصفيات كأس العالم لكرة القدم- امتحان تصفية) (*) مباراة تصفية: مباراة تُجرى لاستبعاد المتبارين الأقلِّ مهارةً ممّن سواهم.
* بيع التَّصفية: [في التجارة] بيع للتخلُّص من البضائع القديمة، وهو إجراء مُتَّبع يلجأ إليه التُّجّار في نهاية الموسم أو قبل إجراء الجرْد السنويّ، فيعرضون البضائعَ للبيع بأسعار منخفضة، مكتفين في الغالب باستيفاء رأس المال الذي تمثِّله (محلّ تصفية: محلّ يبيع البضائعَ المتبقّية عادة بأسعار مخفّضة).
* تصفية كلويَّة: [في الطب] مقدار البلازما التي تمّت تصفيتها من مركّب مُعيّن في وحدة زمنيّة، وهي تعتبر مقياسًا لنشاط الكلية وعملها.
* تصفية قضائيَّة: [في القانون] إجراء يتّخذ لبيع مكاسب تاجر أو شركة لتسديد الدُّيون المستحقَّة عليه (تصفية الخلاف والنِّزاع بطريق القانون: حلّه وتسويتُه- مأمور التصفية) - تصفية الشَّركة: تحرير حساباتها وحلّها.
صافٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من صفَا/صفَا ل.
2 - ما تبقَّى بعد الخصم (كان صافي ربحه قليلًا) (*) الدَّخل الصَّافي: الرِّبح المتبقي بعد طرح المصاريف- الوزن الصَّافي: ما يتبقّى بعد طرح الوعاء الذي احتواه- صافي الأجر: بقيَّة الرَّاتب بعد اقتطاع الضَّرائب والخصومات الأخرى.
* الرِّبح الصَّافي: [في الاقتصاد] ما يحصل عليه ربّ العمل علاوة على فائدة رأس ماله وأجر إدارته.
صَفا [مفرد].
* الصَّفا: أحد جبليّ المسعى والآخر المروة، من مشاعر الحجّ والعمرة بمكّة {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} [قرآن].
صَفاء [مفرد]: مصدر صفَا/صفَا ل (*) ساعات الصَّفاء: أوقات السَّعادة- صفاء السَّريرة: نقاؤها- فلانٌ سريعُ الصَّفاء: لا يحمل الحقد لأحد.
صَفَاة [مفرد]: جمعه صَفَا: صخرة ملساء عريضة (*) فلانٌ قلَّت صَفَاتُه: ضَعُف- فلانٌ لا تَنْدى صفاتُه: بخيل- هم قومٌ لا تُقرع صَفَاتُهم: لا ينالهم أحد بسوء.
صَفْو [مفرد]: مصدر صفَا/صفَا ل (*) عكَّر صَفْوَ حياته: نغَّصه، أزعجه، سبّب له المتاعبَ.
* الصَّفو من الشَّيء: خالصه وخياره (أخذَ صفوَ مالِه- عكّر صفو السلام: أخلّ به).
صَفْواءُ [مفرد]: جمعه صَفَا: صفاة، صخرة ملساء تزلّ عنها الأقدامُ ولا تثبت عليها.
صَفْوانُ/صَفْوانٌ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صفَا/صفَا ل: رائقٌ، نقِيٌّ، صافٍ (يومٌ صفوانُ).
صَفْوانٌ [جمع]: مفرده صَفْوانة: صَخْر أملس لا يستقرّ عليه شيء {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا} [قرآن].
صَفْوة [مفرد]: جمعه صَفَوات وصَفْوات.
* صَفْوة كلّ شيء: ما صفا منه وخلُص، أحسنه وخياره (يستوي فيه المفرد والجمع والمذكّر والمؤنث) (صَفْوة القول/البضاعة- كان من صفوة الأدباء) (*) صَفْوة الرِّجال/صَفْوة الكُتَّاب: نخبتُهم.
صُفُوّ [مفرد]: مصدر صفَا/صفَا ل.
صَفِيّ [مفرد]: جمعه أَصْفياءُ (للعاقل) وصَفَايا، والمؤنث صفيّة، والجمع المؤنث صفيّات وصَفَايا: صفة ثابتة للمفعول من صفَا/صفَا ل: مختار، مفضَّل، حبيب مُصافٍ، صديق مخلِص (هو صديقي الصَّفيّ- صفايا الأمور- هو صَفِيِّي من بين إخواني).
مُصْطفًى [مفرد]: جمعه مُصْطفَوْن: اسم مفعول من اصطفى: مختار منتقى ({وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ} [قرآن]: مختارون للرِّسالة).
* المُصْطفى: لقب للرَّسول محمد صلَّى الله عليه وسلَّم (كان المصطفى صلوات الله وسلامه عليه صادقًا أمينًا).
مِصْفاة [مفرد]: جمعه مَصافٍ: اسم آلة من صفَا/صفَا ل: كلِّ ما يُصفَّى به، أداة ذات ثقوب تستخدم لتصفية السَّوائل (مِصفاة الشَّاي).
* مِصْفاة النِّفط: بناءٌ مجهَّز بآلات يصفَّى فيه النّفط الخام، معمل تكرير النّفط الخام وتصفيته.
مُصَفٍّ [مفرد]: اسم فاعل من صفَّى.
* مصفِّي الشَّركة: [في القانون] من يكلَّف بالتَّصفية القضائيّة لها، مأمور تصفية.
مِصْفويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مِصْفاة.
* العَظْم المِصْفويّ: [في التشريح] العظم المتوسِّط في الرَّأس، يُكوِّن القسمَ الأكبر من الأنف، ويخترق العصبُ الشَّمِّيُّ صفيحتَه الكثيرة المسامّ الكائنة في قاعدة الجمجمة.
مَصْفًى [مفرد]: جمعه مَصافٍ: مُنْخُل (وضعت الدَّقيقَ في المَصْفَى لتنقيته).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
17-العربية المعاصرة (ضاف)
ضافَ يَضِيف، ضِفْ، ضَيْفًا وضِيافَةً، فهو ضائف، والمفعول مَضِيف.* ضافَ صديقَه:
1 - أضافَه؛ ضيَّفه؛ أنزله ضَيْفًا عنده (ضاف أحدَ أقربائه في بيته- أنت في ضِيافتي- {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يَضِيْفُوهُمَا} [قرآن]) (*) ضاف الهَمُّ فلانًا: نزل به.
2 - نزل عنده ضيفًا.
* ضافه ضيفٌ: نزل في ضيافته.
أضافَ يُضيف، أَضِفْ، إضافةً، فهو مُضيف، والمفعول مُضاف.
* أضاف فلانًا: أجاره، أنزله ضيفًا عنده (أضاف صديقًا له- {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضِيفُوهُمَا} [قرآن]).
* أضاف الطِّفلَ إلى أبيه: أسنده ونسبه إليه.
* أضاف إلى رصيده مبلغًا كبيرًا: ضمَّه إليه (أضاف الفائدةَ إلى رأس المال).
* أضاف شيئًا على النَّصّ: زاده عليه (*) أضاف قائلًا: قال علاوة على ذلك.
* أضاف الاسمَ: [في النحو والصرف] ربطه باسم آخر لإفادة التعريف أو التخصيص (ربُّ البيت- صاحبُ فكرةٍ).
استضافَ يستضيف، استضِفْ، استضافةً، فهو مُستضيف، والمفعول مُستضاف.
* استضاف الشَّخصَ:
1 - طلب منه أن ينزل عنده ضيفًا (استضفت صديقي فاستقبلني بحفاوة بالغة).
2 - أضافه واستقبله، أنزله ضيفًا عنده (استضافتِ الجامعةُ أعضاءَ المؤتمر).
انضافَ إلى ينضاف، انْضَفْ، انضيافًا، فهو مُنضاف، والمفعول مُنضاف إليه.
* انضافَ المستقلِّون إلى حزب الأغلبيَّة: انضمُّوا إليه (انضاف إلى قائمة الفريق).
تضيَّفَ يتضيِّف، تضيُّفًا، فهو مُتضيِّف، والمفعول مُتضيَّف (للمتعدِّي).
* تضيَّف فلانٌ: نزل ضيفًا عند غيره.
* تضيَّفَ أهلَه: ضافَهم؛ أنزلهم ضيوفًا عنده.
ضيَّفَ يضيِّف، تضييفًا، فهو مُضيِّف، والمفعول مُضيَّف.
* ضيَّفَ فلانًا: أضافه؛ استقبله وأنزله عنده ضيفًا {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} [قرآن].
إضافة [مفرد]: جمعه إضافات (لغير المصدر): مصدر أضافَ (*) إضافةً إلى ذلك/بالإضافة إلى ذلك: إلى جانب ذلك.
* الإضافة:
1 - [في الفلسفة والتصوُّف] نسبة بين شيئين يقتضي وجود أحدهما وجود الآخر كالأبوّة والبنوّة.
2 - [في النحو والصرف] ربط اسمين أحدهما بالآخر على وجه يفيد تعريفًا أو تخصيصًا يسمّى الأوّل مضافًا ويعرب حسب موقعه في الجملة والآخر مضافًا إليه ويكون مجرورًا.
إضافيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إضافة: (عملٌ إضافيّ) (*) ثمن إضافيّ: مبلغ إضافيّ يضاف إلى السِّعر الأصليّ.
* زمن إضافيّ: [في الرياضة والتربية البدنية] مدّة في زمن اللّعب تُضاف بعد انتهاء الزمن المقرّر.
إضافيّات [جمع]: [في الكيمياء والصيدلة] موادّ تُضاف إلى بعض المكوّنات الرئيسيّة بنسب ضئيلة لتحسين صفات الموادّ الأساسية أو للعمل على تثبيتها.
إضافيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى إضافة: (كمِّيّة/قُوَّة/مُخَصّصات إضافيّة).
2 - مصدر صناعيّ من إضافة.
3 - [في الفلسفة والتصوُّف] مذهب يقول: إنّ العمليّات العقليّة هي ظواهر مصاحبة للعمليّات الدماغيّة من دون أن تؤثِّر فيها.
استضافة [مفرد]: مصدر استضافَ.
تضايُف [مفرد].
* التَّضايُف: [في الفلسفة والتصوُّف] تعلُّق شيئين أحدهما بالآخر، فيكون وجودُ أحدهما سببًا لوجود الآخر كالأبوّة والبنوّة.
ضائف [مفرد]: اسم فاعل من ضافَ.
ضِيافة [مفرد]: مصدر ضافَ (*) في ضِيافته: نزل ضيفًا عليه- قصر الضِّيافة: مقرّ ضيوف الدولة- واجب الضِّيافة: ما يجب عُرْفًا نحو الضَّيف.
ضَيْف [مفرد]: جمعه أضياف (لغير المصدر {وضِيفان} [قرآن] لغير المصدر {وضُيوف} [قرآن] لغير المصدر {، والمؤنث ضَيْف} [قرآن] لغير المصدر) وضَيْفة (لغير المصدر):
1 - مصدر ضافَ.
2 - نازل عند غيره زائرًا، ويستعمل اللّفظ للمفرد والمثنّى والجمع والمذكّر والمؤنّث (هي ضيفي في المؤتمر- {إِنَّ هَؤُلاَءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ} [قرآن] - {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [قرآن]) (*) أبو الأضياف: كريم مِطْعام- ضيف ثقيل: غير مرغوب فيه.
مُضاف [مفرد]: اسم مفعول من أضافَ.
* المُضاف إليه: [في النحو والصرف] اسم مجرور متعلِّق بآخَر (بابُ البيتِ).
مِضياف [مفرد]: مؤنثه: مِضْياف ومِضْيافَة: صيغة مبالغة من ضافَ: كثير الضيوف لكرمه (شعب مِضياف- امرأة مِضْياف/مِضْيافَة).
مُضيف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أضافَ.
2 - من يقوم على خدمة ركَّاب الطائرة والجالسين في المطاعم ونحوها (مُضيفة جوّيّة/أرضيّة).
مَضْيَفة [مفرد]: جمعه مَضايفُ: اسم مكان من ضافَ: مكان استقبال الضيوف (أدخله المَضْيَفَة).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
18-العربية المعاصرة (عدا)
عدا/عدا عن يَعدو، اعْدُ، عَدْوًا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدُوّ (للمتعدِّي).* عدَا الغزالُ: جرى، ركض، سار بخطًى متباعدة، قفز قفزاتٍ متتابعةً (رياضة العَدْو- عدَا الحصانُ- عدَا بسرعة/ببطء) (*) عدَا الماءُ: جرى.
* عدا الشَّخصُ: اعتدى، تجاوز {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} [قرآن].
* عدَا الأمرَ/عدَا عن الأمرِ: جاوزَه، تركَه، صرفه (عدَا قدرَه- عدَا عن مكانتِه- هذا الأمرُ لا يَعْدُو بالنسبة لي قطرةً من بحر) - لا يَعْدو أن يكون كذا: ليس إلاّ كذا.
* عدَاه عن الأمر: صرفه عنه وشغله {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} [قرآن].
* عدا المريضُ زائريه: نقل إليهم مرضه.
عدَا على يَعْدو، اعْدُ، عُدْوانًا وعَدَاءً وعَدْوًا وعُدُوًّا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدوّ عليه.
* عدا على الضُّعفاء: ظلمهم وجار عليهم، افترى عليهم، وتجاوز الحدَّ {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [قرآن] - {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [قرآن] (*) عدَى عليه: وثَب.
* عدا اللُّصوصُ على أمواله: سرقوها، أخذوها عنوةً بغير حَقٍّ (إيَّاك والعُدْوانَ على حقوق غيرك- يكافح ضدَّ عُدْوان العَدُوّ).
أعدى يُعدي، أَعْدِ، إعداءً، فهو مُعْدٍ، والمفعول مُعْدًى.
* أعدى فلانًا من خُلُقه أو مرضه: أصابه بالعَدْوى، نقل إليه المرض أو الخُلُق، أكسبه مثلَه (حُمَّى مُعْدية- أقوى من إعداء المرض- النَّعجة الجرباءُ تُعدي القطيع [مثل أجنبيّ] - *فإنَّ خلائقَ السفهاء تُعدي*) (*) مرض مُعْدٍ: ينتقل من المرضى إلى الأصحَّاء.
* أعداه على فلانٍ: نصره وأعانه وقوَّاه عليه.
استعدى يستعدي، اسْتَعْدِ، استعداءً، فهو مستعْدٍ، والمفعول مستعدًى.
* استعدى النَّاسَ على أخيه:
1 - استعان بهم عليه (استعدى عليه الجميع- إيَّاك واستعداء الآخرين على جارك- لا تكن مستعديًا أحدًا على صديقك).
2 - استغاث بهم واستنصرهم.
اعتدى على يعتدي، اعْتَدِ، اعتداءً، فهو مُعتَدٍ، والمفعول مُعتدًى عليه.
* اعتدى على جاره: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ (اعتدى على حياة فلانٍ- {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [قرآن]) (*) اعتدت دولةٌ على أخرى: هاجمتها عسكريًّا.
انعدى من ينعدي، انْعَدِ، انعداءً، فهو مُنْعدٍ، والمفعول مُنعدًى منه.
* انعدى من فلان: مُطاوع عدا/عدا عن: انتقل إليه المرضُ منه.
تعادى يتعادَى، تَعادَ، تعاديًا، فهو مُتعادٍ.
* تعادى الزُّملاءُ: تخاصموا وكان بعضُهم لبعضٍ عَدُوًّا.
تعدَّى/تعدَّى على يَتعدَّى، تَعَدَّ، تعدّيًا، فهو مُتعدٍّ، والمفعول مُتعدًّى (للمتعدِّي).
* تعدَّى الفعلُ: [في النحو والصرف] احتاج إلى مفعول به، تجاوز أثرُه الفاعلَ إلى المفعول به.
* تعدَّى مرحلةَ الطُّفولة: جاوزها (لم يتعدَّ الأربعين من عُمُره- تعدَّى قانونَ السَّير- {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [قرآن]).
* تعدَّى على الشَّخص: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ (تعدّى عليه بالضَّرب- تعدّى على مِلْك فلان).
عادى يعادي، عادِ، معاداةً وعِداءً، فهو معادٍ، والمفعول معادًى.
* عادى جارَه: خاصمه وصار له عَدُوًّا، عكْسه صافاه (لا تكن معاديًا صديقك يومًا ما- سياسة معادية للشَّرق/للغرب- {عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} [قرآن]).
عدَّى/عدَّى عن يُعدِّي، عَدِّ، تعديةً، فهو مُعدٍّ، والمفعول معدًّى.
* عدَّى النَّهرَ: تَجاوَزَه (عدّى حدودَه).
* عدَّى الفعلَ: [في النحو والصرف] جعله متعدِّيًا (التضمين وسيلة من وسائل تعدية الفعل اللازم).
* عدَّى الأمرَ: أجازه وأنفذه.
* عدَّى فلانًا عن الأمر: صَرَفه عنه.
* عدَّى فلانٌ عن الأمر: خلاَّه وانصرف عنه.
إعداء [مفرد]: مصدر أعدى.
استعداء [مفرد]: مصدر استعدى.
اعتداء [مفرد]: جمعه اعتداءات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتدى على.
2 - تهجُّم ظالم على شخص بالضَّرب أو غيره (قاموا بالاعتداء على جارهم).
3 - [في علوم النفس] تهجُّم على الآخرين رغبة في السيطرة، أو نتيجة للشعور بالظُّلم أو نحو ذلك.
* اعتداء عسكريّ: هجوم دولة على دولة بغير مُسوِّغ (استنكر الرَّأي العامّ اعتداء أمريكا على العراق) (*) معاهدة عدم اعتداء: معاهدة بين دولتين تتعهَّد فيها كلٌّ منهما بعدم الاعتداء أو الهجوم على الأخرى.
* اعتداء جنْسيّ: [في القانون] اغتصاب؛ تصرُّف فاحش لرجل تجاه رجل آخر أو امرأة أو طفل أو لامرأة تجاه طفل مصحوبًا بالتهديد أو خطر الإساءة الجسدية أو الإصابة أو التسبّب بالخوف والعار والذلّ والكَرْب العقليّ.
انعداء [مفرد]: مصدر انعدى من.
تعدية [مفرد]: مصدر عدَّى/عدَّى عن.
عادٍ [مفرد]: جمعه عادون وعُداة، والمؤنث عادِية، والجمع المؤنث عادِيَات وعوادٍ: اسم فاعل من عدَا على وعدا/عدا عن.
* العادي: العَدُوُّ أو الظَّالم (طردنا العُداة من أرضنا شرَّ طردة- {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} [قرآن]: متجاوزون الحدَّ في المعاصي).
عاديَة [مفرد]: جمعه عادِيَات وعوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عدَا على وعدا/عدا عن: (كُفّ عنّا عاديتك) (*) رفَعت عنك عادية فلان: ظلمه وشرّه- عادية السُّمّ: ضرره- عوادي الزَّمن/عوادي الدَّهر: المصائب والبلايا، عوائقه وتقلُّباته.
2 - فرسٌ مُغيرةٌ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [قرآن].
* العاديات: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 100 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية.
عادِيّ [مفرد]: (انظر: ع و د - عادِيّ).
عدَا [كلمة وظيفيَّة]: أداة استثناء، يتعيَّن كونها حرف جرّ أو فعلًا إذا لم تسبق ب (ما)، ولذا يجوز جرّ ما بعدها باعتبارها حرف جَرّ، أو نصبه على أنّه مفعول به لها ويتعيَّن كونها فعلًا إذا سبقت ب (ما) وينصب ما بعدها على المفعوليّة (حضر الطُّلابُ عدا محمّدًا- حضر الطُّلابُ عدا محمّدٍ- حضر الطُّلابُ ما عدا محمّدًا) (*) فيما عدا ذلك: أي: بخلاف ذلك.
عَداء [مفرد]: مصدر عدَا على.
عِدائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِدَاء: (تبدو النزعة العدائيَّة في معظم كتاباته).
2 - مصدر صناعيّ من عِدَاء: خصومة وصراع مُسلَّح أو غير مُسلَّح بين شخصين أو كيانين أو أكثر (تمَّ توقيع مذكرة لوقف العدائيّات بين الحكومة وحركة التّمرُّد).
عَداوة [مفرد]: معاداة، كُره وخصام، تباعد القلوب، عكْسها صداقة (نشأت بينهما عداوة شديدة- ناصبه العداوة: أظهرها له، وقصده بها- صديقي مَنْ يقاسمني همومي.. ويرمي بالعداوة مَنْ رماني- {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} [قرآن]).
عَدَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من عدا/عدا عن: (حصانٌ عدَّاء- عدَّاء مسافات طويلة- فاز بلقب أسرع عدَّاء).
عَدْو [مفرد]: مصدر عدَا على وعدا/عدا عن.
عُدْوان [مفرد]:
1 - مصدر عدَا على (*) ذو عُدْوان: إنسان جائر متسلّط.
2 - [في السياسة] هجوم ظالم أو غزوٌ مفاجئ، أو إعلان الحصار البحريّ على سواحل الدَّولة المُعْتَدَى عليها (أدان مجلس الأمن العُدْوان الإسرائيليّ على مخيَّم جنين- {فَلاَ عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [قرآن]).
عِدْوان [مفرد]: ظلم واعْتِداء {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} [قرآن]).
عُدْوانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من عُدْوان: تَعَدٍّ وانتهاك لحرمات الغير (عنده عُدْوانيَّة نفَّرت النَّاسَ منه- السِّياسةُ العُدْوانيّةُ لا تُؤتي ثمارَها).
عَدْوَة [مفرد]: جمعه عَدَوات وعَدْوات: اسم مرَّة من عدا/عدا عن: خَطوة (هو منِّي عَدْوة فرس: مسافة خطوة من خطوات الفرس).
عُدْوَة [مفرد]: جمعه عُدُوات وعُدْوات وعِدَاء وعُدًى وعِدًى: جانب، شاطئ (عُدْوة الوادي/النَّهر- {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [قرآن]: والعُدْوة هنا جانب الوادي القريب من المدينة المنوَّرة).
عَدُوّ [مفرد]: جمعه أعداء وعِدًى، جج أعادٍ، والمؤنث عدوّ وعدوّة: خَصم، عكْسه صديق (يُستعمل للمفرد والجمع والمذكَّر والمؤنَّث) (لا تكن عَدوًّا لوالديك- آخ الأكْفاء وواهن الأعداء [مثل] - جزى اللهُ الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ.. عرَفتُ بها عَدُوّي من صديقي- {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} [قرآن]) (*) ظهر على عدُوّه: غلبه- عدوٌّ لَدودٌ: شديدُ العداوة والخصام- كرّ على العدُوّ: حمل وانقضّ- وضَع السّلاحَ في العَدُوّ: قاتله.
عُدُوّ [مفرد]: مصدر عدَا على.
عَدْوَى [مفرد]: [في الطب] انتقال المرض من المريض إلى الصَّحيح بوساطة ما، ما يُعدي من جرب أو غيره أي يسري من واحد إلى آخر عن طريق الاتّصال المباشر وغير المباشر (ناقل العَدْوَى: شخص أو حيوان لا يظهر أعراض المرض لكنه يُئوي الجُرْثومة وقادر على نقلها- ضدّ/نشَر العَدْوَى- قد يكون الهواء سببًا في عَدْوَى الزُّكام) (*) عَدْوَى الفوضى/عَدْوَى الفساد: انتقال داء أخلاقيّ.
مُتعدٍّ [مفرد]: اسم فاعل من تعدَّى/تعدَّى على.
* الفِعْل المتعدِّي: [في النحو والصرف] الفعل الذي ينصب مفعولًا به بنفسه من غير وساطة حرف جرّ.
مُعَدِّية [مفرد]: مَرْكب يُعْبَر عليه من شاطئ إلى شاطئ، زَوْرَق عبور، عبَّارة (مُعَدِّية للبضائع فقط- مُعَدِّية رحلات).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
19-العربية المعاصرة (عرف)
عرَفَ/عرَفَ ب يَعرِف، عِرفانًا، فهو عارِف، والمفعول مَعْروف.* عرَف الحقيقةَ/عرَف بالحقيقة: علمها وأدركها (عرَف صديقَه من عدوِّه- عالم المَعرِفة- اعرف نفسك تعرف ربَّك [مثل] - {وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [قرآن]) (*) خالِف تُعْرَف [مثل]: يُضرب في التّفرّد بالفعل حتَّى تُعْرَف- عرَف حقَّ المَعرِفة: عرَف دون شكٍّ- عرَف غَوْر المسألة: عرَف حقيقتَها- لا يعرف صرفًا ولا عدلًا: جاهل بالأمور- لا يعرف قبيلًا من دبيرٍ: جاهل بالأمور- يَعْرِف من أين تُؤكل الكتِف [مثل]: داهية يأتي الأمورَ مأتاها، يعرف كيف يستفيد من الفُرَص- يعرفه عن ظهر قَلْب: يقينًا.
* عرَف الشّيءَ لفلان: سمّاه وعيَّنه له {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَفَهَا لَهُمْ} [قرآن]).
اعترفَ إلى/اعترفَ ب يَعترف، اعترافًا، فهو مُعترِف، والمفعول مُعترَف إليه.
* اعترف إليَّ: أخبرني باسمه وشأنه.
* اعترف بذنبه: أقرَّ به على نفسه، دلَّ عليه (اعترف بالجميل: أقرَّ به وأعرب عن امتنانه- {فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا} [قرآن]).
* اعترفت دولةٌ بدولةٍ أخرى: اعتبرتها دولةً شرعيَّةً وأقامت معها علاقاتٍ دبلوماسيَّةً.
تعارفَ/تعارفَ على يَتعارف، تعارُفًا، فهو مُتعارِف، والمفعول مُتعارَف عليه.
* تعارف الرَّجلان: تحقَّق كلاهما من الآخر وعرَفه (تعارف الصَّديقان بعد سنواتٍ من الفِراق- تعارف الطُّلاَّب: عرَف بعضُهم بعضًا- {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [قرآن]).
* تعارفوا على أمرٍ: أصبح متّفقًا عليه بينهم، تقال في السلوك والعادات والمعاملات ونحو ذلك حين تصبح مقبولة دون اتّفاق رسميّ (لُغةٌ مُتعارَفٌ عليها- أجرٌ مُتعارَفٌ عليه- هذا أمرٌ مُتعارَفٌ عليه).
تعرَّفَ/تعرَّفَ إلى/تعرَّفَ ب/تعرَّفَ على يَتعرَّف، تعرُّفًا، فهو متعرِّف، والمفعول متعرَّف إليه.
* تعرَّف الاسمُ: مُطاوع عرَّفَ: ضدّ تنكّر، لم يعد نكرة (يتعرَّف الاسم بدخول (أل) التّعريف عليه).
* تعرَّفَ إليه/تعرَّفَ عليه: عرَفه، تحقَّق منه بالنَّظر إلى صورته أو السَّماع إلى صوته أو بشبهٍ في معالمِه (تعرَّف إلى روائيٍّ من أسلوبه- تعرَّف إلى رجلٍ بالنَّظر إلى صورته- تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ) [حديث].
* تعرَّف بالعالِم: صار معروفًا عنده، جعله يعرفه.
عرَّفَ يُعرِّف، تعريفًا، فهو مُعرِّف، والمفعول مُعرَّف.
* عرَّف الشَّيءَ:
1 - حدَّد معناه بتعيين جنسه ونوعه وصفاته (عرَّف الجبلَ بأنّه كذا- عرَّف نبات كذا).
2 - طيَّبه وزيَّنه {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [قرآن].
* عرَّفه الأمرَ/عرَّفه بالأمر/عرَّفه على الأمر:
1 - أعلمه إيّاه، أخبره به وأطلعه عليه، هداه وأرشده إليه (عرَّفه ما حدث البارحة- عرَّفه نتيجة الامتحان- {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} [قرآن]).
2 - نشده (عرَّف حقيبتَه المفقودة).
* عرَّفه بشخصٍ: أخبره باسمه (عرَّفه بزميله في العمل).
* عرَّف الاسمَ النَّكرةَ: [في النحو والصرف] أضاف إليه (أل) أو أضافه إلى معرفة، ضِدَّ نكَّرَه.
أعراف [جمع]: مفرده عُرْف:
1 - ظهر كلّ مرتفع من رمل أو جبل أو سحاب.
2 - ما تعارف عليه النَّاسُ في عاداتهم ومعاملاتهم (ينبغي احترام الأعراف السَّائدة) (*) الأعراف الاجتماعيَّة: العادات وما استقرّ عليه الناسُ في تصرُّفاتهم في المجتمع.
* الأعراف:
1 - الحاجز بين الجنَّة والنَّار {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} [قرآن].
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 7 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ ومائتا آية.
اعتراف [مفرد]: جمعه اعترافات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعترفَ إلى/اعترفَ ب.
2 - [في القانون] إقرار المدّعي عليه أو المتَّهم صراحة أو ضمنًا بصحة الوقائع المنسوبة إليه أو المطلوبة منه (كان اعتراف الجاني مفاجأة للمحكمة) (*) الاعتراف سيِّد الأدلَّة: اعتراف الجاني بجريمته أقوى دليل.
* الاعتراف بالواقع: [في السياسة] اعتراف حكومة بحكومة ناشئة اعترافًا مؤقّتًا بالأمر الواقع دون أن ينشأ عنه تبادل التَّمثيل بين الدَّولتين.
تعريف [مفرد]: جمعه تعريفات (لغير المصدر {وتعاريفُ} [قرآن] لغير المصدر): مصدر عرَّفَ (*) أداة التَّعريف: الأداة التي تُعرِّف الاسم وهي (ال) في اللغة العربيّة.
* التَّعريف بالشَّيء: تقديم معلوماتٍ عنه (قدَّم تعريفًا بنبات كذا- قام المحاضر بتعريف السّامعين بمعنى اقتصاد السُّوق).
* تعريف الشَّيء: تحديد مفهومه الكلِّيّ بذكر خصائصه ومميّزاته (ورقة تعريف- اشتمل الكتاب على أبواب تتعلَّق بتعاريف القانون وأهدافه ونطاق تطبيقه) - غنِيّ عن التَّعريف: مشهور، لا يحتاج إلى تعريف.
تعريفة [مفرد]: جمعه تعريفات وتعاريفُ: [في الاقتصاد] قائمة تحدِّد أثمانَ السِّلع، أو أجورَ العمل، أو رُسومَ النَّقل، تسعيرة (التَّعريفة الجمركيَّة- وضعت الدَّولةُ تعريفة لأجور العُمّال).
عارف [مفرد]: اسم فاعل من عرَفَ/عرَفَ ب.
* العارف: (عند الصُّوفيّة) عابد منصرف بفكره إلى قدس الجبروت مستديمًا لشروق نور الحقّ في سرِّه.
عِرافة [مفرد]: حِرفة العرَّاف، وهي التّنجيم (*) عِرَافة الكفِّ: قراءة خطوط اليد للتّنبّؤ بالمستقبل.
عرَّاف [مفرد]: مُنجِّم، مَن يدَّعي القدرة على كشف المستقبل، متنبِّئ، متكهِّن (لم تتحقّق نبوءَةُ العرَّافين- فقلتُ لعرَّاف اليمامة داوني.. فإنّك إن أبرأتني لطبيبُ- مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَقْد كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ) [حديث].
عَرْف [مفرد]: ريحٌ طيِّبة كانت أو منتنة، وأكثر استعماله للطَّيِّبة (لهذه الأزهار عَرْفٌ طيِّب- شَذا العَرْف- أَريجُ الزَّهر مِن عَرْفِكْ.. ومعنى السِّحْرِ في طَرْفِك).
عُرْف [مفرد]: جمعه أعراف:
1 - اسم ما تعطيه، معروف، جود {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} [قرآن].
2 - ما اتَّفق عليه الناسُ في عاداتهم ومعاملاتهم واستقرّ من جيل إلى جيل (تصرُّفٌ خارج عن العُرْف- العُرْف الاجتماعيّ- للعُرْف قوّة القانون) (*) العُرْف الدُّوليّ: ما اتَّفقت عليه الدُّولُ في معاملاتها- العُرْف السِّياسيّ: تصرُّفات الحكَّام والسِّياسيّين الرَّسميّة (بروتوكول) - العُرْف القوليّ: هو أن يتعارف النَّاسُ على إطلاق اللَّفظ عليه- عُرْف الشَّرع: ما فُهم منه جملة الشَّرع وجعلوه مبنى الأحكام- عُرْف اللِّسان: ما يفهم من اللّفظ بحسب وضعه اللغويّ.
3 - شعر عُنق الخيل والبغال والحمير (عُرْف الفرس- {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا} [قرآن]: مُستعار من عُرْف الفرس).
4 - مكان مرتفع، زوائد زخرفيّة في أعلى البناء {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ} [قرآن].
* عُرْف الدِّيك: لحمة في أعلى رأسه.
عَرَفاتُ/عَرَفاتٌ [مفرد]: جبل مرتفع شرقيّ مكّة يقف به الحُجَّاج داعين، وهو من مناسك الحجّ خطب عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم خطبة الوداع (الوقوف بعرفات- {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ} [قرآن]).
* يوم عرفات: يوم عَرَفَة، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة.
عِرْفان [مفرد]: مصدر عرَفَ/عرَفَ ب (*) عِرفان الجميل: تقديره والاعتراف به وشكر صانعه.
عِرْفانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِرْفان: (ظهرت لديه نزعات صوفيّة وعرفانيّة).
2 - مصدر صناعيّ من عِرفان.
3 - مذهب فلسفيّ صوفيّ باطنيّ قائم على العلم بأسرار الحقائق الدينيّة، وهو أرقى من العلم الحاصل لعامَّة المؤمنين (وصل إلى مرتبة العرفانيّة ببواطن الأمور).
عَرَفة [مفرد]: عرفات؛ جبل قريب من مكّة يقف به الحُجَّاج داعين، وهو من مناسك الحجّ، خطب عليه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم خطبة الوداع (الحَجُّ عَرَفةُ) [حديث].
* يوم عَرَفة: يوم عَرَفَات، اليوم التَّاسع من ذي الحجَّة.
عُرْفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عُرْف.
* الزَّواج العُرْفيّ: زواج لم يُثبَت في السِّجلاَّت وإنّما وقع أمام الشُّهود فقط.
* حُكْم عرفيّ: [في السياسة] حكم عسكريّ لا يجري على قواعد القانون العام مراعاةً لمقتضيات الأمن (مجلس عُرْفيّ- تمّ إعلان الأحكام العُرْفيّة).
* قانون عُرْفيّ: القواعد القانونيَّة التي أقرّتها العادات وتعارف عليها النَّاسُ.
* محكمة عُرْفيّة: عسكريّة لا تخضع لقانون المحاكم.
عَريف [مفرد]: جمعه عُرَفاءُ:
1 - [في العلوم العسكرية] رُتْبة عسكريَّة، فوق الجنديّ ودون الرَّقيب (عَريف أول/بحريّ/مجنّد/متطوّع).
2 - عالم بالشّيء، من يعرف أصحابه، القيِّم بأمر القوم.
مَعارفُ [جمع]: مفرده مَعرفة: معلومات، علوم (اكتساب المَعارف- رجلٌ متعدِّد المَعارف- مَعارف ضئيلة) (*) دائرة مَعارف: موسوعة من عِدّة أجزاء تبحث بصورة منهجيَّة في كلّ العلوم والفنون- وزارة المَعارف: الوزارة التي ترعى شئون التَّربية والتَّعليم ويُطلق عليها الآن في معظم البلاد العربيَّة وزارة التربية والتَّعليم.
* مَعارف الشَّخص: النَّاسُ الذين يعرفهم، وبينه وبينهم مودَّة ومَعرفة (هذا الرَّجل مَعارفه كثيرة- له مَعارف من أصحاب النُّفوذ).
مُعرِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عرَّفَ.
2 - [في الفلسفة والتصوُّف] طريق موصِّل إلى معرفة الشّيء بحدّه أو برسمه.
مَعرِفة [مفرد]: جمعه معارفُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من عرَفَ/عرَفَ ب (*) مَعرِفة مباشرة: مَعرِفة تنتفي فيها الواسطة بين الذات العارفة والموضوع المعروف.
2 - إدراك الشَّيء على ما هو عليه (هو أكثر منك مَعرِفة لهذا الموضوع- المَعرِفة قوَّة- حدث هذا بمَعرِفته: بعلمه، واطِّلاعه- النَّشاط بغير مَعرِفة حُمْق) (*) يَعرِفُه حقَّ المَعرِفة: يعرفه جيِّدًا.
* المَعرِفة:
1 - حصيلة التَّعلُّم عبر العصور.
2 - ضدّ النّكرة، الاسم الدّال على مُعيَّن مثل: الكتاب، قلم الحبر.
* نظريَّة المَعرِفة: [في الفلسفة والتصوُّف] البحث في المشكلات القائمة على العلاقة بين الشّخص والموضوع، أو بين العارف والمعروف، وفي وسائل المعرفة الفطريّة أو المكتسبة.
* دوائر المَعارِف: موسوعة، كتاب يضمُّ معلومات عن مختلف ميادين المعرفة، أو عن ميدان خاصّ منها، ويكون عادة مرتَّبًا ترتيبًا هجائيًّا.
* مَعرِفة الذَّات: تفهُّم الشَّخص لطبيعته أو قدراته أو حدوده، وعي بالممِّيزات والخصائص المكوِّنة لذات الفرد.
معرفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَعرِفة.
* الانفجار المعرفيّ: النِّموّ السَّريع في معظم حقول المعرفة والذي أدَّى إلى خلق صعوبات ومشاكل في البحث عن المعلومات واسترجاعها.
معروف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من عرَفَ/عرَفَ ب.
2 - كلُّ فعلٍ حسنٍ يُعرف بالعقل أو بالشَّرع، عكْس مُنْكَر (الأمر بالمعروف- اصنع المعروفَ في أهله وفي غير أهله- {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [قرآن]).
3 - مشهور، معلوم، محبوب لدى الجميع، عكْسه مغمور (كاتب/رجلٌ معروف- معلومةٌ معروفة- {لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} [قرآن]).
4 - جميل، فضل، إحسان، مساعدة (لن أَنْسَى معروفك أبدًا- غمرني صديقي بمعروفه- ومن يجعل المعروف في غير أهلهِ.. يكن حمدُه ذمًّا عليه ويندمِ) (*) أولاه معروفًا: صنعه إليه- ناكر المعروف: من يسيء إلى أحد أحسن إليه.
5 - متعارف عليه {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [قرآن].
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
20-العربية المعاصرة (غضب)
غضِبَ على/غضِبَ ل/غضِبَ من يَغضَب، غَضَبًا، فهو غضِب وغاضِب وغضبانُ/غضبانٌ، والمفعول مغضوب عليه.* غضِب الأبُ على ابنه: سخِط عليه وأحبَّ الانتقام منه (ما لي غضِبتُ فضاع أمري من يدي.. والأمر يخرج من يد الغضبانِ- لاَ تَغْضَبْ [حديث] - {وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ} [قرآن]) (*) المغضوب عليهم: الذين سخِط الله عليهم، كاليهود والمشركين وغيرهم- غاضب جدًّا: مكفهرّ.
* غضِب لصديقه: سخِط على غيره من أجله (شكوت خصمي إلى صديقي فغضِب لي- نظرة غاضبة- غضِب للضَّعيف الذي لم يستطع الدِّفاع عن نفسه).
* غضِب من جارِه: اغتاظ منه، انفعل عليه انفعالًا شديدًا وأراد الانتقام منه (الغضب مفتاح كلِّ شرّ- غضب المحبين يجدد الحبّ).
* غضِب من لا شيء: انفعل وثار من غير شيء يوجب الغضب (زال منه الغضب- لا أغضبُ منك ولا عليك- اطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنّم) - غاضبٌ من شيء: ثائرٌ عليه.
أغضبَ يُغضِب، إغضابًا، فهو مُغضِب، والمفعول مُغضَب.
* أغضب أستاذَه: أسخطه، وأثار أعصابَه، حمله على الغضب (أغضبه هذا الكلام- أغضبتني تصرُّفاته- فلان أقلُّ شيء يُغضبه- أغضب والديه بتغيُّبه عن المنزل).
تغضَّبَ على/تغضَّبَ من يتغضَّب، تغضُّبًا، فهو مُتغضِّب، والمفعول مُتغضَّب عليه.
* تغضَّب على فلان: مُطاوع أغضبَ: غضِب، انفعل بشدَّة، سخط عليه (أغضبته فتغضَّب).
* تغضَّب من سوء تصرُّف التِّلميذ: سخِط.
غاضبَ يغاضب، مُغاضَبةً، فهو مُغاضِب، والمفعول مُغاضَب.
* غاضَبه:
1 - راغمه ({وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [قرآن]: مُراغِمًا لقومه).
2 - أغضب كلٌّ منهما الآخر.
3 - هجره وتباعد عنه (غاضب صديقَه الذي انساق وراء الأشرار).
غُضَابيّ [مفرد].
* الغُضَابيّ من النَّاس: الكَدِر في معاشرته ومخالفته (أتعبتني معاشرة الغُضَابيّ).
غضَب [مفرد]:
1 - مصدر غضِبَ على/غضِبَ ل/غضِبَ من.
2 - [في الفلسفة والتصوُّف] إرادة انتقام مصدرها شعور المرء بضررٍ أو احتقار أو إهانة ألحقها به غيره.
3 - [في علوم النفس] سخط، استجابة لانفعال تتميّز بالميل للاعتداء وبتغيّرات تبدو على الوجه (اعتراه/استحوذ عليه الغضَب- أول الغضب جنون وآخره ندم [مثل] - ولم أرَ في الأعداء حين اختبرتُهم.. عدوًّا لعقل المرء أعدى من الغضب- إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ) [حديث] (*) اشتعل غضبًا: هاج- حُميَّا الغضب: شدّتهُ- سريع الغضَب: سريع التأثّر بالإهانات والإساءة- سكن عنه الغضبُ: سكن وهدأ رَوْعُه- صبَّ عليه جامَ غضبه: غضب عليه غضبًا شديدًا واستفزّه، أو انتقم منه- غضَب شديد: اهتياج.
غضِب [مفرد]: جمعه غِضَاب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غضِبَ على/غضِبَ ل/غضِبَ من.
غَضْبانُ/غَضْبانٌ [مفرد]: جمعه غِضَاب/غضبانون وغُضَابَى/غضبانون وغَضْبَى/غضبانون، والمؤنث غَضْبَى/غَضبانة، والجمع المؤنث غَضَابَى/غضبانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غضِبَ على/غضِبَ ل/غضِبَ من: ساخط، غاضِب.
غَضوب [مفرد]: جمعه غِضَاب وغُضَابَى: صيغة مبالغة من غضِبَ على/غضِبَ ل/غضِبَ من: كثير الغضَب أو السُّخْط (للمذكَّر والمؤنَّث) (شخص غَضوبٌ: سريع الغضَب أو الانزعاج، نزق، حادّ الطبع- الجائع غَضوبٌ [مثل أجنبيّ]).
* الغَضوب: الحيَّة الخبيثة.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
21-العربية المعاصرة (فلح)
فلَحَ يَفلَح، فَلاحًا، فهو فالِح.* فلَح الشَّخصُ: فاز، ظفِر بما يريد (سعى للصُّلح بينهما ولم يفلح- فلَح المُتسابقُ- فلَح صديقي في التِّجارة- {إِنَّهُ لاَ يَفْلَحُ الْكَافِرُونَ} [قرآن]).
فلَحَ يَفلَح، فَلْحًا، فهو فالِح، والمفعول مَفْلوح.
* فلَح الشَّيءَ: شقَّه (فلَح الأرض للزراعة: شقَّها ليقوم بزراعتها- إن الحديد بالحديد يُفلح [مثل]: يستعان في الأمر الشَّديد بما يشاكله).
* فلَح فلانًا: مكر به.
أفلحَ/أفلحَ ب/أفلحَ في يُفلح، إفلاحًا، فهو مُفلِح، والمفعول مُفلَح به.
* أفلح المؤمنُ: فاز، ظفر بما يريد (لم يُفلح رغم جهوده- {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [قرآن] - {وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [قرآن] - {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [قرآن]).
* أفلح بالشَّيء: عاش به.
* أفلح في دراسته: نجح (أفلح الطَّبيبُ في معالجته المرضى).
استفلحَ/استفلحَ ب يستفلح، استفلاحًا، فهو مُستفلِح، والمفعول مُستفلَح به.
* استفلح الرَّجلُ: صار فلاَّحًا؛ مُزارعًا.
* استفلح بنصيبه: فاز وظفر به.
* استفلح بالعبادة: طلب الفلاح بها.
فلَّحَ يفلِّح، تفليحًا، فهو مفلِّح، والمفعول مفلَّح.
* فلَّح الأرضَ: بالغ في شقّها وتجهيزها للزِّراعة.
فَلاح [مفرد]:
1 - مصدر فلَحَ (*) حيَّ على الفلاح: أسْرعْ إلى الفوز بالجنّة، إحدى عبارات الأذان عند المسلمين.
2 - سَحور (خشينا أن يفوتنا الفلاحُ).
* فلاح الدهر: بقاؤه.
فِلاحة [مفرد]: [في الزراعة] زراعة؛ قيام بشئون الأرض الزراعيّة من حرث وزرع وريّ وغير ذلك (تعدّ الفلاحة من المهن التي تتطلَّب جُهدًا شاقًّا) (*) وزارة الفِلاحة: وزارة الزراعة في بعض البلاد العربية.
* فلاحة الأزهار: [في الزراعة] فرع من فلاحة البساتين يختصّ بزراعة نباتات الأزهار وأشجار الزِّينة وشجيراتها.
* فلاحة البساتين: [في الزراعة] فرع من علم الزراعة يتناول زراعة الأزهار والفاكهة والخضروات.
فَلْح [مفرد]: مصدر فلَحَ.
فَلاَّح [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من فلَحَ وفلَحَ.
2 - ساكن الرّيف؛ قَرَويّ.
3 - مزارع، محترف الزِّراعة (يعيش الفلاَّح لأرضه وزرعه).
فلاَّحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فَلاَّح: (خُبز/جُبْن فَلاّحيّ).
2 - غير متأنّق، دال على حياة غير مدنيّة (مظهر فلاّحيّ).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
22-العربية المعاصرة (فاه)
فاهَ ب يَفوه، فُهْ، فوهًا، فهو فائه، والمفعول مَفوه به.* فاه بالقول: نطق به وفتح به فمَه (لم يفُه بكلمة- ما فاه إلاّ بالكلام العذب).
فوِهَ يَفْوَه، افوَهْ، فَوَهًا، فهو أَفْوَهُ.
* فوِه الرجلُ:
1 - اتّسع فمُه.
2 - انفرجت شفتاه عن أسنانه.
تفاوهَ يتفاوه، تفاوُهًا، فهو مُتَفاوِه.
* تفاوه القومُ: تكالموا.
تفوَّهَ ب يتفوّه، تفوُّهًا، فهو مُتفوِّه، والمفعول مُتفوَّه به.
* تفوَّه بالكلام: نطق به، تكلَّم (لم يتفوّه بكلمة).
فاوهَ/فاوهَ ب يُفاوِه، مُفاوَهةً، فهو مُفاوِه، والمفعول مُفاوَه.
* فاوهتُ صديقي/فاوهتُ صديقي بالأمر: ناطقته، خاطبته.
فوَّهَ يفوِّه، تفويهًا، فهو مُفوِّه، والمفعول مُفوَّه.
* فوَّه الطعامَ: طيّبه بالأفاويه؛ التَّوابل (نصحه الطبيب بالامتناع عن تناول الطعام المفوَّه).
* فوَّه الشَّيءَ: جعله أفوه، أي وسَّع فمَه.
* فوَّهه اللهُ: جعله أفوه.
أفوهُ [مفرد]: جمعه فُوه، والمؤنث فَوْهاءُ، والجمع المؤنث فَوْهاوات وفُوه:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فوِهَ: واسع الفم (بئر فوهاءُ).
2 - مَنْ تخرج أسنانُه من شفتيه مع طولها.
فائه [مفرد]: اسم فاعل من فاهَ ب.
فُو [مفرد]: جمعه أفواه: فَم، من الأسماء الخمسة في حالة الرفع، ويكون مضافًا إلى غير ياء المتكلم (فتح فاه- وضع الطعام في فيه- {وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} [قرآن]) (*) لا فُضَّ فوك: لا نثرت أسنانك، وهو تعبير يقال استحسانًا لما قاله المتكلِّم، حتَّى يبقى فصيحًا.
فَوْه [مفرد]: مصدر فاهَ ب.
فَوَه [مفرد]: مصدر فوِهَ.
فُوه [مفرد]: جمعه أفواه، جج أفاويه: تابل (يُكثر من الأفاويه في طعامه).
فُوهة [مفرد]: جمعه فُوهات: فم، فتحة يخرج منها شيء (فُوهة مدفع/بئر/بركان) (*) كان على فُوَّهة بُرْكان: كان معرَّضًا للخطر.
فُوَّه [جمع]: [في النبات] عُشب مُعَمَّر من الفصيلة الفوِّية ينبت في شواطئ البحر المتوسط، سيقانه حُمر متسلقة وبذوره حُمر يستخرج منها صبغ الحرير والصوف.
فُوَّهة [مفرد]: جمعه فُوَّهات:
1 - فُوهة، فتحة، فم (فُوَّهة مِدْفع/بُركان) (*) على فُوَّهة بركان: عُرضة للخطر أو الهلاك.
2 - أوّل الشَّيء (فُوَّهة الطريق/النهر/البئر).
3 - [في البيئة والجيولوجيا] هُوَّة؛ حفرة في أعلى البركان شبه مستديرة ذات جوانب شديدة الانحدار.
مُفوَّه [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فوَّهَ.
2 - فصيح، بليغ الكلام (خطيب مفوَّه).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
23-العربية المعاصرة (نصح)
نصَحَ/نصَحَ ل يَنصَح، نَصْحًا ونُصْحًا ونُصوحًا ونَصاحةً، فهو ناصِح ونَصوح، والمفعول منصوح (للمتعدِّي).* نصَحت توبتُه: خَلَصَت، وكانت صادقة لا رجوع فيها (من نَصَحَتْ توبتُه كان أملُه كبيرًا في مغفرة الله له- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نُصُوحًا} [قرآن]).
* نصَح ولدَه/نصَح لولدِه: أرشده إلى ما فيه نفعُه وصلاحُه وتحرّي ما ينبغي له (شيخٌ نصوح- نصَح شابًّا- إذا نصحت الجاهلَ عاداك- {لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} [قرآن]).
* نصَح لصديقه المشورةَ: أخلص له فيها (نصَح له الودَّ- أسدى إليه النصح).
استنصحَ يستنصح، استنصاحًا، فهو مُستنصِح، والمفعول مُستنصَح.
* استنصح والدَه:
1 - استشاره، طلب منه النَّصيحةَ (شابٌّ مستنصِح- دائمًا يستنصح مَن يكبُره سِنًّا).
2 - عدّه ناصحًا له.
انتصحَ ينتصح، انتصاحًا، فهو مُنْتَصِح، والمفعول مُنتَصَح (للمتعدِّي).
* انتصح الشَّابُّ: قبل النصيحةَ (تلميذ منتصِح).
* انتصح صديقَه: اتَّخذه ناصحًا، ومرشدًا إلى ما فيه النفع والصّلاح (انتصحْني فإنّي لك ناصحٌ- كان ينتصح شيخًا عجوزًا كلّما عرضت له مشكلة).
تناصحَ يتناصح، تناصُحًا، فهو مُتناصِح.
* تناصح الصَّديقان: تبادلا النَّصيحة (يجتمع النَّاسُ يوم الجمعة للتَّناصُح فيما بينهم).
ناصحَ يناصح، مُناصحةً، فهو مُناصِح، والمفعول مُناصَح.
* ناصح فلانٌ فلانًا: نصَح كلٌّ منهما الآخرَ (ناصحتُ صديقي) (*) ناصَح نفسَه في التوبة: أخْلَصَها.
ناصِح [مفرد]: جمعه ناصحون ونُصَّاح ونُصَّح، والمؤنث ناصِحة، والجمع المؤنث ناصِحات ونُصَّح ونواصحُ:
1 - اسم فاعل من نصَحَ/نصَحَ ل.
2 - خالص من كلِّ شيء (سقاني ناصحَ الشّراب) (*) ناصحُ الحبّ: نقيُّ القلب لا غشَّ فيه.
3 - ذكيّ (تلميذ ناصح).
نَصاحَة [مفرد]: مصدر نصَحَ/نصَحَ ل.
نَصْح [مفرد]: مصدر نصَحَ/نصَحَ ل.
نُصْح [مفرد]:
1 - مصدر نصَحَ/نصَحَ ل.
2 - إخلاص المشورة (النُّصْح بين الملأ تقريع).
نَصوح [مفرد]: مؤنثه: نصوح ونصوحة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نصَحَ/نصَحَ ل (*) توبة نَصوح/توبة نصوحة: خالصة لا رجعة إلى الذنب بعدها، صادقة.
2 - صيغة مبالغة من نصَحَ/نصَحَ ل: كثير النُّصح والإرشاد لما فيه الخير.
نُصوح [مفرد]: مصدر نصَحَ/نصَحَ ل.
نَصيحَة [مفرد]: جمعه نصائِحُ: قولٌ فيه دعوةٌ إلى صلاحٍ ونهي عن فساد (طبَّق نصيحةَ والدِه- نصائحٌ غالية- نصيحة في الوقت المناسب- من سمع النصيحة نجا من الفضيحة [مثل] - الدِّينُ النَّصِيحَةُ) [حديث].
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
24-شمس العلوم (الإِشرار)
الكلمة: الإِشرار. الجذر: شرر. الوزن: الْإِفْعَال.[الإِشرار]: أشرَّ الشيءَ: إِذا أظهره، قال:
إِذا قيل: أي الناس شر قبيلة *** أشرَّتْ كليبًا بالأكُفِّ الأصابعُ
وقال آخر في أصحاب علي رضياللهعنه بصفين:
فما برِحوا حتى أرى اللهُ صبرَهم *** وحتى أُشِرّت بالأكفِّ المصاحفُ
ويروى قول امرئ القيس:
*عليَّ حِراصًا لو يُشِرُّون مقتلي*
بالسين والشين جميعًا.
قال بعضهم: ويقال: أشررتَ الرجلَ: إِذا نسبتَه إِلى الشر، قال طرفة:
فما زال شُرْبي الراح حتى أشرَّني *** صديقي وحتى ساءني بعض ذلكا
وقيل: لا يجوز أن يقال ذلكِ.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
25-معجم ما استعجم (الأكلب)
الأكلب: على مثال أفعل، كأنّه جمع كلب: موضع، قال الجعدىّ:أبعد فوارس يوم الشّريف آسى وبعد بنى الأشهب
«وبعد أبيهم وبعد الرّقا *** ديوم تركناه بالاكلب»
ع: هكذا نقلت هذا الشعر من كتاب أبى علىّ القالىّ، الذي قرأه على يعقوب: «وبعد الرقاد» بالقاف، وكذلك وقع فى كتاب النسب لأبى عبيد، فى أنساب بنى جعدة، باتّفاق من روايتى محمّد بن عبد السلام، وطاهر بن عبد العزيز»
. وقرأته فى الحماسة من طرق صحاح:
«الرّفاد» بالفاء، وذلك فى شعر لعبد الله بن الحشرج الجعدىّ، وهو:
«فلا وأبيك لا أعطى صديقى *** مكاشرتى وأمنعه تلادى»
«ولكنّى امرؤ عوّدت نفسى *** على علّاتها جرى الجواد»
«محافظة على حسبى وأرعى *** مساعى آل ورد والرّفاد»
وورد والرّفاد: ابنا عمرو بن عبد الله بن جعدة، وكانا قتلا بعض الملوك غدرا،
فهم يفخرون بذلك. والمقتول شراحيل بن الأصهب الجعفىّ؛ وفى ذلك يقول النابغة الجعدىّ:
«أرحنا معدّا من شراحيل بعدما *** أراهم مع الصّبح الكواكب مظهرا»
وقال الأخطل فى هجائه النابغة الجعدىّ:
«قبيّلة يرون الغدر فخرا *** ولا يدرون ما نقل الجفان»
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
26-معجم ما استعجم (كثيرة)
كثيرة.: وتحف هذ القاع الحرّة، حرّة بنى سليم فى شرقيّه، وقيها قيعان دوافع فى بطن النقيع، وفى غربيّه الصخرة، وأعلام مشهورة، منها برام والوتد وصاف. وقد ذكر أن أوّل أعلامه عسيب، فبرام جبل كأنه فسطاط. والوتد فى أسفل النقيع كأبه قرن منتصب. ومقمّل: جبل أحمر أفطح، بين برام
والوتد، شارع فى غربىّ النقيع. وروى أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على مقمّل، وصلّى عليه، فمسجده هناك. وبقاع النقيع غدر تصيف، فأعّلاها براجم، وأذكرها يلبن، وغدير سلامة أسفل من يلبن، وبشرقىّ النقيع فى الحرّة قلتان، يبقى ماؤهما ويصيف، وهما أثيّت وأثيث، هكذا نقل السّكونىّ؛ وقال كثيّر فى يلبن:
«أأطلال دار من سعاد بيلبن *** وقفت بها وحشا كأن لم تدمّن»
«إلى تلعات الجزع غيّر رسمها *** همائم هطّال من الدّلو مدجن»
وقال آخر فى براجم، وهو تبّع:
«ولقد شربت على براجم شربة *** كادت بباقية الحياة تذيع»
وقال أبو قطيفة يذكر النّقيع ويلبن وبرام، حين أجليت بنو أميّة من المدينة:
«ليت شعرى وأين منّى ليت *** أعلى العهد يلبن وبرام»
«أو كعهدى النّقيع أو غيّرته *** بعدى المعصرات والأيّام»
«اقر منّى السلام إن جئت قومى *** وقليل لهم لدىّ السّلام»
وقال عروة وذكر صافا:
«لسعدى بصاف منزل متأبّد *** عفا ليس مأهولا كما كنت أعهد»
«عفته السوارى والغوادى وأدرجت *** به الريح أبواغا تصبّ وتصعد»
«فلم يبق إلّا النّؤى كالنّون ناحلا *** نحول الهلال والصفيح المشيّد»
وقال صخر بن الشّريد وذكر عسيبا:
«أجارتنا إنّ المنون قريب *** من الناس كلّ المخطئين تصيب»
«أجارتنا لست الغداة بظاعن *** ولكن مقيم ما أقام عسيب»
وليس بإزاء النّقيع ممّا يلى الصخرة إلّا ماءة واحدة، وهى حفيرة لجعفر ابن طلحة بن عمرو بن عبيد الله بن معمر، يقال لها حفيرة السّدرة.
وسيل النقيع يفضى إلى قرار أملس، وهى أرض بيضاء جهاد، لا تنبت شيئا، لها حسّ تحت الحافر. هذا لفظ السّكونى، والعرب تسمّى هذه الأرض النّفخاء، والجمع النّفاخى. ويليها أسفل منها حصير، قاع يفيض عليه سيل
النقيع، فيه آبار ومزارع ومرعى للمال، من عضاه ورمت وأشجار، وفيه يقول مصعب وكان يسكنه هو وولده بعده، ولامته امرأته فى بعض أمره، وتركه المدينة، أنشدها لمصعب:
«ألا قالت أثيلة إذ رأتنى *** وحلو العيش يذكر فى السّنين»
«سكنت مجابلا وتركت سلعا *** شقاء فى المعيشة بعد لين»
«فقلت لها: ذببت الدّين عنّى *** ببعض العيش ويحك فاعذرينى»
«وقرفى الأرض إنّ به معاشا *** يكفّ الوجه عن باب الضّنين»
«ستكفينى المذاق على حصير *** فتغنينى وأحبس فى الدّرين»
«أسرّك أنّنى أتلفت مالى *** ولم أرع على حسبى ودينى»
ويدفع أيضا على حصير الأتمة، أتمة ابن الزّبير، وهى بساط طويلة واسعة، تنبت عصما للمال. وهناك بئر تنسب إلى ابن الزبير. وكان الأشعث المدنى ينزل الأتمة ويلزمها، فاستمشى ماشية كثيرة، وأفاد مالا جزلا، حتّى
اتّخذ أصولا واستغنى ثم يفضى من حصير إلى غدير يقال له المزج لا يفارقه الماء، وهو فى شقّ بين جبلين، يمرّ به وادى العقيق، فيحفره، لضيق مسلكه، وهذا الجبل المنفلق، الذي يمرّ به السيل، يقال له سقف، ثم يفضى السيل منه إلى غدير يقال له رواوة، وقد ذكره ابن هرمة فقال:
«عفا النّعف من أسماء نعف رواوة *** فريم فهضب المنتضى فالسلائل»
ولا يرى قعر هذا الغدير أبدا، ولا يفارقه الماء. ثم يفضى إلى غدير الطّفيّتين، وهو من أعذب ماء يشرب، إلّا أنّه يبيل الدم، ثم يفضى إلى الأثبة؛ وفيه غدير يقال له الأثبة، سمّيت به الأرض، وفيها مال لعباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير، كثير النّخل، وهو وقف. ثم أسفل من ذلك رابغ، وهو فلق من جبل سقف متضايق، يجتمع فيه السيل، سيل العقيق، ثم يلتقى وادى العقيق ووادى ريم، وهو الذي ذكره ابن أذينة، فقال:
«لسعدى موحش طلل قديم *** بريم ربّما أبكاك ريم»
وهما إذا التقيا دفعا فى الخليقة، خليقة عبد الله بن أبى أحمد بن جحش، وفيها مزارع ونخل وقصور لقوم من آل الزبير، وآل عمر، وآل أبى أحمد.
ثم يفضى ذلك إلى المنبجس، وهو غدير. ثم تنبطح السيول، سيل النقيع وصراح وآنقة، عند جبل يقال له فاضح، والمنتطح. وهو واسط أيضا، الذي عناه كثيّر بقوله:
«أقاموا فأمّا آل عزّة غدوة *** فبانوا وأمّا واسط فيقيم»
وقال ابن أذينة:
«يا دار من سعدى على آنقه *** أمست وما عير بها طارقه»
ثم يفضى ذلك إلى الجثجاثة، وهى صدقة عبد الله بن حمزة، وبها قصور ومتبدى، وله دوافع أيضا من الحرّة مشهورة مذكورة، منها شوطى، ومنها روضة ألجام، قال ابن أذينة فيهما:
«جاد الربيع بشوطى رسم منزلة *** أحبّ من حيّها شوطى فألجاما»
«فبطن خاخ فأجزاع العقيق لما *** نهوى ومن جوّذى عبرين أهضاما»
«دارا توهّمتها من بعد ما بليت *** فاستودعتك رسوم الدار أسقاما»
وقال ابن أذينة أيضا:
«عرفت بشوطى أو بذى الغصن منزلا *** فأذريت دمعا يسبق الطرف مسبلا»
«وكنت إذا سعدى بليت بذكرها *** بدا ظاهرا منك الهوى وتغلغلا»
وقال كثيّر:
«يا لقومى لحبلك المصروم *** يوم شوطى وأنت غير مليم»
ثم يفضى ذلك إلى حمراء الأسد، التى ورد فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا كان الغد من يوم أحد، تبعهم إلى حمراء الأسد. وبالحمراء قصور لغير واحد من القرشيّين، وفى شقّ حمراء الأسد منشد، وفى شقّها الأيسر أيضا شرقيّا خاخ، الذي روى على بن أبى طالب فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه هو والزّبير والمقداد، وقال انطلقوا حتى تأتوا روصة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها، وأتونى به... الحديث. وقال الأحوص ابن محمد:
«ألا لا تلمه اليوم أن يتبلّدا *** فقد غلب المحزون أن يتجلّدا»
«نظرت رجاء بالموفّر أن أرى *** أكاريس يحتلّون خاخا فمنشدا»
وقال أيضا:
«ولها منزل بروضة خاخ *** ومصيف بالقصر قصر قباء»
وخاخ: للعلويّين وغيرهم من الناس.
ثم يفضى إلى ثنيّة الشّريد، وبها مزارع وآبار، وهى ذات عضاه وآجام، تنبت ضروبا من الكلأ، وهى للزبير بن بكّار. وفى شرقيّها عين الوارد، وفى غربيّها جبل يقال له الغراء، يقول فيه عبد الله بن الزّبير بن بكار:
«ولقد قلت للغراء عشيّا *** كيف أمسيت يا نعمت صباحا»
ثم يفضى ذلك إلى الشجرة التى بها محرم النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وبها يعرّس من حجّ وسلك ذلك الطريق، بينها وبين جبل الغراء نحو ثلاثة أميال، والبيداء: مشرفة على الشجرة غربا، على طريق مكة. ثم على أثر ذلك مزارع أبى هريرة رضى الله عنه، ثم القصور يمنة ويسرة، ومنازل الأشراف من قريش وغيرهم. فمنها عن يمين الطريق للمقبل من مكة بسفح عير قصور كثيرة. ثم تجاه ذلك فى إقبال تضارع من الجمّاء قصور، وتجاهها فى ضيق حرّة الوبرة، وهى ما بين الميل الرابع من المدينة إلى ضفيرة، أرض المغيرة ابن الأخنس، التى فى وادى العقيق. وكان هذا الموضع قد أقطعه مروان بن الحكم عبد الله بن عبّاس بن علقمة، من بنى عامر بن لؤىّ، فاشتراه منه عروة، فذلك مال عروة بن الزبير، وهناك قصره المعروف بقصر العقيق، وبئره المنسوبة إليه، وهى سقايته التى يقول فيها الشاعر:
«كفّنونى إن متّ فى درع أروى *** واستقوا لى من بئر عروة ماء»
وفيها يقول عروة:
«وبكرات ليس فيهنّ فلل *** بكلّ محدول ممرّ قد فتل»
«يغرفن من جمّات بحر ذى مقل *** حفيرة الشيخ الذي كان اعتمل»
«يرجو ثواب الله فيما قد فعل *** إنّ الكريم للمعالى معتمل»
«ولا ينال المجد رخو مشتمل *** يرضى بأدنى سعيه ويعتزل»
«إنى على بنيان مجد لن يضل *** بنيان آبائى وأبنى ما فضل»
وفى قصره يقول لمّا بناه:
«بنيناه فأحسنّا بناه *** بحمد الله فى خير العقيق»
«تراهم ينظرون إليه شزرا *** يلوح لهم على ظهر الطريق»
«يراه كلّ مختلف وسار *** ومعتمد إلى البيت العتيق»
«فساء الكاشحين وكان غيظا *** لأعدائى وسرّ به صديقى»
وأسفل من هذا القصر العرصة، وهى بأعلى الجرف، وهى أربع عرصات:
عرصه البقل، وعرصة الماء، وعرصة جعفر بن سليمان قبل الجمّاء، وعرصة الحمراء، وبها قصر سعيد بن العاصى، الذي عنى الشاعر بقوله:
«القصر ذو النّخل فالجمّاء بينهما *** أشهى إلى القلب من أبواب جيرون»
«إلى البلاط فما حازت قرائنه *** دور نزحن عن الفحشاء والهون»
وقال آخر:
«وكائن بالبلاط إلى المصلّى *** إلى أحد إلى ما حاز ريم»
«إلى الجمّاء من وجه عتيق *** أسيل الخدّ ليس به كلوم»
«يلومك فى تذكّره رجال *** ولو بهم كما بك لم يلوموا»
ولهذا الشعر خبر.
ثم يفضى ذلك إلى الجرف، وفيه سقاية سليمان بن عبد الملك. وبالجرف كان عسكر أسامة بن زيد، حين توفّى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويلى ذلك الرّغابة، وبها مزارع وقصور، وتجتمع سيول العقيق وبطحان وقناة بالرّغابة.
ثم يفضى ذلك إلى إضم. وبإضم أموال رغاب، من أموال السلطان وغيره من أهل المدينة، منها عين مروان واليسر والفوّار والشّبكة، وتعرف بالشّبيكة.
ثم يفضى ذلك إلى سافلة المدينة: الغابة وعين الصّورين. وبالعابة أموال كثيرة: عين أبى زياد، والنّخل التى هى حقوق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وثرمد مال كان للزبير، باعه عبد الله ابنه فى دين أبيه، ثم صار للوليد بن يزيد.
وبها الحفياء وغيرها.
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
27-إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت (وادي بن علي)
وادي بن عليبما أنّنا ذكرنا بعض حصون وقرى السّليل، وكانت الحوطة في جنوبه، وهي آخر بلاد وادي ابن عليّ.. اقتضى الحال أن ننتقل إليه، ثمّ نعود لما نزل عنه من باقي السّليل.
فوادي ابن عليّ داخل في النّجد الجنوبيّ كدوعن ووادي العين وساه وما لفّها، وهو أكبر أودية حضرموت، حتّى إنّهم ليقولون: لا يضرّ بحضرموت جدب متى أخصب، ولا ينفع خصبها متى أجدب.
وهو واسع الأطيان والشّراج، كثير القرى، ونحن نذكرها على حسب مواقعها، مبتدئين من أعلاه الجنوبيّ.
فأوّل قراه: القيرح، وديار الزّمالكه وآل منيف. ثمّ: عقدة الوهالين. ثمّ: البريكه لآل ثابت. ثمّ: جروب البريكه.
وهاته القرى والشّراج بين مسيلين للماء، أوسعها الغربيّ، وأمّا الشّرقيّ.. فإنّه ساقيتان بينهما العقبة، ثمّ الظّاهره، ثمّ تلتقيان.
وأمّا الغربيّ: فمن ورائه قرى كثيرة، من جنوبه إلى شماله، أوّلها: الخنم.
ثمّ: خموسة. ثمّ: الظّاهر. ثمّ: ديار آل مبارك. ثمّ: عرض الرّبيخة. ثمّ: زهر الجنان للسّادة آل الحامد؛ ومنهم: السّيّد الصّالح الجليل، صاحب المناقب الكثيرة، والكرامات الشّهيرة حامد بن حسن. ومنهم: ولده محمّد، شهم نافذ في الأمور، فيصل في الأحكام.
ثمّ: باهزيل. ثمّ: ركبة محيصن. ثمّ: جروب آل جعفر المسيطيّ. ثمّ: موشح. ثمّ: جدفرة الصّيعر. ثمّ: السّفوله لآل سيف. ثمّ: بامعد. ثمّ: بامعدان لآل عبد الله محمّد من آل مرعيّ بن طالب، كان منهم صديقي الوفيّ، الشّيخ طالب بن مرعيّ، رجل شهم، مستوي السّريرة والعلانية، إذا وعد.. صدق، وإذا قال.. وفّى، ذهب مع ظلم اليابانيّين، وكان آخر العهد به ـ رحمة الله عليه ـ وله عدّة أولاد نجباء؛ منهم: محمّد وعوض، إلّا أنّ الأوّل يتشدّد في مبادىء الإرشاديّين، والثّاني يتقبّله.
ثمّ: مسجد النّور. ومن وراء السّاقية الشّرقيّة: المصنعه. ثمّ: ظلوم. ثمّ: حبره. ثمّ: النّخش. ثمّ: الرّوضه. ثمّ: ديار الصّويل.
ثمّ: بلاد الغريب وقد كانت معمورة، وفيها جامع وصدقات واسعة.
وفيها: الشّيخ حارث باشراحيل، جدّ آل باشراحيل، والشّيخ عبد القادر باشراحيل، وهو الّذي بشّر بالحبيب أحمد بن زين، وهو في بطن أمه، ولموته قصة توجد في «مجموع» كلام الحبيب أحمد بن عمر بن سميط.
وفيه: أنّه كان في شبابه على زيّ الجند، حتّى لقيه بعض السّادة بتريم فقال له: ابن من أنت؟ فقال: ابن الشّيخ محمّد باشراحيل، فقال له السّيّد: حاشا محمّد باشراحيل منك، فوقعت من قلبه، وجاء إلى مسجد حارث، وآلى على نفسه أن لا يخرج منه إلّا بعد أن يختم القرآن، ثمّ كان من أمره ما كان.
ومن بلاد الغريب أيضا: الفقيه أحمد بن عبد الله بن عمر باشراحيل، من مشايخ الحبيب أحمد بن زين الحبشيّ.
وقد ذكرت في الشّحر أنّ آل باشراحيل يرجعون إلى عباهلة حضرموت، والدّليل على ذلك: قول العلّامة المحقّق الشّيخ عمر بن عبد الرّحمن، صاحب الحمرا، في مناقب شيخه العيدروس: (وجدت بخطّ الشّيخ أحمد بن محمّد باشراحيل العبهليّ الحضرميّ..) إلى آخر القصّة الّتي رواها عن شيخه فضل بن عبد الله بن فضل الّتي لا يعنينا منها إلّا قوله: (العبهلي)، والظّاهر أنّ الشّيخ أحمد ليس إلّا من آل باشراحيل المذكورين.
والعباهلة هم المشار إليهم بقول نشوان بن سعيد الحميريّ [من الكامل]:
«وعباهل من حضرموت من بني *** حمّاد والأشبا وآل صباح »
قال في شرحها: (العباهلة: الّذين أقرّوا على ملكهم لا يزالون عنه، ومن ذلك: كتاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الأقيال والعباهلة من آل حضرموت.
وذو حمّاد وذو جدن بطنان من ولد الحارث بن حضرموت بن سبأ الأصغر، وكذلك سبأ بن الحارث، وهم الأشباء؛ منهم: محمّد بن عمر بن عبد الله، قاتل معن بن زائدة ببست) اه، وقد فصّلت مقتل معن ب «الأصل».
وفي سنة (583 ه) بني مسجد الغريب، وهو أوّل ما بني في القرية.
ومن وراء بلاد الغريب إلى الشّمال: ديار آل عبود. ثمّ: بلعقبة. ثمّ: زبيد؛ وهي: ديار وشراج كانت لآل عبدات، ثمّ غلبهم عليها آل مرعيّ بن طالب وأخذوها منهم عنوة عليهم بعقب قتال، مفصّل خبره ب «الأصل». ثمّ: محلّ الصّقعان. ثمّ: جفل؛ وهو مكان واسع، فيه جملة قرى، أوّلها من جهة الجنوب: الجدفره: لآل سلامة بن مرعيّ. ثمّ: الجوة: وهي حوطة الشّريفة سلوم بنت زين بن علويّ بن أحمد بن هاشم المقبور بالحسيّسة. ثمّ: سحيل الفقرا: فيه آل باشراحيل وغيرهم.
ومن الاصطلاح أنّ من وضع السّلاح يقال له: تفقّر، وكان آل باشراحيل وضعوا السّلاح ودخلوا في طريق التّصوّف، فقيل لهم: فقراء، ونسبت إليهم هذه القرية. وفيها أيضا آل السّقّاف؛ منهم:
المرحوم السّيّد عبد الله بن أحمد بن سالم سبول السّقّاف، السّابق ذكره في الشحر، وعبد الله هذا أحد صدور العلويّين ووجهائهم، توفّي بسنغافورة في أيّام اليابان، وله ولد نشيط يسمّى عبد الرّحمن.
وأكبر ما يطلق جفل على هذه القرية والنّاس يلفظون بها بالجيم ويكتبونها كذلك، ولكنّ الحبيب محمّد بن زين بن سميط ضبطها في «قرّة العين» بالياء المثنّاة من تحت، مع أنّها تطلق أيضا على الجهة عامّة، وفي «تاريخ الطّيّب بافقيه» أنّ الفقيه الصّالح أبا بكر بن محمّد بلحاجّ والوليّ الصّالح عبد الله بن عمر باهرمز توفّيا فجاءة بيفل في سنة (904 ه).
وقد بناها آل جميل السّعديّون بمساعدة آل يمانيّ وآل أحمد والصّبرات، وآل ثعلب، وصاحب مريمه، وبعض آل كثير، وكان هؤلاء اتّفقوا في سنة (845 ه) للقضاء على الدّولة الكثيريّة، وحاصروا الحصن الّذي بنته في الغرفة شهرين، فانتهز تلك الفرصة آل جميل وابتنوا قرية جفل بمساعدة أولئك، وكان ذلك في أيّام السّلطان عبد الله بن عليّ الكثيريّ، المتوفّى سنة (850 ه).
وقال الشّيخ محمّد بن عمر باجمال في كتابه «مقال النّاصحين»: (حكي أنّ السّلطان عبد الله بن عليّ حاصر بني سعد بقرية جفل في رمضان، فناداه أحدهم وقال له: أهذه صدقتك؟!، فارتحل عنهم.
ويحكى: أنّه أهدى فرسا لفاضل بالكروس السّعدي، ولما أراد اللّحوق بأصحابه وهم حرب للسّلطان.. ردّ فرسه، وقال: حاشا لله أن أستعين عليه بفرسه).
وقد ذكرت لهذه أمثالا كثيرة في «بلابل التّغريد» تستخرج التّرحّم على أهل الوفاء من أعماق القلوب، وصوادق الألسنة.
وعلى ضدّها ما جاء في الثّورة العربيّة: أنّ الشّريف فيصل بن الحسين تسلّم عشرات ألوف الدّنانير من الأتراك في اللّيلة الّتي أعلن حربه عليهم من صبيحتها.
وإنّي لأعجب ممّن يسمّى: الحسين المنقذ.. بعد ما شاع أنّه أخذ المسلمات من نساء الأتراك وهنّ متعلّقات بأستار الكعبة، وسلّمهنّ في جملة الأسرى للإنكليز مجرّدات، مع أنّ الدّولة العثمانيّة هي الّتي ربّت شحم كلاه.
أقول هذا لا عن تعصّب، بل لو كانت بي محاباة.. لحابيته؛ إذ لم يكتب لأحد بحضرموت غيري بنبأ تلك النّهضة المشؤومة، ولكنّ الدّين فوق كلّ عاطفة، ولئن صحّت الأخبار بأخذه نساء الأتراك القانتات المؤمنات على تلك الحال.. فما هو إلّا أمر عظيم، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وانظر فرق ما بين هذا وما فعله الإمام يحيى؛ فلقد أحسن وأفضل، وأعان وأجمل، ولم يخذل الدّولة العثمانيّة عندما تقاصرت خطاها، بل ساعد بما أشرنا إلى قليل منه في «الأصل»، مع ما بينهما من الأشلاء الممزّقة، والأرواح الذّاهبة.
فلقد أخبرني العلّامة الشّيخ محمّد بن عليّ بن طه الهتاريّ قال: (أخبرني خليل أفندي، أمين صندوق الحديدة للأتراك في أيّامهم: أنّ الّذين قتلوا في حروب اليمن من عساكر الدّولة العثمانيّة يبلغون بالإحصاء الرّسميّ سبع مئة وخمسين ألف قتيل) ولا بدّ بالطّبع أن يقتل من اليمانيّين ما يناسبهم، ولكنّ الإمام يحيى أظأرته الرّحم الإسلاميّة، فحيّاه الله وبيّاه، لقد اقتنى بذلك كمالا وجمالا، وتأثّل به الشّرف الخالد، والأجر التّالد، وكانت له العاقبة الحسنة.
وبلغني: أنّه كان يثني على الشّريف محمّد بن عليّ الإدريسيّ بأنّه لم يسلّم أسيرا ولا شبرا من بلاده للأجانب، على كثرة ما ابتزّ من خزائنهم من أموال.
ومن وراء جفل إلى الشّمال:
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت-عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف-توفي: 1375ه/1956م
28-إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت (يشحر)
يشحروهو واد ليس بالواسع في جنوب المسيله إلى شرق، فيه عين ماء صغيرة.
كان السّيّد عقيل بن عبد الله بن يحيى اشتراه للأمير محسن بن عبد الله بن عليّ العولقيّ، السّابق ذكره في صداع، ثمّ وقفه بتوكيل منه على نفسه وأولاده، وعلى الواردين والصّادرين، والعلماء والمتعلّمين، والفقهاء والمتفقّهين، وفي صيغة الوقف مجال واسع للنّظر، لا سيّما وقد فهم بعض متأخّري العلماء من كلام ابن حجر موافقته للرّمليّ في اشتراط قبول الموقوف عليه المعيّن؛ لأنّه لا يتأتّى من السّيّد عقيل حينئذ الوقف على نفسه، ثمّ القبول، على ما بسطته في «الأصل» من وجه النّظر.
وكان السّيّد عقيل بن عبد الله شهما قويّ النّفس، حميّ الأنف، كما يعرف من قضيّة النّويدرة.
«فتى عنده حسن الثّواب وشرّه *** ومنه الإباء الملح والكرم العذب »
وكان رجل جدّ، وله غرائب؛ منها: أنّه حجّ، وانعقدت بينه وبين ـ المثري الشّهير صاحب الخيرات الكثيرة، والأربطة المعروفة بمكّة وجدّة ـ فرج يسر صداقة متينة، ولمّا عزم السّيّد عقيل على السّفر إلى جاوة بعد أداء النّسكين.. قال له: مثلك لا ينبغي أن يغيب عن حضرموت.
فقال له: لا يمكنني الرّجوع إليها إلّا ببسطة كفّ أستعين بها على حقوق الشّرف والمجد. قال له: كم تؤمّل من جاوة؟ قال: ما أنت وذاك؟
فألحّ عليه، فقال له: لا يمكنني الرّجوع إلى حضرموت إلّا بثمانين ألف ريال.
فأعطاه إيّاها مع ملء مركب شراعيّ من الأرزّ وما يناسبه من البضائع والحبوب، وبمجرّد ما وصل إلى حضرموت.. بنى سدّا للماء في مسيال عدم، كلّفه نحوا من خمسين ألفا من الرّيالات، فاجتاحه السّيل في ليلة واحدة!
وما زال السّيّد عقيل على كسب الجميل، وفعل الجليل، لا يقرّ على ضيم، ولا يلين لقائد، ولمّا لم يجد عند الكثيريّ للنّفع والصّنيع موضعا.. انبرى للمضرّة على حدّ قول عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ـ وكان كما في «طبقات النّحاة» من الفصحاء ـ [من الطّويل]:
«إذا أنت لم تنفع.. فضرّ فإنّما *** يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفعا »
وقال الشّريف الرّضيّ [في «ديوانه» 1 / 415 من مجزوء الرّجز]:
«من معشر لم يخلقوا *** إلّا لنفع وضرر»
وقال كعب الأشقريّ [من الطّويل]:
«رأيت يزيدا جامع الحزم والنّدى *** ولا خير فيمن لا يضرّ وينفع »
وقال حبيب [في «ديوانه» 1 / 400 من الطّويل]:
«ولم أر نفعا عند من ليس ضائرا *** ولم أر ضرّا عند من ليس ينفع »
وقال عديّ بن زيد [من الطّويل]:
«إذا أنت لم تنفع بودّك أهله *** ولم تنك بالبؤس عدوّك فابعد»
وعندئذ قام بفتنة النّويدرة السّابق ذكرها في المسيله.
ومن مكارم عقيل: أنّه وضع عند أبي بسيط أربعين ألف ريال عن مئة ألف ربيّة هولنديّة بمصرف ذلك العهد على سبيل القرض، فلمّا تأخّر شغل أبي بسيط.. كتب له النّاصحون ليتلافى ماله بالسّفر إلى سربايا من أرض جاوة، فلامهم وقال: إنّي أحرج الأوقات أضيّق على صديقي، لو كان مالي بأسره ينفّس عنه ما وقع فيه.. لأعطيته إيّاه.
ثمّ لم أدر ماذا صار، غير أنّ هذا من الشّهامة والوفاء بمكان.
«يا همّة نبلت عن أن يقال لها *** كأنّها وتعالت عن مدى الهمم »
وقد خلّف جملة من الأولاد، أكبرهم: العلّامة الجليل السّيّد محمّد بن عقيل، كانت له حافظة قويّة، واطّلاع تامّ، وإكباب على المطالعة، وكان بدء أمره على اعتدال في التّشيع حتّى لقد دخل العراق في سنة (1330 ه) ومعه السّيّد محمّد بن عليّ الحييد والسّيّد يوسف بن أحمد الزّواوي صاحب مسقط، فلم يرض الشّيعة ولا أهل السّنّة؛ لخروجه عن سمت الفريقين، ولكنّه غلا بالآخرة في تشيّعه حتّى اقترب من سادات الأمّة رضوان الله عليهم، وتأثّر بكلامه كثير ممّن يعزّ علينا انحرافهم، فلقد بعث لي بنسخة من قصيدة سيّرها للإمام الحالي، يقول منها في مدحه [من الكامل]:
«روح مقدّسة وقلب ضمّه *** في قالب التّصوير أحسن هيكل »
ويقول فيها عن أهل البيت:
«برآء من حسد المشوم وغلظة ال *** فظّ الغشوم ومن تقهقر نعثل »
وما أرى هذا التّعريض الفاحش عن عقد قلبيّ ونيّة قطعيّة، وعلّه كان عن ثورة نفسيّة ذهب به الكلام فيها إلى غير ما يريد، وما أصدق قول بديع الزّمان: الكلام مجون، والحديث شجون، واللّفظ قد يوحش وكلّه ود، والشّيء قد يكره وما من فعله بد، والعرب تقول: لا أبا لك في الأمر إذا همّ، وقاتله الله ولا يريدون به الذّمّ، وويل أمّه للمرء إذا أهمّ.
أمّا الإمام حفظه الله: فإنّه لا يعجبه مثل ذلك؛ لأنّه ليس من المتعصّبين، بل هو الّذي اجتثّ عروق التّعصّب من بين الزّيديّة والشّافعيّة حتّى عادوا إخوانا، وسلك فجّه وليّ عهده، وباب مدينة ملكه ومجده: ولده أحمد وولده زين الشّباب المأسوف عليه البدر محمّد.
وأمّا أنا: فقد اتّعظت بغلوّ العلّامة ابن عقيل اتّعاظا حسنا؛ إذ سلمت باستنكاره عن الوقوع في الحمى الّذي لا ينبغي أن يقرب، لا سيّما وحاميه سيّد ولد آدم صلّى الله عليه وآله وسلّم، وما للقاصرين أمثالنا والدّخول بين المهاجرين الأوّلين وتعريف طبقاتهم وترتيب درجاتهم؟ هيهات! لقد حنّ قدح ليس منها.
وكان العلّامة ابن عقيل قويّ الإرادة، حميّ الأنف، وجرى عليه امتحان بسنغافورة وجاوة.. فلم يزلّ نعله، ولا لان جانبه، وله رحلات ـ حتّى إلى القارّة الأوربيّة ـ بمعيّة أمير الإحسان السّيّد محمّد بن أحمد السّقّاف، وله اتّصال بكثير من أعيان مصر وغيرها. وله مؤلّفات كثيرة، أجمعها وأحبّها إليه الكتاب الموسوم ب «ثمرات المطالعة»، ومنها: «العتب الجميل على أهل الجرح والتّعديل».
غير أنّ الشّيخ الأديب أحمد الحضرانيّ أخبرني عن العبّاديّ الثّقة الّذي كان موظّفا بدار الضّرب في حيدرآباد الدّكن: أنّه ليس له، وإنّما كان من تأليف العلّامة السّيّد أبي بكر بن شهاب، فنزل عنه للعلّامة ابن عقيل، وأنّه كان شاهد ذلك النّزول.
وأنا في شكّ منه؛ أمّا أوّلا: فلأنّ عبارته وموضوعه أمسّ بعبارة ابن عقيل وجديلته، وأمّا ثانيا: فإنّه حصيل مطالعات كثيرة ومراجعات وفيرة لا يصبر عليها شيخنا العلّامة ابن شهاب، وإنّما كان له فهم وقّاد يتيسّر له عفوا معه المراد، والله أعلم.
توفّي السّيّد ابن عقيل بالحديدة سنة (1350 ه)، وقد رثيته بمرثيّة لزوميّة توجد بمكانها من «الدّيوان».
ورثاه جماعة من الأدباء؛ منهم العلّامة الأخ علويّ بن طاهر الحدّاد، والشّاعر المطبوع: أحمد بن عبد الله السّقّاف، والكاتب الشّهير السّيد محمّد بن هاشم بن طاهر، وغيرهم.
وترك أولادا؛ منهم ـ وهو أكبرهم ـ: عيسى، له نكات ونوادر، يسكن الآن بصنعاء. ومنهم: عليّ، شابّ فاضل، كريم الأخلاق، كان كاتم سرّ سيف الإسلام الحسين بن أمير المؤمنين، وكان بمعيّته في سفره إلى أوربّة ثمّ إلى الحجاز، توفّي بصنعاء في سنة (1363 ه).
ومن أولاد السيد عقيل: السّيّد عمر بن عقيل، كان فقيها حكيما، ذا رأي أصيل، وسعي جميل، وخلق حسن، توفّي بالمسيله بإثر حمّى خفيفة جدّا في محرّم سنة (1339 ه)، وشهد دفنه أخوه العلّامة محمّد؛ لأنّه وصل حضرموت في أواخر سنة (1338 ه)، ولم تطل إقامته بعد وفاة أخيه بل عاد إلى مقرّ تجارته.
ولا بأس إذ جرى ذكر الشّيخ فرج يسر من الإشارة إلى سبب ثروته وزوالها؛ لأنّ خبر ذلك طريف جدّا، فقد كان راكبا في أحد المراكب الشّراعيّة، وكان في خلقه حدّة وشراسة، وكان ربّان المركب يحبّ أن يغضبه ويتنادر عليه، فرسى بهم المركب في سيلان وله بها معارف، ومن عادتهم أن لا يقلعوا إلّا بعد شحن البضائع منها وهي تستغرق أيّاما، فكانوا يخرجون للنّزهة صباح كلّ يوم إلى مرسى كلمبو، وهناك يحضر الدّلّالون بالأشياء التّافهة لبيعها بالمزاد، فتواطأ الرّبان مع الحاضرين أن يوقعوا فرج يسر في الشّبكة، فكان المعروض في ذلك اليوم صندوقان خشبيّان أكل الدّهر عليهما وشرب، واعترقت الأرضة ظواهرهما حتّى لم يبق منهما إلّا الرّسوم، إلّا أنّهما لا يزالان مقفلين، فوقعا بتدبير الرّبان عند فرج، فأخذوا يغمزون ويلمزون إلى أن ضاق صدر فرج ـ وسرعان ما يضيق ـ فعاد إلى المركب حزينا، ولمّا كان وسط اللّيل.. عزم على رميهما في البحر، ثمّ ثاب إليه رشده وارتأى أن لا يرميهما حتّى يرى ما فيهما، فعاد بهما إلى مخدعه وفتحهما.. فإذا بهما مشحونان بالأوراق الماليّة من ذوات الألف ربيّة بما يقوّم بعشرات الملايين، فمن ذلك كانت ثروته الّتي لم يقف فيها عند غاية من فعل المكرمات، إلّا أنّ أمرها مخوف، ولا سيّما إن أمكن معرفة أرباب تلك الأموال، فعسى أن لا تمكن معرفتهم إذ ذاك ليكون لها وجه من الحلّ.
ولم يكتف بتلك المبالغ الضّخمة حتّى أخذ يوسّعها بالتّجارة، فاقتنى العدد الكثير من المراكب الشّراعيّة، يمخر بها عباب البحر الهادي والهنديّ والأحمر والأبيض وغيرها، حتّى لقد جهّز في بعض المواسم خمسا وعشرين سفينة هي وما فيها من البضائع.. من أمواله الخالصة. ولمّا جاء الإدبار.. وردته في يوم واحد خمس وعشرون برقيّة، كلّ واحدة بتلف سفينة وما فيها من البضائع، فلم ينكسف باله، ولم يتغيّر حاله. على رواية هذا اتّفق جماعة من معمّري الحديدة في سنة (1340 ه) عن خبرة بحقيقة الأمر؛ إذ كان رباؤه هو بالحديدة، إلّا أنّ في النّفس شيئا من البرقيّات؛ لأنّي لا أدري أكانت متّصلة لذلك العهد أم لا؟
وكان عبدا حبشيّا أعتقه بعض أهل الحديدة، وكانت أمّ السّيّد الجليل عقيل حبشيّة أيضا، فهذا مع عشق المكارم وتحمّل المغارم.. هو الجامع بين الرّجلين.
ومن وراء يشحر إلى جهة الجنوب الغربيّ مكان يقال له:
الصّاري، وهو قرية صغيرة لآل مقيدح الجابريّين، لا يزيد سكّانها الأكرة عن سبعين شخصا.
ثمّ: شريوف، وهو واد أكثر أمواله للسّادة آل عبد الله بن حسين العيدروس والمشايخ الزّبيديّين.
ثمّ: رضيح، وهو واد مبارك، كان للحبيب علويّ بن أحمد العيدروس، ثمّ انقسم بين ورثته، ثمّ استخلص أكثره المنصب السّيّد محمّد بن حسين السّابق ذكره في
تاربه، وكان تحمّل ديونا في الحرب الّتي جرت بسبب مسجد آل بو فطيم، أثقلت كاهله، ولكنّه قضاها من موسم واحد فيه صادف غلاء وسلامة من الجراد الّذي اجتاح أكثر زرع حضرموت في ذلك العام.
وبإثر وفاته استولى إمارة رضيخ ولده المنصب محمّد بن محمّد، وفي أيّامه دخل آل عمّه عبد الله بن حسين بالشّراء من إخوانه إلى ما لأبيهم من ميراث أبيه فيه، فأقلقوا راحته، وجرت بينهم منازعات لا تزال آثارها في نفوس الطّرفين إلى اليوم. وقد قال حبيب [في «ديوانه» (2 / 102) من الكامل]:
«حسد القرابة للقرابة قرحة *** تدمي عواندها وجرح أقدم »
وقد مرّ في الحسيّسة أنّ آل العيدروس ألّفوا جمعيّة أهمّ أغراضها: إصلاح ذات بينهم، ولكنّها لم تفعل شيئا إزاء هذا؛ لأنّ تلك الجمعيّة معقودة بما يهواه السّيّد عبد الله بن حسين العيدروس؛ إذ هو القائم بأكثر كلفتها، وكان متعصّبا على ابن أخيه.. فلم تتداخل جمعيّتهم في ذلك؛ مراعاة لخاطره.
ثمّ حصن ابن ضوبان، لآل جابر، ومنه تنشعب الطّرق، فتذهب طريق إلى النّعر؛ وهو مسيل بين جبلين، تنصبّ فيه المياه من عدّة جبال واسعة.
ومتى ارتفعت عن ذلك المسيل وتسنّمت الجبل.. فأوّل ما تمرّ به.. حرو، وفيه حوض يحفظ الماء مدّة ليست بالطّويلة؛ لأنّه غير مجصّص. ثمّ ريدة الجوهيّين. ثمّ بضي.
وتذهب الأخرى في ذلك الفضاء الواسع توّا. وأوّل ما يمرّ الذّاهب فيها بالرّدود، قرية لا بأس بها للمشايخ الزّبيديّين وآل جابر. ومن الزّبدة بها الآن الشّيخ يسلم بن سعيد.
ثمّ سونه، وهو واد صغير للزّبدة. ثم حكمه، وهو واد آخر أوسع وأكثر عمارة من سونه، لآل جابر وللزّبدة.
وتصعد من وادي حكمه في عقبتها طريق إلى رسب، ومنها إلى عثه عقبة كأداء ينزل منها إلى الأرض المتّصلة بالسّاحل على مسافة يوم للرّاكب المجدّ.
وفي أثناء عقبة حكمه عين صغيرة عذبة باردة.
وفي قطع معيّنة من شراج حكمه تداع بين الزّبدة وابن متيهم، وحاصله: أنّ ابن متيهم باسط ذراعيه على تلك القطع منذ نحو مئة سنة، ومعه خطّ بالقسمة بين الزبدة وبين أبيه، فادّعى الزّبيديّون أنّ يده غاصبة بطريق الشّراحة الظّالمة، وشهد لهم شهود منهم، وصدر لهم حكمان ضدّ ابن متيهم من قاضي تريم لما قبل اليوم بأكثر من عشر سنين، فسئلت عن الحكمين.. فأفتيت ببطلانهما؛ لأنّ الشّهود شهدوا بأنّ فلانا غصب هذه القطع، والحال أنّهم لم يشهدوا زمن الغصب، ومن شرط الشّهادة بالتّسامع في الغصب أن يقول الشّاهد: (أشهد أنّه مغصوب) لا (أنه غصب) ـ بصيغة الفعل الماضي ـ لأنّ هذه صورة كذب؛ لاقتضائه أنّه رأى ذلك وشاهده.
هذا ما قرّره الفقهاء بالاتّفاق، وانضمّ إلى ذلك ما قرّروه في الأيمان أنّ استدامة الغصب ليست بغصب، فالشّهادة باطلة.
ويزيد الحكم الثّاني بأنّ أحد شهوده كان من المدّعين في الأوّل.
ثمّ تكرّرت الأحكام، وخبط القضاة والمستأنفون، واختلفوا.
ومن المدهش: أنّهم لم ينفصلوا عن الاعتراضين اللّذين ذكرتهما بحال، وكأنّهم لا يلجؤون إلى الكرّاس، وإنّما يأخذون ممّا في الرّاس.
وأحيلت القضيّة في الأخير إلى استئناف جديد لا ندري ماذا يفعل. والمسألة مشكلة لا من حيث النّصوص العلميّة، ولكن لاختلاف مشارب أهل النّفوذ؛ فأحدهم يؤيّد الزّبدة، والأخر يؤيّد ابن متيهم والحقّ في ظاهر الأوضاع الشّرعيّة إلى جانب ابن متيهم، وأمّا في باطن الأمر.. فالشّبهة قائمة، والله أعلم.
وفي غربيّ حكمه: واد واسع يقال له: بايوت، يسكنه كثير من آل نهيم الوزيريّين، وغيرهم. ورسب، وهو لآل جابر، ومنذ اثنتي عشرة سنة تعرّضوا
لسيّارة فيها أحد رجال الحكومة الإنكليزيّة فأصابوها بخلل قليل، فحكم عليهم سلطان سيئون غيابيّا بغرامة كثير من البنادق والإبل، فلم يمتثلوا، فأمطرتهم الطّائرات نيرانا أضرّت بحصونهم وعلوبهم، فبخعوا بها وسلّموها صاغرين مظلومين.
ومن وراء حكمه إلى الجنوب: سكدان، يسكنه: آل جابر، وحرّاثون، وسادة من بيت حموده، وناس من آل قعفان، وناس من آل بلحاج، وناس من آل ابن قماش.
ثمّ راوك، للمشايخ آل باوزير. ثمّ غيل عمر، وقد سبق في غيل باوزير أنّ غيل عمر هذا هو أقدم منه، وأوّل من بنى به بيتا الشّيخ عمر بن محمّد بن سالم باوزير، سنة (706 ه)، ثمّ بنى النّاس بعده، ذكره ابن حسّان في «تاريخه».
والشّيخ عمر هذا أحد تلاميذ الشّيخ عبد الله باعلويّ، كما في (ص 186 ج 2) من «المشرع».
والمنازل الّتي يشملها اسم غيل عمر منقسمة بالمسيال:
فالّذي في الشّاطىء الغربيّ منه: الضّبيعة، وفي جنوبها مسجد الشّيخ عمر. والّذي في الشّاطىء الشّرقيّ: الدّلفة. ثمّ الحزم. ثمّ سكدان. ثمّ كوت سرور. ثمّ العرض. ثمّ النّويدرة.
وقد استوخمه كثير من السّكّان فانتقلوا عنه إلى سكدان. وكان فيه أجداد المشايخ آل باسودان، حتّى إنّ بعضهم ينسبه إليهم، فيقول: غيل باسودان.
وربّما يكون المنسوب إلى باسودان ناحية غير النّاحية المنسوبة إلى الشّيخ عمر؛ فالغيل طويل، منبع مياهه من جنوب ساه، ولا ينتهي إلّا بعد مجاوزة سنا، إلّا أنّها تتقطّع؛ ففي أكثر النّقاط تظهر، وفي الكثير تغور.
ثمّ إنّ آل باسودان خرجوا عن العامّيّة وتفقّروا، وأخذوا في طلب العلم حسبما سبق في الخريبة من بلاد دوعن.
ثمّ عرفت أنّهم كانوا حلولا في سكدان، وبذلك ينطق شعر السّيّد عليّ بن حسن العطّاس، ولهم اتّصال بدوعن في أيّام الشّيخ سعيد بن عيسى العموديّ، ثمّ تزوّج فيهم الشّيخ محمّد بن سالم باوزير، فكانوا أخوال ولده عمر المذكور، ولمّا ظهر.. بنى بالغيل وطرد عنه أخواله، فذهبوا إلى دوعن.
إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت-عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف-توفي: 1375ه/1956م
29-القاموس المحيط (الصدق)
الصِّدْقُ، بالكسرِ والفتحِ: ضِدُّ الكَذِبِ،كالمَصْدوقَةِ، أو بالفتحِ: مَصْدَرٌ، وبالكسرِ: اسمٌ. صَدَقَ في الحَديثِ، وصَدَقَ فلانًا الحَديثَ والقِتالَ. وصَدَقَني سِنَّ بَكْرِهِ في: هـ د ع.
والصِدْقُ، بالكسرِ: الشِدَّةُ، وهو رجُلُ صِدقٍ، وصَديقُ صِدْقٍ، مُضافَيْنِ، وكذا امرأةُ صِدْقٍ، وحِمارُ صِدْقٍ،
و {لَقَدْ بَوّأْنا بَني إسرائيلَ مُبَوَّأَ صِدقٍ}: أنْزَلْناهُم مَنْزِلًا صالحًا، ويقال: هذا الرجُلُ الصَّدْقُ، بالفتح، فإذا أضَفْتَ إليه: كسَرْتَ الصادَ.
والصُّدْقُ، بالضم وبضمتينِ: جَمْعُ صَدْقٍ، كرَهْنٍ ورُهُنٍ، وجَمْعُ صَدوقٍ وصَداقٍ. وكأميرٍ: الحبيبُ، للواحِدِ والجَمْعِ والمُؤَنَّثِ، وهي: بهاءٍ أيضًا، ج: أصْدِقاءُ وصُدْقانٌ،
جج: أصادِقُ.
وهو صُدَيِّقي، مُصَغَّرًا: أخَصُّ أصْدقائي.
والصَّداقَةُ: المَحَبَّةُ.
والصَّيْدَقُ، كصَيْقلٍ: الأمينُ، والقُطْبُ، وشُرِحَ في: ق ود، والمَلِكُ.
والصَّدْقُ: الصُّلْبُ المُسْتَوِي من الرِّماحِ والرِجالِ، والكامِلُ من كُلِّ شَيءٍ، وهي صَدْقَةٌ، وقَوْمٌ صَدْقون، ونِساءٌ صَدْقاتٌ، ورجُلٌ صَدْقُ اللِّقاءِ والنَّظَرِ، وقَوْمٌ صُدْقٌ، بالضمِّ.
ومِصْداقُ الشيءِ: ما يُصَدِّقُهُ. ـ وشُجاعٌ ذو مِصْدَقٍ، كمِنْبَرٍ: صادِقُ الحَمْلَةِ، صادِقُ الجَرْيِ.
والصَّدَقَةُ، مُحرَّكةً: ما أعْطَيْتَهُ في ذاتِ الله تعالى.
والصَّدُقَةُ، بضمِّ الدالِ، وكغُرْفَةٍ وصَدْمَةٍ، وبضَمَّتَيْنِ، وبفَتْحَتَيْنِ، وككتابٍ وسَحابٍ: مَهْرُ المَرْأة، جَمْعُ الصَّدُقَةِ، كنَدُسَةٍ: صَدُقاتٌ، وجَمْعُ الصُّدْقَةِ، بالضمِّ: صُدْقاتٌ وصُدَقاتٌ وصُدُقاتٌ، بضَمَّتَيْنِ، وهي أقْبَحُها. وكزُبَيرٍ: جَبَلٌ، وابنُ موسَى، وإسماعيلُ بنُ صُدَيْقٍ الذارِعُ: مُحدِّثانِ. وكسِكِّيتٍ: الكثيرُ الصِدْقِ، ولَقَبُ أبي بكر شَيْخِ الخُلَفاءِ، واسْمُ أبي هِندٍ التابِعِيِّ، وجَدُّ محمدِ بنِ محمدٍ البَلْخِيِّ المُحَدِّثِ. وأبو الصِّدِّيقِ: كُنْيَةُ بكرِ بنِ عَمْرٍو الناجي. (وخُشْنامُ بنُ صَديقٍ، كأميرٍ أو سِكِّيتٍ: مُحدِّثٌ).
وصَدَقْتُ الله حَديثًا إِنْ لم أفْعَلْ كذا: يَمينٌ لهُمْ، أي: لا صَدَقْتُ اللهَ.
وفَعَلَهُ غِبَّ صادِقَةٍ، أي: بعدَ ما تَبَيَّنَ له الأَمْرُ.
وأصْدَقَها: سَمَّى لها صَداقَها. ولَيْلَةُ الوَقودِ: السَّدْقُ، بالسين، وبالصادِ لَحْنٌ.
وصَدَّقَهُ تَصْدِيقًا: ضِدُّ كَذَّبَهُ،
وـ الوَحْشِيُّ: عَدا ولم يَلْتَفِتْ لما حُمِلَ عليه.
والمُصَدِّقُ، كمُحَدِّثٍ: آخِذُ الصَّدَقات.
والمُتَصَدِّقُ: مُعْطيها.
والمُصادَقَةُ والصِداقُ: المُخالَّةُ،
كالتَّصادُقِ.
وفي التَّنْزيِلِ {إِنَّ المُصَّدِّقينَ والمُصَّدِّقاتِ}: أصْلُهُ: المُتَصَدِّقينَ، فَقُلِبَت التاءُ صادًا، وأُدْغِمَتْ في مِثْلِها.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
30-معجم النحو (خبر المبتدأ)
خبر المبتدأ:1 ـ تعريفه:
هو الجزء الذي حصلت به أو بمتعلّقه الفائدة مع مبتدأ غير الوصف.
2 ـ أقسام الخبر:
الخبر إمّا مفرد، وإمّا جملة، ولكلّ منهما مباحث تخصّه.
3 ـ الخبر المفرد:
الخبر المفرد: إمّا أن يكون جامدا، أو مشتقا، فإن كان جامدا فلا يتحمّل ضمير المبتدأ نحو «هذا قمر»؛ وإن كان مشتقا فيتحمّل ضميره نحو «عليّ بارع» ومثله «الخالدان شجاعان» و «التّلاميذ مجدّون» في الإفراد والتّثنية والجمع إلّا إن رفع المشتقّ الاسم الظّاهر نحو «أحمد طيّب خلقه» أو رفع الضمير البارز نحو «عليّ محسن أنت إليه».
ويجب إبراز الضّمير في الخبر المشتقّ في حالة واحدة، وهي: إذا جرى الوصف الواقع خبرا على غير من هو له، سواء أحصل لبس أم لا، مثال ذلك: «محمّد عليّ مكرمه هو» ف «مكرمه» خبر عن «علي» والجملة خبر عن «محمّد» والمقصود: أنّ محمّدا مكرم عليّا، وعلم ذلك بإبراز الضّمير، ولو استتر الضّمير لاحتمل المعنى عكس ذلك.
هذا مثال ما حصل فيه اللّبس، ومثال ما أمن فيه اللّبس «بكر زينب مكرمها هو» فلو لا الضّمير المنفصل «هو» لوضح المعنى وأمن اللّبس ـ ومع ذلك أوجبوا أن يبرز الضّمير لاطّراد القاعدة.
4 ـ الخبر الجملة:
إذا وقع الخبر جملة فإمّا أن تكون الجملة نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج لرابط نحو {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ومثله «نطقي: الله حسبي».
وإمّا أن تكون غيره فلا بدّ حينئذ من احتوائها على معنى المبتدأ التي هي مسوقة له، وهذا هو الرّابط وذلك بأن تشتمل على اسم بمعناه وهذا الاسم:
(1) إمّا ضميره مذكورا نحو «الحقّ علت رايته» أو مقدّرا نحو «السّمن رطل بدينار» أي منه.
(2) أو إشارة إليه، نحو {وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ} إذا قدّر «ذلك» مبتدأ ثانيا، لا بدلا أو عطف بيان، وإلّا كان الخبر مفردا.
(3) أو تشتمل الجملة على اسم بلفظه ومعناه نحو {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ}.
(4) أو تشتمل على اسم أعمّ منه نحو «أبو بكر نعم الخليفة» ف «أل» في فاعل «نعم» استغراقيّة.
5 ـ الخبر ظرفا أو مجرورا:
ويقع الخبر ظرفا نحو {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} ومجرورا نحو {الْحَمْدُ لِلَّهِ) *} وليس الظّرف أو المجرورهما الخبرين، بل الخبر في الحقيقة متعلّقهما المحذوف المقدّر بكائن أو مستقر.
6 ـ خبر المبتدأ وظرف المكان:
ظرف المكان يقع خبرا عن أسماء الذّوات والمعاني نحو «زيد خلفك» و «الخير أمامك».
7 ـ خبر المبتدأ وظرف الزّمان:
ظرف الزّمان يقع خبرا عن أسماء المعاني غير الدّائمة فقط منصوبا أو مجرورا بفي نحو «الصّوم اليوم» و «السّفر في غد».
ولا يقع الزّمان خبرا عن أسماء الذّوات فلا يقال: «زيد اللّيلة» إلّا إن حصلت فائدة جاز عند الأكثرين. وذلك في ثلاث حالات: «أ» أن يكون المبتدأ عامّا والزّمان خاصّا إمّا بالإضافة نحو «نحن في شهر ربيع» فنحن ذات وهو عامّ لصلاحيّته لكلّ متكلّم وفي شهر كذا خاص ـ وإمّا بالوصف نحو «نحن في زمان طيّب» مع جرّه ب «في» كما مثّل.
«ب» أن تكون الذّات مشبهة للمعنى في تجدّدها وقتا فوقتا نحو «الهلال الليلة».
«ج» أن يقدّر مضاف نحو قول امرئ القيس «اليوم خمر» أي شرب الخمر و «الليلة الهلال» أي رؤية الهلال.
8 ـ اسم المكان المخبر به عن الذّات:
اسم المكان المخبر به عن الذّات إمّا متصرّف، وإمّا غير متصرّف، فإن كان متصرّفا فإن كان نكرة فالغالب رفعه نحو «العلماء جانب والجهّال جانب» ويصحّ «جانبا» فيهما.
وإن كان معرفة فبالعكس نحو «الباب يمينك» ويصح «يمينك».
وإن كان غير متصرّف فيجب نصبه نحو «المسجد أمامك».
9 ـ اسم الزّمان المخبر به:
اسم الزّمان إن كان نكرة واستغرق المعنى جميعه أو أكثره غلب رفعه وقلّ نصبه أو جرّه بفي نحو «الصّوم يوم» و «السّير شهر» وإن كان معرفة، أو نكرة لم تستغرق، فبالعكس نحو «الصّوم اليوم» و «الخروج يوما».
10 ـ تأخير الخبر وتقديمه:
الأصل في الخبر أن يتأخّر عن المبتدأ، وقد يتقدّم، وذلك في حالات ثلاث: وجوب تأخيره، ووجوب تقديمه، واستواء الأمرين.
11 ـ وجوب تأخير الخبر:
يجب تأخير الخبر في أربع مسائل: «إحداها» أن يخشى التباسه بالمبتدأ، وذلك إذا كانا معرفتين، أو نكرتين متساويتين في التّخصيص، ولا قرينة تميّز أحدهما عن الآخر، فالمعرفتان نحو «أحمد أخوك» أو «صديقك صديقي» والنكرتان نحو «أفضل منك أفضل مني»، أمّا إذا وجدت القرينة نحو «عمر ابن عبد العزيز عمر بن الخطّاب» جاز تقديم الخبر وهو «عمر بن الخطّاب» لأنّه معلوم أنّ المراد تشبيه ابن عبد العزيز بابن الخطّاب ومنه قوله:
«بنونا بنو أبنائنا وبناتنا***بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد»
ف «بنونا» خبر مقدّم، وبنو أبنائنا مبتدأ مؤخّر، والمراد الحكم على بني أبنائهم بأنّهم كبنيهم.
«الثانية»: أن يخاف التباس المبتدأ بالفاعل نحو «عليّ اجتهد» ونحو «كلّ إنسان لا يبلغ حقيقة الشكر».
«الثالثة» أن يقترن الخبر ب «إلّا» معنى نحو {إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ} أو لفظا نحو {وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} فلا يجوز تقديم الخبر لأنّه محصور فيه ب «إلّا» فأمّا قول الكميت بن زيد:
«فيا ربّ هل إلّا بك النّصر يرتجى ***عليهم وهل إلّا عليك المعوّل »
فضرورة لأنه قدّم الخبر المقرون ب «إلّا» لفظا، والأصل: وهل النّصر إلّا بك، وهل المعوّل إلّا عليك «الرابعة» أن يكون المبتدأ مستحقّا للتصدير، والأسماء التي لها الصدارة بنفسها هي: أسماء الاستفهام، والشّرط، وما التّعجّبيّة، وكم الخبريّة، وضمير الشأن، وما اقترن بلام الابتداء، نحو: «من أنت؟» «من يقم أقم معه» «ما أحسن الصدق» «كم فرس لي» «هو الله أحد» «لزيد قائم».
وهناك اسم ليس له الصّدارة، ولكنه يشبه أحيانا ما يستحقّ التّصدير، وهو «اسم الموصول» إذا اقترن خبره بالفاء نحو «الذي يدرس فله درهم» فالذي: اسم موصول مبتدأ و «يدرس» صلته، وجملة «فله درهم» خبره، وهو واجب التّأخير، فإنّ المبتدأ هنا، وهو «الذي» مشبّه باسم الشّرط لعمومه وإبهامه واستقبال الفعل الذي بعده، وكون الفعل سببا لما بعده، ولهذا دخلت الفاء في الخبر.
وكلّ ما أضيف من الأسماء إلى ما له الصّدارة ممّا مرّ فله نفس الحكم أي وجوب تأخير الخبر نحو «غلام من أنت» ف «غلام» مبتدأ و «من» اسم استفهام مضاف إليه و «أنت» خبر المبتدأ، ومثله «مال كم رجل عندك» وهكذا..
12 ـ وجوب تقديم الخبر:
يجب تقديم الخبر في أربع مسائل:
(إحداها) أن يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوغ إلّا تقدّم الخبر، والخبر ظرف أو جارّ ومجرور أو جملة نحو «عندي كتاب» و «في الدّار شجرة» و «قصدك رسوله أخ»، فإن كان للنكرة مسوّغ جاز الأمران نحو «رجل عالم عندي» و «عندي رجل عالم».
(الثانية) أن يشتمل المبتدأ على ضمير يعود على بعض الخبر، نحو {أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها} فلو أجزنا تقديم المبتدأ هنا لعاد الضمير على متأخّر لفظا ورتبة، ومنه قول الشاعر:
«أهابك إجلالا وما بك قدرة***عليّ، ولكن ملء عين حبيبها »
(الثالثة) أن يكون الخبر له صدر الكلام نحو «أين كتابك» و {«مَتى نَصْرُ اللهِ}.
(الرابعة) أن يكون المبتدأ محصورا ب «إلّا» نحو «ما لنا إلّا اتّباع أحمد» أو «إنما» نحو «إنما المقدام من لا يخشى قولة الحق».
13 ـ جواز تقديم الخبر وتأخيره:
يجوز تقديم الخبر وتأخيره، وذلك فيما فقد فيه موجبهما أي فيما عدا ما مرّ من وجوب تقديم الخبر، ووجوب تأخيره كقولك «زيد قائم» فيترجح تأخيره على الأصل، ويجوز تقديمه لعدم المانع.
14 ـ حذف الخبر:
قد يحذف الخبر إذا دلّ عليه دليل جوازا أو وجوبا.
فيجوز حذف ما علم من خبر نحو «خرجت فإذا صديقي» أي منتظر.
{أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها} أي كذلك.
ويجب حذف الخبر في أربعة مواضع:
«أ» أن يكون المبتدأ صريحا في القسم نحو «لعمرك لأقومنّ» و «أيمن الله لأجاهدنّ» أي لعمرك قسمي، وأيمن الله يميني، وإنما وجب حذفه لسدّ جواب القسم مسدّه.
«ب» أن يكون المبتدأ معطوفا عليه اسم بواو هي نصّ في المعية نحو «كلّ رجل وضيعته» ولو قلت «زيد وعمرو» وأردت الإخبار باقترانهما جاز حذف الخبر اعتمادا على أنّ السامع يفهم من اقتصارك معنى الاقتران، وجاز ذكر الخبر لعدم التّنصيص على المعيّة قال الفرزدق:
«تمنّوا لي الموت الذي يشعب الفتى ***وكلّ امرئ والموت يلتقيان »
فآثر ذكر الخبر وهو يلتقيان.
«ج» أن يكون الخبر كونا مطلقا والمبتدأ بعد لو لا نحو «لو لا العلماء لهلك العوام» فالهلاك ممتنع لوجود العلماء، فالعلماء مبتدأ وخبره محذوف وجوبا، وإن كان الخبر كونا مقيدا وجب ذكره إن فقد دليله كقوله «لو لا زيد سالمنا ما سلم» وفي الحديث: «لو لا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم»، وجاز الوجهان إن وجد الدّليل نحو «لو لا أنصار زيد حموه ما سلم» ويجوز «لو لا أنصار زيد ما سلم»، فجملة «حموه» خبر المبتدأ ويجوز حذف الخبر فتقول «لو لا أنصار زيد ما سلم»، فالمبتدأ دالّ على الحماية إذ من شأن الناصر أن يحمي من ينصره، ومنه قول أبي العلاء يصف سيفا:
«يذيب الرعب منه كلّ عضب ***فلو لا الغمد يمسكه لسالا »
وجمهور من النحويين يوجب حذف الخبر بعد «لو لا» مطلقا، بناء على أنه لا يكون إلّا كونا مطلقا، وأوجبوا جعل الكون الخاص مبتدأ فيقال في «لو لا زيد سالمنا ما سلم» لو لا مسالمة زيد إيانا أي موجودة، ولحّنوا المعري، وقالوا: الحديث مرويّ بالمعنى.
«د» أن يغني عن الخبر حال لا تصح أن تكون خبرا نحو «مدحي العالم عاملا» «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد» «أحسن كلام الرّجل متأنيا» التقدير: مدحي العالم إذ كان أو إذا كان عاملا، وكذا الباقي...
ولا يغني الحال عن الخبر إلّا إذا كان المبتدأ مصدرا مضافا لمعموله كالمثال الأوّل أو أفعل التفضيل مضافا لمصدر مؤوّل كالمثال الثاني، أو صريح كالمثال الثّالث فلا يجوز: مدحي العالم مفيدا بالنصب لصلاحية الحال للخبرية، فالرفع هنا واجب وشذّ قولهم «حكمك مسمّطا».
15 ـ تعدّد الخبر:
الأصحّ جواز تعدّد الخبر لفظا ومعنى لمبتدأ واحد نحو «عليّ حافظ شاعر كاتب راوية أديب» ومثله قوله تعالى {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}.
والذي يمنع جواز تعدّد الخبر يقدّر «هو» للثاني وللثالث من الأخبار.
وليس من تعدّد الأخبار قول طرفة:
«يداك يد خيرها يرتجى ***وأخرى لأعدائها غائظه »
لأنّ «يداك» في قوّة مبتدأين لكل منهما خبر، ولا نحو قولهم «الرّمّان حلو حامض» لأنهما بمعنى خبر واحد. تقديره «مزّ»، ولهذا يمتنع العطف، وإن توسط المبتدأ بينهما.
معجم النحو-عبدالغني الدقر-صدر: 1395هـ/1975م
31-معجم النحو (الفاعل)
الفاعل:1 ـ تعريفه:
هو اسم، أو ما في تأويله، أسند إليه فعل تام أو ما في تأويله، مقدم عليه، أصليّ المحل والصيغة.
فالاسم نحو {تَبارَكَ اللهُ) *} و «تباركت يا الله» ومثله «أقوم» و «قم» إلّا أن الاسم ضمير مستتر، والمؤوّل به نحو {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا} {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} والفعل كما مثل، ولا فرق بين المتصرّف ك «أتى» والجامد ك «نعم»، والمؤوّل به ما يعمل عمله ويشمل الصفة والمصدر واسم الفعل والظرف وشبهه نحو {مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) *} و «أحمد مستنير قلبه» و «هيهات العقيق».
2 ـ أحكامه:
للفاعل سبعة أحكام:
(1) الرفع.
(2) وقوعه بعد فعله أو ما في تأويله.
(3) أنّه عمدة لا بدّ منه.
(4) حذف فعله.
(5) توحيد فعله مع تثنية الفاعل أو جمعه.
(6) تأنيث فعله وجوبا، وجوازا، وامتناع تأنيثه.
(7) اتصاله بفعله وانفصاله.
وهاك فيما يلي تفصيلها:
(1) رفع الفاعل:
الأصل في الفاعل الرفع، وقد يجر لفظا بإضافة المصدر نحو {وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ} أو بإضافة اسم المصدر نحو قول عائشة (رض): «من قبلة الرّجل ـ امرأته الوضوء» أو يجر ب «من» أو «الباء» أو «اللام» الزوائد، نحو {أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ} أي ما جاءنا بشير {وَكَفى بِاللهِ شَهِيدًا} أي كفى الله {هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ} أي هيهات ما توعدون.
(2) وقوعه بعد فعله أو ما في تأويله: يجب أن يقع الفاعل بعد فعله، أو ما في تأويل فعله، فإن وجد ما ظاهره أنه فاعل تقدّم على المسند، وجب تقدير الفاعل ضميرا مستترا، والمقدّم إمّا مبتدأ في نحو «الثّمر نضج»، وإمّا فاعل لفعل محذوف في نحو {وَإِنْ أَحَدٌ} مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) لأنّ أداة الشّرط مختصّة بالجمل الفعليّة، وجاز الابتداء والفاعليّة في {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا} وفي {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ} والأرجح الفاعليّة لفعل محذوف.
وعند الكوفيين يجوز تقديم الفاعل تمسكا بنحو قول الزّباء:
«ما للجمال مشيها وئيدا***أجندلا يحملن أم حديدا»
برفع «مشيها» على أنه فاعل ل «وئيدا» وهو ـ عند البصريين ـ ضرورة، أو «مشيها» مبتدأ حذف خبره، لسد الحال مسدّه، أي: يظهر وئيدا.
(3) الفاعل عمدة:
لا يستغني فعل عن فاعل، فإن ظهر في اللفظ نحو «دخل المعلم» وإلّا فهو ضمير مستتر راجع إمّا إلى مذكور نحو «ابراهيم نجح» أو راجع لما دلّ عليه الفعل كالحديث «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» ففي «يشرب» ضمير مستتر مرفوع على الفاعليّة راجع إلى الشّارب الدّالّ عليه يشرب.
أو راجع لما دلّ عليه الكلام نحو {كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ} ففاعل «بلغت» ضمير راجع إلى الروح الدّال عليها سياق الكلام.
(4) حذف فعله:
يجوز حذف فعل الفاعل، إن أجيب به نفي كقولك «بلى عليّ» جوابا لمن قال «ما نجح أحد» ومنه قوله:
«تجلّدت حتى قيل لم يعر قلبه ***من الوجد شيء قلت بل أعظم الوجد »
أو أجيب به استفهام محقّق. نحو «نعم خالد» جوابا لمن قال هل جاءك أحد؟» ومنه {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ} أو مقدّر كقول ضرار بن نهشل يرثي أخاه يزيد:
«ليبك يزيد ضارع لخصومة***ومختبط مما تطيح الطّوائح »
ويجب حذف فعله إذا فسّر بعد الحروف المختصة بالفعل نحو {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ}.
(5) توحيد فعله مع تثنية الفاعل وجمعه: يوحّد الفعل مع تثنية الفاعل وجمعه كما يوحّد مع إفراده نحو «زحف الجيش» و «تصالح الأخوان» و «فاز السّابقون» و «تعلّم بناتك» ومثله «أزاحف الجيش» «أفائز السّابقون»، «أمتعلّم بناتك»، ولغة توحيد الفعل هي الفصحى وبها جاء التنزيل، قال تعالى {قالَ رَجُلانِ} {وَقالَ الظَّالِمُونَ} {وَقالَ نِسْوَةٌ}.
ولغة طيّئ وأزدشنوءة: موافقة الفعل لمرفوعه بالإفراد والتّثنية والجمع نحو «ضربوني قومك» و «ضربنني نسوتك» و «ضرباني أخواك» وقال أميّة:
«يلومونني في اشتراء النّخي***ل أهلي فكلّهم ألوم »
وقال أبو فراس الحمداني:
«نتج الرّبيع محاسنا***ألقحنها غرّ السّحائب »
والصحيح أنّ الألف والواو والنون في ذلك أحرف دلّوا بها على التّثنية والجمع تذكيرا وتأنيثا، لا أنها ضمائر الفاعلين، وما بعدها مبتدأ على التقديم والتأخير أو ما بعدها تابع على الإبدال من الضمير، بدل كل من كلّ.
والصحيح أن هذه اللغة لا تمنع مع المفردين، أو المفردات المتعاطفة بغير «أو».
(6) تأنيث فعله وجوبا، وجوازا، وامتناع تأنيثه:
إن كان الفاعل مؤنّثا أنّث فعله بتاء ساكنة في آخر الماضي، وبتاء المضارعة في أول المضارع.
ويجب هذا التّأنيث في ثلاث مسائل:
(إحداها) أن يكون الفاعل ضميرا متصلا لغائبة، حقيقيّة التّأنيث أو مجازيّته، فالحقيقية ك «فاطمة تعلّمت أو تتعلّم»، والمجازيّة نحو «الشّجرة أثمرت أو تثمر».
ويجوز ترك تاء التّأنيث في الشّعر مع اتصال الضّمير إن كان التّأنيث مجازيّا كقول عامر الطائي:
«فلا مزنة ودقت ودقها***ولا أرض أبقل إبقالها »
ومثله قول الأعشى:
«فإمّا تريني ولي لمّة***فإنّ الحوادث أودى بها »
(الثانية) أن يكون الفاعل ظاهرا متّصلا، حقيقيّ التّأنيث نحو {إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ}، وإنما جاز في فصيح الكلام نحو نعم المرأة» و «بئس المرأة» لأنّ المراد بالمرأة فيهما الجنس، وسيأتي أن الجنس يجوز فيه الوجهان.
(الثّالثة) أن يكون ضمير جميع تكسير لمذكّر غير عاقل؟؟؟
بك ابتهجت، أو ابتهجن أو ضمير جمع؟؟؟
لمؤنّث نحو؟؟؟
فرحت أو فرحن.
ويجوز التّأنيث في أربعة مواضع:
(أحدها) أن يكون الفاعل اسما ظاهرا مجازيّ التأنيث نحوا والشجرة أو أثمرت الشّجرة» ومثل (وجمع الشّمس والقمر). أو حقيقي التأنيث. وفصل من عدمية بعير إلّا نحو «سافر أو سافرت اليوم فاطمة ومنه قول الشّاعر:
«إنّ امرءا غرّه منكنّ واحدة***بعدي وبعدك في الدنيا المغرور»
ومنه قول العرب «حضر القاضي اليوم امرأة» والتّأنيث أكثر.
(الثاني) أن يكون جمع تكسير لمؤنّث أو لمذكّر نحو «جاءت أو جاء الغلمان أو الجواري».
(الثالث) أن يكون ضمير جمع مكسّر عاقل نحو «الكتيبة حضرت أو حضروا».
(الرّابع) أن يكون الفعل من باب «نعم» نحو «نعم أو نعمت الفتاة هند» والتّأنيث أجود ـ هذا فيما علم مذكّره من مؤنّثه، أما في غيره فيراعى اللفظ لعدم معرفة حال المعنى ك «برغوث ونملة» وكل ذلك في المؤنث الحقيقي.
أما المجازيّ فذو التاء مؤنّث جوازا، والمجرّد مذكّر وجوبا إلّا إن سمع تأنيثه «كشمس وأرض وسماء».
ويمتنع التّأنيث في ثلاث صور:
(إحداها) أن يكون الفاعل مفصولا ب «إلّا» نحو «ما أقبل إلّا فاطمة» والتّأنيث خاصّ بالشعر كقوله:
«ما برئت من ريبة وذمّ ***في حربنا إلّا بنات العمّ »
(ثانيها) أن يكون مذكّرا معنى فقط، أو معنى ولفظا، ظاهرا أو ضميرا، نحو «اجتهد طلحة وعليّ ساعده».
(ثالثها) أن يكون جمع سلامة لمذكّر نحو {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}.
(7) اتصاله بفعله وانفصاله:
الأصل في الفاعل أن يتصل بفعله، لأنّه كالجزء منه، ثم يجيء المفعول، وقد يعكس فيتقدّم المفعول، وكلّ من ذلك جائز وواجب.
فأمّا جواز الأصل فنحو {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ}.
وأمّا وجوب تقديم الفاعل ففي ثلاث مسائل:
«أ» أن يخشى اللّبس بأن يكون إعرابهما تقديريّا، ولا قرينة، نحو «أكرم موسى عيسى» و «كلّم هذا ذاك» فإن وجدت قرينة جاز نحو «أكل الكمّثرى موسى».
«ب» أن يكون الفاعل ضميرا غير محصور، والمفعول ظاهرا أو ضميرا نحو «كلّمت عليّا» و «فهمته المسألة».
«ج» أن يحصر المفعول ب «إنما» نحو «إنما زرع زيد قمحا» أو ب «إلّا» نحو «ما علّم عليّ إلّا أخاه»، وأجاز الأكثرون تقديمه على الفاعل عند الحصر ب «إلّا» مستندين في ذلك إلى قول دعبل الخزاعي:
«ولمّا أبى إلّا جماحا فؤاده ***ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل »
وإلى قول مجنون بني عامر:
«تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة***فما زاد إلّا ضعف ما بي كلامها »
وأمّا جواز توسّط المفعول بين الفعل والفاعل فنحو {وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ}.
وأمّا وجوب التّوسط ففي ثلاث مسائل:
(إحداها) أن يتصل بالفاعل ضمير المفعول نحو {وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ} {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ} ويجوز في الشّعر فقط تأخير المفعول نحو قول حسّان بن ثابت يمدح مطعم بن عدي:
«ولو أنّ مجدا أخلد الدهر واحدا***من الناس أبقى مجده الدهر مطعما »
(الثانية) أن يكون المفعول ضميرا، والفاعل اسما ظاهرا، نحو «أنقذني صديقي».
(الثّالثة) أن يكون الفاعل محصورا فيه ب «إنما» نحو {إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} أو ب «إلّا» نحو «لا يزيد المحبّة إلّا المعروف».
أمّا تقديم المفعول على الفعل جوازا فنحو {فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}.
وأمّا تقديم المفعول وجوبا ففي مسألتين:
(إحداهما) أن يكون له الصّدارة كأن يكون اسم استفهام نحو {فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ}.
(الثانية) أن يقع عامله بعد الفاء.
وليس له منصوب غيره مقدّم نحو {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}.
معجم النحو-عبدالغني الدقر-صدر: 1395هـ/1975م
32-المعجم المفصل في النحو العربي (باب الهمزة)
باب الهمزةورودها: وردت الهمزة في مفاتيح السّور القرآنيّة مثل: «آلم، المر، المص»، وتلفظ هذه الكلمات كما يلي: ألف، لام، ميم؛ ألف، لام، ميم، راء؛ ألف، لام، ميم، صاد؛ و «الم» في قوله تعالى: {الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} تعني حسب تفسير ابن عباس رضي الله عنه: «أنا الله أعلم» فالهمزة هي الحرف الأوّل من كلمة «أنا»، و «اللام» هي الحرف الأول من كلمة اسم الجلالة «الله» بعد «أل»، و «الميم» هو الحرف الأخير من كلمة «أعلم»، وكلمة «المر» تعني: «أنا الله أرى» و «المص» تعني: «أنا الله أفصل». قال بعض النحويّين موضع هذه المفاتيح رفع بما بعدها. فـ «الم» كلمة تقع مبتدأ خبره «ذلك الكتاب» وتقدير الكلام: حروف المعجم ذلك الكتاب؛ أو هي خبر لمبتدأ محذوف، ويجوز أن تكون «الم» مفعولا به لفعل محذوف تقديره: «اتل»؛ أو هي مفعول به لفعل قسم محذوف تقديره: «أقسم».
والهمزة هي أوّل الحروف الهجائيّة في التّرتيب الهجائي على النّهج الألفبائيّ والأبجديّ، وهي صوت مخرجه من الحنجرة، لا يوصف بالجهر ولا بالهمس. يقول الأزهري: اعلم أنّ الهمزة لا هجاء لها، إنّما تكتب مرّة «ألفا»، ومرّة «ياء» ومرّة «واوا»، والألف الليّنة لا حرف لها، إنّما هي جزء من مدّة بعد فتحة.
والحروف الهجائيّة ثمانية وعشرون حرفا ومع الهمزة يصبح العدد تسعة وعشرين حرفا.
والهمزة كالحرف الصّحيح غير أنّ لها حالات تكون فيها حرف علّة فتقلب «ألفا» أو «واوا» أو «ياء». فتلحق بالحرف المعتلّ وتصير بذلك حروف العلّة أربعة: الهمزة، الألف، الواو، الياء. ولها ألقاب منها: همزة التأنيث مثل: «حمراء»، «نفساء»، «عشراء»، «الخنساء»...
ومنها: الهمزة الأصليّة في آخر الكلمة مثل: «الجفاء»، «البواء»، «الوطاء»، «الطواء»، «الوحاء»، «الباء»، «الدّاء» «الإيطاء»، ومنها الهمزة الأصليّة الظّاهرة مثل: «الخبء»، «الدفء»، «الكفء»، «العبء» وقد تجتمع همزتان في كلمة واحدة مثل: «الرّئاء»، «الحاوئاء»، ولا يجوز همز «ياء» كلمة «الضياء» والمدّة الأخيرة هي همزة أصليّة من «ضاء، يضوء، ضوءا» ومنهم من يهمز ما ليس بمهموز مثل قول أبي العباس أحمد بن يحيى:
«وكنت أرجّي بئر نعمان حائرا***فلوّأ بالعينين والأنف حائر”
والأصل: لوّى، لكنّه همزها فقال: لوّأ، ومنه القول: «كمشترىء بالحمد ما لا يضيره» حيث همز كلمة «كمشترىء» والأصل «كمشتري».
ومنهم من يحذفها في الرّفع والجرّ إذا كانت ظرفا وقبلها ساكن ويثبتها في النّصب، ومنهم من يثبتها في الحالات الثلاث، أمّا إذا كانت الهمزة متوسّطة فهي مثبتة دائما.
كتابتها: اختلف النحاة في كتابة الهمزة.
فمنهم من يرى كتابتها بحسب حركة ما قبلها، ومنهم من يرى كتابتها بحسب حركتها، ومنهم من يقول بإن الخط ينوب عن اللسان، ولذلك يجب أن نترجم بالخط ما نطق به اللسان.
واختلف النّحويّون أيضا في كتابة الهمزتين المجتمعتين في معنيين، فنطقوا قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} بتحقيق الهمزتين وقرأ سواهم: «آنذرتهم» بالهمزة الممدودة، وكذلك قرأوا قوله تعالى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} وكذلك نطقوا في كل ما أشبه ذلك من قوله تعالى، وهي لغة سائرة من العرب، وكقول الشاعر:
«تطاللت فاستشرفته فعرفته ***فقلت له: انت زيد الأرانب»
ومثل:
«خرق إذا ما القوم أجروا فكاهة***تذكّر ايّاه يعنون أم قردا»
ومنهم من يخفّف الثّانية لاجتماع النّاس على بدل الثّانية في قولهم «آدم»، «آخر»، لأن الأصل: «أأدم»، و «أأخر».
وإذا اجتمعت همزتان مكسورتان مثل: على البغاء إن أردن تحصّنا أو مضمومتان، مثل: «أولياء»، «أولئك» فتخفف الثّانية، فتلفظ، «على البغاء أن أردن تحصّنا» فتكون الأولى في «البغاء» بين «الهمزة» و «الياء» مكسورة وتلفظ «أولياء أولئك»، الهمزة الأولى بين «الواو» و «الهمزة» مضمومة.
تحقيق الهمزة وتخفيفها وتحويلها: من العرب من يجري على الهمزة التّحقيق والتّخفيف، والتّحويل، والحذف، ولكلّ من هذه الأمور أحكام وأمثلة خاصة منها:
أولا: تحقيق الهمزة هو أن تعطي الهمزة حقّها من الإشباع، يقول أبو زيد الأنصاري: «إذا أردت أن تعرف إشباع الهمزة فاجعل العين في موضعها» فتقول: «قد خبأت لك» بوزن قد خبعت لك، وتقول: «قرأت» بوزن «قرعت» و «أنا أخبأ» بوزن: «أنا أخبع» و «أنا أقرأ» بوزن: «أنا أقرع» وتقول: «يلؤم» بوزن: «يلقم» للرجل البخيل. وتقول: «أسد يزئر» مثل «يزعر» ومن التّحقيق القول: يا زيد من أنت؟ مثل: «من عنت» ومن التّحقيق قول بعض العرب: «هذه دأبة» بهمز الألف في دابّة، و «هذه امرأة شأبة» في همز «شابّة» وذلك عند ثقل إسكان حرفين وإن كان الثاني متحرّكا ومثل:
«يا عجبا! لقد رأيت عجبا***حمار قبّان يسوق أرنبا»
وأمّها خاطمها أن تذهبا
فوقف على الألف مع النّبر.
ثانيا: وتخفيف الهمزة هو عدم إعطاء الهمزة حقّها من الإعراب والإشباع، وتصرف في وجوه العربية بمنزلة سائر الحروف التي تحرّك، فتقول: «خبات» و «قرات» في «خبأت» و «قرأت» فتجعل الهمزة «ألفا» ساكنة على سكونها في التّحقيق إذا كان ما قبلها مفتوحا، والهمزة كسائر الحروف التي تحرّك، فتقول: «لن يخبإ الرجل» و «لم يقرإ القرآن» فتكسر الهمزة في «يخبإ» و «يقرإ» لأن ما بعدها ساكن فكأنّك تقول: «لم يخبيرّ جل، ولم يقر يلقرآن» وتقول: «هو يخبو» و «هو يقرو» فتجعلها «واوا» مضمومة في الدّرج، كما تجعلها «ألفا» في الوقفة غير أنك تهيّئها للضمّة من غير أن تظهر ضمّتها فتقول: ما أخبأه وأقرأه فتحرك الألف بالفتح لبقية ما فيها من الهمزة.
ومن التّخفيف قولك في «يلؤم»: «يلم» وفي «يزئر»: «يزر» فتكون قد طرحت الهمزة وحرّكت ما قبلها بحركتها على الضّمّ في «يلم» والكسر في «يزر» إذا كان ما قبلها ساكنا. ومن التّخفيف قولك في «يا زيد من أنت»: «من نت» كأنك تلفظ: «مننت» فتسقط الهمزة من «أنت» وتحرك ما قبلها بحركتها. ولا يجوز أن تدغم الحرفين المثلين لأن أوّلهما متحرّك. أما في قولك: «من أنا» فتلفظ «من نا» أو «منّا» بإدغام المثلين لأن أوّلهما ساكن.
ومثله التّخفيف في قوله تعالى: و {لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي} فخففت الهمزة من «لكن أنا» فتلفظ «لكن نا» كما تلفظ «لكننا» ثم أسكنت النّون الأولى بعد التّخفيف فتلفظ «لكننا» لكنّا.
ومن التّخفيف قول بعض العرب: «الأسد يزير» بجعل الهمزة «ياء» ونقل حركتها إلى الساكن قبلها؛ وكذلك في قولك للرجل: «سل» بدلا من «اسأل» فتحذف الهمزة وتنقل حركتها إلى ما قبلها ثم تحذف همزة الوصل التي يؤتى بها لتسهيل النّطق بالسّاكن، وإذا تحرّك ما بعدها فلا حاجة إليها فتصير سأل. وكقول الشاعر:
وأنت يا با مسلم وفيتا
والأصل: «يا أبا مسلم» فحذفت الهمزة رغم أنها أصليّة: كما تحذف من «لا أبا لك» فتصير: لا با لك.
ومن التّخفيف قولك في «هذا غطاء، وكساء، وخباء»: «هذا غطاو، وكساو وخباو»، فتجعل الهمزة «واوا» لأنها مضمومة، وبالتّثنية تقول: «هذان غطاأن، وكساأن، وخباأن» بتحريك الألف بغير إشباع لأن فيها بقية من الهمزة وقبلها ساكن.
ثالثا: التّحويل في الهمزة هو جعلها «واوا» أو «ياء» فتقول في «خبأت»: «خبّيت» الكتاب فهو «مخبّى»، وهو «يخباه»، وتقول: «رفوت الثوب رفوا» بتحويل الهمزة «واوا» وتقول: «لم يخبّ عني شيئا» بدلا من «لم يخبّىء» بإسقاط الهمزة لأنها متطرّفة وفي موضع «اللّام» وبإبقاء ما قبلها على حاله متحرّكا.
وتقول في «هذا فضاء»: هذا فضاو لأن «الواو» أخف من «الياء» وفي التّثنية تقول: «فضاوان». وتقول في تحويل: «توضأت»: توضّيت بتحويل الهمزة إلى «ياء».
انتماؤها: الهمزة حرف لا يوصف بالهمس ولا بالجهر. فالحرف المجهور هو الذي يلزم موضعه إلى انقضاء حروفه وحبس النّفس أن يجري معه، ولم يخالطه شيء يغيّره وعدد المجهور من الحروف تسعة عشر حرفا هي: «الألف»، «العين» «الغين»، «القاف»، «الجيم»، «الباء»، «الضّاد»، «اللّام»، «النّون»، «الرّاء»، «الطّاء»، «الدّال»، «الزّاي»، «الظّاء»، «الذّال»، «الميم»، «الواو»، «الياء» وقد تنتمي الهمزة إليها.
والمهموس هو حرف مخرجه دون المجهور، وجرى معه النّفس، وهو دون المجهور في رفع الصّوت والحروف المهموسة عشرة أحرف هي: «الهاء»، «الحاء»، «الخاء»، «الكاف»، «الشّين»، «السّين»، «التّاء»، «الصّاد»، «الثّاء»، «الفاء». وقد يكون المهموس مشدّدا أو يكون رخوا، والمجهور كذلك.
والهمزة كالحرف الصّحيح قد يلحقها الحذف والإبدال والتّحقيق فتعتلّ، وتلحق بالأحرف المعتلّة الجوف، وليست من أحرف الجوف، إنّما هي حلقيّة في أقصى الفم، قال الخليل: «حروف العربية تسعة وعشرون حرفا منها خمسة وعشرون حرفا صحاح لها أحياز ومدارج، وأربعة حروف جوف: «الواو» و «الياء» و «الألف» الليّنة والهمزة». وسمّيت هكذا لأنها تخرج من الجوف فلا تخرج في مدرجة من مدارج الحلق ولا مدارج اللهاة، ولا مدارج اللّسان، وهي في الهواء فليس لها حيّز تنسب إليه إلّا الجوف. ومن الحروف ما هي حلقيّة وهي: «العين»، «الهاء»، «الحاء»، «الخاء»، «الغين» ومنها ما هي لهويّة مثل: «القاف»، «الكاف» والشجريّة وهي: «الجيم» و «الشين» و «الضاد» والشجر: مفرج الفم، والأسليّة وهي: «الصّاد»، السّين، «الزّاي» ومبدأها من أسلة اللّسان أي: مستدقّ طرفه، والنّطعيّة وهي: «الطاء» و «الذال»، و «التاء» لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى: واللّثويّة وهي: «الظّاء»، «الدّال»، «الثاء» لأن مبدأها اللّثة، والذّلقيّة وهي: «الرّاء»، «اللّام»، «النّون»، والشّفوية وهي: «الباء»، «الفاء» و «الميم»، والهوائيّة وهي: «الواو»، «الألف»، «الياء».
أسماء الهمزة ومعانيها: للهمزة أسماء كثيرة ومعان مختلفة منها:
أولا: همزة الاستفهام، هي أصل أدوات الاستفهام ولها أحكام تتميّز بها عن غيرها:
1 ـ يجوز أن تحذف همزة الاستفهام سواء أكانت متقدّمة على «أم» كقول الشاعر:
«فو الله ما أدري وإن كنت داريا***بسبع رمين الجمر أم بثمان»
والتقدير: أبسبع، أو لم تكن قد تقدّمت على «أم»، كقول الشاعر:
«طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ***ولالعبا منّي وذو الشّيب يلعب؟»
والتّقدير: أذو الشيب يلعب؟. أما قول الشاعر:
«ثم قالوا: تحبّها؟ قلت: بهرا***عدد الرّمل والحصى والتّراب»
فمنهم من قدر جملة «تحبها» خبرا لمبتدأ محذوف تقديره: أنت تحبها؛ ومنهم من قدّر همزة استفهام محذوفة والتّقدير: أتحبّها.
2 ـ قد تكون الهمزة لإدراك المفرد وتعيينه، وجواب الاستفهام المقصود منه ذلك يكون بالتّعيين مثل: «أنمت أم ذهبت للنّزهة؟» ومثل: «من درس» والمقصود طلب التّصوّر، أو تكون لطلب التّصديق، أي: إدراك النّسبة بين أمرين سواء أكانت النّسبة مثبتة أو منفيّة والجواب عن هذا الاستفهام يكون بـ «نعم» أو «لا» فهي تجمع بين معنى التصوّر والتّصديق بينما «هل» تختص بالتّصديق وبقية أدوات الاستفهام تختصّ بالتّصور فقط، مثل: «هل درس أخوك؟» و «كم عمرك؟» و «أين بيتك؟» و «متى سفرك؟» و «من زارك؟».
2 ـ لهمزة الاستفهام حقّ الصّدارة، فلا تأتي بعد «أم» التي تفيد الإضراب، فلا يجوز القول: «أدرس أخوك أم أذهب» بل يمكنك القول: «أم
هل ذهب» وكذلك لا تأتي بعد العاطف بل تتقدّم عليه فتقول: «أو لم تذهب إلى الجامعة؟» وكقوله تعالى: {قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} وكقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} وقوله تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ} وكقوله تعالى: {أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ} والأصل أن يتقدّم العاطف على حرف الاستفهام فتقول: «وهل ينفع الكذب؟» لكنّ الهمزة لها حق الصّدارة فلا يتقدّم عليها حرف العطف. أمّا الزّمخشري فإنه يقدّر جملة بعد الهمزة تناسب السّياق ليكون كلّ من الحرفين، حرف العطف والاستفهام في موضعه، ففي قوله تعالى السّابق {أَفَلا يَعْقِلُونَ} يكون التقدير: «أيجهلون فلا يعقلون». ولكن لم يسمع هذا عن العرب ولم يطّرد بدليل عدم إمكانيّة هذا التّقدير في قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ}.
والاستفهام بالهمزة التي تفيد التّصور يأتي مباشرة بعدها المستفهم عنه، ويأتي بعده معادل له بعد «أم» فتقول: «أأنت نجحت أم أخوك؟» ومثل: أكتابا اشتريت أم دفترا؟ وكقوله تعالى: {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ} والتّقدير: أأنت أم غيرك. فالاستفهام متّصل بين ما قبل «أم» وما بعدها لذلك تسمّى «أم» المتّصلة. ومن معانيها:
1 ـ التّسوية، إذا وقعت بعد كلمة «سواء» أو «ليت شعري» أو «ما أدري» ويصحّ حلول المصدر محلّها مع ما بعدها، كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}(8) وكقوله تعالى: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ} والتّقدير في هذه الآية: «أإستغفرت» حيث حذفت همزة الوصل من الفعل «استغفرت» لدخول همزة التّسوية عليها.
2 ـ الإنكار وهي التي يكون ما بعدها غير واقع، كقوله تعالى: {أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً} وكقوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ}. وهمزة الإنكار تنفي ما بعدها، وتلزم ثبوته إن كان منفيّا، إذ إن نفي النّفي إثبات، كقوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ، وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ} ففي هذا الآية إثبات انشراح الصّدر، لأن همزة الإنكار دخلت على الجملة المنفيّة بـ «لم» فحوّلت معناه إلى الإثبات، بدليل العطف عليها بالإثبات في كلمة «ووضعنا» وفي كلمة «ورفعنا» وكقوله تعالى {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى، وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى} وكقول الشاعر:
«ألستم خير من ركب المطايا***وأندى العالمين بطون راح»
وفيه وردت همزة الإنكار وبعدها منفيّ في كلمة «ألستم» ومعناها الإثبات بدليل أنّ هذا القول هو في مدح الشّاعر جرير لعبد الملك بن مروان، ويقال: إنّه أمدح بيت قالته العرب.
3 ـ الإنكار التّوبيخي وهو عكس الأول وفيه تقتضي الهمزة أنّ ما بعدها واقع، والتوبيخ حاصل لمن قام به، كقوله تعالى: {أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ} وكقوله تعالى: أ{أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي} الحياة {الدُّنْيا}.
4 ـ التّقرير، أي: إقرار المخاطب على أمر قد استقرّ ثبوته أو نفيه، ويلي هذه الهمزة مباشرة الشيء الذي يجب تقريره، مثل: «أمنحت المجتهد جائزة؟» فالشيء المطلوب الاستفهام عنه هو منح المجتهد جائزة ويكون الجواب: نعم منحته، ومثل: «أأنت الذي منحت المجتهد مكافأة» فالمطلوب الاستفهام عن مانح الجائزة لذلك يكون الجواب: نعم أنا منحته، وكقوله تعالى: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً} وفي هذه الآية اجتمع المعنيان: التّقرير مع التّوبيخ.
5 ـ التّهكّم، أي: الاستهزاء الممزوج بالإنكار التوبيخي، كقوله تعالى: {يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا}.
6 ـ الأمر، ويكون معناها في الظّاهر الاستفهام وفي الحقيقة الأمر، كقوله تعالى {أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} وتشترك معها «هل» في هذا المعنى كما في قوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} أي: انتهوا. فلفظه لفظ الاستفهام ومعناه الأمر.
7 ـ التّعجّب، كما في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ}.
8 ـ الاستبطاء أي: وجدوا الأمر بطيئا، كقوله تعالى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ}(8) وفيها أن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم بهذه الآية.
9 ـ التّهديد أي التّخويف والوعيد بالعقوبة، كقوله تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ} وفيها تهديد بالعذاب كما عذب قوم نوح وعاد وثمود حين كذّبوا رسلهم.
10 ـ التّنبيه، أي: الوقوف على أمر والإعلام به، كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً} وفيها إعلام المؤمنين أن الله سميع بصير هو الحقّ بدليل أنه أنزل...
11 ـ التّحقيق، أي: التّقرير مع الإنكار، وفيه تكون الهمزة مما يقتضي إنكار النّفي بعدها، وإرجاع المعنى إلى الثبوت، كقول جرير السّابق: ألستم خير من...
12 ـ القسم، وتكون الهمزة قد حلّت محل فعل قسم، أو حرف قسم محذوف هو «الباء»، كقولك: «آ الله لأجتهدنّ»، فالهمزة هي عوض من «الباء» المخصّصة للقسم، وكلمة الجلالة «الله» اسم مجرور، منهم من يقول: إنّه مجرور بالهمزة المعوّضة عن «الباء» حرف الجر المحذوف، ومنهم من يقول: إنّه مجرور بحرف الجرّ المحذوف والهمزة عوضا منه.
ثانيا: التّسوية، هي التي تقع بعد كلمة «سواء» أو «ما أدري» أو «ما أبالي» ويصح أن يحل المصدر محلّها مع ما بعدها، كقوله تعالى: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} والتّقدير: سواء إنذاركم أو عدم إنذاركم....
ثالثا: همزة النّداء وهي التي تستعمل في نداء القريب، كقول الشاعر:
«أفاطم مهلا بعض هذا التّدلّل ***وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي»
رابعا: همزة التّعريف على لغة من يقول: إن أداة التعريف في كلمة «الطفل» هي الهمزة لا «أل» ولا «اللّام» وتكون همزة قطع، لا همزة وصل مثل: «العزّى».
خامسا: همزة «أي» التي تكون للنداء، كقول الشاعر:
«ألم تسمعي أي عبد في رونق الضّحا***بكاء حمامات لهنّ هدير»
سادسا: الهمزة الفعلية هي فعل أمر من «وأى» بمعنى «وعد» كما في مثل:
«إنّ هند المليحة الحسناء***وأي من أضمرت لخلّ وفاء»
حيث ورد فعل الأمر «إنّ» والأصل «إينّ» فحذفت «الياء» منعا من التقاء ساكنين، ويعرب «إنّ» فعل أمر مبني على حذف النّون لأنه آت من الأفعال الخمسة و «ياء» المخاطبة المحذوفة منعا من التقاء ساكنين هي ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل و «النون»: حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب «هند» منادى مبني على الضّمّ في محل نصب «المليحة» نعت «هند» تبعه على اللفظ «الحسناء» نعت «هند» تبعه على المحل. «وأي»: مفعول مطلق منصوب وهو مضاف؛ «من»: اسم موصول مبنيّ في محل جرّ بالإضافة.
سابعا: هي حرف من أحرف المضارعة، مثل: «أكتب»، «أدرس»، «أكرم» «أحجم» وتكون مفتوحة في الثّلاثي والخماسي والسّداسيّ، مثل: «أكتب، أنطلق، أستخرج» ومضمومة في الرّباعي مثل: «أحجم، أكرم» على أنّ قبيلة بهراء تكسر حرف المضارعة فيقولون: تعلم، تئثم، كقول الشاعر:
«لو قلت ما في قومها لم تيثم ***يفضلها في حسب وميسم»
حيث ورد المضارع «تيثم» والأصل: «تئثم» وقلبت الهمزة المكسورة ما قبلها إلى «ياء»، كما نقول في ذئب: «ذيب».
ثامنا: همزة «أفعل» التي تصيّر اللّازم متعدّيا مثل: جلس، فعل لازم «أجلس» متعدّ، وتدخل بخاصّة على الفعل الثّلاثي الذي يتعدّى لو نطق به فتقدّر الهمزة زائدة مثل: «ألقى الفلاح البذور في الأرض» والأصل: «لقى»، لأنه من «اللقاء» وجذره «اللّام والقاف والياء» ودخلت الهمزة للتّعدية، إلا أنه لم ينطق به إلا بالهمزة، لذلك تقدّر الهمزة زائدة، وهذه الهمزة تدخل على «اللّازم» فيتعدّى بواسطتها إلى مفعول واحد، كما تدخل على المتعدّي إلى واحد فيتعدّى إلى اثنين، مثل: «أجلس الولد أخاه» فالفعل «جلس”
لازم وصار متعدّيا بواسطة الهمزة إلى مفعول واحد، ومثل قول الشاعر:
«فألفيته غير مستعتب ***ولا ذاكر الله إلّا قليلا»
حيث دخلت الهمزة على المتعدّي إلى واحد «فألفيته» فصار متعدّيا إلى اثنين وما يكون متعدّيا إلى اثنين تعدّيه إلى ثلاثة، مثل: «علمت الطفل مريضا» «أعلمت سعيدا الطفل مريضا».
تاسعا: همزة النّقل التي تنقل الفعل من الثّلاثي إلى الرّباعي، فإن كان متعدّيا بقي على تعديته، وقد يذكر ثلاثيّة وقد لا يذكر، قيل: «أوقفت صاحبي ووقفته» وقيل: «مهرت العروسة وأمهرتها» وقيل: «سقيت الطفل وأسقيته» وقيل: «أسرى بعبده وسرى به» فالفعل «أمهر» و «أوقف» و «أسرى» كلّ متعدّ وبقي على تعديته بعد دخول همزة التّعدية على الفعل: «مهر» و «وقف» و «سرى». ومثل: «ألاح البرق ولاح» فالفعل «لاح» فعل ماض ثلاثيّ غير متعدّ وبقي كذلك بعد دخول همزة التّعدية عليه ومثل: «أشكل الأمر» فالفعل «أشكل» لا ينطق بثلاثيّة وبقي غير متعدّ.
عاشرا ـ همزة التّعدية هي التي تحوّل الفعل الثلاثي اللّازم إلى فعل رباعي متعد، مثل: «جلس الطفل وأجلست الطفل»، وإذا ما كان الثّلاثي متعدّيا إلى واحد فيصير متعديا إلى مفعولين، مثل: «تبع الطفل أباه وأتبعت الطفل أباه» وإذا كان متعدّيا إلى اثنين يصير متعديا إلى ثلاثة مفاعيل، مثل: «علمت زيدا ناجحا وأعلمت صديقي زيدا ناجحا».
حادي عشر: همزة السّلب هي التي تحوّل معنى الفعل، عند دخولها، إلى ضدّه مثل: «أشكيت الطفل» أي: أزلت شكايته، ومثل: «أعجمت الأبيات الشّعرية» أي: أزلت عجمتها ومثل: «أقسط الطفل» أي: أزيل عنه الجور.
ثاني عشر: هي التي تقع في أول الكلمة ويؤتى بها لإنكار الرأي، ففي مثل: نجح زيد فتقول: «أزيدنيه»، وفي رأيت زيدا تقول: «أزيدنيه» وفي مررت بزيد تقول؛ «أزيدنيه» فكلمة «زيد» بقيت على إعرابها في الرفع والنّصب والجرّ ودخلت الهمزة على أوّلها، ولحقت بها الحروف «نيه» فالنّون فيها هي التّنوين في كلمة «زيد» و «الياء» لإشباع حركة «النون» وإظهار الإنكار، و «الهاء» للمدّ والوقف، ومنهم من يضيف «إن» فيقول: «أزيد إنيه، أزيدا إنيه، أزيد إنيه» وتفسير «إنيه» مثل: «نيه».
ثالث عشر: همزة الوقف، هي التي يأتي بها بعض العرب عند آخر الفعل للوقف عليها، لا لشيء آخر، فيقولون في الوقف للمرأة، «كلىء» وللرجل «كلأ» وللجمع «كلؤ» كما يقولون في الوقف على كلمة «لا»: «لأ» كما تلفظها العامّة.
رابع عشر: الهمزة التي هي عين فاعل، مثل: «وأل وائل» «طاف طائف» أو همزة «فعائل»: مثل «سرير سرائر» و «كتيبة كتائب».
خامس عشر: الهمزة الزّائدة فتقول في «الشمال» أي: الريح الشمالية «شمأل» أو الشأمل، وتقول في «الغرقى» أي: القشرة الرقيقة التي تحيط ببياض البيضة، أو هي البياض نفسه، فتقول فيها: الغرقىء.
سادس عشر: همزة التّأنيث التي هي همزة «فعلاء» مثل: «حمراء» و «نفساء» وهي المرأة إذا ولدت، و «خيلاء» وهو اسم مؤنّث للاختيال.
سابع عشر: الهمزة الأصليّة التي هي أحد الحروف الأصليّة من الكلمة، مثل: «أخذ»، «أكل»، «سأل»، «قرأ»، «أب»، «أخ».
ثامن عشر: الهمزة المبدلة وهي التي تكون بدلا من «الواو» أو «الياء» ويكون ذلك في المواضع الخمسة التالية:
1 ـ إذا تطرّفت «الواو» أو «الياء» بعد ألف زائدة، مثل: «سماو سماء»، «دعاو دعاء»، «بناي بناء»، «طلاي طلاء» كما تقلب الألف المتطرفة همزة، مثل: «حمراء» حيث زيدت الألف قبل الآخر للمدّ ثم قلبت الألف الثّانية همزة، فصارت «حمراء». ولا تقلب «الواو» ولا «الياء» إلى همزة في كلمة «بايع»، و «جاوز» لعدم تطرّفهما، ولا تقلبان همزة في كلمة «واو» ولا في كلمة «أي» لأنهما أصليتان أما إذا جاء بعدهما تاء التّأنيث، فإذا كانت زائدة تقلبان همزة فتقول: بناءة وكساءة، وإذا كانت لازمة فلا قلب فتقول: هداية وحلاوة.
2 ـ إذا كانت «الواو» أو «الياء» عينا في «فاعل» أعلّت في فعله مثل: «بايع وبائع»، «صايم وصائم»، «غايم وغائم»، «غايب وغائب»، «طاير وطائر».
3 ـ إذا وقعتا عين «مفاعل» أي: بعد الألف السّاكنة في «مفاعل» أو ما يشبهها في عدد الحروف وضبطها، مثل: «فواعل» و «فعالل»، و «أفاعل»، وإذا كانتا حرف مدّ ثالثا في الكلمة، مثل: «عجوز عجائز» «طريق طرائق»، «قصيدة قصائد» وكذلك تقلب الألف همزة على الشّرطين السّابقين الخّاصين بالواو والياء، فتقول في: «قلادة: قلائد» وفي: «رسالة: رسائل».
4 ـ إذا وقعت ثاني حرفين ليّنين بينهما ألف «مفاعل» أو ما يشبهها مثل: «نيّف نيايف ونيائف» و «أوّل أو اول وأوائل» وسيّد أصلها سيود فتقول: «سياود سيايد وسيائد».
5 ـ إذا اجتمعت «واوان» في أوّل الكلمة الثّانية منهما معلّة، أي: منقلبة عن حرف آخر مثل: واثق على وزن «فواعل» تقول: وواثق، أواثق بقلب الأولى همزة وبقاء الثانية المعلّة كما تقول في: «واصل»: «وواصل» «أواصل» وفي «واقف»: «وواقف» «أواقف»، أما الألف فتقلب همزة سماعيا وبدون قياس، كقوله تعالى: {صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} وفيها تقرأ «الضّالّين» في قراءة البعض «الضألّين» منعا من التقاء ساكنين؛ ومثل قول بعضهم «شأبّة» و «دأبّة» ومنهم من يقلب الألف همزة في غير المهموز فيقولون في «العالم»: «العالم» وفي «الخاتم»: «الخأتم». وتبدل الهمزة من الألف باطّراد في الوقف مثل: «حبلى» و «حبلا» و «موسى» و «موسأ» وتبدل الهمزة من الألف الزّائدة إذا وقعت بعد ألف الجمع مثل: «رسالة رسائل» وذلك منعا من التقاء ساكنين وتبدل الهمزة من «الهاء» في كلمة «ماء» وأصلها «موه» بدليل الجمع على «أمواه»، فتقلب «الواو» من «موه»، ألفا، والهاء همزة فتصير «ماء». وتبدل أيضا في «أمواه» فتصير «أمواء». كما تبدل «الهاء»، «همزة» في كلمة «آل» فتصير «أهل» والأصل: «أأل» كما تبدل «الهاء» «همزة» في «هل» و «هذا» في لغة بعض العرب، فيقولون في: «هل قلت حقا»: «أل قلت حقا» وفي: «هذا أخي» يقولون: «آذا أخي». وتبدل «العين» همزة في لغة بعض العرب فيقولون في: عباب أباب.
تاسع عشر: همزة التّوهّم مثل: «العالم”
«العألم»، «دابّة» «دأبّة» «شابّة» «شأبّة».
عشرون: همزة القطع. هي التي تقع في أوّل الكلمة أو في درجها أو فى آخرها ولا يطلق هذا الاسم إلّا على التي تقع في أوّل الكلمة وينطق بها سواء أكانت في أوّلها أو في درجها، وسمّيت بذلك لأنها تقطع في النّطق ما قبلها عمّا بعدها أهم مواضعها:
1 ـ مصدر الفعل الثّلاثيّ، مثل: «أرق أرق»، «أسف أسف»، «أخذ أخذ».
2 ـ مصدر الفعل الرّباعي، مثل: «أنقذ»، «إنقاذ»، و «أراد» «إرادة»، و «أهمل» «إهمال».
3 ـ ماضي الفعل الثّلاثي، مثل: «أكل»، «أخذ»، «أبى»، «أمر»، «أتى»...
4 ـ ماضي الفعل الرّباعي، مثل: «أكرم»، «أخرج»، «أظهر»، «أحسن» «أخاف»...
5 ـ أمر الفعل الرّباعي، مثل: «أسرع»، «أكرم»، «أظهر»، «أحسن»...
7 ـ المضارع المتكلّم الثّلاثي مثل: «أكتب»، والرّباعيّ، مثل: «أسافر»، والخماسيّ، مثل: «أنطلق» والسّداسيّ، مثل: «أستخرج»... كما تقع في أوّل الأسماء ما عدا أسماء الوصل.
8 ـ في الحروف، مثل: «إلى»، «إنّ»، «أنّ»، همزة الاستفهام مثل: «أأكتب فرضي».
واعتبرت همزة «ألبتّة» منها، شذوذا، ولا تكون همزة قطع في «أل» المتّصلة بالاسم.
واحد وعشرون: همزة الوصل. هي الّتي إذا وقعت في ابتداء الكلام تكتب وينطق بها أما إذا وقعت في وسطه فإنها تكتب ولا تقرأ مثل: «إستولى القائد على مواضع الأعداء». فالهمزة في أول الفعل «استولى» هي همزة وصل وكذلك في أوّل القائد، وهي كذلك في كلمة «الأعداء» الواقعة في درج الكلام أي: هي مسبوقة بكلمة، وليست مسبوقة بحرف، وسمّيت بهذا الاسم لأنها تصل ما قبلها بما بعدها وقال البصريّون: «سمّيت كذلك لأن المتكلّم يصل بها إلى النّطق بالسّاكن» بينما قال المالقيّ: كان الأفضل أن تسمّى همزة إيصال لا همزة وصل لأنها توصل الناطق إلى النّطق بالسّاكن بعدها. وقيل: هي همزة وصل على غير مصدر «أوصل» كقوله تعالى: {وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً} فكلمة «نباتا» ليست مصدر «أنبتكم» إنّما هو «إنباتا» وتقع هذه الهمزة في المواضع التّالية:
1 ـ في أسماء تبدأ دائما بهمزة وصل وهي: «است»، «ابن»، «ابنة»، «ابنم» لغة في «ابن»، «امرؤ»، «امرأة»، «اسم»، وفي المنسوب إليه، اسمي، وفي مثنّاه «اسمان»، وفي «اثنان»، و «اثنتان»، و «اثنين»، أمّا إذا دخلتها «أل» وكانت علما على ثاني أيام الأسبوع فتصير «همزة قطع» فتقول: «جئت يوم الإثنين»، و «اثنين»، و «ايمن» اسم وضع للقسم وفي «ايم» لغة في «ايمن». وتكتب هذه الهمزة رأس عين صغيرة مع كرسيّ لها على الألف بينما تكتب همزة القطع فوق الألف إن كانت حركتها الفتح مثل: «أحمد»، «أكرم»، «أمجد»، «أب»، «أخ»، «أسماء»، «أنا»، «أنت»، أو مضمومة، مثل: «أخت»، «أم» وتكتب تحت الألف إذا كانت مكسورة، مثل: «إيّاك»، «إيّاي» ومشتقاتهما ومثل: «إذا» الشرطيّة الظّرفيّة ومثل: «إذ» الظّرفيّة، ومثل: «إن» حرف الشّرط و «إنّ» الحرف المشبّه بالفعل ومثل «إذما» حرف الشّرط.
2 ـ في أوّل مصدر الفعل الخماسي، مثل: «اتّحاد»، «انطلاق»، «اجتماع»، «ابتداء».
3 ـ في أوّل مصدر الفعل السّداسي، مثل: «استخراج»، «استعداد»، «استحسان»..
4 ـ في ماضي الفعل الخماسيّ، مثل: انطلق»، «اجتمع»، «امتحن»، «اشترك»...
5 ـ في ماضي الفعل السّداسي، مثل: «استخرج»، «استعدّ»، «استحسن»، «استعلم»...
6 ـ في أمر الفعل الثّلاثي، مثل: «اكتب»، «ادرس»، «اجتهد»، «اجر»...
7 ـ في أمر الفعل الخماسيّ، مثل: «انطلق»، «اتّحد»، «اجتمع»، «ابتدىء».
في أمر الفعل السّداسيّ، مثل: استخرج، استعدّ، استحسن، استعلم.
8 ـ في همزة «أل» المتصلة بالاسم مثل: «الله»، «التّلميذ»، «الذي»، وفروعها.
اختصاصها: وتختلف همزة الوصل عن همزة القطع في عدّة نقاط.
1 ـ في الحركة، فهمزة القطع تكتب فوق الألف إذا كانت مفتوحة أو مضمومة، مثل: «أنت أمي»، وتحت الألف إذا كانت مكسورة مثل: «إنّ أبي يحبّني» بينما تكسر همزة الوصل دائما إلّا في الابتداء فإنها تفتح للتّخفيف انظر حركة همزة القطع وحركة همزة الوصل.
2 ـ من ناحية النّطق، فهمزة الوصل لا ينطق بها إلّا في ابتداء الكلام بعكس همزة القطع التي ينطق بها دائما سواء أوقعت في ابتداء الكلام أو في وسطه.
3 ـ في مكان وقوعها، فهمزة القطع قد تكون فاء الفعل، مثل «أخذ» أو عينه مثل «سأل» أو لامه، مثل: قرأ، أمّا همزة الوصل فلا تكون إلّا فاء الفعل فليست لاما في الكلمة ولا عينا لها.
4 ـ همزة الوصل دائما زائدة، ويؤتى بها للتّوصّل إلى النّطق بالسّاكن أمّا همزة القطع فتكون أصليّة دائما، مثل: «أخت»، «أب»، «أنت»، «أكل» وقد تكون زائدة: مثل «ألوان»، «أزواج» وقد تكون مبدلة من حرف آخر، مثل: «سماء»، «بناء»، «طلاء».
حذفها: 1 ـ لا توجد همزة الوصل في الأسماء التي ليست مصادر لفعل زائد على أربعة أحرف.
2 ـ لا توجد همزة الوصل في الحروف إلّا في «أل». وإذا دخلت همزة الاستفهام المفتوحة على «أل»، فلا يجوز حذف همزة الاستفهام لئلا يلتبس بالخبر الاستفهام، فوجب إبدال همزة الوصل «ألفا» مثل: «آلمعلم قادم» وكقول الشاعر:
«أالحقّ إن دار الرّباب تباعدت ***أو انبتّ حبل أنّ قلبك طائر»
وفيه أالحقّ حيث سهّل همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام ويجوز أن تكون غير مسهّلة فتقول: «آلحقّ»، ويجوز في كلمة «الحقّ» الرّفع على الابتداء أو النّصب على الظّرفيّة وتكون خبرا مقدما للمبتدأ المؤخّر المؤول بالصّريح والذي يتألّف من أنّ ومعموليها. وفي هذا البيت وردت كلمة «انبتّ» وقد ابتدأ الماضي بهمزة الوصل لأنه يتألّف من خمسة أحرف.
3 ـ لا تظهر همزة الوصل في المضارع مطلقا فنقول: يأكل، يأخذ، ولا في ماض ثلاثيّ، مثل: «أمر»، «أخذ»، «أكل»، ولا في رباعيّ، مثل: «أعطى»، «أخرج»، «أجلس»، ولا في اسم
إلّا إذا كان مصدرا لفعل خماسيّ، مثل «انطلق»، «الانطلاق»، والسّداسيّ مثل «استخرج»، «الاستخراج».
حركتها: همزة الوصل بالنّسبة لحركاتها على سبع حالات:
1 ـ وجوب الفتح في المبدوء بـ «أل»، كقول الشاعر:
«رأيت الوليد بن اليزيد مباركا***شديدا بأعباء الخلافة كاهله»
2 ـ وجوب الضّمّ في الخماسيّ المجهول، مثل: انطلق، والسّداسيّ المجهول، مثل استخرج.
3 ـ وجوب الضّم في أمر الثّلاثي المضموم العين، مثل: اقتل، اكتب، اخرج.
4 ـ ترجيح الضّم على الكسر فيما عرض جعل ضمّة عينه كسرة، مثل: «اغري».
5 ـ ترجيح الفتح على الكسر في: «ايمن»، و «ايم».
6 ـ ترجيح الكسر على الضّمّ في كلمة «اسم».
7 ـ جواز الضّمّ والكسر والإشمام في المجهول من «انقاد»: «انقيد»، «اختار»، «اختير».
وجوب إبقاء همزة الوصل: لا تحذف همزة الوصل المفتوحة، إذا دخلت عليها همزة الاستفهام كقوله تعالى: {أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا} وكقوله تعالى: {أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ} لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر. بينما تحذف همزة الوصل المكسورة إذا دخلت عليها همزة الاستفهام. وإذا دخلت همزة الاستفهام على المفتوحة، فإمّا أن تبدل ألفا، أو تسهّل مع القصر، فتقول: «آلحسن موجود»، ومثل: «ايمن الله قسمك» وكقول الشاعر:
«أالحقّ إن دار الرّباب تباعدت ***أو انبتّ حبل أنّ قلبك طائر»
وقد وردت فيه همزة الوصل المفتوحة وقد دخلت عليها همزة الاستفهام فظهرت في «أالحقّ» همزة «أل» بين الألف والهمزة مع القصر وهذا هو التّسهيل. وقد تبدل الهمزة الخاصة بـ «أل»، ألفا بعد همزة الاستفهام، كقوله تعالى: {آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ} وكقوله تعالى: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ} من {قَبْلُ} ولا تثبت همزة الوصل في درج الكلام إلّا في الضّرورة الشعرية، كقول الشاعر:
«ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة***على حدثان الدّهر مني ومن جمل»
حيث ثبتت همزة «إثنين» في درج الكلام.
تحويل همزة الوصل إلى همزة قطع: قد تتحوّل همزة الوصل إلى همزة قطع في:
1 ـ «أل» التّعريف في كلمة «ألبتّة» شذوذا.
2 ـ في اسم العلم المبدوء بهمزة وصل مثل «الإثنين» علم على ثاني أيّام الأسبوع.
ومثل لفظه «أل» علم على أداة التّعريف، ومثل: «إبتسام» علم على امرأة.
3 ـ نداء ما فيه «أل» مثل: «يا ألرجل المساعد غيره» و «يا ألذي حفر بئر زمزم» ونداء اسم الجلالة، مثل: «يا الله استجب لدعائي» ويجوز أن تبقى للوصل فتقول: يا الله، كما يجوز وصلها مع حذف ألف حرف النّداء «يا لله».
4 ـ الضّرورة الشّعرية وأكثر ما تكون في أوّل العجز لتقدير الوقف على الأنصاف التي هي الصّدور، كقول الشاعر:
«لتسمعنّ وشيكا في ديارهم ***ألله أكبر يا ثارات عثمانا»
وقد تقطع همزة الوصل في الحشو وذلك قليل، كقول الشاعر:
«ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة***على حدثان الدّهر منّي ومن جمل»
حيث قطعت «إثنين» وهي في الأصل همزة وصل.
11 ـ تحويل همزة القطع إلى همزة وصل: لا يتمّ تحويل همزة القطع إلى همزة وصل إلا في الضّرورة الشعريّة، كقول الشاعر:
«يا با المغيرة ربّ أمر معضل ***فرّجته بالمكر منّي والدّها»
والتقدير: يا أبا المغيرة حيث تلفظ همزة القطع وصلا بعد حرف النداء، ومثل:
«ألا أيها اللّيل الطّويل ألا اصبح ***بتمّ وما الإصباح فيك بأروح»
حيث وصلت همزة الفعل «أصبح» والتقدير «ألا أصبح». وتتحوّل همزة القطع إلى همزة وصل في لغات بعض العرب.
أين تحذف همزة الوصل: تحذف همزة الوصل كتابة في المواضع التالية:
1 ـ في «أل» التّعريف إذا اقترنت بحرف الجرّ «اللّام» أو بـ «لام» الابتداء أو بهمزة الاستفهام، كقول الشاعر:
«تشطّ غدا دار جيراننا***وللدّار بعد غد أو أبعد»
حيث حذفت همزة الوصل من «للّدار» عند دخول لام الابتداء على «أل» التّعريف، ومثل «للتلميذ حقوق وعليه واجبات» حيث حذفت همزة الوصل من «أل» لدخول «لام» الجرّ عليها، ومثل: «آلمال أفضل من العلم» فقد حذفت همزة الوصل كتابة لاقتران الاسم المعرّف بـ «أل» بهمزة الاستفهام.
2 ـ وتحذف من كلمة «ابن» إذا وقعت صفة بين علمين، الثّاني منهما هو أبو الأوّل، مثل «الخليفة عمر بن الخطّاب هو ثاني الخلفاء الراشدين» أو إذا كانت مفصولة عن العلم الأول وكتبت في أوّل السّطر، كما تحذف من كلمة «ابنة» بالشروط عينها، مثل قوله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها} حيث حذفت همزة الوصل من «ابنة» كما حذفت من «ابن» ومنهم من يحوّل كلمة «ابنة» المحذوفة الهمزة إلى «بنت» فيقول: مريم بنت عمران، كما تحذف همزة الوصل من «ابن» و «ابنة» بعد حرف النداء «يا» مثل:
«يا بن أمّي ويا شقيق نفسي ***أنت خلّفتني لدهر شديد”
ومثل........... يا بنة عمّا لا تلومي واهجعي حيث حذفت همزة الوصل كتابة من «يابن» في البيت الأول ومن كلمة «يابنة» في الرّجز المشطور.
3 ـ وتحذف همزة الوصل من كلمة «اسم» إذا دخلت عليها همزة الاستفهام مثل؛ «أسمه خليل؟» والتّقدير: أاسمه خليل حيث حذفت همزة الوصل بعد همزة الاستفهام، كما تحذف من هذه الكلمة في البسملة إذا ذكرت كاملة، فنقول: «بسم الله الرحمن الرحيم» وتثبت إذا لم تكن كاملة فتقول: «باسم الله» أو إذا ذكر متعلّق حرف الجر: فتقول: «اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم في أوّل كلّ سورة من سور القرآن الكريم» فقد ثبتت همزة الوصل في البسملة لذكر الفعل الذي يتعلّق به حرف الجرّ، فإذا لم يذكر حذفت ومنهم من يحذفها إذا أضيفت كلمة «اسم» إلى أحد أسماء الله الحسنى فيقولون: بسم القادر، بسم المقتدر، بسم الجبّار، بسم المتعال... كما تحذف في تصغير كلمة «اسم» فتقول: سميّ، وفي تصغير كلمة «ابن» فتقول: «بنيّ»، كقول الشاعر:
«أبنيّ إنّ أباك كارب يومه ***فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل»
4 ـ وتحذف همزة الوصل من الأمر المهموز الفاء، إذا اتّصل «بالواو» أو بالفاء، كقوله تعالى {يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} حيث حذفت همزة الوصل من الفعل «وأمر» المهموز الفاء وهو بصيغة الأمر، ومتّصل بالواو، كما حذفت من كلمة «بنيّ» المصغّرة، بينما لم تحذف من الفعل «وانه» لأنه غير مهموز الفاء إذ الماضي منه «نهى».
5 ـ وتحذف من الفعل الواقع بعد همزة الاستفهام، مثل: «أستخبرت عن ما جرى في الليل الفائت» فقد حذفت همزة الوصل بعد همزة الاستفهام والأصل «أاستخبرت»، أو بعد همزة الاستفهام في قوله تعالى: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ} والتّقدير: أاتّخذتم، أو بعد همزة التّسوية، كقوله تعالى: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ} حيث حذفت همزة الوصل من الفعل «أستغفرت» لأنها وقعت بعد همزة التّسوية، والتّقدير «أاستغفرت لهم».
6 ـ وتحذف همزة الوصل من المضارع، مثل: «يستعلم الولد عن درسه» فقد حذفت الهمزة من الفعل «استعلم» عند تحويله إلى مضارع، ومثل: «يستخرج الذّهب من مناجم في إفريقيا»، وأصل الفعل «استخرج».
حذف همزة القطع: أمّا همزة القطع فتحذف في المواضع التّالية:
1 ـ من الأمر المتصرّف المهموز الفاء مثل: «أخذ» «خذ»، «أكل»، «كل».
2 ـ وتحذف همزة القطع بعد همزة مفتوحة، وتكتب على الأولى علامة المدّ، مثل: «أنا آخذ نتيجة عملي» والأصل: «أأخذ»، حيث قلبت الهمزة الثانية السّاكنة مدّا وكتبت على الأولى علامة المدّ. ومثل: «أنا آكل فطوري في الثّامنة صباحا» ومثل: «أنا آمر أولادي بالصّدق».
3 ـ وتحذف في لغة من يخفف الهمزة ولا يحقّقها، فتنقلب ألفا بعد الفتحة فتقول في «كأس»: «كاس» و «واوا» بعد الضّمّة، فتقول في «بؤس»: «بوس» وياء بعد الكسرة فتقول في «ذئب»: «ذيب» وفي «بئر»: «بير».
4 ـ وتحذف من الاسم الممدود للضّرورة الشّعريّة، كقول الشّاعر:
«بكت عيني وحقّ لها بكاها***وما يغني البكاء ولا العويل»
5 ـ وتحذف من مضارع الفعل «رأى» فتقول «يرى» والأصل «يرأى» و «يريان، ويرون» كما تحذف من أمره، ومن مضارع الفعل «أرأى» من «رأى» على وزن «أفعل» فتقول: يرى، كقوله تعالى: {وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى} ومن اسم فاعله فتقول: «هو مر» ومن اسم مفعوله، فتقول «هو مرى»، وقد تثبت في الضّرورة الشعريّة رجوعا إلى الأصل، كقول الشاعر:
«أري عينيّ ما لم ترأياه ***كلانا عالم بالتّرّهات»
حيث ثبتت همزة «ترأياه» للضّرورة الشّعريّة والقياس: «ترياه».
6 ـ وتحذف سماعا في قولهم «الحمر» من «الأحمر»، «الغرّ» و «الأغر» «المرة» و «المرأة» «الكمة» و «الكمأة» و «يا با المغيرة» في قول الشاعر:
«
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
33-المعجم المفصل في النحو العربي (الاسم المنقوص)
الاسم المنقوصومن الأسماء المعتلّة الآخر مما لا يشبه الصّحيح غير المقصور والممدود أسماء كثيرة منها المنقوص والاسم الذي آخره «واو» لازمة قبلها «ضمّة».
ولكل منها أحكام أولا: المنقوص: هو الاسم المعرب الذي ينتهي بـ «ياء» لازمة غير مشدّدة قبلها كسرة، مثل، «قاضي»، «عالي». فتقول: «جاء القاضي ذو الخلق العالي».
حكم الاسم المنقوص: يختلف حكم المنقوص حسب ما يكون مقرونا بـ «أل» أو مجرّدا منها.
أولا: إذا كان المنقوص مقرونا بـ «أل» يرفع بضمّه مقدّرة على «الياء» وينصب بفتحة ظاهرة على «الياء» ويجرّ بكسرة مقدّرة على «الياء»، مثل: «جاء القاضي ذو الخلق العالي»، إنّ القاضي ذا الخلق العالي مريض». ومثل: «للقاضي العادل خلق قويم».
ثانيا: إذا كان المنقوص مجرّدا من «أل» والإضافة فإنه يرفع بضمّة مقدّرة على يائه المحذوفة ويجرّ بكسرة مقدّرة على يائه المحذوفة وينصب بالفتحة الظّاهرة على «الياء» مع تنوينها، مثل: «يتحلّى القاضي العادل بخلق عال» ومثل: «خلق عال خير من مال مجموع» ومثل: «إنّ قاضيا عادلا لا يهتم بالأقاويل».
لماذا حذفت ياء المنقوص: تحذف «ياء» المنقوص في حالتي الرّفع والجرّ عند تجرّده من «أل» والإضافة كما سبق. والسّبب في حذفها التقاؤها ساكنة مع التّنوين في حالتي الرّفع والجرّ، ففي القول «بخلق عال» السابق، الأصل: بخلق عالين وفي «خلق عال» خلق عالين. ثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا للتخفيف، فالتقى ساكنان «الياء» و «النون» السّاكنة فوجب حذف «الياء» منعا من التقاء السّاكنين فصارت عالن وتكتب «عال». وكقول الشاعر:
«فهو مدن للجود وهو بغيض ***وهو مقص للمال وهو حبيب»
ملاحظات: لا يعدّ من المنقوص الأسماء التّالية لعدم انطباق التعريف عليها. منها:
1 ـ الاسم الذي في آخره ياء لازمة مشدّدة.
مثل: «كرسيّ»، «عبقريّ».
2 ـ الاسم المبنيّ المختوم بياء لازمة، مثل: «الذي»، «الّتي»، «ذي»، اسم الإشارة.
3 ـ الاسم المعرب الذي تلازمه «الياء» أحيانا وتفارقه أحيانا أخرى، مثل: «الياء» في حالة جرّ الأسماء السّتّة مثل: «سلّمت على أخيك» أو «الياء» في حالتي نصب المثنّى وجرّه وجمع المذكّر السّالم، مثل: أكرم المعلمين واعتن بالوالدين و «صافح المعلّمين وأسرع إلى الزّائرين».
4 ـ الاسم المعرب الذي آخره «ياء» لازمة غير مسبوقة بكسرة، مثل: «ظبي». و «كرسيّ». لأن «الياء» الأخيرة غير ساكنة وليس قبلها كسرة بل سكون على «الياء» الأولى.
5 ـ وليس من المنقوص أيضا الفعل المختوم بياء لازمة، مثل: «يجري الماء في السواقي» و «ينوي العامل التّنقّل في المباني سعيا وراء رزقه». وكذلك الحرف المنتهي بياء لازمة ليس
أيضا من المنقوص، مثل: «في».
الاسم المختوم بواو قبلها ضمّة: الاسم المعرب الذي ينتهي بواو ساكنة لازمة قبلها ضمّة لا تعرفه اللغة العربية، ولم يسمع عن العرب إلا ما نقلوه منه عن الأجانب، مثل: «سمندو» اسم طائر و «قمندو» اسم طائر أيضا و «أدكو» اسم بحيرة، واسم بلد في مصر على الساحل الشمالي، و «طوكيو» اسم حاضرة بلاد اليابان.
ومنها أسماء أعلام لأشخاص، مثل: «أرسطو» و «خوفو» اسم فرعون مصر الذي بنى الهرم الأكبر. و «سنفرو» فرعون آخر، ومنها أسماء بلدان، مثل: «أدفو» و «أركنو» اسم واحة على حدود مصر الغربيّة و «كنفو» اسم اقليم بوسط إفريقية ومنها: «يدعو» و «يسمو». اسمان علمان.
حكم هذا الاسم: بما أن هذا النّوع من الأسماء لم تتكلّم به العرب أهمله النّحاة، والحكم المناسب هو أن يعرب بحركات مقدّرة على آخره في جميع حالاته فيرفع بالضّمّة المقدّرة على «الواو» وينصب بالفتحة المقدّرة على «الواو» أيضا ويجرّ بالفتحة المقدّرة على «الواو» باعتباره اسما أعجميا ممنوعا من الصّرف، مثل: «كان خوفو فرعون مصر الأكبر قد بنى هرم الجيزة الأكبر» «خوفو» اسم كان مرفوع بالضّمّة المقدّرة على «الواو». «إنّ خوفو باني الهرم الأكبر».
«خوفو» اسم «إنّ» منصوب بالفتحة المقدرة على الواو. «هل عرفت شيئا عن خوفو». «خوفو» اسم مجرور بـ «عن» وعلامة جرّه الفتحة المقدّرة على «الواو» بدلا من الكسرة لأنّه ممنوع من الصّرف مثل:
«فإن يقدم فقد زرنا سمندو***وإن يحجم فموعده الخليج»
ملاحظات: لا يعدّ من هذا النّوع من الأسماء الكلمات التالية:
1 ـ الفعل الذي آخره «واو»، مثل: «يدعو»، «يسمو»، «يغزو».
2 ـ الاسم المنتهي بواو المبنيّ، مثل: «ذو» بمعنى: «الذي». «رأيت ذو قام».
3 ـ الاسم المنتهي بواو انتهاء عارضا، مثل: يا «ثمو» ترخيم «ثمود» ويا «محمو» ترخيم «محمود».
4 ـ الاسم المعرب الذي آخره «واو» متحرّكة، مثل: «هو»، أو آخره «واو» غير دائمة «كواو» الأسماء السّتّة في حالة الرّفع مثل: «أخوك صديقي».
5 ـ الاسم المعرب الذي آخره «واو» غير مسبوقة بضمّة، مثل: «حلو»، «صحو»، «خطو».
6 ـ إذا كان الاسم المنقوص صدر مركّب تركيبا مزجيّا فيعرب صدره إعراب المضاف حسب ما تقتضيه الجملة وعجزه يكون مضافا إليه ممنوعا من الصّرف أو غير ممنوع حسب ما يستحقّه ولا تظهر الفتحة على «ياء» المنقوص، مثل: «أجب داعي سلم» و «عرفت معدي كرب». «داعي سلم» و «معدي كرب» اسمان لشخصين، ومثل دخلت «سواقي خيل»، أو «مرامي سفر» أو «قالي قلا» أسماء بلدان. فالمنقوص وهو صدر المركّب يعرب من غير أن تظهر الفتحة على يائه في حالة النّصب.
7 ـ بعض القبائل تحذف، من المنقوص المفرد المقرون بـ «أل»، «ياءه» في حالتي الرّفع والجرّ، ومثل هذا جاء في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
34-المعجم المفصل في النحو العربي (الإضافة 2)
ثالثا: ومنها ما يضاف إلى اسم ظاهر، أو إلى ضمير، مع امتناع القطع عن الإضافة، مثل: «كلا»، «كلتا»، «عند»، «لدى»، «سوى»، «قصارى»، «حمادى». كقوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها}. «كلتا»: مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف للتّعذر وهو مضاف «الجنتين» مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى، وكقول الشاعر:«كلانا غنيّ عن أخيه حياته ***ونحن، إذا متنا، أشّدّ تفانيا»
حيث وقعت «كلانا» مبتدأ مرفوع بالألف لأنّه ملحق بالمثنّى وهو مضاف و «نا» ضمير متّصل في محلّ جر بالإضافة، وكقول الشاعر:
«كلا أخي وخليلي واجدي عضدا***في النّائبات وإلمام الملمات»
حيث أن «كلا» أضيفت إلى الاسم الظّاهر المعطوف عليه، ومثل: «عند الشّدائد تعرف الإخوان»، ومثل: {وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ} حيث أضيفت «عند» إلى الاسم الظّاهر «الشّدائد» في المثل الأول و «عند» في الآية أضيفت إلى الضّمير ومثل: «لدى»: «لدى الأمين تحفظ الودائع». و «لديه تحفظ الأسرار»، ومثل: «قصارى جهد المنافق كسب مؤقّت» و «قصاراك ألا تنخدع بظاهره»، ومثل: «حمادى المنافق كسب سريع». و «حماداه ربح عاجل» ومثل: «لا أبتغي سوى مرضاة الله فكل شيء سواها تافه».
كلّ هذه الأسماء هي مثنّاة في الظّاهر أي: في اللّفظ دون المعنى. «أما كلا» «وكلتا» فإنهما مفردان لفظا ومثنّيان معنى، ويجوز في خبرهما مراعاة لفظهما، أو مراعاة معناهما فنقول: «كلا القائدين بطلان وكلاهما بطل» ومثل: «كلتا المدينتين وقفتا في وجه العدو، أو وقفت في وجه العدوّ».
و «كلا» و «كلتا» من الألفاظ الملازمة للإضافة لفظا ومعنى معا، ولا بدّ في المضاف إليه بعدهما أن يكون:
1 ـ دالّا على اثنين سواء أكان اسما ظاهرا، مثل: «كلا القائدين بطلان» أو ضميرا بارزا، كقوله تعالى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ}.
2 ـ أن يكون المضاف إليه بعدهما كلمة واحدة، فلا تقول: «كلتا المجلّة والرّسالة قرأت» وقد وردت أمثله قليلة لم يوافق عليها كثير من النّحاة، كقول الشاعر:
«كلا أخي وخليلي وأجدي عضدا***في النّائبات وإلمام الملمات»
3 ـ أن يكون معرفة، فلا تقول: «حضر كلا رجلين» ولا: «جاءت كلتا امرأتين» وقد تكون الدّلالة على اثنين بلفظه الحقيقي ولكنّه مشترك اشتراكا معنويا بين المثنّى والجمع كالضمير «نا» في قول الشاعر:
«كلانا غنيّ عن أخيه حياته ***ونحن إذا متنا أشدّ تفانيا»
ومثل:
«كونوا كمن واسى أخاه بنفسه ***نعيش جميعا أو نموت كلانا»
وقد تكون بلفظه الذي دخله التّوسّع والمجاز، كقول الشاعر:
«إن للخير وللشّرّ مدى ***وكلا ذلك وجه وقبل “
حيث أضيفت «كلا» إلى لفظ مفرد «ذلك» ولكنّه مثنّى في المعنى بسبب عوده على اثنين هما: الخير والشّر.
رابعا: منها ما يضاف إلى اسم ظاهر مفرد أي، غير جملة ولا شبه جملة مع امتناع القطع عن الإضافة، مثل: «أولو»، «أولات»، «ذو»، «ذوات»، «ذوا»، «ذوو»، «ذواتا»،... فتقول: «الآباء أولو فضل» ومثل: «الأمهات أولات فضل»، ومثل: «ذو النصيحة أخ بارّ» «ذو» هي اسم موصول مبنيّ على الضّمّة المقّدرة على الواو في محل رفع مبتدأ، أو هي كلمة بمعنى صاحب تقع مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء السّتّة.
وكقوله تعالى: {وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ} وكقوله تعالى: {وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ} وكقوله تعالى: {وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ذَواتا أَفْنانٍ}.
خامسا: ومنها ما يضاف إلى الجمل وهو نوعان.
الأول: ما يضاف إلى الجمل الاسميّة والفعلية وهو «إذ» و «حيث». وأما «حيث» فهي ظرف مكان مبنيّ دائما على الضّمّ ولا يجوز قطعه عن الإضافة، كقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا}، وكقول الشاعر:
«وقد يهلك الإنسان من باب أمنه ***وينجو بإذن الله من حيث يحذر»
حيث أتى الظرف «حيث» مبني على الضّمّ في محل جر بـ «من» وهو مضاف وجملة «يحذر» مضاف إليه، ويجوز أن تضاف «حيث» إلى المفرد مع بقائها مبنيّة على الضّم فتقول: أنا مقيم حيث الأمن والسّلام.
وأمّا «إذ» فهي على الأغلب ظرف للزمان الماضي المبهم ومعناها، «زمن»، «وقت»، «حين» وتضاف إلى الجمل الاسميّة والفعليّة، فمن إضافتها إلى الجمل الاسميّة، قول الشاعر:
«فرحنا إذ قدمت قدوم سعد***وإذ رؤياك في الأيّام عيد»
حيث جمع هذا البيت بين إضافة «إذ» إلى الجملة الاسميّة وإلى الفعليّة. «إذ» الأولى أضيفت إلى الجملة الفعليّة «قدمت»، و «إذ» الثّانية إلى الجملة الاسميّة «رؤياك عيد»، وكقوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ} ويجوز قطع «إذ» عن الإضافة لفظا لا معنى فيحذف المضاف إليه ويعوّض التّنوين عنه، كقوله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} ويومئذ أصلها: «يوم» مضاف إلى «إذ» الظّرفية التي قطعت عن الإضافة لفظا وعوض التّنوين عن الجملة المحذوفة، وأكثر ما يقع إفراد «إذ» عند ما تقع مضافا إليه إلى ظرف زمان، كالآية السّابقة، ومن النّادر غير ذلك، كقول الشاعر:
«نهيتك عن طلابك أمّ عمرو***بعافية وأنت إذ... صحيح»
والثاني: ما يضاف إلى الجمل الفعليّة فقط مثل: «إذا»، «لمّا»، فأمّا «إذا» فهي ظرفيّة شرطيّة دالّة على الزّمان المستقبل، ووقوع الماضي بعدها لا يخرجها عن الدّلالة على المستقبل، ويجوز أن يحذف المضاف إليه بعدها ويعوّض منه بالتّنوين، فمن إضافتها إلى الجملة الفعليّة قول الشاعر:
«وإذا تباع كريمة أو تشترى ***فسواك بائعها وأنت المشتري»
حيث أتت «إذا» ظرفا لما يستقبل من الزّمان متضمّنا معنى الشّرط هو خافض لشرطه منصوب بجوابه مبنيّ علي السكون في محل نصب على الظّرفية، وهو مضاف وجملة «تباع كريمة» الفعليّة في محل جرّ بالإضافة، ومن وقوع الماضي بعدها تقول: «إذا غدر المرء بصاحبه كان بسواه أغدر» حيث أضيفت «إذا» إلى فعل ماض «غدر» ولكنّه يدلّ على الاستمرار فلم تخرج عن الدّلالة على المستقبل، وكقول الشاعر:
«إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ***ولا تصحب الأردى فتردى مع الرّدي»
حيث أضيفت «إذا» إلى فعل ماض «كنت» ولكنّه يدل أيضا على المستقبل، وفي حذف المضاف إليه تقول: «من يجحد الفضل فليس إذا يعدّ من أهله» حيث أفردت «إذا» فحذف المضاف إليه بعدها، والتّقدير: فليس إذا يجحده يعدّ من أهله».
و «لمّا» هي ظرفيّة بمعنى «حين»، وتضاف دائما إلى الجمل الفعليّة، كقوله تعالى: ولما {جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا} وكقول الشاعر:
«عتبت على عمرو فلما فقدته ***وجرّبت أقواما بكيت على عمرو»
حيث أتى الظّرف «لمّا» وقد أضيف إلى الجملة «فقدته».
ملاحظة: هناك أسماء بمعنى «إذ» أو بمعنى «إذا»، مثل: «حين»، «وقت»، «زمن»، «لحظة»، تحتفظ لنفسها بجواز البناء والإعراب عند إضافتها إلى الجملة: فهي مبنية عند إضافتها إلى جملة فعليّة فعلها ماض، كقول الشاعر:
«على حين عاتبت المشيب على الصّبا***فقلت: ألمّا تصح والشيب وازع»
حيث وقع الظّرف «حين» في محل جرّ بالإضافة وهو مبنيّ لأنه أضيف إلى جملة مبنيّة «عاتبت» وهو فعل ماض مبنيّ، أو تكون مبنيّة عند إضافتها إلى المضارع المبني، مثل:
«لاجتذبنّ منهنّ قلبي تحلّما***على حين يستصبين كلّ حليم»
حيث أضيف الظّرف «حين» إلى جملة مبنيّة هي جملة «يستصبين» وهو مضارع مبني...
ويجوز فيها الإعراب والبناء إذا أضيفت الى فعل معرب، كقول الشاعر:
«ولست أبالي حين أقتل مسلما***على أيّ حال كان في الله مصرعي»
حيث أضيف الظّرف «حين» إلى جملة مضارعية معربة «أقتل» وهو مضارع مرفوع أو إذا أضيفت إلى جملة اسميّة، كقول الشاعر:
«ألم تعلمي يا عمرك الله أنني ***كريم على حين الكرام قليل»
كما يجوز فيها الإعراب والبناء حتى ولو كانت إضافتها إلى جملة فعليّة فعلها مبنيّ، مثل: «مضى وقت وجاء آخر، وقت أكرم الناس فلانا لماله، وقت يصل الناس إلى كشف الفضاء”
فكلمة «وقت» ظرف يصحّ فيه البناء والإعراب رغم إضافته إلى فعل ماض مبنيّ هو فعل «أكرم». ومثل: «أين نحن من الأمس زمن كان العلم أملا بعيدا؟ وما شأنه في حاضرنا زمن يناله من يريده» حيث أتى الظّرف «زمن» الأولى التي أضيفت إلى الماضي «كان» ورغم ذلك يجوز فيها البناء والإعراب، وكلمة «زمن» الثّانية ظرف يصحّ فيه البناء والإعراب رغم أنّه أضيف إلى فعل مضارع معرب «يناله» لكنّ الأرجح أن تكون مبنيّة إذا تلاها فعل مبني، وأن تكون معربة، إذا تلاها فعل معرب.
سادسا: منها ما يضاف إلى المفرد وإلى الجمل بنوعيها، مثل: «لدن» وهو ظرف مبنيّ على السّكون، وهو مبهم يدلّ على مبدأ الغاية الزمانية أو المكانية، وقد يسبق «لدن» حرف الجرّ «من» الذي يدلّ على مبدأ الغاية، مثل: «مشيت من لدن الجبل» «لدن» ظرف مبنيّ على السّكون في محل جرّ بـ «من»، وحرّك بالكسر منعا من التقاء ساكنين وهو مضاف «الجبل» مضاف إليه، ومثل: «وتذكر نعمان لدن أنت يافع» حيث أضيف الظّرف «لدن» إلى الجملة الاسميّة «أنت يافع». وكقول الشاعر:
«صريع غوان شاقهنّ وشقنه ***لدن شبّ حتى شاب سود الذّوائب»
حيث أضيف الظّرف «لدن» إلى الجملة الفعليّة الماضويّة «شبّ».
وقد يقطع الظّرف «لدن» عن الإضافة وذلك قبل «غدوة»، مثل: «مكثت هنا لدن غدوة حتى المساء»، وكقول الشاعر:
«وما زال مهري مزجر الكلب منهم ***لدن غدوة حتى دنت لمغيب»
حيث أتى الظّرف «لدن» مبنّيا على السّكون وقد قطع عن الإضافة وأتى بعده «غدوة» يصحّ فيها الرّفع على أنّها فاعل لفعل محذوف تقديره «كان»، أو «ظهر»، أو «وجد» ويصحّ فيها النّصب على أنها خبر «كان» النّاقصة المحذوفة مع اسمها.
ويصحّ أن يحلّ الظّرف «عند» محلّ «لدن» لأنها تفيد معناها، مثل: «الصّبر عند الصّدمة الأولى»، ومثل: «السّفر عند السّاعة الثّامنة» وتختلف «لدن» و «عند» بأمور كثيرة منها:
1 ـ ان «لدن» تكاد تلازم الدّلالة على بدء الغاية الزمانيّة أو المكانيّة، وقد تدلّ على مجرّد الحضور، أما «عند» فإنها تستعمل للدّلالة على بدء الغاية وعلى الحضور المجرّد، مثل: «جلست عندك» فلا تدل «عند» في هذا المثل على بدء زمانيّ أو مكانيّ، ومن القليل النّادر أن تقول: «جلست من لدنك».
2 ـ تكون «لدن» مبنيّة دائما على السّكون، أما «عند» فهي معربة عند أكثر العرب.
3 ـ تكون «لدن» دائما ظرفا مبنيا على السّكون في محل نصب على الظرفيّة، وقليلا ما تخرج منها إلى «شبه الظّرفيّة» وذلك إذا كان قبلها «من» فتكون مبنيّة على السّكون في محل جر بـ «من».
أمّا «عند» فهي إما ظرف أو مجرورة بـ «من».
4 ـ تضاف «لدن» إلى الجملة بنوعيها كما تضاف إلى المفرد، فإن كان الاسم بعدها معربا فيكون مجرورا لفظا ومحلّا وإن كان مبنيّا فيكون مجرورا محلّا فقط، مثل: «مشيت من لدن الجبل إلى النهر» «الجبل» مضاف إليه مجرور لفظا ومحلّا.
وكقوله تعالى: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها، وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} أمّا «عند» فلا تضاف للجملة، والمضاف إليه بعدها يكون مجرورا لفظا ومحلّا إن كان معربا ومحلّا فقط إن كان مبنيّا، مثل: «جلست عند رفيقي» ومثل: «جلست عنده».
5 ـ قد تقطع «لدن» عن الإضافة إذا وقع بعدها «غدوة» من غير فاصل بينهما فتكون «غدوة» منصوبة أو مرفوعة أو مجرورة، وعلى هذا يكون الظّرف «لدن» مضافا للجملة لفظا وتقديرا وليس مفردا أي: غير مضاف، أما «غدوة» المنصوبة فيجوز إعرابها: تمييز صاحبه «لدن»، أو منصوبة على التّشبيه بالمفعول به، وعندئذ تكون «لدن» مقطوعة عن الإضافة ويصحّ فيها الرّفع على أنّها فاعل لفعل محذوف تقديره «كان» تامة، كما يجوز فيها الجرّ على اعتبار «لدن» مضاف «غدوة» مضاف إليه مجرور، أما «عند» فلا تقطع عن الإضافة إلّا إذا صارت اسما محضا، مثل: «إن قال شخص: عندي مال، فأجابه آخر: «وهل لك عند» فكلمة «عند» هنا مبتدأ مؤخّر مرفوع، ومثل: «الكتاب عندي» فيقال: «وهل يصونه عندك»، فتكون «عند» في هذا المثل: فاعلا للفعل «يصون».
6 ـ «لدن» هي ظرف متصرّف، ولا يكون إلّا فضلة. أمّا «عند» فقد تكون عمدة، مثل: «السّفر من عند البيت» فهي هنا عمدة لأنها جزء من الخبر.
ملحقات الأسماء الواجبة الإضافة: وهناك أسماء أخرى واجبة الإضافة منها:
أولا: «أي» وهي ستّة أنواع: خمسة منها تلازم الإضافة، ونوع واحد لا يضاف أبدا وهو «أي» التي تكون وصلة لنداء ما فيه «أل»، كقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} «أيها» منادى مبنيّ على الضّمّ، و «الهاء» للتّنبيه، أمّا الأقسام الأخرى فهي:
أ ـ أيّ الاستفهاميّة الّتي تكون دائما بلفظ المفرد المذكّر، فان أضيفت إلى نكرة كانت بمعنى «كلّ»، والضّمير العائد إليها يكون إما مفردا مذكرا مراعاة للفظها، وإما مراعاة لمعناها من حيث الإفراد والتّذكير والتّثنية والجمع، فتقول: «أي زميلين أقبلا أو أقبل».
ب ـ «أي» الشّرطيّة. هي اسم شرط جازم فعلين يسمّى الأول فعل الشّرط والثاني جوابه، وهذا الاسم عام مبهم، ويزول إبهامه بالمضاف إليه، ومن الواجب إضافة «أي» الشّرطية لفظا ومعنى، مثل: «أي طالب يواظب على الدّرس والاجتهاد ينجح» ويجوز أن تضاف «أيّ» الشّرطيّة إلى نكرة فتكون عندئذ بمعنى «كل»، ويزيل إبهامها، المضاف إليه، مثل: «أي ضعيف يطلب مساعدتي أعاونه» أمّا إن أضيفت إلى معرفة فيكون المراد منها هو بعض المضاف إليه وتكون بمعنى: «بعض» مثل: «أيّ إنسان يكثر مزحه تضع هيبته». ومثل: «أيّ البنات تعرف؟».
ج ـ «أيّ» الموصولة هي اسم بمعنى: «الذي»، وهي معربة دائما إلّا في حالة واحدة حيث تكون مضافة، وصدر صلتها ضمير محذوف، مثل: «أحبّ من الأصدقاء أيّهم أصدق قيلا» والتّقدير: أيهم هو أصدق قيلا، و «أيّ» الموصولة تجب إضافتها لفظا ومعنى، أو معنى فقط، مثل: «أحبّ من الأصدقاء أيّا هو أشدّ عزما» والتّقدير: أيّهم هو أشد... ولا تضاف «أي» الموصولة إلى النّكرة، وإنّما تضاف إلى المعرفة الدّالّة على متعدّد حقيقيّ، أو تقديريّ، أو بالعطف بالواو، مثل: «يعجبني أيّهم هو أشدّ إخلاصا لوطنه» ومثل: «اشتر أيّ الثّوب وأيّ الحذاء هو أبدع».
د ـ «أي» التي تكون نعتا لنكرة، فهي اسم معرب مبهم يزيل المضاف إليه إبهامه مثل:
«دعوت امرءا أيّ امرىء فأجابني ***وكنت وإيّاه ملاذا وموئلا»
حيث وقعت «أي» نعتا منصوبا لكلمة «امرىء» وهو مضاف و «امرىء» مضاف إليه وتختص «أيّ» هذه بوجوب إضافتها لفظا ومعنى معا، وأن يكون المضاف إليه فكرة مماثلة للمنعوت في التّنكير واللّفظ والمعنى، مثل: «استمعت إلى قصيدة أي قصيدة»، «قصيدة» مضاف إليه نكرة مماثلة للمنعوت في التّنكير واللّفظ والمعنى.
ه ـ «أي» التي تقع حالا، فهي اسم معرب مبهم يدلّ على بيان هيئة صاحبها المعرفة ويزول إبهامه بالمضاف إليه الذي يجب أن يكون نكرة مذكورة ولا يجوز قطعها عن الإضافة، مثل: «لله استاذنا أيّ استاذ» «أيّ» حال منصوب وهو مضاف «أستاذ» مضاف إليه.
ثانيا: «مع» تكون على ثلاث حالات:
1 ـ ظرف مكان يدلّ على اجتماع اثنين، أو ظرف زمان، أو ظرفا متحمّلا الزّمان والمكان معا، مثل: «لا راحة لكريم مع دنيء»؛ «مع» تدلّ على المكان، ظرف مضاف «ودنيء» مضاف إليه، ومثل: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} «مع» ظرف يدلّ على الزّمان وهو مضاف «العسر» مضاف إليه، ولكن «مع» لا يدلّ على الاجتماع في هذا المثل إنّما يدل على التّقارب الحاصل بين الوقتين، إذ لا يجتمع العسر واليسر في زمن واحد؛ ومثل: «كرّمنا العلماء مع أساتذتنا»؛ «مع» تدل على اتّحاد الزّمان والمكان معا.
وكلمة «مع» هي ظرف ملازم للإضافة لفظا و «معنى»، وملازم للإعراب، فهو منصوب بالفتحة، وقد يبنى على السّكون، إلّا إذا وقع بعده حرف ساكن فيبنى على الكسر أو على الفتح، مثل: «لا راحة مع طغيان الحاكم»، وكقول الشاعر:
«قد يدرك المتأنّي بعض حاجته ***وقد يكون مع المستعجل الزّلل»
حيث يجوز بناء «مع» على الفتح أو على الكسر لأنه تلاها ساكن.
2 ـ ظرفا بمعنى: «عند»، ولا يدلّ على اجتماع أو مصاحبة، معرب، واجب الإضافة ومجرور بـ «من» التي تدلّ على ابتداء الغاية، مثل: «الكريم هو الذي ينفق من معه لا من مع اليتيم»: «مع»: ظرف مجرور بـ «من» وهو مضاف «والهاء» في محل جر بالإضافة في الكلمة الأولى، و «اليتيم» مضاف إليه بعد «مع» الثانية.
3 ـ اسما لا ظرفا يدلّ على مجرّد اصطحاب اثنين أو أكثر، معربا منصوبا منوّنا مؤوّلا بالمشتقّ ومفردا، أي: غير مضاف ويعرب حالا، مثل: «أقبل الزميلان معا» فكلمة «معا» حال منصوب وغير مضاف، وكقول الشاعر:
«فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا***لطول اجتماع لم نبت ليلة معا»
ثالثا: «غير» هو اسم مختصّ لا ظرفيّة فيه، يدّل على مخالفة ما قبله لما بعده في حقيقة تكوينه، مثل: «الحيوان غير النّبات»، ويكون ملازما للإضافة لفظا ومعنى، مثل: «الانسان غير الحيوان»، أو معنى فقط، وذلك إذا حذف المضاف إليه وهو معلوم، وملحوظ لفظه في النّيّة والتّقدير، ومسبوق بـ «ليس»، أو بـ «لا» «النّافيتين، مثل: «زرعت شجرة ليس غير» أي: ليس غير شجرة ما زرعت، وتعرب «غير» اسم «ليس» مرفوع وخبرها محذوف، وقد يحذف المضاف ويلحظ معناه دون لفظه، مثل: «قرأت صحيفة ليس غيرها فقط» لوحظ معنى المضاف إليه دون لفظه، و «غير» اسم «ليس» وخبرها محذوف.
وقد يحذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه، فتكون «غير» معربة منوّنة نكرة، مثل: «زرعت شجرة ليس غيرا»، أي: ليس الزّرع غيرا أو مغايرا وتعرب «غيرا» خبر «ليس» واسم «ليس» تقديره «الزّرع». وقد يحذف المضاف إليه وقد لوحظ ونوي معناه دون لفظه، أي: نوي ولوحظ وجود لفظ آخر، ففي هذه الحالة تبنى «غير» على الضمّ، مثل: «أحسن الأصدقاء الباذل نفسه ليس غير»، وتعرب «غير» اسم «ليس» مبنيّ على الضّمّ في محل رفع وخبر «ليس» محذوف. وما ينطبق على «غير» ينطبق على «قبل» و «بعد»، مثل: «لله الأمر من قبل ومن بعد» فقد حذف المضاف إليه بعد «قبل» ونوي معناه دون لفظه، فهما مبنيّان على الضّمّ في محلّ جرّ بـ «من».
ومثل: «ما شربت قبلا» «قبلا»: ظرف منصوب وقد حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه.
رابعا: «عل» كلمة هي ظرف مكان يفيد أن شيئا أعلى من آخر، فهو يبني على الضّم إذا كان معرفة ويدلّ على مكان معيّن، وحذف المضاف إليه ونوي معناه كقول الشاعر:
«ولقد سددت عليك كلّ ثنيّة***وأتيت نحو بني كليب من عل»
فكلمة «عل» تدلّ على ارتفاع معيّن والتّقدير: «من علهم» أي: من فوقهم. لذلك تعرب «عل»: ظرف مبنيّ على الضّمّ في محل جرّ بـ «من» وقد حذف المضاف إليه ونوي معناه ويكون معربا إذا كان دالّا على علوّ مجهول وليس مضافا لفظا ولا معنى، كقول الشاعر:
«مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا***كجلمود صخر حطّه السّيل من عل»
حيث وردت كلمة «عل» دون أن تدلّ على علوّ معيّن، وتعرب «عل» ظرف مجرور بـ «من»، وقد حذف المضاف إليه بعده.
وكلمة «عل» في حالتي البناء والإعراب هي ظرف لا يكون إلا مجرورا بـ «من» ويكون مضافا على الأغلب.
خامسا: «حسب». وهو اسم لا يدلّ على ظرف زمان أو مكان، ويكون مضافا لفظا ومعنى، كقول الشاعر:
«وما أبغي سوى وطني بديلا***فحسبي ذاك من وطن شريف»
حيث وردت كلمة «حسبي» لا تدلّ على زمان ولا على مكان وتعرب: مبتدأ مرفوع ومعناها: «كاف» وتكون مفردة نكرة جامدة معربة، وعند ما
تؤوّل بالمشتقّ يجوز عند استعمالها مراعاة لفظها، أي: تعامل معاملة الأسماء الجامدة من حيث الإعراب فهي إما مبتدأ، أو خبر... ومراعاة معناها، أي: معاملتها معاملة اسم الفاعل كاف ولا تقع إلا نعتا بعد نكرة، أو حالا بعد معرفة، مثل: «استمعت إلى طبيب حسبك من طبيب» «حسب» نعت لأنها وقعت بعد نكرة، ومثل: «استعملت إلى الشاعر شوقي حسبك من شاعر» «حسب» حال منصوب لأنها أتت بعد معرفة. وقد يحذف المضاف إليه بعد «حسب» وينوى معناه فقط، وفي هذه الحالة يكون لفظه جامدا مؤوّلا بالمشتق، مفردا، نكرة، مبنيّا على الضّم فيصير المعنى «ليس غير» ويكون نعتا لنكرة، أو حالا بعد معرفة، أو مبتدأ بشرط اقترانه بالفاء أو قد يكون خبرا، مثل: «إنّ لكلّ بلدة حاضرة فحسب» أي: لا غير وتعرب كلمة «حسب» نعتا مبنيا على الضّمّ في محل نصب. ومثل: «تسعت البناية حسب»، «حسب»: حال مبني على الضّم في محل نصب، ومثل: «اشتريت ثلاثة كتب فحسب» «فحسب» «الفاء»: زائدة. «حسب» مبتدأ مبنيّ على الضّمّ في محل رفع خبره محذوف.
سادسا: «أوّل». لهذه الكلمة استعمالات كثيرة منها:
1 ـ تكون اسما لا ظرفا ومعناه مبدأ الشّيء، كقول الشاعر:
«عرف الناس أنّ حاتم طيّء***أوّل في النّدى وأنت الثاني»
2 ـ يكون اسما جامدا، لا ظرفية فيه، مؤولا بالمشتقّ، ومعناه «أسبق» الدّالة على التّفضيل، وهو معرب ممنوع من الصّرف للوصفية ووزن الفعل، مثل: «أنت في الكرم أول من هذين الرّفيقين». «أول» خبر المبتدأ مرفوع.
3 ـ أن يكون ظرفا بمعنى «قبل» ويجري عليه حكم «قبل» و «غير»... ويعرب إذا كان مضافا لفظا ومعنى، مثل: «أسرعت للغريق أول القادمين» «أول» حال منصوب وهو مضاف «القادمين»: مضاف إليه مجرور «بالياء» لأنه جمع مذكّر سالم. ويعرب أيضا إذا حذف المضاف إليه ونوي لفظه نصّا، مثل: «أسرعت للغريق أول...» «أول» حال منصوب. وإذا حذف المصاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه، مثل: «أسرعت للغريق أولا»: «أولا»: حال منصوب.
ويبنى على الضم إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه مثل: «أسرعت للغريق أوّل». «أول»: حال مبني على الضّمّ في محل نصب.
حذف المضاف: يجوز حذف المضاف بثلاثة شروط:
1 ـ إذا وجدت قرينة تدلّ على المضاف نصّا، أو بمعناه، بحيث لا يؤدي الحذف إلى لبس أو تغيير، كقوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} أي: اسأل أهل القرية.
2 ـ إذا صحّ أن يقوم المضاف إليه مقام المضاف المحذوف، فيكون فاعلا، كقوله تعالى: {وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} أي: وجاء أمر ربك، «ربّك»: فاعل جاء. أو مفعولا به كقوله تعالى: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} «القرية»: مفعول به وكقوله تعالى: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} أي: حبّ العجل. «العجل» مفعول به منصوب. أو مفعولا مطلقا كقول الشاعر:
«ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا***وبتّ كما بات السليم مسهّدا»
أي: ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة أرمدا. «ليلة» مفعول مطلق منصوب أو مبتدأ، كقوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ} أي: زمن الحجّ: «الحجّ» مبتدأ مرفوع. أو خبرا للمبتدأ، مثل: «الدّنيا هي إقبال وإدبار» والتّقدير: هي ذات إقبال وإدبار. «إقبال»: خبر المبتدأ مرفوع، أو خبرا لناسخ، كقوله تعالى: {وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ} والتّقدير: ولكنّ البرّ برّ من آمن بالله. «من» خبر «لكنّ» اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل نّصب. أو ظرفا، مثل: «وصلت إلى المدرسة طلوع الشمس» أي: وقت طلوع الشمس. «طلوع» ظرف منصوب. أو مفعولا لأجله، مثل: «أطعت أمي رضاءها» أي لأجل رضائها. «رضاءها»: مفعول لأجله منصوب «والهاء» في محل جرّ بالإضافة، أو مفعولا معه، مثل: «رجعت للبيت والليل»، «الليل»: مفعول معه منصوب، أو حالا، مثل: «تفرّق الأعداء أيادي سبأ» أي: مثل «أيادي سبأ» «أيادي»: حال منصوب. أو صفة، مثل: «سخرت من أصحاب أيادي سبأ» أي من أصحاب مثل أيادي سبأ.
«أيادي»: نعت أصحاب مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصّرف، أو مجرورا، كقوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ} أي: فليس من مرضاة الله في شيء، فكلمة الجلالة «الله» اسم مجرور بـ «من»، ففي كل هذه الأمثلة يحلّ المضاف إليه محلّ المضاف في إعرابه وحركته.
ويجوز أن يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه على حاله مجرورا، وذلك إذا كان المضاف المحذوف معطوفا على كلمة مضافة مذكورة مماثلة له في اللّفظ والمعنى، وأن يكون حرف العطف متّصلا بالمضاف إليه، أو منفصلا منه بـ «لا» النّافية، مثل: «ما كلّ سوداء فحمة ولا بيضاء شحمة» أي: ولا كلّ. فالمضاف «كل» محذوف وهو معطوف على كلمة مماثلة لفظا ومعنى وفصل بين «الواو» والمضاف إليه حرف النّفي «لا»، ومثل:
«أكلّ امرىء تحسبين امرءا***ونار توقّد بالليل نارا»
والتّقدير: وكل نار. وكقول الشاعر:
«ولم أر مثل الخير يتركه الفتى ***ولا الشّرّ يأتيه امرؤ وهو طائع»
أي: ولا مثل الشّر.
3 ـ إذا كان المضاف إليه ممّا يصلح أن يحلّ محلّ المضاف المحذوف في إعرابه. إذ لا يصحّ حذف المضاف إذا كان المضاف إليه جملة، كقوله تعالى: {فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}. «حين» ظرف وهو مضاف، والمضاف إليه هو جملة «تمسون» وجملة «تصبحون» لذلك لا يصحّ حذف المضاف.
وإذا لم يتحقق شرط من هذه الشروط الثّلاثة لا يصح حذف المضاف.
حذف المضاف إليه: ويحذف المضاف إليه في ثلاث حالات:
1 ـ أن يحذف المضاف إليه وينوى معناه فيبنى المضاف على الضّمّ وذلك عند ما يكون المضاف كلمة «غير»، أو «قبل»، أو «بعد»، أو «حسب»، مثل: «استشار الولد أباه ليس غير»، «ولم يستمع لأحد قبل ولا بعد»، «غير»: اسم «ليس» مبنيّ على الضّمّ في محل رفع وقد حذف المضاف إليه بعده ونوي معناه، وكذلك «قبل» و «بعد».
2 ـ أن يحذف المضاف إليه ولا ينوى لفظه ولا معناه فيرجع المضاف معربا كما كان قبل الحذف ويقبل التّنوين، كقوله تعالى: {وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى} والتّقدير وكلّ فريق. فقد حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه لذلك نوّن المضاف.
3 ـ أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه، فيبقى المضاف على إعرابه، ولا ينوّن، وتبقى أحكام الإضافة بعد الحرف كما كانت قبله، وذلك إذا كان المضاف اسما تامّا أي: لا يدل على الغايات مثل: «قبل، وبعد»، وأن يعطف عليه اسم عامل في لفظ مشابه للمضاف إليه المحذوف في صيغته ومعناه، كقول الشاعر:
«يا من رأى عارضا يسرّ به ***بين ذراعي وجبهة الأسد»
والتّقدير: بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. وقد يكون الاسم العامل في لفظ مشابه للمضاف إليه مضافا، كالبيت السّابق، أو غير مضاف، كقول الشاعر:
«علّقت آمالي فعمّت النّعم ***بمثل أو أنفع من وبل الدّيم»
والتّقدير بمثل وبل الديم أو بأنفع من وبل الدّيم، حيث عطف على المضاف كلمة «بأنفع» وهو غير مضاف إلى ما بعده.
نعت المضاف والمضاف إليه: إذا كان النعت بعد المركّب الإضافي مثل: «عبد العزيز، سيف الدين»، فيكون تابعا للمضاف، لأنه المقصود الأساسيّ بالحكم، إلا إذا قام دليل على أن المقصود بالنّعت هو المضاف إليه، أو أن المضاف هو كلمة «كل»، مثل: «جاء أبو عليّ الشجاع»: «الشجاع»: نعت «أبو» مرفوع بالضّمة، ومثل: «أسرع إلى بذل الجهود الصّادقة لإنقاذ الغريق». «الصادقة»: نعت «الجهود» وهو المضاف إليه، وذلك لإقامة القرينة التي تدل على أن المنعوت هو المضاف إليه، وهذه القرينة هي تأنيث كلمة «الصّادقة» تبعا للمنعوت «الجهود».
ومثل: «كلّ أمّ مخلصة هي دعامة الأسرة» «مخلصة» نعت للمضاف إليه «أم» بدليل تأنيث النّعت والمنعوت.
المضاف إلى ياء المتكلم: إضافة الاسم إلى ياء المتكلّم تستلزم أحكاما في ضبط آخر المضاف، وفي ضبط ياء المتكلم، ويتبيّن ذلك في ما يلي:
أولا: يجب كسر آخر المضاف، وبناء ياء المتكلّم على السّكون أو على الفتح في محل جرّ وذلك:
1 ـ إذا كان المضاف اسما مفردا صحيح الآخر، كقول الشاعر:
«أأكذب عامدا من أجل مال ***فليس بنافعي ما عشت مالي»
«مالي»: اسم صحيح الآخر، كسر آخره وياء المتكلّم مبنيّة على السّكون.
2 ـ إذا كان المضاف اسما مفردا معتلّا شبيها بالصّحيح أي: ما كان في آخره «واو» أو «ياء» متحرّكة، مثل كلمة: «شجو، وسقي» فتقول: «إن صديقي الحقّ من يبدّد شجوي ويزيد صفوي». فكلمة «صديقي» اسم صحيح الآخر كسر آخره وبنيت «الياء» على السّكون وكلمة «شجوي» شبيهة بالصّحيح ومنتهية بواو متحرّكة، لذلك كسر الآخر وبنيت «الياء» على السّكون، ومثلها كلمة «صفوي». ومثل: «صفوي يكدره بغيي».
3 ـ إذا كان المضاف جمع تكسير، مثل: «أحبّ رفاقي».
4 ـ إذا كان المضاف جمع مؤنث سالما، مثل: «تحبّ زميلاتي التسابق في العمل» ومثل: «أحبّ لزميلاتي ما أحبّ لنفسي» ومثل: «أحبّ زميلاتي لأنهنّ أهل لذلك» ويخضع المضاف إلى «ياء» المتكلّم لأحكام المنادى الصّحيح الآخر المضاف إلى ياء المتكلّم أي: يجوز حذف ياء المتكلّم مع بقاء الكسرة لتدلّ عليها، مثل قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} وكقوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ} فقد حذفت «الياء» في الآية الأولى من كلمة «دين» وعوّض منها بالكسرة، كما حذفت، «الياء» في الآية الثّانية من الفعلين «أكرمن وأهانن» وعوّض منها بالكسرة، ومثل: «عاهدت نفس على التزام الأخلاق الفاضلة»، ويجوز قلب الياء «ألفا» مثل: «وقفت نفسا...» «نفسا»: مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا. و «الألف» المنقلبة عن «ياء» في محل جرّ بالإضافة. أو حذف «الياء» والتّعويض منها بـ «تاء» التّأنيث مبنيّة على الفتح، أو الكسر، أو الضّمّ بشرط أن يكون المضاف لفظة «أمّ» أو «أب»، مثل: يا أبت يا أبت، يا أمّت، يا أمّت، ويدخل في حكم المضاف الصّحيح الآخر عند إضافته إلى «ياء» المتكلّم الأسماء الخمسة أي: «أب»، «أخ»، «حم»، «فم»، «هن»، من دون «ذو»، وتعرب بحركات مقدّرة على ما قبل «ياء» المتكلّم.
ثانيا: يجب تسكين آخر المضاف وبناء «ياء» المتكلّم على الفتح وذلك:
1 ـ إذا كان المضاف اسما مقصورا أي: منتهيا بألف لازمة، مثل: «هدى»، «فتى»، «رضى» فتقول: «هداي يدلّني على الطّمأنينة»، ومن العرب من يقلب ألف المقصور «ياء» فتقول: «هديّ يدلّني على السّعادة» هديّ: مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف المقصورة المنقلبة «ياء» والمدغمة في «ياء» المتكلّم وهذه «الياء» في محل جرّ بالإضافة.
إذا كان الاسم منقوصا منتهيا بياء لازمة مكسور ما قبلها غير مشدّدة مثل: «الهادي» «الوالي» «الداعي»، «القاضي»، فتدغم ياء المنقوص بياء المتكلّم المبنيّة على الفتح، فتقول: «يا أستادي أنت هاديّ إلى الرشاد»؛ «هاديّ»: خبر المبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على «ياء» المنقوص وهو مضاف و «ياء» المتكلّم في محل جرّ بالإضافة وهي مبنيّة على الفتح.
3 ـ إذا كان المضاف مثنى أو شبهه، ففي حالة الرّفع تبقى الألف وتزاد بعدها ياء المتكلّم مبنيّة على الفتح بعد حذف «نون» المثنّى المضاف، فتقول: «حفظت يداي مال أخي» «يداي»: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وهو مضاف و «ياء» المتكلّم المبنيّة على الفتح في محلّ جرّ بالأضافة وكلمة «أخي» مضاف إليه مجرور بالكسرة قبل «ياء» المتكلّم وهو مضاف و «ياء» المتكلّم المبنيّة على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة. وفي حالتي النّصب والجرّ تبقى «ياء» المثّنى وتدغم في «ياء» المتكلّم المبنيّة على الفتح بعد حذف نون الجمع مثل: «يا معلميّ الاخلاص والتّفاني»، «معلمي»: منادى منصوب «بالياء» لأنه جمع مذكر سالم وهو مضاف و «ياء» المتكلّم المبنيّة على الفتح في محل جرّ بالإضافة، وحذفت منه «النون» عند الإضافة.
ومثل: «أنا أحبّ معلميّ»؛ «معلمي»: مفعول به منصوب «بالياء» لأنه مثنّى وحذفت «نون» التّثنية للإضافة وهو مضاف و «ياء» المتكلّم المبنيّة على الفتح في محل جرّ بالإضافة، ومثل: «لمعلميّ فضل كبير في تعليمي أو لمعلميّ...».
4 ـ إذا كان المضاف جمع مذكر سالم أو شبهه، فشبه الجمع هو العقود من عشرين إلى تسعين، وشبه المثنّى اثنان وثنتان... ففي حالة الرّفع تقلب «واو» الجمع «ياء» ثم تدغم بياء المتكلّم بعد حذف نون الجمع عند الإضافة، كقول الشاعر:
«أودى بنيّ وأعقبوني حسرة***عند الرّقاد وعبرة لا تقلع»
حيث أتى شبيه الجمع «بني» وهو فاعل «أودى» مرفوعا بالواو المنقلبة «ياء»، وحذفت «النّون» للإضافة، و «ياء» المتكلّم، المدغمة بالياء الأولى، مبنيّة على الفتح في محل جرّ بالإضافة. وفي حالتي النّصب والجرّ تدغم ياؤه بياء المتكلّم المبنيّة على الفتح بعد حذف «النون» للإضافة، كقوله تعالى: {وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} «بمصرخي»: اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه «الياء»؛ وحذفت نون الجمع للإضافة، و «ياء» المتكلّم، المدغمة، بياء الجمع، مبنيّة على الفتح في محل جرّ بالإضافة.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
35-المعجم المفصل في النحو العربي (الإضافة إلى ياء المتكلم)
الإضافة إلى ياء المتكلّماصطلاحا: هي النّسبة التقييديّة بين الاسم الواقع مضافا وياء المتكلّم الواقعة مضافا إليه مثل: «أنت صديقي»؛ «صديقي»: خبر المبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم... «والياء»: في محل جرّ بالإضافة.
ومثل: «يا صديقي أنت الذي تؤاسيني في وحدتي» «صديقي» منادى منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم... «والياء»: في محل جرّ بالإضافة. «وحدتي»: اسم مجرور بـ «في» وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره «والياء» في محل جرّ بالإضافة. ومنهم من يعتبر أنّ الكسرة مقدّرة كما قدّرت الفتحة والضمة ما قبل «ياء» المتكلّم لأن الكسرة الموجودة ليست علامة الجرّ، بل هي الكسرة المناسبة للياء.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
36-المعجم المفصل في النحو العربي (الحال)
الحاللغة: هو الصّفة.
واصطلاحا: هو اسم مشتق منصوب يبيّن هيئة صاحبه عند وقوع الفعل ويقوّي المعنى، مثل: «هجم الأسد غاضبا» وكلمة «الحال» صالحة أن تكون مذكّرة كقول الشاعر:
«لا خيل عندك تهديها ولا مال ***فليسعد النّطق إن لم يسعد الحال»
فلفظة الحال مذكّرة، وقد تكون مؤنّثة، كقول الشاعر:
«إذا أعجبتك الدّهر حال من امرىء***فدعه وواكل أمره واللّياليا»
إعرابه: قد يكون الحال منصوبا لفظا مثل: «مشى الطفل مسرعا»، أو مقدّرا مثل: «رجعت الجيوش شتّى»: «شتى» حال منصوب بالفتحة المقدّرة للتعذّر أو محلّا، مثل: «جاءت الخيل بداد». «بداد»: حال مبني على الكسر في محل نصب. وللحال تسميات أخرى منها: الخبر، لسيبويه، القطع، للفرّاء، الصّلة، خبر المعرفة، الفعل لما قبله للفرّاء، المنصوب على الفعل للفرّاء، المفعول فيه، لسيبويه والمبرّد.
صاحب الحال: الأغلب في صاحب الحال أن يكون معرفة. وقد يأتي نكرة في المواضع التالية:
1 ـ إذا تقدّمت الحال وتأخّرت النكرة، مثل:
«يصرخ فرحا ناجح». والأصل يصرخ ناجح فرح، فالصّفة إذا تقدمت على الموصوف النكرة أعربت: «حالا» وكقول الشاعر:
«لميّة موحشا طلل ***يلوح كأنّه خلل»
2 ـ إذا اختصت النكرة بنعت، مثل: «مررت بأمّ نحيلة باكية»، أو بإضافة، مثل: «حافظت على صفحات الكتب نظيفة». أو بعمل، مثل: «أعجبت بدارس فصلا متفوّقا»، أو بعطف، مثل: «أقبل سمير وقوم فرحين». أو إذا سبقها حرف استفهام، مثل: «هل تعجب باستاذ متواضعا! » أو حرف نفي، مثل: «ما رسب تلميذ مجتهدا». أو نهي، مثل: «لا تشرب من ماء راكدة».
3 ـ ويأتي صاحب الحال نكرة إذا كانت الحال جملة اسميّة مقترنة بالواو، مثل: «استيقظ طفل وهو يصرخ من الألم».
4 ـ يأتي صاحب الحال نكرة إذا كانت الحال جامدة، مثل: «كرّ ولد أسدا».
5 ـ وقد يأتي نكرة بدون مسوّغ، مثل: «صلّى رجال قعودا».
حكم صاحب الحال من حيث العمل: ومن حيث العمل قد يكون صاحب الحال:
1 ـ فاعلا، مثل: «أقبل سمير مسرعا».
2 ـ مفعولا به، مثل: «شاهدت سميرا مسرعا».
3 ـ نائب فاعل، مثل: «سمعت الأخبار مشوّهة».
4 ـ مفعولا معه، مثل: «سرت والجبل شامخا».
5 ـ مفعولا فيه، مثل: «صمت أسبوعا كاملا».
6 ـ مفعولا لأجله، مثل: «أحسنت للإكرام مجرّدا».
7 ـ مجرورا بالحرف، مثل: «سلّمت على سمير باكيا».
8 ـ مجرورا بالإضافة، مثل: «يزعجني صراخ الطفل متألّما».
9 ـ مبتدأ، مثل: «الطفل محسنا خير من رجل بخيلا».
أحكام الحال. للحال أحكام مختلفة منها:
أولا: من حيث التعريف والتنكير. الأصل في الحال أن تكون نكرة، مثل: «أقبل الطفل ضاحكا» وأن تكون بعد عاملها وصاحبها. وقد تكون معرفة، فتؤوّل بالنكرة، مثل: «جئت وحدي» أي: منفردا. ومثل: «رجع المسافر عوده على بدئه». أي: عائدا. ومثل: «كلّمته فاه إلى فيّ» أي: متشافهين ومثل: «مررت بالإخوان ثلاثتهم» أي: مثلّثا إياهم، ومثل: «تفرّق القوم أيادي سبأ» أي: مشتّتين.
ثانيا: من حيث صاحبها. الأصل في الحال أن تكون هي نفس صاحبها في المعنى مثل: «أنشد الطفل متأثّرا» وقد تكون مخالفة له، مثل: «أقبل الاستاذ ضحكا». فالضّحك غير الأستاذ. وهذا ممتنع.
ثالثا: من حيث التّقديم والتأخير. للحال بالنسبة لتقديمها وتأخيرها ثلاث حالات:
1 ـ أن تتقدّم وجوبا على صاحبها محصورا بـ «إلّا»، مثل: «ما جاء ضاحكا الا المعلم»، أو بـ «إنما» مثل: «إنما جاء ضاحكا المعلم». أو إذا كان صاحبها مضافا إلى ضمير له علاقة بالحال، مثل: «جاء شاكرا فاطمة أخوها» أو إذا كان نكرة غير مستوفية لإحدى المسوّغات، مثل: «جاء مسرعا ولد».
2 ـ أن تتأخر الحال وجوبا عن صاحبها، إذا كانت محصورة بـ «إلّا» أو «إنّما» كقوله تعالى: {وَما نُرْسِلُ} الرسل {إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ}، أو إذا كان صاحبها مجرورا بالإضافة، مثل: «سرّني قدومك مساعدا المظلوم» أو مجرورا بالحرف، مثل: «التقيت بهند مسرعة».
ويكون صاحب الحال مضافا إليه، إذا كان المضاف جزءا حقيقيا منه كقوله تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا}، أو بمنزلة الجزء الحقيقي كقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفًا}، أو إذا كان صاحب الحال عاملا في الحال، كقوله تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا}.
وقد تتقدم الحال على صاحبها المجرور بالحرف، كقول الشاعر:
«تسلّيت طرّا عنكم بعد بينكم ***بذكراكم حتى كأنّكم عندي»
3 ـ جواز تقديمها على صاحبها أو تأخيرها عنه، مثل: «جاء زيد مسرعا وجاء مسرعا زيد».
أنواع الحال: تكون الحال: مفردة، أو جملة، أو شبه جملة.
أـ فالحال المفردة قد تدل على واحد، مثل: «ذهب الولد راكضا» أو على مثنّى، مثل: «عرفت النّملة والنّحلة دائبتين في العمل» أو على جمع، مثل: «عرفت الطّلاب دائبين على العمل».
ب ـ والحال الجملة، قد تكون اسميّة أو فعليّة. ولا بدّ لكل من الجملتين من رابط يعود إلى صاحب الحال الذي يجب أن يكون معرفة.
وأن تكون الجملة الحالية خبرية مرتبطة بصاحبها بالواو، كقوله تعالى: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} فالرّابط هو «الواو» قبل الجملة الاسمية الحالية «ونحن عصبة». أو بالضمير كقوله تعالى: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} فضمير المخاطبين «كم» في «بعضكم» هو الرّابط، أو بالواو والضمير معا كقوله تعالى: {خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} الجملة الاسمية الحالية مرتبطة بصاحبها بالواو والضمير معا.
وقد اجتمعت الجملتان الاسميّة والفعليّة في قول الشاعر:
«كأنّ سواد اللّيل والفجر ضاحك ***يلوح ويخفى أسود يتبسّم»
فجملة و «الفجر ضاحك» جملة اسمية حالية مرتبطة بصاحبها بالواو. وجملة «يتبسّم» جملة فعليّة حاليّة مرتبطة بصاحبها «أسود» بالضمير المستتر تقديره: «هو».
ج ـ والحال شبه الجملة، لا بدّ أن تكون تامّة، أي: مفيدة. وإفادتها قد تكون بالإضافة، مثل: «في الشتاء تعصف الرّياح والرّعود كقصف البارود»، فشبه الجملة «كقصف» هي الحال وهي مضافة. أو بالنعت، كقول الشاعر:
«لنا في الدّهر آمال طوال ***نرجّيها وأعمار قصار»
وشبه الجملة «في الدّهر» متعلّق بمحذوف حال والتقدير: لنا آمال طوال في الدّهر نرجّيها. فجملة «نرجيها» يجوز أن تكون حالا لأن صاحبها «آمال» مخصوصة بنعت. ولا بدّ للحال شبه الجملة من أن يكون صاحبها معرفة لفظا ومعنى، مثل: «يمرّ الوقت البهيج في دقائق خاطفة»، «في دقائق» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ومثل: «أبصرت السّفن الضّخمة بين الأمواج» «بين» ظرف متعلق بمحذوف حال. فإن لم يكن صاحب الحال معرفة خالصة جاز في شبه الجملة أن تكون نعتا أو حالا. مثل: «أقبل الجبان مسرعا أو مسرع»، فكلمة الجبان هي معرفة في اللّفظ دون المعنى لذلك جاز في الوصف المشتق أن يكون نعتا أو حالا.
ارتباط الجملة الحاليّة بالواو: يجب ارتباط الجملة الحاليّة بالواو في المواضع التالية: 1 ـ إذا كانت الجملة ماضويّة خالية من الضّمير لفظا وتقديرا، ومقرونة بـ «قد»، مثل: «درست وقد أقبل اللّيل».
2 ـ إذا كانت اسميّة غير مشتملة على ضمير يربطها بصاحبها، مثل: درست والشمس ساطعة.
3 ـ إذا كانت اسميّة مصدّرة بضمير صاحبها، مثل: «أقبل الاستاذ وهو يبتسم».
4 ـ إذا كانت الجملة مضارعيّة مثبتة مقرونة بـ «قد»، كقوله تعالى: {يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ}.
عدم ارتباط الجملة الحالية بالواو: يمتنع اقتران الجملة الحالية بالواو في ما يلي:
1 ـ إذا كانت الحال جملة اسميّة معطوفة على حال قبلها، مثل: «سيأتي الطلاب مشاة أو هم دارجون» جملة «هم دارجون» جملة اسمية حالية معطوفة على الحال «مشاة» بـ «أو» لذلك يجب عدم اقترانها بالواو.
2 ـ إذا كانت الجملة الحالية مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها، كقوله تعالى: {ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ} على رأي من يعرب جملة «لا ريب فيه» حالا، وبعضهم يعربها خبرا للمبتدأ. ومثل: «هو الحقّ لا شكّ فيه» فجملة «لا شكّ فيه» حالية مؤكدة للجملة التي قبلها.
3 ـ في الجملة المضارعيّة المنفيّة بـ «لا»، أو بـ «ما» كقوله تعالى: {وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ}.
فجملة «لا نؤمن بالله» مضارعية منفية بـ «لا» وتقع حالا، لذلك وجب عدم اقترانها بالواو. وكقول الشاعر:
«فلا مرحبا بالدّار لا تسكنونها***ولو أنها الفردوس أو جنّة الخلد»
فجملة «لا تسكنونها» مضارعية حاليّة منفيّة بـ «لا» امتنع اقترانها بالواو، ومثل:
«عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة***فما لك بعد الشّيب صبّا متيّما»
4 ـ في الجملة المضارعيّة المثبتة غير المقترنة بـ «قد»، كقول تعالى: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}، فجملة «تستكثر» مضارعيّة حاليّة غير مقترنة بـ «قد» فلا تقترن بالواو.
5 ـ في الجملة الماضويّة بعد «إلّا» التي تفيد الإيجاب، مثل: «ما قام سيّد إلا أتى بما ينفع الناس» جملة «أتى سيّد» ماضويّة حاليّة بعد «إلّا» فلا تقترن بالواو.
تطابق الحال مع صاحبها: إذا كانت الحال حقيقيّة وتبيّن هيئة صاحبها فإنها تطابقه في الإفراد والتّثنية والجمع، مثل: «وقع الطائر ميتا» ومثل: «جاء الولدان مسرعين» ومثل: «جاء المعلمون مسرعين». وكذلك إذا كانت سببيّة تبيّن هيئة ما له اتصال بصاحبها، مثل: «أتى زيد مبتلّة ثيابه» ففي هذا النوع تطابق الحال الاسم المرفوع بها في التذكير والتأنيث والإفراد دون التّثنية والجمع.
فالحال «مبتلة» تطابق المرفوع بها «ثيابه» الواقعة فاعلا لها في التأنيث والإفراد.
أما إذا كان صاحبها جمع تكسير لغير العاقل جاز في الحال أن تكون مفردة، أو جمع مؤنث سالما، أو جمع تكسير، مثل: «سافرت الطيور جماعة أو جماعات».
وإذا كانت الحال مما يغلب استعمالها بصورة واحدة للمذكّر والمؤنّث لزمت هذه الصورة، مثل: «أحبّ الأب رؤوفا والأم رؤوفا».
أما إذا كانت الحال أفعل التفضيل مجرّدا من «أل»، أو مضافا إلى نكرة لزمت الإفراد على الأرجح، مثل: «عرفت التّسامح أفضل صفة».
وإذا كانت الحال مصدرا لزمت صورة واحدة، مثل: «اشتهرت الملكة عدلا».
وإذا كانت الحال هي كلمة «أي» فإنها تكون معرفة وتضاف إلى نكرة، مثل: «عرفت المخلص أيّ مخلص».
وجود الحال أو حذفها: يجوز ذكر الحال أو حذفها إذا دلّ عليها دليل، مثل: «انتظرت صديقي فإذا به يدخل: السّلام عليكم» والتقدير: «قائلا». هي حال محذوفة ويجب ذكرها إذا كانت محصورة بـ «إلّا» كقوله تعالى: {وَما نُرْسِلُ} الرسل {إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} أو إذا كان حذفها يفسد المعنى، كقوله تعالى: {وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ} ويجب ذكرها أيضا إذا كانت نائبة عن عاملها المحذوف سماعا، مثل: «ثبت لك الخير هنيئا» أي: هنّأك الخير هنيئا.
وجود العامل وعدمه: الأصل في العامل أن يكون مذكورا وقد يحذف جوازا أو وجوبا. فيجب ذكر عامل الحال إذا كان معنويا، فيكون إما اسم إشارة، مثل: «هذا بيتك نظيفا»، «هذا» عامل معنوي تقديره: أشير. أو اسم استفهام مثل: «ما شأنك واقفا؟». أو حرف تمنّ، مثل: «ليت التلميذ مثقّفا» أو حرف تشبيه، مثل: «كأن الطّائرة مقلعة»، أو حرف تنبيه، مثل: «ها إنّه قادما» والتقدير: أنبّهك، أو شبه جملة مثل: «الهرّة في الحديقة نائمة». عامل الحال «في الحديقة» هو جار ومجرور ومثل: «الولد عند أهله فرحا» «عند» شبه جملة وظرف وهي عامل الحال. ويجوز حذف العامل إذا كان غير معنويّ، أو إذا دلّ عليه دليل مقاليّ أو حاليّ، كأن يسأل سائل: أتحبّ أن تطلع إلى قمّة الجبل؟ فيجيب الآخر: «مؤكّدا».
ومثل: إذا رأيت مسافرا فتقول له: «سالما». أو تقول لمن يبني بيتا: «معمورا».
ويجب حذف عامل الحال في مواضع عدّة أشهرها:
1 ـ إذا كانت الحال سادّة مسدّ الخبر، مثل:
«إنشادي الشعر مكتوبا». «مكتوبا» حال، سدّت مسدّ الخبر. والتقدير: إنشادي الشعر حسن إذا كان مكتوبا.
2 ـ إذا كانت الحال مفردة، أي: لا جملة ولا شبه جملة، مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها، مثل: «زيد أخوك رحيما».
3 ـ إذا دلّت الحال على زيادة أو نقص تدريجيّين، مثل: «أحسن إلى الفقير بدينار فصاعدا» ومثل: «تعرّض للشمس ساعة فنازلا».
4 ـ إذا كانت مسبوقة باستفهام توبيخيّ، مثل: أمتمرّدا وقد أحسن إليك؟ ومثل: «أنائما وقد انتصف النّهار؟».
قد يحذف العامل سماعا، مثل: «هنيئا لك» ومثل: «شافيا» أي: تشرب الدواء شافيا.
10 حذف صاحب الحال: قد يحذف صاحب الحال إذا كان مفهوما من المعنى، كقوله تعالى: {أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولًا} والتقدير: بعثه الله رسولا. وقد يحذف صاحب الحال مع عامله حين تؤكد الحال مضمون الجملة قبلها، أو حين تدل الحال على زيادة أو نقص تدريجيّين، مثل: «هو ناجح لا شك»، ومثل: «أبوك خليل عطوفا»، ومثل: «تصدّق بدينار فصاعدا»، ومثل: «كل رغيفا فنازلا».
11 ـ تقدّم الحال وتأخّرها عن عاملها: للحال بالنسبة لترتيبها مع عاملها ثلاث حالات:
الأولى: أن تتأخر الحال عن عاملها، أو أن تتقدّم عليه، إذا كان العامل فعلا متصرّفا، كقوله تعالى: {خُشَّعًا أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ} حيث تقدم الحال «خشعا» على العامل المتصرّف «يخرجون»؛ أو صفة تشبه المتصرف. أي: اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو صفة مشبهة... مثل: «شتّى تؤوب الحلبة» أي: متفرّقين. ومثل:
«عدس ما لعبّاد عليك إمارة***نجوت وهذا تحملين طليق»
فجملة «تحملين» في محل نصب حال تقدمت على العامل «طليق» الصفة المشبّهة.
الثانية: أن تتقدم الحال وجوبا على عاملها، إذا كان لها حقّ الصّدارة، مثل: «كيف انطلق زيد». «كيف» اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
الثالثة: أن تتأخر وجوبا على عاملها وذلك إذا كان العامل فعلا جامدا، مثل: «ما أكرمه محسنا» أو صفة تشبه الجامد أي: أفعل التفضيل، مثل: «هذا أكرم الناس خلقا» أمّا إذا كان أفعل التفضيل عاملا في حالين لاسمين متّحدين في المعنى أو مختلفين، وأحدهما مفضّل على الآخر، فيجب تقديم الحال المفضّلة، مثل: «هذا بسرا أطيب منه رطبا». ومثل: «سمير وحده خير من زيد معانا». ويجب أن تتأخّر الحال إذا كان عاملها مصدرا، مثل: «أعجبني اجتهاد أخيك مثابرا»، أو اسم فعل، مثل: «نزال مسرعا» أو لفظا متضمّنا معنى الفعل دون حروفه، كاسم الإشارة والحروف المشبهة بالفعل، كقوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً} ومثل: «ليت سميرا ناجحا» ومثل:
«كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا***لدى وكرها العنّاب والحشف البالي»
أمّا إذا كان العامل المتضمّن معنى الفعل هو الجار والمجرور المخبر بهما فيجوز توسّط الحال، كقول الشاعر:
«بنا عاذ عوف وهو بادي ذلّة***لديكم فلم يعدم ولاء ولا نصرا»
فقد تقدّم الحال «بادي» على عامله الظّرف «لديكم» الوقع خبرا للمبتدأ «هو» ويجب أن تتأخر الحال عن عاملها، إذا كان العامل مقترنا بلام الابتداء، أو بلام القسم، مثل: «لأعدل محتسبا» ومثل: «لأجتهدنّ صائما».
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
37-المعجم المفصل في النحو العربي (الحال المركبة)
الحال المركّبةاصطلاحا: هي المركب الحالي، هو ما كان مؤلفا من كلمتين متجاورتين مبنيّتين على الفتح في محل نصب حال مثل: «صديقي جاري بيت بيت» أي: ملاصقا بيته لبيتي.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
38-المعجم المفصل في النحو العربي (ظن وأخواتها)
ظنّ وأخواتها1 ـ تعريفها: «ظنّ» هي من النّواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر بعد استيفاء فاعلها فتنصبهما مفعولين، وهي وأخواتها كلها أفعال، أو أسماء تعمل عمل الأفعال، وليس بينها حروف، مثل: «ظننتك قادما»، ومثل:
«ظننتك إن شبّت لظى الحرب صاليا***فعرّدت فيمن كان عنها معرّدا»
ولا بدّ لكلّ منها من فاعل، ولا يغني عنه وجود المفعولين، أو وجود أحدهما.
2 ـ أقسامها: تقسم هذه الأفعال الى قسمين: أفعال القلوب، وأفعال التحويل. ولكل منها معان خاصّة تميزها عن سواها.
1 ـ سمّيت أفعال القلوب بهذا الاسم لأن معناها قائم بالقلب متّصل به بما يعرف اليوم باسم «المعنى النّفسي» الذي يعنى بالأمور النّفسيّة، أي: الأمور القلبيّة، لأنّ مركزها القلب ومنها: الفرح، الحزن، الفهم، الذّكاء، اليقين، الإنكار، وأفعال القلوب قد يكون معناها، «العلم»، أي: الدّلالة على اليقين والاعتقاد الجازم الذي لا يعارضه دليل آخر يسلم به المتكلّم، وتسمّى أفعال اليقين وأشهرها سبعة هي: «علم»، «رأى»، «وجد»، «درى» «ألفى»، «جعل»، «تعلّم» التي بمعنى «اعلم» كقول الشاعر:
«رأيت الله أكبر كلّ شيء***محاولة وأكثرهم جنودا»
وقد يكون معناها الرّجحان، أو الظنّ، وتفيد تغلّب أحد الدّليلين المتعارضين في أمر، بحيث يصير أقرب إلى اليقين، وتسمّى أفعال الرّجحان وأشهرها ثمانية هي: «ظنّ»، «خال»، «حسب»، «زعم»، «عدّ»، «حجا»، «جعل»، «هب»، مثل:
«لا تحسبنّ الموت موت البلى ***وإنّما الموت سؤال الرّجال»
حيث وردت «تحسبنّ» مضارعا مبنيّا على الفتح لاتصاله بنون التّوكيد، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنت». «الموت»: مفعول به أوّل. «موت» المفعول الثاني.
2 ـ وسمّيت أفعال التّحويل بهذا الاسم، لأنها تدلّ على انتقال الشيء من حالة إلى أخرى تخالفها، وتسمّى أيضا أفعال التّصيير، وهذه الأفعال تنصب مفعولين ليس من الضروري أن يكون أصلهما مبتدأ وخبر، وأشهرها سبعة هي: «صيّر»، «جعل»، «اتّخذ»، «تخذ»، «ترك»، «ودّ»، «وهب»، كقول الشاعر:
«اجعل شعارك رحمة ومودّة***إنّ القلوب مع المودّة تكسب»
حيث ورد الفعل «اجعل» من أفعال التحويل،
فمفعوله الأول «شعارك» والمفعول الثاني «رحمة».
وأفعال القلوب من حيث المعنى والعمل تقسم الى ثلاثة أنواع: منها ما هو لازم، مثل: «فكّر»، «تفكّر»، «حزن»، «جبن»، ومنها ما ينصب مفعولا واحدا، مثل: «خاف» «أحبّ»، «كره» ومنها ما ينصب مفعولين كأفعال التصيير.
3 ـ ملاحظة: إذا كان الفعل «ظنّ» بمعنى «اتّهم» فينصب مفعولا واحدا مثل: «ظننت زيدا» أي اتّهمته.
معاني «ظنّ» الرّجحان واليقين: من أفعال الرّجحان ما يفيد اليقين فينصب مفعولين، ومنها ما يفيد معاني أخرى فينصب مفعولا واحدا، وقد لا ينصبه.
1 ـ «ظن» تفيد رجحان الأمر، كقول الشاعر:
«ظننتك إن شبّت لظى الحرب صاليا***فعرّدت فيمن كان فيها معرّدا»
حيث أتى الفعل «ظننتك» وهو يفيد الرّجحان.
فالكاف مفعوله الأول «صاليا»: مفعوله الثاني.
وتفيد «ظنّ» معنى «اتّهم» فتقول: «سرق مالي وظننت زيدا» أو «وأظنّ زيدا» أي: أتهم زيدا بالسّرقة. وكقوله تعالى: {وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ} بظنين وتفيد «ظنّ» اليقين، كقوله تعالى: {يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ} وكقوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ} منه {إِلَّا إِلَيْهِ} وفيها «ظنّ» بمعنى اليقين وكذلك في كل ما جاء عن قوله تعالى فهو يدل على اليقين، وكقول الشاعر:
«حسبت التّقى والجود خير تجارة***رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا»
وفيه «حسبت» بمعنى «ظننت» «التقى»: مفعول به أول. «خير»: مفعوله الثاني. وتأتي «حسب» بمعنى «ظن» في قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} وكقوله تعالى: {يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} وكقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} وكقول الشاعر:
«لا تحسبنّ الموت موت البلى ***وإنّما الموت سؤال الرّجال»
حيث وردت «تحسبنّ» بمعنى: «تظنّنّ» فنصبت مفعولين الأول الموت والثاني «موت» وكقول الشاعر:
«وكنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة***عشيّة لاقينا جذام وحميرا»
وتأتي «خال» بمعنى «ظن» ومضارعها «إخال» بكسر الهمزة في أوله وهذا مخالف للقياس، ولكنّه متّبع لكثرة السّماع، كقول الشاعر:
«إخالك إن لم تغضض الطّرف ذا هوى ***يسومك ما لا يستطاع من الوجد»
حيث ورد الفعل «إخالك» بلفظ المضارع ففاعل ضمير مستتر تقديره: أنا «والكاف»: مفعول به أول «ذا»: مفعول به ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء السّتّة، ووردت «خال» بلفظ الماضي في قول الشاعر:
«إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلت أنّني ***عنيت فلم أكسل ولم أتبلّد”
وبنو أسد تفتح همزة المضارع؛ والمصدر من «خال» هو «خيلا» «مخيلة». ومن أمثالهم: «من يسمع يخل». وتأتي «خال» بمعنى «علم»، كقول الشاعر:
«دعاني الغواني عمّهنّ وخلتني ***لي اسم فلا أدعى به وهو أوّل»
حيث ورد الفعل «خال» بمعنى «علم» وهذا قليل. ونصب الفعل «خال» مفعولين الأول هو «الياء» والثاني هو الجملة الاسمية «لي اسم» وتأتي «زعم» بمعنى «ظنّ» فتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، كقول الشاعر:
«زعمتني شيخا ولست بشيخ ***إنّما الشيخ من يدبّ دبيبا»
وفي الغالب يتعدّى الفعل «زعم» إلى «أنّ» ومعموليها، كقوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} وفيها «زعم» تعدّى إلى «أن» المخففة من «أنّ» فاسمها ضمير الشأن محذوف وخبرها جملة «لن يبعثوا» و «أن» وما دخلت عليه سدّت مسدّ مفعولي «زعم»، وكقول الشاعر:
«وقد زعمت أنّي تغيّرت بعدها***ومن ذا الذي يا عز لا يتغيّر»
حيث ورد الفعل «زعمت» بمعنى «ظنّت» ودخل على «أنّ» وما بعدها إذ سدّ مسدّ مفعولي «زعم»، وكقول الشاعر:
«فذق هجرها قد كنت تزعم أنّه ***رشاد ألا يا ربّما كذب الزّعم»
وقد تأتي «زعم» بمعنى «اعتقد»، كقوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا} والتقدير: اعتقدوا أنهم لن يبعثوا.
وقد تكون «زعم» بمعنى اليقين، ولكن هذا قليل. من ذلك قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يخاطب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:
«ودعوتني وزعمت أنّك ناصح ***ولقد صدقت وكنت ثمّ أمينا»
وقد تدل «زعم» على الرّجحان، أو على الشّك وهذا هو الغالب، وقد تفيد «زعم» المعنى الكاذب، مثل: «زعم زيد أن الصدق مضرّ» والتقدير: كذب زيد في قوله... والحقيقة أن القرينة هي التي تدل على المعنى المناسب وقد يكون الفعل «زعم» بمعنى «كفل»، أو «رأس»، أي: شرف وساد، فينصب مفعولا واحدا، أو يتعدّى إلى مفعول واحد بواسطة حرف الجرّ، مثل: «زعم سمير القضيّة» أي: كفل سمير... ومثل: «زعم زيد على رفاقه» أي: ساد.
وقد يكون بمعنى «سمن» أو «هزل»، مثل: «زعم زيد حتى صار كالفيل» أي: سمن. ومثل: «زعم زيد حتى صار كالغزال» أي: هزل فلم ينصب مفعولا به، وتأتي «عدّ» بمعنى «ظنّ»، كقول الشاعر:
«فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ***ولكنّما المولى شريكك في العدم»
وقد يكون «عدّ» بمعنى «أحصى» العدد فتنصب مفعولا به واحدا، مثل: «عددت الكتب»، أي: أحصيت عددهم.
وتأتي «حجا» بمعنى «ظنّ» فتنصب مفعولين، مثل: «حجا الطفل الكرة الأرضيّة طابة» أي: ظنّها طابة. «الكرة» المفعول الأول. «طابة» الثاني. وكقول الشاعر:
«قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة***حتّى ألمّت بنا يوما ملمّات “
وقد يكون معناها «غلب» أي: غلب في إقامة الحجّة وإظهار البراعة وحدّة الذّكاء في تقديمها، مثل: «زعم سمير أنّ زيدا غائب فحجّيته وأعلمته أنّه حاضر».
وتأتي «حجا» بمعنى «قصد»، مثل: «حجوت زيدا» أي: قصدته، وتأتي أيضا بمعنى «منع»، مثل: «حجوت الطّفل أن يغرق» أي: منعته وتأتي أيضا بمعنى «ردّ»، مثل: «حجوت قول زيد الكاذب وقبلت قوله الصّادق» أي: رددت قول زيد الكاذب. وتأتي «حجا» بمعنى «كتم»، مثل: «حجوت السّرّ» أي: كتمته وبمعنى «ساق»، مثل: «حاجت الرّيح الأوراق المبعثرة» أي: ساقتها. وفي كل هذه المعاني تنصب «حجا» مفعولا واحدا ما عدا حين يكون معناها «ظن» فإنها تنصب مفعولين. وقد تكون لازمة فلا تنصب مفعولا به، وتفيد معنى «أقام»، مثل: «سأزور أخي إذا حجا».
وتأتي «هب» بمعنى «ظنّ» إذا لزمت لفظ الأمر، كقول الشاعر:
«فقلت أجرني أبا خالد***وإلّا فهبني امرءا هالكا»
حيث أتى الفعل «هبني» بلفظ الأمر فنصب مفعولين الأول هو «الياء» والثاني هو «امرءا».
وتأتي «هب» أمرا من الفعل «وهب» أي: فعلا متصرّفا فتنصب مفعولا به واحدا، مثل: «هب المال للمحتاج» أي: امنح؛ وتأتي أمرا من الهيبة، مثل: «هب ربّ العباد في عملك» أي: خف ربّ... وقد تنصب مفعولين بنفسها في أمثلة يجوز محاكاتها، مثل: «انطلق معي أهبك نبلا» أي: أمنحك نبلا. ومن النحاة من يعديها بواسطة حرف الجر فيقول: «وهبت لك ساعة» فعدي الفعل «وهب» بواسطة حرف الجر ويجوز القول: «وهبتك ساعة».
شروط عمل ظن وأخواتها: تنصب «ظن» وأخواتها المبتدأ والخبر مفعولين بخمسة شروط، تشترك بواحد منها مع النواسخ الأخرى، وتنفرد عنها بأربعة شروط.
تشترك «ظنّ» وأخواتها مع باقي النواسخ بأمر واحد هو تنوّع مفعولها الثاني وذلك لأنه خبر في الأصل، والمفعول الثاني كالخبر، قد يكون مفردا، أي: غير جملة ولا شبه جملة، مثل: «علمت الكذب مرضا عضالا». المفعول للأول «الكذب» والمفعول الثاني «مرضا» وهو من قبيل المفرد ويكون المفعول الثاني جملة اسميّة، كقول الشاعر:
«حذار حذار من جشع فإني ***رأيت الناس أجشعها اللّئام»
فالجملة الاسميّة «أجشعها اللئام» مفعول ثان لفعل «رأيت» وكقول الشاعر:
«فهبك عدوي لا صديقي فربّما***رأيت الأعادي يرحمون الأعاديا»
فالمفعول الأول هو «الاعادي» والمفعول الثاني هو جملة «يرحمون الأعاديا» المؤلفة من الفعل والفاعل والمفعول به هي جملة مضارعية وهي المفعول الثاني «لرأيت».
كما يكون أيضا جملة ماضوية، كقول الشاعر:
«وإنّي رأيت النّاس زادت محبّة***إلى النّاس أن لست عليهم بسرمد»
حيث أتى المفعول الثاني هو جملة «زادت محبّة» الماضويّة. وقد يكون شبه جملة مثل:
«رأيت عظمة الخالق في مخلوقاته» فالجار والمجرور مفعوله الثاني ومثل:
«إني إذا خفي الرّجال وجدتني ***كالشّمس لا تخفى بكل مكان»
حيث أتى المفعول الثاني شبه جملة «كالشمس» والمفعول الأول هو «الياء».
ومما تنفرد به «ظنّ» وأخواتها عن النّواسخ أربعة أشياء وتكمن في:
أولا: إعمالها كلّها أي: دخولها على المبتدأ والخبر ونصبهما مفعولين، ولا فرق بين أن يكون الفعل متصرفا، مثل: «علم» و «رأى»، أم غير متصرّف مثل: «هب»، «تعلّم»، كقول الشاعر:
«بأيّ كتاب أم بأيّة سنّة***ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب»
حيث أتى المفعول الأول لفعل «ترى» هو كلمة «حبّهم». والثاني هو «عارا» ومثل:
«أراهم رفقتي حتى إذا ما***تجافى اللّيل وانخزل انخزالا»
حيث أتى الفعل «أراهم» وقد نصب مفعولين: الأول: الضمير «هم» والثاني الاسم «رفقتي».
ثانيا: تعليق عملها، أي: ابطاله لفظا لا محلّا، وذلك: إذا فصل بينها وبين مفعوليها فاصل مما له حقّ الصّدارة، وهذا الفاصل قد يكون «لام» الابتداء ففي مثل قولك: «علمت العلم نافعا»، تقول: «علمت للعلم نافع» «العلم»: مبتدأ. خبره، «نافع»، والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعولي «علمت» وقد علّق عمل «علمت» فلم تنصب المفعولين مباشرة لأنه فصل بينها وبينهما فاصل هو «لام» الابتداء.
وقد يكون الفاصل أداة استفهام، كالهمزة في قوله تعالى: {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ} فقد فصلت همزة الاستفهام بين «أدري» ومفعوليها فعلّق عملها.
وقد يكون الفاصل كلمة «أي» التي هي عمدة في الجملة، كقوله تعالى: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى} وفيها علق عمل «نعلم» لأنه فصل بينها وبين معموليها «أيّ» وتعرب مبتدأ، وخبره «أحصى».
وقد يكون الفاصل كلمة «أي» التي هي فضلة، كقوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} «أيّ»: مفعول مطلق منصوب. وقد يكون الفاصل «لام» القسم، كقول الشاعر:
«ولقد علمت لتأتينّ منيّتي ***إنّ المنايا لا تطيش سهامها»
حيث دخلت «لام» القسم بين الفعل «علمت» ومفعوليها، فلم تنصبهما والجملة «لتأتين منيتي» التي هي جواب القسم سدّت مسدّ مفعولي «علمت» وقد يكون الفاصل إحدى أدوات النفي: «ما، لا، إن» فقط كقوله تعالى: {لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ} حيث فصل بين علمت ومفعوليها «ما» النافية. ومثل: «علمت إن زيد قائم» حيث دخلت «إن» على الناسخ «علمت» فعلّق عن العمل. ومثل: «ألفيت لا الكسلان محبوب ولا الكذّاب» دخلت «لا» على معمولي «علمت» ففصلت بينهما وكفت الناسخ عن العمل.
ويصح في التّوابع مراعاة الظّاهر، أي: اللفظ، أو مراعاة المحل، كقول الشاعر: «وما كنت أدري قبل عزّة ما البكا***ولا موجعات القلب حتّى تولّت»
«موجعات» مفعول به منصوب بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو معطوف بالواو على محل الجملة الاسميّة «ما البكا» من الإعراب. ومثل: «علمت للمحبّة خير والبغضاء شرا» فقد عطفت كلمة «البغضاء» على محل جملة «للمحبة خير» التي تقع مفعولا به، ويجوز أن تكون «البغضاء» بالرّفع بالعطف على «المحبة» فترفع مثلها. وقد علّق عمل الناسخ لدخول لام الابتداء بعده. لا يقع التعليق في الأفعال القلبيّة الجامدة مثل: «تعلّم، هب»، ولا في «رأى الحلمية».
ملاحظة: إن التّعليق بالاستفهام لا يقتصر على الفعل القلبي الذي ينصب مفعولين إنّما يتعدّاه الى الفعل القلبي الذي ينصب مفعولا واحدا، مثل: «نسى» و «عرف» مثل:
«ومن أنتمو إنا نسينا من أنتمو***وريحكمو! من أيّ ريح الأعاصير»
ويتعدّاه أيضا الى الفعل القلبيّ اللّازم، مثل: «تفكر»، كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ} فالتعليق هنا عن الجار والمجرور لأنه بمنزلة المفعول به. ويتعدّاه الى الفعل غير القلبيّ، أي الى أفعال لا حصر لها، كقوله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وكقوله تعالى: {يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} وكقوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ}.
ثالثا: إلغاء عملها، أي: تعليق العمل لفظا ومحلّا تعليقا جائزا لا واجبا، ولا يصح أن يمتنع العمل عن معمول واحد دون الآخر.
ويمتنع العمل إذا توسّط النّاسخ بين المفعولين بغير فاصل آخر بعده، ويكون للناسخ ثلاث حالات: الأولى: أن يتقدّم عنهما، فيعمل مطلقا أي: ينصب المبتدأ والخبر مفعولين به مثل: «ظننت زيدا مسافرا»، وكقول الشاعر:
«أرجو وآمل أن تدنو مودّتها***وما إخال لدينا منك تنويل»
ففي هذا البيت احتمالات ثلاثة: تقتضي الأولى بإعمال الناسخ «إخال» على تقدير: إخاله لدينا منك تنويل. «فالهاء» ضمير الشأن هو المفعول الأول والجملة الاسميّة «لدينا منك تنويل» هي المفعول الثاني، وتقتضي الثانية بتعليق العمل بتقدير: لام مقدّرة بعده أي: وما إخال للدينا... وتقتضي الثالثة إلغاء عمل الناسخ لتوسّطه بين «ما» النافية والمنفيّ بها.
الثانية: الإلغاء لتوسّطه بين مفعوليه، أو الإعمال، مثل: «زيد ظننت مسافر» حيث ألغى عمل «ظننت» لتوسطه بين مفعوليه، ونعرب «زيد»: مبتدأ. «مسافر»: خبره؛ ومثل:
«أبالأراجيز يا بن اللّؤم توعدني ***وفي الأراجيز خلت اللّؤم والخور»
وفي هذا البيت ألغي عمل «خلت» لتوسطه بين مفعوليه والأصل: خلت اللّؤم والخور في الأراجيز. «اللؤم»: مفعول به أول: والجار والمجرور مفعوله الثاني. ومثل:
«شجاك أظنّ ربع الظّاعنين ***ولم تعبأ بعذل العاذلينا”
حيث ألغي عمل الناسخ «أظن» لتوسطه بين المفعولين، الأول منهما «ربع» والثاني هو جملة «شجاك».
الثالثة: جواز الإلغاء والإعمال أيضا إذا تأخّر الناسخ عن مفعوليه، مثل: «زيد مسافر ظننت»، أو «زيدا مسافرا ظننت»، وكقول الشاعر:
«هما سيّدانا يزعمان وإنّما***يسوداننا إن أيسرت غنماهما»
حيث ألغي عمل «يزعمان» لتأخره عن مفعوليه، لذلك عادا الى أصلهما ونعرب هما: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. «سيدانا» خبره. ولو أعمل الناسخ لقلنا: «يزعمانهما سيّدينا». وكقول الشاعر:
«آت الموت تعلمون فلا ير***هبكم من لظى الحروب اضطرام»
حيث ألغي عمل «تعلمون» لتأخره عن مفعوليه وعادا لأصلهما. ونعرب «آت»: خبر مقدم.
«الموت»: مبتدأ مؤخر.
والتعليق والإلغاء يشتركان في أمور عدّة ويختلفان في أمور أخرى منها:
1 ـ أن التّعليق واجب عند وجود السّبب، أمّا الإلغاء فجائز.
2 ـ تعليق العمل يجري على كلا المفعولين، أو على أحدهما، أما الإلغاء فيجري عليهما معا.
3 ـ يجري التعليق على اللّفظ الظّاهري دون المحلّ، أي: يبقى مفعولا به في المحلّ، والإلغاء لا يكون كذلك، بل يجري على اللّفظ والمحلّ معا.
4 ـ يجوز في توابع التّعليق مراعاة اللّفظ، أو مراعاة الظّاهر فقط.
5 ـ إن التّعليق لا بدّ فيه من تقدّم النّاسخ ووجود فاصل له حق الصّدارة بينه وبين مفعوليه.
أمّا الإلغاء فلا بدّ من توسّط النّاسخ أو تأخّره عن مفعوليه دون حاجة الى فاصل.
رابعا: الاستغناء عن المفعولين إذا دلّت عليهما قرينة، أو الاستغناء عنهما بمصدر مؤوّل، كقوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} وفيه حذف المفعولان، وتقدير هما: تزعمونهم شركائي. وكقول الشاعر:
«بأيّ كتاب أم بأيّة سنة***ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب»
حيث حذف مفعولا الناسخ «تحسب» لأنه دلّت عليهما قرينة. والتقدير: وتحسب حبّهم عارا عليّ. ويجوز حذفهما بدون قرينة تدلّ عليهما، كقوله تعالى: {وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} وكقوله تعالى: {أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى} حيث حذف مفعولا الناسخ في الآيتين على تقدير في الأولى: والله يعلم كرهكم للقتال ومصلحتكم في عاقبة أمركم وأنتم لا تعلمون مصلحتكم وعاقبة أمركم، وفي الثانية: أيرى علم الغيب عنده، وكقوله تعالى: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} وفيها حذف المفعولان، والتقدير: وظننتم هلاك النبيّ وهلاك المؤمنين، وهذا من ظن السّوء.
ويمتنع حذف أحد المفعولين إلا في الضرورة الشعريّة، كقول الشاعر:
«ولقد نزلت فلا تظنّي غيره ***مني بمنزلة المحبّ المكرم “
حيث حذف المفعول الثاني وحده للضرورة الشعريّة، والتقدير: تظنّي غيره قائما. ومثل: «علمنا أنّ الصّمت أبلغ من الكلام» أي: علمنا بلاغة الصمت، فالمصدر المؤوّل المثبت، سدّ مسدّ مفعولي «علم» وقد يكون المصدر بعد تأويله منفيا على اعتبار المعنى قبل التأويل منفيّا، كقول الشاعر:
«الله يعلم أنّي لم أقل كذبا***والحقّ عند جميع النّاس مقبول»
والتقدير: والله يعلم عدم كذب قولي، ومثال المصدر المثبت قول الشاعر:
«تودّ عدوي ثم تزعم أنّني ***صديقك إنّ الرأي عنك لعازب»
والتقدير: تزعم صداقتي، وكقول الشاعر:
«إذا القوم قالوا: من فتى؟ خلت أنني ***عنيت فلم أكسل ولم أتبلّد»
والتقدير: خلت دعوتي.
خامسا: وقوع فاعل النواسخ وضميرها الأول ضميرين متصلين متّحدين في المعنى مختلفين في النوع أي: أن يكون صاحب الفاعل هو نفسه صاحب المفعول لكن الأول ضمير رفع والثاني ضمير نصب، مثل: «علمتني مكبّا في تحصيل العلم»، حيث أن «التاء» في «علمتني» هي الفاعل، «والياء»، مفعول به، وهما راجعان الى صاحب واحد هو المتكلم، ومثل: «علمتك زاهدا في الدنيا». حيث أن «التاء» في «علمتك» هي الفاعل. «والكاف» مفعول به وهما يرجعان الى المخاطب نفسه، وكقول الشاعر:
«دعاني الغواني عمّهنّ وخلتني ***لي اسم فلا أدعى به وهو أوّل»
وفيه «التاء» فاعل «خلتني» «والياء» مفعوله وهما يعودان الى المتكلم نفسه؛ وهذا الحكم مما تشترك به أفعال أخرى، مثل: «رأى» الحلميّة والبصريّة و «وجد» بمعنى «لقي»، و «فقد» و «عدم»، مثل: «ذهبت الى المدرسة لأوّل مرّة فرأيتني وحيدا»؛ «رأى»: بمعنى أبصر فاعله «التاء» ومفعوله «الياء» وهما نفس المتكلم، ومثل: «نمت فرأيتني أسبح في بحر من الفضّة» «رأى» الحلميّة، وفي «رأيتني» «التاء» «والياء» يعودان الى المتكلم نفسه. ومثل: «وجدتني أخوض في المشكلات» ومثل: «فقدتني إن ندمت على الصّدق» أي: فقدت نفسي، ومثل: «عدمتني إن غيّرت ثقتي بالأصدقاء» أي: عدمت نفسي.
ويمتنع اتّحاد الفاعل والمفعول به في النواسخ وفي غيرها من الأفعال إذا كان الفاعل ضميرا متصلا مفسّرا بالمفعول به، فلا يصح القول: «سميرا ظنّ نائما»، ولا: «عليا نظر» بمعنى: سميرا ظنّ نفسه، «وعليا ظن نفسه»، لأن مرجع الضمير هو المفعول به، أما إن كان الضمير منفصلا صحّ ذلك، فتقول: «ما ظنّ سميرا نائما إلّا هو»، «وما نظر عليا إلا هو».
ملاحظات:
1 ـ لا يقع التّعليق في الأفعال الجامدة مثل: «تعلّم»، و «هب»، ولا في «رأى» الحلميّة، ولا في أفعال التحويل، مثل: «صيّر»، «ردّ»، «ترك»، «اتّخذ» «تخذ»، «جعل»، «وهب»، وذلك لأن ألفاظ التعليق لا تقع بعد الأفعال الجامدة، ولا بعد أفعال التحويل، ربّما كان السّبب أن هذه الألفاظ لا تقوى على منعها من العمل الظّاهري فكأنّها غير موجودة.
2 ـ إذا كان النّاسخ مؤكّدا بمصدر من لفظه، فلا يجوز الإلغاء، لأن التوكيد يدلّ على الاهتمام
بالعامل، بينما يفيد الإلغاء عدم الاهتمام به فيقع التّعارض، وكذلك إذا أكد الناسخ بضمير يعود الى المصدر المفهوم بقرينة تدلّ عليه، أو باسم إشارة يعود عليه، فلا يصح القول: «الكتاب ظننت ظنا مفيدا» ولا القول: «الباخرة ظننته قصرا» فالهاء ضمير يعود على المصدر والتقدير: ظننت الظنّ؛ ولا القول: «الباخرة زعمت ذاك قصرا» حيث أكد الناسخ باسم الإشارة «ذاك» الذي يعود على المصدر.
3 ـ يمتنع في النّاسخ «تعلّم» أن يكون فاعله ومفعوله ضميرين صاحبهما واحد، ويمتنع ذلك أيضا في الأفعال التي ليست من أفعال القلوب، فلا تقول: «تعلّمتني»، ولا تقول: «ضربتني» بل تقول: «ضربت نفسي».
4 ـ قد يكون المصدر المؤوّل من «أنّ» ومعموليها، مجرورا بباء زائدة ومحله النّصب سادا مسدّ مفعولي النّاسخ، كقول الشاعر:
«زعم الهمام بأنّ فاها بارد***عذب إذا قبّلته قلت ازدد»
وفيه «الباء» حرف جر زائد. و «أنّ» مع معموليها في تأويل مصدر منصوب محلّا على أنه قد سدّ مسدّ مفعولي «زعم» والتقدير: زعم الهمام عذب القبلة. ومثل:
«زعم الغراب بأن رحلتنا غدا***وبذاك تنعاب الغراب الأسود»
فالمصدر المؤوّل من «أنّ رحلتنا غدا» مجرور بالباء الزّائدة ومحله النصب لأنّه سدّ مسدّ مفعولي زعم. والتقدير: زعم الرحلة غدا.
القول بمعنى الظّنّ: قد يأتي القول بمعنى «الظن» أي: الرّجحان، فيصير هو والظن سواء، إلا في اختلاف الحروف الهجائية، فيدخل على المبتدأ والخبر، وينصبهما مفعولين، وتجري عليه أحكام «ظنّ» وأخواتها من التعليق والإلغاء، وحذف المفعولين، أو أحدهما. ويشترط في إجراء القول مجرى الظن شروط عدّة منها:
1 ـ أن يكون «القول» فعلا مضارعا للمخاطب المفرد والمثنّى والجمع المذكّر والمؤنّث.
2 ـ أن يكون مسبوقا بأداة استفهام سواء أكانت الأداة حرفا كقول الشاعر:
«علام تقول الرمح يثقل عاتقي ***إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرّت»
وفيه ورد فعل القول بلفظ المضارع وتقدمه حرف الاستفهام «م» وكان أصله «ما» حذفت ألفه لأنه سبقه حرف الجر «على» فالقول هنا بمعنى «ظنّ»، أو كانت الأداة اسم استفهام، كقول الشاعر:
«متى تقول القلوص الرّواسما***يدنين أمّ قاسم وقاسما»
وفيه تقول بمعنى «تظنّ» وهو بلفظ المضارع وموجّه للمخاطب وتقدمه اسم استفهام هو «متى».
ويجب ألّا يفصل بين الاستفهام والقول فاصل، لكن يجوز أن يفصل بينهما إما الظرف، مثل:
«أبعد بعد تقول الدار جامعة***شملي بهم، أم تقول البعد محتوما»
حيث فصل بين القول بمعنى الظن وهمزة الاستفهام الظرف «بعد».
أو الجار والمجرور مثل: «أفي أعماق البحار تقول صدفة اللؤلؤ قابعة» حيث فصل بينهما الجار والمجرور «في أعماق» أو معمول القول، كقول الشاعر:
«أجهّالا تقول بني لؤيّ ***لعمر أبيك أم متجاهلينا»
وفيه فصل بين همزة الاستفهام والقول الذي بمعنى الظن معمول القول «أجهالا» والتقدير: أتقول بني لؤيّ جهّالا. أو يكون الفاصل معمول القول إذ لا مانع من الفصل بأكثر من معمول واحد، مثل: «أللحياة تقول العدل مؤمّنا».
فقد فصل بين همزة الاستفهام والقول الذي بمعنى الظن بمعمول معموله والتقدير: أتقول العدل مؤمنا للحياة.
3 ـ أن لا يتعدى بحرف الجر اللّام، لأنه إذا عدّي بلام الجر فلا يكون بمعنى الظن، وإذا اختلّ شرط من هذه الشروط الثلاثة فلا يكون القول بمعنى الظنّ، بل يكون بمعنى النّطق، والجملة بعده في محل نصب مفعول به، وإذا استوفت شروط القول بمعنى الظن تفتح همزة «إنّ» بعده، ومنهم من يجري القول مجرى الظن لمجرّد اقتنائه هذا المعنى، مثل قول الشاعر:
«إذا قلت أني آيب أهل بلدة***وضعت بها عنه الوليّة بالهجر»
ومثل:
«قالت وكنت رجلا فطينا***هذا لعمر الله إسرائينا»
ملاحظة: قد يحذف النّاسخ مع مرفوعه لغرض بلاغيّ مثل: ما ذا تظن؟ فالجواب: المعلم منتظرا في المدرسة. والتقدير: أظنّ المعلم منتظرا.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
39-المعجم المفصل في النحو العربي (العلم المركب المزجي)
العلم المركّب المزجيّهو العلم الذي يتألف من كلمتين اتصلت الثانية منهما بنهاية الأولى حتى صارتا كالكلمة الواحدة، وحركة الإعراب أو البناء تقع على آخر الثانية فقط، أمّا آخر الأولى فيبقى على حاله قبل التّركيب، مثل: «بور سعيد»، نقول: «زرنا بور سعيد» «بور سعيد»: مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره. ومنه «طبرستان» و «رام هرمز» وتكتب أيضا: «رامهرمز» اسم بلد فارسي، ومثل: «بعلبك» تكتب أيضا: «بعل بك» «بعل» بمعنى إله «وبك» اسم رجل كان يعبد هذا الإله الصّنم. ومثل: «سيبويه» كلمة فارسيّة مؤلفة من «سيب» بمعنى: تفاح و «ويه» بمعنى رائحة.
وفيها تقدّم المضاف إليه على المضاف، وهذا من خصائص الفارسيّة، ومثل: «يرزويه» لقب رجل من رجال الحديث هو أحمد بن يعقوب الأصفهاني، ومثل: «نفطويه» اسم عالم لغوي ومثل: «خالويه» ومثل: «السّلاحدار» و «الخازندار» و «البندقدار».
حكمه: إذا كان العلم مركبا مزجيا مختوما بـ «ويه» فإنه يخضع في إعرابه لمقتضى الجملة قبله ويكون مبنيا على الكسر في كل حالات الإعراب مثل: «خالويه رجل بارع». «خالويه» مبتدأ مبني على الكسر في محل رفع ومثل: «هذا سيبويه»، «سيبويه»: خبر المبتدأ مبني على الكسر في محل رفع ومثل: «سرّني سيبويه» «سيبويه» فاعل مبني على الكسر في محل رفع، ومثل: لسيبويه منزلة رفيعة. سيبويه اسم مبني على الكسر في محل جر باللام ومثل: «إنّ برزويه عالم لغوي» «برزويه»: اسم إنّ مبني على الكسر في محل نصب...
ويلحق بالمركب المزجيّ ما يستعمل غير
علم، كالعدد المركب من أحد عشر الى تسعة عشر وما بينهما، فيكون مبنيا على فتح الجزأين في كل حالات الإعراب ما عدا «اثني عشر» فصدره يعرب إعراب المثنّى، أي: يرفع بالألف، وينصب ويجرّ بالياء، أما عجزه فيكون مبنيا على الفتح لا محل له من الإعراب لأنه بدل من نون المثنّى، مثل: «جاء ثلاثة عشر رجلا» «ثلاثة عشر»: فاعل «جاء» مبني على فتح الجزأين في محل رفع، ومثل: «جاء اثنا عشر رجلا» «اثنا» فاعل «جاء» مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنّى وهو مضاف «عشر» مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.
ويلحق بالمركّب المزجي أيضا الظروف المركّبة، مثل: «صباح مساء»، والأحوال المركّبة، مثل: «بيت بيت»، فتقول: «يسأل عني صديقي صباح مساء» أي: في أي وقت. «صباح مساء» ظرف مبنيّ على الفتح في محل نصب ومثل: «هو جاري بيت بيت» أي: متلاصقين. «بيت بيت» حال مبني على الفتح....
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
40-المعجم المفصل في النحو العربي (ملاحظات)
ملاحظات:1 ـ إذا كان الفعل لا يتصرف تصرفا كاملا، أو جامدا، مثل: «كاد»، يتصرف تصرفا غير كامل، ومثل: «نعم» جامد، أو غير قابل للتفاوت، مثل: «مات»، «فني»، «غرق»، «عمي»، «عرج»... فلا يصاغ منه التعجب مطلقا.
2 ـ إذا كان الفعل غير ثلاثي، مثل: «اتّخذ»، «تغلّب»، «انفتح»، «دحرج» أو كان الفعل مما صفته على وزن «أفعل فعلاء»، مثل: «أحمر حمراء» أو «أعرج عرجاء»، أو «أكحل كحلاء»، فلا يصاغ منه التعجب مباشرة، إنما نأتي بفعل آخر مستوف للشروط الثمانية السّابقة ويوفي بالمعنى المراد فنقول: «حقر»، «عظم»، «حسن»، «قوي»، «ضعف»: ما أحقر، ما أشدّ، ما أعظم، ما أحسن، ما أقوى... أو نقول: «أحقر»، «أعظم»، «أحسن». ثم نأتي بعد هذه الصيغة بمصدر الفعل الذي لم يستوف الشروط منصوبا بعد «أفعل» ومجرورا «بالباء» بعد «أفعل» مثل: «ما أشدّ تغلّب الحقّ»، ومثل: «أعظم باتخاذ الحقّ»، ومثل: «ما أحسن انفتاح القلب». ومثل: «ما أقبح موت البخيل»، و «ما أقوى عرج المصاب». فالفعل «تغلّب» لا يؤخذ منه صيغة تعجّب لأنه غير ثلاثي وكذلك فعل «اتخذ» و «انفتح». فأخذنا مكان هذه الأفعال صيغة: «ما أشدّ»، و «أعظم»، و «ما أحسن» وبعدها مصادر الأفعال السّابقة. وكذلك فعل «مات» لا يصاغ منه صيغة تعجب لأنه غير قابل للتفاضل فأخذنا مكانه فعل «قبح» وضفنا منه «أفعل» أي: «أقبح» مسبوقا بـ «ما» التعجبية ومتلوّا بمصدر الفعل «مات». ومثله فعل «عرج» غير قابل لصيغة التّعجّب لأنه غير قابل للتفاضل فأتينا بالفعل «أقوى» مسبوقا بـ «ما» ومتلوّا بمصدر الفعل «عرج». فتقول: «ما أقبح الموت» و «ما أقوى العرج».
3 ـ إذا كان الفعل منفيا فلا يصاغ منه تعجب إنما نأتي بفعل مناسب للمعنى المراد مسبوقا بـ «ما» التعجبية وبعده مضارع الفعل المنفي مسبوقا بـ «أن» المصدرية والنفي، مثل: «ما نجح الطالب الكسول». ففي صياغة التّعجّب من الفعل «ما نجح» نقول: «ما أحسن ألا ينجح الكسول».
أو «أحسن بألّا ينجح الكسول». والمصدر المؤول من «أن» المصدريّة مع ما دخلت عليه في محل نصب مفعول به بعد «ما أحسن». والتقدير: ما أحسن فشل الكسول أو ما أحسن عدم نجاح الكسول. أو يكون المصدر المؤوّل في محل جر «بالباء» الزائدة بعد «أفعل» والتقدير: أحسن بعدم نجاح الكسول.
4 ـ وإذا كان الفعل مبنيّا للمجهول، فلا يصاغ منه التّعجّب إنّما نأتي بفعل يناسب المراد وبعده الفعل المجهول مسبوقا بـ «ما» المصدريّة، مثل: جهل السارق ففي التعجب نقول: «ما أقبح ما جهل السارق» أو «أقبح بما جهل السّارق».
والمصدر المؤوّل إما مفعول به بعد «ما أقبح» أو مجرور بالباء بعد «أقبح بما جهل».
5 ـ وإن كان الفعل غير تام فلا يصاغ منه تعجب إنّما نأتي بالفعل الذي يناسب المعنى المراد وبعده مصدر الفعل الناقص، إذا كان له مصدر، مثل: «كان الجاهليّ يتنقّل من مكان إلى مكان طلبا للماء والكلأ». فنقول في صيغة التعجب من مثل هذا المثل: ما أكثر كون العربي يتنقّل من... أو أكثر بكون الجاهلي يتنقّل من... وإن لم يكن له مصدر فنأتي بصيغة التعجّب من الفعل الذي اخترناه وبعده الفعل الناقص مسبوقا بـ «ما» المصدريّة، مثل: «كاد المعلم أن يكون رسولا» فنقول: «ما أسرع ما كاد المعلم أن يكون رسولا» أو أسرع بما كاد...
والمصدر المؤوّل بعد «ما أسرع» في محل نصب مفعول به، وبعد أسرع في محل جر بحرف الجر الزّائد لفظا والرفع محلّا على أنه فاعل «أسرع».
6 ـ يجوز في الأفعال المستوفية للشروط التي تخوّله أن يصاغ منه التعجب أن نصيغ منها أسلوب تعجب بالطريقة غير المباشرة أي: أن نأتي بفعل يناسب المراد ونأتي بمصدر الفعل منصوبا بعد «ما أفعل» ومجرورا «بالباء» بعد «أفعل»، مثل: برع الذكيّ فنقول بالطريقة المباشرة: «ما أبرع الذكيّ» وبالطريقة غير المباشرة: «ما أعظم براعة الذكي» أو أعظم ببراعة الذكيّ.
أحكام متفرقة لصيغ التعجب: للتعجب أحكام مختلفة تتعلق بصيغتي التعجب منها:
1 ـ يجب اعتبار فعلي التعجب جامدين في أسلوب التّعجّب رغم كونهما غير جامدين في أصلهما الثلاثي، فلا يتقدّم عليهما المتعجّب منه.
فلا نقول: «الذكيّ ما أبرع» ولا «الجهل ما أقبح» كما لا يصح «بالذكي أبرع» ولا «بالجهل أقبح».
2 ـ لا يجوز أن يتصل فعل التعجّب بما يدل على الإفراد، أو التثنية، أو الجمع، أو التأنيث، إنما يبقى بصورة واحدة مع الجميع، ولا بدّ أن يكون لفظه من غير زيادة ولا نقص، فتقول: «ما أشجع الجنود»، «ما أشجع الجندي» ففعل التعجب «ما أشجع» بقي بلفظ واحد من غير تغيير مع المفرد «الجندي» ومع الجمع «الجنود».
ومثله: «ما أحسن المجتهدة»، و «ما أحسن المجتهدات».
3 ـ إذا كان الفاعل في صيغة التعجب ضميرا مستترا فيجب أن يكون مفردا مذكرا، أما إذا كان ظاهرا فيجوز أن يطابق المتعجب منه، مثل: «ما أبرع الذكيّ» «ما أبرع الأذكياء»، «ما أبرع الذّكيّين». فالفعل «ما أبرع» المقصود به التّعجّب بقي بصورة واحدة من غير تغيير في المفرد «الذكيّ» وفي الجمع «الأذكياء» وفي المثنى «الذكيّين» وفاعله في الصيغ الثلاث ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره «هو»، ومثل قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ففاعل صيغة التعجب «أسمع» هو ضمير بارز للغائبين مجرور بالباء الزّائدة لفظا كما سبقت الإشارة.
4 ـ يجب ألا يفصل بين فعل التعجب ومعموله، إلا شبه الجملة، مثل: «ما أحلى في بلدنا الإخلاص»، و «ما أحلى عندنا الاجتهاد»، وكقول الشاعر:
«بني تغلب أعزز عليّ بأن أرى ***دياركمو أمست وليس بها أهل»
حيث فصل بين صيغة التعجب «أعزز» ومعمولها «بأن أرى» بشبه الجملة «عليّ» ومثل:
«أقيم بدار الحزم ما دام حزمها***وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا»
حيث فصل بين فعل التّعجب «أحر» ومعموله «بأن أتحوّلا» بالظرف «إذا». وشبه الجملة الفاصلة بين فعل التعجب ومعموله يجب أن يكون متعلقا بفعل التعجب، وإلا فلا يجوز أن يفصل بشبه الجملة فتقول: «ما أحلى التسامح عند الكريم» وما أحلى التسامح في الأسرة. ولا يجوز: «ما أحلى عند الكريم التسامح».
أمّا إذا كان الجار والمجرور متعلقين بفعل التّعجّب، وجب أن يكون معمول فعل التّعجّب مشتملا على ضمير يعود على المجرور، وعندئذ يجب الفصل بشبه الجملة، مثل: «ما أحسن بالمعلم أن يوجّه تلاميذه» فالمصدر المؤوّل من «أن» المصدرية وما دخلت عليه هو معمول فعل التّعجب وفيه ضمير يعود على المجرور «بالباء» أي على كلمة «المعلم» ومثل قول الشاعر:
«خليليّ ما أحرى بذي اللّبّ أن يرى ***صبورا، ولكن لا سبيل إلى الصّبر»
حيث تضمن معمول فعل التعجب «أن يرى» ضميرا يعود على الاسم المجرور «ذي اللّبّ».
5 ـ يجب عدم العطف على فاعل «أفعل» في التعجب وكذلك لا يجوز أن يأتي بعده أحد التوابع، أما إذا كان المتبوع هو جملة التّعجّب كلها أي: الجملة المؤلفة من فعل التّعجّب مع فاعله فيجوز عندئذ العطف عليها، مثل:
«أولئك قومي بارك الله فيهمو***على كلّ حال ما أعفّ وأكرما»
حيث وردت جملة التّعجّب «أكرما» معطوفة بالواو على جملة «ما أعفّ».
6 ـ يجب أن يكون معمول فعل التعجب، أي: المتعجّب منه معرفة، كقول الشاعر:
«ما أصعب الفعل لمن رامه ***وأسهل القول على من أراد»
فالمتعجّب منه هو «الفعل» في صيغة التعجّب الأولى وهو «القول» في الثانية وكلاهما معرفة.
ويجوز أن يكون المتعجّب منه نكرة مقصودة أو مختصة بوصف «ما أحسن طالبا عرف طريق النجاح فسلكها» فالمتعجّب منه نكرة «إنسانا» مختصة بوصف هو جملة «عرف الطريق» والتقدير: طالبا عارفا طريق... كما يمكن أن تقول: «أحسن بطالب عرف طريق النجاح فسلكها».
7 ـ يجوز حذف معمول فعل التّعجّب سواء أكان مفعولا به لصيغة «أفعل» أو مجرورا بالباء في صيغة «أفعل» وذلك في موضعين.
الأول: أن يكون المعمول ضميرا يدلّ عليه دليل بعد الحذف، كقول الشاعر:
«جزى الله عنّي والجزاء بفضله ***ربيعة خيرا ما أعفّ وأكرما»
حيث حذف المتعجّب منه والتقدير: «ما أعفّها وأكرمها» لأنه دلّ عليه دليل ومثل:
«أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدّرا***بكاء على عمرو وما كان أصبرا»
حيث حذف المتعجب منه بعد صيغة التعجب «ما كان أصبرا» والتقدير: «ما كان أصبرها» لأنه دلّ عليه دليل.
الثاني: أن تكون صيغة التعجب «أفعل به» حذف معمولها المجرور بحرف الجر الزّائد وقد عطف على جملة «أفعل به» سابقة مثل قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ومثل:
«أعزز بنا وأكف إن دعينا***يوما إلى نصرة من يلينا»
والتقدير: وأكف بنا.
8 ـ يجوز أن يفصل بين صيغة التّعجّب ومعمولها النداء، مثل: «ما أحسن يا صديقي معلّمنا» أو «أحسن يا صديقي بمعلمنا».
9 ـ يجوز أن يفصل بين ما التعجبيّة، وفعل العجب «كان» الزّائدة، بلفظ الماضي، مثل:
«ما كان أجمل عهدهم وفعالهم ***من لي بعهد في الهناء تصرّما»
حيث دخلت «كان» الزائدة بين «ما» التعجبيّة، وفعل التعجب «أجمل». ومثل: «ما كان أحوج ذا الجمال إلى ***عيب يوقّيه في العين»
حيث زيدت «كان» بلفظ الماضي بين «ما» التعجبيّة، وفعل التعجب «أحوج». وقد تقع «كان» التّامّة بعد فعل التعجّب مسبوقة بـ «ما» المصدريّة، مثل: «ما أجمل ما كان التعاون بين أفراد المجتمع» وتكون «ما» المصدريّة. «كان» فعل ماض تام. «التعاون» فاعل «كان». «بين» ظرف متعلق بـ «التعاون» وهو مضاف «أفراد»: مضاف إليه وهو مضاف. «المجتمع»: مضاف إليه، وما المصدريّة مع ما دخلت عليه في محل نصب مفعول به لفعل التعجب «أجمل». وجملة التعجب في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو «ما» التعجبية، والتقدير: ما أجمل وجود التعاون.
وتدلّ لفظة «كان» على تقيّد صيغة التعجب في الماضي، فإن قصد الاستقبال تقيّد التعجب بلفظ «يكون». فتقييد التعجب بزمن جائز، فتقيده بالماضي يكون بلفظ «كان» وبالحاضر بلفظ «يكون» أو «الآن» كقوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا} حيث تقيد التعجب بزمن المستقبل الذي يستفاد من عبارة: «يوم يأتوننا».
10 ـ يجوز حذف «الباء» الزائدة التي تدخل على فاعل «أفعل» وذلك إذا كان الاسم المجرور مصدرا مؤوّلا من «أن» المصدريّة وما دخلت عليه، مثل: «أعظم أن يخوض غمار الحرب» والتقدير: أعظم بخوض غمار الحرب أو بأن تخوض؛ أو إذا كان المصدر المؤول المجرور بالباء الزائدة المحذوفة يتكوّن من «أنّ» ومعموليها، كقول الشاعر:
«أهون عليّ إذا امتلأت من الكرى ***أنّي أبيت بليلة الملسوع»
والتقدير: أهون بأني أبيت، أو ببياتي بليلة الملسوع.
11 ـ قد يحتاج فعل التّعجّب إلى معمول مجرور بحرف جر معيّن مراعاة لمعناه الأصلي قبل التعجب، فإذا كان هذا الفعل مما يدل على حبّ أو كره فحرف الجر المناسب هو «إلى» والمجرور بها يكون فاعلا في المعنى، وما قبلها مفعولا في المعنى، مثل: «ما أبغض العلم الى الجاهلين».
«ما» التعجبية مبتدأ. «أبغض» فعل ماض مبني على الفتح «العلم» مفعول به منصوب. «إلى» حرف جر زائد. «الجاهلين» اسم مجرور بـ «إلى» لفظا مرفوع محلّا على أنه فاعل لفعل التعجّب.
وضابط هذا الاسلوب أن يصح حذف «ما» التعجبية وفعل التعجب ويوضع مكانه فعل مناسب يكون الاسم المجرور فاعله، ومفعوله هو الاسم الذي سبقه مثل: «ما أبغض العلم الى الجاهلين» يصح القول: يبغض الجاهلون العلم، وإن كان الاسم المجرور هو مفعول في المعنى وما قبله هو الفاعل يكون حرف الجر المناسب هو «اللّام».
مثل: «ما أحب الأب لابنه» والتقدير: «يحبّ الأب ابنه».
12 ـ إذا كان فعل التعجب متعدّيا إلى مفعول واحد يصير لازما بعد التّعجّب، ويتعدّى بواسطة حرف معيّن هو «اللام» مثل: «ما أكره العالم للمجرم».
13 ـ أمّا إذا كان فعل التّعجّب لازما فيتعدّى إلى مفعوله بواسطة حرف جر معيّن يجاري ما يتعدّى به في الأصل مثل: «ما أحبّ الناس للكريم»، وكقول الشاعر: «ما أجمل الهجرة بالأحرار***إن ضنّت الأوطان بالقرار»
فقد عدّي فعل التعجب «أجمل» «بالباء» لأننا نقول «أجمل به» أو جملت الهجرة بالأحرار.
14 ـ قد يصاغ فعل التعجب مما يتعدّى الى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا، مثل: «منح»، «أعطى»، «كسا»، أو أصلهما مبتدأ وخبر مثل: «ظنّ» وأخواتها. ولهذه الصياغة أربع حالات:
الحالة الأولى: أن يكتفي الفعل عند التّعجّب بفاعله الذي صار مفعولا به، مثل: «ما أكسا الكريم» فكلمة «الكريم» كانت في الأصل فاعلا لفعل «كسا» على تقدير: «كسا الكريم الفقير ثوبا» وبعد التّعجّب صار الفاعل «الكريم» مفعولا به لفعل التّعجّب واقتصر عليه دون المفعول الثاني.
الحالة الثانية: أن يأتي بعد الفاعل أحد المفعولين، فتقول: «ما أكسا الكريم للفقير» «الكريم» كانت فاعلا قبل التعجب فصارت مفعولا به بعده وأضيف بعدها أحد المفعولين مجرورا باللام فقلنا: «للفقير».
الحالة الثالثة: أن يأتي بعد المفعول الأول المجرور باللّام المفعول الثاني، فتقول: «ما أكسا الكريم للفقير ثوبا».
الحالة الرابعة: اعتماد الكلمات الثلاث منصوبة بدون «لام» الجر، بشرط عدم الوقوع في الالتباس، فتقول: «ما أكسا الكريم الفقير ثوبا».
فيكون الاسم الأول المنصوب مفعولا به لفعل التّعجّب. «الكريم» مفعول به لفعل «كسا» والاسم الثاني المنصوب يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره: يكسو الفقير. فتقول: «ما أكسا الكريم يكسو الفقير» أو «يكسو الفقير ثوبا» ويقول بعض الكوفيين: الأسماء الثلاثة منصوبة على المفعول به لفعل «كسا» في هذا الاسلوب فقط.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
41-المعجم المفصل في النحو العربي (الاسماء الملازمة للابتداء)
الاسماء الملازمة للابتداء:1 ـ من الأسماء الملازمة للابتداء كلمة «طوبى» ولا يكون خبرها إلا جارا ومجرورا، مثل: «طوبى للمحسنين». و «طوبى»: كلمة بمعنى الجنة أو السعادة.
2 ـ ومنها «ما» التعجبيّة، وهي ملازمة للابتداء بنفسها بسبب مزيّة امتازت بها وتسمّى أيضا: الاسم غير المتصرف، لأنه مقصور على طريقة واحدة لا يتجاوزها، مثل: «ما أحلى لعب الأطفال». «ما»: التعجبية في محل رفع مبتدأ، وجملة «أحلى لعب» في محل رفع خبر المبتدأ.
3 ـ ومنها كلمة «سلام» وكلمة «ويل» في الدّعاء، مثل: «سلام عليك» «سلام» مبتدأ شبه الجملة «عليك» خبره. ومثل: «ويل له». ومثلهما كلمة «رحمة» في مثل: «رحمة على المؤمنين».
تطابق المبتدأ والخبر: يتطابق المبتدأ والخبر في الحالات الثلاث التالية:
1 ـ يجب تطابق المبتدأ والخبر في الإفراد والتذكير والتأنيث والتثنية والجمع بشرط أن يكون الخبر مشتقا لا يستوي فيه التّذكير والتّأنيث، مثل: «الطّالب محبوب»، «الطالبان مجدّان»، «الطلاب ناجحون»، «الفتاة مهذبة»، «الفتاتان ناجحتان»، «الفتيات ناجحات»، ولا يجب التّطابق في مثل: «فاطمة انسان»، لأن الخبر «انسان» غير مشتق ولا في مثل: «هذا جريح» لأنّ لفظة «جريح» يستوي فيها المذكّر والمؤنث، ويجب المطابقة إذا كان المبتدأ متعددا، فإن كان المبتدأ مثنّى أو جمعا فيجب تطابقه مع خبره إذا كان تعدّده بطريق التفريق، أي: بعطف بعض الأفراد على بعض، مثل:
«الكبر والحمد ضدّان، اتفاقهما***مثل اتفاق فتاء السنّ والكبر»
وقد يكون تعدّد المبتدأ بمراعاة معطوف محذوف، مثل: «راكب الناقة طليحان» أي: راكب الناقة والناقة طليحان تعبان.
2 ـ إذا كان المبتدأ جمعا لغير العاقل يجوز أن يكون خبره مفردا مؤنثا أو جمعا مؤنّثا سالما، أو جمع تكسير للمؤنث، مثل: «الشجرات عاليات أو عالية أو عوال» وإذا كان المبتدأ جمع مؤنث للعاقل جاز في خبره أن يكون مفردا مؤنثا، أو جمع مؤنث سالم، أو جمع تكسير للمؤنّث، مثل: «الفتيات مجدّة أو مجدات، أو نوافع».
3 ـ وتختلف المطابقة إذا كان الخبر مما يتساوى فيه التّذكير والتّأنيث، مثل: «رجل قتيل» و «امرأة قتيل» فالمطابقة هنا ممنوعة. ويكون المبتدأ متعدّد الأفراد حقيقة ولكنه منزل منزلة المفرد بقصد التّشبيه، أو المبالغة، كقول الشاعر:
«المجد والشّرف الرفيع صحيفة***جعلت لها الأخلاق كالعنوان»
وفيه كلمة «المجد» وكلمة «الشرف» كلمتان وقعتا مبتدأ، ونزّلتا منزلة المفرد بدليل مجيء الخبر «صحيفة» مفردا. ومثل: «المدافعون عن شرف الوطن رجل واحد وهم يد على من سواهم» «المدافعون» مبتدأ يدل على الجمع، خبره مفرد «رجل» فنزّل الجمع منزلة المفرد ومثله: «هم»: مبتدأ جمع خبره «يد» مفرد.
ومن عدم التّطابق في التّذكير والتّأنيث كلمتا «أحد» أو «إحدى» المضافتين إلى كلمة تخالف المبتدأ، فيجوز فيهما مخالفة المبتدأ، أو الخبر، فتقول: «الصّدق أحد السّعادتين» «أحد» مضاف إلى مؤنّث مخالف للمبتدأ «الصّدق» الذي يدل على مذكّر، فيجوز أن تطابق «الصدّق» في التذكير، فتقول: أحد، أو تطابق الخبر في التأنيث فتقول: إحدى السعادتين.
حذف المبتدأ: يحذف المبتدأ إما جوازا، أو وجوبا، فيحذف جوازا بشرط أن تدل عليه قرينة لفظيّة، ولا يتأثّر المعنى بحذفه، مثل: أين أبوك؟
فالجواب: في المصنع. أي: «أبي في المصنع» فحذف المبتدأ «أبي» جوازا لدلالة القرينة عليه.
ويجب حذف المبتدأ في مواضع كثيرة منها:
1 ـ إذا كان الخبر نعتا مقطوعا الى الرّفع مخصوصا بمدح، مثل: «مررت بالصّديق الشاعر الأديب». «الأديب» خبر المبتدأ محذوف تقديره هو، ويدلّ على المدح، أو مخصوصا بذمّ، مثل: «تجنّبت التلميذ الكسول السّفيه؟» «السّفيه» نعت مقطوع مخصوص بذمّ، هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، أو مخصوص بترحّم، مثل: «ترفّقت بالفقير الضّعيف المسكين». «المسكين»: خبر لمبتدأ محذوف. ويدل على التّرحم.
2 ـ إذا كان الخبر مخصوصا بمدح أو ذم، مثل: «نعم التلميذ سمير» «سمير» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، يدلّ هذا الخبر على التّخصص بالمدح. ومثل: «بئس الطّالب خليل» و «ساء الزّارع سليم». «خليل»: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، المخصوص بالذمّ، ومثله «سليم» مخصوص بالذّم بعد الفعل «ساء».
3 ـ إذا كان الخبر صريحا في القسم، أي: أنه في عرف المتكلّم والسّامع يمين، مثل: «في ذمتي لأسامحنّ المخطىء» «في ذمّتي» جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ المحذوف تقديره: قسم، ومثل: «وحياتك لأساعدنّك في العمل». «الواو» للقسم. حياة: اسم مجرور.
«والكاف» في محلّ جرّ بالإضافة والجار والمجرور متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ المحذوف تقديره وحياتك يمين.
4 ـ إذا كان الخبر مصدرا نائبا عن فعله، مثل: «درس مفيد». أي: درسي درس مفيد و «صبر جميل»، أي: صبري صبر جميل. «درس»: خبر لمبتدأ محذوف، ومثله «صبر».
5 ـ ويحذف المبتدأ وجوبا بعد المصدر النائب عن فعل الأمر، مثل: «سقيا ورعيا لك»، «سقيا» «ورعيا» كلّ من الكلمتين مفعول مطلق من فعل محذوف تقديره: اسق يا ربّ سقيا، رعيا.
«لك»: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره الدّعاء لك: «واللام» في «لك» هي لام التّبيين التي تبيّن أن ما بعدها وما قبلها
معنوي، وكقول الشاعر:
«نبّئت نعمى على الهجران عاتبة***سقيا ورعيا لذاك العاتب الزّاري»
6 ـ إذا كان الخبر اسما مرفوعا بعد «ولا سيّما»، مثل: «أحبّ الأدباء ولا سيّما جبران» «ولا سيّما» «الواو»: الاعتراضيّة. «لا»: النافية للجنس تعمل عمل «إنّ» «سيّ»: اسم «لا» منصوب بالفتحة، وهو مضاف، «ما» اسم موصول مبنيّ على السكون في محل جرّ بالإضافة، «جبران»: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. والجملة الاسميّة «هو جبران» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وخبر «لا» محذوف تقديره موجود. ولهذا الاسلوب أكثر من وجه اعرابي انظر التفصيل في باب «لا» النافية للجنس.
7 ـ ويحذف المبتدأ وجوبا بعد ألفاظ معيّنة مسموعة عن العرب، مثل: «من أنت؟» «محمدا» والتقدير: من أنت يا حقير حتى تذكر محمدا، فالمثل يتضمّن تحقيرا للمغتاب وتعظيما لمحمد، ومن ذلك ما يقال: «لا سواء». «لا»: النافية للجنس. «سواء»: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هما. ويقال هذا في المقابلة بين شيئين والتقدير: لا هما سواء.
تقديم المبتدأ على الخبر: الأصل في المبتدأ أن يتقدّم على الخبر لأنه محكوم عليه بالخبر. لكن تعترض الأسلوب حالات يجوز فيها تقديم المبتدأ أو تأخيره، وحالات يجب فيها تقديم المبتدأ. فيجوز تقديم المبتدأ أو تأخيره حين لا يترتّب فساد في المعنى، أو التّركيب، مثل: «العلم غذاء الرّوح» فبإمكاننا تأخير المبتدأ فنقول: «غداء الروح العلم» دون أن يحدث ذلك فسادا في المعنى ولا في التركيب، وكقول الشاعر:
«أفي كلّ عام غزبة ونزوح ***أما للنّوى من ونية فتريح»
فيجوز تقديم المبتدأ بالقول: أغربة ونزوح في كل عام. كما يجوز تقديم المبتدأ أو تأخيره في مخصوص «نعم» و «بئس»، مثل: «نعم الرجل خليل»، «خليل»: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. أو مبتدأ مؤخر خبره مقدّم هو جملة «نعم الرجل» كما يجوز تقديم هذا المبتدأ فتقول: «خليل نعم الرجل».
ويجب تقديم المبتدأ في مواضع كثيرة منها:
1 ـ إذا كان المبتدأ والخبر متساويين في درجة التّعريف والتّنكير بحيث يصلح كلّ منهما أن يكون مبتدأ، أو خبرا، مثل: «أبي صديقي» «أبي»: مبتدأ. «صديقي» خبر متساويان في التعريف. ومثل: «مكافح صادق جنديّ أمين» «مكافح»: مبتدأ. «جندي» خبره. تساويا في التّنكير فتقديم الخبر يوقع في اللّبس، إذ لا توجد قرينة تعيّنه؛ فإن وجدت جاز تأخير المبتدأ، مثل: «أبي أخي في المحبّة» والتقدير: أخي في المحبّة كأبي. فلا يمكن أن نعرب «أبي» مبتدأ. لأن القرينة المعنويّة تميّزه، وتجعله خبرا مقدّما، ومثل: «المدرسة الأولى البيت».
2 ـ إذا كان الخبر جملة فعليّة تتضمن ضميرا يعود على المبتدأ، مثل: «البنت تطيع أمّها». البنت مبتدأ. جملة «تطيع أمّها» فعلية هي خبر المبتدأ.
3 ـ إذا كان الخبر محصورا فيه المبتدأ بـ «إلّا» أو «إنّما»، مثل: «ما المعلم إلا ثروة» «المعلم»: مبتدأ. «ثروة»: خبره. ومثل: «إنما الصّدق منجاة». «الصدق»: مبتدأ «منجاة»: خبره. حصر فيه المبتدأ بـ «إنّما».
4 ـ إذا اتصل المبتدأ بـ «لام» الابتداء، مثل: «لجهد في العلم خير من راحة مع الكسل»، ومثل: «لتلميذ نشيط خير من طبيب كسول».
5 ـ إذا كان المبتدأ مما له حق الصّدارة، كأسماء الشّرط، والاستفهام، و «لم» الاستفهاميّة و «ما» التّعجبيّة و «كم» الخبريّة، مثل: «أيّ استاذ تحبّه أحترمه» «أي»: اسم شرط مبني على الضم في محل رفع مبتدأ، ومثل: «من زارنا». «من»: اسم استفهام مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ وجملة «زارنا» خبره. ومثل: «كم طبيب شاورته» «كم»: الخبرية في محل رفع مبتدأ، وهو مضاف. «طبيب»: مضاف إليه. وجملة «شاورته»: في محل رفع خبر المبتدأ. ومثل: «كم كتابا قرأته؟» «كم»: الاستفهامية في محل رفع مبتدأ، «كتابا»: تمييز منصوب. وجملة «قرأته» خبر المبتدأ. ومثل: «ما أطيب العسل! » «ما»: التعجبيّة في محل رفع مبتدأ. وجملة «أطيب العسل» خبره.
6 ـ ويتقدم المبتدأ وجوبا إذا كان مضافا إلى ما له حقّ الصّدارة، مثل: رفيق من زارنا؟. «رفيق»: مبتدأ وهو مضاف، «من»: اسم استفهام في محل جرّ بالإضافة، وجملة «زارنا» في محل رفع خبر المبتدأ. ومثل: «غلام أيّ أستاذ تحبه أحترمه» «غلام» مبتدأ وهو مضاف. «أيّ»: اسم شرط جازم فعلين في محل جرّ بالإضافة، والجملة من فعل الشرط «تحبه» وجوابه «أحترمه» في محل رفع خبر المبتدأ ومثل: «صديق كم طبيب شاورته» صديق: مبتدأ وهو مضاف «كم» الخبرية في محل جرّ بالإضافة وهو مضاف «طبيب» مضاف إليه تمييز «كم» الخبرية. وجملة «شاورته» خبر المبتدأ. ومثل: «صفحات كم كتابا قرأتها؟». «صفحات» مبتدأ وهو مضاف «كم» الاستفهامية في محل جرّ بالإضافة. كتابا تمييز منصوب وجملة «قرأتها» في محل رفع خبر المبتدأ.
7 ـ إذا كان المبتدأ مفصولا عن الخبر بضمير الفصل أو العماد، مثل: «الله هو القادر» «الله» اسم الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة، «هو»: ضمير الفصل أو العماد لا محل له من الإعراب القادر: خبر المبتدأ. وله وجه آخر من الإعراب: «هو»: ضمير الفصل مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ ثان. «القادر»: خبر المبتدأ الثّاني. والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر للمبتدأ الأوّل «الله».
8 ـ إذا كان المبتدأ هو ضمير الشّأن، مثل: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}. «هو»: ضمير الفصل، أو ضمير الشّأن مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ. «الله»: اسم الجلالة خبره.
9 ـ إذا كان الخبر هو عين المبتدأ في المعنى، مثل: «قولي: العلم نور» «قولي»: مبتدأ مرفوع بالضّمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة. و «ياء» المتكلم في محل جرّ بالإضافة، «العلم نور» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها حركة الحكاية. ويجوز إعرابها بوجه آخر. «العلم»: مبتدأ. «نور»: خبره. والجملة الاسميّة خبر المبتدأ الأول «قولي».
10 ـ إذا كان المبتدأ بعد «أمّا» التفصيلية، مثل: «أمّا العلم فنور». «العلم»: مبتدأ مرفوع، «الفاء» الرابطة لجواب «أمّا» «نور»: خبر المبتدأ.
فالمبتدأ واجب التّقديم على الخبر لأن «أمّا» لا تقع بعدها «الفاء» مباشرة، ولأن الخبر الذي تدخل عليه «أمّا» لا يتقدّم على المبتدأ.
11 ـ إذا كان المبتدأ مما يدلّ على الدّعاء: «سلام عليكم» «سلام»: مبتدأ، وشبه الجملة «عليكم» في محل خبر المبتدأ. ومثل: «ويل للمجرمين». ويل: مبتدأ وشبه الجملة خبره.
12 ـ إذا كان المبتدأ ضميرا للمتكلم أو للمخاطب وخبره اسم موصول مطابق له، مثل: «أنا التي ساعدت المريض» «أنا»: ضمير المتكلّم في محل رفع مبتدأ. «التي»: اسم موصول في محل خبر المبتدأ. ومثل: «أنت الذي ساعدت الضّعيف» و «أنتما اللّذان عرفتما بالصّدق»، و «أنتم الذين أتبع نصائحكم».
13 ـ إذا كان الخبر معرّفا بـ «أل» والمبتدأ ضمير المتكلّم أو المخاطب، مثل: «أنا الصغير سأحقق المعجزات» ومثل: «أنت الجندي تدافع عن الوطن» «أنا» ضمير المتكلم مبتدأ. «الصغير» خبره و «أنت»: ضمير المخاطب مبتدأ. «الجندي»: خبره.
14 ـ إذا كان المبتدأ اسم موصول، مثل: «الذي كلّمته خليل». «الذي»: اسم موصول مبتدأ. جملة كلّمته صلة الموصول، «خليل»: خبر المبتدأ.
15 ـ إذا كان الخبر اسم اشارة مبدوءا بـ «هاء» التّنبيه في جملة اسمية، مثل: «ها أنذا أقوم بواجباتي». «أنا»: ضمير المتكلم في محل رفع مبتدأ. «ذا»: اسم إشارة خبره.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
42-المعجم المفصل في النحو العربي (علاماته)
علاماته:1 ـ أن يتصل بالفعل ضمير يعود على غير المصدر، مثل قوله تعالى: {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى} «أخرج» متعد إلى مفعول به واحد هو «المرعى». «جعل» فعل متعد الى مفعولين هما: «الهاء» المفعول الأول «وغثاء»: المفعول الثاني. «سنقرئك»: متعد إلى مفعول به واحد هو «الكاف» «تنسى»: متعد ومفعوله محذوف والتقدير: فلا تنسى ما أقرأناك.
«يعلم» بمعنى: «يعرف» فعل متعد إلى مفعول واحد هو «الجهر». وفي كلّ من هذه الأفعال المتعدّية ضمير يعود إلى غير المصدر. لأن عود الضمير على المصدر يكون في كلّ من اللّازم والمتعدي. فتقول: «الدرس درسه التلميذ». «والنوم نامه الولد».
2 ـ أن يؤخذ منه اسم مفعول تامّ غير متصل بظرف ولا بحرف جرّ مثل: «أكل» «مأكول» «قتل»، «مقتول» «شرب»، «مشروب».
3 ـ أن ينصب مفعولا به مباشرة بدون واسطة أو بدون حرف جرّ، كقوله تعالى: {إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى} أو أكثر من مفعول به، كقوله تعالى: {وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ}.
ملاحظات: يتعدّى اللّازم بأحد الأمور التالية:
1 ـ بنقله من وزن «فعل» الى وزن «أفعل» كقوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ} وكذلك يتعدّى إلى مفعولين المتعدّي إلى واحد، مثل: «ألبست طفلتي ثوبها». الفعل «لبس» متعد إلى مفعول واحد، تقول: «لبست قميصي» وبنقله الى صيغة «أفعل» تعدّى الى مفعولين الأول «طفلتي»، والثاني: «ثوبها».
2 ـ بنقله إلى صيغة «فاعل»، تقول: «جالست العلماء». «العلماء» مفعول به لـ «جالست».
3 ـ بنقله الى وزن «فعلت»، تقول: «كثرت أقراني» أي: غلبتهم بالكثرة، ومثل: «سمحت صديقي» أي: غلبته بالسّماحة.
4 ـ بنقله إلى صيغة استفعل التي تفيد الطّلب أو النّسبة إلى الشّيء، مثل: «استكبرت الدرس»، «استعظمت الأمر»، «استغفرت الله»، «استكتبت الفرض» أي: طلبت منه كتابته.
5 ـ بنقله إلى صيغة «فعّل» مثل قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها} وكقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}.
6 ـ التّضمين أي: إعطاء لفظ معنى لفظ آخر فيعطونه حكمه أيضا، مثل: «رحب». والفعل «ولّى» والفعل «ضاق» فعلان لازمان، يدل على ذلك قوله تعالى: {ضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} فعدّي الفعل «رحب» لتضمينه معنى «وسع»، فتقول: «رحبت الأمل» والفعل «ولّى» بمعنى «أوكل»، فتقول: «وليت أخي بالأمر...» ومنه قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} فالفعل «سفه» لازم وعدّي بتضمينه معنى «امتهن».
7 ـ نزع الخافض أي: حذف الجرّ. كقوله تعالى: {عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا} أي: على سر، أي نكاح.
وكقوله تعالى: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ}.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
43-المعجم المفصل في النحو العربي (المركب تركيب خمسة عشر)
المركّب تركيب خمسة عشراصطلاحا: الملحق بالمركّب العدديّ: هو ما كان مركبا تركيب خمسة عشر من ظرف، مثل: «صباح مساء»، أو حال، مثل: «بيت بيت»، أو المركّب المجرور، مثل: «وقعت في حيص بيص» «حيص بيص»: مركّب مبنيّ على الفتح في محل جرّ بحرف الجرّ «في». ومثل: «هو جاري بيت بيت». «بيت بيت»: حال مبنيّ على الفتح في محل نصب، ومثل: «يزورني صديقي صباح مساء». «صباح مساء»: ظرف مبنيّ على فتح الجزأين في محل نصب على الظّرفية.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
44-المعجم المفصل في النحو العربي (مسألة الكحل)
مسألة الكحلاصطلاحا: هي جعل اسم التفضيل رافعا لاسم ظاهر، إذا صحّ أن يحلّ محلّ التّفضيل فعل بمعناه من غير فساد في المعنى ولا في التّركيب، مثل: «ما رأيت طفلا أجمل في عينيه الكحل منه في عيني صديقي سمير». وسمّيت هذه المسألة
كذلك لورود كلمة الكحل في المثل السّابق والمقصود كل مثل يشابهه. علامات هذه المسألة.
1 ـ ورود كلمة الكحل في المثل أو في ما يشابهه.
2 ـ أن يكون اسم التفضيل نعتا والمنعوت اسم جنس مسبوقا بنفي أو ما يشبهه.
3 ـ أن يكون الاسم المرفوع باسم التّفضيل أجنبيّا منه ويخضع لطور فيه تفضيل شيء على آخر. فالكحل في المثل السّابق مفضّل باعتباره في عيني سمير ومفضّل عليه في عيني الطفل.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
45-المعجم المفصل في النحو العربي (معاني أوزان الفعل)
معاني أوزان الفعل1 ـ معاني أوزان الثلاثيّ: أوزان الثّلاثيّ ثلاثة: فعل، فعل، فعل، ولكلّ منها معان خاصة تختلف عن سواها.
أولا: معاني «فعل»: لهذا الوزن معان عدّة أشهرها:
1 ـ الدّلالة على غريزة، مثل: «جبن» أو على طبيعة، مثل: جدر، خطر. مثل: «جدر الرفيق بأمر» أي: هو أهل له أو خليق به.
2 ـ للدّلالة على التّعجّب، مثل: «فهم»، «ذكو»، «علم»، «قضو»، فتقوله بمعنى «ما أفهمه»، «ما أذكاه»، «ما أقضاه»، «ما أعلمه».
ثانيا: معاني «فعل». وله معان كثيرة أشهرها:
1 ـ الدّلالة على الصّفات الملازمة، مثل: «ذرب لسانه»، أي: «فسد»، و «بلج صدره» أي: انشرح. و «بلج جيبنه» أي: صار طلقا. و «عرج الرّجل» أي: كان عرجه خلقة.
2 ـ الدّلالة على عرض، مثل: جرب، مرض، عمص. مثل: «جرب السّيف» أي صدىء. «وجرب الرجل»، أي: وقع بداء الجرب.
3 ـ الدّلالة على كبر عضو، مثل: «رقب»، «كبد»، «طحل»، مثل: «رقب الرجل»، أي: عظمت رقبته، كبد وطحل الرّجل، أي: عظم كبده وطحاله «وعجزت المرأة»، أي: كبر عجزها أي: مؤخرتها.
4 ـ الدّلالة على صفات طارئة، مثل: «ظمىء»، «عطش»، «رهب». مثل: «ظمىء الفتى»، أي: أصابه الظّمأ وهو العطش الشّديد.
و «ظمي الرّجل»، أي: صار أظمى، فهو الرجل الأظمى أي: الأسمر.
ثالثا: معاني «فعل» ولها معان تزيد على العشرة أشهرها:
الأول: الجمع، مثل: «جمع»، «حشد»، الثّاني: الدّلالة على التّفريق، مثل: «قسم»، «فرق»، الثالث: الدّلالة على الإعطاء، مثل «كسا» «منح»، «نحل» الرّابع: الدّلالة على المنع، مثل: «منع»، «حجز»، الخامس: الدّلالة على الامتناع، مثل: «جمح»، «شرد»، السادس: الدّلالة على الغلبة، مثل: «غلب»، «قهر»، «ملك»، السّابع: الدلالة على التّحويل، مثل: «صرف»، «نقل»، الثّامن: الدّلالة على التّحوّل مثل: «ذهب»، «ترك»، التّاسع: الدّلالة على الاستقرار، مثل: «سكن»، «جلس»، العاشر: الدّلالة على السّير، مثل: «سار»، «مشى» الحادي عشر: الدّلالة على السّتر، مثل: «ستر»، «حجب».
2 ـ معاني وزن الرّباعي: لوزن الرّباعي «فعلل» دلالات كثيرة أشهرها: أولا: الدّلالة على الاتّخاذ، مثل: «قمطر»، «قرمض»، مثل: «قمطر القربة»: ملأها. ثانيا: الدّلالة على المشابهة، مثل: «حنظل»، «علقم» تقول: «حنظل قول الفتى» و «علقم خلق الطّالب» أي صار قول الفتى كالحنظل وخلق الطالب كالعلقم. ثالثا: الدّلالة على خلط الشيء في شيء آخر، مثل: «عندم» و «نرجس»، فتقول: «عندم القماش» أي: أدخل فيه العندم وهو خشب نبات يصبغ به. و «نرجس الشراب» أي: أدخل فيه النّرجس وهو نبات من الرّياحين. والنّرجس كلمة فارسيّة الأصل. رابعا: الدّلالة على الإصابة، مثل «عرقب» و «غلصم».
تقول: «عرقب الدّابّة»، أي: قطع عرقوبها، وهو عصب فوق العقب ومثل: غلصم العدوّ أي: قطع غلصمته، وهو اللّحم بين الرّأس والعنق. خامسا: الدّلالة على اختصار الكلام، مثل: «بسمل»، أي: قال بسم الله، «وحمدل»، أي: قال الحمد لله، و «سبحل»، أي: قال: سبحان الله، و «طلبق»، أي: قال أطال الله بقاءك، و «جعفد»،
أي: قال: جعلت فداك، و «مشأل». أي: قال ما شاء الله...
3 ـ معاني أوزان مزيد الثّلاثيّ والرّباعيّ:
للمزيد من الثّلاثيّ والرّباعيّ معان مختلفة أشهرها: أولا: وزن «أفعل» من معانيه: أولا: التّعدية، مثل: «أنام»، «أخرج».
ثانيا: ملكية الفاعل للفعل المشتق، مثل: «أثمر الحقل»، أي: صار الحقل صاحب ثمر.
و «أينعت أزهار البستان» أي: صارت يانعة وألبنت الشّاة أي: صارت الشاة صاحبة لبن.
ثالثا: الدّلالة على المصادفة، مثل: «أبخل»، «أعظم»، مثل: «أبخلت صديقي»، أي: جعلته بخيلا، أو وجده بخيلا ومثل: أعظم الأمر، أي: صيّره عظيما.
رابعا: الدّلالة على السّلب، مثل: «أشكى»، «أقذى»، فتقول: «أشكيت صديقي»، أي: أزلت عنه شكواه. و «أقذى المرء رفيقه»، أي: أزال قذى عينيه.
خامسا: الدّخول في مكان أو زمان، مثل: «أصبح»، «أضحى»، «أمسى»، أي: دخل في الصّبح والضّحى والمساء. ومنه قوله تعالى: {فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}، ومثل: «أصحر» أي: دخل في الصحراء، «أعرق»، أي: أتى العراق، «أتهم» أي: أتى تهامة. و «أنجد»، أي أتى نجد.
سادسا: الدّلالة على الحينونة، «أحصد» أي: قرب وقت الحصاد، و «أصرم النخل»، أي: قرب وقت صرامه، أو حان له أن يصرم، أو يقطف.
ثانيا: معاني «فعّل» وله ما يزيد على سبعة معان منها:
1 ـ الدّلالة على التكثير، مثل: «جوّل»، «طوّف» فتقول: «جوّل الأرض»، أي: جال فيها كثيرا. و «طوّف في البلاد»، أي أكثر الطوف بجهاتها.
2 ـ للدّلالة على التّعدية، «نوّم»، «فرّح»، «جلّس»، فتقول: «نوّمت الطفل».
3 ـ الدّلالة على النّسبة إلى أصل الفعل، مثل: «كذّب»، «فسّق»، فتقول: «كذّبت رفيقي»، أي: نسبت إليه الكذب، و «فسّق رجل الدين الكاذب»، أي: نسب إليه الفسق وهو الخروج عن طريق الصّواب.
4 ـ الدّلالة على السّلب، مثل: «قرّد»، «قشّر» فتقول: «قرّد الرجل البعير»، أي: نزع قردانه، لأن الرّجل إذا أراد أن يأخذ البعير الصّعب قرّده أوّلا. و «قشّر التفاحة» أي: أزال عنها قشرتها.
5 ـ الدّلالة على التّوجّه، مثل: «شرّق»، «غرّب»، «صعّد»: أي: اتجه نحو الشرق أو نحو الغرب، واتّجه صعودا أو صاعدا.
6 ـ الدّلالة على اختصار المركّب، مثل: كبّر أي قال: الله أكبر، وسبّح أي قال: «سبحان الله»، و «هلّل»، أي قال: لا إله إلا الله، و «حمّد»، أي:
7 ـ الدّلالة على المشابهة، مثل: «قوّس»، فتقول: «قوّس ظهر المسنّ» أي: صار ظهره شبيها بالقوس، أي: «انحنى حتى أشبه القوس».
ثالثا: معاني «فاعل». يدلّ على المفاعلة، مثل: «قاتل»، «ضارب» فتقول: «قاتلت اللّص»: أي: قتلته وقتلني. و «ضاربته»: أي: ضربته وضربني. ويدلّ على التّكثير، مثل: «كاثر»، «ضاعف»، «جاهد»، فتقول: كاثرت مالي عليه، أي أعطيته مالا كثيرا، و «ضاعفت جهدي»، أي: بذلت جهدا كثيرا، و «جاهد المسلمون» أي: بذلوا جهادا كثيرا. ويدلّ على الموالاة، مثل: «والى»، «تابع»، فتقول: «واليت القوم»، أي: اتبعتهم في قولهم وفعلهم، وتابعتهم في آرائهم.
رابعا: معاني «انفعل». يدل على المطاوعة، مثل: «انكسر»، «انقاد»، «انفلق»، «انغلق»، «انزعج»، فتقول: «انكسر الزّجاج»، «انقاد الطّفل إلى رأي أهله»، «انفلق الحبّ أو الثّمر»، «انغلق الباب»، «انزعج المريض».
خامسا: معاني «افتعل». يدلّ على المطاوعة، مثل: «اجتمع»، «انتصف»، «اعتدل» فتقول: «اجتمعت بالقوم أو اجتمع القوم بالوفود»، «انتصف النهار» «اعتدل الطّقس»، أي: صار معتدلا، لا باردا، ولا حارّا.
ويدل على الاتّخاذ، مثل: «اختتم»، «استوى»، فتقول: «اختتم الخطيب عروسه» أي: ألبسها الخاتم. «اشتوى الرجل اللّحم»، أي: اتّخذه شواء.
ويدلّ على التّشارك، مثل: «اجتور»، «اشتور»، فتقول: «اجتور القوم» أي: جاور بعضهم بعضا. و «اشتور القوم»، أي: شاور بعضهم بعضا؛ ويدلّ على الاجتهاد، مثل: «اكتسب»، «اكتتب»، فتقول «اكتسب الرجل مالا» أي: اجتهد في كسبه، ومثل: «اكتتب الكتاب»: أي اجتهد في نسخه وكتابته.
ويدلّ على الاختيار، مثل: «انتقى»، «اختار»، «اصطفى»، فتقول: «انتقى الطّفل حذاء»، أي: اختاره.
سادسا: معاني «افعلّ». يدلّ على لون، مثل: «احمرّ»، أو عيب، مثل: «اعورّ»، «احولّ».
سابعا: معاني «تفعّل» يدلّ على المطاوعة، مثل: «هذّب»، «تعلّم»، فتقول: «هذّبت الفتى» أي: «صيّرته مهذبا»، و «علّمت أخي»، أي: جعلته متعلّما. ويدلّ على التكلّف مثل: «تكرّم»، «تشجّع»، «تأمّل». فتقول: «تكرّم الغنيّ على الفقير» أي: تكلّف الكرم. ومثل: «تشجّع الطفل» أي: «تكلّف الشّجاعة» ويدلّ على الطّلب، مثل: «تعظّم»، «تيقّن»، فتقول: «تعظم الرجل»، أي: طلب أن يكون عظيما، و «تيقّن المرء من أمره»، أي: صار ذا يقين منه.
ثامنا: معاني «تفاعل». يدلّ على المشاركة، مثل: «تقاتل»، «تضارب»، «تشاجر»، «تعادل»، «تخاصم»؛ فتقول: «تخاصم الرفيقان» أي: اشتركا في الخصام فيما بينهما، و «تشاجر الطفلان»: أي: تنازعا وتخاصما... ويدلّ على التكلّف، مثل: «تكاسل»، «تغابى»، فتقول: «تكاسل التلميذ»، أي: تكلّف الكسل.
ويدلّ على المطاوعة، مثل: «تباعد»، «تتابع»، «تقارب»، فتقول: «تباعد القوم»، أي: ابتعد أحدهم عن الآخر. وعكسها تقارب. وتقول: «تتابعت الأخبار» أي: أتى بعضها إثر بعض، و «تكاثر القوم» أي: صاروا أكثر أو تغالبوا في الكثرة.
تاسعا: معاني استفعل يدلّ على الطّلب، مثل: «استغفر»، «استوهب»، فتقول «استغفرت الله»، أي: طلبت منه الغفران. «استوهبت القرآن»: طلبت من البائع أن يهبنيه أو يبيعنيه.
ويدلّ على التحوّل، مثل: «استنوق»، «استنسر»، فتقول: «استنوق الجمل»، أي: «تشبّه بالنّاقة»، «استنسر الطائر»، أي: تشبّه بالنّسر، «استتيست الشاة»، أي: تشبّهت بالتّيس، «استحجر الطين»،
أي: تحوّل إلى حجر. أو يدل على المصادفة، مثل: «استكرم»، «استسمن»، فتقول: «استسمن الرجل البائع»، أي: طلب أن يبيعه السّمن و «استكرم الرجل رفاقه» أي: اختار الكرائم منهم، ويدل على اختصار المركب، مثل: «استرجع» أي: قال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون»...
عاشرا: معاني «تفعلل»، يدلّ على المطاوعة، «تدحرج»، «تبعثر». فتقول: «تدحرجت الكرة»، و «تبعثرت الأوراق» أي: صارت مبعثرة.
الحادي عشر: معنى «افعنلل» المطاوعة، مثل: «احرنجم» فتقول: «احرنجمت الإبل» أي: اجتمعت وازدحمت.
ويدلّ وزن «افعللّ» على المبالغة، مثل: «اشمأزّ»، «اطمأنّ».
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
46-المعجم المفصل في النحو العربي (المفعول لأجله)
المفعول لأجلهتعريفه: هو مصدر قلبي، أي: يدل على الرّغبة، منصوب غالبا يبيّن سبب ما قبله، ويشارك عامله في الزّمن والفاعل، ويخالفه في اللّفظ، ويكون معرفة أو نكرة، وعلامته أنه يصلح أن يكون جوابا لسؤال عن سبب بواسطة أدوات الاستفهام: «لماذا»، «لم»، «ما»، أو غيرها مما يسأل به عن السّبب، مثل: «وقفت إجلالا لأستاذي». «إجلالا»: مصدر يدل على الرّغبة منصوب يبيّن سبب الوقوف وحصل في نفس وقت الوقوف، وفاعله وفاعل الوقوف واحد هو المتكلم، ويصلح جوابا للسؤال: لماذا وقفت فالجواب: إجلالا.
أقسامه: المفعول لأجله يكون على ثلاثة أقسام:
1 ـ مجرّدا من «أل» والإضافة، مثل: «زرت صديقي اطمئنانا على صحته».
2 ـ مضافا مجرّدا من «أل»، مثل: «تمهّلت في السّير خوف الانزلاق».
3 ـ مقترنا بـ «أل»، مثل: «حضرت الاستطلاع عن صحة الوالد».
ملاحظة: متى فقد المفعول لأجله شرطا من الشروط السّابقة وجب أن يجرّ بحرف من حروف الجر التي تفيد التّعليل مثل «من» أو «اللام».
كقوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ} «للأنام» مفعول لأجله مجرور باللّام لأنه غير مصدر، وكقوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ} «إملاق» مفعول لأجله مجرور بـ «من» لأنه مصدر غير قلبي. بعكس قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} «خشية» مصدر قلبي هو مفعول لأجله، وأمّا مثل:
«فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها***لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل»
وفيه «لنوم» مفعول لأجله مجرور بـ «اللام» لأن النّوم علّة لخلع الثّياب إلا أنّه متأخّر عنه. وكقول الشاعر:
«وإنّي لتعروني لذكراك هزة***كما انتفض العصفور بلّله القطر»
«لذكراك» مفعول لأجله مجرور «باللام» لأنه علّة لاعتراء الهزّة، ولكن فاعل الاعتراء هو «الهزّة»، وفاعل «الذّكرى» هو «المتكلّم»، فلما اختلف الفاعل جرّ المفعول لأجله باللّام وكقوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} «لدلوك» مصدر مجرور باللام لأنه مختلف في الزّمن والفاعل عن المعلّل به.
أحكامه
1 ـ إذا استوفى المفعول لأجله الشروط جاز نصبه وجاز جرّه بحرف جر يفيد التّعليل مثل: «وقفت احتراما للمعلم» أو لاحترام المعلم. ومع أن النّصب والجر جائزان إلا أن النّصب مفضّل على الجرّ، لأنه يدلّ مباشرة على المفعول لأجله، أما إذا كان المفعول لأجله مقترنا بـ «أل» فالأكثر جرّه، مثل: «سافر أخي للرغبة في العلم» ورغم ذلك فقد يأتي منصوبا، كقول الشاعر:
«لا أقعد الجبن عن الهيجاء***ولو توالت زمر الأعداء»
فكلمة «الجبن» مفعول لأجله مقرون بـ «أل» فالأكثر فيه أن يكون مجرورا لكنّه منصوب رغم اقترانه بـ «أل» وهذا قليل؛ أما المفعول لأجله المضاف فالجرّ والنّصب فيه سواء، مثل: «يأتي الطلاب إلى المدرسة رغبة العلم أو لرغبة العلم». ومتى كان المفعول لأجله فاقدا لإحدى شروطه، فلا يسمّى مفعولا لأجله ولا ينصب بل يجرّ بحرف جر يفيد التّعليل، إلّا إذا فقد التّعليل، فلا يجوز جرّه بحرف من حروف التّعليل منعا للتناقض، مثل: «عبدت الله عبادة وأطعت والديّ إطاعة». فالمصدر «عبادة» والمصدر «إطاعة» منصوبان على أنهما مفعول مطلق لأن كلّا منهما يؤكّد عامله، ولا يصلح أن يكون مفعولا لأجله، لأنهما فقدا شرط التعليل.
2 ـ يجوز حذفه عند وجود قرينة تدلّ عليه، مثل: «الأب يسهر على تربية أولاده فتجب إطاعته شكرا واحترامه محبة وإجلاله....» أي: وإجلاله محبة، وكقوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} والتقدير: كراهة أن تضلّوا وكقوله تعالى: {وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ، أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ} والتقدير: كراهة أن تحبط أعمالكم. وكقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ} والتقدير: كراهة أن تصيبوا...
3 ـ يجوز تقديم المفعول لأجله على عامله سواء أكان منصوبا أو مجرورا، مثل: «رغبة في العلم سافر أخي»، «لاحترام المعلم وقف التّلاميذ»، وكقول الشاعر:
«فما جزعا، وربّ النّاس، أبكي ***ولا حرصا على الدّنيا اعتراني»
حيث تقدّم المفعول لأجله في المكانين «جزعا» و «حرصا» على عامله والتقدير فما أبكي جزعا، ولا اعتراني حرصا على الدّنيا.
4 ـ يجوز حذف عامل المفعول لأجله إذا دلّ عليه دليل، كقولك: «طلبا للراحة» لمن سألك: لماذا تسكن بعيدا في القرية؟.
5 ـ لا يتعدّد المفعول لأجله بل يكون لكل عامل مفعول لأجله واحد، ولكن يجوز العطف عليه أو البدل منه، كقوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرارًا لِتَعْتَدُوا} فكلمة «ضرارا» مفعول لأجله وجملة «تعتدوا» في محل جر باللّام والجار والمجرور متعلق بـ «ضرارا». ولا يجوز أن يتعلّق الجار والمجرور بالفعل «تمسكوهنّ» إلا إذا كانت «ضرارا» حالا والتقدير: مضارين. وكقول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: «لا تلتقي بذمّهم الشّفتان استصغارا لقدرهم وذهابا عن ذكرهم» فكلمة «وذهابا» مفعول لأجله معطوف على المفعول لأجله «استصغارا» ومثل: «ما تأملت الكون إلّا تجلّت لي عظمة الله وعجائب قدرته فأطأطىء الرأس إخباتا، خشوعا، تواضعا» «خشوعا» بدل من إخباتا بدل كل من كل لأن الإخبات هو الخشوع. وكقول الشاعر:
«طربت وما شوقا إلى البيض أطراب ***ولا لعبا منّي وذو الشّيب يلعب»
حيث تقدّم المفعول لأجله «شوقا» على عامله «أطرب» وكذلك «لعبا» تقدّم على «يلعب» وعطف المفعول لأجله الأول بواسطة حرف العطف «الواو». وقد حذفت أيضا همزة الاستفهام للتّخفيف والتقدير: وأذو الشّيب يلعب.
ويسمّى أيضا: المفعول له المفعول من أجله. التّفسير. الجزاء. المنصوب على الجزاء.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
47-المعجم المفصل في النحو العربي (ملاحظات)
ملاحظات:1 ـ إذا وقع بعد «الواو» جملة فليس ما بعدها مفعولا معه، مثل: «أقبل أخي والناس حوله».
2 ـ إذا كان الفعل ممّا لا يحصل إلّا من متعدّد فليس في الجملة مفعول معه، مثل: «تشارك سمير وخليل».
3 ـ إذا كانت «الواو» لغير المعيّة فليس في الجملة مفعول معه، مثل: «عرفت صديقي وعدويّ».
4 ـ إذا أفادت المصاحبة والخبر محذوف فليس في الجملة مفعول معه، مثل: «الطالب واجتهاده».
5 ـ إذا كان بعد «الواو» فعل فليس في الجملة مفعول معه، مثل: «لا تقرأ وتنام».
أحكام العامل: للاسم الواقع بعد «الواو» بالنّسبة للعامل أربع حالات:
1 ـ النّصب، وعامل النّصب إمّا الفعل أو ما يشبهه، كاسم الفاعل، مثل: «أنا سائر والطريق» أو اسم المفعول، مثل: «الكتاب متروك والطالب»، والمصدر، مثل: «الرجل فرح والقائد»، واسم الفعل، مثل: «رويد والغاضب».
وقد وردت أساليب مسموعة عن العرب لا يقاس عليها يأتي فيها المفعول معه بعد «ما» أو «كيف» الاستفهاميّتين دون أن يسبقه فعل، مثل: «ما أنت والرياضة» «كيف أنت والسباحة؟» «الرياضة»: مفعول معه عامله «ما» الاستفهامية، وقد يتأوّل فعل مكان «ما» فتقول: «ما تكون والرّياضة» ومثل ذلك: «كيف أنت والسّباحة». والتّقدير: كيف تكون والسّباحة.
2 ـ لا يجوز أن يتقدّم المفعول معه على عامله مطلقا ولا يجوز أن يتوسّط بينه وبين الاسم المشارك له، فلا يصحّ القول: والطريق سرت...
3 ـ لا يجوز أن يفصل فاصل بين «واو» المعيّة والمفعول معه، ولو كان الفاصل شبه جملة أي: ظرفا أو جارا ومجرورا، ولا يصحّ حذف واو المعيّة.
4 ـ إذا أتى بعد المفعول معه تابع وجب أن يراعى عند المطابقة الاسم الذي قبل «الواو» وحده، مثل: «كنت وزميلا كالأخ».
أحكام الاسم بعد «الواو»: للاسم الواقع بعد الواو بالنّسبة لإعرابه أربع حالات هي:
1 ـ جواز العطف أو النصب على أنه مفعول به والعطف أرجح، مثل: «أشفق المعلم والمدير على الطالب». فالعطف هنا أرجح لأنه أقوى في المشاركة.
2 ـ جواز الأمرين والنّصب على المعيّة أرجح، وذلك للفرار من عيب لفظي، مثل: جئت والمعلم. فكلمة «المعلم» يجوز فيها الرّفع عطفا على ضمير الرّفع المتّصل في «جئت» كما يجوز فيها النّصب على المعيّة وهذا أرجح، لأنّ العطف على ضمير الرّفع المتّصل يجب أن يسبقه توكيد بضمير رفع منفصل. فتقول: «جئت أنا والمعلم». أو عيب معنويّ مثل: «لا ترض بالرّفعة والذّلّ». فالمراد ليس النّهي عن أحد الأمرين إنما النّهي عن الأوّل مجتمعا مع الثّاني.
3 ـ وجوب العطف وامتناع المعيّة، حين يكون الفعل لا يأتي إلّا من متعدّد، مثل: «تشارك خليل وسمير». وهذا يقتضي الاشتراك المعنويّ الحقيقيّ، أو حين يوجد ما يفسد المعنى، مثل: «أطلّ القمر وسمير قبله». ففساد المعنى يأتي من كلمة «قبله».
4 ـ امتناع العطف ووجوب النّصب إما على المعيّة منعا من فساد لفظي، مثل: «نظرت لك وطائرا» لأن العطف على الضّمير المجرور يوجب إعادة حرف الجرّ، كقول الشاعر:
«فما لي وللأيّام لا درّ درّها***تشرّق بي طورا وطورا تغرّب»
فقد أعيد حرف الجرّ اللام بعد حرف العطف «الواو». أو منعا من فساد معنويّ، مثل: سافرت والليل، إذ لا يصحّ أن يتسلّط العامل «سافرت» على الاسم الذي بعد «الواو»، أو النّصب على غير المعيّة بتقدير فعل محذوف، مثل قول الشاعر:
«علفتها تبنا وماء باردا***حتّى شتت همّالة عيناها»
إذ لا يجوز أن تعطف «ماء» على «تبنا». أمّا إذا اعتبرنا «علفتها» بمعنى قدّمت لها فيمكن أن نجري العطف بين «تبنا» و «ماء» ولا يجوز أن تكون «ماء» مفعولا معه لأنه لا يحصل في الوقت الذي يحصل فيه علف التبن إذ أن شرط المفعول معه أن يشارك ما قبله في الزّمن. أمّا إذا اعتبرنا المعنى من باب عطف الجمل فيصحّ العطف والتّقدير: علفتها تبنا وأشربتها ماء. ومن ذلك أيضا قول الشاعر:
«فكونوا أنتم وبني أبيكم ***مكان الكليتين من الطّحال»
فإن الاسم بعد «الواو» منصوب على أنه مفعول معه، ولم يعطفه «بالواو» على الضّمير المتّصل بـ «كونوا» وعلى «أنتم» المؤكّدة لـ «واو» الجماعة.
ومثال النّصب على غير المعية، قول الشاعر:
«تراه كأنّ الله يجدع أنفه ***وعينيه إن مولاه كان له وفر»
والتقدير: ويفقأ عينيه، لأن الجدع خاصّ بالأنف لغة.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
48-المعجم المفصل في النحو العربي (الملحق بالمشتق)
الملحق بالمشتقّاصطلاحا: هو كل اسم جاء يشبه المشتق في دلالته على المعنى، ويصح أن يقع في موضع لا يصلح فيه إلا المشتق كالحال والنعت، مثل: «هذا قاض عدل» أي: عادل. «قاض» فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ياء المنقوص المحذوفة «عدل» نعت مرفوع. ومثل: «هذا بطل أسد» أي: شجاع. «أسد» نعت «بطل» مرفوع بالضّمّة.
ويسمّى أيضا: الاسم الجامد الملحق بالمشتق. الاسم المشتق تأويلا. الجامد المؤوّل بالمشتق. المؤوّل بالمشتق. المشتقّ تأويلا. الشّبيه بالمشتقّ. الملحق بالصّفة.
أنواعه: الملحق بالمشتقّ منه ما يقع نعتا ومنه ما يقع حالا.
أولا: ما يقع نعتا. هي كلمات كثيرة منها:
1 ـ أسماء الإشارة التي لا تدلّ على مكان، مثل: «رأيت الرجل هذا» «الهاء»: للتنبيه «ذا» اسم إشارة مبني على السّكون في محل نصب نعت «الرجل» والتّقدير: المشار إليه.
2 ـ «ذو»، «ذات»، «ذوات»، «ذوا»، «ذوو»، مثل: «جاء المعلم ذو الفضل الكبير» «ذو» بمعنى: صاحب اسم مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ويقع نعتا لـ «الرجل».
3 ـ الأسماء الموصولة المبدوءة بهمزة وصل، مثل: «الذي» «التي»: مثل: «أفتخر بالصّديق
الذي يكتم السّرّ» «الذي»: اسم موصول في محل جر نعت الصديق.
4 ـ الجامد المنعوت بالمشتقّ، مثل: «زرت طبيبا طبيبا ماهرا» «طبيبا» الأولى مفعول به منصوب. «طبيبا» الثانية توكيد الأولى «ماهرا»: نعت لـ «طبيبا»، منصوب.
5 ـ مصدر الفعل الثّلاثيّ النّكرة، غير الميميّ الملازم في الأغلب صيغته الأصليّة في الإفراد والتّذكير مثل: «صادفت رجلا خطبا» أي: خطيبا.
و «هذا قاض عدل». «خطبا»: نعت «رجلا» منصوب.
6 ـ اسم المصدر على وزن من أوزان المصدر الثّلاثيّ، مثل: هذا رجل فطر أي: فاطر.
7 ـ العدد، إذا أتى بعد المعدود، مثل: «رأيت رجالا ثلاثة»، «ثلاثة» نعت «رجالا» منصوب بالفتحتين. والتقدير: معدودين بهذا العدد.
8 ـ أسماء جامدة تدلّ على استكمال الموصوف لصفته، مثل الكلمات: «كلّ»، «أيّ»، «جدّ»، «حقّ»، مثل: هو الرجل الحقّ. ومثل: «هو فتى كلّ الفتى». «الحقّ»: نعت «الرجل» و «كل»: نعت «فتى».
ومثل: «سمعت بليغة» أي خطبة بليغة»، و «عرفت صديقى حقّ المعرفة».
9 ـ الجامد المؤوّل بالمشتق الذي يدلّ دلالة الصّفة المشبهة، مثل: «زيد طفل فراشة الحلم» أي: أحمق.
10 ـ «ما» التي تكون موغلة في الإبهام في سياق المعنى، مثل: «لأمر ما انطلقت الطائرة قبل الوقت».
ثانيا: ما يقع حالا. من الملحق بالمشتق ما يقع حالا، منه ما يلي:
1 ـ ما دلّ على تشبيه مثل: «أنشد المطرب بلبلا» أي كالبلبل: «بلبلا» حال منصوب.
2 ـ ما دلّ على مفاعلة، مثل: «دفعت الدراهم يدا بيد». «يدا»: حال والتقدير: متقابضين.
3 ـ ما دلّ على ترتيب، مثل: «دخل الطّلاب إلى القاعة واحدا واحدا» «واحدا» الأولى حال.
والثانية: توكيد.
4 ـ ما دلّ على تسعير، مثل: «اشتريت الخبز رطلا بدينار». «رطلا»: حال منصوب.
5 ـ ما دلّ على تفصيل: «درست الدرس كلمة كلمة». «كلمة»: حال منصوب.
6 ـ ما دلّ على مساحة: «اشتريت الأرض فدانا بدينار» «فدانا»: حال منصوب.
7 ـ ما كان مصدرا جامدا متضمنا معنى الوصف، مثل: «أسرع عدوا» أي: «أتسرّع وأعدو عدوا». ويصلح فيه أن يكون مفعولا مطلقا.
ثالثا: ما يقع نعتا أو حالا وهو كلمات كثيرة منها:
1 ـ الاسم المنسوب، مثل: «كلمت جنديا سوريّا» سوريا: أي: المنسوب إلى سوريا نعت جنديا، ومثل: «إن القواعد العربية صعبة».
«العربية» تصلح أن تكون نعتا أو حالا. ومثل: «تكلّم المدير كلاما منطقيا».
2 ـ صيغة الاسم الذي يدلّ على النّسبة إلى المهنة مثل: «هذا رجل زرّاع».
3 ـ الاسم المصغر، مثل: «هذا بحث كتيّب» «كتيّب»: تتضمن معنى الوصف. أي كتاب صغير.
4 ـ المصدر الصناعيّ الذي يتضمّن الصفات الخاصة باللّفظ المأخوذ، مثل: جاءت النهاية معبّرة.
ملاحظة: يجوز أن يكون المصدر الصّناعي نعتا في رأي بعض النّحاة إذا لم يذكر الموصوف لفظا وتقديرا، فإن ذكر الموصوف، أو نوي، أو قدّر فهو اسم منسوب ليس غير.
المعجم المفصل في النحو العربي-عزيزة فوّال بابستي-صدر: 1413هـ/1992م
49-المعجم المفصّل في الإعراب (اتفاقا)
اتّفاقا ـتأتي:
1 ـ حالا منصوبة بالفتحة على تقدير: «متفقين»، نحو: «اجتمعت مع صديقي في الحديقة اتّفاقا» أي: متفقين.
(«اتفاقا»: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة).
2 ـ مفعولا مطلقا منصوبا بالفتحة على تقدير: «اتّفق»، نحو: «اتّفق العمّال وارباب العمل اتّفاقا واضحا».
(«اتفاقا»: مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة).
المعجم المفصّل في الإعراب-طاهر يوسف الخطيب-صدر: 1412هـ/1991م
50-المعجم المفصّل في الإعراب (إثر)
إثر ـيقال: «زرت صديقي إثر عودته من السّفر»
(«إثر»: ظرف زمان منصوب بالفتحة على أنّه مفعول فيه للفعل «زرت». وهو مضاف. «عودته»: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وهو مضاف. والهاء: ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ بالإضافة).
المعجم المفصّل في الإعراب-طاهر يوسف الخطيب-صدر: 1412هـ/1991م
51-المعجم المفصّل في الإعراب (أصيلا)
أصيلا ـالأصيل هو الوقت الواقع بين العصر والمغرب.
نحو: «زارني صديقي أصيلا».
(«أصيلا»: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، متعلق بالفعل «زار»).
المعجم المفصّل في الإعراب-طاهر يوسف الخطيب-صدر: 1412هـ/1991م
52-المعجم المفصّل في الإعراب (زهاء)
زهاء ـتأتي بمعنى: مقدار أو مدّة وكثيرا ما تضاف إلى أسماء الزمان ولذلك تعرب نائب ظرف زمان، نحو: «انتظرت صديقي زهاء ساعتين». («انتظرت»: فعل ماض
مبنيّ على السكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك. والتاء ضمير متصل مبنيّ على الضمّ في محلّ رفع فاعل. «صديقي»: مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة. وهو مضاف. والياء ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ مضاف إليه. «زهاء»: نائب ظرف زمان منصوب على أنّه مفعول فيه. وهو مضاف. «ساعتين»: مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى).
المعجم المفصّل في الإعراب-طاهر يوسف الخطيب-صدر: 1412هـ/1991م
53-المعجم المفصّل في الإعراب (ي)
ي ـتأتي: إمّا ضميريّة وإمّا حرفيّة.
1 ـ الياء الضميريّة، وحالاتها:
أ ـ ضمير المتكلّم المفرد، مذكرا كان أم مؤنّثا، ويبنى على السكون في محلّ:
ـ جرّ بالإضافة، وذلك إذا اتّصلت بالاسم، نحو: «زرت صديقي».
ـ جرّ بحرف الجرّ، وذلك إذا اتّصلت بحرف الجرّ، نحو: «أخذ منّي الكتاب».
ـ نصب مفعول به، وذلك إذا اتّصلت بالفعل، نحو: «سرّني فوزك». النون للوقاية، والياء ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به.
ـ نصب اسم «إنّ» وأخواتها، نحو: «إنّني أقوم بواجبي».
ب ـ ضمير المخاطبة: ويبنى على السكون في محلّ:
ـ رفع فاعل، إذا اتصلت بفعل معلوم، نحو: «أنت تخدمين وطنك». («تخدمين»: فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل).
ـ رفع نائب فاعل، إذا اتصلت بفعل للمجهول، نحو: «أنت تخدمين».
ـ رفع اسم للفعل النّاقص، نحو: «أنت تظلّين مجتهدة».
2 ـ الياء الحرفيّة:
وهي حرف لا يعرب، وتكون:
ـ حرفا للمضارع، مضمومة في الرباعي، نحو: «أخلص ـ يخلص»، مفتوحة، في غيره، نحو: «ذهب ـ يذهب، استمع ـ يستمع».
ـ حرفا للتّثنية، وهي علامة للنّصب والجرّ في المثنّى وجمع المذكّر السّالم، نحو: «رأيت الرّجلين»، «مررت بالمزارعين».
ـ علامة جرّ في الأسماء الستّة، نحو: «اجتمعت بأخيك».
ـ علامة النّسبة في الاسم المنسوب، نحو: «لبنانيّ، عراقيّ، مصريّ».
ـ حرفا للتصغير، يدلّ على التحبّب أو التّحقير، نحو: «طفيل، رجيل».
المعجم المفصّل في الإعراب-طاهر يوسف الخطيب-صدر: 1412هـ/1991م
54-المعجم المفصل في علم الصرف (اسم المصدر)
اسم المصدر1 ـ تعريفه: هو، في الاصطلاح، ما ساوى المصدر في الدلالة على معناه، وخالفه بخلوّه لفظا وتقديرا من بعض حروف فعله، من دون تعويض، نحو: «عونا» (من عاون) و «عطاء» (من أعطى)، و «وضوءا» (من توضّأ)، ومصادر أفعالها على التوالي هي: «تعاونا» و «إعطاء» و «توضّؤا».
وله تسميات أخرى، هي: اسم للمصدر، واسم في معنى المصدر، واسم للمعنى الحاصل بالمصدر.
2 ـ نوعاه: اسم المصدر نوعان:
أ ـ العلم، لا يعمل، نحو: «برّة» وهي علم جنس على «البرّ» بشرط أن يكون الفعل «أبرّ»، وإن كان الفعل «أبرّ» فهو مصدر.
ومن أحكامه أنّه لا يضاف، ولا يعرّف، ولا يوصف، ولا يقع موقع الفعل.
ب ـ غير العلم، يعمل عمل المصدر الذي ليس نائبا عن فعله، وهو ثلاثة أقسام:
1 ـ مضاف إمّا لفاعله مع نصب المفعول به، نحو: «ناصرت الحقّ نصر المؤمن المؤمن» وإمّا للمفعول به مع رفع الفاعل، نحو: «رفعت الشعار رفع الدار صاحبها».
ويجوز في تابع المضاف إليه الجرّ مراعاة للفظه، والرفع أو النصب مراعاة لمحلّه، نحو: «ناصرت الحقّ نصر المؤمن الكريم المؤمن. (برفع «الكريم» اتباعا لمحلّ المؤمن وهو فاعل، وبجرّه اتباعا للفظه)، و «هدمت الباطل هدم الدار القديمة صاحبها (حيث يجوز جرّ «القديمة» اتباعا للفظ الدار، ونصبها اتباعا لمحلّ «الدار» وهي في محل نصب مفعول به).
2 ـ منوّن، نحو: «سررت بعون جنديّ وطنه معاونة كبيرة».
3 ـ معرّف، نحو: ناصرت صديقي كالنصر الأهل».
المعجم المفصل في علم الصرف-راجي الأسمر-صدر:1414هـ/1993م
55-المعجم المفصل في علم الصرف (ترخيم المنادى)
ترخيم المنادى1 ـ تعريفه: هو حذف آخر المنادى للتخفيف، أو للتمليح، أو للضرورة الشعريّة، أو للاستهزاء، نحو:
«أفاطم لو شهدت ببطن خبت ***فقد لاقى الهزبر أخاك بشرا»
(أفاطم ـ أفاطمة). ويسمّى أيضا: ترخيم النداء.
2 ـ شروطه: يرخّم المنادى المقرون بتاء التأنيث أو المجرّد منها بشروط منها:
أ ـ أن يكون معرفة، نحو: «يا سام، لا تغضب» (أصلها: يا سامر)، و «أفاطم مهلا» (أصلها: أفاطمة).
ب ـ ألّا يكون مستغاثا مجرورا باللّام المذكورة، فلا ترخيم في نحو: «يا لفاطمة لأولادها»، ويجوز ترخيمه إذا حذفت اللام، نحو: «يا ماجدا لطفلها»، حذفت التاء من «ماجدة» وعوّض منها بالألف.
ج ـ ألّا يكون مندوبا، فلا ترخيم في نحو: «وا سمير، أين أنت؟».
د ـ ألّا يكون مضافا، ولا مشبّها بالمضاف، فلا ترخيم في نحو: «يا صديقي، أنت أملي»، و «يا كريما خلقه، أنت مثال الكرم».
ه ـ ألّا يكون مركبّا تركيبا إسناديا، فلا ترخيم في نحو: «يا تأبّط شرّا تعال إليّ».
و ـ ألّا يكون مقصورا على النداء، فلا
ترخيم في نحو: «يا أبت».
ز ـ ألّا يكون مبنيّا أصالة قبل النداء، فلا ترخيم في نحو: «يا سيبويه»، لأنّه مبنيّ قبل النداء.
ويشترط في المنادى المجرّد من تاء التأنيث:
أ ـ أن يكون المنادى المعرفة علما، نحو: «يا عام، ارحم نفسك». أصله: يا عامر.
ب ـ أن يكون المنادى العلم ممّا فوق الثلاثّي. فلا ترخيم في نحو: «يا رجب»؛ أمّا إذا كان الثلاثيّ مقرونا بالتاء فيرخّم، نحو: «يا هب» (أصلها: هبة).
ج ـ يجوز ترخيم المثنّى، وجمع المذكّر السالم، وجمع المؤنث السالم على «لغة من ينتظر» لكي لا يقع فيهما اللبس بالمفرد.
3 ـ ما يحذف من المنادى المرخّم: يحذف من المنادى المرخّم الحرف الأخير فقط دون شرط، إلّا ما سبق من شروط الترخيم، نحو: «يا سعا انتبهي» (أصلها: سعاد)، أو الحرفان الأخيران بشرطين، هما:
أ ـ أن يكون المنادى مجرّدا من تاء التأنيث، نحو: «يا عمر» (أصلها: يا عمران)، «يا خلد» (أصلها: يا خلدون).
ب ـ أن يكون الحرف الذي قبل الأخير حرف مدّ زائدا لا أصليّا، رابعا فصاعدا، نحو: «يا إسماع» (أصلها: يا إسماعيل). وقد يكون الترخيم بحذف كلمة برأسها، وذلك في التركيب المزجيّ، نحو: «يا معدي» (أصلها: يا معديكرب).
4 ـ حكم المنادى المرخّم: إذا رخّم المنادى، فهناك حالتان: إمّا أن ينوى المحذوف، أو لا ينوى.
ـ إذا نوي المحذوف، لا تتغيّر صورة حركة الحروف الباقية، نحو: «يا حار» (أصلها: يا حارث).
ـ إذا لم ينو المحذوف يعتبر آخر الاسم المرخّم هو الحرف الأخير، فيبنى المنادى على الضّمّة المقدّرة على آخره، نحو: «يا جعف» و «يا حار» (أصلهما: يا جعفر، ويا حارث).
المعجم المفصل في علم الصرف-راجي الأسمر-صدر:1414هـ/1993م
56-معجم البلدان (دير الحريق)
دَيرُ الحرِيقِ:سمي بذلك لأنه أحرق في موضعه قوم ثم دفن فيه قوم من أهل من احرق هناك وعمل ذرى، وهو بالحيرة قديم، ووجدته بخط ابن حمدون بالخاء المعجمة في الشعر والترجمة، فيه يقول الثرواني:
«دير الحريق، فبيعة المزعوق، *** بين الغدير، فقبّة السنّيق»
«أشهى إليّ من الصّراة ودورها، *** عند الصباح، ومن رحى البطريق»
«فاغدوا نباكر من ذخائر عتبة ال *** خمّار من صافي الدّنان رحيق»
«يا صاح واجتنب الملام، أما ترى *** سمجا ملامك لي، وأنت صديقي؟»
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
57-معجم البلدان (قصر عروة)
قصرُ عُرْوة:هو بالعقيق، منسوب إلى عروة بن الزبير ابن العوّام بن خويلد، روى عروة بن الزبير أن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: يكون في أمتي خسف وقذف وذلك عند ظهور عمل قوم لوط فيهم، قال عروة: فبلغني أنه قد ظهر ذلك فتنحّيت عن المدينة وخشيت أن يقع وأنا بها فنزلت العقيق وبنى به قصره المشهور عند بئره وقال فيه لما فرغ منه:
«بنيناه فأحسنّا بناه *** بحمد الله في وسط العقيق»
«تراهم ينظرون إليه شزرا *** يلوح لهم على وضح الطريق»
«فساء الكاشحين وكان غيظا *** لأعدائي وسرّ به صديقي»
وأقام عبد الله بن عروة بالعقيق في قصر أبيه فقيل له:
لم تركت المدينة؟ فقال: لأني كنت بين رجلين حاسد على نعمة وشامت بنكبة، وقال عامر بن صالح في قصر عروة:
«حبّذا القصر ذو الطهارة والبئ *** ر ببطن العقيق ذات الشّباب»
«ماء مزن لم يبغ عروة فيها *** غير تقوى الإله في المقطعات»
«بمكان من العقيق أنيس *** بارد الظلّ طيّب الغدوات»
وقصر عروة أيضا: قرية من نواحي بغداد من ناحية بين النهرين، سمع بها أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن موسى بن علي السقطي شيئا من حديث أبي الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن النّجار التميمي الكوفي على أبي الفتح محمد بن أحمد بن عثمان بن محمد ابن القزّاز المطيري الخطيب في سنة 463.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
58-معجم القواعد العربية (خبر المبتدأ)
خبر المبتدأ:1 ـ تعريفه:
هو الجزء الذي حصلت به أو بمتعلّقه الفائدة مع مبتدأ غير الوصف، ويسمّي سيبويه خبر المبتد: المبنيّ عليه.
ويرفع الخبر بالمبتدأ كما المبتدأ يرفع بالخبر.
2 ـ أقسام الخبر:
الخبر إمّا مفرد، وإمّا جملة، ولكلّ منهما مباحث تخصّه.
3 ـ الخبر المفرد:
الخبر المفرد: إمّا أن يكون جامدا أو مشتقّا، فإن كان جامدا ـ وهو الخالي من معنى الفعل ـ فلا يتحمّل ضمير المبتدأ نحو «هذا قمر» و «هذا أسد». وإن كان مشتقّا ـ وهو ما أشعر بمعنى الفعل ـ فيتحمّل ضمير المبتدأ نحو: «عليّ بارع» و «زيد قائم» ومثله: «العمران قادمان»، و «التّلاميذ مجدّون» و «هند قائمة» و «الهندان قائمتان» و «الهندات قائمات» إلّا إن رفع المشتقّ الاسم الظّاهر نحو «أحمد طيّب خلقه» أو رفع الضمير البارز نحو: «عليّ محسن أنت إليه».
ويجب إبراز الضّمير في الخبر المشتقّ في حالة واحدة، وهي: إذا جرى الوصف الواقع خبرا على غير من هو له، سواء أحصل لبس أم لا، مثال ذلك: «محمّد عليّ مكرمه هو» فـ «مكرمه» خبر عن «عليّ» والجملة خبر عن «محمّد» والمقصود: أن محمّدا مكرم عليّا، وعلم ذلك بإبراز الضّمير، ولو استتر الضّمير لاحتمل المعنى عكس ذلك.
هذا مثال ما حصل فيه اللّبس، ومثال ما أمن فيه اللّبس «بكر زينب مكرمها هو» فلولا الضّمير المنفصل «هو» لوضح المعنى وأمن اللّبس، ومع ذلك أوجبوا أن يبرز الضّمير لاطراد القاعدة. 4 ـ الخبر الجملة ورابطها:
إذا وقع الخبر جملة فإمّا أن تكون الجملة نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج لرابط نحو: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}. ومثله: «نطقي: الله حسبي».
وإمّا أن تكون غيره فلا بدّ حينئذ من احتوائها على معنى المبتدأ التي هي مسوقة له، وهذا هو الرّابط وذلك بأن تشتمل على اسم بمعناه وهذا الاسم:
(1) إمّا ضميره مذكور نحو «الحقّ علت رايته» أو مقدّرا نحو: «السّمن رطل بدينار» أي منه.
(2) أو إشارة إليه، نحو: {وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ} إذا قدّر «ذلك» مبتدأ ثانيا، لا بدلا أو عطف بيان، وإلّا كان الخبر مفردا.
(3) أو تشتمل الجملة على اسم بلفظه ومعناه نحو: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ}.
(4) أو تشتمل على اسم أعمّ منه نحو: «أبو بكر نعم الخليفة» فـ «أل» في فاعل «نعم» استغراقيّة.
وقد يجوز في الشعر عدم الرّبط، وهو ضعيف في الكلام، ومن عدم الرّابط في الشعر قول النّمر بن تولب:
«فيوم علينا ويوم لنا *** ويوم نساء ويوم نسر»
والأصل: نساء فيه، ونسر فيه،.
وقول امرىء القيس:
«فأقبلت زحفا على الرّكبتين *** فثوب نسيت، وثوب أجرّ»
والأصل: نسيته، وأجرّه.
أما قول أبي النجم العجلي:
«قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي *** عليّ ذنبا كلّه لم أصنع »
فهو ضعيف كالنّثر، لأنّ النّصب في «كلّه» لا يكسر البيت، ولا يخل به.
5 ـ الخبر ظرفا أو مجرورا:
ويقع الخبر ظرفا نحو: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} ومجرورا نحو {الْحَمْدُ لِلَّهِ} وليس الظّرف أو المجرور هما الخبرين بل الخبر في الحقيقة متعلّقهما المحذوف المقدّر بكائن أو مستقر.
6 ـ خبر المبتدأ وظرف المكان:
ظرف المكان يقع خبرا عن أسماء الذّوات والمعاني نحو «زيد خلفك» و «الخير أمامك».
7 ـ خبر المبتدأ وظرف الزّمان:
ظرف الزّمان يقع خبرا عن أسماء المعاني غير الدّائمة فقط منصوبا أو مجرورا بفي نحو «الصّوم اليوم» و «السّفر في غد».
ولا يقع الزّمان خبرا عن أسماء الذّوات فلا يقال: «زيد اللّيلة» إلّا إن حصلت فائدة جاز عند الأكثرين، وذلك في ثلاث حالات:
(أ) أن يكون المبتدأ عامّا والزّمان خاصّا إمّا بالإضافة نحو «نحن في شهر ربيع» فنحن ذات وهو عامّ لصلاحيّته لكلّ متكلّم وفي شهر كذا خاصّ ـ وإمّا بالوصف نحو «نحن في زمان طيّب» مع جرّه ب «في» كما مثّل.
(ب) أن تكون الذّات مشبهة للمعنى في تجدّدها وقتا فوقتا نحو: «الهلال اللّيلة».
(ج) أن يقدّر مضاف نحو قول امرىء القيس «اليوم خمر» أي شرب الخمر و «الليلة الهلال» أي رؤية الهلال.
8 ـ اسم المكان المخبر به عن الذّات:
اسم المكان المخبر به عن الذّات إمّا متصرّف، وإمّا غير متصرّف. فإن كان متصرّفا فإن كان نكرة فالغالب رفعه نحو «العلماء جانب، والجهّال جانب» ويصحّ «جانبا» فيهما.
وإن كان معرفة فبالعكس نحو: «الباب يمينك» ويصحّ «يمينك» وإن كان غير متصرّف فيجب نصبه، نحو «المسجد أمامك».
9 ـ اسم الزّمان المخبر به:
اسم الزّمان إن كان نكرة واستغرق المعنى جميعه أو أكثره غلب رفعه وقلّ نصبه أو جرّه بفي نحو: «الصّوم يوم» و «السّير شهر» وإن كان معرفة، أو نكرة لم تستغرق، فبالعكس نحو «الصّوم اليوم» و «الخروج يوما».
10 ـ اقتران الخبر بالفاء:
قد يقترن الخبر بالفاء، وذلك إذا كان المبتدأ يشبه الشّرط في العموم والاستقبال، وترتّب ما بعده عليه، وذلك لكونه موصولا بفعل صالح للشّرطيّة نحو: «الذي يأتيني فله درهم».
11 ـ المصدر النّائب عن الخبر:
قد يحذف خبر المبتدأ إذا كان فعلا، وينوب المصدر منابه تقول: «ما أنت إلّا سيرا» أي تسير سيرا فـ «سيرا» في المثال مصدر سدّ مسدّ الخبر، ومثله: «زيد أبدا قياما» ويجوز أن يكون التقدير: ما أنت إلّا صاحب سير، فيقام المضاف إليه مقام المضاف ومثله قوله تعالى: {وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ}. وتأويلها: ولكن البرّ برّ من آمن بالله.
12 ـ تأخير الخبر وتقديمه:
الأصل في الخبر أن يتأخّر عن المبتدأ، وقد يتقدّم، وذلك في حالات ثلاث: وجوب تأخيره، ووجوب تقديمه، واستواء الأمرين:
(أ) وجوب تأخير الخبر:
يجب تأخير الخبر في أربع مسائل: «إحداها»: أن يخشى التباسه بالمبتدأ، وذلك إذا كانا معرفتين، أو نكرتين متساويتين في التّخصيص، ولا قرينة تميّز أحدهما عن الآخر، فالمعرفتان نحو «أحمد أخوك» أو «صديقك صديقي»، والنّكرتان نحو «أفضل منك أفضل مني»، أمّا إذا وجدت القرينة نحو «عمر بن عبد العزيز عمر بن الخطّاب». جاز تقديم الخبر وهو «عمر بن الخطّاب» لأنّه معلوم أنّ المراد تشبيه ابن عبد العزيز بابن الخطّاب تشبيها بليغا ومنه قوله:
«بنونا بنو أبنائنا، وبناتنا *** بنوهنّ أبناء الرّجال الأباعد»
ف «بنونا» خبر مقدّم، وبنو أبنائنا مبتدأ مؤخّر، والمراد الحكم على بني أبنائهم بأنّهم كبنيهم.
«الثانية» أن يأتي الخبر فعلا، ويخشى التباس المبتدأ بالفاعل نحو «عليّ اجتهد» ونحو «كلّ إنسان لا يبلغ حقيقة الشكر».
«الثالثة»: أن يقترن الخبر ب «إلّا» معنى نحو: {إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ} أو لفظا نحو: {وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} فلا يجوز تقديم الخبر لأنّه محصور فيه ب «إلّا» فأمّا قول الكميت ابن زيد:
«فيا ربّ هل إلّا بك النّصر يرتجى *** عليهم وهل إلّا عليك المعوّل »
فضرورة لأنه قدّم الخبر المقرون ب «إلّا» لفظا، والأصل: وهل النّصر إلّا بك، وهل المعّول إلّا عليك.
«الرابعة»: أن يكون المبتدأ مستحقا للتّصدير، والأسماء التي لها الصّدارة بنفسها هي: أسماء الاستفهام، والشّرط، وما التّعجّبيّة، وكم الخبريّة، وضمير الشأن، وما اقترن بلام الابتداء، نحو: «من أنت؟». و «من يقم أقم معه» و «ما أحسن الصدق» و «كم فرس لي» و {هُوَ اللهُ أَحَدٌ} و «لزيد قائم».
وهناك اسم ليس له الصّدارة، ولكنّه يشبه أحيانا ما يستحقّ التّصدير، وهو «اسم الموصول».
إذا اقترن خبره بالفاء نحو «الذي يدرّس فله درهم» فالذي: اسم موصول مبتدأ و «يدرّس» صلته، وجملة «فله درهم» خبره، وهو واجب التّأخير، فإنّ المبتدأ هنا، وهو «الذي» مشبّه باسم الشّرط لعمومه وإبهامه واستقبال الفعل الذي بعده، وكون الفعل سببا لما بعده ولهذا دخلت الفاء في الخبر وقد تقدم.
وكلّ ما أضيف من الأسماء إلى ماله الصّدارة ممّا مرّ فله نفس الحكم، أي وجوب تأخير الخبر نحو: «غلام من أنت» فـ «غلام» مبتدأ و «من» اسم استفهام مضاف إليه و «أنت» خبر المبتدأ، ومثله: «قال كم رجل عندك» وهكذا..
(ب) وجوب تقديم الخبر:
يجب تقديم الخبر في أربع مسائل:
«إحداها»: أن يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوّغ إلّا تقدّم الخبر، والخبر ظرف أو جارّ ومجرور أو جملة، نحو «عندي كتاب» و «في الدّار شجرة» فإن كان للنكرة مسوّغ جاز الأمران نحو «رجل عالم عندي» و «عندي رجل عالم».
«الثانية»: أن يشتمل المبتدأ على ضمير يعود على بعض الخبر، نحو: {أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها}. فلو أجزنا تقديم المبتدأ هنا لعاد الضمير على متأخّر لفظا ورتبة، ومنه قول الشاعر:
«أهابك إجلالا وما بك قدرة *** عليّ، ولكن ملء عين حبيبها »
«الثالثة»: أن يكون الخبر له صدر الكلام نحو «أين كتابك» و {مَتى نَصْرُ اللهِ}. «الرابعة»: أن يكون المبتدأ محصورا ب «إلّا» نحو «ما لنا إلّا اتّباع أحمد» أو «إنما» نحو: «إنما المقدام من لا يخشى قولة الحق».
(ج) جواز تقديم الخبر وتأخيره:
يجوز تقديم الخبر وتأخيره، وذلك فيما فقد فيه موجبهما أي فيما عدا ما مرّ من وجوب تقديم الخبر. ووجوب تأخيره كقولك «بكر العالم». فيترجح تأخيره على الأصل، ويجوز تقديمه لعدم المانع.
13 ـ حذف الخبر:
قد يحذف الخبر إذا دلّ عليه دليل جوازا أو وجوبا.
فيجوز حذف ما علم من خبر نحو: «خرجت فإذا صديقي» أي منتظر، وقوله تعالى: {أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها} أي كذلك. ويجب حذف الخبر في أربعة مواضع:
(أ) أن يكون المبتدأ صريحا في القسم نحو «لعمرك لأقومنّ» و «آيمن الله لأجاهدنّ» أي لعمرك قسمي، وايمن الله يميني، وإنما وجب حذفه لسدّ جواب القسم مسدّه.
(ب) أن يكون المبتدأ معطوفا عليه اسم بواو هي نصّ في المعيّة نحو «كلّ رجل وضيعته» ولو قلت «زيد وعمرو» وأردت الإخبار باقترانهما جاز حذف الخبر اعتمادا على أنّ السامع يفهم من اقتصارك معنى الاقتران، وجاز ذكر الخبر لعدم التّنصيص على المعيّة قال الفرزدق:
«تمنّوا لي الموت الذي يشعب الفتى *** وكلّ امرىء والموت يلتقيان »
فآثر ذكر الخبر وهو يلتقيان.
(ج):
أن يكون الخبر كونا مطلقا.
و «المبتدأ بعد لو لا نحو «لو لا العلماء لهلك العوام» فالهلاك ممتنع لوجود العلماء، فالعلماء مبتدأ وخبره محذوف وجوبا، التّقدير: لو لا العلماء موجودون لهلك العوام، وإن كان الخبر كونا مقيّدا وجب ذكره إن فقد دليله كقوله: «لو لا زيد سالمنا ما سلم» وفي الحديث: (لو لا قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم). وجاز الوجهان إن وجد الدّليل نحو: «لو لا أنصار زيد حموه ما سلم» ويجوز «لو لا أنصار زيد ما سلم» فجملة «حموه» خبر المبتدأ ويجوز حذف الخبر في المثال الثاني وهو: «لو لا أنصار زيد ما سلم».
فالمبتدأ دالّ على الحماية إذ من شأن الناصر أن يحمي من ينصره، ومنه قول أبي العلاء يصف سيفا:
«يذيب الرّعب منه كلّ عضب *** فلو لا الغمد يمسكه لسالا »
وجمهور من النحويين يوجب حذف الخبر بعد «لو لا» مطلقا، بناء على أنه لا يكون إلّا كونا مطلقا، وأوجبوا جعل الكون الخاصّ مبتدأ فيقال في: «لو لا زيد سالمنا ما سلم» لو لا مسالمة زيد إيّانا أي موجودة، ولحّنوا المعري، وقالوا: الحديث مرويّ بالمعنى.
(د) أن يغني عن الخبر حال لا تصحّ أن تكون خبرا نحو «مدحي العالم عاملا» (أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد) «أحسن كلام الرّجل متأنيا» التقدير: مدحي العالم إذ كان أو إذا كان عاملا وكذا الباقي... ولا يغني الحال عن الخبر إلّا إذا كان المبتدأ مصدرا مضافا لمعموله كالمثال الأوّل أو أفعل التفضيل مضافا لمصدر مؤوّل كالمثال الثاني أو صريح كالمثال الثالث، فلا يجوز: مدحي العالم مفيدا بالنصب لصلاحية الحال للخبرية، فالرفع هنا واجب وشذّ قولهم: «حكمك مسمّطا».
14 ـ تعدّد الخبر:
الأصحّ جواز تعدّد الخبر لفظا ومعنى لمبتدأ واحد نحو «عليّ حافظ شاعر كاتب راوية أديب» ومثله قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ}.
والذي يمنع جواز تعدّد الخبر يقدّر «هو» للثاني والثالث من الأخبار، وليس من تعدّد الأخبار. قول طرفة:
«يداك يد خيرها يرتجى *** وأخرى لأعدائها غائظة»
لأنّ «يداك» في قوّة مبتدأين لكلّ منهما خبر ولا نحو قولهم: «الرّمّان حلو حامض» لأنّهما بمعنى خبر واحد، تقديره «مزّ» ولهذا يمتنع العطف، وإن توسّط المبتدأ بينهما، أي نحو حلو الرّمّان حامض».
معجم القواعد العربية في النحو والتصريف وذُيّل بالإملاء-عبدالغني الدقر-صدر: 1404ه/1984م
59-معجم القواعد العربية (الفاء الفصيحة)
الفاء الفصيحة:هي التي يحذف فيها المعطوف عليه مع كونه سببا للمعطوف من غير تقدير حرف الشّرط.
وقيل: سمّيت فصيحة لأنّها تفصح عن المحذوف، وتفيد بيان سببيّته، وقال بعضهم: هي داخلة على جملة مسبّبة عن جملة غير مذكورة نحو قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ} أي: ضرب فانفجرت، ونحو قوله تعالى: {لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ فَكَفَرُوا بِهِ} التقدير: فجاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالذكر فكفروا به، ومثله قول الشاعر وهو أبو تمام:
«قالوا خراسان أقصى ما يراد بنا *** ثمّ القفول فقد جئنا خراسانا»
الفاعل:
1 ـ تعريفه:
هو اسم، أو ما في تأويله، أسند إليه فعل تام، أو ما في تأويله، مقدّم عليه، أصليّ المحلّ، والصيغة.
فالاسم نحو {تَبارَكَ اللهُ} و «تباركت يا الله» ومثله «أقوم» و «قم» إلّا أن الاسم ضمير مستتر، والمؤوّل به نحو: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا}. أي أو لم يكفهم إنزالنا، {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ} أي ألم يأن خشوع قلوبهم، والفعل كما مثّل، ولا فرق بين المتصرّف والجامد ك «أتى» زيد ونعم الفتى، والمؤوّل بالفعل، وهو ما يعمل عمله ويشمل اسم الفاعل، نحو «مختلف ألوانه»، والصّفة المشبهة نحو «زيد حسن وجهه» وهكذا المصدر واسم الفعل والظرف وشبهه واسم التّفضيل، وأمثلة المبالغة، واسم المصدر كلّ هؤلاء، محتاج إلى فاعل (انظر في أبوابها).
ويقول المبرّد في باب الفاعل: وهو رفع، وإنّما كان الفاعل رفعا، لأنّه هو والفعل بمنزلة الابتداء والخبر، إذ قلت: «قام زيد» فهو بمنزلة قولك «القائم زيد».
2 ـ أحكامه:
للفاعل سبعة أحكام:
(1) الرفع.
(2) وقوعه بعد فعله أو ما في تأويله.
(3) أنّه عمدة لا بدّ منه.
(4) حذف فعله.
(5) توحيد فعله مع تثنية الفاعل أو جمعه.
(6) تأنيث فعله وجوبا، وجوازا، وامتناع تأنيثه.
(7) اتّصاله بفعله وانفصاله.
وهاك فيما يلي تفصيلها:
(1) رفع الفاعل:
الأصل في الفاعل الرفع، وقد يجرّ لفظا بإضافة المصدر نحو: {وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ} أو بإضافة اسم المصدر نحو قول عائشة (رض) «من قبلة الرّجل ـ امرأته الوضوء»، أو يجر ب «من» أو «الباء أو «اللام» الزوائد، نحو: {أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ} أي ما جاءنا بشير، و {كَفى بِاللهِ شَهِيدًا} أي كفى الله، {هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ}. أي هيهات ما توعدون.
(2) وقوعه بعد فعله أو ما في تأويله:
يجب أن يقع الفاعل بعد فعله، أو ما في تأويل فعله، فإن وجد ما ظاهره أنّه فاعل تقدّم على المسند، وجب تقدير الفاعل ضميرا مستترا، والمقدّم إمّا مبتدأ في نحو «الثّمر نضج»، وإمّا فاعل لفعل محذوف في نحو: {وَإِنْ أَحَدٌ} مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ لأنّ أداة الشّرط مختصّة بالجمل الفعليّة، وجاز الابتداء والفاعليّة في نحو قوله تعالى: {أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا} وفي: {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ} والأرجح الفاعليّة لفعل محذوف.
وعند الكوفيين يجوز تقديم الفاعل تمسّكا بنحو قول الزّباء:
«ما للجمال مشيها وئيدا *** أجندلا يحملن أم حديدا»
برفع «مشيها» على أنّه فاعل ل: «وئيدا» وهو ـ عند البصريين ـ ضرورة، أو «مشيها» مبتدأ حذف خبره، لسد الحال مسدّه، أي: يظهر وئيدا.
(3) الفاعل عمدة:
لا يستغني فعل عن فاعل، فإن ظهر في اللفظ نحو «دخل المعلم» وإلّا فهو ضمير مستتر راجع إمّا إلى مذكور نحو «إبراهيم نجح» أو راجع لما دلّ عليه الفعل كالحديث: «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» ففي «يشرب ضمير مستتر مرفوع على الفاعليّة راجع إلى الشّارب الدّالّ عليه يشرب.
أو راجع لما دلّ عليه الكلام نحو: {كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ} ففاعل «بلغت» ضمير راجع إلى الروح الدّال عليها سياق الكلام.
(4) حذف فعله:
يجوز حذف فعل الفاعل، إن أجيب به نفي كقولك «بلى عليّ» جوابا لمن قال «ما نجح أحد» ومنه قوله:
«تجلّدت حتّى قيل لم يعر قلبه *** من الوجد شيء قلت بل أعظم الوجد »
أو أجيب به استفهام محقّق، نحو «نعم خالد» جوابا لمن قال: «هل جاءك أحد؟» ومنه {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ}، أو مقدّر كقول ضرار بن نهشل يرثي أخاه يزيد:
«ليبك يزيد ضارع لخصومة *** ومختبط مما تطيح الطّوائح »
ويجب حذف فعله إذا فسّر بعد الحروف المختصّة بالفعل نحو {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ}.
(5) توحيد فعله مع تثنية الفاعل وجمعه:
يوحّد الفعل مع تثنية الفاعل وجمعه كما يوحّد مع إفراده نحو «زحف الجيش» و «تصالح الأخوان» و «فاز السّابقون» و «تعلّم بناتك» ومثله «أزاحف الجيش» و «أفائز السّابقون» و «أمتعلّم بناتك». ولغة توحيد الفعل هي الفصحى وبها جاء التنزيل، قال تعالى: {قالَ رَجُلانِ} و {قالَ الظَّالِمُونَ} و {قالَ نِسْوَةٌ} ولغة طيىء وأزد شنوءة: موافقة الفعل لمرفوعه بالإفراد والتّثنية والجمع نحو «ضربوني قومك» و «ضربنني نسوتك» و «ضرباني أخواك» وقال أميّة:
«يلومونني في اشتراء النّخي *** ل أهلي فكلّهم ألوم »
وقال أبو فراس الحمداني:
«نتج الرّبيع محاسنا *** ألقحنها غرّ السّحائب »
والصّحيح أنّ الألف والواو والنون في ذلك أحرف دلّوا بها على التّثنية والجمع تذكيرا وتأنيثا، لا أنّها ضمائر الفاعلين، وما بعدها مبتدأ على التّقديم والتأخير أو ما بعدها تابع على الإبدال من الضّمير، بدل كل من كلّ.
والصحيح أنّ هذه اللغة لا تمنع مع المفردين، أو المفردات المتعاطفة بغير «أو» نحو «جاءاني زيد وخالد».
(6) تأنيث فعله وجوبا، وجوازا، وامتناع تأنيثه:
إن كان الفاعل مؤنّثا أنّث فعله بتاء ساكنة في آخر الماضي وبتاء المضارعة في أوّل المضارع. ويجب هذا التّأنيث في ثلاث مسائل:
(إحداها) أن يكون الفاعل ضميرا متّصلا لغائبة، حقيقيّة التّأنيث أو مجازيّته، فالحقيقية ك «فاطمة تعلّمت أو تتعلّم»، والمجازيّة نحو: «الشّجرة أثمرت أو تثمر».
ويجوز ترك تاء التّأنيث في الشّعر مع اتصال الضّمير إن كان التّأنيث مجازيّا كقول عامر الطائي:
«فلا مزنة ودقت ودقها *** ولا أرض أبقل إبقالها »
ومثله قول الأعشى:
«فإمّا تريني ولي لمّة *** فإنّ الحوادث أودى بها »
(الثانية) أن يكون الفاعل ظاهرا متّصلا، حقيقيّ التّأنيث نحو: {إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ}. وإنّما جاز في فصيح الكلام نحو: «نعم المرأة» و «بئس المرأة» لأنّ المراد بالمرأة فيها الجنس، وسيأتي أنّ الجنس يجوز فيه الوجهان.
(الثّالثة) أن يكون ضمير جمع تكسير لمذكّر غير عاقل نحو «الأيّام بك ابتهجت، أو ابتهجن». أو ضمير جمع سلامة أو تكسير لمؤنّث نحو «الهندات أو الهنود فرحت أو فرحن».
ويجوز التّأنيث في أربعة مواضع:
(أحدها) أن يكون الفاعل اسما ظاهرا مجازيّ التّأنيث نحو «أثمر الشّجرة أو أثمرت الشّجرة» أو حقيقيّ التأنيث، وفصل من عامله بغير «إلّا» نحو سافر أو سافرت اليوم فاطمة» ومنه قول الشاعر:
«إنّ امرءا غرّه منكنّ واحدة *** بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور»
ومنه قول العرب «حضر القاضي اليوم امرأة» والتّأنيث أكثر.
(الثاني) أن يكون جمع تكسير لمؤنّث أو لمذكّر نحو «جاءت أو جاء الغلمان أو الجواري».
(الثالث) أن يكون ضمير جمع مكسّر عاقل نحو «الكتائب حضرت أو حضروا».
(الرّابع) أن يكون الفعل من باب «نعم» نحو «نعم أو نعمت الفتاة هند» والتّأنيث أجود ـ هذا فيما علم مذكّره من مؤنّثه، أمّا في غيره فيراعى اللّفظ لعدم معرفة حال المعنى ك «برغوث ونملة» وكل ذلك في المؤنّث الحقيقي.
أما المجازيّ فذو التاء مؤنّث جوازا، والمجرّد مذكّر وجوبا إلّا إن سمع تأنيثه ك «شمس وأرض وسماء».
ويمتنع التّأنيث في ثلاث صور:
(إحداها) أن يكون الفاعل مفصولا ب «إلّا» نحو «ما أقبل إلّا فاطمة» والتّأنيث خاصّ بالشعر كقوله:
«ما برئت من ريبة وذمّ *** في حربنا إلّا بنات العمّ »
(ثانيها) أن يكون مذكّرا معنى فقط، أو معنى ولفظا، ظاهرا أو ضميرا، نحو «اجتهد طلحة وعليّ ساعده».
(ثالثها) أن يكون جمع سلامة لمذكّر نحو {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}.
(7) اتّصاله بفعله وانفصاله:
الأصل في الفاعل أن يتصل بفعله، لأنّه كالجزء منه، ثم يجيء المفعول، وقد يعكس فيتقدّم المفعول، وكلّ من ذلك جائز وواجب.
فأمّا جواز الأصل فنحو {وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ}.
وأمّا وجوب تقديم الفاعل ففي ثلاث مسائل:
«أ» أن يخشى اللّبس بأن يكون إعرابهما تقديريّا، ولا قرينة، نحو «أكرم موسى عيسى» و «كلّم هذا ذاك» فإن وجدت قرينة جاز نحو «أكل الكمّثرى موسى».
«ب» أن يكون الفاعل ضميرا غير محصور، والمفعول ظاهرا أو ضميرا، نحو «كلّمت عليّا» و «فهّمته المسألة».
«ج» أن يحصر المفعول ب «إنما» نحو «إنما زرع زيد قمحا» أو ب «إلّا» نحو «ما علّم عليّ إلّا أخاه» وأجاز الأكثرون تقديمه على الفاعل عند الحصر ب «إلّا» مستندين في ذلك إلى قول دعبل الخزاعي:
«ولمّا أبى إلّا جماحا فؤاده *** ولم يسل عن ليلى بمال ولا أهل »
وإلى قول مجنون بني عامر:
«تزودت من ليلى بتكليم ساعة *** فما زاد إلّا ضعف ما بي كلامها »
وكذلك الحصر ب «إنما» يجوز تقديم المفعول على الفاعل نحو «إنما قلّم الشجر زيد».
وأمّا جواز توسّط المفعول بين الفعل والفاعل فنحو {وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ}.
وأمّا وجوب التّوسّط ففي ثلاث مسائل:
«إحداها) أن يتّصل بالفاعل ضمير المفعول نحو {وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ} و {يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ} ويجوز في الشّعر فقط تأخير المفعول نحو قول حسّان بن ثابت يمدح مطعم بن عدي:
«ولو أنّ مجدا أخلد الدهر واحدا *** من الناس أبقى مجده الدّهر مطعما »
(الثانية: أن يكون المفعول ضميرا، والفاعل اسما ظاهرا نحو: «أنقذني صديقي».
(الثّالثة) أن يكون الفاعل محصورا فيه ب «إنّما» نحو {إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ»}، أو ب «إلّا» نحو: «لا يزيد المحبّة إلّا المعروف».
أمّا تقديم المفعول على الفعل جوازا فنحو {فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}.
وأمّا تقديم المفعول وجوبا ففي مسألتين:
(إحداهما) أن يكون له الصّدارة كأن يكون اسم استفهام نحو: {فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ}.
(الثانية) أن يقع عامله بعد الفاء، وليس له منصوب غيره مقدّم نحو: و {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} و {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ}.
معجم القواعد العربية في النحو والتصريف وذُيّل بالإملاء-عبدالغني الدقر-صدر: 1404ه/1984م
60-المعجم الغني (أثَّرَ)
أثَّرَ- [أثر]، (فعل: رباعي. لازم، مزيد بحرف)، أثَّرْتُ، أُؤَثِّرُ، أَثِّرْ، المصدر: تَأْثِيرٌ.1- "أثَّرَ فِيهِ بكَلَامِهِ": تَرَكَ فِيهِ أثرًا. "هَذَا الأمْرُ لَا يُؤَثِّرُ فِي" "اترُكُوهُ فَالدُّمُوعُ لَا تُؤَثِّرُ فِي غَيْرِ الضَّعِيفِ". (جبران خليل جبران):
2- "أثَّرَ عَليْهِ": اِسْتَمالَهُ، حَوَّلَ اقْتِناعَهُ. "صَدِيقِي أُؤَثِّرُ عَلَيْهِ وَيُؤَثِّرُ عَلَيَّ".
3- "أثَّرَ بِهِ": تَرَكَ بِهِ أَثَرًا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
61-المعجم الغني (أَثِيرٌ)
أَثِيرٌ- [أثر]، (صيغَةُ فَعِيل)، "هُوَ صَدِيقِي الأَثِيرُ": صَدِيقِي المفَضَّلُ، أَيِ الَّذِي أُوثِرُهُ عَلى غَيْرِهِ. "هُوَ أَثِيرِي".الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
62-المعجم الغني (اِسْتَدَارَ)
اِسْتَدَارَ- [دور]، (فعل: سدا. لازم، مزيد بحرف)، اِسْتَدَرْتُ، أَسْتَدِيرُ، اِسْتَدِرْ، المصدر: اِسْتِدَارَةٌ.1- "اِسْتَدَارَ السَّائِرُ": طافَ حَوْلَ الشَّيءِ.
2- "اِسْتَدَارَ الْمَلْعَبُ": كانَ مُدَوَّرًا.
3- "اِسْتَدَارَ القَمَرُ": اِسْتَنارَ.
4- "اِسْتَدَارَ بِهِ": أَحاطَ بِهِ. "اِسْتَدَارَ صَدِيقِي بِما في قَلْبِي".
5- "اِسْتَدَارَ الْمُتسَابِقُ": عَادَ إِلَىالْمَوْضِعِ الَّذِي انْطَلَقَ مِنْهُ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
63-المعجم الغني (خُلٌّ)
خُلٌّ، خِلٌّ- الجمع: أَخْلَالٌ. [خلل]، (لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ)، "إِنَّهُ خِلِّي الْوفِيُّ": صَدِيقِي الوَدُودُ.الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
64-المعجم الغني (خَلِيلٌ)
خَلِيلٌ(خَلِيلَةٌ )- الجمع: أَخِلاَّءٌ، خُلاَّنٌ، خَلِيلَاتٌ، خَلَائِلُ. [خلل]، (صِيغَةُ فَعِيل):1- "أَكْتُبُ إِلَيْكَ يَا خَلِيلِي": يَا صَدِيقِي الحَمِيمَ. "إِنَّهَا خَلِيلَتُهُ".
2- "خَلِيلُ اللهِ": هُوَ لَقَبُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام، وَصَارَ اسْمًا عَلَمًا: "إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ".
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
65-المعجم الغني (مُنْتَصَفٌ)
مُنْتَصَفٌ- [نصف]، (اسم مفعول مِن: اِنْتَصَفَ):1- "زَارَهُ فِي مُنْتَصَفِ النَّهَارِ": فِي الظُّهْرِ، أَي الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ.
2- "نَامَ فِي مُنَتَصَفِ اللَّيْلِ": أَي السَّاعَةُ الرَّابِعَةُ والعِشْرُونَ. "أَطْرُقُ بَابَ صَدِيقِي فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ". (أمل دنقل):
3- "تَوَقَّفَ فِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ": فِي وَسَطِهِ. "مُنْتَصَفُ السَّنَةِ".
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
66-المعجم الغني (نَادَمَ)
نَادَمَ- [ندم]، (فعل: رباعي. متعدٍّ، مزيد بحرف)، نَادَمَ، يُنَادِمُ، مُنَادَمَةٌ.1- "نَادَمَهُ عَلَى الشَّرَابِ": جَالَسَهُ عَلَيْهِ، رَافَقَهُ فِي الشُّرْبِ.
2- "نَادَمَ جَلِيسَهُ": سَامَرَهُ. "لَقَدْ نَادَمْتُكَ مُنْذُ اللَّيْلَةِ يَا صَدِيقِي بِهَذَا الْحَدِيثِ".
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
67-معجم الرائد (حتى)
حتى:1- حرف جر بمعنى الانتهاء إلى الغاية، نحو «أكلت التفاحة حتى بزرها»، أي إلى أن وصلت إلى بزرها.
2- حرف تعليل بمعنى «كي»، يدخل على المضارع فينصبه ب «أن» مضمرة، نحو: أدرس حتى تنجح».
3- حرف عطف بمعنى «الواو»، نحو «أكلت التفاحة حتى بزرها»، أي وأكلت بزرها أيضا.
4- حرف ابتداء، نحو «حتى صديقي يخونني».
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
68-معجم الرائد (خبر)
خبر:1- مصدر: خبر.
2- نبأ.
3- في اللغة: الكلام الذي يحتمل الصدق أو الكذب، نحو «ذهب صديقي».
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
69-معجم الرائد (قبل)
قبل: ظرف يدل على:1- التقدم في الزمان «وصل إلى الحفلة قبل المدعوين».
2- التقدم في المكان والموقع «يقع بيتي قبل بيت صديقي».
3- التقدم في الرتبة «الرأي قبل شجاعة الشجعان».
وهو معرب.
وقد يحذف المضاف اليه فيجوز فيه البناء على الضم أو الإعراب على التنوين ودونه، نحو «حضر الطلاب إلى الصف وحضر المعلم قبل، ومن قبل، وقبلا، ومن قبل، ومن قبل».
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
70-معجم الرائد (مع)
مع: إسم يستعمل:1- مضافا، فيكون ظرفا له ثلاثة معان: أ- موضع الاجتماع أو المصاحبة، نحو «الحق معك»، و «اقرأ هذا الكتاب مع هذا».
ب- زمان الاجتماع، نحو «سافرت مع الفجر».
ج- معنى.
«عند»، نحو «جئت من مع صديقي»، أي من عنده.
2- غير مضاف، فينون ويكون حالا.
وهو في لفظ واحد للجمع والمثنى، نحو «جاء الصديقان معا»، و «جاء الأصدقاء معا».
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
71-معجم الرائد (ي)
ي/ياء/يا:1- الحرف الثامن والعشرون من حروف الهجاء.
وهي في حساب الجمل عبارة عن عشرة (10).
2- ضمير رفع للإناث، نحو «تدرسين، أدرسي».
3- ضمير نصب للمتكلم يتصل بالفعل، نحو «زارني صديقي».
4- ضمير جر للمتكلم يتصل بالاسم، نحو «صديقي».
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
72-الأفعال المتداولة (أَبَى)
أَبَاه يَأْبَى إِبَاءً: أَبَى صديقي أن يأتي معي. (رَفَضَ، لم يقبل)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
73-الأفعال المتداولة (جَرَّبَ)
جَرَّبَهُ، تَجْرِيبًا و تَجْرِبَةً: جَرَّبْتُ صديقي سعدًا فوجدته رجلا طيّبا. (اختبرته عدّة مرّات)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
74-الأفعال المتداولة (خَبَرَ يَخْبُرُ خِبْرًا و خِبْرَةً)
خَبَرَهُ يَخْبُرُ خِبْرًا و خِبْرَةً: خُبْرَةً خَبَرْتُ صديقي فوجدتُهُ مؤمنًا. (امتحنته، علمته عن تجربة)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
75-الأفعال المتداولة (ضَمِنَ يَضْمَنُ ضَمَانَةً)
ضَمِنَهُ يَضْمَنُ ضَمَانَةً: لقد ضَمِنْتُ صديقي حينما استقرض مبلغا من المال. (كفلته في التّسديد)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
76-الأفعال المتداولة (تَلَقَّى [منه])
تَلَقَّاهُ [منه]: تَلَقَّيْتُ من صديقي رسالة واحدة في هذه المدّة. (تسلّمتها)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
77-تاج العروس (شر شرر شرشر)
[شرر]: الشَّرُّ، بالفتح، وهي اللُّغَة الفُصْحى، ويُضَمّ، لغة عن كُراع: نَقِيضُ الخَيْرِ، ومثله في الصّحاح، وفي اللسان: الشَّرُّ: السُّوءُ. وزاد في المِصْباح: والفَسَادُ والظُّلْمُ، الجمع: شُرُورٌ، بالضَّمّ، ثمّ ذَكَر حديثَ الدُّعاء: «والخَيْرُ كُلُّه بِيَدَيْكَ، والشَّرُّ ليسَ إِلَيْكَ» وأَنّه نَفَى عنه تعالى الظُّلْم والفَسَادَ، لأَنّ أَفعالَه، تعالى [صادِرَةٌ] عن حِكْمَة بالِغَة، والموجودات كُلُّها مِلْكُه، فهو يَفْعَلُ في مِلْكِه ما يشاء، فلا يُوجَد في فِعْلِه ظُلْمٌ ولا فَسَاد. انتهى. وفي النهاية: أَي أَنَّ الشَّرَّ لا يُتَقَرَّبُ بهِ إِليكَ، ولا يُبْتَغَى به وَجْهُك، أزو أَنّ الشَّرّ لا يَصْعَدُ إِليك، وإِنّما يَصْعَدُ إِليك، وإِنّما يَصعدُ إِليك الطَّيِّبُ من القَوْلِ والعمَل، وهذا الكلامُ إِرشادٌ إِلى استعمالِ الأَدَبِ في الثَّنَاء على الله تعالى وتَقَدَّس، وأَن تُضَافَ إِليه عزّ وجلّ محاسِنُ الأَشياءِ دون مساوِيها، وليس المَقْصُودُ نَفْيَ شيْءٍ عن قُدْرَتِه وإِثْبَاتَه لها، فإِنّ هذا في الدُّعاءِ مَنْدُوبٌ إِليه، يقال: يا ربَّ السماءِ والأَرْضِ، ولا يقال: يا ربَّ الكِلاب والخنَازِير، وإِن كانَ هُوَ رَبَّها، ومنه قولُه تعالى: {وَلِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها}.وقد شَرَّ يَشُرُّ، بالضَّمّ، ويَشِرُّ بالكسر ـ قال شيخُنَا: هذا اصطِلاحٌ في الضَّمّ والكسرِ مع كونِ الماضِي مَفْتُوحًا، وليس هذا مما ورَدَ بالوجْهيْن، ففي تعبِيرِه نَظَرٌ ظاهِر ـ شَرًّا وشَرَارَةً، بالفتح فيهما، وقد شَررْتَ يا رَجُلُ، مثَلَّثة الرّاءِ، الكسر والفتح لغتان، شَرًّا وشَرَرًا وشَرَارَةً، وأَما الضّمّ فحكاه بعضُهم، ونقله الجَوْهَرِيّ والقَيُّومِيّ، وأَهْلُ الأَفْعالِ.
وقال شيخُنَا: الكسرُ فيه كفَرِحَ هو الأَشْهَر، والضمّ كلَبُبَ وكرُم وأَما الفتحُ فغَرِيبٌ، أَورَدَه في المُحْكمِ وأَنكرَه الأَكثرُ، ولم يتعرَّض لذِكْر المُضارِع، إِبقاءً له على القياس، فالمضمومُ مضارِعُه مضمومٌ، على أصل قاعدته، والمكسورُ مفتوحُ الآتِي على أَصل قاعدته، والمفتوحُ مكسورُ الآتِي على أَصلِ قاعِدتِه، لأَنه مُضَعَّفٌ لازِمٌ، وهو المُصَرَّحُ به في الدواوين. انتهى.
وهو شَرِيرٌ، كأَمِير، وشِرِّيرٌ، كسِكِّيتٍ، مِنْ قومٍ أَشْرَارٍ وشِرِّيرِينَ.
وقال يونس: واحدُ الأَشرارِ رجُلٌ شَرٌّ، مثل زَنْدٍ وأَزْنَادٍ. قال الأَخْفَشُ: واحدُها شَرِيرٌ، وهو الرَّجُلُ ذو الشَّرِّ مثْل: يتِيم وأَيْتَامٍ.
ورجلٌ شِرِّيرٌ مِثال فِسِّيق؛ أَي كثيرُ الشَّرّ.
ويقال: هو شَرٌّ مِنْكَ، ولا يقال: هو أَشَرُّ مِنْكَ، قَلِيلَةٌ أَو رَدِيئَةٌ، القول الأَولُ نسبه الفَيُّومِيّ إِلى بني عامِر، قال: وقُرئَ في الشّاذّ: مَن الكَذّابُ الأَشَرُّ على هذه اللغَة.
وفي الصّحاح: لا يُقَال: أَشرُّ النَّاسِ إِلا فِي لُغَة ردِيئَة.
وهِي شَرَّةٌ، بالفتح، وشُرَّى، بالضّم، يُذهَب بهما إِلى المُفَاضلة، هكذا صَرّح به غيرُ واحد من أَئِمَّة اللُّغَة، وجعله شَيْخُنَا كلامًا مختلطًا، وهو محلُّ تأَمُّل.
قال الجوْهَرِيّ، ومنه قولُ امرأَة من العَرب: أُعِيذُك بالله من نَفْسٍ حَرَّى، وعَيْن شُرَّى. أي خَبِيثَة، من الشَّرّ.
أَخرَجَتْه على فُعْلَى، مثل أَصْغَر وصُغْرَى.
قلْت: ونسبَ بعضُهم هذه المرأَةَ إِلى بني عامِر، كما صَرّح به صاحبُ اللّسَانِ، وغيره.
وقالُوا: عينٌ شُرَّى، إِذا نَظَرَت إِليك بالبَغْضَاءِ، هكذا فَسَّرُوه في تفسير الرُّقْيَةِ المذكورة.
وقال أَبو عمْرو: الشُّرَّى: العَيَّانَةُ من النّساءِ.
وقال كُرَاع: الشُّرَّى: أُنْثَى الشَّرّ الذي هو الأَشَرُّ في التقدير، كالفُضْلى الذي هو تأْنيثُ الأَفْضَلِ.
وفي المحكم: فأَمّا ما أنشَدَه ابنُ الأَعْرَابيّ من قوله:
إِذا أَحْسَنَ ابنُ العَمّ بعدَ إِساءَة *** فلسْتُ لشَرِّي فِعْلَه بحَمُولِ
إِنما أرادَ: لشَرِّ فعلِه، فقَلَب.
وقد شَارَّه، بالتَّشْدِيد، مُشَارَّةً، ويقال: شَارَّاه، وفلان يُشَارُّ فلانًا ويُمارُّه ويُزَارُّه؛ أَي يُعادِيه. والمُشارَّةُ: المُخاصَمَةُ، وفي الحديث: «لا تُشَارِّ أَخاكَ» هو تَفَاعُل من الشَّرِّ؛ أَي لا تَفْعَلْ به شَرًّا فتُحْوِجَه إِلى أَنْ يَفْعَلَ بكَ مثلَه، ويروى بالتخفيف، وفي حديثِ أَبي الأَسْوَد: «ما فَعَلَ الذي كانَت امرأَتُه تُشَارُه وتُمارُهُ».
والشُّرُّ، بالضَّمّ: المَكْرُوهُ والعَيْبُ. حكى ابن الأَعرابيّ: قد قَبِلتُ عَطِيَّتَك ثم رَدَدْتُها عَلَيْكَ من غيرِ شُرِّكَ ولا ضُرِّكَ.
ثم فسّره، فقال: أَي من غير رَدٍّ عليكَ، ولا عَيْبٍ لكَ، ولا نَقْصٍ ولا إِزْرَاءٍ.
وحكى يَعْقُوبُ: ما قلتُ ذاكَ لِشُرِّكَ، وإِنما قُلْتُه لغيرِ شُرِّك، أي ما قُلْتُه لشَيْءٍ تَكْرَهُهُ، وإِنما قُلتُه لغيرِ شيْءٍ تَكْرَهُه. وفي الصّحاح: إِنما قلْتُه لغَيْرِ عَيْبِكَ.
ويقال: ما رَدَدْتُ هذا عليك من شُرٍّ به؛ أَي من عَيْبٍ به، ولكن آثَرْتُك بهِ، وأَنشد:
عَيْنُ الدَّلِيلِ البُرْتِ من ذِي شُرِّهِ
أَي مِن ذِي عَيْبِه؛ أَي من عَيْبِ الدَّلِيل؛ لأَنّه ليس يُحْسِن أَن يَسِيرَ فيه حَيْرَةً.
والشَّرُّ، بالفَتْح: إِبْلِيسُ، لأَنّه الآمِرُ بالسُّوءِ والفَحْشَاءِ والمَكْرُوهِ. والشَّرُّ الحُمَّى. والشَّرُّ: الفَقْرُ. والأَشْبَهُ أَن تكونَ هذه الإِطلاقاتُ الثلاثةُ من المَجازِ.
والشَّرِيرُ، كأَمِير: العَيْقَةُ، وهو جانِبُ البَحْرِ وناحِيَتُه، قاله أَبو حَنِيفَةَ، وأَنشد للجَعْديّ:
فلا زَالَ يَسْقِيها ويَسْقِي بلادَهَا *** من المُزْنِ رَجَّافُ يَسُوقُ القَوَارِيَا
يُسَقِّي شَرِيرَ البَحْرِ حَوْلًا تَرُدُّه *** حَلائِبُ قُرْحٌ ثمّ أَصبَحَ غادِيَا
وفي رواية «سَقَى بشَرِيرِ البَحْرِ» و«تَمُدُّه» بدل «تَرُدُّه».
وقال كُراع: شَرِيرُ البَحْرِ: ساحِلُه، مخفَّفٌ. وقال أبو عَمْرو: الأَشِرَّةُ واحدُهَا شَرِيرٌ: ما قَرُبَ من البحرِ.
وقيل: الشَّرِيرُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ في البَحْرِ.
والشَّرِيرَةُ، بهاءٍ: المِسَلَّةُ من حَدِيد.
وشُرَيْرَةُ، كهُرَيْرَة: بِنْتُ الحَارِثِ بنِ عَوْف، صحَابِيّة من بني تُجِيب، يقالُ: إِنَّهَا بايَعَت، خَطَبها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
وأَبُو شُرَيْرَةَ: كُنْيَة جَبَلَةَ بنِ سُحَيْم، أَحدِ التابِعِين.
قلت: والصّوابُ في كُنيتِه أَبو شُوَيْرَةَ، بالوَاو، وقد تَصَحّف على المصَنّفِ، نبّه عليه الحافِظ في التبصير، وقد سبق للمصنّف أَيضًا في س ور، فتأَمَّل.
والشِّرَّةُ، بالكسر: الحِرْص والرَّغْبَة والنّشَاط.
وشِرَّةُ الشّبابِ، بالكسرِ: نَشَاطُه وحِرْصُه، وفي الحديث: «لِكُلِّ عابدٍ شِرَّةٌ».
وفي آخر: «إِنّ لِهذا القرآنِ شِرَّةً ثم إِنّ للنّاسِ عنه فَتْرَةً».
والشِّرَارُ، ككِتَاب، والشَّرَرُ، مثل جَبَل: ما يَتَطَايَرُ من النّارِ، واحِدَتُهما بهاءٍ، هكذا في سائرِ النُّسَخ التي بأَيْدينا، قال شيخنا: الصّواب كسَحَاب، وهو المعرُوف في الدّواوين وأَما الكسرُ فلم يوجد لغير المصنّف، وهو خطأٌ، ولذلك قال في المصباح: الشَّرَارُ: ما تَطَايَرَ من النّار، الواحِدةُ شَرَارَة، والشَّرَرُ مثلُه، وهو مقْصُورٌ منه، ومثله في الصّحَاح وغيره من أُمّهاتِ اللّغةِ.
وفي اللسان: والشَّرَرُ: ما تَطَايَرَ من النّار وفي التنزيل: {إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} واحدتُه شَرَرةٌ.
وهو الشَّرَارُ، واحِدَتُه شَرَارَةٌ، قال الشّاعر:
أَو كشَرَارِ العَلاةِ يضْربُها القَيْ *** نُ علَى كُلِّ وَجْهِه تَثِبُ
وأَما سَعْدِي أَفندي في المُرْسلات، وغيرُه من المُحَشِّين، فإِنّهم تَبِعُوا المصنِّفَ على ظاهره، وليس كما زعموا.
ويقال: شَرَّهُ يَشُرُّه شُرًّا، بالضمّ، أي من باب كَتَبَ، لا أَنه بضمّ الشين في المَصْدَر كما يتبادر إِلى الذهن: عابَه وانْتَقَصَه. والشُّرُّ: العَيْبُ.
وشَرَّ اللَّحْمَ والأَقِطَ والثَّوْبَ ونَحْوَه، وفي بعض الأُصول: ونَحْوها، يَشُرُّه شَرًّا، بالفَتْح، إِذا وَضَعَه على خَصَفَة، وهي الحَصِيرَةُ، أو غيرها؛ ليَجِفَّ. وأَصل الشَّرِّ: بَسْطُك الشيْءَ في الشَّمْسِ من الثّيابِ وغيرِهَا، قال الشّاعر.
ثَوْبٌ على قَامَةٍ سَحْلٌ تَعَاوَرَهُ *** أَيْدِي الغَوَاسِلِ للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ
ـ واستدرك شيخُنَا في آخر المادّة نقلًا من الرّوض، شَرَرْتُ المِلْح: فَرَّقْتُه، فهو مَشْرُورٌ، قال: وليس في كلام المصنّف، قلْت: هو داخِلٌ في قوله: ونَحْوه، كما لا يَخْفَى ـ كَأَشَرَّهُ إِشْرَارًا، وشَرَّرَهُ تَشْرِيرًا، وشَرّاهُ، على تَحْويلِ التَّضعيف، قال ثعلب: وأَنشد بعضُ الرُّواة للرّاعِي:
فأَصْبَحَ يَسْتَافُ البِلَادَ كَأَنَّهُ *** مُشْرًى بأَطْرَافِ البُيُوتِ قَدِيدُها
قال ابن سيدَه: وليسَ هذا البيتُ للرّاعِي، إِنّما هو للحَلَالِ ابنِ عمّه.
والإِشْرارَةُ، بالكَسْر: القَدِيدُ المَشْرُورُ، وهو اللَّحْمُ المُجَفَّفُ.
والإِشْرَارَةُ، أَيضًا: الخَصَفَةُ التي يُشَرُّ عليها الأَقِطُ، أي يُبْسط ليَجِفّ.
وقيل: هي شُقَّةٌ من شُقَق البَيْتِ يُشَرَّرُ عليها، والجمْع أَشارِيرُ، وقَوْلُ أَبي كاهِل اليَشْكُرِيّ:
لَهَا أَشارِيرُ مِنْ لحْمٍ تُتَمِّرُه *** من الثَّعَالِي ووَخْزٌ من أَرانِيهَا
يجوز أَن يُعنَى به الإِشْرَارَةُ من القَدِيدِ، وأَن يُعْنَى به الخَصَفَةُ أو الشُّقَّة، وأَرانِيها، أي الأَرانِب، وقال الكُمَيْتُ:
كأَنَّ الرَّذاذَ الضَّحْكَ حَوَلَ كِنَاسِه *** أَشَارِيرُ مِلْحٍ يَتَّبِعْنَ الرَّوامِسَا
قال ابن الأَعرابيّ: الإِشْرَارَةُ: صَفِيحَةٌ يُجَفَّفُ عَلَيْهَا القَدِيدُ، وجَمْعُهَا الأَشارِيرُ، وكذلِك قال اللّيْثُ.
والإِشْرَارَةُ أَيضًا: القِطْعَةُ العَظِيمَةُ من الإِبِلِ؛ لانتشارِها وانْبِثاثِها.
وقد اسْتَشَرَّ، إِذا صارَ ذا إِشْرارَة من إِبِل، قال:
الجَدْبُ يَقْطَعُ عنكَ غَرْبَ لِسَانِه *** فإِذا اسْتَشَرَّ رَأَيْتَهُ بَرْبَارَا
قال ابنُ بَرِّيّ: قال ثعلبٌ: اجتمعتُ مع ابن سَعْدان الرّاوِيَة، فقال لي: أَسْأَلُكَ؟ قلت: نعم، قال: ما مَعْنَى قَولِ الشَّاعِر. وذكرَ هذا البيت. فقلتُ له: المَعْنَى أَنّ الجَدْبَ يُفْقِرُه ويُمِيتُ إِبلَه، فيقِلّ كَلَامُه ويَذِلّ، وإِذا صارَت له إِشْرَارَةٌ من الإِبلِ صارَ بَرْبَارًا، وكثُر كلامُه.
ومن المَجَاز: أَشَرَّه: أَظْهَرَهُ، قال كَعْبُ بنُ جُعَيْل، وقيل: إِنّه للحُصَيْن بن الحُمَامِ المُرِّيّ يَذكُر يوم صِفِّينَ:
فما بَرِحُوا حتَّى رَأَى الله صَبْرَهُم *** وحَتَّى أُشِرَّتْ بالأَكُفِّ المَصَاحِفُ
أَي نُشِرَتْ وأُظْهِرَتْ، قال الجَوْهَرِيّ والأَصْمَعِيّ: يُرْوَى قولُ امرِئِ القَيْسِ:
تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا إِليها ومَعْشَرًا *** عَليَّ حِرَاصًا لوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
على هذا، قال: وهو بالسِّينِ أَجْوَدُ، قلْت: وقد تَقَدَّم في مَحَلِّه.
وأَشَرَّ فُلَانًا: نَسَبَه إِلى الشَّرِّ، وأَنكره بعضُهم، كذا في اللِّسَان، وقال طَرَفَةُ:
فمَا زالَ شُرْبِي الرّاحَ حتَّى أَشَرَّنِي *** صَدِيقِي وحَتَّى ساءَنِي بعضُ ذلِكَا
والشَّرّانُ، ككَتّان، دَوَابُّ كالبَعُوضِ يَغْشَى وَجْهَ الإِنسان ولا يَعَضُّ، وتُسمِّيه العَربُ الأَذَى، واحدَتُها شَرّانَةٌ، بهاءٍ، لغةٌ لأَهْلِ السّوادِ، كذا في التهذيب.
والشَّرَاشِرُ: النَّفْسُ، يقال: أَلْقَى عليه شَرَاشِرَه؛ أَي نَفْسَه، حِرْصًا ومحَبَّة، كما في شَرْح المصنِّف لديباجَةِ الكشّاف، وهو مجَازٌ.
والشَّرَاشِرُ: الأَثْقَالُ، الواحد شُرْشُرَةٌ، يقال: أَلْقَى عليه شَرَاشِرَهُ؛ أَي أَثْقَالَه.
ونقلَ شيخُنا عن كشْفِ الكَشّاف: يقال: أَلْقَى عليهِ شَرَاشِرَه؛ أَي ثَقْلَه وجُمْلته، والشَّراشِرُ: الأَثقال، ثم قال: ومن مَذْهَبِ صاحب الكَشّاف أَن يَجْعَلَ تَكَرُّر الشيْءِ للمُبَالَغَةِ، كما في زَلْزَلَ ودَمْدَم، وكأَنَّه لِثقَلِ الشَّرِّ في الأَصل، ثم استعمل في الإِلْقاءِ بالكليّة شَرًّا كان أَو غيره. انتهى.
قال شيخُنا: وقوله ومن مذْهب صاحبِ الكَشّاف إِلى آخرِه، هو المشهور في كلامه، والأَصل في ذلك لأَبي عليِّ الفارسِيّ، وتلميذِه ابن جِنِّي، وصاحبُ الكَشّاف إِنما يَقْتدي بهما في أَكثر لُغَاتِه واشتقاقاتِه، ومع ذلك فقد اعترضَ عليه المصنِّف في حَوَاشِيه على دِيبَاجَةِ الكَشّاف، بأَن ما قاله غيْرُ جَيِّد؛ لأَنّ مادة شرشر ليست موضوعة لضِدِّ الخَيْرِ، وإِنّمَا هي موضوعة للتَّفَرُّقِ والانتشار، وسُمِّيَت الأَثقال لتفرّقِهَا. انتهى.
والشَّراشِرُ: المَحَبَّة، وقال كُراع: هي مَحَبَّةُ النَّفْس.
وقيل: هي جَمِيعُ الجَسَدِ وفي أَمثالِ الميدانيّ: «أَلقَى عليه شَرَاشِرَهُ وأَجْرانَه وأَجْرَامَه» كُلُّهَا بمعنًى.
وقال غيره: أَلقى شَرَاشِرَه: هو أَن يُحِبَّه حتَّى يَسْتَهْلكَ في حُبِّه.
وقال اللِّحْيَانيّ: هو هَوَاهُ الذي لا يُريدُ أَن يَدَعَه من حاجتِه، قال ذو الرُّمَّة:
وكائنْ تَرَى من رَشْدَة في كَرِيهَةٍ *** ومنْ غَيَّةِ تُلْقَى عليها الشَّرَاشرُ
قال ابنُ بَرّيّ: يُريدُ: كم تَرَى من مُصِيب في اعتقادِ ورَأْي، وكم تَرَى من مُخْطِئ في أَفْعَاله وهو جادٌّ مجتهدٌ في فِعْلِ ما لا يَنْبَغِي أَن يُفْعَلَ، يُلْقِي شَراشِرَه على مَقَابِحِ الأُمورِ، ويَنْهمِكُ في الاستكْثَارِ منها. وقال الآخَرُ:
ويُلْقَى عليهِ كلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ *** شَرَاشِرُ من حَيَّىْ نِزَار وأَلْبُبُ
الأَلْبُبُ: عُروقٌ مُتَّصِلَة بالقلْب، يقال أَلقَى عليه بَنَاتِ أَلْبُبِه إِذا أَحبّه، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
وما يَدْرِي الحَرِيصُ عَلَام يُلْقِي *** شَرَاشِرَه أَيُخْطئُ أَم يُصِيبُ
والشَّرَاشِرُ من الذَّنَب. ذَبَاذِبُه أَي أَطرَافُه، وكذا شَراشِرُ الأَجنحة: أطرافُها، قال:
فَقَويْنَ يسْتَعْجِلْنَه ولَقِينَه *** يَضْرِبْنَه بشَرَاشِرِ الأَذْنابِ
قالوا: هذا هو الأَصلُ في الاستعمال، ثمّ كُنِيَ به عن الجُملة، كما يقال أَخَذَه بأَطْرافِه، ويمَثّل به لمن يَتَوَجَّه للشيْءِ بكُلِّيَّته، فيقال: أَلْقَى عليه شَرَاشِرَه، كما قاله الأَصمعيّ، كأَنَّه لَتَهَالُكِه طَرَحَ عليه نَفْسَه بكلِّيَّتِه، قال شيخُنَا ـ نقلًا عن الشهاب ـ وهذا هو الذي يَعْنُون في إِطْلاقه، ومُرَادُهم: التَّوَجُّهُ ظاهرًا وباطنًا، الواحدة شُرْشُرَةٌ، بالضّم، وضبطه الشِّهاب في العِنَايةِ في أَثناءِ الفاتحة بالفَتْحِ، كذا نقله شيخُنا.
وشَرَاشِرُ، بالفتح: موضع.
وشَرْشَرَه: قَطَّعَه وشَقَّقَهُ، وفي حديث الرُّؤْيَا: «فيُشَرْشِرُ بشِدْقِه. إِلى قَفَاه».
قال أَبو عبيد: يعني يُقَطِّعه ويُشَقّقُه، قال أَبو زُبَيْد يصفُ الأَسَدَ:
يَظَلُّ مُغِبَّا عندَه مِن فَرَائِسٍ *** رُفَاتُ عِظَامٍ أَو عَرِيضٌ مُشَرْشَرُ
وقيل: شَرْشَر الشَّيْءَ، إذا عَضَّه ثمّ نَفَضَه.
وشَرْشَرَتْه الحَيَّةُ: عضَّتْ.
وشَرْشَرَت الماشِيَةُ النَّبات: أَكَلَتْه، أَنشد ابنُ دُرَيْد لجُبَيْها الأَسَدِيّ:
فلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بنَبْت مُشَرْشَر *** نَفَى الدِّقَّ عنه جَدْبُه وهُو كالِحُ
وشَرْشَرَ السِّكِّينَ: أَحَدَّها على الحجَرِ* حتى يَخْشُن حَدُّها.
والشُّرْشُورُ، كعُصْفُور: طائِرٌ صَغِيرٌ، قال الأَصْمَعِيّ: يُسَمّيه أَهلُ الحِجَازِ هكذا، ويسمّيه الأَعْرابُ البِرْقِشَ، وقيل: هو أَغْبَرُ على لَطافَةِ الحُمَّرَةِ، وقيل: هو أَكبرُ من العُصفورِ قليلًا.
والشِّرْشِرَةُ، بالكسرِ: عُشْبَةٌ أَصغَرُ من العَرْفَجِ، ولها زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ، وقُضُبٌ ووَرقٌ ضِخَامٌ غُبْرٌ، مَنبِتُها السَّهْلُ، تَنْبُتُ مُتفَسِّحَة، كأَنّها الحبالُ طُولًا، كقِيس الإِنسانِ قائِمًا، ولها حَبٌّ كحَبِّ الهَرَاسِ، وجَمْعُها شِرْشِرٌ، قال:
تَرَوَّى من الأَحْدَاثِ حتّى تَلاحَقَتْ *** طَرَائِفُه واهْتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ
وقال أَبو حنيفَةَ عن أَبي زِيَاد: الشِّرْشِرُ يذْهَبُ حِبَالًا على الأَرْضِ طُولًا، كما يَذْهَبُ القُطَبُ، إِلّا أَنّه ليس له شَوْكٌ يُؤذِي أَحَدًا، وسيأْتِي قريبًا في كلام المصنّف، فإِنه أَعادَه مرّتَيْن زَعْمًا منه بأَنّهما مُتَغَايِرَانِ، وليس كذلك.
والشِّرْشِرَةُ، بالكَسْرِ: القِطْعَةُ من كلِّ شيْءٍ.
وشُرَاشِرٌ، بالضّم، وشُرَيْشِرٌ، كمُسَيْجِد، وشُرَيْشِيرٌ، كمُحَيْرِيب، وشَرْشَرَةُ، بالفَتْح، أَسماءٌ، وكذا شَرَارَةُ، بالفتح، وشِرْشِيرٌ.
وشُرَيْرٌ كزُبَيْرٍ: موضع على سبعة أَميال من الجَارِ، قال كُثَيِّر عَزَّةَ:
دِيَارٌ بأَعْناءِ الشُّرَيْرِ كأَنَّمَا *** عليهنَّ في أَكْنافِ عَيْقَةَ شِيدُ
كذا في اللّسَان، ونقل شيخُنَا عن اللّسان أَنه أُطُمٌ من الآطامِ، ولم أَجده في اللسان. ونقل عن المراصد أَنه بديارِ عبدِ القَيْس، قلْت: ونقل بعضُهم فيه الإِهمال أَيضًا، وقد تقدّم الإِيماءُ بذلك.
وشَرَّى، كحَتَّى: ناحِيَةٌ بهَمَذَانَ، نقله الصاغانيّ.
وشَرَوْرَى: جَبَلٌ لبَنِي سُلَيْم مُطِلٌّ على تَبُوك في شَرْقيّها، ويُذْكَر مع رَحْرَحانَ، وهو أَيضًا في أَرضِ بني سُلَيْمٍ بالشام.
والمُشَرْشِرُ، كمُدَحْرِج: الأَسَدُ، من الشَّرْشَرَةِ، وهو عَضُّ الشْيءِ ثم نفْضُه، كذا قاله الصّاغانيّ.
وعن اليَزِيدِيّ: شَرَّرَه تَشْرِيرًا: شَهَرَه في النّاسِ.
وقيل للأَسَدِيَّةِ، أَو لبعضِ العَرَبِ: ما شَجَرَةُ أَبيك؟
فقال: قُطَبٌ وشرْشرٌ، ووَطْبٌ جَشِرٌ.
قال: الشَّرْشَرُ خيرٌ من الإِسْلِيخ والعَرْفَجِ. قال ابن الأَعرابيّ: ومن البُقُول الشَّرْشَرُ، هو بالفَتْح ويُكْسَرُ.
وقال أَبو حنيفة ـ عن أَبي زياد ـ الشِّرْشِرُ: نَبْتٌ يَذْهَبُ حِبَالًا على الأَرْضِ طُولًا؛ كما يَذْهب القُطَبُ، إِلّا أَنّه ليس له شَوْكٌ يُؤْذِي أَحدًا.
وقال الأَزهريّ: هو نَبْتٌ معروفٌ، وقد رأَيتُه بالباديةِ تَسْمَن الإِبلُ عليه وتَغْزُر، وقد ذكره ابنُ الأَعرابيّ وغيرُه في أَسماءِ نُبُوتِ البادية.
وشِواءٌ شَرْشَرٌ، كجَعْفَر: يَتَقَاطَرُ دَسَمُه، مثل شَلْشَل، وكذلك شِواءٌ رَشْراشٌ، وسيأْتي في محلّه، وتقدم له ذكر في س موضع ب ر.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
شَرَّ يَشُرُّ، إِذا زاد شَرُّه، وقال أَبو زيد: يقال في مَثَلٍ: «كُلّما تَكْبَر تَشِرّ».
وقال ابن شُمَيْل: من أَمثالهم «شُرّاهُنّ مُرّاهُنّ».
وقد أَشَرَّ بنُو فُلانٍ فُلانًا، أي طَرَدُوه وأَوْحَدُوه.
والشُّرَّى، بالضّم: العَيَّانَةُ من النّسَاءِ، قاله أَبو عَمْرٍو.
والأَشِرَّةُ: البُحور، وبه فُسّر قولُ الكُمَيْت:
إِذَا هُوَ أَمْسَى في عُبَابِ أَشِرَّةٍ *** مُنِيفًا على العِبْرَيْنِ بالماءِ أَكْبَدَا
ويروى:
إِذا هُو أَضْحَى سَامِيًا في عُبَابِه
وفي حديث الحجَّاج: «لها كِظَّةٌ تَشْتَرُّ».
قال ابنُ الأَثير:
يُقَال اشْتَرَّ البَعِيرُ، كاجْتَرّ، وهي الجِرَّةُ لما يُخْرِجُه البعيرُ من جَوْفه إِلى فَمِه يَمْضغه ثم يَبتَلِعُه، والجيم والشين من مَخرجٍ واحدٍ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
78-تاج العروس (صغر)
[صغر]: الصِّغَرُ، كعِنَب: ضِدُّ الكِبَر.وفي المحكم: الصِّغَرُ والصَّغَارَةُ، بالفتْح: خِلافُ العِظَمِ.
أَو الأُولَى؛ أَي الصِّغَر في الجِرْمِ، والثّانِيَة؛ أَي الصَّغَارَةُ في القَدْر.
يقال: صَغُرَ، ككَرُمَ، وفَرِحَ صَغَارَةً، بالفتْح، وصِغَرًا، كعِنَب، كلاهما مصدر الأَوّل، وصَغَرًا، مُحَرَّكةً، وصُغْرَانًا، بالضَّمِّ الأَخِيرانِ عن ابنِ الأَعرابِيّ، وهما مَصادرُ الثَّاني، فهو صَغِيرٌ، كأَمير وصُغَارٌ وصُغْرَانٌ، بضمِّهما، الجمع: صِغَارٌ، بالكسر، قال سيبويه: وافق الذين يَقُولون «فَعِيل» الذين يقولون «فُعَال»؛ لاعْتِقابِهما كثيرًا، ولم يقولوا صُغَرَاءَ، استغْنوْا عنه بفِعَال، وقد جُمِع الصّغِيرُ في الشِّعر على صُغَرَاءَ، أَنشد أَبو عمرو:
ولِلْكُبَراءِ أَكْلٌ حَيْثُ شاؤُوا *** وللصُّغرَاءِ أَكْلٌ واقْتِتامُ
ومَصْغُوراءُ اسمٌ للجَمْع.
وأَصَاغِرُ: جمْعُ أَصْغر، نحو الجَوارِبِ والكرابِجِ، كالأَصاغِرَةِ بالهاءِ، لأَنّ الأَصْغَرَ لما خَرَجَ على بناءِ القَشْعَمِ، وكانوا يقولون القَشاعِمَةَ أَلحَقُوه الهاءَ، قاله ابنُ سِيدَه، قال: وإِنما حَمَلَهُم على تَكْسِيره أَنّه لم يَتَمَكَّن في بابِ الصِّفَةِ. والصُّغْرَى: تأْنِيثُ الأَصْغَرِ، والجمع الصُّغَرُ.
قال سيبويه: يقال: نسْوَةٌ صُغَرُ، ولا يُقَال: قَومٌ أَصاغِرُ إِلّا بالأَلف واللام، قال: وسمعنا العربَ تقول: الأَصَاغِر، وإِن شِئْتَ قلت: الأَصْغَرُونَ.
وصَغَّرَه تَصْغِيرًا، وأَصْغَرَه؛ أَي جَعَلَه صَغِيرًا. وتَصْغِيرُه أَي الصَّغِير صُغَيِّرٌ وصُغَيِّيرٌ، كدُرَيْهِمٍ ودُنَيْنِير، الأُولَى على القِيَاس، والأُخرى على غير قياس، حكاها سِيبويه، قلْت: ومن أَمثلة التَّصْغِير فُعَيْل كفُلَيْس.
وفي اللسان: والتَّصْغِير للاسمِ والنَّعْتِ يجيءُ لمعَانٍ شَتَّى: منه ما يَجِيءُ للتَّعْظِيم لها، وهو معنَى قولِهِ: فأَصابَتْهَا سُنَيَّةٌ حَمْرَاءُ، وكذلك قول الأَنصاريّ: «أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ».
ومنها أَنْ يَصْغُرَ الشَّيْءُ في ذاته، كقولهم: دُوَيْرَةٌ، وحُجَيْرَةٌ.
ومنها ما يَجيءُ للتَّحْقِير في غيرِ المُخَاطب، وليس له نَقْص في ذاتِه، كقولِهم: هَلَكَ القومُ إِلّا أَهْلَ بُيَيْت.
وذَهَبَت الدَراهِمُ إِلّا دُرَيْهِمًا.
ومنها ما يَجيءُ للذَّمّ، كقولهم: يا فُوَيْسِقُ.
ومنها ما يَجِيءُ للعَطْفِ والشَّفَقَةِ، نحو يا بُنَيَّ ويا أُخَيَّ، ومنهقول عُمَر: «وهو صُدَيِّقِي» أَي أَخَصُّ أَصدقائي.
ومنها ما يَجيءُ للمَدْح، كقول عُمَرَ لعبْدِ الله: «كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا» انتهى.
وفي حديث عَمْر بن دِينَار: «قُلْتُ لعُرْوَةَ: كم لَبِثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمَكَّةِ؟ قال: عَشْرًا، قلْت: فابنُ عبّاسٍ يقول: بِضْعَ عَشْرَةَ سنَة، قال عروة: فصَغَّرَه أَي اسْتَصْغَرَ سِنَّهُ عن ضَبْطِ ذلك.
وأَرْضٌ مُصْغِرَة، كمُكْرِمَة: نَبْتُهَا صَغِيرٌ لم يَطُلْ، وقد أَصْغَرَتْ.
وقولهم: فُلانٌ صِغْرَتُهُمْ، بالكَسرِ؛ أَي أَصْغَرُهُمْ، وكذا فُلانٌ صِغْرَةُ أَبَوَيْهِ، وصِغْرَةُ وَلَدِ أَبَوَيَهْ؛ أَي أَصغَرَهُم، وهو كِبْرَةُ وَلَدِ أَبوَيْهِ؛ أَي أَكْبَرُهُم.
ويقول صَبِيُّ من صِبْيَانِ العَرَبِ ـ إِذا نُهِيَ عن اللَّعِب ـ: أَنَا مِن الصِّغْرَةِ؛ أَي مِنَ الصِّغَارِ..
وحكَىَ ابنُ الأَعرابَيّ: ما صَغَرَنِي إِلّا بِسَنَةٍ، وهو كنَصَرَ؛ أَي ما صَغُرَ عنّي إِلّا بسَنةٍ.
والصّاغِرُ: الرّاضِي بالذُّلِّ والضَّيْم، الجمع: صَغَرَةٌ، ككَتَبَةٍ.
وقد صَغُرَ، ككَرُمَ، صِغَرًا، كعِنَبٍ، وصَغَارًا وصَغَارَةً، بفتحهما، وصُغْرَانًا وصُغْرًا، بضمِّهِمَا، إِذا رَضِيَ بالضّيْمِ وأَقَرَّ بِه.
* وفاته من المصادر: الصَّغَرُ، محرَّكَةً، يقال: قُمْ على صُغْرِكَ وصَغَرِكَ.
قال الله تعالى: {حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ}؛ أَي أَذَلّاءُ، وقوله عَزّ وجَلّ: {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغارٌ عِنْدَ اللهِ} أَي مَذَلَّةٌ، والصَّغَارُ: مصدَرُ الصَّغِيرِ في القدْرِ.
وأَصْغَرَه: جَعَلَه صَاغِرًا؛ أَي ذَليلًا.
وتَصَاغَرَت إِلَيْهِ نَفْسُه: صَغُرَتْ وتَحاقَرَتْ ذُلًا وَمَهَانَةً.
وفي الأَساس: تَصاغَرَتْ إِليه نَفْسُه: صارَت صَغِيرَةَ الشَّأْنِ ذُلًا ومَهَانةً.
وصَغُرَت الشَّمْسُ: مالَتْ للغُرُوبِ، عن ثعلب.
وقال ابنُ السِّكِّيتِ: منِ الأَمثالِ: «المرءُ بأَصْغَرَيْه»، الأَصْغَرَانِ: القَلْبُ واللِّسَانُ، ومعنَاه أَنّ المَرْءَ يَعْلُو الأُمورَ ويَضْبُطُها بجَنَانِه ولسانِه. وارْتَبَعُوا لِيُصْغِرُوا؛ أَي يُولِدُوا الأَصاغِرَ، أورده الصّاغانِيّ في التكملة.
وصَغْرَانُ، كسَحْبَانَ: موضع، قاله ابنُ دُرَيْدٍ.
وصُغْرانُ، بالضَّمّ: اسمٌ.
وأَصْغَرَ القِرْبَةَ: خَرَزَهَا صَغِيرَةً، قال بعضُ الأَغْفَالِ:
شُلَّتْ يَدَا فَارِيَةٍ فَرَتْهَا *** لو خَافِت النَّزْعَ لأَصْغَرَتْهَا
قال الصَّاغانِيّ: الرجزُ لصَرِيعِ الرُّكْبَان واسْمُه جُعْلٌ.
واسْتَصْغَرَه؛ أَي اسْتَصْغَرَ سَنَّه؛ أَي عَدَّه صَغِيرًا، كصَغَّرَه.
وفي الحَدِيثِ: «إِذا قُلْتَ ذلك تَصَاغَرَ حتّى يَكونَ مثلَ الذُّباب» يعني الشيطانَ؛ أَي تَحاقَرَ وذَلّ وامَّحَقَ.
وسَمَّوْا صَغَيرًا وصَغِيرَةَ.
وحاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيرَةَ: محدِّث.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الإِصْغَارُ من حَنِينِ النّاقَةِ: خِلَافُ الإِكْبارِ، وهو مجاز، قالت الخَنْسَاءُ:
فما عَجُولٌ علَى بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ *** لَهَا حَنِينَانِ إِصْغَارٌ وإِكْبَارُ
فإِصْغَارُهَا: حنِينُهَا إِذَا خَفَضَتْه، وإِكبارُهَا: حَنِينُهَا إِذا رَفَعَتْه، والمعْنَى: لها حَنِينٌ ذو صغَار. وحَنِينٌ ذو كبَار.
وفي حَدِيث الأَضاحِي: نَهَىَ عن المَصْغُورَةِ»، هكذا رواه شَمِرٌ، وفسَّره بالمُسْتَأْصَلَةِ الأُذُنِ، وأَنْكَره ابنُ الأَثير، وقال الزَّمَخْشَرِيّ: هو من الصَّغَارِ، أَلَا تَرَى إِلى قولِهِم للذَّلِيل مُجَدَّعٌ وُمصَلَّمٌ؟
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
79-تاج العروس (قع قعع قعقع)
[قعع]: ماءٌ قُعٌّ، وقُعاعٌ، بضَمِّهِما: شَدِيدُ المَرَارَةِ، وقد اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الثّانِي، وقَالَ: مُرٌّ غلِيظٌ، وابنُ دُرَيْدٍ نَقَلَهُمَا جَمِيعًا، قالَ: وكَذلِكَ عُقٌّ وعُقَاقٌ، زادَ ابنُ بَرِّيّ.وزُعَاقٌ، وحُرَاقٌ، ولَيْسَ بَعْدَ الحُرَاقِ شَيْءٌ، وهو الَّذِي يَحْرِقُ أَوْبارَ الإِبِلِ، وقِيلَ: القُعَاعُ: الماءُ الَّذِي لا أَشَدَّ مُلُوحَةً مِنْه، تَحْتَرِق مِنْهُ أَجْوَافُ الإِبِلِ، الواحِدُ والجَمْعُ فيهِ سَوَاءٌ.
وِيُقَالُ: أَقَعَّ القَوْمُ إِقْعاعًا: إِذا أَنْبَطُوهُ، كما في الصِّحاحِ، أَيْ: حَفَرُوا، زادَ اللَّيْثُ: فهَجَمُوا عَلَى ماءٍ قُعَاع.
وِالقَعْقَاعُ: مَنْ إِذا مَشَى سُمِعَ لمَفاصِلِ رِجْلَيْهِ تَقَعْقُعٌ؛ أَي تَحَرُّكٌ واضْطِرابٌ، كالقَعْقَعانِيِّ بالضَّمِّ قالَهُ اللَّيْثُ.
وِالقَعْقَاعُ: التَّمْرُ اليابِسُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ البَحْرانِيِّينَ يَقُولُونَ لِلْقَسْبِ إِذا يَبِسَ وتَقَعْقَعَ: تَمْرٌ سَحٌّ، وتَمْرٌ قَعْقَاعٌ.
وِالقَعْقَاعُ: الحُمَّى النّافِضُ تُقَعْقِعُ الأَضْراسَ، قال مُزَرِّدٌ ـ أَخُو الشَّمّاخِ ـ:
إِذا ذُكِرَتْ سَلْمَى عَلَى النَّأْيِ عَادَني *** ثُلاجِيُّ قَعْقَاعٍ مِنَ الوِرْدِ مُرْدِمِ
نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وِالقَعْقَاعُ: الطَّرِيقُ لا يُسْلَكُ إِلّا بمَشَقَّةٍ سُمِّيَ بهِ لأَنَّهُم يَجِدُّونَ السَّيْرَ فيهِ، كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ غيرُه: وذلِكَ إِذا بَعُدَ واحْتَاجَ السّابِلُ فِيهِ إِلَى الجِدِّ، سُمِّيَ بهِ لأَنَّهُ يُقَعْقِعُ الرِّكَابَ ويُتْعِبُها.
وِالقَعْقَاعُ: طَرِيقٌ مِن اليَمَامَةِ إِلَى الكُوفَةِ كَذَا فِي الصِّحاحِ، والعُبَابِ، وقِيلَ: إِلَى مَكَّةَ، ووُجدَ أَيْضًا هكذا في بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاح، قالَ ابنُ أَحْمَرَ يَصِفُ الإِبِلَ:
فلَمّا أَنْ بَدَا القَعْقَاعُ لَحَّتْ *** عَلَى شَرَكٍ تُناقِلُه نِقالا
وِالقَعْقَاعُ بنُ أَبِي حَدْرَد الأَسْلَمِيُّ، رَوَى عَنْهُ سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ من رِوايَةِ ابْنِهِ عَبْدِ الله.
وِالقَعْقَاعُ بنُ مَعْبَدِ بنِ زُرَارَةَ التَّمِيمِيُّ الدّارِمِيُّ، وافِدُ تَمِيمٍ مَعَ الأَقْرَعِ: صحابِيّانِ رضي الله عنهما.
وفاتَه: القَعْقَاعُ بنُ عَمْرٍو التَّمِيميُّ، أَوْرَدَهُ سَيْفٌ في الصَّحابَةِ.
وِالقَعْقَاعُ آخَرُ، ذَكَرَهُ المُسْتَغْفِرِيُّ في الصَّحابَةِ، لَقَبُهُ المُغَمَّرُ، كمُعَظَّمٍ بالغَيْنِ.
وِابنُ شَوْرٍ: تابِعِيٌّ يُضْرَبُ بهِ المَثَلُ في حُسْنِ المُجاوَرَةِ فقِيلَ: «لا يَشْقَى بقَعْقَاعٍ جَلِيسُ»، قال الشّاعِرُ:
وِكُنْتُ جَلِيسَ قَعْقاعِ بنِ شَوْرٍ *** وِلا يَشْقَى بقَعْقَاعٍ جَلِيسُ
ضَحُوكُ السِّنِّ إِنْ أَمَرُوا بَخَيْرٍ *** وِعِنْدَ الشَّرِّ مِطْراقٌ عَبُوسُ
وكانَ يَجْرِي مَجْرَى كَعْبِ بنِ مامَةَ في حُسْنِ المُجاوَرَةِ.
وِالقَعاقِعُ: موضع وفي الصِّحاحِ: مواضِعُ بالشُّرَيْفِ، ببِلادِ قَيْس، وقال أبو زِيَادِ: القَعاقِعُ: بلادٌ كَثِيرَةٌ من بِلادِ بَنِي العَجْلانِ، قال البَعِيثُ:
وِأَنَّى اهْتَدَتْ لَيْلَى لِعُوجٍ مُنَاخَةٍ *** وِمِنْ دُونِ لَيْلَى يَذْبُلٌ فالقَعاقِعُ
وِالقُعْقُعُ، كهُدْهُدٍ: العَقْعَقُ، عن أَبِي عَمْرو، أَو طائِرٌ آخَرُ أَبْلَقُ، وفي بعضِ النُّسَخِ أَبْيَضُ، والأُولَى الصَّوابُ، كما هو نَصُّ الصِّحاحِ، وفي العُبَابِ: أَبْلَقُ بِبَيَاضٍ وسَوادٍ، ضَخْمٌ، بَرِّيٌّ، طَوِيلُ المِنْقَارِ والرِّجْلَيْنِ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى المِنْقَارِ.
وِقُعَيْقِعانُ، كزُعَيْفِرانٍ: جَبَلٌ بالأَهْوَازِ في حِجَارَتِه رَخَاوَةً تُنْحَتُ مِنْها الأَسَاطِينُ، يُقَالُ: نُحِتَتْ مِنْهَا؛ أَي من حِجَارَتِه، وفي بَعْضِ الأُصُولِ «مِنْه» أَي مِنْ الجَبَلِ أَساطِينُ جامِعِ البَصْرَةِ وفي الصِّحاحِ مَسْجِدٌ بالبَصْرَةِ، قالَهُ اللَّيْثُ.
وِقُعَيْقِعانُ: قرية، بها ماءٌ وزَرْعٌ، عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا مِنْ مَكَّةَ، على طَرِيقِ الحَوْفِ إِلَى اليَمَنِ قالَ أَبو عَمْرٍو: مَوْضِعٌ كانَتْ فِيهِ حَرْبٌ، سُمِّيَ بِذلِكَ لِكَثْرَةِ السِّلاحِ الَّذِي كانَ بهِ، وفي المُعْجَمِ: سُمِّيَ بهِ لأَنه موْضِعُ سِلَاحِ تُبَّعٍ.
وِقُعَيْقِعَانُ: جَبَلٌ، كما في الصِّحاحِ، وفي الجَمْهَرَةِ: موضِعٌ بمَكَّةَ، وهو اسمٌ مَعْرِفَةٌ، كما في الصِّحاحِ، وَجْهُه إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قالَ السُدِّيُّ: سُمِّيَ بذلِكَ لأَنَّ جُرْهُمَ كانَتْ تَجْعَلُ فِيه أَسْلِحَتَهَا: قِسِيَّهَا وجِعَابَهَا ودَرَقَهَا، فَتَقَعْقَعُ فيهِ، أَو لِانَّهُم لَمّا تَحَارَبُوا وقَطُوراءَ بمَكَّةَ قَعْقَعُوا بالسِّلاحِ في ذلِكَ المَكَانِ، هكذا زَعَمَهُ ابنُ الكَلْبِيِّ وغَيْرُه من أَصْحابِ الأَخْبَارِ، وقالَ عُمَرُ بن أَبِي رَبِيعَةَ:
هَيْهَاتَ مِنْكَ قُعَيْقِعانُ وأَهْلُها *** بالحَزْنَتَيْنِ، فَشَطَّ ذاكَ مَزارَا
وقَعَّهُ، كمَدَّهُ: اجْتَرَأَ عليهِ بالكَلامِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن بَعْضِ الطّائِيِّينَ.
وِالقَعْقَعَةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ السِّلاحِ ونَحْوِه، كما في الصِّحاحِ.
وِالقَعْقَعَةُ: صَرِيفُ الأَسْنَانِ لِشدَّةِ وَقْعِهَا في الأَكْلِ، ومِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ: «شَرُّ النِّسَاءِ السَّلْفَعَةُ، الَّتِي تُسْمَعُ لأَسْنَانِها قَعْقَعَةٌ»، وتَقَدَّمَ تَمَامُه في «ق ي س».
وِالقَعْقَعَةُ: تَحْرِيكُ الشَّيْءِ يُقَال: قَعْقَعَهُ، وتَقَعْقَعَ بهِ قَعْقَعَةً وقِعْقَاعًا، بالكَسْرِ، والاسْمُ القَعْقَاعُ، بالفَتْحِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: القَعْقَعَةُ، والعَقْعَقَةُ، والشَّخْشَخَةُ، والخَشْخَشَةُ، والخَفْخَفَةُ والفَخْفَخَةُ، والنَّشْنَشَةُ، والشَّنْشَنَةُ، كُلُّه: حَرَكَةُ القِرْطاسِ والثَّوْبِ الجَدِيدِ.
وقال غَيْرُه: القَعْقَعَةُ: حِكَايَةُ حَرَكَةِ شَيْءٍ يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ، وقِيلَ: هُوَ تَحْرِيكُ الشَّيْءِ اليَابِسِ الصُّلْبِ مَعَ صَوْتٍ.
وِالقَعْقَعَةُ أَيْضًا: طَرْدُ الثَّوْرِ بِقَعْقَعْ بفَتْحِهِمَا، وقد قَعْقَعَ بهِ: طَرَدَه، وإِذا زَجَرَهُ قَالَ: وَحْ وَحْ، نَقَلَه الأَصْمَعِيُّ.
وِالقَعْقَعَةُ. إِجَالَةُ القِدَاحِ في المَيْسَرِ، وَهُوَ مُقَعْقِعٌ، ومنه قَوْلُ كُثَيِّرٍ يَصِفُ نَاقَةً:
وِتُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَوَاجِرِ والضُّحَى *** بِقِدْحَيْنِ فَازَا مِنْ قِدَاحِ المُقَعْقِعِ
وِالقَعْقَعَةُ: الذَّهَابُ في الأَرْضِ، وقَدْ قَعْقَعَ فِيها.
وِالقَعْقَعَةُ: تَتابُعُ صَوْت الرَّعْدِ في شِدَّةٍ، والجَمْعُ: القَعَاقِعُ.
وِقالَ اللَّيْثُ: القَعْقَعَةُ: حِكَايَةُ أَصْواتِ السِّلاحِ والتِّرَسَةِ كعِنَبَةٍ، جمعُ تُرْسٍ، والجُلُودِ اليابِسَةِ، والحجَارَةِ والبَكَرَةِ والحُلِيِّ ونَحْوِهَا وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه للنّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ في قَطْعِ حِلْفِ بَنِي أَسَدٍ:
كأَنَّكَ مِنْ جِمَالِ بَنِي أُقَيْشٍ *** يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بشَنِّ
وزَعَمَ الأَصْمَعِيُّ أَنَّهُ مَصْنُوعٌ، وقد تَقَدَّمَ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ لِلنَّابِغَةِ:
يُسَهَّدُ مِنْ لَيْلِ التَّمَامِ سَلِيمُهَا *** لِحَلْيِ النِّسَاءِ في يَدَيْهِ قَعاقِعُ
وذلِكَ أَنَّ المَلْدُوغَ يُوضَعُ في يَدَيْهِ شَيْءٌ من الحُلِيِّ ونَحْوِه، يُحَرِّكُه، يُسَلِّي به الغَمَّ، ويُقَال: يَمْنَعُ به النَّوْمَ؛ لئِلّا يَدِبَّ فيهِ السّمُّ فيَقْتُلَهُ.
وِفي المَثَلِ: «مَا يُقَعْقَعُ له بالشِّنَانِ» بفَتْحِ القَافَيْنِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الصّاغَانِيُّ: يُضْرَبُ لمَنْ لا يَتَّضِعُ لِحَوَادِثِ الدَّهْرِ، ولا يَرُوعُه ما لَا حَقِيقَةَ لهُ، وفي اللِّسَانِ: أَي لا يُخْدَعُ ولا يُرَوَّعُ، والشِّنانُ، بالكَسْرِ: جَمْعُ شَنٍّ، وهو الجِلْدُ اليابِسُ يُحَرَّكُ لِلْبَعِيرِ، لِيَفْزَعَ.
وِالقَعَاقِعُ: تَتَابُعُ أَصْوَاتِ الرَّعْدِ كَذا في الصِّحَاحِ، وهُوَ جَمْعُ قَعْقَعَةِ، ولا يَخْفَى أَنَّه تَقَدَّمَ لَهُ: القَعْقَعَةُ: صَوْتُ الرَّعْدِ، فهُوَ تَكْرَارٌ.
وِمن المَجَازِ: قَعْقَعَتْ عُمُدُهُمْ، وتَقَعْقَعَتْ: ارْتَحَلُوا واحْتَمَلُوا عَنْ بَلَدٍ كَانُوا نُزُولًا فيهِ، وبالوَجْهَيْنِ يُرْوَى قَوْلُ جَرِيرٍ يَمْدَحُ عَبْدَ العَزِيزِ بنَ الوَليدِ:
لَقَدْ طَيبْتَ نَفْسِي عَنْ صَدِيقِي *** وِقَدْ طَيَّبْتُ نَفْسِي عن بِلادِي
فأَصْبَحْنَا وكُلُّ هَوًى إِلَيْكُم *** تَقَعْقَعُ نَحْوَ أَرْضِكُمُ عِمَادِي
وِفي المَثَل: «مَنْ يَجْتَمِعْ تَتَقَعْقَعْ عُمُدُه» ويُرْوَى: مَنْ يَتَجَاوَرْ أَي: لا بُدَّ مِن افْتِرَاقٍ بَعْدَ الاجْتِمَاعِ قالَ الجَوْهَرِيُّ: كَما يُقَالُ: «إِذا تَمَّ أَمْرٌ دَنَا نَقْصُه» أَو مَعْنَاهُ: إِذا اجْتَمَعُوا وتَقَارَبُوا وَقَعَ بَيْنَهُم الشَّرُّ، فَتَفَرَّقُوا، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ أَو مَنْ غُبِطَ بكَثْرَةِ العَدَدِ، واتِّسَاقِ الأَمْرِ، فهُوَ بمَعْرَضِ الزَّوَالِ والانْتِشَارِ وهذا كقَوْلِ لَبِيدٍ يَصِفُ تَغَيُّرَ الزَّمَانِ بأَهْلِهِ:
إِنْ يُغْبَطُوا يُهْبَطُوا، وإِنْ أَمِرُوا *** يَوْمًا يَصِيرُوا لِلهُلْكِ والنَّكَدِ
وِطَرِيقٌ مُتَقَعْقِعٌ وقَعْقاعٌ: بَعِيدٌ يَحْتَاجُ السّائِرُ فيهِ إِلى الجِد قالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ ناقَةً:
عُمُلٍ قَوَائِمُها عَلَى مُتَقَعْقِعٍ *** عَتِبِ المَرَاقِبِ خارِج مُتَنَشِّرِ
ويُرْوَى: «عَكِصِ المَرَاتِبِ».
وِتَقَعْقَعَ الشَّيْءُ: اضْطَرَب وتَحَرَّكَ ومِنْهُ الحَدِيثُ: «فَجِيءَ بالصَّبِيِّ ونَفْسُه تَقَعْقَعُ» أَيْ تَضْطَرِبُ.
وِتَقَعْقَعَ الأَدِيمُ والسِّلاحُ ونَحْوُهُمَا: تَحَرَّكَ، ومنه قَوْلُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَرْثِي أَخَاه مالِكًا ـ:
وِلا بَرَمًا تُهْدِي النِّسَاءُ لِعرْسِه *** إِذا القَشْعُ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ تَقَعْقَعَا
وقَدْ تَقَدَّمَ إِنْشَادُه في «ق ش ع» أَي تَحَرَّكَ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
أَقَعَّتِ البِئْرُ إِقْعاعًا: جاءَتْ بماءٍ قُعاعٍ.
وِقَعْقَعْتُ القَارُورَةَ وزَعْزَعْتُها: إِذا أَرَغْتَ نَزْعَ صِمامِهَا مِنْ رَأْسِها.
وِتَقَعْقَعَ الشَّيْءُ: صَوَّتَ عِنْدَ التَّحَركِ.
والعَيْرُ إِذا حَمَلَ عَلَى العانَةِ، وتَقَعْقَعَ لَحْيَاهُ، يُقالُ له: قُعْقُعَانِيٌّ، بالضَّمِّ.
وحِمَارٌ قُعْقُعَانِيُّ الصَّوْتِ، بالضمِّ، أَي: شَدِيدُهُ، في صَوْته قَعْقَعَةٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ:
شاحِيَ لَحْيَيْ قُعْقُعَانِيِّ الصَّلَقْ *** قَعْقَعَةَ المِحْوَرِ خُطّافَ العَلَقْ
والأَسَدُ ذُو قعاقعَ: إِذا مَشَى سَمِعْتَ لمَفاصِلِه قَعْقَعَةً.
ورَجُلٌ قُعاقِعٌ، كعُلابِطٍ: كثيرُ الصَّوْتِ، حكَاه ابنُ الأَعْرَابيِّ، وأَنْشَدَ:
وِقُمْتُ أَدْعُو خالِدًا ورافِعَا *** جَلْدَ القُوَى ذا مِرَّةٍ قُعاقِعَا
وِتَقَعْقَعَ بنا الزَّمَانُ تَقَعْقُعًا، وذلِكَ من قِلَّةِ الخَيْرِ، وجَوْرِ السُّلْطَانِ، وضِيقِ السِّعْرِ، وهُوَ مجاز. ويُقَالُ لِلْمَهْزُولِ: صارَ عِظامًا يَتَقَعْقَعُ من هُزالِه.
وِالقَعْقَعَةُ: صَوْتُ القُعْقُعِ.
وقَرَبٌ قَعْقَاعٌ: شَدِيدٌ لا اضْطِرَابَ فِيهِ ولا فُتُورَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وكَذلِكَ خِمْسٌ قَعْقَاعٌ، وحَثْحاتٌ: إِذا كانَ بَعِيدًا، والسَّيْرُ فيهِ مُتْعِبًا لا وَتيرَةَ فِيهِ؛ أَي لا فُتُورَ فيهِ، وسَيْرٌ قَعْقَاعٌ.
وِقَعْقَعَهُ بالكَلَامِ: قَعَّهُ.
ويُقَالُ للشَّيْخِ: إِنَّه ليَتَقَعْقَعُ لَحْيَاهُ من الكِبَرِ.
وِالقَعْقَاعُ بنُ اللِّجْلاجِ: تَابِعِيٌّ عن أَبِي هُرَيْرَةَ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
80-تاج العروس (صدق)
[صدق]: الصِّدقُ بالكَسْر والفَتح: ضِدُّ الكَذِب والكسر أَفصح كالمَصْدُوقَة، وهي من المَصادر التي جاءَت على مَفعُولة، وقد صَدقَ يَصدُق صَدْقًا وصِدْقًا ومَصْدُوقَةً.أَو بالفَتْح مَصْدرٌ، وبالكَسْر اسمٌ.
قال الرّاغِب: الصِّدْق والكَذِب أَصلُهُما في القَوْل، ماضِيًا كان أَو مُسْتَقْبلًا، وَعْدًا كان أَو غيره، ولا يَكونَان بالقَصْدِ الأَول إِلّا في القَوْل، ولا يَكونَان من القَوْل إِلّا في الخَبَرِ دُون غَيْره من أَنواع الكلام، ولذلك قال تَعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا}، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا} {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ}.
وقد يَكُونان بالعَرْض في غَيْره من أَنْواع الكلام، كالاستِفْهام، والأَمْر، والدُّعاءِ، وذلِك نَحوُ قولِ القَائِل: أَزَيْدٌ في الدّارِ؟ فإِنَّه في ضِمْنه إِخْبار بكَوْنِه جَاهِلًا بِحالِ زيْدٍ، وكذا إِذا قال: وَاسِني، في ضِمْنِه أَنَّه مُحْتاج إِلى المُواساةِ، وإِذا قال: لا تُؤْذنِي، فَفِي ضِمْنِه أَنه يُؤذِيه، قال: والصِّدقُ: مطابَقَةُ القَولِ الضَّمِيرَ، والمُخْبَرَ عنه مَعًا، ومَتَى انْخَرَم شَرْطٌ من ذلك لم يَكُن صِدْقًا تَامًّا، بل إَّما أَلّا يوصف بالصّدق وإِما أَن يُوصَف تارةً بالصّدق وتَارةً بالكَذِب على نَظَرين مُخْتَلِفين، كقَوْلِ كافرٍ ـ إِذا قالَ من غَيْر اعتِقاد ـ: مُحمَّدٌ رَسولُ الله، فإِنَّ هذا يَصِحُّ أَن يُقال: صِدْقٌ، لكَوْنِ المخبَر عنه كَذلك. ويَصِحُّ أَن يُقال: كِذْبٌ؛ لمُخالَفَةِ قَولِه ضَمِيرَهُ، وللوجْهِ الثَّانِيِ أَكْذَبَ اللهُ المُنَافِقينَ حَيْثُ قالوا: {إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ} فقال: {وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ} انتَهِى.
يُقال: صَدَق في الحَدِيثِ يَصدُق صِدْقًا.
وقد يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُولين، تَقول: صدَقَ فُلانًا الحدِيثَ أَي: أَنْبَأَه بالصِّدْقِ. قالَ الأَعْشَى:
فصدَقْتُها وكَذَبْتُها *** والمَرْءُ ينفَعُه كِذابُهْ
ومنه قولُه تَعالَى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ} وقولُه تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ}.
ومن المجاز: صَدَقُوهم القِتالَ وصَدَقوا في القِتال: إِذا أَقدَمُوا عليهم، عادَلوا بها ضِدَّها حين قالوا: كَذَبوا عنه: إِذا أَحْجَموا.
وقال الراغب: إِذا وَفَّوْا حَقَّه، وفَعَلوا على ما يَجِبُ.
وقد استعمِل الصِّدقُ هنا في الجَوَارح، ومنه قَولُه تعالى: {رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ} أَي حَقَّقُوا العَهْدَ لِمَا أَظهَرُوه من أَفْعالِهم. وقال زُهيْر:
لَيْثٌ بِعَثَّرَ يَصْطَادُ الرِّجالَ إِذا *** ما اللَّيثُ كَذَّبَ عن أَقْرانِه صَدَقَا
ومن أَمثالهم: صَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِه، وذلك أَنَّه لمَّا نَفَر قال له: هِدَعْ، وهي كلمةٌ تُسَكَّنُ بها صِغارُ الإِبل إِذا نَفَرت، كما في الصِّحاح، وقد مَرَّ في: ه بلد موضع هكذا في سائِر النُّسَخ المَوْجُودة، ولم يَذْكُر فيها ذلك، وإِنما تَعرَّض له في «ب ك ر» فكأَنَّه سَهَا، وقَلَّد ما في العُبابِ، فإِنّه أَحالَه على «هدع» ولكنّ إِحالة العُباب صَحِيحة، وإِحالة المُصَنِّفِ غَيْرُ صَحِيحةٍ.
ومن المجاز: الصِّدقُ، بالكَسْرِ: الشِّدَّة.
وفي العُباب: كُلُّ ما نُسِب إِلى الصَّلاح والخَيْر أُضِيف إِلى الصِّدْق، فقيل: هو رَجُلُ صِدْقٍ، وصَدِيقُ صِدْقٍ، مُضافَيْنِ، ومَعْناه: نِعْمَ الرَّجُلُ هو، وكذا امرأَةُ صِدْقٍ فإِن جعلته نَعْتًا قلت: الرجل الصَّدْق بفَتْح الصَّاد وهي صَدْقة كما سيأْتي، وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ. وخِمارُ صِدْقٍ حكاه سِيبَوَيْه.
وقَولهُ عزَّ وجَلَّ: وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ أَي: أَنزلْناهُم مَنْزِلًا صَالِحًا. وقال الرّاغِبُ: ويُعبَّر عن كُلِّ فِعْل فاعِل ظاهِرًا وباطِنًا بالصِّدق، فيُضاف إِليه ذلك الفِعْلُ الذي يُوصَف به نَحْو قوله عزّ وجلّ: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} وعلى هذا {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} وقوله تعالى: {أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} فإِن ذلِك سؤالٌ أَن يجعَلَه الله عَزَّ وجَلَّ صالِحًا بحَيْث إِذا أَثْنَى عليه مَنْ بعدَه لم يكن ذلِك الثَّنَاءُ كَاذِبًا، بَل يَكُون كما قَالَ الشَّاعِر:
إِذا نَحْن أَثنَيْنا عليكَ بصَالِحٍ *** فأَنتَ كما نُثْنِي وفَوقَ الّذي نُثْنِي
ويقال: هذا الرَّجُل الصَّدْقُ، بالفتح على أَنه نَعْتٌ للرّجل، فاذا أَضَفْت إِليه كَسَرْت الصَّادَ كما تَقَدَّم قريبًا، قال رُؤبةُ يَصِفُ فَرسًا:
والمَرْءُ ذو الصِّدقِ يُبَلِّي الصِّدْقا
والصُّدْق، بالضَّمّ، وبضَمَّتَيْن: جمع صَدْقٍ بالفتح كرَهْنٍ ورُهُن، وأَيضًا جَمْع صَدُوقٍ كَصَبُور، وصَدَاقَ كسَحاب، وسيأْتي بيان كلٍّ منهما.
والصَّدِيق كأَمِير: الحَبِيبُ المُصادِقُ لكَ، يُقالُ ذلك لِلْواحِدِ، والجَمْعِ، والمُؤَنَّثِ، ومنه قولُ الشاعِر:
نَصَبْنَ الهَوَى ثُمّ ارتَمَيْنَ قُلوبَنا *** بأَعْيُنِ أَعداءٍ وهُنَّ صَدِيقُ
كما في الصِّحاح، وفي التَّنْزِيل: {فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ. وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} فاستَعْمَله جَمْعًا، أَلا تَراه عَطَفه على الجَمْعِ، وأَنْشَد اللَّيث:
إِذِ النَّاسُ ناسٌ والزَّمانُ بعِزَّةٍ *** وإِذْ أُمُّ عَمَّارٍ صَدِيقٌ مُساعِفُ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَخبرنا أَبو عُثْمَانَ عن التَّوَّزِي: كان رُؤْبَة يَقعُد بعد صلاة الجُمُعة في أَخْبِية بني تَمِيم فيُنْشِد وتَجْتَمع الناسُ إِليه فازْدَحَمُوا يومًا فضَيَّقُوا الطريقَ فأَقبلَت عَجوزٌ معها شيءٌ تَحمِله فقال رُؤْبَةُ:
تَنحَّ للعَجُوز عن طَرِيقِها *** قد أَقبَلَت رائحةٌ من سُوقِها
دَعْهَا فَما النّحوِيُّ من صَدِيقِها
أَي: من أَصدِقائها.
وقال آخرُ ـ في جَمْع المُذَكَّر ـ:
لعَمْرِي لَئن كُنْتُم على الَّلأْيِ والنَّوَى *** بِكُم مِثلُ ما بي إِنَّكم لصَدِيقُ
وأَنشد أَبو زَيْد والأَصمَعِي لقَعْنَبِ ابنِ أُمِّ صَاحِبٍ:
ما بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ ليسَ لهم *** دِينٌ وليس لهم عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنُوا
وقيل: هي أَي: الأُنْثَى بهاءٍ أَيْضًا نَقلَه الجوهَرِيُّ أَيضًا.
قال شَيْخُنا: وكَونُها بالهاءِ هو القِياسُ، وامْرأَةٌ صَدِيقٌ شَاذٌّ، كما في الهَمْع، وشَرْحِ الكافِية، والتَّسْهِيل، لأَنه فَعِيلٌ بمعنى فَاعِل، وقد حَكَى الرَّضِي ـ في شَرْح الشَّافية ـ أَنَّه جاءَ شَيْءٌ من فَعِيلٍ كَفاعِلٍ، مُسْتَوِيًا فيه الذَّكَر والأُنْثى؛ حَمْلًا على فَعِيلٍ بمعنى مَفْعُولٍ، كجَدِيرٍ، وسَدِيس، وريح خَرِيق، ورَحمةُ الله قَرِيبٌ، قال: ويَلزَم ذلِك في خَرِيقٍ وسَدِيسٍ، ومِثلُه للشَّيْخِ ابِن مَالِك في مُصَنَّفَاتِه.
ثُمّ هل يُفَرَّقُ بين تَابعِ المَوْصُوفِ أَو. لا؟ مَحَلُّ نَظَرٍ، وظَاهِرُ كلامِهم الإِطلاقُ، إِلَّا أَنَّ الإِحَالَة على الذي بِمَعْنى مَفْعولٍ رُبَّما تَقَيَّد، فَتدَبَّر.
ج: أَصدِقاءُ، وصُدَقَاءُ كأَنْصِباءَ، وكُرَماءَ وصُدْقانٌ بالضم، وهذه عن الفَرَّاءِ جج: أَصادِقُ وهو جَمْع الجَمْع وقال ابنُ دُرَيْدٍ: وقد جَمَعُوا صَدِيقًا: أَصادِق، على غَيْرِ قِياس، إِلَّا أَن يَكُونَ جَمْعَ الجمعِ، فأَمَّا جَمْعُ الوَاحِد فَلَا.
وأَنشدَ ابنُ فَارِس في المقَاييِس:
فلا زِلْن حَسْرى ظُلَّعًا إِنْ حَمَلْنيها *** إِلى بَلَدٍ ناءٍ قَلِيلِ الأَصَادِق
وقال عُمَارَةُ بنُ طَارِق:
فاعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ *** يُبْذَل للجِيرَانِ والأَصادِقِ
وقال [جرير:]:
وأَنكَرْتُ الأَصادِقَ والبِلادَا
ويُقالُ: هو صُدَيّقِي، مُصَغَّرًا مُشدَّدًا، أَي: أَخَصُّ أَصْدِقَائِي وإِنّما يُصَغَّرُ على جِهَة المَدْح، كَقوْل حُبابِ بنِ المُنْذِر: «أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك، وعُذَيْقُها المُرَجَّب».
والصَّدَاقَة: إِمْحاضُ المَحَبَّة.
وقالَ الرَّاغِبُ: الصَّدَاقَةُ: صِدْق الاعْتِقاد في المَوَدَّة، وذلكَ مُخْتَصٌّ بالإِنْسانِ دُونَ غَيْرِه.
وقالَ شَمِر: الصَّيْدَقُ، كصَيْقَلٍ: الأَمِينُ، وأَنْشَدَ قولَ [أُمَيّة] بنِ أَبِي الصَّلْتِ:
فيها النُّجومُ طَلَعْنَ غَيرَ مُراحَةٍ *** ما قال صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ
وقال أَبو عَمْرو: الصَّيْدَقُ: القُطْبُ.
وقال كُراع: هو النَّجْم الصَّغِير الَّلاصِقُ بالوُسْطى من بَناتِ نَعْش الكُبْرى.
وقال غيْرُه: هو المُسَمَّى بالسُّها.
وقد شُرِحَ في تركيب ق ود فراجِعْه. وقال أَبو عَمْرو: قِيلَ الصَّيْدَق المَلِك.
والصَّدْقُ بالفتح: الصُّلْبُ المُسْتَوِي من الرِّماحِ والسُّيْوفِ. يُقالُ: رُمْحٌ صَدْقٌ، وسيفٌ صَدْق، أَي: مُسْتَوٍ.
قالَ أَبو قَيْسِ بنُ الأَسْلَتِ:
صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه *** ومُجْنَإِ أَسْمَرَ قَرَّاعِ
قال ابنُ سِيدَه: وظَنّ أَبو عُبَيْدٍ الصَّدْقَ في هذا البَيْتِ الرُّمْحَ، فَغلِط. والصَّدْقُ أَيضًا: الصُّلْب من الرِّجال.
وَرَوَى الأَزهَرِيُّ عن أَبي الهَيْثَمِ أَنّه أَنشَدَه لكَعْبٍ:
وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ *** وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ
قال: الصِّدقُ هنا: الشَّجاعَةُ والصَّلَابة. يَقول: إِذا صَلُبْتَ وصَدَقْتَ انْهَزَم عَنكَ من تَصْدُقُه، وإِن ضَعُفْتَ قَوِيَ عليك، واستَمْكَن منك.
رَوَى ابنُ بَرِّيّ، عن ابنِ دُرُسْتَوَيهِ، قال: لَيْس الصِّدْقُ من الصَّلابةِ في شَيْءٍ، ولكنّ أَهلَ اللُّغة أَخَذُوه من قَوْل النّابِغَة:
في حَالِك اللَّونِ صَدْقٍ غَيرِ ذِي أَوَدِ
وقالَ: وإِنَّما الصَّدْقُ الجامِعُ للأَوْصافِ المَحْمُودَة، والرُّمحُ يُوصَف بالطُّولِ واللِّينِ والصَّلَابَةِ، ونَحْو ذلك.
وقالَ الخليلُ: الصَّدْقُ: الكَامِل من كُلِّ شَيْءٍ يُقالُ: رجل صَدْقٌ وهِيَ صَدْقَةٌ. قال ابن دُرُسْتَوَيْهِ: وإِنَّما هذا بمَنْزِلة قَولِكَ: رجلٌ صَدْقٌ، وامرأَة صَدْقٌ، فالصَّدْق من الصِّدْقِ بعَيْنِه، والمعنى أَنه يَصْدُق في وَصْفِه من صَلابَة وقُوَّةٍ وجَوْدةٍ، قال: ولو كانَ الصَّدقُ الصُّلْبَ لقِيلَ: حَجَرٌ صَدْقٌ، وحَدِيدٌ صَدْق، قال: وذلِك لا يُقال.
وقَوْمٌ صَدْقُون، ونِساءٌ صَدْقاتٌ قال رُؤْبةُ يَصِف الحُمُرَ:
مَقْذُوذَةُ الآذانِ صَدْقاتُ الحَدَقْ
أَي: نَوافِذُ الحَدَق، وهو مَجَاز.
ومن المَجازِ: رَجُلٌ صَدْقُ اللِّقاءِ أَي: الثَّبْتُ فيه. وصَدْقُ النَّظَرِ وقد صَدَقَ اللِّقاءَ صَدْقًا، قالَ حَسَّانُ بنُ ثابِت رضي الله عنه:
صَلَّى الإِلهُ على ابنِ عَمْرٍو إِنَّه *** صَدَقُ اللِّقاءِ وصَدْقُ ذلِك أَوفَقُ
وقَومٌ صُدْقٌ، بالضمِّ مثل: فَرسٌ وَرْد، وأَفراسٌ وُرْدٌ، وجَوْنٌ وجُونٌ، وهذا قد سَبَقَ في قولِه: «وبالضَّمِّ وبضَمَّتَيْن: جمعُ صَدْقٍ» فهو تَكْرار.
ومِصْداقُ الشَّيْءِ: ما يُصَدِّقُه. ومنه الحَدِيثُ: «إِن لكُلِّ قَوْلٍ مِصْداقًا ولكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَة».
وشُجاعٌ ذُو مِصْدَقٍ، كمِنْبَر هكذا في العُبابِ والصِّحاح، أَي: صادِقُ الحَمْلة وفَرَسٌ ذُو مِصْدَقٍ: صادِقُ الجَرْيِ كأَنّه ذُو صِدْقٍ فيما يَعِدُك من ذلك، نقله الجَوْهَرِيُّ، وهو مَجازٌ، وأَنشدَ لخُفافِ بنِ نُدْبَةَ:
إِذا ما اسْتَحَمَّت أَرْضُه من سَمائِه *** جَرَى وَهْوَ مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ
يَقولُ: إِذا ابتلَّتْ حوافِرُه من عَرَق أَعالِيه جَرَى وهو مَتْروكٌ لا يُضرَبُ ولا يُزْجَرُ، ويَصْدُقك فيما يَعِدُك البلُوغَ إِلى الغَايَة.
والصَّدَقَة، مُحَرَّكَة: ما أَعْطَيْتَه في ذَاتِ اللهِ تَعالَى للفُقَراءِ: وفي الصّحاح: ما تَصدَّقْتَ به على الفُقَراءِ. وفي المُفْردات: الصَّدَقة: ما يُخرِجُه الإِنْسانُ من مالِه على وَجْهِ القُرْبةِ، كالزَّكاة، لكن الصَّدَقَة في الأَصل تُقالُ للمُتطَوَّع به، والزَّكاة تُقال للوَاجِب، وقيل: يُسَمَّى الواجِبُ صَدَقة إِذا تَحرَّى صاحِبُه الصِّدقَ في فِعْله. قال اللهُ عَزَّ وجل: {خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً} وكذا قَولُه تَعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ}.
والصَّدُقَة، بضَمِّ الدَّالِ. والصُّدْقَة كغُرْفَةٍ، وصَدْمَةٍ، وبضَمَّتَيْن، وبفَتْحَتَيْن، وككِتاب، وسَحَاب سَبْع لُغَاتٍ، اقْتَصَر الجوهَرِيُّ منها على الأُولَى، والثَّانِيَة، والأَخِيرَتَيْنِ: مَهْرُ المَرْأَة وجَمْعُ الصَّدُقَةِ، كنَدُسَةٍ: صَدُقَاتٌ. قال اللهُ تَعالَى: {وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً} وجَمْعُ الصُّدْقةِ، بالضَّمِّ: صُدْقَاتٌ، وبه قَرأَ قَتادَةُ وطَلحَةُ بنُ سُلَيمان، وأَبو السَّمّالِ والمَدنِيُّون.
ويقال: صُدَقَات بضم ففَتْح وصُدُقَات بضَمَّتَيْن وهي قِراءَة المدَنِيِّين وهي أَقْبَحُها وقرأَ إِبراهيمُ ويَحْيَى بنُ عُبَيْد بن عُمَيْرٍ: صُدْقَتهن «بضَمٍّ فسُكُون بغير أَلف» وعن قَتَادَة صَدْقاتِهِن «بفَتحْ فسُكُون». وقال الزَّجّاجُ: ولا يُقرأُ من هذِه اللُّغاتِ بشَيْءٍ؛ لأَنَّ القِراءَةَ سُنَّةٌ. وفي حَديث عُمَر رضي الله عنه: «لا تُغالُوا في الصَّدُقاتِ» وفي رِوَايةٍ: «لا تُغالُوا في صُدُقِ النِّساءِ» هو جَمْعُ صَداقٍ. وفي اللِّسانِ: جمعُ صِدَاق في أَدْنَى العَدَدِ أَصْدِقَةٌ، والكَثِير صُدُقٌ. وهذان البِنَاءَانِ إِنّما هما على الغالِب، وقد ذَكَرَهُما المُصَنِّفُ في أَول المادّة.
وصُدَيْق كزُبَيْر: جَبَل.
وصُدَيْق بنُ مُوسَى بنِ عَبْدِ الله بنِ الزُّبَيْر بنِ العَوَّام، رَوَى عن ابن جُرَيج.
قُلتُ: وقد ذكره ابنُ حِبّان في ثِقاتِ التّابِعين، وقال: يَرْوِي عن رَجُلٍ من أَصحابِ النبيِّ صلى الله عليهوسلم، وعنه عُثْمانُ بنُ أَبي سُلَيمان، وحَفِيدُه عَتِيقُ بنُ يَعْقُوب بنِ صُدَيْق محدِّث مشهور.
وإِسماعِيل بنُ صُدَيْق الذَّارع شيخٌ لإِبراهيم بن عَرْعَرة مُحدِّثان.
وفاتَه: حمدُ بنُ أَحمد بنِ محمد بن صُدَيْق الحَرَّاني، عن عبدِ الحَق بنِ يُوسُف، وأَخوه حَمَّاد بن أَحمد، حَدّث.
والصِّدّيق كسِكِّيت ومثَّلَه الجَوهَرِيُّ بالفِسِّيق. قال صاحبُ اللّسانِ ولقد أَساءَ التَّمْثِيلَ به في هذا المَكَان: الكَثِيرُ الصِّدْق إِشارةً إِلى أَنّه للمُبالَغة، وهو أَبلَغُ من الصَّدُوقِ، كما أَنَّ الصَّدُوقَ أَبلغُ من الصَّدِيقِ، وفي الحَدِيثِ: «لا يَنْبَغي لصِدِّيقٍ أَنْ يكونَ لعَّانًا».
وفي الصِّحاح: الدَّائِم التَّصْدِيق. ويكونُ الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعَمَل.
وفي المُفْردات: الصِّدِّيق: مَنْ كَثُر منه الصِّدقُ وقيل: بل مَنْ لم يَكذِب قطُّ. وقيلَ: بل مَنْ لا يتَأَتَّى منه الكذبُ؛ لتَعَوُّده الصِّدقَ وقيلَ: بل مَنْ صَدَق بقَوْله واعتِقاده، وحَقَّق صِدقَه بفِعْلِه. قالَ الله تَعالَى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} وقال اللهُ تَعالَى: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ} أَي: مُبالغة في الصِّدقِ والتَّصْدِيقِ، على النَّسَب، أَي: ذاتُ تَصْدِيقٍ.
والصِّدِّيق أَيضًا: لَقَب أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبي قُحافَةَ عُثْمان رضي الله عنهما: شَيْخُ الخُلَفاءِ الرّاشِدينَ. وقَولُه تَعالَى: {وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}
رُوِي عن عَلِي رضي الله عنه قالَ: {الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ} مُحَمَّدٌ صلى الله عليهوسلم والَّذِي {صَدَّقَ بِهِ} أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه.
والصِّدِّيق: اسمُ أَبي هِنْد التَّابِعيِّ وهو أَحَدُ المَجاهِيلِ، رَوَى عن نَافِعٍ مَوْلَى ابنِ عُمَر، وعنه أَبُو خَالدٍ الدّالانِيُّ. وقالَ ابنُ مَاكُولا: اسمُه إِبراهِيمُ بنُ مَيمُون الصّائِغ، فقولُ المُصنِّفِ فيه: «التّابِعِيّ»، مَحلُّ نَظَر.
وأَبو الصِّدِّيق: كُنيَةُ بَكْرِ بن عَمْرٍو النَّاجِي البَصُرِيّ، كذا في العُباب، ومِثلُه في الكُنَى لابن المُهَنْدِس. وفي كتابِ الثِّقاتِ: هو بَكْرُ بنُ قَيْسٍ الناجِي، وهو تَابِعِيٌّ يَروِي عن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وعنه ثابِتٌ البُنانيُّ، مات سنة ثَمانِين ومائَة، زادَ المِزِّيّ: من الرّواة عنه قَتادَة، فقَولُ المُصنِّف ـ فيما تَقدَّم ـ «التَّابِعيُّ» ينبَغي أَن يُذْكَر هنا.
وخُشْنَامُ بنُ صَدِيقٍ، كأَمِيرٍ، أَو سِكِّيِتٍ ذكر الإِمامُ ابنُ مَاكُولا فيه الوَجْهَينِ: التَّخْفِيفَ، والتَّشْدِيدَ: مُحَدِّث.
وقال أَبو الهَيْثَم: من كَلام العَرَب: صدَقْتُ الله حَدِيثًا إِنْ لم أَفعَلْ كَذَا: يَمِينٌ لَهُم، أَي: لا صَدَقْتُ الله حَدِيثًا إِنْ لَم أَفْعَل كذا.
ويُقال: فَعَلَه في غِبّ صادِقَةٍ، أَي: بَعْدَ ما تَبَيَّنَ له الأَمْرُ، نقله ابنُ دُرَيْدٍ.
وأَصْدَقَها حتى تَزَوَّجَهَا: جَعَلَ لها صَداقًا، وقيل: سَمَّى لها صَداقَها وفي الحَدِيث: «ليسَ عندَ أَبوَيْنا ما يُصْدِقانِ عنا «أَي: يُؤَدِّيان إِلى أَزواجنا الصَّداق.
ولَيْلَةُ الوَقُودِ تُسمَّى السَّدْقُ، بالسّينِ المُهملة وبالصَّادِ لَحْن. قلتُ: وقد مَرَّ له أَنه بالسِّينِ، والذّالُ مُعْجَمةٌ محركة، مُعرَّب سَذَهْ، ونقله الجَوْهَرِيُّ أَيضًا، فانظُر ذلِك.
وصَدَّقه تَصْدِيقًا: قَبِل قولَه، وهو ضِدّ كَذَّبه، وهو قوله تعالى: {وَصَدَّقَ بِهِ} قال الراغب: أَي حَقَّق ما أَوْرَدَه قَولًا بما تَحرَّاه فعلًا.
وصَدَّق الَوحْشِيُّ: إِذا عَدَا ولم يَلْتَفِت لما حُمِل عليه نَقلَه ابن دُرَيد وهو مجاز.
والمُصَدِّق، كمُحَدّث: آخِذ الصَّدَقات أَي: الحُقُوق من الإِبِل والغَنَم، يقبِضها ويَجْمَعُها لأَهل السُّهْمان.
والمُتَصَدِّق: مُعْطِيها، وهكذا هو في القُرآن، وهو قولُه تعالى: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}.
وفي الحَدِيث: «تصَدَّقُوا ولو بِشِقِّ تَمْرةٍ». هذا قول القُتَيْبِيّ وغيرِه.
وقال الخَلِيلُ: المُعْطِي مُتَصَدِّقٌ، والسائِلُ مُتَصدِّق، وهما سواء.
وقال ابنُ السِّيد ـ في «شرح أَدب الكاتب» لابن قُتَيْبة ـ يقال: تَصدَّقَ: إِذا سأَل الصَّدَقَة، نقله عن أَبي زَيْد وابنِ جِنِّي. وحكى ابنُ الأَنبارِيّ في «كتابِ الأَضْدادِ» مثلَ قولِ الخَلِيل. قال الأَزهريُّ: وحُذّاق النَّحْوِيِّين [وأئمة اللغة] يُنكِرُونَ أَن يُقال للسَّائِل مُتصدِّق، ولا يُجِيزُونه قال ذلك الفَرَّاءُ والأَصمَعِيُّ وغَيرُهُما. والمُصادَقَة والصِّداقُ كَكِتاب: المُخالَّة، كالتَّصَادُقِ والصَّداقَة، وقد صَدَقه النَّصِيحَةَ والإِخاءَ: أَمْحَضَه له.
وصادَقَه مُصادَقةً وصِداقًا: خَالَلَهُ، والاسْمُ الصَّداقَةُ.
وتَصادَقَا في الحَدِيثِ، وفي المَودَّةِ: ضدُّ تَكاذَبَا. وقال الأَعْشَى:
ولقد أَقطَعُ الخَلِيلَ إِذا لَمْ *** أَرْجُ وَصْلًا إِنَّ الإِخاءَ الصِّداقُ
وفي التَّنْزِيل: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وأَصله المُتَصَدِّقين والمُتَصَدِّقات فقُلِبَت التَّاءُ صادًا، وأُدْغِمَت في مِثْلِها وهي قِراءَة غَيْرِ ابن كَثِيرٍ وأَبي بَكْر، فإِنَّهما قرآ بتَخْفِيفِ الصَّاد، وهم الذين يُعطُون الصَّدقاتِ.
* ومما يُستَدْرَك عليه:
التَّصْداقُ، بالفَتْح: الصِّدْق.
والمُصدِّق، كمُحدِّث: الذي يُصدِّقُك في حَدِيثك.
ورجلٌ صِدْقٌ، وامرأَة صِدْقٌ: وُصِفا بالمَصْدر.
وصِدْقٌ صادِقٌ، كقولهم: شِعْرٌ شاعِر، يُرِيدُون المبالغةَ.
وقال الرّاغب: وقد يُستَعْملُ الصِّدْق والكَذِبُ في كُلِّ ما يَحِقُّ ويَحصُلُ عن الاعْتِقادِ، نحو صَدَقَ ظَنِّي وكَذَبَ.
قلتُ: ومنه قولُه تَعالَى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} بتخفيف الدّال ونَصْب الظَّنِّ، أَي: صَدَق عليهم في ظَنِّه.
قالَ الفَرَّاءُ: ومن قَرأَ بالتَّشْدِيدِ فمَعْناه أَنه حَقَّقَ ظَنَّه حِينَ قال: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} لأَنه قال ذلك ظَانًّا، فحَقَّقَهُ في الضّالِّينَ.
وقال أَبو الهَيْثم: صَدَقَنِي فُلانٌ، أَي: قالَ لِيَ الصِّدْقَ.
وقالَ غيرُه: صَدَقَه النَّصِيحَةَ والإِخاءَ، أَي: أَمْحَضَه له.
وحَمْلةٌ صَادِقةٌ، كما قالوا: لَيْسَت لها مَكْذُوبةٌ، وهو مَجاز.
وقَولُ أَبي ذُؤَيبٍ:
نَماهُ من الحَيَّيْنِ قِرْدٌ ومازِنٌ *** لُيوثٌ غَداةَ البَأْسِ بِيضٌ مَصادِقُ
يَجوز أَن يكونَ جمعَ صَدْقٍ على غَيْر قِياس، كمَلامِحَ ومَشابِهَ، ويجوزُ أَن يَكُونَ على حَذْفِ المُضاف، أَي: ذُوو مَصادِقَ، فحَذَف.
والمَصْدَق، بالفتح: الجِدُّ، وبه فَسِّر بعَضُهم قولَ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّةِ:
وتُخرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْم مَصْدَقًا *** وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
والمَصْدَق: الصَّلابة، عن ثَعْلب.
وصَدَّق عليه، كتَصَدَّق، أَراه فَعَّل في معنى تَفعَّل، ومنه قولُه تعالى: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلّى}، قال ابنُ بَرِّي: وذَكَر ابنُ الأَنْباري أَنه قد جاءَ تَصدَّق بمعنى سَأَل، وأَنْشَد:
ولو انّهم رُزِقوا على أَقْدارِهم *** لَلَقِيت أَكثرَ من تَرَى يَتَصدَّق
وفي حَديثِ الزَّكاة: «لا تُؤخَذُ في الصَّدَقة هَرِمَةٌ ولا تَيْس، إِلّا أَن يَشاءَ المُصَدّقُ» رواه أَبو عُبيدٍ بفَتْح الدَّال والتَّشْدِيدِ، يُرِيدُ صاحبَ الماشِيَةِ الذي أُخِذَتْ صدقَةُ مالِه، وخالَفَه عامَّةُ الرُّواة، فقالوا: بكَسْرِ الدَّالِ، وهو عامِل الزَّكاة الذي يَسْتَوفْيها من أَربابها، صَدَّقَهم يُصدِّقُهم فهو مُصدِّقٌ.
وقال أَبو مُوسَى: الرِّوايةُ بتَشْدِيد الصَّادِ والدَّال معًا والاستثناءُ من التيس خاصة فإِنَّ الهَرِمةَ وذاتَ العُوَار لا يجوز أَخْذُهما في الصَّدَقة إِلّا أَن يكونَ المَالُ كُلُّه كذلك عند بعضِهم، وهذا إِنَّما يَتَّجِه إذا كان الغَرضُ من الحَدِيثِ النَّهْيَ عن أَخْذِ التَّيْس؛ لأَنَّه فَحْلُ المَعِز، وقد نُهِي عن أَخْذِ الفَحْل في الصَّدَقة، لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ المالِ؛ لأَنه يَعِزُّ عليه إِلّا أَنْ يَسْمَحَ به، فيُؤْخَذ. والذي شَرحَه الخَطّابِيُّ في المَعالِم أَنّ المُصَدِّق بتَخْفِيف الصَّاد: العاملُ، وأَنَّه وَكِيلُ الفُقراءِ في القَبْضِ، فلَه أَنْ يَتَصرَّفَ لهم بما يَرَاه مِمّا يُؤَدِّي إِليه اجتِهادُه.
وسِكَّةُ صَدَقَة: من سِكَك مَرْوَ، نقله الصّاغانِيُّ.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: تَمْرٌ صادِقُ الحَلاوَةِ: إِذا اشتَدَّتْ حَلاوتُهُ.
وكأَمِير: عَبدُ اللهِ بنُ أَحمَدَ بن الصَّدِيق، عن مُحمَّدِ بنِ إِبراهيم البُوشَنْجِيّ، وعنه البُرْقانيّ.
وجَعْفرُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ صَدِيقِ النَّسَفِيّ أَبو الفَضْل، عن البَغَوي.
وصَدِيقُ بنُ عبدِ الله النَّيْسابُورِي، رَحَل وسَمِعَ من جَبْر بنِ عَرَفة.
وأَبو نَصْر أَحمد بن محتاج بن رَوْح بن صَديق النَّسَفيّ عن محمد بن المُنْذِر، شَكَّر، وعنه أَبو علي البَردَعِيّ، وقالَ فيه: لَيّن، كذا في التَّبْصِير.
وصَدَقةُ بنُ يَسار الجَزَرِيُّ سَكَن مَكَّةَ، رَوَى عن ابنِ عُمَر، وعنه مَالِك والثَّوْرِي.
وصَدَقَة أَبو تَوْبَة، يَرْوِي عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ، وعنه مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِح كذا قاله ابن حِبّان. وقالَ المِزِّيّ: هو أَبو صَدَقَةَ مولَى مالِكِ بنِ أَنَس، اسمه تَوْبة، روى عنه شُعْبةُ.
قال: وأَبو صَدَقَةَ العِجْلِيُّ اسمُه سُلَيمان بن كِندِير رَوَى عن ابنِ عُمَرَ، وعنه قُرَيْشُ بنُ حيّان.
ونَجْمٌ صَادِقٌ، ومِصْداقٌ: لم يُخْلِفْ.
والفَجْر الصَّادِق مَعرُوف، وهو مَجَاز.
والصَّادِق: لَقَبُ جَعْفَر بن مُحمَّد بنِ عَلِي بن الحُسَيْنِ.
وأَيضًا: لَقَب أَبِي مُحَمَّدٍ منصور بنِ مُظَفَّرِ بنِ مُحمّدِ بن طاهِرٍ العُمَرِيِّ، وإِليه نُسِبت الطَّرِيقةُ الصّادِقِيَّة، وقد ذَكَرْناها في عِقْد الجَوْهر الثَّمِين.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
81-تاج العروس (عرق)
[عرق]: العَرَقُ، مُحَرَّكَةً: رَشْحُ جِلْدِ الحَيَوانِ، وقِيلَ: هو ما جَرَى من أُصُولِ الشَّعَرِ من ماءِ الجِلْدِ، اسم للجِنْس لا يُجْمَع، وهو في الحَيَوانِ أَصْلٌ ويُسْتعارُ لغَيْرِه قال اللَّيثُ: لم أَسمَعْ للعَرَقِ جَمْعًا، فإِنْ جُمِع كانَ قِياسُه على فَعَلٍ وأَفْعَالٍ، مثل جَدَثٍ وأَجْدَاثٍ. وفي حَدِيثِ أَهْلِ الجَنَّةِ: «وإِنَّما هو عَرَقٌ يَجْرِي من أَعْراضِهِم» وقد عَرِقَ، كفَرِحَ.ورَجُلٌ عُرَقٌ، كصُرَدٍ: كَثِيرُهُ أَي: العَرَق.
وأَمّا عُرَقَة، كهُمَزة فبِناءٌ مُطَّرِدٌ في كُلِّ فِعْلٍ ثُلاثِيٍّ كضُحَكَةٍ وهُزَأَةٍ، ورُبَّما غُلِطَ بِمثْلِ هذا ولم يُشْعَرْ بمكان اطِّرادِه، فذُكِرَ كما يُذْكَرُ ما يَطَّرِدُ، فقد قال بعَضُهم: رجلٌ عُرَقٌ وعُرَقَةٌ: كَثِيرُ العَرَقِ، فسَوَّى بَيْنَهُما، وعُرَقَةٌ مُطَّرِد كما ذَكَرْنَا.
والعَرَقُ: نَدَى الحَائِط، وقد عَرِقَ عَرَقًا: إِذا نَدِي، وكذلك الأَرْضُ الثَّرِيَّةُ إِذا نَتَحَ فيها النَّدَى حَتّى يَلْتَقِيَ هو والثَّرَى.
وقال شَمِرٌ: العَرَقُ: هو النَّفْعُ والثَّوابُ. تَقولُ العَربُ: اتَّخَذْتُ عندَه يَدًا بَيْضاءَ، وأُخْرَى خَضْراءَ، فما نِلْتُ منه عَرَقًا، أَي: ثَوابًا. وأَنْشَدَ للحَارِثِ بنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيِّ يَصِفُ سَيْفًا:
سَأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنّي *** وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ
يَقول: لم أُعْطَه للمُخالَّة والمودَّة كما يُعْطِي الخَلِيلُ خلِيلَه، ولكِنّي أَخَذْتُه قَسْرًا، والنُّون: اسمُ سَيْفِ مالكٍ بنِ زُهَيْرٍ، وكان حَمَلُ بنُ بَدْرٍ أَخذَه من مالِكٍ يومَ قَتَله، وأَخذَه الحارِثُ من حَمَل بنِ بَدْرٍ أَخذَه من مالِكٍ يوم قَتَله، وظاهِرُ بَيْت الحارِث يَقْضِي بأَنَّه أَخَذَ مِنْ مالكٍ سَيْفًا غَيْرَ النُّونِ، بِدَلالَةِ قَوْلِه: «سأَجْعَلُه مَكانَ النُّونِ» أَي: سأَجْعَل هذا السَّيْفَ الَّذِي اسْتَفَدْتُه مَكانَ النُّونِ. والصَّحِيحُ في إِنشادِه:
ويُخْبِرُهم مَكانَ النُّون مِنِّي
لأَنَّ قبلَه:
سيُخبِرُ قومَه حَنَشُ بنُ عَمْروٍ *** إِذا لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ
والعَرَقُ في البَيْت بمَعْنَى الجَزاءِ.
وقالَ غَيرُه: عَرَقُ الخِلالِ: ما يُرَشِّحُ لكَ الرَّجُلُ به، أَي: يُعطِيكَ للمَوَدَّةِ. ومَعْنَى البَيْتِ، أَي: لم يَعْرَقْ لي بهذا السَّيْفِ عن مَوَدَّة، وإِنَّما أَخَذْتُه منه غَصْبًا، وفي بعض النُّسَخِ «والتُّراب» وهو غَلَطٌ.
أَو العَرَقُ: قَلِيلُه أَي: القَلِيلُ من الثَّوابِ، شُبِّه بالعَرَقِ.
والعَرَق: اللَّبَنُ، سُمِّي بهِ لأَنَّه عَرَقٌ يَتَحَلَّب في العُرُوقِ، حتى يَنْتَهِيَ إِلى الضِّرْع. قال الشَّمّاخُ [يصف إِبلًا:].
تَغْدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتُها عَرَقًا *** من ناصِعِ اللَّوْنِ حُلْوِ الطَّعْمِ مَجْهُودِ
ورَواه بَعضُهم: «تُصْبحْ وقد ضَمِنت»، وذلِك أَنَّ قبلَه:
إِنْ تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه *** من الأَسالِقِ عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ
تُصْبِحْ وقد ضَمِنَتْ.......
فهذا شَرْطٌ وجَزاءٌ.
ورواه بعَضُهم: «تُضْحِ وقد ضَمِنَتْ» على احْتِمالِ الطَّيِّ. والرِّواية المَعْرُوفَةُ «غُرَقًا» جَمْع غُرْقة، وهي القَلِيل من اللَّبَن والشَّرَاب. وقيل هو القَلِيلُ من اللَّبَنِ خاصَّةً، ويقالُ: إِنّ بغَنَمِك لَعِرْقًا من لَبَنٍ، قَلِيلًا كانَ أَو كَثِيرًا، ويُقالُ: عَرَقًا من لَبَنٍ، وهو الصَّوابُ.
والعَرَقُ: كُلُّ صَفٍّ من اللَّبِنِ والآجُرِّ في الحائِطِ ويُقالُ: قد بَنَى البانِي عَرَقًا وعَرَقَيْنِ، وعَرَقَةً وعرقَتَيْن أَي: صَفًّا وصَفَّيْن، والجَمْع أعْراقٌ.
والعَرَق: الطُّرُقُ في الجِبِالِ، كالعَرْقَة بفَتْح فسكون.
وقيل: العَرَق: آثارُ اتّباعِ الإِبِلِ بَعضِها بَعْضًا، واحدتُه عَرَقَة. قال:
وقد نسَجْنَ بالفَلاةِ عَرَقَا
وَعَرَقُ التَّمْر: دِبْسُه لأَنه يَتحلَّب منه.
والعَرَق: الزَّبِيب نَادِر.
والعَرَق: نِتاجُ الإِبِل يُقال: ما أَكثرَ عَرَقَ إِبِلِه.
وقال أَبو زَيْد: يقال: ما أَكْثَر عَرَق غَنَمِك: إِذا كَثُر لَبَنُها عندَ نِتاجِها.
والعَرَق: النَّقْع هكذا هو بالقَافِ في سائِر النُّسَخ، والصَّواب النَّفْعُ بالفاءِ، وهو قَوْل شَمِر، كما تَقدَّم عندَ قوله «والثَّواب»، ولو ذَكَرهما في مَحَلٍّ واحدٍ كان أَحْسن.
والعَرَق: السَّطْرُ من الخَيْل، ومن الطَّيْرِ وهو الصّفُّ، الواحِدَة منها عَرَقَةٌ. قال طُفَيْل الغَنَوِيُّ يَصِف الخَيلَ:
كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ *** سِيدٌ تمَطَّرَ جُنْحَ اللَّيلِ مَبْلُولُ
هكذا أَنشدَه الصاغانِيُّ.
وقال ابنُ بَرِّي: صدَّرَ الفرسُ فهو مُصَدِّر: إِذا سَبَق الخَيلَ بصَدْرِه. والعَرَقُ: الصَّفُّ من الخَيْل ورَواهُ ابنُ الأَعرابي: «صُدِّرْنَ من عَرَق» أَي: صَدَرْنَ بعد ما عَرِقْن، يَذْهَبُ إِلى العَرَقِ الذي يَخْرُجُ مِنْهُن إِذا أُجرِينَ، يقال: فَرسٌ مُصَدَّر: إِذا كانَ يَعْرَق صَدْرُه.
وكُلُّ مَضْفُورٍ مُصْطَفٍّ عَرَقٌ، وعَرَقَة.
والعَرَقُ: السَّفِيفَةُ المَنْسُوجَة من الخُوصِ وغيرِه قبلَ أَن يُجْعَلَ منه الزِّنْبِيل، أَو الزِّنْبِيلُ نَفْسُه. ومنه حَدِيثُ المُظاهِر: «فأُتِيَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ» وفي رِواية: «بعَرَقٍ من تَمْرٍ».
قال الأَزهريُّ: هكَذا رواه أَبو عُبَيْدٍ بالتَّحْريك ويُسَكَّن عن بَعْضِ المُحَدِّثينَ.
والعَرَق: الشَّوْطُ والطَّلَق يُقال: جَرَى الفَرَسُ عَرَقًا، أَو عَرَقَيْن، أَي: شَوْطًا أَو شَوْطَين.
وفي المَثَل: لَقِيتُ منه عَرَقَ القِرْبَةِ، وهو كِنايَةٌ عن الشِّدَّةِ. قال الأَصمعيُّ: ولا أدرِي ما أَصلُه، وزادَ غيرُه: والمَجْهُود والمَشَقَّة. قال ابنُ دُرَيْد: أَي لَقِيتُ منه المَجْهُود وأَنشد لابنِ أَحْمر:
ليْسَت بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُها *** عَرَقُ السِّقاءِ على القَعُودِ اللَّاغِبِ
أَرادَ عَرَقَ القِرْبة، فلم يَسْتَقِم له الشِّعرُ؛ لأَنَّ القِربَة إِذا عَرِقَت خَبُثَ رِيحُها، أَو لأَنَّ القِربَةَ ما لها عَرَق، فكَأَنَّه تجشَّم مُحالًا قَالَه أَبو عُبَيد، وبه فُسِّر حَدِيثُ عُمَر رضي الله تعالى عنه: «لا تُغالُوا صُدُقَ النِّساءِ فإِنَّ الرِّجالَ تُغالِي بِصَداقِها حَتّى تَقولَ: جَشِمتُ إِليك عَرَق القِرْبةِ، أَو عَلَق القِرْبة».
والمعنى تَكَلَّفْتُ إِليك ما لَمْ يَبْلُغْه أَحَدٌ حتى تَجَشَّمْتُ ما لا يَكُون؛ لأَنَّ القِرْبةَ لا تَغْرَق، وهذا مِثْل قَوْلهم: «حتى يَشِيبَ الغُرابُ، ويَبِيضَ الفَأْر».
أَو عَرَقُ القِربَةِ: مَنْقَعَتُها أَي: سَيَلانُ مائِها، كأَنَّه نَصَبَ وتَكَلَّفَ وتَجَشَّم وتَعِبَ حتى عَرِقَ كَعرَقِ القِرْبةِ، قاله الكِسائيُّ.
وقيل: أَرادَ بعَرَق القِرْبةِ عَرَقَ حامِلِها من ثِقَلِها.
وقِيلَ: أَراد أَنَّه قَصدَه وسافرَ إِليه حتّى احْتاجَ إِلى عَرَق القِرْبة، وهو مَاؤُها، يَعْنِي السَّفَر إِليها.
أَو عَرَقُ القِربَةِ: سَفِيفَةٌ يَجْعَلُها حامِلُ القِربَة على صَدْرِه.
وقال ابنُ الأَعرابيّ: عَرَقُ القِربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاقٌ تُحْمَل به القِرْبة، وأَبْدَلُوا الرَّاءَ من اللَّام، كما قالوا: لَعَمْري ورَعَمْلي.
وقال أَيضًا: أَمّا عَرَق القِربة فَعَرقُك بها عن جَهْدِ حَمْلِها؛ وذلِك لأَنَّ أَشدَّ الأَعمال عِنْدَهم السَّقْي. وأَما عَلَقها فما شُدَّت به ثم عُلِّقَت. القَولُ الأَول نَقَله عنه الصّاغانِي، والثّانِي صاحِبُ اللسان، فتَأَمَّل.
وقال غيره: معناه جَشِمْتُ إِليكَ النَّصَبَ والتَّعَب والغُرْمَ والمَؤُونةَ، حتى جَشِمْتُ إِلَيْك عَرَق القِرْبة أَي: عِراقَها الذي يُخْرَز حَوْلَها. ومن قالَ: عَلَق القِرْبة، أَرادَ السُّيورَ التي تُعَلَّقُ بها.
أَو مَعْناه: تَكَلَّف مَشَقَّةً كمَشَقَّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ يَعْرَق تَحْتَها من ثِقَلِها.
وقال الجوهَرِيُّ: العَرَق إِنّما هو للرَّجلِ لا للقِرْبةِ، وأَصلُه أَنَّ القِرَب إِنما تَحْمِلُها الإِماءُ الزَّوافِر، ومَنْ لا مُعِين له، وربما افْتَقَر الرَّجلُ الكَرِيم، واحْتاجَ إِلى حَمْلِها بنَفْسِه، فيَعْرَق لِمَا يَلْحَقُه من المَشَقَّة والحَياءِ من النّاس، فيُقال: تجشَّمتُ لك عَرَقَ القِرْبة.
ولَبَن عَرِقٌ، كَكَتِف: فَسد طَعْمُه عن عَرَق البَعِيرِ المُحَمَّل عليه، وذلك أَنه يُحْقَن في السّقاءِ ويُعَلَّق على البَعِير ليس بَيْنه وبَيْنَ جَنْب البَعِيرِ وِقاء، فيَعْرَقُ البَعِير، ويَفْسُد طَعمُه من عَرَقِه، فتَتَغَيَّر رائِحَتُه، وقيل: هو الخَبِيثُ الحَمْضُ، وقد عَرِق عَرَقًا.
وعَرِق كفَرِح عَرَقًا: إِذا كَسِل.
وحِبَّانُ بنُ العَرِقَة بكسر الحاءِ والرّاءِ وقد تُفْتَح الرَّاءُ عن الواقِديّ وهي أَي: العَرقة أُمُّه ابنَةُ سَعِيد بنِ سَهْم، واسمُها قِلابَةُ والعَرِقة لَقَبُها لُقِّبَتْ به لِطِيبِ رِيحِها. قالَ ذلك ابنُ الكَلْبِيِّ وهو حِبّان بنُ أَبي قَيْس بنِ عَلْقَمَة بنِ عَبْدِ مَناف بنِ الحَارِث بنِ مُنْقِذ بنِ عَمْروِ بنِ بَغِيضِ بنِ عامِر بن لُؤَيٍّ.
وحِبّانُ هو الّذِي رَمَى سَعْدَ بنَ مُعاذٍ رَضِي الله تعالى عَنْه يَوْمَ الخَنْدَق وقال: خُذْها وأَنا ابنُ العَرِقة، كما في كُتُب السّير.
والعَرَقَة، مُحَرَّكَة: الخَشَبَة التي تُعَرَّضُ أَي توضَع مُعْتَرِضة بين سَافَي الحَائِط كما في الصِّحاح. ومنه حَدِيثُ أَبِي الدَّرْداءِ رضي الله عنه: «أَنّه رَأَى في المَسْجِد عَرَقةً، فقال: غَطُّوها عَنّا» قال الحربِيُّ: أَظنُّها خَشَبةً فيها صُورَةٌ.
والعَرقَة: الدِّرَّة التي يُضْرَب بها.
والعَرَقةُ: النِّسْعَة يُشَدُّ بها الأَسِير، ج: عَرَقٌ، وعَرَقات. قال أَبو كَبِير الهُذَلِيّ:
نَغْدُو فنَتْرُك في المَزاحِف مَنْ ثَوَى *** ونُقِرُّ في العَرَقاتِ مَنْ لم يُقْتَلِ
وعَرَقَ العَظْمَ يَعرِقه عَرْقًا، ومَعْرَقًا، كمَقْعَد: إِذا أَكَلَ ما عَلَيه من اللَّحْم نَهْشًا بأَسْنانِه. قال الشاعِرُ:
أَكُفُّ لِساني عنْ صَدِيقي فإِن أُجَأْ *** إِليه فإِنِّي عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ
كتَعرَّقه. ومنه الحَدِيث: «فناولتُه العَضُدَ، فأَكلَها حتى تَعرَّقَها، وهو مُحْرِم».
واستَعار بَعضُهم التَّعرُّقَ في غَيْر الجَواهرِ. أَنشدَ ابنُ الأَعرابِيِّ. في صِفَة إِبِلٍ ورَكْب:
يتَعرَّقُونَ خِلَالَهُنَّ ويَنْثَنِي *** منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ
أَي: يَسْتَدِيمونَ حتى لا تَبْقَى قُوّة ولا صَبْر، فذلِك خِلالَهُن، ويَنْثَنِي، أَي: يَسْقُط منها، ومنهم أَي: من هذِه الإِبِل.
وعَرَقَ فُلانٌ في الأَرضِ يَعرُق عَرْقًا وعُروقًا أَي ذَهَب.
وظاهِرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَر كما هو مقتضى اصطلاحه، وصَرَّحَ الصاغانيُّ أَنَّه مِنْ حَدِّ ضَرَب، ومثلُه في الصحاح، حيثُ قال: عَرَق فُلانٌ في الأَرْض يعرِق عُروقًا مثال جَلَس يجلِسُ جُلوسًا.
وعَرَق المزَادَة وكذلك السُّفْرة يَعْرِقُها عَرْقًا فهي مَعْرُوقة: جَعَلَ لها عِراقًا بالكَسْر، وسيأْتي مَعْناه قريبًا.
والعَرْقُ بالفتح.
والعُراقُ كغُراب: العَظْم الذي أُكِلَ لَحْمهُ، وقيل: أُخِذَ مُعظم اللحم وهَبْرُه وبَقِي عليها لُحومٌ رَقِيقة طَيِّبة، فتُكْسَر وتُطْبَخ، وتُؤْخَذُ إِهالَتُها من طُفَاحَتِها، ويُؤْكَلُ ما عَلَى العِظام منْ لَحْم رقيق وتُتَمَشَّشُ العِظامُ، ولَحمُها من أَطْيب اللُّحْمانِ عِنْدهم. وفي الحَدِيث: «أَنّه صلى الله عليهوسلم دَخَل على أُمِّ سَلَمة وتَناوَل عَرْقًا، وصَلَّى ولم يَتَوَضَّأْ» ورُوِيَ عن أُمِّ إِسْحاق الغَنَوِيّة: «أَنَّها دَخَلت على النّبِيِّ صلى الله عليهوسلم في بَيْتِ حَفْصةَ، وبَيْن يَدَيْه ثَرِيدَةٌ، قالت: فناوَلَنِي عَرْقًا» وقِيلَ: العَرْق، الفِدْرَةُ من اللَّحْم.
الجمع: أَي: جَمْع العَرْق عِراقٌ كَكِتابٍ، حكاه ابنُ الأَعرابِيّ قالَ: وهو أَقْيسُ، وأَنْشَد:
يَبِيتُ ضَيْفِي في عِراقٍ مُلْسِ *** وفي شَمُولٍ عُرِّضَت للنَّحسِ
أَي: مُلْسٍ من الشَّحم. والنَّحْسُ: الرِّيحُ التي فيها غَبَرةٌ.
ويُجْمَع العَرْق أَيضًا على عُراقٍ، مثل غُراب وهو من الجَمْع العَزِيز. وقال ابنُ الأَثِير: نَادِرٌ. ونَقَل الجوهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيت: لم يَجِئ شيءٌ من الجَمْع على فُعال إِلا أَحرُفٌ منها: تُؤَام جمع تَوْأَم، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُراقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَرِيرٌ وفُرارٌ. قال: ولا نَظِير لها.
قال الصّاغانِيُّ: بَلْ لها نَظائِر: نَذْل ونُذال، ورَذْل ورُذال، وبَسْط وبُساطٌ، وثِنْي وثُناءٌ ذَكَرَها ابنُ خَالَوَيْهِ في كِتاب لَيْس. قُلتُ: وزادَ ابنُ بَرِّيّ: وظَهْر وظُهَار. وبَرِيءٌ وبُراءٌ، فصارَت الجُملة اثْنَي عَشَر حَرفًا.
أَو العَرْق: العَظْم بلَحْمِه، فإِذا أُكِل لَحمُه فعُراقٌ. قال أَبو القاسم الزَّجّاجيّ: وهذا هو الصَّحِيحُ، وكذلك قال أَبو زَيْد في العُراقِ، واحتَجَّ بقولِ أَبِي زُبَيْدٍ:
حَمْراءِ تَبْرِي اللَّحْمَ عن عُراقِها
أَي: تَبْرِي اللَّحْمَ عن العَظْم أَو كِلاهُما لِكِلَيْهِما.
والعُراقُ والعُراقَةُ كغُراب وغُرابَة: النُّطْفَة كما في العُبابِ زَاد غَيرُه من المَاءِ، كالعَرْقَاةِ وفي اللّسان أَنّ العُراقَ جَمْع عُراقَة بهذا المَعْنى.
والعُراقَة: المَطَرةُ الغَزِيرَةُ.
وقالَ ابنُ عَبَّاد: عُراقُ الغَيث: نَباتُه في أَثرِه. وفي الأَساس: هو ما خَرَج من النَّبات على أَثَر الغَيْثِ.
ورجل مُعرَّق العِظامِ كمُعَظَّمٍ، ومَعرُوقُها أَي: قَلِيلُ اللَّحْم وكذلك مُعْتَرَقُها، وسيَأْتي للمُصَنِّف قَرِيبًا، واقتَصَرَ الجوهَريُّ على المَعْروقِ والمُعْتَرَق. ويقال: عَظْمٌ مَعْروقٌ: إِذا أُلقِي عنه لَحمُه، وأَنشد أَبو عُبَيدٍ لبَعْضِهم يُخاطِبُ امرأَتَه:
ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَلِيه *** ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ
وقد عُرِق، كَعُنِي، عَرْقًا بالفتح. وقال ابنُ بَرِّي: مَعْرُوقُ العِظام، مثل العُراق.
والعَرْق بالفَتْح: الطَّرِيقُ يَعْرُقه النَّاسُ من حدِّ نَصَر، أَي: تَسْلُكه وتَذْهبُ فيه حتى يَسْتَوضِح ويَبِين سُمِّي بالمَصْدر.
والعِرْق، بالكَسْر للشَّجَر معروفٌ، وهو أَطْناب تَشْعب منه.
وعِرْقُ البَدَن من الحَيَوان معروف وهو الأَجْوَفُ الذي يَكونُ فيه الدَّمُ، والعَصَبُ غيرُ الأَجْوف. وفي الحَدِيث: «إِنّ ماءَ الرَّجُل يَجرِي من المَرأَةِ إِذا واقَعها في كُلِّ عِرْقٍ وعَصَبٍ». ج: عُروقٌ، وأَعراقٌ، وعِراقٌ الأَخِيرَة بالكَسْر. يُقال: تَدَاركَه أَعراقُ خَيرٍ، وأَعراقُ شَرٍّ. قال الشاعر:
جَرَى طَلَقًا حَتَّى إِذا قِيلَ سابِقٌ *** تَدَارَكَهُ أَعْراقُ سَوْءٍ فبَلَّدَا
وفي الحَدِيث: «من أَحْيا أَرضًا مَيِّتةً فهي له، ولَيْس لعِرْقٍ ظالمٍ حَقّ» أَي: لِذِي عِرْقٍ ظالم حَقّ، وهو الذي يَغْرِسُ فيها غَرْسًا على وَجْهِ الاغْتِصابِ ليَسْتَوْجِبَها بذلك. ويروى: لِعْرقِ ظالم بالإِضافة. قال أَبو عَلِيّ: هذه عِبارةُ اللُّغَويِّين، وإِنما العِرْقُ المَغْروس، أَو المَوْضع المَغْروس فيه، وفي حَدِيث عِكْراشِ بنِ ذُؤَيبٍ: «فقَدِمتُ بإِبلٍ كأَنَّها عُروقُ الأَرْطَى» قال الأَزهرِيُّ: عُروقُ الأَرْطَى طِوالٌ حُمْر ذاهِبَةٌ في ثَرَى الرِّمال المَمْطورة في الشِّتاءِ، تَراها إِذا انْتُثِرت واستُخرِجَت من الثَّرَى حُمْرًا ريَّانةً مُكْتنِزة تَرِفّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّه الإِبلَ في حُمْرةِ أَلوانِها وسِمَنِها واكْتِنازِ لُحومِها وشُحومِها بعُروقِ الأَرْطَى.
وفي حَديثٍ آخر: «انظُر في أَيِّ نِصابٍ تَضَعُ ولَدَك، فإِنَّ العِرْقَ دَسَّاس».
والعِرْق: أَصلُ كُلّ شَيْءٍ وما يَقومُ عليه.
والعِرْقُ: الأَرضُ المِلْحُ التي لا تُنْبِتُ، وسيأْتي قَرِيبًا ما يُخالِفه.
والعِرْقُ: الجَبَل والجَمْع العُروقُ.
وقيل: هو الجَبَل الغَلِيظ المُنْقادُ في الأَرض يَمنَعُك من عُلْوِه ولا يُرْتَقَى لصُعُوبَتهِ وليس بطَوِيلٍ.
وقيل: الجَبَل الصَّغِير المُنفرِد فهو ضِدٌّ. قال الشَّمَّاخُ:
ما إِن تَزالُ لها شَأْوٌ يقدِّمُها *** مُجرَّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مَجْدولُ
ويُقال: إِنه لخَبِيثُ العِرْق، أَي: الجَسَد وكذلك السِّقاء.
والعِرْقُ: موضع على فَراسِخَ من هِيت، كان به عُيونُ ماءٍ.
والعِرْق: اللَّبَن يُقال: ناقةٌ دائِمةُ العِرْق، أَي: الدِّرَّة، وقِيلَ: دائِمةُ اللَّبَنِ.
والعِرْق أَيضًا: النِّتاجُ الكَثِيرُ عن ابنِ الأَعرابيِّ. يُقالُ: ما أَكْثَرَ عِرقَ إِبِلِكَ وغَنَمِك، أَي: لَبَنَها ونِتاجَها.
والعِرْقُ: لَقَبُ الحُسَيْنِ. وفي التَّبْصِير: الحَسَن بن عَبْدِ الجَبَّارِ حَكَى عنه قاسِمٌ النُّوشَجانيُّ.
والعِرْقُ: السَّبَخَة تُنْبِتُ الطَّرْفَاءَ. ونَصُّ أَبي حَنِيفَةَ: تُنْبِت الشَّجَر، وهذا مع قَوْلِه آنِفًا: الأَرضُ المِلْح لا تُنبِت، ضِدٌّ، وكان يَنْبَغِي أَن يُنبِّه على ذلِك.
والعِرْقُ: الحَبْلُ الرَّقِيقُ من الرَّمْلِ المُسْتَطِيلِ مع الأَرْضِ، أَو: هو المَكَانُ المُرْتَفِع، ج: عُروقٌ.
وذَاتُ عِرْق: موضِعٌ بالبَادِيَةِ كانَ يُقالُ له قَبْلَ الإِسلامِ: عِرْقٌ، وهو مِيقَاتُ العِراقِيِّينَ، وهو الحَدُّ بين نَجْدٍ وتِهامةَ.
ومنه الحَدِيثُ: «أَنَّه وَقَّت لأَهْلِ العِراقِ ذاتَ عِرْق» وهو مَنْزِلٌ من مَنازِلِ الحاجِّ، يُحرِم أَهلُ العِراقِ بالحَجِّ منه، سُمِّي به لأَنَّ فيه عِرْقًا، وهو الجَبَلُ الصغيرُ، وعَلِمَ النبيُّ صلى الله عليهوسلم أَنهم يُسلِمون ويَحُجُّون، فبَيَّن مِيقاتَهم، قال:
أَلا يا نَخْلةً من ذَاتِ عِرْقٍ *** عَليْكِ ورَحْمةُ الله السَّلامُ
وقال ابنُ السَّكِّيتِ: ما دُونَ الرَّمل إِلى الرِّيفِ من العِراقِ، يُقالُ له: عِراقٌ وما بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ إِلى البحر: غَوْرٌ وتِهامَةُ، وطَرَفُ تِهامَة من قِبَلِ الحِجاز مَدارِجُ العَرْجِ، وأَوَّلها من قِبلَ نجدٍ مَدارجُ ذاتِ عِرْق.
وعِرقٌ: واد لِبَنى حَنْظَلَةَ بنِ مَالِك بنِ زَيْدِ مَناةَ بن تَمِيم، قال جَرِير:
نَهْوَى ثَرَى العِرْق إِذْ لَمْ نَلْقَ بَعْدَكُمُ *** كالعِرْقِ عِرْقًا ولا السُّلّانِ سُلَّانَا
السُّلّانُ: وادٍ لبني عَمْروِ بنِ تَمِيم.
والعِرْقان: مَوْضِعَان بالبَصْرَة وهما عِرْق ناهِق، وعِرْق ثَادِق. قال شِظاظٌ الضَّبِّيُّ اللِّصُّ:
مَنْ مُبْلغُ الفِتْيانِ عَنِّي رسالةً *** فلا تَهْلكوا فَقْرًا على عِرْقِ ناهِقِ
وعِرْقَةُ، بهاء: د، بالشَّامِ، وهو حِصْنٌ شَرقِيَّ طَرابُلُسَ، وهي آخِرُ أَعمالِ دِمَشْق، وسيأْتِي للمُصَنِّفِ أَيضًا قريبًا ذلك.
والعُروقُ الصُّفْر: نَباتٌ للصَّبَّاغِينَ نَقَله الجَوْهَريُّ فارسِيَّتُه: زَرْدُجُوبَه أَي: الخَشَبُ الأَصْفر. أَو هُوَ الهُرْدُ أَو هو المَامِران الصِّينِي. أَو الكُركُم الصَّغِيرُ وكلُّ ذلك مُتَقارِب.
والعُرُوقُ البِيضُ: نَباتٌ آخر مُسَمِّنَةٌ للنِّساء، وتُسَمَّى المُسْتَعْجِلةَ.
والعُروقُ الحُمْر: الفُوَّةُ يُصْبَغُ بها.
والعُرُق، بضَمَّتَين: جَمْع عِراقٍ بالكَسْرِ لِشاطِئِ البَحْر على طُولِه، نَقَله اللَّيْثُ، وهو كَكِتاب وكُتُبٍ، قالَ: وبه سُمِّيَ العِراقُ عِراقًا، كما سيَأْتي.
والعُروقُ: تِلال حُمْر قُرْبَ سَجَا وسَجَا بالجِيمِ: ماءٌ بنَجْدٍ في دِيارِ بَنِي كِلاب، قاله أَبُو عَمْروٍ.
والعِراقُ كَكِتاب: جَوْفُ الرِّيشِ. قال النَّظّار:
وكَفَّ أَطْرافَ العِراق الخُرَّجِ *** كمِثْلِ خَطِّ الحاجِبِ المُزَجَّج
وقال أَيضًا: العِراقُ: مِياهٌ لِبَنِي سَعْد بن مالك وبني مازن.
والعِراقُ: شَاطِئُ المَاءِ أَو شَاطئُ البَحْر خَاصَّة، زاد الليث طُولًا أَي على طُولِ البَحْرِ.
والعِراقُ: الخَرْزُ المَثْنيُّ في أَسْفلِ المَزادَةِ والرَّاوِيَةِ، نَقَلَهُ اللَّيْث، والجَمِيعُ: العُرُقُ، والأَعرِقَة، وهو من أَوثَقِ خُرَز في المَزادَة. قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ يَصِف قَطاةً سَقَتْ فَرْخَها:
من ذِي عِراقٍ نِيطَ في جَوْزِها *** فهْو لَطِيفٌ طَيُّه مُضْطَمِرْ
وقال أَبو زَيْدٍ: إِذا كانَ الجِلْدُ أَسْفَل الإِداوَةِ مَثْنِيًّا، ثم خُرِزَ عليه، فهو عِراقٌ، والجَمْع عُرُقٌ. وقيل: عِراقُ القِرْبة: الخَرْز الذي في وَسَطِها. وقالَ يونُس: رأَيتُ أَعرابيًّا يُرَقّصُ ابنَه، ويَقول.
يَرْبوعُ ذَا القَنازِعِ الدِّقاقِ *** والوَدْعِ والأَحْويَةِ الأَخْلاقِ
بِي بِيَ أَرْياقَكَ من أَرياقِ *** وحيثُ خُصْياكَ إِلى المَآقِ
وعارِض كجانِبِ العِراقِ
قال: شَبَّه أَسْنانَه في حُسْن نِبْتَتِها واصْطِفافِها على نَسَقٍ واحِدٍ بعِراقِ المَزادَةِ؛ لأَنَّ خَرْزَه مُتَسَرِّدٌ مُستَوٍ.
وقال الأَصْمَعِيُّ: العِراقُ: الطِّبابَةُ، وهي الجِلْدَةُ التي تُغَطَّى بها عُيونُ الخُرَزِ، وقِيلَ: هو الَّذي يُجعَلُ على مُلْتقَى طَرَفَيِ الجِلْدِ إِذا خُرِزَ في أَسْفلِ القِرْبة، فإِذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ عليه غيرَ مَثْنِيٍّ فهو طِبابٌ.
والعِراقُ: قُطْر الجَبَل وَحْدَه عن ابن عَبّاد.
والعِراقُ: بَقايا الحَمْض، كالعِرْق بالكَسْر فِيهِما أَي في المَعْنَيَين ومنه إِبِل عِراقِيَّة تَرْعَى بَقايا الحَمْض.
وأَورَد الأَزهريُّ ـ بعد قَوْله: العِراق: مِياهُ بَنِي سَعْد بنِ مالك وبَنِي مازِن ـ ويُقال: هذِه إِبِل عِراقيَّةٌ ولم يُفسِّر، وظاهِرُ سِياقه أَنَّها مَنْسُوبة إِلى تِلْك المِياهِ، ويَقرُبُ من ذلِك تَفْسِير قَوْلِ الشّاعر، أَنشدَه ابنُ الأَعرابِيّ:
إِذا استَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفَا بَرَّحَتْ به *** عِراقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ
وهي التي تَطْلُب الماءَ في القَيْظِ. وقِيلَ: هي مَنْسوبة إِلى العِراق الذي هو شَاطِئُ المَاءِ، ونُجْدٌ هنا جمع نَجْدِيّ، كفارِسِيٍّ وفُرْسٍ. وقال أَبو زَيْدٍ: كلُّ ما اتَّصل بالبَحْرِ من مَرْعًى فهو عُراقٌ. وإِبلٌ عِراقِيَّة: مَنْسُوبة إِلى العِراقِ، على غَيْرِ قياس.
والعُراقُ من الظُّفْرِ: ما أَحاطَ به من اللَّحْم.
والعِراقُ من الأُذُنِ: كِفافُها.
وقالَ ابنُ بَرِّيّ: العِراقُ من الدَّارِ: فِناؤُها، ومنه قولُ الشاعر:
وهل بِلحاظِ الدَّارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ *** ومن آيِها بِينُ العِراقِ تلُوحُ
اللحاظُ هنا: فِناءُ الدَّار أَيضًا.
والعِراقُ من السُّفْرةِ: خَرْزُها المُحِيطُ بها، وقد عَرَقَها فهي مَعْروقَة: جَعَل لها عِراقًا.
والعِراقُ منِ الرَّكِيب، أَي: النَّهر: الذي يَدخُل منه المَاءُ الحائِطَ، حاشِيَتُه من أَدْنَاه إِلى مُنْتَهَاه.
والعِراقُ من الحَشَا: ما فَوْق السُّرَّة مُعْتَرِضًا بالبَطْنِ.
جَمْعُ الكُلِّ: أَعرِقَة، وعُرْقٌ بالضَّم وبضَمَّتَيْن.
والعِراقُ: بلادٌ، معروف مَعْروفة من فَارِس، حَدُّها من عَبَّادَان إِلى المَوْصِل طُولًا، ومن القَادِسِيَّةِ إِلى حُلْوانَ عَرْضًا.
وقال الجوهَرِيّ: تُذَكَّر وتُؤنَّث. قال ابنُ دُرَيْد: ذَكَروا أَنَّ أَبَا عَمْرِو ابنَ العَلاءِ كان يَقُول: سُمِّيَتْ بِها لتَواشُجِ عِراق هكذا في النُّسخ، وصوابه عُروق النَّخْلِ والشَّجَرِ فيها كأَنَّه أَرادَ عِرْقًا ثم جُمِع عِراقًا، أَو لأَنَّه استَكَفَّ أَرضَ العَرَب.
قال ابن دُرَيْدٍ: زَعَموا، وهكذا يقول الأَصمَعِيُّ، أَو سُمِّي بعِراقِ المَزادَةِ لجِلْدَةِ تُجْعَلُ على مُلْتَقَى طَرَفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ في أَسْفَلِها؛ لأَنَّ العِراقَ بَيْنَ الرِّيفِ والبَرّ، أَو لأَنَّه على عِراقِ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً أَي: شَاطِئِهما تَتابُعًا حتى يَتَّصِل بالبَحْر، قاله اللَّيث. أَو هي مُعَرَّبة إِيران شَهْر،
ومَعْناه كَثِيرَةُ النَّخْلِ والشَّجَرِ فعُرِّبت فقِيل عِراق، هكذا نَقَلوه. وعِنْدِي في مَعْناه نَظَر.
وقال الأَزهرِيّ: قال أَبو الهَيْثَم: زَعَم الأَصمَعِيّ أَنّ تَسْمِيَتَهم العِراقَ اسمٌ أَعجَمِي مُعرَّب، إِنّما هو إِيران شَهْر، فأَعرَبَتْه العربُ، فقالت: عِراق، وإِيران شَهْر: مَوْضِع المُلوك. قال أَبو زُبَيْدٍ:
مانِعِي بابةَ العِراقِ من النّا *** سِ بجُرْدٍ تَغْدُو بمِثْلِ الأُسُودِ
والعِرَاقَان: الكُوفَةُ والبَصْرَةُ نَقَله الجَوْهَرِيّ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
82-تاج العروس (شخل)
[شخل]: شَخَلَ الشَّرابَ يَشْخَلُه شَخْلًا كمَنَعَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَي صَفَّاهُ وبَزَلَه بالمِشْخَلَةِ.
قالَ الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ العَرَبَ يقُولُون ذلِكَ.
قالَ: ويقُولُون أَيْضًا: شَخَلَ النَّاقَةَ شَخْلًا: إذا حَلَبَها حَلْبًا، وكذلِكَ شَخَنَها.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: الشَّخْلُ: الصَّديقُ يقالُ: هو شَخْلِي أَي صَدِيقي.
أَو هو الغُلامُ الحَدَثُ الذي يُصادِقُكَ قالَهُ اللَّيْثُ، كالشَّخِيلِ كأَميرٍ، بمعْنَى الصَّدِيق، يقالُ: هو شخْلُه وشَخِيلُه أَي صَفِيُّهُ.
وقد شَاخَلَهُ مُشَاخَلَةً إذا صافَاهُ.
والمِشْخَلُ والمِشْخَلَةُ، بكسرِ ميمِهِما، المِصْفاةُ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هي عَرَبيةٌ صَحِيحَة وإن كانت مُبْتَذَلةً. وقالَ ابنُ فارِس: الشِّيْن والخاءُ واللامُ ليْسَ بشيءٍ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
83-لسان العرب (حجر)
حجر: الحَجَرُ: الصَّخْرَةُ، وَالْجَمْعُ فِي الْقِلَّةِ أَحجارٌ، وَفِي الْكَثْرَةِ حِجارٌ وحجارَةٌ؛ وَقَالَ:كأَنها مِنْ حِجارِ الغَيْلِ، أَلبسَها ***مَضارِبُ الْمَاءِ لَوْنَ الطُّحْلُبِ التَّرِبِ
وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ}؛ أَلحقوا الْهَاءَ لتأْنيث الْجَمْعِ كَمَا ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فِي البُعُولة والفُحولة.
اللَّيْثُ: الحَجَرُ جَمْعُهُ الحِجارَةُ وَلَيْسَ بِقِيَاسٍ لأَن الحَجَرَ وَمَا أَشبهه يُجْمَعُ عَلَى أَحجار وَلَكِنْ يَجُوزُ الِاسْتِحْسَانُ فِي الْعَرَبِيَّةِ كَمَا أَنه يَجُوزُ فِي الْفِقْهِ وتَرْكُ الْقِيَاسِ لَهُ كَمَا قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ قَوْمًا:
لَا نَاقِصِي حَسَبٍ وَلَا ***أَيْدٍ، إِذا مُدَّت، قِصَارَهْ
قَالَ: وَمِثْلُهُ المِهارَةُ والبِكارَةُ لِجَمْعِ المُهْرِ والبَكْرِ.
وَرُوِيَ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه قَالَ: الْعَرَبُ تُدْخِلُ الْهَاءَ فِي كُلِّ جَمْعٍ عَلَى فِعَال أَو فُعُولٍ، وإِنما زَادُوا هَذِهِ الْهَاءَ فِيهَا لأَنه إِذا سُكِتَ عَلَيْهِ اجْتَمَعَ فِيهِ عِنْدَ السَّكْتِ سَاكِنَانِ: أَحدهما الأَلف الَّتِي تَنْحَرُ آخِرَ حَرْفٍ فِي فِعال، وَالثَّانِي آخرُ فِعال المسكوتُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: عِظامٌ وعَظامةٌ ونِفارٌ ونِفارةٌ، وَقَالُوا: فِحالَةٌ وحِبالَةٌ وذِكارَةٌ وذُكُورة وفُحولَةٌ وحُمُولَةٌ.
قَالَ الأَزهري: وَهَذَا هُوَ الْعِلَّةُ الَّتِي عَلَّلَهَا النَّحْوِيُّونَ، فأَما الِاسْتِحْسَانُ الَّذِي شَبَّهَهُ بِالِاسْتِحْسَانِ فِي الْفِقْهِ فإِنه بَاطِلٌ.
الْجَوْهَرِيُّ: حَجَرٌ وحِجارةٌ كَقَوْلِكَ جَمَلٌ وجِمالَةٌ وذَكَرٌ وذِكارَةٌ؛ قال: وَهُوَ نَادِرٌ.
الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ الحَجَرُ الأُحْجُرُّ عَلَى أُفْعُلٍّ؛ وأَنشد: " يَرْمِينِي الضَّعِيفُ بالأُحْجُرِّ قال: ومثله هو أُكْبُرُّهم وَفَرَسٌ أُطْمُرٌّ وأُتْرُجٌّ، يُشَدِّدُونَ آخِرَ الْحَرْفِ.
وَيُقَالُ: رُمِي فُلانٌ بِحَجَرِ الأَرض إِذا رُمِيَ بِدَاهِيَةٍ مِنَ الرِّجَالِ.
وَفِي حَدِيثِ الأَحنف بْنِ قَيْسٍ أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ حِينَ سمَّى معاويةُ أَحَدَ الحَكَمَيْنِ عَمْرَو بْنَ العاصِ: «إِنك قَدْ رُميت بِحَجر الأَرض فَاجْعَلْ مَعَهُ ابْنَ عَبَّاسٍ فإِنه لَا يَعْقِدُ عُقْدَةً إِلَّا حَلَّهَا»؛ أي بِدَاهِيَةٍ عَظِيمَةٍ تَثْبُتُ ثبوتَ الحَجَرِ فِي الأَرض.
وَفِي حَدِيثِ الجَسَّاسَةِ والدَّجالِ: «تَبِعَهُ أَهل الحَجَرِ وأَهل المَدَرِ»؛ يُرِيدُ أَهل البَوادِي الَّذِينَ يَسْكُنُونَ مَوَاضِعَ الأَحجار وَالرِّمَالِ، وأَهلُ المَدَرِ أَهلُ البادِية.
وَفِي الْحَدِيثِ: «الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وللعاهِرِ الحَجَرُ»؛ أَي الخَيْبَةُ؛ يعني أَن الْوَلَدَ لِصَاحِبِ الْفِرَاشِ مِنَ السَّيِّدِ أَو الزَّوْجِ، وَلِلزَّانِي الخيبةُ وَالْحِرْمَانُ، كَقَوْلِكَ مَا لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ غَيْرَ التُّرَابِ وَمَا بِيَدِكَ غَيْرُ الحَجَرِ؛ وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلى أَنه كَنَّى بِالْحَجَرِ عَنِ الرَّجْمِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَيْسَ كَذَلِكَ لأَنه لَيْسَ كُلُّ زَانٍ يُرْجَمُ.
والحَجَر الأَسود، كَرَّمَهُ اللَّهُ: هُوَ حَجَر الْبَيْتِ، حَرَسَهُ اللَّهُ، وَرُبَّمَا أَفردوه فَقَالُوا الحَجَر إِعظامًا لَهُ؛ وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ إِنك حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَني رأَيتُ رسولُ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَفْعَلُ كَذَا مَا فَعَلْتُ؛ فأَما قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
وإِذا ذكَرْتَ أَبَاكَ أَو أَيَّامَهُ، ***أَخْزاكَ حَيْثُ تُقَبَّلُ الأَحْجارُ
فإِنه جَعَلَ كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْهُ حَجَرًا، أَلا تَرَى أَنك لَوْ مَسِسْتَ كُلَّ نَاحِيَةٍ مِنْهُ لَجَازَ أَن تَقُولَ مَسِسْتُ الْحَجَرَ؟ وَقَوْلُهُ: أَمَا كَفَاهَا انْتِياضُ الأَزْدِ حُرْمَتَها، فِي عُقْرِ مَنْزِلها، إِذْ يُنْعَتُ الحَجَرُ؟.
فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: يَعْنِي جَبَلًا لَا يُوصَلُ إِليه.
واسْتَحْجَرَ الطينُ: صَارَ حَجَرًا، كَمَا تَقُولُ: اسْتَنْوَق الجَمَلُ، لَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِمَا إِلَّا مَزِيدَيْنِ وَلَهُمَا نَظَائِرُ.
وأَرضٌ حَجِرَةٌ وحَجِيرَةٌ ومُتَحَجِّرة: كَثِيرَةُ الْحِجَارَةِ، وَرُبَّمَا كُنِّيَ بالحَجَر عَنِ الرَّمْلِ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي، وَبِذَلِكَ فَسَّرَ قَوْلَهُ: " عَشِيَّةَ أَحْجارُ الكِناسِ رَمِيمُ "قَالَ: أَراد عَشِيَّةَ رَمْلِ الْكِنَاسِ، وَرَمْلُ الْكِنَاسِ: مِنْ بِلَادِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كِلَابٍ.
والحَجْرُ والحِجْرُ والحُجْرُ والمَحْجِرُ، كُلُّ ذَلِكَ: الحرامُ، وَالْكَسْرُ أَفصح، وَقُرِئَ بِهِنَّ: وحَرْثٌ حَجْرٌ؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ:
فَهَمَمْت أَنْ أَغْشَى إِليها مَحْجِرًا، ***ولَمِثْلُها يُغْشَى إِليه المَحْجِرُ
يَقُولُ: لَمِثْلُها يُؤْتَى إِليه الْحَرَامُ.
وَرَوَى الأَزهري عَنِ الصَّيْداوِي أَنه سَمِعَ عَبْوَيْهِ يَقُولُ: المَحْجَر، بِفَتْحِ الْجِيمِ، الحُرْمةُ؛ وأَنشد: " وهَمَمْتُ أَن أَغشى إِليها مَحْجَرًا وَيُقَالُ: تَحَجَّرَ عَلَى مَا وَسَّعه اللهُ أَي حَرَّمَهُ وضَيَّقَهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا»؛ أَي ضَيَّقْتَ مَا وَسَّعَهُ اللَّهُ وَخَصَّصْتَ بِهِ نَفْسَكَ دُونَ غَيْرِكَ، وَقَدْ حَجَرَهُ وحَجَّرَهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}؛ أَي حَرَامًا مُحَرَّمًا.
والحاجُور: كالمَحْجر؛ قَالَ:
حَتَّى دَعَوْنا بِأَرْحامٍ لَنَا سَلَفَتْ، ***وقالَ قَائِلُهُمْ: إِنَّي بحاجُورِ
قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ أَتفعل كَذَا وَكَذَا يَا فُلَانُ؟ فَيَقُولُ: حِجْرًا [حُجْرًا] أَي سِتْرًا وَبَرَاءَةً مِنْ هَذَا الأَمر، وَهُوَ رَاجِعٌ إِلى مَعْنَى التَّحْرِيمِ وَالْحُرْمَةِ.
اللَّيْثُ: كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَلْقَى الرَّجُلَ يَخَافُهُ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ فيقول: حِجْرًا حُجْرًا مَحجُورًا أَي حرام محرم عَلَيْكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَلَا يَبْدَؤُهُ مِنْهُ شَرٌّ.
قَالَ: فإِذا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ورأَى الْمُشْرِكُونَ مَلَائِكَةَ الْعَذَابِ قَالُوا: حِجْرًا مَحْجُورًا، وَظَنُّوا أَن ذَلِكَ يَنْفَعُهُمْ كَفِعْلِهِمْ فِي الدُّنْيَا؛ وأَنشد:
حَتَّى دَعَوْنَا بأَرحام لَهَا سَلَفَتْ، ***وَقَالَ قَائِلُهُمْ: إِني بِحَاجُورِ
يَعْنِي بِمَعاذ؛ يَقُولُ: أَنا مُتَمَسِّكٌ بِمَا يُعِيذُنِي مِنْكَ ويَحْجُرك عَنِّي؛ قَالَ: وَعَلَى قِيَاسِهِ العاثُورُ وَهُوَ المَتْلَفُ.
قَالَ الأَزهري.
أَما مَا قَالَهُ اللَّيْثُ مِنْ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تعالى: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}؛ إِنه مِنْ قَوْلِ الْمُشْرِكِينَ لِلْمَلَائِكَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فإِن أَهل التَّفْسِيرِ الَّذِينَ يُعتمدون مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ وأَصحابه فَسَّرُوهُ عَلَى غَيْرِ مَا فَسَّرَهُ اللَّيْثُ؛ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ، قَالُوا لِلْمُشْرِكِينَ حِجْرًا مَحْجُورًا أَي حُجِرَتْ عَلَيْكُمُ البُشْرَى فَلَا تُبَشَّرُون بِخَيْرٍ.
وَرُوِيَ عَنْ أَبي حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ: {وَيَقُولُونَ حِجْرًا} تَمَّ الْكَلَامُ.
قَالَ أَبو الْحَسَنِ: هَذَا مِنْ قَوْلِ الْمُجْرِمِينَ فَقَالَ اللَّهُ مَحْجُوَرًا عَلَيْهِمْ أَن يُعَاذُوا وأَن يُجَارُوا كَمَا كَانُوا يُعَاذُونَ فِي الدُّنْيَا وَيُجَارُونَ، فَحَجَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ قَالَ أَبو حَاتِمٍ وَقَالَ أَحمد اللُّؤْلُؤِيُّ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنه قَالَ: هَذَا كُلُّهُ مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ.
قَالَ الأَزهري: وَهَذَا أَشبه بِنَظْمِ الْقُرْآنِ الْمُنَزَّلِ بِلِسَانِ الْعَرَبِ، وأَحرى أَن يَكُونَ قَوْلُهُ حِجْرًا مَحْجُورًا كَلَامًا وَاحِدًا لَا كَلَامَيْنِ مَعَ إِضمار كَلَامٍ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: حجرا محجورا أَي حراما مُحَرَّمًا، كَمَا تَقُولُ: حَجَرَ التاجرُ عَلَى غُلَامِهِ، وحَجَرَ الرَّجُلُ عَلَى أَهله.
وَقُرِئَتْ حُجْرًا مَحْجُورًا أَي حراما مُحَرَّمًا عَلَيْهِمُ البُشْرَى.
قَالَ: وأَصل الحُجْرِ فِي اللُّغَةِ مَا حَجَرْتَ عَلَيْهِ أَي مَنَعْتَهُ مِنْ أَن يُوصَلَ إِليه.
وَكُلُّ مَا مَنَعْتَ مِنْهُ، فَقَدْ حَجَرْتَ عَلَيْهِ؛ وَكَذَلِكَ حَجْرُ الحُكَّامِ عَلَى الأَيتام: مَنْعُهم؛ وَكَذَلِكَ الحُجْرَةُ الَّتِي يَنْزِلُهَا النَّاسُ، وَهُوَ مَا حَوَّطُوا عَلَيْهِ.
والحَجْرُ، ساكنٌ: مَصْدَرُ حَجَر عَلَيْهِ الْقَاضِي يَحْجُر حَجْرًا إِذا مَنَعَهُ مِنَ التَّصَرُّفِ فِي مَالِهِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَن أَحْجُرَ عَلَيْهَا»؛ هُوَ مِنَ الحَجْر المَنْعِ، وَمِنْهُ حَجْرُ الْقَاضِي عَلَى الصَّغِيرِ وَالسَّفِيهِ إِذا مَنَعَهُمَا مِنَ التصرف في مالها.
أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ وَحَرْثٌ حِجْرٌ" حرامٌ وَيَقُولُونَ حِجْرًا حَرَامًا، قَالَ: وَالْحَاءُ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالضَّمَّةِ وَالْكَسْرَةِ لُغَتَانِ.
وحَجْرُ الإِنسان وحِجْرُه، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: حِضْنُه.
وَفِي سُورَةِ النِّسَاءِ: فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ "؛ وَاحِدُهَا حَجْرٌ، بِفَتْحِ الْحَاءِ.
يُقَالُ: حَجْرُ المرأَة وحِجْرُها حِضْنُها، وَالْجَمْعُ الحُجُورُ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «هِيَ الْيَتِيمَةُ تَكُونُ فِي حَجْر وَلِيِّها»، وَيَجُوزُ مِنْ حِجْرِ [حَجْرِ] الثَّوْبِ وَهُوَ طَرَفُهُ الْمُتَقَدِّمُ لأَن الإِنسان يَرَى وَلَدَهُ فِي حِجْرِه؛ والوليُّ: الْقَائِمُ بأَمر الْيَتِيمِ.
وَالْحِجْرُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الثَّوْبُ والحِضْنُ، وَالْمَصْدَرُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ.
ابْنُ سِيدَهْ: الحَجْرُ الْمَنْعُ، حَجَرَ عَلَيْهِ يَحْجُرُ حَجْرًا وحُجْرًا وحِجْرًا وحُجْرانًا وحِجْرانًا مَنَعَ مِنْهُ.
وَلَا حُجْرَ عَنْهُ أَي لَا دَفْعَ وَلَا مَنْعَ.
وَالْعَرَبُ تَقُولُ عِنْدَ الأَمر تُنْكِرُهُ: حُجْرًا لَهُ، بِالضَّمِّ، أَي دَفْعًا، وهو استعارة مِنَ الأَمر؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:
قالتْ وَفِيهَا حَيْدَةٌ وذُعْرُ: ***عَوْذٌ بِرَبِّي مِنْكُمُ وحُجْرُ
وأَنت في حِجْرَتِي [حَجْرَتِي] أَي مَنَعَتِي.
قَالَ الأَزهري: يُقَالُ هُمْ فِي حِجْرِ [حَجْرِ] فلانٍ أَي فِي كَنَفِه ومَنَعَتِه ومَنْعِهِ، كُلُّهُ وَاحِدٌ؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ، وأَنشد لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ:
أُولئك قَوْمٌ، لَوْ لَهُمْ قيلَ: أَنْفِدُوا ***أَمِيرَكُمْ، أَلفَيْتُموهُم أُولي حَجْرِ
أَي أُولي مَنَعَةٍ.
والحُجْرَةُ مِنَ الْبُيُوتِ: مَعْرُوفَةٌ لِمَنْعِهَا الْمَالَ، والحَجارُ: حَائِطُهَا، وَالْجَمْعُ حُجْراتٌ وحُجُراتٌ وحُجَراتٌ، لُغَاتٌ كُلُّهَا.
والحُجْرَةُ: حَظِيرَةُ الإِبل، وَمِنْهُ حُجْرَةُ الدَّارِ.
تَقُولُ: احْتَجَرْتُ حُجْرَةً أَي اتَّخَذْتُهَا، وَالْجَمْعُ حُجَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وغُرَفٍ.
وحُجُرات، بِضَمِّ الْجِيمِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه احْتَجَر حُجَيْرَةً بِخَصَفَةٍ أَو حَصِير»؛ الْحُجَيْرَةُ: تَصْغِيرُ الحُجْرَةِ، وَهِيَ الْمَوْضِعُ الْمُنْفَرِدُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ نَامَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجارٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ»؛ الْحِجَارُ جَمْعُ حِجْرٍ، بِالْكَسْرِ، أَو مِنَ الحُجْرَةِ وَهِيَ حَظِيرَةُ الإِبل وحُجْرَةُ الدَّارِ، أَي أَنه يَحْجُر الإِنسان النَّائِمَ وَيَمْنَعُهُ مِنَ الْوُقُوعِ وَالسُّقُوطِ.
وَيُرْوَى حِجاب، بِالْبَاءِ، وَهُوَ كُلُّ مانع من السقوط، ورواه الْخَطَّابِيُّ حِجًى، بِالْيَاءِ، وَسَنَذْكُرُهُ؛ وَمَعْنَى بَرَاءَةُ الذِّمَّةِ مِنْهُ لأَنه عَرَّض نَفْسَهُ لِلْهَلَاكِ ولم يحترز لَهَا.
وَفِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: «مَزاهِرُ وعُرْمانٌ ومِحْجَرٌ»؛ مِحجر، بِكَسْرِ الْمِيمِ: قَرْيَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقِيلَ هِيَ بِالنُّونِ؛ قَالَ: وَهِيَ حَظَائِرُ حَوْلَ النَّخْلِ، وَقِيلَ حَدَائِقُ.
واستَحجَرَ القومُ واحْتَجَرُوا: اتَّخَذُوا حُجْرة.
والحَجْرَةُ والحَجْرُ، جَمِيعًا: لِلنَّاحِيَةِ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ.
وَقَعَدَ حَجْرَةً وحَجْرًا أَي نَاحِيَةً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:
سَقانا فَلَمْ نَهْجَا مِنَ الجُوع نَقْرَةً ***سَمارًا، كإِبط الذِّئْب سُودٌ حَواجِرُهْ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لَمْ يُفَسِّرْ ثَعْلَبٌ الْحَوَاجِرَ.
قَالَ: وَعِنْدِي أَنه جَمَعَ الحَجْرَةِ الَّتِي هِيَ النَّاحِيَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَلَهُ نَظَائِرُ.
وحُجْرَتا الْعَسْكَرِ: جَانِبَاهُ مِنَ الْمَيْمَنَةِ وَالْمَيْسَرَةِ؛ وَقَالَ:
إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَيْهِمْ، ***ونَجْمَعُهُمْ إِذا كَانُوا بَدَادِ
وَفِي الْحَدِيثِ: «لِلنِّسَاءِ حَجْرتا الطَّرِيقِ»؛ أَي نَاحِيَتَاهُ؛ وَقَوْلُ الطِّرِمَّاحِ يَصِفُ الْخَمْرَ:
فَلَمَّا فُتَّ عَنْهَا الطِّينُ فاحَتْ، ***وصَرَّحَ أَجْوَدُ الحُجْرانِ صَافِي
اسْتَعَارَ الحُجْرانَ لِلْخَمْرِ لأَنها جَوْهَرٌ سَيَّالٌ كَالْمَاءِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: فِي الْحَدِيثِ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، الْحُكْمُ لِلَّهِ: ودَعْ عَنْكَ نَهْبًا صِيحَ فِي حَجَراتِهِ قَالَ: هُوَ مَثَلٌ لِلْعَرَبِ يُضْرَبُ لِمَنْ ذَهَبَ مِنْ مَالِهِ شَيْءٌ ثُمَّ ذَهَبَ بَعْدَهُ مَا هُوَ أَجلُّ مِنْهُ، وَهُوَ صَدْرُ بَيْتٍ لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
فَدَعْ عنكَ نَهْبًا صِيحَ فِي حَجَراتِه، ***ولكِنْ حَدِيثًا مَا حَدِيثُ الرَّواحِلِ
أَي دَعِ النَّهْبَ الَّذِي نَهَبَ مِنْ نَوَاحِيكَ وَحَدِّثْنِي حَدِيثَ الرَّوَاحِلِ وَهِيَ الإِبل الَّتِي ذهبتَ بِهَا مَا فعَلت.
وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ أَمسى المالُ مُحْتَجِرَةً بُطُونُهُ ونَجِرَةً؛ ومالٌ مُتَشدِّدٌ ومُتَحَجِّرٌ.
وَيُقَالُ: احْتَجَرَ البعيرُ احْتِجارًا.
والمُحْتَجِرُ مِنَ الْمَالِ: كلُّ مَا كَرِشَ وَلَمْ يَبْلُغْ نِصْفَ البِطْنَة وَلَمْ يَبْلُغِ الشِّبَع كُلَّهُ، فإِذا بَلَغَ نِصْفَ الْبِطْنَةِ لَمْ يُقَلْ، فإِذا رَجَعَ بَعْدَ سُوءِ حَالٍ وعَجَفٍ، فَقَدِ اجْرَوَّشَ؛ وَنَاسٌ مُجْرَوِّشُون.
والحُجُرُ: مَا يُحِيطُ بالظُّفر مِنَ اللَّحْمِ.
والمَحْجِرُ: الْحَدِيقَةُ، مِثَالُ الْمَجْلِسِ.
والمَحاجِرُ: الْحَدَائِقُ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
بَكَرَتْ بِهِ جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، ***تَرْوي المَحاجِرَ بازِلٌ عُلْكُومُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَراد بِقَوْلِهِ جُرَشِيَّةٌ نَاقَةً مَنْسُوبَةً إِلى جُرَش، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ.
وَمَقْطُورَةٌ: مَطْلِيَّةٌ بالقَطِران.
وعُلْكُوم: ضَخْمَةٌ، وَالْهَاءُ فِي بِهِ تَعُودُ عَلَى غَرْب تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا.
الأَزهري: المِحْجَرُ المَرْعَى الْمُنْخَفِضُ، قَالَ: وَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ: أَيُّ الإِبل أَبقى عَلَى السَّنَةِ؟ فَقَالَ: ابنةُ لَبُونٍ، قِيلَ: لِمَهْ؟ قَالَ: لأَنها تَرْعى مَحْجِرًا وَتَتْرُكُ وَسَطًا؛ قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: المَحْجِرُ هَاهُنَا النَّاحِيَةُ.
وحَجْرَةُ الْقَوْمِ: نَاحِيَةُ دَارِهِمْ؛ وَمَثَلُ الْعَرَبِ: فُلَانٌ يَرْعَى وَسَطًا: ويَرْبُضُ حَجْرَةً أَي نَاحِيَةً.
والحَجرَةُ: النَّاحِيَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الحرث بْنِ حلِّزَةَ:
عَنَنًا بَاطِلًا وظُلْمًا، كَمَا تُعْتَرُ ***عَنْ حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ
والجمع جَحْرٌ وحَجَراتٌ مِثْلُ جَمْرَةٍ وجَمْرٍ وجَمَراتٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا مَثَلٌ وَهُوَ أَن يَكُونَ الرَّجُلُ وَسَطَ الْقَوْمِ إِذا كَانُوا فِي خَيْرٍ، وإِذا صَارُوا إِلى شَرٍّ تَرَكَهُمْ وَرَبَضَ نَاحِيَةً؛ قَالَ: وَيُقَالُ إِن هَذَا المَثَلَ لعَيْلانَ بْنِ مُضَرَ.
وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: «رأَيت رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ يَسِيرُ حَجْرَةً»أَي نَاحِيَةً مُنْفَرِدًا، وَهُوَ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ.
ومَحْجِرُ الْعَيْنِ: مَا دَارَ بِهَا وَبَدَا مِنَ البُرْقُعِ مِنْ جَمِيعِ الْعَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَظْهَرُ مِنْ نِقاب المرأَة وَعِمَامَةِ الرَّجُلِ إِذا اعْتَمَّ، وَقِيلَ: هُوَ مَا دَارَ بِالْعَيْنِ مِنَ الْعَظْمِ الَّذِي فِي أَسفل الْجَفْنِ؛ كُلُّ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا وَكَسْرِ الْجِيمِ وَفَتْحِهَا؛ وَقَوْلُ الأَخطل:
ويُصبِحُ كالخُفَّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَهُ، ***فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ لَئيمٍ ومِنْ حَجْرِ
فَسَّرَهُ ابْنُ الأَعرابي فَقَالَ: أَراد مَحْجِرَ الْعَيْنِ.
الأَزهري: المَحْجِرُ الْعَيْنُ.
الْجَوْهَرِيُّ: مَحْجِرُ الْعَيْنِ مَا يَبْدُو مِنَ النِّقَابِ.
الأَزهري: المَحْجِرُ مِنَ الْوَجْهِ حَيْثُ يَقَعُ عَلَيْهِ النِّقَابُ، قَالَ: وَمَا بَدَا لَكَ مِنَ النِّقَابِ مَحْجِرٌ وأَنشد: وكَأَنَّ مَحْجِرَها سِراجُ المُوقِدِ "وحَجَّرَ القمرُ: اسْتَدَارَ بِخَطٍّ دَقِيقٍ مِنْ غَيْرِ أَن يَغْلُظ، وَكَذَلِكَ إِذا صَارَتْ حَوْلَهُ دَارَةٌ فِي الغَيْم.
وحَجَّرَ عينَ الدَّابَّةِ وحَوْلَها: حَلَّقَ لِدَاءٍ يُصِيبُهَا.
وَالتَّحْجِيرُ: أَن يَسِم حَوْلَ عَيْنِ الْبَعِيرِ بِميسَمٍ مُسْتَدِيرٍ.
الأَزهري: والحاجِرُ مِنْ مَسَايِلِ الْمِيَاهِ وَمَنَابِتِ العُشْب مَا اسْتَدَارَ بِهِ سَنَدٌ أَو نَهْرٌ مُرْتَفِعٌ، وَالْجَمْعُ حُجْرانٌ مِثْلُ حَائِرٍ وحُوران وشابٍّ وشُبَّانٍ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: " حَتَّى إِذا مَا هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ "قَالَ الأَزهري: وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِهَذَا الْمَنْزِلِ الَّذِي فِي طَرِيقِ مَكَّةَ: حَاجِرٌ.
ابْنُ سِيدَهْ: الْحَاجِرُ مَا يُمْسِكُ الْمَاءَ مِنْ شَفَة الْوَادِي وَيُحِيطُ بِهِ.
الْجَوْهَرِيُّ: الْحَاجِرُ وَالْحَاجُورُ مَا يُمْسِكُ الْمَاءَ مِنْ شَفَةِ الْوَادِي، وَهُوَ فَاعُولٌ مِنَ الحَجْرِ، وَهُوَ الْمَنْعُ.
ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحاجِرُ كَرْمٌ مِئْنَاثٌ وَهُوَ مُطْمئنٌّ لَهُ حُرُوفٌ مُشْرِفَة تَحْبِسُ عَلَيْهِ الماءَ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَ حَاجِرًا، وَالْجَمْعُ حُجْرانٌ.
والحاجِرُ: مَنْبِتُ الرِّمْثِ ومُجْتَمَعُه ومُسْتَدارُه.
والحاجِرُ أَيضًا: الجِدْرُ [الجَدْرُ] الَّذِي يُمسك الْمَاءَ بَيْنَ الدِّيَارِ لِاسْتِدَارَتِهِ أَيضًا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: " وَجَارَةُ الْبَيْتِ لَهَا حُجْرِيُ فَمَعْنَاهُ لَهَا خَاصَّةً.
وَفِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: «لَمَّا تحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَر»؛ أي اجْتَمَعَ والتأَم وَقَرُبَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.
والحِجْرُ، بِالْكَسْرِ: الْعَقْلُ وَاللُّبُّ لإِمساكه وَمَنْعِهِ وإِحاطته بِالتَّمْيِيزِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْقَبِيلَيْنِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ}؛ فأَما قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
فَأَخْفَيْتُ مَا بِي مِنْ صَدِيقي، وإِنَّهُ ***لَذو نَسَب دانٍ إِليَّ وَذُو حِجْرِ
فَقَدْ قِيلَ: الحِجْرُ هَاهُنَا الْعَقْلُ، وَقِيلَ: الْقَرَابَةُ.
والحِجْرُ: الفَرَسُ الأُنثى، لَمْ يُدْخِلُوا فِيهِ الْهَاءَ لأَنه اسْمٌ لَا يُشْرِكُهَا فِيهِ الْمُذَكَّرُ، وَالْجَمْعُ أَحْجارٌ وحُجُورَةٌ وحُجُورٌ.
وأَحْجارُ الْخَيْلِ: مَا يُتَّخَذُ مِنْهَا لِلنَّسْلِ، لَا يُفْرَدُ لَهَا وَاحِدٌ.
قَالَ الأَزهري: بَلَى يُقَالُ هَذِهِ حِجْرٌ مِنْ أَحْجار خَيْلي؛ يُرِيدُ بالحِجْرِ الفرسَ الأُنثى خَاصَّةً جَعَلُوهَا كالمحرَّمة الرحِمِ إِلَّا عَلَى حِصانٍ كَرِيمٍ.
قَالَ وَقَالَ أَعرابي مِنْ بَنِي مُضَرِّسٍ وأَشار إِلى فَرَسٍ لَهُ أُنثى فَقَالَ: هَذِهِ الحِجْرُ مِنْ جِيَادِ خَيْلِنَا.
وحِجْرُ الإِنسان وحَجْرُه: مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ ثَوْبِهِ.
وحِجْرُ الرَّجُلِ والمرأَة وحَجْرُهما: مَتَاعُهُمَا، وَالْفَتْحُ أَعلى.
ونَشَأَ فُلَانٌ فِي حَجْرِ فُلَانٍ وحِجْرِه أَي حِفْظِهِ وسِتْرِه.
والحِجْرُ: حِجْرُ الْكَعْبَةِ.
قَالَ الأَزهري: الحِجْرُ حَطِيمُ مَكَّةَ، كأَنه حُجْرَةٌ مِمَّا يَلِي المَثْعَبَ مِنَ الْبَيْتِ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِجْرُ حِجْرُ الْكَعْبَةِ، وَهُوَ مَا حَوَاهُ الْحَطِيمُ الْمُدَارُ بِالْبَيْتِ جانبَ الشَّمالِ؛ وكُلُّ مَا حَجَرْتَهُ مِنْ حائطٍ، فَهُوَ حِجْرٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الحِجْرِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ اسْمُ الْحَائِطِ الْمُسْتَدِيرِ إِلى جَانِبِ الْكَعْبَةِ الْغَرْبِيِّ.
والحِجْرُ: دِيَارُ ثَمُودَ نَاحِيَةَ الشَّامِ عِنْدَ، وَادِي القُرَى، وَهُمْ قَوْمُ صَالِحٍ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَجَاءَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ}؛ والحِجْرُ أَيضًا: موضعٌ سِوَى ذَلِكَ.
وحَجْرٌ: قَصَبَةُ اليمامَةِ، مَفْتُوحُ الْحَاءِ، مُذَكَّرٌ مَصْرُوفٌ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤَنِّثُ وَلَا يَصْرِفُ كامرأَة اسْمُهَا سَهْلُ، وَقِيلَ: هِيَ سُوقُها؛ وَفِي الصِّحَاحِ: والحَجْرُ قَصَبَةُ الْيَمَامَةِ، بِالتَّعْرِيفِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذا نشأَت حَجْرِيَّةً ثُمَّ تَشاءَمَتْ فَتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ حَجْرِيَّةٌ»، بِفَتْحِ الْحَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ.
قَالَ ابْنُ الأَثير: يَجُوزُ أَن تَكُونَ مَنْسُوبَةً إِلى الحَجْرِ قَصَبَةِ الْيَمَامَةِ أَو إِلى حَجْرَةِ الْقَوْمِ وَهِيَ نَاحِيَتُهُمْ، وَالْجَمْعُ حَجْرٌ كَجَمْرَةٍ وجَمْرٍ.
وإِن كَانَتْ بِكَسْرِ الْحَاءِ فَهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى أَرض ثَمُودَ الحِجْرِ؛ وَقَوْلُ الرَّاعِي وَوَصَفَ صَائِدًا:
تَوَخَّى، حيثُ قَالَ القَلْبُ مِنْهُ، ***بِحَجْرِيٍّ تَرى فِيهِ اضْطِمارَا
إِنما عَنَى نَصْلًا مَنْسُوبًا إِلى حَجْرٍ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وحدائدُ حَجْرٍ مُقدَّمة فِي الجَوْدَة؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
حَتَّى إِذا تَوَقَّدَتْ مِنَ الزَّرَقْ ***حَجْرِيَّةٌ، كالجَمْرِ مِنْ سَنِّ الدَّلَقْ
وأَما قَوْلُ زُهَيْرٍ: لِمَنِ الدّيارُ بِقُنَّة الحَجْرِ فإِن أَبا عَمْرٍو لَمْ يَعْرِفْهُ فِي الأَمكنة وَلَا يَجُوزُ أَن يَكُونَ قَصَبَةَ الْيَمَامَةِ وَلَا سُوقها لأَنها حينئذٍ مَعْرِفَةٌ، إِلَّا أَن تَكُونَ الأَلف وَاللَّامُ زَائِدَتَيْنِ، كَمَا ذَهَبَ إِليه أَبو عَلِيٍّ فِي قَوْلِهِ:
ولَقَد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤًا وعَسَاقِلًا، ***ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بناتِ الأَوْبَرِ
وإِنما هِيَ بَنَاتُ أَوبر؛ وَكَمَا رَوَى أَحمد بْنُ يَحْيَى مِنْ قَوْلِهِ: " يَا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحِبي وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
اعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذِي التَّمايُلِ، ***حَجْرِيَّةً خِيضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ
يَعْنِي: قَوْسًا أَو نَبْلًا مَنْسُوبَةً إِلى حَجْرٍ هَذِهِ.
والحَجَرانِ: الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَثُرَ مَالُهُ وَعَدَدُهُ: قَدِ انْتَشَرَتْ حَجْرَتُه وَقَدِ ارْتَعَجَ مالهُ وارْتَعَجَ عَدَدُه.
والحاجِرُ: مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الْحَاجِّ فِي الْبَادِيَةِ.
والحَجُّورة: لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بِهَا الصِّبْيَانُ يخطُّون خَطًّا مُسْتَدِيرًا وَيَقِفُ فِيهِ صَبِيٌّ وَهُنَالِكَ الصِّبْيَانُ مَعَهُ.
والمَحْجَرُ، بِالْفَتْحِ: مَا حَوْلَ الْقَرْيَةِ؛ وَمِنْهُ محاجِرُ أَقيال الْيَمَنِ وَهِيَ الأَحْماءُ، كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حِمًى لَا يَرْعَاهُ غَيْرُهُ.
الأَزهري؛ مَحْجَرُ القَيْلِ مِنْ أَقيال الْيَمَنِ حَوْزَتُه وَنَاحِيَتُهُ الَّتِي لَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِيهَا غَيْرُهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه كَانَ لَهُ حَصِيرٌ يَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ ويَحْجُره بِاللَّيْلِ، وَفِي رِوَايَةٍ: يَحْتَجِرُهُ»أَي يَجْعَلُهُ لِنَفْسِهِ دُونَ غَيْرِهِ.
قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ حَجَرْتُ الأَرضَ واحْتَجَرْتُها إِذا ضَرَبْتَ عَلَيْهَا مَنَارًا تَمْنَعُهَا بِهِ عَنْ غَيْرِكَ.
ومُحَجَّرٌ، بِالتَّشْدِيدِ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِعَيْنِهِ.
والأَصمعي يَقُولُهُ بِكَسْرِ الْجِيمِ وَغَيْرُهُ يَفْتَحُ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَمْ يَذْكُرِ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى هَذَا الْمَكَانِ؛ قَالَ: وَفِي الْحَاشِيَةِ بَيْتٌ شَاهِدٌ عَلَيْهِ لِطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ:
فَذُوقُوا، كَمَا ذُقْنا غَداةَ مُحَجَّرٍ، ***مِنَ الغَيْظِ فِي أَكْبادِنا والتَّحَوُّبِ
وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ هُنَا حِكَايَةً لَطِيفَةً عَنِ ابْنِ خَالَوَيْهِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبو عَمْرٍو الزَّاهِدُ عَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ عُمَرَ بنِ شَبَّةَ قَالَ: قَالَ الْجَارُودُ، وَهُوَ الْقَارِئُ وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ: غَسَّلْتُ ابْنًا لِلْحَجَّاجِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلى شَيْخٍ كَانَ الْحَجَّاجُ قَتَلَ ابْنَهُ فَقُلْتُ لَهُ: مَاتَ ابْنُ الْحَجَّاجِ فَلَوْ رأَيت جَزَعَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: فَذُوقُوا كَمَا ذُقْنَا غَدَاةَ محجَّر "الْبَيْتَ.
وحَجَّارٌ، بِالتَّشْدِيدِ: اسْمُ رَجُلٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ.
ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ سَمَّوْا حُجْرًا وحَجْرًا وحَجَّارًا وحَجَرًا وحُجَيْرًا.
الْجَوْهَرِيُّ: حَجَرٌ اسْمُ رَجُلٍ، وَمِنْهُ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ الشَّاعِرُ؛ وحُجْرٌ: اسْمُ رَجُلٍ وَهُوَ حُجْرٌ الكِنْديُّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ آكِلُ المُرَارِ؛ وحُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الأَدْبَرُ، وَيَجُوزُ حُجُرٌ مِثْلُ عُسْر وعُسُر؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
مَنْ يَغُرُّ الدَّهْرُ أَو يأْمَنُهُ ***مِنْ قَتيلٍ، بَعْدَ عَمْرٍو وحُجُرْ؟
يَعْنِي حُجُرَ بْنَ النُّعْمَانِ بن الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِرٍ الغَسَّاني.
والأَحجار: بُطُونٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: سُمُّوا بِذَلِكَ لأَن أَسماءهم جَنْدَلٌ وجَرْوَلٌ وصَخْر؛ وإِياهم عَنَى الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ: " وكُلّ أُنثى حَمَلَتْ أَحْجارا "يَعْنِي أُمه، وَقِيلَ: هِيَ الْمَنْجَنِيقُ.
وحَجُورٌ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ مِنْ بِلَادِ بَنِي سَعْدٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
لَوْ كنتَ تَدْري مَا بِرمْلِ مُقَيِّدٍ، ***فَقُرى عُمانَ إِلى ذَوات حَجُورِ؟
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه كَانَ يَلْقَى جِبْرِيلَ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، بأَحجار المِرَاءِ»؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: هِيَ قُبَاءٌ.
وَفِي حَدِيثِ الْفِتَنِ: «عِنْدَ أَحجار الزَّيْتِ: هُوَ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ».
وَفِي الْحَدِيثِ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَتْ بِنَاتِئَةٍ وَلَا حَجْراءَ "؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: قَالَ الْهَرَوِيُّ إِن كَانَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ مَحْفُوظَةً فَمَعْنَاهَا لَيْسَتْ بصُلْبَة مُتَحَجِّرَةٍ، قَالَ: وَقَدْ رُوِيَتْ جَحْراءَ، بِتَقْدِيمِ" الْجِيمِ،، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ.
والحَنْجَرَةُ والحُنْجُور: الحُلْقُوم، بزيادة النون.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
84-لسان العرب (شرر)
شرر: الشَّرُّ: السُّوءُ وَالْفِعْلُ لِلرَّجُلِ الشِّرِّيرِ، وَالْمَصْدَرُ الشَّرَارَةُ، والفعل شَرَّ يَشُرُّ [يَشِرُّ].وَقَوْمٌ أَشْرَارٌ: ضِدُّ الأَخيار.
ابْنُ سِيدَهْ: الشَّرُّ ضِدُّ الْخَيْرِ، وَجَمْعُهُ شُرُورٌ، والشُّرُّ لُغَةٌ فِيهِ؛ عَنْ كُرَاعٍ.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: «والخيرُ كُلُّه بِيَدَيْكَ والشَّرُّ لَيْسَ إِليك»؛ أي أَن الشَّرَّ لَا يُتقرّب بِهِ إِليك وَلَا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُكَ، أَو أَن الشَّرَّ لَا يَصْعَدُ إِليك وإِنما يَصْعَدُ إِليك الطَّيِّبُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَهَذَا الْكَلَامُ إِرشاد إِلى اسْتِعْمَالِ الأَدب فِي الثَّنَاءَ عَلَى اللَّهِ، تَعَالَى وَتَقَدَّسَ، وأَن تُضَافَ إِليه، عَزَّ وَعَلَا، مَحَاسِنُ الأَشياء دُونَ مَسَاوِئِهَا، وَلَيْسَ الْمَقْصُودُ نَفْيَ شَيْءٍ عَنْ قُدْرَتِهِ وإِثباته لَهَا، فإِن هذا في الدُّعَاءَ مَنْدُوبٌ إِليه، يُقَالُ: يَا رَبَّ السَّمَاءِ والأَرض، وَلَا يُقَالُ: يَا رَبَّ الْكِلَابِ وَالْخَنَازِيرِ وإِن كَانَ هُوَ رَبَّهَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها}.
وَقَدْ شَرَّ يَشِرُّ ويَشُرُّ شَرًّا وشَرَارَةً، وَحَكَى بَعْضُهُمْ: شَرُرْتُ بِضَمِّ الْعَيْنِ.
وَرَجُلٌ شَرِيرٌ وشِرِّيرٌ مِنْ أَشْرَارٍ وشِرِّيرِينَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْكَ، وَلَا يُقَالُ أَشَرُّ، حَذَفُوهُ لِكَثْرَةِ اسْتِعْمَالِهِمْ إِياه، وَقَدْ حَكَاهُ بَعْضُهُمْ.
وَيُقَالُ: هُوَ شَرُّهُم وَهِيَ شَرُّهُنَّ وَلَا يُقَالُ هُوَ أَشرهم.
وشَرَّ إِنسانًا يَشُرُّه إِذا عَابَهُ.
الْيَزِيدِيُّ: شَرَّرَنِي فِي النَّاسِ وشَهَّرني فِيهِمْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ شَرُّ النَّاسِ؛ وَفُلَانٌ شَرُّ الثَّلَاثَةِ وشَرُّ الِاثْنَيْنِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «وَلَدُ الزِّنَا شَرُّ الثَّلَاثَةِ»؛ قِيلَ: هَذَا جَاءَ فِي رَجُلٍ بِعَيْنِهِ كَانَ مَوْسُومًا بالشَّرّ، وَقِيلَ: هُوَ عامٌّ وإِنما صَارَ وَلَدُ الزِّنَا شَرًّا مِنْ وَالِدَيْهِ لأَنه شَرُّهم أَصلًا وَنَسَبًا وَوِلَادَةً، لأَنه خُلِقَ مِنْ مَاءِ الزَّانِي وَالزَّانِيَةِ، وَهُوَ مَاءٌ خَبِيثٌ، وَقِيلَ: لأَن الْحَدَّ يُقَامُ عَلَيْهِمَا فَيَكُونُ تَمْحِيصًا لَهُمَا وَهَذَا لَا يُدْرَى مَا يُفْعَلُ بِهِ فِي ذُنُوبِهِ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ أَشَرُّ النَّاسِ إِلا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: أُعيذك بِاللَّهِ مِنْ نَفْسٍ حَرَّى وعَيْنٍ شُرَّى أَي خَبِيثَةٍ مِنَ الشَّرِّ، أَخرجته عَلَى فُعْلَى مِثْلُ أَصغر وصُغْرَى؛ وَقَوْمٌ أَشْرَارٌ وأَشِرَّاءُ.
وَقَالَ يُونُسُ: واحدُ الأَشْرَارِ رَجُلٌ شَرٌّ مِثْلُ زَنْدٍ وأَزْنَادٍ، قَالَ الأَخفش: وَاحِدُهَا شَرِيرٌ، وَهُوَ الرَّجُلُ ذُو الشَّرِّ مِثْلُ يَتِيمٍ وأَيتام.
وَرَجُلٌ شِرِّيرٌ، مِثَالُ فِسِّيقٍ، أَي كَثِيرُ الشَّرِّ.
وشَرَّ يَشِرُّ [يَشُرُّ] إِذا زَادَ شَرُّهُ.
يُقَالُ: شَرُرْتَ يَا رَجُلُ وشَرِرْتَ، لُغَتَانِ، شَرًّا وشَرَرًا وشَرارَةً.
وأَشررتُ الرجلَ: نَسَبْتُهُ إِلى الشَّر، وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ؛ قَالَ طَرَفَةُ:
فَمَا زَالَ شُرْبِي الرَّاحَ حَتَّى أَشَرَّنِي ***صَدِيقِي، وَحَتَّى سَاءَنِي بَعْضُ ذلِكا
فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ:
إِذا أَحْسَنَ ابنُ العَمّ بَعْدَ إِساءَةٍ، ***فَلَسْتُ لِشَرّي فِعْلَه بحَمُول
إِنما أَراد لِشَرّ فِعْلِهِ فَقَلَبَ.
وَهِيَ شَرَّة وشُرَّى: يَذْهَبُ بِهِمَا إِلى الْمُفَاضَلَةِ؛ وَقَالَ كُرَاعٌ: الشُّرَّى أُنثى الشَّر الَّذِي هُوَ الأَشَرُّ فِي التَّقْدِيرِ كالفُضْلَى الَّذِي هُوَ تأْنيث الأَفضل، وَقَدْ شَارَّهُ.
وَيُقَالُ: شَارَّاهُ وشَارَّهُ، وَفُلَانٌ يُشَارُّ" فُلَانًا ويُمَارُّهُ ويُزَارُّهُ أَي يُعاديه.
والمُشَارَّةُ: الْمُخَاصَمَةُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تُشَارِّ أَخاك»؛ هُوَ تُفَاعِل مِنَ الشَّرِّ، أَي لَا تَفْعَلْ بِهِ شَرًّا فَتُحْوِجَهُ إِلى أَن يَفْعَلَ بِكَ مِثْلَهُ، وَيُرْوَى بِالتَّخْفِيفِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" أَبي الأَسود: مَا فَعَلَ الَّذِي كَانَتِ امرأَته تُشَارُه وتُمارُه.
أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ فِي مَثَلٍ: كلَّمَا تَكْبَرُ تَشِرّ.
ابْنُ شُمَيْلٍ: مِنْ أَمثالهم: شُرَّاهُنَّ مُرَّاهُنَّ.
وَقَدْ أَشَرَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا أَي طَرَدُوهُ وأَوحدوه.
والشِّرَّةُ: النَّشاط.
وَفِي الْحَدِيثِ: «إِن لِهَذَا الْقُرْآنِ شِرَّةً ثُمَّ إِن لِلنَّاسِ عَنْهُ فَتْرَةً»؛ الشِّرَّةُ: النَّشَاطُ وَالرَّغْبَةُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ: " لِكُلِّ عَابِدٍ شِرَّةٌ.
وشِرَّةُ الشَّبَابِ: حِرْصُه ونَشاطه.
والشِّرَّةُ؛ مَصْدَرٌ لِشَرَّ.
والشُّرُّ، بِالضَّمِّ: الْعَيْبُ.
حَكَى ابْنُ الأَعرابي: قَدْ قبلتُ عَطِيَّتَكَ ثُمَّ رَدَدْتُهَا عَلَيْكَ مِنْ غَيْرِ شُرِّكَ وَلَا ضُرِّكَ، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: أَي مِنْ غَيْرِ رَدٍّ عَلَيْكَ وَلَا عَيْبٍ لَكَ وَلَا نَقْصٍ وَلَا إِزْرَاءٍ.
وَحَكَى يَعْقُوبُ: مَا قُلْتُ ذَلِكَ لشُرِّكَ وإِنما قُلْتُهُ لِغَيْرِ شُرِّكَ أَي مَا قُلْتُهُ لِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ وإِنما قُلْتُهُ لِغَيْرِ شَيْءٍ تَكْرَهُهُ، وَفِي الصِّحَاحِ: إِنما قُلْتُهُ لِغَيْرِ عَيْبِكَ.
وَيُقَالُ: مَا رَدَدْتُ هَذَا عَلَيْكَ مِنْ شُرٍّ بِهِ أَي مِنْ عَيْبٍ وَلَكِنِّي آثَرْتُكَ بِهِ؛ وأَنشد: " عَيْنُ الدَّلِيلِ البُرْتِ مِنْ ذِي شُرِّهِ "أَي مِنْ ذِي عَيْبِهِ أَي مِنْ عَيْبِ الدَّلِيلِ لأَنه لَيْسَ يَحْسُنُ أَن يَسِيرَ فِيهِ حَيْرَةً.
وعينٌ شُرَّى إِذا نَظَرَتْ إِليك بالبَغْضَاء.
وَحَكَى عَنِ امرأَة مِنْ بَنِي عَامِرٍ فِي رُقْيَةٍ: أَرْقيك بِاللَّهِ مِنْ نَفْسٍ حَرَّى وعَين شُرَّى؛ أَبو عَمْرٍو: الشُّرَّى: العَيَّانَةُ مِنَ النِّسَاءِ.
والشَّرَرُ: مَا تَطَايَرَ مِنَ النَّارِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}؛ وَاحِدَتُهُ شَرَرَةٌ وَهُوَ الشَّرَارُ وَاحِدَتُهُ شَرَارَةٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
أَوْ كَشَرَارِ الْعَلَاةِ يَضْرِبُها ***القَيْنُ، عَلَى كُلِّ وَجْهِهِ تَثِبُ
وشَرَّ اللحْمَ والأَقِطَ والثوبَ ونحوَها يَشُرُّه شَرًّا وأَشَرَّه وشَرَّرَهُ وشَرَّاهُ عَلَى تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ: وَضَعَهُ عَلَى خَصفَةٍ أَو غَيْرِهَا ليَجِفَّ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ وأَنشد بَعْضُ الرُّوَاةِ لِلرَّاعِي:
فأَصْبَحَ يَسْتافُ البِلادَ، كَأَنَّهُ ***مُشَرَّى بأَطرافِ البُيوتِ قَديدُها
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا الْبَيْتُ لِلرَّاعِي إِنما هُوَ للحَلال ابْنِ عَمِّهِ.
والإِشْرَارةُ: مَا يُبْسَطُ عَلَيْهِ الأَقط وَغَيْرُهُ، وَالْجَمْعُ الأَشارِيرُ.
والشَّرُّ: بَسْطُك الشَّيْءَ فِي الشَّمْسِ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ الرَّاجِزُ:
ثَوْبٌ عَلَى قامَةٍ سَحْلٌ، تَعَاوَرَهُ ***أَيْدِي الغَوَاسِلِ، للأَرْوَاحِ مَشْرُورُ
وشَرَّرْتُ الثوبَ وَاللَّحْمَ وأَشْرَرْتُ؛ وشَرَّ شَيْئًا يَشُرُّه إِذا بَسَطَهُ لِيَجِفَّ.
أَبو عَمْرٍو: الشِّرَارُ صَفَائِحُ بِيضٌ يُجَفَّفُ عَلَيْهَا الكَرِيصُ وشَرَّرْتُ الثَّوْبَ: بَسَطْتُهُ فِي الشَّمْسِ، وَكَذَلِكَ التَّشْرِيرُ.
وشَرَّرْتُ الأَقِطَ أَشُرُّهُ شَرًّا إِذا جَعَلْتَهُ عَلَى خَصفَةٍ لِيَجِفَّ، وَكَذَلِكَ اللَّحْمُ وَالْمِلْحُ وَنَحْوُهُ.
والأَشَارِيرُ: قِطَع قَدِيد.
والإِشْرَارَةُ: القَدِيدُ المَشْرُورُ والإِشْرَارَةُ: الخَصَفَةُ الَّتِي يُشَرُّ عَلَيْهَا الأَقِطُ، وَقِيلَ: هِيَ شُقَّة مِنْ شُقَقِ الْبَيْتِ يُشَرَّرُ عليها؛ وَقَوْلُ أَبي كَاهِلٍ اليَشْكُرِيِّ:
لَهَا أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ، ***مِنَ الثَّعالِي، وَوَخْزٌ منْ أَرَانِيها
قَالَ: يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ الإِشْرَارَة مِنَ القَديد، وأَن يَعْنِيَ بِهِ الخَصَفَة أَو الشُّقَّة.
وأَرانيها أَي الأَرانب.
والوَخْزُ: الخَطِيئَةُ بَعْدَ الخَطيئَة والشيءُ بَعْدَ الشَّيْءِ أَي مَعْدُودَةٌ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ:
كأَنَّ الرَّذاذَ الضَّحْكَ، حَوْلَ كِناسِهِ، ***أَشارِيرُ مِلْحٍ يَتَّبِعْنَ الرَّوامِسا
ابْنُ الأَعرابي: الإِشْرَارَةُ صَفِيحَةٌ يُجَفَّفُ عَلَيْهَا الْقَدِيدُ، وَجَمْعُهَا الأَشارِيرُ وَكَذَلِكَ قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ الأَزهري: الإِشْرَارُ مَا يُبْسَطُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ لِيَجِفَّ فَصَحَّ بِهِ أَنه يَكُونُ مَا يُشَرَّرُ مِنْ أَقِطٍ وَغَيْرِهِ وَيَكُونُ مَا يُشَرَّرُ عَلَيْهِ.
والأَشارِيرُ: جَمْعُ إِشْرارَةٍ، وَهِيَ اللَّحْمُ الْمُجَفَّفُ.
والإِشْرارة: القِطْعة الْعَظِيمَةُ مِنَ الإِبل لِانْتِشَارِهَا وَانْبِثَاثِهَا.
وَقَدِ اسْتَشَرَّ إِذا صَارَ ذَا إِشرارة مِنْ إِبل، قَالَ:
الجَدْبُ يَقْطَعُ عَنْكَ غَرْبَ لِسانِهِ، ***فإِذا اسْتَشَرَّ رَأَيتَهُ بَرْبَارا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ثَعْلَبٌ اجْتَمَعَتْ مَعَ ابْنِ سَعْدانَ الرَّاوِيَةُ فَقَالَ لِي: أَسأَلك؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: مَا مَعْنَى قَوْلِ الشَّاعِرِ؟ وَذَكَرَ هَذَا الْبَيْتَ، فَقُلْتُ لَهُ: الْمَعْنَى أَن الْجَدْبَ يُفْقِرُهُ وَيُمِيتُ إِبله فَيَقِلُّ كَلَامُهُ وَيَذِلُّ؛ وَالْغَرْبُ: حِدَّة اللِّسَانِ.
وغَرْبُ كُلِّ شيء: حدّته.
وقوله: وإِذا اسْتَشَرَّ أَي صَارَتْ لَهُ إِشْرَارَةٌ مِنَ الإِبل، وَهِيَ الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنْهَا، صَارَ بَرْبارًا وَكَثُرَ كَلَامُهُ.
وأَشَرَّ الشيءَ: أَظهره؛ قَالَ كَعْبُ بْنُ جُعَيْلٍ، وَقِيلَ: إِنه للحُصَيْنِ بْنِ الْحُمَامِ المُرِّيِّ يَذكُرُ يَوْمَ صِفِّين:
فَمَا بَرِحُوا حَتَّى رأَى اللهُ صَبْرَهُمْ، ***وحَتَّى أُشِرَّتْ بالأَكُفِّ المصاحِفُ
أَي نُشِرَتْ وأُظهرت؛ قال الجوهري والأَصمعي: يُرْوَى قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:
تَجَاوَزْتُ أَحْراسًا إِليها ومَعْشَرًا ***عَلَيَّ حِراصًا، لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
عَلَى هَذَا قَالَ، وَهُوَ بِالسِّينِ أَجود.
وشَرِيرُ الْبَحْرِ: سَاحِلُهُ، مُخَفَّفٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الشَّرِيرُ مِثْلُ العَيْقَةِ، يَعْنِي بِالْعَيْقَةِ ساحلَ الْبَحْرِ وَنَاحِيَتَهُ؛ وأَنشد للجَعْدِي:
فَلا زَالَ يَسْقِيها، ويَسْقِي بلادَها ***مِنَ المُزْنِ رَجَّافٌ، يَسُوقُ القَوارِيَا
يُسَقِّي شَرِيرَ البحرِ حَوْلًا، تَرُدُّهُ ***حَلائبُ قُرْحٌ، ثُمَّ أَصْبَحَ غَادِيَا
والشَّرَّانُ عَلَى تَقْدِيرِ فَعْلانَ: دَوابُّ مِثْلُ الْبَعُوضِ، وَاحِدَتُهَا شَرَّانَةٌ، لُغَةُ لأَهل السَّوَادِ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ مِنْ كَلَامِ أَهل السَّوَادِ، وَهُوَ شَيْءٌ تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الأَذى شِبْهُ الْبَعُوضِ، يَغْشَى وَجْهَ الإِنسان وَلَا يَعَضُّ.
والشَّرَاشِرُ: النَّفْسُ والمَحَبَّةُ جَمِيعًا.
وَقَالَ كُرَاعٌ: هِيَ مَحَبَّةُ النَّفْسِ، وَقِيلَ: هُوَ جَمِيعُ الْجَسَدِ، وأَلقى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ، وَهُوَ أَن يُحِبَّهُ حَتَّى يَسْتَهْلِكَ فِي حُبِّهِ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ هَوَاهُ الَّذِي لَا يُرِيدُ أَن يَدَعَهُ مِنْ حَاجَتِهِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وكائِنْ تَرى مِنْ رَشْدةٍ فِي كَرِيهَةٍ، ***ومِنْ غَيَّةٍ تُلْقَى عَلَيْهَا الشَّراشِرُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ كَمْ تَرَى مِنْ مُصِيبٍ فِي اعْتِقَادِهِ ورأْيه، وَكَمْ تَرَى مِنْ مُخْطِئٍ فِي أَفعاله وَهُوَ جَادٌّ مُجْتَهِدٌ فِي فِعْلِ مَا لَا يَنْبَغِي أَن يُفْعَلَ، يُلْقِي شَرَاشِرَهُ عَلَى مَقَابِحِ الأُمور وينهَمِك فِي الِاسْتِكْثَارِ منها؛ " وَقَالَ الْآخَرُ:
وتُلْقَى عَلَيْهِ، كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ، ***شَرَاشِرُ مِنْ حَيَّيْ نِزَارٍ وأَلْبُبُ
الأَلْبُبُ: عُرُوقٌ مُتَّصِلَةٌ بِالْقَلْبِ.
يُقَالُ: أَلقى عَلَيْهِ بَنَاتِ أَلْبُبه إِذا أَحبه؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وَمَا يَدْرِي الحَرِيصُ عَلامَ يُلْقي ***شَرَاشِرَهُ، أَيُخْطِئُ أَم يُصِيبُ؟
والشَّرَاشِرُ: الأَثقال، الواحدةُ شُرْشُرَةٌ.
يُقَالُ: أَلقى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ أَي نَفْسَهُ حِرْصًا وَمَحَبَّةً، وَقِيلَ: أَلقى عَلَيْهِ شَراشره أَي أَثقاله.
وشَرْشَرَ الشيءَ: قَطَّعَهُ، وَكُلُّ قِطْعَةٍ مِنْهُ شِرْشِرَةٌ.
وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: «فَيُشَرْشِرُ بِشِدْقِهِ إِلى قَفاه»؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْنِي يُقَطِّعُهُ ويُشَقِّقُهُ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ يَصِفُ الأَسد:
يَظَلُّ مُغِبًّا عِنْدَهُ مِنْ فَرَائِسٍ، ***رُفَاتُ عِظَامٍ، أَو عَرِيضٌ مُشَرشَرُ
وشَرْشَرَةُ الشَّيْءِ: تَشْقِيقُهُ وَتَقْطِيعُهُ.
وشَرَاشِرُ الذنَب: ذَباذِبُهُ.
وشَرْشَرَتْهُ الْحَيَّةُ: عَضَّتْهُ، وَقِيلَ: الشَّرْشَرَةُ أَن تَعَضَّ الشَّيْءَ ثُمَّ تَنْفُضَهُ.
وشَرْشَرَتِ الماشِيَةُ النباتَ: أَكلته؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ لجُبَيْها الأَشْجَعِيِّ:
فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ، ***نَفَى الدِّقَّ عَنْهُ جَدْبُه، فَهْوَ كَالحُ
وشَرْشَرَ السِّكِّين واللحم: أَحَدَّهما عَلَى حَجَرٍ.
والشُّرْشُور: طَائِرٌ صَغِيرٌ مِثْلُ الْعُصْفُورِ؛ قَالَ الأَصمعي: تُسَمِّيهِ أَهل الْحِجَازِ الشُّرْشُورَ، وَتُسَمِّيهِ الأَعراب البِرْقِشَ، وَقِيلَ: هُوَ أَغبر عَلَى لَطَافَةِ الحُمَّرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَكبر مِنَ الْعُصْفُورِ قَلِيلًا.
والشَّرْشَرُ: نَبْتٌ.
وَيُقَالُ: الشِّرْشِرُ، بِالْكَسْرِ.
والشِّرْشِرَةُ: عُشْبَة أَصغر مِنَ العَرْفَج، وَلَهَا زَهْرَةٌ صَفْرَاءُ وقُضُبٌ وَوَرَقٌ ضِخَامٌ غُبْرٌ، مَنْبِتُها السَّهْلُ تَنْبُتُ مُتَفَسِّحَةً كأَن أَقناءها الحِبالُ طُولًا، كَقَيْسِ الإِنسان قَائِمًا، وَلَهَا حَبٌّ كَحَبِّ الهَرَاسِ، وَجَمْعُهَا شِرْشِرٌ؛ قَالَ:
تَرَوَّى مِنَ الأَحْدَاثِ حَتَّى تَلاحَقَتْ ***طَرَائِقُه، واهْتَزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ عَنْ أَبي زِيَادٍ: الشِّرْشِرُ يَذْهَبُ حِبالًا عَلَى الأَرض طُولًا كَمَا يَذْهَبُ القُطَبُ إِلا أَنه لَيْسَ لَهُ شَوْكٌ يُؤْذِي أَحدًا؛ اللَّيْثُ فِي تَرْجَمَةِ قَسَرَ: " وشَرْشَرٌ [شِرْشِرٌ] وقَسْوَةٌ نَصْرِيُ "قَالَ الأَزهري: فَسَّرَهُ اللَّيْثُ فَقَالَ: وَالشَّرْشَرُ الْكَلْبُ، وَالْقَسْوَرُ الصَّيَّادُ؛ قَالَ الأَزهري: أَخطأَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِهِ فِي أَشياء فَمِنْهَا قَوْلُهُ الشَّرْشَرُ الْكَلْبُ وإِنما الشَّرْشَرُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ، قَالَ: وَقَدْ رأَيته بِالْبَادِيَةِ تُسَمَّنُ الإِبل عَلَيْهِ وتَغْزُرُ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الأَعرابي: وَغَيْرُهُ فِي أَسْمَاءِ نُبُوتِ الْبَادِيَةِ.
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مِنَ الْبُقُولِ الشَّرْشَرُ.
قَالَ: وَقِيلَ للأَسدية أَو لِبَعْضِ الْعَرَبِ: مَا شَجَرَةُ أَبيك؟ قَالَ: قُطَبٌ وشَرْشَرٌ [شِرْشِرٌ] ووَطْبٌ جَشِرٌ؛ قَالَ: الشِّرْشِرُ خَيْرٌ مِنَ الإِسْلِيح والعَرْفَج.
أَبو عَمْرٍو: الأَشِرَّةُ وَاحِدُهَا شَرِيرٌ: مَا قَرُبَ مِنَ الْبَحْرِ، وَقِيلَ: الشَّرِيرُ شَجَرٌ يَنْبُتُ فِي الْبَحْرِ، وَقِيلَ: الأَشِرَّةُ البحور؛ وقال الْكُمَيْتُ:
إِذا هُوَ أَمْسَى فِي عُبابِ أَشِرَّةٍ، ***مُنِيفًا عَلَى العَبْرَيْنِ بِالْمَاءِ، أَكْبَدا
وَقَالَ الْجَعْدِيُّ:
سَقَى بِشَرِيرِ البَحْر حَوْلًا، يَمُدُّهُ ***حَلائِبُ قُرْحٌ ثُمَّ أَصْبَحَ غادِيا
وشِوَاءٌ شَرْشَرٌ: يَتَقَاطَرُ دَسَمُه، مثل سَلْسَلٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يأْتي عَلَيْكُمْ عَامٌ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ».
قَالَ ابْنُ الأَثير: سُئِلَ الْحَسَنُ عَنْهُ فَقِيلَ: مَا بَالِ زَمَانِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ زَمَانِ الْحَجَّاجِ؟ فَقَالَ: لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ تَنْفِيسٍ، يَعْنِي أَن اللَّهَ تَعَالَى يُنَفِّسُ عَنْ عِبَادِهِ وَقْتًا مَا وَيَكْشِفُ الْبَلَاءَ عَنْهُمْ حِينًا.
وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ: «لَهَا كِظَّةٌ تَشْتَرُّ»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ اشْتَرَّ الْبَعِيرُ كاجْتَرَّ، وَهِيَ الجِرَّةُ لِمَا يُخْرِجُهُ الْبَعِيرُ مِنْ جَوْفِهِ إِلى فَمِهِ يَمْضُغُهُ ثُمَّ يَبْتَلِعُهُ، وَالْجِيمُ وَالشِّينُ مِنْ مَخْرَجٍ وَاحِدٍ.
وشُرَاشِرٌ وشُرَيْشِرٌ وشَرْشَرَةُ: أَسماء.
والشُّرَيْرُ: مَوْضِعٌ، هُوَ مِنَ الْجَارِ عَلَى سَبْعَةِ أَميال؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
دِيارٌ بِأَعْنَاءٍ الشُّرَيْرِ، كَأَنَّمَا ***عَلَيْهِنَّ فِي أَكْنافِ عَيْقَةَ شِيدُ
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
85-لسان العرب (صغر)
صغر: الصِّغَرُ: ضِدُّ الْكِبَرِ.ابْنُ سِيدَهْ: الصِّغَر والصَّغارةُ خِلاف العِظَم، وَقِيلَ: الصِّغَر فِي الجِرْم، والصَّغارة فِي القَدْر؛ صَغُرَ صَغارةً وصِغَرًا وصَغِرَ يَصْغَرُ صَغَرًا؛ بِفَتْحِ الصَّادِ وَالْغَيْنِ، وصُغْرانًا؛ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي: فَهُوَ صَغِير وصُغار، بِالضَّمِّ، وَالْجَمْعُ صِغَار.
قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَافَقَ الذِين يَقُولُونَ فَعِيلًا الَّذِينَ يَقُولُونَ فُعالًا لاعتِقابِهما كَثِيرًا، وَلَمْ يَقُولُوا صُغَراء، اسْتَغْنوا عَنْهُ بِفِعال، وَقَدْ جُمع الصَّغِير فِي الشِّعْرِ عَلَى صُغَراء؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو:
وللكُبَراءِ أَكْلٌ حيث شاؤوا، ***وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ
والمَصْغُوراءُ: اسْمٌ لِلْجَمْعِ.
والأَصاغِرَة: جَمْعُ الأَصْغَر.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: إِنما ذَكَرْتُ هَذَا لأَنه مِمَّا تَلْحَقُهُ الْهَاءُ فِي حدِّ الْجَمْعِ إِذْ لَيْسَ مَنْسُوبًا وَلَا أَعجميًّا وَلَا أَهل أَرض ونحوَ ذَلِكَ مِنَ الأَسباب الَّتِي تُدْخِلُهَا الْهَاءُ فِي حَدِّ الْجَمْعِ، لَكِنَّ الأَصْغَر لَمَّا خَرَجَ عَلَى بِنَاءِ القَشْعَم وَكَانُوا يَقُولُونَ القَشاعِمَة أَلحقُوه الْهَاءَ، وَقَدْ قَالُوا الأَصاغِر، بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذ قَدْ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فِي الأَعجمي نَحْوَ الجَوارِب والكَرابِج، وإِنما حَمَلَهُمْ عَلَى تَكْسِيرِهِ أَنه لَمْ يتمكَّن فِي بَابِ الصِّفَةِ.
والصُّغْرَى: تأْنيث الأَصْغَر، وَالْجَمْعُ الصُّغَرُ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: يُقَالُ نِسْوَة صُغَرُ وَلَا يُقَالُ قَوْمٌ أَصاغِر إِلا بالأَلف وَاللَّامِ: قَالَ: وَسَمِعْنَا الْعَرَبَ تَقُولُ الأَصاغِر، وإِن شِئْتَ قُلْتَ الأَصْغَرُون.
ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: المرْء بِأَصْغَرَيْهِ؛ وأَصْغَراه قلْبُه وَلِسَانُهُ، وَمَعْنَاهُ أَن المَرْءَ يَعْلُو الأُمور ويَضْبِطها بِجَنانه وَلِسَانِهِ.
وأَصْغَرَه غَيْرُهُ وصَغَّره تَصْغِيرًا، وتَصْغِيرُ الصَّغِير صُغَيِّر وصُغَيِّير؛ الأُولى عَلَى الْقِيَاسِ والأُخرى عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ؛ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ.
واسْتَصْغَره: عَدَّه صَغِيرًا.
وصَغَّرَه وأَصْغَرَه: جعلَه صَغِيرًا.
وأَصْغَرْت القِرْبَة: خَرزَتُها صَغِيرة؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال:
شُلَّتْ يَدا فارِيَةٍ فَرَتْها، ***لَوْ خافَتِ النَّزْع لأَصْغَرَتْها
وَيُرْوَى: لَوْ خافَتِ السَّاقي لأَصْغَرَتْها "وَالتَّصْغِيرُ لِلِاسْمِ وَالنَّعْتُ يَكُونُ تَحْقِيرًا وَيَكُونُ شَفَقَةً وَيَكُونُ تَخْصِيصًا، كَقَوْلِ الحُباب بْنُ المنذِر: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب؛ وَهُوَ مُفَسَّرٌ فِي مَوْضِعِهِ.
وَالتَّصْغِيرُ يَجِيءُ بمعانٍ شتَّى: مِنْهَا مَا يَجِيءُ عَلَى التَّعْظِيمِ لَهَا، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ: فأَصابتها سُنَيَّة" حَمْرَاءُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ الأَنصاري: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: أَتتكم الدُّهَيْماءُ "؛ يَعْنِي الْفِتْنَةَ الْمُظْلِمَةَ فصغَّرها تَهْوِيلًا لَهَا، وَمِنْهَا أَن يصغُر الشَّيْءُ فِي ذَاتِهِ كَقَوْلِهِمْ: دُوَيْرَة وجُحَيْرَة، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ لِلتَّحْقِيرِ فِي غَيْرِ الْمُخَاطَبِ، وَلَيْسَ لَهُ نَقْصٌ فِي ذَاتِهِ، كَقَوْلِهِمْ: هَلَكَ الْقَوْمُ إِلا أَهلَ بُيَيْتٍ، وَذَهَبَتِ الدَّرَاهِمُ إِلا دُرَيْهِمًا، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ لِلذَّمِّ كَقَوْلِهِمْ: يَا فُوَيْسِقُ، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ للعَطْف وَالشَّفَقَةِ نَحْوَ: يَا بُنَيَّ وَيَا أُخَيَّ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ" عُمَرَ: أَخاف عَلَى هَذَا السبب.
وَهُوَ صُدَيِّقِي أَي أَخصُّ أَصدقائي، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ بِمَعْنَى التَّقْرِيبِ كَقَوْلِهِمْ: دُوَيْنَ الْحَائِطِ وقُبَيْلَ الصُّبْحِ، وَمِنْهَا مَا يَجِيءُ لِلْمَدْحِ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ عُمَرَ لِعَبْدِ اللَّهِ: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا.
وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: «قُلْتُ لِعُرْوَةَ: كَمْ لَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرًا، قُلْتُ: فَابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ بِضْعَ عشرةَ سَنَةً، قَالَ عُرْوَةُ: فصغَّره»أَي اسْتَصْغَرَ سنَّه عَنْ ضَبْطِ ذَلِكَ، وَفِي رِوَايَةٍ: فَغَفَّرَهُ؛ أي قَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي غَفَرَ أَيضًا.
والإِصغار مِنَ الْحَنِينِ: خِلَافُ الإِكبار؛ قَالَتِ الْخَنْسَاءُ:
فَمَا عَجُولٌ عَلَى بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ، ***لَهَا حَنينانِ: إِصْغارٌ وإِكْبارُ
فَإِصْغارُها: حَنِينها إِذا خَفَضته، وإِكْبارُها: حَنِينها إِذا رَفَعته، وَالْمَعْنَى لها حَنِينٌ ذو صغار وحَنِينٌ ذُو كبار.
وأَرضٌ مُصْغِرَة: نَبْتها صَغِيرٌ لَمْ يَطُل.
وَفُلَانٌ صِغْرَة أَبَوَيْهِ وصِغْرَةُ ولَد أَبويه أَي أَصْغَرهُمْ، وَهُوَ كِبْرَة وَلَدِ أَبيه أَي أَكبرهم؛ وَكَذَلِكَ فُلَانٌ صِغْرَةُ الْقَوْمِ وكِبْرَتُهم أَي أَصغرُهم وأَكبرهم.
وَيَقُولُ صبيٌّ مِنْ صِبْيَانِ العرَب إِذ نُهِيَ عَنِ اللَّعِب: أَنا مِنَ الصِّغْرَة أَي مِنَ الصِّغار.
وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَا صَغَرَني إِلا بِسَنَةٍ أَي مَا صَغُرَ عَنِّي إِلا بِسَنَةٍ.
والصَّغار، بِالْفَتْحِ: الذُّلُّ والضَّيْمُ، وَكَذَلِكَ الصُّغْرُ، بِالضَّمِّ، وَالْمَصْدَرُ الصَّغَرُ، بِالتَّحْرِيكِ.
يُقَالُ: قُمْ عَلَى صُغْرِك وصَغَرِك.
اللَّيْثُ: يُقَالُ صَغِرَ فُلَانٌ يَصْغَرُ صَغَرًا وصَغارًا، فَهُوَ صاغِر إِذا رَضِيَ بالضَّيْم وأَقَرَّ بِهِ.
قَالَ اللَّهُ تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ}؛ أَي أَذِلَّاءُ.
والمَصْغُوراء: الصَّغار.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {سَيُصِيب الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغار عِنْدَ اللَّهِ}؛ أَي هُمْ، وإِن كَانُوا أَكابر فِي الدُّنْيَا، فَسَيُصِيبُهُمْ صَغار عِنْدَ اللَّهِ أَي مَذَلَّة.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ}؛ أَي يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ الْمُسْلِمِينَ.
والصَّغار: مَصْدَرُ الصَّغِير فِي القَدْر.
والصَّاغِرُ: الرَّاضِي بالذُّلِّ والضيْمِ، وَالْجَمْعُ صَغَرة.
وَقَدْ صَغُرَ.
صَغَرًا وصُغْرًا وصَغارًا وصَغارَة وأَصْغَرَه: جَعَلَهُ صاغِرًا.
وتَصاغَرَتْ إِليه نفسُه: صَغُرت وتَحاقَرَتْ ذُلًّا ومَهانَة.
وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذا قلتَ ذَلِكَ تَصاغَرَ حَتَّى يَكُونَ مثلَ الذُّباب»؛ يَعْنِي الشَّيْطَانَ، أَي ذَلَّ وَامَّحَقَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الصِّغَر والصَّغارِ، وَهُوَ الذُّلُّ وَالْهَوَانُ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «بِرَغْمِ المُنافِقين وصَغَر الحاسِدين»؛ أي ذُلِّهِم وهَوانِهم.
وَفِي حديثِ المُحْرِم: يَقْتُلُ الحيَّة بصَغَرٍ لَها.
وصَغُرَتِ الشمسُ: مالَتْ لِلْغُرُوبِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ.
وصَغْران: موضع.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
86-لسان العرب (صدق)
صدق: الصِّدْق: نَقِيضُ الْكَذِبِ، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْداقًا.صَدَّقه: قَبِل قولَه.
وصدَقَه الْحَدِيثَ: أَنبأَه بالصِّدْق؛ قَالَ الأَعشى:
فصدَقْتُها وكَذَبْتُها، ***والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُهْ
وَيُقَالُ: صَدَقْتُ القومَ أَيْ قُلْتُ لَهُمْ صِدْقًا، وَكَذَلِكَ مِنَ الْوَعِيدِ إِذَا أَوقعت بِهِمْ قُلْتَ صَدَقْتُهم.
وَمِنْ أَمثالهم: الصِّدقُ ينبئُ عَنْكَ لَا الوَعِيد.
وَرَجُلٌ صَدُوقٌ: أَبْلَغُ مِنَ الصَّادِقِ.
وَفِي الْمَثَلِ: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ وأَصله أَنَّ رَجُلًا أَراد بَيْعَ بَكْرٍ لَهُ فَقَالَ لِلْمُشْتَرِي: إِنَّهُ جَمَلٌ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: بَلْ هُوَ بَكْرٌ، فينما هُمَا كَذَلِكَ إِذْ ندَّ الْبَكْرُ فَصَاحَ بِهِ صاحِبُه: هِدَعْ وَهَذِهِ كَلِمَةٌ يسكَّن بِهَا صِغَارُ الإِبل إِذَا نَفَرَتْ، وَقِيلَ: يُسَكَّنُ بِهَا البَكارة خاصَّة، فَقَالَ الْمُشْتَرِي: صدقَني سِنَّ بَكْرِه.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه»؛ وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِلصَّادِقِ فِي خَبَرِهِ.
والمُصَدِّقُ: الَّذِي يُصَدِّقُك فِي حَدِيثِكَ.
وكَلْبٌ تَقْلِبُ الصَّادَ مَعَ الْقَافِ زَايًا، تَقُولُ ازْدُقْني أَيِ اصْدُقْني، وَقَدْ بيَّن سِيبَوَيْهِ هذا الضرب من المضارعة فِي بَابِ الإِدغام.
وَقَوْلُهُ تعالى: {لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ}؛ تأْويله لِيَسْأَلَ المُبَلِّغين مِنَ الرُّسُلِ عَنْ صِدْقِهم فِي تَبْلِيغِهِمْ، وتأْويل سُؤَالِهِمُ التبكيتُ لِلَّذِينِ كَفَرُوا بِهِمْ لأَن اللَّهَ تَعَالَى يَعْلَمُ أَنهم صادِقُون.
وَرَجُلٌ صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ: وُصِفا بِالْمَصْدَرِ، وصِدْقٌ صادِقٌ كَقَوْلِهِمْ شِعْرٌ شاعِرٌ، يُرِيدُونَ الْمُبَالَغَةَ والإِشارة.
والصِّدِّيقُ، مِثَالُ الفِسِّيق: الدائمُ التَّصْدِيقِ، وَيَكُونُ الَّذِي يُصَدِّقُ قولَه بِالْعَمَلِ؛ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ، وَلَقَدْ أَساء التَّمْثِيلَ بالفِسِّيق فِي هَذَا الْمَكَانِ.
والصِّدِّيقُ: المُصَدِّقُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} أَيْ مُبَالَغَةٌ فِي الصِّدْق والتَّصْدِيقِ عَلَى النَّسَبِ أَيْ ذَاتُ تَصْدِيق.
وَقَوْلُهُ تعالى: {وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ}.
رُوِيَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنَّهُ قَالَ: الَّذِي جَاءَ بالصِّدْق محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي صَدَّقَ بِهِ أَبو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقيل: جبرئيل وَمُحَمَّدٌ، عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقِيلَ: الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصَدَّقَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ.
اللَّيْثُ: كُلُّ مَنْ صَدَّقَ بِكُلِّ أَمر اللَّهِ لَا يَتخالَجُه فِي شَيْءٍ مِنْهُ شكٌّ وصَدَّقَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ صِدِّيقٌ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ}.
والصِّدِّيقُ: الْمُبَالِغُ فِي الصِّدْق.
وَفُلَانٌ لَا يَصْدُق أَثَرُهُ وأَثَرَه كَذِبًا أَيْ إِذَا قِيلَ لَهُ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ قَالَ فَلَمْ يَصْدُقْ.
ورجلٌ صَدْقٌ: نَقِيضُ رَجُلٍ سَوْءٌ، وَكَذَلِكَ ثوبٌ صَدْقٌ وَخِمَارٌ صَدْقٌ؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ.
وَيُقَالُ: رجُلُ صِدْقٍ، مُضَافٌ بِكَسْرِ الصَّادِ، وَمَعْنَاهُ نِعم الرَّجُلُ هُوَ، وامرأَةُ صِدْقٍ كَذَلِكَ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ نَعْتًا قُلْتَ هُوَ الرَّجُلُ الصَّدْقُ، وَهِيَ صَدْقةٌ، وَقَوْمٌ صَدْقون وَنِسَاءٌ صَدْقات؛ وأَنشد: " مَقْذوذة الآذانِ صَدْقات الحَدَقْ "أَيْ نَافِذَاتُ الْحَدَقِ؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ فَرَسًا: " وَالْمَرَّايَ الصِّدْقَ يُبْلِي الصَّدَقَا.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ}؛ قُرِئَ بِتَخْفِيفِ الدَّالِ ونصْبِ الظَّنِّ أَي صَدَقَ عَلَيْهِمْ فِي ظَنِّهِ، وَمَنْ قرأَ: " وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إبليسُ ظنَّه "؛ فَمَعْنَاهُ أَنه حَقَّقَ ظَنَّهُ حِينَ قَالَ: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ، لأَنه قَالَ ذَلِكَ ظَانًّا فَحَقَّقَهُ فِي الضَّالِّينَ.
أَبو الْهَيْثَمِ: صَدَقَني فلانٌ أَيْ قَالَ لِيَ الصِّدْقَ، وكَذَبَني أَيْ قَالَ لِيَ الْكَذِبَ.
وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: صَدَقْتُ اللَّهَ حَدِيثًا إِنْ لَمْ أَفعل كَذَا وَكَذَا؛ الْمَعْنَى لَا صَدَقْتُ اللهَ حَدِيثًا إِنْ لَمْ أَفعل كَذَا وَكَذَا.
والصَّداقةُ والمُصادَقةُ: المُخالّة.
وصَدَقَه النصيحةَ والإِخاء: أَمْحَضه لَهُ.
وصادَقْتُه مُصادَقةً وصِداقًا: خالَلْتُه، وَالِاسْمُ الصَّداقة.
وتصادَقا فِي الْحَدِيثِ وَفِي الْمَوَدَّةِ، والصَّداقةُ مَصْدَرُ الصَّدِيق، واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ.
والصَّدِيقُ: المُصادِقُ لَكَ، وَالْجَمْعَ صُدَقاء وصُدْقانٌ وأَصْدِقاء وأَصادِقُ؛ قَالَ عُمَارَةُ بْنُ طَارِقٍ:
فاعْجَلْ بِغَرْبٍ مِثْلَ غَرْبِ طارِقِ، ***يُبْذَلُ للجيرانِ والأَصادِقِ
وَقَالَ جَرِيرٌ: وأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ وَالْبِلَادَا وَقَدْ يَكُونُ الصَّدِيقُ جَمْعًا وَفِي التَّنْزِيلِ: {فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ}؛ أَلَا تَرَاهُ عَطَفَهُ عَلَى الْجَمْعِ؟ وَقَالَ رُؤْبَةُ: " دعْها فَمَا النَّحْويُّ مِنْ صَدِيِقها "والأُنثى صَدِيقٌ أَيضًا؛ قَالَ جَمِيلٌ:
كأنْ لَمْ نُقاتِلْ يَا بُثَيْنُ لَوَ انَّها ***تُكَشَّفُ غُمَّاها، وأنتِ صَديق
وَقَالَ كُثَيّر فِيهِ:
لَياليَ مِنْ عَيْشٍ لَهَوْنا بِوَجْهِه ***زَمانًا، وسُعْدى لِي صَدِيقٌ مُواصِلُ
وَقَالَ آخَرُ:
فَلَوْ أَنَّكِ فِي يَوْمِ الرَّخاء سَأَلْتِني ***فِراقَكِ، لَمْ أَبْخَلْ، وأنتِ صَدِيقُ
وَقَالَ آخَرُ في جمع المذكر:
لعَمْري لَئِنْ كُنْتْم عَلَى النَّأْيِ والنَّوى ***بِكُم مِثْلُ مَا بِي، إِنّكم لَصَدِيقُ
وَقِيلَ صَدِيقةٌ؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ والأَصمعي لَقَعْنَب بْنِ أُمّ صَاحِبٍ:
مَا بالُ قَوْمٍ صَدِيقٍ ثمَّ لَيْسَ لَهُمْ ***دِينٌ، وَلَيْسَ لَهُمْ عَقْلٌ إِذا ائْتُمِنوا؟
وَيُقَالُ: فُلَانٌ صُدَيِّقِي أَي أَخَصُّ أَصْدِقائي وإِنما يُصَغَّرُ عَلَى جِهَةِ الْمَدْحِ كَقَوْلٍ حُبَابِ بْنُ الْمُنْذِرِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب؛ وَقَدْ يُقَالُ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ والمؤنث صَدِيقٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
نَصَبْنَ الهَوى ثُمَّ ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا ***بأَعْيُنِ أَعْداءٍ، وهُنَّ صَدِيقُ
أَوانِس، أَمّا مَنْ أَرَدْنَ عناءَه ***فعانٍ، ومَنْ أَطْلَقْنه فطَلِيقُ
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ فِي مِثْلِهِ: ويَهْجُرْنَ أَقْوامًا، وهُنَّ صَدِيقُ "والصَّدْقُ: الثَّبْتُ اللِّقَاءِ، وَالْجَمْعُ صُدْق، وَقَدْ صَدَقَ اللقاءَ صَدْقًا؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
صلَّى الإِلهُ عَلَى ابنِ عَمْروٍ إِنِّه ***صَدَقَ اللِّقاءَ، وصَدْقُ ذَلِكَ أَوفقُ
وَرَجُلٌ صَدْقُ اللِّقَاءِ وصَدْقُ النَّظَرِ وَقَوْمٌ صُدْقٌ، بِالضَّمِّ: مِثْلَ فَرَسٌ وَرْدٌ وأَفراس وُرْدٌ وجَوْن وجُون.
وصَدَقُوهم القِتالَ: أَقدموا عَلَيْهِمْ، عادَلُوا بِهَا ضِدَّها حِينَ قَالُوا كَذَبَ عَنْهُ إِذا أَحجم، وحَمْلةٌ صادِقةٌ كَمَا قَالُوا لَيْسَتْ لَهَا مَكْذُوبَةٌ؛ فأَما قَوْلُهُ:
يَزِيد زادَ اللَّهُ فِي حَيَاتِهِ، ***حامِي نزارٍ عِنْدَ مَزْدُوقاتِه
فإِنه أَراد مَصْدُوقاتِهِ فَقَلْبُ الصَّادِ زَايًا لِضَرْبٍ مِنَ الْمُضَارَعَةِ.
وصَدَقَ الوَحْشِي إِذا حَمَلْتَ عَلَيْهِ فَعَدَا وَلَمْ يَلْتَفِتْ.
وَهَذَا مِصْداقُ هَذَا أَي مَا يُصَدِّقُه.
وَرَجُلٌ ذُو مَصْدَقٍ، بِالْفَتْحِ، أَي صادقُ الحَمْلةِ، يُقَالُ ذلك للشجاع والفرسِ الجَوادِ، وصادِقُ الجَرْي: كأَنه ذُو صِدْقٍ فِيمَا يَعِدُكَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ:
إِذا مَا استْحَمَّتْ أَرْضُه مِنْ سَمائِهِ ***جَرى، وَهُوَ مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ
يَقُولُ: إِذا ابتلَّت حَوَافِرُهُ مِنْ عَرق أَعاليه جَرَى وَهُوَ مَتْرُوكٌ لَا يُضرب وَلَا يُزْجَرُ وَيُصَدِّقُكَ فِيمَا يَعِدُكَ الْبُلُوغَ إِلَى الْغَايَةِ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
نَماه مِنَ الحَيَّيْنِ قرْدٌ ومازنٌ ***لُيوثٌ، غداةَ البَأْس، بيضٌ مَصادِقُ
يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ صَدْق عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كمَلامح ومَشابِه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ أَي ذو مَصادِق فَحُذِفَ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي الرأْي.
والمَصْدَق أَيضًا: الجِدُّ، وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ دُرَيْدٍ:
وتُخْرِجُ مِنْهُ ضَرَّةُ القومِ مَصْدَقًا، ***وطُولُ السُّرى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
وَيُرْوَى ذَرِّيّ.
والمَصْدَق: الصَّلَابَةُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ.
ومِصْداق الأَمر: حقيقتُه.
والصَّدْق، بِالْفَتْحِ: الصُّلْبُ مِنَ الرِّمَاحِ وَغَيْرِهَا.
وَرُمْحٌ صَدْقٌ: مستوٍ، وَكَذَلِكَ سَيْفٌ صَدْق؛ قَالَ أَبو قَيْسِ بْنِ الأَسلت السُّلَمِيِّ:
صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حَدُّه، ***ومُحْنإٍ أَسْمَرَ قرَّاعِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَظَنَّ أَبو عُبَيْدٍ الصَّدْقَ فِي هَذَا الْبَيْتِ الرمحَ فَغَلِطَ؛ وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ أَنه أَنشده لِكَعْبٍ:
وَفِي الحِلْم إِدْهانٌ، وَفِي العَفُو دُرْسةٌ، ***وَفِي الصِّدْق مَنْجاةٌ مِنَ الشرِّ، فاصْدُقِ
قَالَ: الصِّدْقُ هاهنا الشَّجَاعَةُ وَالصَّلَابَةُ؛ يَقُولُ: إِذا صَلُبْت وصَدَقْت انْهَزَمَ عَنْكَ مَنْ تَصْدُقه، وإِن ضَعُفْتَ قَوي عَلَيْكَ وَاسْتَمَكْنَ مِنْكَ؛ رَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ ابْنِ دُرُسْتَوَيْهِ قَالَ: لَيْسَ الصِّدق مِنَ الصَّلَابَةِ فِي شَيْءٍ، وَلَكِنْ أَهل اللُّغَةِ أَخذوه مِنْ قَوْلِ النَّابِغَةِ: " فِي حالِك اللَّوْن صَدْق غَيْرُ ذِي أَوَد "قَالَ: وإِنما الصَّدْقُ الْجَامِعُ للأَوصاف الْمَحْمُودَةِ، وَالرُّمْحُ يُوصَفُ بِالطُّولِ وَاللِّينِ وَالصَّلَابَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ.
قَالَ الْخَلِيلُ: الصَّدْقُ الْكَامِلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
يُقَالُ: رَجُلٌ صَدْقٌ وامرأَة صَدْقة؛ قَالَ ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ؛ وإِنما هَذَا بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ رَجُلٌ صَدْقٌ وامرأَة صَدْقٌ، فالصَّدْق مِنَ الصِّدْق بِعَيْنِهِ، وَالْمَعْنَى أَنه يَصْدُق فِي وَصْفِهِ مِنْ صَلَابَةٍ وَقُوَّةٍ وَجَوْدَةٍ، قَالَ: وَلَوْ كَانَ الصَّدْق الصُّلْبَ لَقِيلَ حَجَرٌ صَدْقٌ وَحَدِيدٌ صَدْق، قَالَ: وَذَلِكَ لَا يُقَالُ.
وصَدَقاتُ الأَنعامِ: أَحدُ أَثمان فَرَائِضِهَا الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الْكِتَابِ.
والصَّدَقة: مَا تصَدَّقْت بِهِ عَلَى الْفُقَرَاءِ.
والصَّدَقة: مَا أَعطيته فِي ذَاتِ اللَّهِ لِلْفُقَرَاءِ.
والمُتَصَدِّق: الَّذِي يُعْطِي الصِّدَقَةَ.
والصَّدَقة: مَا تصَدَّقْت بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَقَدْ تَصَدَّق عَلَيْهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا}، وَقِيلَ: معنى تَصَدَّقْ هاهنا تفَضَّلْ بِمَا بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ كأَنهم يَقُولُونَ اسْمَحْ لَنَا قبولَ هَذِهِ الْبِضَاعَةِ عَلَى رَدَاءَتِهَا أَو قلَّتها لأَن ثعلب فَسَرَّ قَوْلَهُ تعالى: {وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا}، فَقَالَ: مُزْجاةٍ فِيهَا إِغْمَاضٌ وَلَمْ يَتِمَّ صلاحُها، وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا قَالَ: فَصِّل مَا بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ.
وصَدَّق عَلَيْهِ: كتَصَدَّق، أَراه فَعَّل فِي مَعْنَى تَفَعَّل.
والمُصَدِّق: الْقَابِلُ للصَّدقة، وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ يسأَل وَلَا تَقُلْ بِرَجُلٍ يَتَصَدَّق، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ، إِنما المُتَصَدِّق الَّذِي يُعْطِي الصَّدَقة.
وَقَوْلُهُ تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ}، بِتَشْدِيدِ الصَّادِ، أَصله المُتَصَدِّقِين فَقُلِبَتِ التَّاءُ صَادًا فأُدغمت فِي مِثْلِهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ ابْنُ الأَنباري أَنه جَاءَ تَصَدَّق بِمَعْنَى سأَل؛ وأَنشد:
ولَوَ انَّهم رُزِقُوا عَلَى أَقْدارِهِم، ***لَلَقِيتَ أَكثَر مَنْ تَرى يَتَصَدَّقُ
وَفِي الْحَدِيثِ لَمَّا قَرَأَ: وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ، قَالَ: تصَدَّق رَجُلٌ مِنْ دينارِه وَمِنْ دِرْهمِه وَمِنْ ثَوْبِهِ "أَي لِيَتَصَدَّقْ، لَفْظُهُ الْخَبَرُ وَمَعْنَاهُ الأَمر كَقَوْلِهِمْ أَنجز حُرٌّ مَا وَعَدَ أَي ليُنْجِزْ.
والمُصَدِّقُ: الَّذِي يأْخذ الحُقوقَ مِنَ الإِبل وَالْغَنَمِ.
يُقَالُ: لَا تَشْتَرِي الصدَقَةُ حَتَّى يَعْقِلَها المُصَدِّقُ أَي يَقْبِضُهَا، وَالْمُعْطِي مُتَصَدِّق وَالسَّائِلُ مُتَصَدِّق هُمَا سَوَاءٌ؛ قَالَ الأَزهري: وحُذَّاق النَّحْوِيِّينَ يُنْكِرُونَ أَن يُقَالَ لِلسَّائِلِ مُتَصَدِّق وَلَا يُجِيزُونَهُ؛ قَالَ ذَلِكَ الْفَرَّاءُ والأَصمعي وَغَيْرُهُمَا.
والمُتصَدِّق: الْمُعْطِي؛ قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي} الْمُتَصَدِّقِينَ، وَيُقَالُ لِلَّذِي يَقْبِضُ الصَّدَقات وَيَجْمَعُهَا لأَهل السُّهْمان مُصَدِّق، بِتَخْفِيفِ الصَّادِ، وَكَذَلِكَ الَّذِي يَنْسُبُ المُحدِّث إِلى الصِّدْق مُصَدِّق، بِالتَّخْفِيفِ قَالَ الله تعالى: {أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ}، الصَّادُ خَفِيفَةٌ وَالدَّالُ شَدِيدَةٌ، وَهُوَ مِنْ تَصْديِقِك صاحِبَك إِذا حدَّثك؛ وأَما المُصَّدِّق، بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَالدَّالِ، فَهُوَ المُتَصَدِّق أُدغمت التَّاءُ فِي الصَّادِ فَشُدِّدَتْ.
قَالَ اللَّهُ تعالى: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ} أَيِ المُتَصَدِّقين والمُتَصَدِّقاتِ وَهُمُ الَّذِينَ يُعْطون الصَّدَقات.
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: «لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقةِ هَرِمةٌ وَلَا تَيْسٌ إِلَّا أَن يشاءَ المُصَدَّقُ»؛ رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ بِفَتْحِ الدَّالِ وَالتَّشْدِيدِ، يُرِيد صاحبَ الْمَاشِيَةِ الَّذِي أُخذت صَدقةُ مَالِهِ، وخالَفه عَامَّةُ الرُّواة فَقَالُوا بِكَسْرِ الدَّالِ، وَهُوَ عَامِلُ الزَّكَاةِ الَّذِي يَسْتَوْفِيهَا مِنْ أَربابها، صَدَّقَهم يُصَدِّقُهم، فَهُوَ مُصَدِّقٌ؛ وَقَالَ أَبو مُوسَى: الرِّوَايَةُ بِتَشْدِيدِ الصَّادِ وَالدَّالِ مَعًا وَكَسْرِ الدَّالِ، وَهُوَ صَاحِبُ الْمَالِ، وأَصله المُتَصَدِّق فأُدغمت التَّاءُ فِي الصَّادِ، والاستثناءُ مِنَ التَّيْسِ خَاصَّةً، فإِنَّ الهَرِمة وَذَاتَ العُوَّار لا يجوز أَخذها فِي الصَّدَقَةِ إِلَّا أَن يَكُونَ الْمَالُ كُلُّهُ كَذَلِكَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ، وَهَذَا إِنما يَتَّجِهُ إِذا كَانَ الْغَرَضُ مِنَ الْحَدِيثِ النَّهْيَ عَنْ أَخذ التَّيْسِ لأَنه فَحْلُ المَعَز، وَقَدْ نُهِيَ عَنْ أَخذ الْفَحْلِ فِي الصَّدَقَةِ لأَنه مُضِرٌّ برَبِّ الْمَالِ لأَنه يَعِزُّ عَلَيْهِ إِلَّا أَن يَسْمَحَ بِهِ فيؤْخذ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالَّذِي شَرَحَهُ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِمِ أَن المُصَدِّق، بِتَخْفِيفِ الصَّادِ، العاملُ وأَنه وَكِيلُ الْفُقَرَاءِ فِي الْقَبْضِ فَلَهُ أَن يَتَصَرَّفَ لَهُمْ بِمَا يَرَاهُ مِمَّا يؤَدِّي إِليه اجْتِهَادُهُ.
والصَّدَقةُ والصَّدُقةُ والصُّدُقةُ والصُّدْقةُ، بِالضَّمِّ وَتَسْكِينِ الدَّالِ، والصَّدْقةُ والصَّداقُ والصِّداقُ: مَهْرُ المرأَة، وَجَمْعُهَا فِي أَدنى الْعَدَدِ أَصْدِقةٌ، وَالْكَثِيرِ صُدُقٌ، وَهَذَانَ البناءَان إِنما هُمَا عَلَى الْغَالِبِ.
وَقَدْ أَصْدَق المرأَةَ حِينَ تزوَّجها أَي جَعَلَ لَهَا صَداقًا، وَقِيلَ: أَصْدَقَها سمَّى لَهَا صَداقًا.
أَبو إِسحق فِي قَوْلِهِ تعالى: {وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً}؛ الصَّدُقات جَمْعُ الصَّدُقةِ، وَمَنْ قَالَ صُدْقة قَالَ صُدْقاتِهنَّ، قَالَ: وَلَا يقرأُ مِنْ هَذِهِ اللُّغَاتِ بِشَيْءٍ لأَن القراءَة سنَّة.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَا تُغالُوا فِي الصَّدُقاتِ»؛ هِيَ جَمْعُ صَدُقة وَهُوَ مَهْرُ المرأَة؛ وَفِي رِوَايَةٍ: " لَا تُغالُوا فِي صُدُق النِّسَاءِ، جَمْعُ صَداقٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «وَلَيْسَ عِنْدَ أَبَوَيْنا مَا يُصْدِقانِ عَنَّا»أَي يُؤدِّيانِ إِلى أَزواجنا الصَّداقَ.
والصَّيْدَقُ، عَلَى مِثَالِ صَيْرف: النجمُ الصَّغِيرُ اللَّاصِقُ بالوُسْطَى مِنْ بَنَاتِ نَعْشٍ الْكُبْرَى؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَقَالَ شَمِرٌ: الصَّيْدقُ الأَمِينُ؛ وأَنشد قَوْلَ أُمية:
فِيهَا النجومُ تُطِيعُ غَيْرَ مُراحةٍ، ***مَا قَالَ صَيْدَقُها الأَمِينُ الأَرْشَدُ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الصَّيْدَقُ الْقُطْبُ، وَقِيلَ المَلِك، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هِيَ الصُّنْدوق والجمع الصَّنادِيق.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
87-لسان العرب (عرق)
عرق: العَرَق: مَا جَرَى مِنْ أُصول الشَّعْرِ مِنْ مَاءِ الْجَلْدِ، اسْمُ لِلْجِنْسِ لَا يَجْمَعُ، هُوَ فِي الْحَيَوَانِ أَصل وَفِيمَا سِوَاهُ مُسْتَعَارٌ، عَرِق عَرَقًا.وَرَجُل عُرَقٌ: كَثِيرُ العَرَق.
فأَما فُعَلَةٌ فَبِنَاءٌ مُطَّرِدٌ فِي كُلِّ فِعْلٍ ثُلَاثِيٍّ كهُزَأَة، وربما غُلِّظ بِمِثْلِ هَذَا وَلَمْ يُشْعَر بِمَكَانِ اطِّرَادِهِ فَذُكِرَ كَمَا يُذْكَرُ مَا يُطْرَدُ، فَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ: رَجُلٌ عُرَقٌ وعُرَقةٌ كَثِيرُ الْعَرَقِ، فَسَوَّى بَيْنَ عُرَقٍ وعُرَقةٍ، وعُرَقٌ غَيْرُ مُطَّرِدٍ وعُرَقةٌ مُطَّرِدٌ كَمَا ذَكَرْنَا.
وأَعْرَقْتُ الْفَرَسَ وعَرَّقْتُه: أَجريته لِيَعْرَقَ.
وعَرِقَ الحائطُ عَرَقًا: نَدِيَ، وَكَذَلِكَ الأَرض الثَّرِيّة إِذا نَتَح فِيهَا النَّدَى حَتَّى يَلْتَقِيَ هُوَ وَالثَّرَى.
وعَرَقُ الزجاجةِ: مَا نَتح بِهِ مِنَ الشَّرَابِ وَغَيْرِهِ مِمَّا فِيهَا.
ولَبَنٌ عَرِقٌ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: فاسدُ الطَّعْمِ وَهُوَ الَّذِي يُحْقَن فِي السِّقَاءِ ويعلَّق عَلَى الْبَعِيرِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَنْبِ الْبَعِيرِ وِقَاءٌ، فيَعْرَقُ البعيرُ وَيَفْسُدُ طَعْمُهُ مِنْ عَرَقِه فَتَتَغَيَّرُ رَائِحَتُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْخَبِيثُ الحمضُ، وَقَدْ عَرِق عَرَقًا.
والعرَقُ: الثَّوَابُ.
وعَرَق الخِلال: مَا يُرْشِحُ لَكَ الرَّجُلُ بِهِ أَي يُعْطِيكَ لِلْمَوَدَّةِ؛ قَالَ الحرث بْنُ زُهَيْرٍ الْعَبْسِيُّ يَصِفُ سَيْفًا:
سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي، ***وَمَا أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ
أَي لَمْ يَعْرَق لِي بِهَذَا السَّيْفِ عَنْ مَوَدَّةٍ إِنما أَخذته مِنْهُ غَصْبًا، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ الثَّوَابِ شُبِّهَ بالعرقِ.
قَالَ شَمِرٌ: العرَقُ النَّفْعُ وَالثَّوَابُ، تَقُولُ الْعَرَبُ: اتَّخَذْتُ عِنْدَهُ يَدًا بَيْضَاءَ وأُخرى خَضْرَاءَ فَمَا نِلْتُ مِنْهُ عَرَقًا أَي ثَوَابًا، وأَنشد بيت الحرث بْنِ زُهَيْرٍ وَقَالَ: مَعْنَاهُ لَمْ أُعْطَه للمُخالّة وَالْمَوَدَّةِ كَمَا يُعْطي الخليلُ خليلَه، وَلَكِنِّي أَخذته قَسْرًا، وَالنُّونُ اسْمُ سَيْفِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حَمَلُ بْنُ بَدْرٍ أَخذه مِنْ مَالِكٍ يَوْمَ قتَلَه، وأَخذه الحرث مِنْ حَمَلِ بْنِ بَدْرٍ يَوْمَ قَتَلَهُ، وَظَاهِرُ بَيْتِ الحرث يَقْضِي بأَنه أَخذ مِنْ مَالِكٍ.
سَيْفًا غَيْرَ النُّونِ، بِدَلَالَةِ قَوْلِهِ: سأَجعله مَكَانَ النُّونِ أَي سأَجعل هَذَا السَّيْفَ الَّذِي اسْتَفَدْتُهُ مَكَانَ النُّونِ؛ وَالصَّحِيحُ فِي إِنشاده: " ويُخْبِرُهم مَكَانَ النُّونِ مِنِّي لأَن قَبْلَهُ:
سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بْنُ عَمْرٍو، ***إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال
والعَرقُ فِي الْبَيْتِ: بِمَعْنَى الْجَزَاءِ: ومَعارِقُ الرَّمْلِ: أَلعْاطُه وآباطُه عَلَى التَّشْبِيهِ بمَعارِق الْحَيَوَانِ.
والعرَق: اللَبنُ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب فِي الْعُرُوقِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلى الضَّرْعِ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقًا، ***منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطَّعْمِ مجهودِ
وَالرِّوَايَةُ الْمَعْرُوفَةُ غُرَقًا جَمْعُ غُرْقة، وَهِيَ الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ وَالشَّرَابِ، وَقِيلَ: هُوَ الْقَلِيلُ مِنَ اللَّبَنِ خَاصَّةً؛ وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: تُصْبح وَقَدْ ضَمِنَتْ، وَذَلِكَ أَن قَبْلَهُ:
إِن تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه، ***مِنَ الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ
تُصْبِحُ وَقَدْ ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقًا، "فَهَذَا شَرْطٌ وَجَزَاءٌ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ: تُضْحِ وَقَدْ ضَمِنَتْ، عَلَى احْتِمَالِ الطَّيِّ.
وعَرِقَ السقاءُ عَرَقًا: نُتِحْ مِنْهُ اللَّبَنُ.
وَيُقَالُ: إِنَّ بِغَنَمِكَ لعِرْقًا مِنْ لَبَنٍ، قَلِيلًا كَانَ أَو كَثِيرًا؛ ويقال: " عَرَقًا مِنْ لَبَنٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ.
وَمَا أَكثر عَرَق إِبلك وَغَنَمِكَ أَي لبَنها وَنِتَاجُهَا.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: «أَلا لَا تُغالوا صُدُقَ النِّسَاءِ فإِن الرِّجَالَ تُغالي بِصَدَاقِهَا حَتَّى تَقُولَ جَشِمْت إِليك عَرَق الْقِرْبَةِ»؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: عَرَقُ القِرْبة أَن يَقُولَ نَصِبْت لَك وَتَكَلَّفْتُ وَتَعِبْتُ حَتَّى عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مَائِهَا؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: تَكَلَّفْتُ إِليك مَا لَا يَبْلُغُهُ أَحد حَتَّى تجشَّمْت مَا لَا يَكُونُ لأَن الْقِرْبَةَ لَا تَعْرَق، وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ: حَتَّى يَشيبَ الغُرابُ ويَبيضَ الفأْر، وَقِيلَ: أَراد بعَرقِ الْقِرْبَةِ عَرَقَ حامِلها مِنْ ثِقَلها، وَقِيلَ: أَراد إِني قَصَدْتُكَ وَسَافَرْتُ إِليك وَاحْتَجْتُ إِلى عَرَق الْقِرْبَةِ وَهُوَ مَاؤُهَا؛ قَالَ الأَصمعي: عَرق الْقِرْبَةِ مَعْنَاهُ الشِّدَّةِ وَلَا أَدري مَا أَصله؛ وأَنشد لِابْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ:
لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، عَفْوُها ***عَرق السِّقاء عَلَى القَعود اللَّاغِبِ
قَالَ: أَراد أَنه يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ تَغِيظه وَلَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ فيُؤاخِذ بِهَا صاحَبها وَقَدْ أُبْلِغتْ إِليه كعَرَق السِّقَاءِ عَلَى القَعُود اللَّاغِبِ، وأَراد بِالسِّقَاءِ الْقِرْبَةَ، وَقِيلَ: لَقِيت مِنْهُ عَرَقَ الْقِرْبَةِ أَي شدَّة وَمَشَقَّةً، وَمَعْنَاهُ أَن الْقِرْبَةَ إِذا عَرِقت وَهِيَ مَدْهُونَةٌ خبُث رِيحُهَا، وأَنشد بَيْتَ ابْنِ أَحمر: لَيْسَتْ بِمَشْتَمَةٍ، وَقَالَ: أَراد عَرَقَ الْقِرْبَةِ فَلَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ الشِّعْرُ كَمَا قَالَ رُؤْبَةُ: كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ "وإِنما يُقَالُ: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احْتِمَالَ الطَّيِّ لأَن قوله صاح من المفتعلن فَقَالَ نَادَى، فأَتمَّ الْجُزْءَ عَلَى مَوْضُوعِهِ فِي بَحْرِهِ لأَن نادى من المستفعلن، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ جَشِمْت إِليك النصَبَ وَالتَّعَبَ والغُرْمَ وَالْمُؤْونَةَ حَتَّى جَشِمْت إِليك عَرَقَ الْقِرْبَةِ أَي عِراقها الَّذِي يُخْرَزُ حَوْلَهَا، وَمَنْ قَالَ عَلَقَ الْقِرْبَةِ أَراد السُّيُورَ الَّتِي تعلَّق بِهَا؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ الْقِرْبَةِ وعَلَق الْقِرْبَةِ، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بِهَا عَنْ جَهْد حَمْلِها وَذَلِكَ لأَن أَشدّ الأَعمال عِنْدَهُمُ السَّقْيُ، وأَما عَلَقُهَا فَمَا شُدَّت بِهِ ثُمَّ عُلِّقت؛ وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: عَرَقُ الْقِرْبَةِ وعَلَقُها وَاحِدٌ، وَهُوَ مِعْلاق تُحْمَلُ بِهِ الْقِرْبَةُ، وأَبدلوا الرَّاءَ مِنَ اللَّامِ كَمَا قَالُوا لعَمْري ورَعَمْلي.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: لَقيت مِنْ فُلَانٍ عَرَق الْقِرْبَةِ؛ العَرَقُ إِنما هُوَ لِلرَّجُلِ لَا لِلْقِرْبَةِ، وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ الزَّوَافِرُ ومَنْ لَا مُعِين لَهُ، وَرُبَّمَا افْتَقَرَ الرَّجُلُ الْكَرِيمُ وَاحْتَاجَ إِلى حَمْلِهَا بِنَفْسِهِ فيَعْرَقُ لِمَا يَلْحَقُهُ مِنَ الْمَشَقَّةِ وَالْحَيَاءِ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: تجشَّمْت لَكَ عَرَقَ الْقِرْبَةِ.
وعَرَقُ التَّمْرِ: دِبْسه.
وَنَاقَةٌ دَائِمَةُ العَرَقِ أَي الدِّرَّة، وَقِيلَ: دَائِمَةُ اللَّبَنِ.
وَفِي غَنَمِهِ عَرَقٌ أَي نِتاج كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي.
وعِرْق كُلِّ شَيْءٍ: أَصله، وَالْجَمْعُ أَعْراق وعُروق، وَرَجُلٌ مُعْرِقٌ فِي الْحَسَبِ وَالْكَرَمِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ قُتَيْلة بِنْتُ النَّضْرِ بْنِ الحرث:
أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ ***فِي قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق
أَي عَرِيقُ النَّسَبِ أَصيل، وَيُسْتَعْمَلُ فِي اللُّؤْمِ أَيضًا، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: إِنَّ فُلَانًا لَمُعْرَق لَهُ فِي الْكَرَمِ، وَفِي اللُّؤْمِ أَيضًا.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الِعَزِيزِ: «إِنَّ امْرَأً لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آدَمَ أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق لَهُ فِي الْمَوْتِ»؛ أي إِن لَهُ فِيهِ عِرْقًا وإِنه أَصيل فِي الْمَوْتِ.
وَقَدْ عَرَّقَ فِيهِ أَعمامُه وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فِيهِ إِعْراق الْعَبِيدِ والإِماء إِذا خَالَطَهُ ذَلِكَ وتخلَّق بأَخلاقهم.
وعَرَّق فِيهِ اللئامُ وأَعْرَقوا، وَيَجُوزُ فِي الشِّعْرِ إِنه لَمعْروقٌ لَهُ فِي الْكَرَمِ، عَلَى تَوَهُّمِ حَذْفِ الزَّائِدِ، وتَداركه أعْراقُ خَيْرٍ وأَعْراق شَرٍّ؛ قَالَ:
جَرى طَلَقًا، حَتَّى إِذا قِيلَ سابقٌ، ***تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَعْرَق الرَّجُلُ أَي صَارَ عَريقًا، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عُروق فِي الْكَرَمِ، يُقَالُ ذَلِكَ فِي الْكَرَمِ وَاللُّؤْمِ جَمِيعًا.
وَرَجُلٌ عَريق: كَرِيمٌ، وَكَذَلِكَ الْفَرَسُ وَغَيْرُهُ، وَقَدْ أَعْرَقَ.
يُقَالُ: أَعْرَق الفرس كِذا صَارَ عَريقًا كَرِيمًا.
والعَريق مِنَ الْخَيْلِ: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ فِي الْكَرَمِ.
ابْنُ الأَعرابي: العُرُقُ أَهل الشَّرَفِ، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السَّلَامَةِ فِي الدِّينِ.
وَغُلَامٌ عَريقٌ: نَحِيفُ الْجِسْمِ خَفِيفُ الرُّوحِ.
وعُرُوقُ كلِّ شَيْءٍ: أَطْنَاب تَشَعَّبُ مِنْهُ، وَاحِدُهَا عِرْق.
وَفِي الْحَدِيثِ: «إِن ماءَ الرَّجُلِ يَجْرِي مِنَ المرأَة إِذا وَاقَعَهَا فِي كُلِّ عِرْقٍ وعَصَبٍ»؛ العِرْق مِنَ الْحَيَوَانِ: الأَجْوَف الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الدَّمُ، والعَصَبُ غَيْرُ الأَجْوَف.
والعُرُوقُ: عُروقُ الشَّجَرِ، الْوَاحِدُ عِرْق.
وأَعْرَقَ الشجرُ وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه فِي الأَرض.
وَفِي الْمُحْكَمِ: امتدَّت عُروقه بِغَيْرِ تَقْيِيدٍ.
والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الَّذِي يَذْهَبُ فِي الأَرض سُفْلًا وتَشَعَّبُ مِنْهُ العُروقُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فَجَمَعَ بِالتَّاءِ.
وعِرْقاةُ كُلِّ شَيْءٍ وعَرْقاته: أَصله وَمَا يَقُومُ عَلَيْهِ.
وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ عَلَيْهِ: استأْصل اللَّهُ عَرْقاتَهُ، يَنْصِبُونَ التَّاءَ لأَنهم يَجْعَلُونَهَا وَاحِدَةً مُؤَنَّثَةً.
قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: استأْصل اللَّهُ عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم، فعِرْقاتِهم.
بِالْكَسْرِ، جَمْعُ عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسٍ وعِرْسات لأَن عِرْسًا أُنثى فَيَكُونُ هَذَا مِنَ الْمُذَكَّرِ الَّذِي جُمِعَ بالأَلف وَالتَّاءِ كسِجِلّ وسِجِلَّاتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، وَمَنْ قَالَ عِرْقاتَهم أَجْراه مَجْرَى سِعْلاة، وَقَدْ يَكُونُ عِرْقاتَهُم جَمْعَ عِرْق وعِرْقة كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: رأَيت بناتَك، شَبَّهُوهَا بِهَاءِ التأْنيث الَّتِي فِي قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كَمَا أَن هَذِهِ لَهُ، وَالَّذِي سُمِعَ مِنَ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ عِرْقاتِهِم، بِالْكَسْرِ؛ قَالَ اللَّيْثُ: العِرْقاةُ مِنَ الشَّجَرِ أُرُومُهُ الأَوسط وَمِنْهُ تَتَشَعَّب العُروق وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ فِعْلاةٍ؛ قَالَ الأَزهري: وَمَنْ كَسَرَ التَّاءَ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ وَجَعَلَهَا جَمْعَ عِرْقَةٍ فَقَدْ أَخطأَ، قَالَ ابْنُ جِنِّي: سأَل أَبو عَمْرٍو أَبا خَيْرَةَ عَنْ قَوْلِهِمُ استأْصل اللَّهُ عِرْقاتِهم فَنَصَبَ أَبو خَيْرَةَ التَّاءَ مِنْ عِرْقاتِهم، فَقَالَ لَهُ أَبو عَمْرٍو: هَيْهات أَبا خَيْرَةَ لانَ جِلْدُك وَذَلِكَ أَن أَبا عَمْرٍو اسْتَضْعَفَ النَّصْبَ بعد ما كَانَ سَمِعَها مِنْهُ بِالْجَرِّ، قَالَ: ثُمَّ رَوَاهَا أَبو عَمْرٍو فِيمَا بَعْدُ بِالْجَرِّ وَالنَّصْبِ، فإِما أَن يَكُونَ سَمِعَ النَّصْبَ مِنْ غَيْرِ أَبي خَيْرَةَ مِمَّنْ تُرْضى عَرَبِيَّتُهُ، وإِما أَن يَكُونَ قَوِيَ فِي نَفْسِهِ مَا سَمِعَهُ مِنْ أَبي خَيْرَةَ بِالنَّصْبِ، وَيَجُوزُ أَيضًا أَن يَكُونَ أَقام الضَّعْفَ فِي نَفْسِهِ فَحَكَى النصبَ عَلَى اعْتِقَادِهِ ضَعْفَهُ، قَالَ: وَذَلِكَ لأَن الأَعرابي يَنْطِقُ بِالْكَلِمَةِ يَعْتَقِدُ أَن غَيْرَهَا أَقوى في نفسه، أَلا تَرَى أَن" أَبا الْعَبَّاسِ حَكَى عَنْ عُمَارة أَنه كَانَ يقرأُ وَلَا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فَقَالَ لَهُ: مَا أَرَدْتَ؟ فَقَالَ: أَردتُ سابقُ النهارِ، فَقَالَ لَهُ: فَهَلَّا قُلْتَه؟ فَقَالَ: لَوْ قُلْتُه لَكَانَ أَوْزَنَ "أَي أَقوى.
والعِرْقُ: نَبَاتٌ أَصفر يُصْبَغُ بِهِ، وَالْجَمْعُ عُروقٌ؛ عَنْ كُرَاعٍ.
قَالَ الأَزهري: والعُروقُ عُروقُ نباتٍ تَكُونُ صُفْرًا يُصْبَغُ بِهَا، وَمِنْهَا عُروق حُمْرٌ يُصْبَغُ بِهَا.
وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: «أَنه كَرِهَ العُروقَ للمُحْرم»؛ العُروقُ نَبَاتٌ أَصفر طَيِّبُ الرِّيحِ وَالطَّعْمِ يُعْمَلُ فِي الطَّعَامِ، وَقِيلَ: " هُوَ جَمْعٌ وَاحِدُهُ عِرْقٌ.
وعُروقُ الأَرضِ: شَحْمَتُهَا، وعُروقَها أَيضًا: مَناتِح ثَراها.
وَفِي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ: أَنه قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإِبلٍ مِنْ صَدَقَاتِ قَوْمِهِ كأَنه عُروقُ الأَرْطى "؛ الأَرطى: شَجَرٌ مَعْرُوفٌ وَاحِدَتُهُ أَرْطاةٌ.
قَالَ الأَزهري: عُروقُ الأَرطى طِوال حُمْرٌ ذَاهِبَةٌ فِي ثَرَى الرِّمَالِ الْمَمْطُورَةِ فِي الشِّتَاءِ، تَرَاهَا إِذا انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّرَى حُمْرًا ريَّانةً مكتَنِزةً تَرِفُّ يَقطُر مِنْهَا الماءُ، فشبَّهَ الإِبل فِي حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها وَحُسْنِهَا وَاكْتِنَازِ لُحُومِهَا وَشُحُومِهَا بعُرُوقِ الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يَقْطُرُ مِنْهَا الْمَاءُ لانْسِرابها فِي رِيِّ الثَّرَى الَّذِي انْسابَتْ فِيهِ، والظباءُ وبقرُ الْوَحْشِ تجيءُ إِليها فِي حَمْراءِ القَيْظِ فَتَسْتَثِيرُهَا مِنْ مَسَاربها وتَتَرَشَّفُ مَاءَهَا فتَجْزأُ بِهِ عَنْ وِرْدِ الماءِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ ثَوْرًا يَحْفِرُ أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فِيهِ مِنَ الحرِّ:
تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حَتَّى كأَنَّما ***يُثِير الكُبابَ الجَعْد عَنْ مَتْنِ محْمَلِ
وَقَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ: إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عُرُوقي "قِيلَ: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بْنُ إِبراهيم، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ.
وَيُقَالُ: فِيهِ عِرْقٌ مِنْ حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شَيْءٌ يَسِيرٌ.
والعِرْقُ: الأَرض المِلْح الَّتِي لَا تُنْبِتُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: العِرْقُ سَبَخَةٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ.
واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذَلِكَ الْمَكَانَ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: اسْتَعَرقت الإِبل إِذا رَعَتْ قُرْب الْبَحْرِ.
وَكُلُّ مَا اتَّصَلَ بِالْبَحْرِ مِنْ مَرْعًى فَهُوَ عِراقٌ.
وإِبل عِراقيَّة: مَنْسُوبَةٌ إِلى العِرْقِ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
والعِراقُ: بَقَايَا الحَمْض.
وإِبل عِراقيَّةٌ: تَرْعَى بَقَايَا الْحَمْضِ.
وَفِيهِ عِرْقٌ مِنْ ماءٍ أَي قَلِيلٌ.
والمُعْرَقُ مِنَ الْخَمْرِ: الَّذِي يُمْزَجُ قَلِيلًا مثلَ العِرْقِ كأَنه جُعل فِيهِ عِرْقٌ مِنَ الْمَاءِ؛ قَالَ البُرْجُ بْنُ مُسْهِرٍ:
ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيبًا ***سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ
رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عَنْهُ، ***بمُعْرَقة، ملامةَ مَنْ يَلومُ
ابْنُ الأَعرابي: أَعْرَقْتُ الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت مَاءَهَا؛ وأَنشد لِلقُطَامِيِّ:
ومُصَرَّعينَ مِنَ الكَلالِ، كأَنَّما ***شَرِبوا الغَبُوقَ مِنَ الطِّلاءِ المُعْرَق
وعَرَّقْتُ فِي السِّقاء وَالدَّلْوِ وأَعْرَقْتُ: جَعَلْتُ فِيهِمَا مَاءً قَلِيلًا؛ قَالَ:
لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فِيهَا، ***أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟
حَبَار: اسْمُ نَاقَتِهِ، وَقِيلَ: الحَبَار هُنَا الأَثَر، وَقِيلَ: الحَبَار هَيْئَةُ الرَّجُلِ فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
والعُرَاقَةُ: النُّطْفة مِنَ الْمَاءِ، وَالْجَمْعُ عُرَاق وَهِيَ العَرْقَاة.
وَعَمِلَ رَجُلٌ عَمَلًا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصحابه: عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فَمَعْنَى بَرَّقْت لوَّحْت بِشَيْءٍ لَا مصْداق لَهُ، وَمَعْنَى عَرَّقْت قلَّلت، وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّمَ، وَقِيلَ: عَرَّقْت الكأْسَ مَزَجْتُهَا فَلَمْ يعيِّن بقلَّة مَاءٍ وَلَا كَثْرَةٍ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها.
قَالَ: وَقَالَ أَبو صَفْوَانَ الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دُونَ المَلْءِ؛ وَبِهِ فسَّر قَوْلَهُ: " لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فِيهَا وَفِي النَّوَادِرِ: تَرَكْتُ الْحَقَّ مُعْرقًا وصادِحًا وسانِحًا أَي لائِحًا بيِّنًا.
وإِنه لَخَبِيثُ العَرْق أَي الْجَسَدِ، وَكَذَلِكَ السِّقاء.
وَفِي حَدِيثِ إِحيْاء المَواتِ: «مَن أَحْياء أَرضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ، وَلَيْسَ لِعِرْق ظَالِمٍ حقٌ»؛ العِرْقُ الظَّالِمُ: هُوَ أَن يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلى أَرض قَدْ أَحياها رَجُلٌ قَبْلَهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا غَرْسًا غَصْبًا أَو يَزْرَعَ أَو يُحْدِثَ فِيهَا شَيْئًا لِيَسْتَوْجِبَ بِهِ الأَرضَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالرِّوَايَةُ لعِرْقٍ، بِالتَّنْوِينِ، وَهُوَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ؛ أي لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ، فجعَلَ العِرْقَ نَفْسَهُ ظَالِمًا والحَقَّ لِصَاحِبِهِ، أَو يَكُونُ الظَّالِمُ مِنْ صِفَةِ صَاحِبِ الْعِرْقِ، وإِن رُوِيَ عِرْق بالإِضافة فَيَكُونُ الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وَهُوَ أَحد عُروق الشَّجَرَةِ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هَذِهِ عِبَارَةُ اللُّغَوِيِّينَ وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع المَغْروس فِيهِ.
وَمَا هُوَ عِنْدِي بعِرْقِ مَضِنَّة أَي مَا لَه قَدْر، وَالْمَعْرُوفُ عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ مَضِنَّةٍ إِنما يُسْتَعْمَلُ فِي الْجَحْدِ وَحْدَهُ.
ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ عِرْقُ مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، سُمِّيَ عِلْقًا لأَنه عَلِقَ بِهِ لحبِّه إِياه، يُقَالُ ذَلِكَ لِكُلِّ مَا أَحبه.
والعُرَاقُ: الْمَطَرُ الْغَزِيرُ: والعُراقُ: الْعَظْمُ بِغَيْرِ لَحْمٍ، فإِن كَانَ عَلَيْهِ لَحَمٌ فَهُوَ عَرْق؛ قَالَ أَبو الْقَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي العُرَاقِ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ الرَّاجِزِ: " حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عَنْ عُرَاقِها أَي تَبْرِي اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ.
وَقِيلَ: العَرْقُ الَّذِي قَدْ أُخِذَ أَكثر لَحْمِهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُم سَلَمة وَتَنَاوَلَ عَرْقًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يتوضأْ».
وروي عن أُم إِسحق الْغَنَوِيَّةِ: أَنها دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ حَفْصة وَبَيْنَ يَدَيْهِ ثَرِيدةٌ، قَالَتْ فَنَاوَلَنِي عَرْقًا "؛ العَرْقُ، بِالسُّكُونِ: الْعَظْمُ إِذا أُخذ عَنْهُ مُعْظَمُ اللَّحْمِ وهَبْرُهُ وَبَقِيَ عَلَيْهَا لُحُومٌ رَقِيقَةٌ طَيِّبَةٌ فَتُكْسَرُ وَتُطْبَخُ وتؤْخذ إِهالَتُها مِنْ طُفاحتها، وَيُؤْكَلُ مَا عَلَى الْعِظَامِ مِنْ لَحْمٍ دَقِيقٍ وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها مِنْ أَطيب اللُّحْمانِ عِنْدَهُمْ؛ وَجَمْعُهُ عُرَاقٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهُوَ جَمْعٌ نَادِرٌ.
يُقَالُ: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللَّحْمَ عَنْهُ بأَسنانك نَهْشًا.
وَعَظْمٌ مَعْروقٌ إِذَا أُلقي عَنْهُ لَحْمُهُ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ يُخَاطِبُ امرأَته:
وَلَا تُهْدِي الأَمَرَّ وَمَا يَليهِ، ***وَلَا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَرْقُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ عَرَقْتُ الْعَظْمَ أَعْرُقُه، بِالضَّمِّ، عَرْقًا ومَعْرقًا؛ وَقَالَ:
أَكُفُّ لِسَانِي عَنْ صَديقي، فإِن أُجَأْ ***إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ
والعَرْق: الفِدْرة مِنَ اللَّحْمِ، وَجَمْعُهَا عُرَاقٌ، وَهُوَ مِنَ الْجَمْعِ الْعَزِيزِ.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَلَمْ يَجِئْ شَيْءٌ مِنَ الْجَمْعِ عَلَى فُعالٍ إِلا أَحرف مِنْهَا: تُؤَامٌ جَمْعُ تَوْأَمٍ، وَشَاةٌ رُبَّى وَغَنَمٌ رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قَالَ: وَلَا نَظِيرَ لَهَا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ ذَكَرَ سِتَّةَ أَحرف أُخَر: وَهِيَ رُذَال جَمْعُ رَذْل، ونُذَال جَمْعُ نَذْلٍ، وبُسَاط جَمْعُ بُسْط لِلنَّاقَةِ تُخَلَّى مَعَ وَلَدِهَا لَا تُمْنَعُ مِنْهُ، وثُنَاء جَمْعُ ثِنْيٍ لِلشَّاةِ تَلِدُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ، وظُهار جَمْعُ ظَهْرٍ لِلرِّيشِ عَلَى السَّهْمِ، وبُرَاءٌ جَمْعُ بَرِيءٍ، فَصَارَتِ الْجُمْلَةُ اثْنَيْ عَشَرَ حَرْفًا.
والعُرامُ: مِثْلُ العُراقِ، قَالَ: والعِظام إِذا لَمْ يَكُنْ" عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنَ اللَّحْمِ تُسَمَّى عُرَاقًا، وإِذا جُرِّدَتْ مِنَ اللَّحْمِ تُسَمَّى عُراقًا.
وَفِي الْحَدِيثِ: «لَوْ وَجَدَ أَحدُهم عَرْقًا سَمِينًا أَو مَرْمَاتَيْنِ».
وَفِي حَدِيثِ الأَطعمة: «فَصَارَتْ عَرْقَهُ»، يَعْنِي أَن أَضلاع السِّلْق قَامَتْ فِي الطَّبِيخِ مَقَامَ قِطَعِ اللَّحْمِ؛ هَكَذَا جاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَفِي أُخرى بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ، يُرِيدُ المَرَق مِنَ الغَرْفِ.
أَبو زَيْدٍ: وَقَوْلُ النَّاسِ ثَريدةٌ كَثِيرَةُ العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ الْعِظَامُ، وَلَكِنْ يُقَالُ ثَرِيدَةٌ كَثِيرَةُ الوَذَرِ؛ وأَنشد: " وَلَا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ الْعِظَامِ "قَالَ: ومَعْروق الْعِظَامِ مِثْلُ العُراق، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي جَمْعِهِ عِراقٌ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَقيس؛ وأَنشد:
يَبِيت ضَيْفي فِي عِراقٍ مُلْسِ، ***وَفِي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ
أَي مُلْسٍ مِنَ الشَّحْمِ، والنَّحْسُ: الرِّيحُ الَّتِي فِيهَا غَبَرةٌ.
وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقًا وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل مَا عَلَيْهِ.
والمِعْرَقُ: حَدِيدَةٌ يُبْرَى بِهَا العُرَاق مِنَ الْعِظَامِ.
يُقَالُ: عَرَقْتُ مَا عَلَيْهِ مِنَ اللَّحْمِ بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، وَاسْتَعَارَ بَعْضُهُمُ التَّعَرُّقَ فِي غَيْرِ الْجَوَاهِرِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي فِي صِفَةِ إِبل وَرَكْبٍ:
يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني ***مِنْهَا وَمِنْهُمْ مُقْطَعٌ وجَرِيحُ
أَي يَسْتَدِيمُونَ حَتَّى لَا تَبْقَى قُوَّةٌ وَلَا صَبْرٌ فَذَلِكَ خِلالهن، وَيَنْثَنِي أَي يَسْقُطُ مِنْهَا وَمِنْهُمْ أَي مِنْ هَذِهِ الإِبل.
وأَعْرَقَه عَرْقًا: أَعطاه إِياه؛ وَرَجُلٌ مَعْروقٌ، وَفِي الصِّحَاحِ: مَعْروقُ الْعِظَامِ، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرَّقٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ، وَكَذَلِكَ الْخَدُّ.
وَفَرَسٌ مَعْروقٌ ومُعْتَرقٌ إِذا لَمْ يَكُنْ عَلَى قَصَبِهِ لَحْمٌ، وَيُسْتَحَبُّ مِنَ الْفَرَسِ أَن يَكُونَ مَعْروقَ الْخَدَّيْنِ؛ قَالَ:
قَدْ أَشْهَدُ الغارةَ الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني ***جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ
وَيُرْوَى: مَعْروقةُ الْجَنْبَيْنِ، وإِذا عَرِيَ لَحْياها مِنَ اللَّحْمِ فَهُوَ مِنْ عَلَامَاتِ عِتْقها.
وَفَرَسٌ مُعَرَّق إِذا كَانَ مُضَمَّرًا يُقَالُ: عَرِّقْ فَرَسَكَ تَعْريقًا أَي أَجْرِهِ حَتَّى يَعْرَقَ ويَضْمُر وَيَذْهَبَ رَهَلُ لَحْمِهِ.
والعَوارِقُ: الأَضراس، صِفَةٌ غَالِبَةٌ.
والعَوارِقُ: السُّنُونَ لأَنها تَعْرُق الإِنسان، وَقَدْ عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سِيبَوَيْهِ:
إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا، ***كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي اليَتيمِ
أَنث لأَن بَعْضَ السِّنِينَ سُنُونَ كَمَا قَالُوا ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصابعه، وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ.
وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت مِنْهُ؛ قَالَ:
أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه ***حَوادثُ إِلَّا تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ
وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَيام أَعْرَقَ بِي عامُ المَعاصيمِ فَسَّرَهُ فَقَالَ: مَعْنَاهُ ذَهَبَ بِلَحْمِي، وَقَوْلُهُ عَامُ الْمَعَاصِيمِ، قَالَ: مَعْنَاهُ بَلَغَ الْوَسَخُ إِلى مَعاصِمي وَهَذَا مِنَ الجَدْب، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا التَّفْسِيرُ، وَزَادَ الْيَاءَ فِي المَعاصِمِ ضَرُورَةً.
والعَرَقُ: كل "مضفورٍ مُصْطفّ، وَاحِدَتُهُ عَرَقَةٌ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:
نَغْدُو فنَتْرك فِي المَزاحِف مَنْ ثَوى، ***ونُقِرُّ فِي العَرَقاتِ مَنْ لَمْ يُقْتَلِ
يَعْنِي نأْسِرهم فَنَشُدُّهُمْ فِي العَرَقاتِ.
وَفِي حَدِيثِ الْمُظَاهِرِ: «أَنه أُتِيَ بعَرَقٍ مِنْ تَمْرٍ»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ زَبِيلٌ مَنْسُوجٌ مِنْ نَسَائِجِ الخُوص.
وَكُلُّ شَيْءٍ مضفورٍ فَهُوَ عَرَقٌ وعَرَقَة، بِفَتْحِ الرَّاءِ فِيهِمَا؛ قَالَ الأَزهري: رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَرَق وأَصحاب الْحَدِيثِ يُخَفِّفُونَهُ.
والعَرَقُ: السَّفِيفةُ الْمَنْسُوجَةُ مِنَ الْخُوصِ قَبْلَ أَن تُجْعَلَ زَبِيلًا.
والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ كَلُّ شَيْءٍ يَصْطَفّ.
والعَرَقُ: الطَّيْرُ إِذا صَفَّتْ فِي السَّمَاءِ، وَهِيَ عَرَقة أَيضًا.
والعَرَقُ: السَّطْرُ مِنَ الخيلِ والطيرِ، الْوَاحِدُ مِنْهَا عَرَقة وَهُوَ الصَّفُّ؛ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ يَصِفُ الْخَيْلَ:
كأَنَّهُنَّ وَقَدْ صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ ***سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ اللَّيْلِ، مَبْلولُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: العَرَقُ جَمْعُ عَرَقَةٍ وَهِيَ السَّطْرُ مِنَ الْخَيْلِ، وصَدَّرَ الفرسُ، فَهُوَ مُصَدِّر إِذا سَبَقَ الْخَيْلَ بصَدْره؛ قَالَ دُكَيْنٌ: " مُصَدِّر لَا وَسَط وَلَا تالْ "وصَدَّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن مِنَ الصَّفِّ، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: صُدِّرْنَ مِنْ عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعد ما عَرِقْنَ، يَذْهَبُ إِلى العَرَق الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُنَّ إِذا أُجرين؛ يُقَالُ: فَرَسٌ مُصَدَّر إِذا كَانَ يَعْرَقُ صَدْرُه.
ورفعتُ مِنَ الْحَائِطِ عَرَقًا أَو عَرَقَيْنِ أَي صَفًّا أَو صفَّين، وَالْجَمْعُ أَعْراقٌ.
والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تُنْسَجُ وَتُخَاطُ عَلَى طَرَفِ الشُّقَّة، وَقِيلَ: هِيَ طُرَّةٌ تُنْسَجُ عَلَى جَوَانِبِ الفُسْطاط.
والعَرَقةُ: خُشَيْبَةٌ تُعَرَّضُ عَلَى الْحَائِطِ بَيْنَ اللَّبِنِ؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ الْخَشَبَةُ الَّتِي تُوضَعُ مُعْتَرِضة بَيْنَ سافَي الْحَائِطِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: «أَنه رأَى فِي الْمَسْجِدِ عَرَقَةً فَقَالَ غَطُّوها عَنَّا»؛ قَالَ الْحَرْبِيُّ: أَظنها خَشَبَةً فِيهَا صُورَةٌ.
والعَرَقةُ: آثَارُ اتِّبَاعِ الإِبل بَعْضَهَا بَعْضًا، وَالْجَمْعُ عَرَقٌ؛ قَالَ: " وَقَدْ نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا "والعَرَقةُ: النِّسْعةُ.
والعَرَقاتُ: النُّسوع.
قَالَ الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تُغَطَّى بِهَا عُيون الخُرَزِ، وعِراقُ الْمَزَادَةِ: الخَرْز المَثْنِيّ فِي أَسفلها، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يُجْعَلُ عَلَى مُلْتَقَى طَرَفَيِ الْجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أَسفل الْقِرْبَةِ، فإِذا سُوِّيَ ثُمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غَيْرَ مَثْنِيّ فَهُوَ طِباب؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: إِذا كَانَ الْجِلْدُ أَسفل الإِداوَةِ مَثْنيًّا ثُمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ فَهُوَ عِراقٌ، وَالْجَمْعُ عُرُق، وقبل عِراقُ الْقِرْبَةِ الخَرْز الَّذِي فِي وَسَطِهَا؛ قَالَ:
يَرْبوعُ ذَا القَنازِع الدِّقاقِ، ***والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ،
بِي بِيَ أَرْياقكَ مِنْ أَرياقِ ***وَحَيْثُ خُصيْاكَ إِلى المَآقِ،
وعارِض كَجَانِبِ العِراقِ "هَذَا أَعرابي ذَكَرَهُ يُونُسُ أَنه رَآهُ يُرَقِّصُ ابْنَهُ وَسَمِعَهُ يُنْشِدُ هَذِهِ الأَبيات؛ قَوْلُهُ: " وَعَارِضٌ كَجَانِبِ العِراقِ "الْعَارِضُ مَا بَيْنَ الثَّنَايَا والأَضراس، وَمِنْهُ قِيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها، وَقَوْلُهُ كَجَانِبِ العِراقِ، شبَّه أَسنانه فِي حُسْنِ نَبْتتها وَاصْطِفَافِهَا عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ بِعِراقِ الْمَزَادَةِ لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ " وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ وَذَكَرَ أُتُنًا ورَدْنَ وحَسَسْنَ بِالصَّائِدِ فنفَرْن عَلَى تَتَابُعٍ وَاسْتِقَامَةٍ فَقَالَ:
فَلَمَّا رأَينَ الماءَ قَدْ حالَ دونَه ***ذُعافٌ، عَلَى جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ
شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ عَلَى هُدًى، ***كَمَا شَكَّ فِي ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ
وأَنشد أَبو عَلِيٍّ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى:
وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ، ***مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ
عَنَى فَمًا حَسَنَ نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كَتَنَاسُقِ الْخِيَاطَةِ فِي الثَّوْبِ، لأَن الْخَائِطَ يَضَعُ إِبرة إِلى أُخرى شَكَّة فِي إِثْرِ شَكَّةٍ، وَقَوْلُهُ شَكْسٍ طريقُه عَنَى صِغَرَهُ، وَقِيلَ: لِصُعُوبَةِ مَرَامِهِ، وَلَمَّا جَعَلَهُ شِعْبًا لِصِغَرِهِ جَعَلَ لَهُ صُوحَيْن وَهُمَا جَانِبَا الْوَادِي كَمَا تَقَدَّمَ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنه عَنَى فَمًا قَوْلُهُ بَعْدَ هَذَا:
تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لَمْ يَهْدِني لَهُ ***دليلٌ، وَلَمْ يَشْهَدْ لَهُ النَّعْتَ جابرُ
أَبو عَمْرٍو: العِراقُ تُقَارُبُ الخَرْز؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للأَمر، يُقَالُ: لأَمره عِراق إِذا اسْتَوَى، وَلَيْسَ لَهُ عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها الْمُحِيطُ بِهَا.
وعَرَقْت الْمَزَادَةَ وَالسُّفْرَةَ، فَهِيَ مَعْروقة: عَمِلْتُ لَهَا عِراقًا.
وعِراقُ الظُّفْرِ: مَا أَحاط بِهِ مِنَ اللَّحْمِ.
وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حَاشِيَتُهُ مِنْ أَدناه إِلى مُنْتَهَاهُ، والرَّكيبُ: النَّهْرُ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ الْمَاءُ الْحَائِطَ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ أَعْرِقَةٌ وعُرُق.
والعِراقُ: شَاطِئُ الْمَاءِ، وَخَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ شَاطِئَ الْبَحْرِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ.
والعِراقُ: مِنْ بِلَادِ فَارِسَ، مُذَكَّرٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، وَقِيلَ: سُمِّيَ عِراقًا لِقُرْبِهِ مِنَ الْبَحْرِ، وأَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَ مَا كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْبَحْرِ عِراقًا، وَقِيلَ: سُمِّيَ عِراقًا لأَنه اسْتَكَفّ أَرض الْعَرَبِ، وَقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لتَواشُج عُروق الشَّجَرِ وَالنَّخْلِ بِهِ كأَنه أَراد عِرْقًا ثُمَّ جُمِعَ عَلَى عِراقٍ، وَقِيلَ: سَمَّى بِهِ العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، مَعْنَاهُ: كَثِيرَةُ النَّخْلِ وَالشَّجَرِ، فعربَ فَقِيلَ عِراق؛ قَالَ الأَزهري: قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ زَعَمَ الأَصمعي أَن تَسْمِيَتَهُمُ العِراقَ اسْمٌ عَجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ إِنما هُوَ إِيرانْ شَهْر، فأَعربته الْعَرَبُ فَقَالَتْ عِراق، وإِيران شَهْر مَوْضِعُ الْمُلُوكِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ:
مانِعِي بابَة العِراقِ من الناسِ ***بِجُرْدٍ، تَغْدُو بِمِثْلِ الأُسُود
وَيُرْوَى: باحَة العِراقِ، وَمَعْنَى بَابَةِ العِراقِ نَاحِيَتُهُ، وَالْبَاحَةُ السَّاحَةُ، وَمِنْهُ أَباح دَارِهِمْ.
الْجَوْهَرِيُّ: العِراقُ بِلَادٌ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ العِراقُ اسْمًا لِفناء الدَّارِ؛ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
وَهَلْ بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ، ***وَمِنْ آيِهَا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟
واللِّحاظُ هنا: فِناء الدَّارِ أَيضًا، وَقِيلَ: سُمِّيَ بعِراقِ المَزادة وَهِيَ الْجِلْدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ عَلَى مُلْتَقَى طَرَفَيِ الْجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أَسفلها لأَن العِراقَ بَيْنَ الرِّيف والبَرّ، وَقِيلَ: العِراقُ شَاطِئُ النَّهْرِ أَو الْبَحْرِ عَلَى طُولِهِ، وَقِيلَ لِبَلَدِ العِراقِ عِراقٌ لأَنه عَلَى شَاطِئِ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً.
حَتَّى يَتَّصِلَ بالبحر، وقيل: "العِراقُ مُعَرَّبٌ وأَصله إِيرَاق فَعَرَّبَتْهُ الْعَرَبُ فَقَالُوا عِرَاق.
والعِرَاقانِ: الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ؛ وَقَوْلُهُ:
أَزْمان سَلْمَى لَا يَرَى مِثْلَها الرَّاؤونَ ***فِي شَامٍ، وَلَا فِي عِرَاقْ
إِنما نكَّره لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عِراقًا.
وأَعْرَقْنا: أَخذنا فِي العِرَاقِ.
وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛ قَالَ الممزَّق الْعَبْدِيُّ:
فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خِلَافًا عليكُمُ، ***وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ
وَحَكَى ثَعْلَبٌ اعْتَرقوا فِي هَذَا الْمَعْنَى، وأَما قَوْلُهُ أَنشده ابْنُ الأَعرابي:
إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ بِهِ ***عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ
نُجْدٌ هَاهُنَا: جَمْعُ نَجْدِيّ كَفَارِسِيٍّ وفُرْس، فسره فَقَالَ: هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلى العِرَاقِ الَّذِي هُوَ شَاطِئُ الْمَاءِ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَطْلُبُ الْمَاءَ فِي الْقَيْظِ.
والعِرَاقُ: مِيَاهُ بَنِي سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ وَبَنِي مازِن، وَقَالَ الأَزهري فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَيُقَالُ هَذِهِ إِبل عِرَاقيَّة، وَلَمْ يُفَسِّرْ.
وَيُقَالُ: أَعْرَقَ الرجلُ، فَهُوَ مُعْرِقٌ إِذا أَخذ فِي بَلَدِ العِرَاقِ.
قَالَ أَبو سَعِيدٍ: المُعْرِقةُ طَرِيقٌ كَانَتْ قريشٌ تَسْلُكُهُ إِذا سَارَتْ إِلى الشَّامِ تأْخذ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِيهِ سَلَكَتْ عِيرُ قريشٍ حِينَ كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: «قَالَ لِسَلْمَانَ أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم عَلَى الْمَدِينَةِ؟»ذَكَرَهُ ابْنُ الأَثير المُعَرِّقَة وَقَالَ: هَكَذَا رُوِيَ مشدَّدًا وَالصَّوَابُ التَّخْفِيفُ.
وعِرَاقُ الدَّارِ: فِنَاءُ بَابِهَا، وَالْجَمْعُ أَعْرِقَة وعُرُق.
وَجَرَى الْفَرَسُ عَرَقًا أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقًا أَو طَلَقيْنِ.
والعَرَقُ: الزَّبِيبُ، نَادِرٌ.
والعَرَقةُ الدِّرَّةُ الَّتِي يُضْرَبُ بِهَا.
والعَرْقُوَةُ: خَشَبَةٌ مَعْرُوضَةٌ عَلَى الدَّلْوِ، وَالْجَمْعُ عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ إِلا أَنه لَيْسَ فِي الْكَلَامِ اسْمٌ آخِرُهُ وَاوٌ قَبْلَهَا حَرْفٌ مَضْمُومٌ، إِنما تُخَصُّ بِهَذَا الضَّرْبِ الأَفْعال نَحْوُ سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هَذَا مَذْهَبُ سيبوبه وَغَيْرِهِ مِنَ النَّحْوِيِّينَ، فإِذا أَدى قِيَاسٌ إِلى مِثْلَ هَذَا فِي الأَسماء رُفِضَ فَعَدَلُوا إِلى إِبدال الْوَاوِ يَاءً، فكأَنهم حَوَّلُوا عَرْقُوًا إِلى عَرْقِيٍ ثُمَّ كَرِهُوا الْكَسْرَةَ عَلَى الْيَاءِ فأَسكنوها وَبَعْدَهَا النُّونُ سَاكِنَةٌ، فَالْتَقَى سَاكِنَانِ فَحَذَفُوا الْيَاءَ وَبَقِيَتِ الْكِسْرَةُ دَالَّةً عَلَيْهَا وَثَبَتَتِ النُّونُ إِشْعَارًا بِالصَّرْفِ، فإِذا لَمْ يَلْتَقِ سَاكِنَانِ رَدُّوا الْيَاءَ فَقَالُوا رأَيت عَرْقِيَها كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضَّرْبِ مِنَ التَّصْرِيفِ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ: " حَتَّى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِ "والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قَالَ:
احْذَرْ عَلَى عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ ***عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ
شَبَّهَهَا بِالْعُقَابِ فِي ثِقْلِهَا، وَقِيلَ: فِي سُرْعَةِ هُوِيِّها، وَالْكَاسِرُ، الَّتِي تَكْسِرُ مِنْ جَنَاحِهَا للانْقِضاضِ.
وعَرْقَيْتُ الدَّلْوَ عَرْقاةً: جَعَلْتُ لَهَا عَرْقُوَةً وَشَدَدْتُهَا عَلَيْهَا.
الأَصمعي: يُقَالُ لِلْخَشَبَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تَعْتَرِضَانِ عَلَى الدَّلْوِ كَالصَّلِيبِ العَرْقُوَتانِ وَهِيَ العَراقي، وإِذا شَدَدْتَهُمَا عَلَى الدَّلْوِ قُلْتَ: قَدْ عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ عَرْقاةً.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: عَرْقُوَةُ الدَّلْوِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَلَا تَقُلْ عُرْقُوَة، وَإِنَّمَا يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كَانَ ثَانِيهِ نُونًا مِثْلَ عُنْصُوَة، وَالْجَمْعُ العَراقي؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:
فَحَمَلْنا فَارِسًا، فِي كَفِّهِ ***راعِبيٌّ فِي رُدَيْنيٍّ أَصَمُ
وأَمَرْناه بهِ مِنْ بَيْنِها، ***بعد ما انْصاعَ مُصِرًّا أَو كَصَمْ
فَهِيَ كالدَّلْوِ بِكَفِّ المُسْتَقِي، ***خُذِلَتْ مِنْهَا العَرَاقي فانْجَذَمْ
أَراد بِقَوْلِهِ مِنْهَا: الدَّلْوَ، وَبِقَوْلِهِ انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بِحَذْفِ الْهَاءِ قُلْتَ عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا أَنه فَعَلَ بِهِ مَا فَعَلَ بِثَلَاثَةِ أَحْق فِي جَمْعِ حَقْوٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «رَأَيْتُ كأَن دَلْوًا دُلِّيت مِنَ السَّمَاءِ فأَخذ أَبو بَكْرٍ بعَراقِيها فَشَرِبَ»؛ العَراقي: جَمْعُ عَرْقُوة الدَّلْوِ.
وذاتُ العَراقي: الدَّاهِيَةُ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَن ذاتَ العَرَاقي هِيَ الدَّلْوُ وَالدَّلْوُ مِنْ أَسماء الدَّاهِيَةِ.
يُقَالُ: لَقِيتُ مِنْهُ ذَاتَ العَرَاقي؛ قَالَ عَوْفُ بْنُ الأَحوص:
لَقِيتُمْ، مِنْ تَدَرُّئِكُمْ عَلَيْنَا ***وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
88-لسان العرب (شخل)
شخل: شَخَلَ الشَّرابَ يَشْخَلُه شَخْلًا: صَفَّاه، وشَخَله يَشْخَله: بَزَلَه بالمِشْخَلة.والشَّخْل: التَّصْفية.
والمِشْخَلة: المِصْفاةُ.
وشَخَلَ فُلَانٌ ناقَته وشَخَبها إِذا حَلَبها.
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ يَقُولُونَ شَخَلْت الشرابَ شَخْلًا إِذا صَفَّيته بالمِشْخَلة، وَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ شَخَلْنا الإِبلَ شَخْلًا أَي حَلَبناها حَلْبًا.
وشَخْلُ الرَّجُل وشَخِيلُه: صَفِيُّه، وَقَدْ شَاخَلَه.
والشَّخْلُ: الغُلام الحَدَثُ يُصادِق رَجُلًا.
أَبو زَيْدٍ: الشَّخْل الصَّديق، يُقَالُ: فُلَانٌ شَخْلي أَي صَدِيقي.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
89-لسان العرب (غين)
غين: الْغَيْنُ: حَرْفُ تَهَجٍّ، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ مُسْتَعْلٍ، يَكُونُ أَصلًا لَا بَدَلًا وَلَا زَائِدًا، وَالْغَيْنُ لُغَةٌ فِي الْغَيْمِ، وَهُوَ السَّحَابُ، وَقِيلَ: النُّونُ بَدَلٌ مِنَ الميمي؛ أَنشد يَعْقُوبُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي تَغْلِبَ يَصِفُ فَرَسًا:فِداءٌ خالَتِي وفِدًا صَدِيقي، ***وأَهْلي كُلُّهم لبَني قُعَيْنِ
فأَنْتَ حَبَوْتَنِي بِعِنانِ طِرْفٍ، ***شديدِ الشَّدّ ذِي بَذْلٍ وصَوْنِ
كأَنِّي بَيْنَ خافِيَتَيْ عُقابٍ، ***تُرِيدُ حَمَامَةً فِي يَوْمِ غَيْنِ
أَي فِي يَوْمِ غَيْمٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ: " أَصاب حَمَامَةً فِي يَوْمِ غَيْنِ ".
وَالَّذِي رَوَاهُ ابْنُ جِنِّي وَغَيْرُهُ: يُرِيدُ حَمَامَةً، كَمَا أَورده ابْنُ سِيدَهْ وَغَيْرُهُ، قَالَ: وَهُوَ أَصح مِنْ رِوَايَةِ الْجَوْهَرِيِّ أَصاب حَمَامَةً.
وغانَتِ السماءُ غَيْنًا وغِينَتْ غَيْنًا: طَبَّقَها الغَيمُ.
وأَغانَ الغَينُ السَّمَاءَ أَي أَلْبَسها؛ قَالَ رُؤبة:
أَمْسَى بِلالٌ كالربيعِ المُدْجِنِ، ***أَمْطَرَ فِي أَكْنافِ غَيْنٍ مُغْيِنِ
قَالَ الأَزهري: أَراد بِالْغَيْنِ السَّحَابَ، وَهُوَ الْغَيْمُ، فأَخرجه عَلَى الأَصل.
والأَغْيَنُ: الأَخْضَرُ.
وَشَجَرَةٌ غَيْناءِ أَي خَضْراءِ كَثِيرَةُ الْوَرَقِ مُلْتَفَّةُ الأَغصان نَاعِمَةٌ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ فِي العُشْب، وَالْجَمْعُ غِينٌ، وأَشجار غِينٌ؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:
لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ يُمْسِي حَمامُه، ***ويُضْحِي عَلَى أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ
والغِيْنةُ: الأَجَمَةُ.
والغِينُ مِنَ الأَراك والسِّدْر: كَثْرَتُهُ وَاجْتِمَاعُهُ وَحُسْنُهُ؛ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْمَعْرُوفُ أَنه جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناءِ، وَكَذَلِكَ حُكِيَ أَيضًا الغِينة جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناء؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ وَلَا فِي قِيَاسِ الْعَرَبِيَّةِ، إِنَّمَا الغِينَةُ الأَجَمَةُ كَمَا قُلْنَا، أَلا تَرَى أَنك لَا تَقُولُ البِيضَةُ فِي جَمْعُ البَيْضاءِ وَلَا العِيسَةُ فِي جَمْعِ العَيْساء؟ فَكَذَلِكَ لَا يُقَالُ الغِينَةُ فِي جَمْعِ الغَيْناء، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ لِتَمْكِينِ التأْنيث أَو يَكُونُ اسْمًا لِلْجَمْعِ.
والغَيْنة الشَّجْراءُ: مِثْلُ الغَيْضة الْخَضْرَاءِ.
وَقَالَ أَبو العَمَيْثل: الغَيْنة الأَشجارُ الْمُلْتَفَّةُ فِي الْجِبَالِ وَفِي السَّهْل بِلَا مَاءٍ، فإِذا كَانَتْ بِمَاءٍ فَهِيَ غَيْضة.
والغَيْنُ: شَجَرٌ مُلْتَفٌّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِمَّا يَضَعُ بِهِ مِنِ ابْنِ السِّكِّيتِ وَمِنِ اعْتِقَادِهِ أَن الغينَ هُوَ جَمْعُ شَجَرَةٍ غَيْناء، وأَن الشِّيَم جَمْعُ أَشْيَمَ وشَيْماء وزْنُه فِعْل، وَذَهَبَ عَنْهُ أَنه فُعْلٌ، غُومٌ وشُومٌ، ثُمَّ كُسِرَتِ الْفَاءُ لِتَسْلَمَ الْيَاءُ كَمَا فَعَلَ ذَلِكَ فِي بِيضٍ.
وغِينَ عَلَى قَلْبِهِ غَيْنًا: تغَشَّتْه الشَّهْوةُ، وَقِيلَ: غِينَ عَلَى قَلْبِهِ غُطِّيَ عَلَيْهِ وأُلْبِسَ.
وغِينَ عَلَى الرَّجُلِ كَذَا أَي غُطِّيَ عَلَيْهِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « إِنه ليُغانُ عَلَى قَلْبِي حَتَّى أَستغفرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً »؛ الغَيْنُ: الغَيْمُ، وَقِيلَ: الغَيْنُ شَجَرٌ مُلْتَفٌّ، أَراد مَا يَغْشَاهُ مِنَ السَّهْوِ الَّذِي لَا يَخْلُو مِنْهُ الْبَشَرُ، لأَن قَلْبَهُ أَبدًا كَانَ مَشْغُولًا بِاللَّهِ تَعَالَى، فإِن عَرَضَ لَهُ وَقْتًا مَاعَارِضٌ بَشَرِيُّ يَشْغَلُه مِنْ أُمور الأُمّة والملَّة وَمَصَالِحِهِمَا عَدَّ ذَلِكَ ذَنْبًا وَتَقْصِيرًا، فيَفْزَعُ إِلَى الِاسْتِغْفَارِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي أَنه يتَغَشَّى القلبَ مَا يُلْبِسُه؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ يَغْشَى شَيْئًا حَتَّى يُلْبِسَه فَقَدَ غِينَ عَلَيْهِ.
وغانَتْ نفْسُه تَغِينُ غَيْنًا: غَثَتْ.
والغَيْنُ: الْعَطَشُ، غانَ يَغِينُ.
وغانتِ الإِبلُ: مثلُ غامَتْ.
والغِينة، بِالْكَسْرِ: الصَّدِيدُ، وَقِيلَ: مَا سَالَ مِنَ الْمَيِّتِ، وَقِيلَ: مَا سَالَ مِنَ الْجِيفَةِ.
والغَيْنةُ، بِالْفَتْحِ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الرَّاعِي:
ونَكَّبْنَ زُورًا عن مُحَيَّاةَ بعد ما ***بَدَا الأَثْلُ، أَثْلُ الغَيْنةِ المُتَجاوِرُ
وَيُرْوَى الغِينة.
الْفَرَّاءُ: يُقَالُ هُوَ آنَسُ مِنْ حُمَّى الغِينِ.
والغِينُ: مَوْضِعٌ لأَن أَهلها يُحَمُّون كَثِيرًا.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
90-لسان العرب (حنا)
حنا: حَنَا الشيءَ حَنْوًا وحَنْيًا وحَنَّاهُ: عَطَفه؛ قَالَ يَزِيدُ بْنُ الأَعْوَرِ الشَّنّي:يَدُقُّ حِنْوَ القَتَب المُحَنَّا، ***إِذَا عَلا صَوَّانَهُ أَرَنَّا
والانْحِناءُ: الْفِعْلُ اللَّازِمُ، وَكَذَلِكَ التَّحَنِّي.
وانْحَنَى الشيءُ: انْعَطَفَ.
وانْحَنَى العُودُ وتَحَنَّى: انْعَطَفَ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « لَمْ يَحْنِ أَحدٌ مِنَّا ظَهْرَه» أَي لَمْ يَثْنه لِلرُّكُوعِ.
يُقَالُ: حَنَى يَحْني ويَحْنُو.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: « وَإِذَا رَكَعَ أَحدُكم فلْيَفْرُشْ ذِرَاعَيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ ولْيَحْنا »؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَتْ بِالْحَاءِ فَهُوَ مِنْ حَنَا ظَهْرَهُ إِذَا عَطَفَهُ، وَإِنْ كَانَتْ بِالْجِيمِ فَهُوَ مِنْ جنأَ على الشيء" أَكَبَّ عَلَيْهِ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ، قَالَ: وَالَّذِي قرأْناه فِي كِتَابِ مُسْلِمٍ بِالْجِيمِ وَفِي كِتَابِ الْحُمَيْدِيِّ بِالْحَاءِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: « إِياك والحَنْوَةَ، والإِقْعاء »؛ يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ، وَهُوَ أَن يُطَأْطِئَ رأْسه ويُقَوِّسَ ظَهْره مِنْ حَنَيْتُ الشيءَ إِذا عَطَفْتَهُ، وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ: " فَهَلْ يَنْتَظِرُ أَهْلُ بَضاضَة الشَّبابِ إِلا حَوانِيَ الهَرَمِ؟ هِيَ جَمْعُ حانِيَة وَهِيَ الَّتِي تَحْنِي ظَهْرَ الشَّيْخِ وتَكُبُّه.
وَفِي حَدِيثِ رَجْمِ الْيَهُودِيِّ: « فرأَيتُه يُحْنِي عَلَيْهَا يَقِيهَا الْحِجَارَةَ »؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الَّذِي جَاءَ فِي السُّنَنِ يُجْني، بِالْجِيمِ، وَالْمَحْفُوظُ إِنما هُوَ بِالْحَاءِ؛ أي يُكِبُّ عَلَيْهَا.
يُقَالُ: حَنَا يَحْنو حُنُوًّا؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: « قَالَ لِنِسَائِهِ لَا يُحْني عَلَيْكُنَّ بَعْدي إِلا الصَّابِرُونَ »أَي لَا يَعْطِفُ ويُشْفِقُ؛ حَنا عَلَيْهِ يَحْنو وأَحْنَى يُحْنِي.
والحَنِيَّةُ: الْقَوْسُ، وَالْجَمْعُ حَنِيٌّ وحَنايا، وَقَدْ حَنَوْتُها أَحْنُوها حَنْوًا.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: « لَوْ صَلَّيْتُم حَتَّى تَكُونُوا كالحَنايا »؛ هِيَ جَمْعُ حَنِيَّةٍ أَو حَنِيٍّ، وَهُمَا الْقَوْسُ، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، لأَنها مَحْنِيَّة؛ أي مَعْطُوفَةٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" عَائِشَةَ: فحَنَت لَهَا قَوْسَها "أَي وتَّرَتْ لأَنها إِذا وتَّرَتْها عَطَفَتها، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ حَنَّتْ مشدَّدة، يُرِيدُ صَوَّتَت.
وحَنَت المرأَة عَلَى وَلَدِهَا تَحْنُو حُنُوًّا وأَحْنَت؛ الأَخيرة عَنِ الْهَرَوِيِّ: عَطَفَت عَلَيْهِمْ بَعْدَ زَوْجِهَا فَلَمْ تَتَزَوَّجْ بَعْدَ أَبيهم، فَهِيَ حانِيَةٌ؛ وَاسْتَعْمَلَهُ قَيْس بْنُ ذَريحٍ فِي الإِبل فَقَالَ:
فأُقْسِمُ، مَا عُمْشُ العيونِ شَوارِفٌ ***رَوائِمُ بَوٍّ حانياتٌ عَلَى سَقْبِ
والأُمُّ البَرَّة حانِيَة، وَقَدْ حَنَت عَلَى وَلَدِهَا تَحْنُو.
أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ للمرأَة الَّتِي تُقِيمُ عَلَى وَلَدِهَا وَلَا تَتَزَوَّج قَدْ حَنَتْ عَلَيْهِمْ تَحْنُو، فَهِيَ حانِيَة، وإِذا تَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ فَلَيْسَتْ بحَانِيَة؛ وَقَالَ:
تُساقُ وأَطفالُ المُصِيف، كأَنَّها ***حَوانٍ عَلَى أَطلائهنَّ مَطافِلُ
أَي كأَنَّها إِبل عَطَفت عَلَى وَلَدِهَا.
وتَحَنَّنتُ عَلَيْهِ أَي رَقَقْت لَهُ ورَحِمْته.
وتحَنَّيْت أَي عَطَفْتُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « خيرُ نِساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ صالحُ نِساء قرَيشٍ أَحْناهُ عَلَى ولدٍ فِي صِغَرهِ وأَرْعاه عَلَى زَوْجٍ فِي ذاتِ يَدِه».
وَرَوَى أَبو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خيرُ نساءٍ ركِبْنَ الإِبلَ خِيارُ نساءِ قريشٍ أَحناه عَلَى ولدٍ فِي صِغَره وأَرعاه عَلَى زَوْجٍ فِي ذاتِ يَدِه "؛ قَوْلُهُ: أَحناهُ أَي أَعْطَفه، وَقَوْلُهُ: أَرعاهُ عَلَى زَوْجٍ إِذا كَانَ لَهَا مَالٌ واسَتْ زوْجَها؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما وحَّد الضَّمِيرَ ذَهَابًا إِلى الْمَعْنَى، تَقْدِيرُهُ أَحْنى مَنْ وُجِدَ أَو خُلِقَ أَو مَن هُناك؛ وَمِنْهُ: " أَحسنُ النَّاسِ خُلُقًا وأَحسنُه وجْهًا يُرِيدُ أَحسنُهم، وَهُوَ كَثِيرٌ مِنْ أَفصح الْكَلَامِ.
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: أَنا وسَفْعاءُ الخَدَّيْنِ الحانِيةُ عَلَى وَلدِها يومَ الْقِيَامَةِ كَهاتَيْن، وأَشار بالوُسْطى والمُسَبِّحة "، أَي الَّتِي تُقِيمُ عَلَى وَلَدِهَا لَا تَتَزَوَّجُ شَفَقَةً وَعَطْفًا.
اللَّيْثُ: إِذا أَمْكَنَت الشاةُ الكَبْشَ يُقَالُ حَنَتْ فَهِيَ حانِيَة، وَذَلِكَ مِنْ شِدَّةِ صِرافِها.
الأَصمعي: إِذا أَرادت الشاةُ الْفَحْلَ فَهِيَ حانٍ، بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَدْ حَنَت تَحْنُو.
ابْنُ الأَعرابي: أَحْنَى عَلَى قَرابته وحَنَا وحَنَّى ورَئِمَ.
ابْنُ سِيدَهْ: وحَنَت الشاةُ حُنُوًّا، وَهِيَ حانٍ، أَرادت الفَحل وَاشْتَهَتْهُ وأَمكنته، وَبِهَا حِناء، وَكَذَلِكَ الْبَقَرَةُ الْوَحْشِيَّةُ لأَنها عِنْدَ الْعَرَبِ نَعْجَةٌ، وَقِيلَ: الْحَانِي الَّتِي اشْتَدَّ عَلَيْهَا الاسْتِحْرامُ.
والحانِية والحَنْواءُ مِنَ الْغَنَمِ: الَّتِي تَلْوي عُنُقَها لِغَيْرِ عِلَّةٍ، وَكَذَلِكَ هِيَ مِنَ الإِبل، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ عَنْ عِلَّةٍ؛ " أَنشد اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ:
يَا خالِ، هَلَّا قُلْتَ إِذْ أَعْطَيْتَني: ***هِيَّاكَ هِيَّاكَ وحَنْواءَ العُنُقْ
ابْنُ سِيدَهْ: وحَنا يدَ الرجلِ حَنْوًا لَواها، وَقَالَ فِي ذَوَاتِ الْيَاءِ: حَنى يَدَه حِنايَةً لَوَاهَا.
وحَنَى العُودَ والظَّهْرَ: عَطَفَهُما.
وحَنَى عَلَيْهِ: عَطَف.
وحَنَى العُودَ: قَشَره، قَالَ: والأَعْرفُ فِي كُلِّ ذَلِكَ الْوَاوُ، وَلِذَلِكَ جَعَلْنَا تَقَصِّيَ تصارِيفه فِي حَدِّ الْوَاوِ؛ وَقَوْلُهُ:
بَرَكَ الزَّمَانُ عليهمُ بِجِرانِه، ***وأَلحَّ منكِ بحيثُ تُحْنى الإِصْبَع
يَعْنِي أَنه أَخذ الْخِيَارَ الْمَعْدُودِينَ؛ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ قَالَ: وَمِثْلُهُ قَوْلُ الأَسدي:
فإِنْ عُدَّ مَجْدٌ أَو قَدِيمٌ لِمَعْشَرٍ، ***فَقَوْمِي بِهِمْ تُثْنى هُناكَ الأَصابِعُ
وَقَالَ ثَعْلَبٌ: مَعْنَى قَوْلِهِ حَيْثُ تُحْنَى الإِصبع أَن تَقُولَ فُلَانٌ صَدِيقِي وَفُلَانٌ صَدِيقِي فتَعُدَّ بأَصابعك، وَقَالَ: فُلَانٌ مِمَّنْ لَا تُحْنَى عَلَيْهِ الأَصابع أَي لَا يُعَدُّ فِي الإِخوان.
وحَنْوُ حِنْوُ كلِّ شيءٍ: اعْوِجاجُه.
والحِنْوُ الحَنْوُ: كُلُّ شيءٍ فِيهِ اعْوِجَاجٌ أَو شبْهُ الِاعْوِجَاجِ، كعَظْم الحِجاج واللَّحْي والضِّلَع والقُفِّ والحِقْفِ ومُنْعَرَجِ الْوَادِي، وَالْجَمْعُ أَحْناءٌ وحُنِيٌّ وحِنِيٌّ.
وحِنْوُ الرحْلِ والقَتَبِ والسَّرْج: كلُّ عُود مُعْوَجٍّ مِنْ عِيدانِه، وَمِنْهُ حِنْوُ الْجَبَلِ.
الأَزهري: والحِنْوُ والحِجاج العَظْم الَّذِي تَحْتَ الْحَاجِبِ مِنَ الإِنسان؛ وأَنشد لِجَرِيرٍ:
وخُورُ مُجاشعٍ تَرَكُوا لَقِيطًا، ***وَقَالُوا: حِنْوَ عَيْنِكَ والغُرابا
قِيلَ لبَني مُجاشع خُورٌ بِقَوْلِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّة:
يَا قَصَبًا هَبَّت لَهُ الدَّبورُ، ***فهْو إِذا حُرِّكَ جُوفٌ خُورُ
يُرِيدُ: قَالُوا احذَرْ حِنْوَ عَيْنِكَ لَا يَنْقُرُه الغُراب، وَهَذَا تَهَكُّمٌ.
وحِنْوُ العَيْن: طَرفها.
الأَزهري: حِنْوُ العَيْنِ حِجاجُها لَا طَرَفُها، سُمِّي حِنْوًا لِانْحِنَائِهِ؛ وَقَوْلُ هِمْيان بْنِ قُحافة: " وانْعاجَت الأَحْناءُ حَتَّى احلَنْقَفَتْ "إِنما أَراد الْعِظَامَ الَّتِي هِيَ مِنْهُ كالأَحْناء.
والحِنْوانِ: الخَشَبتان المَعْطوفتان اللَّتَانِ عَلَيْهِمَا الشَّبكة يُنْقَلُ عَلَيْهِمَا البُرُّ إِلى الكُدْسِ.
وأَحْناءُ الأُمور: أَطرافها وَنَوَاحِيهَا.
وحِنْوُ الْعَيْنِ: طَرَفها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
والُوا الأُمُورَ وأَحْناءَها، ***فلمْ يُبْهِلُوها ولمْ يُهْمِلُوا
أَي ساسُوها وَلَمْ يُضَيِّعُوها.
وأَحْناءُ الأُمورِ: مَا تَشابَه مِنْهَا؛ قَالَ:
أَزَيْدُ أَخا وَرْقاءَ، إِنْ كنتَ ثَائِرًا، ***فقدْ عَرَضَتْ أَحْناءُ حَقٍّ فخاصِمِ
وأَحْنَاءُ الأُمور: مُتَشابِهاتُها؛ وَقَالَ النَّابِغَةُ:
يُقَسِّمُ أَحْنَاءَ الأُمورِ فهارِبٌ، ***وشاصٍ عَنِ الحَرْبِ العَوانِ، ودائِنُ
والمَحْنِيَة مِنَ الْوَادِي؛ مُنْعَرَجُه حَيْثُ يَنْعطِف، وَهِيَ المَحْنُوَة والمَحناةُ؛ قَالَ:
سَقَى كلَّ مَحْناةٍ مِنَ الغَرْبِ والمَلا، ***وجِيدَ بهِ مِنْهَا المِرَبُّ المُحَلَّلُ
وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ.
والمَحْنِيَة: مُنْحَنى الْوَادِي حَيْثُ يَنْعرج مَنْخَفِضًا عَنِ السَّنَدِ.
وتَحَنَّى الحِنْوُ: اعْوَجَّ؛ " أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
فِي إِثْرِ حَيٍّ كَانَ مُسْتَباؤُهُ، ***حيثُ تَحَنَّى الحِنْوُ أَو مَيْثاؤُهُ
ومَحْنِية الرَّمْلِ: مَا انْحَنى عَلَيْهِ الحِقْف.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ المَحْنِية مَا انْحَنى مِنَ الأَرض، رَمْلًا كَانَ أَو غَيْرَهُ، ياؤُه مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ لأَنها مَنْ حَنَوْت، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنه لَمْ يَعرف حَنَيْت، وَقَدْ حَكَاهَا أَبو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ.
والمَحْنِية: العُلْبة تُتَّخذُ مِنْ جُلُودِ الإِبل، يُجعَل الرَّمْلُ فِي بَعْضِ جِلْدِهَا، ثُمَّ يُعَلَّق حَتَّى يَيْبَسَ فَيُبْقَى كَالْقَصْعَةِ، وَهِيَ أَرفق لِلرَّاعِي مِنْ غَيْرِهِ.
والحَوَانِي: أَطْوَل الأَضلاع كلِّهن، فِي كُلِّ جَانِبٍ مِنَ الإِنسان ضِلَعان مِنَ الحَوَاني، فهنَّ أَربعُ أَضلُع مِنَ الجَوانِحِ يَلِينَ الواهِنَتَينِ بَعدَهما.
وَقَالَ فِي رَجُلٍ فِي ظَهْرِهِ انْحِنَاءٌ: إِنَّ فيه لَ حِنايَةً يَهُودِيَّة، وَفِيهِ حِنَايةٌ يَهُودِيَّةٌ أَي انحِناءٌ.
وَنَاقَةٌ حَنْوَاءُ: حدْباءُ.
والحَانِيَةُ: الْحَانُوتُ، وَالْجَمْعُ حَوَانٍ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ جَعَلَ اللِّحْيَانِيُّ حَوَانِيَ جمعَ حانوتٍ، وَالنَّسَبُ إِلى الحانِيَة حانِيٌّ؛ قَالَ عَلْقَمَةُ:
كأْسٌ عَزِيزٌ مِنَ الأَعْنابِ عَتَّقَها، ***لِبَعْضِ أَرْبابِها، حانِيَّةٌ حُومُ
قَالَ: وَلَمْ يَعْرِفْ سِيبَوَيْهِ حانِيَة لأَنه قَدْ قَالَ كأَنه أَضاف إِلى مِثْلِ نَاحِيَةٍ، فَلَوْ كَانَتِ الحَانِيَةُ عِنْدَهُ مَعْرُوفَةً لَمَا احْتَاجَ إِلى أَن يَقُولَ كأَنه أَضاف إِلى نَاحِيَةٍ، قَالَ: وَمَنْ قَالَ فِي النَّسَبِ إِلى يَثْرِبَ يَثْرَبيّ وإِلى تَغْلِبَ تَغْلَبِيٌّ قَالَ فِي الإِضافة إِلى حانِيَة حانَوِيّ؛ وأَنشد:
فكيفَ لَنَا بالشُّرْبِ، إِنْ لَمْ تكنْ لَنَا ***دَوانِقُ عِنْدَ الحَانَوِيِّ، وَلَا نَقْدُ؟
ابْنُ سِيدَهْ: الحَانُوتُ فاعُول مِنْ حَنَوْت، تَشْبِيهًا بالحَنِيَّة مِنَ الْبِنَاءِ، تاؤُه بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ فِي الْبَصَرِيَّاتِ لَهُ قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ فَعَلُوتًا مِنْهُ.
وَيُقَالُ: الحانوتُ والحانِيَة والحاناةُ كَالنَّاصِيَةِ وَالنَّاصَاةِ.
الأَزهري: التَّاءُ فِي الْحَانُوتِ زَائِدَةٌ، يُقَالُ حانَةٌ وحَانُوت وَصَاحِبُهَا حانِيٌّ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: « أَنه أَحرق بيتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ حَانُوتًا تُعاقَرُ فِيهِ الخَمر وتُباعُ».
وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّي بُيُوتَ الخمَّارين الحَوَانِيت، وأَهل الْعِرَاقِ يُسَمُّونَهَا المَواخِيرَ، وَاحِدُهَا حانوتٌ وماخُورٌ، والحَانَة أَيضًا مِثْلُهُ، وَقِيلَ: إِنهما مِنْ أَصل وَاحِدٍ وإِن اخْتَلَفَ بناؤُهما، والحَانُوت يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ.
والحَانِيّ: صَاحِبُ الْحَانُوتِ.
والحانِيَّة: الخمَّارون، نُسِبُوا إِلى الحانِية، وَعَلَى ذَلِكَ قَالَ: حانِيَّة حُوم؛ فأَما قَوْلُ الْآخَرِ: " دَنانيرُ عِنْدَ الحانَوِيِّ وَلَا نَقْدُ فَهُوَ نَسَبٌ إِلى الحاناةِ.
والحَنْوة، بِالْفَتْحِ: نَبَاتٌ سُهْليٌّ طَيِّبُ الرِّيحِ، وَقَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ رَوْضَةً:
وكأَنَّ أَنْماطَ المدائنِ حَوْلَها ***مِن نَوْرِ حَنْوَتها، ومِن جَرْجارِها
وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:
كأَنَّ ريحَ خُزاماها وحَنْوَتِها، ***بِاللَّيْلِ، رِيحُ يَلَنْجُوجٍ وأَهْضامِ
وَقِيلَ: هِيَ عُشبة وضِيئة ذَاتُ نَوْر أَحمر، وَلَهَا قُضُب وَوَرَقٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ إِلى القِصَر والجُعُودة مَا هِيَ، وَقِيلَ: هِيَ آذَرْيُونُ البَرِّ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الحَنْوة الرَّيْحانة، قَالَ: وَقَالَ أَبو زِيَادٍ مِنَ العُشب الحَنْوة، وَهِيَ قَلِيلَةٌ شَدِيدَةُ الْخُضْرَةِ طَيِّبَةُ الرِّيحِ وَزَهْرَتُهَا صَفْرَاءُ وَلَيْسَتْ بِضَخْمَةٍ؛ قَالَ جَمِيلٌ:
بِهَا قُضُبُ الرَّيْحانِ تَنْدَى وحَنْوةٌ، ***وَمِنْ كُلِّ أَفْواهِ البُقُولِ بِهَا بَقْلُ
وحَنْوة: فَرَسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ.
والحِنْوُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الأَعشى:
نحنُ الفَوارِسُ يومَ الحِنْوِ ضاحِيةً ***جَنْبَيْ فُطَيْمةَ، لَا مِيلٌ وَلَا عُزْلُ
وَقَالَ جَرِيرٌ:
حَيِّ الهِدَمْلةَ مِن ذاتِ المَواعِيسِ، ***فالحِنْوُ أَصبَحَ قَفْرًا غيرَ مأْنوسِ
والحَنِيَّانِ: واديانِ مَعْرُوفَانِ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
أَقَمْنا ورَبَّبْنا الدِّيارَ، وَلَا أَرى ***كمَرْبَعِنا، بَينَ الحَنِيَّينِ، مَرْبَعا
وحِنْوُ قُراقِرٍ: مَوْضِعٌ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: الحِنْوُ مَوْضِعٌ.
والحِنْو: وَاحِدُ الأَحْنَاءِ، وَهِيَ الجَوانِب مِثْلَ الأَعْناء.
وَقَوْلُهُمُ: ازْجُرْ أَحْناءَ طَيرِكَ أَي نواحِيَه يَمِينًا وَشِمَالَا وأَمامًا وخَلْفًا، ويُراد بالطَّير الخِفَّة والطَّيْش؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فَقُلْتُ: ازْدَجِرْ أَحْناءَ طَيْرِك، واعْلَمَنْ ***بأَنَّكَ، إِن قَدَّمْتَ رِجْلَكَ، عاثِرُ
والحِنَّاءُ: مَذْكُورٌ فِي الْهَمْزَةِ.
وحَنَيْت ظَهْري وحَنَيْت العُود: عَطَفْتُهُ، وحَنَوْتُ لُغَةٌ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ:
يَدُقُّ حِنْوَ القَتَبِ المَحْنِيَّا ***دَقَّ الوَلِيدِ جَوْزَه الهِنْدِيَّا
فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ، يَقُولُ: يَدُقُّهُ برأْسه مِنَ النُّعَاسِ.
وَرَجُلٌ أَحْنَى الظَّهْرِ والمرأَة حَنْيَاءُ وحَنْواء أَي فِي ظَهْرِهَا احْدِيداب.
وَفُلَانٌ أَحْنَى النَّاسِ ضُلوعًا عَلَيْكَ أَي أَشْفَقُهم عَلَيْكَ.
وحَنَوْت عَلَيْهِ أَي عَطَفْتُ عَلَيْهِ.
وتَحَنَّى عَلَيْهِ أَي تعَطَّف مِثْلُ تَحَنَّن؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
تَحَنَّى عليكَ النفْسُ مِنْ لاعِج الهَوى، ***فَكَيْفَ تَحَنِّيها وأَنْتَ تُهِينُها؟
والمَحَانِي: معاطِف الأَوْدِية، الْوَاحِدَةُ مَحْنِية، بِالتَّخْفِيفِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
بمَحْنِيَة قَدْ آزَرَ الضَّالُ نَبْتَها، ***مَضَمِّ جُيوشٍ غانِمِين وخُيَّبِ
وَفِي الْحَدِيثِ: « كَانُوا مَعَه فأَشْرَفوا عَلَى حَرَّةِ واقِمٍ فإِذا قبُورٌ بمَحْنِيَة »أَي بِحَيْثُ يَنْعَطِف الْوَادِي، وَهُوَ مُنْحَناه أَيضًا، ومَحاني الْوَادِي: مَعاطِفه؛ وَمِنْهُ قَوْلَ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
شُجَّتْ بِذِي شَبَمٍ مِنْ مَاءٍ مَحْنِيَةٍ، ***صافٍ بأَبْطَح أَضْحى، وَهُوَ مَشْمُول
خَصَّ ماءَ المَحْنية لأَنه يَكُونُ أَصفى وأَبرد.
وَفِي الْحَدِيثِ: « أَن العَدُوَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَمَنُوا فِي أَحْناء الْوَادِي »؛ هِيَ جَمْعُ حِنْوٍ وَهُوَ مُنْعَطَفُه مِثْلُ مَحانيه؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عنه: مُلائِمةٌ لأَحْنائها أَي مَعاطِفِها.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
91-لسان العرب (صفا)
صَفَا: الصَّفْوُ والصَّفَاءُ، مَمْدودٌ: نَقِيضُ الكَدَرِ، صفَا الشيءُ والشَّرابُ يَصْفُو صَفاءً وصُفُوًّا، وصَفْوُهُ وصَفْوَتُه وصِفْوَتُه وصُفْوَتُه: مَا صَفَا مِنْهُ، وصَفَّيْتُه أَنَا تَصْفِيَةً.وصَفْوَةُ كُلِّ شيءٍ: خالِصُهُ مِنْ صَفْوَةِ المالِ وصَفْوَةِ الإِخَاء.
الْكِسَائِيُّ: هُوَ صُفْوَةُ المَاءِ وصِفْوَةُ الماءِ، وَكَذَلِكَ المالُ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ لَهُ صَفْوَةُ مالِي وصِفْوَةُ مالِي وصُفْوَة مالِي، فَإِذَا نَزَعُوا الهاءَ قَالُوا لَهُ صَفْوُ مالِي، بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ.
وَفِي حَدِيثِ عَوفِ بْنِ مَالِكٍ: « لَهُمْ صِفْوَةُ أَمْرِهِمْ »؛ الصِّفْوةُ، بالكَسْرِ: خِيارُ الشَّيْءِ وخُلاصَتُه وَمَا صَفَا مِنْهُ، فَإِذَا حُذِفَتِ الْهَاءُ فُتِحْتَ الصَّادُ، وَهُوَ صَفْوُ الإِهالَة لَا غيرُ.
والصَّفَاءُ: مَصْدَرُ الشيءِ الصَّافِي.
وَإِذَا أَخَذَ صَفْوَ ماءٍ مِنْ غدِيرٍ قَالَ: اسْتَصْفَيْتُ صَفْوَةً.
وصَفَوْتُ القِدْرَ إِذَا أَخَذْتَ صَفْوَتَها.
والمِصْفَاةُ: الرَّاوُوقُ.
وَفِي الإِناءِ صِفْوَةٌ مِن مَاءٍ أَوْ خَمْرٍ أَي قَلِيلٌ.
وصَفَا الجَوُّ: لَمْ تَكُنْ فِيهِ لُطْخَةُ غَيْمٍ.
ويومٌ صافٍ وصَفْوانُ إِذَا كَانَ صَافِيَ الشَّمْس لَا غَيْمَ فِيهِ وَلَا كَدَرَ وَهُوَ شدِيدُ البَرْدِ.
وقولُ أَبي فَقْعَسٍ فِي صِفَةِ كَلإٍ: خَضِعٌ مَضِغٌ صافٍ رَتِعٌ؛ أَراد أَنَّه نَقِيٌّ مِنَ الأَغْثَاءِ والنَّبْتِ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ هَذَا الْبَابِ، وَقَدِ يَكُونُ صَافٍ مَقْلُوبًا مِنْ صائِفٍ أَي أَنه نَبْتٌ صَيْفِيٌّ فقُلِبَ، فَإِذَا كَانَ هَذَا فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ ص ي ف.
أَبو عُبَيْدٍ: الصَّفِيُّ مِنَ الْغَنِيمَةِ مَا اخْتارَه الرَّئِيسُ مِنَ المَغْنَمِ واصْطَفاه لنَفْسِه قبلَ القسْمَةِ منْ فَرسٍ أَو سيفٍ أَو غَيْرِهِ، وَهُوَ الصَّفِيَّةُ أَيضًا، وجَمْعُه صَفَايا؛ وأَنشد لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنَمة يُخَاطِبُ بِسْطامَ بنَ قَيْسٍ:
لَكَ المِرْباعُ فِيها والصَّفَايا، ***وحُكْمُكَ والنَّشِيطَةُ والفُضولُ
وَفِي الْحَدِيثِ: « إنْ أَعْطَيْتُمُ الخُمُس وسهمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصَّفِيَّ فأَنْتُم آمِنُونَ »؛ قَالَ الشَّعْبِيُّ: الصَّفِيُّ عِلْقٌ تَخَيَّرَهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منَ المَغْنم، كانَ مِنْهُ صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" عَائِشَةَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفَايا، تَعْني صَفِيَّة بنْتَ حُيَيٍّ كانتْ مِنْ غَنيمَةِ خَيْبَرَ.
واسْتَصْفَيْتُ الشَّيْءَ إِذَا اسْتَخْلَصْتَه.
وَمَنْ قرأَ: فاذكُروا اسمَ اللهِ عَلَيْها صَوافِيَ "، بِالْيَاءِ، فَتفسيرهُ أَنَّها خالصَة لِلَّهِ تَعَالَى يذْهَب بِهَا إِلَى جَمْعِ صافِيَة؛ وَمِنْهُ قِيلَ للضِّيَاع الَّتِي يَسْتَخْلِصُها السلطانُ لِخَاصَّتِهِ: الصَّوَافِي.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: « أَنهما دَخَلا عَلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وهُما يَخْتَصِمان فِي الصَّوافِي الَّتِي أَفاءَ اللهُ عَلَى رسولِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَموال بَني النَّضِير »؛ الصَّوَافِي: الأَمْلاكُ والأَرض الَّتِي جَلا عَنْها أَهْلُها أَو ماتُوا وَلَا وارِثَ لَها، وَاحِدَتُهَا صَافِيَةٌ.
واسْتَصْفَى صَفْوَ الشَّيْءِ: أَخَذَه.
وصَفَا الشيءَ: أَخَذَ صَفْوَه؛ قَالَ الأَسْودُ بْنُ يَعْفُرَ:
بَهَالِيلُ لَا تَصْفُو الإِمَاءُ قُدُورَهُمْ، ***إِذَا النَّجْمُ وافَاهُمْ عِشاءً بشَمْأَلِ
وَقَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ:
كأَنَّ مَغارِزَ الأَنْيابِ منْها، ***إِذَا مَا الصُّبْحُ نَوَّرَ لانْفِلاقِ،
صَلِيتُ غَمامَةٍ بجَناةِ نَحْلٍ، ***صَفَاةِ اللَّوْنِ طَيِّبَةِ المَذَاقِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ:؛ قِيلَ في تفسير صَفاةُ اللَّوْنِ صَافِيةٌ، قَالَ: وَهُوَ عِنْدِي فَعِلَةٌ عَلَى النَّسَب كأَنه صَفِيَةٌ، قُلِب إِلَى صَفَاةٍ، كَمَا قِيلَ ناصَاةٌ وباناةٌ.
واسْتَصْفَى الشيءَ واصْطَفاه: اختارَهُ.
اللَّيْثُ: الصَّفَاءُ مُصَافَاةُ المَوَدَّةِ والإِخاءِ.
والاصْطِفَاءُ: الاخْتِيارُ، افْتِعالٌ مِنَ الصَّفْوَةِ.
وَمِنْهُ: النبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفْوَةُ اللَّهِ منْ خَلْقِه ومُصْطَفاةُ، والأَنْبِياءُ المُصْطَفَوْنَ، وهم من المُطْطَفَين إِذَا اخْتِيرُوا، وهُمُ المُصْطَفُون إِذَا اخْتَارُوا، وَهَذَا بِضَمِّ الْفَاءِ.
وصَفِيُّ الإِنْسانِ: أَخُوهُ الَّذِي يُصافِيه الإِخاءَ.
والصَّفِيُّ: المُصافِي.
وأَصْفَيْتُه الوُدَّ: أَخْلَصْته وصَافيتُه.
وتَصافَيْنا: تخالَصْنا.
وصَافَى الرجلَ: صَدَقَهُ الإِخاءَ.
وصَفِيُّكَ: الَّذِي يُصافِيكَ.
والصَّفِيُّ: الخالِصُ مِنْ كلِّ شيءٍ.
واصْطَفَاه: أَخذَه صَفِيًّا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
عَشِيَّةَ قامتْ بالفِناء كأَنها ***عَقيلَةُ نَهْبٍ تُصْطَفى وتَغُوجُ
وَفِي الْحَدِيثِ: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضى لعبدهِ المُؤمِن إِذَا ذَهَبَ بصَفِيِّه مِنْ أَهلِ الأَرض فصَبَر واحْتَسَب بثَوابٍ دونَ الجنةِ »؛ صَفِيُّ الرجلِ: الَّذِي يصافِيهِ الوُدَّ ويُخْلِصُه لَهُ، فَعِيلٌ بِمَعْنَى فاعلٍ أَو مَفْعُولٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « كَسانِيه صَفِيِّي عُمَرُ »أَي صَدِيقِي.
وناقةٌ صَفِيٌّ أَي غَزيرةٌ كثيرةُ اللبنِ، والجمعُ صَفايا؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُجمَع بالأَلف وَالتَّاءِ لأَن الْهَاءَ لَمْ تَدْخُلْه فِي حَدِّ الإِفرادِ، وَقَدْ صَفُوَتْ وصَفَتْ.
وَفِي حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ: « تَسْبِيحةٌ فِي طَلَب حاجَةٍ خيرٌ مِنْ لَقُوحٍ صَفِيّ فِي عامِ لَزْبَةٍ »، هِيَ النَّاقَةُ الغزيرَةُ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ.
وَيُقَالُ: مَا كَانَتِ الناقةُ والشاةُ صَفِيًّا وَلَقَدْ صَفَتْ تَصْفُو، وَكَذَلِكَ الإِبلُ.
وَبَنُو فلانٍ مُصْفُونَ إِذَا كَانَتْ غنمُهُمْ صَفايا، والنَّخْلة كَذَلِكَ.
ونَخْلةٌ صَفِيٌّ: كثيرةُ الحَمْل، وَالْجَمْعُ الصَّفَايا.
وَيُقَالُ: أَصْفَيْتُ فُلَانًا بِكَذَا وَكَذَا إِذَا "آثرْتَه بِهِ.
الأَصمعي: الصَّفْواءُ والصَّفْوانُ والصَّفا، مَقْصُورٌ، كلُّه واحدٌ؛ وأَنشد لِامْرِئِ الْقَيْسِ:
كُمَيتٌ يَزِلُّ اللِّبْدُ عَنْ حالِ مَتْنِه، ***كَمَا زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزَّلِ
ابْنُ السِّكِّيتِ: الصَّفا العريضُ مِنَ الحِجارَةِ الأَمْلَسُ، جَمْعُ صَفاةٍ يكتَبُ بالأَلف، فَإِذَا ثُنِّي قِيلَ صَفَوانِ، وَهُوَ الصَّفْواءُ أَيضًا؛ وَمِنْهُ الصَّفا والمروةُ، وَهُمَا جَبَلانِ بَيْنَ بَطْحاء مَكَّة والمَسْجِد، وَفِي الْحَدِيثِ ذِكرُهما.
والصَّفا: اسْمُ أَحد جبلَي المَسْعى.
والصَّفا: موضِعٌ بِمَكَّةَ.
والصَّفاةُ: صخْرةٌ مَلْساءُ.
يُقَالُ فِي المَثَل: مَا تَنْدى صفَاتُه.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ: « يَضْرِبُ صَفاتَها بمِعْوَلِه »، هُوَ تمثيلٌ؛ أي اجْتَهد عَلَيْهِ وبالغَ فِي امْتحانهِ واخْتِباره؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: « لَا تُقْرَعُ لهمْ صَفاةٌ »أَي لَا يَنالهم أَحدٌ بسُوءٍ.
ابْنُ سِيدَهْ: الصَّفاةُ الحَجر الصَّلْدُ الضَّخْمُ الَّذِي لَا يُنبِتُ شَيْئًا، وجمعُ الصَّفاة صَفَواتٌ وصَفًا، مَقْصُورٌ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ أَصْفاءٌ وصُفِيٌّ وصِفيٌّ؛ قَالَ الأَخيل:
كأَن مَتْنَيْهِ، مِنَ النَّفِيِّ، ***مواقعُ الطَّيْر عَلَى الصُّفِيِ
كَذَا أَنشده مَتْنَيْهِ؛ وَالصَّحِيحُ مَتْنَيَّ كَمَا أَنشده ابْنُ دُرَيْدٍ لأَن بَعْدَهُ: " مِنْ طُولِ إشْرافي عَلَى الطَّويِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَإِنَّمَا حَكَمنا بأَن أَصْفاءً وصُفيًّا إِنَّمَا هُوَ جَمْعُ صَفًا لَا جَمْعُ صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لَا تُكَسَّر عَلَى فُعُولٍ، إِنَّمَا ذَلِكَ لفَعْلة كبَدْرَةٍ وبُدورٍ، وَكَذَلِكَ أَصْفاءٌ جمعُ صَفًا لَا صَفاةٍ لأَن فَعَلةً لَا تُجْمَعُ عَلَى أَفْعالٍ.
وَهُوَ الصَّفْواءُ: كالشَّجْراءِ، واحدتُها صَفاةٌ، وَكَذَلِكَ الصَّفْوانُ واحدَته صَفوانةٌ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ}؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ:
عَلَى ظَهْرِ صَفْوانٍ كأَن مُتُونَه ***عُلِلْنَ بدُهْنٍ يُزْلِقُ المُتَنَزِّلا
وَفِي حَدِيثِ الوحْي: « كأَنها سِلْسلَةٌ عَلَى صَفْوانٍ».
وأَصْفَى الحافِرُ: بلَغ الصَّفا فارْتَدَع.
وأَصْفَى الشاعرُ: انقطَع شِعْرُه وَلَمْ يقلْ شِعْرًا.
ابْنُ الأَعرابي: أَصْفَى الرجلُ إِذَا أَنْفَدَت النساءُ ماءَ صُلْبهِ.
وأَصْفَى الرجلُ مِنَ المالِ والأَدَبِ أَيْ خَلَا.
وأَصْفَى الأَمِيرُ دارَ فلانٍ؛ واسْتَصْفَى مالَه إِذَا أَخذه كلَّه.
وأَصْفَتِ الدَّجاجةُ إصْفَاءً: انْقطَع بيضُها.
والصَّفَا: اسْمُ نهرٍ بعيْنهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ نَخْلًا:
سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسَرِيُّهُ، ***عُمٌّ نَواعِمُ، بينهنَّ كرومُ
وَبِالْبَحْرَيْنِ نهرٌ يَتَخَلَّجُ مِنْ عينِ مُحَلِّمٍ يُقَالُ لَهُ الصَّفا، مقصورٌ.
وصَفِيٌّ: اسْمُ أَبِي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَتِ السُّلَمي.
وصَفْوَانُ: اسم.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
92-أساس البلاغة (صدق)
صدقصدقته الحديث، وفي مثل «صدقني سن بكره» وصادقه ولم يكاذبه، وتصادقا ولم يتكاذبا. وصدقه فيما قال، وقوله مصدق. ورجل صدوق من قوم صدق. ورجل صديق. وعنده مصداق ذلك وهو ما يصدقه من الدليل. وصادقته فكان خير صديق، وهو صديقي ومصادقي وهم أصدقائي وصدقائي وصديقي، ولست من صديق فلان. قال رؤبة:
دعها فما النحوي من صديقها
وقال نصيب:
دعون الهوى ثم ارتمين قلوبنا *** بأعين أعداء وهن صديق
وأعطاها الصداق والصدقة، وأصدقها كذا. وتصدق بما له عليه. وأخذ المصدق الفريضة. قال:
ود المصدق من بني غبر *** أن القبائل كلها غنم ورمح صدق: صلب، وقناة صدقة.
ومن المجاز: رجل صادق الحملة، وذو مصدق في القتال. وفرس ذو مصدق في الجري. وعند بني فلان مصادق. وصدقوهم القتال. قال جرير:
أولئك خير مصدقًا من مجاشع *** إذا الخيل جالت في القنا المتكسر
وقال زهير:
حتى تجلّت مصاديق الصباح له *** وبات منحسر المتنين طيّانًا
دلائله: جمع مصداق. ونجم صادق: لم يخلف. قال زهير:
في عانة بذل العهاد لها *** وشميّ غيث صادق النجم
وصادقته المودّة والنصيحة. وهو رجل صدق، وهم قوم صدق، وله قدم صدق، وكذلك كل ما كان رضًا، وفلان صدق. وصدق المعاجم، وفلانة امرأة صدقة.
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
93-مقاييس اللغة (شر)
(شَرَّ) الشِّينُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الِانْتِشَارِ وَالتَّطَايُرِ.مِنْ ذَلِكَ الشَّرِّ خِلَافَ الْخَيْرِ.
"وَرَجُلٌ شِرِّيرٌ، وَهُوَ الْأَصْلُ ; لِانْتِشَارِهِ وَكَثْرَتِهِ."
وَالشَّرُّ: بَسْطُكَ الشَّيْءَ فِي الشَّمْسِ.
وَالشَّرَارَةُ، وَالْجَمْعُ الشَّرَارُ.
وَالشَّرَرُ: مَا تَطَايَرَ مِنَ النَّارِ، الْوَاحِدَةُ شَرَرَةٌ.
قَالَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} [المرسلات: 32].
وَيُقَالُ: شَرْشَرَ الشَّيْءَ، إِذَا قَطَّعَهُ.
وَالْإِشْرَارَةُ: مَا يُبْسَطُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ.
وَالشِّوَاءُ الشِّرْشَارُ: الَّذِي يَتَقَاطَرُ دَسَمُهُ.
وَالشَّرْشَرَةُ: أَنْ تَنْفُضَ الشَّيْءَ مِنْ فِيكَ بَعْدَ عَضِّكَ إِيَّاهُ.
وَشَرَاشِرُ الْأَذْنَابِ: ذَبَاذِبُهَا.
وَأُنْشِدَ:
فَعَوَيْنَ يَسْتَعْجِلْنَهُ وَلَقِينَهُ *** يَضْرِبْنَهُ بِشَرَاشِرِ الْأَذْنَابِ
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَعَلَى أَيِّ قِيَاسٍ مِنْ هَذَا الْبَابِ يُحْمَلُ الشَّرَاشِرُ، وَهِيَ النَّفْسُ، يُقَالُ أَلْقَى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ، إِذَا أَلْقَى عَلَيْهِ نَفْسَهُ حِرْصًا وَمَحَبَّةً.
وَهُوَ قَوْلُهُ:
وَمِنْ غَيَّةٍ تُلْقَى عَلَيْهَا الشَّرَاشِرُ.
فَالْجَوَابُ أَنَّ الْقِيَاسَ فِي ذَلِكَ صَحِيحٌ، وَلَيْسَ يُعْنَى بِالشَّرَاشِرِ الْجِسْمُ وَالْبَدَنُ، إِنَّمَا يُرَادُ بِهِ النَّفْسُ.
وَذَلِكَ عِبَارَةٌ عَنِ الْهِمَمِ وَالْمَطَالِبِ الَّتِي فِي النَّفْسِ.
يُقَالُ أَلْقَى عَلَيْهِ شَرَاشِرَهُ، أَيْ جَمَعَ مَا انْتَشَرَ مِنْ هِمَمِهِ لِهَذَا الشَّيْءِ، وَشَغَلَ هُمُومَهُ كُلَّهَا بِهِ.
فَهَذَا قِيَاسٌ.
وَيُقَالُ أَشْرَرْتُ فُلَانًا، إِذَا نَسَبْتَهُ إِلَى الشَّرِّ.
قَالَ طَرَفَةُ:
وَمَا زَالَ شُرْبِيَ الرَّاحَ حَتَّى أَشَرَّنِي *** صَدِيقِي وَحَتَّى سَاءَنِي بَعْضُ ذَلِكِ
وَيُقَالُ أَشْرَرْتُ الشَّيْءَ، إِذَا أَبْرَزْتَهُ وَأَظْهَرْتَهُ.
قَالَ:
وَحَتَّى أُشِرَّتْ بِالْأَكُفِّ الْمَصَاحِفُ.
وَقَالَ:
إِذَا قِيلَ أَيُّ النَّاسِ شَرٌّ قَبِيلَةً *** أَشَرَّتْ كُلَيْبًا بِالْأَكُفِّ الْأَصَابِعُ
وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا عَلَيْهَا وَمَعْشَرًا *** عَلِيَّ حِرَاصًا لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي
مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
94-صحاح العربية (شر)
[شرر] الشَرُّ: نقيض الخير.يقال: شررت يارجل وشررت، لغتان، شرا وشرارا وشرارة.
وفلان شر الناسِ، ولا يقال أَشَرُّ الناسِ إلا في لغة رديئة.
ومنه قول امرأة من العرب: " أعيذك بالله من نفس حرى، وعين شرى " أي خبيثة، من الشر، أخرجته على فعلى، مثل أصغر وصغرى.
وقوم أشرارٌ وأَشِرَّاءُ.
وقال يونس: واحِد الاشرار رجل شر، مثل زند وأزناد.
وقال الاخفش: واحدها شريرٌ، وهو الرجل ذو الشر، مثل يتيم وأيتام.
ورجل شرير، مثال فسيق، أي كثير الشَرِّ.
وشِرَّةُ الشباب: حِرْصُه ونَشاطُه.
والشِرَّةُ أيضًا: مصدر الشَرِّ.
والشَرارَةُ: واحدة الشَرارِ، وهو ما يتطاير من النار، وكذلك الشَرَرُ، الواحدةُ شَرَرَةٌ.
والشَرَّانُ: شَبْيهٌ بالبعوض يَغْشى وجه الإنسان ولا يَعضُّ، وربَّما سَمَّوهُ الأذى.
والشُرُّ بالضم: العيبُ.
يقال: ما قلت ذلك لِشُرِّكَ، وإنما قلته لغير شُرِّكَ، أي لغير عيبك.
والمُشارَّةُ: المخاصمةُ.
وشَرَرْتُ الثوبَ: بسطْته في الشمس، وكذلك التشرير.
وشررت الاقط أشره، إذا جعلتَه على خَصَفَةٍ ليجفَّ.
وكذلك شَرَرْتُ المِلْحَ واللحمَ وغيرَه.
والإِشْرارَةُ: ما يُبْسَطُ عليه الأَقِطُ وغيره، والجمع الاشارير.
ويقال: الاشارير قطع قديد.
قال الشاعر:
لها أشارير من لحم تتمره *** من الثعالى ووخز من أرانيها
وأشررت الرجلَ: نسبْته إلى الشَرِّ.
وبعضهم ينكره.
قال الشاعر طَرَفة: فَما زالَ شُرْبي الرَاحَ حَتَّى أَشَرَّني *** صديقي وحَتَّى ساَءني بَعْضُ ذَلِكَ
وأشررت الشئ: أظهرته.
وقال في يوم صفين:
فما بَرِحوا حتَّى رأى الله صَبْرَهُمْ *** وحتَّى أُشِرَّتْ بالاكف المصاحف
والاصمعى يروى قول امرى القيس:
............ ومعشرا *** على حراسا لو يشرون مقتلي
على هذا، وهو بالسين أجود.
وشرشرة الشئ: تشقيقه وتقطيعه.
قال أبو زُبيد يصف الأسد: يَظَلُّ مُغِبًّا عنده من فَرائِسٍ *** رُفاتُ عظامٍ أو غَريضٌ مُشَرْشَرُ
وشواء شرشر: يتقاطر دسمه، مثل شلشل.
والشراشر: الأثقالُ، الواحدة شُرْشُرَةٌ.
يقال: ألقى عليه شَراشِرَهُ، أي نَفسه، حرصًا ومحبّة.
قال الكميت: وتلْقى عليه عند كلِّ عَظِيمَةٍ *** شَراشِرُ من حَيَّيْ نِزارٍ وأَلْبُبُ
وقال آخر: وكَائَنْ تَرى من رَشْدَةٍ في كَريهَةٍ *** ومن غَيَّةٍ تُلْقى عليها الشَراشِرُ
وشَراشِرُ الذَنَبِ: ذَباذِبُهُ.
والشَرْشَرُ: نبت يقال له الشِرْشِرُ بالكسر.
وقيل للاسدية: ما شجرة أبيك؟ قالت: الشرشر.
ووطب جشر، وغلام أشر.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
95-صحاح العربية (صدق)
[صدق] الصِدْقُ: خلاف الكذب.وقد صَدَقَ في الحديث.
ويقال أيضًا: صدقه الحديث.
وفى المثل: " صدقنى سن بكره "، وذلك أنه لما نفر قال له: هدع، وهى كلمة تسكن بها صغار الابل إذا نفرت.
وصدقوهم القتال.
وتصادقا في الحديث وفي المودّة.
والمُصَدٍِّقُ: الذي يُصَدِّقُكَ في حديثك، والذي يأخذ صدقات الغنم.
والمتصدق: الذى يُعطي الصَدَقَةَ.
ومررت برجلٍ يسأل، ولا تقل يتصدق، والعامة تقوله، وإنما المتصدق الذى يعطى.
وقوله تعالى: {إنَّ المُصَّدِّقينَ والمُصَّدِّقاتِ} بتشديد الصاد، أصله المُتًصَدِّقينَ فقلبت التاء صادًا وأدغمت في مُثلها.
والصَداقَةُ والمُصادَقَةُ: المُخَالَةُ، والرجل صَديقٌ والأنثى صَديقَةٌ والجمع أَصْدِقاءُ، وقد يقال للواحد والجمع والمؤنث صَديقٌ.
قال الشاعر: نَصَبْنَ الهَوى ثم ارْتَمَيْنَ قُلوبَنا بأَعْيُنِ أعداءٍ وهُنَّ صَديقُ ويقال: فلان صديقى، أي أخص أصدقائى، وإنما يصغَّر على جهة المدح، كقول حباب بن المنذر: " أنا جُذَيلُها المحكك، وعذيقها المرجب ".
والصديق، مثال الفسيق: الدائم التَصْديقِ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل.
والصَدْقُ، بالفتح: الصُلبُ من الرماح، ويقال المستوِي.
ويقال أيضًا: رجل صدق اللقاء، وصدق
النظر، وقوم صدق بالضم، مثل فرس ورد وأفراس ورد، وجون وجون.
وهذا مصداق هذا، أي ما يُصَدِّقُهُ.
ويقال للرجل الشجاع والفرسِ الجوادِ: إنّه لذو مَصْدَق بالفتح، أي صادِقُ الحملة وصادق الجرى، كأنه ذو صِدْقٍ فيما يَعِدُكَ من ذلك.
قال حفاف بن ندبة: إذا ما استحمّتْ أَرْضُهُ من سمائه جَرى وهو مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِ يقول: إذا ابتلّتْ حوافره من عَرَقِ أعاليه جرى وهو متروكٌ لا يضرب ولا يزجر، ويصدقك فيما يَعِدُكَ من البلوغ إلى الغاية.
والصَدَقَةُ: ما تَصَدَّقْتَ به على الفقراء.
والصَداقُ والصِداقُ: مَهْرُ المرأةِ، وكذلك الصَدُقَةُ، ومنه قوله تعالى: {وآتوا النساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً}، والصدقة مثله، بالضم وتسكين الدال.
وقد أصدقت المرأة، إذا سميت لها صداقا: قال يعقوب: هي الصندوق بالصاد، والجمع الصناديق.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
96-صحاح العربية (عرق)
[عرق] العَرَقُ: الذي يرشَح.وقد عرق.
ورجل عرقة، مثال همزة، إذا كان كثير العرق.
وقولهم: ما أكثر عَرَقَ إبلِه، أي نتاجَها.
والعَرَقُ: السطر من الخليل والطير وكل مصطفٍّ.
قال طُفيلٌ يصف فرسًا: كأنَّه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلولُ والعَرَقُ: السفيفةُ المنسوجةُ من الخوص وغيره قبل أن يُجعَلَ منه الزَبيلُ، ومنه قيل للزبيل عَرَقٌ.
وعَرَقُ الخِلالِ: ما يرشَحُ لك الرجل به، أي يعطيك للمودَّة.
قال الشاعر يصف سيفًا: سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي وما أُعطيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ يقول: أخذتُ هذا السيف عنوة، ولم أعطله للمودة.
قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلانٍ عَرَقَ القِربةِ، ومعناه الشدّةُ، ولا أدري ما أصله.
وقال غيره: العَرَقُ إنَّما هو للرجُل لا للقِربة.
قال: وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماءُ الزوافرُ ومن لا مُعين له.
وربما افتقر الرجل الكريمُ واحتاج
إلى حَمْلها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقةِ والحياءِ من الناس.
فيقال: تجشمتُ لك عَرَقَ القربةِ.
ويقال: جرى الفرس عَرَقًا أو عَرَقَيْنِ: أي طِلْقًا أو طِلْقين.
ولبنٌ عَرِقٌ بكسر الراء، وهو الذي يُجْعَلُ في سقاءٍ ويُشَدُّ على البعير ليس بينَه وبين جنب البعير وقايةٌ، فإذا أصابَه عَرَقُ البعير أفسدَ طعمَه وتغيرت رائحته.
والعَرَقَةُ: الطُرَّةُ تُنسَج جوانبَ الفسطاط، وكذلك الخشبة التي توضع معترضةً بين سافيَ الحائط.
والعَرَقاتُ: النُسوعُ.
والعَرَقَةُ: واحدة العَرَقِ، وهو السَطر من الخيل والطير ونحوه.
والعروق: نبات أصفر يُصْبَغُ به.
والعُروقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْقٌ.
وفي الحديث: " من أحيا أرضًا ميّتةً فهي له، وليس لعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ ".
والعِرْقُ الظالم: أن يجئ الرجل إلى أرضٍ قد أحياها غيرُه فيغرِسَ فيها أو يزرَع ليستوجبَ به الأرض.
ويقال أيضًا: في الشراب عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير.
وذات عرق: موضع بالبادية.
والعَرْقُ بالفتح: مصدر قولك عَرَقْتُ العظم
أعرقة بالضم عرقا ومعرقا، إذا أكلت ما عليه من اللحم.
وقال: أكُفُّ لساني عن صديقي فإنْ أُجَأْ إليه فإني عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ والعَرْقُ أيضًا: العظمُ الذي أُخذَ عنه اللحمُ، والجمع عراق بالضم.
قال ابن السكيت: ولم يجئ شئ من الجمع على فعال إلا أحرف منها تؤام جمع توأم، وشاة ربى غنم رباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، ورخل ورخال، وفرير وفرار، قال: ولا نظير لها.
ورجل معرق العظامِ ومُعْتَرَقٌ، أي قليلُ اللحم.
وتعرقت العظم، مثل عرقته.
والعراق: بلاد، يذكر ويؤنث، ويقال هو فارسي معرب.
والعراقان: الكوفة والبصرة.
وأعرق الرجل، إذا صار إلى العراق.
قال الممزق العبدى: فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم وإن تعمنوا مستحقبى الحرب أعرق وقال أبو زيد: إذا كانَ الجلد في أسفل السقاء مَثْنيًّا ثم خُرِزَ عليه فهو العِراقُ، والجمع عرق.
وإذا سوى ثم خزر عليه غير مُثَنًّى فهو الطِباب.
وقال الأصمعي: العِراقُ: الطِبابَةُ، وهي الجلدةُ التي تغطَّى بها عيونُ الخرز.
وأعرق الرجل، أي صار عَريقًا، وهو الذي له عِرْقٌ في الكرم، وكذلك الفرس.
فلان معْرِقٌ يقال ذلك في اللؤم والكرم جميعًا.
وقد أعْرَقَ فيه أعمامه وأخواله.
ويقال: " إن امرأً ليس بينه وبين آدم أبٌ حيٌّ لمُعْرَقٌ له في الموت " كما يقال لَمُعْرَقٌ له في الكرم، أي له عِرْقٌ في ذلك، يموت لا محالة.
وأعْرَقَ الشجرُ والنباتُ، إذا امتدتْ عُروقهُ في الأرض.
وعَرَقَ فلانٌ في الارض يعرق عروقا، مثال جلس جلوسا، أي ذهب.
وعارق: اسم شاعر من طيئ، سمى بذلك لقوله:
لانتحين للعظم ذو أنا عارقه *** وأعرقت الشراب فهو معرق أي فيه عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير.
وعَرَّقْتُ الشراب تَعْريقًا، إذا مزجتَه من غير أن تبالغَ فيه.
ومنه طلاءٌ مُعَرَّقٌ.
ويقال أيضاُ رجلٌ مُعَرَّقُ الخَدَّيْنِ، إذا كانَ قليلَ لحمِ الخدّين.
ويقال: عَرِّقْ في الإناء، أي اجعل فيه دون الملءِ.
وعَرَّقْتُ في الدَلو، إذا استقيتَ فيها دون الملء.
قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها ألا ترى حَبارَ مَن يَسْقيها وعَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عرقوة وإنما تضم فعلوة إذا كان ثانيه نون، مثل عنصوة.
والعرقوتان: الخشبتان اللتلان تعرضان على الدلو كالصليب، والجمع العراقى.
قال:
خذلت، منها العراقى فانجذم *** أراد بقوله " منها " الدلو، وبقوله " انجذم "
السجل، لان السجل والدلو واحد.
وإن جمعت بحذف الهاء قلت عرق، وأصله عرقو إلا أنه فعل به ما فعل بثلاثة أحق في جمع حقو.
وتقول: عرقيت الدلو عرقاة، إذا شددتهما عليها.
وذات العَراقيِّ: الداهيةُ.
قال عوف بن الأحوص: لَقيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقي يقال: هي مأخوذة من عَراقي الإكامِ، وهي التي غَلُظَتْ جدًّا لا ترتقى إلا بمشقة.
والعرقوتان أيضًا، هما الخشبتان اللتان تَضُمان ما بين واسِطِ الرحلِ والمؤخرة.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
97-منتخب الصحاح (شرر)
الشَرُّ: نقيض الخير.يقال: شَرَرْتَ يا رجلُ وشَرِرْتَ، لغتان، شَرًّا شرارًا وشَرارَةً.
وفلان شَرُّ الناسِ، ولا يقال أَشَرُّ الناسِ إلاَّ في لغة رديئة.
وقومٌ أشرارٌ وأَشِرَّاءُ.
وقال يونس: واحِد الأَشْرارِ رجلٌ شَرٌّ.
وقال الأخفش: واحدها شريرٌ، وهو الرجل ذو الشَرِّ.
ورجلٌ شِرِّيرٌ، أي كثير الشَرِّ.
وشِرَّةُ الشباب: حِرْصُه ونَشاطُه.
والشِرَّةُ أيضًا: مصدر الشَرِّ.
والشَرارَةُ: واحدة الشَرارِ، وهو ما يتطاير من النار، وكذلك الشَرَرُ، الواحدةُ شَرَرَةٌ.
والشَرَّانُ: شَبْيهٌ بالبعوض يَغْشى وجه الإنسان ولا يَعضُّ، وربَّما سَمَّوهُ الأذى.
والشُرُّ بالضم: العيبُ.
يقال: ما قلت ذلك لِشُرِّكَ، وإنما قلته لغير شُرِّكَ، أي لغير عيبك.
والمُشارَّةُ: المخاصمةُ.
وشَرَرْتُ الثوبَ: بسطْته في الشمس، وكذلك التَشْريرُ.
وشَرَرْتُ الأَقْطَ أَشُرُّهُ شَرًّا، إذا جعلتَه على خَصَفَةٍ ليجفَّ.
وكذلك شَرَرْتُ المِلْحَ واللحمَ وغيرَه.
والإِشْرارَةُ: ما يُبْسَطُ عليه الأَقِطُ وغيره، الجمع الأَشاريرُ.
ويقال: الأَشارِيرُ.
ويقال: الأَشاريرُ قِطَعُ قَديدٍ.
وأَشْرَرْتُ الرجلَ: نسبْته إلى الشَرِّ.
وبعضهم ينكره.
قال الشاعر طَرَفة:
فَما زالَ شُرْبي الرَاحَ حَتَّى أَشَرَّني *** صديقي وحَتَّى ساَءني بَعْضُ ذَلِكَ
وأَشْرَرْتُ الشيءَ: أظهرْته.
وقال في يوم صفين:
فما بَرِحوا حتَّى رأى الله صَبْرَهُمْ *** وحتَّى أُشِرَّتْ بالأَكُفِّ المَصاحِفُ
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
98-منتخب الصحاح (عرق)
العَرَقُ: الذي يرشَح.وقد عَرِقَ.
ورجلٌ عُرَقَةٌ، إذا كانَ كثيرَ العَرَق.
وقولهم: ما أكثرَ عَرَقَ إبلِه، أي نتاجَها.
والعَرَقُ: السَطْر من الخيل والطَير وكلِّ مصطفٍّ.
قال طُفيلٌ يصف فرسًا:
كأنَّه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ *** سيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلولُ
والعَرَقُ: السفيفةُ المنسوجةُ من الخوص وغيره قبل أن يُجعَلَ منه الزَبيلُ؛ ومنه قيل للزبيل عَرَقٌ.
وعَرَقُ الخِلالِ: ما يرشَحُ لك الرجل به، أي يعطيك للمودَّة.
قال الشاعر يصف سيفًا:
سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي *** وما أُعطيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ
يقول: أخذتُ هذا السيف عَنوةً، ولم أعطه للمودة.
قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلانٍ عَرَقَ القِربةِ، ومعناه الشدّةُ، ولا أدري ما أصله.
وقال غيره: العَرَقُ إنَّما هو للرجُل لا للقِربة.
قال: وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماءُ الزوافرُ ومن لا مُعين له.
وربما افتقر الرجل الكريمُ واحتاج إلى حَمْلها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقةِ والحياءِ من الناس.
فيقال: تجشمتُ لك عَرَقَ القربةِ.
ويقال: جرى الفرس عَرَقًا أو عَرَقَيْنِ: أي طِلْقًا أو طِلْقين.
ولبنٌ عَرِقٌ بكسر الراء، وهو الذي يُجْعَلُ في سقاءٍ ويُشَدُّ على البعير ليس بينَه وبين جنب البعير وقايةٌ، فإذا أصابَه عَرَقُ البعير أفسدَ طعمَه وتغيَّرتْ رائحته.
والعُروقُ: نباتٌ أصفر يُصْبَغُ به.
والعُروقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْقٌ.
وفي الحديث: من أحيا أرضًا ميّتةً فهي له، وليس لعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ.
والعِرْقُ الظالمُ: أن يجيء الرجلُ إلى أرضٍ قد أحياها غيرُه فيغرِسَ فيها أو يزرَع ليستوجبَ به الأرض.
ويقال أيضًا: في الشراب عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير.
والعَرْقُ بالفتح: مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أعْرُقهُ بالضم عَرْقًا ومَعْرَقًا، إذا أكلت ما عليه من اللحم.
وقال:
أكُفُّ لساني عن صديقي فإنْ أُجَأْ *** إليه فإني عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ
والعَرْقُ أيضًا: العظمُ الذي أُخذَ عنه اللحمُ، والجمع عُراقٌ بالضم.
ورجلٌ مَعْروقُ العظامِ ومُعْتَرَقٌ، أي قليلُ اللحم.
وتَعَرَّقْتُ العظمَ، مثل عَرَقْتُهُ.
وقال أبو زيد: إذا كانَ الجلد في أسفل السقاء مَثْنيًّا ثم خُرِزَ عليه فهو العِراقُ، والجمع عُرُقٌ.
وإذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ عليه غير مُثَنًّى فهو الطِباب.
وقال الأصمعي: العِراقُ: الطِبابَةُ، وهي الجلدةُ التي تغطَّى بها عيونُ الخُرَز.
وأعْرَقَ الرجلُ، أي صار عَريقًا، وهو الذي له عِرْقٌ في الكَرَم، وكذلك الفرس، وفلان معْرِقٌ.
يقال ذلك في اللؤم والكرم جميعًا.
وقد أعْرَقَ فيه أعمامُه وأخوالُه.
ويقال: إن
امرأً ليس بينه وبين آدم أبٌ حيٌّ لمُعْرَقٌ له في الموت، كما يقال لَمُعْرَقٌ له في الكرم، أي له عِرْقٌ في ذلك، يموت لا محالة.
وأعْرَقَ الشجرُ والنباتُ، إذا امتدتْ عُروقهُ في الأرض.
وعَرَقَ فلانٌ في الأرض يَعْرِق عُروقًا، أي ذهب.
وأعْرَقْتُ الشراب فهو مُعْرَقٌ، أي فيه عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير.
وعَرَّقْتُ الشراب تَعْريقًا، إذا مزجتَه من غير أن تبالغَ فيه.
ومنه طلاءٌ مُعَرَّقٌ.
ويقال أيضاُ رجلٌ مُعَرَّقُ الخَدَّيْنِ، إذا كانَ قليلَ لحمِ الخدّين.
ويقال: عَرِّقْ في الإناء، أي اجعل فيه دون الملءِ.
وعَرَّقْتُ في الدَلو، إذا استقيتَ فيها دون الملء.
قال الراجز:
لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها *** ألا ترى حَبارَ مَن يَسْقيها
وعَرْقُوَةُ الدَلوِ بفتح العين.
والعَرْقوتانِ: الخشبتان اللتان تُعَرضان على الدلو كالصَليب؛ والجمع العَراقيُّ.
وتقول: عَرْقَيْتُ الدلوَ عَرْقاةً، إذا شددتَهما عليها.
والعَرْقوتانِ أيضًا، هما الخشبتان اللتان تَضُمان ما بين واسِطِ الرحلِ والمؤخرة.
والعَرَقَةُ: الطُرَّةُ تُنسَج جوانبَ الفسطاط، وكذلك الخشبة التي توضع معترضةً بين سافيَ الحائط.
والعَرَقاتُ: النُسوعُ.
والعَرَقَةُ: واحدة العَرَقِ، وهو السَطر من الخيل والطَير ونحوه.
وذاتُ العَراقيِّ: الداهيةُ.
قال عوف بن الأحوص:
لَقيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا *** وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقي
يقال: هي مأخوذة من عَراقي الإكامِ، وهي التي غَلُظَتْ جدًّا لا تُرْتَقى إلا بمشقّة.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
99-تهذيب اللغة (سبأ)
[سبأ: 20]، فمعناه: أنه حققَ ظنه حينَ قال: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ} [النساء: 119]، لأنه قال ذلك ظانًا فحقَّقه في الضالين، وأصدق الرجلُ المرأة حين تزوّجها، أي جعل لها صَدَاقًا، ورجلٌ صَدُوق، أبلغ من الصادق، وفلانٌ صديقي، أي أخَصُ أصدقائي، والصِّدِّيق: المبالغ في الصدق.تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
100-معجم العين (صدق)
صدق: الصِّدْق: نَقيض الكذب.ويقال للرجل الجواد والفرس الجواد: إنه لذو مَصْدَقٍ، أي صادِقُ الحملة.
وصَدَقْتَه: قلت له صِدْقًا، وكذلك من الوعيد إذا أوقعتهم قلت: صَدَقْتُهم.
وهذا رجل صِدقٍ، مضاف، بمعنى نعم الرجل هو، وامرأة ِصْدقٍ، وقوم صِدْقٍ.
فإذا نعته قلت: هو الرجل الصَّدْقُ، وهي الصَّدْقَةُ، وقوم صَدْقُونَ، ونساء صَدْقاتٌ، قال:
مقذوذة الأذان صَدْقاتُ الحَدَقْ
أي نافذة الحدق.
وفلان صَديقي، وفلانة صديقتي، وإن قيل: هي له صَديقٌ على التكرار جاز، قال:
وإذا أم عمار صديق مساعف
والصَّدقُ: الكامل من كل شيء.
والصِّدِّيق من يُصَدِّقُ بكل أمر الله والنبي- عليه السلام- لا يتخالجه شك في شيء.
والصَّداقةُ مصدر الصَّديقِ، وقد صادَقَه مُصادقَةً أي يَصْدُقُه النصيحة والمودة.
والصِّداقُ والصُّدْقَةُ والصَّدُقَةُ: المهر.
والمُتَصَدِّقُ: المعطي للصدقة.
وأصَدَّقُ: آخذ الصدقات من الغنم، قال الأعشى:
ود المُصَدِّق من بني عمروٍ *** أن القبائل كلها غنم
العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م