نتائج البحث عن (ضريت)
1-العربية المعاصرة (ضري)
ضرِيَ/ضرِيَ ب/ضرِيَ على يَضرَى، اضْرَ، ضَراوةً وضَراءً وضِراءً وضَرًى، فهو ضارٍ، والمفعول مَضريٌّ به.* ضرِي القتالُ: اشتدَّ (معارك ضارية- ضرِيَتِ المقاومةُ- ضرِي النِّقاشُ- قاتل بضَراوة: بعنف وشراسة).
* ضرِي الكلبُ بالصَّيد/ضرِي الكلبُ على الصَّيد: تعوَّده وأُولِع به، اجترأ عليه (ضرِي الصَّقرُ بالصَّيد).
ضارٍ [مفرد]: جمعه ضَوَارٍ، والمؤنث ضارِيَة، والجمع المؤنث ضارِيات وضَوَارٍ: اسم فاعل من ضرِيَ/ضرِيَ ب/ضرِيَ على (*) حَرْبٌ ضارية: شديدة، عنيفة، فتَّاكة.
* الضَّاري من الجوارح والكلاب: المدرَّبُ على الصَّيد (كلبٌ/قطٌّ ضارٍ).
* الضَّاري من السِّباع: المفترس، المولَع بأكل اللُّحوم (سبعٌ/أسدٌ ضارٍ).
ضَراء [مفرد]: مصدر ضرِيَ/ضرِيَ ب/ضرِيَ على.
ضِراء [مفرد]: مصدر ضرِيَ/ضرِيَ ب/ضرِيَ على.
ضَراوة [مفرد]: مصدر ضرِيَ/ضرِيَ ب/ضرِيَ على.
ضَرًى [مفرد]: مصدر ضرِيَ/ضرِيَ ب/ضرِيَ على.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-المعجم العربي لأسماء الملابس (القبقاب)
القَبْقَاب: القَبْقَاب بفتح فسكون ففتح: النَّعل المتخذة من خَشَب بلغة أهل اليمن، ويكون شراكه من الجلد أو نحوه، والجمع: قباقيب.وقد كانت القباقِيب الخشبية تصنع أحيانًا غنية بالزخارف ومرصعة بأصداف اللؤلؤ؛ وقد كان لهذا النوع من ملابس الرجل دور محزن في تاريخ نساء المماليك حينما ضُريت الملكة شجرة الدر بالقباقيب حتى الموت.
وفى التاج: القَبْقَاب: النعل من خشب في المشرق إنه خاص بلغة أهل اليمن، وقيل: إنه مولَّد لا أصل له في كلام العرب، وذكر الخفاجى في الريحانة أنه نعل يصنع من خشب محدث بعد العصر الأول، وقد نظم ابن هانئ الأندلسى فيه قوله:
«كنتُ غصنا بين الرياض رطيبا *** مائسَ العِطْف من غناء الحمام»
«صرتُ أحكى عداك في الذل إذ *** صرتُ برغمى أُداس بالأقدام »
والقَبْقَاب يلفظ في مصر بضم القاف: القُبْقَاب، ويستعمله الرجال والنساء على حد سواء داخل الحمامات، غير أن النساء لا يلبسنه في البيوت إلا نادرًا، وبعضهن لا يلبسنه إلا لتفادى تجرير ذلاذل أثوابهن على الأرض، وبعضهن يستعملنه لإطالة قامتهن.
والسوريون في البيوت والدروب يلبسون كذلك غالبًا أحذية من الخشب؛ وهي تعلو على الأرض أكثر من خمسة عشر سنتيمترًا، وهي مقورة تقويرًا عميقًا من الباطن، في الوسط، بين القطعتين الخشبيتين اللتين تمسان الأرض، وهي مطلية طلاء جميلًا بعدة ألوان. وتلبسها النساء كذلك.
المعجم العربي لأسماء الملابس-رجب عبدالجواد إبراهيم-صدر: 1423هـ/2002م
3-المعجم العربي لأسماء الملابس (النكث)
النِّكْث: بالكسر أن تُنْقَض أخلاق الأخبية والأكسية البالية فتُغزل ثانية، والاسم من ذلك كله النكيثة، ونكث العهد والحبل فانتكث، أى نقضه فانتقض، وفى التنزيل العزيز: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}، واحد الأنكاث نِكْث، وهو الغَزْل من الصوف أو الشعر تُبْرَم وتُنسج، فإذا خَلَقت -أى بليت- النسيجة قُطِّعت قطعًا صغارًا ونُكثت خيوطها المبرومة وخُلطت بالصوف الجديد ونشبت به ثم ضُريت بالمطارق وغُزلت ثانيةً واستعملت، والذى ينكثها يُقال له: نكَّاث؛ ومن هذا نكث العهد، وهو نقضه بعد إحكامه، كما تُنكث خيوط الصوف المغزول بعد إبرامه. قال ابن السكيت: النِّكْث: المصدر، وفى حديث عمر: أنه كان يأخذ النِّكث والنوى من الطريق فإن مرَّ بدار قوم رمى بهما فيها وقال: انتفعوا بهذا النكث.والنّكث بالكسر: الخيط الخَلَق من صوف أو شعر أو وبر، سُمِّى به لأنه ينقض، ثم يُعاد فتله.
المعجم العربي لأسماء الملابس-رجب عبدالجواد إبراهيم-صدر: 1423هـ/2002م
4-معجم الأفعال المتعدية بحرف (ضري)
(ضري) يضرى ضرى وضراوة بالشيء وضرى عليه لهج به لزمه وأولع به وأعتاد به فلا يكاد يصبر عنه وضرى ضرى وضراء وضراوة الكلب بالصيد تعود به وتطعم بلحمه ودمه فهو ضارج ضوار وضراه عليه وأضراه به عوده وجعله يضرى وقال زهير(متى تبعثوها تبعثوها دميمة
وتضر إذا ضريتموها فتضرم) طويل
واستضرى للصيد ختله من حيث لا يعلم وجرة ضارية وقد ضريت بالخل وغيره.
معجم الأفعال المتعدية بحرف-موسى بن الحاج محمد بن الملياني الأحمدي الدراجي المسيلي الجزائري (الملقب نويوات)-صدر:1398هـ/1977م
5-المعجم الغني (ضَرِيَ)
ضَرِيَ- [ضري]، (فعل: ثلاثي. لازم، مزيد بحرف)، ضَرِيَ، يَضْرَى، المصدر: ضَرىً، ضَرَاوَةٌ.1- "ضَرِيَتِ الحَرْبُ": اِشْتَدّتْ، حَمِيَتْ.
2- "ضَرِيَ الكَلْبُ بِالصَّيْدِ": تَعَوَّدَ عَلَيْه وَلَحِقَ بِهِ بِشِدَّةٍ.
3- "ضَرِيَ بِحُبِّهِ": لَهِجَ بِهِ، تَعَلَّقَ بِهِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
6-تاج العروس (جب جبب جبجب)
[جبب]: الجَبُّ: القَطْعُ، جَبَّهُ يَجُبُّه جَبًّا كالجِبَابِ بالكَسْر، والاجْتِبَّابِ من اجْتَبَّه والجِبَابُ والاجْتِبَابُ: اسْتِئصالُ الخُصْيَةِ، وجَبَّ خُصَاهُ جَبًّا اسْتَأْصَلَهُ، وخَصِيٌّ مَجْبُوبٌ بَيِّنٌ الجِبَابِ، وقَدْ جُبَّ جَبًّا، وفي حديث مَأْبورٍ الخَصِيِّ «فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ» أَي مَقْطُوعُ الذَّكَرِ، وفي حديث زِنْبَاعٍ «أَنَّهُ جَبَّ غُلَامًا لَهُ» والجِبَابُ: تَلْقِيحُ النَّخْل، جَبَّ النَّخْلَ: لَقَّحَهُ، وزَمَنُ الجِبَابِ: زَمَنُ التَّلْقِيحِ للنَّخْل، وعن الأَصمعيّ: إِذا لَقَّحَ الناسُ النخيلَ قيل: قد جَبُّوا، وقد أَتانا زَمَنُ الجِبَابِ، قال شيخُنا: ومنه المَثَلُ المشهورُ: «جِبَابٌ فَلَا تَعَنَّ أَبْرًا» الجِبَابُ: وِعَاءٌ الطَّلْعِ جَمْع جُبٍّ، وجُفُّ أَيْضًا، والأَبْرُ: تَلْقِيحُ النَّخْلِ وإِصْلَاحُهُ، يُضْرَبُ للرَّجُلِ القَلِيلِ خَيْرُه، أَيْ هُوَ جِبَابٌ لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا طَلْعَ، فلا تَعَنَّ، أَيْ لا تَتَعَنَّ؛ أَي لا تَتْعَبْ في إِصْلَاحِهِ.قلت: ويَأْتِي ذِكْرُ الجَبِّ عند جَبِّ الطَّلْعَةِ.
والجَبُّ: الغَلَبَةُ، وجَبَّ القَوْمَ: غَلَبَهُم، وجَبَّتْ فُلَانَةُ النِّسَاءَ تَجُبُّهُنَّ جَبًّا: غَلَبَتْهُنَّ من حُسْنِهَا، وقيل: هو غَلَبَتُكَ إِيَّاهُ في كُلِّ وَجْهٍ، من حَسَب أَو جَمَالٍ أَو غَيْرِ ذلك، وقَوْلُهُ:
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِينَ بالسَّبَبْ
هذه امرأَةٌ قدَّرَت عَجِيزَتَهَا بخَيْطٍ وهو السَّبَبُ، ثم أَلْقَتْه إِلى نِسَاءِ الحَيِّ ليفْعَلْنَ كما فَعَلتْ، فَأَدَرْنَه على أَعْجَازِهِنَّ فَوَجَدْنَه فَائِضًا كثيرًا، فَغَلَبَتْهُنَّ، ويأْتي طَرَفٌ من الكلام عند ذكر الجِبَاب، والمُجَابَّةِ، فإِن المؤلّف رحمه الله تعالى فَرَّقَ المادة الواحدة في ثلاثةِ مواضِع على عادته، وهذا من سوءِ التأْليف، كما يظهرُ لك عند التأَمُّل في المَوَادِّ.
والجَبَبُ، مُحَرَّكَةً: قَطْعٌ السَّنَامِ، أَو أَنْ يَأْكُلَهُ الرَّحْلُ أَو القَتَبُ فَلَا يَكْبُرَ، يقال: بَعِيرٌ أَجَبُّ، ونَاقَةٌ جَبَّاءُ بَيِّنُ الجَبَب؛ أَي مقطوعُ السَّنَامِ، وجَبَّ السَّنامَ يجُبُّه جَبًّا: قَطَعَه، وعن الليث: الجَبُّ: اسْتِئْصَالُ السَّنَامِ من أَصْلِه، وأَنشد:
ونَأْخُذُ بَعْدَهُ بِذِنَابِ عَيْشٍ *** أَجَبِّ الظَّهْرِ ليْس له سَنَامُ
وفي الحديث «أَنَّهُمْ كانُوا يَجُبُّون أَسْنِمَةَ الإِبِلِ وهي حَيَّةٌ» وفي حديث حَمزةَ رضي الله عنه «أَنَّهُ اجْتَبَّ أَسْنِمَةَ شَارِفَيْ عليٍّ رضي الله عنه لمَّا شَرِب الخَمْرَ! ! » افْتَعَلَ من الجَبِّ وهو القَطْعُ. والأَجَبُّ من الأَرْكَابِ: القَلِيلُ اللَّحْمِ، وهي أَي الجَبَّاءُ: المَرْأَةُ التي لا أَلْيَتَيْنِ لَهَا، وعن ابن شُمَيْل: امْرَأَةٌ جَبَاءُ؛ أَي رَسْحَاءُ، أَو التي لم يَعْظُمْ صَدْرُهَا وثَدْيَاهَا قال شَمِرٌ: امرأَةٌ جَبَّاءُ، إِذا لم يَعظُمْ ثَدْيُهَا، وفي الأَسَاس أَنه اسْتُعِيرَ من ناقة جَبَّاءَ.
قلت: فهو مجازٌ، قال ابنُ الأَثيرِ: وفي حديث بعض الصحابة، وسُئلَ عن امْرَأَة تزوَّجَ بها: كيفَ وَجَدْتَهَا؟ فقال: كالخَيْرِ من امرأَةٍ قَبَّاءَ جَبَّاءَ. قَالُوا: أَولَيْسَ ذلك خَيْرًا؟ قالَ: ما ذَاكَ بأَدْفَأَ للضَّجِيعِ ولَا أَرْوَى للرَّضِيع»، قال يريدُ بالجَبَّاءِ أَنها صغيرَةُ الثَّدْيَيْنِ، وهي في اللُّغَة أَشْبَهُ بالتي لا عَجُزَ لها، كالبَعِيرِ الأَجَبِّ الذي لا سَنَامَ له.
قلت: بيَّنه في الأَسَاس بقوله: ومنه قولُ الأَشْتَرِ لعليٍّ كرّم الله وجهه صَبِيحَةَ بِنَائِهِ بالنَّهْشَلِيَّةِ: كَيْفَ وَجَد أَمِيرُ المؤمنين أَهْلَهُ؟ قَالَ: قَبَّاءَ جَبَّاءَ، أَو التي لا فَخِذَيْ لَهَا أَي قليلةَ لحْمِ الفَخِذَيْنِ، فكأَنها لا فخِذَيْ لها، وحَذْفُ النونِ هنا وإِثباتُهَا في الأَلْيَتَيْنِ تَنَوُّعٌ، أَشار له شيخُنَا.
والجُبَّةُ بالضم: ثَوْبٌ من المُقَطَّعَاتِ يُلْبَسُ م، الجمع: جُبَبٌ وجِبَابُ كقُبَب وقِباب.
والجُبَّةُ: موضع، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
لَا مَالَ إِلَّا إِبِلٌ جُمَّاعَهُ *** مَشْرَبُهَا الجُبَّةُ أَوْ نُعَاعَهْ
كذا في لسان العرب، وظاهره أَنه اسمُ ماءٍ.
والجُبَّةُ: حَجَاجُ العَيْنِ بكسر الحاءِ المهملة وفتحها.
والجُبَّةُ من أَسماءِ الدِّرْع وجمعها جُبَبٌ، وقال الراعي:
لَنَا جُبَبٌ وأَرْمَاحٌ طِوَالُ *** بِهِنَّ نُمَارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونَا
والجُبَّة: حَشْوُ الحَافِرِ أَو قَرْنُه، أَو هي من الفَرِس: مُلْتَقَى الوَظِيفِ على الحَوْشَبِ من الرُّسْغِ، وقيل: هي مَوْصلُ ما بينَ الساقِ والفَخِذِ، وقيل: مَوْصِلُ الوَظِيفِ في الذِّراع، وقيل: مَغْرِزُ الوَظِيفِ في الحافرِ، وعن الليث: الجُبَّةُ: بَيَاضٌ يَطَأُ فيه الدابّة بحافِره حَتَّى يَبلغَ الأَشَاعِرَ، وعن أَبي عُبيدَة: جُبَّةُ الفَرَسِ: مُلْتَقى الوَظِيفِ في أَعْلَى الحَوْشَبِ، وقال مَرّةً: مُلتقَى ساقَيْه ووَظِيفَيْ رِجْلَيْه، ومُلْتَقَى كلِّ عَظْمَيْنِ إِلَّا عَظْمَ الظَّهْر.
والجُبَّةُ من السِّنَانِ: ما دَخَلَ فيه الرُّمْحُ، والثَّعْلَبُ: ما دَخَلَ من الرُّمْحِ في السِّنَان، وجُبَّةُ الرُّمحِ: ما دخل من السِّنَان فيه.
والجُبَّةُ: قرية بالنَّهْرَوَانِ من عَمَلِ بَغْدَادَ، و: قرية أُخْرَى ببغدادَ، منها أَبُو السَّعَادَاتِ مُحمدُ بن المُبَارَك بنِ حمد السُّلَمِيّ الجُبَّائِيُّ عن أَبي الفَتْح بن شَابِيل، وأَبُوه حَدَّثَ بغَرِيب الحديث عن أَبي المَعَالي السَّمِين.
قلت: والصوابُ في نَسَبِه: الجُبِّيُّ، إِلى الجُبَّةِ: قَريةٍ بخُرَاسَانَ، كما حقَّقه الحَافظُ. وأَبُو مُحَمَّد دَعْوَانُ بنُ عَلِيِّ بنِ حَمَّادٍ الجُبَّائِيُّ، ويقال له: الجُبِّيُّ أَيضًا، وهو الضَّرِيرُ، نسبة إِلى قرية بالنَّهْرَوانِ، وهو من كبار قُرَّاءِ العِرَاق مع سبط الخَيَّاط، وأَخَوَاه حُسَيْنٌ وسَالِمٌ رَوَيَا الحديثَ، وهم من الجُبَّةِ: قريةٍ بالسَّوَاد، وقد كرره المصنف في مَحَلَّيْنِ.
والجُبَّةُ: موضع بِمصْرَ، و: موضع بين بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ، ومَاءٌ بِرَمْلِ عالِجٍ، و: قرية بِأَطْرَابُلُسَ، قال الذَّهَبِيّ: منها عبدُ اللهِ بن أَبي الحَسَنِ الجُبَّائِيُّ نَزَلَ أَصْبَهَانَ، وحدَّث عن أَبي الفَضْل الأُرْمَوِيّ، وكان إِمامًا مُحدِّثًا، مات سنة 605.
وفَرَسٌ مُجَبَبٌ، كمُعظَّم: ارْتَفَعَ البياضُ منه إِلى الجُبَبِ فما فوقَ ذلك، ما لمْ يَبلُغِ الرُّكْبَتينِ، وقيل: هو الذي بلغ البياضُ أَشاعِرَه، وقيل: هو الذي بلَغَ البياضُ منه رُكْبَة اليَدِ وعُرْقوبَ الرِّجْلِ أَو رُكْبَتَي اليَدَيْنِ وعُرْقُوبَيِ الرِّجْلَيْنِ، والاسمُ: الجَبَبُ، وفيه تَجْبِيبٌ، قال الكُميت:
أُعْطِيتَ مِنْ غُرَرِ الأَحْسَابِ شَادِخَةً *** زَيْنًا وفُزْتَ منَ التَّحْجِيلِ بالجَبَبِ
وعن الليث: المُجَبَّبُ: الفَرَسُ الذي يَبلُغ تَحْجِيلُه إِلى رُكبتَيْه.
والجُبُّ، بالضم: البِئْرُ، مُذَكَّرٌ، أَو البئْرُ الكَثِيرَةُ الماءِ البعيدةُ القَعْرِ أَو هي الجَيِّدَة المَوْضِعِ من الكَلَإِ، أَو هي التي لَمْ تُطْوَ، أَو لا تَكُونُ جُبًّا حتى تكونَ مما وُجِدَ، لا مِمَّا حَفَرَهُ النَّاسُ، الجمع: أَجْبَابٌ وجِبَابٌ بالكسر، وجِبَبَةٌ كقِرَدة، كذَا هو مضبوطٌ، وقال الليث: الجُبُّ: البِئرُ غيرُ البَعِيدَةِ، وعن الفَرّاء: بئرٌ مُجَبَّبَةُ الجَوْفِ، إِذا كان في وسطها أَوسعُ شيءٍ منها، مُقَبَّبَةً، وقالَت الكِلَابِيَّةُ: الجُبُّ: القَلِيبُ الواسِعةُ الشَّحْوَةِ، وقال أَبو حبيب: الجُبُّ: رَكِيَّةٌ تُجَابُ في الصَّفَا، وقال مُشَيِّعٌ: الجُبُّ: الرَّكِيَّةُ قبْلَ أَنْ تُطْوَى، وقال زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ: جُبُّ الرَّكِيَّةِ: جِرَانُها، وجُبَّةُ القَرْن: التي فيها المُشَاشَةُ. وعن ابن شُمَيل: الجِبَابُ: الرَّكَايَا تُحْفَرُ يُغْرَسُ فيها العِنَبُ كما يُحفَر للفَسِيلَةِ من النخل والجُبُّ: الوَاحدُ.
والجُبُّ في حديث ابن عباس: «نَهَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الجُبِّ» فقيلَ: ومَا الجُبُّ؟ فَقَالت امْرَأَةٌ عِنْدَهُ: هُوَ المَزَادَةُ يُخَيَّطُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ كَانُوا يَنْتَبِذُونَ فِيهَا، حتى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتْ الانْتِبَاذَ فيها واشْتَدَّتْ عليه، ويقال لها: المَجْبُوبة أَيضًا.
والجُبُّ: موضع بالبَرْبَرِ تُجْلَبُ منه الزَّرَافَة، الحَيَوان المعروف والجُبُّ: مَحْضَرٌ لِطَيِّئ بِسَلْمَى، نقله الصاغانيُّ، ومَاءٌ لبَنِي عَامِرِ بن كِلابٍ، نقله الصاغانيّ وَمَاءٌ لضَبَّةَ بن غَنِيٍّ، والذي في التكملة أَنه ماءٌ لبني ضَبِينَة، ويقال: الأَجْبَابُ أَيضًا، كما سيأْتي، و: موضع بَيْنَ القَاهرَةِ وبُلْبَيْسَ يقالُ له: جُبُّ عَميرة و: قرية بحَلَبَ، وتُضَافُ إِلى لفْظ الكَلْب فيقال: جُبُّ الكَلْبِ، ومن خُصُوصِيَّاتِهَا أَنه إِذا شرِبَ منها المكْلُوبُ، الذي أَصَابه الكَلْبُ الكَلبُ، وذلك قَبْلَ استكمالِ أَرْبَعينَ يَوْمًا بَرَأَ من مَرَضه بإِذنِ الله تعالى.
وَجُبُّ يُوسُفَ المذكورُ في القرآن {وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ} وسيأْتي في غ ي ب عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ مِيلًا منْ طَبَرِيَّةَ وهي بَلْدَةٌ بالشأْمِ أَو هو بَيْنَ سَنْجَلَ ونَابُلُسَ على اختلاف فيه، وقد أَهمل المصنف ذكر نَابُلُسَ في موضعه، ونبهْنَا عَليْه هناك.
ودَيْر الجُبِّ بالمَوْصِلِ شَرْقِيَّهَا وفي حديث عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ دَفِينَ سحْرِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم جُعِلَ في جُبِّ الطَّلْعَةِ» والرّوَايَةُ: «جُبّ طَلْعةٍ» مَكَانَ: جُفِّ طَلْعَة، وهُمَا مَعًا وِعَاءُ طَلْعِ النخْل، قال أَبو عُبَيْد: جُبُّ طَلْعَةٍ غيرُ مَعْرُوفٍ، إِنما المعروفُ جُفُّ طَلْعَة، قال شَمِرٌ: أَرادَ داخِلُها إِذا أُخْرجَ منها الكُفُرَّى، كما يقال لداخل الرَّكِيَّةِ من أَسْفَلَهَا إِلى أَعلاها: جُبٌّ، يقال: إِنَّهَا لَوَاسعَةُ الجُبِّ، سَواءٌ كانَتْ مَطْوِيَّةً أَو غير مَطْويةٍ.
والتَّجْبِيبُ: ارْتِفَاعُ التَّحْجِيلِ إِلى الجُبَبِ، قد تقدَّم معناهُ في فَرَس مُجَبَّب، وذِكْرُ المَصْدَرِ هُنَا، وذكْرُ الوَصْفِ هُنَاكَ مِنْ تَشْتِيتِ الفِكْرِ كمَا تَقَدَّمَ.
والتَّجْبِيبُ النِّفَارُ أَي المُنَافَرَةُ باطِنًا أَو ظاهِرًا، ففي حديث مُوَرِّق: «المُتَمَسِّك بطاعةِ الله إِذا جَبَّبَ الناسُ عنها كالكَارِّ بعدَ الفَارِّ» أَي إِذا ترك الناسُ الطاعات ورَغِبوا عنها والفرارُ، يقال: جَبَّبَ الرَّجُلُ تَجْبِيبًا، إِذا فَرَّ، وعَرَّدَ، قال الحُطيئة:
ونَحْنُ إِذَا جَبَّبْتُمُ عَنْ نِسَائِكمْ *** كَمَا جَبَّبَتْ منْ عِنْدِ أَوْلَادِهَا الحُمُرْ
ويقال: جَبَّ الرَّجُلُ، إِذَا مَضَى مُسْرِعًا فارًّا من الشيءِ، فظَهَر بِمَا ذَكَرْنا سقوطُ ما قاله شيخُنَا أَنّ ذِكْرَ الفِرَار مستدركٌ، لأَنه بمعنى النِّفار، وعطف التفسير غير محتاج إِليه.
قلت: ويجوز أَن يكون المرادُ من النِّفَار المُغَالبَة في الحُسْنِ وغيرِه، كما يأْتي، فلا يكون الفِرَارُ عطفَ تفسير له.
والتَّجْبِيبُ: إِرْوَاءُ الجَبُوب ويُرَادُ به المَال، والجَبَاب، قال ابن الأعرابيّ: هو القَحْطُ الشَّديدُ.
والجِبَابُ بالَّلامِ بالكَسْر: المُغَالَبَةُ في الحُسْنِ وغَيْرِه كالحَسَب والنَّسَبِ، جَابَّنِي فجَبَبْتُه: غَالَبَني فَغَلَبْتُهُ، وجَابَّتَ المَرْأَةُ صَاحِبَتَهَا فَجَبَّتْهَا حُسْنًا أَي فَاقَتْهَا بحُسْنِهَا.
والجُبَابُ بالضَّمِّ: القَحْطُ، قد تقدم أَنه بالكَسْرِ، فكان ينبغي أَن يقول هناك ويُضَمُّ، رعايةً لطريقته من حُسْن الإِيجازِ، كما لا يخفى والهَدَرُ السَّاقِطُ الذي لا يُطْلَبُ، وهو أَيضًا ما اجْتَمَعَ من أَلْبَانِ الإِبلِ فيصيرُ كأَنه زُبْدٌ ولَا زُبْدَ للإِبِل أَي لأَلْبَانهَا، قال الراجز:
يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ *** عَصْبَ الجُبَابِ بِشِفَاهِ الوَطْبِ
وقيل: الجُبَابُ لِلإِبل كالزُّبْدِ للغَنَمِ والبَقَرِ، وقَدْ أَجَبَّ اللَّبَنُ، وفي التهذيب: الجُبَابُ: شِبْهُ الزُّبْدِ يَعْلُو الأَلْبَانَ يَعْنِي أَلْبَانَ الإِبل إِذا مَخض البَعِيرُ السِّقاءَ وهو مُعَلَّقٌ عليه، فيَجْتَمعُ عند فَم السِّقاءِ، ولَيْسَ لأَلْبَانِ الإِبلِ زُبْد إِنّمَا هو شَيءٌ يُشْبِه الزُّبْدَ.
والجَبُوبُ بالفَتْح هي الأَرْضُ عَامَّةً، قاله اللِّحْيَانيُّ وأَبو عمرو وأَنشد:
لَا تَسْقِهِ حَمْضًا وَلَا حَلِيبَا *** إِنْ مَا تَجِدْهُ سَابِحًا يَعْبُوبَا
ذَا مَنْعَة يَلْتَهِبُ الجَبُوبَا
ولا يُجْمَع، قاله الجوهريّ، وتارةً يُجْعَل عَلَمًا، فيقال: جَبُوبُ، بلا لام، كشَعوب، ونقل شيخُنا عن السُّهيليّ في رَوْضِهِ: سُمِّيَتْ جَبُوبًا لأَنّها تُجَبُّ أَي تُحْفَرُ، أَو تَجُبُّ مَنْ يُدْفَنُ فيها؛ أَي تَقْطَعُهُ، ثم قال شيخُنَا، ومنه قيل: جَبَّانٌ وجَبَّانَةٌ للأَرْضِ التي يُدْفَنُ بِهَا المَوْتَى، وهي فَعْلَانٌ من الجَبِّ والجَبُوب قاله الخَلِيلُ، وغَيْرُه جَعَلَهُ فَعَّالًا من الجُبْنِ، أَوْ وَجْهُهَا ومَتْنُهَا من سَهْلٍ أَو حَزْن أَو جَبَلٍ، قاله ابن شُمَيل، وبه صَدَّرَ في لسان العرب أَو غَلِيظُهَا، نقله القُتَيْبِيُّ عن الأَصمعيِّ، ففي حديث عَليٍّ: «رَأَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي ويَسْجُدُ عَلَى الجَبُوبِ» قال ابن الأَعرابيّ: الجَبُوب الأَرْضُ الصُّلْبَةُ أَو الغَلِيظَةُ من الصَّخْرِ، لا من الطِّينِ أَو الجَبُوبُ التُّرَابُ، قاله اللِّحْيَانيّ، وعَدَّهَا العسْكَرِيُّ من جُمْلَةِ أَسْمَاءِ التُّرَابِ، وأَمَّا قولُ امرئ القيس:
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِهَا *** وأَبِيتُ مُرْتَفِقًا عَلَى رَحْلِي
فيحتمل هذا كلّه.
والجَبوبُ: حِصْنٌ باليَمَن والمَشْهُور الآنَ عَلى أَلسِنة أَهلها ضَمُّ الأَوّل كما سمعتُهم، و: موضع بالمَدِينَةِ المنورة، على ساكنها أَفضلُ الصلاة والسلام و: موضع ببَدْرٍ، وكأَنَّهُ أُخِذَ من الحَدِيث: «أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رَجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ».
والجَبُوبَةُ بهاءٍ: المَدَرَةُ، مُحَرَّكَةً، ويقال لِلْمَدَرَةِ الغَلِيظَةِ تُقْلَعُ من وَجْهِ الأَرْضِ: جَبُوبٌ: وعن ابن الأَعْرَابِيّ: الجَبُوبُ: المَدَرُ المُفَتَّتُ، وفي الحديث: «أَنَّه تَنَاوَلَ جَبُوبَةً فَتَفَلَ فِيهَا»، وفي حديث عُمَرَ: «سَأَلَهُ رَجُلٌ فقالَ: «عَنَّتْ لِي عِكْرِشَةٌ فشنَقْتُها بجبُوبَةٍ» أَي رَمَيْتُهَا حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ، وفي حديث أَبِي أَمَامَةَ قال: لَمَّا وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في القَبْرِ طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهمُ الجَبُوبَ وَيَقُولُ: سُدُّوا الفُرَجَ»، وقال أَبُو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقَابًا أَصَابَ صَيْدًا.
رَأَتْ قَنصًا عَلَى فَوْتٍ فَضَمَّتْ *** إِلى حَيْزُومِهَا رِيشًا رَطِيبَا
فَلَاقَتْهُ بِبَلْقَعَة بَرَاحٍ *** تُصَادمُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ الجَبُوبَا
والأَجَبُّ: الفَرْجُ مِثْلُ الأَجَمِّ، نقله الصَّاغانيُّ.
وجُبَابَةُ السَّعْدِيُّ، كثُمَامَة: شَاعِرٌ لِصٌّ مِنْ لُصُوصِ العَرَبِ، نقله الصاغانيُّ والحافظُ.
وجُبَيْبٌ كزُبَيْر: صَحَابِيّ فَرْدُ، هو جُبَيْبُ بنُ الحَارِثِ، قالت عائشة إِنه قال: يا رسول الله، إِني مِقْرَافٌ للذُّنوب.
وجُبَيْبٌ أَيضًا: وادٍ بِأَجَأَ من بلاد طيِّئٍ.
وجُبَيْبٌ: وادٍ بكَحَلَةَ مُحَرَّكَةً: ماءٍ لِجُشَمَ.
وجُبَّي بالضَّمِّ والتشديد والقَصْر كُورَةٌ بخُوزِسْتَانَ، منها الإِمَامُ أَبو عَلِيّ المُتَكَلِّمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ صَاحِبُ مَقَالاتِ المُعْتَزِلَةِ وابْنُه الإِمَامُ أَبُو هَاشِم تُوُفِّيَ سنةَ إِحدى وعِشْرِينَ [وثلاثمائة] ببغدادَ وهما شيخَا الاعتزالِ بعد الثلاثمائة وجُبَّى: قرية بالنَّهْرَوَانِ، منها أَبُو محمدِ بنِ عليِّ بنِ حَمَّادٍ المُقْرِئُ الضَّريرُ، وهو بِعينِه دَعْوَانُ بنُ عليِّ بنِ حمّادٍ فهو مُكَرَّرٌ مع ما قبلَهُ، فليُتأَمَّل وجُبَّى: قرية قُرْبَ هِيتَ، منها محمدُ بن أَبِي العِزِّ ويقال في هذه القرية أَيضًا الجُبَّةُ والنسبة إِليها الجُبِّيُّ، كما حققه الحافظُ ونسبَ إِليها أَبَا فِرَاسٍ عُبَيْدَ الله بن شِبْلِ بنِ جَمِيلِ بن مَحْفُوظٍ الهِيتِيَّ الجُبِّيَّ، له تصانيف ومات سنة 658 وابنُه أَبو الفَضْلِ عبدُ الرحمن كان شيخ رِبَاط العميد، مات سنة 671 وجُبَّي: قرية قربَ بَعْقُوبَا بفتح الموحدة مقصورةً قَصَبَةٍ بطريق خُرَاسَانَ بينها وبين بغدادَ عشرَةُ فراسِخَ، ويقال فيها: بَا بَعْقُوبا، كذا في المراصد واللُّبّ، ولم يذكرهُ المؤلّفُ في مَحَلّه. قلت: وهذه القَريةُ تُعرَف بالجُبَّةِ أَيضًا، وقال الحافظُ: هي بخراسان، واقتصر عليه ولم يذكرُ جُبَّى كما ذَكَره المصنف، وإِليها نُسبَ المباركُ بن محمدٍ السُّلَمِيّ الذي تقدّم ذِكرُه وكذا أَبو الحُسَيْن الجُبِّيُّ شيخُ الأَهْوَازِيّ الآتي ذِكْرُه.
وَبَقِيَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ مُوسى بنِ الضَّبِّيِّ المِصْرِيّ الملقّبُ سِيبويهِ، يقالُ له: الجُبِّيّ، ويأْتي ذِكرُه في س ي ب، وهو من هذه القريةِ على ما يقتضي سياقُ الحافظ، ويقال: إِلى بَيْعِ الجِبَابِ فتأَمَّل، والنِّسْبَةُ إِلى كلّ ما ذُكِرَ جُبَّائِيُّ.
وجَبَّى كحَتَّى: قرية في اليَمَنِ منها الفقيهُ أَبو بكرِ بنُ يَحيى بنِ إِسحاقَ، وإِبراهيمُ بنُ عبد اللهِ بنِ محمدِ بن قاسمِ بن محمدِ بن أَحمدَ بن حسّانَ، وإِبراهيمُ بن القاسمِ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ حَسَّانَ، ومحمدُ بن القاسم المُعَلِّمُ، الجَبَّائِيُّونَ، فُقَهَاءُ مُحَدِّثُونَ، تَرْجَمَهُم الخَزْرَجِيُّ والجنديّ، ولكن ضبطَ الأَميرُ القَريةَ المذكورة بالتَّخْفِيفِ والقَصْرِ وصَوَّبَه الحافظُ، قلت: وهو المشهورُ الآنَ، ومنها أَيضًا شُعَيبُ بنُ الأَسْوَدِ الجَبَّائِيُّ المُحَدِّثُ من أَقْرَانِ طَاوُوسَ، وعنه محمدُ بنُ إِسحاقَ، وسَلَمَة بنُ وَهْرَامَ وقال الذَّهَبِيُّ: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ عبدِ اللهِ المُقرِئ الجُبِّيُّ، بالضَّمِّ ويُقَالُ فيه الجِبَائِيُّ، وإِنما قيل ذلك لِبَيْعِه الجِبَابَ، مُحَدِّث شيخَ للأَهْوَازِيِّ ومُحَمَّدٌ وعُثْمَان ابْنَا محمودِ بنِ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصْبهَانِيَّانِ رَوَيَا عن أَبِي الوَقْتِ وغيرِه ومحمدُ بنُ جَبُّويَةَ الهَمَذانِيّ عن محمودِ بنِ غَيْلَانَ.
وفَاتَه: محمدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصبَهانيُّ عَمُّ الأَخَوَيْنِ، سَمعَ يَحْيَى بنَ مَنْدَة، ومات سنة 565.
وأَبُو البَرَكَاتِ عبدُ القَوِيِّ بنُ الجَبَّاب كَكَتَّان المِصْرِيُّ لِجُلُوسِ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ في سُوقِ الجِبَاب، والحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ بنِ يَزِيدَ الجَبَّابُ كُنْيَتُه أَبُو عُمَرَ، أَنْدَلُسِيٌّ، قالَ الذهبيُّ: هو حافِظُ الأَنْدَلُسِ، تُوُفِّيَ بِقُرْطُبَةَ سنة 322. قال الحَافظُ: سَمِع بَقِيَّ بن مَخْلَدٍ وطَبقَته، قال وَأَوَّلُهُم عَبْدُ الرحمنِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ الله بنِ أَحْمَدَ التَّمِيميُّ السَّعْدِيُّ أَبُو القَاسِمِ، حَدَّثَ عن محمدِ بنِ أَبي بكر الرَّضِيّ الصِّقِلِّيّ، وابنُه إِبراهيمُ حَدَّث عن السِّلَفِيّ، وعبدُ العزيزِ بنُ الحسينِ حَدَّثَ أَيضًا، وابْنُهُ عَبْدُ القَوِيِّ، وهو المذكور في قول المصنِّف، كان المُنْذِرِيُّ يَتكلَّم في سَمَاعِهِ للسِّيرةِ عن ابنِ رِفَاعةَ، وكانَ ابنُ الأَنْمَاطِيِّ يُصَحِّحُه، وابنُ أَخِيهِ أَبُو الفَضْل أَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ سَمِع السِّلَفِيَّ، وأَبُو إِبْرَاهِيمَ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحسنِ بنِ الجَبَّابِ سَمِعَ السِّلَفِيَّ أَيْضًا، أَخَذَ عنْهُمَا الدِّمْيَاطِيُّ، وأَجَازَا للدَّبُّوسِيِّ.
قلت: وأَبو القَاسِمِ عبدُ الرحمنِ بنُ الجَبَّاب من شُيُوخِ ابن الجوَّانيّ النَّسَّابَةِ مُحَدِّثُونَ.
والجُبَابَاتُ بالضَّمِّ: موضع قُرْبَ ذِي قَارٍ نقله الصاغانيُّ.
والجَبْجَبَةُ قال أَبو عبيدةَ، هو أَتَانُ الضَّحْلِ وهي صَخْرَةُ المَاءِ وسيأْتي في «ض ح ل» وفي «أَ ت ن» والجُبْجُبَةُ بضَمَّتَيْنِ: وِعَاءٌ يُتَّخذ من أَدَمٍ يُسْقَى فيه الإِبلُ، ويُنقَع فيه الهَبِيدُ، والجُبْجُبَة: الزَّبِيلُ من جُلُود يُنْقَلُ فيهِ التُّرَابُ، والجَمْعُ الجَبَاجِبُ، وفي حديث عُرْوَةَ: «إِنْ مَاتَ شيءٌ منَ الإِبل فخُذْ جِلْدَهُ فاجْعَلْهُ جَبَاجِبَ» [يُنْقَلُ فيها] أَيْ زُبُلًا، وفي حديث عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ: «أَنَّهُ أَودَع مُطْعِمَ بنَ عَدِيٍّ، لمَّا أَرَادَ أَنْ يُهَاجِر، جُبْجُبَةً فيها نَوًى من ذَهَب» هي زِنْبِيلٌ لَطِيفٌ من جُلُودٍ، ورَوَاهُ القُتَيْبِيُّ بالفَتْحِ، والنَّوَى: قِطَعٌ من ذَهَبٍ، وزْنُ القِطْعَةِ: خَمْسَةُ دَرَاهِمَ والجبْجبَةُ بفَتْحَتَيْنِ وبِضَمَّتَيْنِ والجُبَاجِبُ أَيضًا كما في لسان العرب: الكَرِشُ كَكَتِفٍ يُجْعَلُ فيه اللَّحْمُ يُتَزَوَّدُ به في الأَسْفَارِ، وقد يُجْعَل فيه اللَّحْمُ المُقَطَّع ويُسَمَّى الخَلْعَ، أَو هي الإِهَالَةُ تُذَابُ وتُحْقَن أَي تُجْعَلُ في كَرِشٍ، أَو هي عَلى ما قالَ ابنُ الأَعرابيّ: جِلْدُ جَنْبِ البَعِيرِ يُقَوَّرُ ويُتَّخَذُ فيه اللَّحْمُ الذي يُدْعَى الوَشِيقَةَ، وتَجَبْجَبَ، واتَّخَذُ جَبْجَبَةً إِذَا اتَّشَقَ، والوَشِيقَةُ: لَحْمٌ يُغْلَى إِغْلاءَةً ثم يقَدَّدُ، فهُوَ أَبْقَى مَا يَكُون، قال حُمَامُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِيُّ:
إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ *** فَلَا تُهْدِ مِنْهَا واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ
وقال أَبو زيد: التَّجَبْجُبُ أَنْ تَجْعَلَ خَلْعًا في الجُبْجُبَةِ، وأَمَّا ما حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ مِنْ قَوْلِهِمْ: إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ جَبَانٌ جُبْجُبَةٌ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُ بالجُبْجُبَة التي يوضعُ فيها هذا الخَلْعُ، شبَّهه بها في انْتِفَاخِه وقِلَّة غَنَائِه.
وجُبْجُبٌ، بالضَّمِّ: مَاءٌ معروفٌ، نقله الصاغانيُّ هكذا، وزادَ المصنفُ قُرْبَ المَدِينَةِ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، قال:
يَا دَارَ سَلْمَى بِجُنُوبِ يَتْرَبِ *** بجُبْجُبٍ أَوْ عَنْ يَمِينِ جُبْجُبِ
ويَتْرَبُ، على ما تقدّم، بالتَّاءِ الفَوْقِيَّةِ: موضعٌ باليَمَامة، وكأَنَّ المصنفَ ظنّه يَثْرِب بالمثلّثة، فلذا قال قربَ المدينة، وفيه نَظَرٌ.
ومَاءٌ جَبْجَابٌ بالفَتْحِ، وجُبَاجِبٌ، بالضَّمِّ: كَثِيرٌ قال أَبو عبيدة: وليسَ جُبَاجِبٌ بِثَبْت، كذا قاله ابنُ المُكَرَّم، ونقله الصاغانيُّ عن ابن دريد، وأَهمله الجوهريّ، والجَبْجَبُ بالفَتْحِ، كذا في نسختنا، وضبطه في لسان العرب بالضَّمِّ: المُسْتَوِي منَ الأَرضِ ليْسَ بحَزْنٍ، وَبَقِيعُ الجَبْجَبِ: مَوْضِع بالمَدِينةِ المُشَرَّفَةِ، ثبت في نسختنا، وكذَا في النسخة الطَّبلاويَّةِ، كذا قال شيخنا، ومُقْتَضَى كلامه أَنه سَقَطَ مما عدَاهَا من النسخ، واللفظُ ذكره أَبو دَاوُودَ في سُنَنِه، والرواةُ على أَنه بجِيمَيْنِ أَو هو بالخَاء المعجمة في أَوَّلِهِ، كما ذكره السُّهَيْلِيُّ وقال: إِنه شجرٌ عُرِف به هذا الموضِعُ.
قلت: فيكونُ نِسْبةُ البَقِيعِ إِليه كنِسبته إِلى الغَرْقَدِ، ويَنبغِي ذِكرُه في فصل الخَاء، قال شيخنا: وقد ذكره صاحب المراصد بالجيم، وأَشار إلى الخلاف.
والجَبَاجِبُ: الطَّبْلُ في لغة اليَمَنِ، نقله الصاغانيّ، وقال الزُّبير بن بكّار: الجَبَاجِبُ: جِبَالُ مَكَّةَ، حَرَسَها الله تعالى، أَو أَسواقُها، أَو مَنْحَرٌ، وقال البرقيُّ: حَفَرٌ بِمِنًى كان يُلْقَى به الكُرُوشُ أَي كُرُوشُ الأَضَاحي في أَيام الحَجِّ، أَو كان يُجْمَع فيها دَمُ البُدْنِ والهَدَايَا والعَرَبُ تُعَظِّمُهَا وتَفْخَرُ بِهَا، وفي الناموس: الأَوْلَى تَعبيرُ النّهَاية بأَصْحَابِ الجَبَاجِبِ، هي أَسماءُ منازِلَ بمِنىً إِلى آخِرها، وقد كفَانَا في الردِّ عليه بما يَلِيقُ به شيخُنَا الإِمَامُ، فلا يحتاج إِلى إِعادةِ تَجْرِيعِ كَأْسِ المَلَامِ، وأَما الحديث الذي عُنِيَ به مُلَّا عَلِيّ فَفِي غيرِ كتب الحديث في بَيْعَةِ الأَنْصَارِ: نَادَى الشَّيْطَانُ بِأَصْحَاب الجَبَاجِبِ، قال أَبو عُبيدة: هي جَمْعُ جُبْجُبٍ بالضَّمِّ، وهو المستَوِي من الأَرْضِ ليْسَ بحَزْن، وهي هاهنا أَسماءُ منازلَ بمِنًى، سُمِّيَت به لأَن كُرُوشَ الأَضَاحِي تُلْقَى فيها أَيامَ الحجِّ، والذي ذكره شيخُنَا عن ابن إِسحاقَ ناقلًا عن ابن بحر، وذكر في آخرِه أَنه خَلَتْ منه زُبُرُ أَكثرِ اللُّغَوِيّين، فقد أَشرنا إِليه آنِفًا عن الأَزهريّ، ففيه مَقْنَعٌ لكلّ طالبٍ راغب.
والجَبَاجِب كالبَجَابِج: الضِّخَامُ مِنَ النُّوقِ قاله أَبو عمرو، ورجُلٌ جُبَاجِبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذَا كان ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ، ونُوقٌ جَبَاجِبُ، قال الراجز:
جَرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأَجْوَافِ *** جُمُّ الذُّرَى مُشْرِفَةُ الأَنْوَافِ
وإِبل مُجَبْجَبَةٌ: ضَخْمَةُ الجُنُوبِ، أَنشد ابن الأَعرابيِّ لصَبِيَّة قالت لأَبِيها:
يَا أَبَتَا وَيْهًا أَبَهْ *** حَسَّنْتَ إِلَّا الرَّقَبَهْ
فحَسِّنَنْهَا يَا أَبَهْ *** كَيْمَا تَجِيءَ الخَطَبَهْ
بِإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ *** لِلْفحْلِ فيها قَبْقَبَهْ
ويروى مُخَبْخَبَهْ، تريد مُبَخْبَخة؛ أَي يقال لها: بَخٍ بَخٍ، إِعْجَابًا بها، فقُلِبَ، كذا في لسان العرب، وهذا التحقيقُ أَحْرَى بقولِ شيخِنا السابقِ ذِكرُه: أَنَّه خَلَت منه زُبُرُ الأَكْثَرِينَ.
والمُجَابَّةُ مُفَاعَلَةٌ: المُغَالَبَة [المفاخرة] في الحُسْنِ وغيرِه من حَسَبٍ وجَمَالٍ، وقَدْ جَابَّتْ جِبَابًا ومُجَابَّةً، وقِيلَ هُوَ في الطَّعَامِ: أَنْ يَضَعَهُ الرَّجُلُ فَيَضَعَ غَيْرُه مِثْلهُ، نقله الصّاغانيّ.
والتَّجَابُّ مِنْ بَابِ التَّفَاعُلِ أَنْ يَتَنَاكَحَ الرَّجُلَانِ أُخْتَيْهِمَا نقله الصاغانيُّ.
وجَبَّانُ مشددةً: بالأَهْوازِ نقله الصاغانيُّ.
وقَدْ جَبْجَبَ إِذَا سَمِنَ، وجَبْجَبَ إِذَا سَاحَ في الأَرْضِ عِبَادَةً، وجَبْجَبَ إِذَا اتَّجَرَ في الجَبَاجِبِ.
وأَحْمَد بن الجَبَّاب مُشَدَّدَة: مُحَدِّثٌ، لا يخفى أَنَّه الحافِظُ أبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ خالدٍ الأَنْدلُسيُّ المتقدِّمُ ذِكرُه فذِكرُه ثانيًا تكرارٌ.
وجُبَيْبٌ كَزُبَيرٍ هو أَبو جُمُعَةَ الأَنْصَارِيُّ، ويقال الكِنَانِيُّ ويقال القارِيّ قيل: هو جُبَيْبُ بنُ وَهْبٍ، بالجيم وقيل: ابن سَبُعٍ، وقيل: ابن سِبَاعٍ، قال أَبو حاتم: وهذا أَصَحُّ، له صُحْبَةٌ، نزل الشام، روى عنه صالحُ بن جُبَيْر الشامِيّ، أَو هو بالنُّونِ كما قال ابن ماكُولَا وخَطَّأَ المستغفريَّ.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ابنُ الجُبَيْبِيِّ، نِسْبةٌ إِلى جَدِّه جُبَيْبٍ، هو أَبو جعفر حَسَّانُ بنُ محمدٍ الإِشبِيلِيُّ شَاعِرُ غَرْنَاطَةَ.
والجُبَّةُ: مَوْضِعٌ في جبَلِ طَيِّيء جاءَ ذِكرُها في قول النَّمِرِ بن تَوْلَبٍ.
وجَبَابٌ كسَحابٍ: مَوضعٌ في دِيَارِ أَوْدٍ.
واسْتَجَبَّ السِّقَاءُ: غَلُظَ، واسْتَجَبَّ الحُبُّ إِذا لم يَنْضَحْ وضَرِيَ.
وجُبَيْبُ بنُ الحارِث كزُبَيرٍ: صَحَابِيٌّ فَرْدٌ.
والأَجْبَابُ: وَادٍ وقيل: مِيَاهٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ تَلِي مَهَبَّ الشَّمَالِ، وقال الأَصمعيّ: هي من مياهِ بَنِي ضَبِينَةَ، ورُبَّمَا قِيلَ له: الجُبُّ، وفيه يقول الشاعر:
أَبَنِي كِلابٍ كَيْفَ يُنْفَى جَعْفَرٌ *** وَبَنُو ضَبِينَةَ حَاضِرُو الأَجْبَابِ
والجُبَاجِبَةُ: مَاءَةٌ في دِيارِ بنِي كلابِ بنِ ربيعةَ بنِ قُرْطٍ عليها نَخْلٌ، وليس على مِياهِهم نَخْلٌ غيرُهَا وغيرُ الجَرْوَلَةِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
7-تاج العروس (كلب)
[كلب]: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ، كان في الصَّحَاح، والمُحْكَم، ولسان العرب. وفي شُمُولِه للطَّيْر نَظَرٌ. قاله الشِّهابُ الخَفَاجِيُّ في أَوّل المائدة. وقد غَلَبَ الكَلْبُ عَلَى هذا النَّوْعِ النَّابحِ قال شيخُنا: بل صار حقيقةً لُغَوِيّة فيه، لا تَحْتَمِلُ غَيرَه، ولذلك قال الجوهريّ، وغيرُه: هو معروفٌ، ولم يحتاجُوا لتعريفه، لشُهْرته. ورُبَّمَا وُصفَ به، يُقَالُ: رَجُلٌ كَلْبٌ، وامْرَأَةٌ كلْبَةٌ.ج: أَكْلُبٌ، وجمعُ الجمعِ أَكَالِبُ، والكثيرُ: كِلَابٌ، وقالوا في جمع كِلاب: كَلَاباتٌ؛ قال:
أَحَبُّ كَلْبٍ في كِلاباتِ النَّاسْ *** إِلَيَّ نَبْحًا كَلْبُ أُمِّ العَبّاسْ
وفي الصَّحِاح: الأَكَالِيبُ جمعُ أَكْلُب. وقال سِيبَوَيْه: وقالُوا: ثلاثَةُ كِلابٍ، على قولهم ثلاثةٌ من الكلاب. قال: وقد يجوزُ أَن يكونُوا أَرادُوا ثلاثةَ أَكْلُبِ، فاستغنوا بِبِناءِ أَكثرِ العَدَد عن أَقلِّه.
وقد غَلَبَ أَيضًا على الأَسَد، هكذا في نُسختنا، مخفوضًا، معطوفًا على النّابح، وعليه علامةُ الصِّحَّة.
وفي الحديث: «أَمَا تَخَافُ أَنْ يَأْكُلَكَ كَلْبُ اللهِ؟ فجاءَ الأَسَدُ لَيْلًا، فاقْتَلَعَ هامَتَهُ من بينِ أَصحابِه.
والكَلْبُ: أَوَّلُ زِيَادَةِ الماءِ في الوادِي، كذا في النهاية.
والكَلْبُ: حَدِيدَةُ الرَّحَى في رَأْسِ والكَلْبُ: خَشَبَةٌ يُعَمَدُ بها الحائطُ، نقله الصّاغانيّ.
والكَلْبُ سَمَكٌ على هَيْئَتِهِ ونَجْمٌ*.
والكَلْبُ: القدُّ، بالكسر، ومنه رَجُلٌ مُكَلَّبٌ، أَي: مشدودٌ بالقِدّ. وسيأْتي بيانُ ذلك.
والكَلْبُ: طَرَفُ الأَكَمَةِ. والكَلْبُ: المِسْمَارُ في قائِمِ السَّيْفِ الّذِي فيه الذُّؤَابَةُ، لِتُعلِّقَهُ بها. وفي لسان العرب: الكَلْبُ: مِسْمَارُ مَقْبِضِ السَّيْفِ، ومعه أَخَرُ، يقال له: العجوزُ.
والكَلْبُ: سَيْرٌ أَحْمَرُ يُجْعَلُ بَيْنَ طَرَفَيِ الأَديمِ إِذا خُرِزَ، واسْتَشْهَدَ عليهِ الجَوْهَريُّ بقوِل دُكَيْنِ بْنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ يَصِفُ فَرَسًا:
كأَنَّ غرَّ مَتْنِهِ إِذْ نَجْنُبُهْ *** سَيْرُ صَنَاعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ
وغَرُّ مَتْنِهِ: ما يُثْنَى من جِلْدِه. وعن ابْنِ دُرَيْدٍ: الكَلْبُ: أَنْ يَقْصُرَ السَّيْرُ على الخارِزَةِ، فتُدْخِلَ في الثَّقْبِ سَيْرًا مَثْنِيًّا، ثم تَرُدَّ رَأْسَ السَّيْرِ النَّاقِصِ فيه، ثُمَّ تُخْرِجَهُ. وأَنشد رَجَزَ دُكَيْنٍ أَيضًا.
والكَلْبُ: عَ بَيْنَ قَومِسَ والرَّيِّ، مَنْزِلٌ لِحاجِّ خُرَاسانَ.
وأُطُمَّ نَحْوَ اليَمامَةِ، يقال له: رَأْسُ الكَلْب وقيلَ: هو جَبَلٌ باليَمَامَةِ، هكذا ذكره ابْنُ سِيدَهْ، واستشهد بقول الأَعشى:
إِذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأْسَ الكَلْبِ فارْتَفَعَا
والكَلْبُ مِنَ الفَرَسِ: الخَطُّ الَّذي في وَسَطِ ظَهْرِهِ منه، تقول: اسْتَوَى على كَلْبِ فَرَسِهِ.
والكَلْبُ: حَدِيدَةٌ عَقْفَاءُ، تكونُ في طَرَفِ الرَّحْلِ، يُعَلَّق فيها الزّادُ والأَدَاوَى، قال الشّاعرُ يَصِفُ سِقاءً:
وأَشْعَثَ مَنْجَوبٍ شَسِيفٍ رَمَتْ به *** عَلى الماءِ إِحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرَامِسِ
فأَصْبَحَ فَوْقَ الماءِ رَيّانَ بَعْدَمَا *** أَطَالَ به الكَلْبُ السُّرَى وَهْوَ ناعِسُ
كالكَلَّابِ، بالفتح والتّشديد.
وقيل: الكَلْبُ: ذُؤابَةُ السَّيْفِ بنَفْسِها.
وكُلُّ ما وُثِّقَ. وفي بعض النُّسَخ: أُوثِقَ به شَيْءٌ، فهو كَلْبٌ، لأَنَّه يَعْقِلُه كمَا يَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَهُ. والكَلَب، بالتَّحْريكِ: العَطَشُ من قولهم: كَلِبَ الرَّجُلُ كَلَبًا، فهو كَلِبٌ، إِذا أَصَابَهُ داءُ الكِلَاب، فماتَ عَطَشًا، لأَنّ صاحِبَ الكَلَب يَعْطَشُ فإِذا رأَى الماءَ، فَزِعَ منه.
والكَلَبُ: القِيادَةُ، بالكَسْر، كالمَكْلَبَةِ، بالفتح، قال الأَصْمَعِيّ: ومِنْهُ اشتقاقُ الكَلْتَبانِ بتقديم المُثَنَّاة الفوقية على الموَحَّدَة لِلْقَوّادِ وهو الّذِي تقُولُه العامّة: القَلْطَبَانُ، أَو: القَرْطَبَانُ، والتّاءُ على هذا زائدةٌ، حكاهما ابْنُ الأَعْرَابِيّ يَرفَعُهُمَا إِليه، ولم يذكر سِيبَوَيْهِ في الأَمْثلة فَعْتَلان قال ابْنُ سِيدَهْ: وأَمْثَلُ ما يُصْرَفُ إِليه ذلك أَن يكونَ الكَلَبُ ثُلاثِيًّا، والكَلْتَبَانُ رُبَاعِيًّا، كَزرِمَ وازْرَأَمَّ، وضَفَدَ واضْفَأَدَّ، كذا في لسان العرب.
والكَلَبُ: وقُوع الحَبْلِ بَيْنَ القَعْوِ والبَكَرَةِ وهو المَرْسُ والحَضْبُ.
ومن المَجَاز: الكَلَبُ؛ الحِرْصُ كَلِبَ على الشَّيْءِ كَلَبًا: إِذا اشتَدَّ حِرْصُه على طَلَبِ شيءٍ. وقال الحَسَنُ «إِنَّ الدُّنْيا لَمَّا فُتِحَتْ على أَهلِها، كَلِبُوا عليها ـ واللهِ ـ أَسْوَأَ الكَلَبِ وعَدَا بعضُهم على بعضِ بالسَّيْف». وقال في بعض كلامه: «وأَنْتَ تَجَشَّأُ من الشِّبَعِ بَشَمًا، وجارُك قد دَمِيَ فُوهُ من الجُوعِ كَلَبًا» أَي: حِرْصًا على شَيْءٍ يُصِيبُهُ.
ومن المَجَاز: تَكَالَبَ النّاسُ على الأَمْرِ: حَرَصُوا عليه، حتى كَأَنَّهم كِلَابٌ.
ومن المَجَاز: الكَلَبُ: الشِّدَّةُ في حديثِ علىٍّ، رضي الله عنه، كتب إِلى ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، حين أَخَذَ مالَ البَصْرَةِ: «فلَمَّا رأَيتَ الزَّمَانَ على ابْنِ عَمِّك قَدْ كَلِبَ، والعَدُوَّ قد حَرِبَ» كَلِبَ: أَي اشْتَدَّ، يقال: كَلِبَ الدَّهْرُ على أَهله: إِذا أَلَحَّ عليهم، واشْتَدَّ. وفي الأَساس في المَجَاز: سائلٌ كَلِبٌ: شَدِيدُ الإِلْحَاحِ. وما ذكر شيخُنا من قوله: ظاهرُهُ الإِطلاقُ، إِلى آخره، فإِنّه سيأْتي في الكُلْبَة، وقد اشْتَبَه عليه، فلا يُعَوَّلُ عليه.
والكَلَبُ: الأَكْلُ الكَثِيرُ بلا شِبَعِ، نقله الصّاغَانيُّ.
ومن المَجَاز: الكَلَبُ: أَنْفُ الشِّتَاءِ وحِدَّته، يقالُ: نحنُ في كَلَبِ الشِّتاءِ، وكُلْبَتِه.
والكَلَبُ: صِيَاحُ مَنْ عَضَّهُ الكَلْبُ الكَلِبُ.
كَلِبَ الكَلْبُ كَلَبًا فهو كَلِبٌ، واسْتَكْلَب: ضَرِيَ وتَعَوَّدَ أَكْلَ النّاسِ. وقيل: الكَلَبُ: جُنُونُ الكِلابِ المُعْتَرِي مِنْ أَكْلِ لَحْمِ الإِنْسَانِ، فيأْخُذُهُ لِذلك سُعارٌ وداءٌ شِبْه الجُنُون. وقيل: الكَلَبُ: شِبْهُ جُنُونِها، أَي: الكلابِ، المُعْتَرِي للإِنْسَانِ مِنْ عَضِّها. وفي الحديث: «يَخْرُجُ في أُمَّتي أَقوامٌ تَتجَارَى بهِمُ الأَهْوَاءُ ما يتجَارَى الكَلَبُ بصاحِبِه» هو، بالتحْرِيك: داءٌ يَعْرِضُ للإِنسان من عَضَّ الكَلْبِ الكَلِبِ، فيُصِيبُهُ شِبْهُ الجُنُونِ، فلا يَعَضُّ أَحَدًا إِلَّا كَلِبَ، ويَعْرِضُ له أَعراضٌ رَديئةٌ، ويَمتنعُ من شُرْبِ الماءِ حتّى يموتَ عَطَشًا. وأَجمعت العربُ أَنَّ دواءَهُ قَطْرَةٌ من دَم مَلِك يُخْلَطُ بماءٍ فَيُسْقَاهُ ومنه يُقَالُ: كَلِبَ الرَّجُلُ، كَفَرِحَ: إِذا أَصابَهُ ذلِكَ أَي: عَضَّهُ الكَلْبُ الكَلِبُ. ورجلٌ كَلِبٌ، من رِجَال كَلِبِين، وكَلِيبٌ، من قَومٍ كَلْبَى.
وقولُ الكُمَيْتِ:
أَحْلامُكُمْ لِسَقامِ الجَهْلِ شَافِيَةٌ *** كما دِمَاؤُكُمُ يُشْفَى بِهَا الكَلَبُ
قال اللِّحْيَانيُّ: إِنَّ الرَّجُلَ الكَلِبَ يَعَضُّ إِنسانًا، فيأْتُونَ رجلًا شريفًا، فَيَقْطُرُ لهم من دم إِصْبَعِهِ، فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبْرَأُ.
وفي الصَّحِاح: الكَلَبُ شبيهٌ بالجُنون، ولم يَخُصّ الكِلَابَ.
وعن اللَّيْثِ: الكَلْبُ الكَلِبُ: الّذِي يَكْلَبُ في [أَكْلِ] لُحُوم النَّاس فيأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ، فإِذا عَقَرَ إِنْسانًا كَلِبَ المَعقورُ وأَصابَه داءُ الكَلَبِ، يَعْوِي عُوَاءَ الكَلْب، ويُمَزِّق ثِيابَهُ عن نَفْسِه، ويَعْقِرُ مَنْ أَصابَ، ثم يَصيرُ أَمرُه إِلى أَنْ يأْخُذَهُ العُطاشُ، فيموتَ من شِدَّةِ العَطَشِ، ولا يَشْرَبُ.
وقال المُفضَّلُ: أَصْلُ هذا أَنَّ داءً يقعُ على الزَّرْعِ، فلا يَنْحَلُّ، حتّى تَطْلُعَ عليه الشّمْسُ، فيَذُوبَ، فإِن أَكَلَ منه المالُ، قبل [ذلك] مات، قال: ومنه ما رُوِيَ عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أَنّه: نَهَى عن سَوْمِ اللَّيْلِ» أَي: عن رَعْيِهِ، ورُبَّما نَدَّ بَعيرٌ، فأَكَلَ من ذلك الزَّرْعَ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْس، فإِذا أَكله ماتَ، فيأْتِي كَلْبٌ فيأْكُلُ من لحْمِه فَيَكْلَبُ، فإِنْ عضَّ إِنسانًا، كَلِبَ المعضوضُ، فإِذا سمع نُباحَ كَلْب، أَجابَه.
وفي مجمع الأَمْثَال والمُسْتَقْصَى. «دِماءُ المُلُوكِ أَشْفَى من الكَلَبِ». ويُرْوَى: دِمَاءُ المُلُوكِ شِفَاءُ الكَلَبِ. ثم ذَكَرَ ما قدّمْنَاهُ عن اللِّحْيَانيّ.
قال شيخُنَا: ودفع بعضُ أَصحاب المعاني هذا، فقال: معنى المَثَلِ: أَنّ دَمَ الكَريمِ هو الثّأْرُ المُنِيمُ، كما قال القائلُ:
كَلِبٌ مِنْ حسِّ ما قَدْ مَسَّنِي *** وأَفَانِين فُؤادٍ مُخْتَبَلْ
وكما قيل:
كَلِبٌ بِضَرْبِ جَمَاجِمٍ ورِقَابِ
قال: فإِذا كَلِبَ من الغَيْظ والغَضَب فأَدْرَكَ ثأْرَه، فذلك هو الشِّفاءُ من الكَلَب، لا أَنَّ هُنَاكَ دِمَاءً تُشْرَبُ في الحقيقة، ا ه.
وكَلِبَ عَلَيْهِ كَلَبًا: غَضِبَ فَأَشْبَهَ الرَّجُلَ الكَلِبَ.
وكَلِبَ: سَفِهَ، فأَشْبَهَ الكَلِبَ.
وقال أَبو حنيفَةَ: قال أَبو الدُّقَيْشِ؛ كَلِبَ الشَّجَرُ، فهو كَلِبٌ: إِذا لَمْ يَجِدْ رِيَّهُ، فخَشُنَ وَرَقُهُ من غيرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُهُ، فَعلِقَ ثَوْبُ مَنْ مَرَّ بِهِ، وآذَى كما يَفعَلُ الكَلْبُ.
وكَلِبَ الدَّهْرُ على أَهلِه؛ وكذا العَدُوُّ، والشِّتاءُ: أَي اشْتَدَّ.
ويقالُ: أَكْلَبُوا: إِذا كَلِبَتْ إِبلُهُمْ، أَي: أَصابَها مثلُ الجُنُونِ الّذِي يَحْدُثُ عن الكَلَبِ، قال النَّابغَةُ الجَعْدِيُّ:
وقَوْمٍ يَهينُونَ أَعْرَاضَهُم *** كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ المُكْلِبِ
والكُلْبَةُ، بالضَّمّ مثلُ الجُلْبَة: الشِّدَّةُ من الزَّمَان، ومن كلّ شَيْءٍ.
والكُلْبَةُ من العيش: الضِّيقُ. وقال الكِسائيُّ: أَصابَتْهُمْ كُلْبَةٌ من الزَّمان في شِدَّة حالِهم وعيشهم، وهُلْبَةٌ من الزَّمَان، قال ويقال: هُلْبَةٌ [وجُلْبَة] من الحَرِّ والقُرّ، كما سيأَتي.
وقال أَبو حنيفةَ: الكُلْبَةُ: كُلُّ شدّةٍ من قِبَلِ القَحْطِ، والسُّلْطَانِ، وغيرِه.
وعامٌ كَلبٌ: أَي جَدْبٌ.
وكلّه من الكَلَبِ.
والكُلْبَةُ: حَانُوتُ الخَمّارِ، عن أَبي حنيفةَ وقد استعملها الفُرْسُ في لسانهم.
وفي حديث ذِي الثُّدَيَّةِ: «يَبْدُو في رأْسِ ثَدْيِهِ شُعَيْرَاتٌ كأَنَّها كُلْبَةُ كَلْبِ» يعني: مخالِبَهُ. قال ابْنُ الأَثِيرِ: هكذا قال الهَرَوِيّ، وقال الزَّمَخْشَرِيُّ: كَأَنَّهَا كُلْبَةُ كَلْبٍ، أَو كُلْبَةُ سِنَّورٍ، وهي الشَّعَرُ النّابِتُ في جانِبَيْ خَطْمِ الكَلْبِ والسِّنَّوْرِ، قال: ومن فَسَّرَهَا بالمَخَالِب، نظرًا إِلى مجيءِ الكَلالِيبِ في مَخَالِب البازِي، فقد أَبْعَدَ.
وكُلْبَةُ: موضع بديار بَكْرِ بْنِ وائلٍ. والكُلْبَةُ: شدَّةُ البَرْد. وفي المحكم: شِدَّةُ الشِّتَاءِ وجَهْدُهُ منه، أَنشد يَعْقُوبُ:
أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتَاءِ وكانَتْ *** قد أَقامَتْ بِكُلْبَة وقطَارِ
وكذلك: الكَلَبُ، بالتَّحريك.
وبقِيَت علينا كُلْبَةٌ من الشّتاءِ، وَكَلَبَةٌ: أَي بقيّةُ شِدّةٍ.
والكُلْبَةُ: السَّيْرُ، أَو الطَّاقَةُ، أَو الخُصْلَةُ من الِّليفِ يُخْرَزُ بِها.
وكَلَبَتِ الخارِزَةُ السَّيْرَ تَكْلُبُهُ كَلْبًا، قَصُرَ عنها السَّيْرُ، فثَنَتْ سَيْرًا تُدْخِلُ فيه رَأْسَ القَصيرِ حَتَّى يَخْرُجَ منه. قال دُكَيْنُ بْنُ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيُّ يَصِفُ فَرَسًا:
كَأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجَنبُهْ *** سَيْرُ صَنَاعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُهُ
وقد تَقَدَّم هذا الإِنْشَاد.
وعبارة لسان العرب: الكُلْبَةُ: السَّيْرُ وَرَاءَ الطَّاقَةِ من اللِّيفِ، يُسْتَعْمَلُ كما يُسْتَعملُ الإِشْفَى الَّذِي في رَأْسه جُحْرٌ يُدْخَلُ السَّيْرُ أَو الخَيْطُ في الكُلبَة وهي مَثْنِيَّةٌ، فَيَدْخُلُ في مَوضعِ الخَرْزِ، ويُدْخِلُ الخارزُ يَدَهُ في الإِداوَة، ثُمَّ يَمُدُّ السَّيْرَ أَو الخيْطَ في الكُلْبَة.
والخارِزُ يقالُ له: مُكْتَلِبٌ. وقال ابْنُ الأَعْرَابِيّ: الكَلْبُ: خَرْزُ السَّيْر بيْنَ سَيْرَيْنِ، كَلَبْتُهُ أَكْلُبُهُ، كَلْبًا.
واكْتَلَبَ الرَّجُلُ: اسْتعمَلَ هذه الكُلْبَة، هذه وَحْدَها عن اللِّحْيَانِيّ. والقولُ الأَوّل كذلك قولُ ابنِ الأَعرابيّ.
والكَلْبَةُ، بالفَتْح من الشِّرْسِ، وهو صِغَارُ [شَجَرِ] الشَّوْكِ، وهي تُشْبِهُ الشُّكَاعَى وهي من الذُّكُور، وقيل: هي شجَرَةٌ شاكَةٌ من العِضاهِ، ولها جِرَاء كالكَلِبَةِ، بكسر الّلامِ.
وكُلَّ ذلك تَشبيهٌ بالكَلْبِ.
وقد كَلِبَت الشَّجَرَةُ: إِذا انْجَرَدَ وَرَقُهَا، واقْشَعَرَّت، فعَلِقَتِ الثِّيَابَ، وآذَتْ مَن مَرَّ بها، كَمَا يَفْعَلُ الكَلْبُ.
ومن المَجَاز: أَرْضٌ كَلِبَةٌ: إِذا لم يَجِدْ نَبَاتُهَا رِيًّا، فَيَيْبَسُ. وأَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ: إِذا لم يُصِبْهَا الرَّبيعُ. وعن أَبي خَيْرَةَ: أَرْضٌ كَلِبَةٌ، أَي: غليظةٌ، قُفّ لا يكون فيها شَجَرٌ، ولا كَلٌأ، ولا تكونُ جَبَلًا. وقال أَبو الدُّقَيْشِ: أَرْضٌ كَلِبَةُ الشَّجَرِ؛ أَي خَشِنَةٌ يابِسةٌ، لم يُصِبْها الرَّبِيعُ بَعْدُ، ولم تَلِنْ.
والكَلِبَة من الشَّجَر أَيضًا: الشَّوْكَةُ العارِيَةُ من الأَغْصَانِ اليابِسَة المُقْشَعرَّةُ الفاردةُ، وذلك لِتَعَلُّقِها بمن يَمُرُّ بها كما تَفْعَل الكلابُ.
والكَلِبَة: موضع بعُمَانَ على السّاحِلِ، وقَيَّدَه الصّاغانِيُّ بفتح فسكون، وهو الصَّواب.
والكَلْبَتَانِ، بتقديم المُوَحَّدة على المُثَنَّاة: ما يَأْخُذُ به الحَدّادُ الحديد المُحْمَى، يقال: حَديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْنِ وحَديدتانِ ذَواتا كَلْبَتَيْنِ، وحدائدُ ذَواتُ كَلْبَتَيْن.
وفي حديث الرُّؤْيا: «وإِذا آخَرُ قَائمٌ بكَلُّوبِ حديدِ».
الكَلُّوبُ كالتَّنُّورِ: المِهْمَازُ، وهو الحديدةُ الَّتي على خُفِّ الرّائضِ، كالكُلَّاب، بالضَّمّ والتّشديد، وهو المِنْشالُ. كذا في سِفْرِ السّعادة، وسيأْتي للمُصَنِّف أَنّهُ حديدةٌ يَنْشالُ بها اللَّحْمُ، ثمّ قال السَّخَاوِيُّ في السَّفْر: وقالوا للمِهْمَازِ أَيضًا: كَلُّوبٌ، ففرَّق بينَهما وقَالَهُمَا في معناهُ، انتهى. قال جَنْدَلُ بنُ الرّاعِي يهجو ابْنَ الرِّقَاعِ، وقيلَ: هو لأَبِيهِ الرّاعي:
جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْكِبُهُ *** كأَنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بِكُلَّابِ
والكُلَّابُ، والكَلُّوب: السَّفُّودُ؛ لأَنَّهُ يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّلُه، وهذا عن اللِّحْيَانِيّ. وقال غيرُهُ: حديدةٌ مَعطوفةٌ كالخُطّاف، ومثلُه قولُ الفَرّاءِ في المصادر. وفي كتاب العين: الكُلّابُ والكَلُّوبُ: خَشَبَةٌ في رأْسِهَا عُقَّافَةٌ، زاد في التَّهْذِيب: منها، أَو من حَديدٍ.
وكَلَبَهُ بالكُلّاب ضَرَبَهُ بِهِ، قال الكُمَيْتُ:
وَوَلَّى بأَجْرِيَّا وِلَافٍ كَأَنَّه *** على الشَّرَفِ الأَقْصَى يُسَاطُ ويُكْلَبُ
قال: ابْنُ دُرُسْتَوَيْهِ: يُضَمُّ أَوّلُ الكَلُّوب. ولم يجِئ في شيْءٍ من كلام العرب. قال أَبو جعفر اللَّبْلِيُّ: حكى ابْنُ طَلْحَةَ في شَرْحِه: الكُلُّوب: بالضَّمّ، ولم أَرَهُ لغيره. وفي الرَّوْضِ: الكَلُّوبُ، كسَفُّود: حَديدةٌ، مُعْوَجَّةُ الرَّأْسِ، ذاتُ شُعَبٍ، يُعَلَّق بها اللَّحْمُ، والجمع كَلالِيبُ.
والمُكَلِّبُ، كمُحَدّثٍ: مُعَلِّمُ الكلابِ الصَّيْدَ، مُضَرٍّ لها عليه. وقد يكونُ التّكليبُ واقعًا على الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْرِ.
وفي التَّنْزِيلِ: {وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ} فَقَد دَخَلَ في هذا: الفَهْدُ، والبَازِي، والصَّقْرُ، والشّاهِينُ، وجميعُ أَنْوَاعِ الجَوارِحِ.
والكَلَّابُ: [صاحبُ الكلاب و]: المكَلِّبُ الَّذِي يُعَلَّمُ الكِلَابَ أَخْذَ الصَّيْدِ.
وفي حَديث الصَّيْدِ «إِنَّ لي كِلَابًا مُكَلَّبَةً، فَأَفْتِنِي في صَيْدِها».
المُكَلَّبَةُ: المُسَلَّطَةُ على الصَّيْد، المعَوَّدةُ بالاصطِياد، الّتي قد ضَرِيَتْ به، والمُكَلِّب، بالكسر: صاحِبُها [و] الّذي يَصطادُ بها. كذا في لسان العرب.
والمُكَلَّبُ، بالفَتْحِ المُقَيَّدُ يقال: رجل مُكَلَّبٌ: مشدودٌ بالقِدِّ، وأَسيرٌ مِكَلَّبٌ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
فبَاءَ بِقَتْلانا من القَوْمِ مِثْلُهُمْ *** وما لا يُعَدُّ من أَسِيرٍ مُكَلَّبِ
وقيل: هو مقلوبٌ عن مُكَبَّل.
ومن المَجَاز: يُقَال: كَلِبَ عليه القدُّ إِذا أُسِرَ به، فَيبِسَ وعَضَّهُ.
وأَسِيرٌ مِكَلَّب، ومِكَبَّلٌ: أَي مُقَيَّدٌ.
والكَلِيبُ والكالِبُ: جَماعةُ الكِلابِ. فالكَلِيبُ: جَمْع كَلْب، كالعَبِيدِ والمَعِيرِ، وهو جمعٌ عزيزٌ أَي: قليلٌ. قال يَصِفُ مَفَازَةً:
كَأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائِها *** مُكَاءُ المُكَلِّبِ يَدْعُو الكَلِيبَا
قال شيخُنا: وقد اختلفوا فيه، هل هو جمْعٌ أَو اسْمُ جمْع؟ وصَحَّحُوا أَنّه إِذا ذُكِّرَ، كان اسْمَ جَمْعٍ كالحَجِيج؛ وإِذا أُنِّثَ، كانَ جمْعًا، كالعَبِيد والكَلِيب. وفي لسان العرب: الكالِبُ: كالجامل، والباقر.
وَرَجَلٌ كالِبٌ، وكَلّابٌ: صاحبُ كِلاب، مثلُ تامِر ولابنِ؛ قال رَكّاضٌ الدُّبَيْرِيُّ:
سَدا بَيَدَيْه ثُمّ أَجَّ بِسَيْرِهِ *** كَأَجِّ الظَّلِيمِ من قَنيصٍ وكالِبِ
وقيل: كَلّابٌ: سائسُ كِلاب.
ونقل شيخُنا عن الرَّوْض: الكُلَّابُ، بالضَّمّ والتَّشْدِيد: جمع كالِب، وهو صاحبُ الكِلاب الّذِي يَصِيدُ بها.
قال ابْنُ مَنْظُورٍ: وقولُ تأَبَّطَ شَرًّا:
إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ فَوَلِّهَا *** كَلِيبَكَ واعْلَمْ أَنَّهَا سَوْفَ تَنْجَلِي
قيل في تفسيره قولان: أَحدُهما أَنّه أَرادَ بالكَلِيبِ المُكَالِبَ، وسيأْتِي معناه قريبًا؛ والقولُ الآخرُ أَنَّ الكَلِيبَ مصدَرُ: كَلِبَتِ الحَرْبُ، والأَوّلُ أَقوَى.
ومن المَجَاز: فلانٌ عَنِيفُ المُطَالَبَةِ، شَنِيعُ المُكَالَبَةِ.
المُكَالَبَةُ: المُشَارَّةُ، والمُضَايَقَةُ. وكذلك التّكالُبُ، وهو التَّوَاثُبُ، يقال: هم يَتكالَبونَ على كذا، أَي. يَتَواثبونَ عليه. وكَالَبَ الرَّجُلَ مُكَالَبَةً، وكِلابًا: ضَايقَه كمُضَايَقَةِ الكِلابِ بعضِها بعضًا عندَ المُهارشةِ.
والكَلِيبُ، في قولِ تأَبَّطَ شَرًّا، بمعنى المُكالب.
وَكَلْبٌ، وبنو كَلْبِ، وبنو أَكْلُبٍ، وبنو كَلْبَةَ، وبنو كِلابٍ: قبائلُ من العرب.
قال الحافظ ابْنُ حَجَرٍ في الإِصابة: حيثُ أُطْلِقَ الكَلْبيُّ فهو من بني كَلْبِ بْنِ وَبْرَةَ. قال شيخُنَا: هو أَخو نَمِرٍ وَتَنُوخُ، كما في مَعارف ابْنِ قُتَيْبَةَ. وقال العَيْنِيُّ: في طَيِّئٍ كَلْبُ بن وَبْرَةَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بنِ الْحافِ بْنِ قُضَاعَةَ.
وأَمَّا تَغْلِبُ بْنُ وائِلٍ، فَعدْنانِيٌّ، وهذا قَحْطَانِيُّ.
وأَمَّا كِلابٌ، ففي قُرَيْش هو ابْنُ مُرَّةَ، وفي هَوَازِنَ ابْنُ رَبِيعَةَ [بن عامِر] بْنِ صَعْصَعَةَ، وفيه المَثَلُ:
«ثَوْرُ كِلاب في الرِّهَانِ أَقْعَدُ».
وهو في أَمثالِ حَمْزَةَ.
وبَنُو كَلْبَةَ: نُسِبُوا إِلى أُمّهم.
وَكَفُّ الكَلْبِ: عُشْبَةٌ مُنْتَشِرَةٌ، تَنْبُتُ بالقِيعَانِ ببلاد نَجْدِ، يقال لها ذلك إِذا يَبِسَت، تُشَبَّهُ بكَفِّ الكَلْبِ الحَيَوانِيّ، وما دامت خَضْرَاءَ، فهي الكَفْنَةُ.
وأُمُّ كَلْبٍ: شُجَيْرَةٌ شاكَةٌ، تَنْبُتُ في غَلْظِ الأَرْضِ وجَلَدِها، صفراءُ الوَرَقِ، حَسْناءُ، فإِذا حُرِّكَت، سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحة وأَخبَثِها، سُمِّيتْ بذلك لَمَكَانِ الشَّوْكِ، أَو لأَنَّهَا تُنْتِنُ كالكَلْب إِذا أَصابَه المَطَرُ، قال أَبو حنيفَةَ: أَخبرَني أَعرابيٌّ، قال: رُبَّمَا تَخَلَّلَتْهَا الغنمُ، فحاكَّتْها، فأَنْتَنَت، حَتَّى يَتَجَنَّبَها الحَلّابُ، فتُباعَدَ عن البيوتِ، وقال: وليست بمَرْعىً.
والكَلَبَاتُ، محرَّكَةً: هَضَبَاتٌ م؛ أَي معروفةٌ، باليَمَامَة، وهي دُونَ المَجَازِ، على طريق اليمَنِ إِليها من ناحيتها.
والكُلَابُ، كَغُراب: موضع قاله أَبو عُبَيْد. أَوماءٌ معروف لبني تَمِيم، بينَ الكُوفَةِ، والبَصْرةِ على سبْعِ لَيال من اليَمَامَةِ أَو نَحْوِها. لَهُ يومٌ كانَت عندَهُ وقعةٌ للعرب، قال السَّفّاحُ بْنُ خَالِدٍ التَّغْلَبِيُّ:
إِنّ الكُلابَ ماؤُنا، فخَلُّوهْ *** وساجِرًا، والله، لَنْ تَحُلُّوهْ
وساجِرٌ: اسْمُ ماءِ يجتمع من السَّيْل.
وكان أَوّلَ مَنْ وَرَدَ الكُلَابَ من بني تَمِيمٍ سُفْيَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ، وكان من بني تَغْلِبَ. وقالوا: الْكُلَابُ الأَوّلُ، والكُلَابُ الثّاني، وهُمَا يومانِ مشهورانِ للعرب. ومنه حديثُ عَرْفَجَةَ: أَنَّ أَنْفَهُ أُصِيبَ يَوْمَ الكُلَابِ، فاتَّخَذَ أَنْفًا من فضَّة». قال أَبو عُبَيْد: كلَّابٌ الأَوّلُ وكُلَابٌ الثّاني: يَوْمَانِ كانا بينَ مُلُوك كنْدَةَ وبني تَمِيم. وبينَ الدَّهْنَاءِ واليَمَامة موضعٌ يُقالُ له الكُلابُ أَيضًا، كذا قالوه، والصَّحيح أَنّه هو الأَول.
والكَلَابُ كَسَحَابِ* ذَهَابُ: العَقْلِ، من الكَلَبِ مُحَرّكةً.
وقد كُلِبَ الرَّجُلُ كعُنِيَ إِذا أَصابَهُ ذلك، وقد تقدّمَ معنى الكَلَبِ.
ولِسانُ الكَلْبِ: سَيْفُ تُبَّعٍ اليَمانِيّ أَبِي كَرِبٍ كان في طُولِ ثَلاثَةِ أَذْرُع، كأَنَّهُ البَقْلُ خُضْرَةً، مُشَطَّبٌ، عَريض، نقله الصّاغانيُّ.
ولسانُ الكَلْب: اسْمُ سُيوف أُخَرَ**، منها: سيفٌ كان لأَوْسِ بْنِ حارِثَةَ بْنِ لأُمٍ الطّائِيّ، وفيه يقولُ:
فإِنَّ لِسَانَ الكَلْبِ مانِعُ حَوْزَتِي *** إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفْنَاءُ بُحْتُرِ
وأَيضًا سيفُ عَمْرِو بْنِ زَيْد الكَلْبِيّ، وسَيْفُ زَمْعَةَ بن الأَسودِ بْنِ المُطَّلِبِ، ثم صار إِلى ابْنِهِ عبدِ الله، وبه قَتَلَ هُدْبَةَ بْنَ الخَشْرَمِ.
وذُو الكَلْبِ: عمْرُو بن العَجْلانِ الهُذَليُّ، سُمِّيَ به لأَنّه كان له كَلْبٌ لا يُفَارِقُه، وهو من شُعَراءِ هُذَيْلٍ مشهورٌ.
ونَهْرُ الكَلْبِ: بَيْنَ بَيْرُوتَ وصَيْدَاءَ من سواحلِ الشَّام.
وكَلْبُ الجَرَبَّةِ، بتشديد المُوَحَّدَة: موضع، هكذا نقلَهُ الصّاغانيُّ.
وكَلَّابٌ والعُقَيْلِيُّ، كَكَتَّان، وكذا كَلّابُ بْنُ حَمْزَةَ، وكُنْيَتُهُ أَبو الهَيْذَامِ بالذّال المعجمة: شاعِرانِ نقلهما الصّاغانيّ والحافظُ.
وفَاتَهُ كَلَّابُ بْنُ الخُواريّ التَّنُوخِيُّ المَعَرِّيُّ الّذِي عَلَّقَ فيه السِّلَفِيُّ.
والكَالِبُ، والكَلَّابُ: صاحبُ الكِلابِ المُعَدَّةِ للصَّيْد، وقيل: سائسُ كِلَابٍ، وقد تقدّم.
ودَيْرُ الكَلْبِ: بناحِيَةِ المَوْصِلِ بالقربِ من باعَذْراءَ، كذا قَيَّدَهُ الصّاغانيّ بالفتح، وصوابُهُ بالتْحريك.
وجُبُّ الكَلْبِ: تقدّم ذِكْرُهُ في الجمع: ب ب.
وعَبْدُ اللهِ بْنُ سَعيدِ بْنِ كُلّابٍ، كرُمَّانٍ التَّمِيميُّ البِصْرِيُّ: مُتَكَلِّمٌ، وهو رأْسُ الطّائفة الكُلّابِيّة من أهل السُّنَّة. كانت بينَهُ وبينَ المُعْتَزِلَة مناظراتٌ في زمن المأْمونِ، ووَفاتُهُ بعدَ الأَرْبَعينَ ومِائَتَيْنِ. ويقال له ابْنُ كُلّابٍ، وهو لقبٌ، لشدّة مُجَادَلَتِه في مجلسِ المناظرةِ. وهكذا كما يُقال: فُلانٌ ابْنُ بَجْدَتِهَا، لا أَنّ كُلَّابًا جَدٌّ له كما ظُنَّ، ومن الغريبِ قولُ والد الفَخْرِ الرّازيّ في آخِر كتابه: غايةِ المَرام في علم الكلام: إِنّه أَخو يَحْيَى بن سَعِيد القَطّانِ المُحَدِّث. وفيه نَظَرٌ.
وقَوْلُهم: الكِلابُ هي روايةُ الجُمهورِ، وعليها اقتصر أَبو عُبَيْدٍ في أَمثاله، وثعلبٌ في الفَصيح، وغيرُ واحدٍ، أَو الكِرابُ عَلَى البَقَرِ بالرّاءِ بدل اللّام، وبالوَجْهَيْنِ رواه أَبو عُبيْدٍ البَكْرِيّ، في كتابه فصْل المقال، ناقلًا الوجهَ الأَخيرَ عن الخليل وابْنِ دُرَيْدٍ، وأَثبتهما المَيْدَانيّ في مجمع الأَمثال على أَنهما مَثَلَانِ، كُلُّ واحدٍ منهما على حِدَةٍ في معناه.
تَرْفَعُهَا على الابتداءِ وتَنْصِبُها بفعل محذوف أَي: أَرْسِلْها عَلَى بَقَرِ الوَحْشِ. ومَعْنَاهُ، على ما قَدَّرَهُ سَيْبَوَيْه: خَلِّ امْرَأً وصِناعَتَهُ. قال ابْنُ فارسٍ في المُجْمَل: يُرادُ بهذا الكلام صيدُ البَقَر بالكِلاب، قال: ويُقَالُ: تأْويلُهُ مثلُ ما قاله سِيبَوَيْهِ. وقال أَبو عُبَيْدٍ في أَمثاله: من قِلَّة المُبالاة قولهم: الكِلاب على البقَر، يُضْرَبُ مثلًا في قلَّة عِنايةِ الرجلِ واهتمامِه بشأْن صاحبه. قال: وهذا المَثلُ مُبْتَذَلٌ في العامَّة، غير أَنّهم لا يَعرِفُون أَصلَه. ونقل شيخُنا عن شروح الفصيح: يجوزُ الرَّفْعُ والنَّصب في الرِّوايتَيْنِ، فالرَّفْعُ على الابتداءِ، وما بَعْدَه خبرٌ. وأَما النَّصْب، فعلى إِضمارِ فعْلٍ، كأَنّه قال: دَعِ الكِلابَ على البَقَر. وكذلك من روى «الكِرابَ» إِنْ شِئتَ نَصَبْتَ فقلتَ: أَي دَعِ الحَرْثَ على البَقَر، وإِنْ شئتَ رَفَعْتَ على الابتداءِ والخَبَر.
وأُمّ كَلْبَةَ: الحُمَّى، لشدَّةِ ملازمتِها للإِنسان، أُضِيفَت إِلى أُنْثَى الكِلاب.
وكَلَبَ الرجُلُ يَكلِبُ، من باب ضَرَب، كذا هو مضبوط عندَنا، ومثله الصّاغانيُّ، وفي بعضِ النُّسَخ: من بابِ فَرِحَ. واسْتَكْلَبَ: إِذا كان في قَفْرٍ، ف نَبَحَ، لِتَسْمَعَهُ الكلابُ، فَتَنْبَحَ، فيُستدَلَّ بها عليه أَنَّه قريبٌ من ماءٍ أَو حِلَّة، قال:
ونَبْحُ الكِلابِ لِمُسْتَكْلِبِ
وكَلِبَ الكَلْبُ، من باب فَرِحَ، وكذا اسْتَكْلَبَ: ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أَكْلَ النّاسِ، فأَخَذَهُ لِذلك سُعارٌ، وقد تَقَدّم. ومن المَجَاز: كَلالِيبُ البَازِي: مَخَالِبُهُ، جمعُ كَلُّوب، ويقال: أَنْشَبَ فيه كَلالِيبَه، أَي: مَخَالِبَهُ.
ومِنَ الشَّجَرِ: شَوْكُهُ. كلُّ ذلك على التَّشبيه بمَخَالِبِ الكِلاب والسِّباع. وقولُ شيخنا: ولهم في الّذِي بعدَهُ نَظَرٌ، منظورٌ فيه.
وكالَبَتِ الإِبِلُ: رَعَتْهُ، أَي: كَلالِيبَ الشَّجَرِ. وقد تكونُ المُكَالَبَةُ ارْتِعاءَ الحَشِ اليابِس، وهو منه؛ قال الشّاعرُ:
إِذا لَمْ يَكُنْ إِلّا القَتَادُ تَنَزَّعَتْ *** مَنَاجِلُهَا أَصْلَ القَتَادِ المُكَالَبِ
* وممّا يُسْتَدْرَكُ على المؤلّف: الكَلْبُ من النُّجُومِ بحِذاءِ الدَّلْوِ من أَسْفَلَ، وعلى طريقته نَجْمٌ أَحمرُ يقالُ له الرّاعِي.
وكِلابُ الشِّتَاءِ: نُجُومٌ، أَوّلَهُ، وهي الذِّراعُ، والنَّثْرَةُ، والطَّرْفُ والجَبْهَةُ. وكُلُّ هذه إِنَّما سُمِّيَتْ بذلك على التّشبيه بالكِلاب.
ولِسَانُ الكَلْبِ: نَبْتٌ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ.
والكُلَاب، كغُراب: وادٍ بِثَهْلَان، مُشْرِفٌ، به نَخْلٌ ومِياهٌ لبني العَرْجاءِ من بني نُمَيْرٍ. وثَهْلانُ: جبلٌ لبَاهِلَةَ، وهو غير الّذي ذكرَه المصنِّفُ.
ودَهْرٌ كَلِبٌ: أَي مُلِحٌّ على أَهْلِه بما يَسُوؤُهم، مُشتَقٌّ من الكَلْبِ الكَلِبِ؛ قال الشاعرُ:
ما لِي أَرَى النَّاسَ لا أَبَا لَهُمُ *** قد أَكَلُوا لحْمَ نابِحٍ كَلِبِ
ومن المجاز أَيضًا: دَفَعْتُ عنك كَلَبَ فُلان، أَي: شَرَّهُ وأَذاهُ. وعبارة الأَساس: كَفَّ عنه كِلابَهُ: تَرَكَ شَتْمَهُ وأَذاهُ، انتهى.
وكُلَّابُ السَّيْفِ، بالضَّمّ: كَلْبه.
والكَلْب: فَرَسُ عامرِ بْنِ الطُّفيْلِ من وَلَدِ داحِسٍ، وكان يُسمَّى الوَرْدَ والمَزْفُوقَ.
والكَلْبُ بْنُ الأَخْرَس: فَرسٌ خَيْبَرِيِّ بْنِ الحُصَيْنِ الكَلْبِيّ.
وأَهْلُ المَدِينَةِ يُسَمُّونَ الجَرِيءَ مُكَالِبًا، لمُكَالَبَتِهِ للمُوَكَّلِ بهم.
وفلانٌ بِوَادِي الكَلْبِ: إِذا كانَ لا يُؤْبهُ به، ولا مأْوى يُؤْوِيهِ كالكَلْبِ تَراهُ مُصْحِرًا أَبدًا، وكلٌّ من المَجَاز.
وكِلَابٌ: اسْمٌ سُمِّي بذلك، ثمّ غَلَبَ على الحَيِّ والقبيلةِ قالَ:
وإِنّ كِلابًا هذِهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ *** وأَنْتَ بَرِيءٌ من قَبَائِلها العَشْرِ
قال ابْنُ سِيدَه: أَيْ أَنّ بطونَ كِلابٍ عشرُ أَبْطُنٍ، قال سيبويه: كِلابٌ اسمٌ للواحِد، والنَّسَبُ إِليه كِلابيٌّ. يعني أَنّه لو لم يكن كِلابٌ اسمًا للواحد، وكان جمْعًا، لقيل في الإِضافة إِليه كَلْبِيٌّ.
وقولهم: «أَعَزُّ من كُلَيْبِ وائل» هو كُلَيْبُ بْنُ رَبِيعَةَ من بَنِي تَغْلِبَ بْنِ وائِلٍ.
وأَما كُلَيْبٌ، رَهْطُ جَرِيرٍ الشاعرِ، فهو كُلَيْبُ بْنُ يَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَةَ.
وكالِبُ بن يوقنا: من أَنبياءِ بني إِسْرَائِيلَ في زَمَنِ سيِّدنا موسَى، عليهماالسلام، كما في الكَشّاف في أَثناءِ القَصَص، والعناية، في المائدة، نقله شيخُنا.
وفي أَنساب الإِمام أَبي القاسم الوزير المَغْرِبِيِّ: كُلَيْبٌ في خُزَاعَةَ: كُلَيْبُ بْنُ حُبْشِيَّةَ بْنِ سَلُولَ، وكلْبٌ في بَجِيلَة: ابنُ عَمْرو بْنِ لُؤَيِّ بْنِ دُهْنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَحْمَسَ.
وأَرْضٌ مَكْلَبةٌ، بالفتح: كثيرةُ الكِلاب، نقله الصّاغانيّ.
وإِسْتُ الكَلْبِ: ماءٌ نَجْدِيٌّ عند عُنَيْزَةَ من مياهِ رَبيعَةَ، ثُمَّ صارَتْ لكِلابٍ.
ووادي الكَلَب، محرَّكَةً: يَفرُغ في بُطْنَانِ حَبِيبٍ بالشّام.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
8-تاج العروس (ضري)
[ضري]: ي ضَرِيَ به، كرَضِيَ، ضَرا*، مَقْصور، وضَراوَةً وضَرْيًا وضَراءَةً: أَي لَهِجَ به؛ كذا في المُحْكم، إلَّا أَنَّه اقْتَصَرَ على المَصْدرَيْن الأَوّلَيْن، وزَادَ شَمِرٌ: واعْتَادَ به فلا يكادُ يَصْبرُ عنه فهو ضَارٍ.وفي الحديثِ: «إنَّ للإِسْلامِ ضَراوَةً»؛ أَي عادَةً ولهَجًا به لا يُصْبَرُ عنه.
وفي حديثِ عُمَر: «إيَّاكُم وهذه المَجازِرَ فإنَّ لها ضَراوَةً كضَراوَةِ الخمْرِ»؛ أَي عادَةً يَنْزِعُ إليها كعادَةِ الخَمْرِ مع شارِبِها، فمَنِ اعْتَادَ اللحْمَ لم يَكَدْ يَصْبر عنه فدَخَلَ في حَدِّ المُسْرفِ في نفَقَتِه.
وضَرَّاهُ به تَضْرِيَةً وأَضْراهُ: عَوَّدَهُ به وأَلْهَجَه وأَغْراهُ؛ قالَ زهيرٌ:
وتَضْرى إذا ضَرَّيْتُموها فَتَضْرَم
وشاهِدُ الاضْراءِ قولُ الحريرِي:
واصْبر إذا هو أَضْرَى *** بك الخطوب وأَلّب
ومِن المجازِ: عِرْقٌ ضَرِيٌّ، كغَنِيِّ: سَيَّالٌ لا يَكادُ يَنْقَطِعُ دَمُه كأَنَّه ضرى بالسَّيَلانِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للعجَّاج:
ممَّا ضَرَى العِرْقُ به الضَّريُّ
وقد ضَرَا يَضْرُو ضُرُوًّا، كسُمُوِّ، وضَبَطَه في الصِّحاح بالفَتْح، فهو ضارٍ أَيْضًا: إذا بَدا منه الدَّمُ.
وفي التَّهذيبِ: إذا اهْتَزَّ ونَعَر بالدَّم.
قالَ الزَّمَخْشريُّ: غيَّروا البِناءَ لتَغَيّر المَعْنى؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للأَخْطل:
لمَّا أَتَوْه بمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم *** سارتْ إليهم سُؤُورُ الأَبْجَلِ الضَّارِي
والضَّرْوُ، بالكسْر: الضَّارِي من أَوْلادِ الكِلابِ؛ والأُنْثى ضَرْوةٌ، كالضَّرِيِّ، كغَنِيِّ.
والضِّرْوُ: شَجَرةُ الكَمْكامِ، وهو شَجَرٌ طيِّبُ الرِّيح يُسْتاكُ به ويُجْعَل ورَقُه في العِطْرِ وهو المَحْلَبُ؛ قالَهُ اللَّيْث؛ قالَ النابِغَةُ الجَعْديُّ:
تَسْتَنُّ بالضِّرْوِ من بَراقِشَ أَوْ *** هَيْلانَ أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ
قال أَبو حنيفَةَ: أَكْثَرُ مَنابِتِ الضِّرْو، باليَمَنِ، وهو مِن شَجَرِ الجِبالِ كالبَلُّوطِ العَظِيم له عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أنَّه أَكْبرُ حَبًّا ويُطْبَخُ ورَقُه فإذا نَضَجَ صُفِّيَ ورُدَّ ماؤُهُ إلى النارِ فيعقدُ يُتَداوَى به مِن خُشونةِ الصَّدْرِ ووَجَعِ الحلْقِ، لا صَمْغُه.
وغَلِطَ الجَوْهَريُّ ونَصُّه في الصحاحِ: صمْغُ شَجَرَةٍ تُدْعى الكّمْكَامُ تُجْلَبُ من اليَمَنِ، انتَهَى.
وفي التّهذيبِ عن أَبي حنِيفَةَ: الكَمْكامُ قرفُ شَجَرِ الضّرْوِ. وقيلَ: هو علكُ الضّرْوِ.
وفي المحيط لابنِ عبَّاد: الكَمْكامُ قرفُ شَجَرةِ الضّرْوِ، وقيلَ: لحاؤها وهو مِن أَفْواهِ الطّيبِ، وقد تقدَّمَ ذلكَ في الميمِ.
وقال ابنُ الأعْرابي: الضِّرْوُ والبُطْمُ الحَبَّةُ الخَضْراءُ، وقد يُسْتاكُ به أَيْضًا؛ وأَنْشَدَ:
هَنِيئًا لعُودِ الضَّرْوِ شَهْدٌ ينالُه *** على خَضِراتٍ ماؤُهُنَّ رَفِيفُ
أَرادَ: عُودَ سِواكٍ من شَجَرِ الضِّرْوِ إذا اسْتاكَتْ به الجارِيَةُ، كأنَّ الرِّيقَ الذي يبتلُّ به السِّواك مِن فيها كالشَّهْدِ.
وتُفْتَحُ عن اللَّيْثِ، هكذا وُجِدَ مَضْبوطًا بالوَجْهَيْن في نسخِ المُحْكم عنْدَ قوْلِه: الضَّرْوُ شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيح ويُسْتاكُ به.
والضِّرْوُ من الجُذامِ: اللَّطْخُ منه؛ ومنه الحديثُ: «أَنَّ أَبا بكْرَ أَكَلَ مع رجُلٍ به ضِرْوٌ من جُذامَ»؛ وهو مِن الضَّراوَةِ كأَنَّ الدَّاءَ ضَرِيَ به.
قالَ ابنُ الأثير: ويُرْوَى بالفتْحِ أَيْضًا فيكونُ مِن ضَرا الجُرْحُ يَضْرُو إذا لم يَنْقَطِعْ سَيَلانه؛ أَي به قُرْحَه ذاتُ ضَرْوٍ.
وسِقاءٌ ضارٍ بالسَّمْنِ؛ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ باللَّبَنِ كما هو نَصُّ المُحْكم؛ يُعَتَّقُ فيه ويَجُودُ طَعْمُه.
وكَلْبٌ ضارٍ بالصَّيْدِ: أَي مُتَعوِّدٌ به.
وقد ضَرِيَ، كرَضِيَ، ضِراوَةً؛ كما في الصِّحاح وهو قوْلُ الأَصْمعي؛ وضَرًا، بالقَصْر، وضَراءً، بالكسْر والفَتْح؛ الأَخيرَةُ عن أَبي زيْدٍ؛ وكَلْبَةٌ ضارِيَةٌ.
وضَرَى العِرْقُ، كرَمَى: إذا سالَ وجَرَى؛ عن ابنِ الأعْرابي نقلَهُ الأزْهريُّ، ومنه قولُ العجَّاج الذي تقدَّمَ ذِكْرُه:
ممَّا ضَرَى العِرْقُ به الضَّرِيُّ
والضَّراءُ، كسَماءٍ: الاسْتِخْفاءُ؛ عن أَبي عَمْروٍ.
وفي الصِّحاح: الضَّراءُ: الشَّجَرُ المُلْتَفُّ في الوادِي.
يقالُ: تَوارَى الصَّيْدُ منِّي في ضَراءٍ؛ وفلانُ يَمْشي الضَّراءَ: إذا مَشَى مُسْتَخْفيًا فيمَا يُوارِيه من الشَّجَرِ ويقالُ للرَّجُلِ إذا خَتَلَ بصاحِبَه: هو يَدِبُّ له الضَّرَاءَ ويَمْشي له الخَمْرَ؛ قالَ بِشْرٌ:
عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا *** بشَهْباءَ لا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُها
انتَهَى.
و* الضَّرَاءُ: أَرْضٌ مُسْتويةٌ تأْوِيها السِّباعُ وبها نُبَذٌ من الشَّجَرِ فإذا كانتْ في هَبْطةٍ فهي الغَيْضَةُ.
وقالَ أَبو عَمْروٍ: وما وَارَاك مِن أَرْضٍ فهو الضَّراءُ.
وضَرِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: قرية لبَني كِلابٍ بينَ البَصْرَةِ ومكَّةَ؛ وفي الصِّحاحِ: على طَريقِ البَصْرَةِ وهي إلى مكَّةَ أَقْرَب؛ انتَهى. ويُضافُ إليها الحِمَى المَشْهورُ، هو أَكْبَر الأحْماءِ.
وضَرِيَّةُ سُمِّيَت بضَرِيَّة بنت ربيعَةَ بنِ نزارٍ، وأَوَّلُ مَنْ حَماهُ في الإِسْلام عُمَرُ رضِيَ الله تعالى عنه، لإِبِلِ الصَّدَقَةِ وظهر الغزاة وكان ستَّة أَمْيال مِن كلِّ ناحِيَة مِن نَواحي ضَرِيَّة، وضَريَّة في وَسَطِها؛ نقلَهُ شيْخُنا؛ وقالَ نُصَيْب:
أَلا يا عُقابَ الوَكْرِ وَكْرِ ضَرِيَّةٍ *** سُقِيت الغَوادِي من عُقابِ ومِنْ وَكْرِ
وقالَ نَصْر: ضَرِيَّةُ صقْعٌ واسِعٌ بنَجْدٍ، يُنْسَبُ إليه الحِمَى، يلِيه أُمراءُ المدينَةِ وينزلُ به حاجُّ البَّصْرةِ بينَ الجديلة وطِخْفة.
واضْرَوْرَى الرَّجُلُ اضريراء: انْتَفَخَ بَطْنُه من الطَّعامِ واتَّخَم. صوابُه بالظاءِ وبالطاءِ، جَمِيعًا عن أَبي زيْدٍ وأَبي عَمْرو وابنِ الأَعْرابي وغيرِهِم. وغَلِطَ الجوهريُّ، ونبَّه عليه أَبو زكريَّا وقَبْله أَبو سَهْلٍ الهَرَويّ بأَبْسَط من هذا، والمصنِّفُ تَبِعَهم إلَّا أنَّه قصر في ذِكْرِ الظاءِ فقط، والكلِمةُ بالظاءِ والطاءِ جمِيعًا كما سَيَأتي له.
وتَضْرِيَةُ الغَرَارَةِ: فَتْلُ قُطْرِها، وقد ضَرَّاها.
والضَّرِيُّ، كغَنِيِّ: الماءُ من البُسْرِ الأَحْمَرِ والأَصْفَرِ يَصُبُّونَه على النَّبْقِ فيَتَّخِذونَ منه نَبيذًا.
وأَضْرَى الرَّجُلُ: شَرِبَة.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
جرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ، وقد ضَرِيَتْ بهما.
وجَمْعُ الضِّرْوِ للكَلْبِ الضَّارِي: أَضْرٍ وضِراءٌ كذِئْبٍ وأَذْؤُبٍ وذِئابٍ؛ قالَ ابنُ أَحْمر:
حتى إذا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه *** أَضْرِي ابنِ قُرَّانَ باتَ الوحْشَ والعَزَبا
أَرادَ: باتَ وحْشًا وعَزبًا.
والعِرْقُ الضَّارِي: السَّائِلُ أَو المُعْتاد بالقَصْد، فإذا حانَ حِينُه وفُصِدَ كانَ أَسْرَعَ لخُروجِ دَمِه.
والإناءُ الضَّارِي: السَّائِلُ، وقد نهى عن الشُّربِ فيه في حدِيثِ عليِّ، لأنَّه ينغص الشُّرْبَ؛ هذا تَفْسِيرُ ابنِ الأعْرابي.
وقالَ غيرُهُ: هو الدَّنُّ الذي ضُرِّيَ بالخَمْرِ، فإذا جُعِلَ فيه النَّبيذُ صارَ مُسْكِرًا.
وضَرا النَّبيذُ يَضْرى: اشْتَدَّ.
وكلْبٌ ضارٍ بالصَّيْد: إذا تَطَعَّم بلَحْمِه.
وبيتٌ ضارٍ باللَّحْمِ: كَثُر اعْتِياده حتى يَبْقى فيه رِيحُه. والضارِي: المَجْروحُ؛ وبه فُسِّر قوْلُ حُمَيْد:
نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبها *** كما ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا
وأَضْرَى كَلْبَه: عَوَّدَه بالصَّيْدِ.
واسْتَضْرَيْتُ للصَّيْدِ: إذا خَتَلْتَه من حيثُ لا يَعْلَم.
والضَّراءُ، ككِساءٍ: الشُّجْعانُ؛ ومنه الحديثُ: «إنَّ قَيْسًا ضِراءُ اللهِ».
والضَّوارِي: الأُسُود.
والمَواشِي الضارِيَةُ: المُعْتادَةُ لرَعْي زُروعِ الناسِ؛ كذا في النِّهايَةِ.
وضَرا الَّرجُلُ ضُرُوًّا: اسْتَخْفَى؛ عن ابن القطَّاع.
وضروةُ: قَرْيةٌ مِن مِخْلافِ سنحان.
وضُرّى، كرُبَّى: بِئْرٌ قُرْبَ ضَرِيَّة.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
9-لسان العرب (جبب)
جبب: الجَبُّ: القَطْعُ.جَبَّه يَجُبُّه جَبًّا وجِبابًا واجْتَبَّه وجَبَّ خُصاه جَبًّا: اسْتَأْصَلَه.
وخَصِيٌّ مَجْبُوبٌ بَيِّنُ الجِبابِ.
والمَجْبُوبُ: الخَصِيُّ الَّذِي قَدِ اسْتُؤْصِلَ ذكَره وخُصْياه.
وَقَدْ جُبَّ جَبًّا.
وَفِي حَدِيثِ مَأْبُورٍ الخَصِيِّ الَّذِي أَمَر النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، بقَتْلِه لَمَّا اتُهمَ بِالزِّنَا: «فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ».
أَي مَقْطُوعُ الذَّكَرِ.
وَفِي حَدِيثِ زِنْباعٍ: «أَنه جَبَّ غُلامًا لَهُ».
وبَعِيرٌ أَجَبُّ بَيِّنُ الجَبَبِ أَي مقطوعُ السَّنامِ.
وجَبَّ السَّنامَ يَجُبُّه جَبًّا: قطَعَه.
والجَبَبُ: قَطْعٌ فِي السَّنامِ.
وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْكُلَه الرَّحْلُ أَو القَتَبُ، فَلَا يَكْبُر.
بَعِير أَجَبُّ وناقةٌ جَبَّاء.
اللَّيْثُ: الجَبُّ: استِئْصالُ السَّنامِ مِنْ أَصلِه.
وأَنشد:
ونَأْخُذُ، بَعْدَهُ، بِذنابِ عَيْشٍ ***أَجَبِّ الظَّهْرِ، ليسَ لَه سَنامُ
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنهم كَانُوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الإِبلِ وَهِيَ حَيّةٌ».
وَفِي حَدِيثِ حَمْزةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنه اجْتَبَّ أَسْنِمةَ شارِفَيْ عليٍّ»، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا شَرِبَ الخَمْرَ، وَهُوَ افْتَعَلَ مِن الجَبِّ أَي القَطْعِ.
وَمِنْهُ حديثُ الانْتِباذِ فِي المَزادةِ المَجْبُوبةِ الَّتِي قُطِعَ رأَسُها، وَلَيْسَ لَهَا عَزْلاءُ مِن أَسْفَلِها يَتَنَفَّسُ مِنْهَا الشَّرابُ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: «نَهَى النبيُّ»، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَنِ الجُبِّ.
قِيلَ: وَمَا الجُبُّ؟ فَقَالَتِ امرأَةٌ عِنْدَهُ: هُوَ المَزادةُ يُخَيَّطُ بعضُها إِلَى بَعْضٍ، كَانُوا يَنْتَبِذُون فِيهَا حَتَّى ضَرِيَتْ أَي تَعَوَّدَتِ الانْتباذ فِيهَا، واشْتَدَّتْ عَلَيْهِ، وَيُقَالُ لَهَا المَجْبُوبَةُ أَيضًا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: إنَّ الإِسْلامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَه والتَّوبةُ تَجُبُّ مَا قَبْلَها.
أَي يَقْطَعانِ ويَمْحُوَانِ مَا كانَ قَبْلَهما مِنَ الكُفْر والمَعاصِي والذُّنُوبِ.
وامْرأَةٌ جَبّاءُ: لَا أَلْيَتَيْنِ لَهَا.
ابْنُ شُمَيْلٍ: امْرأَة جَبَّاءُ أَي رَسْحاءُ.
والأَجَبُّ مِنَ الأَرْكَابِ: القَلِيلُ اللَّحْمِ.
وَقَالَ شِمْرٌ: امرأَةٌ جَبَّاءُ إِذَا لَمْ يَعظُمْ ثَدْيُها.
ابْنُ الأَثير: وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وسُئل عَنِ امرأَة تَزَوَّجَ بِهَا: «كَيْفَ وجَدْتَها؟ فَقَالَ: كالخَيْرِ مِنِ امرأَة قَبّاءَ جَبَّاءَ».
قَالُوا: أَوَليس ذلكَ خَيْرًا؟ قَالَ: مَا ذَاكَ بِأَدْفَأَ للضَّجِيعِ، وَلَا أَرْوَى للرَّضِيعِ.
قَالَ: يُرِيدُ بالجَبَّاءِ أَنها صَغِيرة الثَّدْيَين، وَهِيَ فِي اللُّغَةِ أَشْبَهُ بِالَّتِي لَا عَجُزَ لَهَا، كَالْبَعِيرِ الأَجَبّ الَّذِي لَا سَنام لَهُ.
وَقِيلَ: الجَبّاء القَلِيلةُ لَحْمِ الْفَخْذَيْنِ.
والجِبابُ: تَلْقِيحُ النَّخْلِ.
وجَبَّ النَّخْلَ: لَقَّحَه.
وزَمَنُ الجِباب: زَمَنُ التَّلْقِيح لِلنَّخْلِ.
الأَصمعي: إِذَا لَقَّحَ الناسُ النَّخِيلَ قِيلَ قَدْ جَبُّوا، وَقَدْ أَتانا زَمَنُ الجِبابِ.
والجُبَّةُ: ضَرْبٌ مِنْ مُقَطَّعاتِ الثِّيابِ تُلْبَس، وَجَمْعُهَا جُبَبٌ وجِبابٌ.
والجُبَّةُ: مِنْ أَسْماء الدِّرْع، وَجَمْعُهَا جُبَبٌ.
وَقَالَ الرَّاعِي:
لنَا جُبَبٌ، وأَرْماحٌ طِوالٌ، ***بِهِنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطُونا
والجُبّةُ مِن السِّنانِ: الَّذِي دَخَل فِيهِ الرُّمْحُ.
والثَّعْلَبُ: مَا دخَل مِن الرُّمْحِ فِي السِّنانِ.
وجُبَّةُ الرُّمح: مَا دَخَلَ مِنَ السِّنَانِ فِيهِ.
والجُبّةُ: حَشْوُ الحافِر، وَقِيلَ: قَرْنُه، وَقِيلَ: هِيَ مِنَ الفَرَس مُلْتَقَى الوَظِيف عَلَى الحَوْشَب مِنَ الرُّسْغ.
وَقِيلَ: هِيَ مَوْصِلُ مَا بَيْنَ الساقِ والفَخِذ.
وَقِيلَ: مَوْصِلُ الوَظيف فِي الذِّرَاعِ.
وَقِيلَ: مَغْرِزُ الوَظِيفِ فِي الْحَافِرِ.
اللَّيْثُ: الجُبّةُ: بياضٌ يَطأُ فِيهِ الدابّةُ بحافِره حَتَّى يَبْلُغَ الأَشاعِرَ.
والمُجَبَّبُ: الفرَسُ الَّذِي يَبْلُغ تَحْجِيلُه إِلَى رُكْبَتَيْه.
أَبو عُبَيْدَةَ: جُبّةُ الفَرس: مُلْتَقَى الوَظِيفِ فِي أَعْلى الحَوْشَبِ.
وَقَالَ مَرَّةً: هُوَ مُلْتَقَى ساقَيْه ووَظِيفَي رِجْلَيْه، ومُلْتَقَى كُلِّ عَظْمَيْنِ، إِلَّا عظمَ الظَّهْر.
وفرسٌ مُجَبَّبٌ: ارْتَفَع البَياضُ مِنْهُ إِلَى الجُبَبِ، فَمَا فوقَ ذَلِكَ، مَا لَمْ يَبْلُغِ الرُّكبتين.
وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بَلَغَ البياضُ أَشاعِرَه.
وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي بلَغ البياضُ مِنْهُ رُكبةَ الْيَدِ وعُرْقُوبَ الرِّجْلِ، أَو رُكْبَتَي اليَدَيْن وعُرْقُوَبي الرِّجْلَيْنِ.
وَالِاسْمُ الجَبَبُ، وَفِيهِ تَجْبِيبٌ.
قَالَ الْكُمَيْتُ:
أُعْطِيتَ، مِن غُرَرِ الأَحْسابِ، شادِخةً، ***زَيْنًا، وفُزْتَ، مِنَ التَّحْجِيل، بالجَبَبِ
والجُبُّ: البِئرُ، مُذَكَّرٌ.
وَقِيلَ: هِيَ البِئْر لَمْ تُطْوَ.
وَقِيلَ: هِيَ الجَيِّدةُ الْمَوْضِعِ مِنَ الكَلإِ.
وَقِيلَ: هِيَ البِئر الْكَثِيرَةُ الْمَاءِ البَعيدةُ القَعْرِ.
قَالَ:
فَصَبَّحَتْ، بَيْنَ الْمَلَا وثَبْرَهْ، ***جُبًّا، تَرَى جِمامَه مُخْضَرَّهْ،
فبَرَدَتْ مِنْهُ لُهابُ الحَرَّهْ وَقِيلَ: لَا تَكُونُ جُبًّا حَتَّى تَكُونَ مِمَّا وُجِدَ لَا مِمَّا حفَرَه الناسُ.
وَالْجَمْعُ: أَجْبابٌ وجِبابٌ وجِبَبةٌ، وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: «جُبِّ طَلعْةٍ مَكانَ جُفِّ طَلعْةٍ، وَهُوَ أَنّ دَفِينَ سِحْرِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم جُعِلَ فِي جُبِّ طَلْعةٍ، » أَي فِي داخِلها، وَهُمَا مَعًا وِعاءُ طَلْعِ النَّخْلِ.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: جُبِّ طَلْعةٍ لَيْسَ بمَعْرُوفٍ إِنَّمَا المَعْرُوفُ جُفِّ طَلْعةٍ، قَالَ شَمِرٌ: أَراد داخِلَها إِذَا أُخْرِجَ مِنْهَا الكُفُرَّى، كَمَا يُقَالُ لِدَاخِلِ الرَّكِيَّة مِنْ أَسْفَلِها إِلَى أَعْلاها جُبٌّ.
يُقَالُ إِنَّهَا لوَاسِعةُ الجُبِّ، مَطْوِيَّةً كَانَتْ أَو غَيْرَ مَطْوِيّةٍ.
وسُمِّيَت البِئْر جُبًّا لأَنها قُطِعَتْ قَطْعًا، وَلَمْ يُحْدَثُ فِيهَا غَيْر القَطْعِ مِنْ طَيٍّ وَمَا أَشْبَهه.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الجُبّ الْبِئْرُ غيرُ البَعيدةِ.
الفرَّاءُ: بِئْرٌ مُجَبَّبةُ الجَوْفِ إِذَا كَانَ وَسَطُها أَوْسَعَ شَيْءٍ مِنْهَا مُقَبَّبةً.
وَقَالَتِ الْكِلَّابِيَّةُ: الجُبُّ القَلِيب الواسِعَةُ الشَّحْوةِ.
وَقَالَ ابْنُ حَبِيبٍ: الجُبُّ رَكِيَّةٌ تُجابُ فِي الصَّفا، وَقَالَ مُشَيِّعٌ: الجُبُّ جُبُّ الرَّكِيَّةِ قَبْلَ أَن تُطْوَى.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ كَثْوةَ: جُبُّ الرَّكِيَّة جِرابُها، وجُبَّة القَرْنِ الَّتِي فِيهَا المُشاشةُ.
ابْنُ شُمَيْلٍ: الجِبابُ الرَّكَايَا تُحْفَر يُنْصَب فِيهَا الْعِنَبُ أَي يُغْرس فِيهَا، كَمَا يُحْفر للفَسِيلة مِنَ النَّخْلِ، والجُبُّ الْوَاحِدُ.
والشَّرَبَّةُ الطَّرِيقةُ مِنْ شَجَرِ الْعِنَبِ عَلَى طَرِيقةِ شُرْبِهِ.
والغَلْفَقُ ورَقُ الكَرْم.
والجَبُوبُ: وَجْهُ الأَرضِ.
وَقِيلَ: هِيَ الأَرضُ الغَلِيظةُ.
وَقِيلَ: هِيَ الأَرضُ الغَليظةُ مِنَ الصَّخْر لَا مِنَ الطَّينِ.
وَقِيلَ: هِيَ الأَرض عَامَّةً، لَا تُجْمَعُ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الجَبُوبُ الأَرضُ، والجَبُوب التُّرابُ.
وَقَوْلُ إمرئِ الْقَيْسِ:
فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِها، ***وأَبِيتُ مُرْتَفِقًا عَلَى رَحْلِي
يُحْتَمَلُ هَذَا كُلُّهُ.
والجَبُوبةُ: المَدَرةُ.
وَيُقَالُ للمَدَرَةِ الغَلِيظةِ تُقْلَعُ مِنْ وَجْه الأَرضِ جَبُوبةٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن رَجُلًا مَرَّ بِجَبُوبِ بَدْرٍ فَإِذَا رجلٌ أَبيضُ رَضْراضٌ».
قَالَ الْقُتَيْبِيُّ، قَالَ الأَصمعي: الجَبُوب، بِالْفَتْحِ: الأَرضُ الغَلِيظةُ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كرَّم اللَّهُ وَجْهَهُ: «رأَيتُ الْمُصْطَفَى» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي أَو يَسْجُدُ عَلَى الجَبُوبِ.
ابْنُ الأَعرابي: الجَبُوبُ الأَرضُ الصُّلْبةُ، والجَبُوبُ المَدَرُ المُفَتَّتُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه تَناوَلَ جَبُوبةً فَتَفَلَ فِيهَا».
هُوَ مِنَ الأَوّل.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: «سأَله رَجُلٌ»، فَقَالَ: عَنَّتْ لِي عِكْرِشةٌ، فشَنَقْتُها بِجَبُوبةٍ أَي رَمَيْتُها، حَتَّى كَفَّتْ عَنِ العَدْوِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبي أُمامةَ قَالَ: «لَما وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ اللَّهِ» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القَبْر طَفِقَ يَطْرَحُ إِلَيْهِمُ الجَبُوبَ، وَيَقُولُ: سُدُّوا الفُرَجَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بشيءٍ وَلَكِنَّهُ يُطَيِّبُ بنَفْسِ الْحَيِّ.
وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقابًا أَصابَ صَيْدًا:
رأَتْ قَنَصًا عَلَى فَوْتٍ، فَضَمَّتْ، ***إِلَى حَيْزُومِها، رِيشًا رَطِيبا
فلاقَتْه بِبَلْقَعةٍ بَراحٍ، ***تُصادِمُ، بَيْنَ عَيْنيه، الجَبُوبا
قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الجَبُوبُ وَجْهُ الأَرضِ ومَتْنها مِنْ سَهْل أَو حَزْنٍ أَو جَبَل.
أَبو عَمْرٍو: الجَبُوبُ الأَرض، وأَنشد:
لَا تَسْقِه حَمْضًا، وَلَا حَلِيبا، ***إنْ مَا تَجِدْه سابِحًا، يَعْبُوبا،
ذَا مَنْعةٍ، يَلْتَهِبُ الجَبُوبا وَقَالَ غَيْرُهُ: الجَبُوب الْحِجَارَةُ والأَرضُ الصُّلْبةُ.
وَقَالَ غَيْرُهُ:
تَدَعُ الجَبُوبَ، إِذَا انْتَحَتْ ***فِيهِ، طَرِيقًا لاحِبا
والجُبابُ، بِالضَّمِّ: شَيْءٌ يَعْلُو أَلبانَ الإِبل، فَيَصِيرُ كأَنه زُبْد، وَلَا زُبْدَ لأَلبانها.
قَالَ الرَّاجِزُ:
يَعْصِبُ فاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ، ***عَصْبَ الجُبابِ بِشفاهِ الوَطْبِ
وَقِيلَ: الجُبابُ للإِبل كالزُّبْدِ للغَنم والبقَر، وَقَدْ أَجَبَّ اللَّبَنُ.
التَّهْذِيبُ: الجُبابُ شِبه الزُّبْدِ يَعْلُو الأَلبانَ، يَعْنِي أَلبان الإِبل، إِذَا مَخَضَ البعيرُ السِّقاءَ، وَهُوَ مُعَلَّقٌ عَلَيْهِ، فيَجْتمِعُ عِنْدَ فَمِ السِّقاء، وَلَيْسَ لأَلبانِ الإِبل زُبْدٌ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ يُشْبِه الزُّبْدَ.
والجُبابُ: الهَدَرُ الساقِطُ الَّذِي لَا يُطْلَبُ.
وجَبَّ القومَ: غَلَبَهم.
قَالَ الرَّاجِزُ:
مَنْ رَوّلَ اليومَ لَنا، فَقَدْ غَلَبْ، ***خُبْزًا بِسَمْنٍ، وهْو عِنْدَ النَّاسِ جَبّ
وجَبَّتْ فُلَانَةٌ النِّسَاءَ تَجُبُّهنّ جَبًّا: غَلَبَتْهنّ مِنْ حُسْنِها.
قالَ الشَّاعِرُ: جَبَّتْ نساءَ وائِلٍ وعَبْس وجابَّنِي فجَبَبْتُه، وَالِاسْمُ الجِبابُ: غالَبَني فَغَلَبْتُه.
وَقِيلَ: هُوَ غَلَبَتُك إِيَّاهُ فِي كُلِّ وجْهٍ مِنْ حَسَبٍ أَو جَمال أَو غَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَوْلُهُ: جَبَّتْ نساءَ العالَمين بالسَّبَبْ قَالَ: هَذِهِ امرأَة قدَّرَتْ عَجِيزَتها بخَيْط، وَهُوَ السَّبَبُ، ثُمَّ أَلقَتْه إِلَى نِسَاءِ الحَيِّ لِيَفْعَلْن كما فَعَلت، فأَدَرْنَه عَلَى أَعْجازِهنَّ، فَوَجَدْنَه فَائِضًا كَثِيرًا، فغَلَبَتْهُنَّ.
وجابَّتِ المرأَةُ صاحِبَتَها فَجَبَّتْها حُسْنًا أَي فاقَتْها بِحُسْنها.
والتَّجْبِيبُ: النِّفارُ.
وجَبَّبَ الرجلُ تَجْبيبًا إِذَا فَرَّ وعَرَّدَ.
قال الحُطَيْئةُ:
ونحنُ، إذ جَبَّبْتُمُ عَنْ نسائِكم، ***كَمَا جَبَّبَتْ، مِنْ عندِ أَولادِها، الحُمُرْ
وَفِي حَدِيثِ مُوَرِّقٍ: «المُتَمَسِّكُ بطاعةِ اللهِ»، إِذَا جَبَّبَ الناسُ عَنْهَا، كالكارِّ بَعْدَ الفارِّ، أَي إِذَا تركَ الناسُ الطاعاتِ ورَغِبُوا عَنْهَا.
يُقَالُ: جَبَّبَ الرجلُ إِذَا مَضَى مُسْرِعًا فَارًّا مِنَ الشيءِ.
الْبَاهِلِيُّ: فَرَشَ لَهُ فِي جُبَّةِ الدارِ أَي فِي وسَطِها.
وجُبَّةُ العينِ: حجاجُها.
ابْنُ الأَعرابي: الجَبابُ: القَحْطُ الشديدُ، والمَجَبَّةُ: المَحَجَّةُ وجادَّتُ الطرِيق.
أَبو زَيْدٍ: رَكِبَ فُلَانٌ المَجَبَّةَ، وَهِيَ الجادّةُ.
وجُبَّةُ والجُبَّةُ: مَوْضِعٌ.
قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب:
زَبَنَتْكَ أَرْكانُ العَدُوِّ، فأَصْبَحَتْ ***أَجَأٌ وجُبَّةُ مِنْ قَرارِ دِيارِها
وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:
لَا مالَ إلَّا إبِلٌ جُمَّاعَهْ، ***مَشْرَبُها الجُبَّةُ، أَو نُعاعَهْ
والجُبْجُبةُ: وِعاءٌ يُتَّخذُ مِن أَدمٍ يُسْقَى فِيهِ الإِبلُ ويُنْقَعُ فِيهِ الهَبِيدُ.
والجُبْجُبة: الزَّبيلُ مِنْ جُلودٍ، يُنْقَلُ فِيهِ الترابُ، وَالْجَمْعُ الجَباجِبُ.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنه أَوْدَعَ مُطْعِم بنَ عَديّ»، لَمَّا أَراد أَن يُهاجِر، جُبْجُبةً فِيهَا نَوًى مِن ذَهَبٍ، هِيَ زَبِيلٌ لطِيفٌ مِنْ جُلود.
وَرَوَاهُ الْقُتَيْبِيُّ بِالْفَتْحِ.
وَالنَّوَى: قِطَعٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَزْنُ القِطعة خَمْسَةُ دراهمَ.
وَفِي حَدِيثِ عُروة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إنْ ماتَ شيءٌ مِنَ الإِبل»، فَخُذْ جِلْدَه، فاجْعَلْه جَباجِبَ يُنْقَلُ فِيهَا أَي زُبُلًا.
والجُبْجُبةُ والجَبْجَبةُ والجُباجِبُ: الكَرِشُ، يُجْعَلُ فيه اللَّحْمُ يُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسفار، ويجعل فيه اللَّحْمُ المُقَطَّعُ ويُسَمَّى الخَلْعَ.
وأَنشد:
أَفي أَنْ سَرَى كَلْبٌ، فَبَيَّتَ جُلَّةً ***وجُبْجُبةً للوَطْبِ، سَلْمى تُطَلَّقُ
وَقِيلَ: هِيَ إهالةٌ تُذابُ وتُحْقَنُ فِي كَرشٍ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هُوَ جِلد جَنْبِ الْبَعِيِرِ يُقَوَّرُ ويُتَّخذ فِيهِ اللحمُ الَّذِي يُدعَى الوَشِيقةُ، وتَجَبْجَبَ واتخذَ جُبْجُبَةً إِذَا اتَّشَق، والوَشِيقَةُ لَحْمٌ يُغْلى إغْلاءَةً، ثُمَّ يُقَدَّدُ، فَهُوَ أَبْقى مَا يَكُونُ.
قَالَ خُمام بْنُ زَيْدِ مَناةَ اليَرْبُوعِي:
إِذَا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينة، ***فَلَا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ، وتَجَبْجَب
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: التَّجَبْجُبُ أَن تجْعَل خَلْعًا فِي الجُبْجُبةِ، فأَما مَا حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي مِنْ قَولهم: إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ جَبانٌ جُبْجُبةٌ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُ بالجُبْجُبة الَّتِي يوضعُ فِيهَا هَذَا الخَلْعُ.
شَبَّهه بِهَا فِي انْتِفاخه وقِلة غَنائه، كَقَوْلِ الْآخَرِ: كأَنه حَقِيبةٌ مَلأَى حَثا ورَجلٌ جُباجِبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذَا كَانَ ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ.
ونُوقٌ جَباجِبُ.
قَالَ الرَّاجِزُ:
جَراشِعٌ، جَباجِبُ الأَجْوافِ، ***حُمُّ الذُّرا، مُشْرِفةُ الأَنْواف
وَإِبِلٌ مُجَبْجَبةٌ: ضَخْمةُ الجُنُوبِ.
قَالَتْ:
حَسَّنْتَ إِلَّا الرَّقَبَهْ، ***فَحَسِّنَنْها يَا أَبَهْ،
كَيْ مَا تَجِيءَ الخَطَبَهْ، ***بإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ
وَيُرْوَى مُخَبْخبه.
أَرادت مُبَخْبَخَةً أَي يُقَالُ لَهَا بَخٍ بَخٍ إعْجابًا بِهَا، فَقَلَبت.
أَبو عَمْرٍو: جَمَلٌ جُباجِبٌ وبُجابِجٌ: ضَخْمٌ، وَقَدْ جَبْجَبَ إِذَا سَمِنَ.
وجَبْجَبَ إِذَا ساحَ فِي الأَرض عِبَادَةً.
وجَبْجَبَ إِذَا تَجَرَ فِي الجَباجِبِ.
أَبو عُبَيْدَةَ: الجُبْجُبةُ أَتانُ الضَّحْل، وَهِيَ صَخْرةُ الماءِ، وماءٌ جَبْجابٌ وجُباجِبٌ: كَثِيرٌ.
قَالَ: وَلَيْسَ جُباجِبٌ بِثَبْتٍ.
وجُبْجُبٌ: ماءٌ مَعْرُوفٌ.
وَفِي حَدِيثِ بَيْعَةِ الأَنصارِ: «نادَى الشيطانُ يَا أَصحابَ الجَباجِب».
قَالَ: هِيَ جَمْعُ جُبْجُبٍ، بِالضَّمِّ، وَهُوَ المُسْتَوى مِنَ الأَرض لَيْسَ بحَزْنٍ، وَهِيَ هَاهُنَا أَسماءُ مَنازِلَ بِمِنًى سُمِّيَتْ بِهِ لأَنَّ كُروشَ الأَضاحِي تُلْقَى فِيهَا أَيامَ الحَجّ.
الأَزهري فِي أَثناء كَلَامِهِ عَلَى حيَّهلَ.
وأَنشد لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ التَّغْلَبي مِنْ أَبيات:
إِيَّاكِ أَنْ تَستَبْدِلي قَرِدَ القَفا، ***حَزابِيةً، وهَيَّبانًا، جُباجِبا
أَلفَّ، كأَنَّ الغازِلاتِ مَنَحْنَه، ***مِنَ الصُّوفِ، نِكْثًا، أَو لَئِيمًا دُبادِبا
وَقَالَ: الجُباجِبُ والدُّبادِبُ الكثيرُ الشَّرِّ والجَلَبةِ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
10-لسان العرب (كلب)
كلب: الكَلْبُ: كُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ.وَفِي الْحَدِيثِ: «أَمَا تخافُ أَن يأْكُلَكَ كَلْبُ اللهِ؟ فجاءَ الأَسدُ لَيْلًا فاقْتَلَعَ هامَتَه مِنْ بَيْنِ أَصحابه».
والكَلْب، معروفٌ، واحدُ الكِلابِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ غَلَبَ الكلبُ عَلَى هَذَا النَّوْعِ النَّابِحِ، وَرُبَّمَا وُصِفَ بِهِ، يُقَالُ: امرأَةٌ كَلْبة؛ وَالْجَمْعُ أَكْلُبٌ، وأَكالِبُ جَمْعُ الْجَمْعِ، وَالْكَثِيرُ كِلابٌ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الأَكالِبُ جَمْعُ أَكْلُبٍ.
وكِلابٌ: اسمُ رَجُلٍ، سُمِّيَ بِذَلِكَ، ثُمَّ غَلَبَ عَلَى الْحَيِّ وَالْقَبِيلَةِ؛ قَالَ:
وإِنّ كِلابًا هَذِهِ عَشْرُ أَبطُنٍ، ***وأَنتَ بَريءٌ مِنْ قَبائِلها العَشْرِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَي إِنَّ بُطُونَ كِلابٍ عَشْرُ أَبطُنٍ.
قَالَ سِيبَوَيْهِ: كِلابٌ اسْمٌ لِلْوَاحِدِ، والنسبُ إِليه كِلابيٌّ، يَعْنِي أَنه لَوْ لَمْ يَكُنْ كِلابٌ اسْمًا لِلْوَاحِدِ، وَكَانَ جَمْعًا، لَقِيلَ فِي الإِضافة إِليه كَلْبيٌّ، وَقَالُوا فِي جَمْعِ كِلابٍ: كِلاباتٌ؛ قَالَ:
أَحَبُّ كَلْبٍ فِي كِلاباتِ الناسْ، ***إِليَّ نَبْحًا، كَلْبُ أُمِّ العباسْ
قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا ثلاثةُ كلابٍ، عَلَى قَوْلِهِمْ ثلاثةٌ مِنَ الكِلابِ؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونُوا أَرادوا ثَلَاثَةَ أَكْلُبٍ، فاسْتَغْنَوْا ببناءِ أَكثر العَدَدِ عَنْ أَقلّه.
والكَلِيبُ والكالِبُ: جماعةُ الكِلابِ، فالكَليبُ كالعبيدِ، وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ؛ وَقَالَ يَصِفُ مَفازة:
كأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائِها ***مُكاءُ المُكَلِّبِ، يَدْعُو الكَلِيبَا
والكالِبُ: كالجامِلِ والباقِر.
وَرَجُلٌ كالِبٌ وكَلَّابٌ: صاحبُ كِلابٍ، مِثْلَ تامرٍ ولابِنٍ؛ قَالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْريُّ:
سَدَا بيَدَيْهِ، ثُمَّ أَجَّ بسَيْرِه، ***كأَجِّ الظَّليمِ مِنْ قَنيصٍ وكالِبِ
وَقِيلَ: سائِسُ كِلابٍ.
ومُكَلِّبٌ: مُضَرٍّ للكِلابِ عَلَى الصَّيْدِ، مُعَلِّمٌ لَهَا؛ وَقَدْ يكونُ التَّكْليبُ وَاقِعًا عَلَى الفَهْدِ وسِباعِ الطَّيْر.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ}؛ فَقَدْ دخَل فِي هَذَا: الفَهْدُ، وَالْبَازِي، والصَّقْرُ، والشاهينُ، وجميعُ أَنواعِ الجَوارح.
والكَلَّابُ: صاحبُ الكِلاب.
والمُكَلِّبُ: الَّذِي يُعَلِّم الكِلابَ أَخْذ الصيدِ.
وَفِي حَدِيثِ الصَّيْدِ: «إِنَّ لِي كِلابًا مُكَلَّبةً»، فأَفْتِني فِي صَيدها.
المُكَلَّبةُ: المُسَلَّطة عَلَى الصَّيْدِ، المُعَوَّدة بِالِاصْطِيَادِ، الَّتِي قَدْ ضَرِيَتْ بِهِ.
والمُكَلِّبُ، بِالْكَسْرِ: صاحِبُها، وَالَّذِي يصطادُ بِهَا.
وَذُو الكَلْبِ: رجلٌ؛ سُمي بِذَلِكَ لأَنه كَانَ لَهُ كَلْبٌ لَا يُفارقه.
والكَلْبةُ: أُنْثى الكِلابِ، وَجَمْعُهَا كَلْباتٌ، وَلَا تُكَسَّرُ.
وَفِي الْمَثَلِ: الكِلابُ عَلَى الْبَقَرِ، تَرْفَعُها وتَنْصِبُها أَي أَرسِلْها عَلَى بَقَر الوَحْش؛ وَمَعْنَاهُ: خَلِّ امْرَأً وصِناعَتَه.
وأُمُّ كَلْبةَ: الحُمَّى، أُضِيفَتْ إِلى أُنثى الكِلابِ.
وأَرض مَكْلَبة: كثيرةُ الكِلابِ.
وكَلِبَ الكَلْبُ، واسْتَكْلَبَ: ضَرِيَ، وتَعَوَّدَ أَكْلَ النَّاسِ.
وكَلِبَ الكَلْبُ كَلَبًا، فَهُوَ كَلِبٌ: أَكَلَ لَحْمَ الإِنسان، فأَخذه لِذَلِكَ سُعارٌ وداءٌ شِبْهُ الجُنون.
وَقِيلَ: الكَلَبُ جُنُونُ الكِلابِ؛ وَفِي الصِّحَاحِ: الكَلَبُ شبيهٌ بالجُنُونِ، وَلَمْ يَخُصَّ الكِلاب.
اللَّيْثُ: الكَلْبُ الكَلِبُ: الَّذِي يَكْلَبُ فِي أَكْلِ لُحومِ النَّاسِ، فيَأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ، فإِذا عَقَر إِنسانًا، كَلِبَ المَعْقُورُ، وأَصابه داءُ الكَلَبِ، يَعْوِي عُوَاءَ الكَلْبِ، ويُمَزِّقُ ثيابَه عَنْ نَفْسِهِ، ويَعْقِرُ مَنْ أَصاب، ثُمَّ يَصِيرُ أَمْرُه إِلى أَن يأْخذه العُطاشُ، فيموتَ مِنْ شِدَّةِ العَطَش، وَلَا يَشْرَبُ.
والكَلَبُ: صِياحُ الَّذِي قَدْ عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ.
قَالَ: وَقَالَ المُفَضَّل أَصْلُ هَذَا أَنَّ دَاءً يَقَعُ عَلَى الزَّرْعِ، فَلَا يَنْحَلُّ حَتَّى تَطْلُع عَلَيْهِ الشمسُ، فيَذُوبَ، فإِن أَكَلَ منه المالُ قَبْلَ ذَلِكَ مَاتَ.
قَالَ: وَمِنْهُ مَا رُوي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه نَهَى عَنْ سَوْم اللَّيْلِ أَي عَنْ رَعْيِه، وَرُبَّمَا نَدَّ بعيرٌ فأَكَلَ مِنْ ذَلِكَ الزَّرْعِ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، فإِذا أَكله مَاتَ، فيأْتي كَلْبٌ فيأْكلُ مِنْ لَحْمِهِ، فيَكْلَبُ، فإِنْ عَضَّ إِنسانًا، كَلِبَ المَعْضُوضُ، فإِذا سَمِعَ نُباحَ كَلْبٍ أَجابه.
وَفِي الْحَدِيثِ: «سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتي أَقوامٌ تَتَجارَى بِهِمُ الأَهْواءُ، كَمَا يَتَجارَى الكَلَبُ بِصَاحِبِهِ»؛ الكَلَبُ، بِالتَّحْرِيكِ: داءٌ يَعْرِضُ للإِنسان، مِن عَضِّ الكَلْب الكَلِب، فيُصيبُه شِبْهُ الجُنُونِ، فَلَا يَعَضُّ أَحَدًا إِلا كَلِبَ، ويَعْرِضُ لَهُ أَعْراضٌ رَديئَة، ويَمْتَنِعُ مِنْ شُرْب الماءِ حَتَّى يَمُوتَ عَطَشًا؛ وأَجمعت العربُ عَلَى أَن دَواءَه قَطْرَةٌ مِنْ دَمِ مَلِكٍ يُخْلَطُ بماءٍ فيُسْقاه؛ يُقَالُ مِنْهُ: كَلِبَ الرجلُ كَلَبًا: عَضَّه الكَلْبُ الكَلِبُ، فأَصابه مثلُ ذَلِكَ.
ورَجُلٌ كَلِبٌ مِن رجالٍ كَلِبِينَ، وكَلِيبٌ مِنْ قَوْم كَلْبَى؛ وقولُ الكُمَيْت:
أَحْلامُكُمْ، لِسَقَامِ الجَهْلِ، شَافِيَةٌ، ***كَمَا دِماؤُكُمُ يُشْفَى بِهَا الكَلَبُ
قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِن الرجلَ الكَلِبَ يَعضُّ إِنسانًا، فيأْتون رجلٍا شَرِيفًا، فيَقْطُرُ لَهُمْ مِنْ دَمِ أُصْبُعِه، فَيَسْقُونَ الكَلِبَ فيبرأُ.
والكَلابُ: ذَهابُ العَقْلِ مِنَ الكَلَب، وَقَدْ كُلِبَ.
وكَلِبَتِ الإِبلُ كَلَبًا: أَصابَها مثلُ الجُنون الَّذِي يَحْدُثُ عَنِ الكَلَب.
وأَكْلَبَ القومُ: كَلِبَتْ إِبلُهم؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:
وقَوْمٍ يَهِينُونَ أَعْراضَهُمْ، ***كَوَيْتُهُمُ كَيَّةَ المُكْلِبِ
والكَلَبُ: العَطَشُ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ، لأَن صَاحِبَ الكَلَبِ يَعْطَشُ، فإِذا رأَى الماءَ فَزِعَ مِنْهُ.
وكَلِبَ عَلَيْهِ كَلَبًا: غَضِبَ فأَشْبَهَ الرجلَ الكَلِبَ.
وكَلِبَ: سَفِهَ فأَشبه الكَلِبَ.
ودَفَعْتُ عَنْكَ كَلَبَ فُلَانٍ أَي شَرَّه وأَذاه.
وكَلَبَ الرَّجُلُ يَكْلِبُ، واسْتَكْلَبَ إِذا كَانَ فِي قَفْرٍ، فيَنْبَحُ لِتَسْمَعَهُ الكِلابُ فتَنْبَحَ فيَسْتَدِلَّ بِهَا؛ قَالَ:
ونَبْحُ الكِلابِ لمُسْتَكْلِبٍ
والكَلْبُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَك، عَلَى شَكْلِ الكَلْبِ.
والكَلْبُ مِنَ النُّجُومِ: بحِذاءِ الدَّلْو مِنْ أَسْفَلَ، وَعَلَى طَرِيقَتِهِ نجمٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ الرَّاعِي.
والكَلْبانِ: نَجْمَانِ صَغِيرَانِ كالمُلْتَزِقَيْن بَيْنَ الثُّرَيَّا والدَّبَرانِ.
وكِلابُ الشتاءِ: نُجومٌ، أَوَّلَه، وَهِيَ: الذراعُ والنَّثْرَةُ والطَّرْفُ والجَبْهة؛ وكُلُّ هَذِهِ النجومِ، إِنما سُمِّيَتْ بِذَلِكَ عَلَى التَّشْبِيهِ بالكِلابِ.
وكَلْبُ الْفَرَسِ: الخَطُّ الَّذِي فِي وَسَطِ ظَهْرِه، تَقُولُ: اسْتَوَى عَلَى كَلْبِ فَرَسه.
ودَهْرٌ كَلِبٌ: مُلِحٌّ عَلَى أَهله بِمَا يَسُوءُهم، مُشْتَقٌّ مِنَ الكَلْبِ الكَلِبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مَا لِيَ أَرى الناسَ، لا أَبا لَهُمُ ***قَدْ أَكَلُوا لَحْمَ نابِحٍ كَلِبِ
وكُلْبَةُ الزَّمان: شِدَّةُ حَالِهِ وضِيقُه، مِنْ ذَلِكَ.
والكُلْبةُ، مِثلُ الجُلْبةِ.
والكُلْبة: شِدَّةُ البرْد، وَفِي الْمُحْكَمِ شِدَّةُ الشتاءِ، وجَهْدُه، مِنْهُ أَيضًا؛ أَنشد يَعْقُوبُ:
أَنْجَمَتْ قِرَّةُ الشِّتاءِ، وكانَتْ ***قَدْ أَقامَتْ بكُلْبةٍ وقِطارِ
وَكَذَلِكَ الكَلَبُ، بِالتَّحْرِيكِ، وَقَدْ كَلِبَ الشتاءُ، بِالْكَسْرِ.
والكَلَبُ: أَنْفُ الشِّتاءِ وحِدَّتُه؛ وبَقِيَتْ عَلَيْنَا كُلْبةٌ مِنَ الشتاءِ؛ وكَلَبةٌ أَي بَقِيَّةُ شِدَّةٍ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الكُلْبةُ كُلُّ شِدَّةٍ مِنْ قِبَلِ القَحْط والسُّلْطان وَغَيْرِهِ.
وَهُوَ فِي كُلْبة مِنَ العَيْش أَي ضِيقٍ.
وَقَالَ النَّضْرُ: الناسُ فِي كُلْبةٍ أَي فِي قَحْطٍ وشِدَّة مِنَ الزَّمَانِ.
أَبو زَيْدٍ: كُلْبةُ الشِّتَاءِ وهُلْبَتُه: شِدَّتُه.
وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: أَصابتهم كُلْبةٌ مِنَ الزَّمَانِ، فِي شِدَّةِ حَالِهِمْ، وعَيْشِهم، وهُلْبةٌ مِنَ الزَّمَانِ؛ قَالَ: وَيُقَالُ هُلْبة وجُلْبة مِنَ الحَرِّ والقُرِّ.
وعامٌ كلِبٌ: جَدْبٌ، وكُلُّه مِنَ الكَلَب.
والمُكالَبةُ: المُشارَّة وَكَذَلِكَ التَّكَالُبُ؛ يُقَالُ: هُمْ يَتَكَالبُونَ عَلَى كَذَا أَي يَتَواثَبُون عَلَيْهِ.
وكالَبَ الرجلَ مُكالَبةً وكِلابًا: ضايَقَه كمُضايَقَة الكِلاب بَعْضِها بَعْضًا، عِنْدَ المُهارشة؛ وقولُ تَأَبَّطَ شَرًّا:
إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْكَ الكَلِيبَ، فَوَلِّها ***كَلِيبَكَ واعْلَم أَنها سَوْفَ تَنْجَلِي
قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ قَوْلَانِ: أَحدهما أَنه أَراد بالكَلِيب المُكالِبَ الَّذِي تَقَدَّم، والقولُ الآخرُ أَن الكَلِيبَ مَصْدَرُ كَلِبَتِ الحَرْبُ، والأَوَّل أَقْوَى.
وكَلِبَ عَلَى الشيءِ كَلَبًا: حَرَصَ عَلَيْهِ حِرْصَ الكَلْبِ، واشْتَدَّ حِرْصُه.
وَقَالَ الحَسَنُ: إِنَّ الدُّنْيَا لَمَّا فُتِحَتْ عَلَى أَهلها، كَلِبُوا عَلَيْهَا أَشَدَّ الكَلَبِ، وعَدَا بعضُهم عَلَى بَعْضٍ بالسَّيْفِ؛ وَفِي النِّهَايَةِ: كَلِبُوا عَلَيْهَا أَسْوَأَ الكَلَبِ، وأَنْتَ تَجَشَّأُ مِنَ الشِّبَع بَشَمًا، وجارُك قَدْ دَمِيَ فُوه مِنَ الْجُوعِ كَلَبًا أَي حِرصًا عَلَى شيءٍ يُصِيبه.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَتَبَ إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ حِينَ أَخَذَ مِنْ مَالِ البَصْرَة: «فَلَمَّا رأَيتَ الزمانَ عَلَى ابْنِ عَمِّكَ قَدْ كَلِبَ، وَالْعَدُوُّ قَدْ حَرِبَ»؛ كَلِبَ؛ أي اشْتَدَّ.
يُقَالُ: كَلِبَ الدَّهْرُ عَلَى أَهله إِذا أَلَحَّ عَلَيْهِمْ، واشْتَدَّ.
وتَكالَبَ الناسُ عَلَى الأَمر: حَرَصُوا عَلَيْهِ حَتَّى كأَنهم كِلابٌ.
والمُكالِبُ: الجَرِيءُ، يَمانية؛ وَذَلِكَ لأَنه يُلازِمُ كمُلازمَة الكِلابِ لِمَا تَطْمَعُ فِيهِ.
وكَلِبَ الشَّوْكُ إِذا شُقَّ ورَقُه، فَعَلِقَ كَعَلَقِ الكِلابِ.
والكَلْبَةُ والكَلِبَةُ مِنَ الشِّرْسِ: وَهُوَ صِغَارُ شَجَرِ الشَّوْكِ، وَهِيَ تُشْبِه الشُّكَاعَى، وَهِيَ مِنَ الذُّكُورِ، وَقِيلَ: هِيَ شَجَرة شاكَةٌ مِنَ العِضاهِ، لَهَا جِراءٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَشْبِيهٌ بالكَلْب.
وَقَدْ كَلِبَتْ إِذا انْجَرَدَ ورَقُها، واقْشَعَرَّتْ، فَعَلِقَت الثيابَ وآذَتْ مَن مَرَّ بِهَا، كَمَا يَفْعَلُ الكَلْبُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ أَبو الدُّقَيْش كَلِبَ الشجرُ، فَهُوَ كَلِبٌ إِذا لَمْ يَجِدْ رِيَّهُ، فَخَشُنَ مِنْ غَيْرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُه، فعَلِقَ ثَوْبَ مَن مَرَّ بِهِ كالكَلْب.
وأَرض كَلِبةٌ إِذا لَمْ يَجِدْ نباتُها رِيًّا، فَيَبِسَ.
وأَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر إِذا لَمْ يُصِبْها الربيعُ.
أَبو خَيْرة: أَرضٌ كَلِبةٌ أَي غَلِيظةٌ قُفٌّ، لَا يَكُونُ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا كَلأٌ، وَلَا تكونُ جَبَلًا، وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ.
أَرضٌ كَلِبَةُ الشَّجر أَي خَشِنَةٌ يابسةٌ، لَمْ يُصِبْها الربيعُ بَعْدُ، وَلَمْ تَلِنْ.
والكَلِبةُ مِنَ الشَّجَرِ أَيضًا: الشَّوْكةُ العارِيةُ مِنَ الأَغْصان، وَذَلِكَ لِتَعَلُّقِهَا بِمَنْ يَمُرُّ بِهَا، كَمَا تَفْعل الكِلابُ.
وَيُقَالُ لِلشَّجَرَةِ العارِدة الأَغْصانِ والشَّوْكِ اليابسِ المُقْشَعِرَّةِ: كَلِبةٌ.
وكَفُّ الكَلْبِ: عُشْبة مُنْتَشرة تَنْبُتُ بالقِيعانِ وَبِلَادِ نَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ إِذا يَبِسَتْ، تُشَبَّه بكَفِّ الكَلْبِ الحَيوانيِّ، وَمَا دامتْ خَضْراء، فَهِيَ الكَفْنةُ.
وأُمُّ كَلْبٍ: شُجَيْرَةٌ شاكةٌ؛ تَنْبُتُ فِي غَلْظِ الأَرض وَجِبَالِهَا، صفراءُ الورقِ، خَشْناء، فإِذا حُرِّكَتْ، سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحةٍ وأَخْبَثها؛ سُميت بِذَلِكَ لمكانِ الشَّوْكِ، أَو لأَنها تُنْتِنُ كَالْكَلْبِ إِذا أَصابه المَطَرُ.
والكَلُّوبُ: المِنْشالُ، وَكَذَلِكَ الكُلَّابُ، وَالْجَمْعُ الكَلالِيبُ، وَيُسَمَّى المِهْمازُ، وَهُوَ الحَديدةُ الَّتِي عَلَى خُفِّ الرَّائِضِ، كُلَّابًا؛ قَالَ جَنْدَلُ بْنُ الرَّاعِي يَهْجو ابنَ الرِّقاعِ؛ وَقِيلَ هُوَ لأَبيه الرَّاعِي:
خُنادِفٌ لاحِقٌ، بالرأْسِ، مَنْكِبُه، ***كأَنه كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلَّابِ
وكَلَبه: ضَرَبه بالكُلَّابِ؛ قَالَ الكُمَيْتُ:
ووَلَّى بأجْرِيّا ولافٍ، كأَنه ***عَلَى الشَّرَفِ الأَقْصَى يُساطُ ويُكلَبُ
والكُلَّابُ والكَلُّوبُ: السَّفُّودُ، لأَنه يَعْلَقُ الشِّواءَ ويَتَخَلَّله، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.
والكَلُّوبُ والكُلَّابُ: حديدةٌ مَعْطُوفَةٌ، كالخُطَّافِ.
التَّهْذِيبُ: الكُلَّابُ والكَلُّوبُ خَشَبةٌ فِي رأْسها عُقَّافَةٌ مِنْهَا، أَو مِنْ حديدٍ.
فأَمَّا الكَلْبَتانِ: فالآلةُ الَّتِي تَكُونُ مَعَ الحَدَّادين.
وَفِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا: «وإِذا آخَرُ قائمٌ بكَلُّوبِ حديدٍ»؛ الكَلُّوبُ، بِالتَّشْدِيدِ: حديدةٌ مُعْوَجَّةُ الرأْس.
وكَلاليب الْبَازِي: مَخالِبُه، كلُّ ذَلِكَ عَلَى التَّشْبيه بمَخالِبِ الكِلابِ والسِّباعِ.
وكلاليبُ الشَّجَرِ: شَوْكُه كَذَلِكَ.
وكالَبَتِ الإِبلُ: رَعَتْ كلالِيبَ الشَّجَرِ، وَقَدْ تَكُونُ المُكالَبةُ ارتِعاءَ الخَشِنِ اليابسِ، وَهُوَ مِنْهُ؛ قَالَ:
إِذا لَمْ يَكُنْ إِلا القَتادُ، تَنَزَّعَتْ ***مَناجِلُها أَصْلَ القَتادِ المُكالَب
والكلْبُ: الشَّعِيرةُ.
والكلْبُ: المِسْمارُ الَّذِي فِي قَائِمِ السَّيْفِ، وَفِيهِ الذُّؤابة لِتُعَلِّقَه بِهَا؛ وَقِيلَ كَلْبُ السَّيْفِ: ذُؤَابتُه.
وَفِي حَدِيثِ أُحُدٍ: «أَنَّ فَرَسًا ذبَّ بذَنبه»، فأَصابَ كُلَّابَ سَيْفٍ، فاسْتَلَّه.
الكُلَّابُ
والكَلْبُ: الحَلْقَةُ أَو المِسمار الَّذِي يَكُونُ فِي قَائِمِ السَّيْفِ، تَكُونُ فِيهِ عِلاقَتُه.
والكَلْبُ: حديدةٌ عَقْفاءُ تكونُ فِي طَرَفِ الرَّحْل تُعَلَّق فِيهَا المَزادُ والأَدَاوى؛ قَالَ يَصِفُ سِقاء:
وأَشْعَثَ مَنْجُوبٍ شَسِيفٍ، رَمَتْ بِهِ، ***عَلَى الماءِ، إِحْدَى اليَعْمَلاتِ العَرامِسُ
فأَصْبَحَ فوقَ الماءِ رَيَّانَ، بَعْدَ ما ***أَطالَ بِهِ الكَلْبُ السُّرَى، وَهُوَ ناعِسُ
والكُلَّابُ: كالكَلْبِ، وكلُّ مَا أُوثِقَ بِهِ شيءٌ،
فَهُوَ كَلْبٌ، لأَنه يَعْقِلُه كَمَا يَعْقِلُ الكَلْبُ مَنْ عَلِقَه.
والكَلْبتانِ: الَّتِي تكونُ مَعَ الحَدَّاد يأْخُذُ بِهَا الْحَدِيدَ المُحْمَى، يُقَالُ: حديدةٌ ذاتُ كَلْبَتَيْن، وحديدتانِ ذَوَاتَا كَلْبَتَيْنِ، وحدائدُ ذواتُ كَلْبتين، فِي الْجَمْعِ، وكلُّ مَا سُمِّي بِاثْنَيْنِ فَكَذَلِكَ.
والكَلْبُ: سَير أَحمر يُجْعَلُ بَيْنَ طَرَفَي الأَديم.
والكَلْبَةُ: الخُصْلة مِنَ اللِّيفِ، أَو الطاقةُ مِنْهُ، تُسْتَعْمَل كَمَا يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الَّذِي فِي رأْسه جُحْر، ثُمَّ يُجْعَلُ السيرُ فِيهِ؛ كَذَلِكَ الكُلْبةُ يُجْعَلُ الخَيْطُ أَو السَّيْرُ فِيهَا، وَهِيَ مَثْنِيَّةٌ، فتُدخَلُ فِي مَوْضع الخَرْزِ، ويُدْخِلُ الخارزُ يَدَه فِي الإِداوةِ، ثُمَّ يَمُدُّه.
وكَلَبَتِ الخارِزةُ السَّيْرَ تَكْلُبُه كلْبًا: قَصُرَ عَنْهَا السيرُ، فثَنَتْ سَيرًا يَدْخُلُ فِيهِ رأْسُ الْقَصِيرِ حَتَّى يَخْرُج مِنْهُ؛ قَالَ دُكَينُ بنُ رجاءٍ الفُقَيْميُّ يَصِفُ فَرَسًا:
كأَنَّ غَرَّ مَتْنِهِ، إِذْ نَجْنُبُهْ، ***سَيرُ صَناعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُهْ
وَاسْتَشْهَدَ الْجَوْهَرِيُّ بِهَذَا عَلَى قَوْلِهِ: الكَلْبُ سَير يُجْعَلُ بَيْنَ طَرَفَي الأَديمِ إِذا خُرِزا؛ تَقُولُ مِنْهُ: كَلَبْتُ المَزادَةَ، وغَرُّ مَتْنِه مَا تَثَنَّى مِنْ جِلده.
ابْنُ دُرَيْدٍ: الكَلْبُ أَنْ يَقْصُرَ السيرُ عَلَى الْخَارِزَةِ، فتُدْخِلَ فِي الثَّقْبِ سَيْرًا مَثْنِيًّا، ثُمَّ تَرُدَّ رأْسَ السَّير النَّاقِصَ فِيهِ، ثُمَّ تُخْرِجَهُ وأَنشد رَجَزَ دُكَينٍ أَيضًا.
ابْنُ الأَعرابي: الكَلْبُ خَرْزُ السَّير بَينَ سَيرَينِ.
كلَبْتُه أَكْلُبه كَلْبًا، واكْتَلَبَ الرجلُ: استَعمَلَ هَذِهِ الكُلْبَةَ، هَذِهِ وَحْدَهَا عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ قَالَ: والكُلْبَةُ: السَّير وراءَ الطاقةِ مِنَ اللِّيفِ، يُستَعمَل كَمَا يُسْتَعْمَلُ الإِشْفَى الَّذِي فِي رأْسه جُحْرٌ، يُدْخَلُ السَّيرُ أَو الخَيْطُ فِي الكُلْبة، وَهِيَ مَثْنِيَّة، فَيَدْخُلُ فِي مَوْضِعِ الخَرْز، ويُدْخِلُ الخارِز يدَه فِي الإِداوة، ثُمَّ يَمُدُّ السَّيرَ أَو الْخَيْطَ.
والخارِزُ يُقَالُ لَهُ: مُكْتَلِبٌ.
ابْنُ الأَعرابي: والكَلْبُ مِسمارٌ يَكُونُ فِي روافِدِ السَّقْبِ، تُجْعَلُ عَلَيْهِ الصُّفْنةُ، وَهِيَ السُّفْرة الَّتِي تُجْمَعُ بالخَيْط.
قَالَ: والكَلْبُ أَوَّلُ زيادةِ الْمَاءِ فِي الْوَادِي.
والكَلْبُ: مِسْمارٌ عَلَى رأْسِ الرَّحْل، يُعَلِّقُ عَلَيْهِ الراكبُ السَّطِيحةَ.
والكَلْبُ: مسْمارُ مَقْبضِ السَّيْفِ، وَمَعَهُ آخرُ، يُقَالُ لَهُ: العجوزُ.
وكَلَبَ البعيرَ يَكْلُبه كَلْبًا: جمعَ بَيْنَ جَريرِه وزِمامِه بخَيطٍ فِي البُرَةِ.
والكَلَبُ: الأَكْلُ الْكَثِيرُ بِلَا شِبَعٍ.
والكَلَبُ: وقُوعُ الحَبْلِ بَيْنَ القَعْوِ والبَكَرة، وَهُوَ المرْسُ، والحَضْبُ، والكَلْب القِدُّ.
ورَجلٌ مُكَلَّبٌ: مَشدودٌ بالقِدِّ، وأَسِيرٌ مُكَلَّبٌ؛ قَالَ طُفَيْل الغَنَوِيُّ:
فباءَ بِقَتْلانا مِنَ الْقَوْمِ مِثْلُهم، ***وَمَا لَا يُعَدُّ مِنْ أَسِيرٍ مُكَلَّبِ
وَقِيلَ: هُوَ مَقْلُوبٌ عَنِ مُكَبَّلٍ.
وَيُقَالُ: كَلِبَ عَلَيْهِ القِدُّ إِذا أُسِرَ بِهِ، فَيَبِسَ وعَضَّه.
وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ ومُكَبَّلٌ أَي مُقَيَّدٌ.
وأَسيرٌ مُكَلَّبٌ: مَأْسُورٌ بالقِدِّ.
وَفِي حَدِيثِ ذِي الثُّدَيَّةِ: «يَبْدو فِي رأْسِ يَدَيهِ شُعَيراتٌ»، كأَنها كُلْبَةُ كَلْبٍ، يَعْنِي مَخالِبَه.
قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا قَالَ الْهَرَوِيُّ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: كأَنها كُلْبةُ كَلْبٍ، أَو كُلْبةُ سِنَّوْرٍ، وَهِيَ الشَّعَرُ النابتُ فِي جانِبَيْ خَطْمِه.
وَيُقَالُ للشَّعَر الَّذِي يَخْرُزُ بِهِ الإِسْكافُ: كُلْبةٌ.
قَالَ: وَمَنْ فَسَّرها بالمَخالب، نَظَرًا إِلى مَجيءِ الكَلالِيبِ فِي مَخالِبِ البازِي، فَقَدْ أَبْعَد.
ولِسانُ الكَلْبِ: اسمُ سَيْفٍ كَانَ لأَوْسِ بْنِ حارثةَ ابنَ لأْمٍ الطَّائِيِّ؛ وَفِيهِ يَقُولُ:
فإِنَّ لِسانَ الكَلْبِ مانِعُ حَوْزَتي، ***إِذا حَشَدَتْ مَعْنٌ وأَفناء بُحْتُرِ
ورأْسُ الكَلْبِ: اسمُ جَبَلٍ مَعْرُوفٍ.
وَفِي الصِّحَاحِ: ورأْسُ كَلْبٍ: جَبَلٌ.
والكَلْبُ: طَرَفُ الأَكَمةِ.
والكُلْبةُ: حانوتُ الخَمَّارِ، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ.
وكَلْبٌ وبنُو كَلْبٍ وبنُو أَكْلُبٍ وَبَنُو كَلْبةَ: كلُّها قبائلُ.
وكَلْبٌ: حَيٌّ مِنْ قُضاعة.
وكِلابٌ: فِي قُرَيْشٍ، وَهُوَ كِلابُ بنُ مُرَّةَ.
وكِلابٌ: فِي هَوازِنَ، وَهُوَ كِلابُ بْنِ ربيعةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعة.
وقولُهم: أَعزُّ مِنْ كُلَيْبِ وائلٍ، هُوَ كُلَيْبُ بْنُ رَبِيعَةَ مِنْ بَنِي تَغلِبَ بنِ وَائِلٍ.
وأَما كُلَيْبٌ، رَهْطُ جريرٍ الشَّاعِرِ، فَهُوَ كُلَيْبُ بْنُ يَرْبُوع بْنِ حَنْظَلة.
والكَلْبُ: جَبَل بِالْيَمَامَةِ؛ قَالَ الأَعشى:
إِذْ يَرْفَعُ الْآلُ رأْس الكَلْبِ فارْتَفَعا
هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ سِيدَهْ.
والكَلْبُ: جَبَلٌ بِالْيَمَامَةِ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ: رأْس الكَلْب.
والكَلْباتُ: هَضَباتٌ مَعْرُوفَةٌ هُنَالِكَ.
والكُلابُ، بِضَمِّ الْكَافِ وَتَخْفِيفِ اللَّامِ: اسْمُ مَاءٍ، كَانَتْ عِنْدَهُ وَقْعَةُ العَرَب؛ قَالَ السَّفَّاح بْنِ خَالِدٍ التَّغْلَبيُّ:
إِنَّ الكُلابَ ماؤُنا فَخَلُّوهْ، ***وساجِرًا، وَاللَّهِ، لَنْ تَحُلُّوهْ
وساجرٌ: اسْمُ مَاءٍ يَجْتَمِعُ مِنَ السَّيْلِ.
وَقَالُوا: الكُلابُ الأَوَّلُ، والكُلابُ الثَّانِي، وَهُمَا يَوْمَانِ مَشْهُورَانِ لِلْعَرَبِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ"""" عَرْفَجَة: أَنَّ أَنْفَه أُصيبَ يومَ الكُلابِ، فاتَّخَذ أَنْفًا مِنْ فِضَّةٍ
؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كُلابٌ الأَوَّلُ، وكُلابٌ الثَّانِي يَوْمَانِ، كَانَا بَيْنَ مُلوكِ كنْدة وَبَنِي تَمِيم.
قَالَ: والكُلابُ مَوْضِعٌ، أَو مَاءٌ، مَعْرُوفٌ، وَبَيْنَ الدَّهْناء وَالْيَمَامَةِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ الكُلابُ أَيضًا.
والكَلْبُ: فرسُ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْل.
والكَلَبُ: القِيادةُ، والكَلْتَبانُ: القَوَّادُ؛ مِنْهُ، حَكَاهُمَا ابْنُ الأَعرابي، يَرْفَعُهُمَا إِلى الأَصمعي، وَلَمْ يَذْكُرْ سِيبَوَيْهِ فِي الأَمثلة فَعْتَلانًا.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأَمْثَلُ مَا يُصَرَّفُ إِليه ذَلِكَ، أَن يَكُونَ الكَلَبُ ثُلَاثِيًّا، والكَلْتَبانُ رُبَاعِيًّا، كَزَرِمَ وازْرَأَمَّ، وضَفَدَ واضْفَادَّ.
وكلْبٌ وكُلَيْبٌ وكِلابٌ: قَبَائِلُ معروفة.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
11-لسان العرب (ضرا)
ضرا: ضَرِيَ بِهِ ضَرًا وضَراوَةً: لهِجَ، وَقَدْ ضَرِيتُ بِهَذَا الأَمر أَضْرَى ضَراوَةً.وَفِي الْحَدِيثِ: « إِنَّ للإِسلام ضَراوَةً» أَي عَادَةً ولَهجًا بِهِ لَا يُصْبَرُ عَنْهُ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: « إياكُمْ وَهَذِهِ المَجازِرَ فَإِنَّ لَهَا ضَرَاوَةً كضَراوَةِ الخمرِ».
وَقَدْ ضَرَّاه بِذَلِكَ الأَمرِ.
وسِقاءٌ ضارٍ باللَّبَنِ: يَعْتُقُ فِيهِ ويَجُودُ طَعْمُه، وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ والنَّبيذِ.
وضَرِيَ النَّبِيذُ يَضْرى إِذَا اشْتَدَّ.
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الضَّارِي مِنَ الآنِيَةِ الَّذِي ضُرِّي بِالْخَمْرِ، فَإِذَا جُعِلَ فِيهِ النَّبيذُ صَارَ مُسْكِرًا، وأَصلُه مِنَ الضَّرَاوَةِ وَهِيَ الدُّرْبَةُ والعادةُ.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ: « أَنه نَهَى عَنِ الشُّرْبِ فِي الإِناء الضَّارِي »؛ هُوَ الَّذِي ضُرِّيَ بِالْخَمْرِ وعُوِّدَ بِهَا، فَإِذَا جُعِلَ فِيهِ العَصيرُ صَارَ مُسْكرًا، وَقِيلَ فِيهِ مَعْنًى غَيْرُ ذَلِكَ.
أَبو زَيْدٍ: لذِمْتُ بِهِ لَذَمًا وضَرِيتُ بِهِ ضَرىً ودَرِبْتُ بِهِ دَرَبًا، والضَّرَاوَةُ: الْعَادَةُ.
يُقَالُ: ضَرِيَ الشيءُ بِالشَّيْءِ إِذَا اعْتادَه فَلَا يَكادُ يَصْبرُ عَنْهُ.
وضَرِيَ الكلْبُ بالصَّيْدِ إِذَا تَطَعَّم بلَحْمِه ودَمِه.
والإِناءُ الضَّارِي بالشَّراب والبيتُ الضَّارِي باللَّحْم مِنْ كَثْرَةِ الاعْتيادِ حَتَّى يَبْقى فِيهِ ريحُه.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: « أَنَّ للَّحْم ضَراوَةً كضَرَاوَةِ الخمرِ »؛ أي أَن لَهُ عَادَةً يَنزِعُ إِلَيْهَا كعادةِ الخمرِ وأَراد أَن لَهُ عَادَةً طَلَّابَةً لأَكْله كعادةِ الخمرِ مع شارِبِها، ذلك أَن مَنِ اعْتَادَ الخمرَ وشُرْبَها أَسْرَفَ فِي النَّفَقة حِرْصًا عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ مِنِ اعْتادَ اللحمَ وأَكلَه لَمْ يَكَدْ يَصْبِرُ عَنْهُ فَدَخَلَ فِي بَابِ المُسْرفِ فِي نفَقَته، وَقَدْ نَهى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ الإِسْراف.
وكلْبٌ ضَارٍ بالصَّيْدِ، وَقَدْ ضَرِيَ ضَرًا وضِراءً وضَراءً؛ الأَخيرةِ عَنْ أَبي زَيْدٍ، إِذَا اعْتادَ الصَّيْدَ.
والضِّرْوُ: الكلبُ الضَّارِي، وَالْجَمْعُ ضِرَاءٌ وأَضْرٍ مِثْلُ ذئبٍ وأَذْؤُبٍ وذئابٍ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:
حَتَّى إِذَا ذَرَّ قَرْنُ الشمسِ صَبَّحَه ***أَضْرِي ابنِ قُرَّانَ باتَ الوْحشَ والعَزَبَا
أَراد: باتَ وحْشًا وعَزبًا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ ليسَ لَهُ ***إلَّا الضَّراءَ، وإلَّا صَيْدَها، نَشَبُ
وَفِي الْحَدِيثِ: « مَنِ اقْتَنى كلْبًا إِلَّا كلبَ ماشِيَةٍ أَو ضَارٍ» أَي كَلْبًا مُعَوَّدًا بالصيْد.
يُقَالُ: ضَرِيَ الكلْبُ وأَضْرَاهُ صاحِبُه أَي عَوَّده وأَغراهُ بِهِ، ويُجْمع عَلَى ضَوارٍ.
والمَواشي الضَّارِيَة: المُعتادَةُ لِرَعْي زُرُوع الناسِ.
وَيُقَالُ: كلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ، وَفِي الْحَدِيثِ: « إِنَّ قَيْسًا ضِراءُ اللهِ »؛ هُوَ بِالْكَسْرِ جَمْعُ ضِرْوٍ، وَهُوَ مِنَ السِّباع مَا ضَرِيَ بالصَّيْدِ ولَهِجَ بالفَرائِس؛ الْمَعْنَى أَنهم شُجْعان تَشْبيهًا بالسِّباعِ الضَّارية فِي شَجاعَتها.
والضِّرْوُ، بالكَسْر: الضَّاري مِنْ أَوْلادِ الكِلابِ، والأُنثى ضِرْوَةٌ.
وَقَدْ ضَرِيَ الكلبُ بالصَّيْدِ ضَرَاوَةً أَي تَعَوَّد، وأَضْرَاهُ صاحِبُه أَي عَوَّده، وأَضْرَاهُ بِهِ أَي أَغراهُ، وَكَذَلِكَ التَّضْرِيَة؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
مَتَّى تَبْعثُوها تَبْعَثُوها ذَمِيمَةً، ***وتَضْرَى، إِذَا ضَرَّيْتُموها، فتَضْرَم
والضِّرْوُ مِنَ الجُذامِ: اللَّطْخُ مِنْهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: « أَن أَبا بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَكلَ مَعَ رجلٍ بِهِ ضِرْوٌ مِنْ جُذامٍ »أَي لطْخٌ، وَهُوَ مِنَ الضَّراوَة كأَن الداءَ ضَرِيَ بِهِ؛ حَكَاهُ الهَرَويُّ فِي الغَريبَيْن؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: رُوِيَ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ، فالكسرُ يُرِيدُ أنَه دَاءٌ قَدْ ضَرِيَ بِهِ لَا يُفارِقُه، والفتحُ مِنْ ضَرَا الجُرحُ يَضْرُو ضَرْوًا إِذَا لَمْ يَنْقَطِعْ سَيَلانُه أَي بِهِقُرْحَة ذاتُ ضَرْوٍ.
والضِّرْوُ والضَّرْوُ: شجرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسْتاكُ ويُجْعَل ورَقُه فِي العِطْرِ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الجعْدي:
تَسْتَنُّ بالضِّروْ مِنْ بَراقِشَ، أَوْ ***هَيْلانَ، أَو ناضِرٍ منَ العُتُمِ
وَيُرْوَى: أَو ضامِرٍ مِنَ العُتُم، بَراقِشُ وهَيْلانُ: مَوْضَعانِ، وَقِيلَ: هُمَا وادِيانِ باليَمَن كَانَا للأُمم السَّالِفَةِ.
والضِّرْوُ: المَحْلَب، وَيُقَالُ: حَبَّةُ الخَضْراء؛ وأَنشد:
هَنِيئًا لعُودِ الضِّرْوِ شَهْدٌ يَنالُه ***عَلَى خَضِراتٍ، ماؤُهُنَّ رَفِيفُ
أَي لَهُ بَرِيقٌ؛ أَرَادَ عُودَ سِواكٍ مِنْ شجَرةِ الضَّرْوِ إِذَا اسْتاكَتْ بِهِ الجارِيَةُ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وأَكثَرُ مَنابِتِ الضِّرْوِ باليَمنِ، وَقِيلَ: الضِّرْوُ البُطْمُ نفسُه.
ابْنُ الأَعرابي: الضَّرْوُ والبُطْمُ الحبَّة الخَضْراءُ؛ قَالَ جارِية بْنُ بَدْرٍ:
وكأَن ماءَ الضَّرْوِ فِي أَنْيابِها، ***والزَّنْجَبيلَ عَلَى سُلافٍ سَلْسَلِ
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الضِّرْوُ مِنْ شَجَرِ الجِبالِ، وَهِيَ مِثْلُ شَجَر البَلُّوطِ العَظيمِ، لَهُ عَناقِيدُ كعَناقِيدِ البُطْمِ غيرَ أَنه أَكبرُ حَبًّا ويُطْبَخُ ورَقُه حَتَّى يَنْضَجَ، فَإِذَا نَضِجَ صُفِّيَ ورَقُه ورُدَّ الماءُ إِلَى النارِ فَيَعْقِدُ وَيَصِيرُ كالقُبَّيطى، يُتداوى بِهِ مِنْ خُشُونةِ الصَّدرِ وَوَجَعِ الحلْقِ.
الْجَوْهَرِيُّ: الضِّرْوُ، بِالْكَسْرِ، صَمْغُ شَجَرةٍ تُدْعى الكَمْكامَ تُجْلَبُ مِنَ اليَمَن.
واضْرَوْرَى الرجلُ.
اضْرِيراءً: انتَفَخَ بطْنُه مِنَ الطَّعامِ واتَّخَمَ.
والضَّرَاءُ: أَرضٌ مستويةٌ فِيهَا السِّباعُ ونُبَذٌ مِنَ الشَّجَرِ.
والضَّرَاء: البَرازُ والفَضاءُ، وَيُقَالُ: أَرضٌ مُسْتَويةٌ فِيهَا شَجَرٌ فَإِذَا كَانَتْ فِي هَبْطةٍ فَهِيَ غَيْضَةٌ.
ابْنُ شُمَيْلٍ: الضَّرَاءُ المُسْتَوي مِنَ الأَرضِ، يُقَالُ: لأَمْشِيَنَّ لَكَ الضَّرَاءَ، قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَرضٌ ضَراءٌ وَلَا مكانٌ ضَرَاءٌ.
قَالَ: ونَزَلنا ب ضَرَاءٍ من الأَرض مِنَ الأَرض أَي بأَرضٍ مُسْتوية.
وفي حديث مَعْدِيكرِبَ: مَشَوْا فِي الضَّراءِ "؛ والضَّرَاءُ، بِالْفَتْحِ والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ فِي الوَادي.
يُقَالُ: تَوارَى الصَّيْدُ مِنْهُ فِي ضَرَاءٍ.
وفلانٌ يَمْشِي الضَّراءَ إِذَا مَشَى مُسْتَخْفِيًا فِيمَا يُوارِي مِنَ الشَّجَر.
واسْتَضْرَيتُ للصَّيدِ إِذَا خَتَلْتَه مِنْ حيثُ لَا يعلمَ.
والضَّراءُ: مَا وَارَاكَ مِنَ الشَّجَرِ وغيرِهِ، وَهُوَ أَيضًا المشيُ فِيمَا يُوارِيكَ عَمَّنْ تَكِيدُه وتَخْتِلُه.
يُقَالُ: فلانٌ لَا يُدَبُّ لَهُ الضَّرَاءُ؛ قَالَ بشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ.
عَطَفْنا لَهُمْ عَطْفَ الضَّرُوسِ منَ المَلا ***بشَهْباءَ، لَا يَمْشِي الضَّرَاءَ رَقِيبُها
وَيُقَالُ للرجلُ إِذَا خَتَل صاحِبَه ومَكَرَ بِهِ: هُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّرَاءَ ويَمْشِي لَهُ الخَمَرَ؛ وَيُقَالُ: لَا أَمْشِي لَهُ الضَّراءَ وَلَا الخَمَرَ أَي أُجاهِرُهُ وَلَا أُخاتِلُه.
والضَّراءُ: الاسْتِخْفاءُ.
ويقال: ما وَارَاك مِنْ أَرضٍ فَهُوَ الضَّراءُ، وَمَا وَاراك مِنْ شجرٍ فَهُوَ الخَمَر.
وَهُوَ يَدِبُّ لَهُ الضَّراءَ إِذَا كَانَ يَخْتِلُه.
ابْنُ شُمَيْلٍ: مَا وَارَاك مِنْ شَيْءٍ وادَّارَأْتَ بِهِ فَهُوَ خَمَر، الوَهدة خَمَر والأَكَمَة خَمَر وَالْجَبَلُ خَمَر والشجرُ خَمَرٌ، وَمَا وَارَاكَ فَهُوَ خَمَر.
أَبو زَيْدٍ: مكانٌ خَمِرٌ إِذَا كَانَ يُغَطِّي كلَّ شَيْءٍ ويُوارِيه.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: « يَمْشونَ الخَفاءَ ويَدِبُّون الضَّرَاءَ »، هُوَ، بِالْفَتْحِ وَتَخْفِيفِ الرَّاء والمدِّ: الشجرُ المُلْتَفُّ يريدُ بِهِ المَكْرَ والخَدِيعَةَ.
والعِرْقُ الضَّارِي: السَّائلُ؛ قَالَ الأَخطل يَصِفُ خَمْرًا بُزِلَت:
لمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهم، ***سارتْ إِلَيْهِمْ سُؤُورَ الأَبْجَلِ الضَّارِي
والمِبْزَلُ عندَ الخَمّارِينَ: هِيَ حَدِيدةٌ تُغْرَزُ فِي زِقِّ الخَمْرِ إِذَا حَضَر الْمُشْتَرِي لِيَكُونَ أُنْموذَجًا للشَّراب وَيَشْتَرِيَهُ حِينَئِذٍ، ويُستَعْمل فِي الحَضَر فِي أَسْقِيَةِ الْمَاءِ وأَوْعِيَتِه، يُعالَج بشيءٍ لَهُ لَوْلَبٌ كُلَّمَا أُدِيرَ خَرَج الماءُ، فَإِذَا أَرادوا حَبْسَه رَدُّوه إِلَى مَوْضِعِه فيَحْتَبِسُ الماءُ فَكَذَلِكَ المِبْزَل؛ وَقَالَ حُمَيْدٌ:
نَزِيفٌ تَرَى رَدْعَ العَبِيرِ بجَيْبِها، ***كَمَا ضَرَّجَ الضَّارِي النَّزِيف المُكَلَّمَا
أَي المَجْرُوحَ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الضَّارِي السائِلُ بالدَّمِ مِنْ ضَرَا يَضْرُو، وَقِيلَ: الضَّارِي العِرْقُ الَّذِي اعْتادَ الفَصْدَ، فَإِذَا حانَ حِينُه وفُصِدَ كَانَ أَسرعَ لِخُرُوجِ دَمِه، قَالَ: وَكِلَاهُمَا صحيحٌ جَيِّدٌ، وَقَدْ ضَرَا العِرْقُ.
والضَّرِيُّ: كالضَّارِي؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
لَهَا، إِذَا مَا هَدَرَتْ، أَتِيُّ ***ممَّا ضَرَا العِرْقُ بِهِ الضَّرِيُ
وعِرْقٌ ضَرِيٌّ: لَا يكادُ يَنْقَطِعُ دَمُه.
الأَصمعي: ضَرَا العِرْقُ يَضْرُو ضَرْوًا، فَهُوَ ضارٍ إِذَا نَزا مِنْهُ الدَّمُ واهتَزَّ ونَعَر بالدَّمِ.
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: ضَرَى يَضْرِي إِذَا سَالَ وجَرَى، قَالَ: ونَهَى عليٌّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ الشُّرْبِ فِي الإِناء الضَّارِي، قَالَ: مَعْنَاهُ السائِلُ لأَنه يُنَغِّصُ الشُّرْبَ إِلَى شارِبهِ.
ابْنُ السِّكِّيتِ: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ، وَكَانَتْ منازِلَ الملُوك مِنْ بَنِي آكِلِ المُرارِ، وَفِيهَا اليومَ حِمَى ضَرِيَّةَ.
وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: « كَانَ الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ عَلَى عَهْدِه ستَّةَ أَمْيالٍ »، وضَرِيَّةُ: امرأَةٌ سُمِّي المَوضع بِهَا، وَهُوَ بأَرْضِ نَجْدٍ.
قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وضَرِيَّة بِئرٌ؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ:
فأَسْقَاني ضَرِيَّةَ خَيْرَ بِئْرٍ ***تَمُجّ الماءَ والحَبَّ التُّؤَامَا
وَفِي الشَّرَفِ الرَّبَذَة.
وضَرِيَّةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ نُصَيْب:
أَلا يَا عُقابَ الوَكْرِ، وَكْرِ ضَرِيَّةٍ، ***سُقِيتِ الغَوادِي مِنْ عُقاب ومِنْ وَكْرِ
وضَرِيَّةُ: قَرْيَةٌ لبَني كلابٍ عَلَى طَرِيق البَصرة إِلَى مَكَّة، وَهِيَ إلى مَكَّة أَقْرَب.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
12-أساس البلاغة (ضري)
ضريسبع ضار وقد ضريَ بالصيد وعلى الصيد ضراوة. وأضرى الصائد الكلب والجارح وضراه، وجرو ضرو: ضارٍ، وجراء ضراء. قال ذو الرمة:
مقزع أطلس الأطمار ليس له *** إلا الضراء وإلا صيدها نشب
ومن المجاز: ضريَ فلان بكذا وعلى كذا: لهيج به. وأضريته به، وضريته وعليه. وقال زهير:
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة *** وتضر إذا ضريتموها فتضرم
وجرة ضارية، وقد ضريت بالخل وغيره. وعرق ضار وضريٌ: سيال لا ينقطع كأنه ضريَ بالسيلان، وقد ضرا يضرو غيّروا البناء لتغيّر المعنى. وهو يمشي لك الضراء، وإنه ليثب الضراء وهو الخمر أي يختلك. قال الكميت:
وإني على حبي لهم وتطلعي *** إذلى نصرهم أمشي الضراء وأختل
وقال خفاف:
المرء يسعي وله راصد *** تنذره العين وثوب الضراء
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
13-صحاح العربية (ضرا)
[ضرا] عِرْقٌ ضَرِيٌّ: لا يكاد ينقطع دمه.قال العجاج:
مما ضرا العرق به الضرى *** وقد ضرا يضرو ضَرْوًا فهو ضارٍ أيضًا، إذا بدا منه الدم.
قال الاخطل: لَمَّا أَتَوْها بِمِصْباحٍ ومِبْزَلِهمْ *** سارتْ إليهم سئور الابجل الضارى
والضرو بالكسر: صمغ شجرةٍ تدعى الكَمْكامَ، يجلب من اليمن.
والضِرْوُ أيضًا: الضاري من أولاد الكلاب، والأنثى ضِرْوَةٌ، والجمع أضر وضراء، مثل ذئب وأذؤب وذئاب.
قال ذو الرمّة: مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأطْمارِ ليس له *** إلا الضِراَء وإلاّ صيدها نَشَبُ وقد ضَرِيَ الكلب بالصيد يَضْرَى ضَراوَةً، أي تعوَّد.
وكلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ.
وأضراهُ صاحبُه، أي درَّبه وعوَّده.
وأَضْراهُ به أيضًا، أي أغراه.
وكذلك التَضْرِيَةُ.
قال زهير:
وتَضْرى إذا ضَرَّيْتُمُوها فتَضْرَمِ *** وقد ضَريتُ بذلك الأمر أضرى ضراوة، ومنه قول عمر رضي الله عنه: " إياكم وهذه المجازر فإن لها ضراوة كضراوة الخمر ".
واضرورى الرجل اضريراء: انتفخ بطنُه من الطعام واتَّخَمَ.
والضَراء بالفتح: الشجر الملتفّ في الوادي.
يقال: توارى الصيدُ منِّي في ضَراءِ.
وفلانٌ يمشي الضَراء، إذا مشى مستخفيًا فيما يوارى من الشجر.
ويقال للرجل إذا خَتَلَ صاحبه: هو يمشي له الضَراءَ ويدبُّ له الخَمَر.
قال بشر: عَطفْنا لهم عَطْفَ الضروسِ من المَلا *** بشهْباَء لا يمشي الضَراَء رَقيبها واسْتَضْرَيْتُ للصيد، إذا ختلْته من حيث لا يعلم.
وضرية: قرية لبنى كلاب على طريق البصرة إلى مكة، وهى إلى مكة أقرب.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
14-منتخب الصحاح (ضرا)
عِرْقٌ ضَرِيٌّ: لا يكاد ينقطع دمُه.وقد ضَرا يَضْرو ضَرْوًا فهو ضارٍ أيضًا، إذا بدل منه الدم.
والضِرْوُ بالكسر: صمغ شجرةٍ تدعى الكَمْكامَ، يجلب من اليمن.
والضِرْوُ أيضًا: الضاري من أولاد الكلاب، والأنثى ضِرْوَةٌ، والجمع أضْرٍ وضِراء.
قال ذو الرمّة:
مُقَزَّعٌ أطلسُ الأطمار ليس له *** إلا الضِراَء وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ
وقد ضَرِيَ الكلب بالصيد يَضْرَى ضَراوَةً، أي تعوَّد.
وكلبٌ ضارٍ وكلبةٌ ضارِيةٌ.
وأضراهُ صاحبُه، أي درَّبه وعوَّده.
وأَضْراهُ به أيضًا، أي أغراه.
وكذلك التَضْرِيَةُ.
قال زهير:
وتَضْرى إذا ضَرَّيْتُمُوها فتَضْرَمِ
وقد ضَريتُ بذلك الأمر أضْرى ضَراوَةً.
واضْرَوْرى الرجل اضْريراءً: انتفخ بطنُه من الطعام واتَّخَمَ.
والضَراء بالفتح: الشجر الملتفّ في الوادي.
يقال: توارى الصيدُ منِّي في ضَراءِ.
وفلانٌ يمشي الضَراء، إذا مشى مستخفيًا فيما يوارى من الشجر.
ويقال للرجل إذا خَتَلَ صاحبه: هو يمشي له الضَراءَ ويدبُّ له الخَمَر.
قال بشر:
عَطفْنا لهم عَطْفَ الضروسِ من المَلا *** بشهْباَء لا يمشي الضَراَء رَقيبها
واسْتَضْرَيْتُ للصيد، إذا ختلْته من حيث لا يعلم.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
15-المحيط في اللغة (ضرو)
الضرْوُ: الضاري من أولادِ الكِلاَب السلُوْقِيةِ، والجَمِيعُ الضِّرَاءُ وفي الحَدِيث: (إنَ لِلَّحْمِ ضَرَاوَةً كضَرَاوَةِ الخَمْرِ).وضَرِيَ عليكَ: أي لج؛ ضَرَاءَةً وضَرَاوَةً.
وفي مَثَلٍ: (ضَرِيَتْ فهيَ تَخَظَفُ) إذا لَج في الأمْر.
والضرْوُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ يُجْعَلُ وَرَقُه في العِطْرِ، ويُفْتَحُ الضّادُ.
وقيل: الحَبَّةُ الخَضْراءُ.
والضرْوُ: اهْتِزَازُ الدمِ إذا خَرَجَ من العِرْقِ، يُقال: ضَرا يَضْرُو.
والطَّعْنُ الضّاري: السائلُ.
وجَرَّةٌ ضارِيَةٌ بالخَلِّ، ضَرِيَتْ ضَرَاوَةً.
والضَّرَاءُ: أرْضٌ مُسْتَوِيَةٌ.
وما واراكَ من شَجَرٍ وغيرِه.
والمَشْيُ في خَفَاءٍ عَمَّنْ تَكِيْدُه، ومنه قيل: (هو يَدِب إلىِ الضَّراء).
والضَرِيُ: الماءُ من البُسْرِ الأحْمَرِ والأصْفرِ يَصُبُّونَه على النَبِقِ فَيَتَّخِذُوْنَ منه نَبِيذًا.
وغِرَارَةٌ مُضَرّاةٌ؛ وقد ضَريْتُها: أي فَتَّلْتُ قُطْرَها وضَفَرْتُها.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
16-تهذيب اللغة (جبّ)
جبّ: قال الليث: الجَبُ: اسْتِئْصَالُ السَّنَامِ من أصله، وبعيرٌ أجَبُ وأنشد:ونأْخُذْ بَعْدَهُ بذِنَابِ عَيْشٍ *** أجَبِ الظَّهْرِ لَيْسَ له سَنَامُ
وقال غيرُه: المَجْبُوبُ: الخِصيُّ الذي قد اسْتُؤْصِلَ ذَكَرُهُ وخُصْيَاهُ، وقد جُبَ جبًا.
والْجَبُوبِ: وَجْهُ الأرْضِ.
ويقالُ: للْمَدَرَةِ الغليظَةِ تُقلَعُ من وجْهِ الأرض: جَبُوبَةٌ، وفي الحديث «أَنَّ رجُلًا مَرَّ بجَبُوبِ بدرٍ فإذا رجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ».
قال الأصمعي: الجَبوبُ: الأرضُ الغليظةُ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَبوبُ: الأرضُ الصُّلْبَةُ، والجبَوبُ: المدَرُ المُفَتَّتُ.
والجُبَابُ: شبهُ الزُّبْدِ يَعْلُو ألْبَانَ الإبلِ إذا مَخَضَ البَعِيرُ السِّقَاء، وهو مُعَلَّقٌ عليه فيَجْتَمِعُ عند فَمِ السِّقاءِ، وليس لألبَانِ الإبل زُبْدٌ، إنما هو شيءٌ يُشْبِهُ الزُّبْدَ.
(أبو عبيد عن الأصمعي): الجُبَّةُ: ما دخل فيه الرُّمْحُ من السِّنَانِ.
والثَّعْلبُ: ما دخل من الرُّمْحِ في السِّنانِ.
وقال الليث: الجُبَّةُ: بياضٌ يطأُ فيه الدَّابَّةُ بحافره حتى يبلغ الأشاعرَ.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): المُجبَّبُ: الفرسُ الذي يبلُغُ تحْجيلُه إلى رُكْبَتَيْهِ.
وقال أبو عمرٍو: إذا ارتفع البياضُ إلى رُكْبَتَيْه فهو مُجَبَّبٌ.
(أبو عبيد عن أبي عبيدة): قال: الجُبُ: البِئرُ التي لم تُطْوَ.
وقال الزجاجُ نحوه، قال: وسُمِّيَتْ جُبًّا لأنّها قُطِعَتْ قطعًا، ولم يحدث فيها غيرُ القطعِ من طيٍّ وما أشْبَهه، وجَمْعُ الجُبِ: أجْبَابٌ.
وقال الليث: الجُبُ: البِئرُ غيرُ البَعيدةِ، والجميعُ: جِبَابٌ، وأجْبَابٌ وجِبَبَةٌ.
(أبو عبيد): جَبَّبَ الرَّجُلُ تَجْبِيبًا، فهو مُجَبَّبٌ إذا فَرَّ وعَرَّدَ.
وقال الحطيئة:
ونَحْنُ إذا جَبَّبْتُمْ عن نِسَائِكُم *** كما جَبَّبَتْ من عِنْدَ أَوْلَادِها الحُمْرُ
ويُقالُ: جَبَّتِ المَرْأةُ نساءهَا بحُسْنِهَا إذا غَلَبَتْهُنَّ.
وقال الراجز: جَبَّتْ نِسَاءَ وائلٍ وعبْسِ
(شمر عن الباهليِّ): فرشَ لنا في جُبَّةِ الدَّارِ أي في وسطها.
وجُبَّةُ العَيْنِ: حجاجُها.
وجُبَّةُ الرُّمْحِ: ما دخل من السِّنَانِ فيه.
والجُبَّةُ: التي تلْبَسُ، وجمْعُها: جِبَابٌ.
والجُبَّةُ: من أسماء الدُّرُوعِ، وجمعُها: جُبَبٌ.
وقال الراعي:
لنا جُبَبٌ وأرْماحٌ طِوَالٌ *** بِهِنَّ نُمَارِسُ الحرْبَ الشَّطُونا
وفي حديث عائشة «أنَّ دَفِينَ سِحْرِ النبي صلى الله عليه وسلم جُعِلَ في جُبِ طلعةٍ» بالباء.
قال شمرٌ: أراد داخِلَهَا إذا أُخْرِجَ منها الجُفُرَّى كما يقال لداخل الرَّكِيّةِ من أسفلها إلى أَعْلَاها: جُبٌ، يقالُ: إنّها لواسعةُ الجُبِ، مطويّةً كانت أو غير مطويّةٍ.
قال: وقال الفراء: بِئرٌ مُجَبّبةُ الجوفِ إذا كان وَسَطُها أَوْسَعَ شيءٍ منها مُقَبّبةً.
وقالت الكلابِيّةُ: الجُبُ: القَلِيبُ الواسِعَةُ الشَّحْوَةِ.
وقال ابن حبيبٍ: الجُبُ: ركيّةٌ تُجَابُ في الصَّفا.
وقال مشيِّعٌ: الجُبُ: جُبُ الرّكيّة قبل أن تُطْوَى.
وقال زيدُ بنُ كَثْوَةَ: جُبُ الرّكيَّة: جِرَابُها.
وجُبُ القَرْنِ: الذي فيه المشَاشَةُ.
وقال أوس:
لها ثُنَنٌ أرْسَاغُها مُطْمَئِنّةٌ *** على جُبَبٍ خُضْرٍ حُذِين جَنَادلا
يقال: هي لينة ليْسَتْ بجاسِيَةٍ، والجُبَبُ: جمع جُبَّةٍ، وهو وِعَاءُ الحافر.
خُضْر: سُود، شبَّه حوافره بالحجارة.
(ثعلب عن ابن الأعرابي): الجَبَابُ: القحْطُ الشَّديدُ، وروى أحمد بن حنبلٍ عن محمد بن بكرٍ عن قطنٍ قال: حدّثْتَنِي أُمُّ عُتْبَةَ عن ابن عباسٍ أنه قال: نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الجُبِ قُلْتُ: وما الجُبُ؟
فقالت امْرَأةٌ عنده: هو المَزَادَةُ يُخَيّطُ بعضُها إلى بعض.
(قلت): كانوا يَنْتَبِدُون فيها حتى ضَرِيَتْ.
(أبو عبيد عن أبي زيد): رَكِبَ فلانٌ
المجبَّةَ، وهي الجادّةُ.
قال: والجُبْجُبَةُ زَيِيلٌ من جلودٍ يُنقلُ فيه التُّرابُ.
قال: وقال أبو عمرٍو: الجُبْجُبَةُ: الكَرِشُ يُجْعَلُ فيها اللَّحْمُ ويُسَمّى الخلْعَ، وأنشد:
أفي أَنْ سرى كلْبٌ فبَيّتَ جُلَّةً *** وجُبْجُبَةً للوطْبِ، سلمى تُطَلّقُ؟
وأمّا قولُ الشاعر: فلا تَهْدِمَنْهَا واتّشِقْ وتَجَبْجَبِ فإن أبا زيدٍ قال: التَّجَبْجُبُ: أن يجعل خَلْعًا في الْجُبْجُبَةِ، ورجلٌ جُبَاجبٌ ومُجَبْجَبٌ إذا كان ضَخْمَ الجنْبَيْنِ، ونوقٌ جباجِبُ.
وقال الراجز:
جرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأجْوَافِ *** حُمّ الذُّرَا مُشْرِفَةُ الأنْوَافِ
(أبو عبيد عن الأصمعي): إذا لقّحَ الناسُ النّخِيلَ قيل: قَدْ جَبُّوا، وقد أتانا زَمَنُ الجِبابِ.
(أبو عمرو): جملٌ جُباجِبٌ، وبُجَابجٌ: ضَخْمٌ.
وقد جبجَ إذا عظُمَ جِسْمُه بعد ضعفٍ، وجَبْجَبَ إذا سَمِنَ، وجَبْجَبَ إذا تَجَر في الجَبَاجِبِ.
وجابَّتِ المرأةُ صاحِبَتَهَا فجبَّتْها حُسْنًا أي فاقَتْها، وأنشد:
مَنْ رَوَّلَ اليَوْمَ لنا فَقَدْ غَلَبْ *** خُبْزًا بسَمْنٍ فَهْوَ عند النَّاسِ جبّ
وقال أبو عبيدة: جُبَّةَ الفَرَسِ: مُلْتَقى الوظيف في أعلى الحَوْشَبِ.
وقال مرَّةً: هو مُلْتَقى ساقَيْهِ ووظِيفَيْ رجلَيْهِ، ومُلْتَقى كلِّ عَظْمَيْنِ إلَّا عظمَ الظَّهْرِ.
وقال أبو عمرٍو: الجُبْجُبَةُ: أتانُ الضّحْلِ، وهو صخْرَةُ الماء.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
17-معجم العين (ضرو)
ضرو: الضِّرْوُ الضاري من أولادِ الكِلابِ السَّلُوقِيَّةِ التي تَصيد، والجميع الضِّراءُ.والضَّرْوُ: ضْربٌ من الشَّجَرِ يُجْعَل وَرَقُه في العِطْر، وبعضهم يكسِرُ الضادَ، وجَرَّةٌ ضاريةٌ بالخَلِّ قد ضَرِيَتْ ضَراوةً.
والضَّراءُ: أرضٌ مُسْتَويةُ تكون فيها السِّباعُ، والضَّراءُ: المَشْيُ فيها، يُواريك عَمّن تَكيدُه وتطلُبُه.
ولِلَّحْمِ ضَراوةٌ كضَراوةِ الخمر.
العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م
