نتائج البحث عن (لَبَّانًا)

1-معجم ما استعجم (ذو لبان)

ذو لبان: بضم أوّله، وفتح ثانيه، على وزن فعال: جبل فى بلاد بنى هبس؛ قال النابغة:

«كأنّ التّاج معقودا عليه *** لأغنام أخذن بذى لبان»

وإيّاه عنى بشر بن أبى خازم بقوله:

«كأنّ السّوط يقبض جنب طاو *** بأكناف اللّبيّن من جفاف»

فدلّك أن لبانا من جفاف.

معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م


2-إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت (حصن جره)

حصن جرّه

هو عن يسار الذّاهب إلى تريم، في آخر الفضاء الواسع المسمّى ب: باجلحبان؛ نسبة إلى الشّيخ الكبير عبد الرّحمن باجلحبان المقبور في أثنائه، وقد ترجم له صاحب «الجوهر»، ولم يترجم لأحد خارج تريم سواه.

وحصن جرّه هو لآل امبارك بن عمر بن شيبان التميميّين، وكانوا أهل ثروة، جمعها امبارك، وأصلها ريال دفعه له الحبيب عبد الله بن حسين بن طاهر مع استيداعه منه للسّفر، فاشترى لبانا من الشّحر وباعه في سنغافورة وبارك الله له فيه.

ولمبارك هذا مكارم أخلاق، ومواساة لأهل الفضل، خصوصا لسيّدي عيدروس بن علويّ العيدروس، توفّي حوالي سنة (1311 ه‍)، ودفن بزنبل، بمقابر العلويّين، وخلفه أولاد كرام؛ منهم: ولده عمر.

وكان أوّل ما دخل عليهم الوهن: أنّ الشّيخ امبارك أوصى بثلث ماله لمثل ما يعتاده من الخيرات في حياته، وأسند وصايته إلى عمر، فنازعه أخوه عبد الله في الوصيّة، ولم يقدر على إبطالها لا بحضرموت ولا بجاوة، ثمّ نشبت بينهم وبين آل فلّوقة ـ الواقعة حصونهم إزاءهم بسفح الجبل الشّرقيّ المسمّى باعشميل ـ حرب، فابتزّت طارفهم وتليدهم، حتّى أثقلت كواهلهم الدّيون، وأبحر عمر إلى جاوة، وبقي على ما يقدر عليه من المبرّات إلى أن مات في سربايا حوالي سنة (1335 ه‍)، وما علمناه إلّا شهما أبيّا ومقداما عربيا [من الطويل]:

«يزيد على فضل الرّجال فضيلة *** ويقصر عنه مدح من يتمدّح »

«ويدلج في حاجات من هو نائم *** ويوري كريمات النّدى حين يقدح »

وخلّف أولادا كثيرين؛ منهم: الشّاعر المطبوع عبد القادر بن عمر، له أشعار عاميّة، لكنّها جزلة المعاني، حلوة المباني، وله هجاء كثير لجمعيّة الحقّ بتريم، وممّا يطربني من شعره: قوله ـ من قصيدة مجّد فيها مولاه ـ:

«هو لي عطى موسى العصا *** هو لي رتق هو لي فتق »

«وقت الاجابة من عبيده *** ناطق القدرة نطق »

«في الإبتدا قالوا بلى *** ومن بقي صادق صدق »

«والإنتها يلطف بنا *** يوم الغرق يوم القلق »

«والعترة العظمى خلق *** ها ربّنا ميزان حقّ »

«في علم مكنون السّرا *** ئر علم ما هو في ورق »

«من يبغض اهل البيت با *** له يوم واحد ما شرق »

«لو كان لي فيهم ولا *** با دقّهم في الأرض دقّ »

ويقال: له ابن عمّ على غير رأيه يقال له: عليّ بن صالح بن امبارك أحرق «ديوانه».

إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت-عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف-توفي: 1375ه‍/1956م


3-تاج العروس (لبن)

[لبن]: اللَّبْنُ، بالفَتْحِ: الأَكْلُ الكَثيرُ؛ عن أَبي عَمْرٍو.

يقالُ: لَبَنَ من الطَّعامِ لَبْنًا صالِحًا: أكْثَرَ، وقَوْلُه أَنْشَدَه ثَعْلَب:

ونحنُ أَثافِي القِدْرِ والأَكْلُ سِتَّةٌ *** جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ وأَكْلَتُنا اللَّبْنُ

يقولُ: نحنُ ثلاثَةٌ ونأْكُلُ أَكْلَ سِتَّة.

واللَّبْنُ: الضَّرْبُ الشَّديدُ؛ عن أَبي عَمْرٍو أَيْضًا. يقالُ: لَبَنَه بالعَصا لَبْنًا، مِن حَدِّ ضَرَبَ: إذا ضَرَبَه بها. ويقالُ: لَبَنَه ثلاثَ لَبَناتٍ. ولَبَنَه بصَخْرةٍ: ضَرَبَه بها.

قالَ الأزْهرِيُّ: وَقَعَ لأبي عَمْرٍو اللَّبْنُ، بالنونِ، في الأَكْلِ الشَّديدِ والضَّرْبِ الشَّديدِ، قالَ: والصَّوابُ اللَّبْزُ، بالزّاي، والنونُ تَصْحيفٌ.

وبالضَّمِّ بِلا لامٍ: جَبَلٌ معروف مَعْروفٌ في دِيارِ عَمْرو بنِ كِلابٍ، ويُؤَنَّثُ. وقيلَ: هَضَبَةٌ؛ قالَهُ نَصْر. وقَوْل الرَّاعِي:

سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ *** كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا

قالَ ابنُ سِيدَه: يَجوزُ أَنْ يكونَ تَرْخيمَ لُبْنانٍ في غيْرِ النِّداءِ اضْطِرارًا، وأَنْ تكونَ لُبْنٌ أَرْضًا بعَيْنِها.

وأضَاةُ لِبْن، بالكسْرِ: حَدٌّ مِن حُدودِ الحَرمِ على طرِيقِ اليَمَنِ؛ عن نَصْر.

واللَّبِنُ، ككَتِفٍ: المَضْروبُ من الطِّينِ مُرَبَّعًا للبِناءِ، واحِدَتُه لَبِنَةٌ؛ ومنه الحديثُ: «وأَنا مَوْضِعُ تلْكَ اللَّبِنَةِ».

ويقالُ فيه بالكَسْرِ أَيْضًا: كفَخِذٍ وفِخْذٍ وكَرِشٍ وكِرْشٍ؛ وبكَسْرَتَيْن: كإِبِلٍ، لُغَةٌ ثالِثَةٌ؛ وقَوْلُه كإِبِلٍ مُسْتدركٌ.

ولَبَّنَ تَلْبِينًا: اتَّخَذَهُ وعَمِلَهُ ولَبَّنَ مَجْلسا تُقْضَى فيه اللُّبانَةُ، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ: ومَجْلِسٌ تُقْضَى فيه اللُّبانَةُ أَي مَجْلِسٌ لَبِنٌ، وهو على النَّسَبِ؛ قالَ الحارِثُ بنُ خالِدِ بنِ العاصِي:

إذا اجْتَمعْنا هَجَرْنا كلَّ فاحِشةٍ *** عنْدَ اللِّقاءِ وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنٌ

واللَّبُونُ واللَّبِنُ؛ ككَتِفٍ: مُحِبُّ اللَّبَنِ وشَارِبُه؛ وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ.

ولَبَنُ كلِّ شَجَرَةٍ: ماؤُها، على التَّشْبيهِ.

وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنَةٌ، كفَرِحَةٍ، ولَبَنِيَّةٌ، بياءِ النِّسْبَةِ، ومُلْبِنٌ، كمُحْسِنٍ، ومُلْبِنَةٌ: صارَتْ ذاتَ لَبَنٍ، وكذلِكَ الناقَةُ. أَو تُرِكَ، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ: أَو نَزَلَ اللَّبَنُ، في ضَرْعِها؛ وقد لَبِنَتْ، كفَرِحَ، وأَلْبَنَتْ؛ قالَ الشاعِرُ:

أَعْجَبها إذا أَلْبَنَتْ لِبانُه

وإذا كانتْ ذاتَ لَبَنِ في كلِّ أَحايينها فهي لَبُونٌ، ووَلَدُها في تلْكَ الحال ابنُ لَبُونٍ.

أَو اللَّبُونُ واللَّبُونَةُ مِن الشِّياهِ والإِبِلِ: ذاتُ اللَّبَنِ غَزِيرةً كانتْ أَو بَكِيَّةٌ. وفي المُحْكَم: اللّبُونُ، ولم يُخَصِّصْ؛ قالَ: والجمع: لِبانٌ ولِبْنٌ، بكسْرِهِما؛ وقيلَ: لِبْنٌ اسمٌ للجَمْعِ، فإذا قَصَدُوا قَصْدَ الغَزِيرَةِ قالوا لَبِنَة وجَمْعُها لَبِنٌ ولِبانٌ، الأخيرَةُ عن أَبي زيْدٍ.

قالَ اللّحْيانيُّ: اللَّبُونُ واللَّبُونَةُ ما كانَ بها لَبَنٌ، ولم يَخُصَّ شاةً ولا ناقةً؛ قالَ: والجَمْعُ لُبْنٌ، بالضمِّ، ولَبائِنُ.

قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّ لُبْنًا جَمْعُ لَبُونٍ، ولَبائِنُ جَمْعُ لَبُونَة، وإنْ كانَ الأوَّل لا يَمْتَنِع أَنْ يُجْمَعَ هذا الجَمْعُ؛ وقوْلُه:

من كان أَشْرَكَ في تَفَرُّق فالِجٍ *** فلَبُونُه جَرِبَتْ مَعًا وأَغَدَّتِ

قالَ عنْدِي أنَّه وَضَعَ اللَّبُونَ هنا مَوْضِعَ اللُّبْنِ، ولا يكونُ هنا واحِدًا لأنَّه قالَ جَرِبَتْ معًا، ومعًا إنَّما يَقَعُ على الجَمِيعِ.

وقالَ الأصْمعيُّ: يقالُ كم لُبْنُ شَاتِكَ أَي كم منها ذاتُ لَبَنٍ.

وفي الصِّحاحِ: يقالُ كم لُبْنُ غَنَمِكَ ولِبْنُ غَنَمِكَ؛ أَي ذَواتُ الدَّرِّ منها.

وقالَ الكِسائي: إنَّما سمعَ كم لِبْنُ غَنَمِكَ، أي كم رِسْلُ غَنَمِكَ.

وقالَ الفرَّاءُ: شاءٌ لَبِنَةٌ وغَنَمٌ لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ؛ قالَ: وزَعَمَ يونُسُ أنَّه جَمْعٌ، وشاءٌ لِبْنٌ بمنْزِلَةِ لُبْنٍ؛ وأَنْشَدَ الكِسائي، رحِمَه اللهُ تعالى:

رأَيْتُك تَبْتاعُ الحِيالَ بلُبْنِها *** وتأْوِي بَطِينًا وابنُ عَمِّكَ ساغِبُ

قالَ: واللُّبْنُ جَمْعُ اللَّبُونِ.

وقالَ ابنُ السِّكِّيت: الحَلُوبَةُ ما احْتُلِبَتْ مِن النُّوقِ، وهكذا الواحِدَةُ منهنَّ حَلُوبَةٌ واحِدَةٌ، وكذلِكَ اللَّبُونَةُ ما كانَ بها لَبَنٌ، وكذلِكَ الواحِدَةُ منهنَّ أَيْضًا، فإذا قالوا حَلُوبٌ ولَبُونٌ لم يَكُنْ إلَّا جَمْعًا؛ قالَ الأَعْشَى:

لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ

أَرادَ الجَمْعَ.

وعُشْبٌ مَلْبَنَةٌ، كمَرْحَلَةٍ؛ تَغْزُرُ عليه أَلْبانُ الماشِيَةِ وتكْثُرُ، وكَذلِكَ بَقْلٌ مَلْبَنَةٌ.

ولَبَنَهُ يَلْبِنُهُ ويَلْبُنُه، مِن حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، لَبْنًا: سقاهُ اللَّبَنَ، فهو لابِنٌ وذاكَ مَلْبُونٌ.

والمَلْبُونُ: مَنْ به، كالسُّكْرِ من شُرْبِه. يقالُ: قَوْمٌ مَلْبُونُونَ: إذا أَصابَهُم من اللّبنِ سَفَهٌ وسُكْرٌ وجَهْلٌ وخُيَلاءُ، كما يُصيبُهم من النَّبيذِ، وخَصَّصَه في الصِّحاحِ فقالَ: إذا ظَهَرَ منهم سَفَهٌ يُصِيبُهم مِنْ أَلْبانِ الإِبِلِ ما يُصيبُ أَصْحابَ النَّبِيذِ.

والفَرَسُ المَلْبُونُ: المُغَذَّى به؛ قالَ:

لا يَحْمِلُ الفارِسَ إلَّا المَلْبُونْ *** المَحْضُ من أَمامه ومن دُونْ

قالَ الفارِسيُّ: فعَدَّى المَلْبُون لأنَّه في معْنَى المسقِيِّ، كاللَّبِينِ، كأَمِيرٍ، كالعَلِيفِ مِن العَلَفِ، فَعِيل بمَعْنَى مَفْعولٍ.

وأَلْبَنُوا فَهُم لابِنُونَ، عن اللَّحْياني؛ أَي كَثُرَ لَبَنُهم.

قالَ ابنُ سِيْدَه: وعنْدِي أنَّ لابِنًا على النَّسَبِ كما تَقولُ: تامِرٌ وناعِلٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:

وغَرَرْتَني وزَعَمْتَ أنَّكَ *** لابِنٌ بالصَّيْفِ تامِرْ

ويُرْوَى:

لابنى بالصّيْفِ تامِرْ وأَلْبَنَتِ النَّاقَةُ: نَزَلَ في ضَرْعِها اللَّبَنُ، فهي مُلْبِنٌ؛ وقد تقدَّمَ شاهِدُه.

وأَلْبَنَ الرَّجُل: اتَّخَذَ التَّلْبِينَةَ؛ وسَيَأْتي مَعْناها قَرِيبًا.

واسْتَلْبَنُو ه‍: طَلَبُوه لعِيالِهم أَو لضِيفَانِهم، كما في الصِّحاحِ.

وبَناتُ لَبَنٍ: الأَمْعاءُ التي يكونُ فيها اللَّبَنُ.

والمِلْبَنُ، كمِنْبَرٍ: مِصْفاتُهُ أَو محْقَنُهُ.

وأَيْضًا: المِحْلَبُ زِنَةٌ ومعْنًى؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لمَسْعودِ بنِ وكيعٍ:

ما يَحْمِلُ المِلْبَنَ إلَّا الجُرْشُعُ *** المُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ

وقيلَ: هو قالَبُ اللَّبَنِ، أَو شي‌ءٌ يُحْمَلُ فيه اللَّبَنُ شِبْهُ المِحْمَلِ.

والمِلْبَنَةُ، بهاءٍ: المِلْعَقَةُ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ، وبه فَسَّرَ ابنُ الأثيرِ حدِيثَ عليٍّ، قالَ سُوَيْد بنُ غَفَلَةَ: وَقَفْتُ عليه فإذا بَيْنَ يَدَيْه صحِيفَةٌ فيها خَطِيفَة ومِلْبَنَة.

والتَّلْبِينُ والتَّلْبِينَةُ، بهاءٍ: حَساءٌ يُتَّخَذُ من نُخالَةٍ ولَبَنٍ وعَسَلٍ، وهو اسمٌ كالتَّمْنِين.

وقالَ الأصْمَعيُّ: يُعْمَلُ من دَقِيقٍ أَو مِن نُخالَةٍ ويُجْعَلُ فيها عَسَلٌ، سُمِّيت تَلْبِينَةٌ تَشْبِيهًا باللَّبَنِ لبَياضِها ورقَّتِها، وهي تَسْمِيَةٌ بالمَرَّةِ من التَّلْبِينِ.

وفي الحدِيثِ: «التَّلْبِينَةُ مَجَمَّةٌ لفُؤادِ المَرِيضِ»؛ أَي تَسْرُو عنه هَمَّه.

وفي الحَدِيثِ: «عَلَيْكم بالتَّلْبِينِ البَغِيضِ النَّافِع». واللَّوابِنُ: الضُّروعُ، عن ثَعْلَب. والالْتِبانُ: الارْتِضاعُ، عنه أَيْضًا.

واللِّبَانُ، بالكسْرِ: الرَّضاعُ. يقالُ: هو أَخُوه بلِبَانِ أُمِّه، ولا يقالُ بلَبَنِ أُمِّه، إنَّما اللَّبَنُ الذي يُشْرَبُ من ناقَةٍ أَو شاةٍ أَو غيرِها مِن البَهائِمِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه:

وأُرْضِعُ حاجةً بلِبانِ أُخْرَى *** كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ

وقالَ الكُمَيْت يمدحُ مَخْلَد بن يزيدٍ:

تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَدًا حَلِيفَينْ *** كانا معًا في مَهْدِه رَضِيعَينْ

تَنازَعا فيه لِبانَ الثَّدْيَينْ

وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ لأبي الأسْودِ:

أَخُوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها

وقد ذُكِرَ في كون.

واللُّبانُ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ مِنَ الصَّمْغِ يقالُ له الكُنْدُرُ.

وقالَ أَبو حَنيفَةَ: اللُّبانُ شُجَيْرَةٌ شَوْكَةٌ لا تَسْمُو أَكْثَر من ذِراعَيْن، ولها وَرَقَةُ الآسِ وثَمَرَةٌ مثْلُ ثَمَرَتِه، وله حَرارَةٌ في الفمِ.

واللُّبانُ: شَجَرُ الصَّنَوْبَرِ؛ حَكَاهُ السُّكَّرِيُّ وابنُ الأَعْرابيِّ. وبه فَسَّرَ السُّكَّريُّ قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ:

لها عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ

فيمَنْ رَوَاهُ كَذلِكَ.

قالَ ابنُ سِيدَه: ولا يتَّجهُ على غيرِهِ لأنَّ شَجَرَةَ اللُّبانِ مِنَ الصَّمْغِ إنَّما هي قَدْرُ قَعْدَةِ إنْسانٍ وعُنُقُ الفَرَسِ أَطْولُ مِن ذلِكَ.

واللُّبانُ: الحاجاتُ من غيرِ فاقةِ بَلْ من هِمَّةٍ فهو أَخَصُّ وأَعْلَى من مطْلَقِ الحاجَةِ؛ جَمْعُ لُبانَةِ. يقالُ: قَضَى فلانٌ لُبانَتَه؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:

غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْ *** لُبانًا مِن الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ

واللَّبَانُ، بالفَتْحِ: الصَّدْرُ أَو وَسَطُه أَو ما بينَ الثَّدْيَيْنِ، ويكونُ للإنْسانِ وغيرِهِ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب في صفَةِ رجُلٍ:

فلمَّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه *** تَبَسَّمَ عن مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصِبُ

وأَنْشَدَ أَيْضًا:

يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تحتَ لَبَانِه *** ودَفَّيْهِ منها دامِياتٌ وحالِبُ

أَو صَدْرُ ذي الحافِرِ خاصَّةً.

وفي الصِّحاحِ: هو ما جَرَى عليه اللَّبَبُ مِن الصَّدْرِ؛ وفي حدِيثِ الاسْتِسْقاءِ:

أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها

أَي صَدْرُها لامْتِهانِها نَفْسَها في الخِدْمَةِ حيثُ لا تَجِدُ ما تُعْطِيه من الجَدْبِ وشِدَّةِ الزَّمانِ. وأَصْلُ اللَّبانِ في الفَرَسِ مَوْضِعُ اللَّبَبِ، ثم اسْتُعِيرَ للناسِ، وفي قَصِيدة كَعْبٍ:

ترْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها

ولَبِنُ القَمِيصِ، ككَتِفٍ ولَبِينَهُ، كأَميرٍ، ولِبْنَتُه، بالكسْرِ: بَنِيقَتُه وجِرِبَّانُه.

وقيلَ: رُقْعةٌ تُعْمَلُ مَوْضِعَ جَيْبِ القَمِيصِ والجُبَّةِ.

وقالَ أَبو زيْدٍ: وليسَ لَبِن جَمْعًا، ولكنَّه مِن بابِ سَلٍّ وسَلَّةٍ وبَياضٍ وبَياضَةٍ.

وابنُ اللَّبُونِ: وَلَدُ النَّاقَةِ إذا كانَ في العامِ الثَّاني واسْتَكْمَلَهُ، أَو إذا اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ ودَخَلَ في العامِ الثَّالِثِ؛ قالَهُ الأَصْمعيُّ وحَمْزَةُ.

وهي ابْنَةُ لَبُونِ، والجَمَاعاتُ بَناتُ لَبُون، للذَّكَرِ والأُنْثى، لأنَّ أُمَّه وَضَعَتْ غَيْرَه فصارَ لها لَبَنٌ، وهو نَكِرَةٌ ويُعَرَّفُ بالأَلفِ واللامِ؛ قالَ جريرٌ:

وابنُ اللَّبُون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ *** لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعِيسِ

وفي حدِيثِ الزَّكاةِ ذِكْرُ بنتِ اللَّبُونِ وابنِ اللّبُونِ.

قالَ ابنُ الأثيرِ: وجاءَ في كثيرٍ مِنَ الرِّواياتِ ابن لَبُونٍ ذَكَرٌ، وقد عُلِم أنَّ ابنَ اللَّبُونِ لا يكونُ إلَّا ذَكَرًا، وإنَّما ذَكَرَه تأْكِيدًا كقَوْلِه: ورَجَبُ مُضَرَ الذي بينَ جُمادَى وشَعْبان؛ وكقَوْلِه تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ}.

وبَناتُ لَبُون: صِغارُ العُرْفُطِ تُشَبَّهُ ببَناتِ لَبُونٍ مِنَ الإِبِلِ.

واللُّبْنَةُ، بالضَّمِّ: اللُّقْمَةُ أَو كبيرَتُها.

وأَلْبانُ، جَمْعُ لَبَنٍ كأَجْمالٍ وجَمَلٍ: جَبَلٌ.

وقيلَ: قرية بالحِجازِ، جاءَ في شِعْرِ أَبي قلابَةَ الهُذَليِّ:

يا دارُ أَعْرِفُها وَحْشًا مَنازِلُها *** بَينَ القَوائمِ من رَهْطٍ فأَلْبانِ

ورَوَاهُ بعضُهم: فأَلْيانِ، بالياءِ آخِر الحُرُوف.

وأَلْبانُ: موضع بينَ القُدْسِ ونابُلُسَ.

ولُبْنانُ، بالضَّمِّ: جَبَلٌ بالشَّامِ، مُتَعَبَّدُ الأَوْلياءِ والصَّالِحِين، وهو فُعْلالٌ يَنْصَرِفُ، وإليه نُسِبَ أَبو العبَّاسِ محمدُ بنُ الحارِثِ اللُّبْنانيُّ، رَوَى عن صَفْوانَ بنِ صالِحٍ، وعنه أَبو جَعْفرٍ الأَرْزنانيّ.

واللُّبَيَّانِ، كأَنَّهُ مُثَنَّى لُبَيٍّ: موضع؛ وقالَ نَصْر: هُما ماءانِ لبَني العَنْبرِ في تمِيم، بينَ قَبْرِ العبادي والثَّعْلَبِيَّةِ على يَسار الخارِجِ مِن الكُوفَةِ، والأَوْلَى ذِكْرُه في لبي.

ولَبُونُ: د.

ولُبْنَةُ، بالضَّمِّ: قرية بأَفْرِيقِيَّة، منها: عبدُ الوليِّ بنُ محمدِ ابنِ عقبَةَ اللّخَميُّ اللُّبْنيُّ سَمِعَ مِن الشيخِ نَصْر المَقْدسِيّ وابنِ خَلَف الطَّبريّ، ماتَ سَنَة 547؛ وابْنُه الفَقيهُ القاضِي محمدُ بنُ عبْدِ الوليِّ بنِ عيسَى عن أَبي ذَرِّ الهَرَويِّ، وعنه ابنُ الأَنماطي والرَّشِيدُ العَطَّار، وضَبَطَه في مَشْيختِه.

* قُلْت: وابن الجواني النَّسَّابَة؛ كانَ فاضِلًا ماتَ سَنَة 594.

ويَلابِنُ، بكسْرِ الموحَّدَةِ: وادٍ بين حَرَّةِ بَني سُلَيْمِ وجِبالِ تِهامَةَ؛ أَو هو يَلْبُنُ جُمِعَ بما حولَهُ، كذا فَسَّرَه ابنُ السِّكِّيت، في قَوْلِ كثيِّرٍ:

بذل السفح في اليلابن منها *** كل أدما مرشح وظليمِ

وقالَ أَيْضًا: يَلْبُنُ جَبَلٌ أَو قلتٌ عَظيمٌ بالنَّقِيعِ من حَرَّة بَني سُلَيْمٍ؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:

حياتيَ ما دامت بشَرْقيّ يَلْبن *** برامٍ وأضحت لم تسير صخورها

ولُبْنَى، كبُشْرَى: امرأَةٌ. وفي الصَّحابيَّات: لُبْنَى بنْتُ ثابِتٍ أُخْتُ حَسَّان؛ وابْنَةُ الخَطِيمِ الأَوْسِيَّة؛ وابْنَةُ قَيْسٍ الأَنْصارِيّ.

ولُبْنَى: اسمُ فرَسٍ.

ولُبْنَى: شَجَرَةٌ لها عَسَلٌ، وهي المَيْعَةُ وقد يُتَبَخَّرُ بها؛ وقد ذُكِرَ في «ع س ل».

وحاجَةٌ لُبْنانِيَّةٌ، بالضَّمِّ: أَي عَظيمَةٌ.

قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: قالَ رَجُلٌ مِن العَرَبِ لرجُلٍ آخَر: لي إليكَ حُوَيِّجَةٌ، قالَ: لا أَقْضِيها حتى تكونَ لُبْنانِيَّةً؛ أَي عَظيمَةً مِثْل لُبْنانٍ، وهو اسمُ جَبَلٍ ولُبَيْنَى، مُصغَّرًا مَقْصورًا: امْرأَةٌ.

قالَ الهَجَريُّ: هي ابْنَةُ الوحِيدِ بنِ كعْبِ عامِرِ بنِ كِلابٍ، كانتْ عندَ قشيرِ بنِ كَعْبٍ فوَلَدَتْ له سَلَمَةَ الشَّرِّ والأَعْور، فَبَنُو لُبَيْن ولدُ عَمِّ هذين.

ولُبَيْن: اسمُ ابْنَةِ إبْلِيس، لَعَنَهُ اللهُ تعالى.

وأَيْضًا: اسمُ ابْنةٍ لأُقَيْسِ، وبها كُنِيَ أَبا لُبَيْنَةَ.

وأَيْضًا: فَرَسُ زفرِ بنِ خُنَيْسِ بن الحدَّاءِ الكَلْبيِّ.

وتَلَبَّنَ: إذا تَمَكَّث وتَلَدَّنَ وتَلَبَّثَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للرَّاجزِ:

قالَ لها: إيَّاكِ أنْ تَوَكَّني *** في جَلْسةٍ عِنديَ أو تَلَبَّني

وهو مِن اللُّبَانَةِ. يقالُ: لي لُبانَةٌ أَتَلَبَّنُ عليها؛ قالَهُ أَبو عَمْرٍو.

وأَبو لُبَيْنٍ، كزُبَيْرٍ: كُنْيَةُ الذَّكَرِ؛ رَوَاهُ ابنُ بَرِّي عن أَبي حَمْزَةَ؛ قالَ: وقد كَنَّاهُ المُفَجَّع فقَالَ:

فلما غابَ فيه رَفَعْتُ صَوْتي *** أُنادي يا لِثارَاتِ الحُسَيْنِ!

ونادَتْ غلْمَتِي يا خَيْلَ رَبِّي *** أَمامَكِ وابْشِرِي بالجنَّتَيْنِ

وأَفْزَعَه تجَاسُرُنا فأَقْعَى *** وقد أَثْفَرْتُه بأَبي لُبَيْنِ

* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

اللَّبَنُ، محرَّكةً: اسمُ جِنْسٍ.

قالَ اللّيْثُ: هو خُلاصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه مِن بَيْن الفرثِ والدَّمِ، وهو كالعَرقِ يَجْرِي في العُرُوقِ، والجَمْعُ أَلْبانٌ، والطائِفَةُ القَلِيلَةُ منه لَبَنَةٌ؛ ومنه الحدِيثُ: دَرَّ لَبَنَة القاسِمِ فذَكَرْته؛ وفي رِوايَةٍ: لُبَيْنَة القاسِمِ؛ وقد يُرادُ باللَّبَنِ الإِبِلُ التي لها لَبَنٌ وأَهْلُ اللَّبَنِ: هُم أَهلُ البادِيَةِ يَطْلُبونَ مَواضِعَ اللَّبَنِ في المَراعِي والمَبادِي.

ولبِنَتِ الشاةُ، كفَرِحَ، غَزُرَتْ.

والمَلْبُون: الجَمَلُ السَّمِينُ الكَثيرُ اللَّحْمِ.

واللَّبِينُ: المُدِرُّ للَّبَنِ المُكْثِرُ له، فَعِيلٌ بمَعْنَى فاعِلٍ، كقَدِيرٍ وقادِرٍ.

ولَبّنَ الشي‌ءَ تَلْبِينًا: رَبَّعَهُ.

وقالَ ثَعْلَب: المِلْبَنُ، كمِنْبَرٍ: المِحْمَلُ؛ قالَ: وكانتِ المَحامِلُ مُرَبَّعَة فغيَّرَها الحجَّاجُ لينامَ فيها ويتّسع، وكانتِ العَرَبُ تسمِّيها المِحْمَلَ والمِلْبَنَ والسَّابِلَ.

وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ: المِلْبَنَةُ، كمِكْنَسَةٍ: لَبَنٌ يُوضَعُ على الماءِ ويُنْزَلُ عليه دَقِيقٌ؛ وبه فسّرَ الحدِيثَ السَّابِق.

واللَّبَنُ: وَجَعُ العُنُقِ مِن وِسادَةٍ وغيرِها حتى لا يَقْدِرَ أَنْ تَلْتَفِتَ، وقد لَبِنَ، بالكَسْرِ، فهو لَبِنٌ، عن الفرَّاءِ. واللُّبْنُ، بالضمِّ: شَجَرٌ.

ولُبْنَى: جَبَلٌ.

وأَيْضًا: قَرْيةٌ بشَرْقية مِصْرَ، وأَيْضًا لُبَيْنَةُ كجُهَيْنَةَ.

ولُبْنى أَيْضًا: مَوْضِعٌ بالشامِ لبَنِي جُذَام؛ عن نَصْر.

ولُبْنانُ: مُثَنّى لُبْن، بالضمّ: جَبَلانِ قُرْبَ مكَّة الأَعْلَى، والأَسْفَل.

ولَبَنٌ، محرَّكةً: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ بتِهامَةَ.

وظلُّوا يَرْتَمونَ ببَناتِ لَبُونٍ: إذا ارْتَموا بصخْرٍ عِظامٍ، وهو مجازٌ كما في الأساسِ.

ولَبَّنَ القَمِيصَ: جَعَلَ له لَبِنَةً.

واللَّبَّانُ: مَنْ يَبِيعُ اللَّبَنَ ويَعْمَلُهُ؛ واشْتَهَر به أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ المِصْريُّ، انتَهَى إليه عِلْمُ الفَرائِضِ، وتَصانِيفُه مَشْهورَةٌ، سَمِعَ سننَ أَبي دَاوُدٍ عن ابن داسَة، وعنه القاضِي أَبو الطَّيِّب الطَّبْري وأَبو القاسِمِ التَّنوخِي.

وأبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ النُّعْمان الأصْفَهاني عُرِفَ بابنِ اللَّبَّان عن أَبي حامِدٍ الأسْفرايني وابنِ مَنْده.

وأَبو عليٍّ عَمْرٌو بنُ عليِّ بنِ الحُسَيْنِ الصُّوفي النسَّابَةُ عُرِفَ بابنِ أَخي اللبنِ.

ومُعِينُ الدِّيْن هبَةُ اللهِ بنُ قاري اللبن رَاوِي الشاطِبيّة عن الناظِمِ.

ولُبَّنٌ، كسُكَّرٍ: من قُرَى القُدْسِ؛ منها: الزَّكيُّ محمدُ ابنُ عبْدِ الواحِدِ المَخْزوميُّ قاضِي بَعْلَبَك، وابْنُه مُعِينُ الدِّيْن الكاتِبُ.

وبالتَّحْريكِ: أَبو المَكارِمِ عرفَةُ بنُ عليٍّ البَنْدَنِيجي اللَّبَنِيُّ، كانَ يَشْرَبُ اللّبَن، ولا يأْكُلُ الخُبْزَ، حدَّثَ عن أَبي الفضْلِ الأَرْموي.

وسويقَةُ اللّبَنِ: مَحَلَّةٌ بمِصْرَ بالقُرْبِ من بركة جناق.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


4-لسان العرب (نغص)

نغص: نغِصَ نَغَصًا: لَمْ تَتِمَّ لَهُ هَناءَتُه، قَالَ اللَّيْثُ: وأَكثرُه بِالتَّشْدِيدِ نُغِّصَ تَنْغِيصًا، وَقِيلَ: النَّغَصُ كَدَرُ الْعَيْشِ، وَقَدْ نَغَّصَ عَلَيْهِ عَيْشَه تَنْغِيصًا أَي كَدَّرَه، وَقَدْ جاءَ فِي الشِّعْرِ نَغَّصَه، وأَنشد الأَخفش لِعُدَيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَقِيلَ هُوَ لسوادة بن زيد ابن عُدَيٍّ:

لَا أَرَى الموتَ يَسْبِقُ الموتُ شَيْئًا، ***نَغَّصَ الموتُ ذَا الغِنَى والفَقِيرا

قَالَ فأَظهر الْمَوْتَ فِي مَوْضِعِ الإِضمار، وَهَذَا كَقَوْلِكِ أَمّا زيدٌ فَقَدْ ذَهَبَ زَيْدٌ، وَكَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}، فَثَنَّى الِاسْمَ وأَظهره.

وتنَغَّصَتْ عيشَتُه أَي تَكدَّرت.

ابْنُ الأَعرابي: نَغَّصَ عَلَيْنَا أَي قَطَعَ علينا ما كنا نُحِبُّ الِاسْتِكْثَارَ مِنْهُ.

وَكُلُّ مَنْ قَطَعَ شَيْئًا مِمَّا يُحَبُّ الازديادُ مِنْهُ، فَهُوَ مُنَغِّصٌ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

غَدَاة امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ، ونَغَّصَتْ ***لُبَانًا مِنَ الحاجِ الخدورُ الرَّوَافِعُ

وأَنشد غَيْرُهُ:

وطالَما نُغِّصُوا بالفَجْعِ ضاحِيةً، ***وطالَ بالفَجْعِ والتَّنْغِيصِ مَا طُرِقُوا

والنَّغْصُ والنَّغَصُ: أَن يُورِدَ الرجلُ إِبلَه الْحَوْضَ فإِذا شَرِبَتْ أُخْرِجَ مِنْ كُلِّ بَعِيرَيْنِ بعيرٌ قويٌّ وأُدخل مَكَانَهُ بَعِيرٌ ضَعِيفٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فأَرْسَلَها العِرَاكَ وَلَمْ يَذُدْها ***وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى نَغَصِ الدِّخالِ

ونَغِصَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ، يَنْغَصُ نَغَصًا إِذا لَمْ يَتِمَّ مُرَادُهُ، وَكَذَلِكَ الْبَعِيرُ إِذا لَمْ يَتِمَّ شُرْبُه.

ونَغَصَ الرجلَ نَغْصًا: منعَه نصيبَه مِنَ الْمَاءِ فَحَالَ بَيْنَ إِبله وَبَيْنَ أَن تَشْرَبَ؛ قَالَتْ غَادِيَةُ الدُّبَيْرِيَّةُ:

قَدْ كَرِهَ القِيامَ إِلا بالعَصا، ***والسَّقْيَ إِلا أَن يُعدَّ الفُرَصا،

أَوْ عَنْ يَذُودَ مالَه عَنْ يُنْغَصا وأَنْغَصَه رَعْيَه كذلك، هذه بالأَلف.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


5-لسان العرب (لبن)

لبن: اللَّبَنُ: مَعْرُوفٌ اسْمُ جِنْسٍ.

اللَّيْثُ: اللَّبَنُ خُلاصُ الجَسَدِ ومُسْتَخْلَصُه مِنْ بَيْنِ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، وَهُوَ كالعَرق يَجْرِي فِي العُروق، وَالْجَمْعُ أَلْبان، وَالطَّائِفَةُ الْقَلِيلَةُ لَبَنةٌ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن خَدِيجَةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، بَكَتْ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: دَرَّت لَبَنةُ الْقَاسِمِ فذَكَرْتُه»؛ وَفِي رِوَايَةٍ: لُبَيْنةُ الْقَاسِمِ، فَقَالَ لَهَا: أَما تَرْضَيْنَ أَن تَكْفُلَهُ سَارَّةُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَتْ: لوَدِدْتُ أَني عَلِمْتُ ذَلِكَ، فغضبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومَدَّ إصْبَعَه فَقَالَ: إِنْ شئتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَن يُرِيَك ذَاكَ، فَقَالَتْ: بَلى أُصَدِّقُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؛ اللَّبَنَةُ: الطَّائِفَةُ مِنَ اللَّبَنِ، واللُّبَيْنَةُ تَصْغِيرُهَا.

وَفِي الْحَدِيثِ: « إِنَّ لَبَنَ الْفَحْلِ يُحَرِّمُ »؛ يُرِيدُ بِالْفَحْلِ الرجلَ تَكُونُ لَهُ امرأَة وَلَدَتْ مِنْهُ وَلَدًا وَلَهَا لَبَنٌ، فَكُلُّ مَنْ أَرضعته مِنَ الأَطفال بِهَذَا فَهُوَ محرَّم عَلَى الزَّوْجِ وَإِخْوَتِهِ وأَولاده مِنْهَا وَمِنْ غَيْرِهَا، لأَن اللَّبَنَ لِلزَّوْجِ حَيْثُ هُوَ سَبَبُهُ، قَالَ: وَهَذَا مَذْهَبُ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ والنَّخَعِيُّ: لَا يُحَرِّم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" ابْنِ عَبَّاسٍ وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ لَهُ امرأَتان أَرْضَعَتْ إِحْدَاهُمَا غُلَامًا والأُخرى جَارِيَةً: أَيَحِلُّ للغُلام أَن يتزوَّج بِالْجَارِيَةِ؟ قَالَ: لَا، اللِّقاحُ واحدٌ.

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، واستأْذن عَلَيْهَا أَبو القُعَيْس فأَبَتْ أَن تأْذن لَهُ فَقَالَ: « أَنا عَمُّكِ أَرضَعَتْكِ امرأَة أَخي»، فأَبت عَلَيْهِ حَتَّى ذَكَرَتْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هُوَ عمكِ فلْيَلِجْ عَلَيْكِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: « أَن رَجُلًا قَتَلَ آخَرُ فَقَالَ خُذْ مِنْ أَخِيكَ اللُّبَّنَ» أَي إِبِلًا لَهَا لَبَنٌ يَعْنِي الدِّيَةَ.

وَفِي حَدِيثِ أُميَّةَ بْنِ خَلَفٍ: « لَمَّا رَآهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ يَقْتُلُونَ قَالَ أَما لَكُمْ حاجةٌ فِي اللُّبَّنِ»؛ أي تأْسِرُون فتأْخذون فِدَاءَهم إِبِلًا لَهَا لَبَنٌ.

وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: « سَيهْلِكُ مِنْ أُمتي أهلُ الكتابِ وأَهلُ اللَّبَن، فَسُئِلَ: مَنْ أَهلُ اللَّبَنِ؟ قَالَ: قَوْمٌ يتبعون الشَّهَواتِ ويُضِيعُون الصلوات».

قَالَ الحَرْبي: أَظنه أَراد يَتَبَاعَدُونَ عَنِ الأَمصار وَعَنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ ويَطْلُبون مواضعَ اللَّبَنِ فِي الْمَرَاعِي وَالْبَوَادِي، وأَراد بأَهل الْكِتَابِ قَوْمًا يَتَعَلَّمُونَ الْكِتَابَ لِيُجَادِلُوا بِهِ الناسَ.

وَفِي حَدِيثُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوان: وُلِدَ لَهُ وَلدٌ فَقِيلَ لَهُ اسْقِه لَبَنَ اللَّبَنِ "؛ هُوَ أَن يَسْقِيَ ظِئرَه اللَّبَنَ فيكونَ مَا يَشْرَبُه لَبَنًا مُتَوَلِّدًا عَنِ اللَّبَنِ، فقُصِرَتْ عَلَيْهِ ناقةٌ فَقَالَ لِحَالِبِهَا: كَيْفَ تَحلُبُها أَخَنْفًا أَم مَصْرًا أَم فَطْرًا؟ فالخَنْفُ الحَلْبُ بأَربع أَصابع يَسْتَعِينُ مَعَهَا بالإِبهام، والمَصْرُ بِثَلَاثٍ، والفَطْرُ بالإِصبعين وَطَرَفِ الإِبهام.

ولَبَنُ كلِّ شَجَرَةٍ: مَاؤُهَا عَلَى التَّشْبِيهِ.

وشاةٌ لَبُونٌ ولَبِنةٌ ومُلْبِنَةٌ ومُلْبِنٌ: صَارَتْ ذاتَ لَبَنٍ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ إِذَا كَانَتْ ذاتَ لَبَنٍ أَو نَزَلَ اللَّبَنُ فِي ضَرْعِهَا.

ولَبِنتِ الشاةُ أَي غَزُرَتْ.

وَنَاقَةٌ لَبِنةٌ: غَزِيرَةٌ.

وَنَاقَةٌ لَبُونٌ: مُلْبِنٌ.

وَقَدْ أَلْبَنتِ الناقةُ إِذَا نَزَلَ لَبَنُها فِي ضَرْعها، فَهِيَ مُلْبِنٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: " أَعْجَبها إِذْ أَلْبَنَتْ لِبانُه "وَإِذَا كَانَتْ ذاتَ لَبَنٍ فِي كُلِّ أَحايينها فَهِيَ لَبُونٌ، وَوَلَدُهَا فِي تِلْكَ الْحَالِ ابنُ لَبُونٍ، وَقِيلَ: اللَّبُونُ مِنَ الشاءِ والإِبل ذاتُ اللَّبَنِ، غزيرَةً كَانَتْ أَو بَكِيئةً، وَفِي الْمُحْكَمِ: اللَّبُونُ، وَلَمْ يُخَصِّصْ، قَالَ: وَالْجَمْعُ لِبانٌ ولِبْنٌ؛ فأَما لِبْنٌ فَاسْمٌ لِلْجَمْعِ، فَإِذَا قَصَدُوا قَصْدَ الْغَزِيرَةِ قَالُوا لَبِنَة، وَجَمْعُهَا لَبِنٌ ولِبانٌ؛ الأَخيرة عَنْ أَبي زَيْدٍ، وَقَدْ لَبِنَتْ لَبَنًا.

قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اللَّبُونُ واللَّبُونة مَا كَانَ بِهَا لَبَنٌ، فَلَمْ يَخُصَّ شَاةً وَلَا نَاقَةً، قَالَ: وَالْجَمْعُ لُبْنٌ ولَبائنُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن لُبْنًا جَمْعُ لَبُون، ولَبائن جَمْعُ لَبُونة، وَإِنْ كَانَ الأَول لَا يَمْتَنِعُ أَن يُجْمَعَ هَذَا الْجَمْعَ؛ وَقَوْلُهُ:

مَنْ كَانَ أَشْرَك فِي تَفَرُّق فالِجٍ، ***فلَبُونُه جَرِبَتْ مَعًا وأَغَدَّتِ

قَالَ: عِنْدِي أَنه وَضَعَ اللَّبُونَ هَاهُنَا مَوْضِعَ اللُّبْن، وَلَا يَكُونُ هُنَا وَاحِدًا لأَنه قَالَ جَرِبَتْ مَعًا، وَمَعًا إِنَّمَا يَقَعُ عَلَى الْجَمْعِ.

الأَصمعي: يُقَالُ كَمْ لُبْنُ شَائِكَ أَي كَمْ مِنْهَا ذاتُ لَبَنٍ.

وَفِي الصِّحَاحِ عَنْ يُونُسَ: يُقَالُ كَمْ لُبْنُ غَنَمِك ولِبْنُ غَنَمِك أَي ذَواتُ الدَّرِّ مِنْهَا.

وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: إِنَّمَا سَمِعَ كَمْ لِبْنُ غَنَمِكَ أَي كَمْ رِسْلُ غَنمك.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: شاءٌ لَبِنَةٌ وغَنم لِبانٌ ولِبْنٌ ولُبْنٌ، قَالَ: وَزَعَمَ يُونُسُ أَنه جَمْعٌ، وشاءٌ لِبْنٌ بِمَنْزِلَةِ لُبْنٍ؛ وأَنشد الْكِسَائِيُّ:

رأيْتُكَ تَبْتاعُ الحِيالَ بِلُبْنِها ***وتأْوي بَطِينًا، وابنُ عَمِّكَ ساغِبُ

وقال: واللُّبْنُ جَمْعُ اللَّبُونِ.

ابْنُ السِّكِّيتِ: الحَلُوبة مَا احْتُلِب مِنَ النُّوق، وَهَكَذَا الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ حَلوبة وَاحِدَةٌ؛ وأَنشد:

مَا إنْ رأَينا فِي الزمانِ ذِي الكَلَبْ ***حَلُوبةً وَاحِدَةً فتُحْتَلَبْ

وَكَذَلِكَ اللَّبُونة مَا كَانَ بِهَا لَبَنٌ، وَكَذَلِكَ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ أَيضًا، فَإِذَا قَالُوا حَلُوبٌ ورَكُوبٌ ولَبُونٌ لَمْ يَكُنْ إِلَّا جَمْعًا؛ وَقَالَ الأَعشى: " لَبُون مُعَرَّاة أَصَبْنَ فأَصْبَحَتْ أَراد الْجَمْعَ.

وعُشْبٌ مَلْبنَة، بِالْفَتْحِ: تَغْزُر عَنْهُ "أَلبانُ الْمَاشِيَةِ وتَكْثُر، وَكَذَلِكَ بَقْلٌ مَلْبنَة.

واللَّبْنُ: مَصْدَرُ لَبَنَ القومَ يَلْبِنُهُم لَبْنًا سَقَاهُمُ اللَّبَنَ.

الصِّحَاحُ: لَبَنْتُه أَلْبُنه وأَلْبِنُه سَقَيْتُهُ اللَّبَنَ، فأَنا لابِنٌ.

وَفَرَسٌ مَلْبُون: سُقِيَ اللَّبَنَ؛ وأَنشد: " مَلْبُونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها وَفَرَسٌ مَلْبون ولَبِين: رُبِّيَ باللَّبن مِثْلَ عَليف مِنَ العَلَف.

وَقَوْمٌ مَلْبونون: أَصابهم مِنَ اللَّبَنِ سَفَهٌ وسُكْرٌ وجَهْل وخُيَلاءُ كَمَا يُصِيبُهُمْ مِنَ النَّبِيذِ، وَخَصَّصَهُ فِي الصِّحَاحِ فَقَالَ: قَوْمٌ مَلْبونون إِذَا ظَهَرَ مِنْهُمْ سَفَةٌ يُصِيبُهُمْ مِنْ أَلبان الإِبل مَا يُصِيبُ أَصحاب النَّبِيذِ.

وَفَرَسٌ مَلْبُون: يُغَذَّى بِاللَّبَنِ قَالَ:

لَا يَحْمِلُ الفارسَ إِلَّا المَلْبُونْ، ***المَحْضُ مِنْ أَمامه وَمِنْ دُونْ

قَالَ الْفَارِسِيُّ: فعَدَّى المَلْبون لأَنه فِي مَعْنَى المسقِيِّ، والمَلْبون: الْجَمَلُ السَّمِينُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ.

وَرَجُلٌ لَبِنٌ: شَرِبَ اللَّبَن.

وأَلْبَنَ القومُ، فَهُمْ لابِنُون؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: كثُرَ لَبَنُهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنَّ لابِنًا عَلَى النَّسَب كَمَا تَقُولُ تامِرٌ وناعِلٌ.

التَّهْذِيبُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُلْبِنون إِذَا كَثُرَ لَبَنُهُمْ.

وَيُقَالُ: نَحْنُ نَلْبِنُ [نَلْبُنُ] جِيرَانَنَا أَي نَسْقِيهِمْ.

وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: « إِذَا سقَطَ كَانَ دَرِينًا، وَإِنْ أُكِلَ كَانَ لَبِينًا »أَي مُدِرًّا للَّبَن مُكْثِرًا لَهُ، يَعْنِي أَن النَّعَم إِذَا رَعَتِ الأَراك والسَّلَم غَزُرَتْ أَلبانُها، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَقَدِيرٍ وَقَادِرٍ، كأَنه يُعْطِيهَا اللَّبَنَ، مِنْ لَبَنْتُ القومَ إِذَا سَقَيْتَهُمُ اللَّبَنَ.

وَجَاؤُوا يَسْتَلْبِنون: يَطْلُبُونَ اللَّبنَ.

الْجَوْهَرِيُّ: وَجَاءَ فُلَانٌ يسْتَلْبِنُ أَي يَطْلُبُ لبَنًا لِعِيَالِهِ أَو لِضِيفَانِهِ.

وَرَجُلٌ لابِنٌ: ذُو لَبَن، وتامِرٌ: ذُو تَمْرٍ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

وغَرَرْتَني، وزَعَمْتَ أَنَّكَ ***لابنٌ، بالصَّيْفِ، تامِرْ

وبَناتُ اللَّبنِ: مِعىً فِي البَطْن مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وبناتُ لَبنٍ الأَمعاءُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا اللَّبن.

والمِلْبَنُ: المِحْلَبُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِمَسْعُودِ بْنِ وَكِيعٍ:

مَا يَحْمِلُ المِلْبنَ إِلَّا الجُرْشُعُ، ***المُكْرَبُ الأَوْظِفَةِ المُوَقَّعُ

والمِلْبَنُ: شَيْءٌ يُصَفَّى بِهِ اللَّبنُ أَو يُحْقَنُ.

واللَّوابنُ: الضُّروعُ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ.

والالْتِبانُ: الِارْتِضَاعُ؛ عَنْهُ أَيضًا.

وَهُوَ أَخوه بلِبان أُمِّه، بِكَسْرِ اللَّامِ.

وَلَا يُقَالُ بلَبَنِ أُمِّه، إِنَّمَا اللَّبَنُ الَّذِي يُشْرَب مِنْ نَاقَةٍ أَو شَاةٍ أَو غَيْرِهِمَا مِنَ الْبَهَائِمِ؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي الأَسْود:

فَإِنْ لَا يَكُنْها أَو تَكُنْه، فَإِنَّهُ ***أَخوها غَذَتْه أُمُّه بلِبانِها

وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ:

وأُرْضِعُ حَاجَةً بلِبانِ أُخرَى، ***كذاكَ الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ

واللِّبانُ، بِالْكَسْرِ: كالرِّضاعِ؛ قال الكميت يمدح مَخْلَد بْنَ يَزِيدَ:

تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَدًا حَلِيفَينْ، ***كَانَا مَعًا فِي مَهْدِه رَضِيعَينْ،

تَنازعا فيه لِبانَ الثَّدْيَينْ.

وَقَالَ الأَعشى:

رَضِيعَيْ لِبانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تحالَفا ***بأَسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لَا نتَفَرَّقُ

وَقَالَ أَبو الأَسود: غَذَته أُمُّه بلبانِها؛ وَقَالَ آخَرُ:

وَمَا حَلَبٌ وافَى حَرَمْتُكَ صَعْرَةً ***عَلَيَّ، وَلَا أُرْضِعْتَ لِي بلِبانِ

وابنُ لَبُون: وَلَدُ النَّاقَةُ إِذا كَانَ فِي الْعَامِ الثَّانِي وَصَارَ لَهَا لَبَنٌ.

الأَصمعي وَحَمْزَةُ: يُقَالُ لِوَلَدِ النَّاقَةِ إِذا اسْتَكْمَلَ سَنَتَيْنِ وَطَعَنَ فِي الثَّالِثَةِ ابنُ لَبُون، والأُنثى ابنةُ لَبُونٍ، وَالْجَمَاعَاتُ بناتُ لَبونٍ لِلذَّكَرِ والأُنثى لأَن أُمَّه وَضَعَتْ غَيْرَهُ فَصَارَ لَهَا لَبَنٌ، وَهُوَ نَكِرَةٌ ويُعَرّف بالأَلف وَاللَّامِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

وابنُ اللَّبُونِ، إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ، ***لَمْ يسْتَطِعْ صَوْلةَ البُزْلِ القَناعِيسِ

وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ ذِكْرُ بنتِ اللَّبونِ وَابْنِ اللَّبون، وَهُمَا مِنَ الإِبل مَا أَتى عَلَيْهِ سنَتان وَدَخْلَ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَصَارَتْ أُمه لَبُونًا أَي ذاتَ لَبَنٍ لأَنها تَكُونُ قَدْ حَمَلَتْ حَمْلًا آخَرَ وَوَضَعَتْهُ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: وَجَاءَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ ابْنُ لَبُون ذكَرٌ، وَقَدْ عَلِمَ أَن ابْنَ اللَّبُونِ لَا يَكُونُ إِلا ذَكَرًا، وإِنما ذَكَرَهُ تأْكيدًا كَقَوْلِهِ: ورَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ، وَكَقَوْلِهِ تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ}؛ وَقِيلَ ذَكَرَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا لِرَبِّ الْمَالِ وَعَامِلِ الزَّكَاةِ، فَقَالَ: ابنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ لتَطِيبَ نفسُ رَبِّ الْمَالِ بِالزِّيَادَةِ المأْخوذة مِنْهُ إِذا عَلِمَ أَنه قَدْ شُرِعَ لَهُ مِنَ الْحَقِّ، وأَسقط عَنْهُ مَا كَانَ بِإِزَائِهِ مِنْ فَضْلِ الأُنوثة فِي الْفَرِيضَةِ الْوَاجِبَةِ عَلَيْهِ، وَلِيَعْلَمَ العاملُ أَن سِنَّ الزَّكَاةِ فِي هَذَا النَّوْعِ مَقْبُولٌ مِنْ رَبِّ الْمَالِ، وَهُوَ أَمر نَادِرٌ خَارِجٌ عَنِ العُرْف فِي بَابِ الصَّدَقَاتِ، وَلَا يُنْكَرُ تَكْرَارُ اللَّفْظِ لِلْبَيَانِ وَتَقْرِيرِ مَعْرِفَتِهِ فِي النُّفُوسِ مَعَ الْغَرَابَةِ والنُّدُور: وبَناتُ لَبُونٍ: صِغارُ العُرْفُطِ، تُشَبَّه ببناتِ لَبونٍ مِنَ الإِبل.

ولَبَّنَ الشيءَ: رَبَّعَه.

واللَّبِنة واللِّبْنة: الَّتِي يُبْنَى بِهَا، وَهُوَ الْمَضْرُوبُ مِنَ الطِّينِ مُرَبَّعًا، وَالْجَمْعُ لَبِنٌ ولِبْنٌ، عَلَى فَعِلٍ وفِعْلٍ، مِثْلَ فَخِذٍ وفِخْذ وكَرِش وكِرْشٍ؛ قَالَ الشَّاعِرُ: " أَلَبِنًا تُريد أَم أَروخا.

وأَنشد ابْنُ سِيدَهْ:

إِذ لَا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ ***هَوْذَلةَ المِشْآةِ عَنْ ضَرْسِ اللَّبِنْ

قَوْلُهُ: أَبِنْ أَبِنْ أَي نَحِّها، والمِشْآةُ: زَبيل يُخرَجُ بِهِ الطِّينُ والحَمْأَةُ مِنَ الْبِئْرِ، وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ أَدَمٍ، والضَّرْسُ: تَضْريسُ طَيّ الْبِئْرِ بِالْحِجَارَةِ، وإِنما أَراد الْحِجَارَةَ فاضطُرَّ وَسَمَّاهَا لَبِنًا احتِياجًا إِلى الرَّوِيّ؛ وَالَّذِي أَنشده الْجَوْهَرِيُّ:

إِمّا يَزالُ قائلٌ أَبِنْ أَبِنْ ***دَلْوَكَ عَنْ حَدِّ الضُّروسِ واللَّبِنْ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لِسَالِمِ بْنِ دَارَةَ، وَقِيلَ: لِابْنِ مَيّادَة؛ قَالَ: قَالَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ.

وَفِي الْحَدِيثِ: « وأَنا مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَة »؛ هِيَ بِفَتْحِ اللَّامِ وكسر الباء وَاحِدَةُ اللَّبِنِ الَّتِي يُبْنَى بِهَا الْجِدَارُ، وَيُقَالُ بِكَسْرِ اللَّامِ.

وَسُكُونِ الْبَاءِ.

ولَبَّنَ اللَّبِنَ: عَمِله.

قَالَ الزَّجَّاجُ: قَوْلُهُ تعالى: {قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنا}؛ يُقَالُ إِنهم كَانُوا يَسْتَعْمِلُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي تَلْبِين اللَّبِنِ، فَلَمَّا بُعث مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَعْطَوْهم اللَّبِنَ يُلَبِّنونه وَمَنَعُوهُمُ التِّبْنَ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَشق عَلَيْهِمْ.

ولَبَّنَ الرجلُ تَلْبينًا إِذا اتَّخَذَ اللَّبِنَ.

والمِلْبَنُ: قالَبُ اللَّبِنِ، وَفِي الْمُحْكَمِ: والمِلْبَنُ الَّذِي يُضْرَبُ بِهِ اللَّبِنُ.

أَبو الْعَبَّاسِ: ثَعْلَبٌ المِلْبَنُ المِحْمَلُ، قَالَ: وَهُوَ مطوَّل مُرَبَّع، وَكَانَتِ الْمَحَامِلُ مُرَبَّعة فَغَيَّرَهَا الْحَجَّاجُ لِيَنَامَ فِيهَا وَيَتَّسِعَ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تُسَمِّيهَا المِحْمَلَ والمِلْبَنَ والسّابِلَ.

ابْنُ سِيدَهْ: والمِلْبَنُ شِبْهُ المِحْمَل يُنْقَل فِيهِ اللَّبِن.

ولَبِنَةُ الْقَمِيصِ: جِرِبّانُه؛ وَفِي الْحَدِيثِ: « ولَبِنَتُها ديباجٌ »، وَهِيَ رُقعة تَعْمَلُ موضِعَ جَيْب الْقَمِيصِ والجُبَّة.

ابْنُ سِيدَهْ: ولَبِنَةُ الْقَمِيصِ ولِبْنَتُهُ بَنِيقَتُه؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: لَبِنُ الْقَمِيصِ ولَبِنَتُه لَيْسَ لَبِنًا عِنْدَهُ جَمْعًا كنَبِقَة ونَبِقٍ، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ سَلٍّ وسَلَّة وبَياض وبَياضة.

والتَّلْبِينُ: حَسًا يُتَّخَذُ مِنْ مَاءِ النُّخالة فِيهِ لَبَنٌ، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّمْتينِ.

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: « سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ التَّلْبِنة مَجَمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ تُذْهِبُ بَعْضَ الحُزْن »؛ الأَصمعي: التَّلْبينة حَساء يُعْمَلُ مِنْ دَقِيقٍ أَو نُخَالَةٍ وَيُجْعَلُ فِيهَا عَسَلٌ، سُمِّيَتْ تَلْبينة تَشْبِيهًا باللَّبَن لِبَيَاضِهَا وَرِقَّتِهَا، وَهِيَ تَسْمِيَةٌ بالمَرَّة مِنَ التَّلبين مُصْدَرُ لَبَنَ القومَ؛ أي سَقاهم اللَّبنَ، وَقَوْلُهُ مَجَمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ؛ أي تَسْرُو عَنْهُ هَمَّه؛ أي تَكْشِفُه.

وَقَالَ الرِّياشي فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: « عَلَيْكُمْ بالمَشْنِيئَة النافعةِ التَّلْبين »؛ قَالَ: يَعْنِي الحَسْوَ، قَالَ: وسأَلت الأَصمعي عَنِ المَشْنِيئَة فَقَالَ: يَعْنِي البَغِيضة، ثُمَّ فَسَّرَ التَّلْبينة كَمَا ذَكَرْنَاهُ.

وَفِي حَدِيثِ أُم كُلْثُومٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ عَقْرَبٍ قَالَتْ: « سَمِعْتُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، تَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكُمْ بالتَّلْبين البَغيض النَّافِعِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنه ليَغْسِلُ بطنَ أَحدكم كَمَا يَغْسِلُ أَحدُكم وجهه بالماء مِنَ الْوَسَخِ »؛ " وَقَالَتْ: كَانَ إِذا اشْتَكَى أَحدٌ مِنْ أَهله لَا تزالُ البُرْمة عَلَى النَّارِ حَتَّى يأْتي عَلَى أَحد طَرَفَيْهِ "؛ قَالَ: أَراد بِقَوْلِهِ أَحد طَرَفَيْهِ يَعْنِي البُرْءَ أَو الْمَوْتَ؛ قَالَ عُثْمَانُ: التَّلْبينَة الَّذِي يُقَالُ لَهُ السَّيُوساب.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: « قَالَ سُوَيْد بْنُ غَفَلَةَ دخلتُ عَلَيْهِ فإِذا بَيْنَ يَدَيْهِ صحفةٌ فِيهَا خَطِيفة ومِلْبَنة »؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هِيَ بِالْكَسْرِ المِلْعَقة، هَكَذَا شَرَحَ، قَالَ: وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ المِلْبَنة لَبَنٌ يُوضَعُ عَلَى النَّارِ ويُنَزَّلُ عَلَيْهِ دَقِيقٌ، قَالَ: والأَول أَشبه بِالْحَدِيثِ.

واللَّبَانُ: الصَّدْرُ، وَقِيلَ: وسَطُه، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّدْيَينِ، وَيَكُونُ للإِنسان وَغَيْرِهِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ رَجُلٍ:

فَلَمَّا وَضَعْناها أَمامَ لَبَانِه، ***تبَسَّمَ عَنْ مَكْروهةِ الرِّيقِ عاصبِ

وأَنشد أَيضًا:

يَحُكُّ كُدُوحَ القَمْلِ تَحْتَ لَبَانِه ***ودَفَّيْهِ مِنْهَا دامِياتٌ وجالِبُ

وَقِيلَ: اللَّبانُ الصَّدْرُ مِنْ ذِي الْحَافِرِ خاصَّةً، وَفِي الصِّحَاحِ: اللَّبانُ، بِالْفَتْحِ، مَا جَرَى عَلَيْهِ اللَّبَبُ مِنَ الصدرِ؛ وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ: « أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها»؛ أي يَدْمَى صَدْرُها لامْتِهانِها نفْسَها فِي الْخِدْمَةِ حَيْثُ لَا تَجِدُ مَا تُعْطيه مَنْ يَخْدُمها من الجَدْبِ وشدَّة الزَّمَانِ.

وأَصلُ اللَّبان فِي الْفَرَسِ موضعُ اللَّبَبِ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ لِلنَّاسِ؛ وَفِي قَصِيدِ كَعْبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " تَرْمي اللَّبَانَ بكفَّيْها ومِدْرَعِها وَفِي بَيْتٍ آخَرَ مِنْهَا: ويُزْلِقُه مِنْهَا لَبانٌ "ولَبَنَه يَلْبِنُه لَبْنًا: ضَرَبَ لَبانَه.

واللَّبَنُ: وجَعُ العُنق مِنَ الوِسادَة، وَفِي الْمُحْكَمِ: وجَعُ العُنق حَتَّى لَا يَقْدِرَ أَن يَلْتَفِت، وَقَدْ لَبِنَ، بِالْكَسْرِ، لَبَنًا.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: اللَّبِنُ الَّذِي اشْتَكَى عُنُقَه مِنْ وِسادٍ أَو غَيْرِهِ.

أَبو عَمْرٍو: اللَّبْنُ الأَكل الْكَثِيرُ.

ولَبَنَ مِنَ الطَّعَامِ لَبْنًا صَالِحًا: أَكثر؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

ونحنُ أَثافي القِدْرِ، والأَكلُ سِتَّةٌ ***جَرَاضِمَةٌ جُوفٌ، وأَكْلَتُنا اللَّبْنُ

يَقُولُ: نَحْنُ ثَلَاثَةٌ ونأْكل أَكل سِتَّةٍ.

واللَّبْنُ: الضربُ الشَّدِيدُ.

ولَبَنَه بِالْعَصَا يَلْبِنُه، بِالْكَسْرِ، لَبْنًا إِذا ضَرَبَهُ بِهَا.

يُقَالُ: لَبَنَه ثَلَاثَ لَبَناتٍ.

ولَبَنه بصخرةٍ: ضَرَبَهُ بِهَا.

قَالَ الأَزهري: وَقَعَ لأَبي عَمْرٍو اللَّبْنُ، بِالنُّونِ، فِي الأَكل الشَّدِيدِ وَالضَّرْبِ الشَّدِيدِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ اللَّبْزُ، بِالزَّايِ، وَالنُّونِ تَصْحِيفٌ.

واللَّبْنُ: الاسْتِلابُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا تَفْسِيرِهِ، قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِمَّا تَقَدَّمَ.

ابْنُ الأَعرابي: المِلْبَنةُ المِلْعَقةُ.

واللُّبْنَى: المَيْعَة.

واللُّبْنَى واللُّبْنُ: شَجَرٌ.

واللُّبانُ: ضَرْبٌ مِنَ الصَّمْغ.

قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللُّبانُ شُجَيْرة شَوِكَة لَا تَسْمُو أَكثر مِنْ ذِرَاعَيْنِ، وَلَهَا وَرَقَةٌ مِثْلُ وَرَقَةِ الْآسِ وَثَمَرَةٌ مِثْلُ ثَمَرَتِهِ، وَلَهُ حَرارة فِي الْفَمِ.

واللُّبانُ: الصَّنَوْبَرُ؛ حَكَاهُ السُّكَّرِيُّ وَابْنُ الأَعرابي، وَبِهِ فَسَّرَ السُّكَّرِيُّ قولَ امْرِئِ الْقَيْسِ: " لَهَا عُنُق كسَحُوقِ اللُّبانْ "فِيمَنْ رَوَاهُ كَذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يَتَّجِهُ عَلَى غَيْرِهِ لأَن شَجَرَةَ اللُّبانِ مِنَ الصَّمْغ إِنما هِيَ قَدْرُ قَعْدَةِ إِنسان وعُنُقُ الْفَرَسِ أَطولُ مِنْ ذَلِكَ؛ ابْنُ الأَعرابي: اللُّبانُ شَجَرُ الصَّنَوْبَر فِي قَوْلِهِ: " وسالِفَة كسَحُوقِ اللُّبانْ "التَّهْذِيبُ: اللُّبْنَى شَجَرَةٌ لَهَا لَبَنٌ كَالْعَسَلِ، يُقَالُ لَهُ عَسَلُ لُبْنَى؛ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَرُبَّمَا يُتَبَخَّر بِهِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ:

وبانا وأُلْوِيًّا من الهِنْدِ ذاكِيًا، ***ورَنْدًا ولُبْنَى والكِباءَ المُقَتَّرا

واللُّبانُ: الكُنْدرُ.

واللُّبانة: الْحَاجَةُ مِنْ غَيْرِ فَاقَةٍ وَلَكِنَّ مِنْ هِمَّةٍ.

يُقَالُ: قَضَى فُلَانٌ لُبانته، وَالْجَمْعُ لُبانٌ كحاجةٍ وحاجٍ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

غَداةَ امْتَرَتْ ماءَ العُيونِ ونغَّصتْ ***لُبانًا مِنَ الحاجِ الخُدُورُ الرَّوافِعُ

ومَجْلِسٌ لَبِنٌ: تُقْضى فِيهِ اللُّبانة، وَهُوَ عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ الْحَرْثُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَاصِي:

إِذا اجتَمعْنا هَجرْنا كلَّ فاحِشةٍ، ***عِنْدَ اللِّقاء، وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ

والتَّلَبُّنُ: التَّلَدُّنُ والتَّمَكُّثُ والتَّلبُّثُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

قَالَ لَهَا: إِيّاكِ أَن تَوَكَّني ***فِي جَلْسةٍ عِنديَ، أَو تَلَبَّني

وتَلَبَّنَ؛ تمكَّثَ؛ وقول رؤبة: " فَهَلْ لُبَيْنَى مِنْ هَوَى التَّلبُّن "قَالَ أَبو عَمْرٍو: التَّلبُّن مِنَ اللُّبانة.

يُقَالُ: لِي لُبانةٌ أَتَلبَّنُ عَلَيْهَا أَي أَتمكَّثُ.

وتَلبَّنْتُ تَلبُّنًا وتَلدَّنْتُ تَلدُّنًا كِلَاهُمَا: بِمَعْنَى تَلبَّثْتُ وتمكَّثْتُ.

الْجَوْهَرِيُّ: والمُلَبَّنُ، بِالتَّشْدِيدِ، الفَلاتَج؛ قَالَ: وأَظنه مولَّدًا.

وأَبو لُبَيْنٍ: الذَّكَرُ.

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ ويُكَنَّى الذَّكَرُ أَبا لُبَيْنٍ؛ قَالَ: وَقَدْ كَنَّاهُ بِهِ المُفَجَّع فَقَالَ:

فَلَمَّا غابَ فِيهِ رَفَعْتُ صَوْتي ***أُنادي: يَا لِثاراتِ الحُسَيْنِ

ونادَتْ غلْمَتي: يَا خَيْلَ رَبِّي ***أَمامَكِ، وابْشِرِي بالجَنَّتَيْنِ

وأَفْزَعَه تَجاسُرُنا فأَقْعَى، ***وَقَدْ أَثْفَرْتُه بأَبي لُبَيْنِ

ولُبْنٌ ولُبْنَى ولُبْنانٌ: جِبَالٌ: وَقَوْلُ الرَّاعِي:

سيَكْفِيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ ***كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلالا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ ترخيمَ لُبْنانٍ فِي غَيْرِ النِّدَاءِ اضْطِرَارًا، وأَن تَكُونَ لُبْنٌ أَرضًا بِعَيْنِهَا؛ قَالَ أَبو قِلابةَ الهُذَليُّ:

يَا دارُ أَعْرِفُها وَحْشًا مَنازِلُها، ***بَينَ القَوائِم مِنْ رَهْطٍ فأَلْبانِ

قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ لِرَجُلٍ آخَرَ لِي إِليك حُوَيِّجَة، قَالَ: لَا أَقْضِيها حَتَّى تكونَ لُبْنانِيَّة أَي عَظِيمَةً مِثْلَ لُبْنانٍ، وَهُوَ اسْمُ جَبَلٍ، قَالَ: ولُبْنانٌ فُعْلانٌ ينصرف.

ولُبْنَى: اسْمُ امرأَة.

ولُبَيْنَى: اسْمُ ابْنَةِ إِبليس، واسمُ ابْنِهِ لاقِيسُ، وَبِهَا كُنِيَ أَبا لُبَيْنَى؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: " أَقْفَرَ مِنْهَا يَلْبَنٌ فأَفْلُس قَالَ: هما موضعان.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


6-مقاييس اللغة (لبن)

(لَبَنَ) اللَّامُ وَالْبَاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَتَفَرَّعُ مِنْهُ كَلِمَاتٌ، وَهُوَ اللَّبَنُ الْمَشْرُوبُ.

يُقَالُ: لَبِنْتُهُ أَلْبِنُهُ، إِذَا سَقَيْتَهُ اللَّبَنَ.

وَفُلَانٌ لَابِنٌ، أَيْ عِنْدَهُ لَبَنٌ، كَمَا يُقَالُ تَامِرٌ.

قَالَ:

وَغَرَرْتَنِي وَزَعَمْتَ أَنَّكَ *** لَابِنٌ بِالصَّيْفِ تَامِرْ

وَالْمُلْبِنُ: الْكَثِيرُ اللَّبَنِ.

وَنَاقَةٌ لَبِنَةٌ: غَزِيرَةٌ.

وَإِذَا نَزَلَ لَبَنُهَا فِي ضَرْعِهَا فَهِيَ مُلْبِنٌ، وَإِنْ كَانَتْ ذَاتَ لَبَنٍ فَهِيَ لَبُونٌ، غَزِيرَةً كَانَتْ أَوْ بَكِيئَةً.

وَرَجُلٌ مَلْبُونٌ، إِذَا سَفِهَ عَنْ كَثْرَةِ شُرْبِ اللَّبَنِ.

وَأَمَّا الْفَرَسُ الْمَلْبُونُ فَالَّذِي يُقْفَى بِاللَّبَنِ: يُؤْثَرُ بِهِ.

وَيُقَالُ: كَمْ لُبْنُ غَنَمِكَ وَلِبْنُهَا، أَيْ كَمْ ذَوَاتُ الدَّرِّ مِنْهَا.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ [اللَّبَنُ]: وَجَعُ الْعُنُقِ مِنَ الْوِسَادِ، يُقَالُ رَجُلٌ لَبِنٌ، إِذَا كَانَ بِهِ ذَلِكَ الْوَجَعُ.

وَمِنْهُ اللَّبِنَةُ مِنَ الطِّينِ.

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ أَخُوهُ بِلِبَانِ أُمِّهِ، وَلَا يُقَالُ بِلَبَنِ أُمِّهِ، إِنَّمَا اللَّبَنُ الَّذِي يُشْرَبُ.

"وَالَّذِي أَنْكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فَغَيْرُ مُنْكَرٍ; لِأَنَّ ذَلِكَ مَأْخُوذٌ مِنَ اللَّبَنِ الْمَشْرُوبِ، كَأَنَّهُمَا تَلَابَنَا لِبَانًا، كَمَا يُقَالُ تَقَاتَلَا قِتَالًا."

وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ: هُوَ مِنَ اللَّبَنِ، وَلَكِنَّهُ لَا يُقَالُ بِلَبَنِ أُمِّهِ إِنَّمَا يُقَالُ بِلِبَانِ أُمِّهِ.

وَمِمَّا يُقَارِبُ هَذَا اللَّبَانُ: الصَّدْرُ، بِفَتْحِ اللَّامِ.

وَاللُّبَانُ: الْكُنْدُرُ، كَأَنَّهُ لَبَنٌ يَتَحَلَّبُ مِنْ شَجَرَةٍ.

وَالْقِيَاسُ فِيهِ وَاحِدٌ.

وَمِنْهُ اللُّبَانَةُ، وَهِيَ الْحَاجَةُ.

وَقَدْ يُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى الْبَابِ بِضَرْبٍ مِنَ الْقِيَاسِ، إِلَّا أَنَّهُ إِلَى الشُّذُوذِ أَقْرَبُ.

مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com