نتائج البحث عن (نَهَارُهُمْ)

1-معجم الأفعال المتعدية بحرف (أفتاه)

(أفتاه) الفقيه في المسألة وأفتاه في الأمر أبانه له والاسم الفتوى والفتوى (والفتح الراجح أو لا غيره) والفتيا ج الفتاوى وتفاتوا إلى فلان تحاكموا إليه في الفتيا قال الطرماح

(هلم إلى قضاة الغوث فأسأل

برهطك والبيان لدى القضاة)

(أنخ بفناء أشدق من عدي ومن جرم وهم أهل التفاتي) وافر

وأقمت عنده فتى من نهار أي صدرا منه قال الشاعر

(فما لبثوا إلا فتى من نهارهم مماصعة حتى أبارهم القتل) طويل.

معجم الأفعال المتعدية بحرف-موسى بن الحاج محمد بن الملياني الأحمدي الدراجي المسيلي الجزائري (الملقب نويوات)-صدر:1398هـ/1977م


2-معجم البلدان (همذان)

هَمَذَانُ:

بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون، في الإقليم الرّابع، وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، قال هشام بن الكلبي: همذان سميت بهمذان بن الفلّوج ابن سام بن نوح، عليه السّلام، وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة، ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان: إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون، وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة، وروي عن شعبة أنه قال: الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء، وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 24 من الهجرة، وفي آخر: وجّه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 23 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله، وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 23 وغلب على أرضها قسرا وضمّها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور، وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور، وقال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها، طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينوآباذ، وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ، وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال، وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان، فيقال إن بخت نصّر بعث إليها قائدا

يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها، فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا:

الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف، فكتب إليه: أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت.

فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصوّر لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إليّ بذلك حتى يأتيك أمري، ففعل صقلاب ذلك وصوّر المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل، فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال: أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة، فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق، فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء، ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرّية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحالّ والسكك إذا عمروا دورهم وخرّبوا، ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال، فقال:

انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك، فقالوا له: إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القوّاد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها، قال: فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبإ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحوّلوا إليها وأسكنوها، وجعل في وسط القصر قصرا آخر صيّر فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء، ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا، وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه، والله أعلم، ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وسماها سارو، ويعرب فيقال ساروق، وحصّنها بهمن بن إسفنديار، وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ، وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد، قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم:

سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن إسفنديار بسر آورد، معناه بنى الساروق جم ونطّقه دارا أي سوّره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن إسفنديار، وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها

أعتق مدينة بالجبل، واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة، وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند:

«ولقد أقول تيامني وتشاءمي *** وتواصلي ريما على همذان»

«بلد نبات الزعفران ترابه، *** وشرابه عسل بماء قنان»

«سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم *** ماء الجوى بزجاجة الأحزان»

«كاد الفؤاد يطير مما شفّه *** شوقا بأجنحة من الخفقان»

«فكسا الربيع بلاد أهلك روضة *** تفترّ عن نفل وعن حوذان»

«حتى تعانق من خزاماك الذي *** بالجلهتين شقائق النعمان»

«وإذا تبجّست الثلوج تبجّست *** عن كوثر شبم وعن حيوان»

«متسلسلين على مذانب تلعة *** تثغو الجداء بها على الحملان»

قال المؤلف: ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية، قالوا:

وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذمّ الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله، فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه، فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره! فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقلّ خيرها وأكثر شرها، فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم معما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام، فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدّمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش، فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب، ولذلك كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى بعض عماله: إنه قد أظلّكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستنعلوا الحذاء، وقد قال الشاعر:

«إذا جاء الشتاء فأدفئوني، *** فإن الشيخ يهدمه الشتاء»

فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم

الملعون، ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الريّ وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا، وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة: برذعة وقاليقلا وخوارزم

«أقول لها ونحن على صلاء: *** أما للنار عندك حرّ نار؟»

«لئن خيّرت في البلدان يوما *** فما همذان عندي بالخيار»

ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال: يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول:

«النار في همذان يبرد حرّها، *** والبرد في همذان داء مسقم»

«والفقر يكتم في بلاد غيرها، *** والفقر في همذان ما لا يكتم»

«قد قال كسرى حين أبصر تلّكم: *** همذان لا! انصرفوا فتلك جهنم»

والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباذ ولم يجوزوا عقبة أسدآباذ، وبلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره، ومعناه بالعربية باب جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه، فقال لأصحابه: انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكر جهنم، وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم:

«أما آن من همذان الرحيل *** من البلدة الحزنة الجامدة»

«فما في البلاد ولا أهلها *** من الخير من خصلة واحده»

«يشيب الشباب ولم يهرموا *** بها من ضبابتها الراكدة»

«سألتهم: أين أقصى الشتاء *** ومستقبل السنة الواردة؟»

«فقالوا: إلى جمرة المنتهى، *** فقد سقطت جمرة خامدة»

وأيضا قد قال شاعركم:

«يوم من الزمهرير مقرور *** على صبيب الضباب مزرور»

«كأنما حشوه جزائره *** وأرضه وجهها قوارير»

«يرمي البصير الحديد نظرته *** منها لأجفانه سمادير»

«وشمسه حرّة مخدّرة *** تسلّبت حين حمّ مقدور»

«تخال بالوجه من ضبابتها *** إذا حذت جلده زنابير»

وقال كاتب بكر:

«همذان متلفة النفوس ببردها *** والزمهرير، وحرّها مأمون»

«غلب الشتاء مصيفها وربيعها، *** فكأنما تموزها كانون»

وسأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا: من أين أنت؟ فقال: من همذان، فقال: أما إنها مدينة همّ وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها، وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشّار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم،

فقال: أما نهارهم فرقّاص وأما ليلهم فحمّال، يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمّالون لكثرة دثارهم، ووقع أعرابيّ إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار، فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال:

«بهمذان شقيت أموري *** عند انقضاء الصيف والحرور»

«جاءت بشرّ شرّ من عقور، *** ورمت الآفاق بالهرير»

«والثلج مقرون بزمهرير، *** لولا شعار العاقر النزور»

«أمّ الكبير وأبو الصغير *** لم يدف إنسان من الخصير»

ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول: يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارّة مائة ألف درهم، وقيل لابنة الحسن: أيّما أشد الشتاء أم الصيف؟ فقالت: من يجعل الأذى كالزّمّانة! لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارّة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم، وقيل لأعرابي: ما غاية البرد عندكم؟ فقال: إذا كانت السماء نقيّة والأرض نديّة والريح شاميّة فلا تسأل عن أهل البريّة، وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب، ودخل أعرابيّ همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال:

«وكيف أجيب داعيكم ودوني *** جبال الثلج مشرفة الرّعان»

«بلاد شكلها من غير شكلي، *** وألسنها مخالفة لساني»

«وأسماء النساء بها زنان، *** وأقرب بالزّنان من الزواني»

فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له: قد أكثرت المقال وأسرفت في الذمّ وأطلت الثّلب وطوّلت الخطبة، ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد، ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران، وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم، وأن مصيف الجبال طيّب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه، قالوا: وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 284 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان، وهي أربعة وعشرون رستاقا: همذان، وفرواز، وقوهياباذ، واناموج، وسيسار، وشراة العليا، وشراة الميانج، والاسفيذجان، وبحر، واباجر، وارغين، والمغارة، واسفيذار، والعلم الأحمر، وارناد، وسمير، وسردروذ، والمهران، وكوردور، وروذه، وساوه، وكان منها بسا وسلفانروذ وخرّقان ثم نقلت إلى قزوين، وهي ستمائة وستون قرية، وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا،

وعرضا من عقبة أسدآباذ إلى ساوه، قالوا: ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجّهه قباذ ليطلسم آفات بلاده، ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها، فلما عمل لها هذ

«ألا أيها الليث الطويل مقامه *** على نوب الأيام والحدثان»

«أقمت فما تنوي البراح بحيلة، *** كأنك بوّاب على همذان»

«أطالب ذحل أنت من عند أهلها؟ *** أبن لي بحقّ واقع ببيان»

«أراك على الأيام تزداد جدّة، *** كأنك منها آخذ بأمان»

«أقبلك كان الدهر أم كنت قبله *** فنعلم أم ربّيتما بلبان؟»

«وهل أنتما ضدّان كلّ تفرّدت *** به نسبة أم أنتما أخوان؟»

«بقيت فما تفنى وأفنيت عالما *** سطا بهم موت بكل مكان»

«فلو كنت ذا نطق جلست محدثا، *** وحدثتنا عن أهل كل زمان»

«ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا *** لأفنيت أكلا سائر الحيوان»

«أجنّبت شر الموت أم أنت منظر *** وإبليس حتى يبعث الثقلان»

«فلا هرما تخشى ولا الموت تتّقى *** بمضرب سيف أو شباة سنان»

«وعمّا قريب سوف يلحق ما بقي، *** وجسمك أبقى من حرا وأبان»

قال: وكان المكتفي يهمّ بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك، فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا: هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد، فكتب العامل بذلك وصعّب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور، وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة، فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن، وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم:

«قد آن من همذان السير فانطلق، *** وارحل على شعب شمل غير متّفق»

«بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له *** من العراق وباب الرزق لم يضق»

«أما الملوك فقد أودت سراتهم *** والغابرون بها في شيمة السّوق»

«ولا مقام على عيش ترنّقه *** أيدي الخطوب، وشرّ العيش ذو الرّنق»

«قد كنت أذكر شيئا من محاسنها *** أيّام لي فنن كاس من الورق»

«أرض يعذّب أهلوها ثمانية *** من الشهور كما عذّبت بالرّهق»

«تبقى حياتك ما تبقى بنافعة *** إلّا كما انتفع المجروض بالدمق»

«فإن رضيت بثلث العمر فارض به *** على شرائط من يقنع بما يمق»

«إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم *** من جربيائهم نشّافة العرق»

«تبشّر الناس بالبلوى وتنذرهم *** ما لا يداوى بلبس الدّرع والدّرق»

«تلفّهم في عجاج لا تقوم لها *** قوائم الفيل فيل الماقط الشّبق»

«لا يملك المرء فيها كور عمّته *** حتى تطيّرها من فرط مخترق»

«فإن تكلم لاقته بمسكنة *** ملء الخياشيم والأفواه والحدق»

«فعندها ذهبت ألوانهم جزعا، *** واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق»

«حتى تفاجئهم شهباء معضلة *** تستوعب الناس في سربالها اليقق»

«خطب بها غير هين من خطوبهم *** كالخنق ما منه من ملجا لمختنق»

«أمّا الغنيّ فمحصور يكابدها *** طول الشتاء مع اليربوع في نفق»

«يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر *** خ السّتر واعجل بردّ الباب واندفق»

«وأوقدوا بتنانير تذكرهم *** نار الجحيم بها من يصل يحترق»

«والمملقون بها سبحان ربهم *** ماذا يقاسون طول الليل من أرق! »

«صبغ الشتاء، إذا حلّ الشتاء بها، *** صبغ المآتم للحسّانة الفنق»

«والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم *** من أن يخالط أهل الدار والنّسق»

«فويل من كان في حيطانه قصر *** ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق»

«وصاحب النسك ما تهدا فرائصه، *** والمستغيث بشرب الخمر في عرق»

«أمّا الصلاة فودّعها سوى طلل *** أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق»

«تمسي وتصبح كالشيطان في قرن *** مستمسكا من حبال الله بالرّمق»

«والماء كالثلج، والأنهار جامدة، *** والأرض أضراسها تلقاك بالدّبق»

«حتى كأنّ قرون الغفر ناتئة *** تحت المواطئ والأقدام في الطرق»

«فكلّ غاد بها أو رائح عجل *** يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق»

«قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا، *** فما لهم غيرها من مطعم أنق»

«لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم، *** ولا جلودهم تبتلّ من عرق»

«فهم غلاظ جفاة في طباعهم *** إلّا تعلّة منسوب إلى الحمق»

«أفنيت عمري بها حولين من قدر *** لم أقو منها على دفع ولم أطق»

قلت: وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان، وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند، فأما أروند فقد ذكر في موضعه، وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية، وقال البديع الهمذاني فيها:

«همذان لي بلد أقول بفضله، *** لكنه من أقبح البلدان»

«صبيانه في القبح مثل شيوخه، *** وشيوخه في العقل كالصبيان»

وقال شيرويه: قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن عليّ بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة:

«يا أيها الملك الذي وصل العلا *** بالجود والإنعام والإحسان»

«قد خفت من سفر أطلّ عليّ في *** كانون في رمضان من همذان»

«بلد إليه أنتمي بمناسبي، *** لكنه من أقذر البلدان»

«صبيانه في القبح مثل شيوخه، *** وشيوخه في العقل كالصبيان»

وقال شيرويه أيضا: إن سليمان بن داود، عليه السلام، اجتاز بموضع همذان فقال: ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة! فقالوا: يا نبيّ الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصبّ فيه صبّا ويسقط الثلج قامة الرمح، فقال، عليه السّلام، لصخر الجني: هل من حيلة؟

قال: نعم، فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة، وقيل: أول من أسسها دارا الأكبر، قال كعب الأحبار: متى أراد الله أن يخرّب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله، قال شيرويه: والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني، وخورزن: جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد، وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان، عليه السّلام، وقيل: من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 319 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله، فأراد حمله إلى الرّيّ فلم يقدر فكسرت يداه بالفطّيس.

معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م


3-الأضداد لابن الأنباري (رجل عازم)

74 - ويقال: رجل عازم، وأَمر عازم، أَي معزوم عليه، قال: فإذا عَزَمَ الأَمْرُ. ويقال: ليل أَعمى إِذا كان يُعْمِي الناس، ونهار أَعمى، إِذا لم يبصر النَّاس فيه، قال الشَّاعِر:

«نَهارُهُمُ ظَمْآنُ أَعْمى ولَيْلُهُمُ *** وإن كان بَدْرًا ظُلمةُ ابن جَميرِ»

ابن جَمير: آخر ليلة من الشهر، ويقال: ليل بصير؛ إِذا كان مضيئًا يبصر النَّاس فيه، قال الشَّاعِر:

«بأَعْوَرَ مِنْ نَبْهانَ أَمَّا نَهارُهُ *** فَأَعْمَى وَأَمَّا ليّلُهُ فَبَصيرُ»

وأنشدنا أَبو العباس:

«أَمَّا النَّهارَ فَفي قَيْدٍ وسِلْسلَةٍ *** واللَّيْلَ في قَعْرِ مَنْحوتٍ من السَّاجِ»

فوصف الليل والنهار بصفة الرَّجُل الَّذي يفعل به هذا في الليل والنهار. والراحلة: الفاعلة، والراحلة المرحولة. والحالقة: الفاعلة، والحالقة المحلوقة، قالت خِرْنق:

«نُفَلِّقُ حَوْلَ هادي الوَرْدِ مِنْهُمْ *** رءوسًا بين حالِقةٍ وَوَفْرِ»

أَرادت بين محلوقة. وقالت نائحة هَمَّام بن مُرّة:

«لقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشرَهْ *** أَناشِرَ لا زالت يمينُك آشِرَه»

آشرة، معناه مقطوعة، أَي مأْشورة، من قولهم: أَشَرْت الخشبة، إِذا قطعتَها. ويقال أَيْضًا: وَشَرْتُها ونشرْتُها، ويقال: هو المئشار، والميشار والمنْشار.

الأضداد-أبو بكر، محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فَروة بن قَطَن بن دعامة الأنباري-توفي: 328هـ/940م


4-المعجم الغني (مُصْطَافٌ)

مُصْطَافٌ- الجمع: (مُصْطَافُونَ، مُصْطَافَاتٌ ). [صيف]. "يَقْضِي الْمُصْطَافُونَ نَهَارَهُمْ فِي رَاحَةٍ كَامِلَةٍ": الَّذِينَ يَقْضُونَ فَصْلَ الصَّيْفِ فِي مَكَانِ الاسْتِجْمامِ الصَّيْفِيِّ، الْمَصِيفُ.

الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م


5-لسان العرب (جمر)

جَمَرَ: الجَمْر: النَّارُ الْمُتَّقِدَةُ، وَاحِدَتُهُ جَمْرَةٌ.

فإِذا بَرَدَ فَهُوَ فَحْمٌ.

والمِجْمَرُ والمِجْمَرَةُ: الَّتِي يُوضَعُ فِيهَا الجَمْرُ مَعَ الدُّخْنَةِ وَقَدِ اجْتَمَرَ بِهَا.

وَفِي التَّهْذِيبِ: المِجْمَرُ قَدْ تُؤَنَّثُ، وَهِيَ الَّتِي تُدَخَّنُ بِهَا الثيابُ.

قَالَ الأَزهري: مَنْ أَنثه ذَهَبَ بِهِ إِلى النَّارِ، وَمَنْ ذكَّره عَنَى بِهِ الْمَوْضِعَ؛ وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ: " لَا يَصْطَلي النَّارَ إِلا مِجْمَرًا أَرِجا "أَراد إِلا عُودًا أَرِجًا عَلَى النَّارِ.

وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ومَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ وبَخُورُهُمُ العُودُ الهِنْدِيُّ غَيْرَ مُطَرًّى.

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِجْمَرُ نَفْسُ الْعُودِ.

واسْتَجْمَرَ بالمِجْمَرِ إِذا تَبَخَّرَ بِالْعُودِ.

الْجَوْهَرِيُّ: المِجْمَرَةُ واحدةُ المَجَامِرِ، يُقَالُ: أَجْمَرْتُ النَّارَ مِجْمَرًا إِذا هَيَّأْتَ الجَمْرَ؛ قَالَ: وَيُنْشَدُ هَذَا الْبَيْتُ بِالْوَجْهَيْنِ مُجْمِرًا ومِجْمَرًا وَهُوَ لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ الْهِلَالِيِّ يَصِفُ امرأَة ملازمة للطيب:

لَا تَصْطَلي النَّارَ إلَّا مُجْمِرًا أَرِجًا، ***قدْ كَسَّرَت مِنْ يَلَنْجُوجٍ لَه وَقَصَا

وَالْيَلَنْجُوجُ: الْعُودُ.

والوَقَصُ: كِسَارُ الْعِيدَانِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذا أَجْمَرْتُمْ الْمَيْتَ فَجَمِّرُوه ثَلَاثًا»؛ أَي إِذا بَخَّرْتُمُوهُ بِالطِّيبِ.

وَيُقَالُ: ثَوْبٌ مُجْمَرٌ ومُجَمَّرٌ.

وأَجْمَرْتُ الثوبَ وَجَمَّرْتُه إِذا بَخَّرْتَهُ بِالطِّيبِ، وَالَّذِي يَتَوَلَّى ذَلِكَ مُجْمِرٌ ومُجَمِّرٌ؛ وَمِنْهُ نُعَيْمٌ المُجْمِرُ الَّذِي كَانَ يَلِي إِجْمَارَ مَسْجِدِ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمَجَامِر: جَمْعُ مِجْمَرٍ ومُجْمِرٍ، فَبِالْكَسْرِ هُوَ الَّذِي يُوضَعُ فِيهِ النَّارُ وَالْبَخُورُ، وَبِالضَّمِّ الَّذِي يُتَبَخَّرُ بِهِ وأُعِدَّ لَهُ الجَمْرُ؛ قَالَ: وَهُوَ الْمُرَادُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي ذُكِرَ فِيهِ بَخُورُهم الأَلُوَّةُ، وَهُوَ الْعُودُ.

وَثَوْبٌ مُجَمَّرٌ: مُكَبًّى إِذا دُخِّنَ عَلَيْهِ، والجامِرُ الَّذِي يَلِي ذَلِكَ، مِنْ غَيْرِ فِعْلٍ إِنما هُوَ عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ: " وَرِيحُ يَلَنْجُوجٍ يُذَكِّيهِ جَامِرُهْ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَا تُجَمِّروا» وجَمَّرَ ثَوْبَهُ إِذا بَخَّرَهُ.

والجَمْرَةُ: الْقَبِيلَةُ لَا تَنْضَمُّ إِلى أَحد؛ وَقِيلَ: هِيَ الْقَبِيلَةُ تُقَاتِلُ جماعةَ قَبائلَ، وَقِيلَ: هِيَ الْقَبِيلَةُ يكون فيها ثلثمائة فَارِسٍ أَو نَحْوُهَا.

والجَمْرَةُ: أَلف فَارِسٍ، يُقَالُ: جَمْرَة كالجَمْرَةِ.

وَكُلُّ قُبَيْلٍ انْضَمُّوا فَصَارُوا يَدًا وَاحِدَةً وَلَمْ يُحَالِفوا غَيْرَهُمْ، فَهُمْ جَمْرَةٌ.

اللَّيْثُ: الجَمْرَةُ كُلُّ قَوْمٍ يَصْبِرُونَ لِقِتَالِ مَنْ قَاتَلَهُمْ لَا يُحَالِفُونَ أَحدًا وَلَا يَنْضَمُّونَ إِلى أَحد، تَكُونُ الْقَبِيلَةُ نَفْسُهَا جَمْرَة تَصْبِرُ لِقِرَاعِ الْقَبَائِلِ كَمَا صَبَرَتْ عَبْسٌ لِقَبَائِلِ قَيْسٍ.

وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُمَرَ: أَنه سأَل الحُطَيْئَةَ عَنْ عَبْسٍ وَمُقَاوَمَتِهَا قَبَائِلَ قَيْسٍ فَقَالَ: يَا أَمير الْمُؤْمِنِينَ كُنَّا أَلف فَارِسٍ كأَننا ذَهَبَةٌ حَمْرَاءُ لَا نَسْتَجْمِرُ وَلَا نُحَالِفُ "أَي لَا نسأَل غَيْرَنَا أَن يَجْتَمِعُوا إِلينا لِاسْتِغْنَائِنَا عَنْهُمْ.

والجَمْرَةُ: اجْتِمَاعُ الْقَبِيلَةِ الْوَاحِدَةِ عَلَى مَنْ ناوأَها مِنْ سَائِرِ الْقَبَائِلِ؛ وَمِنْ هَذَا قِيلَ لِمَوَاضِعِ الجِمَارِ الَّتِي تُرْمَى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى مِنْهَا جَمْرَةٌ وَهِيَ ثَلَاثُ جَمَراتٍ.

وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْرٍ: يُقَالُ لعَبْسٍ وضَبَّةَ ونُمير الجَمَرات؛ وأَنشد لأَبي حَيَّةَ النُّمَيري:

لَنَا جَمَراتٌ لَيْسَ فِي الأَرض مِثْلُها؛ ***كِرامٌ، وَقَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ:

نُمَيْرٌ وعبْسٌ يُتَّقَى نَفَيَانُها، ***وضَبَّةُ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كاذِبِ

وجَمَرَات العرب: بَنُو الْحَرْثِ بْنِ كَعْبٍ وَبَنُو نُمير بْنِ عَامِرٍ وَبَنُو عَبْسٍ؛ وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يَقُولُ: هِيَ أَربع جَمَرَاتٍ، وَيَزِيدُ فِيهَا بَنِي ضَبَّةَ بْنَ أُدٍّ، وَكَانَ يَقُولُ: ضَبَّةُ أَشبه بِالْجَمْرَةِ مِنْ بَنِي نُمَيْرٍ، ثُمَّ قَالَ: فَطَفِئتْ مِنْهُمْ جَمْرَتَانِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ، طَفِئتْ بنو الحرث لِمُحَالَفَتِهِمْ نَهْدًا، وَطَفِئَتْ بَنُو عَبْسٍ لِانْتِقَالِهِمْ إِلى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَوْمَ جَبَلَةَ، وَقِيلَ: جَمَراتُ مَعَدٍّ ضَبَّةُ وعبس والحرثُ ويَرْبُوع، سُمُّوا بِذَلِكَ لِجَمْعِهِمْ.

أَبو عُبَيْدَةَ: جَمَرَاتُ الْعَرَبِ ثَلَاثٌ: بَنُو ضَبَّةَ بْنُ أُد وَبَنُو الْحَرَثِ بْنِ كَعْبٍ وَبَنُو نُمَيْرِ بْنِ عَامِرٍ، وَطَفِئَتْ مِنْهُمْ جَمْرَتَانِ: طَفِئَتْ ضَبَّةُ لأَنها حَالَفَتِ الرِّبابَ، وَطَفِئَتْ بَنُو الحرث لأَنها حَالَفَتْ مَذْحِجَ، وَبَقِيَتْ نُمير لَمْ تُطْفَأْ لأَنها لم" تُحالِفْ.

وَيُقَالُ: الْجَمَرَاتُ عَبْسٌ والحرث وَضَبَّةُ، وَهُمْ إِخوة لأُم، وَذَلِكَ أَن امرأَة مِنَ الْيَمَنِ رأَت فِي الْمَنَامِ أَنه يَخْرُجُ مِنْ فَرْجِهَا ثَلَاثُ جَمَرَاتٍ، فَتَزَوَّجَهَا كَعْبُ بْنُ عَبْدِ المَدَانِ فَوَلَدَتْ له الحرث بْنَ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْمَدَانِ وَهُمْ أَشراف الْيَمَنِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَغِيضُ بْنُ رَيْثٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْسًا وَهُمْ فُرْسَان الْعَرَبِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا أُدّ فَوَلَدَتْ لَهُ ضَبَّةَ، فَجَمْرَتَانِ فِي مُضَرَ وَجَمْرَةٌ فِي الْيَمَنِ.

وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ: «لأُلْحِقَنَّ كُلُّ قَوْمٍ بِجَمْرَتهِم»؛ أي بِجَمَاعَتِهِمُ الَّتِي هُمْ مِنْهَا.

وأَجْمَرُوا عَلَى الأَمر وتَجَمَّرُوا: تَجَمَّعُوا عَلَيْهِ وَانْضَمُّوا.

وجَمَّرَهُمُ الأَمر: أَحوجهم إِلى ذَلِكَ.

وجَمَّرَ الشَّيءَ: جَمَعَهُ.

وَفِي حَدِيثِ أَبي إِدريس: «دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ والناسُ أَجْمَرُ مَا كَانُوا»؛ أي أَجمع مَا كَانُوا.

وجَمَّرَتِ المرأَةُ شَعْرَهَا وأَجْمَرَتْهُ: جَمَعَتْهُ وَعَقَدَتْهُ فِي قَفَاهَا وَلَمْ تُرْسِلْهُ.

وَفِي التَّهْذِيبِ: إِذا ضَفَرَتْهُ جَمائِرَ، واحدتُها جَمِيرَةٌ، وَهِيَ الضَّفَائِرُ والضَّمائِرُ والجَمَائِرُ.

وتَجْمِيرُ المرأَة شَعْرَهَا: ضَفْرُه.

والجَميرَةُ: الخُصْلَةُ مِنَ الشَّعْرِ: وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّخَعِيِّ: الضَّافِرُ والمُلَبِّدُ والمُجْمِرُ عَلَيْهِمُ الحَلْقُ "؛ أَي الَّذِي يَضْفِرُ رأْسه وَهُوَ مُحْرِمٌ يَجِبُ عَلَيْهِ حَلْقُهُ، وَرَوَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَجْمَعُ شَعْرَهُ ويَعْقِدُهُ فِي قَفَاهُ.

وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ: «أَجْمَرْتُ رأْسي إِجْمارًا»أَي جَمَعْتُهُ وَضَفَّرْتُهُ؛ يُقَالُ: أَجْمَرَ شعرَه إِذا جَعَلَهُ ذُؤابَةً، والذؤابَةُ: الجَمِيرَةُ لأَنها جُمِّرَتْ؛ أي جُمِعَتْ.

وجَمِيرُ الشَّعَرِ: مَا جُمِّرَ مِنْهُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

كَأَنَّ جَمِيرَ قُصَّتِها، إِذا مَا ***حَمِسْنَا، والوقَايَةُ بالخِناق

والجَمِيرُ: مُجْتَمَعُ الْقَوْمِ.

وجَمَّرَ الجُنْدَ: أَبقاهم فِي ثَغْرِ الْعَدُوِّ وَلَمْ يُقْفِلْهم، وَقَدْ نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ.

وتَجْمِيرُ الجُنْد: أَن يَحْبِسَهُمْ فِي أَرض الْعَدُوِّ وَلَا يُقْفِلَهُمْ مِنَ الثَّغْرِ.

وتَجَمَّرُوا هُمْ أَي تَحَبَّسُوا؛ وَمِنْهُ التَّجْمِيرُ فِي الشَعَرِ.

الأَصمعي وَغَيْرُهُ: جَمَّرَ الأَميرُ الجيشَ إِذا أَطال حَبْسَهُمْ بِالثَّغْرِ وَلَمْ يأْذن لَهُمْ فِي القَفْلِ إِلى أَهليهم، وَهُوَ التَّجْمِيرُ؛ وَرَوَى الرَّبِيعُ أَن الشَّافِعِيَّ أَنشده:

وجَمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرى جُنُودَهُ، ***ومَنَّيْتَنا حَتَّى نَسينَا الأَمَانِيا

وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهُ: «لَا تُجَمِّرُوا الْجَيْشَ فَتَفْتِنُوهم»؛ تَجْمِيرُ الْجَيْشِ: جَمْعُهم في الثُّغور وجَبْسُهم عَنِ الْعَوْدِ إِلى أَهليهم؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" الهُرْمُزانِ: أَن كِسْرى جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ.

وَجَاءَ القومُ جُمارَى وجُمارًا أَي بأَجمعهم؛ حَكَى الأَخيرة ثَعْلَبٌ؛ وَقَالَ: الجَمَارُ الْمُجْتَمِعُونَ؛ وأَنشد بَيْتَ الأَعشى:

فَمَنْ مُبْلِغٌ وائِلًا قَوْمَنَا، ***وأَعْني بِذَلِكَ بَكْرًا جَمارَا؟

الأَصمعي: جَمَّرَ بَنُو فُلَانٍ إِذا اجْتَمَعُوا وَصَارُوا أَلْبًا وَاحِدًا.

وَبَنُو فُلَانٍ جَمْرَةٌ إِذا كَانُوا أَهل مَنَعَةٍ وَشِدَّةٍ.

وتَجَمَّرتِ القبائلُ إِذا تَجَمَّعَتْ؛ وأَنشد: " إِذا الجَمارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ "وخُفٌّ مُجْمِرٌ [مُجْمَرٌ]: صُلْبٌ شَدِيدٌ مُجْتَمِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي نَكَبَتْهُ الْحِجَارَةُ وصَلُبَ.

أَبو عَمْرٍو: حافِرٌ مُجْمِرٌ [مُجْمَرٌ] وقَاحٌ صُلْبٌ.

والمُفِجُّ: المُقَبَّبُ مِنَ الْحَوَافِرِ، وَهُوَ مَحْمُودٌ.

والجَمَراتُ والجِمارُ: الحَصياتُ الَّتِي يُرْمَى بِهَا فِي مَكَّةَ، وَاحِدَتُهَا جَمْرَةٌ.

والمُجَمَّرُ: مَوْضِعُ رَمْيِ الْجِمَارِ هُنَالِكَ؛ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ أَنس الهُذَليُّ:

لأَدْركُهْم شُعْثَ النَّواصي، كَأَنَّهُمْ ***سَوابِقُ حُجَّاجٍ تُوافي المُجَمَّرا

وَسُئِلَ أَبو الْعَبَّاسِ عَنْ الجِمارِ بِمِنًى فَقَالَ: أَصْلُها مَنْ جَمَرْتُه ودَهَرْتُه إِذا نَحَّيْتَهُ.

والجَمْرَةُ: واحدةُ جَمَراتِ الْمَنَاسِكِ وَهِيَ ثَلَاثُ جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ.

والجَمْرَةُ: الْحَصَاةُ.

والتَّجْمِيرُ: رمْيُ الجِمارِ.

وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فَسُمِّيَ جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ، وَقِيلَ: لأَنها مَجْمَعُ الْحَصَى الَّتِي تُرْمَى بِهَا مِنَ الجَمْرَة، وَهِيَ اجْتِمَاعُ الْقَبِيلَةِ عَلَى مَنْ ناوأَها، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِهِ مِنْ قَوْلِهِمْ أَجْمَرَ إِذا أَسرع؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «إِن آدَمَ رَمَى بِمِنًى فأَجْمرَ إِبليسُ بَيْنَ يَدَيْهِ».

والاسْتِجْمارُ: الِاسْتِنْجَاءُ بِالْحِجَارَةِ، كأَنه مِنْهُ.

وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا توضأْتَ فانْثُرْ، وإِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ»؛ أَبو زَيْدٍ: الِاسْتِنْجَاءُ بِالْحِجَارَةِ، وَقِيلَ: هو الاستنجاء، واستجمر واستنجى وَاحِدٌ إِذا تَمَسَّحَ بِالْجِمَارِ، وَهِيَ الأَحجار الصِّغَارُ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ جِمَارُ الْحَجِّ لِلْحَصَى الَّتِي تُرْمَى بِهَا.

وَيُقَالُ لِلْخَارِصِ: قَدْ أَجْمَرَ النخلَ إِذا خَرَصَها.

والجُمَّارُ: مَعْرُوفٌ، شَحْمُ النَّخْلِ، وَاحِدَتُهُ جُمَّارَةٌ.

وجُمَّارَةُ النَّخْلِ: شَحْمَتُهُ الَّتِي فِي قِمَّةِ رأْسه تُقْطَعُ قمَّتُه ثُمَّ تُكْشَطُ عَنْ جُمَّارَةٍ فِي جَوْفِهَا بَيْضَاءَ كأَنها قطعةُ سَنَامٍ ضَخْمَةٌ، وَهِيَ رَخْصَةٌ تُؤْكَلُ بِالْعَسَلِ، والكافورُ يَخْرُجُ مِنَ الجُمَّارَة بَيْنَ مَشَقِّ السَّعَفَتَيْنِ وَهِيَ الكُفُرَّى [الكِفِرَّى]، والجمعُ جمَّارٌ أَيضًا.

والجَامُورُ: كالجُمَّارِ.

وجَمَرَ النَّخْلَةَ: قَطَعَ جُمَّارَها أَو جامُورَها.

وَفِي الْحَدِيثِ: «كأَني أَنظر إِلى سَاقِهِ فِي غَرْزه كأَنها جُمَّارَةٌ»؛ الجُمَّارَةُ: قَلْبُ النَّخْلَةِ وَشَحْمَتُهَا، شَبَّهَ سَاقَهُ بِبَيَاضِهَا،؛ وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: " أَتى بِجُمَّارٍ "؛ هُوَ جمعُ جُمَّارة.

والجَمْرَةُ: الظُّلْمة الشَّدِيدَةُ.

وابنُ جَمِير: الظُّلمة.

وَقِيلَ: لظُلمة لَيْلَةٍ.

فِي الشَّهْرِ.

وابْنَا جَمِيرٍ: الليلتانِ يَسْتَسِرُّ فِيهِمَا القَمَرُ.

وأَجْمَرَتِ الليلةُ: اسْتَسَرَّ فِيهَا الهلالُ.

وابْنُ جَمِيرٍ: هلالُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ: قَالَ كَعْبُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي صِفَةِ ذِئْبٍ:

وإِنْ أَطافَ، وَلَمْ يَظْفَرْ بِطائِلةٍ ***فِي ظُلْمة ابنِ جَمِيرٍ، سَاوَرَ الفُطُمَا

يَقُولُ: إِذا لَمْ يُصِبْ شَاةً ضَخْمَةً أَخذ فَطِيمَةً.

والفُطُمُ: السِّخَالُ الَّتِي فُطِمَتْ، وَاحِدَتُهَا فَطِيمَةٌ.

وَحُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ: ابنُ جُمَيْرٍ، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ، فِي كُلِّ ذَلِكَ.

قَالَ: يُقَالُ جَاءَنَا فَحْمَةَ بْنَ جُمَيْرٍ؛ وأَنشد:

عَنْدَ دَيْجُورِ فَحْمَةِ بْنِ جُمَيْرٍ ***طَرَقَتْنا، واللَّيْلُ دَاجٍ بَهِيمُ

وَقِيلَ: ظُلْمَةُ بْنُ جَميرٍ آخرُ الشَّهْرِ كأَنه سَمَّوْهُ ظُلْمَةً ثُمَّ نَسَبُوهُ إِلى جَمِير، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا جَمَرَ ابْنُ جَمير؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.

وَفِي التَّهْذِيبِ: لا أَفعل ذاك مَا أَجْمَرَ ابْنُ جَمِيرٍ وَمَا أَسْمَرَ ابْنُ سَمِير؛ الْجَوْهَرِيُّ: وَابْنَا جَمِيرٍ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِلِاجْتِمَاعِ كَمَا سُمِّيَا ابْنَيْ سَمِير لأَنه يُسْمَرُ فِيهِمَا.

قَالَ: والجَمِيرُ اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ، وابنُ جَمِيرٍ: اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ؛ وأَنشد لِعَمْرِو بْنِ أَحمر الْبَاهِلِيِّ:

نَهارُهُمُ ظَمْآنُ ضَاحٍ، ولَيْلُهُمْ، ***وإِن كَانَ بَدْرًا، ظُلْمَةُ ابْنِ جَمِيرِ

وَيُرْوَى: نهارُهُمُ ليلٌ بَهِيمٌ ولَيْلُهُمْ "ابْنُ جَمِيرٍ: اللَّيْلَةُ الَّتِي لَا يَطْلُعُ فِيهَا الْقَمَرُ فِي أُولاها وَلَا فِي أُخراها؛ قَالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ: هو آخر ليلةمِنَ الشَّهْرِ؛ وَقَالَ:

وكأَنّي فِي فَحْمَةِ ابنِ جَمِيرٍ ***فِي نِقابِ الأُسَامَةِ السِّرْداحِ

قَالَ: السِّرْدَاحُ الْقَوِيُّ الشَّدِيدُ التَّامُّ.

نِقَابٌ: جِلْدٌ.

والأُسامة: الأَسد.

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: ابْنُ جَمِير الهلالُ.

ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلْقَمَرِ فِي آخِرِ الشَّهْرِ ابْنُ جَمِيرٍ لأَن الشَّمْسَ تَجْمُرُه أَي تُوَارِيهِ.

وأَجْمَرَ الرجلُ والبعيرُ: أَسرع وَعَدَا، وَلَا تَقُلْ أَجمز، بِالزَّايِ؛ قَالَ لَبِيدٍ:

وإِذا حَرَّكْتُ غَرْزي أَجْمَرَتْ، ***أَوْ قِرابي عَدْوَ جَوْنٍ قَدْ أَبَلْ

وأَجْمَرْنا الْخَيْلَ أَي ضَمَّرْناها وَجَمَّعْنَاهَا.

وَبَنُو جَمْرَةَ: حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ.

ابْنُ الْكَلْبِيِّ: الجِمارُ طُهَيَّةُ وبَلْعَدَوِيَّة وَهُوَ مِنْ بَنِي يَرْبُوعَ بْنِ حَنْظَلَةَ.

والجامُور: القَبْرُ.

وجامُورُ السَّفِينَةِ: مَعْرُوفٌ.

والجامُور: الرأْس تَشْبِيهًا بِجَامُورِ السَّفِينَةِ؛ قَالَ كُرَاعٌ: إِنما تُسَمِّيهِ بِذَلِكَ الْعَامَّةُ.

وَفُلَانٌ لَا يَعْرِفُ الجَمْرَةَ مِنَ التَّمْرَةِ.

وَيُقَالُ: كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ سُقُوطِ الجَمْرَةِ.

والمُجَيْمِرُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: اسْمُ جَبَلٍ، وَقَوْلُ ابْنِ الأَنباري:

ورُكوبُ الخَيْلِ تَعْدُو المَرَطَى، ***قَدْ عَلَاها نَجَدٌ فِيهِ اجْمِرار

قَالَ: رَوَاهُ يَعْقُوبُ بِالْحَاءِ، أَي اخْتَلَطَ عَرَقُهَا بِالدَّمِ الَّذِي أَصابها فِي الْحَرْبِ، وَرَوَاهُ أَبو جَعْفَرٍ اجْمِرَارُ، بِالْجِيمِ، لأَنه يَصِفُ تَجَعُّدَ عَرَقِهَا وَتَجَمُّعَهُ.

الأَصمعي: عدَّ فُلَانٌ إِبله جَمارًا إِذا عَدَّهَا ضَرْبَةً وَاحِدَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر:

وظَلَّ رعاؤُها يَلْقَونَ مِنْهَا، ***إِذا عُدَّتْ، نَظَائِر أَو جَمَارَا

وَالنَّظَائِرُ: أَن تُعَدَّ مَثْنَى مَثْنَى، والجَمارُ: أَن تُعَدَّ جَمَاعَةً؛ ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي عَنِ الْمُفَضَّلِ فِي قَوْلِهِ:

أَلم تَرَ أَنَّني لاقَيْتُ، يَومًْا، ***مَعاشِرَ فيهمُ رَجُلًا جَمَارا

فَقِيرَ الليْلِ تَلْقاه غنِيًّا، ***إِذا مَا آنَسَ الليلُ النهارَا

هَذَا مُقَدَّمٌ أُريد بِهِ.

وَفُلَانٌ غَنِيُّ اللَّيْلِ إِذا كَانَتْ لَهُ إِبل سُودٌ تَرْعَى بِاللَّيْلِ.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


6-أساس البلاغة (فتي)

فتي

هذا فتي بيّن الفتوة وهي الحرية والكرم. قال عبد الرحمن بن حسان:

إن الفتى لفتى المكارم والعلى *** ليس الفتى بمغملج الصبيان

وقال آخر:

يا عزّ هل لك في شيخ فتًى أبدًا *** وقد يكون شبابٌ غير فتيان

وتقول العرب: فتًى من صفته كيت وكيت من غير تمييز بين الشيخ والشاب، وهذا فتًى بيّن الفتاء وهو طراءة السنّ. قال:

إذا عاش الفتى مائتين عامًا *** فقد ذهب البشاشة والفتاء

وهذا ثور فتي وهذه بقرة فتية: بيّنا الفتاء. وهما فتاي وفتاتي أي غلامي وجاريتي، وسئل أبو يوسف عمن قال: أنا فتى فلانٍ فقال: هو إقرار منه بالرق. «وقال لفتيته» و «لفتيانه». قال قتادة: لغلمانه. وفتّيت بنت فلان: منعت من الخروج وسترت وهي صغيرة وألحقت بالفتيات، وتفتت هي. وأبرد من شيخ يتفتّى أي يتشبّه بالفتيان. وتقول: هؤلاء فتوٌّ ما فيهم فتوة وهو جمع: فتًى. قال:

وفتوّ هجّروا ثم أروا *** ليلهم حتى إذا انجاب حلوًا

وفلان من أهل الفتوى والفتيا. وتعالوا ففاتونا. وتفاتوا إليه: تحاكموا. قال الطّرمّاح:

هلمّ إلى قضاة الغوث فاسأل *** برهطك والبيان لدى القضاة

أنخ بفناء أشدق من عديّ *** ومن جرمٍ وهم أهل التّفاتي

وقال عمر بن أبي ربيعة:

فبتّ أفاتيها فلا هي ترعوي *** بجود ولا تبدي إباءً فتبخلا

أي أسائلها.

ومن المجاز: «لا أفعل ذلك ماكر الفتيان». قال:

غدا فتيًا دهرٍ وراحا عليهم *** نهار وليل يلحقان التواليا

وهذا كقلوهم: الجديدان. وتقول: بارك الله في فتوتك وفتائك، وأدام مادام الفتيان بركة إفتائك. وأقمت عنده فتًى من نهار أي صدرا منه. قال:

فما لبثوا إلا فتًى من نهارهم *** مماصعةً حتى أبارهم القتل

وشرب فلان بالفتيِّ وهو قدح الشطّار سمّي

لصغره، ويجوز أن يقال في الغمر: هو من الصبيّ الغمر. وأفتى الرجل: شرب به. وتقول: فلان يظل مفتيًا، ويبيت مفتيًا.

أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م


7-مقاييس اللغة (بنو)

(بَنَوَ) الْبَاءُ وَالنُّونُ وَالْوَاوُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهُوَ الشَّيْءُ يَتَوَلَّدُ عَنِ الشَّيْءِ، كَابْنِ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ.

وَأَصْلُ بِنَائِهِ بَنَوَ، وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ بَنَوِيٌّ، وَكَذَلِكَ النِّسْبَةِ إِلَى بِنْتٍ وَإِلَى بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ.

فَأَصْلُ الْكَلِمَةِ مَا ذَكَرْنَاهُ، ثُمَّ تُفَرِّعُ الْعَرَبُ.

فَتُسَمِّي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً بِابْنِ كَذَا، وَأَشْيَاءَ غَيْرِهَا بُنِّيَتْ كَذَا، فَيَقُولُونَ ابْنُ ذُكَاءِ الصُّبْحِ، وَذُكَاءُ الشَّمْسِ، لِأَنَّهَا تَذْكُو كَمَا تَذْكُو النَّارُ.

قَالَ:

وَابْنُ ذُكَاءٍَ كَامِنٌ فِي كَفْرٍ وَابْنُ تُرْنَا.

: اللَّئِيمُ.

قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

فَإِنَّ ابْنَ تُرْنَا إِذَا جِئْتُكُمْ *** يُدَافِعُ عَنِّي قَوْلًا بَرِيحًا

شَدِيدًا مِنْ بَرَّحَ بِهِ.

وَابْنُ ثَأْدَاءَ: ابْنُ الْأَمَةِ.

وَابْنُ الْمَاءِ: طَائِرٌ.

قَالَ:

وَرَدْتُ اعْتِسَافًا وَالثُّرَيَّا كَأَنَّهَا *** عَلَى قِمَّةِ الرَّأْسِ ابْنُ مَاءٍ مُحَلِّقُ

وَابْنُ جَلَا: الصُّبْحُ، قَالَ:

أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا *** مَتَّى أَضَعِ الْعِمَامَةَ يَعْرِفُونِي

وَيُقَالُ لِلَّذِي تَنْزِلُ بِهِ الْمُلِمَّةُ فَيَكْشِفُهَا: ابْنُ مُلِمَّةٍ، وَلِلْحَذِرِ: ابْنُ أَحْذَارٍ.

وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:

بَلِّغْ زِيَادًا وَحَيْنُ الْمَرْءِ يُدْرِكُهُ *** فَلَوْ تَكَيَّسْتَ أَوْ كُنْتَ ابْنَ أَحْذَارِ

وَيُقَالُ لِلَّجَّاجِ: ابْنُ أَقْوَالٍ، وَلِلَّذِي يَتَعَسَّفُ الْمَفَاوِزَ: ابْنُ الْفَلَاةِ، وَلِلْفَقِيرِ الَّذِي لَا مَأْوَى لَهُ غَيْرُ الْأَرْضِ وَتُرَابِهَا: ابْنُ غَبْرَاءَ.

قَالَ طَرَفَةُ:

رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لَا يُنْكِرُونَنِي *** وَلَا أَهْلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الْمُمَدَّدِ

وَلِلْمُسَافِرِ: ابْنُ السَّبِيلِ.

وَابْنُ لَيْلٍ: صَاحِبُ السُّرَى.

وَابْنُ عَمَلٍ: صَاحِبُ الْعَمَلِ الْجَادُّ فِيهِ.

قَالَ الرَّاجِزُ:

يَا سَعْدُ يَاابْنَ عَمَلٍ يَا سَعْدُ.

وَيَقُولُونَ: هُوَ ابْنُ مَدِينَةٍ إِذَا كَانَ عَالِمًا بِهَا، وَابْنُ بَجْدَتِهَا أَيْ عَالِمٌ بِهَا.

وَبِجِدَةُ الْأَمْرِ: دِخْلَتُهُ.

وَيَقُولُونَ لِلْكَرِيمِ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ هُوَ ابْنُ إِحْدَاهَا.

وَيُقَالُ لِلْبَرِيءِ مِنَ الْأَمْرِ هُوَ ابْنُ خَلَاوَةَ، وَلِلْخُبْزِ ابْنُ حَبَّةَ، وَلِلطَّرِيقِ ابْنُ نَعَامَةَ.

وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يُسَمَّوْنَ الرِّجْلَ نَعَامَةً.

قَالَ:

وَابْنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِي.

وَفِي الْمَثَلِ: ابْنُكَ ابْنُ بُوحِكَ أَيِ ابْنُ نَفْسِكَ الَّذِي وَلَدْتَهُ.

وَيُقَالُ لِلَّيْلَةِ الَّتِي يَطْلُعُ فِيهَا الْقَمَرُ: فَحْمَةُ ابْنِ جَمِيرٍ.

وَقَالَ:

نَهَارُهُمُ لَيْلٌ بَهِيمٌ وَلَيْلُهُمْ *** وَإِنْ كَانَ بَدْرًا فَحْمَةُ ابْنِ جَمِيرٍ

يَصِفُ قَوْمًا لُصُوصًا.

وَابْنُ طَابٍ: عِذْقٌ بِالْمَدِينَةِ.

وَسَائِرُ مَا تَرَكْنَا ذِكْرَهُ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَهُوَ مُفَرَّقٌ فِي الْكِتَابِ، فَتَرَكْنَا كَرَاهَةَ التَّطْوِيلِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْأَصْلِ الْمَبْنَاةُ النِّطْعِ.

قَالَ الشَّاعِرُ:

عَلَى ظَهْرِ مَبْنَاةٍ جَدِيدٍ سُيُورُهَا *** يَطُوفُ بِهَا وَسْطَ اللَّطِيمَةِ بَائِعُ

مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


8-صحاح العربية (جمر)

[جمر] الجَمْرُ: جمع جَمْرَةٍ من النار.

والجَمْرَةُ: ألفُ فارس.

يقال جَمْرَةٌ كالجَمْرَةِ.

وكلُّ قبيلٍ انضمُّوا فصاروا يدًا واحدةً ولم يحالِفوا غيرهم فهم جمرة.

قال أبو عبيدة: جمرات العرب ثلاث: بنو ضبة بن أد، وبنو الحارث بن كعب، وبنو نمير بن عامر، فطفئت منهم جمرتان: طفئت ضبة لانها حالفت الرباب، وطفئت بنو الحارث لانها حالفت مذحج؟.

وبقيت نمير لم تطفأ لانها لم تحالف.

ويقال: الجمرات عبس والحارث وضبة، وهم إخوة لام.

وذلك أن أمرة من اليمن رأت

في المنام أن خرج من فرجها ثلاث جمرات، فتزوجها رجل من اليمن فولدت له الحارث بن كعب بن عبد المدان، وهم أشراف اليمن، ثم تزوجها بغيض ابن ريث فولدت له عبسا، وهم فرسان العرب، ثم تزوجها أد فولدت له ضبة فجمرتان في مضر، وجمرة في اليمن.

والجمرة: واحدة جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَراتٍ يُرْمَينَ بالجِمارِ.

والجمرة: الحصاة.

والمِجْمَرَةُ: واحدة المَجامِرِ، وكذلك المِجْمَرُ والمُجْمَرُ.

فبالكسر اسم الشئ الذى يجعل فيه الجَمْرُ، وبالضم الذي هُيِّئَ له الجَمْرُ.

يقال أَجْمَرْتُ مُجْمَرًا.

وينشد هذا البيت بالوجهين: لا تصطلي النار إلا مُجْمَرًا أَرِجًا *** قد كَسَّرَتْ من يلنجوج له وقصا - والجُمَّارُ: شَحْمُ النخل.

وجَمَرْتُ النخلَةَ: قطعت وجمارها.

والتجمير أيضا: رمى الجِمارِ.

وتَجْميرُ الجيش: أن تحبسَهم في أرض العدوّ ولا تُقفِلَهم من الثغر.

وتجمرواهم، أي تَحَبَّسُوا.

ومنه التَجميرُ في الشَعَر.

يقال: جَمَّرَتِ المرأةُ شعرها، إذا جمعته وعَقَدَتْه في قفاها ولم ترسله.

وفى

الحديث: " الضافر واللمبد والمجمر عليهم الحلق ".

وأجمر البعير: أسرع في سيره.

ولا تقل أجمز بالزاى.

قال لبيد: وإذا حركت غرزى أجمرت *** أو قرابى عدو جون قد أبل - وأجمر القوم على الشئ: اجتمعوا عليه.

وهذا جَميرُ القوم، أي مجتمعهم.

وابنا جَميرٍ: الليلُ والنهار، سمِّيا بذلك للاجتماع كما سميا ابنا سَميرٍ لأنَّه يُسمَر فيهما.

وأمَّا ابنُ جَميرٍ فالليلُ المظلم.

قال الشاعر: نهارهُم ظمآنُ ضاحٍ وليلُهمْ *** وإن كانَ بدرًا ظلمة ابن جَميرِ - والاستِجمارُ: الاستنجاء بالأحجار.

وحافرٌ مِجْمَرٌ، أي صلب.

والمجيمر: اسم موضع والمجيمر: جبل.

قال امرؤ القيس:

«كأن ذرى رأس المجيمر غدوة *** من السيل والغثاء فلكة مغزل »

صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


9-منتخب الصحاح (جمر)

الجَمْرُ: جمع جَمْرَةٍ من النار.

والجَمْرَةُ: ألفُ فارس.

يقال جَمْرَةٌ كالجَمْرَةِ.

وكلُّ قبيلٍ انضمُّوا فصاروا يدًا واحدةً ولم يحالِفوا غيرهم فهم جَمْرَةٌ.

والجمرة: واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَراتٍ يُرْمَينَ بالجِمارِ.

والجمرة: الحصاة.

والمِجْمَرَةُ: واحدة المَجامِرِ، وكذلك المِجْمَرُ والمُجْمَرُ.

فبالكسر اسم الشيء الذي يُجعل فيه الجَمْرُ، وبالضم الذي هُيِّئَ له الجَمْرُ.

يقال: أَجْمَرْتُ مُجْمَرًا.

والجُمَّارُ: شَحْمُ النخل.

وجَمَرْتُ النخلَةَ: قطعت جُمَّارَهَا.

والتَجْميرُ أيضًا: رَمْي الجِمارِ.

وتَجْميرُ الجيش: أن تحبسَهم في أرض العدوّ ولا تُقفِلَهم من الثَغْر.

وتَجَمَّرُوا هُمْ، أي تَحَبَّسُوا.

ومنه التَجميرُ في الشَعَر.

يقال: جَمَّرَتِ المرأةُ شعرها، إذا جمعته وعَقَدَتْه في قفاها ولم تُرْسِلْه.

وأَجْمَرَ البعيرُ: أسرع في سَيره.

وأَجْمَرَ القومُ على الشيء: اجتمعوا عليه.

وهذا جَميرُ القوم، أي مجتمعهم.

وابنا جَميرٍ: الليلُ والنهار، سمِّيا بذلك للاجتماع كما سميا ابنا سَميرٍ لأنَّه يُسمَر فيهما.

وأمَّا ابنُ جَميرٍ فالليلُ المظلم.

قال الشاعر:

نهارهُم ظمآنُ ضاحٍ وليلُهمْ *** وإن كانَ بدرًا ظلمة ابن جَميرِ

والاستِجمارُ: الاستنجاء بالأحجار.

وحافرٌ مِجْمَرٌ، أي صلب.

منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com