نتائج البحث عن (وَسِخَةٍ)
1-العربية المعاصرة (بقع)
بقِعَ يَبقَع، بَقَعًا، فهو أَبْقَعُ.* بقِع الجِلدُ ونحوُه: خالطَ لونَه لونٌ آخر.
بقَّعَ يبقِّع، تبقيعًا، فهو مُبقِّع، والمفعول مُبقَّع.
* بقَّع الثَّوبَ ونحوه: جعله ذا بقعٍ، لطَّخه، لوَّثه، وسّخه (بقَّع الصِّبغُ الثّوبَ: لم يَعُمُّه).
تبقَّعَ يتبقَّع، تبقُّعًا، فهو مُتبقِّع.
* تبقَّع الثَّوبُ ونحوه: مُطاوع بقَّعَ: صار ذا بُقَع، تلطَّخ وتلوَّث، كان فيه بُقع لم يُصبْها الصّبْغُ.
أبْقَعُ [مفرد]: جمعه بُقْع وبُقْعان، والمؤنث بَقْعاءُ، والجمع المؤنث بُقْع وبُقْعان:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بقِعَ (*) سنة بقعاءُ: فيها خصب وجدب.
2 - أَبْرص (حصان أبقعُ).
بَقَع [مفرد]: مصدر بقِعَ.
بُقْعَة [مفرد]: جمعه بُقْعات وبُقُعات وبِقاع: قِطْعَة من الأرض متميّزة عمّا حولها (للإسلام أتباع في مختلف بقاع العالم- {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ} [قرآن]) (*) البِقاع المقدَّسة: الأراضي المقدَّسة- فلانٌ حسن البقعة عند الأمير: عالي المكان والمنزلة.
بُقْعَة [مفرد]: جمعه بُقَع: قِطْعَة من اللَّون تخالف ما حولها (بُقْعَة حِبْر/دَم/زيت) (*) انتشر كبقعة الزَّيت: أخذ في الاتِّساع والذِّيوع شيئًا فشيئًا، على غير محسوس لكنّه مستمرّ.
* البُقْعَة العَمْياء: [في الطب] نقطة على شبكيّة العين لا تحسّ بالصُّورة، وتصل الشَّبكيَّة بالعصب البصريّ.
* البُقَع الشَّمسيَّة: [في الفلك] بُقَع على سطح الشَّمس تكون أحيانًا من الكبر بحيث تُرى بالعين المجرَّدة، يُرجَّح أنّها تكون من كتل غازيّة.
تبقُّع [مفرد]:
1 - مصدر تبقَّعَ.
2 - [في الزراعة] مرض يصيب التُّفّاح والكمَّثرى قوامه بقع تظهر عليها وسببه فُطر.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-العربية المعاصرة (دنس)
دنِسَ يَدنَس، دَنَسًا ودَناسةً، فهو دَنِس.* دنِس ثوبُه/دنِس عرضُه/دنِس خُلقُه: اتَّسخ وتلطَّخ بمكروه، أو قبيح أو قذارة (إذا المرءُ لم يَدْنَس من اللُّؤم عرضُه.. فكلّ رداء يرتديه جميلُ).
تدنَّسَ يتدنَّس، تدنُّسًا، فهو مُتَدنِّس.
* تدنَّس الثَّوبُ: اتَّسَخ.
* تدنَّس العِرضُ/تدنَّس الشَّرفُ: تلطّخ بالسّوءِ (تدنَّست أماكنُ العبادة: هُتِكت حرمتُها).
دنَّسَ يُدنِّس، تَدنيسًا، فهو مُدَنِّس، والمفعول مُدَنَّس.
* دنَّس المكانَ: امتهن قدسيته (دنَّس اليهودُ المسجدَ الأقصى).
* دنَّس عرضَه: وَسَّخه، فعل به ما يشينه (ما دنَّس عرضَه إلاّ وضيعٌ- دنّسَه سوءُ خُلِقه).
دَناسة [مفرد]:
1 - مصدر دنِسَ.
2 - انتهاك الحُرُمات.
دَنَس [مفرد]: جمعه أدناس (لغير المصدر):
1 - مصدر دنِسَ.
2 - وسَخ (لباسُه خالٍ من كلّ دَنَس).
دَنِس [مفرد]: جمعه أدناس:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دنِسَ: خليع، فاجر، فاسق.
2 - نَجِسٌ غير طاهر دينيًّا، متَّسخ قذر.
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
3-العربية المعاصرة (غسل)
غسَلَ يَغسِل، غَسْلًا وغُسْلًا وغسيلًا، فهو غاسِل، والمفعول مَغْسول وغَسِيل.* غسَل ثوبَه: نظَّفه بالماء، وأزال وسخَه وجعله نظيفًا (غَسَلَ البقعَ- اعتاد الطِّفلُ أن يغسِل يدَه قبل الطَّعام وبعده- {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [قرآن]).
* غسَل اللهُ ذَنبَه: طهَّره منه (غسَل الله حوبتَه: طهَّره من إثمِه) (*) غَسَل الإهانةَ- غَسَل العارَ: محاه، تخلَّص منه- غسَله بالعصا: ضربه فأوجعه- يغسل الأموالَ: يخفي طبيعة أو مصدر رأسمال غير شرعيّ؛ وذلك بالتحكّم به بواسطة عميل أو وسيط- يغسِل دماغه: يعرِّضه لغسيل المخ- يُغْسَل ويُلْبَس: معالج بحيث يُغسل أو ينظف بسرعة أو سهول ولا يلزمه كيّ؛ أو يلزمه بعض الكيّ، وتلك صفة بعض الملابس والبياضات- يغسل يديه من أمر كذا: يرفض قبولَ مسئوليّته، يتركه.
اغتسلَ/اغتسلَ ب يغتسل، اغتسالًا وغُسلًا، فهو مُغتسِل، والمفعول مُغتَسَل به.
* اغتسل الرَّجُلُ/اغتسل الرَّجُلُ بالماء: غسَل بدنه بالماء، نظَّفه به (يفضِّل أن يغتسل في الصَّباح- اغتسل بالصابون- {وَلاَ جُنُبًا إلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} [قرآن]) (*) اغتسل بالطِّيب: تضمَّخ به.
انغسلَ ينغسل، انغسالًا، فهو منغسِل.
* انغسل الثَّوبُ: مُطاوع غسَلَ: غُسِل، نُظِّف بالماء أو غيره (انغسلتِ البيوتُ بماء المطر).
غسَّلَ يغسِّل، تغسيلًا، فهو مُغسِّل، والمفعول مُغسَّل.
* غسَّل الأعضاءَ: بالغ في غسْلها أو تنظيفها (غسَّل وجهَه بالصَّابون) (*) غسَّل اللهُ حوبَك: طهّرك.
* غسَّل الميِّتَ: غسَل جسمَه بالماء، طهَّره ونقّاه (غسَّل أخاه ثم كفَّنه).
غاسُول [جمع]:
1 - صابون، ما يُغسل به عمومًا.
2 - [في النبات] عُشْب حوليّ من الفصيلة السَّوسبيَّة، ينبت في صحاري مصر.
3 - [في النبات] نبات يُغسل به.
غُسالة [مفرد]: ما يخرج من الشّيء بالغَسْل، أو الماء الذي غُسل به (غُسالة آنية/ملابس).
غَسَّالة [مفرد]: جمعه غسَّالات:
1 - امرأة حرفتها غسْل الثِّياب.
2 - اسم آلة من غسَلَ: آلة تدار بالكهرباء تغسل الثّياب أو الأواني (غسَّالة أطباق- أقام صديقُنا مصنعًا للغسَّالات الكهربائيّة).
غَسْل [مفرد]:
1 - مصدر غسَلَ.
2 - [في الفقه] تعميم البدن بالماء بنيَّة مُعتبرة.
* غَسْل المخّ:
1 - [في السياسة] وسيلة عنيفة للتأثير النفسيّ تلجأ إليها بعضُ الحكومات لحمل الأسرى على إفشاء أسرار معيّنة أو التحوُّل عن الولاء لدولهم.
2 - [في علوم النفس] عمليّة يتعرَّض لها الشّخصُ تجعله يغيِّر أنماطَ سلوكه ومعاييره ويتقبَّل ما يفرضه عليه الآخرون.
* غَسْل عضو من أعضاء الجسم طبِّيًّا: حقنه بحقن مائيَّة متكرِّرة.
* غَسْل الأموال: [في الاقتصاد] غسيل الأموال، تحويل أموال غير مشروعة (ناتجة مثلًا عن تجارة المخدِّرات أو السِّلاح أو الجنس) إلى أموال مشروعة بتحويلها إلى البنوك ودخولها في أرقام دفتريّة يمكن سحبها أو تحويلها عبر القنوات المشروعة لاستثمارها في أعمال اقتصاديّة مسموح بها.
غُسْل [مفرد]:
1 - مصدر اغتسلَ/اغتسلَ ب وغسَلَ (*) حَوْضُ الغُسْل: حوض صغير يصبّ فيه الماءُ من حنفيّة أو أكثر للغُسل أو النَّظافة.
2 - [في الفقه] إفاضة الماء على جميع البدن لإزالة الجنابة (الحدث الأكبر).
غِسْلِين [مفرد]: ما يسيل من جلود أهل النار، كالقيح وغيره {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ. وَلاَ طَعَامٌ إلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ. لاَ يَأْكُلُهُ إلاَّ الْخَاطِئُونَ} [قرآن].
غَسُول [مفرد]: غاسول؛ ما يُغْسَل به كالماء والصَّابون والمعقِّمات السَّائلة (هذا غَسُول جيِّد لعينيك- تستعمل المرأةُ غَسُولًا لشعرها).
غَسيل [مفرد]:
1 - مصدر غسَلَ (*) غسيل مُخّ: محاولة لتغيير مبادئ الإنسان وأفكاره.
2 - صفة ثابتة للمفعول من غسَلَ: مغسول (نشرت الغسيلَ من الثِّياب على الحبل ليجفّ) (*) غسيل الملائكة: حنظلة بن الراهب أحد شهداء أُحد.
3 - ثياب معدَّة للغسل أو للتنظيف (*) نشَر غسيلَه القذر: أظهر أمرًا يجب إخفاؤه، جاهر بسيِّئاته.
* غسيل الكُلى: [في الطب] عمليّة طبِّيَّة لتنقية دم المرضى الذين يعانون فشلًا كُلويًّا.
* صودا الغسِيل: [في الكيمياء والصيدلة] كربونات الصُّوديوم المتحدة مع الماء، تستعمل منظّفًا عامًّا.
* محلّ الغسِيل:
1 - مِغْسلة عموميّة ذَاتيَّة الخدمة.
2 - موضع الغسل في الثوب (البقعة محلّ الغسِيل لم تختفِ).
* غسيل الأموال: [في الاقتصاد] غَسْل الأموال، تحويل أموال غير مشروعة (ناتجة مثلًا عن تجارة المخدِّرات أو السِّلاح أو الجنس) إلى أموال مشروعة بتحويلها إلى البنوك ودخولها في أرقام دفتريّة يمكن سحبها أو تحويلها عبر القنوات المشروعة لاستثمارها في أعمال اقتصاديّة مسموح بها.
مُغتَسَل [مفرد]: جمعه مُغْتَسَلات:
1 - مصدر ميميّ من اغتسلَ/اغتسلَ ب.
2 - اسم مكان من اغتسلَ/اغتسلَ ب.
3 - ماء يغتسل به {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [قرآن].
مُغَسِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من غسَّلَ.
2 - مَن حرفته تغسيل الموتى وتجهيزهم للدفن.
مَغسَل/مَغسِل [مفرد]: جمعه مَغاسِلُ: اسم مكان من غسَلَ: مكان الغَسْل أو الاغتسال.
مَغْسَلة [مفرد]:
1 - اسم مكان من غسَلَ: مكان عام لغسل الملابس أو تنظيفها (أرسل ثيابه المتَّسخة إلى المغسلة).
2 - خشبة يُغَسَّل عليها الميِّت.
3 - حامل لحوض الاغتسال.
4 - إبريق الماء المخصّص للاغتسال.
5 - مكان لغسل أو تنظيف الأيدي.
مِغْسَلة [مفرد]: جمعه مَغاسِلُ: اسم آلة من غسَلَ: غسَّالة، آلة الغَسْل (استعانتِ المرأةُ بالمِغْسلة الكهربائيّة في تنظيف الملابس- مِغْسلة الأواني).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
4-العربية المعاصرة (لاث)
لاثَ/لاثَ في يلُوث، لُثْ، لَوْثًا، فهو لائِث، والمفعول مَلوث.* لاث الشَّخْصُ الثَّوبَ: وسَّخه.
* لاث الشَّخْصُ الكلامَ: تمتم خجلًا، لم يُبَيِّنْه استحياءً.
* لاث الشَّخْصُ العمامةَ على رأسه: لفَّها وعصبها.
* لاث في الأمر: أبطأ فيه (لاث الطالبُ في الإجابة عن السؤال الشفهيّ).
لوِثَ يلوَث، لَوَثًا، فهو ألوثُ.
* لوِث الشَّخْصُ:
1 - حمُق.
2 - مسَّه الجنونُ.
تلوَّثَ يتلوَّث، تلوُّثًا، فهو مُتلوِّث.
* تلوَّثَ الثَّوبُ: مُطاوع لوَّثَ: تلطَّخ، توسَّخ (طعام مكشوف معرَّض للتلوُّث).
* تلوَّث الماءُ/تلوَّث الهواءُ ونحوُه: خالطته موادُّ غريبة ضارّة (تلوَّث الهواءُ بعوادم السَّيّارات).
* تلوَّثتِ الطَّبيعةُ: وُضعت فيها أوساخٌ وقاذورات ونحوها.
لوَّثَ يلوِّث، تلويثًا، فهو مُلوِّث، والمفعول مُلوَّث.
* لوَّث ثيابَه وغيرَها: لطَّخها ووسَّخها (لوَّث سمعتَه- طعامٌ ملوَّث- ماله ملوَّثٌ: مُكتَسَب بطرق غير مشروعة).
* لوَّث الماءَ: كدَّره، أوسخه، أفسده وغيّره.
* لوَّث البيئَةَ: وضع فيها أوساخًا وقاذورات (لوَّثتِ المصانعُ الهواءَ- لوَّث المكانَ بالقاذورات- لوَّث المدينة بدخان معمله).
ألوثُ [مفرد]: جمعه لُوث، والمؤنث لَوْثاءُ، والجمع المؤنث لوثاوات ولُوث: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لوِثَ.
تلوُّث [مفرد]: جمعه تلوّثات (لغير المصدر):
1 - مصدر تلوَّثَ.
2 - فساد القيم والمبادئ الأخلاقيَّة (تلوُّث الأفكار).
3 - [في البيئة والجيولوجيا] فساد الجوّ والبيئة ومياه البحار الناتج عن مجمل الإفرازات الكيميائيّة والذريَّة (تلوّث الأرض من الإشعاع النووي).
لائث [مفرد]: اسم فاعل من لاثَ/لاثَ في.
لَوْث [مفرد]: مصدر لاثَ/لاثَ في.
لَوَث [مفرد]: مصدر لوِثَ.
لَوْثة [مفرد]: جمعه لَوْثات ولَوَثات: اسم مرَّة من لوِثَ: حماقة، جنون (فيه لَوْثة).
لُوثة [مفرد]: جمعه لُوثات: حماقة، مسُّ الجنون (أصابته لُوثَة في عقله).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
5-المعجم الوسيط (السَّكَبَةُ)
[السَّكَبَةُ]: ما يسقطُ من جلدة الرأْسِ كالنُّخَالةِ مِنْ وَسَخه.(والجمع): سَكَبٌ، وسِكابٌ.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
6-المعجم الوسيط (المِجْشَرُ)
[المِجْشَرُ]: حوض لا يُسْتَقَى فيه، لجشَرِهِ، أَي وَسَخِهِ وقَذَرِهِ.(والجمع): مَجَاشِرُ.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
7-المعجم الوسيط (أَدْرَنَ)
[أَدْرَنَ] الثوبُ: وَسِخَ.و- الماشيةُ: رعت الدَّرِينَ، وذلك في الجدب.
و- الحطبُ: يَبِسَ.
و- الثوبَ: وسَّخَه.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
8-المعجم الوسيط (تَلَجَّنَ)
[تَلَجَّنَ] الشيءُ: تلزَّج.و- الرأسُ: غُسِل فلم يُنَقَّ من وسخه.
و- الرأْسُ: اتَّسخ.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
9-المعجم الوسيط (جَرَشَهُ)
[جَرَشَهُ] -ِ جَرْشًا: قَشَرَهُ.و- حكَّهُ.
ويقال: جرَشَ الجِلْدَ: دلكه ليَمْلاسَّ.
وجرشَ رأسَهُ بالمُشط: حكَّه حتى أَثار وسخه.
و- الشيءَ: لم يُنْعمْ دقَّه، فهو مجروشٌ، وجريشٌ.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
10-المعجم الوسيط (دَنَّسَ)
[دَنَّسَ] ثوبَه: وسّخه.ويقال: دَنَّسَ عِرضَه وخُلُقَه: فعل به ما يَشينه.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
11-شمس العلوم (أَدْرَن)
الكلمة: أَدْرَن. الجذر: درن. الوزن: الْإِفْعَال.[أَدْرَن] ثوبَهُ: أي وَسَّخَهُ.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
12-شمس العلوم (التّصْيِيئ)
الكلمة: التّصْيِيئ. الجذر: صيء. الوزن: التَّفْعِيل.[التّصْيِيئ]: صَيَّأ رأسَه، مهموز: إِذا ثوَّر وَسَخَه ولم يُنْقِهِ.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
13-شمس العلوم (الإِيساخ)
الكلمة: الإِيساخ. الجذر: وسخ. الوزن: الْإِفْعَال.[الإِيساخ]: أوسخ ثوبَه: أي وَسَّخَه.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
14-شمس العلوم (التوضير)
الكلمة: التوضير. الجذر: وضر. الوزن: التَّفْعِيل.[التوضير]: وضَّره: إِذا وسَّخه.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
15-معجم متن اللغة (صيأ رأسه)
صيأ رأسه: بلله قليلًا فثور وسخه أو غسله فلم ينقه وبقيت فيه آثار الوسخ.والاسم الصيئة.
و- النخل: ظهرت ألوان بسره.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
16-معجم متن اللغة (أكلعه)
أكلعه: وسخه.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
17-معجم متن اللغة (الكماد)
الكماد: الاسم من كمد القصار الثوب.و- والكمادة: خرقة دسمة وسخة تسخن وتوضع علي موضع الوجع فيستشفي بها من شدة الريح ووجع البطن.
ويصح إطلاق الكمادة علي كيس الكاوتشوك الذي يستشفي بحرارة ما فيه.
جدول: ر ض: 78.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
18-معجم متن اللغة (لجن لجنأ الورق)
لجن – لجنأ الورق: خبطه وخلطه بدقيق وشعير لعلف الإبل، فهو لجين وملجون.و- لجانًا ولجونًا البعير: حر ن.
و- في المشي: ثقل.
والناقة لجون.
و- المشط في رأسه: لم ينفذ فيه من وسخه.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
19-معجم متن اللغة (تلجن)
تلجن: تلزج.و- الرأس: غسل فلم ينق من وسخه (ز): اتسخ حتي تلبد (ز).
و- القوم: لجنوا لإبلهم.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
20-معجم متن اللغة (للزج)
للزج الشيء: صار لزجًا.و- النبات: لدن ومال بعضه علي بعض.
و- الطعام والطيب وغيرهما: صار كلعاب الخطمي.
و- رأسه: غسله فلم ينق وسخه.
و- الرأي: كان كذلك.
و- ت الدابة: تتبعت الكلأ وطلبته: تتبعت الرعي القليل من أوله وفي آخره ما يبقي.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
21-معجم متن اللغة (المحش من الأثواب)
المحش من الأثواب: الذي يمحش البدن بإخلاقه أو وسخه.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
22-معجم متن اللغة (وسخه وأوسخه)
وسخه وأوسخه: أقل تعهده بالماء فدرن واتسخ.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
23-جمهرة اللغة (الصاد في الهمز)
صَأى الفَرْخُ يَصئي صِئِيًَّا، إذا صوّت.وصَيّأ الرجلُ رأسَه تصييئًا، إذا ثوَّر وسخَه.
والصّاءة: المَشِيمة.
وصَئبَ الرجلُ من الماء يصأَب صَأَبًا، وصَئمَ منه، وهو شربه من الماء وغيره من الأشربة.
وتقول: صَبَأ نابُ البعير يصبَأ صُبوءًا، إذا طلع، فهو صابىء كما ترى، والناب حينئذ صَبيء يا هذا.
قال الشاعر:
«كِنازٌ تُطاوي البِيد أو حَدُّ نابـهـا*** صَبيءٌ كخُرطوم الطَّليعة فاطرُ»
شبّه نابه أول ما طلع برأس الشَّعيرة.
وتقول: قد صَدئ السيفُ يصدَأ صَدَأً، والاسم الصَّدَأ، وأما الصُّدأة في الخيل فلا تقال إلاّ بالهاء.
وتقول: صأصأتُ من الرجل صأصأةً، إذا فَرِقْتَ منه.
وتقول: صَئكَ الرجلُ يصأَك صَأَكًا، إذا عرق فهاجت منه رائحة منتنة، وبعض العرب يسميها الزَّهْمَقَة.
وتقول صَؤلَ البعيرُ يَصؤل صآلةً، إذا خبط بيديه ورجليه.
فأما صال يصول فهو من الصِّيال، غير مهموز.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
24-العباب الزاخر (صدأ)
صدأصَدَأُ الحَديدِ: وَسَخُه، وقد صدئ يَصدَأُ صَدَءً. ويَدي من الحَديد صَدئَةٌ: أي سَهِكَةٌ.
وأمّا ما ذُكِرَ عن عُمَرَ "45-أ" -رضي الله عنه-: أنَّه سَأَلَ الأُسقُفَ عن الخُلَفاء، فَحَدَّثَ حتى انتهى إلى ذِكرِ الرابع فقال: صَدَأٌ من حَديدٍ، ويُروى: صَدَعٌ؛ فقال عمر: وادفراه، فقيل: الهَمزَةُ مُبدَلَةٌ من العَين؛ شَبَّهَهُ في خِفَّتِهِ في الحُروب ومُزاوَلَتِه صِعابَ الامور ونُهوضِه فيها حين أفضى إليه بالوَعِلِ في قُلَّةٍ في شَعَفات الجِبال والقُلَل الشاهِقة؛ وجعل الوعل من حديدٍ مُبالغةٌ في وصفه بالبأسِ والنَّجدةِ والصَّبر والشِّدةَّ. ويجوز أن يراد بالصَّدأ: السهك، يعنى دوام لُبْسِ الحديد لاتصال الحروب حتى يَسْهَك. والمراد علي -رضي الله عنه- وما حدث في أيامه من الفتن ومُني به من مقاتلة أهل الصلاة ومُناجَزَة المهاجرين والأنصار ومُلابسة الأمور المُشكلة والخُطوب المُعضلة، ولذلك قال عمر -رضي الله عنه-: وادَفْرَاه، تَضَجُّرا من ذلك واسْتِفْحاشا له.
ويقال: فلان صاغر صدِئٌ: إذا لزمه العار واللُّؤمُ.
وجدْي أصدأ بيِّن الصدأ: إذا كان أسود مُشربًا حُمرة، وقد صَدِئَ، وعَناقٌ صَدْآءُ. والصُّدْءَةُ -بالضم-: اسم ذلك اللون، وهي من شِياتِ المَعْزٍ والخيل، يقال: كُمَيْتٌ أصْدأُ: إذا عَلَتْه كُدرةٌ.
والصُّدْآءُ: على فَعْلاءَ-: رَكيَّةٌ ليس عندهم ماء أعذب من مائها، من الصدأ، ومنه المثل: ماء ولا كًصَدْآءَ، وهذا على قول من همز.
وصَدِئَ الرجل: إذا انتصب فنظر.
وصُدَاءٌ: حي من اليمن منهم زياد بن الحارث الصُّدَائي -رضي الله عنه-، قال زياد: لما كان أول أذان الصُّبح أمرني النبي -صلى الله عليه وسلم- فأذَّنْتُ فَجعلْتُ أقول: أ أُقيمُ يا رسول الله، فجعل ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل فبرز ثم انصرف إليَّ وقد تَلاحق أصحابه فَتَوضّأ؛ فازداد بلال أن يُقيم فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن أخا صُدَاء هو أذَّن؛ ومن أذَّن فهو يقيم، قال: فأقَمْتُ. وقال لبيد -رضي الله عنه-:
«فَصَلَقْنا في مُرَادٍ صَلْقَةً *** وصُدَاءٍ ألْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ»
وفي نوادر أبي مِسحَلٍ: تصدّى له وتصدّع له وتصدّأ له: أي تعرّض له.
العباب الزاخر واللباب الفاخر-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري القرشي الصغاني الحنفي-توفي: 650هـ/1252م
25-العباب الزاخر (صيأ)
صيأالصَّيْئةُ -مثال الصَّيْعَة-: الصّاءَةُ المذكورة الآن.
وصَيَّأْتُ رأسي تَصيْيْئًا: إذا غَسَلْته وثوَّرْت وسَخَه ولم تُنْقِه.
العباب الزاخر واللباب الفاخر-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري القرشي الصغاني الحنفي-توفي: 650هـ/1252م
26-القاموس المحيط (الكمدة)
الكُمْدَةُ، بالضم،والكَمْدُ، بالفتح وبالتحريكِ: تَغَيُّرُ اللَّوْنِ، وذَهابُ صَفائِهِ، والحُزْنُ الشديدُ، ومَرَضُ القلبِ منه.
كَمِدَ، كفَرِحَ، فهو كامِدٌ وكَمِدٌ وكَميدٌ، وأكْمَدَهُ فهو مَكْمُودٌ،
وـ الثَّوْبُ: أخْلَقَ، وامْلاسَّ. وكنَصَرَ: دَقَّ الثَّوْبَ،
والاسْمُ: الكِمادُ، ككِتابٍ، وهي أيضًا: خِرْقَةٌ وَسِخَةٌ تُسَخَّنُ وتُوضَعُ على المَوْجوعِ، يَشْتَفِي بها من الرِّيحِ ووجَع البَطْنِ،
كالكِمادَةِ.
وتَكْميدُ العُضْوِ: تَسْخِينُهُ بها.
والكُمُدَّةُ، كغُلُبَّةٍ: الذَّكَرُ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
27-القاموس المحيط (أف)
أفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ: تَأَفَّفَ من كَرْبٍ أو ضَجَرٍ.وأُفِّ: كَلِمَةُ تَكَرُّهٍ.
وأفَّفَ تأفيفًا،
وتأفَّفَ: قالَها، ولُغاتُها، أربعون: أُفِّ، بالضم، وتُثَلَّثُ الفاءُ، وتُنَوَّنُ، وتُخَفَّفُ فيهما. أُفْ، كطُفْ، أُفّ، مُشَدَّدَةَ الفاءِ، أُفَّى بغيرِ إمالَةٍ، وبالإِمالَة المَحْضَةِ، وبالإِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ، والأَلِفُ في الثلاثَةِ للتأنيثِ، أُفِّي بكسر الفاءِ، أُفُّوهْ أُفُّهْ، بالضم مُثَلَّثَةَ الفاءِ مُشَدَّدَةً، وتُكْسَرُ الهمزةُ، إفْ، كَمِنْ، إفّ مشدَّدةً، إفِ بكسرتَيْنِ مُخَفَّفَةً، إفٍ مُنَوَّنَةً مُخَفَّفَةً ومشدَّدَةً وتُثَلَّثُ، إفُّ بضم الفاءِ مُشَدَّدَةً، إفَّا، كإنَّا، إفَّى بالإِمالَةِ، إفِّي بالكسر وتُفْتَحُ الهمزَةُ، أفْ، كعَنْ، أفِّ مشدَّدَةَ الفاءِ مَكْسورَةً، آفْ مَمْدودَةً، أفٍ آفٍ مُنَوَّنَتَيْنِ.
والأفُّ، بالضم: قُلامَةُ الظُّفُرِ، أو وسَخُه، أو وَسَخُ الأذُنِ، وما رَفَعْتَه من الأرض من عُودٍ أو قَصَبَةٍ، أو الأفُّ: وسَخُ الأُذُنِ، والتَّفُّ: وسَخُ الظُّفُر، أو الأفُّ: معناهُ: القِلَّةُ، والتُّفُّ: إتْباعٌ.
والأفَّةُ، كقُفَّةٍ: الجَبانُ، والمُعْدِمُ المُقِلُّ، والرَّجُلُ القَذِرُ.
والأَفَفُ، مُحركةً: الضَّجَرُ، والشيءُ القَلِيلُ.
واليافُوفُ: الجَبانُ، والمُرُّ من الطَّعامِ، والسَّريعُ، والحَديدُ القَلْبِ،
كالأفُوفِ، كصَبُورٍ، وفَرْخُ الدُّرَّاجِ، والعَيِيُّ الخَوَّارُ.
والإِفُّ والإِفَّانُ، بكسرِهِما ويُفْتَحُ الثانِي،
والأفَفُ، مُحرَّكةً،
والتَّئِفَّةُ، كَتَحِلَّة: الحينُ والأوَانُ.
والأفُوفَةُ، بالضم: المُكْثِرُ من قَوْلِ أُفِّ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
28-القاموس المحيط (الحشن)
الحَشَنُ، محرَّكةً: الوَسَخُ من دَسَمِ اللَّبَن.وأحْشَنَ السِّقاءَ: أكثَر اسْتعمالَه بِحَقْنِ اللَّبَنِ فيه، فأرْوَحَ، ولَزِقَ به وسَخُهُ، فَحَشِنَ، كفَرِحَ.
والحِشْنَةُ، بالكسر: الحِقْدُ.
والمُحاشَنَةُ: السِّبابُ.
والتَّحَشُّنُ: الاكْتِسابُ
والمُحْشَئِنُّ: الغَضْبانُ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
29-المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (لكع)
(لكع) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "يا لَكْعَاءُ أَتَشبَّهِين بالحَرائرِ"وهي لُغَةٌ في لَكَاع: أي يَا وَسِخَة. واللَّكَعُ: الوَسَخ.
ويُحتَمل أن يكون مشتَقًّا من قَولهم: لَكِع لَكاعةً: لَؤُم.
والكَلَعُ: الوَسَخ أيضًا، ويكون علَى هذا مَقلوبًا. ومنه إناءٌ كَلِعٌ: إذا التَبَدَ عليه الوَسَخُ.
ويُقَال: في تَثْنِيَةِ لُكَعِ ولَكَاعِ في الِنّداءِ: يا ذَوَىْ لُكَع، ويَا ذَوَاتي لَكَاع.
المجموع المغيث في غريبي القرآن-محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى-توفي: 581هـ/1185م
30-المعجم العربي لأسماء الملابس (الأطلس)
الأَطْلَس: والطِّلْس: الثوب الخَلَق، ويقال: رجل أطلس الثوب، أي وسخه، وقال ذو الرُّمَّة:«مُقَرَّعٌّ أَطْلَسُ الأطمار ليس له *** إلا الضرَّاءُ وإلا رصيدها نَشَبُ»
وفي الحديث: تأتى رجالًا طُلْسًا؛ أي مغبرَّة الألوان، جمع أطلس، وفي حديث عمر: أن عاملًا وفد عليه أشعث مغبرًّا عليه أطلاس، يعني ثيابًا وسخة، ويقال للثوب الأسود الوسخ أطلس.
أما الأطلس: بمعنى ثوب من حرير منسوج، فلفظ ليس بعربى، والأطلس في الفارسية يعني الحرير. ونوعًا من النسيج يمتاز بلمعان أحد وجهيه، ويُعرف في الإِنجليزية Satin، وفي الفرنسية Atlas التي تدل على حرير لامع ذى وجهين
كالديباج، ومنه أنواع: الكرمسونى، والدابولى، والخُطائى نسبة إلى بلاد الخطا شمال الصين.
المعجم العربي لأسماء الملابس-رجب عبدالجواد إبراهيم-صدر: 1423هـ/2002م
31-موسوعة الفقه الكويتية (تحسين)
تَحْسِينٌالتَّعْرِيفُ:
1- التَّحْسِينُ لُغَةً: التَّزْيِينُ، وَمِثْلُهُ التَّجْمِيلُ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: حَسَّنْتُ الشَّيْءَ تَحْسِينًا: زَيَّنْتُهُ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ الْأَصْفَهَانِيُّ: الْحُسْنُ أَكْثَرُ مَا يُقَالُ فِي تَعَارُفِ الْعَامَّةِ فِي الْمُسْتَحْسَنِ بِالْبَصَرِ، وَأَكْثَرُ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ فِي الْمُسْتَحْسَنِ مِنْ جِهَةِ الْبَصِيرَةِ.
فَأَهْلُ اللُّغَةِ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ «زَيَّنْتُ الشَّيْءَ» وَ «حَسَّنْتُهُ»، وَجَعَلُوا الْجَمِيعَ مَعْنًى وَاحِدًا.
وَالتَّحْسِينُ فِي الِاصْطِلَاحِ لَا يَخْرُجُ عَنْ مَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ.
الْأَلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
أ- التَّجْوِيدُ:
2- التَّجْوِيدُ: مَصْدَرُ جَوَّدَ الشَّيْءَ، بِمَعْنَى جَعَلَهُ جَيِّدًا.
وَفِي الِاصْطِلَاحِ: إِعْطَاءُ الْحُرُوفِ حُقُوقَهَا وَتَرْتِيبَهَا، وَرَدُّ الْحَرْفِ إِلَى مَخْرَجِهِ وَأَصْلِهِ، وَتَلْطِيفُ النُّطْقِ بِهِ عَلَى كَمَالِ هَيْئَتِهِ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا تَعَسُّفٍ وَلَا إِفْرَاطٍ وَلَا تَكَلُّفٍ.
فَالتَّحْسِينُ أَعَمُّ مِنَ التَّجْوِيدِ لِاخْتِصَاصِ التَّجْوِيدِ بِالْقِرَاءَةِ.
ب- التَّحْلِيَةُ:
3- يُقَالُ: تَحَلَّتِ الْمَرْأَةُ: إِذَا لَبِسَتِ الْحُلِيَّ أَوِ اتَّخَذَتْهُ، وَحَلَّيْتُهَا بِالتَّشْدِيدِ تَحْلِيَةً: أَلْبَسْتُهَا الْحُلِيَّ أَوِ اتَّخَذْتُهُ لَهَا لِتَلْبَسَهُ.وَحَلَّيْتُ السَّوِيقَ: جَعَلْتُ فِيهِ شَيْئًا حُلْوًا حَتَّى حَلَا
وَلَا يَخْرُجُ الْمَعْنَى الِاصْطِلَاحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.
وَالتَّحْسِينُ أَعَمُّ مِنَ التَّحْلِيَةِ، فَقَدْ يَحْسُنُ الشَّيْءُ بِغَيْرِ تَحْلِيَتِهِ، كَمَا يَحْسُنُ الطَّعَامُ بِتَمْلِيحِهِ لَا بِتَحْلِيَتِهِ.
ج- التَّقْبِيحُ:
4- التَّقْبِيحُ: جَعْلُ الشَّيْء قَبِيحًا، أَوْ نِسْبَتُهُ إِلَى الْقُبْحِ.وَهُوَ ضِدُّ التَّحْسِينِ.
مَصْدَرُ التَّحْسِينِ وَالتَّقْبِيحِ:
5- التَّحْسِينُ وَالتَّقْبِيحُ يُطْلَقَانِ بِثَلَاثَةِ اعْتِبَارَاتٍ:
الْأَوَّلُ: بِاعْتِبَارِ مُلَاءَمَةِ الطَّبْعِ وَمُنَافَرَتِهِ، كَقَوْلِنَا: رِيحُ الْوَرْدِ حَسَنٌ، وَرِيحُ الْجِيفَةِ قَبِيحٌ.
الثَّانِي: بِاعْتِبَارِهِ صِفَةَ كَمَالٍ أَوْ صِفَةَ نَقْصٍ، كَقَوْلِنَا: الْعِلْمُ حَسَنٌ، وَالْجَهْلُ قَبِيحٌ.
وَهَذَانِ النَّوْعَانِ مَصْدَرُهُمَا: الْعَقْلُ مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ عَلَى الشَّرْعِ، لَا يُعْلَمُ فِي ذَلِكَ خِلَافٌ.
وَالثَّالِثُ: بِاعْتِبَارِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ الشَّرْعِيَّيْنِ، وَهَذَا قَدِ اُخْتُلِفَ فِيهِ: فَذَهَبَ الْأَشَاعِرَةُ إِلَى أَنَّ مَصْدَرَهُ الشَّرْعُ، وَالْعَقْلُ لَا يُحَسِّنُ وَلَا يُقَبِّحُ، وَلَا يُوجِبُ وَلَا يُحَرِّمُ.
وَقَالَ الْمَاتُرِيدِيَّةُ: إِنَّ الْعَقْلَ يُحَسِّنُ وَيُقَبِّحُ، وَرَدُّوا الْحُسْنَ وَالْقُبْحَ الشَّرْعِيَّيْنِ إِلَى الْمُلَاءَمَةِ وَالْمُنَافَرَةِ.
وَذَهَبَ الْمُعْتَزِلَةُ إِلَى أَنَّ الْعَقْلَ يُحَسِّنُ وَيُقَبِّحُ، وَيُوجِبُ وَيُحَرِّمُ، وَفِي ذَلِكَ تَفْصِيلٌ مَحَلُّهُ الْمُلْحَقُ الْأُصُولِيُّ.
التَّحْسِينِيَّاتُ:
6- بَحْثُ مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ مِنْ أَبْحَاثِ أُصُولِ الْفِقْهِ، وَيَذْكُرُ عُلَمَاءُ الْأُصُولِ أَنَّ مَقَاصِدَ الشَّرِيعَةِ لَا تَعْدُو ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ: الْأَوَّلُ: ضَرُورِيَّةٌ، وَالثَّانِي: حَاجِيَّةٌ، وَالثَّالِثُ: تَحْسِينِيَّةٌ.
فَالضَّرُورِيَّةُ: هِيَ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا لِقِيَامِ مَصَالِحِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، بِحَيْثُ إِذَا فُقِدَتْ لَمْ تَجْرِ مَصَالِحُ الدُّنْيَا عَلَى اسْتِقَامَةٍ، بَلْ عَلَى فَسَادٍ وَتَهَارُجٍ وَفَوْتِ حَيَاةٍ، وَفِي الْآخِرَةِ يَكُونُ فَوَاتُ النَّعِيمِ، وَالرُّجُوعُ بِالْخُسْرَانِ الْمُبِينِ.
أَمَّا الْحَاجِيَّةُ: فَهِيَ مَا يُفْتَقَرُ إِلَيْهَا مِنْ حَيْثُ التَّوْسِعَةُ وَرَفْعُ الضِّيقِ الْمُؤَدِّي فِي الْغَالِبِ إِلَى الْحَرَجِ وَالْمَشَقَّةِ اللاَّحِقَةِ بِفَوْتِ الْمَطْلُوبِ، فَإِذَا لَمْ تُرَاعَ دَخَلَ عَلَى الْمُكَلَّفِينَ- عَلَى الْجُمْلَةِ- الْحَرَجُ وَالْمَشَقَّةُ دُونَ اخْتِلَالِ شَيْءٍ مِنَ الضَّرُورِيَّاتِ الْخَمْسَةِ.
وَأَمَّا التَّحْسِينِيَّةُ: فَهِيَ الْأَخْذُ بِمَا يَلِيقُ مِنْ مَحَاسِنِ الْعَادَاتِ، وَيَجْمَعُ ذَلِكَ مَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ، وَالْآدَابُ الشَّرْعِيَّةُ.وَتَفْصِيلُ ذَلِكَ فِي الْمُلْحَقِ الْأُصُولِيِّ.
حُكْمُ التَّحْسِينِ فِي الْفِقْهِ الْإِسْلَامِيِّ:
7- التَّحْسِينُ مَطْلُوبٌ فِي الْجُمْلَةِ إِذَا خَلَصَتْ فِيهِ النِّيَّةُ وَأُرِيدَ بِهِ الْخَيْرُ، وَمَكْرُوهٌ أَوْ مُحَرَّمٌ إِذَا لَمْ تَخْلُصْ فِيهِ النِّيَّةُ أَوْ كَانَ سَبَبًا لِلْوُقُوعِ فِي الْحَرَامِ وَلَمْ يُرَدْ بِهِ الْخَيْرُ.
وَيَخْتَلِفُ حُكْمُهُ بِاعْتِبَارِ مَوْضُوعِهِ.وَإِلَيْكَ بَعْضَ الْأَمْثِلَةِ:
تَحْسِينُ الْهَيْئَةِ:
8- يُنْدَبُ تَحْسِينُ الْهَيْئَةِ الْعَامَّةِ مِنْ غَيْرِ مُبَالَغَةٍ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- يَأْمُرُ بِذَلِكَ، وَمِمَّا قَالَ فِي هَذَا: «أَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ».
وَيُنْدَبُ تَحْسِينُ اللِّحْيَةِ وَالشَّارِبَيْنِ، لِمَا رَوَى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ عَرْضِهَا وَطُولِهَا».وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا الْمَجُوسَ».
9- وَتَحْسِينُ وَجْهِ الْمَرْأَةِ يَكُونُ بِتَنْقِيَتِهِ مِنَ الشَّعْرِ النَّابِتِ فِي غَيْرِ أَمَاكِنِهِ، فَيُسْتَحَبُّ لَهَا إِزَالَتُهُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ.وَإِذَا أَمَرَهَا الزَّوْجُ بِإِزَالَتِهِ وَجَبَ عَلَيْهَا ذَلِكَ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ.فَقَدْ رَوَتِ امْرَأَةُ بْنِ أَبِي الصَّقْرِ: أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ- رضي الله عنها-، فَسَأَلَتْهَا امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ فِي وَجْهِي شَعْرَاتٍ أَفَأَنْتِفُهُنَّ، أَتَزَيَّنُ بِذَلِكَ لِزَوْجِي؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمِيطِي عَنْكِ الْأَذَى، وَتَصَنَّعِي لِزَوْجِكِ كَمَا تَصَنَّعِينَ لِلزِّيَارَةِ، وَإِنْ أَمَرَكِ فَأَطِيعِيهِ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْكِ فَأَبَرِّيهِ، وَلَا تَأْذَنِي فِي بَيْتِهِ لِمَنْ يَكْرَهُ.
وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ: يَجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ إِزَالَةُ الشَّعْرِ الَّذِي فِي إِزَالَتِهِ جَمَالٌ لَهَا، كَشَعْرِ اللِّحْيَةِ إِنْ نَبَتَ لَهَا.
وَيَجِبُ عَلَيْهَا إِبْقَاءُ مَا فِي بَقَائِهِ جَمَالٌ لَهَا، فَيَحْرُمُ عَلَيْهَا حَلْقُ شَعْرِ رَأْسِهَا.
وَمَنَعَ مِنْ ذَلِكَ الْحَنَابِلَةُ، وَرَخَّصُوا بِإِزَالَتِهِ بِالْمُوسَى.
وَمِنْ وُجُوهِ التَّحَسُّنِ لِلْهَيْئَةِ: قَطْعُ الْأَعْضَاءِ الزَّائِدَةِ فِي الْبَدَنِ كَالسِّنِّ الزَّائِدَةِ، وَالْأُصْبُعِ الزَّائِدَةِ، وَالْكَفِّ الزَّائِدَةِ، لِمَا فِيهَا مِنَ التَّشْوِيهِ.
وَيُقَاسُ عَلَى ذَلِكَ سَائِرُ التَّشَوُّهَاتِ فِي الْبَدَنِ، وَيُشْتَرَطُ فِي ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ السَّلَامَةُ هِيَ الْغَالِبَةَ فِي إِزَالَتِهِ.
وَتَحْسِينُ الْأَسْنَانِ: يَكُونُ بِالتَّدَاوِي وَالِاسْتِيَاكِ وَالتَّفْلِيجِ (وَيُرَاجَعُ حُكْمُهُ فِي مُصْطَلَحِ تَفْلِيجٌ)، وَالسِّوَاكُ مُسْتَحَبٌّ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
10- وَيَتَأَكَّدُ تَحْسِينُ الْمَرْأَةِ هَيْئَتَهَا لِلزَّوْجِ، وَتَحْسِينُ الزَّوْجِ هَيْئَتَهُ لِلزَّوْجَةِ.
كَمَا يَتَأَكَّدُ تَحْسِينُ الْهَيْئَةِ لِلْخُرُوجِ إِلَى الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَلِلْأَذَانِ.
تَحْسِينُ اللِّبَاسِ:
11- يُسْتَحَبُّ تَحْسِينُ اللِّبَاسِ بِمَا لَا يَخْرُجُ عَنِ الْعُرْفِ، وَلَا يَخْرُجُ عَنِ السُّنَّةِ، لِمَا رَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ «أَنَّ أَبَاهُ أَتَى النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ أَشْعَثُ سَيِّئُ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: أَمَا لَكَ مَالٌ؟ قَالَ: مِنْ كُلٍّ قَدْ آتَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَنْعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ تُرَى عَلَيْهِ» وَيَكُونُ تَحْسِينُ اللِّبَاسِ بِمَا يَلِي:
أ- أَنْ يَكُونَ نَظِيفًا، فَقَدْ «رَأَى رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- رَجُلًا شَعْثًا فَقَالَ: أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ، ؟ وَرَأَى آخَرَ عَلَيْهِ ثِيَابٌ وَسِخَةٌ فَقَالَ: أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَا يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ؟».
ب- أَنْ لَا يَكُونَ وَاسِعًا سَعَةً تَخْرُجُ عَنْ حَدِّ الِاحْتِيَاجِ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْإِسْرَافِ، فَقَدْ كَرِهَ الْإِمَامُ مَالِكٌ لِلرَّجُلِ سَعَةَ الثَّوْبِ وَطُولَهُ، قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَطَعَ كُمَّ رَجُلٍ إِلَى قَدْرِ أَصَابِعِ كَفِّهِ، ثُمَّ أَعْطَاهُ فَضْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ لَهُ: خُذْ هَذَا وَاجْعَلْهُ فِي حَاجَتِكَ.
ج- أَنْ يَكُونَ مُنَسَّقًا مُرَتَّبًا عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ الْعُرْفُ، لِقَوْلِهِ- صلى الله عليه وسلم-: «أَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ، حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَلَا التَّفَحُّشَ».
وَيَتَأَكَّدُ تَحْسِينُ الثَّوْبِ لِلْخُرُوجِ لِلْجُمَعِ وَالْأَعْيَادِ وَالْجَمَاعَاتِ.
كَمَا يَتَأَكَّدُ تَحْسِينُ الثَّوْبِ لِلْعُلَمَاءِ خَاصَّةً.
تَحْسِينُ الْأَفْنِيَةِ:
12- يُسَنُّ تَحْسِينُ الْأَفْنِيَةِ وَالْبُيُوتِ بِتَنْظِيفِهَا وَتَرْتِيبِهَا، عَمَلًا بِمَا رَوَاهُ عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَّادٌ Cيُحِبُّ الْجُودَ، فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ»..
تَحْسِينُ الْخُرُوجِ إِلَى الْمَسْجِدِ:
13- يَكُونُ تَحْسِينُ الْخُرُوجِ إِلَى الْمَسْجِدِ بِمَا يَلِي:
أ- إِخْلَاصُ النِّيَّةِ لِلْخُرُوجِ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَعَدَمُ خَلْطِهَا بِنِيَّةٍ أُخْرَى كَالتَّمَشِّي وَنَحْوِهِ.
ب- أَنْ يَزِيدَ عَلَى نِيَّةِ الْخُرُوجِ لِأَدَاءِ الْفَرِيضَةِ فِي الْمَسْجِدِ نِيَّةَ الِاعْتِكَافِ فِيهِ.
ج- الْخُرُوجُ إِلَى الْمَسْجِدِ بِغَيْرِ ثِيَابِ الْمِهْنَةِ، لقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.
د- الدُّخُولُ إِلَى الْمَسْجِدِ بِرِجْلِهِ الْيُمْنَى.
تَحْسِينُ اللِّقَاءِ وَالسَّلَامِ وَرَدِّهِ:
14- يُنْدَبُ تَحْسِينُ لِقَاءِ الْمُسْلِمِ، وَتَحْسِينُ السَّلَامِ وَالرَّدِّ عَلَيْهِ، لقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} وَتَحْسِينُ رَدِّ السَّلَامِ يَكُونُ بِقَوْلِ: «وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ».
تَحْسِينُ الصَّوْتِ:
15- تَحْسِينُ الصَّوْتِ هُوَ: التَّرَنُّمُ وَالتَّغَنِّي الَّذِي لَا يُصَاحِبُهُ تَرْدِيدُ الصَّوْتِ بِالْحُرُوفِ، وَلَا تَغْيِيرُ الْكَلِمَاتِ عَنْ وَجْهِهَا، مَعَ الْتِزَامِ قَوَاعِدِ التَّجْوِيدِ.
وَيُنْدَبُ تَحْسِينُ الصَّوْتِ فِي الْقُرْآنِ، وَفِي الْأَذَانِ، لِأَنَّهُ يَجْذِبُ النَّاسَ إِلَيْهِمَا، وَيُحَبِّبُهُمْ بِهِمَا، وَيَشْرَحُ صُدُورَهُمْ لَهُمَا.
أَمَّا التَّطْرِيبُ وَالتَّلْحِينُ وَالتَّغَنِّي- بِمَعْنَى الْغِنَاءِ- وَالْقَصْرُ وَالزِّيَادَةُ بِالتَّمْطِيطِ فَهُوَ مُحَرَّمٌ.
وَقَدِ اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِ أَنْ يَكُونَ الْمُؤَذِّنُ حَسَنَ الصَّوْتِ؛ لِأَنَّ «رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- اخْتَارَ أَبَا مَحْذُورَةَ مُؤَذِّنًا، لِحُسْنِ صَوْتِهِ».
تَحْسِينُ الْمَرْأَةِ صَوْتَهَا بِحَضْرَةِ الْأَجَانِبِ:
16- عَلَى الْمَرْأَةِ إِذَا تَكَلَّمَتْ بِحَضْرَةِ الرِّجَالِ الْأَجَانِبِ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِصَوْتٍ طَبِيعِيٍّ لَيْسَ فِيهِ تَكَلُّفٌ وَلَا تَقْطِيعٌ وَلَا تَلْيِينٌ، لقوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: هَذِهِ آدَابٌ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا نِسَاءَ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- وَنِسَاءَ الْأُمَّةِ تَبَعٌ لَهُنَّ فِي ذَلِكَ.
قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} أَيْ لَا تُلِنَّ الْقَوْلَ، أَمَرَهُنَّ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُنَّ جَزْلًا، وَكَلَامُهُنَّ فَصْلًا، وَلَا يَكُونُ عَلَى وَجْهٍ يُظْهِرُ فِي الْقَلْبِ عَلَاقَةً بِمَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ مِنَ اللِّينِ.
تَحْسِينُ الْمِشْيَةِ:
17- عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَمْشِيَ الْمِشْيَةَ الْمُتَعَارَفَةَ الْمُعْتَادَةَ، أَمَّا الْمِشْيَةُ الْمُصْطَنَعَةُ الْمُلْفِتَةُ لِلْأَنْظَارِ فَمَنْهِيٌّ عَنْهَا، وَمَنْعُهَا فِي حَقِّ النِّسَاءِ آكَدُ مِنْ مَنْعِهَا فِي حَقِّ الرِّجَالِ؛ لِأَنَّ أَمْرَ الْمَرْأَةِ مَبْنِيٌّ عَلَى السَّتْرِ قَالَ تَعَالَى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: مَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ ذَلِكَ فَرَحًا بِحُلِيِّهِنَّ فَهُوَ مَكْرُوهٌ، وَمَنْ فَعَلَ مِنْهُنَّ تَبَرُّجًا وَتَعَرُّضًا لِلرِّجَالِ فَهُوَ حَرَامٌ مَذْمُومٌ.
وَكَذَلِكَ مَنْ ضَرَبَ بِنَعْلِهِ مِنَ الرِّجَالِ، مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَعَجُّبًا حَرُمَ، فَإِنَّ الْعُجْبَ كَبِيرَةٌ، وَإِنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَبَرُّجًا لَمْ يَجُزْ.
وَأَحْسَنُ الْمَشْيِ مَشْيُ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ، وَكَانَ أَسْرَعَ النَّاسِ مِشْيَةً، وَأَحْسَنَهَا وَأَسْكَنَهَا وَهِيَ الْمُرَادَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}.
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: يَعْنِي بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ مِنْ غَيْرِ تَكَبُّرٍ وَلَا تَمَاوُتٍ.
تَحْسِينُ الْخُلُقِ:
18- تَحْسِينُ الْخُلُقِ مَطْلُوبٌ شَرْعًا.قَالَ اللَّهُ Cتَعَالَى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} وَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْمُوجِبَةِ لِحُسْنِ الْخُلُقِ، وَقَدْ وَصَفَ اللَّهُ رَسُولَهُ بِقَوْلِهِ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
وَيَتَنَاسَبُ تَحْسِينُ الْخُلُقِ مَعَ عِظَمِ الْحَقِّ، فَمَنْ كَانَ حَقُّهُ عَلَيْكَ أَكْبَرَ كَانَ تَحْسِينُ الْأَخْلَاقِ مَعَهُ أَوْجَبَ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَفَّفَ لِأَحَدِ وَالِدَيْهِ، لِعَظِيمِ حَقِّهِمَا عَلَى الْوَلَدِ، قَالَ تَعَالَى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.
قَالَ الْبُهُوتِيُّ: يُسْتَحَبُّ لِكُلٍّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ تَحْسِينُ الْخُلُقِ لِصَاحِبِهِ وَالرِّفْقُ بِهِ وَاحْتِمَالُ أَذَاهُ، وَفِي حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ».
تَحْسِينُ الظَّنِّ:
أ- تَحْسِينُ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى:
19- يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يُحْسِنَ الظَّنَّ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَأَكْثَرُ مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِحْسَانًا لِلظَّنِّ بِاللَّهِ عِنْدَ نُزُولِ الْمَصَائِبِ وَعِنْدَ الْمَوْتِ، قَالَ الْحَطَّابُ: نُدِبَ لِلْمُحْتَضَرِ تَحْسِينُ الظَّنِّ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَتَحْسِينُ الظَّنِّ بِاللَّهِ وَإِنْ كَانَ يَتَأَكَّدُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَفِي الْمَرَضِ، إِلاَّ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمُكَلَّفِ أَنْ يَكُونَ دَائِمًا حَسَنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ».
ب- تَحْسِينُ الظَّنِّ بِالْمُسْلِمِينَ:
20- عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُحْسِنَ الظَّنَّ بِالْمُسْلِمِينَ، حَتَّى إِذَا مَا أَخْطَأَ أَحَدُهُمْ عَفَا عَنْهُ وَصَفَحَ وَالْتَمَسَ لَهُ الْعُذْرَ.
وَمَعَ إِحْسَانِهِ الظَّنَّ بِالْمُسْلِمِينَ مَا دَامَ لَهُمْ Cوَجْهٌ، عَلَيْهِ أَنْ يَتَّهِمَ نَفْسَهُ وَلَا يُحْسِنُ الظَّنَّ بِهَا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ أَبْعَدُ عَنِ الْغُرُورِ، وَأَسْلَمُ لِلْقَلْبِ عَنْ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ، قَالَ ابْنُ الْحَاجِّ فِي الْمَدْخَلِ: إِذَا خَرَجَ الْمَرْءُ إِلَى الصَّلَاةِ فَلْيَحْذَرْ أَنْ يَخْطِرَ لَهُ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَيَقَعَ فِي الْبَلِيَّةِ الْعُظْمَى، بَلْ يَخْرُجُ مُحْسِنَ الظَّنِّ بِإِخْوَانِهِ الْمُسْلِمِينَ، مُسِيءَ الظَّنِّ بِنَفْسِهِ، فَيَتَّهِمُ نَفْسَهُ فِي فِعْلِ الْخَيْرِ.
تَحْسِينُ الْخَطِّ:
21- حُسْنُ الْخَطِّ عِصْمَةٌ لِلْقَارِئِ مِنَ الْخَطَأِ فِي قِرَاءَتِهِ، وَكُلَّمَا كَانَ الْكَلَامُ أَكْثَرَ حُرْمَةً كَانَ تَحْسِينُ الْخَطِّ فِيهِ أَلْزَمَ؛ لِأَنَّ الْخَطَأَ فِيهِ أَفْحَشُ، وَعَلَى هَذَا فَتَحْسِينُ الْخَطِّ بِكِتَابَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ أَلْزَمُ شَيْءٍ، ثُمَّ يَتْلُوهُ تَحْسِينُ الْخَطِّ بِكِتَابَةِ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ بِالْآثَارِ الْمَرْوِيَّةِ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، ثُمَّ بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ وَهَكَذَا..
وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ- رضي الله عنهما-: «يَا مُعَاوِيَةُ أَلْقِ الدَّوَاةَ، وَحَرِّفِ الْقَلَمَ، وَانْصِبِ الْبَاءَ، وَفَرِّقِ السِّينَ، وَلَا تُعَوِّرِ الْمِيمَ، وَحَسِّنِ اللَّهَ، وَمُدَّ الرَّحْمَنَ، وَجَوِّدِ الرَّحِيمَ».
تَحْسِينُ الْمَخْطُوبَةِ:
22- لَا تُمْنَعُ الْمَرْأَةُ الْمَخْطُوبَةُ مِنْ تَحْسِينِ هَيْئَتِهَا وَلُبْسِهَا عِنْدَ رُؤْيَةِ الْخَاطِبِ لَهَا مِنْ غَيْرِ سَتْرِ عَيْبٍ وَلَا تَدْلِيسٍ وَلَا سَرَفٍ.
تَحْسِينُ الْمُصْحَفِ:
23- تَحْسِينُ الْمُصْحَفِ مَنْدُوبٌ، وَيَكُونُ ذَلِكَ بِتَحْسِينِ خَطِّهِ، وَتَعْشِيرِهِ، وَكِتَابَةِ أَسْمَاءِ سُوَرِهِ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ وَعَدَدِ آيَاتِهَا، وَتَشْكِيلِهِ وَتَنْقِيطِهِ، وَعَلَامَاتِ وُقُوفِهِ، وَتَجْلِيدِهِ.
وَتَفْصِيلُ ذَلِكَ فِي الْكَلَامِ عَنِ الْمُصْحَفِ..
تَحْسِينُ الذَّبْحِ:
24- اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى نَدْبِ تَحْسِينِ ذَبْحِ الْحَيَوَانِ تَحْسِينًا يُؤَدِّي إِلَى إِرَاحَةِ الْحَيَوَانِ الْمَذْبُوحِ بِقَدْرِ الْمُسْتَطَاعِ، فَاسْتَحَبُّوا أَنْ يُحِدَّ الشَّفْرَةَ قَبْلَ الذَّبْحِ.وَكَرِهُوا الذَّبْحَ بِآلَةٍ كَالَّةٍ، لِمَا فِي الذَّبْحِ بِهَا مِنْ تَعْذِيبٍ لِلْحَيَوَانِ وَلِحَدِيثِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ- رضي الله عنه-: «ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ Cاللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ: إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ».
وَيُنْدَبُ عَدَمُ شَحْذِ السِّكِّينِ أَمَامَ الذَّبِيحَةِ، وَلَا ذَبْحُ وَاحِدَةٍ أَمَامَ أُخْرَى، كَمَا يُنْدَبُ عَرْضُ الْمَاءِ عَلَيْهَا قَبْلَ ذَبْحِهَا.وَأَنْ يَكُونَ الذَّبْحُ فِي الْعُنُقِ لِمَا قَصُرَ عُنُقُهُ، وَفِي اللَّبَّةِ لِمَا طَالَ عُنُقُهُ كَالْإِبِلِ وَالنَّعَامِ وَالْإِوَزِّ لِأَنَّهُ أَسْهَلُ لِخُرُوجِ الرُّوحِ.
وَإِمْرَارُ السِّكِّينِ عَلَى الذَّبِيحَةِ بِرِفْقٍ وَتَحَامُلٍ يَسِيرٍ ذَهَابًا وَإِيَابًا.
وَأَنْ لَا يَكُونَ الذَّبْحُ مِنَ الْقَفَا، وَأَنْ لَا يَقْطَعَ أَعْمَقَ مِنَ الْوَدَجَيْنِ وَالْحُلْقُومِ، وَلَا يَكْسِرُ الْعُنُقَ، وَلَا يَقْطَعُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تَزْهَقَ نَفْسُهَا.
وَكَذَلِكَ يُنْدَبُ تَحْسِينُ الْقَتْلِ فِي الْقِصَاصِ أَوِ الْحَدِّ، لِلْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ.
تَحْسِينُ الْمَبِيعِ:
25- يُعْتَبَرُ تَحْسِينُ الْمَبِيعِ مُبَاحًا مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ سَتْرُ عَيْبٍ، أَوْ تَغْرِيرٌ لِلْمُشْتَرِي، أَوْ تَحْسِينٌ مُؤَقَّتٌ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَزُولَ، فَإِذَا ظَهَرَ الْعَيْبُ الَّذِي أُخْفِيَ بِالتَّحْسِينِ ثَبَتَ لِلْمُشْتَرِي خِيَارُ الْعَيْبِ.
وَتَفْصِيلُ ذَلِكَ فِي (بَيْعٌ، غَرَرٌ، خِيَارُ الْعَيْبِ).
تَحْسِينُ الْمُطَالَبَةِ بِالدَّيْنِ:
26- يُنْدَبُ تَحْسِينُ الْمُطَالَبَةِ بِالدَّيْنِ، وَيَكُونُ تَحْسِينُهَا: بِالسَّمَاحَةِ بِالْمُطَالَبَةِ: لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى».وَأَنْ تَكُونَ الْمُطَالَبَةُ فِي وَقْتٍ يُظَنُّ فِيهِ الْيُسْرُ: فَقَدْ قَدِمَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَلَمَّا أَتَاهُ عَلَاهُ عُمَرُ بِالدِّرَّةِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَبَقَ سَيْلُكَ مَطَرَكَ، إِنْ تُعَاقِبْ نَصْبِرْ، وَإِنْ تَعْفُ نَشْكُرْ، وَإِنْ تَسْتَعْتِبْ نَعْتِبْ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلَى الْمُسْلِمِ إِلاَّ هَذَا، مَا لَكَ تُبْطِئُ بِالْخَرَاجِ؟ قَالَ سَعِيدٌ: أَمَرْتنَا أَنْ لَا نَزِيدَ الْفَلاَّحِينَ عَلَى Cأَرْبَعَةِ دَنَانِيرَ، فَلَسْنَا نَزِيدُهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَلَكِنَّا نُؤَخِّرُهُمْ إِلَى غَلاَّتِهِمْ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا عَزَلْتُكَ مَا حَيِيتُ.
تَحْسِينُ الْمَيِّتِ وَالْكَفَنِ وَالْقَبْرِ:
27- يُنْدَبُ تَحْسِينُ هَيْئَةِ الْمَيِّتِ، فَفِي تَبْيِينِ الْحَقَائِقِ: فَإِذَا مَاتَ شُدَّ لَحْيَاهُ، وَغُمِّضَتْ عَيْنَاهُ؛ لِأَنَّ فِيهِ تَحْسِينَهُ، إِذْ لَوْ تُرِكَ عَلَى حَالِهِ لَبَقِيَ فَظِيعَ الْمَنْظَرِ، ثُمَّ يُغَسَّلُ.
28- وَيُسْتَحَبُّ تَحْسِينُ كَفَنِ الْمَيِّتِ؛ لِأَنَّ الْكَفَنَ لِلْمَيِّتِ بِمَثَابَةِ اللِّبَاسِ لِلْحَيِّ، وَلِمَا رَوَاهُ جَابِرٌ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ».
وَيَكُونُ تَحْسِينُ الْكَفَنِ بِثَلَاثَةِ أُمُورٍ: تَحْسِينُ ذَاتِ الْكَفَنِ، وَتَحْسِينُ صِفَةِ الْكَفَنِ، وَتَحْسِينُ وَضْعِهِ عَلَى الْمَيِّتِ.
أ- أَمَّا تَحْسِينُ ذَاتِ الْكَفَنِ: فَقَدْ صَرَّحَ الْمَالِكِيَّةُ بِأَنَّ الْمَيِّتَ يُكَفَّنُ بِمِثْلِ مَا كَانَ يَلْبَسُهُ فِي الْجُمَعِ وَالْأَعْيَادِ فِي حَيَاتِهِ- وَهُوَ يَلْبَسُ لَهَا أَحْسَن ثِيَابِهِ- وَيُقْضَى بِذَلِكَ عِنْدَ اخْتِلَافِ الْوَرَثَةِ فِيهِ، إِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ.
ب- أَمَّا تَحْسِينُ صِفَةِ الْكَفَنِ: فَإِنَّهُ يُسْتَحَبُّ الْبَيَاضُ فِي الْكَفَنِ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما- مَرْفُوعًا: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا بِهَا مَوْتَاكُمْ» وَالْجَدِيدُ أَفْضَلُ مِنَ الْقَدِيمِ، عَلَى خِلَافٍ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ.
ج- أَمَّا تَحْسِينُ كَيْفِيَّةِ الْكَفَنِ: فَيَتَمَثَّلُ بِأَنْ تُجْعَلَ أَحْسَنُ اللَّفَائِفِ بِحَيْثُ تَظْهَرُ لِلنَّاسِ، فَيَظْهَرُ حُسْنُ الْكَفَنِ.
29- وَيُنْدَبُ تَحْسِينُ الْقَبْرِ، وَيَكُونُ تَحْسِينُهُ بِمَا يَلِي:
أ- حَفْرُهُ لَحْدًا إِنْ أَمْكَنَ، وَبِنَاءُ اللَّحْدِ، وَأَفْضَلُ مَا يُبْنَى بِهِ اللَّحْدُ اللَّبِنُ، ثُمَّ الْأَلْوَاحُ، ثُمَّ الْقِرْمِيدُ، ثُمَّ الْقَصَبُ.
ب- أَنْ يَكُونَ عُمْقُهُ بِقَدْرِ قَامَةٍ- وَهِيَ Cمَا يَقْرُبُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَذْرَاعٍ- وَأَنْ يَكُونَ وَاسِعًا بِحَيْثُ لَا يَضِيقُ بِالْمَيِّتِ.
ج- فَرْشُ أَرْضِهِ بِالرَّمْلِ إِنْ كَانَتِ الْأَرْضُ صَخْرِيَّةً أَوْ كَانَ هُنَاكَ سَبَبٌ آخَرُ لِذَلِكَ.
د- أَنْ يَعْلُوَ عَنِ الْأَرْضِ مِقْدَارَ شِبْرٍ، وَيَكُونَ مُسَطَّحًا أَوْ مُسَنَّمًا عَلَى خِلَافٍ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِيمَا هُوَ الْأَفْضَلُ.
هـ- أَنْ يُعَلَّمَ عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ بِحَجَرٍ.
وَلَيْسَ مِنَ الْمُسْتَحْسَنِ- بَلْ هُوَ مَكْرُوهٌ- تَجْصِيصُ الْقُبُورِ وَتَطْيِينُهَا وَالْبِنَاءُ عَلَيْهَا..
(
موسوعة الفقه الكويتية-وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت-صدرت بدءًا من: 1404هـ/1984م
32-المعجم الغني (أوْسَخَ)
أوْسَخَ- [وسخ]، (فعل: رباعي. متعدٍّ)، أَوْسَخَ، يُوْسِخُ، المصدر: إيسَاخٌ. "أوْسَخَ مَلَابِسَهُ": جَعَلَهَا وَسِخَةً.الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
33-المعجم الغني (اِتَّسَخَ)
اِتَّسَخَ- [وسخ]، (فعل: خماسي. لازم)، اِتَّسَخْتُ، أتَّسِخُ، المصدر: اِتِّسَاخٌ. "اِتَّسَخَتْ مَلَابِسُهُ": صَارَتْ وَسِخَةً، تَوَسَّخَتْ.الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
34-المعجم الغني (اِنْغَسَلَ)
اِنْغَسَلَ- [غسل]، (فعل: خماسي. لازم)، اِنْغَسَلَ، يَنْغَسِلُ، المصدر: اِنْغِسالٌ. "اِنْغَسَلَ الجِسْمُ": زالَ وَسَخُهُ وَتَطَهَّرَ بالماءِ.الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
35-المعجم الغني (تَلَجَّنَ)
تَلَجَّنَ- [لجن]، (فعل: خماسي. لازم)، تَلَجَّنَ، يَتَلَجَّنُ، المصدر: تَلَجُّنٌ.1- "تَلَجَّنَ العَجينُ": صارَ لَزِجًا، تَلَزَّجَ.
2- "تَلَجَّنَ الوَجْهُ": اِتِّسَخَ.
3- "تَلَجَّنَ الرَّأْسُ": غُسِلَ فَلَمْ يُنَظَّفْ مِنْ وَسَخِهِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
36-المعجم الغني (تَلَجُّنٌ)
تَلَجُّنٌ- [لجن]، (مصدر: تَلَجَّنَ):1- "تَلَجُّنُ العَجينِ": تَلَزُّجُهُ.
2- "تَلَجُّنُ الجِسْمِ": اِتِّساخُهُ.
3- "تَلَجُّنُ الرَّأْسِ": غَسْلُهُ مع بَقاءِ بَعْضِ وَسَخِهِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
37-المعجم الغني (جَرَّشَ)
جَرَّشَ- [جرش]، (فعل: رباعي. متعدٍّ، مزيد بحرف)، جَرَّشْتُ، أُجَرِّشُ، جَرِّشْ، المصدر: تَجْرِيشٌ. "جَرَّشَ رَأْسَهُ بِالْمُشْطِ": حَكَّهُ حَتَّى أَسْقَطَ قِشْرَتَهُ، وَسَخَهُ.الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
38-المعجم الغني (جَرَشَ)
جَرَشَ- [جرش]، (فعل: ثلاثي. متعدٍّ، مزيد بحرف)، جَرَشْتُ، أَجْرَشُ، اِجْرَشْ، المصدر: جَرْشٌ.1- "جَرَشَتِ الحَبَّ فِي المِهْرَازِ": طَحَنْتُهُ فُتَاتًا، طَحْنًا غَيْرَ نَاعِمٍ.
2- "جَرَشَ رَأْسَهُ بِالْمُشْطِ": حَكَّهُ حَكًّا شَدِيدًا حَتَّى أَثَارَ قِشْرَتَهُ، وَسَخَهُ.
3- "جَرَشَ الخُضَرَ": قَشَّرَها.
4- "جَرَشَ الجِلْدَ": دَلَكَهُ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
39-المعجم الغني (طَلِيٌّ)
طَلِيٌّ(طَلِيَّةٌ )- [طلي]، (صفة):1- "أَسْنَانٌ طَلِيَّةٌ": وَسِخَةٌ، لَوْنُهَا أَصْفَرُ.
2- "حَيَوَانٌ طَلِيٌّ": مُقَيَّدٌ بِحَبْلٍ وَنَحْوِهِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
40-المعجم الغني (طَهَرَ)
طَهَرَ- [طهر]، (فعل: ثلاثي. متعدٍّ)، طَهَرْتُ، أَطْهَرُ، اِطْهَرْ، المصدر: طَهْرٌ.1- "طَهَرَ الثَّوْبَ": أَزَالَ وَسَخَهُ.
2- "طَهَرَ الشَّيْءَ": أَبْعَدَهُ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
41-المعجم الغني (قَذَعٌ)
قَذَعٌ- [قذع]:1- "رَمَاهُ بِالقَذِعِ": بِفُحْشِ الكَلَامِ.
2- "قَذَعُ الثَّوْبِ": وَسَخُهُ.
3- "أَمْرٌ قَذَعٌ": فَاحِشٌ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
42-المعجم الغني (لَطَخَ)
لَطَخَ- [لطخ]، (فعل: ثلاثي. متعدٍّ، مزيد بحرف)، لَطَخَ، يَلْطَخُ، المصدر: لَطْخٌ.1- "لَطَخَ الدَّفْتَرَ بِالْمِدَادِ": لَوَّثَهُ، وَسَّخَهُ.
2- "لَطَّخَهُ بِشَرٍّ": رَمَاهُ بِهِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
43-المعجم الغني (لَطَّخَ)
لَطَّخَ- [لطخ]، (فعل: رباعي. متعدٍّ، مزيد بحرف)، لَطَّخْتُ، أُلَطِّخُ، المصدر: تَلْطِيخٌ.1- "لَطَّخ الدَّفْتَرَ بِالْمِدَادِ": وَسَّخَهُ.
2- "لَطَّخَ سُمْعَتَهُ": شَانَهَا، حَطَّ مِنْ سُمْعَتِهِ، لَوَّثَهَا.
3- "لَطَّخَ يَدَيْهِ بِالدَّمِ": لَوَّثَهَا، دَنَّسَهَا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
44-المعجم الغني (وَثَلٌ)
وَثَلٌ- [وثل]:1- "وَثَلُ اللِّيفِ": حَبْلُهُ.
2- "وَثَلُ الأَدِيمِ": وَسَخُهُ الَّذِي يُلْقَى مِنْهُ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
45-معجم الرائد (أَدْرَنَ)
أَدْرَنَ إِدْرَانًا:1- أَدْرَنَ الثوب: اتسخ.
2- أَدْرَنَ الثوب: وسخه.
3- أَدْرَنَ الحطب: يبس، جف.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
46-معجم الرائد (انْغَسَلَ)
انْغَسَلَ انْغِسَالًا:1- انْغَسَلَ الشيء: زال وسخه وتطهر بالماء أو غيره.
2- انْغَسَلَ الشيء: سال.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
47-معجم الرائد (تَلَجَّنَ)
تَلَجَّنَ تَلَجُّنًا:1- تَلَجَّنَ الشيء: صار لزجا.
2- تَلَجَّنَ الشيء: اتسخ.
3- تَلَجَّنَ الرأس: غسل فلم ينتزع وسخه.
4- تَلَجَّنَ القوم: خلطوا الورق بطحين أو شعير ودقوه لتعلفه الجمال.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
48-معجم الرائد (دأث)
دأث يدأث دأثا:1- دأث الشيء: ثقل.
2- دأث الشيء: دنس.
3- دأث الشيء: دنسه، وسخه.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
49-معجم الرائد (دَنَّسَ)
دَنَّسَ تَدْنِيسًا:1- دَنَّسَ الثوب أو الشرف أو الخلق: جعله دنسا، لطخه، وسخه.
2- دَنَّسَهُ سوء خلقه: عابه.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
50-معجم الرائد (طفش)
طفش يطفش طفشا: - طفش الشيء: وسخه.الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
51-معجم الرائد (قذر)
قذر يقذر قذرا: - قذرهُ أو الشيء: جعله قذرا، وسخه.الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
52-معجم الرائد (لثى)
لثى:1- مصدر: لثي.
2- ماء يسيل من بعض الشجر كالصمغ.
3- ندى أو ما يشبهه.
4- من اللبن: اللزج.
5- «لثى الثوب»: وسخه.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
53-معجم الرائد (مَرَّثَ)
مَرَّثَ تَمْرِيثًا:1- مَرَّثَ الخبز: فتته.
2- مَرَّثَ الماء: وسخه.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
54-معجم الرائد (وذرة)
وذرة:1- عضد كثيرة «الوذر»، أي اللحم.
2- إمرأة كريهة وسخة.
3- إمرأة غليظة الشفة.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
55-الأفعال المتداولة (أَدْرَنَ)
أَدْرَنَهُ: أَدْرَنَ الزيتُ أو النفط ثوب زيد. (وسّخه)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
56-الأفعال المتداولة (قَذَرَ يَقْذُرُهُ قَذْرًا)
قَذَرَهُ يَقْذُرُهُ ـ قَذْرًا: قَذَرَ الطّفلُ يَدَهُ. (جَعَلَهَا قَذِرَةً:، أي وَسِخَةً)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
57-الأفعال المتداولة (أَوْسَخَ)
أَوْسَخَهُ: أَوْسَخَ الطفلُ ثيابَهُ. (جعلها وسخة)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
58-الأفعال المتداولة (وَسَّخَ)
وَسَّخَهُ: وَسَّخَهُ = أَوْسَخَهُ.الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
59-تاج العروس (صدأ)
[صدأ]: الصُّدْأَةُ، بالضمّ من شِياتِ المَعز والخيل وهي شُقْرَةٌ تَضْرِب إِلى السَّوادِ الغالِب وقد صَدُءَ الفَرَسُ والجَدْي يصْدَأُ ويصْدُؤُ كفَرِح وكَرُمَ الأَوّل هو المشهور والمعروف، والقياس لا يقتضي غيرَه، لأَن أَفعال الأَلوان لا تكاد تخرج عن فَعِلَ كفرح، وعليه اقتصر الجوهري وابنُ سيده وابن القُوطِيَّة، وابنُ القطَّاع مع كثرة جمعه للغرائب، وابنُ طَرِيف، وأَما الثاني فليس بمعروف سماعًا، ولا يقتضيه قِياسٌ، قاله شيخنا.قلت: والذي في لسان العرب أَن الفِعل منه على وجْهَينِ صَدِئَ يَصْدَأُ وأَصْدَأَ يُصْدِئُ أَي كفرِح وأَفْعَلَ ولم يتعرّض له أَحدٌ، بل غَفل عنه شيخُنا مع سَعة اطِّلاعه وهو أَي الفرسُ أَو الجَدْيُ أَصْدَأُ كأَحمرَ وهي أَي الأُنثى صَدْآءُ كحَمراءَ، وصَدِئَة، كذا في المحكم ولسان العرب والصَّدَأُ مهموز مقصورٌ: الطَّبَعُ والدَّنَس يرْكَبانِ الحديدَ، وقد صَدِئَ الحَدِيدُ ونحوه يَصْدأُ صَدَأً وهو أَصْدَأُ: علَاهُ أَي ركِبه الطَّبَعُ بالتحريك وهو الوَسَخُ كالدَّنَس وصَدَأُ الحَديد: وسَخُه، وفي الحديث «إِنّ هذه القُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الحَدِيدُ» وهو أَن يَركَبها الرَّيْنُ بِمُباشرةِ المَعَاصي والآثام، فَيَذْهب بِجَلائِه كما يَعلُو الصَّدَأُ وَجْهَ المِرآة والسَّيْفِ ونَحْوهِما.
وصدِئَ الرجلُ كفرِحَ، إِذا انْتصَب فنظر
ويقال صَدَأَ المرْأةَ كَمَنَع وصدَأَهَا تَصْدِئَةً إِذا جلاها أَي أَزال عنها الصَّدَأَ ليكْتَحِلَ به.
ويقال: كتيبةٌ صدْأَى وجَأْوَاءُ إِذا علَيْها وفي بعض النسخ: عِلْيَتُهَا مثل صدأُ الحديد وفي بعض النسخ: عَلَاها ورجُلٌ صَدَأَ مُحرَّكةً إِذا كان لطيف الجسْمِ
وأَما ما ذُكِر عن عُمرَ رضي الله تعالى عنه أَنه سأَل الأُسْقُفَّ عن الخُلَفاء، فحدَّثه، حتى انتهى إِلى نَعْتِ الرَّابع منهم، فقال: صَدَأٌ من حَدِيدٍ، ويروى صَدَعٌ مِن حَديدٍ، أَرادَ دَوَامَ لُبْسِ الحديدِ لاتّصَال الحُروبِ في أَيَّام عليٍّ رضي الله تعالى عنه، وما مُنِيَ به من مُقاتَلةِ الخَوارِجِ والبُغاةِ، ومُلَابَسه الأُمورِ المُشْكِلة والخُطوب المُعْضِلة، ولذلك قال عُمر رضي الله عنه: وَا ذَفْراهُ تَضَجُّرًا من ذلك واستفحاشًا. ورواه أَبو عبيدٍ غَير مهموز، كأَنَّ الصَّدأَ لغةٌ في الصَّدَع، وهو اللطيفُ الجِسمِ، أَراد أَن عليًّا خفيفُ الجِسم يَخِفُّ إِلى الحُروب ولا يَكْسَل لِشِدَّة بأْسِه وشَجاعته. قال: والصَّدَأُ أَشبهُ بالمعنى، لأَن الصدَأَ له ذَفَرٌ، ولذلك قال عُمَر: وَا ذَفْراه، وهو حدَّةُ رائحةِ الشيءِ خَبِيثًا كان اوْ طَيِّبًا قال الأَزهري: والذي ذَهب إِليه شَمِرٌ مَعناه حَسَنٌ: أَراد أَنه ـ يَعْنِي عَلِيًّا ـ خَفِيفٌ يَخُفُّ إِلى الحرب فلا يَكسل وهو حَدِيدٌ لِشِدَّةِ بَأْسِه وشَجَاعته، قال الله عزّ وجَلَّ {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}.
والصَّدْآءُ كَسلْسَالٍ ويقال الصَّدَّاءُ بالتشديد كَكَتَّانٍ: رَكيَّةٌ قاله المُفضَّل أَو عَيْنٌ، مَا عِندهم أَعْذَبُ منها أَي من مائها ومنه المَثَل الذي روَاه المُنْذِرِيُّ عن أَبي الهيثم مَاءٌ ولا كَصَدَّاءَ بالتشديد والمَدّ، وذكر أَن المثَل لِقَذُورَ بنتِ قيسِ بن خالدٍ الشيبانيِّ، وكانت زَوجةَ لقيطِ بن زُرارة، فتزوّجها بعدَهُ رجلٌ من قومها، فقال لها يومًا: أَنا أَجملُ أَم لقيطٌ؟ فقالت: ماءٌ ولا كَصَدَّاء؛ أَي أَنت جميل ولست مِثلَه، قال المفضَّل: وفيها يقول ضِرارُ بنُ عَمرٍو السعديُّ:
وَإِنّي وَتَهْيَامِي بِزَيْنَبَ كَالَّذِي *** يُحَاوِلُ مِنْ أَحْوَاضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا
قلت: ورَوَى المُبرّد في الكامِل هذه الحكايةَ بأَبسطَ من هذا.
وأَورد شيخُنا على المؤلّف في هذه المادةِ أُمورًا.
منها إِدخال أَل على صَدَّاءَ، وهو عَلَمٌ.
والثاني وزنه بسَلسال، فإِن وزنِه عند أَهلِ الصرْف فنعال كما قاله ابن القطَّاع وغيرُه وصَدَّاء وزنُها فَعْلَاء كحَمْراء، على رأْي مَن يَجعلُها من المهموز، انتهى.
قلت: أَما الأَوَّل فظاهرٌ، وقد تعقّب على الجوهريِّ بمثله في س ل ع. ونصَّ المبرّدُ على مَنْعِه.
وأَما الثاني ففي لسان العرب: قال الأَزهريُّ: ولا أَدْرِي صَدَّاء فَعَّالًا أَو فَعْلَاء فإِن كان فَعَّالًا فهو من صَدَأَ يَصدأُ أَو صَدِئَ يَصْدَأُ، وقال شَمِر: صدأَ الهام يصدأُ إِذا صاح وإِن كان صَدَّاء فَعْلَاء فهو من المُضاعَف، كقولهم: صَمَّاء من الصَّمم.
قلت: وسيأْتي في صدد ما يتعلق بهذا إِن شاءَ الله تعالى.
قال شيخنا: وحكى بعضُهم الضمَّ فيه أَيضًا، وفي شرح الخمر طَاشِيّة بعد ذكرِ القولين: ويُقْصَرُ، اسمُ عَيْنٍ وقيل: بِئْر، ورواية المُبرّد كَحمْرَاء، والأَكثر على التشديد.
قلت: والذي في سِياق عِبارة الكامل التخفيف عن الأَصمعي وأَبي عبيدة، وكذلك سَمِعَا عن العرب، وأَنَّ مَن ثَقَّل فقد أَخطأَ، ثم قال: وفي شرح أَمالي القالي: سُمَّيت به لأَنها تَصُدُّ مَن شَرِب منها عن غيرها، وفي شَرْح نوادِر القالي: ومنهم من يَضُمُّ الصادَ، وأَنشد ابن الأَعرابيّ:
كصَاحِب صَدَّاءَ الذِي ليس رَائِيًا *** كَصَدَّاءَ مَاءً ذَاقَهُ الدَّهْرَ شَارِبُ
ثم قال: وقال ابن يزيد: إِنه لا يَصِل إِليها إِلا بالمُزاحمة، لفَرْطِ حُسْنِها، كالذي يَرِدُ هذا الماءَ فإِنه يُزَاحِم عليه لِفَرْطِ عُذُوبَته، انتهى.
ويقال هو صَاغِرٌ صَدِئ إِذا لَزِمه العارُ واللَّوْمُ ويقال: يدِي من الحديد صَدِئَة أَي سَهِكَة وصُدَاء كَغُرابٍ: حيٌّ باليَمنِ هو صُدَاءُ بنَ حَرْب بن عُلَة بن جَلْد بن مالك بن جَسْر من مَذْحِج منهم زِيَادُ بنُ الحارث ويقال: حارثة، قال البُخاري، والأَوَّلُ أَصحُّ، له وِفادة وصُحبة وحَديثٌ طَويل أَخرجه أَحمد وهو «من أَذَّنَ فَهُو يُقِيمُ» الصُّدَائِيُّ هكذا في النسخ، وفي لسان العرب والنّسبة إِليه صُدَاوِيُّ بمنزلة الرُّهاوِيّ، قال: وهذه المَدَّة وإِن كانت في الأَصل ياءًا أَو واوًا فإِنما تُجْعَل في النَّسبة واوًا، كراهِيَةَ التقاءِ الياءَات، أَلَا تَرَى أَنك تقول رَحًى ورَحَيانِ، فقد علمت أَن أَلف رَحًى ياءٌ، وقالوا في النسبة إِليها رَحَويٌّ لتلك العِلّة.
وفي نوادِر أَبي مِسْحَل يقال: تَصدَّأَ له وتَصَدَّع له وتَصَدَّى له مُعتَلًّا بمعنى تَعَرَّض له، وأَصله، الإِعلال، وإِنما همزوه فَصاحةً كرَثَأَتِ المرأَةُ زَوْجَها وغير ذلك على قول الفرَّاء.
وجَدْيٌ أَصْدَأُ وفرَسٌ أَصْدَأُ بَيِّنُ الصَّدَإِ إِذا كان أَسودَ وهو مُشْرَبٌ بِحُمْرَة وقد صَدِئَ وعَنَاقٌ صَدْآءُ، ويقال: كُمَيْتٌ أَصْدَأَ إِذا عَلَتْه كُدْرَةٌ. وعن الأَصمعيّ في باب أَلوان الإِبل: إِذا خالطَ كُمْتَةَ البعيرِ مِثلُ صَدَإِ الحَدِيدِ فهي الحُوَّةُ، وعن شَمِرٍ: الصَّدْآءُ على فَعْلَاءَ: الأَرضُ التي تَرى حَجَرَها أَصْدَأَ أَحْمَرَ تَضْرِب إِلى السَّواد، لا تَكُون إِلا غَليظةً، ولا تكون مُستوِيةً بالأَرض، وما تحت حِجارةِ الصَّدْآءِ أَرضٌ غليظةٌ، وربّما كانت طِينًا وحجارةً، كذا في لسان العرب.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
60-تاج العروس (صوأ)
[صوأ] الصَّاءَةُ والصَّاءُ والصيأ الماءُ الذي يَكون في السَّلَى أَوْ هو الماءُ الذي يكون عَلَى رأْسِ الوَلَدِ عن الأَصمعي كالصَّآةِ كَقَنَاةٍ، أَو هذه أَي الأَخيرة تَصْحِيفٌ نَشأَ مِن أَبي عُبَيدَة بن المُثَنَّى اللغويِّ، كذا في النسخ، وفي المحكم ولسان العرب: أَبي عبيد، من غير هاء، فليُعْلَم، قال صَآة، فصحَّف، ثم رُدَّ ذلك عليه وقيل له إِنما صَاءَة فَقَبِلَهُ أَبو عبيدة وقال الصَّاءَة على مِثال الساعة لئلا ينساه بعد ذلك، كذا في المحكم وغيره وذكر الجوهريّ هذه الترجمة في ص وأَ، وقال الصاءَة على مثال الساعة: ما يَخرج من رَحِم الشَّاة بعد الوِلادة من القَذَى. وقال في موضع آخرَ: ماء ثخين يخرج مع الولد. يقال: أَلقت الشاةُ صَاءَتَها وَصَيَّأَ رَأْسَه تَصيِيئًا: بَلَّه قَليلًا فَثَوَّرَ وسَخَه أَو غَسَلَه فلم يُنْقِهِ وَبَقِيَتْ آثارُ الوَسَخِ فيه والاسمُ الصِّيئَةُ، بالكسر، وصَيَّأَ النخْلُ إِذا ظَهَرتْ أَلْوَانُ بُسْرِه عن أَبي حنيفة الدينوري.تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
61-تاج العروس (زيت)
[زيت]: الزَّيْتُ: فَرَسُ مُعَاوِيَةَ بنِ سَعْد بن عبْدِ سَعد.والزَّيْتُ: دُهْنٌ معروفٌ، وهو عُصارة الزَّيْتُونِ، قاله ابن سِيدَهْ. وفي الأَساس: هو مُخُّ الزَّيْتُون. والزَّيْتون شَجَرَتُه، واحدَتهُ زَيْتونَةٌ. وقيل: الزَّيْتُون: ثَمَرَتُه، وأُطْلِقَ على الشَّجَرَةِ مَجَازًا، وقيل: هو مُشْتَرَكٌ بينهما، قال ابن منظور: هذا في قولِ مَنْ جعله فَعْلونًا. قال ابن جِنِّي: هو مثالٌ فائتٌ، ومن العَجَب أَنْ يفوتَ الكِتَابَ، وهو في القرآن العزيز، وعلى أَفواه النّاس، قال الله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} قال ابْن عَبّاسٍ هُو تِينُكم هذا، زَيتونُكم هذا.
قال الفرّاءُ: ويُقَال: إِنّهما مسجدانِ بالشّام: أَحدُهما مَسْجِدُ دِمَشْقَ، وثانِيهما المسجدُ الّذِي كلَّم الله تعالى عنده موسى، عليهالسلام، أَو الزَّيْتون: جِبالُ الشَّامِ. قلت: ونَسَبَ شيخُنا هذا القولَ، يعني زيادَة النُّون، إِلى السِّيرافِيّ.
وقيل: هو الظّاهِرُ، وعليه مشى الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، وتَبِعَهُمَا المَجْدُ، وكَفَى بهما قُدْوَةً. وقال بعضُهُمْ بأَنَّ النُّونَ هي الأَصلُ، وأَنَّ الياءَ هي الزائدة بين الفاءِ والعين، وعليه فوَزْنُه فَيْعُولٌ، ومحلُّ ذِكْره حينئذٍ النُّونُ. قال: وفي شرح الكافية: الزَّيْتُون فَيْعُولٌ، لِما حكاه بعضُهم عن العرب من قَوْلِهِمْ: أَرضٌ زَتِنَةٌ. وقال ابنُ عُصْفُور في كتابه المُمْتِع: وأَمّا زَيتون، ففَيْعُولٌ، كقَيْصُوم، وليست النّونُ زائدةً، بدليل قولهم: أَرضٌ زَتِنَةٌ، أَي: فيها زَيتُون، وأَيضًا تُؤَدِّي الزِّيادَةُ إِلى إِثباتِ فَعْلُونَ، وهو بِنَاءٌ لم يَستِقرَّ في كلامهم.
قلت: وأَمّا هذا فقد عَرَفْتَ ما فيه من الاسْتِبْعَاد من كلام ابن منظور.
والزَّيْتُونُ: د، بِالصِّينِ. والزَّيْتُونُ: قرية، بالصَّعِيدِ على غَرْبِيّ النِّيل، وإِلى جنبها قريةٌ أُخْرَى يقال لها: المَيْمُونُ.
والزَّيْتُونُ: اسْمُ جَدِّ أَبي القاسم المُظَفَّرِ بن محمَّد اليَزِيديّ البَغْدَادِيّ، عن أَبي مُسْلم الكَجّيّ.
وعبدُ السّيّد بنُ عَلِيّ بن مُحَمّدِ بنِ الطَّيِّب، أَبو جعفرٍ المتكلم، عُرِفَ بابْن الزَّيْتُونيّ، والِدُ أَبي نَصْرٍ حَنْبَلٍ من أَصحابِ أَبي الوَفَاءِ بن عقيل. انتقل إِلى مذهب الإمام أَبي حنيفةَ، وبرَعَ في الكلام، مات سنة 542. والزَّيْتُونَةُ: موضعٌ ببادِيَة الشّامِ، كان يَنْزِلُه هِشامُ بنُ عبد المَلِك.
وعَيْنُ الزَّيْتُونَة بإِفْريقِيَّةَ وأَحْجَارُ الزَّيْتِ: مَوضعٌ بالمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ، على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاة وأَتمُّ التَّسْليم، وهو خارجُها، به استُشْهِد الإِمامُ محمّدٌ المَهْدِيُّ بنُ عبدِ الله بن الحسن بن الحسن بنِ عليِّ بن أَبي طالِب، في وَقعة مشهورة، ويقال له: قَتِيلُ أَحجاز الزَّيْت.
وقَصْرُ الزَّيْتِ بالبَصْرةِ: صُقْعٌ قَرِيبٌ من كَلّائها. وهؤلاءِ كُلُّهنَّ مَواضعُ. ويُقَال لِلّذي يَبِيعُ الزَّيْتَ: زَيّاتٌ ولِلَّذي يَعتصرُه: زَيّاتٌ.
واشتَهرَ به أَبو صالِحٍ ذَكْوَانٌ السَّمَّان كذا يَقولُه أَهلُ العِراق، وأَهلُ المدينة، وأَهلُ مَكَّةَ يقولونه الزَّيّات، لأَنه كان يَبِيعُه، عن أَبي هُرَيْرَةَ، وعنه ابنُه سُهَيْل. وحَمْزَةُ بن حَبِيبٍ الزَّيات صاحب القِراءَة، عن الأَعمش.
وقال أَبو حنيفةَ: الزَّيْتُون من العِضَاه، قال الأَصمعيّ: حدَّثني عبدُ الملك بن صالح بن عَليّ، قال: تَبْقَى الزَّيْتُونَةُ ثلاثينَ أَلفَ سنةٍ. قال: وكُلُّ زَيْتُونَةٍ بِفِلَسْطِينَ من غَرْسِ أُمَمٍ قبلَ الرُّوم يقال لهم اليُونانِيُّون.
وزِتُّ الثَّرِيدَ والطَّعَامَ، أَزِيتُهُ، زَيْتًا: جَعَلْتُ فيه الزَّيْتَ، أَو عَمِلْتُه بالزَّيْت، فَهُوَ مَزِيتٌ، على النَّقْصِ، وَمَزْيُوتٌ، على التَّمَام. قال الفَرَزْدَقُ في النَّقُص يَهجو ذا الأَهْدام:
جاؤُوا بِعِيرٍ لم تَكُنْ يَمَنِيَّةً *** ولا حِنْطةَ الشَّأْمِ المَزِيتِ خَمِيرُهَا
كذا في الصّحاح، وهكذا أَنشده أَبو عليّ: والرِّوايةُ:
أَتَتْهُم بعِيرٍ لم تَكُنْ هَجَرِيَّةً
وقبلَهُ:
ولَمْ أَرَ سَوَّاقِينَ غُبْرًا كسَاقَةٍ *** يَسُوقُونَ أَعْدالًا يُدِلُّ بَعِيرُها
وعن اللِّحْيَانِّي: زِتُّ الخُبْزَ والفَتُوتَ: لَتَتُّهُ بِزَيْت.
وازْداتَ فُلانٌ: إِذا ادَّهَنَ بِهِ، وهو مُزْدَاتٌ، وتصغيرُهُ بتمامهِ: مُزَيْتِيتٌ. وفي السان يُقَالُ: زِتُّ رَأْسِي ورأْسَ فُلانٍ: دَهَنْتُه به.
وازَّتُّ به: ادَّهَنْت.
وزَاتَهُمْ: أَطْعَمَهُم إِيّاهُ هذه روايةٌ عن اللِّحْيَانيّ، وعبارةُ الصِّحاح وزِتُّ القَوْمَ: جعلتُ أُدْمَهُمُ الزَّيْتَ، انتهى.
وزَيَّتُّهُمْ: إِذا زَوَّدْتُهُمُ الزَّيْتَ.
وأَزاتُوا: كَثُرَ عِنْدَهُمُ الزَّيْتُ، عن اللِّحْيَانيّ أَيضًا. قال: وكذلك كلّ شيْءٍ من هذا إِذا أَردتَ أَطْعَمْتَهم أَو وَهَبْتَ لهم، قُلْتَهُ: فَعَلْتُهُم، وإِذا أَرَدْتَ أَنّ ذلك قد كَثُر عندَهُم، قلت: قد أَفْعَلُوا.
واسْتَزَاتَ: طَلَبَهُ.
وفي اللِّسان، والصِّحاح: جاؤوا يَسْتَزِيتُونَ: أَي يَستوهِبُونَ الزَّيْتَ.
والزَّيْتِيَّةُ: فَرَسُ لَبِيدِ بْنِ عَمْرٍو الغَسَّانِيّ، قال الصّاغَانيّ: سُمِّيَت بذلك، لأَنَّها عَرِقَتْ، فأَنكَرَها ابْنُ عَمْرٍو لِلَوْنِها عندَ العَرَقِ.
وفي الأَساس: جاءَ فلانٌ في ثِيَابِ زَيّاتٍ: أَي في ثِيَابٍ وَسِخَةٍ.
وطُورُ زِيتَا: الّذِي وقع عليه الوَحْيُ، وقد أَشار له الفَرّاءُ في كلامه، وسيأْتي في: «طور» إِن شاء الله. وكَفْرُ الزَّيّات: قَرْيَةٌ بمصْرَ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
62-تاج العروس (لزج)
[لزج]: لَزِجَ الشَّيْءُ كفَرحَ: تَمَطَّطَ وتَمَدَّدَ، ابن سيده: لَزِجَ الشيْءُ لَزَجًا ولُزُوجةً وتَلزَّجَ عليه.وشَيْءٌ لَزِجٌ بَيِّنُ اللُّزْوجة: مُتَلزِّجٌ. يقال بَلْغَمٌ لَزِجٌ، وزَبيبٌ لَزِجٌ.
ولَزِجَ به: غَرِيَ.
ويقال: أَكلْتُ لَبَنًا فَلزِجَ بأَصابعي أَي عَلِقَ؛ هذه عبارة الأَساس. ونصّ عبارة الّلسان. وأَكلْت شيئًا لَزِجَ بإِصبَعي يَلْزَجُ؛ أَي عَلِقَ. وزَبيبةٌ لَزِجَةٌ.
ودَقَقْتُ الوَرَقَ حتّى تَلزَّجَ. وتَلزَّجَ النَّباتُ: إِذا تَلَجَّنَ، ويأْتي له في النُّون: وتَلَجَّنَ النَّباتُ: تَلزَّجَ. قلت: وذلك إِذا كان لَدْنًا فَمالَ بعْضُه على بعْضٍ. قال رُؤبةُ يَصِفُ حِمارًا وأَتانًا.
وفَرَغَا من رَعْيِ ما تَلَزَّجَا
قال الجوهريّ: لأَنّ النّبات إِذا أَخَذَ في اليُبْس غَلُظَ مَاؤُه فصارَ كلُعاب الخِطْميّ. والذي في المحكم وغيره: ويقال للطّعام أَو الطِّيب إِذا صار كالخِطْميّ: قد تَلَزَّجَ. وتَلَزَّجَ الرّأْسُ: إِذا غَدَا غَيرَ نَقِيٍّ عن الوَسَخ، وذلك إِذا غَسَلَه فلم يُنْقِ وَسَخَه؛ عن يَعقوب.
ومن زياداته: رَجُلٌ لَزْجَةٌ، بفتح فسكون، ولَزِجَةٌ كفَرِحَة ولَزِيجَةٌ: مُلازِمٌ مكانَه لا يَبْرَحُ.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
التَّلزُّجُ: تَتَبُّعُ الدَّابَّةِ البُقُولَ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
63-تاج العروس (كمد)
[كمد]: الكُمْدَةُ، بالضمّ والكَمْدُ، بالفتح، والكَمَدُ بالتَّحْرِيك: تَغَيُّرُ اللَّوْنِ وذَهَابُ صَفَائه وبقاءُ أَثَرِه، وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها: «كانَتْ إِحْدَانَا تَأْخُذُ الماءَ بيَدهَا فتَصُبُّ على رأْسِها بِإِحدَى يَدَيْهَا فتُكْمِدُ شِقَّها الأَيْمَن».والكَمَدُ، مُحَرَّكَةً: الحُزْنُ الشديدُ لا يُستطاعُ إِمْضَاؤُه.
وفي الصحاح والأَساس: الحُزْن المَكْتوم، وفي المحكم: هو أَشدُّ الحُزْنِ. والكَمَدُ: مَرَضُ القَلْب مِنْهُ أَي من الحُزْن الشديد، كَمِدَ، كفَرِحَ، كَمَدًا فهو كامِدٌ وكَمِدٌ عابِسٌ مَهْمُوم، وزاد ابن سِيدَه: كَمِيدٌ.
وأَكْمَدَه الحُزْنُ: غَمَّهُ فهو مَكْمودٌ، نادِرٌ، وشيْءٌ أَكْمَدُ اللونِ.
وفي الأَساس: كَمِدَ الثَّوْبُ أَخْلَقَ وامْلَاسَّ فتغيَّرَ لَوْنُه.
وكَمَدَ القَصَّارُ، كنَصَرَ، كَمْدًا وكُمُودًا: دَقَّ الثَّوْبَ، والاسم الكِمَادُ، ككِتَاب، وهي أَي الكِمَادُ أَيضًا خِرْقَةٌ وَسِخَةٌ دَسِمَةٌ تُسَخَّنُ وتُوضَعُ على المَوْجُوعِ؛ أَي عَلَى مَوْضِع وَجَعِه يَشْتَفِي بها؛ أَي بتلك الخِرْقةِ من شِدّةِ الرِّيح ووَجَعِ البَطْن، وقد أَكمَدَه فهو مَكمودٌ، نادِر، هذا محلّه، واسْتَعْمله المُصنّف بمعنى المَهْمُوم، كما سبق كالكِمَادَةِ، بزيادة الهاءِ، وتَكْمِيدُ العُضْوِ: تَسْخِينُه بها؛ أَي بالكِمَادَةِ ونحْوِها، يقال كَمَّدْتُ فُلانًا إِذا وَجعَ بعضُ أَعضائِه فسَخَّنْتَ له ثَوْبًا أَو غَيْرَه وتابَعْتَ على مَوْضِع الوَجَع فيَجِد له راحَةً.
وفي حديثِ جُبَيْرٍ بن مُطْعِم «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عادَ سَعيدَ بن العاصِ فكَمَّدَه بِخرْقَةٍ» وفي الحديث: «الكِمَادُ أَحَبُّ إِليَّ مِن الكَيِّ» وقال شَمِرٌ. الكِمَادُ: أَن تُؤْخَذَ خِرْقَةٌ فَتُحْمَى بالنّارِ وتُوضَع على مَوْضِع الوَرَمِ، وهو كَيٌّ من غيرِ إِحْرَاقٍ.
والكُمُدَّةُ كغُلُبَّةٍ: الذَّكَرُ.
وَذَكَرٌ كُمُدٌّ: غَليظ.
وأَكْمَدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثَّوْبَ، إِذا لم يُنَقِّهِ، كذا في اللسان والأَساس.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
64-تاج العروس (جشر)
[جشر]: الجَشْرُ: إِخراجُ الدَّوَابِّ للرَّعْيِ، وقد جَشَرَهَا يَجْشُرُهَا جَشْرًا، كالتَّجْشِير.والجَشْرُ: أَن تَنْزُوَ خَيْلُكَ: وفي اللسان: أَن تَخْرُجَ بخَيْلِكَ فتَرعَاهَا أَمامَ بَيتِك.
والجَشْر: التَّرْكُ والإِرسالُ، والتَّبَاعُد، كالتَّجْشِير. وفي حديث أَبي الدَّرْدَاءِ: «مَن تَرَكَ القرآنَ شَهْرَيْنِ فلم يَقرأْه فقد جَشَرَه». والجَشَر، بالتَّحْرِيك: المالُ الذي يَرْعى في مكانه، لا يَرْجِعُ إِلى أَهْلِه باللَّيْل. مالٌ جَشَرٌ: لَا يَأْوِي إِلى أَهله، قاله الأَصمعيُّ. وكذلك القَومُ يَبيتُون مع الإِبل في المَرْعَى، لا يَأْوُون بُيُوتَهم. وقد أَصبحوا جَشْرًا وجَشَرًا. وفي حديث عثمانَ رضي الله عنه: «لا يَغُرَّنَّكُم جَشَرُكم مِن صَلاتِكم؛ فإِنما يَقْصُرُ الصلاةَ مَن كان شاخِصًا أَو يَحْضُرُه عَدُوٌّ». قال أَبو عُبَيْدٍ: الجَشَرُ: القومُ يَخْرجُون بدَوابِّهم إِلى المَرْعَى، ويَبِيتُون مَكانَهم، لا يَأْوُونَ البُيُوتَ، ورُبَّما رَأَوْه سَفَرًا فَقَصرُوا الصلاةَ، فنَهَاهم عن ذلك؛ لأَن المُقَامَ في المَرْعَى وإِن طالَ فليس بسفَرٍ، وأَنشدَ ابن الأَعرابيِّ لابن أَحْمَرَ في الجَشْر:
إِنّكَ لو رأَيتَنِي والقَسْرَا *** مُجَشِّرين قد رَعَيْنا شَهْرَا
لم تَرَ في الناس رِعَاءً جَشْرَا *** أَتَمَّ مِنَّا قَصَبًا وسَبْرَا
قال الأَزهريّ: أَنْشَدَنِيه المُنْذِرِيُّ عن ثَعْلَبٍ عنه، وقال الأَخطل:
يَسْأَلُه الصُّبْرُ مِن غَسّانَ إِذْ حَضَرُوا *** والحَزْنُ كيفُ قَراكَ الغِلْمَةُ الجَشَرُ
الصُّبْرُ والحَزْنُ: قَبِيلتانِ من غَسّانَ. قال ابن بَرِّيّ: وهو مِن قصيدة طَنّانةٍ من غُرَرِ قصائدِ الأَخطلِ يُخاطِبُ فيها عبدَ المَلِكِ بنَ مَرْوانَ:
يُعَرِّفُونكَ رَأْسَ ابنِ الحُبَابِ وقد *** أَضْحَى وللسَّيْفِ في خَيْشُومِه أَثَرُ
لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكًّا مَسامِعُه *** وليس يَنْطِقُ حتى يَنْطِقَ الحَجَرُ
قال يصفُ قَتْلَ عُمَيْرِ بنِ الحُبَابِ، وكَوْنَ الصُّبْرِ والحَزْنِ يقولون له بعدَ موتِه، وقد طافُوا برأْسِه: كيف قَراكَ الغِلْمَةُ الجَشَرُ؟ وكان يقولُ لهم: إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالِي بكم.
والجَشَرُ: مصدرُ جَشِرَ يَجْشَرُ، كفَرِحَ: أَن يَخْشُنَ طِينُ السّاحِلِ ويَيْبَسَ كالحَجَرِ، قاله أَبو نَصْر.
وقال شَمِرٌ: ومكانٌ جَشِرٌ، ككَتِف؛ أَي كثيرُ الجَشَرِ.
وقال الرِّياشِيّ: الجَشَرُ: حِجارةٌ في البَحْرِ خَشِنَةٌ. وعن ابن دُرَيْدٍ: الجَشْرُ والجَشَرُ: حجارةٌ تَنْبُتُ في البَحْر. وقال اللَّيْث: الجَشَرُ: ما يكونُ في سواحِلِ البحرِ وقَرارِه من الحَصَى والأَصْداف، يَلْزَقُ بعضُه ببعضٍ، فيَصِيرُ حَجَرًا تُنْحَتُ منها الأَرْحِيَةُ بالبَصْرَة، لا تَصْلُحُ للطَّحْن، ولكنها تُسَوَّى لِرُؤُوسِ البَلالِيع.
ومِن المجاز: الجَشَرُ: الرَّجلُ العَزَبُ عن أَهله في إِبله، كالجَشِير.
وجَشَرَ عن أَهله: سافَرَ.
وفي اللِّسَان: قومٌ جُشْرٌ وجُشَّرٌ: عُزّابٌ في إِبلِهم.
والجَشَرُ والجشر: بُقُولُ الرَّبِيعِ. وفي اللِّسَان: بَقْلُ الرَّبِيع.
والجَشَرُ: خُشُونَةٌ في الصَّدْرِ، وغِلَظٌ في الصَّوْت، وسُعَالٌ، وفي التَّهْذِيب: بَحَحٌ في الصَّوت، [كالجُشْرَةِ] بالضمّ فيهما؛ أَي في الخُشُونة والغِلَظ، عن اللِّحْيانيّ. وقد جَشِرَ ـ كفَرِحَ ـ وجُشِرَ ـ مثل عُنِيَ ـ فهو أَجْشَرُ، وهي جَشْرَاءُ. وقد خالَفَ هنا اصطلاحَه: وهي بهاءٍ، فلْيُنْظَرْ.
وفي التَّهْذِيب: يقال: به جُشْرَةٌ، وقد جَشِرَ.
وقال اللِّحْيانيّ: جُشِرَ جُشْرَةً، قال ابن سِيدَه: وهذا نادِرٌ، وقال: وعندِي أَن مصدرَ هذا إِنما هو الجَشَرُ.
ورجلٌ مَجْشُورٌ.
وبَعِيرٌ أَجْشَرُ، وناقَةٌ جَشْرَاءُ، بهما جُشْرَةٌ.
وقال حُجْر:
رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُه في هَواكُمْ
وبَعِير مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ: به سُعالٌ، وأَنشدَ:
وساعِلٍ كسَعَلِ المَجْشُورِ
وعن ابن الأَعرابيِّ: الجُشْرَةُ: الزُّكامُ.
وعن الأَصمعيّ: بَعِيرٌ مَجْشُورٌ: به سُعَالٌ جافٌّ، هكذا بالجيم في سائر الأُصُول، وفي بعض النسخ بالحاءِ المهملَة.
ومن المَجَاز: جَشَرَ الصُّبْحُ جُشُورًا. بالضمّ: طَلَعَ وانْفَلَقَ، وفي الأَساس: خَرَجَ، ومنه: لاحَ أَبْرَقُ جاشِرٌ.
والجاشِريَّةُ: شُرْبٌ يكونُ مع جُشُورِ الصُّبْحِ، نُسِبَ إِلى الصُّبْح الجاشِر، أَو لا يكونُ إِلّا مِن أَلبان الإِبلِ خاصَّةً، والصَّوابُ العُمُومُ أَو التخصيصُ بالخَمْر؛ لأَنه أَكثرُ ما في كلامهم، ويُؤَيِّدُه قولُ الفَرَزْدَقِ:
إِذا ما شَرِبْنا الجاشِريَّةَ لم نُبَلْ *** كَبِيرًا وإِن كان الأَمِيرُ مِن الأَزْدِ
ويقال: اصْطَبَحْتُ الجاشِرِيَّةَ، ولا يَتَصَرَّفُ له فِعْلٌ، وهو مَجَازٌ، ويُوصَفُ به، فيُقال: شَرْبَةٌ جاشِرِيَّةٌ، وقال آخَرُ:
ونَدْمانٍ يَزِيدُ الكاسَ طِيبًا *** سَقَيْتُ الجاشِريَّةَ أَو سَقَانِي
والجاشِرِيَّةُ في شِعْر الأَعْشَى: قبيلةٌ مِن قبائِلِ العَرَبِ من رَبِيعَةَ.
والجاشِرِيَّةٌ: امرأَةٌ. والجاشِرِيَّةُ: نِصْفُ النَّهَارِ، لظُهُور نُورِه وانتشارِه. وقد يُطْلَقُ الجاشِرِيَّةُ ويُرَادُ به السَّحَرُ؛ لقُرْبه من انْفِلاقِ الصُّبْحِ.
والجاشِرِيَّةُ: طعامٌ يُؤْكَلُ في الصُّبْح، أَو نوعٌ من الأَطعمةِ، فلْيُنْظَرْ.
والجَشِيرُ والجَفِيرُ: الوَفْضَةُ، وهي الكِنَانَةُ. وقال ابن سِيدَه: وهي الجَعْبَةُ من جُلُودٍ تكونُ مَشْقُوقَةً في جَنْبها، يُفْعَلُ ذلك بها ليَدْخُلَهَا الرِّيحُ فلا يَأْتَكِلُ الرِّيشُ. وفي حديث الحَجّاج: «أَنه كَتَبَ إِلى عامِلِه: أَن ابْعَثْ إِليَّ بالجَشِير اللُّؤْلُؤِيِّ». الجَشِيرُ: الجِرَابُ. قال ابن الأَثير: قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
والجَشِيرُ: الجُوَالِقُ الضَّخْمُ، والجَمْعُ أَجْشِرَةٌ وجُشُرٌ، قال الرّاجِز:
يُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ
والجِشّارُ ككَتّانٍ: صاحبُ الجَشَرِ؛ أَي مَرْجِ الخَيْلِ، وهو جَشّارُ أَنعامِنا.
والمُجَشَّر، كمُعَظَّم: المُعزَّبُ عن أَهلِه، وفي بعض النُّسَخ: المجرب، وهو خطأُ والذي صحَّ عن ابن الأَعرابيّ أَن المُجَشَّرَ: الذي لا يَرْعَى قُرْبَ الماءِ. وقال المُنْذِريُّ: هو الذي يَرْعَى قُرْب الماءِ.
وخَيْلٌ مُجَشَّرةٌ بالحِمَى؛ أَي مَرْعِيَّةٌ.
ومُجَشَّرٌ، كمُحَدِّث؛ وَالدُ سَوّارٍ العِجْلِيِّ ـ هكذا بالواو في سائر النُّسَخ، والصَّوابُ سَرَّار، براءَيْن، كما في تاريخ البُخَارِيِّ ـ المُحَدِّثِ البَصْرِيِّ، عن ابن أَبي عَرُوبَةَ، ويقال: هو أَبو عُبَيْدةَ الغَزِّيُّ.
وأَبُو الجَشْرِ، بفتحٍ فسكون، رَجُلانِ، أَحدُهما الأَشْجَعِيُّ خالُ بَيْهَسٍ الفَزارِيِّ، ولعلَّه عَنَى بالثاني أَبا الجَشْرِ مُدْلِجَ بنَ خالد، والصَّوابُ أَنه بالحاءِ المهملَة، وليس لهم غيرُهما، وسيأْتي.
والمِجْشَرُ كمِنْبَرٍ: حَوْضٌ لا يُسْقَى فيه، كأَنه لجَشَرِه؛ أَي وَسَخِه وقَذَرِه.
وجَشَّرَ الإِناءَ تَجْشِيرًا: فَرَّغَه كجَفَّرَه.
وقولُ الجوهَرِيِّ الجَشْرُ: وَسَخُ الوَطْبِ من اللَّبَن، ويقال: وَطْبٌ جَشِرٌ، ككَتِف؛ أَي وَسِخٌ، تصحيفٌ، والصَّوابُ، على ما ذَهَبَ إِليه الصَّاغانيُّ، بالحاءِ المهملَة.
قال شيخُنا: كأَنَّه قَلَّدَ في ذلك حمزَةَ الأَصبهانيَّ في أَمثاله؛ لأَنه رُوِيَ هكذا بالحاءِ المهملَة، وقد تَعَقَّبَه المَيْدَانِيُّ وغيرُه من أَئِمَّةِ اللُّغَة والأَمثال، وقالوا: الصَّوَابُ أَنه بالجيم، كما صَوَّبَه في التَّهْذِيب وصَحَّحَ كلَام الصّحاح، فلا التفاتَ لدَعْوَى المصنِّف أَنه تصحيف.
* وممّا يُسْتَدْرَك عليه:
جَشِرَ البَعِيرُ ـ كفَرِحَ ـ جَشَرًا، بالتَّحريك: أَصابَه سُعالٌ.
وفي حديث ابن مَسْعُود: «يا مَعْشَرَ الجُشّارِ، لا تَغْتَرُّوا بصلاتِكم»، وهو جمعُ جاشِرٍ: الذي يَجْشُرُ الخَيْلَ والإِبلَ إِلى المَرْعَى، فيأْوِي هناك.
وإِبلٌ جُشَّرٌ: تَذهبُ حيث شاءَتْ، وكذلك الحُمُرُ، قال:
وآخَرُونَ كالحَمِيرِ الجُشَّرِ
وقومٌ جُشَّرٌ: عُزّابٌ في إِبلهم.
وجَشَرَ الفَحْلُ، مثلُ جَفَرَ، وجَسَرَ، وحَسَرَ، وفَدَرَ، بمعنىً واحدٍ.
والجَشَرُ، محرَّكَةً: حُثالةُ النّاسِ.
ومكانٌ جَشِرٌ: كثيرُ الجَشَرِ، وهو ما يُلْقِيه البَحْرُ من الأَوساخِ والرِّمَمِ.
والجَشَرَةُ: القِشْرَةُ السُّفْلَى التي على حَبَّةِ الحِنْطَةِ.
ورجلٌ مَجْشُورٌ: أَبَحٌّ.
ورجلٌ مَجْشُورٌ: مَزْكُومٌ.
وجَنْبٌ جاشِرٌ: مُنْتَفِخٌ.
وتَجَشَّرَ بَطْنُه: انْتَفَخَ، وأَنشدَ ثعلبٌ:
فقامَ وثّابٌ نَبِيلٌ مَحْزِمُهْ *** لم يَتَجشَّرْ مِن طعامٍ يُبْشِمُهْ
وجَشَرٌ، محرَّكةَ: جَبَلٌ في ديار بَنِي عامِرٍ، ثم لبَنِي عُقَيْل، من الدِّيار المُجَاوِرَةِ لِبَنِي الحارثِ بنِ كَعْب.
وأَبو مُجَشِّرٍ، كمُحَدِّث: كُنْيَةُ عاصِمٍ الجَحْدَرِيِّ، على الصَّوَاب، كما قالَه ابنُ ناصِر، وشَذّ الدُّولابِيُّ، فَضَبَطَه بالمُهْمِلَتَيْن، قالَه الحافِظُ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
65-تاج العروس (طلس)
[طلس]: طَلَسَ الكِتَابَ يَطْلِسُه، بالكَسْر، طَلْسًا: مَحَاهُ ليُفْسِدَ خَطَّه، فإِذا أَنْعَم مَحْوَه وصَيَّرهُ من الفُضُولِ المُسْتَغْنَى عنها وصَيَّره طِرْسًا فقد طَرَّسه، كذا في الأَسَاسِ والتَّهْذِيبِ، كطَلَّسَه تَطْلِيسًا، وهذه عن ابنِ دُرَيْدٍ.والطِّلْسُ، بالكَسْر: الصَّحِيفَةُ، كالطِّرْس، لُغَةٌ فيه، أَو المَمْحُوَّةُ ولم يُنْعَمْ مَحْوُهَا، وبه فَرَّق الأَزْهَرِيُّ بينَهما.
والجَمْعُ طُلُوسٌ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
وجَوْنِ خَرْقٍ يَكْتَسِي الطُّلُوسَا
يقول: كأَنَّمَا كُسِيَ صُحُفًا قد مُحِيَتْ لِدُرُوسِ آثارِهَا.
والطِّلْسُ: الوَسِخُ من الثِّيَابِ في لونِهَا غُبْرَةٌ.
والطِّلْسُ: جِلْدُ، وفي المُحْكَم: جِلْدَةُ فَخِذِ البَعِيرِ إِذا تَسَاقَطَ شَعَرُه، وفي التَّهْذِيبِ: لتَسَاقُطِ شَعَرِه. ولم يُقَيِّدِ ابنُ سِيدَه.
والطِّلْسُ: الذِّئبُ الأَمْعَطُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
والطَّلْسُ، بالفَتْح: الطَّيْلَسَانُ الأَسْودُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ أَيضًا، والجَمْعُ: الطَّلْسُ، منهما، هكذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في كِتابَيْه، وقد وَقَع منه تَحْرِيفٌ، والصوابُ على ما نَقَلَه الأَزْهَرِيّ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ما نَصُّه: والطَّلْسُ والطَّيْلَسَانُ: الأَسْوَدُ، والطِّلْسُ: الذِّئْبُ الأَمْعَطُ، والجَمْعُ طُلْسُ، منهما. هذا نَصُّه، فجَعَلَ الصّاغَانِيُّ الواوَ العاطِفَةَ ضَمَّةً وقَلَّدَه المُصَنِّفُ من غير تَأَمُّلٍ فيه ولا مُرَاجَعَةٍ للأُصُولِ الصَّحِيحَةِ، وهذا منه غريبٌ، ولو كانَ الطَّلْسُ على ما ذَكَرَه بمعنَى الطَّيْلَسَانِ الأَسْودِ لَوجَبَ ذِكْرُه عند ذِكْرِ الطَّيْلَسَانِ والطَّيْلَسِ الآتِي ذِكْرُهما، فتأَمَّلْ.
والطَّلاَّسَةُ، مشدَّدةً: خِرْقَةٌ يُمْسَحُ بها اللَّوْحُ المَكْتُوبُ ويُمْحَى بها، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغانِيُّ.
والأَطْلَسُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، نَقَلَه ابنُ سِيدَه، قال ابنُ القَطَّاع: وقد طَلِسَ طَلَسًا: أَخْلَقَ.
والأَطْلَسُ: الذِّئْبُ الأَمْعَطُ الذي تَسَاقَطَ شَعرُه، وهو أَخْبَثُ ما يَكُون، قاله الأَزْهَرِيُّ. وقال ابنُ سِيدَه: هو الذي فِي لَوْنِهِ غُبْرَةٌ إِلى السَّوادِ، والأُنْثَى طَلْسَاءُ، وقد طَلُسَ طُلْسَةً وطَلِسَ طَلَسًا، ككَرُمَ وفَرِحَ، نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاعِ.
وكُلُّ ما عَلَى لونِه من الثِّيَابِ وغَيْرِها: أَطْلَسُ.
والأَطْلَسُ: الرَّجُلُ إِذا رُمِي بقَبِيحٍ، عن شَمِرٍ، وأَنْشَدَ الأَزْهَريُّ:
ولَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبِي *** حَلِيلتَه إِذَا هَدَأَ النِّيَامُ
أَرادَ بالحَلِيلَةِ الجَارَةَ.
قلتُ: البَيْتُ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ، والإِنشَادُ لشَمِرٍ، كما قَالَهُ الصّاغَانِيُّ.
والأَطْلَسُ: الأَسْوَدُ الَّذِي كالحَبَشِيِّ ونحوِه، على التَّشْبِيه بلَوْنِ الذِّئْبِ.
والأَطْلَسُ: الوَسِخُ الدَّنِسُ الثِّيَابِ، مُشَبَّهٌ بالذِّئْبِ في غُبْرةِ ثِيَابِه، نقله ابنُ سِيدَه.
والأَطْلَسُ: كَلْبٌ شُبِّه بالذِّئْبِ في خُبْثِه، قال البَعِيثُ:
فصَبَّحَهُ عِنْدَ الشُّرُوقِ غُدَيَّةً *** كِلَابُ ابنِ عَمّارٍ عِطَافٌ وأَطْلَسُ
والأَطْلَسُ: السّارِقُ لِخُبْثِه، شُبِّه بالذِّئب.
ومن المَجَاز: طَلَس بالشيْءِ على وَجْهِه يَطْلِسُ، بالكَسْر: جاءَ به كما سَمِعَه.
ومن المَجَاز: طَلَسَ بَصَرُه: ذَهَبَ، عن ابنِ عبّادٍ، وفي الأَسَاسِ: طَلَسَ بَصَرَه وطَمَسَه: ذَهَبَ به.
ومن المَجَازِ: طَلَسَ بِهَا طَلْسًا: حَبَقَ وضَرَطَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
والطِّلِّيسُ، كسِكِّيتٍ، كما في العُبَاب: الأَعْمَى، والَّذِي في التّكْمِلَة: الطَّلِيسُ: المَطْمُوسُ العَيْنِ، وقد ضَبَطَهُ كأَمِيرٍ، وهو الصَّوَابُ، فإِنَّهُ فسَّرَه بالمَطْمُوس، فهو فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، وأَمّا فِعِّيلٌ بالتَّشْدِيدِ فإِنَّه من صِيَغِ المُبَالَغَة ولا يُنَاسِبُ هنا، فتأَمَّلْ.
ويُقَال: طُلِسَ به في السِّجْنِ، كعُنِيَ: رُمِيَ بِهِ فيه، نَقَله الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادٍ.
والطَّيْلَسُ، كحَيْدَرٍ: الطَّيْلَسَانُ. قالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:
فرَفَعْتُ رَأْسِي للخَيَالِ فَمَا أَرَى *** غيرَ المَطِيِّ وظُلْمَةٍ كالطَّيْلَسِ
والطَّيْلسَانُ، مثلَّثَةَ الَّلامِ، عن القاضِي أَبِي الفَضْلِ عِيَاضٍ في المَشَارِقِ وغيرِه، كاللَّيْث، ولم يَذْكُرِ الكَسَر إِلا اللَّيْثُ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: قلت: ولم أَسْمَعْه بكَسْرِ الّلامِ لغيرِ اللَّيْثِ، ونقل ابنُ سِيدَه عن ابنِ جِنِّي أَنَّ الأَصْمَعِيَّ أَنْكَرَ الكَسرَ، ونَسَبه الجوْهَرِي إِلى العَامَّةِ، وأَمَّانَصُّ اللَّيْثِ فإِنّه قالَ: الطَّيْلسانُ تُفْتح لامُه وتُكْسَر، ولم أَسْمَعْ فَيْعِلان بكسرِ العَيْنِ، إِنّمَا يكونُ مَضْمُومًا كالخَيْزُرَانِ والحَيْسُمانِ، ولكن لمّا صارَت الكَسْرةُ والضَّمَّةُ أَخْتَيْنِ واشْتَرَكَتَا في مَواضِعَ كثيرةٍ دَخَلَت الكَسْرَةُ [عليها] مَدْخَلَ الضَّمّةِ. انتهى.
فعُلِمَ مِنْ هذا أَنَّ التَّثْلِيثَ إِنَّمَا حَكاهُ اللَّيْثُ، وغيرُه تابعٌ له في ذلِكَ، فعَزْوُ المصنِّفِ إِيّاه إِلى عِياضٍ وغيرِه عَجِيبٌ، وكأَنَّه لم يُطَالعِ العَيْنَ ولا التَّهْذِيب. واختُلِف في الطَّيْلَسَانِ والطَّيْلَسِ، فقيل: هو ضَرْبٌ من الأَكْسِيَة، والطَّالِسَانُ لغةٌ فيه، قيل: هو مُعَرَّبٌ، وحُكِيَ عن الأَصْمَعِيِّ أَنَّ الطَّيْلَسَانَ ليسَ بعَرَبِيٍّ وأَصْلُه فارِسِيٌّ، إِنَّمَا هو تالِسَانُ، فأَعْرِبَ، هكذا بالسِّينِ المُهْمَلة، وفي بَعْضِ نسخِ التَّهْذِيب بالشِّينِ المُعْجَمة، وهكذا ضَبَطَه الأُرْمَوِيُّ.
ومن المَجَازِ يُقَال في الشَّتْمِ: يا بْنَ الطَّيْلَسَانِ؛ أَي إِنَّكَ أَعْجَمِيٌّ، لأَنَّ العَجَمَ هم الذين يَتَطَيْلَسُون، نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ.
ورَوَى أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصْمَعِيِّ، قالَ: السُّدُوسُ: الطَّيْلَسانُ. والجمع: الطَّيَالِسَةُ، قال ابنُ سِيدَه: والهاءُ في الجَمْعِ للعُجْمَةِ، قال: وجَمْع الطَّيْلَسِ الطَّيَالِسُ، قال: ولم أَعْرِف للطَّالِسانِ جَمْعًا.
وطَيْلَسَانُ، بفتح الّلامِ: إِقْلِيمٌ وَاسِعٌ كثيرُ البُلْدانِ من نَوَاحِي الدَّيْلَمِ والخَزَرِ، نقله الصّاغَانِيُّ.
وانْطَلَسَ أَمْرُه: خَفِيَ، هكذا في سائرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ: أَثَرُهُ، بالثاءِ، ففي التَّكْمِلَة: يُقَال: انْطَلَس أَثَرُ الدَّابَّةِ؛ أَي خَفِيَ، وهو في المُحِيط عن ابنِ عَبّادٍ هكذا.
* ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:
الطَّالِسَانُ: لغةٌ في الطَّيْلَسَان، وقد تَطَلَّسَ به وتَطَيْلَس، ذَكَرهُمَا ابن سِيدَه، زاد الزَّمَخْشريُّ: وتَطَلَّسَ.
والأَطْلَسُ: ثَوْبٌ من حَرِيرٍ منسوجٍ ليس بعربِيٍّ.
وثِيَابٌ طُلْسٌ، بالضّمّ: وَسِخَةٌ.
والطَّيْلَسَانُ: الأَسْودُ، عن ابن الأَعْرَابِيّ.
والطُّلَسُ، كصُرَدٍ: ما رَقَّ من السَّحَابِ، يُقَال: في السَّمَاءِ طُلْسَةٌ وطُلَسٌ. وفي النَّوَادِرِ: عَشِيٌّ أَطْلَسُ وأَطْلِسَةٌ، إِذا بَقِيَ من العِشَاءِ ساعَةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهَا، فقائِلٌ. يقولُ: أَمْسَيْتُ، وقائلٌ يَقُول: لا، والّذِي يَقُولُ لا يَقُولُ هذا القَوْل.
وأَبُو داوودَ سُلَيْمَانُ بنُ داوودَ بنِ الجَارُودِ الطَّيالِسِيُّ، صاحِبُ المُسْنَدِ، مشهورٌ، رَوَى عن شُعْبَةَ وغيرِه، وعنه بُنْدَار.
وطَالُسُ، ككَابُلَ: قَرْيةٌ بشِرْوَانَ، منها الفَقِيهُ المحدِّث عبدُ الحميدِ بنُ مُوسَى بنِ بايَزِيدَ بنِ مُوسَى الطّالِسِيُّ الشِّرْوانِيُّ الشّافِعِيُّ ثم الحَنَفِيُّ، أَخَذَ عن شَيْخ الإِسْلَام زَكَرِيّا، والجَلالِ السُّيُوطِيِّ والكافِيجِيِّ، وأَجازَه الشمسُ بن الشِّحْنَةِ والزَّيْنُ زَكَرِيَّا إِمامُ الشَّيْخُونِية.
والأَطْلَسُ: الخَفِيفُ العَارِضِ، وهُم طُلْسٌ، أَو هُو الكَوْسَجُ، يَمانِيَةٌ.
وابنُ الطَّيْلَسان: هو الحَافِظُ القاسِمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمّدِ بنِ سَلْمَانَ الأَوْسِيّ القُرْطُبِيّ، له «الجَوَاهِر المُفَصَّلات في المُسَلْسَلاتِ» وُلِدَ سنة 575، ورَوَى عن جَدِّه لأُمِّه أَبِي القَاسِمِ بنِ أَبِي غالِبٍ الشَّرّاطِ، وأَجَازَ لَه أَبُو القَاسِمِ بنُ سَمْجُون، ونَزَل بقُرْطُبَةَ، وتُوفِّيَ بها سنة 643.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
66-تاج العروس (محش)
[محش]: المَحْشُ، كالمَنْعِ: شِدَّةُ النِّكَاح، وشِدَّةُ الأَكْلِ، نَقَلَهُمَا الصّاغانِيُّ.والمَحْشُ: قَشْرُ الجِلْدِ من اللَّحْمِ، يُقَال: مَحَشَه الحَدّادُ يَمْحَشُه مَحْشًا: سَحَجَهُ، وقالَ بَعْضُهم: مَرَّ بِي حِمْلٌ فَمَحَشَنِي مَحْشًا، وذلِكَ إِذا سَحَجَ جِلْدَه مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْلُخَه، وقالَ أَبُو عَمْرٍو: يَقُولُون: مَرَّتْ بي غِرَارَةٌ فمَحَشَتْني، أَيْ سَحَجَتْنِي، وقالَ الكِلَابِيُّ: أَقُولُ مَرّتْ بِي غِرَارَةٌ فمَشَنَتْنِي، كَما في الصّحاح.
والمَحْشُ: اقْتِلَاعُ السّيْلِ لما مَرَّ عليهِ وهو من ذلك.
والمَاحِشُ: الكَثِيرُ الأَكْلِ حَتّى يَعْظُمَ بَطْنُه، قال:
من يُكْثِرِ الشُّرْبَ ويَأْكُلْ مَاحِشَا *** يَذْهَبْ بهِ البَطْنُ ذَهابًا فَاحِشا
والماحِشُ: المُحْرِقُ، كالمُمْحِشِ يقال: مَحَشَتْه النّارُ؛ أَي أَحْرَقَتْهُ، وأَمْحَشَهُ الحَرُّ: أَحْرَقَه. وهذه نَقَلَها ابنُ السِّكِّيتِ عَن أَبِي صاعِدٍ الكِلابِيّ، كمَا في الصّحاح.
وقِيلَ المَحْشُ: تَناوُلٌ من لَهَبٍ يُحْرِقُ الجِلدَ، ويُبْدِي العَظْم، فيُشَيِّطُ أَعالِيَه ولا يُنْضِجُه. وقال أَعْرَابِيٌّ: مِن حَرٍّ كَادَ أَنْ يَمْحَشَ عِمَامَتِي، وكانُوا يُوقِدُون نارًا لَدَى الحَلِفِ لِيَكُونَ أَوْكَدَ.
وفي الصّحاح: مَحَشْتُ جُلْدَه بالنّارِ: أَيْ أَحْرَقْتُه، وفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى: أَمْحَشْتُه بالنّارِ، عن ابنِ السِّكِّيتِ.
والمُحَاشُ، كغُرَابٍ: المُحْتَرِقُ، يُقَالُ: خُبْزٌ مُحَاشٌ، وكَذلِكَ الشِّوَاءُ.
والمَحَاشُ، بالفَتْحِ: المَتَاعُ والأَثَاثُ، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، قال اللَّيْثُ: هو مَفْعَل من الحَوْشِ، وهو جَمْعُ الشَّيءِ.
وخَطَّأَه الأَزهَرِيُّ، وسَبَقَ لِلمُصنِّفِ، رَحِمَهُ الله تَعَالَى في «حوش»، ونَبَّهْنَا عَلَيْه هُنَاك.
والمِحَاشُ، بالكَسْرِ: القَوْمُ يَجْتَمِعُونَ من قَبَائِلَ شَتَّى، فَيَتَحَالَفُونَ عِنْدَ النّارِ، قالَ النّابِغَةُ:
جَمِّعْ مِحَاشَكَ يا يَزِيدُ فإِنَّنِي *** أَعْدَدْتُ يَرْبُوعًا لَكُمْ وتَمِيمَا
قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ في مَعْنَاه: سَبَّ قَبَائِلَ فصَيَّرَهُم كالشَّيْءِ الَّذِي أَحْرَقَتْهُ النَّارُ، قال الأَزْهَرِيُّ: كَذا رَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ عن أَبِي عُبَيْدَةَ: المِحَاشُ فِي قَوْلِ النّابِغَةِ، بِكَسْرِ المِيمِ، وقَدْ غَلط اللَّيْثُ فرَوَاه بفَتْحِ المِيمِ، وفَسَّرَه بالقَوْمِ اللَّفِيفِ الأُشَابَةِ، وقَدْ تَقَدَّم ذلِكَ في «حوش»، فَرَاجِعْه.
وامْتَحَشَ الخُبْزُ: احْتَرَقَ.
* وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
المَحْشُ: الخَدْشُ.
وامْتَحَشَتْه النّارُ: أَحْرَقَتْهُ.
وامْتَحَشَ فُلانٌ غَضَبًا وامْتُحِش: احْتَرَقَ، وهُوَ مَجَازٌ، وبِهِمَا جاءَ الحَدِيثُ «يَخْرُجُ نَاسٌ من النّارِ قد امتَحَشُوا وصارُوا حُمَمًا» أَي احْتَرَقُوا وصارُوا فَحْمًا، ويروى: امْتُحِشُوا، على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه.
وامْتَحَشَ القَمَرُ: ذَهَبَ، حكاه ثَعْلب.
والمِحَاشُ، بالكَسْرِ: بَطْنَانِ، من بَنِي عُذْرَةَ، وقِيلَ: المِحَاشُ هُمْ: صِرْمَةُ، وسَهْمٌ، ومالِكٌ، بنو مُرَّةَ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ بنِ بَغِيضٍ، وضَبَّةُ بنُ سَعْدٍ، لأَنَّهُم تَحَالَفُوا بالنَّارِ، فسُمُّوا بِذلِكَ، وبِهم فُسِّرَ قَوْلُ النابِغَةِ.
وسَنَةٌ مُمْحِشَةٌ ومَحُوشٌ مُحْرِقَةٌ بجَدْبِها، وهذه سَنَةٌ أَمْحَشَت كُلَّ شَيْءٍ، إِذا كانَتْ جَدْبَةً، وهذِه حَكاها أَبو عَمْرٍو كَما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ عَنْهُ.
وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إِنّمَا سُمُّوا مِحَاشًا لأَنَّهُم مَحَشُوا بَعِيرًا عَلى النّارِ واشْتَوَوْه، واجْتَمَعُوا عَلَيْه فَأَكَلُوه.
وَيَقُولُون: مَا أَعْطَانِي إِلاَّ مِحْشًا، بالكَسْرِ، وهُوَ الَّذِي يَمْحَشُ البَدَنَ بكَثْرَةِ وَسَخِه وإِخْلاقِه.
وقالَ العامِرِيّ: مَحَشَ وَجْهَه بالسّيْفِ مَحْشَةً، أَيْ لَفَحَه لَفْحَةً قَشَرَ بِهَا جِلْدَ وَجْهِه.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
67-تاج العروس (كلع)
[كلع]: الكَلَعُ، مُحَرَّكَةً: شُقَاقٌ ووَسَخٌ يَكُونُ فِي القَدَمِ، وفي الصِّحاحِ بالقَدَمِ، والفِعْلُ كَلِعَتْ، كفَرِحَ، نَقَلَه اللّيْثُ، قال عُكّاشَةُ السَّعْدِيُّ:تَرَى بِرجْلَيْهِ شُقُوقًا فِي كَلَعْ *** مِنْ بارئٍ حِيصَ، ودَامٍ مُنْسَلِعْ
أَرادَ: «فِيهَا كَلَعٌ».
وِقالَ النَّضْرُ: الكَلَعُ: أَشَد الجَرَبِ، وهُوَ الَّذِي يَبِضُّ جَرَبًا فيَيْبَسُ، فلا يَنْجَعُ فيهِ الهِنَاءُ.
وِكَلِعَ رَأْسُه، كفَرِحَ: اتَّسَخَ.
وِكَلِعَ عليهِ* وفيهِ الوَسَخُ كَلَعًا: يَبِسَ، ككَلَعَ، كمَنَعَ.
وِكَلِعَتْ رِجْلُه: تَوَسَّخَتْ وتَشَقَّقَتْ، وهذا قَدْ تَقَدَّمَ في قَوْلِه: «والفِعْلُ كفَرِحَ» فهُوَ تَكْرارٌ.
وِكَلِعَ البَعِيرُ: كَلَعًا مُحَرَّكَةً، وفي بَعْضِ النُّسَخِ بالفَتْحِ، وكُلاعًا، بالضَّمِّ: حَصَلَ له شُقاقٌ فِي الفِرْسِنِ، ولَوْ قالَ: انْشَقَّ فِرْسِنُه كانَ أَخْصَرَ، والنَّعْتُ كَلِعٌ وكَلِعَةٌ، ورُبَّمَا هَلَكَ مِنْهُ، قالَ أَبُو لَيْلَى: ويُقَالُ مِنَ اليَدِ أَيْضًا مِثْلُه.
وِيُقَال: إِناءُ كَلِعٌ وسِقاءٌ كَلِعٌ، كَكَتِفٍ: الْتَبَدَ عَلَيْهِ الوَسخُ.
وِأَكْلَعَهُ الوَسَخُ إِكْلاعًا، فهُوَ مُكْلَعٌ: وَسَّخَهُ.
وِقالَ أَبُو لَيْلى: الكُلْعَةُ، بالضمِّ: داءٌ يَأْخُذُ البَعِيرَ فِي مُؤَخَّرِه، فيَتَشَقَّقُ ويَسْوَدُّ، وهُوَ أَنْ يَجْرَدَ الشَّعَرُ عَنْ مُؤَخَّرِهِ ويَتَشَقَّقُ، وربَّما هَلَكَ منه.
قالَ ابنُ عَبّاد: وهُوَ كِلْعُ مالٍ، بالكَسْرِ، أَي: إِزاؤُه.
قال: والكِلْعُ أَيْضًا: الجافِي الهَيْئَةِ اللَّئِيمُ، ج: كِلَعَةٌ كعِنَبَةٍ.
وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الكَوْلَعُ كجَوْهَرٍ: الوَسَخُ.
وِقال أَبو عُبَيْدٍ: الكَلَعَةُ مُحَرَّكَةً: القِطْعَةُ مِنَ الغَنَمِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عنه، وقالَ غَيْرُه: الغَنَمُ الكَثِيرَةُ.
وِقالَ الفَرّاءُ: الكُلاعِيُّ، بالضَّمِّ: الشُّجَاعُ، مَأْخُوذٌ من الكُلاعِ: للبَأْسِ والشِّدَّةِ والصَّبْرِ فِي المَوَاطِنِ.
وِكَلاع، كسَحابٍ: موضع بالأٌّنْدَلُسِ، مِنْ نَوَاحِي بَطَلْيَوْسَ.
وِذُو الكَلاعِ: رَجُلانِ: أَحَدُهُما: الأَكْبَرُ، وهُوَ يَزِيدُ بنُ النُّعْمَانِ الحِمْيَرِيَّ، من وَلَدِ شِهَالِ بن وُحاظَةَ بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ بن عَدِيِّ بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ بنِ شَدَدِ بنِ زُرْعَةَ بن سَبَإِ الأَصْغَرِ.
وِالأَصْغَرُ: وهو أَبُو شَرَاحِيلَ سُمَيْفَعُ بنُ ناكُورِ بنِ عَمْرِو بنِ يَعْفُرَ بنِ ذِي الكَلاعِ الأَكْبَرِ، وقَدْ تَقَدَّمَ ذلِكَ للمُصَنِّفِ في «س معروف ف ع» وهُمَا مِنْ أَذْوَاءِ اليَمَنِ.
وِقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: التَّكَلُّعُ: التّحَالُفُ، وقالَ أَبو زَيْدٍ: هُوَ التَّجَمُّعُ مِثْلُ الحِلْفِ، لُغَةٌ يَمانِيَةٌ، قال: وبهِ سُمِّيَ ذُو الكَلاعِ الأَصْغَرُ، لأَنَّ حِمْيَرَ تَكَلَّعُوا عَلَى يَدِه؛ أَي تَجَمَّعُوا، إِلّا قَبِيلَتَيْنِ: هَوازِنَ وحِرَازَ، فإِنَّهُمَا تَكَلَّعَتَا عَلَى ذِي الكَلاعِ الأَكْبَرِ يَزِيدَ بنِ النُّعْمَانِ، قالَ النّابغَةُ [الجَعْدِيّ] رضِيَ الله عنهُ:
أَتانَا بالنَّجاشَةِ مُجْلِبُوهَا *** وِكِنْدَةَ تَحْتَ رايَةِ ذِي الكَلاعِ
يُرِيدُ تَمِيمًا وأَسَدًا وطَيِّئًا، أَجْلَبُوا الجَيْشَ عَلَى بَنِي عامِر مَعَ أَبِي يَكْسُوم، وذُو الكَلاعِ كانَ مَعَهُ أَيْضًا.
وفي اللِّسَانِ: وإِذا اجْتَمَعَت القَبَائِلُ وتَناصَرَتْ فقَدْ تَكَلَّعَتْ، وأَصْلُ هذا مِن الكَلَعِ يَرْتَكِبُ الرِّجْلَ.
* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
أَسْوَدُ كَلِعٌ، كَكَتِفٍ: سَوَادُه كالوَسَخ.
وِالكَلْعَةُ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ في الكُلْعَة بالضَّمِّ، عن كُرَاع. وإِناءٌ مُكْلَعٌ، كمُكْرَمٍ: متَوَسِّخٌ، قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ، رضي الله عنه:
فَجَاءَتْ بمَعْيُوفِ الشَّرِيعَةِ مُكْلَعٍ *** أَرَشَّتْ عَلَيْهِ بالأُكُفِّ السَّواعِدُ
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
68-تاج العروس (أف أفف أفأف)
[أفف]: أَفَّ، يَؤُفُّ، بالضَّمِّ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: وقالوا: يَئِفُّ أَيضًا، أي بالكَسْرِ، ولم يذْكُرْهُ ابنُ مالِكٍ في اللَّامِيَّةِ، وَكذا في شُروحِ التَّسْهيلِ، ولا اسْتَدْرَكَهُ أَبو حَيَّانَ، وهو القِيَاسُ، وقَوْلُ شَيْخِنَا: فيَحْتَاجُ إلى ثَبْتٍ.قلتُ: وقد نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ كما عَرَفْتَ، وَنَاهِيكَ بِه ثِقَةً ثَبْثًا، وعنه نَقَلَ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ، وَصاحِبُ اللِّسَانِ.
ولا {تَقُلْ لَهُما أُفٍّ} قال القُتَيْبِيُّ: أي لا تَسْتَثْقِلْ مِن أَمْرِهِمَا شَيْئا، وتَضِقْ صَدْرًا به، ولا تُغْلِظْ لهما، قال: وَالناسُ يقولون لِمَا يَسْتَثْقِلُونَ ويَكْرَهُونَ: أُفٍّ له، وأَصْلُ هذا نَفْخُكَ للشَّيْءِ يسْقُطُ عليكَ مِن تُرَابٍ أو رَمَادٍ، وللْمَكَانِ تُرِيدُ إِمَاطَةَ أَذًى عنه، فقِيلَتْ لكُلِّ مُسْتَثْقَلٍ، وقال الزَّجّاجُ: لا تَقُلْ لَهُمَا ما فِيه أَدْنَى تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أو أَسَنَّا، بل تَوَلَّ خِدْمَتَهُمَا.
وَفي الحَدِيثِ: «فَأَلْقَى طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَى أَنْفِهِ، وقَالَ أُفٍّ أُفٍّ» قال ابنُ الأَثِيرِ: مَعْنَاه الاحْتِقَارُ والاسْتِقْلالُ، وهو صَوْتٌ إذا صَوَّتَ به الإِنْسانُ عُلِمَ أَنَّهُ مُتَضَجِّرٌ مُتَكَرِّهٌ.
وقد أَفِّفَ تَأْفِيفًا كما في الصِّحاحِ، وتَأَفَّفَ به: قَالَهَا له، وَليس بفِعْلٍ مَوْضُوعٍ علَى أَفَّ عند سيبَوَيْه، ولكنه مِن بابِ سَبَّحَ وهَلَّلَ، إذا قال: سُبْحَانَ الله، ولا إِلهَ إِلَّا الله، ومنه حديثُ عائشةَ لأخِيهَا عبد الرحمنِ رضي الله عنهما: «فَخَشِيتُ أَنْ تَتَأَفَّفَ بِهِمْ نِسَاؤُك» تَعْنِي أَوْلَادَ أَخِيهَا محمد بنِ أَبِي بَكْرٍ حينَ قُتِلَ بمِصْرَ.
ولُغَاتُهَا أَرْبَعُونَ، ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ منها سِتَّةً عن الأَخْفَشِ، وَزاد ابنُ مَالِكٍ عليها أَرْبَعَةً، فصار المجموعُ عشرةً، وقد وَزاد ابنُ مَالِكٍ عليها أَرْبَعَةً، فصارَ المجموعُ عشرَةً، وقد نَظَمَهَا في بيتٍ واحد كما سيأتِي بَيَانُه: أُفِّ بِالضَّمِّ، وتُثَلَّثُ الْفَاءُ وهي ثلاثةٌ وتَنَوَّنُ الفاء أَيضًا، فيقال: أُفُّ [وأُفٌّ] وَأُفِّ وأفٍّ [وأُفَّ و] أُفًّا، كلُّ ذلِكَ مع ضَمِّ الهَمْزَةِ، فصارتْ سِتَّةً، وهي التي نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَشِ.
قال الفَرَّاءُ: قُرِئَ: أُفِّ، بالكَسْرِ بغَيْرِ تَنْوِينٍ، وأُفٍّ، بالتَّنْوِين، فمن خَفَضَ ونَوَّنَ ذَهَب إِلَى أَنَّهُ صَوْتٌ لا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ إِلَّا بالنُّطْقِ بِه، فخَفَضُوه، كما تُخْفَضُ الأَصْوَاتُ، وَنَوَّنُوهُ كما قَالَتِ العَرَبُ: سمعتُ طَاقٍ طَاقٍ، لِصَوْتِ الضَّرْبِ وسمعتُ تِغٍ تِغٍ، لِصَوْتِ الضَّحِكِ، والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفَضُوا، قالُوا: أُفِّ، على ثَلاثةِ أَحْرُفٍ، وأَكْثَرُ الأَصْواتِ على حَرْفَيْنِ، مثلَ صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ، فذلِكَ الذي يُخْفَضُ ويُنَوَّنُ؛ لأَنَّه مُتَحَرِّكُ الأَوّلِ، ولَسْنَا مُضْطَرِّين إلى حركَةِ الثانِي من الأَدَواتِ وأَشْبَاهِها، فخُفِضَ بالنُّونِ. كذا في التَّهْذِيبِ.
وَقال ابنُ الأَنْبَارِيِّ: مَن قال: أُفًّا لَكَ، نَصَبَهُ عَلى مَذْهَبِ الدُّعَاءِ، كَما يُقالُ: وَيْلًا لِلكَافِرِينَ، ومَنْ قالَ: أُفٌّ لَكَ، رفَعَهُ باللامِ، كما يُقالُ: {وَيْلٌ لِلْكافِرِينَ}، ومن قال: أُفٍّ لك، خَفَضَهُ عَلَى التَّشْبِيه بالأَصْواتِ [كما يقال: صَهٍ وَمَهٍ].
وتُخَفَّفُ فِيهِمَا، أي في المُنَوَّن وغيرِه، فيُقَال: أُفٌّ أُفُّ، وَأُفٍّ وأُفِّ، وأُفًّا وأُفَّ، فهذِهِ سِتَّةٌ، وقرأَ ابنُ عَبّاسٍ: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفَ خَفِيفَةً مَفْتُوحَةً على تَخْفِيف الثَّقِيلَةِ، مثل رُبَ، وقِيَاسُه التَّسْكِينُ بعدَ التَّخْفِيفِ، فيُقَال: أُفْ، كطُفْ، لأَنَّهُ لا يَجْتَمِعُ سَاكِنَان، لكِنَّهُ تُرِكَ علَى حَرَكَتِه ليَدُلَّ علَى أَنها ثقيلَةٌ خُفِّقَتْ، وأُفّ، مُشَدَّدَةُ الْفاءِ بالجَمْعِ بين السَّاكِنيْنِ، وهو جائزٌ عندَ بعضِ القُرَّاءِ، كما مَرَّ بَحْثُه في قولِه تعالى: {فَمَا اسْطاعُوا} في «طوع» فراجِعْهُ، وأُفَّى بِغَيْرِ إِمَالَةٍ، وأُفّى بالإمَالةِ الْمَحْضَةِ، وَقد قُرِئَ بِه وأُفِّي بالإِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَقد قُرِئَ به أَيْضًا والأَلِفُ في الثَّلاثَةِ للتَّأْنِيثِ، وأُفِّي، بكَسْرِ الفَاءِ أيِ بالإِضَافَةِ، وأُفَّوهْ بضَمِّ الهَمْزَةِ والفاءِ المُشَدَّدَةِ المَضْمومةِ وتَسْكِينِ الواوِ والهاءِ، وفيه أَيضا الجَمْعُ بين السَّاكِنَيْنِ، وأُفُّهْ، بالضَّمِّ، مُثَلَّثَةَ الْفَاءِ مُشَددَّةً فهذِه ثلاثةُ أَوْجُهٍ، أُفَّهْ وأُفُّهْ وأُفِّهْ، الأولُى نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ وتُكْسَرُ الْهَمْزَةُ مع تَثْلِيثِ الفاءِ المُشَدَّدَةِ، فهَي أَيضًا أَوْجُهٌ ثلاثةٌ، الأُولَى نَقَلَها ابنُ بِرِّيّ عن ابنِ القَطّاعُ، وإِفْ كمِنْ وإِفّ مُشَدَّدَةً أي: مع كَسْرَةِ الهَمْزَةِ، وفيه أَيضًا الجَمْعُ بَيْنَ السَّاكِنَيْنِ، وإِفِ، بكَسْرَتَيْنِ مُخَفَّفَةً، وإِفٍ مُنَوَّنَةً مُخَفَّفَةً، مع كَسْرِ الهَمْزَةِ وإِفّ مُشَدَّدَةً مع كَسْرِ الهمزةِ وتُثَلَّثُ هذِه، أي مَعَ التَّنْوِينِ، فهي أَوْجُهٌ ثلاثةٌ، وقرأَ عمرُو بنُ عُبَيْدٍ: فَلا تَقُلْ لَهُمَا إِفَ بِكَسْرِ الهَمْزَةِ وفَتْحِ الفاءِ، وإِفُّ، بضَمِّ الْفَاءِ مُشَدَّدَةً أيْ مع كَسْرِ الهَمْزَةِ، وإِفَّا كإِنَّا، وإِفِّي، بالإِمالَةِ وإِفِّي، بالكَسْرِ، أي بالإِضافَةِ إِلَى نَفْسِه، قاله ابنُ الأَنْبَارِيِّ، وتُفْتَحُ الْهَمْزَةُ، أي في الوَجْهِ الأَخِيرِ، ويَحْتَمِلُ أَن يَكونَ المُرَادُ به فَتْحَ الهَمْزَةِ في كلٍّ مِن إِفُّ وإِفَّا وإِفّى وإِفِّي، فتكون الأَوْجُهُ أَرْبَعَةً، وأَفْ، كعَنْ، وأَفِّ، مُشَدَّدَةَ الْفَآءِ مَكْسُورَةً، وآفُ، مَمْدُودَةً، وأَفٍ مَقْصُورًا، وآفٍ مَمْدُودا ـ مُنَوَّنَتَيْنِ، فهذِهِ أربَعَةٌ وأربعون وَجْهًا حَسْبَما بَيَّنَّاهُ، وأَعْلَمْنَا عَلَيه، وعلى الاحْتِمَالِ الذي ذَكَرْنَاه يكونُ سَبْعا وأَرْبعين وَجْهًا، فقَوْل المُصَنِّفِ أَوّلًا: وَلُغَاتُها أَربعون. مَحَلُّ نَظَرٍ يُتَأَمَّلُ له.
وَقَد فاتَهُ أَيضًا مِن لُغَاتِهَا أَفَةً، مُحَرَّكَةً، وأَفُوهْ، بفتحٍ فَضَمٍّ فسُكُون الواوِ والهاءِ، وأَفَّةً بفَتْحٍ فتَشْدِيدٍ، الأَخِيرُ نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ عن ابنِ القَطّاعِ، فإِذا جَمَعْنَاها مع ما قَبْلَهَا مِن الأَوْجُهِ يتَحَصَّلُ لنا خَمْسُونَ وجهًا.
وَأَما بيتُ ابنِ مَالِكٍ ـ المُتَضمِّنُ العشرة منها ـ الذي وَعَدْنَا به سابقًا، فهو هذا:
فَأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ إنْ أَرَدْتَ وقُلْ *** أُفَّا وأُفِّي وأُفَّةً تُصِبِ
وَقد ذَيَّلْتُ عَلَيهِ بِبَيْتَيْنِ جَمَعْت فيهما ما بَقِيَ مِن لُغَاتِهِ لا علَى وَجْهِ الاسْتِيعابِ، فقلتُ:
وَأَفِّ آفٍ أَفْ أَفَّا وأَفُّ وأُفْ *** وَإِفْ وأُفِّي أَمِلْ واضْمُمْ مع النَّسَبِ
إفُّ وأُفّهْ وثَلِّثْ فَاءَهْ وإِفٍ *** إِفَّا يَلِيهِ أَفٍ مَعْ إِفَّ فاحْتَسِبِ
فالبيتُ الأَوَّلُ يتَضَمَّنُ ثلاثَةَ عَشرَ وَجْهًا، وذلِكَ فإِنَّ المُرَادَ بِأُفّى إِمالَةٌ بَيْنَ بَيْنَ، وقَوْلِي: أَمِلْ، أي إِمالةً خالصةً، وَقَوْلِي: واضْمُمْ، إِشارةٌ إلى الضَّمِّ في المُمَالَيْنِ بَيْنَ بَيْنَ والخَالِصَةِ، وقَوْلِي: مع النَّسَبِ، إِشارَةٌ إلى الإضَافَةِ، أي في المَضْمُومِ والمَكْسورِ، وفي البيت الثاني ثَمَانِيَةٌ، فهذه أَحَدٌ وعشرون وَجْهًا، فإِذا ضُمَّ مع بيتِ ابنِ مالِكٍ يَتَحَصَّلُ أَحَدٌ وثلاثُون وَجْهًا، ومع التَّأَمُّلِ الصادِقِ يظهرُ غيرُ مَا ذَكَرْنَا، والله المُوَفِّقُ لا إِلهَ غيرُه..
قال ابنُ جِنِّي: أَمَّا أُفّ، ونَحْوُهُ مِنْ أَسْمَاءِ الفعلِ، كهَيْهات في الجَرِّ، فمَحْمُولٌ على أَفْعَالِ الأَمْرِ، وكان المَوْضِعُ في ذلك إِنَّمَا هو لِصَهْ ومَهْ، ورُوَيْدَ، ونحوِ ذلِكَ، ثم حُمِل عَلَيهِ بابُ أُفّ ونَحْوِهَا، مِن حيثُ كان اسْمًا سُمِّيَ بهِ الفعلُ، وكان كُلُّ واحدٍ من لفظِ الأَمْرِ والخَبَرِ قد يَقَعُ مَوْقِعَ صاحِبِه، صار كلُّ واحِدٍ منهما هو صاحبَه، فكَأَنْ لا خِلافَ هناك في لَفْظٍ ولا مَعْنًى.
والأُفُّ، بالضَّمِّ: قُلَامَةُ الظُّفْرِ، أَوْ وَسَخُهُ الذي حَوْله، وَالتُّفُّ: الذي فيهِ أَو وَسَخُ الأُذُنِ، وقيل: هو مَا رَفَعْتَهُ مِنَ الأَرْضِ مِنْ عُودٍ أو قَصَبَةٍ وبِكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ قولُهُم: أُفًّا لَه وُتفًّا، أَوْ الأَفُّ: وَسَخُ الأُذُنُ، والتُّفُّ: وَسَخُ الظُّفُرِ قاله الأَصْمَعِيُّ، قال: يقال ذلك عندَ اسْتِقْذَارِ الشَّيْءِ، ثم اسْتُعْمِلَ عندَ كُلِّ شيءٍ يُتَأَذَّى به، ويُضْجَرُ منه.
أَو الأُفُّ: مَعْنَاه القِلَّةُ، والتُّفُّ إِتْبَاعٌ له، ومَنْسُوقٌ عَلَيه، وَمعناه كمَعْنَاه، وسيأْتِي في بابِه.
والأُفَّةُ، كقُفَّةٍ: الْجَبَانُ وبه فُسِّرَ حديثُ أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قال لَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حِينَ رأى النَّاسَ مُنْهَزِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ـ: «نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ غيْرَ أُفَّة» فكأَنَّ أَصْلَه: غير ذِي أُفَّةٍ، أي غيرَ مُتَأَفِّفٍ عن القتالِ، وقيل: الأُفَّةُ: الْمَعْدِمُ الْمُقِلُّ، ويُقَال: هو الرَّجُلُ القَذِرُ، والأَصلُ في ذلك كلِّه الأَفَفُ، مُحَرَّكَةً، وَهو الضَّجَرُ، والشَّيْءُ الْقَلِيلُ فمِن الأَوَّلِ أُخِذَ معنَى الجَبَانِ، ومن الثاني مَعْنَى المُقِلِّ المُعْدِمِ، وأُخِذَ الرجُلُ القَذِرُ مِن الأَفِّ، بمعنى وَسَخِ الظُّفُرِ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، في تفسيرِ حديثِ أَبي الدَّرْدَاءِ: يُرِيدُ أَنَّه غيرُ ضَجِرٍ ولا وَكِلٍ في الحربِ.
وقد سُمِّيَ اليَأْفُوفُ بمعْنَى الجَبَان لذلِك واليَأْفُوفُ المُرُّ مِنَ الطَّعَامِ، و، قال أَبو عمرو: الْيَأْفُوفُ: الخَفِيفُ السَّرِيعُ، واليَأْفُوفُ: الْحَدِيدُ الْقَلْبِ مِنَ الرِّجالِ، وقال غيره: هو والْيَهْفُوفُ سَوَاءٌ كَالأَفُوفِ، كَصَبُورٍ، وَالجَمْعُ يَآفِيف، قال:
هُوجًا يآفِيفَ صِغَارًا زُعْرًا
والْيَأْفُوفُ: فَرْخُ الدُّرّاجِ نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ، وقال الأَصْمَعِيُّ: الْيَأْفُوفُ: العَيِيُّ الْخَوَّارُ، وَأَنْشَدَ للرَّاعِي:
مُغَمَّرُ العَيْشِ يَأْفُوفٌ شَمَائِلُهُ *** نائِي الْمَوَدَّةِ لَا يُعْطِي ولَا يَسَلُ
وَيُرْوَى: «ولا يَصِل». والمُغَمَّرُ: المُغَفَّلُ.
والْإِفُّ، والْإِفَّانُ، بكَسْرِهما، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ويُفْتَح الثَّانِي، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ في التَّكْمِلَةِ، وصاحِبُ اللِّسَان والأَفَفُ، مُحَرَّكَةً، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ أَيْضًا، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وَهما عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. والتَّئِفَّةُ، كتحِلَّةٍ، قال الجَوْهَرِيُّ: وَهو تَفْعِلَةٌ: الحِينُ، والأَوانُ، يُقَال: كان ذلِكَ على إِفِّ ذاك، وإِفَّانِهِ، وأَفَفَهِ، وتَئِفَّتِهِ، أي: حِينِهِ وأَوانِهِ، قال يَزِيدُ بنُ الطَّثْرِيَّةِ:
على إِفِّ هِجْرَانٍ وسَاعَةَ خَلْوَةٍ *** مِنَ النَّاسِ يَخْشَى أَعْيُنًا أَنْ تَطَلَّعَا
وَحَكَى ابنُ بَرِّيّ، قال: في أَبْنِيةِ الكِتَاب تَئِفَّةٌ، فَعِلَّةٌ، قال: والظَّاهِرُ مع الجَوْهَرِيِّ، بدليلِ قَوْلِهِم: علَى إِفِّ ذلِك وَإِفَّانِهِ، قال أَبو عليّ: الصَّحِيحِ عندي أَنَّهَا تَفْعِلَةٌ، وَالصّحِيح فيه عن سِيبَوَيْهِ ذلِكَ، على ما حَكَاهُ أَبُو بكر أَنه في بَعْضِ نُسَخِ الكِتَابِ في بابِ زِيَادَةِ التَّاءِ، قال أَبو عليّ: وَالدّلِيلُ عَلَى زِيادتِهَا ما رَوَيْنَاهُ عن أَحمد عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، قال: يُقَال: أَتانِي في إِفَّانِ ذلِك، وأُفَّانِ ذلِكَ، وأَفَفِ ذلِك، وَتَئِفَّةِ ذلِك، وأَتَانَا على إِفِّ ذلِك، وإِفَّتِهِ، وأَفَفِهِ، وإِفَّانِهِ، وَتَئِفَّتِهِ، وعِدَّانِهِ، أي: علَى إِبّانِهِ ووَقْتِهِ، يَجْعَلُ تَئِفَّةً، فَعِلَّةً، والْفَارِسِيُّ يَرُدُّ عَلَيه ذلك بالاشْتِقَاقِ، ويَحْتَجُّ بِما تَقَدَّمَ.
والأُوفُوفةُ، بالضَّمِّ هكذا هو في نُسَخِ العُبَابِ، وَالتَّكْمِلَةِ، بِزيادةِ الوَاوِ قَبلَ الفاءِ، وفي اللِّسَانِ وغيرِه من الأُصُولِ بحَذْفِهَا، وقد جاءَ أَيضًا في بعضِ نُسَخِ الكتابِ هكذا، وهو المُكْثِرُ مِن قَوْلِ أُفِّ، وَفي العُبابِ: الذي لا يَزَالُ يقولُ لغيرِهِ: أُفِّ لك، وفي الْجَمْهَرَةِ: يُقَال: كان فلانٌ أَفُوفَةً، وهو الذي لا يَزَالُ يقولُ لبعضِ أَمْرِهِ: أُفِّ لَك، فذلِك الأُفُوفَةُ.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
أَفَّفَ به تأَفِيفًا، كَأَفَّفَهُ، وأُفًّا له، وأُفَّةً له أي: قَذَرًا، وَالتَّنْوِينُ للتَّنْكِيرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والأُفّ: النَّتْنُ، قالَه الزَّجَّاجُ، والأَفَفُ، مُحَرَّكَةً: وَسَخُ الأُذُنِ، وتأَفَّفَ به، كأَفَّفَهُ، ورَجلٌ أَفَّافٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ التَّأَفُّفِ، ويُقَال: كان علَى إِفَّةِ ذلك، أي أَوانِهِ.
وَالأُفَّةُ، كقُفَّةٍ: الثَّقِيلُ، قال ابنُ الأَثِيرِ: قال الخَطَّابِيُّ: أَرَى الأَصْلَ فيه الأَفَفَ، وهو الضَّجَرُ.
وَالْيَأْفُوفُ: الأَحْمَقُ الخَفِيفُ الرَّأْي.
وَاليَأْفُوفُ: الرَّاعِي، صِفَةٌ كَاليَخْضُورِ، والْيَحْمُومِ، كأَنَّهُ مُتَهَيِّئٌ لرِعَايتِه، عارِفٌ بأَوْقَاتِها، مِنْ قَوْلِهِم: جاءَ علَى إِفَّانِ ذلِكَ.
وَالْيَأْفُوفُ: الضَّعِيفُ.
وَالْيَأْفُوفَةُ: الْفَراشةُ، وبه فُسِّرَ حديثُ عَمْرِو بن مَعْدِيكَرِبَ، أَنه قال في بعضِ كلامِه: فُلانٌ أَخَفُّ مِن يأْفُوفَةٍ، وكذا وُجِدَ بخَطِّ الشيخِ رَضِيَ الدِّين الشَّاطِبِيِّ، وَقال الشاعرُ:
أَرَى كُلَّ يَأْفُوفٍ وكُلَّ حَزَنْبَلٍ *** وَشِهْذَارَةٍ تِرْعَابَةٍ قد تَضَلَّعَا
وَيُقَال: إِنه لَيُؤَفِّفُ عَلَيه، أي: يَغْتَاظُ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
69-تاج العروس (دسم)
[دسم]: الدَّسَمُ، محرَّكة: الوَدَكُ والوَضَرُ.وفي التَّهْذِيبِ: كلُّ شيءٍ له وَدَكٌ مِن اللّحْمِ والشَّحْمِ.
وأَيْضًا: الدَّنَسُ.
وقد دَسِمَ، كفَرِحَ، دَسْمًا فهو دَسِمٌ.
ويقالُ: يَدُهُ من الدَّسَمِ سَلِطَةَ.
ودَسَمَها، كنَصَرَها، دَسْمًا: جَامَعَها، عن كراعٍ، وهو مجازٌ. من دَسَمَ الجُرْحَ إذا جَعَل فيه الفَتِيلَ. وقيلَ: هو مِن دَسَمَ القارورَةَ إذا سَدَّها، وقالَ رُؤْبة يَصِفُ صرحًا.
إذا أَرَدْنا دَسْمَهُ تَنَفَّقا *** بناجِشات المَوْتِ أَو تَمَطَّقَا
وتَنَفَّقَ: تَشَقَّقَ مِن جَوانِبِه وعَمِل في اللَّحْمِ كهَيْئةِ الأَنْفاقِ، جَمْعُ نَفَقٍ، وهو كالسَّرَبِ، والناجِشاتُ: التي تُظْهِرُ المَوْتَ وتَسْتَخْرجُه؛ والتَّمَطُّقُ: التَّلَمُّظُ. كأَدْسَمَها.
ودَسَمَ الأَثَرُ: طَسَمَ كدَمَسَ؛ وفي الصِّحاحِ: مِثْلُ طَسَمَ.
ودَسَمَ المَطَرُ الأرْضَ يَدْسِمُها دَسْمًا: بَلَّها قَلِيلًا، وذلِكَ إذا لم يَبْلغْ أَن يبلَّ الثَّرَى، عن الزَّمَخْشرِيِّ.
ودَسَمَ البابَ دَسْمًا: أَغْلَقَهُ.
والدِّسَامُ، ككِتابٍ: السِّدادُ يُدْسَمُ به أَي يُسَدُّ.
وقالَ الجوْهَرِيُّ: الدِّسَامُ، بالكسْرِ: ما يُسَدُّ به الأُذُنُ والجُرْحُ ونَحْو ذلِكَ، تقولُ منه: دَسَمْتُهُ أَدْسُمُهُ، بالضمِّ.
والدِّسامُ: السِّدادُ، وهو ما يُسَدُّ به رأْسُ القارُورَةِ ونحوِها.
وفي بعضِ الأحادِيْثِ: إنَّ للشَّيْطانِ لَعُوقًا ودِسامًا؛ وهو ما يُسَدُّ به الُأذُنُ فلا تَعِي ذِكْرًا ولا مَوْعظةً، يَعْنِي أَنَّ له سِدادًا يَمْنَعُ مِن رُؤْيَةِ الحقِّ.
والدُّسْمَةُ، بالضمِّ: ما يُسَدُّ به خَرْقُ السِّقاءِ.
وأَيْضًا: غُبْرَةٌ إلى السَّوادِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: الدُّسْمَةُ السَّوادُ؛ ومنه قيلَ للحَبَشيِّ: أَبو دُسْمَة؛ وقد دَسِمَ بالكسْرِ، وهو أَدْسَمُ وهي دَسْماءُ.
والدُّسْمَةُ: الرَّدِيءُ مِن الرِّجالِ؛ وقيلَ: الدَّنيءُ؛ وقيلَ: الرَّذْلُ: أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لبَشيرٍ الفِرَبْرِيِّ:
شَنِئْتُ كلَّ دُسْمَةٍ قِرْطَعْنِ
والدَّيْسَمُ، كحَيْدَرٍ: وَلَدُ الثَّعْلَبِ من الكَلْبَةِ؛ أَو وَلَدُ الذِّئْبِ منها والسِّمْعُ: وَلَدُ الضَّبعِ مِن الذِّئْبِ؛ قالَهُ المبرِّدُ.
وقيلَ: الدَّيْسَمُ: الدُّبُّ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
إذا سَمِعَتْ صَوْتَ الوَبِيل تَشَنَّعَتْ *** تَشَنُّعَ فُدْسِ الغارِ أَو دَيْسَمٍ ذَكَر
أَو وَلَدُهُ.
قالَ الجوْهَرِيُّ: قلْتُ لأَبي الغَوْثِ يقالُ إنَّه وَلَدُ الذِّئْبِ مِن الكَلْبَةِ فقالَ: ما هو إلَّا وَلَدُ الدُّبِّ.
وقيلَ: الدَّيْسَمُ: فَرْخُ النَّحْلِ.
وأَيْضًا: الظُّلْمَةُ.
وأَيْضًا: السَّوادُ.
وأَيْضًا: نَباتٌ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
ودَيْسَمٌ: اسمُ أَبي الفَتْحِ اللّغَويّ صاحِبُ قُطْرُبٍ محمدِ بنِ المُسْتنيرِ اللّغَويّ.
وقالَ ابن دُرَيْدٍ: دَيْسَمٌ اسمٌ، وأَنْشَدَ:
أَخْشى على دَيْسَمَ من بَردِ الثَّرَى *** أَبى قَضاءُ الله إلَّا ما تَرَى
تَرَكَ صَرْفَه للضَّرُورَةِ.
والدَّيْسَمُ: الرَّفِيقُ بالعَمَلِ المُشْفِقُ كالدَّاسِمِ.
والدَّيْسَمُ: الثَّعْلَبُ.
والدَّيْسَمَةُ: الذُّرَّةُ، كما في الصِّحاحِ.
وسُئِلَ أَبو الفتْحِ صاحِبُ قُطْرُبٍ عن الدَّيْسَمِ فقالَ: هو الذُّرَّةُ.
وفي حدِيْث عُثْمانَ، رَضِيَ الله تعالَى عنه: أَنَّه رَأَى صَبيًّا تأْخُذُه العَيْنُ جَمَالًا فقالَ: دَسِّموا نُونَتَهُ؛ أَي سَوِّدُوها كَيْلَا تُصِيبَها، كذا في النسخِ، والصَّوابُ: كَيْلَا تُصِيبَه لعَيْنُ؛ ونُونَتُهُ: دائِرَتُه المَلِيحَةُ التي في حَنَكِه.
والدَّسِيمُ، كأَميرٍ: الكثيرُ الذِّكْرِ، كذا في النسخِ، والصَّوابُ: والدَّسِيمُ القَلِيلُ الذِّكْرِ كما هو نَصُّ ابنِ الأعْرَابيِّ؛ ومنه الحدِيْثُ الضَّعيفُ: لا يَذْكُرونَ اللهَ إلَّا دَسْمًا. رُوِي ذلِكَ عن أَبي الدّرْدَاء، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه، ونَصُّه: «أَرَضِيْتُم إنْ شَبِعْتُم عامًا أَلَّا تَذْكُرون اللهَ إلَّا دَسْمًا؛ يُرِيدُ ذِكْرًا قَلِيلًا.
وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: يَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ هذا مَدْحًا: أَي الذِّكْرُ حَشْوُ قُلوبِهِم وأَفْواهِهِم، وأَنْ يكونَ ذَمًّا أَي يَذْكُرونَ اللهَ ذِكْرًا قَلِيلًا، مَأْخُوذٌ مِن تَدْسِيمِ نونَةِ الصَّبِيِّ، وهو السَّوادُ الذي يُجْعَلُ خَلْفَ الأُذُنِ لكَيْلَا تُصِيبَه العَيْنُ، ولا يكونُ إلَّا قَلِيلًا.
وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هو مِن دَسَمَ المطرُ الأرضَ إذا لم يبلغْ أَن يَبُلَّ الثَّرَى.
وقالَ غيرُه: وقيلَ مَعْناه: لا يَذْكُرونَ اللهَ، إلَّا دَسْمًا أَي ما لَهُمْ إلَّا الأَكْل ودَسْم الأَجْوافِ.
ومِثْلُه في احْتِمالِ المَدْحِ والذَّمِ الحدِيْثُ الآخَرُ: «ذاكَ رجُلٌ لا يَتَوسَّدُ القُرْآنَ»، على ما مَرَّ في حَرْفِ الدالِ.
ودُسْمانُ، بالضمِّ: موضع.
ودَسَمَ البَعيرَ يَدْسمُهُ دَسْمًا: طَلاهُ بالهناءِ.
ودَسْمٌ: موضع، قُرْبَ مكَّةَ، شَرَّفَها الله تعالَى.
ويقالُ: أَنا على دَسْمِ الأَمْرِ: أَي طَرَفٍ منه.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَدَسَّمَ مِثْلُ دَسَمَ، أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لابنِ مُقْبِل:
وقِدْر ككَفِّ القِرْدِ لا مُسْتَعِيرُها *** يُعارُ ولا مَنْ يَأْتِها يَتَدَسَّمُ
وتَدْسِيمُ الشَّيءِ: جَعْلُ الدَّسَمِ عليه.
والدَّسْمُ بالفتحِ لُغَةٌ في الدَّسَمِ، عن القُرْطبيّ.
قالَ الوليُّ العِراقيُّ في شرْحِ سننِ أَبي دَاوُد ولم نَرَه لغيرِهِ مِن أَهْلِ اللّغَةِ والحدِيْث: وثِيابٌ دُسْمٌ، بالضمِ؛ أَي وَسِخَةٌ.
ويقالُ للرجُلِ إذا تَدَنَّسَ بمَذَامِّ الأخْلاقِ إنَّه لَدَسِمُ الثوبِ، وهو كقَوْلِهِم: فلانٌ أَطْلَسُ الثوبِ؛ وقالَ:
لا هُمَّ إنَّ عامِرَ بن جَهْمِ *** أَوْ ذَمَ حَجًّا في ثِيابٍ دُسْمِ
أَي حَجَّ وهو مُتَدَنِّسٌ بالذّنوبِ.
ويقالُ: فلانٌ أَدْسَم الثوبِ ودَسِمُ الثوبِ إذا لم يكنْ زَاكِيًا، وقوْلُ رُؤْبَة يَصِفُ سَيْحَ ماءٍ:
مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَو مَدْسُوما *** فَخِمْنَ إذ هَمَّ بأَنْ يَخِيما
المَدْسُومُ: المَسْدُودُ والدَّسْمُ حَشْوُ الجَوْفِ.
وتَدَسَّمُوا: أَكَلُوا الدّسْمَ.
ومَرَقَةٌ دَسِمَةٌ.
وعمامَةٌ دَسِمَةٌ ودَسْماءُ: سَوْدَاء.
ويقالُ للمُسْتحاضَةِ: ادْسِمِي وصَلِّي.
والدَّسِمُ: الْأَحْمَسُ الأسْوَدُ الدّنِيءُ مِن الرِّجالِ، وقد جاءَ ذِكْرُه في حدِيْثِ الفتْحِ. قلْتُ: ومنه أُخِذَ الدُّحْمُسانُ.
ويقالُ: ما فيه دَيْسم دَسَم: لِمَنْ لا فائِدَةَ فيه.
وما أَنْتَ إلَّا دُسْمَه: أَي لا خَيْر فيكَ وهو مجازٌ.
ودَيْسم الدوسيّ: تابِعِيُّ ثِقَةٌ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
70-تاج العروس (حشن)
[حشن]: الحَشَنُ، محرَّكةً: الوَسَخُ اللَّزِجُ من دَسَمِ اللَّبَنِ يَتَراكَبُ في داخِلِ الوَطْبِ.وقد أَحْشَنَ فلانٌ السّقِاءَ: إِذا أَكْثَرَ اسْتِعْمالَه بحَقْنِ اللَّبَنِ فيه، ولم يَتَعَهَّدْه بالغَسْلِ، ولا بما يُنَظِّفُه مِن الوَضَرِ والدَّرَنِ؛ فأَرْوَحَ وتَغَيَّر باطنُه ولَزِقَ به وسَخُهُ، فحَشِنَ، كَفَرِحَ، يَحْشَنُ حَشَنًا؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ:
وإِن أَتاها ذُو فِلاقٍ وحَشَنْ *** تُعارِض الكَلْبَ إِذا الكلبُ رَشَنْ
والحِشْنَةُ، بالكسْرِ: الحِقْدُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبيدٍ:
أَلا لا أَرَى ذا حِشْنةٍ في فؤادِهِ *** يُحَمْجِمُها إِلَّا سيَبْدُو دَفينُها
وقالَ شَمِرٌ: لا أَعْرِفُ الحِشْنَةَ، وأُراهُ مَأْخُوذًا مِن حَشِنَ السِّقاءُ إِذا لَزِقَ به وَضَرُ اللَّبَنِ.
والمُحاشَنَةُ: السِّبابُ.
والتَّحَشُّنُ: الاكْتِسابُ؛ عن ابنِ بَرِّي؛ وأَنْشَدَ لأَبي مَسْلَمَةَ المُحارِبيِّ:
تَحَشَّنْتُ في تلك البلادِ لعلَّني *** بعاقِبَةٍ أُغْني الضَّعيفَ الحَزَوَّرا
والمُحْشَئِنُّ، كمُطْمَئِنِّ: الغَضْبانُ؛ والخاءُ لُغَةٌ فيه.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الحِشَانُ، بالكسْرِ: سِقاءٌ متغيِّرُ الرِّيحِ.
والتَّحَشُّنُ: التَّوَسُّخُ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
71-تاج العروس (لجن)
[لجن]: اللَّجْنُ: اللَّحْسُ؛ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ الحَيْسُ. وكلُّ ما حِيسَ في الماءِ فقد لُجِنَ.وأَيْضًا: خَبْطُ الوَرَقِ وخَلْطُهُ بدَقِيقٍ أَو شَعِيرٍ كالتَّلْجينِ. يقالُ: لَجَنَ الوَرَقَ يَلْجُنُه لَجْنًا.
وقالَ أَبو عُبيدَةَ: لَجَّنْتُ الخِطْمِيَّ ونَحْوه تَلْجِينًا وأَوخَفْتُه: إذا ضَرَبْته بيدِكَ ليَثْخُنَ.
واللَّجَنُ، محرّكَةً، كذا في النسخِ والصَّوابُ واللَّجِينُ كأَميرٍ كما في الصِّحاحِ وغيرِهِ: الخَبَطُ المَلْجونُ.
قالَ اللَّيْثُ: هو وَرَقُ الشجَرِ يُخْبَطُ ثم يُخْلَطُ بدِقيقٍ أَو شَعيرٍ فيَعْلِفُ الإِبِلَ، وكلُّ ورَقٍ أَو نحْوِه فهو مَلْجونٌ، أَو لَجِينٌ.
وفي الصِّحاحِ: اللَّجِينُ: الخَبَطُ، وهو ما سَقَطَ من الوَرَقِ عنْدَ الخَبْطِ؛ وأَنْشَدَ الشمَّاخ:
وماءٍ قد وَرَدْتَ لوَصْلِ أَرْوَى *** عليه الطَّيْرُ كالوَرَقِ اللَّجِينِ
وفي حدِيثِ جَرِير: «وإذا أَخْلَفَ كان لَجِينًا».
قالَ ابنُ الأثيرِ: وذلكَ أنَّ وَرَقَ الأَرَاكِ والسَّلَم يُخْبَطُ فيَسْقُط ويَجِفُّ ثم يُدَقُّ حتى يتَلَجَّن أَي يَتَلَزَّج، وهو فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
واللّجِنُ، ككَتِفٍ*: الوَسَخُ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:
يَعْلَونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضَاحِيةً *** على سَعابيبِ ماءِ الضَّالةِ اللَّجِنِ
ورَوَاهُ الجوْهرِيُّ: اللَّجِزُ، بالزَّاي، وهو تَصْحيفٌ مَرَّ الكَلامُ عليه في الزَّاي مُفَصّلًا.
وتَلَجَّنَ الشَّيءُ: تَلَزَّجَ.
وتَلجَّنَ وَرَقُ السِّدْرِ: إذا لُجِنَ مَدْقوقًا.
وتَلَجَّنَ رأْسَهُ: غَسَلَه فلم يُنْقِه، هكذا هو في النسخ بنَصْبِ رَأْسه، والصَّوابُ في العبارَةِ والرأْسُ غُسِلَ فلم يُنْقَ مِن وَسخِه، فإنَّ تلجَّنَ غيْرُ متعدٍّ.
وفي المُحْكم: تَلَجَّنَ الرأْسُ: اتَّسَخَ، وهو مِن التَّلَزُّج؛ زادَ الزَّمَخْشريُّ: حتى تَلَبَّدَ، وهو مجازٌ.
ولَجَّنَ البَعِيرُ لِجانًا، ظاهِرُ سِياقِه بالفتْحِ والصَّحِيحُ بالكسْرِ، ولُجُونًا، بالضَّمِّ: حَرَنَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: اللِّجانُ في الإِبِلِ كالحِرَانِ في الخَيْلِ.
ولَجَنَ، بالفتْحِ، في المَشْيِ: ثَقُلَ وناقَةٌ لَجُونٌ: حَرُونٌ؛ وجَمَلٌ لَجُونٌ كذلِكَ.
وقالَ بعضُهم: لا يقالُ جَمَلٌ لَجُونٌ، إنَّما تُخَصُّ به الإِناثُ.
وناقَةٌ لَجُونٌ أَيْضًا: ثَقِيلَةُ المَشْي.
وفي الصِّحاحِ: ثَقِيلَةٌ في السَّيْرِ؛ وقالَ أَوْس:
ولقد أَرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرَةٍ *** عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ غير لَجُونِ
واللُّجَيْنُ، كزُبَيْرٍ: الفِضَّةُ، لا مكبر له جاءَ مُصَغَّرًا كالثُّرَيَّا والكُمَيْتِ.
قالَ ابنُ جنِّي: يَنْبَغِي أَنْ يكونَ إنَّما أَلْزمُوا التَّحْقِير هذا الاسم لاسْتِصغارِ مَعْناه ما دامَ في تُرابِ مَعْدِنِه.
ومِن المجازِ: اللَّجِينُ، كأَميرٍ: زَبَدُ أَفْواهِ الإِبِلِ، على التَّشْبيهِ بلَجِينِ الخِطْمِيّ. يقالُ: رَمَى الفَحْلُ بلَجِينِهِ؛ قالَ أَبو وَجْزَةَ:
كأَنَّ الناصِعاتِ الغُرَّ منها *** إذا صَرَفَتْ وقَطَّعَتِ اللَّجِينا
واللَّجْنةُ، بالفتْحِ: الجَماعَةُ يَجْتَمِعونَ في الأَمْرِ ويَرْضَوْنَهُ.
ولَجِنَ به، كفَرِحَ: عَلِقَ.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تلجَّنَ القَوْمُ: أَخَذُوا الوَرَقَ ودَقُّوه وخَلَطُوه بالنَّوى للإِبِل.
واللُّجَيْنِيَّةُ: الدَّرَاهِمُ المَنْسوبَةُ إلى اللُّجَيْنِ.
ولَجِنَ المُشْطُ في رأْسِه: لم ينفُذْ فيه مِن وسَخِه.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
72-تاج العروس (لثي)
[لثي]: ي اللَّثَى، كاللَّعَى؛ بالفَتْح مَقصُورٌ يُكْتَبُ بالياءِ قاله القالِي؛ شيءٌ يَسْقُطُ من شَجَرِ السَّمُرِ؛ كما في المُحْكم.وفي الصِّحاح: هو ماءٌ يَسِيلُ من الشجَرِ كالصّمَغِ فإذا جَمدَ فهو صُعْرُورٌ.
وقال القالِي عن أَحْمَدَ بنِ يَحْيى: اللّثَى الصَّمَغ؛ وأَنْشَدَ لبعضِ الأعْرابِ:
نَحنُ بَنُو سِواءَةَ بنِ عامِرِ *** أَهلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغافِرِ
وفي التَّهذيبِ: اللَّثَى ما سَالَ من مَاءِ الشَّجَرةِ من ساقِها خاثِرًا. وقيلَ: شيءٌ يَنْضَحُه الثُّمامُ فما سَقَطَ منه على الأرضِ أُخِذَ وجُعِلَ في ثَوْبٍ وصُبَّ عليه الماءُ، فإذا سَالَ من الثّوْبِ شُرِبَ حُلوًا، ورُبَّما عقد؛ قالَهُ ابنُ السِّكِّيت.
قالَ الأزْهرِي: يَسِيلُ من الثّمامِ وغيرِهِ، وللعُرْفُط لَثًى حُلو يقالُ له المَغافِيرُ.
وفي كتابِ الجيمِ: لَثَى الثّمام ما يَقَعُ من دَسَمِه إلى الأرْضِ؛ وأَنْشَدَ:
يخبطها طاح من الخدام *** جخادب فوق لثى الثمام
وقال أَبو حنيفَةَ: اللَّثَى ما رَقَّ من العُلُوكِ حتى يَسِيلَ فيَجْرِي ويَقْطُر.
وقد لَثِيَتِ الشَّجَرَةُ، كرَضِيَ لَثًا؛ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ أنْ يُكْتَبَ بالياءِ؛ فهي لَثِيَةٌ، كفَرِحَةٍ: خَرَجَ منها اللَّثَى؛ في التَّهذيبِ: سَالَ؛ كأَلْثَتْ، عن ابنِ سِيدَه.
ولَثِيَتِ الشَّجَرَةُ: نَدِيَتْ. وخَرَجْنا نَلْتَثِي ونَتَلَثَّى: أَي نأخُذُها؛ وفي المُحْكم: نأخُذُه.
وأَلْثاهُ: أَطْعَمَهُ ذلكَ.
واللَّثِيُّ، كغَنِيِّ: المُولَعُ بِأَكْلِهِ؛ وفي التَّهذيبِ: بأكْلِ الصّمْغِ.
وقال ابنُ الأعْرابِي: والقِياسُ لَثَوِيٌّ.
وامرأَةٌ لَثِيَةٌ، كفَرِحَةٍ، ولَثْياءُ، وفي المُحْكم: لَثْواءُ: يَعْرَقُ قُبُلُها وجَسَدُها. وفي التَّهْذِيبِ: امْرأَةٌ لَثِيَةٌ إذا كانَتْ رَطْبَةَ المَكانِ، ونِساءٌ العَرَبِ يَتَسابَبْنَ به، وإذا كانَتْ يابِسَتَه فهي الرَّشُوفُ، ويُحْمَدُ ذلك منها.
وفي كتابِ أَبي عليِّ القالِي: يقالُ للرَّجُل يابْنَ اللَّثِيَة إذا شُتِمَ وَعُيِّرَ بأُمِّه، يَعْنِي العَرَقَ في هَنِها.
واللَّثَى، كالفَتَى: النَّدَى نَفْسَه، كذا في كتابِ الجيمِ؛ أَو شَبِيهُهُ.
قالَ الأخْفَش: أصْلُ اللَّثَى الصَّمَغُ يَخْرُجُ مِن السَّمُرَةِ قاطِرًا ثم يَجْمَد، ثم تَتَّسِعُ العَرَبُ فتُسَمِّي كلّ نَدًى وقاطِرٍ لَثًى.
واللَّثَى: وَطْءُ الأَخْفافِ، وفي التَّكْمِلَةِ: الأقْدامِ، في ماءٍ أَو دَمٍ؛ وفي المُحْكم: إذا كانَ مع ذلكَ نَدًى مِن ماءٍ أَو دَمٍ؛ وأَنْشَدَ:
بِهِ مِن لَثى أَخْفافِهِنَّ نَجِيعُ
واللَّثَى: اللَّزِجُ مِن دَسَمِ اللَّبَنِ؛ عن كُراعٍ.
وقالَ ابنُ ولَّاد: اللَّثَى وَسَخُ الوَطْبِ.
وفي التكمِلَةِ: هو ما يلزقُ بالسّقاءِ أَو الإناءِ من لَثَقٍ وبَلَلٍ وَوَسَخٍ.
واللَّثاةُ: اللهاةُ، وسيَأْتِي اللهاةُ قَرِيبًا.
وأَيْضًا: شَجَرَةٌ كالسِّدْرِ؛ كاللَّثَةِ، كعِدَةٍ فيهما.
قالَ الجَوْهرِي: اللِّثَةُ، بالتَّخْفِيفِ: ما حَوْلَ الأسْنانِ، وأَصْلُها لِثَيٌ. والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ، وجَمْعُها لِثاتٌ ولِثًى؛ ومِثْلُه في المِصْباح.
وفي المُحْكم: اللِّثةُ مَغْرِزُ الأسْنانِ، وجَمْعُها لِثًى، عن ابنِ الأعْرابي.
وقال الأزْهرِي: في اللِّثةِ الدُّرْدُوْرُ، وهو مَخارِجُ الأسْنانِ، وفيها العُمورُ، وهو ما تَصَعَّد بينَ الأسْنانِ.
وفي النهايَةِ: اللِّثةُ عُمورُ الأسْنانِ، وهي مَغارِزُها.
ولَثِيَ، كرَضِيَ: شَرِبَ الماءَ قَلِيلًا؛ عن ابنِ الأعْرابِي، ولكنَّه مَكْتوبٌ بالألفِ، قالَ: وأَيْضًا لَحِسَ القِدْرَ شَديدًا؛ وليسَ في نصِّه شَديدًا.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
تَلَثَّى الشَّجَرُ: سَالَ منه اللَّثَى.
وأَلْثَتِ الشَّجرَةُ ما حَوْلَها: نَدَّتْهُ.
وفي الصِّحاحِ: أَلْثَتِ الشَّجرَةُ ما حَوْلَها إذا كانت يَقْطُر منها ماءٌ: زادَ القالِي بعدَ قوْلِه ما حَوْلَها: لَثًى شَدِيدًا.
ولَثَى الثّوبِ: وسخُه؛ وكذا مِن الوَطْبِ.
وقد لَثِيَ الثَّوْبُ يَلْثَى لَثًى: ابْتَلَّ من العَرَقِ واتَّسَخَ.
ولَثِيَتْ رِجْلِي من الطِّينِ تَلْثَى: تَلَطَّخَتْ به؛ عن الأزْهرِي.
وثوبٌ لَثٍ، على فَعِلٍ: إذا ابْتَلَّ من العَرَقِ؛ عن الجَوْهرِي. زادَ الأخْفَش: ولاثٍ مثْلُ حذرٍ وحاذِرٍ.
واللَّثَى يُشَبَّه به الرِّيقُ؛ ومنه قولُ الشاعرِ:
عَذْبَ اللَّثَى تَجْرِي عليه البَرْهَما
ويُرْوَى: عَذْبَ اللِّثى، بالكسْرِ، جَمْعُ لِثةٍ.
وفي كِتابِ الجِيمِ: أرضٌ قد أَلْثاها النَّدَى: أَي ندَّاها؛ قالَ: واللَّثَى ما لَصَقَ من البَوْلِ؛ وأَنْشَدَ:
يحابي بنا في الحقّ كلّ حبلَّقْ *** لَثَى البولِ عن عَرْنينِهِ يَتَفَرّقْ
وذاتُ اللّثى: وادٍ، عن نَصْر.
ولَثَى الكَلْبُ ولجِذَ ولَجِنَ: إذا وَلَغَ في الإناءِ، حَكَاهُ سَلمةُ عن الفرَّاء عن الدُّبَيْريَّة.
وتُجْمَعُ اللّثةُ على لُثِيٍّ، كعُتِيِّ؛ عن الفرَّاء.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
73-لسان العرب (صدأ)
صدأ: الصُّدْأَةُ: شُقْرةٌ تَضْرِبُ إِلَى السَّوادِ الغالِبِ.صَدِئَ صَدَأً، وَهُوَ أَصْدَأُ والأُنثى صَدْآءُ وصَدِئةٌ، وَفَرَسٌ أَصْدَأُ وجَدْيٌ أَصْدَأُ بيِّن الصَّدَإِ، إِذَا كَانَ أَسودَ مُشْرَبًا حُمْرةً، وَقَدْ صَدِئَ.
وعَناقٌ صَدْآءُ.
وَهَذَا اللَّوْنُ مِنْ شِياتِ المعِز والخَيْل.
يُقَالُ: كُمَيْتٌ أَصْدَأُ إِذَا عَلَتْه كُدْرةٌ، وَالْفِعْلُ عَلَى وَجْهَيْنِ: صَدِئَ يَصْدَأُ وأَصْدَأَ يُصْدِئُ.
الأَصمعي فِي بَابِ أَلوان الإِبل: إِذَا خالَطَ كُمْتةَ البَعِيرِ مثْلُ صَدَإ الْحَدِيدِ فَهُوَ الحُوَّةُ.
شَمِرٌ: الصَّدْآءُ عَلَى فَعْلاء: الأَرض الَّتِي تَرى حَجَرها أَصْدَأَ أَحمر يَضْرِب إِلَى السَّواد، لَا تَكُونُ إلَّا غَلِيظة، وَلَا تَكُونُ مُسْتَوِيةً بالأَرض، وَمَا تحتَ حِجارة الصدْآء أَرض غَلِيظةٌ، وَرُبَّمَا كَانَتْ طِينًا وحِجارةً.
وصُداء، مَمْدُودٌ: حَيٌّ مِنَ اليَمَنِ.
وَقَالَ لَبِيدٌ:
فَصَلَقْنا فِي مُراد صَلْقةً، ***وصُداءٌ أَلْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ
والنِّسبةُ إِلَيْهِ صُداويٌّ بِمَنْزِلَةٍ الرُهاوِي.
قَالَ: وَهَذِهِ المَدَّةُ، وَإِنْ كَانَتْ فِي الأَصل يَاءً أَو واوا، فإنما تُجْعَلُ فِي النِّسبة وَاوًا كراهيةَ الْتِقَاءِ الْيَاءَاتِ.
أَلا تَرَى أَنك تَقُولُ: رَحًى ورَحَيانِ، فَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ أَلف رَحًى يَاءٌ.
وَقَالُوا فِي النِّسْبَةِ إِلَيْهَا رَحَوِيٌّ لِتِلْكَ العِلّة.
والصَّدَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: الطَّبَعُ والدَّنَسُ يَرْكَب الحديدَ.
وصَدَأُ الحديدِ: وسَخهُ.
وصَدِئَ الحديدُ ونحوهُ يَصْدَأُ صَدَأً، وَهُوَ أَصْدَأُ: عَلاه الطَّبَعُ، وَهُوَ الوسَخُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «إنَّ هَذِهِ القُلوب تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الحَدِيدُ، وَهُوَ أَن يَرْكَبَها الرَّيْنُ بِمُباشَرةِ المَعاصِي والآثامِ، فَيَذْهَبَ بِجَلائِها، كَمَا يَعْلُو الصَّدأُ وجْهَ المِرآةِ والسَّيْفِ وَنَحْوَهُمَا».
وكَتِيبةٌ صَدْآء: عِلْيَتُها صَدَأُ الحَديد، وكَتِيبةٌ جَأْواء إِذَا كَانَ عِلْيَتُها صدأَ الْحَدِيدِ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنه سأَلَ الأُسْقُفَّ عَنِ الخُلَفاء فحَدَّثه حَتَّى انْتَهَى إِلَى نَعْتِ الرَّابِع مِنْهُمْ فَقَالَ: صَدَأٌ مِنْ حَدِيدٍ»، وَيُرْوَى: صَدَعٌ مِنْ حَدِيدٍ، أَرادَ دَوامَ لُبْس الحَدِيد لاتِّصال الْحُرُوبِ فِي أَيام عليٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمَا مُنِيَ بِهِ مِنْ مُقاتَلةِ الخَوارِج والبُغاة ومُلابَسةِ الأُمُورِ المُشْكِلة والخُطُوبِ المُعْضِلة، وَلِذَلِكَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وا دَفْراه، تضَجُّرا مِنْ ذَلِكَ واستِفْحاشًا.
وَرَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ غَيْرَ مَهْمُوزٍ، كأَنَّ الصَّدَا لُغَةٌ فِي الصَدَع، وَهُوَ اللَّطِيفُ الجِسْمِ.
أَراد أَنَّ عَلِيًَّا خَفيفُ الجِسْمِ يَخِفُّ إِلَى الحُروب، وَلَا يَكْسَلُ، لِشدّة بأْسه وشجاعَته.
ويَدِي مِن الحَدِيد صَدِئةٌ أَي سَهِكةٌ.
وَفُلَانٌ صاغِرٌ صَدِئ إِذَا لَزِمَه صَدَأُ العارِ واللَّوْمِ.
وَرَجُلٌ صَدَأ: لَطِيفُ الجِسمِ كَصَدَعٍ.
وَرُوِيَ الْحَدِيثُ: صَدَعٌ مِنْ حَدِيدٍ.
قَالَ: والصَّدأُ أَشبهُ بِالْمَعْنَى، لأَن الصَّدَأَ لَهُ دَفَرٌ، وَلِذَلِكَ قَالَ عمر وا دَفْراه، وَهُوَ حِدّةُ رائحةِ الشَّيْءِ خَبِيثًا كَانَ أَو طَيِّبًا.
وأَما الذَّفَرُ، بِالذَّالِ، فَهُوَ النَّتْن خَاصَّةً.
قَالَ الأَزهري: وَالَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ شَمِرٌ مَعْنَاهُ حَسُنَ.
أَراد أَنه، يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خفيفٌ يَخِفُّ إِلَى الحُرُوب فَلَا يَكْسَلُ، وَهُوَ حَدِيدٌ لشدةِ بأْسه وشَجاعتِه.
قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}.
وصَدْآءُ: عَيْنٌ عَذْبَةُ الْمَاءِ، أَو بِئْرٌ.
وَفِي الْمَثَلِ: ماءٌ وَلَا كَصَدْآءَ.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَنْ أَمثالهم فِي الرَّجُلَيْنِ يكونانِ ذَوَيْ فَضْلٍ غَيْرَ أَن لأَحدهما فَضْلًا عَلَى الْآخَرِ قَولهم: ماءٌ وَلَا كَصَدْآءَ، وَرَوَاهُ الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: وَلَا كَصَدَّاءَ، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ والمَدّة، وَذَكَرَ أَن المثَل لقَذورَ بِنْتِ قَيْسِ بْنِ خَالِدٍ الشَّيباني، وَكَانَتْ زَوْجَةَ لَقِيط بْنِ زُرارةَ، فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ رجُل مِنْ قَومها، فَقَالَ لَهَا يَوْمًا: أَنا أَجملُ أَم لَقِيطٌ؟ فَقَالَتْ: ماءٌ وَلَا كَصَدْآء أَي أَنت جَميلٌ ولستَ مثلَه.
قَالَ الْمُفَضَّلُ: صَدَّاءُ: رَكِيّةٌ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَاءٌ أَعذب مِنْ مَائِهَا، وَفِيهَا يَقُولُ ضِرارُ بْنُ عَمرو السَّعدي:
وإِني، وتَهْيامي بزَيْنَبَ، كَالَّذِي ***يُطالِبُ، مِنْ أَحْواضِ صَدَّاءَ، مَشْرَبا
قَالَ الأَزهري: وَلَا أَدري صدَّاء فَعَّالٌ أَو فَعَلَاءُ، فإِن كَانَ فَعَّالًا: فَهُوَ مِنْ صَدا يَصْدُو أَو صَدِيَ يَصْدَى.
وَقَالَ شَمِرٌ: صَدا الهامُ يَصْدُو إِذَا صاحَ، وإِن كَانَتْ صَدَّاءُ فَعْلاء، فَهُوَ مِنَ المُضاعَفِ كَقَوْلِهِمْ: صَمَّاء مِنَ الصَّمَم.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
74-لسان العرب (لزج)
لزج: اللَّزَجُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ اللَّزِجِ.ولَزِجَ الشيءُ أَي تَمَطَّطَ وتمدَّدَ.
ابْنُ سِيدَهْ: لزِجَ الشيءُ لَزَجًا ولُزُوجةً وتَلَزَّجَ عَلَيْكَ، وَشَيْءٌ لَزِجٌ مُتَلَزِّجٌ، ولَزِجَ بِهِ أَي غَرِيَ بِهِ.
وَيُقَالُ للطعامِ أَو الطِّيب إِذا صَارَ كالخِطْميِّ: قَدْ تَلَزَّجَ.
وتَلَزَّجَ رأْسُه أَيضًا إِذا غسَلَه فَلَمْ يُنْقِ وسَخَه.
وأَكلت شَيْئًا لزِجَ بإِصْبَعِي يَلْزَجُ أَي عَلِقَ.
وَزَبِيبَةٌ لَزِجةٌ.
والتَّلَزُّجُ: تَتَبُّعُ البُقُولِ والرِّعْيِ الْقَلِيلِ مِنْ أَوله وَفِي آخِرِ مَا يَبْقَى.
والتَّلَزُّجُ: تَتَبُّع الدابّةِ البُقُولَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِمارًا وأَتانًا:
وفَرَغا مِنْ رَعْيِ مَا تَلَزَّجا تَلَزَّجا: تتَّبعا الكلأَ وطَلباه.
تَلَزَّجَ: فِعْلُ المِسْحَلِ والأَتانِ، زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: لأَن النَّبَاتَ إِذا أَخَذَ فِي اليُبْسِ غَلُظَ ماؤُه فَصَارَ كلُعاب الخِطْمِيِّ.
وتَلَزَّجَ البَقْلُ إِذا كَانَ لَدْنًا فَمَالَ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ.
وتَلَزَّجَ النباتُ: تَلَجَّنَ.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
75-لسان العرب (كمد)
كمد: الكَمْدُ والكُمْدَةُ: تغيرُ اللونِ وذَهابُ صَفَائِهِ وبقاءُ أَثَرِه.وكَمَدَ لونُه إِذا تغيَّر، ورأَيتُه كامِدَ اللَّوْنِ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا: «كَانَتْ إِحدانا تأْخُذُ الماءَ بِيَدِهَا فَتَصُبُّ عَلَى رأْسها بإِحْدى يَدَيْهَا فَتُكْمِدُ شِقَّها الأَيمنَ»؛ الكَمْدَةُ: تغيرُ اللونِ.
يُقَالُ: أَكمَدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثوبَ إِذا لَمْ يُنَقِّه.
وَرَجُلٌ كامدٌ وكَمِدٌ: عابِسٌ.
والكَمعدُ: هَمٌّ وحُزن لَا يُسْتَطَاعُ إِمضاؤه.
الْجَوْهَرِيُّ: الكَمَدُ الْحُزْنُ الْمَكْتُومُ.
وكمَدَ القصَّارُ الثوبَ إِذا دَقَّه، وَهُوَ كمَّادُ الثوبِ.
ابْنُ سِيدَهْ: والكَمَد أَشدُّ الْحُزْنِ.
كمِدَ كَمَدًا وأَكْمَده الْحُزْنُ.
وكَمِدَ الرجلُ، فَهُوَ كَمِدٌ وكَمِيدٌ.
وتَكْمِيدُ العُضْوِ: تَسْخِينُهُ بِخرَق وَنَحْوِهَا، وَذَلِكَ الكِمادِ، بِالْكَسْرِ.
والكِمادَةُ: خرْقة دَسِمَةٌ وسخَةٌ تُسَخَّنُ وَتُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الْوَجَعِ فَيُسْتَشْفَى بِهَا، وَقَدْ أَكْمَدَه، فَهُوَ مَكْمود، نَادِرٌ.
وَيُقَالُ: كَمَدْتُ فُلَانًا إِذا وَجِعَ بعضُ أَعضائه فسَخَّنْتَ لَهُ ثَوْبًا أَو غَيْرَهُ وَتَابَعْتَ عَلَى مَوْضِعِ الْوَجَعِ فَيَجِدُ له راحة، وهو التكنيدُ.
وَفِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: «رأَيت رَسُولَ اللَّهِ» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ سعِيدَ بنَ العاصِ فَكَمَّده بِخِرْقَةٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «الكِمادُ أَحبّ إِليَّ مِنَ الكَيّ».
وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنها قَالَتْ: الكِمادُ مَكَانُ الْكَيِّ، والسَّعُوطُ مكانُ النَّفْخِ، واللَّدُودُ مَكَانُ الغمْزِ
أَي أَنه يُبْدَلُ مِنْهُ ويَسُدُّ مَسَدَّه، وَهُوَ أَسهل وأَهون.
وَقَالَ شَمِرٌ: الكِمادُ أَن تؤخَذَ خِرْقة فتُحْمَى بِالنَّارِ وَتُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الوَرَم، وَهُوَ كَيٌّ مِنْ غَيْرِ إِحراق؛ وقولُها: السَّعُوطُ مَكَانُ النَّفْخِ، هُوَ أَن يُشْتَكَى الحَلْقُ فيُنْفَخَ فِيهِ، فَقَالَتْ: السَّعوط خَيْرٌ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: النَّفْخُ دَوَاءٌ يُنْفَخُ بالقَصَب فِي الأَنف، وَقَوْلُهَا: اللَّدُودُ مَكَانُ الْغَمْزِ، هُوَ أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فتُغمَزَ بِالْيَدِ، فَقَالَتْ: اللَّدُودُ خَيْرٌ مِنْهُ وَلَا تَغْمِزْ باليد.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
76-لسان العرب (طلس)
طلس: الطَّلْسُ: لُغَةٌ فِي الطِّرْس.والطَّلْسُ: المَحْوُ، وطَلَسَ الْكِتَابَ طَلْسًا وطَلَّسه فتَطَلَّسَ: كطَرَّسه.
وَيُقَالُ لِلصَّحِيفَةِ إِذا مُحِيَتْ: طِلْس وطِرْسٌ؛ وأَنشد: " وجَوْنِ خَرْقٍ يَكْتَسي الطُّلُوسا يَقُولُ: كأَنما كُسِيَ صُحُفًا قَدْ مُحِيَتْ مَرَّةً لدُرُوس آثَارِهَا.
والطِّلسُ: كِتَابٌ قَدْ مُحِيَ وَلَمْ يُنعَمْ مَحْوُه فَيَصِيرُ طِلْسًا.
وَيُقَالُ لجِلْدِ فَخِذِ الْبَعِيرِ: طِلْسٌ لِتَسَاقُطِ شَعْرِهِ ووَبَرِه، وإِذا مَحَوْتَ الْكِتَابَ لِتُفْسِدَ خَطَّهُ قُلْتَ: طَلَسْتُ، فإِذا أَنعمت مَحْوَهُ قُلْتَ: طَرَسْتُ.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه أَمَرَ بطَلْس الصُّوَرِ الَّتِي فِي الْكَعْبَةِ "؛ قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ بطَمْسِها ومَحْوِها.
وَيُقَالُ: اطْلِسِ الكتابَ أَي امْحُه، وطَلَسْت الكِتابَ أَي مَحَوْتُهُ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «قولُ لَا إِله إِلا اللَّه يَطْلِس مَا قَبْلَهُ مِنَ الذُّنُوبِ».
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: «قَالَ لَهُ لَا تَدَعْ تِمْثالًا إِلا طَلَسْتَه»أَي مَحَوْتَه، وَقِيلَ: الأَصل فِيهِ الطُّلْسَةُ وَهِيَ الغُبْرَةُ إِلى السَّوَادِ.
والأَطْلَسُ: الأَسودُ والوَسَخُ.
والأَطْلَسُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ، وَكَذَلِكَ الطِلْسُ بِالْكَسْرِ، وَالْجَمْعُ أَطْلاسٌ.
يُقَالُ رَجُلٌ أَطْلَسُ الثَّوْبِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمارِ، لَيْسَ لَهُ ***إِلا الضِّراءُ وإِلا صَيْدُها نَشَبُ
وَذِئْبٌ أَطْلَسُ: فِي لَوْنِهِ غُبْرةٌ إِلى السَّوَادِ؛ وَكُلُّ مَا كَانَ عَلَى لَوْنِهِ، فَهُوَ أَطْلَسُ، والأُنثى طَلْساءُ، وَهُوَ الطِّلْسُ، ابْنُ شُمَيْل: الأَطْلَسُ اللِّصُّ يشبَّه بِالذِّئْبِ.
والطَّلَسُ والطَّلَسةُ: مَصْدَرُ الأَطْلَسِ مِنَ الذِّئَابِ، وَهُوَ الَّذِي تَسَاقَطَ شَعْرُهُ، وَهُوَ أَخبث مَا يَكُونُ.
والطِّلْسُ: الذِّئْبُ الأَمْعَطُ، وَالْجَمْعُ الطُّلْسُ.
التَّهْذِيبُ: والطَّلْسُ والطَّمْسُ" واحدٌ.
وَفِي حَدِيثِ أَبي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: «أَن مُوَلَّدًا أَطْلَس سَرَقَ فَقَطَعَ يَدَهُ».
قَالَ شَمِرٌ: الأَطْلَسُ الأَسود كالحَبَشِيِّ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فأَطارَني مِنْهُ بِطِرْسٍ ناطِقٍ، ***وبِكُلِّ أَطْلَسَ جَوْبُه فِي المَنْكِبِ
أَطْلَس: عبدٌ حَبَشِيّ أَسود، وَقِيلَ: الأَطْلَسُ اللِّصُّ، شُبِّهَ بِالذِّئْبِ الَّذِي تَسَاقَطَ شَعْرُهُ.
والطِّلْسُ والأَطْلَسُ مِنَ الرِّجَالِ: الدَّنِسُ الثِّيَابِ، شُبِّهَ بِالذِّئْبِ فِي غُبْرة ثِيابه؛ قَالَ الرَّاعِي:
صادَفْتُ أَطْلَسَ مَشَّاءً بأَكْلُبِه، ***إِثْرَ الأَوابِدِ لَا يَنْمِي لَهُ سَبَدُ
وَرَجُلٌ أطْلَسُ الثِّيَابِ وَسِخُها.
وَفِي الْحَدِيثِ: «تأْتي رِجَالًا طُلْسًا»أَي مُغْبَرَّةَ الأَلوان، جَمْعُ أَطْلَسَ.
وَفُلَانٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَطْلَسُ إِذا رُمِيَ بِقَبِيحٍ؛ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ:
ولَسْتُ بأَطْلَسِ الثَّوْبَيْنِ يُصْبي ***حَلِيلَتَه، إِذا هَدَأَ النِّيامُ
لَمْ يُرِدْ بِحَلِيلَتِهِ امرأَته وَلَكِنْ أَراد جَارَتَهُ الَّتِي تُحالُّه فِي حِلَّتِه.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: «أَن عَامِلًا لَهُ وَفَدَ عَلَيْهِ أَشْعَثَ مُغْبَرًّا عَلَيْهِ أَطْلاسٌ»، يَعْنِي ثِيَابًا وَسِخَةً.
يُقَالُ: رَجُلٌ أَطْلَسُ الثَّوْبِ بَيِّنُ الطُّلْسةِ، وَيُقَالُ لِلثَّوْبِ الأَسودِ الوَسِخ: أَطْلَسُ؛ وَقَالَ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ: " بطَلْساءَ لَمْ تَكْمُل ذِراعًا وَلَا شِبْرا "يَعْنِي خِرْقَةً وَسِخَةً ضَمَّنها النارَ حِينَ اقْتدح.
والطَّيْلَسُ والطَّيْلَسانُ: ضَرْبٌ مِنَ الأَكسية؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: جَاءَ مَعَ الأَلف وَالنُّونِ فَيْعَلٌ فِي الصَّحِيحِ عَلَى أَن الأَصمعي قَدْ أَنكر كَسْرَةَ اللَّامِ، وجَمع الطَّيلَس والطَّيْلَسان [الطَّيْلِسان] والطّيلُسان طَيالِس وطَيالِسة، دَخَلَتْ فِيهِ الْهَاءُ فِي الْجَمْعِ لِلْعُجْمَةِ لأَنه فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، والطَّالِسانُ لُغَةٌ فِيهِ، قَالَ: وَلَا أَعرف للطَّالسان جَمْعًا، وَقَدْ تَطَلْيَسْتُ بالطَّيْلَسان وتَطَيْلَسْتُ.
التَّهْذِيبُ: الطَّيْلسان تُفْتَحُ اللَّامَ فِيهِ وَتُكْسَرُ؛ قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسمع فَيْعِلان، بِكَسْرِ الْعَيْنِ، إِنما يَكُونُ مَضْمُومًا كالخَيْزُرانِ والحَيْسُمانِ، وَلَكِنْ لَمَّا صَارَتِ الضَّمَّةُ وَالْكَسْرَةُ أُختين وَاشْتَرَكَتَا فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ دَخَلَتِ الْكَسْرَةُ مَوْضِعَ الضَّمَّةِ، وَحُكِيَ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: الطَّيْلَسَانُ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، قَالَ: وأَصله فَارِسِيٌّ إِنما هُوَ تَالْشَانُ فأُعرب.
قَالَ الأَزهري: لَمْ أَسمع الطَّيْلِسان، بِكَسْرِ اللَّامِ، لِغَيْرِ اللَّيْثِ.
وَرَوَى أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي أَنه قَالَ: السُّدُوسُ الطَّيْلَسان، هَكَذَا رَوَاهُ الْجَوْهَرِيُّ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ الطَّيْلِسانُ، وَلَوْ رخَّمت هَذَا فِي مَوْضِعِ النِّدَاءِ لَمْ يَجُزْ لأَنه لَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فَيْعِل بِكَسْرِ الْعَيْنِ إِلا مُعْتَلًّا نَحْوُ سَيِّدٍ ومَيِّتٍ، واللَّه أَعلم.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
77-لسان العرب (محش)
محش: مَحَشَ الرجلَ: خَدَشَه.ومَحَشَه الحَدّادُ يَمْحَشُه مَحْشًا: سَحَجَه.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَرَّ بِي حِمْلٌ فمَحَشَني مَحْشًا، وَذَلِكَ إِذا سَحَجَ جِلْدَه من غير أَن يسْلُخه.
قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَقُولُونَ مَرَّتْ بِي غِرارةٌ فَمَحَشَتْني أَي سَحَجَتْني؛ وَقَالَ الْكِلَابِيُّ: أَقول مَرَّتْ بِي غِرارةٌ فمَشَنَتْني.
والمَحْشُ: تَناوُلٌ مِنْ لَهب يُحْرِق الجِلد ويُبْدي العَظْم فيُشَيّطُ أَعالِيَه وَلَا يُنْضِجه.
وامْتَحَش الخُبزُ: احْترَق.
ومَحَشَته النارُ وامْتَحَشَتْه: أَحْرَقَتْه، وَكَذَلِكَ الحَرّ.
وأَمْحَشَه الحَرُّ: أَحْرَقه.
وخُبزٌ مُحاشٌ: مُحْرَقٌ، وَكَذَلِكَ الشِّواءُ.
وسَنة مُمْحِشَةٌ ومَحُوش: مُحْرِقة بِجَدبها.
وَهَذِهِ سَنة أَمْحَشَت كلَّ شَيْءٍ إِذا كَانَتْ جَدْبةً.
والمُحاشُ، بِالضَّمِّ: المُحْتَرِقُ.
وامْتَحَش فلانٌ غَضَبًا، وامْتَحَش: احْترق.
وامْتَحَشَ القَمَرُ: ذهَبَ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ.
والمِحَاشُ، بِالْكَسْرِ: القومُ يَجْتَمِعُونَ مِنْ قَبَائِلَ يُحالِفُون غيرَهم مِنَ الحِلْف عِنْدَ النَّارِ؛ قَالَ النَّابِغَةِ:
جَمِّعْ مِحاشَك يَا يَزِيدُ، فإِنني ***أَعْدَدْتُ يَرْبوعًا لكمْ، وتَمِيما
وَقِيلَ: يَعْنِي صِرْمةَ وَسَهْمًا ومالِكًا بَنِي مُرَّة بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ بَغِيض وَضَبَّةَ بْنَ سَعْدٍ لأَنهم تَحَالَفُوا بِالنَّارِ، فسُمُّوا المِحاشَ.
ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِهِ جمِّع مِحاشَك: سَبَّ قبائلَ فصَيَّرهم كَالشَّيْءِ الَّذِي أَحرقته النَّارُ.
يُقَالُ: مَحَشَتْه النارُ وأَمْحَشَتْه أَي أَحْرَقته.
وَقَالَ أَعرابي: مِنْ حَرٍّ كادَ أَن يَمْحَشَ عِمامِتي.
قَالَ: وَكَانُوا يُوقِدُون نَارًا لَدَى الحِلْف لِيَكُونَ أَوْكَدَ.
وَيُقَالُ: مَا أَعطاني إِلَّا مَحْشِيَّ خِناقٍ قَمِل وإِلا مِحْشًا خناقٌ قَمِلٌ، فأَما المَحْشِيّ فَهُوَ ثَوْبٌ يُلْبس تَحْتَ الثِّيَابِ وَيُحْتَشَى بِهِ، وأَما مِحْشًا فَهُوَ الَّذِي يَمْحَش البدنَ بِكَثْرَةِ وسَخِه وإِخْلاقِه.
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتَحَشُوا وَصَارُوا حُمَمًا؛ معْناه قَدِ احْتَرَقُوا وَصَارُوا فَحْمًا.
والمَحْشُ: احتراقُ الْجِلْدِ وظهورُ الْعَظْمِ، وَيُرْوَى: امْتُحِشُوا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ.
والمَحْشُ: إِحْراقُ النَّارِ الجِلدَ.
ومَحشْتُ جلدَه أَي أَحْرَقْته، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخرى أَمْحَشْتُه بِالنَّارِ؛ عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ.
والامْتِحاشُ: الاحتراقُ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَتوَضَّأُ مِنْ طعامٍ أَجِدُه حَلالًا لأَنه مَحَشَتْه النارُ»، قَالَهُ مُنْكِرًا عَلَى مَنْ يُوجِب الوُضوءَ مِمَّا مَسّتْه النَّارُ.
ومِحاشُ الرجلِ: الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ إِليه مَنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِمْ.
والمَحاشُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: المتاعُ والأَثاث.
والمِحاشُ: بَطْنَانِ مِنْ بَنِي عُذْرة مَحَشُوا بَعِيرًا عَلَى النَّارِ اشْتَوَوْه وَاجْتَمَعُوا عليه فأَكلوه.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
78-لسان العرب (دسم)
دسم: الدَّسَمُ: الوَدكُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: كُلُّ شَيْءٍ لَهُ ودَكٌ مِنَ اللَّحْمِ وَالشَّحْمِ، وَشَيْءٌ دَسِمٌ وَقَدْ دَسِمَ، بِالْكَسْرِ، يَدْسَمُ فَهُوَ دَسِمٌ وتَدَسّمَ؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِابْنِ مُقْبِلٍ:وقِدْر ككَفِّ القِرْدِ لَا مُسْتَعِيرُها ***يُعارُ، وَلَا مَنْ يَأْتِها يَتَدَسَّمُ
والدِّسَمُ: الوَضَرُ والدَّنَسُ؛ قال:
لاهُمَّ، إِنَّ عامِرَ بْنَ جَهْمِ ***أَوْذَمَ حَجًّا فِي ثِيابٍ دُسْمِ
يَعْنِي أَنه حَجَّ وَهُوَ مُتَدَنِّسٌ بِالذُّنُوبِ، وأَوْذَمَ الحَجَّ: أَوجبه.
وتَدْسِيم الشَّيْءِ: جَعْلُ الدَّسَمِ عَلَيْهِ.
وَثِيَابٌ دُسْمٌ: وَسِخَةٌ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا تَدَنَّسَ بمَذامِّ الأَخلاق: إِنه لَدَسِمُ الثوبِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: فُلَانٌ أَطْلَسُ الثوبِ.
وفلان أَدْسَم "الثَّوْبِ ودَنِسُ الثَّوْبِ إِذا لَمْ يَكُنْ زَاكِيًا؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ يَصِفُ سَيْحَ ماءٍ:
مُنْفَجِرَ الكَوْكَبِ أَو مَدْسُوما، ***فَخِمْنَ، إِذْ هَمَّ بأَنْ يَخِيما
المُنْفَجِرُ: المُنْفَتِحُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ، وكَوْكَبُ كلِّ شَيْءٍ: مُعْظَمُهُ، والمَدْسُومُ: المَسْدُودُ، والدَّسْمُ: حَشْوُ الْجَوْفِ.
ودَسَمَ الشيءَ يَدْسُمُهُ، بِالضَّمِّ، دَسْمًا: سَدَّهُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ جُرْحًا:
إِذا أَرَدْنا دَسْمَهُ تَنَفَّقا، ***بناجِشات المَوْتِ، أَو تَمطَّقا
وَيُرْوَى: إِذا أَرادوا دَسْمَهُ، وتَنَفَّقَ: تَشَقَّقَ مِنْ جَوَانِبِهِ وعَمِل فِي اللَّحْمِ كَهَيْئَةِ الأَنْفاقِ، الْوَاحِدُ نَفَقٌ، وَهُوَ كالسَّرَبِ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ نافِقاءُ اليَرْبُوع، والناجِشاتُ: الَّتِي تُظْهِرُ الموتَ وَتَسْتَخْرِجُهُ، وناجِشُ الصَّيد: مُسْتَخْرِجُهُ مِنْ مَوْضِعِهِ، والتَّمَطُّقُ: التَّلَمُّظُ.
والدِّسامُ: مَا دُسِمَ بِهِ.
الْجَوْهَرِيُّ: الدِّسامُ، بِالْكَسْرِ، مَا تُسَدُّ بِهِ الأُذن وَالْجُرْحُ وَنَحْوُ ذَلِكَ، تَقُولُ مِنْهُ: دَسَمْتُهُ أَدْسُمُهُ، بِالضَّمِّ، دَسْمًا.
والدِّسامُ: السِّدادُ، وَهُوَ مَا يُسَد بِهِ رأْس الْقَارُورَةِ وَنَحْوُهَا.
وَفِي بَعْضِ الأَحاديث: إِن لِلشَّيْطَانِ لَعُوقًا ودِسامًا "؛ الدِّسامُ: مَا تُسَدُّ بِهِ الأُذن فَلَا تَعِي ذِكْرًا وَلَا مَوْعِظَةً، يَعْنِي أَن لَهُ سِدادًا يَمْنَعُ بِهِ مِنْ رُؤْيَةِ الْحَقِّ؛ وَكُلُّ شَيْءٍ سَدَدْتَهُ فَقَدْ دَسَمْتَهُ دَسْمًا، يَعْنِي أَن وَساوِسَ الشَّيْطَانِ مهْما وَجَدتْ مَنْفَذًا دخلتْ فِيهِ.
ودَسَمَ الْقَارُورَةَ دَسْمًا: شدَّ رأْسها.
والدُّسْمَةُ: مَا يُشَدُّ بِهِ خَرْقُ السِّقاء.
وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ فِي المُسْتَحاضة: «تَغْتَسِلُ مِنَ الأُولى إِلى الأُولى وتَدْسُمُ مَا تَحْتَهَا»، قَالَ أَي تَسُدّ فَرْجَها وَتَحْتَشِي مِنَ الدِّسامِ السِّدادِ.
والدُّسْمَةُ: غُبْرَةٌ إِلى السَّوَادِ، دَسِمَ وَهُوَ أَدْسَمُ.
ابْنُ الأَعرابي: الدُّسْمَةُ السَّوَادُ، وَمِنْهُ قِيلَ للحَبشيّ: أَبو دُسْمَةَ.
وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ: «رأَى صَبِيًّا تأْخذه العينُ جَمالًا»، فَقَالَ: دَسِّمُوا نُونَتَهُ أَي سَوِّدُوها لِئَلَّا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ، قَالَ: ونُونَتُهُ الدَّائِرَةُ المَليحةُ الَّتِي فِي حَنَكه، لِتَرُدَّ الْعَيْنَ عَنْهُ.
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه خَطَبَ وَعَلَى رأْسه عِمَامَةٌ دَسْماء "أَي سَوْدَاءَ؛ وَفِي حَدِيثِ آخَرَ: «خَرَجَ وَقَدْ عَصَبَ رأْسه بِعِمَامَةٍ دَسِمَةٍ».
وَفِي حَدِيثِ هِنْدٍ: «قَالَتْ يَوْمَ الْفَتْحِ لأَبي سُفْيان اقْتُلُوا هَذَا الدَّسِمَ الأَحْمَشَ»أَي الأَسود الدَّنِيءَ.
والدُّسْمَةُ: الرَّديء مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: الدَّنيء مِنَ الرِّجَالِ، وَقِيلَ: الدُّسْمَةُ الرَّديء الرَّذْلُ؛ أَنشد أَبو عَمْرٍو لِبَشِيرٍ الفِرَبْريّ: " شَنِئْتُ كلَّ دُسْمَةٍ قِرْطَعْنِ ابْنُ الأَعرابي: الدَّسِيمُ القليلُ الذِّكْرِ، وَفِي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداء: «أَرَضِيتمْ إِن شَبِعْتُمْ عَامًا لَا تَذْكرون اللَّهَ إِلا دَسْمًا»، يُرِيدُ ذِكْرًا قَلِيلًا، مِنَ التَّدْسِيم وَهُوَ السَّوَادُ الَّذِي يُجْعَلُ خَلْفَ أُذن الصبيِّ لِكَيْلَا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ، وَلَا يَكُونُ إِلا قَلِيلًا؛ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ دَسَمَ المطرُ الأَرْضَ إِذا لَمْ يَبْلُغْ أَن يَبُلَّ الثَّرَى.
والدَّسِيمُ: الْقَلِيلُ الذِّكْرِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ" لَا تَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا دَسْمًا "؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: يَكُونُ هَذَا مَدْحًا وَيَكُونُ ذَمًّا، فإِذا كَانَ مَدْحًا فَالذِّكْرُ حَشْوُ قلوبِهِمْ وأَفواهِهِمْ، وإِن كَانَ ذَمًّا فإِنما هُمْ يَذْكُرُونَ اللَّهَ ذِكْرًا قَلِيلًا مِنَ التَّدْسِيم، قَالَ: وَمِثْلُهُ" أَن رَجُلًا ذُكِر بَيْنَ يَدَيْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ "؛ يَكُونُ هَذَا أَيضًا مَدْحًا وَذَمًّا، فَالْمَدْحُ أَنه لَا يَنَامُ اللَّيْلَ فَلَا يَتَوَسَّدُ فَيَكُونُ الْقُرْآنُ مُتَوَسَّدًا مَعَهُ، وَالذَّمُّ أَنه لا يَحْفَطُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا، فإِذا نَامَ لَمْ يَتَوَسَّدْ مَعَهُ الْقُرْآنُ، قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ هُوَ الأَول، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا دَسْمًا أَي مَا لَهُمْ هَمٌّ إِلا الأَكل ودَسْم الأَجواف، قَالَ: وَنَصَبَ دَسْمًا عَلَى الْخِلَافِ.
ودَسَمَ المطرُ الأَرضَ: بَلَّها وَلَمْ يُبالِغْ.
وَيُقَالُ: مَا أَنت إِلَّا دُسْمَةٌ أَي لَا خَيْرَ فِيهِ.
وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا غَشِيَ جاريَتَهُ: قَدْ دَسَمها.
ودَسَم المرأَة دَسْمًا: نَكَحَهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ.
ودُسْمانُ: مَوْضِعٌ.
والدَّيْسَمُ: الثَّعْلَبُ، وَقِيلَ: وَلَدُ الثَّعْلَبِ مِنَ الكَلْبَة.
والدَّيْسَمُ: وَلَدُ الذئْب مِنَ الْكَلْبَةِ، وَقِيلَ: وَلَدُ الدُّبِّ، وَقِيلَ: فَرْخُ النَّحْلِ، وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الدَّيْسَمُ الدُّبُّ؛ وأَنشد:
إِذا سَمعَتْ صَوْتَ الوَبِيل، تَشَنَّعَتْ ***تَشَنُّعَ فُدْسِ الغارِ، أَو دَيْسَمٍ ذَكَر
وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الدَّيْسَمُ وَلَدُ الْكَلْبَةِ مِنَ الذِّئْبِ، والسَّمْعُ وَلَدُ الضَّبْعِ مِنَ الذِّئْبِ.
الْجَوْهَرِيُّ: الدَّيْسَمُ وَلَدُ الدُّبِّ، قَالَ: وَقُلْتُ لأَبي الغَوْث يُقَالُ إِنه وَلَدُ الذِّئْبِ مِنَ الْكَلْبَةِ فَقَالَ: مَا هُوَ إِلا وَلَدُ الدُّبِّ.
ودَسَمَ الأَثَرُ: مِثْلُ طَسَمَ.
والدَّيْسَمُ: الظُّلْمةُ.
ودَيْسَم: اسْمٌ؛ أَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ:
أَخشى عَلَى دَيْسَمَ مِنْ بَردِ الثَّرَى، ***أَبى قَضاءُ اللَّهُ إِلا مَا تَرَى
تَرَكَ صَرْفه لِلضَّرُورَةِ.
وسُئِلَ أَبو الْفَتْحِ صاحِبُ قُطْرُبٍ، وَاسْمُ أَبي الْفَتْحِ دَيْسَم، فَقَالَ: الدَّيْسَمُ الذُّرَة.
وَفِي الصِّحَاحِ: الدَّيْسمَةُ الذرة.
والدَّيْسَمُ: نبات.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
79-لسان العرب (لجن)
لجن: لَجَنَ الورَقَ يَلْجُنُه لَجْنًا، فَهُوَ مَلْجُونٌ ولَجِينٌ: خبَطه وخلَطه بِدَقِيقٍ أَو شَعِيرٍ.وكلُّ مَا حِيسَ فِي الْمَاءِ فَقَدْ لُجِنَ.
وتَلجَّنَ الشيءُ: تَلزَّجَ.
وتلجَّنَ رأْسُه: اتَّسَخَ، وَهُوَ مِنْهُ.
وتلجَّنَ ورقُ السِّدْرِ إِذا لُجِنَ مَدْقُوقًا؛ وأَنشد الشَّمَّاخُ:
وماءٍ قَدْ ورَدْتُ لوَصْلِ أَرْوَى، ***عَلَيْهِ الطَّيْرُ كالوَرَقِ اللَّجينِ
وَهُوَ ورقُ الخِطْمِيِّ [الخَطْمِيِ] إِذا أُوخِفَ.
أَبو عُبَيْدَةَ: لَجَّنْتُ الخِطْمِيّ وَنَحْوَهُ تَلْجينًا وأَوخَفْتُه إِذا ضَرَبْتَهُ بِيَدِكَ ليَثْخُنَ، وَقِيلَ: تلجَّنَ الشيءُ إِذا غُسِلَ فَلَمْ يَنتَقِ مِنْ وسَخه.
وَشَيْءٌ لَجِنٌ: وسِخ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
يَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضاحِيةً ***عَلَى سَعابيب مَاءِ الضّالةِ اللَّجِنِ
اللَّيْثُ: اللَّجينُ ورقُ الشَّجر يُخْبَطُ ثُمَّ يُخْلطُ بِدَقِيقٍ أَو شَعِيرٍ فيُعْلفُ للإِبل، وَكُلُّ وَرَقٍ أَو نَحْوِهِ فَهُوَ مَلْجُون لجِينٌ حَتَّى آسُ الغِسْلَةِ.
الْجَوْهَرِيُّ: واللَّجِينُ الخَبَطُ، وَهُوَ مَا سَقَطَ مِنَ الْوَرَقِ عِنْدَ الخَبْطِ، وأَنشد بَيْتَ الشَّمَّاخِ.
وتَلجَّنَ القومُ إِذا أَخذوا الورقَ وَدَقُّوهُ وَخَلَّطُوهُ بِالنَّوَى للإِبل.
وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ: « إِذا أَخْلَفَ كَانَ لَجِينًا »؛ اللَّجينُ، بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْجِيمِ: الخَبَطُ، وَذَلِكَ أَن وَرَقَ الأَراك والسَّلَم يُخْبَطُ حَتَّى يسقُط ويَجِفَّ ثُمَّ يُدَقُّ.
حَتَّى يتَلجَّن أَي يَتَلَزَّجَ وَيَصِيرُ كالخِطْمِي.
وَكُلُّ شَيْءٍ تَلَزَّجَ فَقَدْ تَلجَّنَ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ.
وَنَاقَةٌ لَجُون: حَرُون؛ قَالَ أَوس:
وَلَقَدْ أَرِبْتُ عَلَى الهُمومِ بجَسْرَةٍ ***عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ، غَيْرِ لَجُونِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: اللِّجانُ فِي الإِبل كالحِرَانِ فِي الْخَيْلِ.
وَقَدْ لَجَنَ لِجانًا ولُجونًا وَهِيَ نَاقَةٌ لَجُونٌ، وَنَاقَةٌ لَجُون أَيضًا: ثَقِيلَةُ الْمَشْيِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ثَقِيلَةٌ فِي السَّيْرِ، وجمَلٌ لَجُونٌ كَذَلِكَ.
قَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُقَالُ وجمَلٌ لَجُونٌ إِنما تُخَصُّ بِهِ الإِناثُ، وَقِيلَ: اللِّجانُ واللُّجُون فِي جَمِيعِ الدَّوَابِّ كالحِرَانِ فِي ذَوَاتِ الْحَافِرِ مِنْهَا.
غَيْرُهُ: الحِرانُ فِي الْحَافِرِ خَاصَّةً، والخِلاء فِي الإِبل، وَقَدْ لَجَنت تَلْجُنُ لُجُونًا ولِجانًا.
واللُّجَيْنُ: الْفِضَّةُ، لَا مُكَبَّرَ لَهُ جَاءَ مُصغَّرًا مِثْلَ الثُّرَيّا والكُمَيْتِ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: يَنْبَغِي أَن يَكُونَ إِنما أَلزموا التَّحْقِيرَ هَذَا الِاسْمَ لِاسْتِصْغَارِ مَعْنَاهُ مَا دَامَ فِي تُرابِ مَعْدِنه فَلَزِمَهُ التَّخْلِيصُ.
وَفِي حَدِيثِ العِرْباض: « بِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَكْرًا فأَتيته أَتقاضاه ثمَنَه فَقَالَ: لَا أَقضيكها إِلَّا لُجَيْنِيَّةً »؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الضَّمِيرُ فِي أَقضيكها إِلى الدَّرَاهِمِ، واللُّجَيْنِيَّة مَنْسُوبَةٌ إِلى اللُّجَينِ، وَهُوَ الْفِضَّةُ.
واللَّجِينُ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ:
كأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ مِنْهَا، ***إِذا صَرَفَتْ وقَطَّعَتِ اللَّجِينا
شبَّه لُغامها بلَجِين الخَطْمِيّ، وأَراد بِالنَّاصِعَاتِ الْغُرِّ أَنيابها.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
80-لسان العرب (لتا)
لتا: ابْنُ الأَعرابي: لَتَا إِذا نَقص.قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مَقْلُوبٌ مِنْ لاتَ أَو مِنْ أَلَتَ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: اللَّتِيُّ اللَّازِمُ لِلْمَوْضِعِ.
والَّتي: اسْمٌ مُبْهَمٌ لِلْمُؤَنَّثِ، وَهِيَ مَعْرِفَةٌ وَلَا تَتِمُّ إِلا بِصِلَةٍ، وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الَّتي واللَّاتي تأْنيث الَّذِي وَالَّذِينَ عَلَى غَيْرِ صِيغَتِهِ، وَلَكِنَّهَا مِنْهُ كَبِنْتٍ مِنَ ابْنٍ، غَيْرَ أَن التَّاءَ لَيْسَتْ مُلْحِقة كَمَا تُلْحِقُ تاءُ بِنْتٍ بِبِنَاءِ عَدْلٍ، وإِنما هِيَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى التأْنيث، وَلِذَلِكَ اسْتَجَازَ بَعْضُ النَّحْوِيِّينَ أَن يَجْعَلَهَا تَاءَ تأْنيث، والأَلف وَاللَّامُ فِي الَّتِي واللَّاتِي زَائِدَةٌ لَازِمَةٌ دَاخِلَةٌ لِغَيْرِ التَّعْرِيفِ، وإِنما هُنَّ مُتَعَرِّفَاتٌ بِصِلَاتِهِنَّ كَالَّذِي واللَّاتِي بِوَزْنِ الْقَاضِي وَالدَّاعِي، وَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: الَّتِي واللَّتِ فَعَلَتْ ذَلِكَ، بِكَسْرِ التَّاءِ، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ اللَّتِ فَعَلَتْ ذَلِكَ، وَهِيَ اللَّتْ فعَلتْ ذَلِكَ بإِسكانها؛ وأَنشد لأُقَيْشِ بْنِ ذُهيْل العُكْلِي:
وأَمْنَحُه اللَّتْ لَا يُغَيَّبُ مِثْلُها، ***إِذا كانَ نِيرانُ الشِّتاء نَوائما
وَفِي تَثْنِيَتِهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ أَيضًا: هُمَا اللَّتانِ فَعَلتا، وَهَمَا اللَّتَا فَعَلَتا، بِحَذْفِ النُّونِ، واللَّتَانِّ، بِتَشْدِيدِ النُّونِ، وَفِي جَمْعِهَا لُغَاتٌ: اللَّاتِي واللَّاتِ، بِكَسْرِ التَّاءِ بِلَا يَاءٍ؛ وَقَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ:
اللَّاتِ، كالبَيْضِ لَمّا تَعْدُ أَنْ دَرَسَتْ ***صُفْرُ الأَنامِلِ مِنْ قَرْعِ القَوارِيرِ
وَيُرْوَى: اللَّاء كَالْبِيضِ، واللَّوَاتي واللَّواتِ بِلَا يَاءٍ؛ قَالَ:
إِلَّا انْتِياءته البَيْضَ اللَّواتِ لَه، ***مَا إِنْ لَهُنَّ طُوالَ الدَّهْرِ أَبْدالُ
وأَنشد أَبو عَمْرٍو:
مِنَ اللَّوَاتِي واللَّتي واللَّاتي ***زَعَمْنَ أَنْ قَدْ كَبِرَتْ لِداتي
وَهُنَّ اللَّاءِ واللَّائي واللَّا فَعَلْن ذَلِكَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:
وكانَتْ مِن اللَّا لَا يُغَيِّرُها ابْنُها، ***إِذا مَا الغُلامُ الأَحْمَقُ الأُمَّ غَيَّرا
قَالَ بَعْضُهُمْ: مَنْ قَالَ اللَّاء فَهُوَ عِنْدَهُ كَالْبَابِ، وَمَنْ قَالَ اللَّائي فَهُوَ عِنْدَهُ كَالْقَاضِي؛ قَالَ: ورأَيت كَثِيرًا قَدِ اسْتَعْمَلَ اللَّائي لِجَمَاعَةِ الرِّجَالِ فَقَالَ:
أَبى لَكُمُ أَنْ تَقْصُرُوا أَو يَفُوتَكُمْ، ***بتَبْلٍ مِنَ اللَّائي تُعادُونَ، تابَلُ
وهُنَّ اللَّوا فَعَلْنَ ذَلِكَ، بإِسقاط التَّاءِ؛ قَالَ:
جَمَعْتُها مِنْ أَنْوُقٍ خِيارِ، ***مِن اللِّوا شُرِّفْن بالصِّرارِ
وهنَّ اللَّاتِ فَعَلْنَ ذَلِكَ، قَالَ: هُوَ جَمْعُ اللَّاتي، قَالَ:
أُولئكَ إِخواني وأَخْلالُ شِيمَتي، ***وأَخْدانُك اللَّاتي تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ
وأَورد ابْنُ بَرِّيٍّ هَذَا الْبَيْتُ مُسْتَشْهِدًا بِهِ عَلَى جَمْعٍ آخَرَ فَقَالَ: وَيُقَالُ اللاءَات أَيضًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أُولئك أَخْداني الذينَ أَلِفْتُهمْ، ***وأَخْدانُكَ اللاءَاتِ زُيِّنَّ بِالْكَتَمِ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَكُلُّ ذَلِكَ جَمْعُ الَّتِي عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَتَصْغِيرُ اللَّاء واللَّائي اللُّؤَيَّا واللُّوَيَّا، وَتَصْغِيرُ الَّتِي واللَّاتي واللَّاتِ اللُّتَيّا واللَّتَيَّا، بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
دافَعَ عَنَّيْ بنَقِيرٍ مَوْتَتي، ***بَعْدَ اللُّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتي،
إِذا عَلَتْها نَفَسٌ تَرَدَّتِ "وَقِيلَ: أَراد الْعَجَّاجُ باللُّتَيَّا تَصْغِيرَ الَّتِي، وَهِيَ الداهِية الصَّغِيرَةُ، والَّتِي الدَّاهِيَةُ الْكَبِيرَةُ، وَتَصْغِيرُ اللَّوَاتي اللُّتَيَّات واللُّوَيّات.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَقَدْ أَدخل بَعْضُ الشُّعَرَاءِ حَرْفَ النِّدَاءِ عَلَى الَّتِي، قَالَ: وَحُرُوفُ النِّدَاءِ لَا تَدْخُلُ عَلَى مَا فِيهِ الأَلف وَاللَّامُ إِلا فِي قَوْلِنَا يَا اللَّه وَحْدَهُ، فكأَنه فَعَلَ ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ كَانَتْ الأَلف وَاللَّامُ غَيْرَ مُفَارِقَتَيْنِ لَهَا؛ وَقَالَ:
مِن اجْلِكِ يَا الَّتِي تَيَّمْتِ قَلْبي، ***وأَنْت بَخِيلةٌ بالوُدِّ عَنِّي
وَيُقَالُ: وَقَعَ فُلَانٌ فِي اللَّتَيَّا والَّتِي، وَهُمَا اسْمَانِ مِنْ أَسماء الداهية: "لثي: اللَّثَى: شَيْءٌ يَسْقُطُ مِنَ السَّمُر، وَهُوَ شَجَرٌ؛ قَالَ:
نَحنُ بَنُو سُواءةَ بنِ عامِرِ، ***أَهلُ اللَّثَى والمَغْدِ والمَغافِرِ
وَقِيلَ: اللَّثَى شَيْءٌ يَنْضَحُه ساقُ الشَّجَرَةِ أَبيض خَاثِرٌ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: اللَّثَى مَا رَقَّ مِنَ العُلوك حَتَّى يَسِيل فَيَجْرِي ويَقطُر.
اللَّيْثُ: اللَّثَى مَا سَالَ مِنْ مَاءِ الشَّجَرِ مِنْ سَاقِهَا خَاثِرًا.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: اللَّثَى شَيْءٌ يَنْضَحُهُ الثُّمَامُ حُلو، فَمَا سَقَطَ مِنْهُ عَلَى الأَرض أُخذ وَجُعِلَ فِي ثَوْبٍ وصُبَّ عَلَيْهِ الْمَاءُ، فإِذا سَالَ مِنَ الثَّوْبِ شُرِب حُلْوًا، وَرُبَّمَا أَعْقَد.
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: اللَّثَى يَسِيلُ مِنَ الثُّمَامِ وَغَيْرِهِ، وَفِي جِبَالِ هَراةَ شَجَرٌ يُقَالُ لَهُ سِيرُو، لَهُ لَثًى حُلْوٌ يُداوى بِهِ المَصْدُور، وَهُوَ جَيِّدٌ لِلسُّعَالِ الْيَابِسِ، وللعُرْفُط لَثًى حُلْوٌ يُقَالُ لَهُ المَغافير.
وَحَكَى سَلَمة عَنِ الْفَرَّاءِ أَنه قَالَ: اللَّثَأُ، بِالْهَمْزِ، لِمَا يَسِيلُ مِنَ الشَّجَرِ.
الْجَوْهَرِيُّ: قَالَ أَبو عَمْرٍو اللَّثَى مَاءٌ يَسِيلُ مِنَ الشَّجَرِ كَالصَّمْغِ، فإِذا جَمد فَهُوَ صُعْرُور.
وأَلْثَتِ الشَّجَرَةُ مَا حَوْلَهَا إِذا كَانَتْ يَقْطُرُ مِنْهَا مَاءٌ.
ولَثِيَت الشَّجَرَةُ لَثًى فَهِيَ لَثِيَةٌ وأَلْثَت: خَرَجَ مِنْهَا اللَّثَى وَسَالَ.
وأَلْثَيْتُ الرجلَ: أَطعمته اللَّثى.
وَخَرَجْنَا نَلْتَثِي ونَتَلَثَّى أَي نأْخذ اللَّثَى.
واللَّثَى أَيضًا: شَبِيهٌ بالنَّدى، وَقِيلَ: هُوَ النَّدى نَفْسه.
ولَثِيت الشجرةُ: نَدِيَت.
وأَلْثَت الشَّجَرَةُ مَا حَوْلَهَا لَثًى شَدِيدًا: نَدَّتْه.
الْجَوْهَرِيُّ: لَثِيَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يَلْثَى لَثًى أَي نَدِيَ.
وَهَذَا ثَوْبٌ لَثٍ، عَلَى فَعِلٍ، إِذا ابتلَّ مِنَ العَرَق واتَّسخ.
ولَثَى الثوبِ: وسخُه.
واللَّثَى: الصَّمَغُ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ابن" الأَعرابي: عَذْبَ اللَّثَى تَجرِي عَلَيْهِ البَرْهَما "يَعْنِي باللَّثَى ريقَها، وَيُرْوَى اللِّثى جَمْعُ لِثَةٍ.
وامرأَة لَثِيَةٌ ولثْياءُ: يَعْرَقُ قُبُلُها وَجَسَدُهَا.
وامرأَة لَثِيَةٌ إِذا كَانَتْ رَطْبة الْمَكَانِ، وَنِسَاءُ الْعَرَبِ يتسابَبْن بِذَلِكَ، وإِذا كَانَتْ يَابِسَةَ الْمَكَانِ فَهِيَ الرَّشُوف، ويُحمد ذَلِكَ مِنْهَا.
ابْنُ السِّكِّيتِ: هَذَا ثَوْبٌ لَثٍ إِذا ابتلَّ مِنَ العَرَق والوسَخ.
وَيُقَالُ: لَثِيَتْ رِجْلي مِنَ الطِّينِ تَلْثَى لَثًى إِذا تلطَّخت بِهِ.
ابْنُ الأَعرابي: لَثَا إِذا شَرِبَ الْمَاءَ قَلِيلًا، ولَثَا إِذا لَحِسَ القِدْر.
واللَّثِيُّ: المُولَع بأَكل الصَّمْغِ؛ وَحَكَى هَذَا سَلَمَةَ عَنِ الْفَرَّاءِ عَنِ الدُّبَيْرية قَالَتْ: لَثَا الْكَلْبُ ولَجَذَ ولَجِذَ ولَجَنَ واحْتَفَى إِذا وَلِغَ فِي الإِناء.
واللَّثَا: وَطْءُ الأَخفاف إِذا كَانَ مَعَ ذَلِكَ نَدًى مِنْ مَاءٍ أَو دَمٍ؛ قَالَ: " بهِ مِن لَثا أَخْفافِهنَّ نَجِيعُ "ولَثِيَ الوَطْب لَثًى: اتَّسَخَ.
واللَّثَى: اللَّزِج مِنْ دَسَم اللَّبَنِ؛ عَنْ كُرَاعٍ.
واللَّثَاةُ: اللَّهاةُ.
واللِّثَةُ تُجمع لِثَاتٍ ولِثِينَ ولِثًى.
أَبو زَيْدٍ: اللِّثَةُ مَراكز الأَسنان، وَفِي اللِّثَة الدُّرْدُرُ، وَهِيَ مخارِجُ الأَسنان، وَفِيهَا العُمور، وَهُوَ مَا تَصعَّد بَيْنَ الأَسنان مِنَ اللِّثة.
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصل اللِّثَة اللِّثْية فَنَقَصَ.
واللِّثَةُ: مَغْرِز الأَسنان.
وَالْحُرُوفُ اللّثَوِية: الثَّاءُ وَالذَّالُ وَالظَّاءُ لأَن مبدأَها مِنَ اللِّثة.
واللَّثَاةُ واللِّثَةُ: شَجَرَةٌ مِثْلُ السِّدْر، وَهِيَ مِنْ ذَوَاتِ الْيَاءِ.
الْجَوْهَرِيُّ: اللِّثَة، بِالتَّخْفِيفِ، مَا حَوْلَ الأَسنان، وأَصلها لِثَيٌ، وَالْهَاءُ عِوَضٌ مِنَ الْيَاءِ.
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَ ابْنُ جِنِّي اللّثَة مَحْذُوفَةُ الْعَيْنِ مِنْ لُثْت العِمامة أَيْ أَدرتها عَلَى رأْسي، واللِّثةُ مُحِيطة بالأَسنان.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: « لُعِنَ الواشِمةُ »، قَالَ نَافِعٌ: الوَشْمُ فِي اللِّثَةِ.
واللِّثَةُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ: عُمور الأَسنان، وَهِيَ مَغارِزها؛ الأَزهري: وأَما قَوْلُ الْعَجَّاجِ: " لاثٍ بِهَا الأَشاءُ والعُبْرِيُ فإِنما هُوَ لائثٌ مِنْ لاثَ يَلُوثُ فَهُوَ لَائِثٌ، فَجَعَلَهُ مِنْ لَثَا يَلْثُو فَهُوَ لاثٍ، وَمِثْلُهُ: جُرفٌ هارٍ، وهائرٌ عَلَى الْقَلْبِ، قَالَ: وَمِثْلُهُ عاثَ وعَثا وقافَ وقَفا.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
81-مختار الصحاح (صدأ)
(صَدَأُ) الْحَدِيدِ وَسَخُهُ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (صَدِئٌ) بِوَزْنِ كَتِفٍ.مختار الصحاح-محمد بن أبي بكر الرازي-توفي: 666هـ/1268م
82-أساس البلاغة (زيت)
زيتالزيت مخ الزيتون، والحواشي محخة المتون. وطعام مزيت ومزيوت: جعل فيه الزيت. قال أبو ذؤيب:
أتتكم بعير لم تكن هجرية *** ولا حنطة الشأم المزيت خميرها
وسوبق مزيوت، بالزيت ملتوت. وزت رأس الصبيّ: دهنته. وتقول خيرًا زدتني، متى ما زتني. وزيته: زوّده الزيت. وجاؤوا يستزيتون: يطلبون الزيت. وجاءنا في ثياب الزيات: في ثياب وسخة.
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
83-أساس البلاغة (صمخ)
صمخهذا كلام يؤلم صماخي وهو خرق الأذن. وصمخته: أصبت صماخه. وأخرج من صماخه صملاخه وهو وسخه.
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
84-أساس البلاغة (كمد)
كمدرجل كمد. حزين، وبه أسف وكمد، وأكمده الهمّ: غمذه. وشيء أكمد اللون: متغيره، وفي لونه كمد، ووجوه كمد: رمد، ومالي أراك أكمد اللون وكامد الوجه. وأكمد القصّار الثوب إذا لم ينق غسله ولم يبيضه. وكمد العضو تكميدًا: أخذ خرقة وسخة دسمة فسخنها ثم زضعها على عضوٍ به وجعٌ أو ريح واسمها: الكمادة. وكمد الثوب: أخلق فتغيّر لونه.
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
85-مقاييس اللغة (سحل)
(سَحَلَ) السِّينُ وَالْحَاءُ وَاللَّامُ ثَلَاثَةُ أُصُولٍ: أَحَدُهَا كَشْطُ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ، وَالْآخَرُ مِنَ الصَّوْتِ، وَالْآخَرُ تَسْهِيلُ شَيْءٍ وَتَعْجِيلُهُ.فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: سَحَلَتِ الرِّيَاحُ الْأَرْضَ، إِذَا كَشَطَتْ عَنْهَا أَدَمَتَهَا.
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ وَغَيْرُهُ: سَاحِلُ الْبَحْرِ مَقْلُوبٌ فِي اللَّفْظِ، وَهُوَ فِي الْمَعْنَى مَسْحُولٌ، لِأَنَّ الْمَاءَ سَحَلَهُ.
وَأَصْلُ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ سَحَلْتُ الْحَدِيدَةَ أَسْحَلُهَا.
وَذَلِكَ إِذَا بَرَدْتَهَا.
وَيُقَالُ لِلْبُرَادَةِ السُّحَالَةُ.
وَالسَّحْلُ: الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ، كَأَنَّهُ قَدْ سُحِلَ مِنْ وَسَخِهِ وَدَرَنِهِ سَحْلًا.
وَجَمْعُهُ السُّحُلُ.
قَالَ:
كَالسُّحُلِ الْبِيضِ جَلَا لَوْنَهَا *** سَحُّ نِجَاءِ الْحَمَلِ الْأَسْوَلِ
وَالْأَصْلُ الثَّانِي: السَّحِيلُ: نُهَاقُ الْحِمَارِ، وَكَذَلِكَ السُّحَالُ.
وَلِذَلِكَ يُسَمَّى الْحِمَارُ مِسْحَلًا.
وَمِنَ الْبَابِ الْمِسْحَلُ لِلِسَانِ الْخَطِيبِ، وَالرَّجُلِ الْخَطِيبِ.
وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ: قَوْلُهُمْ سَحَلَهُ مِائَةً، إِذَا عَجَّلَ لَهُ نَقْدَهَا.
وَيُسْتَعَارُ هَذَا فَيُقَالُ سَحَلَهُ مِائَةً، إِذَا ضَرَبَهُ مِائَةً عَاجِلًا.
وَمِنَ الْبَابِ السَّحِيلُ: الْخَيْطُ الَّذِي فُتِلَ فَتْلًا رِخْوًا.
وَخِلَافُهُ الْمُبْرَمُ وَالْبَرِيمُ، وَهُوَ فِي شِعْرِ زُهَيْرٍ:
مِنْ سَحِيلٍ وَمُبْرَمِ.
وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذِهِ الْأُصُولِ الْمِسْحَلَانِ، وَهُمَا حَلْقَتَانِ عَلَى طَرَفَيْ شَكِيمِ اللِّجَامِ.
وَالْإِسْحِلُ: شَجَرٌ.
مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
86-صحاح العربية (صدأ)
[صدأ] صَدَأُ الحديد: وسَخُهُ.وقد صَدِئَ يصْدأ صَدَأً، ويدي من الحديد صَدِئَةٌ، أي: سَهِكة.
وفلان صاغر صَدِئٌ أيضًا، إذا لزمه العار واللوم.
وجدي أصدأ بين الصدإ، إذا كان أسودَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، وقد صَدِئَ، وعَنَاق صدْآءُ.
والصُدْأَةُ بالضم: اسم ذلك اللون، وهي من شِياتِ المَعِزِ والخيل.
يقال: كُمَيْتٌ أَصدأُ، إذا عَلَتْهُ كدرة.
وصداء: حى من اليمن.
قال لبيد: فصلقنا في مراد صلقة *** وصداء ألحقتهم بالثلل
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
87-صحاح العربية (صوأ)
[صوأ] قال الاصمعي: الصاءة مثال الطاعة: ما يخرج من رَحِمِ الشاةِ بعد الولادة من القَذى، يقال: أَلْقَتِ الشاةُ صاءَتَها.وصَيَّأْتُ رأسي تصييئا، إذا غسلته وثورت وسخه ولم تنقه.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
88-صحاح العربية (لزج)
[لزج] لزج الشئ، أي تمطط وتمدد، فهو شئ لزج.ولزج به، أي غَرِيَ به.
ويقال للطعام أو الطِيب إذا صار كالخِطْمِيّ: قد تلزَّجَ.
وتلزَّج رأسه أيضًا، إذا غسله فلم يُنقِ وسخه، عن يعقوب.
وتلزج النبات: تلجن.
قال العجَّاج:
وفَرَغا من رَعْي ما تَلَزَّجا *** لأنَّ النبات إذا أخذ في اليُبْس غَلُظ ماؤه فصار كلعاب الخطمى.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
89-صحاح العربية (دسم)
[دسم] الدَسَمُ معروف.تقول منه: دسم الشئ بالكسر.
وتدسيم الشئ: جعْل الدَسَمِ عليه.
ويقال أيضًا: دَسَّمَ المطرُ الأرضَ: بَلَّها ولم يبالغ.
والدسمة: الدنئ من الرجال.
وثياب دسم: وسخة.
وقال:
أوذم حجا في ثياب دسم *** والدسام بالكسر: ما يسد به الأذن والجرح
ونحو ذلك.
تقول منه دَسَمْتُهُ أدسمه بالضم دسما.
وقال:
إذا أردنا دسمه تنفقا *** والدسام: السداد، وهو ما يُسَدُّ به رأسُ القارورة ونحوها.
والدَيْسَمُ: ولد الدُبّ.
وقلت لابي الغوث: يقال إنه ولد الذئب من الكلبة، فقال: ما هو إلا ولد الدب.
والدَيْسَمُ: نباتٌ.
والدَيْسَمَةُ: الذَرَّةُ.
ودَسَمَ الاثر، مثل طسم.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
90-صحاح العربية (لجن)
[لجن] تلجن الشئ: تلزج.وتلجن رأسه، إذا غسله فلم ينق وسخه.
ولَجَّنْتُ الخِطْمِيَّ ونحوه تَلْجينًا، إذا ضربته ليثْخُنَ.
واللجينُ: الخبط، عن ابن السكيت، وهو ما سقط من الورق عند الخبطِ.
قال الشماخ: وماءٍ قد وَرَدْتُ لوصْلِ أروى *** عليه الطيرُ كالورق اللجينِ ويقال: تَلَجَّنَ القومُ، إذا أخذوا الورق ودقُّوه وخلطوه بالنوى لتعلفه الإبل.
وناقةٌ لَجونٌ: ثقيلةٌ في السير.
وقد لَجَنَت تَلْجُنُ لُجونًا ولِجانًا.
واللجَيْنُ: الفضَّة جاء مصغَّرًا، مثل الثريَّا والكميت.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
91-صحاح العربية (لثى)
[لثى] لثى الشئ بالكسر يلثى لَثىً، أي نَدِيَ.وهذا ثوبٌ لث على فعل، أي ابتل من العرق واتَّسخ.
ولَثى الثوبِ: وسخه.
قال أبو عمرو: اللثى: ماء يسيل من الشجر كالصمغ، فإذا جمد فهو صُعْرورٌ.
وألْثَتِ الشجرة ما حولها، إذا كانت يقطرُ منها ماء.
واللثة بالتخفيف: ما حول الاسنان، وأصلها لثى، والهاء عوض من الياء، وجمعها لثات ولثى.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
92-منتخب الصحاح (دسم)
الدَسَمُ معروف.تقول منه: دَسِمَ الشيء بالكسر.
وتَدْسيمُ الشيء: جعْل الدَسَمِ عليه.
ويقال أيضًا: دَسَّمَ المطرُ الأرضَ: بَلَّها ولم يُبالِغ.
والدُسْمَةُ: الدنيءُ من الرجال.
وثيابٌ دُسْمٌ: وسِخةٌ.
والدِسامُ بالكسر: ما يسد به الأذن والجرح ونحو ذلك.
تقول منه دَسَمْتُهُ أَدْسُمُهُ بالضم دَسْمًا.
والدِسامُ: السِدادُ، وهو ما يُسَدُّ به رأسُ القارورة ونحوها.
والدَيْسَمُ: ولد الدُبّ.
والدَيْسَمُ: نباتٌ.
والدَيْسَمَةُ: الذَرَّةُ.
ودَسَمَ الأثرُ، مثل طسَمَ.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
93-منتخب الصحاح (صدء)
صَدَأُ الحديد: وسَخُهُ.وقد صَدِئَ يصْدأ صَدَأً، ويدي من الحديد صَدِئَةٌ، أي: سَهِكة.
وفلان صاغر صَدِئٌ أيضًا إذا لزمه العار واللوم وجدي أصدأ بين الصدإ، إذا كان أسودَ مُشْرَبًا حُمْرَةً، وقد صَدِئَ، وعَنَاق صدْآءُ.
والصُدْأَةُ بالضم: اسم ذلك اللون، وهي من شِياتِ المَعِزِ والخيل.
يقال: كُمَيْتٌ أَصدأُ، إذا عَلَتْهُ كُدْرَةٌ.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
94-منتخب الصحاح (صيء)
قال الأصمعي: الصاءَةُ مثال الطاعة: ما يخرج من رَحِمِ الشاةِ بعد الولادة من القَذى، يقال: أَلْقَتِ الشاةُ صاءَتَها.وصَيَّأْتُ رأس تَصْيِيئًا، إذا غَسَلْتَهُ وثَوَّرْتَ وَسَخَهُ ولم تُنْقِهِ.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
95-منتخب الصحاح (لثى)
لَثِيَ الشيءُ بالكسر يَلْثى لَثىً، أي نَدِيَ.وهذا ثوبٌ لَثٍ، أي ابتلَّ من العرق واتَّسخ.
ولَثى الثوبِ: وسخه.
قال أبو عمرو: اللثى: ماء يسيل من الشجر كالصمغ، فإذا جمد فهو صُعْرورٌ.
وألْثَتِ الشجرة ما حولها، إذا كانت يقطرُ منها ماء.
واللِثَةُ بالتخفيف: ما حول الأسنان، وأصلها لِثَيٌ، وجمعها لِثاتٌ ولِثًى.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
96-منتخب الصحاح (لجن)
تَلَجَّنَ الشيء: تلزَّج وتَلَجَّنَ رأسه، إذا غسله فلم ينق وسخه.ولَجَّنْتُ الخِطْمِيَّ ونحوه تَلْجينًا، إذا ضربته ليثْخُنَ.
واللجينُ: الخبط، وهو ما سقط من الورق عند الخبطِ.
قال الشماخ:
وماءٍ قد وَرَدْتُ لوصْلِ أروى *** عليه الطيرُ كالورق اللجينِ
ويقال: تَلَجَّنَ القومُ، إذا أخذوا الورق ودقُّوه وخلطوه بالنوى لتعلفه الإبل.
وناقةٌ لَجونٌ: ثقيلةٌ في السير.
وقد لَجَنَت تَلْجُنُ لُجونًا ولِجانًا.
واللجَيْنُ: الفضَّة، جاء مصغَّرًا، مثل الثريَّا والكميت.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
97-منتخب الصحاح (لزج)
لَزِجَ الشيءُ، أي تمَطَّطَ وتمدَّد، فهو شيءٌ لزِجٌ.ولَزِجَ به، أي غَرِيَ به.
ويقال للطعام أو الطِيب إذا صار كالخِطْمِيّ: قد تلزَّجَ، وتلزَّج رأسه أيضًا، إذا غسله فلم يُنقِ وَسَخَه.
وتَلَزَّجَ النباتُ: تَلَجَّنَ.
قال العجَّاج:
وفَرَغا من رَعْي ما تَلَزَّجا
لأنَّ النبات إذا أخذ في اليُبْس غَلُظ ماؤه فصار كَلُعاب الخِطْمِيّ.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
98-المحيط في اللغة (قنم)
قَنِمَتْ يدي من الزَّيْتِ، فهي قَنِمَةٌ: أي وَسِخَةٌ، وكذلك اللَّحْمُ إذا خَبُثَتْ رِيْحُه.والقَنَمُ: نَتَنُ الرائحة.
وقَنِمَ الشَّعرُ قَنَمًا: وهو أنْ يُصِيْبَه النَّدى ثم يَرْكَبَه الغُبَارُ.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
99-المحيط في اللغة (صءم)
شَرِبَ حَتّى صَئِمَ: أي امْتَلأ ورَوِيَ.والصّائمُ: العَطْشَانُ.
وصَأَمْتُ الجَيْشَ عليه: أي صَبَأت وصَمَأت وانْصَمَأت.
ما أَوَّلُه الصاد الصُوى: الحِجَارَةُ المَجْمُوْعَةُ، الواحِدَةُ صُوَّةٌ؛ كأنَّها علامَات، والجَميعُ الأصْوَاءُ.
وماءٌ صَوىً: مَجْمُوْعٌ.
وصُوةٌ من السبَاعِ: جَمَاعَةٌ.
وصَوِيَتِ الأرْضُ بَعْدَ لِيْنِها: أي غَلُظَتْ.
ومنه الصُّوَةُ للمَكانِ المُرْتَفِع الذي فيه غِلَظٌ.
والأصْوَاءُ: القُبُوْرُ، واحِدُها صُوَّةٌ.
والصاوي: اليابِسُ، يُقال للنَّخْلَةِ: صَوَتْ تَصْوي صُوِيًّا.
وقَوله:
إلى نَخَلاتٍ قد صَوِيْنَ سَمُوْمُ
أي يَبِسْنَ.
والصوى: النَخْلَةُ.
والصوّانُ: الحِجَارَةُ فيها صَلَابَةٌ لَوْنُها كَلَوْنِ الأرْضِ، الواحِدَةُ صَوّانَةٌ.
والصاء - مَمْدُوْد - والصاءةُ: الماءُ الذي يَكونُ في السَّلا َكأنَه الصَّدِيْدُ، والصيَاءةُ مِثْلُه.
وصَيَّأتَ رَأْسَكَ تَصْيِيْئًا: إذا غَسَلْتَه فلم تُنَقَه وأثَرْت وَسَخَه.
والصِّيْئةُ: وَسَخُ الرأْسَ.
والصِّئِيُ والصُّئي: الصوْتُ، يُقال: صَأتِ الفَأرَةُ تَصْئِيْ صَئِيًّا.
وكذلك الطيْرُ تَصْئِيْ.
والسنَوْرُ والكَلْبُ عِنْدَ الضَرْبِ يَصْئِيْنَ.
والفَرَسُ الصائي: الذي يُدَقَقُ صَوْتَه، والأنْثى صائيَةٌ، والجميع صَوَاءٍ.
ومن أمثالهم: (جاءَ بما صَاءَ وصَمَتَ) في كَثْرَةِ المال.
وصِي اليَمَنِ: لُغَتُهم؛ وهو إدْخالُهم بَيْنَ الألِفِ والألِفِ من (صاحِب) إشْمَامَة الياء.
وقيل: هو ضَعْفُ الصوْتِ من غَيْرِ مَرَض.
ويقولون: أزض تَصَايا حَياتُها وتَصَاءى: أي صارَتْ تَضِج من الهَزْلِ والبُؤسَ.
والصِّيْصَاءُ؛ ما حَشِفَ من التمْرِ فلم يَعْقِدْ له نَوىً.
وما كانَ من الحَب لا لُبَّ له كالبِطِّيْخِ والحَنْظَلِ، والواحِدَةُ صِيْصَاءةٌ.
والشيْصُ - أيضًا -: صِيْصَاءةٌ.
وصَأْصَأَتِ النخْلَةُ: صارَتْ كذلك، وصئصت وأصَاصَتْ.
ونَخْلَةٌ مِصْيَاصٌ ومصِيص.
والصاْصَاَةُ: تَحْرِيْكُ الجِرْوِ عَيْنَه قَبْل التَفْتِيْحِ والتَبْصِيْصِ.
وقد صَاْصَأ الرجُلُ: ذَل وضَرَعَ.
وصَأْصَأْتُ منه: فَرَرْت.
وصَأْصأَ الكَلْبُ: فَزعَ.
وقيل: حَركَ ذَنَبَه.
والصيْصِيَةُ: ما كانَ حِصْنًا لكُلِّ شَيْءٍ؛ كصِيْصِيَةِ الثوْرِ لقَرْنِه؛ وصِيْصِيَةِ الديكِ.
وكذلك القَلَعَةُ التي يَتَحَصنُوْنَ فيها.
وهو صِيْصِيَةُ مالٍ: أي مُصْلِحُه.
وعادَ إلى صِيْصِيَتِه: أي أصْلِه.
والصوْصُ: اللئيمُ الذي لا خَيْرَ فيه.
ويقولون: (أَصُوْصٌ عليها صُوْصٌ)، والأصُوْصُ: الناقَةُ الحائلُ.
وُيقال لِيَوْمِ من أيّام العَجُوْزِ: المُصَوْصي.
والمُصَاصِي: الذي يَرُدُّ الشيْءَ إلى ما وَرَاءه.
والتَصْوِيَةُ للفَحْلِ من الإبلِ والإجْمَامُ: أنْ لا يُحْمَلَ عليه ولا يُعْقَدَ فيه حَبْل ليكونَ أنْشَطَ في الضَرَابِ وأقْوى.
والصوَى: الشحْمُ.
وصَوّى لها: أي أضْمَرَ لها، من قَوْلهم: بَعِيْرٌ صاوٍ: ضامر.
والمُصَواةُ: المُحَفلَةُ - أيضًا -، صَويْتُها تَصْوِيَةً، وقد صَوِيَتْ تَصْوى صَوى شَدِيدًا؛ فهي صَوِيةٌ.
والصوى: اللبَأُ نَفْسُه.
وقَوْلُه:
مِجَانًا من اللائي يُمَتَّعْنَ بالصَّوى
هو تَيْبِيْسُ الألْبَانِ بالتَّصْوِيَةِ.
وصَوِيت: أي قَوِيت.
والتصْوِيَةُ: أنْ تَرُد ألْبَانَ الإبل ولا تَحْلُبَها.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
100-تهذيب اللغة (محش)
محش: المَحْش: تناوُلٌ من لَهَب يُحرِق الجلد ويُبْدي العظم.أبو عُبَيد عن أبي عُبَيدة قال: المَحَاش: المتاع، والأثاث، بفتح الميم.
والمِحَاش: القومُ يحالفون غيرهم من الحِلف عند النار قال النَّابغةُ:
جَمِّعْ مِحاشَك يا يزيدُ فإنّني *** أعددتُ يربُوعًا لكم وتَمِيمًا
شمِر عن ابن الأعرابي في قوله: جَمِّع مِحاشَك سَبَّ قبائل فصيَّرهم كالشيء الذي أحرقَتْه النارُ، يقال: مَحشَتْه النارُ وأَمْحَشَتُه.
وقال أعرابي: «مِنْ حَرٍّ كاد أن يَمحَش عِمامتي»، قال: وكانوا يوقدون نارًا لدى الحِلف ليكون أوكدَ لهم.
ويقال: ما أعطاني إلا مِحْشى خِناقٍ قَمِلٍ وإلا مَحْشًا خِناقَ قَمِلٍ فأما المِحْشَى فهو ثوب يُلْبَس تحت الثِّياب ويُحْتَشى به، وأما مَحْشًا فهو الذي يَمْحَشُ البَدَنَ بكثرة وسخه وأخلاقه.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يخرج ناس من النار قد امْتحَشُوا وصاروا حُمَمًا» معناه: قد احترقوا وصاروا فحمًا.
ويقال للخبز الذي قد احترق قد امْتَحَش، وهو خُبْزٌ مُحاشٌ.
وقال بعضهم: مَرَّ بي حِمْلٌ فَمَحَشَني مَحْشًا وذلك إذا سَحَجَ جلدَه من غير أن يَسْلُخَه.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
101-تهذيب اللغة (صأي)
صأي: أبو عُبَيد عن الأحمر: الصآةُ ـ بوزن الصّعاة ـ: ماءٌ ثخين يخرج مع الولد.ثعلب عن ابن الأعرابيّ: هو الصَّاءَةُ، بوزن الصاعة.
قال: والصآةُ بوَزْنِ الصَّعَاةِ، والصَّيْأَةُ بوَزْن الصَّيْعَة.
والصَّيَّةُ: الماء الذي يكون في المَشيمة، وأنشد شَمِر:
* على الرِّجْلَيْن صاءٍ كالخُراجِ*
قال: وبعت الناقةَ بِصَيتِها، أي: بِحِدْثانِ نَتاجها.
وقال أبو عُبيد: صَيّأْتَ رأسَه تَصْيآءً: بللتُه قليلًا قليلًا.
وقال غيره: هو أن يغسله فيثوّر وسَخَه ولا يُنَقِّيه.
أبو عُبَيد عن الكسائي: صأى الفَرْخ، بوَزْن صعَى.
قال: والفِيل والخِنْزير والفأر كلها تصأى صَئِيًّا وصِئِيًّا، واليَرْبُوع مِثلُه، وأنشد أبو صفوانَ للعجّاج:
* لَهُنّ في شَبَاتِه صئيُ *
وقال جرير:
لَحَى الله الفَرَزْدقَ حِينَ يَصأَى *** صئِيَ الكلْب بَصبَص للعِظالِ
ثعلب عن ابن الأعرابيّ: جاء بما صأى وصَمَت، أي: جاء بالشّاء والإبل.
وما صَمتَ: الذّهبُ والفضّة.
أبو عُبيد عن الأصمعي: الصائي: كلُّ مالٍ من الحيوان مثلُ الرقيقِ والدواب.
والصامت: مِثلُ الأثواب والوَرِق، سُمِّي صامتًا لأنه لا رُوحَ فيه.
وقال خالد بنُ يزيد: يقال: صاءَ يصيءُ، مثل صاعَ يَصيع، وصئِيَ يَصأى، مِثل صعِيَ يَصعَى.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
102-تهذيب اللغة (طلس)
طلس: رُوِي عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم «أنه أَمَر بطَلْس الصُّوَر الّتي في الكَعْبة».قال شمر: معناه بطَمْسِها.
يُقال: اطْلِسِ الكتابَ، أي: امحُه.
وطَلَسْتُ الكتابَ، أي: مَحَوْتُه.
ويقال للصحيفة إذا مُحِيَت: طِلْسٌ وطِرْس؛ وأَنشَد:
* وجَوْنِ خَرْقٍ يَكتَسى الطُّلُوسَا*
يقول: كأنما كُسِي صُحُفًا قد مُحِيتْ مرَّةً لدُروس آثارِها.
قال: ورجل أطلَسُ الثِّياب: وَسِخُها.
وثيابٌ طُلْس: وَسِخة.
ورجلٌ أطلَس: إذا رُمِيَ بقبيح، وأَنشَد أبو عُبَيد:
ولسْتُ بأَطْلس الثَّوْبَين يُصْبِي *** حَلِيلَتَه إذا هَدَأَ النِّيامُ
لم يُرد بحليلِته: امرأته، ولكنّه أراد جارتَه الّتي تُحالُّه في حِلّته.
قال: والطَّلْس والطَّمْس واحدٌ.
والطُّلْسةُ: غُبْسة في غُبْرة.
وقال الليث: الطِّلْسُ: كتابٌ قد مُحِيَ ولم يُنعَم مَحوهُ فيصير طِلْسًا.
ويقال لِجلْد فخِذ البعير: طِلْسٌ لتَساقُط شَعرِه ووَبرِه.
قال: وإذا محوتَ الكتابَ ليَفسُد خَطُّه قلت: طَلَسْته، فإذا أنعمتَ محوَه.
قلت: طَرَسْتُه.
قال: والطَّلَس والطَّلسة: مصدرُ الأَطْلَس من الذئاب، وهو الّذي تَساقَط شَعرُه، وهو أخبثُ ما يكون.
وفي حديث أبي بكر: أنّ مُوَلَّدًا أطلسَ سَرَقَ فقَطَع يدَه.
قال شمر: الأطلس: الأسوَد كالحَبشيّ ونحوه، قال لَبيد:
فأجازني منه بِطِرْس ناطقٍ *** وبكلِ أطلسَ جَوْبُه في المَنْكِبِ
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
103-تهذيب اللغة (أطلس)
أطلس: عبدٌ حَبشيٌّ أسوَد.ويقال للثوب الأسوَد الوَسِخ: أطلَس؛ وقال في قول ذي الرُّمَّة:
* بَطْلساء لَمْ تَكْمُل ذراعًا ولا شِبْرا*
يَعني خرقةً وسِخة ضَمَّنها النار حين اقتَدَح.
وقال ابن شميل: الأطلَس: اللِّص، يشبَّه بالذِّئب.
قال: والطَّيْلسان بفتح اللام منه ويُكسَر ولم أسمَع فيعِلان بكسر العين، إنّما يكون مضمومًا كالخَيْزران.
والجَيْسُمان، ولكن لمّا صارت الكسرةُ والضمّة أختَيْن واشترَكتا في مواضعَ كثيرة دخلتْ عليها الكسرة مَدخَل الضمّة.
وحُكي عن الأصمعيّ أنّه قال: الطيلَسان ليس بعَربيّ.
قال: وأصلُه فارسيّ إنما هو تالشان فأُعرب.
قلت: ولم أَسمع الطيلسان بكسر اللام لغير اللَّيث.
وروى أبو عبيد عن الأصمعيّ: أنه قال: السُّدُوسُ: الطَّيْلَسَان، هكذا رواه، ويُجمع طَيالسة.
ورَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنه قال: الطَّلْس والطَّيْلسان: الأسوَد.
والطِّلْس: الذِّئب الأمْعَط، والجميع الطُلْس منها.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م