نتائج البحث عن (وَعَصِيرٍ)

1-العربية المعاصرة (جيلي)

جيلي [مفرد]: حلوى هُلاميّة القوام تُعدّ بغلي السكر وعصير الفاكهة.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


2-العربية المعاصرة (حمض)

حمُضَ يَحمُض، حُموضَةً، فهو حامض.

* حمُض الطَّعامُ: صار لاذِعَ المذاقِ (حمُض اللّبنُ/الخَلُّ- فواكه حامضة).

حمَّضَ يحمِّض، تَحميضًا، فهو مُحمِّض، والمفعول مُحمَّض.

* حمَّض الطَّعامَ: صيّره لاذعَ المذاق.

* حمَّض الشَّريطَ أو الفيلْمَ: ظهَّره؛ بيَّنه وأظهره بفعل الموادّ الكيميائيَّة.

تحميض [مفرد]: مصدر حمَّضَ.

* التَّحميض في التَّصوير: [في الكيمياء والصيدلة] التَّظهير؛ إبراز الصُّورة على الفِيلم بغسله بموادّ كيميائيّة خاصّة (حجرة التحميض لها مواصفات خاصّة).

حامِض [مفرد]: جمعه حوامِضُ:

1 - اسم فاعل من حمُضَ (*) حامض الفؤاد: فاسِدُه متغيِّرُه- شراب حامض: شراب يُتَّخذ من الخلِّ والعسل- لبن حامض: لبن غليظ أصبح لاذعًا بعد غليه وإضافة حامض إليه.

2 - [في الكيمياء والصيدلة] مركّب كيماويّ يتميّز بعدَّة خصائص، منها طعم الحموضة (حامض كبريتيّ- حامض الفحم/اللاّمائيّ) (*) الحوامض: الحمضيّات كالبرتقال واللّيمون بنوعيه الحامض والحلو، والنّارنج وتُسمَّى في مصر الموالح- حامض اللَّيمون/حامض اللَّيمونيك: مادَّة كيميائيّة حامضة تُعرف كذلك باسم حامض الستريك.

* الحامض النَّوويّ: الحمض النَّوويّ، مجموعات من مركَّبات معقّدة توجد في الخلايا الحيَّة والفيروسات، تتألّف من البورين والبيرميدين والكربوهيدرات وحمض الفوسفوريك.

حامضيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حامِض.

* مطر حامضيّ: أبخرة حامضيَّة تتساقط بعد تكثُّفها في السَّماء مثل المطر (سقطت أمطار حامضيّة على بعض المناطق الصِّناعيَّة).

حَمْض [مفرد]: جمعه أحماض: [في الكيمياء والصيدلة] مادّة لاذعة المذاق لوجود أيونات هيدروجينيّة، أثرها واضح في المحلول، يُحوِّل محلولُها ورقة عبَّاد الشمس الزرقاء إلى اللون الأحمر وتذيب بعض المعادن إلى أملاح وتتفاعل مع القواعد (حمض الكبريتوز/الكبريتيك- حمض بَوْليّ).

حَمْض [جمع]: وجمع الجمع حُموض وأحماض، ومفرده حَمْضة: كُلّ نبتٍ حامض أو مالح يقوم على ساق ولا أصل له، وهو للماشية كالفاكهة للإنسان (فؤادٌ حَمْضٌ ونَفْسٌ حَمْضَة: تنفر من الشّيء أوّل ما تسمعه).

* الحمض اللَّبنيّ: حمض اللبنيك، يوجد في اللبن الرَّائب، وعصير الفواكه، وقد يحضَّر صناعيًّا فيعمل مكسبا للطعم أو الرَّائحة في الأطعمة والمشروبات، ومادّة حافظة، وفي العقاقير والموادّ اللاصقة.

* حَمْض الهيدروكلوريك: [في الطب] حمض مخفَّف جدًّا في عصارة المعدة.

* الأحماض الأمينيَّة: [في الكيمياء والصيدلة] المكوِّنات الأساسيّة التي تنحلّ إليها البروتينات في أثناء الهضم ثم تعود بروتينات كما كانت إذا ما دخلت خلايا الجسم.

حَمْضيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَمْض (*) أَرْض حَمْضيّة: كثيرة الحَمْض- الحمضيَّات: المجموعة النباتيّة التي تمثل أشجار البرتقال والليمون والأترجّ وغيرها- شجرٌ حَمْضيّ: يثمر بالحوامض كالليمون والبرتقال- معدة حَمْضيّة: خلاف القلويّة.

حُمَّاض [جمع]: [في النبات] نبات عُشبيّ من فصيلة الحمَّاضيّات، وهي أنواع تنبت بريّة، ويُزرع بعضُها، ويُعَدُّ من البقول الزراعيّة أوراقه حمضيّة تُستخدم أحيانًا في السَّلطة.

حُمَّيض [جمع]: [في النبات] حُمَّاض؛ نبات عُشبيّ من فصيلة الحمَّاضيات، وهي أنواع تنبت برّيّة، ويُزرع بعضُها، ويُعَدُّ من البقول الزِّراعيّة، أوراقه حمضيّة، تُستخدم أحيانًا في السَّلطة.

حُموضَة [مفرد]:

1 - مصدر حمُضَ.

2 - إحساس بطعم حامض في المعدة.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


3-العربية المعاصرة (خبص)

خبَصَ يَخبِص، خَبْصًا، فهو خابِص.

* خبَص الفتَّانُ بينهما: سعى بالفتنة والوقيعة بينهما، نقل كلامًا عن أحدهما يسوء الآخر (خبص بين صديقين- الخَبْص أشدُّ من الكذب).

خَبّاص [مفرد]: صيغة مبالغة من خبَصَ: من يسعى بالوقيعة بين النَّاس بنشره الأخبار الكاذبة (سعى الخبَّاص للتَّفريق بين الصديقين).

خَبْص [مفرد]: مصدر خبَصَ.

خَبْصَة [مفرد]: جمعه خَبَصات وخَبْصات: اسم مرَّة من خبَصَ: وقيعة، فتنة (أوقع بينهما بخبصةٍ واحدة).

خبيص [مفرد]: جمعه أَخْبصة:

1 - صنف من التِّين.

2 - نوع معمول من التمر والسمن، حلواء معروف.

خبِيصة [مفرد]: جمعه خَبِيص، جج أَخْبصة: نوع من الحلوى يُصنع من دقيق وتمر وسمن (يَفطر على الخبيصة في رمضان).

خبِيصة [مفرد]: جمعه خبائصُ: نوعٌ من المجمدات تتّخذ من عصير العنب قبل طبخه ومن الدقيق. وقد تتّخذ من النشا والماء وعصير العنب المغلي المكثّف، تطبخ جميعًا حتى تكون في قوام المجمدات.

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


4-العربية المعاصرة (هلام)

هُلام [مفرد]: [في التشريح] مادة بروتينية شفافة، تُستخرج من الأنسجة الحيوانية المختلفة، مثل: الجلد والعظم والأربطة وتكون جامدة عند جفافها، ولكنها تتحوَّل إلى سائل بالرُّطوبة.

هُلاميّ [مفرد]:

1 - اسم منسوب إلى هُلام.

2 - [في التشريح] مادّة عضويّة تحويها أغشية نباتيَّة (حامض هُلاميّ).

* ورم هُلاميّ الشَّكل: [في الطب] شبيه بالهلام له شكل الهلام ومظهره.

هُلاميَّات [جمع]: [في الحيوان] رتبة من الفطور عديدة الفصائل والأجناس، فطورها كُتَل هلاميّة لا شكل لها، تعيش على الأعشاب العفِنة والطَّحالب.

هُلاميَّة [مفرد]:

1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى هُلام: (أفكار هلاميّة- صنعتْ حلوى هُلاميِّة القِوام: تُعَدُّ بغلي السُّكَّر وعصير الفاكهة).

2 - مصدر صناعيّ من هُلام: سطحيَّة، ظاهريّة (سادت الإدارة الجديدة حالة من الهلاميّة).

هَلُمّ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ه ل م م - هَلُمَّ).

العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م


5-المعجم الوسيط (الخَمْر)

[الخَمْر]: ما أسكر من الشراب وعصير العنب ونحْوِه؛ لأنها تغطِّي العقلَ (وهي مؤنَّثة وقد تذكَّر).

وفي المثل: " خمرُ أبي الرَّوْقاء ليست تسكر ": يضرب للغني الذي لافضلَ له على أحدٍ ولا إِحسان.

و- العِنب.

وفي التنزيل العزيز: {إِنِّي أَرَانِي أعْصِرُ خَمْرًا} [يوسف: 36].

(والجمع): خُموُر.

المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م


6-شمس العلوم (العَوْسَج)

الكلمة: العَوْسَج. الجذر: عسج. الوزن: فَوْعَل.

[العَوْسَج]: شجر ذو شوك، وهو بارد في الدرجة الأولى يابس في الثانية، وهو ينفع في أوجاع العين ويجلو بياضها إذا دُق ورقه وثمره وخُلط بلبن امرأة وبياض البيض ثم قطر في العين.

وإذا شرب ماءُ ثمرِ العوسجِ وعصير ورقه وأغصانه نفع من نَفْث الدم ووجع الجوف.

وأصل العوسج إذا طُبخ وشُرب فتت الحصى المتولدة في الكلى.

ويقال: إن أغصانه إذا علقت على الأبواب والكوى أبطلت السحر.

شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م


7-معجم متن اللغة (عصر عصرا العنب والنوى ونحوهما)

عصر- عصرا العنب والنوى ونحوهما: استخرج ماءه فهو عاصر؛ وذاك معصور وعصير.

معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م


8-القاموس المحيط (العصر)

العَصْرُ، مُثَلَّثَةً وبضمتينِ: الدَّهْرُ

ج: أعْصارٌ وعُصُورٌ وأعْصُرٌ وعُصُرٌ.

والعَصْرُ: اليومُ، والليلَةُ، والعَشِيُّ إلى احْمِرارِ الشمسِ، ويُحَرَّكُ، والغَداةُ، والحَبْسُ، والرَّهْطُ، والعَشِيرَةُ، والمَطَرُ من المُعْصِراتِ، والمَنْعُ، والعَطِيَّةُ، عَصَرَهُ يَعْصِرُهُ، وبالتحريكِ: المَلْجَأُ، والمَنْجاةُ،

كالعُصْرِ، بالضم، والمُعَصَّرِ، كمُعَظَّمٍ، والغُبارُ.

وأعْصَرَ: دَخَلَ في العَصْرِ،

وـ المرأةُ: بَلَغَتْ شَبابَها، وأدْرَكَتْ، أو دَخَلَتْ في الحَيْضِ، أو رَاهَقَت العِشْرينَ، أو وَلَدَتْ، أو حُبِسَتْ في البَيْتِ ساعةَ طَمِثَتْ،

كعَصَّرَتْ، في الكلِّ، وهي مُعْصِرٌ

ج: مَعاصِرُ ومَعاصِيرُ.

وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَهُ يَعْصِرُهُ، فهو مَعْصورٌ وعَصيرٌ،

واعْتَصَرَهُ: اسْتَخْرَجَ ما فيه،

أو عَصَرَهُ: وَلِيَ ذلك بنفسِهِ،

واعْتَصَرَهُ: عُصِرَ له، وقد انْعَصَرَ وتَعَصَّر.

وعُصارَتُه وعُصارُهُ وعَصيرُهُ: ما تَحَلَّبَ منه.

والمَعْصَرَةُ: مَوْضِعُه. وكمِنْبَرٍ: ما يُعْصَرُ فيه العِنَبُ.

والمِعصارُ: الذي يُجْعَلُ فيه الشيءُ فَيُعْصَرُ.

والعَواصِرُ: ثلاثةُ أحْجارٍ يُعْصَرُ بها العِنَبُ.

والمُعْصِراتُ: السَّحابُ.

وأُعْصِرُوا: أُمْطِرُوا.

والإِعْصارُ: الرِّيحُ تُثيرُ السَّحابَ، أو التي فيها نارٌ، أو التي تَهُبُّ من الأرضِ كالعَمودِ نحوَ السَّماءِ،

أو التي فيها العِصارُ، وهو الغُبارُ الشديدُ،

كالعَصَرَةِ، محرَّكةً.

والاعْتِصارُ: انتِجاعُ العَطِيَّةِ، وأن يَغَصَّ إنسانٌ بالطَّعامِ فَيَعْتَصِرَ بالماءِ، أي: يَشْرَبَهُ قليلًا قليلًا لِيُسِيغَهُ، وأن تُخْرِجَ من إنسانٍ مالًا بِغُرْمٍ أو غيرِه، والبُخْلُ، والمَنْعُ، والالتِجاءُ،

كالتَّعَصُّرِ، وقد اعْتَصَرَ به وتَعَصَّرَ، والأخْذُ.

ورجلٌ كريمُ المَعْصَرِ، كمَقْعَدٍ،

والمُعْتَصَرِ والعُصارَةِ: جَوادٌ عندَ المسألة.

وكريمُ العَصْرِ: كريمُ النَّسَبِ.

وعَصَّرَ الزَّرْعُ تَعْصيرًا: نَبَتَتْ أكْمامُ سُنْبُلِهِ.

والمُعْتَصَرُ: الهَرَمُ، والعُمُرُ.

ويَعْصُرُ، كيَنْصُرُ،

أو أعْصُرُ: أبو قبيلةٍ، منها باهِلَةُ. والعَوْصَرَةُ: اسمٌ.

وعَوْصَرٌ وعَيْصَرٌ وعَنْصَرٌ: مواضعُ. وككِتابٍ: الفُساءُ، ومِخْلافٌ باليمن.

وجاءَ على عِصارٍ من الدَّهْرِ، أي: حِينٍ.

وعِصْرٌ، بالكسر: جبلٌ بين المدينةِ ووادي الفُرْعِ.

والعَصْرَةُ، بالفتح: شجرةٌ كبيرةٌ، وبالضم: المَنْجاةُ.

وجاءَ لكن لم يَجِئْ لعُصْرٍ، أي: لم يَجِئْ حينَ المَجِيء.

ونامَ وما نامَ لِعُصْرٍ، أي: لم يَكَدْ يَنامُ. وفي الحديثِ: "أمَرَ بِلالًا أن يُؤذِّنَ قبلَ الفَجْرِ لِيَعْتَصرَ مُعْتَصِرُهُمْ": أرادَ قَاضيَ الحاجةِ، فَكَنَى عنه.

وبنُو عَصَرٍ، محرَّكةً: قبيلةٌ من عبدِ القَيْسِ، منهم مَرْجُومٌ العَصَرِيُّ.

والعُنْصُرُ، وتفتحُ الصادُ: الأصلُ، والحَسَبُ.

(وعَصَنْصَرٌ: جبلٌ).

القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م


9-القاموس المحيط (سلقه)

سَلَقَهُ، بالكلامِ: آذاهُ،

وـ اللَّحْمَ عن العَظْمِ: الْتَحاهُ،

وـ فلانًا: طَعَنَه،

كسَلْقاهُ،

وـ البَرْدُ النباتَ: أحْرَقَهُ،

وـ فلانًا: صَرَعَه على قَفاهُ،

وـ المَزادَةَ: دَهَنَها،

وـ الشيءَ: غَلاه بالنارِ،

وـ العُودَ في العُرْوَةِ: أدْخَلَهُ،

كأسْلَقَه،

وـ البعيرَ: هَنَأَهُ أجمعَ،

وـ فلانٌ: عدا وصاحَ،

وـ الجاريةَ: بَسَطَها فَجامَعَها،

وـ فلانًا بالسَّوْطِ: نَزَعَ جِلْدَه،

وـ شيئًا بالماءِ الحارِّ: أذْهَبَ شَعْرَه ووَبَرَه، وبَقِيَ أثَرُهُ.

والسَّلْقُ: أثَرُ دَبَرَةِ البعيرِ إذا بَرَأَتْ وابْيَضَّ مَوْضِعُها،

كالسَّلَقِ، محرَّكةً، وأثَرُ النِّسْعِ في جَنْبِ البعيرِ، والاسمُ: السَّليقةُ،

وـ: تأثيرُ الأقدامِ والحَوافِرِ في الطريقِ،

وتِلْكَ الآثارُ: السلائِقُ،

وـ بالكسر: مَسيلُ الماءِ، ج: كعُثْمانَ،

وبَقْلَةٌ م، يَجْلو ويُحَلِّلُ ويُلَيِّنُ، ويُفَتِّحُ، ويَسُرُّ النَّفْسَ، نافِعٌ للنِقْرِسِ والمَفاصِلِ، وعَصيرُهُ إذا صُبَّ على الخَمْرِ خَلَّلَها بعدَ ساعَتَيْنِ، وعلى الخَلِّ خَمَّرَهُ بعد أرْبَعٍ، وعَصيرُ أصله سَعوطًا تِرْياقُ وَجَعِ السنِّ والأذُنِ والشَّقيقَةِ.

وسَلْقُ الماءِ،

وسِلْقُ البَرِّ: نَباتانِ.

والسِّلْقُ: الذِّئْبُ، ج: كعُثْمان، ويُكْسَرُ، وهي: بهاءٍ،

أو السِّلْقَةُ: الذِّئْبَةُ خاصَّةً، ولا يقال للذَّكَرِ: سِلْقٌ،

وـ بالتَّحريكِ: جَبَلٌ عالٍ بالمَوْصِلِ، وناحيَةٌ باليَمامَةِ، والصَّفْصَفُ الأمْلَسُ الطَّيِّبُ الطينِ، ج: أسْلاقٌ وسُلْقانٌ، بالضم والكسر.

وخَطيبٌ مِسْلَقٌ، كمِنْبَرٍ ومِحْرابٍ وشَدَّادٍ: بَليغٌ.

والسالِقَةُ: رافِعَةُ صَوْتِها عندَ المُصيبَةِ، أو لاطِمَةُ وجْهِها.

والسِّلْقَةُ، بالكسرِ: المَرْأةُ السَّليطَةُ الفاحِشَةُ، ج: سُلْقانٌ، بالضم والكسر، والذِّئْبَة

ج: سِلْقٌ، بالكسرِ، وكعِنبٍ. وكأَميرٍ: ما تَحاتَّ من صِغارِ الشَّجَرِ، ج: سُلْقٌ، بالضم، ويَبيسُ الشِّبْرِقِ، وما يَبْنيهِ النَّحْلُ من العَسَلِ في طولِ الخَلِيَّةِ، ج: سُلْقٌ، بالضم،

وـ من الطَّريقِ: جانِبُهُ. وكسَفينَةٍ: الطَّبيعَةُ، والذُّرَةُ تُدَقُّ وتُصْلَحُ، أو الأَقِطُ خُلِطَ به طراثيثُ، وما سُلِقَ من البُقولِ ونحوها، ومَخْرَجُ النِّسْعِ.

ويَتَكَلَّمُ بالسَّليقِيَّة، أي: عن طَبْعِهِ لا عن تَعَلُّم.

وكصَبورٍ: ة باليمن، تُنْسَبُ إليها الدُّروعُ والكلابُ،

أو د بِطَرَفِ إِرْمِينِيَةَ،

أو إنما نُسِبَتَا إلى سَلَقْيَةَ، مُحرَّكةً: د بالرومِ، فَغُيِّرَ النَّسَبُ. وأحمدُ ابنُ رَوْحٍ السَّلَقِيُّ، مُحرَّكةً: كأنَّه نِسْبَةٌ إليه.

والسَّلُوقِيَّةُ: مَقْعَدُ الرُّبَّانِ من السَّفينَةِ.

والسَّلْقاةُ: ضَرْبٌ من البَضْعِ على الظَّهْرِ.

والأَسالِقُ: ما يَلي لَهَواتِ الفَمِ من داخِلٍ.

والسَّيْلَقُ، كصَيْقَلٍ: السَّريعَةُ.

والسَّلَقْلَقُ: التي تَحيضُ من دُبُرِها، وبهاءٍ: الصَّخَّابَةُ. وكغُرابٍ: بَثْرٌ يَخْرُجُ

على أصْلِ اللسانِ، أو تَقَشُّرُ في أصولِ الأَسْنانِ، وغِلَظٌ في الأَجْفانِ من مادَّةٍ أكَّالَةٍ، تَحْمَرُّ لها الأَجْفانُ، ويَنْتَثِرُ الهُدْبُ، ثم تَتَقَرَّحُ أشْفارُ الجَفْنِ. وكثُمامَةٍ: سُلاقَةُ بنُ وهْبٍ من بَني سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ. وكرُمَّانٍ: عِيدٌ للنصارى.

ويومُ مَسْلوقٍ: من أيَّامِ العَرَبِ.

وأسْلَقَ: صادَ ذِئْبَةً.

وسَلْقَيْتُه سِلْقاءً، بالكسرِ: ألْقَيْتُه على ظَهْرِه، فاسْتَلْقى.

واسْلَنْقَى: نامَ على ظَهْرِه.

وتَسَلَّقَ الجِدارَ: تَسَوَّرَ،

وـ على فِراشِه: قَلِقَ هَمًّا أو وجعًا.

القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م


10-المعجم الاشتقاقي المؤصل (أثر ترتيب حروف التركيب في معناه)

أثر ترتيب حروف التركيب في معناه

ما ذكرناه من معاني الحروف بأن حددنا لكل حرف ألفبائي معنى لغويًّا لا يعني أن التركيب مجمل المعنى اللغوي الكامل لكل حرف من حروفه بحيث يكون معنى التركيب هو مجموع معاني حروفه. كلا، فنحن لا نقول بهذا؛ ذلك أن الدراسة التطبيقية بيَّنتْ أن ترتيب موقع الحرف بين حروف التركيب له تأثير قوى في معناه المحصَّل في التركيب: فقد يبقى معنى الحرف كما هو، وقد يتأكد ويتقوى بما مجاوره، وقد يضعف معنى الحرف بتأثير معنى الحرف الذي يسبقه أو يليه في التركيب."

وتقريبًا لهذا الأمر فإني أشبه مسألة أثر الترتيب هذه بترتيب خلط المواد المكونة لشرابٍ من عصير الليمون المُحَلَّى؛ فالمواد هي ماء وسكر وعصير ليمون: فإذا وضعنا عصير الليمون أولًا على الماء فإنه يختلط به، ثم إذا جئنا بالسكر ووضعناه على ذلك الخليط فإنه لن يذوب كله في خليط الماء والليمون، بل ربما لا يذوب منه إلا القليل، وبذا سيكون طعم الخليط قليل الحلاوة. أما إذا خلطنا السكر بالماء أولًا وقلّبناه حتى ذاب، ثم وضعنا عصير اللمون فإن عصير الليمون سيختلط بالماء المحلَّى اختلاطًا تامًّا، وبذا ترتفع درجة حلاوة المشروب المذكور. أي أن حصلية خلط الماء بالسكر والليمون تغيرتْ بسبب ترتيب خلط المواد -أيُّها يُخلط قبل الآخر. فكذلك الأمر في تكوُّن تركيب لغوي من مادة ثلاثة أحرف مثلًا -أي أنه بتغير معناه بتغير أسبقية الحرف المعين في صياغة التركيب.

وقد كنا تعرضنا لمسألة أثر ترتيب حروف التركيب في معناه عند مناقشتنا نظرية ابن جني في الاشتقاق الأكبر (1) (وهي تتطابق في أهم وجوهها مع مسألتنا

هذه) حيث زعم -غفر الله لنا وله- أن تقاليب المادة الثلاثية (مثلًا)، وهي ستة، تعطي كلها معنى مشتركًا بينها جميعًا يوجد في كل تركيب منها، ومثّل لذلك بمادة (ق ول)، فزعم أن تراكيبها (قول / قلو / وقل / ولق / لقو / لوق) كلها تدل على معنى "الخفوف والحركة "، وأن هذا المعنى متحقق في كل منها على حِدَة، كما مثل بمادة (ب ج ر) زاعمًا أن تراكيبها (بجر / برج / جر / جرب / ربج / رجب) كلها تدل على القوة والشدة. وكذلك فعل في مثال مادة (ك ل م). وقد ناقشنا هذه النظرية حتى نقضناها. وكان من مناقشتنا التطبيقية لها أن شرحنا معاني تلك التقاليب الثمانية عشر وبيّنا عدم تطابق معنيي أي تركيبين من أي مادة من المواد الثلاث، وأن أقصى ما هناك أن يتقارب معنيا تركيبين فحسب، وأن تقارب معاني التراكيب الستة هو مجرد دعوى وتكلف وخِلابة، دفع إليها طغيان الفكرة على ذهن ابن جني رحمه الله.

ثم كان من مناقشتنا التطبيقية أيضًا أن جئنا بعشرة تراكيب مضعَّفة، وبينا أن مقلوباتها المضعّفة أيضًا (حسب ما أخذ به الخليل في بنائه معجم العين) تحمل معاني مضادة لمعانيها إلا مطابقة ولا مقاربة)، وهو أمرٌ ينقض نظرية ابن جني في الاشتقاق الأكبر -من ناحية، ويثبت إثباتًا تامًّا ما قلنا به من أثر ترتيب موقع الحرف في تركيبه في معنى هذا التركيب (ومن ثم في كل مفردات هذا التركيب) من ناحية أخرى.

وها هي تي كما جئنا بها في كتابنا عن الاشتقاق (جعلنا الأمثلة على شكل مثاني من التراكيب المقلوبة الترتيب نوازن بين معنى التركيب ومعنى مقلوبه، لنتبين أثر قلب الترتيب في المعنى):

1 - دَرَّ، رَدَّ: "دَرَّ اللبنُ والدمع: سال كثيرًا ". فهذا سيلان واسترسال. وفي مقابل ذلك: "رَدَّ الشيءَ صرفه عن وجهه "أي صرفه عن الاسترسال في اتجاهه.

ومن صور ذلك: "الرَدّة: تقاعسُ الذقن، "أي غئوره في الوجه ورجوعه إليه وعدم انبساطه إلى مداه المعتاد.

2 - بَعَّ - عَبَّ: "بع السحابُ: ألح بمطره، وبع المطرُ من السحاب: خرج ". فهذا إخراج الماء بقوة. ومقابله: "العبُّ: شرب الماء غيرَ مص "! أي أن يشرب الماء صبًّا، وهذا إدخال الماء بقوة.

3 - مجّ - جم: "مج الشرابَ من فيه: رماه "فهذا طرحٌ للماء وإذهاب له.

ومقابله: "جَمَّت البئر: كثر ماؤها واجتمع "فهذا تجمع للماء.

4 - لحّ- حلّ: "اللحَحُ في العين: صُلاق يصيبها والتصاق، وقيل هو التزاقها من وجع أو رَمَض "فهذا لزوق وتماسك، ومقابله: "حَلَّ العقدة: فتحها ونقضها "فهذا فك للتماسك.

5 - كدَّ- دَكَّ: "كدَّ الشيءَ واكتدّه: نزعه بيده. وكد الطبيخَ اللاصق في أسفل القِدْر: نزعه بأصابعه "فهذا نزعُ اللاصق واستخراجه - وفي مقابله: "دك الترابَ: كَبَسه وسوّاه، واندكّ الرمل: تلبّد "فهذا ضغط للشيء بعضه على بعض حتى يتداخل ويلتصق.

6 - نَدَّ - دَنَّ: "نَدَّ البعير: شرد "فهذا مفارقة للمقر ومباعدة. ومقابله: "أدنّ الرجل بالمكان إدنانا: أقام "فهذا لزومٌ للمقر.

7 - نَضَّ- ضَنَّ: "نَضّ الماءُ: سال قليلا قليلًا / خرج رَشْحا "فهذا: نفاذ وخروج. ومقابله: "ضَن بالشيء: بَخِل به "فهذا إمساك وعدم إخراج.

8 - ضَفَّ- فَضَّ: "الضَفّ: ازدحام الناس على الماء "، فهذا اجتماع، ومقابله: "الفَضُّ: تفريقك حلقة من الناس بعد اجتماعهم "فهذا تفريق المجتمعين.

9 - زَلّ- لَزّ: "زل الرجل عن الصخرة: زَلِق "فهذا انزلاق وعدم امتساك أو ثبات. ومقابله: "لزّ الشيء بالشيء: ألزمه إياه / ألصقه "فهذا امتساك ولصوق.

10 - لَفَّ- فَلَّ: "لف الشيء: جمعه، وامرأة لفّاء: ضخمة الفخذين مكتنزة "فهذا اجتماع وتضام واكتناز. ومقابله: "الفَلّ: الثَّلمْ في السيف وفي أي شيء كان، فَلَّ السيف: كَسرَ حَدَّه، وفلَّ الصَفاة: كسرها "فهذا تفريق.

ويمكن لهذه المعارضة بين التراكيب أن تستمر لتستوعب كل تراكيب اللغة، ليثبت أن بين معنى كل تركيب ومقلوبه فرقًا - قد يكون إلى درجة التضاد كالأمثلة التي سقناها آنفًا، وقد يكون مجرد اختلاف يسير، ولكن لن يكون هناك مطابقةٌ، ولن يشترك أكثرُ من تركيبين من تقاليب المادة الستة في صورة أو جزء من المعنى. والسر هو كما قلنا -تأثر القيمة التعبيرية للحرف في التركيب أو الكلمة بموقعها فيها.

(3) الرموز:

أساس = أساس البلاغة للزمخشري

بحر = البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي

تاج = تاج العروس للزبيدي

ض= فعل مضعّف

طب= تفسير الطبري

ق= القاموس المحيط

قر= تفسير القرطبي

ل= لسان العرب، والرقم الذي يصحب هذا الرمز أحيانًا هو رقم الصفحة (وأحيانا السطر أيضًا) في معالجة طبعة بولاق للتركيب موضع الدراسة.

متن = معجم متن اللغة للعلامة أحمد رضا العاملي.

مصباح = المصباح المنير

المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م


11-المعجم الاشتقاقي المؤصل (عصر)

(عصر): {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: 14]

عَصَر العنبَ ونحوَه مما له دُهْنٌ أو شَرَاب أو عَسَل (ضرب): استخرجَ ما فيه. وعَصِيرُ الشيء وعُصَارته - كرُخامة: ما تَحلَّبَ منه إذا عَصَرْتَه. والعَوَاصر: ثلاثةُ أحجار يَعْصِرون العنب بها يجعلون بعضها فوق بعض. والاعْتِصار بالماء أن يَغَصَّ بالطعام فيعتصر بالماء يشربه قليلًا قليلًا ليسيغه.

° المعنى المحوري

ضغط بثقل بالغ يُسِيلُ أو يُنْفِذُ ما في الأثناء من مائع ونحوه. كعصر العنب ونحوه إذا اعتُصِر. {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} [يوسف: 36] أي العنب ليصير خمرا {فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49]. أي يعصِرون العِنَب والزيت ونحوهما رمزًا لجرَيان الغَلَّة -أو يستغلون عامة- أي يُنتَج لهم. وقرئ "يُعْصَرون "للمفعول أي يُمْطَرون أو يُنْجَدُون. ولكن معاني هذه المحكية تبدو تكرارًا مع يُغاَث في الآية. فالأوّل أولى.

ومن الأصل كذلك: "الإعصار رِياح شديدة تَهُبُّ من الأرض وتثير الغُبَار (اللاصق بالأرض بضغطها البالغ الشدة) فيرتفعُ كالعمود إلى السماء ". {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} [البقرة: 266].

ومن لطف مصدر العصير (أي أنه مختزن في الثمر خفيّ) مع سيلانه شيئًا فشيئًا فيوحي بالاستمرار - عُبِّرَ بالعصر عن "الدهر "، لامتداده هكذا {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1 - 2] -كما عُبّر به عما "بعد الزوال إلى احمرار الشمس "، لأن هذا الوقت نتيجةٌ وامتدادٌ لبلوغ الشمس أَوْجَها نعني أقصى شدتها) في فترة الصبح إلى الظهيرة، ثم إن الشمس تبدو أو تظل هذه الفترة في

انحدار كأنها تُدْفَع أو تُضْغط حتى تَغْرُب، وأيضًا فإن زمن العصر يوصف بأنه ضيّق فهو زمن معصور. و "المُعْصِر: الجارية.. أول ما أدركت وحاضت أو قاربت الحيض. و "المُعْصِر من السحب: التي تتحلب بالمطر ولمّا تجتمع "فهما من الاحتواء على عصير أي مائع ينزل قليلًا قليلًا كما ينزل المائع المعتصر {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: 14] المراد السحب التي ينزل منها المطر [ينظر قر 19/ 173] ".

ومن ذلك "الاعتصارُ: انتجاعُ العطية (استخراج). وعَصَره: أعطاه "ولعل أصلها: عَصَر له.

والعَصْر يقع بحصر الشيء بين أشياء شديدة تحيط به ومن ذلك: (العَصْر بالفتح: الحبس والمنع، وبالتحريك والضم: الملجأ والمنجاة " (الذي يلجأ إليه الخائف فيحيط به بقوة، وتحوّل معنى الإحاطة ضغطا إلى الإحاطة حماية).

المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م


12-المعجم الاشتقاقي المؤصل (مجج مجمج)

(مجج- مجمج): كَفَلٌ مُتَمَجمِجٌ: رَجْراج... يرتجّ من النَعمة. ومُجَاج المُرنِ: مطرُه، والنحلِ: عسلُها، والجرادِ: لُعابه، والعنبِ: ما سال من عصيره، (كغراب فيهن). المُجَاجة - كرُخَامة: الرِيق الذي تَمُجّه من فيك. والماج من الناس والإبل: الذي لا يستطيع أن يُمسك ربقَه من الكِبَر.

° المعنى المحوري

اندفاع المائع أو الرقيق مما يضُمه بسلاسة بسبب تجمعه وكثرته (1): كترجرج الكَفَل وهو اندفاع هنا وهنا من تراكم الشحم وهو رقيق

ليس كاللحم، وكالمطر، والعسل، واللُعاب، وعصير العنب، والريق. ومنه "مَجَ الشرابَ والماء -ومج به- من فيه: رماه. وقيل لا يكون مجا حتى يُباعد به. وأخذه - صلى الله عليه وسلم - من الدلو حُسوةَ ماء فمجها في بئر ففاضت بالماء الرَوَاء. والقلم يمُج المِدادَ، ويقال مَجْمَجَ الكتابَ (= المكتوب): خَلَطه وأفسده بالقلم " (كأنما طمس الكتابةَ بالحبر الكثير).

ومن مطلق الاندفاع يقال: "أمَضى الرجلُ: ذهب في البلاد. وإلى بلد كذا: انطلق، وأمَجَ الفرسُ: بدأ يعدو قبل أن يضطرم جريُه " (كل ذلك اندفاع بخفة أو سلاسة).

المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م


13-إكمال الإعلام بتثليث الكلام (الطلى)

الطلى: الْوَلَد الصَّغِير من كل شَيْء، وَأكْثر مَا يُطلق على ولد الظبية.

والطلى أَيْضا: الْهوى، ومصدر طلي الْفَم: جف من عَطش أَو مرض، والأسنان: قلحت.

والطلا: مَقْصُور الطلاء: وَهُوَ الشتم، وعصير الْعِنَب الذَّاهِب ثُلُثَاهُ بالطبخ، وَمَا يطلى بِهِ، وَبَعض أَسمَاء الْخمر، وحبل تشد بِهِ البهم، وَالصغَار من الْأَوْلَاد.

والطلى: جمع طلية، وَجمع طلاة أَيْضا بمعناها.

إكمال الإعلام بتثليث الكلام-محمد بن عبدالله، ابن مالك الطائي الجياني، أبو عبدالله، جمال الدين-توفي: 672هـ/1273م


14-المعجم الغني (تَبُّولَةٌ)

تَبُّولَةٌ- [بول]، (طخ)، "التَّبُّولَةُ أَكْلَةٌ شَرْقِيَّةٌ": طَعَامٌ يُحَضَّرُ بِالبُرْغُلِ وَالبَقْدُونِسِ وَالبَصَلِ وَالْخَسِّ وَالنَّعْنَاعِ، وَيُتَبَّلُ بِالتَّوَابِلِ وَعَصِيرِ اللَّيْمُونِ وَالحَامِضِ وَالزَّيْتِ وَالمِلْحِ.

الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م


15-معجم الرائد (أبو)

أبو مليح: طعام يتخذ من الخبز والخضر وعصير السماق والملح والزيت.

يعرف عند بعض العامة ب «الفتوش».

الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م


16-معجم الرائد (أناناس)

أناناس: نبات يزرع في المناطق الاستوائية بحاصة، ثمره لذيذ حلو، وعصير ثمره منعش مرطب.

الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م


17-تاج العروس (سلق)

[سلق]: سَلَقَه بالكَلامِ يَسْلُقه سَلْقًا: آذاهُ وهو شِدَّةُ القَوْلِ باللِّسانِ، وهو مَجازٌ، ويُقال: سَلَقَه بلِسانِه سَلْقًا: أَسْمَعَهُ ما يَكْرَه، فأَكْثَر، وفي التَّنْزِيلِ: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ} أَي: بالَغُوا فيكُم بالكَلامِ، وخاصَمُوكُم في الغَنِيمَةِ أَشَدَّ مُخاصَمَةٍ قالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ، وقالَ الفَرّاءُ: مَعْناهُ عَضُّوكُم، يَقُول: آذَوْكُم بالكَلامِ في الأَمْرِ بأَلْسِنَةٍ سَلِيطَةٍ ذَرِبَةٍ، قالَ: ويُقالُ: صَلَقُوكُم، بالصّادِ، ولا يَجُوزُ في القِراءَةِ.

وسَلَقَ اللَّحْمَ عن العَظْمِ أَي: الْتَحاهُ ونَحّاهُ عنه.

وسَلَقَ فُلانًا: إِذا طَعَنَه ودَفَعَه وصَدَمَه كسَلْقاهُ يُسَلْقِيه سِلْقاءً، يَزِيدُونَ فيه الياءَ، كما قالُوا: جَعْبَيْته جِعْباءً، من جَعَبْتُه أَي: صَرَعْتُه.

وسَلَقَ البَرْدُ النَّبات: إِذا أَحْرَقَه فهو سَلِيقٌ: سَلَقَهُ البَرْدُ فأَحْرَقَه.

وسَلَقَ فُلانًا. صَرَعَهُ على قَفاهُ وكذلِكَ سَلْقاهُ، ومنه حَدِيثُ المَبْعَثِ: «أَتانِي جِبْرِيلُ فسَلَقَنِي لِحَلاوَةِ القَفا» وفيه أَيْضًا: «فسَلَقانِي عَلَى قَفايَ» أَي: أَلْقَيانِي على ظَهْرِي، ويُرْوَى بالصّادِ، والسِّينُ أَكثرُ.

وسَلَقَ المزادَةَ سَلْقًا: دَهَنَها وكذلِكَ الأَدِيمَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَد لامْرِئ القَيْسِ:

كأَنَّهُما مَزادَتا مُتَعَجِّلٍ *** فَرِيّانِ لَمّا يُسْلَقا بدِهانِ

وهو قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ.

وسَلَقَ الشَّيْ‌ءَ سَلْقًا: غَلاهُ بالنّارِ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وقِيلَ: أَغْلاهُ إِغْلاءَةً خَفِيفَةً، كما في الصِّحاح.

وسَلَقَ العُودَ في العُرْوَةِ: أَدْخَلَه، كأَسْلَقَه عن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وقالَ غيرُه: سَلَقَ الجُوالِقَ، يَسْلقُه سَلْقًا: أَدْخَلَ إِحْدَى عُرْوَتَيْهِ في الأُخْرَى، قال:

وحَوْقَل ساعِدُه قد انْمَلَقْ *** يَقُولُ: قَطْبًا ونِعِمّا إِنْ سَلَقْ

وقالَ أَبُو الهَيْثَم: السَّلْقُ: إِدْخالُ الشِّظاظِ مَرَّةً واحِدَةً في عُرْوَتَيِ الجُوالِقَيْنِ إِذا عُكِمَا على البَعِيرِ، فإِذا ثَنَيْتَه فهو القَطْبُ، قالَ الراجز:

يَقُول قَطْبًا ونِعِمَّا إِن سَلَقْ *** بَحَوْقَلٍ ذِراعُه قد انْمَلَقْ

وسَلَقَ البَعِيرَ بالهِناءِ: إِذا هَنَأَهُ أَجْمعَ عن ابنِ عَبّادٍ.

وسَلَقَ فُلانٌ سَلْقَةً: إِذا عَدَا عَدْوَةً، عن ابنِ عَبّادٍ.

وسَلَقَ سَلْقًا: صاحَ لغةٌ في صَلَقَ، ومنه الحَدِيثُ: «ليسَ مِنّا مَنْ سَلَقَ أَو حَلقَ» قال أَبو عُبَيْدٍ: يعنِي رَفْعَ صَوْته عندَ مَوْتِ إِنْسانٍ، أَو عِنْدَ المُصِيبَةِ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو أَن تَصُكَّ المَرْأَةُ وَجْهَها وتَمْرُسَهُ، والأَوَّلُ أَصَحُّ، وقال ابنُ المُبارَكِ: سَلَقَ: رَفَعَ الصَّوْتَ، ومنه السّالِقَةُ، وهي: الَّتِي تَرْفَعُ صَوْتَها عندَ المُصِيبَة.

وسَلَق الجارِيَةَ سَلْقًا: بَسَطَها على قَفاها فجامَعَها وكذا سَلْقاها، ومنه قولُ مُسَيْلِمَةَ لسَجاجِ ـ حِينَ بَنَى عَلَيْها ـ:

أَلا قُومِي إِلى المِخْدَعْ *** فقَدْ هُيِّي لَكِ المَضْجَعْ

فإِنْ شِئْتِ سَلَقْناكِ *** وإِن شِئْتِ على أَرْبَعْ

وإِنْ شِئْتِ بثُلْثَيْهِ *** وإِن شِئْتِ به أَجْمَعْ

فقالَتْ: بَلْ بهِ أَجْمَع، فإِنَّه أَجْمَعُ للشَّمْلِ. وسَلَقَ فُلانًا بالسَّوْطِ: إِذا نَزَعَ جِلْدَه وكذلِك مَلَقَه، ويُفَسِّرُ ابنُ المُبارَكِ قولَه: «لَيْسَ مِنّا من سَلَقَ» مِنْ هذا.

وسَلَقَ شَيْئًا بالماءِ الحارِّ: أَذْهَبَ شَعْرَه ووَبَرَهُ، وبَقِي أَثَرُه وكُلُّ شَيْ‌ءٍ طُبخَ بالماءِ بَحْتًا فقد سُلِقَ.

والسَّلْقُ بالفتحِ: أَثَرُ دَبَرَةِ البَعِيرِ إِذا بَرَأَتْ وابْيَضَّ مَوْضِعُها نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كالسَّلَقِ، مُحَرَّكَةً.

والسَّلْقُ أَيضًا: أَثَرُ النِّسْعِ في جَنْبِ البَعِيرِ أَو بَطْنِه يَنْحَضُّ عنه الوَبَرُ والاسْمُ السَّلِيقَةُ كسَفِينَةٍ.

والسَّلِيقَةُ: تَأْثِيرُ الأَقْدامِ والحَوافِر في الطَّرِيقِ، وتِلْكَ الآثارُ مما ذُكِرَ تُسَمَّى السَّلائِق، وأما آثارُ الأَنْساعِ في بَطْنِ البَعِيرِ فإِنّما شُبِّهَتْ بسلائِقِ الطُرقاتِ في المحَجَّةِ.

والسِّلْقُ بالكَسْرِ: مَسِيلُ الماءِ بينَ الصَّمْدَيْنِ من الأَرْضِ، وقال الأَصْمَعِيُّ: هو المُسْتَوِي المُطْمَئنُّ من الأَرْضِ، والفَلَقُ: المُطْمَئِنُّ بين الرَّبْوَتَيْنِ، وقالَ ابنُ سِيدَه: السَّلَقُ: المَكانُ المُطْمَئنُّ بينَ الرَّبْوتَيْنِ يَنْقادُ، ج: سُلْقانُ كعُثْمانَ وأَسْلاقٌ، وأَسالِقُ.

والسِّلْقُ: بَقْلَةٌ، معروف معروفةٌ قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هي الجُغَنْدَر، أَي: بالفارِسِيَّة، وفي بَعْضِ الأُصُولِ: «الجُكَنْدَر» وهو نَبْتٌ له وَرَقٌ طِوالٌ، وأَصْلٌ ذاهِبٌ في الأَرْضِ، ووَرَقُه رَخْصٌ، يُطْبَخُ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: فأَمّا هذه البَقْلَةُ التي تُسَمَّى السِّلْقَ، فما أَدْرِي ما صِحَّتُها، على أَنَّها في وَزْنِ الكَلامِ العَرَبِيِّ، وقال الصاغانِيُّ: بل هو عَرَبيٌّ صحيحٌ، وقد جاءَ في حَدِيثِ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ الساعِدِيِّ رضي ‌الله‌ عنه، قالَ: «كانَ فِينَا امرأَةٌ تَجْعَلُ على إِرْبِنا في مَزْرَعةٍ لَها سِلْقًا، فكانَتْ إِذا كانَ يومُ الجُمُعَةِ تَنْزِعُ أُصُولَ السِّلْقِ فتَجْعَلُه في قِدْرِ» الحَدِيث، وهو يَجْلُو، ويُحَلِّلُ، ويُلَيِّنُ، ويُفَتِّحُ وَيَسُرُّ النَّفْسَ، نافِعٌ للنِّقْرِسِ والمَفاصِلِ، وعَصِيرُه إِذا صُبَّ عَلَى الخَمْرِ خَلَّلَها بعدَ ساعَتَيْنِ، وإِذا صُبَّ عَلَى الخَلِّ خَمَّرَه بعدَ أَرْبَعِ ساعاتٍ وَعَصِيرُ أَصْلِه سَعُوطًا تِرْياقُ وَجَعِ السِّنِّ، والأُذُنِ والشَّقِيقَةِ.

وسِلْقُ الماءِ، وسِلْقُ البَرِّ: نَباتانِ.

والسِّلْقُ: الذِّئْب، الجمع: سُلْقان كعُثْمان بالضَّمِّ ويُكْسَر، وهِيَ بهاءٍ، والَّذِي في الجَمْهَرَة أَنّ سُلْقانًا بالضمِّ والكَسْرِ: جمع سِلْقَةٍ.

أَو السِّلْقَةُ الذِّئْبَةُ خاصَّةً، ولا يُقالُ للذَّكَرِ سِلْقٌ هكذا نَقَلَه عن قَوْمٍ.

والسَّلَقُ بالتَّحْرِيكِ: جَبَلٌ عالٍ بالمَوْصِلِ مُشْرِفٌ على الزّابِ، وقد ضبَطَه الصّاغانِيُّ بالفَتْح.

والسَّلَقُ، بالتَّحْرِيكِ: ناحِيَةٌ باليَمامَةِ قال:

أَقْوَى نُمارٌ ولَقَدْ *** أَقْفَرَ وادِي السَّلَقْ

والسَّلَقُ أَيضًا: القاعُ الصَّفْصَفُ الأَمْلَسُ كما في الصِّحاحِ، زاد الصاغانِيُّ الطَّيِّبُ الطِّينِ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: السَّلَقُ: القاعُ المُطْمَئنُّ المُسْتَوِي لا شجَرَ فيه، وقال رُؤْبَةُ:

شَهْرَيْنِ مَرْعاها بقِيعانِ السَّلَقْ

ج: أَسْلاقٌ، وسُلْقانٌ بالضمِّ والكسرِ كخَلَقٍ، وأَخْلاقٍ، وخِلْقانٍ، قال أَبو النَّجْمِ:

حَتَّى رَعَى السُّلْقانَ في تَزْهِيرِها

وقال الأَعْشَى:

كخَذُولٍ تَرْعَى النّواصِفَ من تَثْ *** لِيثَ قَفْرًا خَلَا لَها الأَسْلاقُ

ومن المَجازِ: خَطِيبٌ مِسْقَعٌ مِسْلَقٌ كمِنْبَرٍ ومِحْرابٍ، وشَدّادٍ أَي: بَلِيغٌ وهُوَ من شِدَّةِ صَوْتِه وكلامِه، نقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:

فِيهِمُ الحَزْمُ والسَّماحَةُ والنَّجْ *** دَةُ فِيهِمْ، والخاطِبُ السَّلّاقُ

ويُرْوى المِسْلاقُ.

وفي الحَدِيث: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى ‌الله‌ عليه‌ وسلم الحالِقَةَ والسّالِقَةَ».

فالحَالِقَةُ تَقَدَّمَ، والسالِقَةُ هي رافِعَةُ صَوْتِها عِنْدَ المُصِيبَةِ أَو عِنْدَ مَوْتِ أَحَدٍ أَو لاطِمَةُ وَجْهها قاله ابنُ المُبارَكِ، والأَوّلُ أَصَحُّ، ويُرْوَى بالصاد.

ومن المجازِ: السِّلْقَةُ بالكسرِ: المَرْأَةُ السَّلِيطَةُ الفاحِشَةُ شُبِّهَتْ بالذِّئْبَةِ في خُبْثِها، ج: سُلْقان، بالضمِّ والكَسْرِ، ويُقال: هي أَسْلَقُ من سِلْقَةٍ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:

أَخْرَجْتُ مِنها سِلْقَةً مَهْزُولَةً *** عَجْفاءَ يَبْرُقُ نابُها كالغول

والسِّلْقَةُ: الذِّئْبَة وهذا قد تَقَدَّمَ قَرِيبًا عن ابْنِ دُرَيْدٍ، ج: سِلْقٌ بالكسر، وكعِنَبٍ قالَ سِيبَوَيْه: وليسَ سِلْقٌ بتَكْسِيرٍ، إِنّما هو من بابِ سِدْرَةٍ وسِدْرٍ.

والسَّلِيقُ كأَمِيرٍ: ما تَحاتَّ من صِغارِ الشَّجَرِ وقِيلَ: هو من الشَّجَرِ: الَّذِي سَلَقَه البَرْدُ فأَحْرَقَه، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: السَّلِيقُ: الشَّجَرُ الَّذِي أَحْرَقَه حَرٌّ أَو بَرْدٌ، قال جُنْدَبُ بنُ مَرْثَدٍ:

تَسْمَعُ منها في السَّلِيقِ الأَشْهَبِ *** الغارِ والشَّوْكِ الذي لم يُخْضَبِ

مَعْمَعَةً مِثْلَ الضِّرامِ المُلْهَبِ

ج: سُلْقٌ بالضمِّ.

وقالَ ابنُ عَبّادٍ السَّلِيقُ: يَبِيسُ الشِّبْرِقِ والَّذِي طَبَخَتْهُ الشَّمْسُ.

قالَ: والسَّلِيقُ: ما يَبْنِيهِ النَّخْلُ من العَسَلِ في طُولِ الخَلِيَّةِ.

وفي التَّهْذِيبِ: السَّلِيقَةُ: شي‌ءٌ يَنْسِجُه النَّخْلُ في الخَلِيَّةِ طُولًا، ج: سُلْقٌ بالضَّمِّ.

والسَّلِيقُ من الطَّرِيقِ: جانِبُه وهُما سَلِيقانِ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

والسَّلِيقَةُ كسَفِينَةٍ: الطَّبِيعَةُ والسَّجِيَّةُ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: السَّلِيقَةُ طَبْعُ الرَّجُلِ، وقالَ سِيبَوَيه: هذه سَلِيقَتُه الّتِي سُلِقَ عليها وسُلِقَها، ويُقال: فُلانٌ يَقْرأُ بالسَّلِيقَةِ، أَي: بطَبِيعَتِه، لا يَتَعَلَّمُ، وقال أَبو زَيْدٍ: إِنّه لكَرِيمُ الطَّبِيعةِ والسَّلِيقَة، ومن سَجَعاتِ الأَساس: الكَرَمُ سَلِيقَتُه، والسَّخاءُ خَلِيقَتُه.

ويُقال: طَبَخَ سَلِيقَةً: هي الذُّرَةُ تُدَقُّ وتُصْلَحُ قالهُ ابنُ دُرَيْدٍ، زادَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: وتُطْبَخُ باللَّبَنِ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هي ذُرَةٌ مَهْرُوسَةٌ أَو: هي الأَقِطُ قد خُلِطَ بهِ طَراثِيثُ.

والسَّلِيقَةُ: أَيضًا ما سُلِقَ من البُقُولِ ونَحْوِها والجَمْعُ سلائِقُ، وقال الأَزْهَرِيُّ: معناه طُبِخَ بالماءِ من بُقُولِ الرَّبِيعِ، وأُكِلَ في المَجاعاتِ، وفي الحَدِيث عن عُمَرَ ـ رضي ‌الله‌ عنه ـ «ولو شِئتُ لدَعَوْتُ بِصَلَاءٍ وصِنابٍ وسَلائِقَ» يُرْوَى بالسينِ وبالصّادِ، وسيأْتي ـ إِن شاءَ اللهُ تَعالَى ـ في «صلق».

وقالَ اللَّيْثُ: السَّلِيقَةُ: مَخْرَجُ النِّسْعِ في دَفِّ البَعِيرِ، قالَ الطِّرِمّاحُ:

تَبْرُقُ في دَفِّها سلائِقُها *** من بَيْنِ فَذٍّ وتَوْأَمٍ جُدَدُهْ

وقالَ غيرُه: السَّلائِقُ: الشَّرائِحُ ما بَيْنَ الجَنْبَيْنِ، الواحِدَةُ سَلِيقَةٌ، وقالَ اللَّيْثُ: اشْتُقَّ من قَوْلِك: سَلَقْتُ شيئًا بالماءِ الحارِّ، فلمّا أَحْرَقَتْهُ الحِبالُ شُبِّهَ بذلِك، فسُمِّيَتْ سلائِق.

ويُقال: فلانٌ يَتَكَلَّمُ بالسَّلِيقِيَّةِ مَنْسُوبٌ إِلى السَّلِيقَةِ، قالَ سِيبَوَيْه: وهو نادِرٌ أَي: عن طَبْعِه لا عَنْ تَعَلُّمٍ. ويُقال أَيضًا: فُلانٌ يَقْرَأُ بالسَّلِيقِيَّةِ، أَي: بطَبْعِه الَّذِي نَشَأَ عليه. [ولُغَتِهِ].

وقالَ اللَّيْثُ: السَّلِيقِيُّ من الكَلامِ: ما لا يُتَعاهَدُ إِعْرابُهُ، وهو فَصِيْحٌ بليغٌ في السَّمْعِ، عَثُورٌ في النَّحْوِ.

وقالَ غيرُه: السَّلِيقِيُّ من الكَلامِ: ما تَكَلَّمَ به البَدَوِيُّ بطَبْعِه ولُغَتِه، وإِن كانَ غَيْرُه من الكَلامِ آثَرَ وأَحْسَنَ.

وقال الأَزْهَرِيُّ: قولُهم: هو يَقْرَأُ بالسَّلِيقِيَّةِ، أَي: أَنَّ القِراءَةَ سُنَّةٌ مَأثُورةٌ لا يَجوزُ تَعَدِّيها، فإِذا قَرَأَ البَدَوِيُّ بطَبْعِه ولُغَتِه، ولم يَتَّبِعْ سُنَّةَ قُرَّاءِ الأَمْصارِ قِيلَ: هو يَقْرَأُ بالسَّلِيقِيَّةِ، أَي: بطَبِيعتِه، ليسَ بتَعْلِيمٍ، وفي حدِيثِ أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ: «أَنَّهُ وَضَعَ النَّحْوَ حين اضْطَرَب كلامُ العَرَبِ، فغَلَبَت السَّلِيقِيَّةُ» أَي: اللُّغَةُ التي يَسْتَرْسِلُ فيها المُتَكَلِّمُ بها على سَلِيقَتِه من غيرِ تَعَهُّدِ إِعْرابٍ، ولا تَجَنُّبِ لَحنٍ، قال:

ولَسْتُ بنَحْوِيٍّ يَلُوكُ لِسانَه *** ولكِن سَلِيقِيٌّ أَقُولُ فأُعْرِبُ

وسَلُوقُ كصَبُورٍ: أَرْضٌ، وفي التَّهْذِيب: قرية باليَمَنِ، تُنْسَبَ إِليها الدُّرُوعُ والكِلابُ قال القُطامِيُّ في الكِلابِ:

مَعَهُمْ ضَوارٍ من سَلُوقَ كأَنَّها *** حُصُنٌ تَجُولُ تُجَرِّرُ الأَرْسانَا

وقال الرّاعِي:

يُشْلي سَلُوقِيَّةً باتَتْ وباتَ بِها *** بوَحْشِ إِصْمِتَ في أَصْلابِها أَوَدُ

وقال النّابِغَةُ:

تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُه *** وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ

أَو سَلُوقُ: د، بطَرَفِ إِرْمِينِيَةَ يعرفُ ببَلَد الّلان، تُنْسَبُ إِليه الكِلابُ.

أَو إِنّما نُسِبَتَا إِلى سَلَقْيَةَ مُحَرَّكَةً كمَلَطْيَةَ: د، الرُّومِ عَزاهُ ابنُ دُرَيْد إِلى الأَصْمَعِيِّ، فَغُيِّرَ النَّسَبُ قالَ الصّاغانِيُّ: إِن صَحَّ ما عَزاهُ ابنُ دُرَيْدٍ إِلى الأَصْمَعِيِّ، فهو من تَغْيِيراتِ النَّسَبِ؛ لأَنَّ النِّسْبَةَ إِلى سَلَقْيَةَ كالنِّسْبَةِ إِلى مَلَطْيَةَ وإِلى سَلَمْيَةَ.

قلتُ: قالَ المَسْعُودِيُّ: سَلَقْيَةُ كانت بساحِلِ أَنْطاكِيَةَ، وآثارُها باقِيَةٌ إِلى اليَوْمِ.

وأَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ رَوْحٍ السَّلَقِيُّ، مُحَرَّكَةً، كأَنَّهُ نِسْبَةٌ إِليهِ أَي: إِلى سَلَقْيَهَ، وهو الذي هَجاهُ البُحْتُرِيُّ، قالَهُ الحافِظُ.

والسَّلُوقِيَّةُ: مَقْعَدُ الرُّبّانِ من السَّفِينَةِ عن ابْنِ عَبّاد.

قالَ: والسَّلْقاةُ: ضَرْبٌ من البَضْعِ أَي: الجِماع عَلَى الظَّهْرِ، وقد سَلْقاها سَلْقاءً: إِذا بَسَطَها ثم جامَعَها.

والأَسالِقُ: ما يَلِي لَهَواتِ الفَمِ من داخِلٍ كذا في المُحِيط، وقِيل أَعالِي باطِنِ الفَمِ، وفي المُحْكَم: أَعالِي الفَمِ، وزادَ غيرُه: حيثُ يَرْتَفِعُ إِليه اللِّسانُ، وهو جَمْعٌ لا واحِدَ لَهُ، ومنه قولُ جَرِيرٍ:

إِنِّي امْرُؤٌ أُحْسِنُ غَمْزَ الفائِقِ *** بَيْنَ اللها الدّاخِلِ والأَسالِقِ

والسَّيْلَقُ، كصَيْقَلٍ: السَّرِيعَةُ من النُّوقِ، كما في المُحِيط، ووَقَع في التَّكْمِلَة سَلِيقٌ كأَمِيرٍ، وهو وَهَمٌ، وفي اللِّسانِ: ناقَةٌ سَيْلَقٌ: ماضِيَةٌ في سَيْرِها، قال الشّاعِرُ:

وسَيْرِي مَعَ الرُّكْبانِ كُلَّ عَشِيَّةٍ *** أُبارِي مَطاياهُم بأَدْماءَ سَيْلَقِ

والسَّلَقْلَقُ، كسَفَرْجَلٍ: المَرْأَةُ الَّتِي تَحِيضُ من دُبُرِها، كذا في المُحِيطِ، وفي اللِّسانِ: هي السَّلَقْلَقِيَّةُ.

والسَّلَقْلَقَةُ بهاءٍ: المَرْأَةُ الصَّخّابَةُ عن ابْنِ عَبّادٍ، وكأَنَّ سِينَه زائِدَةٌ.

والسُّلاقُ كغُرابٍ: بَثْرٌ يَخْرُجُ على أَصْلِ اللِّسانِ، أَو هو تَقَشُّرٌ في أُصُولِ الأَسْنانِ ورُبّما أَصابَ الدَّوابَّ.

وقالَ الأَطِبّاءُ: سُلاقُ العَيْنِ: غِلَظٌ في الأَجْفانِ من مادَّةٍ أَكّالَة تَحْمَرُّ لَها الأَجْفانُ ويَنْتَثِرُ الهُدْبُ ثُمّ تَتَقَرَّحُ أَشْفارُ الجَفْنِ كذا في القانُونِ.

وكثُمامَة: سُلاقَةُ بنُ وَهْبٍ، من بَنِي سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ وَعَقِبُ سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ على ما حَقَّقَه النَّسّابةُ فَنِيَ، قاله ابنُ الجَوّانِيِّ في المُقَدِّمَةِ. والسُّلّاقُ كرُمّانٍ: عِيدٌ للنَّصارَى مُشْتَقٌّ من سَلَقَ الحائِطَ وتَسَلَّقَه: صَعِدَه؛ لتَسَلُّقِ المَسِيحِ عليه‌السلام إِلى السَّمَاءِ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو أَعْجَمِيٌّ، وقال مَرَّةً سُرْيانِيٌّ، مُعَرَّبٌ.

ويومُ مَسْلُوقٍ: من أَيّامِ العَرَبِ ومَسْلُوق: اسمُ مَوْضِعٍ.

وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: أَسْلَقَ الرَّجُلُ: صادَ سِلْقَةً أَي: ذِئْبَةً.

وفي الصِّحاحِ: طَعَنْتُه فسَلَقْتُه، ورُبّما قالُوا: سَلْقَيْتُه سِلْقاءً، بالكسرِ يَزِيدُونَ فيها الياءَ: إِذا أَلْقَيْته على ظَهْرِه كما قالُوا: جَعْبَيْتُه جِعْباءً، من جَعَبْتُه أَي: صَرَعْتُه فاسْتَلْقَى على قَفاه واسْلَنْقَى افْعَنْلَى، من سَلَق، أَي: نامَ عَلَى ظَهْرِه عن السِّيرافيِّ، ومنه الحَدِيثُ: «فإِذا رَجُلٌ مُسْلَنْقٍ» أَي [مُسْتَلْقٍ] عَلَى قَفاه.

وتَسَلَّقَ الجِدارَ: تَسَوَّرَ ويُقال: التَّسَلُّقُ: الصُّعُود على حائِطٍ أَمْلَسَ.

وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: تَسَلَّقَ على فِراشِه ظَهْرًا لِبَطْنٍ: إِذا قَلِقَ هَمًّا أَو وَجَعًا ولم يَطْمَئنَّ عليهِ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: المَعْرُوف بهذا المَعْنى الصّادُ.

وقال ابنُ فارِسٍ: السينُ والّلامُ والقافُ فيه كَلِماتٌ مُتَبايِنَةٌ لا تَكادُ تَجْتَمِعُ منها كَلِمتانِ في قِياسٍ واحِدٍ، وَرَبُّكَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ، ويُنْطِقُ خَلْقَهُ كيفَ أَرادَ.

* ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

لسانٌ مِسْلَقٌ: حدِيدٌ ذَلِقٌ، وكذلِكَ سَلّاقٌ، وهو مَجازٌ.

والسَّلْقُ: الضَّرْبُ.

والسَّلْقُ: الصُّعودُ على الحائِطِ، عن ابنِ سِيدَه.

وسَلَقَ ظَهْرَ بَعِيرِه سَلْقًا: أَدْبَرَه.

وأَسْلَقَ الرَّجُلُ، فهو مُسْلِقٌ: ابْيَضَّ ظَهْرُ بَعِيرِه بَعْدَ بُرْئِه من الدَّبَرِ، يُقال: ما أَبْيَنَ سَلْقَهُ: يَعْنِي به ذلِكَ البَياضَ.

والمَسْلُوقَةُ: أَنْ يُسْلَخَ دَجاجٌ، ويُطْبَخَ بالماءِ وَحْدَه، عاميَّة.

ويُقال: ركِبْتُ دابَّةَ فُلان فسَلَقَتْنِي، أَي: سَحَجَتْ باطِنَ فَخِذِي.

والأَسالِقُ قد يكونُ جَمْعَ سَلْقٍ، كرَهْطٍ وأَراهِطَ، وإِن اخْتَلَفا بالحَرَكَةِ والسُّكُون، وقد يكونُ جمعَ أَسْلاقٍ الّذِي هو جَمْعُ سَلْقٍ، ومنه قولُ الشَّمّاخِ:

إِنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه *** مِنَ الأَسالِقِ عارِي الشُّوْكِ مَجْرُودِ

كالأَسالِيقِ.

والسِّلْقَةُ بالكَسْرِ: الجَرادَةُ إِذا أَلْقَتْ بَيْضَها.

والانْسِلاقُ في العَيْنِ: حُمْرَةٌ تَعْتَرِيها.

وانْسَلَقَ اللِّسانُ: أَصابَه تَقَشُّرٌ، ومنه حَدِيثُ عُتْبَةَ بنِ غَزْوانَ: «لَقَدْ رَأَيْتُنِي تاسِعَ تِسْعَةٍ وقد سُلِقَتْ أَفْواهُنا من أَكْلِ وَرَقِ الشَّجَرِ» أَي: خَرَجَ فيها بُثُورٌ.

وتَسَلَّقَ: نامَ على ظَهْرِه.

وسَلَقَه الطَّبِيبُ على ظَهْرِه: إِذا مَدَّه.

والسَّلُوقِيُّ: السَّيْفُ، أَنشدَ ثَعْلَبٌ:

تَسُورُ بينَ السَّرْجِ واللِّجامِ *** سَورَ السَّلُوقِيِّ إِلى الاجْذامِ

والسَّيْلَقُونُ: دَواءٌ أَحمَرُ.

وضَبَّةٌ مُسْلِقٌ: أَلْقَتْ وَلَدَها.

ودَرْبُ السِّلْقى، بالكسرِ: من قَطِيعَةِ الرَّبِيعِ، هكَذا ضَبَطَه الخَطِيبُ في تارِيخِه، ونَقَلَه الحافِظُ في التَّبْصِيرِ، وإِليه نُسِبَ إِسْماعِيلُ بنُ عَبّادٍ السِّلْقِيّ، وذَكَره المُصَنِّفُ في «سلف» فأَخْطَأَ، وقد نَبَّهْنا على ذلك هُناك، فراجِعْهُ.

والسَّلِيقُ، كأَمِيرٍ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ وهُم: بَنُو الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدِ بن الحَسَنِ بن جَعْفَرٍ الخَطِيبِ الحَسَنِي، فيهم كَثْرَةٌ بالعَجَمِ، وبَطْنٌ آخَرُ من بَنِي الحُسَيْنِ، منهم، يَنْتَهُونَ إِلى مُحَمّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الأَصْغَرِ، لُقِّبَ بالسَّلِيق، قال أَبُو نَصْرٍ البُخارِيُّ: لُقِّبَ بذلِكَ لسَلاقَةِ لِسانِه وسَيْفِه.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


18-تاج العروس (عم عمم عمعم)

[عمم]: العَمُّ: أَخُو الأَبِ، الجمع: أَعْمامٌ، وِعُمُومٌ وِعُمُومَةٌ.

قالَ سِيْبَوَيْه: أَدْخَلوا فيه الهاءَ لتَحْقيقِ التَّأْنيثِ ونَظِيرُه الفُحُولَة والبُعُولة.

وِحَكَى ابنُ الأَعْرابيِّ في أَدْنَى العَدَدِ: أَعَمُّ.

قالَ الفرَّاءُ: بمنْزِلَةِ صَكٍ وأَصُكٍّ وضَبٍّ وأَضُبِّ.

وِججِ جَمْعُ الجَمْعِ أَعْمُمونَ، بإظْهارِ التَّضْعيفِ، وكانَ الحُكْم أعُمُّونَ، لكنْ هكذا حَكَاه؛ وأَنْشَدَ:

تَرَوَّح بالعَشِيِّ بكُلِّ خِرْقٍ *** كَرِيم الأَعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ

وِهي عَمَّةٌ، قد خالَفَ هنا اصْطِلاحَه في ذِكْرِ الأُنْثَى؛ والمَصْدَرُ العُمومَةُ، بالضمِّ كالأُبُوَّةِ والخُؤُولَةِ.

وِيقالُ: ما كُنْتَ عَمًّا ولقد عَمَمْتَ عُمُومَةً.

وِرجُلٌ مُعَمٌّ وِمِعَمٌّ، بضمِّ الميمِ وكَسْرِها: الكثيرُ* الأَعْمامِ أَو كَريمُهُم، هكذا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو نَصُّ اللَّيْثِ في العَيْنِ.

وفي التهْذِيبِ: العَرَبُ تقولُ: رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ إذا كانَ كَريمَ الأَعْمامِ والأَخْوالِ كثيرَهُم؛ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

بِجِيدٍ مُعَمٍّ في العَشِيرَةِ مُخْوَلِ

قالَ اللَّيْثُ: ويقالُ: مِعَمٌّ مِخْوَلٌ.

قالَ الأَزْهَرِيُّ: ولم أَسْمعْه لغيرِ اللَّيثِ ولكنْ يقالُ: مِعَمٌّ مِلَمٌّ إذا كانَ يَعُمُّ الناسَ ببرِّه وفَضْلِه، ويَلُمُّهُم؛ أَي يُصْلحُ أَمْرَهُم ويَجْمعُهم.

وتَعَمَّمَتْه النِّساءُ: دَعَوْنَهُ عَمًّا، هكذا هو في سائِرِ النسخِ، وكَذلِكَ تَأَخَّاه وتَأَبَّاه وتَبَنَّاهُ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ المَرابِيعِ بَيْتَها *** عَلَيَّ وقالَتْ لي بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ؟

أَي أَنَّها لمَّا رأَتِ الشَّيْبَ قالتْ لا تَأْتِنا خِلْمًا، ولكنِ ائْتِنَا عَمًّا.

وسِياقُ الجوْهَرِيِّ عن أَبي زيْدٍ: وِتَعَمَّمْته إذا دَعَوْته عَمًّا.

ومِثْلُه سِياقُ الزَّمَخْشرِيِّ؛ وكذَلِكَ تَخَوَّلْتَهَ إذا دَعَوْته خالًا.

وِاسْتَعْمَمْتُه: اتَّخَذْتُه عَمًّا.

وِيقالُ: هُما ابنا عَمِّ، وِلا يقالُ: ابنا خالٍ.

وِتقولُ: هُما ابْنا خالَةٍ وِلا تقولُ: هُما ابْنا عَمَّةٍ، هذا نَصُّ الجوْهَرِيّ.

وهكذا نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيت وقالَ: ابْنا عَمِّ تُفْرِدُ العَمَّ ولا تُثَنِّيه لأنَّك إنَّما تُريدُ أَنَّ كلَّ واحِدٍ منهما مُضافٌ إلى هذه القَرابَةِ، كما تقولُ في حَدِّ الكُنْيةِ أَبَوَا زيْدٍ، إنَّما تُريدُ أَنَّ كلَّ واحِدٍ منهما مُضافٌ إلى هذه الكُنْيةِ اه.

ويقالُ: هُما ابْنا عَمٍّ لحًّا، وهُما ابْنا خالَةٍ لحًّا، ولا يقالُ: هُما ابْنا عَمَّة لحًّا ولا ابْنا خالٍ لحًّا، لأنَّهما مُفْتَرقَانِ، لأَنَّهما رجُلٌ وامْرأَةٌ: قالَ:

فإنَّكُما ابْنا خالَةٍ فاذْهَبا مَعًا *** وِإِنِّي مِنْ نَزْعٍ سِوى ذاكَ طَيِّب

وقالَ ابنُ بَرِّي: يقالُ: ابْنا عَمِّ لأَنَّ كلَّ واحِدٍ منهما يقولُ لصاحِبِه يابْنَ عَمِّي، وكَذلَكِ ابْنا خالَةٍ لأَنَّ كلَّ واحِدٍ منهما يقولُ لصاحِبِه يابْنَ خالَتِي، ولا يصحُّ أَنْ يقالَ: هُما ابْنا عَمَّةٍ، ولا يصحُّ أَنْ يقالَ: هُما ابْنا خالٍ لأنَّ أَحدَهما يقولُ لصاحِبِه يابْنَ خالي والآخَرُ يقولُ له يابْنَ عَمَّتي فاخْتَلَفا، ولا يصحُّ أَنْ يقالَ: هُما ابْنا عَمَّةٍ لأنَّ أَحدَهما يقولُ لصاحِبِه يابْنَ عَمَّتي والآخَرُ يقولُ: له يابْنَ خالي.

وِالعَمُّ: الجماعَةُ مِن الناسِ، كما في الصِّحاحِ؛ وقيلَ: مِن الحيِّ؛ وزادَ بعضُهم: الكَثيرَةُ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

يُرِيغُ إليه العَمُّ حاجَةَ واحِدٍ *** فَأُبْنا بحاجاتٍ ولَيْسَ بذي مالِ

قالَ: العَمُّ هنا الخَلْقُ الكَثيرُ، كالأَعَمِّ؛ حَكَاه الفارِسِيُّ عن أَبي زيْدٍ، قالَ: وليسَ في الكَلامِ أَفْعَلُ يدلُّ على الجَمْعِ غَيْر هذا إلَّا أَنْ يكونَ اسْمَ جنْسٍ كالأَرْوَى والأَمَرِّ الذي هو الأَمْعاءُ؛ وأَنْشَدَ:

ثُمَّ رَماني لأَكُونَنْ ذَبِيحةً *** وِقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَ الأَعَمِّ المَضائِضُ

قالَ ابنُ جنيِّ: لم يأْتِ في الجَمْعِ المُكَسَّرِ شي‌ءٌ على أَفْعَلَ مُعْتلًّا ولا صَحِيحًا إلَّا الأَعَمّ، قالَ: وبخطِّ الأَرْزني: ثم رَآني.

قالَ: ورَوَاهُ الفرَّاءُ: بَيْنَ الأَعُمِّ بضمِّ العَيْنِ جَمْعُ عَمٍّ كضَبٍّ وأَضُبٍّ.

وِالعَمُّ: العُشْبُ كُلُّهُ، عن ثَعْلَب؛ وأَنْشَدَ:

يَرُوحُ في العَمِّ ويَجْني الْأُبْلُما

وِالعَمُّ: موضع، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ؛ وأَنْشَدَ:

أَقْسَمْتُ أَشْكُوكَ مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ *** حَتّى تَرى مَعْشَرًا بالعَمِّ أَزْوَالا

وِأَيْضًا: قرية بَيْنَ حَلَبَ وأَنْطاكِيَةَ، منها: عُكاشَةُ بنُ عبدِ الصَّمَدِ العَمِّيُّ الضَّريرُ، شاعِرٌ مُحْسنٌ مُقلّ مِن شُعَراءِ الدَّولةِ الهاشِمِيَّة. والذي صَرَّحَ به البَكْريُّ في شرْحِ الأَمالي أَنَّه مِن البَصْرَةِ، وأَنَّه مِن بَني العَمِّ الآتي ذِكْرُهُم.

وِالعَمُّ: النَّخْلُ الطِّوالُ التامَّةُ طولُها والْتِفافُها، ويُضَمُّ؛ ومنه الحدِيْثُ: «وإِنَّها لَنَخْلٌ عُمٌّ»؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ يَصِفُ نَخْلًا:

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيَّة *** عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنهنّ كُرُومُ

وِالعَمُّ: لَقَبُ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ أَبي قَبيلَةٍ، كذا في النسخِ.

وفي التهْذِيبِ: لَقَبُ مُرَّةَ بنِ مالِكٍ.

وِهم العَمِّيُّونَ في تَمِيمٍ.

وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: مُرَّةُ بنُ وائِلِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ حَنْظلَةَ بنِ فهمِ مِنَ الأَزْدِ، وهم بَنُو العَمِّ في تَمِيمِ، هذا نَسَبُهم، ثم قالوا: مُرَّةُ بنُ حَنْظلَةَ بنِ مالِكِ بنِ زيْدِ مَنَاة بنِ تميمٍ.

وفي الأَغاني: أَصْلُ بَني العَمِّ كالمَدْفوعِ يقالُ: إنَّهم نَزَلوا في بَني تَمِيمٍ بالبَصْرَةِ أَيَّام عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه، وغَزوا مع المُسْلمينَ وأَبْلو فحمدُوا، فقيلَ، لهم: إنْ لم تَكُونوا مِنَ العَرَبِ فأَنْتم الأخْوان وبَنُو العَمِّ فلُقّبُوا بذلِكَ ولذلِكَ قالَ كَعْبُ بنُ مَعْدان الأَشْعريُّ:

وَجَدْنا آلَ سامَةَ في قُرَيْش *** كمِثْل العَمِّ في سلفى حَمِيم

اه.

وقالَ جَريرٌ:

قُل للفَرَزْدقِ من عزٍّ يَلُوذُ به *** سوى بَني العَمِّ في أَيْدِيهم الخَشَبُ

سِيْرُوا بَني العَمِّ فالأَهْواز مَنْزِلكم *** وِنهر تيرى فمَا تدْرِيكُمُ العَرَبُ

أَو النِّسْبَةُ إلى عَمٍّ عَمِّيُّونَ كأَنَّه نِسْبَةٌ إلى عَمِّيٍّ.

ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: والنِّسْبَةُ إلى عَمٍّ عَمَوِيٌّ كأَنَّه مَنْسوبٌ إلى عَمًى قالَهُ الأَخْفشُ.

وِالعِمُّ، بالكسْرِ: قرية بحَلَبَ غيرُ الأُوْلَى، ومنها: جَعْفرُ بنُ سَهْلٍ العِمِّيُّ، ذَكَرَه المَالينيّ، وبشرانُ بنُ عبدِ المَلِكِ العِمِّيُّ الموصِليُّ مِن مشايخِ الطَّبْرانيّ، وأَخُوه المغيثُ مَمْدوحُ المُتَنَبِّي.

وِالعِمامَةُ، بالكسْرِ؛ قالَ شيْخُنا: وضَبَطَه بعضُ شُرَّاحِ الشَّمايلِ بالفتْحِ أَيْضًا وهو غَلَطٌ: المِغْفَرُ والبَيْضَةُ؛ يُكْنَى بها عنهما؛ وِالأَصْلُ فيها ما يُلَفُّ على الرَأْسِ؛ الجمع: عَمائِمُ وِعِمامٌ، بالكسْرِ؛ الأَخيرَةُ عن اللحْيانيِّ، قالَ: والعَرَبُ تقولُ لمَّا وَضَعُوا عِمامَهُم عَرَفْناهُم، فإمَّا أَنْ يكونَ جَمْع عِمامَةٍ جَمْعُ التَّكْسيرِ، وإِمَّا أَنْ يكونَ مِن بابِ طَلْحةٍ وطَلْحٍ، وقد اعْتَمَّ بها وِتَعَمَّمَ بمعْنًى؛ وِكَذلِكَ اسْتَعَمَّ؛ وأَمَّا قوْلُ الشاعِرِ أَنْشَدَه ثَعْلَب:

إذا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ *** فلا يَرْتَدِي مِثْلي ولا يَتَعَمَّمُ

فقيلَ: معْناه أَلْبَسُ ثِيابَ الحَرْبِ ولا أَتَجمَّلُ، وقيلَ: معْناه ليسَ أَحدٌ يَرْتَدِي كارْتِدَائي ولا يَعْتَمُّ بالبَيْضةِ اعْتِمامي.

وِالعِمامَةُ: عِيدَانٌ مَشْدودَةٌ تُرْكَبُ في البَحْرِ ويُعْبَرُ عليها في النَّهْرِ كالعامَّةِ، بتَشْديدِ المِيمِ، أَو الصَّوابُ العامَةُ مُخَفَّفَةً، وهكذا رَوَاه ابنُ الأَعْرَابي، وهو الصَّحِيحُ.

وِفي المَثَلِ: أَرْخَى عِمامَتَه؛ أَي أَمِنَ وتَرَفَّهَ، لأَنَّ الرجُلَ إنَّما يُرْخِي عِمامَتَه عندَ الرّخاءِ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:

أَلْقى عَصاهُ وأَرْخى مِن عِمامَتِه *** وقالَ: ضَيْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّيْبُ؟ قالَ: أَجَلْ

وِمِن المجازِ: عُمِّمَ بالضمِّ؛ أَي سُوِّدَ، لأنَّ تِيجانَ العَرَبِ العَمائِمُ، فكلَّما قيلَ في العَجَمِ تُوِّجَ مِنَ التاجِ قيلَ في العَرَبِ عُمِّمَ؛ قالَ:

وَفيهمُ إذْ عَمِّمَ المُعَمَّمُ

وكانوا إذا سَوَّدُوا رَجُلًا عَمَّمُوه عِمامَةً حَمْراءَ. وكانَتِ الفُرْسُ تُنَوِّجُ مُلوكَها فيقالُ له: المُتَوَّجُ.

وِعُمِّمَ رأْسُه: أَي لُفَّتْ عليه العِمامَةُ، كعُمَّ، بالضمِّ.

وِهو حَسَنُ العِمَّةِ، بالكسْرِ؛ أَي حَسَنُ الاعْتِمامِ وِالتَّعَمُّمِ.

وِكلُّ ما اجْتَمَعَ وكَثُرَ فهو عَمِيمٌ، كأَميرٍ، الجمع: عُمُمٌ ككُتُبٍ، ونَظِيرُه: سَرِيرٍ وسُرُرٍ؛ قالَ الجعْدِيُّ يَصِفُ سَفينَةَ نوحٍ، عليه‌السلام:

يَرْفَعُ بالنارِ والحَديدِ مِنَ ال *** جَوْزِ طِوالًا جُذُوعُها عُمُما

وِالاسْمُ منه العَمَمُ، محرَّكةً.

وِجارِيَةٌ عَمِيمَةٌ، ونَخْلَةٌ عمِيمَةٌ، وِجارِيَةٌ عَمَّاءُ: أَي طَويلةٌ تامَّةُ القَوامِ والخَلْقِ، الجمع: عُمٌّ، بالضمِّ.

قالَ سِيْبَوَيْه: أَلْزمُوه التَّخْفِيفَ إذ كانُوا يُخَفِّفونَ غيرَ المُعْتلِّ، وكان يجبُ عُمُم كَسُرُرٍ لأَنَّه لا يُشْبِهُ الفعْلَ.

ونخلةٌ عُمٌّ، عن اللحْيانيّ: إمَّا أَنْ يكونَ فُعْلًا وهي أَقَلّ، وإِمَّا أَنْ يكونَ فُعُلًا أَصْلُها عُمُمٌ، فسُكِّنَتِ المِيمُ وأُدْغِمَتْ، ونَظِيرُها على هذا ناقَةٌ عُلُطٌ وقوسٌ فُرُجٌ، وهو بابٌ إلى السَّعَةِ، وهو أَعَمُّ؛ أَي المُذَكَّر، قالَ:

عُمٌّ كَوارِعُ في خَلِيج مُحَلِّم

وِنَبْتٌ يَعْمومٌ؛ أَي طَويلٌ، قالَ:

وِلقَدْ رَعَيْتُ رِياضَهُنَّ يُوَيْعِفًا *** وِعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيْرِبي يَعْمومُ

وِالعَمَمُ، محرَّكةً: عِظَمُ الخَلْقِ في النَّاسِ وغيرِهم.

وِأَيْضًا: التَّامُّ العامُّ مِن كلِّ أَمْرٍ؛ قالَ عَمْرُو ذو الكَلْبِ:

يا ليتَ شِعْري عَنْك والأَمْرُ عَمَمْ *** ما فَعَلَ اليومَ أُوَيْسٌ في الغَنَمْ؟

وِالعَمَمُ: اسْمُ جَمْعٍ للعامَّةِ وهي خِلافُ الخاصَّةِ؛ قالَ رُؤْبَة:

أَنتَ رَبيعُ الأَقرَبِينَ والعَمَمْ

وقالَ ثَعْلَبٌ: إنَّما سُمِّيَت لأَنَّها تَعُمُّ بالشَّرِّ.

وقالَ الرّاغبُ: لكثْرتِهم وِعُمومِيّتِهم في البِلادِ.

وِيقالُ: اسْتَوَى الأَمْرُ على عُمُمِه، بضَمَّتَيْن؛ أَي تَمامِ جِسْمِهِ ومالِهِ وشَبابِهِ؛ ومنه حَدِيْث عَمْرو بن الزُّبَيْر حينَ ذَكَرَ أُحَيْحة بن الجُلاح وقَوْل أَخْوالِه فيه: كُنَّا أَهْلَ ثُمِّه ورُمِّه، حَتَّى إذا اسْتَوَى على عُمُمِّه، يُرْوَى هكذا بضَمَّتَيْن وبالتَّحريكِ وبالتَّشْديدِ أَيْضًا اللازْدِواجِ؛ قالَهُ الجَوْهَرِيُّ؛ والمعْنَى على قَدِّه التامّ أَو على عِظامِهِ وأَعْضائِهِ التامَّةِ.

وِعَمَّ الشَّي‌ءُ يَعمُّ عَمُومًا: شَمِلَ الجَماعَةَ.

يقالُ: عَمَّهُم بالعَطِيَّةِ، وهو مِعَمٌّ، بكسْرِ أَوَّلِه؛ أَي خَيِّرٌ يَعُمُّ القَوْمَ بخَيْرِه [وعَقْلِهِ] *.

وقالَ كُراعٌ: رَجُلٌ مُعِمٌّ يَعُمُّ النَّاسَ بمعْرُوفِهِ؛ أَي يَجْمعُهم، وكَذلِكَ مُلِمٌّ يَلْمُّهُم أَي يَجْمعُهم، ولا يَكادُ يُوجدُ فَعَلَ فهو مُفْعِل غَيْرهما؛ كالعَمَم، محرَّكةً؛ ومنه قوْلُ الكُمَيْت:

بَحْرٌ جَريرُ بنُ رشقٍّ من أَرومَتِه *** وِخالدٌ من بَنِيهِ المِدْرَةُ العَمَمُ

وِالعَمِيمُ، كأَميرٍ: موضع.

وِأَيْضًا: يَبيسُ البُهْمَى.

وِيقالُ: هو مِن صَمِيمِ القَوْمِ وِعَمِيمِهم بمعْنًى واحدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وِالعُمِّيَّةُ، بالضمِّ والكسْرِ: الكِبْرُ؛ واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الضمِّ، وقالَ: كالعُبِّيَّةِ.

وِالعَماعِمُ: الجَماعاتُ المُتَفَرِّقونَ؛ وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ للبيدٍ:

لِكَيْ لا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي *** وِأَجْعَلَ أَقْوامًا عُمُومًا عَماعِما

أَي أَجْعَلَ أَقْوامًا مُجْتمعِيْنَ فرقًا؛ وهذا كما قيلَ:

مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ

كما في الصِّحاحِ. قلْتُ: وهو قوْلُ أَبي قَيْس بن الأَسْلَت وأَوَّلُه:

ثُمَّ تَحَلَّتْ ولَنا غايةٌ

والسَّنْدَرِيُّ: شاعِرٌ كان مع عَلْقمَةَ بن عُلاثَةَ، وكان لَبيدٌ مع عامِرِ بنِ الطُّفَيْل فَدُعِي لَبيدٌ إلى مُهاجاتِهِ فأَبَى.

وِعَمَّمَ اللَّبَنُ تَعْمِيمًا: أَرْغَى، كأَنَّ رَغْوَتَه شُبِّهَت بالعِمامَةِ، كما في الصِّحاحِ، وهو مجازٌ، كاعْتَمَّ.

واللَّبَنُ مُعَمَّمُ وِمُعْتَمٌّ وذلِكَ إذا حُلِبَ.

وِرَجُلٌ عُمِّيٌّ كقُمِّيٍّ، بالضَّمِّ؛ أَي عامٌّ؛ والذي في المحْكَمِ: رجُلٌ عَمٌّ وقُصْرِيٌّ، فالعَمُّ العامُّ؛ وقُصْرِيٌّ أَي خاصٌّ.

وِمِن المجازِ: اعْتَمَّ النَّبْتُ إذا اكْتَهَلَ، كما في الصِّحاحِ.

وقالَ غيرُه: إذا الْتَفَّ وطَالَ. ورَوْضَةٌ مُعْتَمَّةٌ: أَي وافيَةُ النَّباتِ طَويلتُه.

وفي الصِّحاحِ: يقالُ للنَّباتِ إذا طَالَ: قد اعْتَمَّ؛ ووُجِدَ بخطِّ الجوْهَرِيّ: للشَّبابِ.

وِمِن المجازِ: المُعَمَّمُ، كمُعَظَّمٍ: الفَرَسُ الأَبْيَضُ الهامَةِ دونَ العُنُقِ. يقالُ: هو أَدْرَعٌ مُعَمَّمٌ؛ أَو هو مِن الخَيْلِ الذي ابْيَضَّتْ ناصِيَتُه كُلُّها ثم انْحَدَرَ البياضُ إلى مَنْبِتِ الناصِيَةِ وما حَوْلَها مِن القَوْنَس.

وِالأَعَمُّ: الغَلِيظُ التامُّ في قوْلِ المُسَيَّبِ بنِ عَلَس يَصِفُ ناقَةً:

وَلَها إذا لَحِقَتْ ثَمائِلُها *** جَوْزٌ أَعَمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ

والجَوْزُ: الوَسَطُ، ومِشْفَرٌ خِفقٌ: أَهْدَلُ يَضْطربُ.

وِعَمْعَمَ الرَّجُلُ: إذا كثُرَ جَيْشُه بعدَ قِلَّةٍ.

وِعَمَّى، كحَتَّى: اسْمُ امْرَأَةٍ؛ ومنه قوْلُه:

فَقِعْدَكِ عَمَّى اللهَ هَلَّا نَعَيْتِهِ *** إلى أَهْلِ حَيٍّ بالقَنَافِذِ أَوْرَدُوا؟

أَرادَ: يا عَمَّى وقعدك يمينٌ.

وِعَمَّانُ، كقَبَّانٍ: بلد بالشأمِ قُرْبَ دِمَشْق سُمِّي بعَمَّان بنِ لوطِ بنِ هارَان، كان سَكَنَه، نَقَلَه السَّهيليّ في الرَّوْض، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابيِّ لمُلَيْحٍ:

وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاها التي خَطَرَتْ بِنا *** بشَرْقيِّ عَمَّانَ الشَّرا فالمُعَرَّفُ

وقالَ أَئمَّةُ النَّسَبِ: هي مَدينَةٌ بالبَلْقاءِ مِن كُورَةِ دِمَشْق؛ وبه فُسِّرَ

حَدِيْث الحَوْض: «وإنَّه مِن مَقامِي هذا إلى عمَّان»؛ قالَهُ الأَزْهَرِيُّ.

ومنها: نصرُ بنُ محمدِ بنِ أَبي الفتْحِ الزّهريُّ؛ ومحمدُ بنُ كاملِ العمَّانيَّانِ مُحِدِّثانِ. ومنها أَيْضًا: الحافظُ أَبو سعيدٍ العمَّانيُّ المُقْرئُ مُؤَلفُ المُرْشِد في الوقْفِ والابْتِداءِ.

وِمُعْتَمٌّ: اسْمُ رجُلٍ، كما في الصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ لعُرْوَةَ:

أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولَمْ أُقِمْ *** على نَدَبٍ يَوْمًا ولي نَفْسُ مُخْطِرِ؟

وقالَ ابنُ بَرِّي: الصَّوابُ في الرِّوايَةِ: أَتَهْلك، بالتاءِ الفَوْقيَّة؛ وِمُعْتَمٌّ وزَيْدٌ قَبِيلَتانِ. وهكذا وُجِدَ بخطِّ أَبي زكريَّا على الصَّوابِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

يقالُ: يابْنَ عَمِّي ويابْنَ عَمِّ ويابْنَ عَمَّ، بالتَّخْفيفِ ثَلاثُ لُغَاتٍ كما في الصِّحاحِ.

وشاةٌ مُعَمَّمَةٌ: بيضاءُ الرأْسِ؛ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

وِالعَمِيمُ: الطَّويلُ مِن الرِّجالِ والنَّباتِ؛ قالَ الاعْشَى:

مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

واعْتَمَّتِ الآكَامُ بالنَّباتِ وِتَعَمَّمَتْ. وفي الحدِيث: «أَكْرِمُوا عَمَّتَكُم النَّخْلَة؛ أَي لأنّها خُلِقَتْ مِن فَضْلَةِ طِينَةِ آدَمَ، عليه‌السلام». وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ: عُمَّ إذا طُوِّلَ، وِعَمَّ إذا طَالَ.

ومَنْكِبٌ عَمَمٌ طَويلٌ؛ وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ لعَمْرو بن شاس:

وِإِنَّ عِرارًا إنْ يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ *** فإنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذا المَنْكِبِ العَمَمْ

وبَقَرَةٌ عَمِيمَةٌ: تامَّةُ الخَلْقِ.

ويقالُ: عَمَّمْناكَ أَمْرَنا؛ أَي أَلْزَمْناك.

وهو المُعَمَّمُ: للسَّيِّدِ الذي يُقلِّدُه القَوْمُ أُمُورَهم ويلْجأُ إليه العَوامُّ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

وِمِنْ خَيْرِ ما جَمَعَ النَّاشِئُ الـ *** مُعَمَّمُ خِيرٌ وزَنْدٌ وَري

وقالَ الأَصْمَعيُّ في سِنِّ البَقَرِ إذا اسْتَجْمَعَتْ أَسْنانُه قيلَ: قد اعْتَمَّ فهو عَمَمٌ، فإذا أَسَنَّ فهو فارِضٌ.

ومِن أَمْثالِهم: عَمَّ ثُوباءُ النَّاعِسِ؛ يُضْربُ للحَدَثِ يَحْدُثُ ببلْدَةٍ ثم يَتَعدَّاهُ إلى سائِرِ البُلْدانِ.

وِالعِمامَةُ: القَحْطُ العامُّ؛ وأَيْضًا القِيامَةُ لأنَّها تَعُمُّ الناسَ بالمَوْتِ.

وأَبو الفَضْل محمدُ بنُ حامدِ بنِ حربٍ البلخيُّ العمائميُّ: مُحَدِّثٌ تكلم فيه.

وزيدٌ العمِّيُّ البَصْرِيُّ: تابِعيٌّ، قيلَ ذلِكَ لأَنَّه كان كلَّما سُئِلَ عن قَبيلَةٍ قالَ: حتى أَسْأَلَ عَمِّي، رَوَى عن أَنَسٍ؛ وابْنُه أَبو زَيْدٍ عبدُ الرَّحيم عن أَبيهِ ضَعيفٌ.

وأَبو محمدٍ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ محمودِ بنِ أَحْمدَ بنِ هبةِ اللهِ العمِّيُّ ويُعْرفُ بابنِ العَمِّ مِن مشايخِ أَبي سعْدٍ السّمعانيّ، وتُوفي بمَرْوَ.

والشيخُ ناصرُ الدِّيْن أَبو العَمائِمِ أَحَدُ الأَوْلياء بريقِ مِصْرَ.

وكفر عما: صقعٌ في بَرِّيَّة خساف بَيْنَ نابلس وحَلَبَ.

وِعما: صَنَمٌ لخَوْلان باليَمَنِ.

وعبدُ اللهِ بنُ المُعْتَمِّ: أَميرٌ مِن أُمراءِ القادِسِيَّة، ذَكَرَ سَيْف.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


19-لسان العرب (عصر)

عصر: العَصْر والعِصْر والعُصْر والعُصُر؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: الدَّهْرُ.

قَالَ اللَّهُ تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ}؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعَصْرِالدهرُ، أَقسم اللَّهُ تَعَالَى بِهِ؛ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْعَصْرِ" مَا يَلِي الْمَغْرِبَ مِنَ النَّهَارِ، وَقَالَ قَتَادَةُ: هِيَ سَاعَةٌ مِنْ سَاعَاتِ "النَّهَارِ؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي العُصُر: " وَهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ فِي العُصُر الْخَالِي؟ "وَالْجَمْعُ أَعْصُرٌ وأَعْصار وعُصُرٌ وعُصورٌ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

والعَصْر قَبْل هَذِهِ العُصورِ ***مُجَرِّساتٍ غِرّةَ الغَرِيرِ

والعَصْران: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.

والعَصْر: اللَّيْلَةُ.

والعَصْر: الْيَوْمُ؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:

وَلَنْ يَلْبَثَ العَصْرَانِ يومٌ وَلَيْلَةٌ، ***إِذا طَلَبَا أَن يُدْرِكا مَا تَيَمَّما

وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ مَا جَاءَ مُثْنى: اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، يُقَالُ لَهُمَا العَصْران، قَالَ: وَيُقَالُ العَصْران الْغَدَاةُ وَالْعَشِيُّ؛ وأَنشد:

وأَمْطُلُه العَصْرَينِ حَتَّى يَمَلَّني، ***ويَرضى بنِصْفِ الدَّيْنِ، والأَنْفُ راغمُ

يَقُولُ: إِذا جَاءَ فِي أَول النَّهَارِ وعَدْتُه آخِرَهُ.

وَفِي الْحَدِيثِ: «حافظْ عَلَى العَصْرَيْنِ»؛ يُرِيدُ صلاةَ الْفَجْرِ وَصَلَاةَ الْعَصْرِ، سَمَّاهُمَا العَصْرَينِ لأَنهما يَقَعَانِ فِي طَرَفَيِ العَصْرَين، وَهُمَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، والأَشْبَهُ أَنه غلَّب أَحد الِاسْمَيْنِ عَلَى الْآخَرِ كالعُمَرَيْن لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَالْقَمَرَيْنِ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ، وَقَدْ جَاءَ تَفْسِيرُهُمَا فِي الْحَدِيثِ، " قِيلَ: وَمَا العَصْران؟ قَالَ: صلاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وصلاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا "؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: «مَنْ صلَّى العَصْرَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمِنْهُ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ذَكِّرْهم بأَيَّام اللَّهِ واجْلِسْ لَهُمُ العَصْرَيْن أَي بَكَرَةً وَعَشِيًّا».

وَيُقَالُ: لَا أَفعل ذَلِكَ مَا اخْتَلَفَ العَصْران.

والعَصْر: الْعَشِيُّ إِلى احْمِرَارِ الشَّمْسِ، وَصَلَاةُ العَصْر مُضَافَةٌ إِلى ذَلِكَ الْوَقْتِ، وَبِهِ سُمِّيَتْ؛ قَالَ:

تَرَوَّحْ بِنَا يَا عَمْرو، قَدْ قَصُرَ العَصْرُ، ***وَفِي الرَّوْحةِ الأُولى الغَنيمةُ والأَجْرُ

وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: الصَّلَاةُ الوُسْطى صلاةُ العَصْرِ، وَذَلِكَ لأَنها بَيْنَ صلاتَي النَّهَارِ وَصَلَاتَيِ اللَّيْلِ، قَالَ: والعَصْرُ الحَبْسُ، وَسُمِّيَتْ عَصْرًا لأَنها تَعْصِر أَي تَحْبِس عَنِ الأُولى، وَقَالُوا: هَذِهِ العَصْر عَلَى سَعة الْكَلَامِ، يُرِيدُونَ صَلَاةَ العَصْر.

وأَعْصَرْنا: دَخَلْنَا فِي العَصْر.

وأَعْصَرْنا أَيضًا: كأَقْصَرْنا، وَجَاءَ فلانٌ عَصْرًا أَي بَطيئًا.

والعِصارُ: الحِينُ؛ يُقَالُ: جَاءَ فُلَانٌ عَلَى عِصارٍ مِنَ الدَّهْرِ أَي حِينٍ.

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ نَامَ فلانٌ وَمَا نَامَ العُصْرَ أَي وَمَا نَامَ عُصْرًا، أَي لَمْ يَكَدْ يَنَامُ.

وَجَاءَ وَلَمْ يَجِئْ لِعُصْرٍ أَي لَمْ يَجِئْ حِينَ الْمَجِيءِ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر:

يَدْعون جارَهُمُ وذِمَّتَه ***عَلَهًا، وَمَا يَدْعُون مِنْ عُصْر

أَراد مِنْ عُصُر، فَخَفَّفَ، وَهُوَ الْمَلْجَأُ.

والمُعْصِر: الَّتِي بَلَغَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا وأَدركت، وَقِيلَ: أَول مَا أَدركت وَحَاضَتْ، يُقَالُ: أَعْصَرَت، كأَنها دَخَلَتْ عَصْرَ شَبَابِهَا؛ قَالَ مَنْصُورُ بْنُ مَرْثَدٍ الأَسدي:

جَارِيَةٌ بسَفَوانَ دارُها ***تَمْشي الهُوَيْنا ساقِطًا خِمارُها،

قَدْ أَعْصَرَت أَو قَدْ دَنا إِعْصارُها "وَالْجَمْعُ مَعاصِرُ ومَعاصِيرُ؛ وَيُقَالُ: هِيَ الَّتِي قَارَبَتِ الْحَيْضَ لأَنّ الإِعصارَ فِي الْجَارِيَةِ كالمُراهَقة فِي الغُلام، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبي الْغَوْثِ الأَعرابي؛ وَقِيلَ: المُعْصِرُ هِيَ الَّتِي رَاهَقَتِ العِشْرِين، وَقِيلَ: المُعْصِر سَاعَةَتَطْمِث أَي تَحِيضُ لأَنها تُحْبَسُ فِي الْبَيْتِ، يُجْعَلُ لَهَا عَصَرًا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي قَدْ وَلَدَتْ؛ الأَخيرة أَزْديّة، وَقَدْ عَصَّرَت وأَعْصَرَت، وَقِيلَ: سُمِّيَتِ المُعْصِرَ لانْعِصارِ دَمِ حَيْضِهَا وَنُزُولِ مَاءِ تَرِيبَتِها لِلْجِمَاعِ.

وَيُقَالُ: أَعْصَرَت الْجَارِيَةُ وأَشْهَدَت وتَوضَّأَت إِذا أَدْرَكَت.

قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ إِذا حَرُمت عَلَيْهَا الصلاةُ ورأَت فِي نَفْسِهَا زيادةَ الشَّبَابِ قَدْ أَعْصَرت، فَهِيَ مُعْصِرٌ: بَلَغَتْ عُصْرةَ شبابِها وإِدْراكِها؛ يقال بَلَغَتْ عَصْرَها وعُصورَها؛ وأَنشد: " وفَنَّقَها المَراضِعُ والعُصورُ وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «كَانَ إِذا قَدِمَ دِحْيةُ لَمْ يَبْقَ مُعْصِرٌ إِلا خَرَجَتْ تَنْظُرُ إِليه مِنْ حُسْنِه»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: المُعْصِرُ الْجَارِيَةُ أَول مَا تَحِيضُ لانْعِصار رَحِمها، وإِنما خصَّ المُعْصِرَ بالذِّكر لِلْمُبَالَغَةِ فِي خُرُوجِ غَيْرِهَا مِنَ النِّسَاءِ.

وعَصَرَ العِنَبَ ونحوَه مِمَّا لَهُ دُهْن أَو شَرَابٌ أَو عَسَلٌ يَعْصِرُه عَصْرًا، فَهُوَ مَعْصُور، وعَصِير، واعْتَصَرَه: اسْتَخْرَجَ مَا فِيهِ، وَقِيلَ: عَصَرَه وَليَ عَصْرَ ذَلِكَ بِنَفْسِهِ، واعْتَصَره إِذا عُصِرَ لَهُ خَاصَّةً، واعْتَصَر عَصِيرًا اتَّخَذَهُ، وَقَدِ انْعَصَر وتَعَصَّر، وعُصارةُ الشَّيْءِ وعُصارهُ وعَصِيرُه: مَا تحلَّب مِنْهُ إِذا عَصَرْته؛ قَالَ:

فإِن العَذَارى قَدْ خَلَطْنَ لِلِمَّتي ***عُصارةَ حِنَّاءٍ مَعًا وصَبِيب

وَقَالَ:

حَتَّى إِذا مَا أَنْضَجَتْه شَمْسُه، ***وأَنى فَلَيْسَ عُصارهُ كعُصارِ

وَقِيلَ: العُصارُ جَمْعُ عُصارة، والعُصارةُ: مَا سالَ عَنِ العَصْر وَمَا بَقِيَ مِنَ الثُّفْل أَيضًا بَعْدَ العَصْر؛ وَقَالَ الرَّاجِزُ: " عُصارة الخُبْزِ الَّذِي تَحَلَّبا "وَيُرْوَى: تُحُلِّبا؛ يُقَالُ تَحَلَّبت الْمَاشِيَةُ بقيَّة الْعُشْبِ وتَلَزَّجَته أَي أَكلته، يَعْنِي بَقِيَّةَ الرَّطْب فِي أَجواف حُمْرِ الْوَحْشِ.

وَكُلُّ شَيْءٍ عُصِرَ مَاؤُهُ، فَهُوَ عَصِير؛ وأَنشد قَوْلَ الرَّاجِزِ:

وَصَارَ مَا فِي الخُبْزِ مِنْ عَصِيرِه ***إِلى سَرَار الأَرض، أَو قُعُورِه

يَعْنِي بِالْعَصِيرِ الخبزَ وَمَا بَقِيَ مِنَ الرَّطْب فِي بُطُونِ الأَرض ويَبِسَ مَا سِوَاهُ.

والمَعْصَرة: الَّتِي يُعْصَر فِيهَا الْعِنَبُ.

والمَعْصَرة: مَوْضِعُ العَصْر.

والمِعْصارُ: الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الشَّيْءُ ثُمَّ يُعْصَر حَتَّى يتحلَّب مَاؤُهُ.

والعَواصِرُ: ثَلَاثَةُ أَحجار يَعْصِرون الْعِنَبَ بِهَا يَجْعَلُونَ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ.

وَقَوْلُهُمْ: لَا أَفعله مَا دَامَ لِلزَّيْتِ عاصِرٌ، يَذْهَبُ إِلى الأَبَدِ.

والمُعْصِرات: السَّحَابُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَقِيلَ: السَّحَائِبُ تُعْتَصَر بِالْمَطَرِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ مَاءً ثَجَّاجًا}.

وأُعْصِرَ الناسُ: أُمْطِرُوا؛ وَبِذَلِكَ قرأَ بَعْضُهُمْ: " فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يُعْصَرُون "؛ أَي يُمْطَرُون، وَمَنْ قرأَ: يَعْصِرُونَ"، قَالَ أَبو الْغَوْثِ: يستغِلُّون، وَهُوَ مِن عَصر الْعِنَبِ وَالزَّيْتِ، وَقُرِئَ: وَفِيهِ تَعْصِرُون "، مِنَ العَصْر أَيضًا، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هُوَ مِنَ العَصَر وَهُوَ المَنْجاة والعُصْرة والمُعْتَصَر والمُعَصَّر؛ قَالَ لَبِيدٌ: " وَمَا كَانَ وَقَّافًا بِدَارٍ مُعَصَّرٍ وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ:

صادِيًا يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغاثٍ، ***وَلَقَدْ كَانَ عُصْرة المَنْجود

أَي كَانَ ملجأَ الْمَكْرُوبِ.

قَالَ الأَزهري: مَا عَلِمْتُ أَحدًا مِنَ القُرَّاء الْمَشْهُورِينَ قرأَ يُعْصَرون "، وَلَا أَدري مِنْ أَين جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ، فإِنه حَكَاهُ؛ وَقِيلَ: المُعْصِر السَّحَابَةُ الَّتِي قَدْ آنَ لَهَا أَن تصُبّ؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: وَجَارِيَةٌ مُعْصِرٌ مِنْهُ، وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: السَّحَابَةُ المُعْصِر الَّتِي تتحلَّب بِالْمَطَرِ ولمَّا تَجْتَمِعْ مِثْلُ الْجَارِيَةِ المُعْصِر قَدْ كَادَتْ تَحِيضُ وَلَمَّا تَحِضْ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وَقَالَ قَوْمٌ: إِن المُعْصِرات الرِّياحُ ذَوَاتُ الأَعاصِير، وَهُوَ الرَّهَج والغُبار؛ وَاسْتَشْهَدُوا بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:

وكأَنَّ سُهْكَ المُعْصِرات كَسَوْتَها ***تُرْبَ الفَدافِدِ وَالْبِقَاعِ بمُنْخُلِ

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَن قَالَ: المُعْصِراتُ الرِّياحُ "وَزَعَمُوا أَن مَعْنَى مِن، مِنْ قَوْلِهِ: مِنَ المُعْصِرات، مَعْنَى الْبَاءِ الزَّائِدَةِ.

كأَنه قَالَ: وأَنزلنا بالمُعْصِرات مَاءً ثَجَّاجًا، وَقِيلَ: بَلِ المُعْصِراتُ الغُيُومُ أَنفُسُها؛ وَفَسَّرَ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ:

تَبَسَّمَ لَمْحُ البَرْقِ عَنْ مُتَوَضِّحٍ، ***كنَوْرِ الأَقاحي، شافَ أَلوانَها العَصْرُ

فَقِيلَ: العَصْر الْمَطَرُ مِنَ المُعْصِرات، والأَكثر والأَعرف: شافَ أَلوانها القَطْرُ.

قَالَ الأَزهري: وقولُ مَنْ فَسَّر المُعْصِرات بالسَّحاب أَشْبَهُ بِمَا أَراد اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لأَن الأَعاصِير مِنَ الرِّيَاحِ ليستْ مِن رِياح الْمَطَرِ، وَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنه يُنْزِل مِنْهَا مَاءً ثَجَّاجًا.

وَقَالَ أَبو إِسحق: المُعْصِرات السَّحَائِبُ لأَنها تُعْصِرُ الْمَاءَ، وَقِيلَ: مُعْصِرات كَمَا يُقَالُ أَجَنَّ الزرعُ إِذا صارَ إِلى أَن يُجنّ، وَكَذَلِكَ صارَ السحابُ إِلى أَنْ يُمْطِر فيُعْصِر؛ وَقَالَ البَعِيث فِي المُعْصِرات فَجَعَلَهَا سَحَائِبَ ذَوَاتِ الْمَطَرِ:

وَذِي أُشُرٍ كالأُقْحُوانِ تَشُوفُه ***ذِهابُ الصَّبا، والمعْصِراتُ الدَّوالِحُ

والدوالحُ: مِنْ نَعْتِ السَّحَابِ لَا مِنْ نَعْتِ الرِّيَاحِ، وَهِيَ الَّتِي أَثقلها الْمَاءُ، فَهِيَ تَدْلَحُ أَي تَمِشي مَشْيَ المُثْقَل.

والذِّهابُ: الأَمْطار، وَيُقَالُ: إِن الْخَيْرَ بِهَذَا الْبَلَدِ عَصْرٌ مَصْرٌ أَي يُقَلَّل ويُقطَّع.

والإِعْصارُ: الرِّيحُ تُثِير السَّحَابَ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا نارٌ، مُذَكَّر.

وَفِي التَّنْزِيلِ: {فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ}، والإِعْصارُ: رِيحٌ تُثِير سَحَابًا ذَاتَ رَعْدٍ وَبَرْقٍ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي فِيهَا غُبَارٌ شَدِيدٌ.

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الإِعْصارُ الرِّيَاحُ الَّتِي تَهُبُّ مِنَ الأَرض وتُثِير الْغُبَارَ فَتَرْتَفِعُ كَالْعَمُودِ إِلى نَحْوِ السَّمَاءِ، وَهِيَ الَّتِي تُسَمِّيها النَّاسُ الزَّوْبَعَة، وَهِيَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَا يُقَالُ لَهَا إِعْصارٌ حَتَّى تَهُبّ كَذَلِكَ بِشِدَّةٍ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ فِي أَمثالها: إِن كنتَ رِيحًا فَقَدْ لَاقَيْتَ إِعْصارًا؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ يَلْقَى قِرْنه فِي النَّجْدة وَالْبَسَالَةِ.

والإِعْصارُ والعِصارُ: أَن تُهَيِّج الرِّيحُ التُّرَابَ فَتَرْفَعُهُ.

والعِصَارُ: الْغُبَارُ الشَّدِيدُ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:

إِذا مَا جَدَّ واسْتَذْكى عَلَيْهَا، ***أَثَرْنَ عَلَيْهِ مِنْ رَهَجٍ عِصَارَا

وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الإِعْصارُ الرِّيحُ الَّتِي تَسْطَع فِي السَّمَاءِ؛ وَجَمْعُ الإِعْصارِ أَعاصيرُ؛ أَنشد الأَصمعي:

وَبَيْنَمَا المرءُ فِي الأَحْياء مُغْتَبِطٌ، ***إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفوه الأَعاصِيرُ

والعَصَر والعَصَرةُ: الغُبار.

وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنّ امرأَة مرَّت بِهِ مُتَطَيِّبة بذَيْلِها عَصَرَةٌ، وَفِي رِوَايَةٍ: إِعْصار، فَقَالَ: أَينَ تُرِيدين يَا أَمَةَ الجَبّارِ؟ فَقَالَتْ: أُريدُ المَسْجِد»؛ أَراد الغُبار أَنه ثارَ مِنْ سَحْبِها، وَهُوَ الإِعْصار، وَيَجُوزُ أَن تَكُونَ العَصَرة مِنْ فَوْحِ الطِّيب وهَيْجه، فَشَبَّهَهُ بِمَا تُثِير الرِّيَاحُ، وَبَعْضُ أَهل الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ عُصْرة والعَصْرُ: العَطِيَّة؛ عَصَرَه يَعْصِرُه: أَعطاه؛ قَالَ طَرَفَةُ:

لَوْ كَانَ فِي أَمْلاكنا واحدٌ، ***يَعْصِر فِينَا كَالَّذِي تَعْصِرُ

وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَاهُ أَي يُتَّخَذُ فِينَا الأَيادِيَ، وَقَالَ غَيْرُهُ: أَي يُعْطِينا كَالَّذِي تُعْطِينا، وَكَانَ أَبو سَعِيدٍ يَرْوِيهِ: يُعْصَرُ فِينَا كَالَّذِي يُعْصَرُ أَي يُصابُ مِنْهُ، وأَنكر تَعْصِر.

والاعْتِصَارُ: انْتِجَاعُ الْعَطِيَّةِ.

واعْتَصَرَ مِنَ الشَّيْءِ: أَخَذَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر:

وإِنما العَيْشُ بِرُبَّانِهِ، ***وأَنْتَ مِن أَفْنانِه مُعْتَصِرْ

والمُعْتَصِر: الَّذِي يُصِيبُ مِنَ الشَّيْءِ ويأْخذ مِنْهُ.

وَرَجُلٌ كَريمُ المُعْتَصَرِ والمَعْصَرِ والعُصارَةِ أَي جَوَاد عِنْدَ المسأَلة كَرِيمٌ.

والاعْتِصارُ: أَن تُخْرِجَ مِنْ إِنسان مَالًا بغُرْم أَو بوجهٍ غيرِه؛ قَالَ: " فَمَنَّ واسْتَبْقَى وَلَمْ يَعْتَصِرْ وَكُلُّ شَيْءٍ منعتَه، فَقَدْ عَصَرْتَه.

وَفِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ: «أَنه سُئِلَ عَنِ العُصْرَةِ للمرأَة، فَقَالَ: لَا أَعلم رُخِّصَ فِيهَا إِلا لِلشَّيْخِ المَعْقُوفِ المُنْحَنِي»؛ العُصْرَةُ هَاهُنَا: مَنْعُ الْبِنْتِ مِنَ التَّزْوِيجِ، وَهُوَ مِنْ الاعْتِصارِ المَنْع، أَراد لَيْسَ لأَحد منعُ امرأَة مِنَ التَّزْوِيجِ إِلا شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْقَفُ لَهُ بِنْتٌ وَهُوَ مُضْطَرٌّ إِلى اسْتِخْدَامِهَا.

واعْتَصَرَ عَلَيْهِ: بَخِلَ عَلَيْهِ بِمَا عِنْدَهُ وَمَنَعَهُ.

واعْتَصَر مالَه: اسْتَخْرَجَهُ مِنْ يَدِهِ.

وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَنه قَضَى أَن الْوَالِدَ يَعْتَصِرُ ولَدَه فِيمَا أَعطاه وَلَيْسَ للولَد أَن يَعتَصِرَ مِنْ وَالِدِهِ، لِفَضْلِ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ»؛ قَوْلُهُ" يَعْتَصِرُ وَلَدَهُ "أَي لَهُ أَن يَحْبِسَهُ عَنِ الإِعطاء وَيَمْنَعَهُ إِياه.

وَكُلُّ شَيْءٍ مَنَعْتَهُ وَحَبَسْتَهُ فَقَدِ اعْتَصَرْتَه؛ وَقِيلَ: يَعْتَصِرُ يَرْتَجِعُ.

واعْتَصَرَ العَطِيَّة: ارْتَجعها، وَالْمَعْنَى أَن الْوَالِدَ إِذا أَعطى وَلَدَهُ شَيْئًا فَلَهُ أَن يأْخذه مِنْهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" الشَّعْبي: يَعْتَصِرُ الْوَالِدُ عَلَى وَلَدِهِ فِي مَالِهِ "؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وإِنما عَدَاهُ بِعَلَى لأَنه فِي مَعْنَى يَرْجِعُ عَلَيْهِ وَيَعُودُ عَلَيْهِ.

وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: المُعْتَصِرُ الَّذِي يُصِيبُ مِنَ الشَّيْءِ يأْخذ مِنْهُ وَيَحْبِسُهُ؛ قَالَ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}.

وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي كَلَامٍ لَهُ: قومٌ يَعْتَصِرُونَ الْعَطَاءَ ويَعِيرون النِّسَاءَ؛ قَالَ: يَعْتَصِرونَه يَسْترجعونه بِثَوَابِهِ.

تَقُولُ: أَخذت عُصْرَتَه أَي ثَوَابَهُ أَو الشَّيْءَ نَفسَه.

قَالَ: والعاصِرُ والعَصُورُ هُوَ الَّذِي يَعْتَصِرُ ويَعْصِرُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ شَيْئًا بِغَيْرِ إِذنه.

قَالَ العِتريفِيُّ: الاعْتِصَار أَن يأْخذ الرَّجُلُ مَالَ وَلَدِهِ لِنَفْسِهِ أَو يُبْقِيَهُ عَلَى وَلَدِهِ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ اعْتَصَرَ فلانٌ مالَ فُلَانٍ إِلا أَن يَكُونَ قَرِيبًا لَهُ.

قَالَ: وَيُقَالُ لِلْغُلَامِ أَيْضًا اعْتَصَرَ مَالَ أَبيه إِذا أَخذه.

قَالَ: وَيُقَالُ فُلَانٌ عاصِرٌ إِذا كَانَ مُمْسِكًا، وَيُقَالُ: هُوَ عَاصِرٌ قَلِيلُ الْخَيْرِ، وَقِيلَ: الاعْتِصَارُ عَلَى وَجْهَيْنِ: يُقَالُ اعْتَصَرْتُ مِنْ فُلَانٍ شَيْئًا إِذا أَصبتَه مِنْهُ، وَالْآخَرُ أَن تَقُولَ أَعطيت فُلَانًا عَطِيَّةً فاعْتَصَرْتُها أَي رَجَعْتُ فِيهَا؛ وأَنشد:

نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ مَضَى فَاعْتَصَرْتُه، ***وللنِّحْلَةُ الأُولى أَعَفُّ وأَكْرَمُ

فَهَذَا ارْتِجَاعٌ.

قَالَ: فأَما الَّذِي يَمْنَعُ فإِنما يُقَالُ لَهُ تَعَصَّرَ أَي تَعَسَّر، فَجَعَلَ مَكَانَ السِّينِ صَادًا.

وَيُقَالُ: مَا عَصَرك وثَبَرَكَ وغَصَنَكَ وشَجَرَكَ أَي مَا مَنَعَك.

وَكَتَبَ عُمَرُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إِلى المُغِيرَةِ: إِنَّ النِّسَاءَ يُعْطِينَ عَلَى الرَّغْبة والرَّهْبة، وأَيُّمَا امرأَةٍ نَحَلَتْ زَوجَها فأَرادت أَن تَعْتَصِرَ فَهُوَ لَهَا أَي تَرْجِعَ.

وَيُقَالُ: أَعطاهم شَيْئًا ثُمَّ اعْتَصَره إِذا رَجَعَ فِيهِ.

والعَصَرُ، بِالتَّحْرِيكِ، والعُصْرُ والعُصْرَةُ: المَلْجَأُ والمَنْجَاة.

وعَصَرَ بِالشَّيْءِ واعْتَصَرَ بِهِ: لجأَ إِليه.

وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ: «أَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِلَالًا أَن يُؤَذِّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ لِيَعْتَصِرَ مُعْتَصِرُهُمْ»؛ فإِنه أَراد الَّذِي يُرِيدُ أَن يَضْرِبَ الْغَائِطَ، وَهُوَ الَّذِي يَحْتَاجُ إِلى الْغَائِطِ ليَتَأَهَّبَ لِلصَّلَاةِ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِهَا، وَهُوَ مِنَ العَصْر أَو العَصَر، وَهُوَ المَلْجأُ أَو المُسْتَخْفَى، وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تعالى: {فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}: إِنه مِنْ هَذَا، أَي يَنْجُون مِنَ الْبَلَاءِ ويَعْتَصِمون بالخِصْب، وَهُوَ مِنَ العُصْرَة، وَهِيَ المَنْجاة.

والاعْتِصَارُ: الِالْتِجَاءُ؛ وَقَالَ عَدِي بْنُ زَيْدٍ:

لَوْ بِغَيْرِ الماءِ حَلْقِي شَرِقٌ، ***كنتُ كالغَصَّانِ بالماءِ اعْتِصَارِي

والاعْتِصار: أَن يَغَصَّ الإِنسان بِالطَّعَامِ فَيَعْتَصِر بِالْمَاءِ، وَهُوَ أَن يَشْرَبَهُ قَلِيلًا قَلِيلًا، ويُسْتَشْهد عَلَيْهِ بِهَذَا الْبَيْتِ، أَعني بَيْتَ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ.

وعَصَّرَ الزرعُ: نَبَتَتْ أَكْمامُ سُنْبُلِه، كأَنه مأَخوذ مِنَ العَصَر الَّذِي هُوَ الملجأُ والحِرْز؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، أَي تَحَرَّزَ فِي غُلُفِه، وأَوْعِيَةُ السُّنْبُلِ أَخْبِيَتُه ولَفائِفُه وأَغْشِيَتُه وأَكِمَّتُه وقبائِعُهُ، وَقَدْ قَنْبَعَت السُّنبلة وَهِيَ مَا دَامَتْ كَذَلِكَ صَمْعَاءُ، ثُمَّ تَنْفَقِئُ.

وَكُلُّ حِصْن يُتحصن بِهِ، فَهُوَ عَصَرٌ.

والعَصَّارُ: الْمَلِكُ الملجأُ.

والمُعْتَصَر: العُمْر والهَرَم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد:

أَدركتُ مُعْتَصَرِي وأَدْرَكَني ***حِلْمِي، ويَسَّرَ قائِدِي نَعْلِي

مُعْتَصَري: عُمْرِي وهَرَمي، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَا كَانَ فِي الشَّبَابِ مِنَ اللَّهْوِ أَدركته ولَهَوْت بِهِ، يَذْهَبُ إِلى الاعْتِصَار الَّذِي هُوَ الإِصابة لِلشَّيْءِ والأَخذ مِنْهُ، والأَول أَحسن.

وعَصْرُ الرجلِ: عَصَبته ورَهْطه.

والعُصْرَة: الدِّنْية، وَهُمْ مَوَالِينَا عُصْرَةً أَي دِنْيَةً دُونَ مَنْ سِوَاهُمْ؛ قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ قُصْرَة بِهَذَا الْمَعْنَى، وَيُقَالُ: فُلَانٌ كَرِيمُ العَصِير أَي كِرِيمُ النَّسَبِ؛ وَقَالَ الْفَرَزْدَقُ:

تَجَرَّدَ مِنْهَا كلُّ صَهْبَاءَ حُرَّةٍ، ***لِعَوْهَجٍ أوِ لِلدَّاعِرِيِّ عَصِيرُها

وَيُقَالُ: مَا بَيْنَهُمَا عَصَرٌ وَلَا يَصَرٌ وَلَا أَعْصَرُ وَلَا أَيْصَرُ أَي مَا بَيْنَهُمَا مَوَدَّةٌ وَلَا قَرَابَةٌ.

وَيُقَالُ: تَوَلَّى عَصْرُك أَي رَهْطك وعَشِيرتك.

والمَعْصُور: اللِّسان الْيَابِسُ عَطَشًا؛ قَالَ الطِّرِمَّاحِ:

يَبُلُّ بمَعْصُورٍ جَنَاحَيْ ضَئِيلَةٍ ***أَفَاوِيق، مِنْهَا هَلَّةٌ ونُقُوعُ

وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ: أَيام أَعْرَقَ بِي عَامُ المَعَاصِيرِ "فَسَّرَهُ فَقَالَ: بَلَغَ الوسخُ إِلى مَعَاصِمِي، وَهَذَا مِنَ الجَدْب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَدري مَا هَذَا التَّفْسِيرُ.

والعِصَارُ: الفُسَاء؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

إِذا تَعَشَّى عَتِيقَ التَّمْرِ، قَامَ لَهُ ***تَحْتَ الخَمِيلِ عِصَارٌ ذُو أَضَامِيمِ

وأَصل العِصَار: مَا عَصَرَتْ بِهِ الرِّيحُ مِنَ التُّرَابِ فِي الْهَوَاءِ وَبَنُو عَصَر: حَيّ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مِنْهُمْ مَرْجُوم العَصَريّ.

ويَعْصُرُ وأَعْصُرُ: قَبِيلَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ رَجُلٍ لَا يَنْصَرِفُ لأَنه مِثْلُ يَقْتُل وأَقتل، وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ مِنْهَا باهِلَةُ.

قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَالُوا باهِلَةُ بْنُ أَعْصُر وإِنما سُمِّيَ بِجَمْعِ عَصْرٍ، وأَما يَعْصُر فَعَلَى بَدَلِ الْيَاءِ مِنَ الْهَمْزَةِ، وَيَشْهَدُ بِذَلِكَ مَا وَرَدَ بِهِ الْخَبَرُ مِنْ أَنه إِنما سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ:

أَبُنَيّ، إِنّ أَباك غَيَّرَ لَوْنَه ***كَرُّ اللَّيَالِي، واخْتِلافُ الأَعْصُرِ

وعَوْصَرة: اسْمٌ.

وعَصَوْصَر وعَصَيْصَر وعَصَنْصَر، كُلُّهُ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ أَبي النَّجْمِ: " لَوْ عُصْرَ مِنْهُ البانُ والمِسْكُ انْعَصَرْ يُرِيدُ عُصِرَ، فَخَفَّفَ.

والعُنْصُرُ والعُنْصَرُ: الأَصل وَالْحَسَبُ.

وعَصَرٌ: مَوْضِعٌ.

وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ: «سَلَكَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرِه إِليها عَلَى عَصَرٍ»؛ هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ، جَبَلٌ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَوَادِي الفُرْع، وَعِنْدَهُ مَسْجِدٌ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


20-لسان العرب (عمم)

عمم: العَمُّ: أَخو الأَب.

وَالْجَمْعُ أَعْمام وعُمُوم وعُمُومة مِثْلُ بُعُولة؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَدخلوا فِيهِ الْهَاءَ لِتَحْقِيقِ التأْنيث، وَنَظِيرُهُ الفُحُولة والبُعُولة.

وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي فِي أَدنى الْعَدَدِ: أَعُمٌّ، وأَعْمُمُونَ، بِإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ: جَمْعُ الْجَمْعِ، وَكَانَ الْحُكْمُ أَعُمُّونَ لَكِنْ هَكَذَا حَكَاهُ؛ وأَنشد:

تَرَوَّح بالعَشِيِّ بِكُلِّ خِرْقٍ ***كَرِيم الأَعْمُمِينَ وكُلِّ خالِ

وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

وقُلْتُ: تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمّ، ***ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وَهِيَ الطَّرُوحُ

أَرَادَ: ابْنَ عَمِّكَ، يُرِيدُ ابْنَ عَمِّهِ خَالِدَ بْنَ زُهَيْرٍ، ونَكَّره لأَن خَبَرهما قَدْ عُرِف، وَرَوَاهُ الأَخفش بْنُ عَمْرٍو؛ وَقَالَ: يَعْنِي ابْنَ عُوَيْمِرٍ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ خَالِدٌ:

أَلَمْ تَتَنَقَّذْها مِنِ ابنِ عُوَيْمِرٍ، ***وأنْتَ صَفِيُّ نَفْسِهِ وسَجِيرُها

والأُنثى عَمَّةٌ، وَالْمَصْدَرُ العُمُومة.

وَمَا كُنْتَ عَمًّا وَلَقَدْ عَمَمْتَ عُمُومةً.

وَرَجُلٌ مُعِمٌّ ومُعَمٌّ: كَرِيمُ الأَعْمام.

واسْتَعَمَّ الرجلَ عَمًّا: اتَّخذه عَمًّا.

وتَعَمَّمَه: دَعاه عَمًّا، وَمِثْلُهُ تَخَوَّلَ خَالًا.

وَالْعَرَبُ تَقُولُ: رَجُلٌ مُعَمٌّ مُخْوَلٌ إِذَا كَانَ كَرِيمَ الأَعْمام والأَخْوال كثيرَهم؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: " بِجِيدٍ مُعَمّ فِي العَشِيرةِ مُخْوَلِ "قَالَ اللَّيْثُ: وَيُقَالُ فِيهِ مِعَمٌّ مِخْوَلٌ، قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَسْمَعْهُ لِغَيْرِ اللَّيْثِ وَلَكِنْ يُقَالُ: مِعَمٌّ مِلَمٌّ إِذَا كَانَ يَعُمُّ الناسَ ببرِّه وَفَضْلِهِ، ويَلُمُّهم أَيْ يُصْلِحُ أَمْرَهُمْ وَيَجْمَعُهُمْ.

وتَعَمَّمَتْه النساءُ: دَعَوْنَه عَمًّا، كَمَا تَقُولُ تَأَخَّاه وتَأَبَّاه وتَبَنَّاه؛ أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابي:

عَلامَ بَنَتْ أُخْتُ اليَرابِيعِ بَيْتَها ***عَلَيَّ، وقالَتْ لِي: بِلَيْلٍ تَعَمَّمِ؟

مَعْنَاهُ أَنَّهَا لَمَّا رأَت الشيبَ قَالَتْ لَا تَأْتِنا خِلْمًا وَلَكِنِ ائْتِنَا عَمًّا.

وَهُمَا ابْنَا عَمّ: تُفْرِدُ العَمَّ وَلَا تُثَنِّيه لأَنك إِنَّمَا تُرِيدُ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُضَافٌ إِلَى هَذِهِ الْقَرَابَةِ، كَمَا تَقُولُ فِي حَدِّ الْكُنْيَةِ أبوَا زَيْدٍ، إِنَّمَا تُرِيدُ أَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مُضَافٌ إِلَى هَذِهِ الْكُنْيَةِ، هَذَا كَلَامُ سِيبَوَيْهِ.

وَيُقَالُ: هُمَا ابْنا عَمّ وَلَا يُقَالُ هُمَا ابْنا خالٍ، وَيُقَالُ: هُمَا ابْنا خَالَةٍ وَلَا يُقَالُ ابْنا عَمَّةٍ، وَيُقَالُ: هُمَا ابْنا عَمّ لَحّ وَهُمَا ابْنا خَالَةٍ لَحًّا، وَلَا يُقَالُ هُمَا ابْنا عَمَّةٍ لَحًّا وَلَا ابْنا خالٍ لَحًّا لأَنهما مُفْتَرِقَانِ، قَالَ: لأَنهما رَجُلٌ وامرأَة؛ وأَنشد:

فإنَّكُما ابْنا خالةٍ فاذْهَبا مَعًا، ***وإنيَ مِنْ نَزْعٍ سِوى ذَاكَ طَيِّب

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُقَالُ ابْنا عَمّ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يَا ابنَ عَمِّي، وَكَذَلِكَ ابْنا خالةٍ لأَن كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يَا ابْنَ خَالَتِي، وَلَا يَصِحُّ أَن يُقَالُ هُمَا ابْنا خالٍ لأَن أَحدهما يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يَا ابْنَ خَالِي وَالْآخِرَ يَقُولُ لَهُ يَا ابْن عَمَّتي، فَاخْتَلَفَا، وَلَا يَصِحُّ أَن يُقَالَ هُمَا ابْنَا عَمَّةٍ لأَن أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ يَا ابْنَ عَمَّتي وَالْآخِرَ يَقُولُ لَهُ يَا ابنَ خَالِي.

وَبَيْنِي وَبَيْنَ فُلَانٍ عُمُومة كَمَا يُقَالُ أُبُوَّةٌ وخُؤُولةٌ.

وَتَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّي وَيَا ابنَ عَمِّ وَيَا ابنَ عَمَّ، ثَلَاثُ لُغَاتٍ، وَيَا ابنَ عَمِ، بِالتَّخْفِيفِ؛ وَقَوْلِ أَبي النَّجْمِ:

يَا ابْنَةَ عَمَّا، لَا تَلُومي واهْجَعِي، ***لَا تُسْمِعِيني مِنْكِ لَوْمًا واسْمَعِي

أَراد عَمّاهُ بهاء النُّدْبة؛ وهكذا قَالَ الْجَوْهَرِيُّ عَمّاهُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ عَمَّاهُ، بِتَسْكِينِ الْهَاءِ؛ وأَما الَّذِي وَرَدَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: « استأْذَنتِ النبيَّ، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فِي دُخُولِ أَبِي القُعَيْس عَلَيْهَا فَقَالَ: ائْذَني لَهُ فإنَّه عَمُّجِ »، فَإِنَّهُ يُرِيدُ عَمُّك مِنَ الرَّضَاعَةِ، فأَبدل كَافَ الْخِطَابِ جِيمًا، وَهِيَ لُغَةُ قَوْمٍ مِنَ الْيَمَنِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّمَا جَاءَ هَذَا مِنْ بَعْضِ النَّقَلة، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَتَكَلَّمُ إلَّا بِاللُّغَةِ الْعَالِيَةِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ بِكَثِيرٍ مِنْ لُغَاتِ الْعَرَبِ مِنْهَا قَوْلُهُ: " لَيْسَ مِنَ امْبِرّ امْصِيامُ فِي امْسَفَرِ "وَغَيْرُ ذَلِكَ.

والعِمامةُ: مِنْ لِبَاسِ الرأْس مَعْرُوفَةٌ، وَرُبَّمَا كُنِيَ بِهَا عَنِ البَيْضة أَو المِغْفَر، وَالْجَمْعُ عَمائِمُ وعِمامٌ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ لَمّا وَضَعوا عِمامَهم عَرَفْناهم، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ جَمْع عِمامَة جَمْعَ التَّكْسِيرِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ طَلْحةٍ وطَلْحٍ، وَقَدِ اعْتَمَّ بِهَا وتَعَمَّمَ بِمَعْنًى؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

إِذَا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ، ***فَلَا يَرْتَدِي مِثْلي وَلَا يَتَعَمَّمُ

قِيلَ: مَعْنَاهُ أَلْبَسُ ثِيابَ الْحَرْبِ وَلَا أَتجمل، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ لَيْسَ يَرْتَدي أَحد بِالسَّيْفِ كَارْتِدَائِي وَلَا يَعْتَمُّ بِالْبَيْضَةِ كاعْتِمامي.

وعَمَّمْتُه: أَلبسته العِمامةَ، وَهُوَ حَسَنُ العِمَّةِ أَيِ التَّعَمُّمِ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: " واعْتَمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَراطِيمُ "وأَرْخَى عِمامتَه: أَمِنَ وتَرَفَّهَ لأَن الرَّجُلَ إِنَّمَا يُرْخي عِمامَتَه عِنْدَ الرَّخَاءِ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:

أَلْقى عَصاهُ وأَرْخى مِنْ عِمامَته ***وَقَالَ: ضَيْفٌ، فَقُلْتُ: الشَّيْبُ؟ قَالَ: أَجَلْ

قَالَ: أَراد وَقُلْتُ الشَّيْبُ هَذَا الَّذِي حَلَّ.

وعُمِّمَ الرجلُ: سُوِّدَ لأَن تِيجَانَ الْعَرَبِ العَمائم، فَكُلَّمَا قِيلَ فِي الْعَجَمِ تُوِّجَ مِنَ التَّاجِ قِيلَ فِي الْعَرَبِ عُمِّمَ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ: " وَفيهمُ إذْ عُمِّمَ المُعَمَّمُ "وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا سُوِّد: قَدْ عُمِّمَ، وَكَانُوا إِذَا سَوَّدُوا رَجُلًا عَمَّمُوه عِمامةً حَمْرَاءَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامةَ بَعْدَ ما ***رَأَيْتُكَ دَهْرًا فاصِعًا لَا تَعَصَّب

وَكَانَتِ الفُرْسُ تُتَوِّجُ مُلُوكَهَا فَيُقَالُ لَهُ مُتَوَّج.

وشاةٌ مُعَمَّمةٌ: بَيْضَاءُ الرأْس.

وفرَسٌ مُعَمَّمٌ: أَبيض الهامَةِ دُونَ الْعُنُقِ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الْخَيْلِ الَّذِي ابيضَّتْ ناصيتُه كُلُّهَا ثُمَّ انْحَدَرَ الْبَيَاضُ إِلَى مَنْبِت النَّاصِيَةِ وَمَا حَوْلَهَا مِنَ القَوْنَس.

وَمِنْ شِياتِ الْخَيْلِ أَدْرَعُ مُعَمَّم: وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ بَيَاضُهُ فِي هَامَتِهِ دُونَ عُنُقِهِ.

والمُعَمَّمُ مِنَ الْخَيْلِ وَغَيْرِهَا: الَّذِي ابيضَّ أُذناه ومنيت نَاصِيَتِهِ وَمَا حَوْلَهَا دُونَ سَائِرِ جَسَدِهِ؛ وَكَذَلِكَ شاةٌ مُعَمَّمة: فِي هامَتِها بَيَاضٌ.

والعامَّةُ: عِيدانٌ مَشْدُودَةٌ تُرْكَبُ فِي الْبَحْرِ ويُعْبَرُ عَلَيْهَا، وخَفَّفَ ابْنُ الأَعرابي الْمِيمَ مِنْ هَذَا الْحَرْفِ فَقَالَ: عامَةٌ مِثْلُ هامَة الرأْس وقامةَ العَلَق وَهُوَ الصَّحِيحُ.

والعَمِيمُ: الطَّوِيلُ مِنَ الرِّجَالِ وَالنَّبَاتِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ الرُّؤْيَا: " فأَتينا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ "أَيْ وَافِيَةِ النَّبَاتِ طَوِيلَتِهِ، وكلُّ مَا اجْتَمَعَ وكَثُرَ عَمِيمٌ، وَالْجَمْعُ عُمُمٌ؛ قَالَ الْجَعْدِيُّ يَصِفُ سَفِينَةَ نُوحٌ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:

يَرْفَعُ، بالقارِ والحَديدِ مِنَ الْجَوْزِ، ***طِوالًا جُذُوعُها، عُمُما

وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ العَمَمُ.

والعَمِيمُ يَبِيسُ البُهْمى.

وَيُقَالُ: اعْتَمَّ النبتُ اعْتِمامًا إِذَا التفَّ وَطَالَ.

وَنَبْتٌ عَمِيمٌ؛ قَالَ الأَعشى: " مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ "واعْتَمَّ النبتُ: اكْتَهَلَ.

وَيُقَالُ لِلنَّبَاتِ إِذَا طَالَ: قَدِ اعْتَمَّ.

وَشَيْءٌ عَمِيمٌ أَيْ تَامٌّ، وَالْجَمْعُ عُمُمٌ مِثْلُ سَرير وسُرُر.

وَجَارِيَةٌ عَمِيمَةٌ وعَمَّاءُ: طَوِيلَةٌ تامةُ القَوامِ والخَلْقِ،، وَالذَّكَرُ أَعَمُّ.

وَنَخْلَةٌ عَمِيمةٌ: طَوِيلَةٌ، وَالْجَمْعُ عُمٌّ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَلزموه التَّخْفِيفَ إِذْ كَانُوا يُخَفِّفُونَ غَيْرَ الْمُعْتَلِّ، ونظيرهُ بونٌ، وَكَانَ يَجِبُ عُمُم كَسُرُر لأَنه لَا يُشْبِهُ الْفِعْلَ.

ونخلةٌ عُمٌّ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: إِمَّا أَن يَكُونَ فُعْلًا وَهِيَ أَقل، وَإِمَّا أَن يَكُونَ فُعُلًا أَصْلُهَا عُمُمٌ، فَسَكَنَتِ الْمِيمُ وأُدغمت، وَنَظِيرُهَا عَلَى هَذَا نَاقَةٌ عُلُطٌ وَقَوْسٌ فُرُجٌ وَهُوَ بابإِلَى السَّعَة.

وَيُقَالُ: نَخْلَةٌ عَمِيمٌ وَنَخْلٌ عُمٌّ إِذَا كَانَتْ طِوالًا؛ قَالَ: " عُمٌّ كَوارِعُ فِي خَلِيج مُحَلِّم وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنه اختَصم إِلَيْهِ رَجُلَانِ فِي نَخْلٍ غَرَسَه أَحَدُهُمَا فِي غَيْرِ حَقِّهِ مِنَ الأَرض، قَالَ الرَّاوِي: فَلَقَدْ رأَيت النخل يُضرب في أُصولها بالفُؤُوس وإنَّها لَنَخْلٌ عُمٌ "؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العُمُّ التَّامَّةُ فِي طُولِهَا وَالْتِفَافِهَا؛ وأَنشد لِلَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلًا:

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا، وسَرِيُّهُ ***عُمٌّ نَواعِمُ، بَيْنهنّ كُرُومُ

وَفِي الْحَدِيثِ: « أَكْرِموا عَمَّتَكم النَّخْلَةَ »؛ سماها عَمَّة لِلْمُشَاكَلَةِ فِي أَنَّهَا إِذَا قُطِعَ رأْسها يَبِستْ كُمَّا إِذَا قُطِعَ رأْس الإِنسان مَاتَ، وَقِيلَ: لأَن النَّخْلَ خَلْقٌ مِنْ فَضْلةِ طِينَةِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

ابْنُ الأَعرابي: عُمَّ إِذَا طُوِّلَ، وعَمَّ إِذَا طَالَ.

ونبْتٌ يَعْمومٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ:

ولقَدْ رَعَيْتُ رِياضَهُنَّ يُوَيْفِعًا، ***وعُصَيْرُ طَرَّ شُوَيرِبي يَعْمومُ

والعَمَمُ: عِظَم الخَلْق فِي النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ.

والعَمَم: الْجِسْمُ التامُّ.

يُقَالُ: إِنَّ جِسمه لعَمَمٌ وَإِنَّهُ لعَممُ الْجِسْمِ.

وجِسم عَمَم: تامٌّ.

وأَمر عَمَم: تامٌّ عامٌّ وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ عَمْرٌو ذُو الْكَلْبِ الْهُذَلِيُّ:

يَا ليتَ شِعْري عَنْك، والأَمرُ عَمَمْ، ***مَا فَعَل اليومَ أُوَيْسٌ فِي الغَنَمْ؟

ومَنْكِب عَمَمٌ: طَوِيلٌ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ شَأْسٍ:

فإنَّ عِرارًا إنْ يَكُنْ غَيرَ واضِحٍ، ***فَإِنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِب العَمَمْ

وَيُقَالُ: اسْتَوى فُلَانٌ عَلَى عَمَمِه وعُمُمِه؛ يُرِيدُونَ بِهِ تَمَامَ جِسْمِهِ وَشَبَابِهِ وَمَالِهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ حِينَ ذَكَرَ أُحَيحة بْنَ الجُلاح وَقَوْلَ أَخواله فِيهِ: كُنَّا أَهلَ ثُمِّه ورُمِّه، حَتَّى إِذَا اسْتَوَى عَلَى عُمُمِّه "، شَدَّدَ لِلِازْدِوَاجِ، أَراد عَلَى طُولِهِ وَاعْتِدَالِ شَبَابِهِ؛ يُقَالُ لِلنَّبْتِ إِذَا طَالَ: قَدِ اعتَمَّ، وَيَجُوزُ عُمُمِه، بِالتَّخْفِيفِ، وعَمَمِه، بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ، فأَما بِالضَّمِّ فَهُوَ صِفَةٌ بِمَعْنَى العَمِيم أَوْ جَمْعُ عَمِيم كسَرير وسُرُر، وَالْمَعْنَى حَتَّى إِذَا اسْتَوَى عَلَى قَدّه التَّامِّ أَو عَلَى عِظَامِهِ وأَعضائه التَّامَّةِ، وَأَمَّا التَّشْدِيدَةُ فِيهِ عِنْدَ مَنْ شَدَّدَهُ فَإِنَّهَا الَّتِي تُزَادُ فِي الْوَقْفِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ: هَذَا عُمَرّْ وَفَرَجّْ، فأُجري الْوَصْلَ مُجْرَى الْوَقْفِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَفِيهِ نَظَرٌ، وَأَمَّا مَنْ رَوَاهُ بِالْفَتْحِ وَالتَّخْفِيفِ فَهُوَ مَصْدَرٌ وُصِفَ بِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: مَنْكِب عَمَمٌ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ" لُقْمَانَ: يَهَبُ الْبَقَرَةَ العَمِيمة "أَيِ التَّامَّةَ الخَلق.

وعَمَّهُم الأَمرُ يَعُمُّهم عُمومًا: شَمِلهم، يُقَالُ: عَمَّهُمْ بالعطيَّة.

والعامّةُ: خِلَافُ الخاصَّة؛ قَالَ ثعلب: سميت بذلك لأَنها تَعُمُّ بِالشَّرِّ.

والعَمَمُ: العامَّةُ اسْمٌ لِلْجَمْعِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ: " أنتَ رَبِيعُ الأَقرَبِينَ والعَمَمْ وَيُقَالُ: رجلٌ عُمِّيٌّ وَرَجُلٌ قُصْرِيٌّ، فالعُمِّيُّ العامُّ، والقُصْرِيُّ الخاصُّ.

وَفِي الْحَدِيثِ: « كَانَ إِذَا أَوى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلَاثَةَ أَجزاء: جُزْءًا لِلَّهِ، وَجُزْءًا لأَهله، وَجُزْءًا لِنَفْسِهِ، ثُمَّ جُزْءًا جزَّأَه بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ فَيَرُدُّ ذَلِكَ عَلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ، أَراد أَن الْعَامَّةَ كَانَتْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ فِي هَذَا الْوَقْتِ، فَكَانَتِ الخاصَّة تُخْبِرُ العامَّة بِمَا سَمِعَتْ مِنْهُ، فكأَنه أَوْصَلَ الْفَوَائِدَ إِلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ، وَقِيلَ: إِنَّ الْبَاءَ بِمَعْنَى مِنْ، » أَي يَجْعَلُ وَقْتَ الْعَامَّةِ بَعْدَ وَقْتِ الْخَاصَّةِ وَبَدَلًا مِنْهُمْ كَقَوْلِ الأَعشى:

عَلَى أَنها، إذْ رَأَتْني أُقادُ، ***قالتْ بِمَا قَدْ أَراهُ بَصِيرا

أَي هَذَا العَشا مَكَانُ ذَاكَ الإِبصار وَبَدَلٌ مِنْهُ.

وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ: « إِذَا توَضَّأْت وَلَمْ تَعْمُمْ فتَيَمَّمْ »أَي إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْمَاءِ وُضُوءٌ تامٌّ فتَيمَّمْ، وأَصله مِنَ العُموم.

وَرَجُلٌ مِعَمٌّ: يَعُمُّ الْقَوْمَ بِخَيْرِهِ.

وَقَالَ كُرَاعٌ: رَجُلٌ مُعِمٌّ يَعُمُّ النَّاسَ بِمَعْرُوفِهِ أَي يَجْمَعُهُمْ، وَكَذَلِكَ مُلِمٌّ يَلُمُّهم أَي يَجْمَعُهُمْ، وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ فَعَلَ فَهُوَ مُفْعِل غَيْرُهُمَا.

وَيُقَالُ: قَدْ عَمَّمْناك أَمْرَنا أَي أَلزمناك، قَالَ: والمُعَمَّم السَّيِّدُ الَّذِي يُقلِّده القومُ أُمُورَهم ويلجأُ إِلَيْهِ العَوامُّ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

ومِنْ خَيرِ ما جَمَعَ النَّاشِئُ الْمُعَمِّمُ ***خِيرٌ وزَنْدٌ وَرِي

والعَمَمُ مِنَ الرِّجَالِ: الْكَافِي الَّذِي يَعُمُّهم بِالْخَيْرِ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

بَحْرٌ، جَريرُ بنُ شِقّ مِنْ أُرومَتهِ، ***وخالدٌ مِنْ بَنِيهِ المِدْرَهُ العَمَمُ

ابْنُ الأَعرابي: خَلْقٌ عَمَمٌ أَي تامٌّ، والعَمَمُ فِي الطُّولِ وَالتَّمَامِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ: " وقَصَب رُؤْد الشَّبابِ عَمَمه "الأَصمعي فِي سِنِّ الْبَقَرِ إِذَا استَجْمَعَتْ أَسنانُه قِيلَ: قد اعتَمَّ عَمَمٌ، فَإِذَا أَسَنَّ فَهُوَ فارِضٌ، قَالَ: وَهُوَ أَرْخٌ، وَالْجَمْعُ آرَاخٌ، ثُمَّ جَذَعٌ، ثُمَّ ثَنِيٌّ، ثُمَّ رَباعٌ، ثُمَّ سدَسٌ، ثُمَّ التَّمَمُ والتَّمَمةُ، وَإِذَا أَحالَ وفُصِلَ فَهُوَ دَبَبٌ، والأُنثى دَبَبةٌ، ثُمَّ شَبَبٌ والأُنثى شَبَبةٌ.

وعَمْعَمَ الرجلُ إِذَا كَثُرَ جيشُه بَعْدَ قِلَّة.

وَمِنْ أَمثالهم: عَمَّ ثُوَباءُ النَّاعِس؛ يُضْرَبُ مَثَلًا للحَدَث يَحْدُث بِبَلْدَةٍ ثُمَّ يَتَعَدَّاهَا إِلَى سَائِرِ الْبُلْدَانِ.

وَفِي الْحَدِيثِ: « سَأَلْتُ رَبِّي أَن لَا يُهْلِكَ أُمتي بسَنةٍ بِعامَّةٍ »أَي بِقَحْطٍ عَامٍّ يَعُمُّ جميعَهم، وَالْبَاءُ فِي بِعامَّةٍ زَائِدَةٌ فِي قَوْلِهِ تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ}؛ وَيَجُوزُ أَن لَا تَكُونَ زَائِدَةً، وَقَدْ أَبدل عامَّة مِنْ سنَةٍ بِإِعَادَةِ الجارِّ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تعالى: {قالَ (الْمَلَأُ) الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا (مِنْ قَوْمِهِ) لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ}.

وَفِي الْحَدِيثِ: « بادِرُوا بالأَعمال سِتًّا »: كَذَا وَكَذَا وخُوَيْصَّة أَحدِكم وأَمرَ العامَّةِ؛ أَراد بِالْعَامَّةِ الْقِيَامَةَ لأَنها تَعُمُّ الناسَ بِالْمَوْتِ أَي بَادَرُوا بالأَعمال مَوْتَ أَحدكم والقيامةَ.

والعَمُّ: الْجَمَاعَةُ، وَقِيلَ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الحَيّ؛ قَالَ مُرَقِّش:

لَا يُبْعِدِ اللهُ التَّلَبُّبَ والغاراتِ، ***إذْ قَالَ الخَميسُ نَعَمْ

والعَدْوَ بَينَ المجْلِسَيْنِ، إِذَا ***آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمّ

تَنادَوْا: تَجالَسوا فِي النَّادِي، وَهُوَ الْمَجْلِسُ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

يُرِيغُ إِلَيْهِ العَمُّ حاجةَ واحِدٍ، ***فَأُبْنا بحاجاتٍ ولَيْسَ بِذي مالِ

قَالَ: العَمُّ هُنَا الخَلق الْكَثِيرُ، أَراد الحجرَ الأَسود فِي رُكْنِ الْبَيْتِ، يَقُولُ: الْخَلْقُ إِنَّمَا حَاجَتُهُمْ أَن يَحُجُّوا ثُمَّ إِنَّهُمْ آبَوْا مَعَ ذَلِكَ بِحَاجَاتٍ، وَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ فأُبْنا بِحَاجَاتٍ أَي بِالْحَجِّ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ الأَعرابي، وَالْجَمْعُ العَماعِم.

قَالَ الْفَارِسِيُّ: لَيْسَ بِجَمْعٍ لَهُ وَلَكِنَّهُ مِنْ بَابِ سِبَطْرٍ ولأآلٍ.

والأَعَمُّ: الْجَمَاعَةُ أَيضًا؛ حَكَاهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَامِ أَفْعَلُ يَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ غَيْرُ هَذَا إِلَّا أَن يَكُونَ اسْمَ جِنْسٍ كالأَرْوَى والأَمَرِّ الَّذِي هُوَ الأَمعاء؛ وأَنشد:

ثُمَّ رَماني لَا أَكُونَنْ ذَبِيحةً، ***وَقَدْ كَثُرَتْ بَيْنَ الأَعَمّ المَضائِضُ

قَالَ أَبو الْفَتْحِ: لَمْ يأْت فِي الْجَمْعِ المُكَسَّر شَيْءٌ عَلَى أَفْعلَ مُعْتَلًّا وَلَا صَحِيحًا إِلَّا الأَعَمّ فِيمَا أَنشده أَبو زَيْدٍ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ: ثُمَّ رَآنِي لَا أَكُونَنَّ ذَبِيحَةً "الْبَيْتُ بِخَطِّ الأَرزني رَآنِي؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَرَوَاهُ الْفَرَّاءُ بَيْنَ الأَعُمِّ، جَمْعُ عَمّ بِمَنْزِلَةِ صَكّ وأصُكّ وضَبّ وأَضُبّ.

والعَمُّ: العُشُبُ؛ كُلُّهُ عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد: " يَرُوحُ فِي العَمِّ ويَجْني الأُبْلُما "والعُمِّيَّةُ، مِثَالُ العُبِّيَّةِ: الكِبْرُ: وَهُوَ مِنْ عَمِيمهم أَيْ صَمِيمِهم.

والعَماعِمُ: الجَماعات الْمُتَفَرِّقُونَ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

لِكَيْلا يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتي، ***وأَجْعَلَ أَقْوامًا عُمُومًا عماعِما

السَّندَرِيُّ: شَاعِرٌ كَانَ مَعَ عَلْقمة بْنِ عُلاثة، وَكَانَ لَبِيدٌ مَعَ عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ فَدُعِي لَبِيدٌ إِلَى مُهَاجَاتِهِ فأَبى، وَمَعْنَى قَوْلِهِ أَيْ أَجعل أَقوامًا مُجْتَمَعَيْنِ فِرَقًا؛ وَهَذَا كَمَا قَالَ أَبو قَيْسِ بْنُ الأَسلت:

ثُمَّ تَجَلَّتْ، ولَنا غايةٌ، ***مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ

وعَمَّمَ اللَّبنُ: أَرْغَى كأَن رَغْوَتَه شُبِّهت بالعِمامة.

وَيُقَالُ لِلَّبَنِ إِذَا أَرْغَى حِينَ يُحْلَب: مُعَمِّمٌ ومُعْتَمٌّ، وَجَاءَ بقَدَحٍ مُعَمِّمٍ.

ومُعْتَمٌّ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ عُرْوَةُ:

أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ، ولَمْ أُقِمْ ***عَلى نَدَبٍ يَوْمًا، وَلِي نَفْسُ مُخْطِرِ؟

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مُعْتَمٌّ وَزَيْدٌ قَبِيلَتَانِ، والمُخْطِرُ: المُعَرِّضُ نَفْسَهُ لِلْهَلَاكِ، يَقُولُ: أَتهلك هَاتَانِ الْقَبِيلَتَانِ وَلَمْ أُخاطر بِنَفْسِي لِلْحَرْبِ وأَنا أَصلح لِذَلِكَ؟ وَقَوْلُهُ تعالى: {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}؛ أَصله عَنْ مَا يَتَسَاءَلُونَ، فأُدغمت النُّونُ فِي الْمِيمِ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا وَشُدِّدَتْ، وَحُذِفَتِ الأَلف فَرْقًا بَيْنَ الِاسْتِفْهَامِ وَالْخَبَرِ فِي هَذَا الْبَابِ، والخبرُ كَقَوْلِكَ: عَمَّا أَمرتك بِهِ، الْمَعْنَى عَنِ الَّذِي أَمَرْتُكَ بِهِ.

وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ: « فَعَمَّ ذَلِكَ »أَي لِمَ فَعَلْتَه وَعَنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ، وأَصله عَنْ مَا فَسَقَطَتْ أَلف مَا وأُدغمت النُّونُ فِي الْمِيمِ كَقَوْلِهِ تعالى: {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}؛ وأَما قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

بَرَاهُنَّ عمَّا هُنَّ إِمَّا بَوَادِئٌ ***لِحاجٍ، وإمَّا راجِعاتٌ عَوَائِدُ

قَالَ الْفَرَّاءُ: مَا صِلَةٌ وَالْعَيْنُ مُبْدَلَةٌ مِنْ أَلف أَنْ، الْمَعْنَى بَرَاهُنَّ أَنْ هُنَّ إمَّا بِوَادِئٌ، وَهِيَ لُغَةُ تَمِيمٍ، يَقُولُونَ عَنْ هُنَّ؛ وأَما قَوْلُ الْآخَرِ يُخَاطِبُ امْرَأَةً اسْمُهَا عَمَّى:

فَقِعْدَكِ، عَمَّى، اللهَ هَلَّا نَعَيْتِهِ ***إِلَى أَهْلِ حَيّ بالقَنافِذِ أَوْرَدُوا؟

عَمَّى: اسْمُ امْرَأَةٍ، وأَراد يا عَمَّى، وقِعْدَكِ واللهَ يَمِينَانِ؛ وَقَالَ المسيَّب بْنِ عَلَس يَصِفُ نَاقَةً:

وَلَها، إِذَا لَحِقَتْ ثَمائِلُها، ***جَوْزٌ أعَمُّ ومِشْفَرٌ خَفِقُ

مِشْفَرٌ خفِقٌ أَهْدَلُ يَضْطَرِبُ، والجَوْزُ الأَعَمُّ: الْغَلِيظُ التَّامُّ، والجَوْزُ: الوَسَطُ.

والعَمُّ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَقْسَمْتُ أُشْكِيك مِنْ أَيْنٍ وَمِنْ وَصَبٍ، ***حَتَّى تَرَى مَعْشَرًا بالعَمِّ أَزْوَالا

وَكَذَلِكَ عَمَّان؛ قَالَ مُلَيْح:

وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاها الَّتي خَطَرَتْ لَنا ***بِشَرْقِيِّ عَمَّانَ، الثَّرى فالمُعَرَّفُ

وَكَذَلِكَ عُمَان، بِالتَّخْفِيفِ.

والعَمُّ: مُرَّة بْنَ مَالِكِ بْنِ حَنْظَلة، وَهُمُ العَمِّيُّون.

وعَمٌّ: اسْمُ بَلَدٍ.

يُقَالُ: رَجُلٌ عَمِّيٌّ؛ قَالَ رَبْعان:

إِذَا كُنْتَ عَمِّيًّا فَكُنْ فَقْعَ قَرْقَرٍ، ***وإلَّا فَكُنْ، إنْ شِئْتَ، أَيْرَ حِمارِ

وَالنِّسْبَةُ إِلَى عَمّ عَمَوِيٌّ كأَنه مَنْسُوبٌ إِلَى عَمىً؛ قاله الأَخفش.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


21-الإحصاء (محلول معالجة الجفاف)

محلول معالجة الجفاف: هو عبارة عن محلول يتكون من ماء وسكر وملح وكربونات الصودا وعصير ليمون أو برتقال بنسب معينة وذلك بهدف الوقاية من الجفاف الناتج عن الإسهال.

الجـهـاز الـمـركـزي لـلإحـصـاء الـفلسطيني


22-الحضارة (مومياء)

مومياء: mummy ترتبط المومياوات بالأساطيروالمحنطات المصرية.

لكن إكتشفت مومياوات عديدة محفوظة تم العثور عليها في كل أنحاء العالم و بكل القارات حيث إتبع التحنيط mummification.

وكلمة مومياء أصلها الكلمة الفارسية ومعناها البيوتيمين bitumen وهو وصف للأجسام السوداء لقدماء المصريين.

وهذه الكلمة مومياء تطبق علي كل البقايا البشرية من أنسجة طرية.

والتحنيط قد يكون موجودا في كل قارة لكن الطريقة ترتبط بطريقة قدماء المصريين لهذا ينسب إليهم.

وكانت أول دراسة للمومياوات كانت في القرن 19.

وليس المومياوات المصرية مجرد لفائف من قماش الكتان تلف بها الأجساد الميتة فقط.

ولكنها طريقة لوجود بيوت دائمة للأرواح.

وهذه طريقة تحايلية علي الموت.

وكان ينتزع في التحنسط المخ من فتحة الأنف ويفرغ الأحشاء من البطن والصدر وكان الجسم المفرع ينقع في الملح ويجفف.

وكان الجلد الجاف يعالج بخليط من الزيوت والراتنجات (أصماغ).

ووجد أن مومياء كانت تلف بعشرات الأمتار من قماش الكتان لتصنع منها ملابس الميت في حياته الأخري الأبدية.

وكان يتلي عليها التعاويذ وتمارس عليها الطقوس قبل الدفن وكان يدفت نعه الطعام والشراب وكل ما سيحتاجه ليعيش حياة هنية بعد الموت.

وكانت تدفن المومياوات في لحود برمال الصحراء المترامية والجافة لإمتصاص السوائل من الجسم وتجفيفه لحفظ الجلد والأظافر والشعر بعيدا عن ضفتي النيل حيث الزراعة.

وكان الموسرون يدفنون في المقابر المشيدة.

وكان قدماء المصريين يلفون الميت بقماش الكتان المغموس في الراتنجات منذ3400سنة ق.

م.

وكان التحنيط يمارس أيضا في جنوب أمريكا قبل قدماء المصريين بآلاف السنين.

فلقد تم العثور علي رأس الصبي شينكورو علي ساحل صحراء أتاكاما اشمال شيلي وجنوبي بيرو وكان التحنيط تقوم به جماعة شينكورو التي كانت تمارس صيد السمك التي لم يكن لها سمات حضارية سوي التحنيط.

فمنذ6000سنة ق.

م.

كان التحنيط بإعادة بناء جسم الميت بعد إنتزاع اللحم من جسم الميتوالأحشاء الداخلية والجلد والمخ.

وكانت العظام تجفف بالرماد الساخن.

ثم يعاد تشكيله بربطه بأغصان لتثبيته وحشوه بالأعشاب وكان يغطي بالجلد ويرقع بجلد طائر البيلكان أو سبع البحر.

ويغطي الجلد بطبقة ثخينة من عجينة الرماد ويوضع قناع من الطين علي الوجه ويدهن بأملاح المنجنيز السوداء أو بالمغرة (مادة) الحمراء ليصبح نسخة مشابهة للميت.

وكان يعاد طلاء القناع.

ومعظم مومياوات شينيكورو من الأطفال والأجنة.

لهذا كانت النسوة أول من قمن بالتحنيط للإحتفاظ بأبنائهن.

ولقد ةظل التحنيط بواسطة الشينكورو في حضارات بيرو قبل مجيء الأسبان ولاسيما في غابات أريزونا المطيرة والمناطق الصحراوية.

وكانت الأجسام المحنطة كانت في وضع القرفصاء حيث كانت الركبة مشدودة تحت الذقن واليدان موضوعة قرب الوجه وكان الفكان فاغرين.

وكانت المومياء تغطي بالقماش.

وهناك مومياوات الجليد ترجع لعصر الإنكا (مادة) حيث تحتفظ الجبال فوق قممها الجليدية بالقرابين البشرية التي تصبح مومياوات محفزظة بالتجميد.

فلقد عثر مؤخرافي الجليد فوق جبال الإنديز علي 100مومياء مجمدة و محاطة بالذهب والفضة والعطايا لتصحبها للآلهة.

وعندما إستعمر الأسبان المنطقة نهبوا الذهب والفضة وجردوا المومياوات من ملابسها في منطقة جواش منذ عام 1532ومنعوا المواطنين من حفظ أرواحهم.

ومعظم مزمياوات أوربا وأمريكا التي وجدت قد حفظت طبيعيا كرجل الجليد التي حفظت جثته بالتجميد في جبال الألب عند الجدود النمساوية الإيطالية منذ 5000سنة و8جثث مجمدة عثر عليها لنساء وأطفال في ملابسها الجلدبة المحكمة في ثلاجة جرينلاند عمرها 500 سنة.

ووجدت مومياوات للسلت (مادة) بشمال غربي أوربا حيث البيئة حامضية مما حافظ علي الأنسحة وجعل الجلد لونه بني غامق.

وترجع لعصر الحديد (مادة) (400ق.

م.

–400م.).

ومعظمها مهشمة جماجمها ومخنوقة أو بالحلق فتحات طولية وكانت قد قدمت كقرابين.

وهناك مومياوات لها ملامح فوفازية بشعرها الأحمر وملابس التتر عمرها 3500سنةوقد عثر عليها بصحراء تكلا ماكان بالصين.

وكان قد عثر علي مومياء لسيدة في ثلاجة الطاي علي حدود سيبيريا مع منغوليا.

ولقد تم العثور علي مومياوات في آلاسكا وجنوب غربي أمريكا وإبطاليا واستراليا.

وقد عثر علي مومياوات بكهف خلفتها قبيلة إيبالواIbaloi بمدينة كابايان الواقعة بإقليم بنجويت بشمال الفليبين منذ مئات السنين وبالتحديد منذ القرن 12وحتي مجيء القساوسة الأسبان في القرن 16.

وكانت المومياوات في وضع القرفصاء كالجنين في أكفانها الخشبية ومعظمها أفواهها ممطوطة كأنها تتحدي الموت.

وكان الأثرياء يحضرون لموتهم بإختيار مقابرهم التي سيدفنون فيها فيما بعد موتهم ولاسيما ولو كانوا يعانون من مرض الموت أو بلغ بهم العمر عتيا.

وكان يعطي لهم محلولا ملحيا وهم أحياء لأنهم كانوا يعتقدون أنه ينظف الأحشاء الداخلية.

وبعد موتهم كان الإبن الأكبر ينفث دخان الطباق في فم أبيه الميت ليطهر الأنسجة ويحفظها.

لهذا المومياوات أفواهها فارغة.

ثم تخلع ملابس الميت ويغسل بالماء العذب ويوضع فوق كرسي ويقيد به رأسه وظهره.

ويوقد نار هادئة لتجفف جسد الميت.

وكان يوصضع إناء تحته لينزل به السوائل التي يعتقد أنها مقدسة فلا تهدر بل يحافظ عليها وعندما يتخلص جسم الميت من السوائل يوضع في الشمس لتسريع عملية التجفيف.

ثم تقشر بشرة الجلد ومكانها يدعك المكان بالنباتات المحلية.

ثم يغطي المكان بالوشم برسومات مزخرفة و منتظمة.

وكان الوشم يرسم بخليط من السخام (الهباب أو السناج) وعصير الطماطم والماء وكان يوضع تحت الجلد بإبرة.

وقرب كهف الدفن كانت تقطع شجرة صنوبر طازجة لعمل الكفن.

وكان شعب قبيلة إيبالوا يعتقدون ا، الشخص عندما يموت تظل روحه لتتداخل مع الأحياء.

وتدور حول هذه الأرواح الأساطير ولعناتها.

وهذا أيضا ما يردد حول مومياوات قدماء المصريين حيث يعتقد أنها لابد وأن تترك في مقابرهالتعيش في سلام ومن يقضها في مضاجعها تلاحقه لعنات أرواحها.

انظر: أشابتي.

مومياء الجليد: أنظر مومياء.

موسوعة حضارة العالم-أحمد محمد عوف-صدرت: 1421هـ/2000م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com