نتائج البحث عن (وَنَهَارُهَا)

1-شمس العلوم (الأَلِفُ)

الكلمة: الأَلِفُ. الجذر: ءلف. الوزن: فَعِل.

[الأَلِفُ]: حرف من حروف المعجم، ساكن، ولها مواضع:

تكون للضمير، نحو {آمَنَّا بِرَبِّنا} وآمَنَا بربِّهما.

وتكون مبدلة من الواو نحو: بوّب بابًا.

ومن الياء، نحو {يا أَسَفى} أصله: يا أسفي.

ومن الهمزة، نحو: آمن، وآخر، ورَاس، وفَاس، بالتخفيف.

ومن النون الخفيفة.

كقوله تعالى: {لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ}، وقول الأعشى.... *** فانكحن أو تأَبَّدا

أي تأبّدن.

ومن التنوين في الوقف، كقولك: رأيت زيدًا.

وتكون زائدة لمعانٍ، نحو: ضاربَه ضِرابًا.

وتكون للتأنيث، نحو: امرأة حبلى.

وللجمع، نحو: قوم غَرْقَى.

وتكون للتثنية علامة للرفع، كقولك: جاءني الرجلان.

وتكون للوصل في رؤوس الآي في الوقف كقوله تعالى: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}، وبعد القافية في الشعر المطلق، كقوله:

...

*** وسُوئِلَ لَوْ يُبِينُ لنا السُّؤَالا

وتكون للخروج بعدها الصلة، كقوله:

*هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلَةٌ وَنَهَارُها*

وتكون للنُّدْبة، نحو: وا زيداه.

وتكون للوصل في الخط دون اللفظ، كقولك: فاضرب به.

وتكون للإِلحاق في الخط دون اللفظ أيضًا، كقوله تعالى: {كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ}.

قال الخليل: زيدت في الخط فرقًا بين واو الإِضمار والأصلية نحو «لو».

وقال ثعلب: زيدت الألف للفرق بين المضمر المتصل والمنفصل، فيكتَب {صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ*} بغير ألف، ويكتَب {كَفَرُوا وَصَدُّوا} بالألف.

وقال الأخفش: زيدت للفرق بين هذه الواو وبين واو العطف.

شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م


2-شمس العلوم (الإِرداف)

الكلمة: الإِرداف. الجذر: ردف. الوزن: الْإِفْعَال.

[الإِرداف]: أردفه: أي حمله خلفه على مركبه، يقال: برذون لا يُرْدِفُ ولا يُرادِفُ.

وأَرْدَفَ: لغة في رَدِفَ، قال:

إِذا الجوزاءُ أَرْدَفَت الثريا *** ظننتَ بآلِ فاطمةِ الظنونا

وقوله تعالى: {مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} قرأ نافع ويعقوب وأهل المدينة بفتح الدال، وهو رأي أبي عبيد، وقرأ الباقون بكسر الدال.

قال أبو عمرو: أي أردف بعضُهم بعضًا، وأنكر أبو عبيد كسر الدال وقال: لا يكون أردف بمعنى ردف قال: لقوله تعالى: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، ولم يقل المردفة.

والمُرْدَف من الشعر: مقيد ومطلق؛ فالمقيد يلزمه حرفان: الرِّدْفُ والروي وحركة، وهي الحذو.

كقوله:

شَتَّ شعبُ الحيِّ بعدَ التيامْ *** بل شجاك الربع ربع المقامْ

الروي: الميم، والردف: الألف التي قبلها، والحَذْو: حركة ما قبل الألف.

والمطلق ضربان: مطلق مردف، ومطلق يلزمه الردف والخروج.

فالأول يلزمه ثلاثة أحرف.

الروي والردف والوصل، وحركتان: الحذو والمجرى، كقوله فيما ردفه ألف:

على عجل تَرَحَّلَنا ضباعا *** فَرُقِّيَ في مزاودنا متاعا

الروي: العين، والرِّدف: الألف التي قبلها، والوصل: الألف التي بعد العين، والحذو: حركة ما قبل الردف، والمجرى: حركة الروي.

وفيما ردفه واو وياء قوله:

نأت بسعاد عنك نوى شطون *** فبانت والفؤاد بها رهين

والثاني يلزمه أربعة أحرف: الردف والروي والوصل والخروج وثلاث حركات: الحذو والمجرى والنفاذ كقوله فيما خروجه ألف:

هل الدهر إِلا ليلة ونهارها *** وإِلا طلوع الشمس ثم غيارها

وفيما خروجه واو، كقوله:

كأن لون أرضه سماؤه

وفيما خروجه ياء قوله:

*فانقضَّ مثل النجم من سمائه*

النفاذ: حركة الهاء.

شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م


3-شمس العلوم (غَارَ يَغُورُ)

الكلمة: غَارَ يَغُورُ. الجذر: غور. الوزن: فَعَلَ/يَفْعُلُ.

[غار] الرجلُ: إذا أتى الغَوْر.

وغاره بخير: أي نفعه، يقولون: اللهم غُرنا منك بغيث.

وغار الماءُ غورا: أي ذهب في الأرض، وماء غائر.

وغارت عينه غؤورا: دخلت في الرأس، قال العجاج:

كأنَّ عينيهِ من الغُؤُور *** قلتانِ أو حَوْجلتا قارور

وغارت الشمس والنجوم غِيارا: أي غابت، قال الهذلي:

هل الدهرُ إلا ليلةٌ ونهارها *** وإلّا طلوعُ الشمس ثم غِيارها

شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م


4-معجم النحو (إلا الاستثنائية)

إلّا الاستثنائيّة: حرف دون غيرها من أدوات الاستثناء (المستثنى) ولها ثلاث أحوال: وجوب نصب المستثنى بعدها، جواز نصبه أو إتباعه، إعراب ما بعدها حسب العوامل وهو المفرغ وهاك التفصيل:

(أ) وجوب نصب ما بعدها: له أحوال ثلاث:

الأولى: أن يكون المستثنى متّصلا مؤخرا والكلام تاما موجبا نحو {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ} الثانية: أن يكون الاستثناء منقطعا سواء أكان موجبا نحو «اشتغل عمّالك إلّا عمّال خالد» أو منفيّا. وسواء أمكن تسلّط العامل عليه، نحو {ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ} أم لم يمكن نحو «ما نفع الأحمق إلّا ما ضرّ» إذ لا يقال: نفع الضر الثالثة: أن يتقدّم المستثنى على المستثنى منه سواء أكان الكلام منفيّا كقول الكميت:

«وما لي إلّا آل أحمد شيعة***وما لي إلّا مذهب الحقّ مذهب »

أم موجبا نحو «ينقص ـ إلّا العلم ـ كلّ شيء بالانفاق.

(ب) جواز النّصب، والإتباع: وذلك إذا كان الكلام تامّا منفيا متصلا، مقدّما فيه المستثنى منه، والأرجح الإتباع على أنه بدل بعض نحو {ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ} {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} «وما جنيت الثمر إلّا تفاحة».

والنصب على الاستثناء عربيّ جيد قرئ به في الآيتين.

وإذا تعذّر البدل على اللفظ لمانع أبدل على الموضع نحو {لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) *}، ونحو «ما فيها من أحد إلّا خالد» برفعهما فلفظ الجلالة، بدل من محلّ «لا» مع اسمها لا على اللفظ، لأنّ «لا» الجنسية لا تعمل في معرفة ولا في موجب و «خالد» في المثال الثاني بدل على المحل من أحد، لأن «من» لا تزاد في الإيجاب في المثال الثاني.

(ج) الاستثناء المفرّغ: وهو الذي لم يذكر فيه المستثنى منه، وحينئذ يكون المستثنى على حسب ما يقتضيه العامل الذي قبله في التركيب، كما لو كانت «إلّا» غير موجودة، نحو «لا يقع في السوء إلّا فاعله» «لا أتّبع إلّا الحقّ» و {لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} وشرطه كون الكلام منفيا كما مثّل، أو واقعا بعد نهي نحو {وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ} أو الاستفهام الإنكاري نحو {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ}

حكم «إلّا» إذا تكررت:

إذا تكرّرت «إلّا» فهي على قسمين.

إمّا مؤكّدة، وإمّا مؤسّسة.

فالأولى حكمها الإلغاء عن العمل.

وذلك إذا كان ما بعد «إلّا» الثانية تابعا لما بعد «إلّا» قبلها وتعرب: بدلا، أو عطف بيان. أو نسق نحو «جاء الغرباء إلّا محمّدا إلّا أبا عبد الله» ف «أبا عبد الله» بدل كل من محمد و «إلّا» الثانية زائدة لمجرّد التأكيد، ونحو «حضر القوم إلا سعدا وإلّا سعيدا» ف «سعيدا» عطف على سعد و «إلّا» الثانية لغو، ومن هذا قول أبي ذؤيب الهذلي:

«هل الدهر إلّا ليلة ونهارها***وإلّا طلوع الشمس ثم غيارها »

ونحو «ما قرأ إلّا محمّد إلّا أستاذك» «ما أصلحت إلّا البيت إلّا سقفه» «ما أعجبني إلّا خالد إلا علمه» وقد اجتمع العطف والبدل في قول الراجز:

«ما لك من شيخك إلّا عمله ***إلّا رسيمه وإلّا رمله “

والثّانية وهي المؤسّسة أي لقصد استثناء بعد استثناء، وتكون في غير العطف والبدل، فإن كان العامل الذي قبل «إلّا» مفرّغا شغلت العامل بواحد من المستثنيات ونصبت ما عداه نحو «ما سافر إلّا عليّ إلّا خالدا إلّا بكرا».

وإن كان العامل غير مفرّغ وتقدّمت المستثنيات وجب نصبها في الإيجاب والنفي نحو «نجح إلّا زيدا إلّا عمرا التلاميذ» و «ما فاز في المسابقة إلّا سعيدا إلّا صالحا أحد».

أمّا إذا تأخّرت المستثنيات فإن كان الكلام إيجابا وجب نصبها نحو «أقبل القوم إلّا عصاما إلّا هشاما» وإن كان غير إيجاب جاز في واحد مّا النصب على الاستثناء والإتباع على البدل ووجب نصب ما عداه نحو «ما عمل أحد إلّا أخوك إلّا أباك إلّا ابنك»

معجم النحو-عبدالغني الدقر-صدر: 1395هـ/1975م


5-معجم الأفعال المتعدية بحرف (قدا)

(قدا) به فرسه أسرع ولا تقتد بمن ليس بالقدوة ونعم المقتدى به أنت وأتتنا قادية من الناس وهي أول جماعة تطرأ عليك وتقدمت بي دابتي لزمت بي السنن وقيل أعنقت بي ومر يتقدى به فرسه قال ابن قيس

(تقدت بي الشهباء نحو ابن جعفر

سواء عليها ليلها ونهارها) طويل

واقتدى به استن سنته وذهب مذهبه هم قدى وأقداء للناس يتساقطون بالبلد فيقيمون ويهدأون.

معجم الأفعال المتعدية بحرف-موسى بن الحاج محمد بن الملياني الأحمدي الدراجي المسيلي الجزائري (الملقب نويوات)-صدر:1398هـ/1977م


6-معجم البلدان (الرقتان)

الرَّقّتان:

تثنية الرّقّة، أظنهم ثنّوا الرقة والرافقة كما قالوا العراقان للبصرة والكوفة، وقال عبيد الله ابن قيس الرّقيّات:

«أتيناك نثني بالذي أنت أهله *** عليك كما أثنى على الروض جارها»

«تقدّت بي الشّهباء نحو ابن جعفر، *** سواء عليها ليلها ونهارها»

«تزور فتى قد يعلم الله أنّه *** تجود له كفّ بعيد غرارها»

«فو الله لولا أن تزور ابن جعفر *** لكان قليلا في دمشق قرارها»

«فإن متّ لم يوصل صديق ولم يقم *** طريق من المعروف أنت منارها»

«ذكرتك أن فاض الفرات بأرضنا، *** وجاش بأعلى الرّقّتين بحارها»

«وعندي ممّا خوّل الله هجمة *** عطاؤك منها شولها وعشارها»

«مباركة كانت عطاء مباركا *** تمانح كبراها وتنمى صغارها»

معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م


7-معجم البلدان (الرقة)

الرَّقّةُ:

بفتح أوّله وثانيه وتشديده، وأصله كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء، وجمعها رقاق، وقال غيره: الرقاق الأرض اللينة التراب، وقال

الأصمعي: الرقاق الأرض اللينة من غير رمل، وأنشد:

«كأنّها بين الرّقاق والخمر، *** إذا تبارين، شآبيب مطر»

وهي مدينة مشهورة على الفرات، بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام، معدودة في بلاد الجزيرة لأنّها من جانب الفرات الشرقي، طول الرّقّة أربع وستون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، في الإقليم الرابع، ويقال لها الرقة البيضاء، أرسل سعد بن أبي وقّاص والي الكوفة في سنة 17 جيشا عليه عياض بن غنم فقدم الجزيرة فبلغ أهل الرقة خبره فقالوا: أنتم بين العراق والشام وقد استولى عليها المسلمون فما بقاؤكم مع هؤلاء! فبعثوا إلى عياض بن غنم في الصلح فقبله منهم، فقال سهيل بن عدي:

«وصادمنا الفرات غداة سرنا *** إلى أهل الجزيرة بالعوالي»

«أخذنا الرقّة البيضاء لمّا *** رأينا الشّهر لوّح بالهلال»

«وأزعجت الجزيرة بعد خفض *** وقد كانت تخوّف بالزّوال»

«وصار الخرج ضاحية إلينا *** بأكناف الجزيرة عن تقالي»

وقال ربيعة الرقي يصفها:

«حبّذا الرّقة دارا وبلد! *** بلد ساكنه ممّن تودّ»

«ما رأينا بلدة تعدلها، *** لا ولا أخبرنا عنها أحد»

«إنّها برّيّة بحريّة، *** سورها بحر وسور في الجدد»

«تسمع الصّلصل في أشجارها *** هدهد البرّ ومكّاء غرد»

«لم تضمّن بلدة ما ضمّنت *** من جمال في قريش وأسد»

وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات:

«لم يصح هذا الفؤاد عن طربه *** وميله في الهوى وعن لعبه»

«أهلا وسهلا بمن أتاك من ال *** رّقّة يسري إليك في شجبه»

وقال أيضا عبيد الله بن قيس الرّقيّات لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب:

«أتيناك نثني بالذي أنت أهله *** عليك كما أثنى على الرّوض جارها»

«تقدّت بي الشّهباء نحو ابن جعفر، *** سواء عليها ليلها ونهارها»

«فو الله لولا أن تزور ابن جعفر *** لكان قليلا في دمشق قرارها»

«فإن متّ لم يوصل صديق ولم يقم *** سبيل من المعروف أنت منارها»

«ذكرتك أن فاض الفرات بأرضنا، *** وجاش بأعلى الرّقّتين بحارها»

«وعندي ممّا خوّل الله هجمة *** عطاؤك منها شولها وعشارها»

قال بطليموس: الرّقة البيضاء طولها ثلاث وسبعون درجة وست دقائق، وعرضها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، طالعها الشّولة، بيت حياتها القوس تحت إحدى عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، ارتفاعها ثمان

وسبعون درجة، قال: والرّقّة الوسطى طولها ثلاث وسبعون درجة واثنتا عشرة دقيقة، وعرضها خمس وثلاثون درجة وسبع عشرة دقيقة، طالعها الشولة في الإقليم الرابع، وقيل: طالعها الذابح، بيت حياتها ثلاث درج من الحوت وخمس وأربعون دقيقة تحت إحدى عشرة درجة من السرطان، يق

والرّقة: البستان المقابل للتاج من دار الخلافة ببغداد وهي بالجانب الغربي، وهو عظيم جدّا جليل القدر، وينسب إلى الرقة المذكورة أوّلا جماعة من أهل العلم وافرة، منهم: أبو عمرو هلال بن العلاء بن هلال ابن عمرو بن هلال الرّقّي، قال ابن أبي حاتم:

هلال بن عمرو الرقي جد هلال بن العلاء، روى عن أبيه عمرو بن هلال، سألت عنه أبي فقال: ضعيف الحديث، مات في سنة 270، ومحمد بن الحسن الرقي شاعر يعرف بالمعوّج، مات في سنة 307.

معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م


8-معجم القواعد العربية (إلا الاستثنائية)

إلّا الاستثنائيّة:

حرف دون غيرها من أدوات الاستثناء (انظر المستثنى). ولها ثلاث أحوال:

(1) وجوب نصب المستثنى بعدها.

(2) إتباعه على البدليّة.

(3) إعراب ما بعدها حسب العوامل وهو المفرّغ وهاك التفصيل:

(أ) وجوب نصب ما بعدها: له أحوال ثلاث:

الأولى: أن يكون المستثنى متّصلا. مؤخّرا، والكلام تامّا موجبا. نحو {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ}.

فقليلا مستثنى من واو الجماعة في «وشربوا»، وخلا من النفيّ.

الثانية: أن يكون المستثنى منقطعا والمنقطع ما لا يكون المستثنى من جنس المستثنى منه ـ سواء أكان موجبا نحو «اشتغل عمّالك إلّا عمّال خالد». أو منفيّا نحو قوله تعالى: {ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ} فاتّباع الظنّ ليس من جنس العلم، سواء أمكن تسلّط العامل عليه كهذه الآية فإن الأصل: ما لكم إلّا اتّباع الظّن، أم لم يمكن تسلّط العامل عليه، نحو «ما نفع الأحمق إلّا ما ضرّ» إذ لا يقال: نفع الضّرّ.

الثالثة: أن يتقدّم المستثنى على المستثنى منه سواء أكان الكلام منفيّا كقول الكميت:

«ومالي إلّا آل أحمد شيعة *** ومالي إلّا مذهب الحقّ مذهب »

أم موجبا نحو «ينقص ـ إلّا العلم ـ كلّ شيء بالانفاق».

(ب) التّبعيّة على البدليّة وذلك إذا كان الكلام تامّا منفيّا متّصلا، مقدّما فيه المستثنى منه. على أنه بدل بعض نحو {ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}. و {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ} و «ما جنيت الثّمر إلّا تفاحة».

ويجوز النّصب في هذا على الاستثناء وسمع من العرب الموثوق بعربيّته يقول: «ما مررت بأحد إلّا زيدا» وقرىء به الآيتين. وإذا تعذّر البدل على اللفظ لمانع أبدل على الموضع، نحو «لا إله إلّا الله» برفع لفظ الجلالة فلفظ الجلالة بدل من محلّ «لا» مع اسمها لا على اللفظ، لأنّ «لا» الجنسيّة لا تعمل في معرفة لأن البدل في نيّة تسلّط عامل المبدل منه عليه. ولا في موجبه ونحو «ما فيها من أحد إلّا خالد» بالرفع، فـ «خالد» بدل على المحل من أحد، لأن «من» زائدة في سياق النفي وهي لا تزاد في الإيجاب.

(ج) الاستثناء المفرّغ: وهو الذي لا يذكر فيه المستثنى منه، وحينئذ يكون المستثنى على حسب ما يقتضيه العامل الذي قبله في التّركيب، كما لو كانت «إلّا» غير موجودة، نحو «لا يقع في السّوء إلّا فاعله» «لا أتّبع إلّا الحقّ» و {لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}. وشرطه كون الكلام منفيّا كما مثّل، أو واقعا بعد نهي نحو: {وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ} أو الاستفهام الإنكاري نحو: {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ}.

(د) تكرّر الاستثناء المفرّغ: إذا تكرّر المستثنى المفرّغ، وجب النّصب في الثّاني، وذلك قولك: «ما أتاني إلّا زيد إلا عمرا» فلا يجوز الرفع في عمرو، وإن شئت قلت: «ما أتاني إلّا زيدا إلّا عمرو» فتجعل الإتيان لعمرو، ويكون زيد منتصبا، فأنت في ذا بالخيار إن شئت نصبت الأوّل ورفعت الآخر وإن شئت نصبت الآخر ورفعت الأوّل.

(ه) حكم «إلّا» إذا تكررت:

إذا تكرّرت «إلّا» فهي على قسمين، إمّا مؤكّدة وإمّا مؤسّسة. فالأولى حكمها الإلغاء عن العمل. وذلك إذا كان ما بعد «إلّا» الثانية تابعا لما بعد «إلّا» قبلها وتعرب: بدلا، أو عطف بيان، أو نسق «جاء الحجّاج إلّا محمّدا إلّا أبا عبد الله» فـ «أبا عبد الله» بدل كلّ من محمد و «إلّا» الثانية زائدة، لمجّرد التّأكيد لأنّ أبا عبد الله هو محمّد ونحو «حضر القوم إلّا سعدا وإلّا سعيدا».

ف «سعيدا عطف على سعد، و «إلّا» الثانية لغو، ومن هذا قول أبي ذؤيب الهذلي:

«هل الدّهر إلّا ليلة ونهارها *** وإلّا طلوع الشّمس ثمّ غيارها »

ونحو «ما قرأ إلّا محمّد إلّا أستاذك» و «ما أصلحت إلّا البيت إلّا سقفه» «ما أعجبني إلّا خالد إلّا علمه» وقد اجتمع العطف والبدل في قول الراجز:

«مالك من شيخك إلّا عمله *** إلّا رسيمه وإلّا رمله »

والثّانية وهي المؤسّسة أي لقصد استثناء بعد استثناء، وتكون في غير العطف والبدل، فإن كان العامل الذي قبل «إلّا» مفرّغا شغلت العامل بواحد من المستثنيات ونصبت ما عداه نحو «ما سافر إلّا عليّ إلّا خالدا إلّا بكرا».

تقدّم المستثنى على المستثنى منه:

كلّ ما تقدّم من القواعد في المستثنى في حال تأخّره عن المستثنى منه؛ أمّا إذا تقدّم المستثنى فإنه لا يكون إلّا منصوبا، ولو كان منفيا، وذلك قولك: «ما فيها إلّا أباك أحد». و «مالي إلا أباك صديق» وقال كعب بن مالك:

«والناس ألب علينا فيك ليس لنا *** إلّا السيوف وأطراف القنا وزر»

فإذا قلت: «مالي إلّا زيدا صديق وعمرا وعمرو» فأنت بالخيار بين النّصب والرّفع في المستثنى الثّاني، ومثله «ومن لي إلّا أباك صديق وزيدا وزيد». أما النّصب فعلى الكلام الأول، وأمّا الرفع فكأنه قال: وعمرو لي.

إلّا بمنزلة مثل وغير ولا تكون إلّا وصفا ـ: وذلك قولك: «لو كان معنا رجل إلّا زيد لغلبنا» والدّليل على أنه وصف أنّك لو قلت: «لو كان معنا إلّا زيد لهلكنا» وأنت تريد الاستثناء لكنت قد أحلت ـ أي أتيت محالا ـ ونظير ذلك قوله عزوجل: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا}.

ونظير ذلك في الشعر قول ذي الرّمّة:

«أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة *** قليل بها الأصوات إلّا بغامها »

كأنه قال: قليل بها الأصوات غير بغامها، ـ على أن إلّا صفة بمعنى غير ـ ومثل ذلك قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ»} فلو كان موضع غير: إلّا، لما اختلف المعنى.

فلا يجوز في «إلّا» في قوله تعالى: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا} أن تكون للاستثناء من جهة المعنى إذ التقدير حينئذ: لو كان فيهما آلهة ليس فيهم الله لفسدتا، وذلك يقتضي: أن لو كان فيهما آلهة فيهم الله لم تفسدا ويستحيل أن يراد ذلك البتّة، هذا من جهة المعنى. ولا يجوز من جهة اللفظ، لأنّ آلهة جمع منكر في الإثبات فلا عموم له، ولا يصحّ الاستثناء منه فلو قلت «قام رجال إلّا زيدا» لم يصحّ اتفاقا.

ومثال المعرّف الشّبيه بالمنكّر قول ذي الرّمّة وقد تقدم قبل قليل:

«أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة *** قليل بها الأصوات إلا بغامها»

فإنّ تعريف الأصوات تعريف الجنس ومثال شبه الجمع قول لبيد:

«لو كان غيري ـ سليمى ـ الدهر غيّره *** وقع الحوادث إلّا الصّارم الذّكر »

ف «إلا الصّارم» صفة لغيري.

ومثله قول الشاعر وهو حضرمي بن عامر أو عمرو بن معد يكرب:

«وكلّ أخ مفارقه أخوه *** لعمر أبيك إلا الفرقدان »

كأنه قال غير الفرقدين.

معجم القواعد العربية في النحو والتصريف وذُيّل بالإملاء-عبدالغني الدقر-صدر: 1404ه‍/1984م


9-معجم المصطلحات البلاغية وتطورها (الاصطراف)

الاصطراف:

الصّرف: ردّ الشيء عن وجهه والصّرف: التّقلّب والحيلة، يقال: فلان يصرف ويتصرّف ويصطرف لعياله أي يكتسب لهم واصطرف في طلب الكسب، قال العجّاج:

«قد يكسب المال الهدان الجافي ***بغير ماعصف ولا اصطراف »

وقال الحاتمي: «الاصطراف هو صرف الشاعر الى أبياته وقصيدته بيتا أو بيتين أو ثلاثة لغيره فيضيفها الى نفسه ويصرفها عن قائلها وكان كثيّر كثيرا ما يصطرف شعر جميل الى نفسه ويهتدمه».

وقال ابن رشيق: «الاصطراف أن يعجب الشاعر ببيت من الشعر فيصرفه الى نفسه فان صرفه اليه على جهة المثل فهو اجتلاب واستلحاق، وإن ادّعاه جملة فهو انتحال... أما الاصطراف فيقع من الشعر على نوعين:

أحدهما: الاجتلاب، وهو الاستلحاق أيضا.

والآخر: الانتحال.

فأما الاجتلاب فنحو قول النابغة الذبياني:

«وصهباء لا تخفي القذى وهو دونها***تصفّق في راووقها حين تقطب »

تمززّتها والديك يدعو صباحه إذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا فاستلحق البيت الأخير فقال:

«واجانة ريّا السرور كأنها***اذا غمست فيها الزجاجة كوكب “

«تمززّتها والديك يدعو صباحه ***اذا ما بنو نعش دنوا فتصوّبوا»

وربما اجتلب الشاعر البيتين فلا يكون في ذلك بأس كما قال عمرو ذو الطوق:

«صددت الكأس عنا أمّ عمرو***وكان الكأس مجراها اليمينا»

«وما شرّ الثلاثة أمّ عمرو***بصاحبك الذي لا تصبحينا»

فاستلحقهما عمرو بن كلثوم فهما في قصيدته، وكان أبو عمرو بن العلاء وغيره لا يرون ذلك عيبا.

والانتحال عندهم قول جرير:

«إنّ الذين غدوا بلبك غادروا***وشلا بعينك لا يزال معينا»

«غيّضن من عبراتهن وقلن لي ***ماذا لقيت من الهوى ولقينا»

فان الرواة مجمعون على أنّ البيتين للمعلوط السعدي انتحلهما جرير. وكان الحاتمي قد عني بهذا الفن وذكر أنّ كثيّر عزّة كان كثيرا ما يصطرف شعر جميل الى نفسه ويهتدمه وقال: «وأذكر هنا قدرا من اصطرف غيره يستدل به على معنى الاصطراف. أخبرنا أبو أحمد عيسى بن عبد العزيز الطاهري عن الدمشقي قال: أخبرنا الزبير بن بكار قال أخبرنا عمر بن أبي بكر الموصلي عن عبد الله بن أبي عبيدة أنّ كثيرا أنشده قصيدته التي يقول فيها:

«اذا الغرّ من نوء الثريا تجاوبت ***حمينا بأجواز الفلاة قطارها»

فمرّ في هذه القصيدة على أبي ذؤيب الهذلي في قصيدته التي أولها:

«وما الدهر إلا ليلة ونهارها***وإلا طلوع الشمس ثم غيارها»

فأخذ منها بيتين وهما:

«وعيّرها الواشون أنّي أحبها***وتلك وشاة طائر عنك عارها»

«وإن اعتذر منها فأني مكذّب ***وإن تعتذر يردد عليك اعتذارها»

فاستضافهما جميعا واصطرفهما...

ومن الاصطراف ما أخبرنا به أبو محمد عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا المبرد عن المازني قال: قال جرير:

«لو شئت قد نقع الفؤاد بمشرب ***يدع الحوائم لا يجدن غليلا»

«من ماء ذي رصف القلاة ممنع ***قطن الأباطح ما يزال ظليلا»

فقال المهرول العامري، واصطرف الأول واهتدم الثاني:

«لو شئت قد نقع الفؤاد بمشرب ***يدع الحوائم لا يجدن غليلا»

«من ماء ذي رصف الفلاة ممنع ***يعلو أشم على الجبال طويلا »

معجم المصطلحات البلاغية وتطورها-أحمد مطلوب-صدر: 1403هـ/1983م


10-الأضداد لابن الأنباري (سواء)

16 - وسواء من الأَضْداد. يكون سواء غيرَ الشَّيء، ويكون سواء الشَّيء بعينه؛ فإِذا كانت بمَعْنَى غير قيل: الرجل سواءَك وسِواك وسُواك، إِذا كسرت السِّين أَو ضممتها قَصَرْت، وإِذا فتحتَها مددت؛ وأَنشد الفَرَّاءُ:

«كمالكٍ القُصَيِّرِ أَوْ كَبَرْزٍ *** سِوًى كالمُؤْخِراتِ من الضُّلُوعِ»

وأَمَّا الموضع الَّذي يكون فيه سواء نفس الشَّيْء، فمثل قول الأَعشى:

«تجانَفُ عن جَوِّ اليمامة ناقَتي *** ومَا عَدَلَتْ من أَهلها بسَوَائِكَا»

معناه: وما عدلت من أَهلها بك. قال أَبو بَكْر: هكذا رواه أَبو عُبيدة وفَسَّره. ورواه غيره: وما عَدَلَتْ عَن أَهْلها لسِوَاكَا

وقالوا: معناه لغيرك. ويُنشد في هذا المعنى أَيْضًا:

«أَتَانَا فَلضمْ نَعْدِلْ سِوَاهُ بغَيْرِهِ *** نبيٌّ أَتَى من عندِ ذي العرشِ صادقُ»

معناه: أَتانا فلن نعدِلْه، على هذا أَكثر النَّاس. ويقال فيه قولان آخران. وسواهُ: صلة للكلام، معناها التَّوكيد، كما قال عزَ وجلّ: لَيْسَ كَمِثْله شَيْءٌ، أَراد ليس كهو شيء؛ فأَكَّد بمِثْل، قال الشَّاعر:

«وَقَتْلي كمِثلِ جذُوعِ النَّخِيلِ *** يغْشَاهُمُ سَبَلٌ مُنْهَمِرْ»

أَراد كجذُوع النَّخيل. وقد تُكسر السِّين منه ويُقْصر، وهو بمَعْنَى النَّفس ومِثْل، قال الرَّاجِزُ:

«يا لَيْتَ شِعْرِي والمُنَى لا تَنْفَعُ *** هَلْ أَغْدُوَنْ يومًا وأَمري مُجْمَعُ»

«وتَحْتَ رَحْلِي زَفَيَانٌ مَيْلَعٌ *** كأَنَّها نائِحَةٌ تَفَجَّعُ»

تَبْكِي لمَيْتٍ وسِوَاهَا الموجَعُ

قال الأَصْمَعِيّ: سِواها نفْسها، ولو كان سواها غيرها لكان قد قَصَّر في صفة النَّاقة، وإِنَّما أَرادَ امرأَة تبكِي على حميمها، ولم يرد نائحةً مُسْتَأْجَرَة.

وتكون سواء بمَعْنَى حِذاء، حكى الفَرَّاءُ: زيدٌ سَواء عَمْرو، بمَعْنَى حذاء عَمْرو. وتكون سواء بمَعْنَى وَسَط، فتُفْتَحُ سِينُه فيمدّ، وتُكْسَر فيُقْصَر، قال الله عزَ وجلّ: فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ، فمعناه وسط السَّبيل، ومثله: فاعْتِلُوه إِلى سَوَاءِ الجَحِيمِ معناه في وسط الجحيم، قال حسَّان:

«يا وَيْحَ أَنْصَارِ النَّبِيِّ ورَهْطِهِ *** بَعْدَ المُغَيَّبِ في سَواءِ المُلْحَدِ»

وقالَ عيسى بن عمر: كتبتُ حتَّى انقطعَ سَوائِي. وقال الآخر:

«سُحَيْرًا وأَعْجازُ النُّجوم كأَنَّها *** صِوَارٌ تَدَلَّى من سواءِ أَمِيلِ»

وقالَ الله عزَ وجلّ: لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ ولا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى، فمعناه وسطًا بين الموضعين، وقال الشَّاعر:

«وإِنَّ أَبَانَا كانَ حَلَّ ببَلْدَةٍ *** سِوًى بَيْنَ قَيْسٍ قَيْسِ عَيْلانَ والفِرْزِ»

أَراد وَسَطا. وتكون سواء بمَعْنَى معتدل، وأَنشد الفَرَّاءُ:

«وليلٍ تَقُولُ القومُ من ظُلُماتِهِ *** سواءٌ صَحيحاتُ العُيونِ وعُورُها»

وقالَ ابن قَيْسِ الرُّقَيَّات:

«تَقَدَّتْ بيَ الشَّهْباءُ نحو ابنِ جَعْفَرٍ *** سَواءٌ عليها لَيْلُها ونَهَارُها»

الأضداد-أبو بكر، محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فَروة بن قَطَن بن دعامة الأنباري-توفي: 328هـ/940م


11-تاج العروس (غور)

[غور]: الغَوْرُ، بالفَتْح: القَعْرُ من كلِّ شيْ‌ءٍ وعُمْقُه وبُعْدُه. ورَجُلٌ بَعيدُ الغَوْرِ: أَي قَعِيرُ الرَّأْي جَيِّدُه. وفي الحديث؛ «أَنّه سَمع ناسًا يَذْكُرُون في القَدَر فقال: إِنَّكُمْ قد أَخَذْتُم في شِعْبَيْن بَعِيدَي الغَوْرِ»؛ أَي يَبْعُدُ أَنْ تُدْرِكُوا حَقِيقةَ عِلْمِه، كالمَاءِ الغائرِ الَّذِي لا يُقْدَر عليه. ومنه‌حَدِيثُ [الدعاء] «ومَنْ أَبْعَدُ غَوْرًا في الباطِلِ مِنّي؟» كالغَوْرَى، كسَكْرَى، ومنه‌حَدِيثُ طَهْفَةَ بنِ أَبي زُهَيْر النَّهْدِيّ، رضي ‌الله‌ عنه: «أَتَيْنَاكَ يا رَسُولَ الله مِنْ غَوْرَى تِهامَةَ بأَكْوارِ المَيْسِ، تَرْتَمِي بنا العِيسُ».

وغَوْرُ تِهَامَةَ: ما بَيْنَ ذاتِ عِرْق ـ مَنْزلٍ لحاجِّ العِرَاق وهو الحَدُّ بين نَجْد وتِهَامَةَ ـ إِلى البَحْرِ، وقيل: الغَوْرُ: تِهَامَةُ وما يَلِي اليَمَنَ. وقالَ الأَصمعيُّ: ما بَيْنَ ذاتِ عِرْقٍ إِلى البَحْرِ غَوْرُ تِهَامَةَ. وقال الباهِلِيُّ: كُلُّ ما انْحَدَر مَسِيلُه مُغَرِّبًا عن تِهَامَةَ فهو غَوْر.

والغَوْرُ: موضع مُنْخَفِضٌ بين القُدْسِ وحَوْرَانَ، مَسيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيّام في عَرْضِ فَرْسَخَيْن وفيه الكَثيبُ الأَحْمَرُ الذي دُفنَ في سَفْحِه سيّدنا مُوسَى الكَلِيمُ، عليه وعلى نَبيّنا أَفْضَلُ الصَّلاة والتَّسْلِيم، وقد تَشَرَّفْتُ بِزِيارَته.

والغَوْر: موضع بدِيارِ بني سُلَيم.

والغَوْر: أَيضًا ماءٌ لِبَنِي العَدَوِيّة.

والغَوْر: إِتْيَانُ الغَوْرِ، كالغُؤُورِ، كقُعُودٍ والإِغَارَةِ والتَّغْويرِ والتَّغَوُّرِ يُقَال: غارَ القَوْمُ غَوْرًا وغُورًا، وأَغارُوا، وغَوَّرُوا، وتَغَوَّرُوا: أَتَوا الغَوْرَ، قال جَرِيرٌ:

يا أُمَّ حَزْرَةَ ما رَأَيْنا مِثْلَكُمْ *** في المُنْجِدِينَ ولا بِغَوْرِ الغَائرِ

وقال الأَعْشَى:

نَبِيٌّ يَرَى ما لَا تَرَوْنَ، وذِكْرُهُ *** أَغارَ لَعَمْرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا

وقِيلَ: غارُوا وأَغارُوا: أَخَذُوا نَحْوَ الغَوْرِ. قال الفَرّاءُ: أَغارَ: لُغَةٌ في غَارَ. واحتجَّ بِبَيْتِ الأَعْشَى. قال صاحبُ اللِّسَان: وقد رُوِيَ بَيْتُ الأَعْشَى مَخْرُومَ النِّصف:

غارَ لَعْمرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا

وقال الجَوهَريُّ: غَارَ يَغُورُ غَوْرًا، أَيْ أَتَى الغَوْرَ، فهو غائرٌ، قال: ولا يُقَالُ: أَغارَ. وقد اخْتُلفَ في مَعْنَى قولِه:

أَغَارَ لَعَمْري في البِلاد وأَنْجَدَا

فقال الأَصمعيّ: أَغارَ، بمعْنَى أَسْرَعَ، وأَنْجَدَ؛ أَي ارْتَفَعَ، ولم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ ولا نَجْدًا. قال: ولَيْس عنده في إِتْيَان الغَوْر إِلّا غارَ. وزَعَمَ الفَرّاءُ أَنَّهَا لُغَةٌ، واحتجّ بهذا البَيْت. انتهى. قلْتُ: وقال ابنُ القَطَّاع في التهذيب: ورَوَى الأَصمعيّ:

أَغَامَ لَعَمْرِي في البلاد وأَنْجَدَا

وقال: لَوْ ثَبَتَت الرِّوَايَةُ الأُولَى لكان «أَغار» هاهنا بمعنى أَسْرَع، وأَنْجَدَ ارتفع، ولم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ ونَجْدًا. وليس يَجُوز عنده في إِتْيَان الغَوْر إِلّا غارَ. انتهى. قُلْتُ: وناسٌ يقولون: أَغارَ وأَنْجَدَ، فإِذَا أَفْرَدُوا قالوا: غارَ، كما قالُوا: هنَأَني الطَّعَامُ ومَرَأَنِي فإِذا أَفْرَدُوا قالُوا: أَمْرَأَني. وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: تقول: ما أَدْرِي: أَغارَ فلانٌ أَم مارَ. أَغَارَ: أَتَى الغَوْر. ومارَ: أَتَى نَجْدًا. وقال ابنُ الأَثير: يقال: غارَ: إِذا أَتَى الغَوْر، وأَغارَ أَيضًا، وهي لغةٌ قليلة.

والتَّغْوِيرُ: إِتْيَانُ الغَوْرِ. يُقَالُ: غَوَّرْنا وغُرْنَا، بمعنًى.

والغَوْرُ، أَيضًا: الدُّخُول في الشَّيْ‌ءِ، كالغُؤُور، كقُعُود، والغِيَار، ككِتَاب الأَخِيرَةُ عن سيبَوَيْه. ويُقَال: إِنَّك غُرْتَ في غَيْرِ مَغَارٍ؛ أَي دَخلْتَ في غيرِ مَدْخَل.

والغَوْرُ، أَيضًا: ذَهابُ الماءِ في الأَرْض، كالتَّغوير، يقال: غارَ الماءُ غَوْرًا وغُؤورًا وغَوَّرَ: ذَهَبَ في الأَرْض وسَفَلَ فيها. وقال ابنُ القَطَّاع: غاضَ. واقْتَصَرَ على المَصْدَر الأَوّل. وقال اللِّحْيَانِيُّ: غارَ الماءُ وغَوَّرَ: ذَهَبَ في العُيُون. والغَوْرُ: الماءُ الغائرُ، وَصْفٌ بالمصدر. وفي التَّنْزيل العزيز: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرًا} سَمّاه بالمَصْدَر، كما يُقَال: ماءٌ سَكْبٌ، وأُذُنٌ حَشْرٌ، ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ.

والغَوْرُ: المُطْمَئِنّ من الأَرْض، ومثل الكَهْف في الجَبَل كالسَّرَبِ، كالمَغارَة، والمَغَارِ، ويُضَمّان، والغَارِ وفي التنزيل العزيز: {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا}.

وغَارَتِ الشمسُ تَغُورُ غِيَارًا، بالكَسر، وغُؤورًا، بالضَّمّ، وغَوَّرَتْ: غابَتْ، وكذلك القَمَرُ والنُّجُومُ، قال أَبو ذُؤَيْب:

هَلِ الدَّهْرُ إِلّا لَيْلَةٌ ونَهَارُهَا *** وإِلَّا طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غِيَارُهَا

أَو الغارُ كالبَيْتِ في الجَبَل، قاله اللّحْيَانيّ، أَو المُنْخَفِضُ فيه، قاله ثَعْلَب، أَو كُلُّ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْض: غارٌ، قال الشاعرِ:

تَؤُمُّ سِنَانًا وكَمْ دُونَهُ *** من الأَرْضِ مُحْدَوْدِبًا غَارُهَا

أَو هو الجُحْرُ الذي يَأْوِي إِلَيْه الوَحْشيُّ، جٍ أَي الجَمْعُ من كلِّ ذلك، القَلِيلُ أَغْوَارٌ، عن ابنِ جِني، والكثيرُ غِيرَانٌ.

وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ.

والغارُ: ما خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أَعْلَى الفَمِ، أَو الأُخْدُودُ الذي بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ، أَو هو داخِلُ الفَمِ وقيل: غارُ الفَمِ: نِطْعاهُ في الحَنَكَيْن.

والغارُ: الجَمَاعَةُ من الناسِ. وقال ابنُ سِيدَه: الجَمْعُ الكَثِيرُ منَ النّاس.

والغارُ: وَرَقُ الكَرْمِ، وبه فَسَرَّ بعضُهُم قَوْلَ الأَخْطَل:

آلَتْ إِلى النِّصْفِ من كَلْفَاءَ أَثْأَفَها *** عِلْجٌ ولَثَّمهَا بالجَفْنِ والغَارِ

والغَارُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ. وقيل: شَجَرٌ عِظَامٌ له وَرَقٌ طِوَالٌ، أَطْوَلُ من وَرَق الخِلافِ، وحَمْلٌ أَصغَرُ من البُنْدُق، أَسْوَدُ القِشْرِ، له لُبٌّ يَقَع في الدَّواءِ، ووَرَقُه طَيِّبُ الرِّيح يقع في العِطْرِ، يُقَال لِثَمَرِه الدَّهْمَشْت، واحِدَتُه غَارَةٌ، ومنه دُهْن، الغَارِ، قال عَدِيُّ بن زَيد:

رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها *** تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغَارَا

والغَارُ: الغُبَارُ، عن كُرَاع.

والغَارُ بنُ جَبَلَةَ المُحَدِّث، هكذا ضَبَطَه البُخَاريّ، وقال: حَدِيثُه مُنْكَرٌ في طَلاقِ المُكْرَهِ. أَو هو بالزّايِ المعجمة، وهو قولُ غَيْرِ البخاريّ قلتُ: رَوَى عنه يَحْيَى الوُحَاظِيُّ وجماعَةٌ، وضَبَطَهُ الذَّهَبِيّ في الديوان، فقال: غازِي بنُ جَبَلَةَ، بزاي وياءٍ، وفيه: وقال البُخَارِيّ: الغارُ براءٍ.

والغَارُ: مِكْيَالٌ لأَهْلِ نَسَفَ، وهو مِائَةُ قَفيزٍ، نقله الصاغانيّ.

والغَارُ: الجَيْشُ الكثير، يقال: الْتَقَى الغَارَانِ؛ أَي الجَيْشَانِ. ومنه قولُ الأَحْنَفِ في انْصِراف الزُّبَيْرِ عن وَقْعَةِ الجَمَل: «وما أَصْنَعُ به أَنْ كَان جَمَعَ بَيْنَ غَارَيْنِ من الناسِ ثمّ تَرَكَهُمْ وذَهَبَ».

والغَارُ: لُغَةٌ في الغِيرَة، بِالكسر، يقال: فلانٌ شَديدُ الغارِ على أَهْله؛ أَي الغَيْرَة. وقال ابنُ القَطَّاع: غَارَ الرَّجُلُ على أَهله يَغَارُ غَيْرَةً وغارًا. وقال أَبو ذُؤَيْب، يُشَبِّه غَلَيَانَ القِدْرِ بصَخَبِ الضَّرائر:

لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّهَا *** ضَرَائِرُ حِرْمِيٍّ تَفاحَشَ غارُهَا

والغَارَانِ: الفَمُ والفَرْجُ، وقِيل: هُمَا البَطْنُ والفَرْجُ، ومنه قِيلَ: المَرْءُ يَسْعَى لِغَارَيْهِ، وهو مَجازٌ. قال الشَّاعرُ:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمٌ ولَيْلَةٌ *** وأَنَّ الفَتَى يَسْعَى لِغَارَيْهِ دائِبَا

قال الصاغانيّ: هكذا وَقَعَ في المُجْمَلِ والإِصلاحِ، وتَبِعَهُم الجوهَريُّ، والرِّوايَة «عانِيا» [والقافية يائيه] والشّعْرُ لزُهَيْرِ بنِ جَنابٍ الكَلْبِيّ.

وقالَ ابنُ سِيدَه: الغَارَانِ: العَظْمَان اللَّذَانِ فِيهما العَيْنَانِ.

وأَغَارَ الرَّجُلُ: عَجَّلَ في المَشْيِ وأَسْرَعَ؛ قالَهُ الأَصْمَعِيّ، وبه فسّر بَيت الأَعْشَى السابق.

وأَغارَ: شَدَّ الفَتْلَ، ومنه: حَبْلٌ مُغَارٌ: مُحْكَمُ الفَتْلِ، وشديدُ الغَارَةِ؛ أَي شَدِيدُ الفَتْلِ.

وأَغارَ: ذَهَبَ في الأَرْضِ، والاسمُ الغَارَة.

وأَغارَ على القَوْم غارَةً وإِغارَةً. دَفَعَ عليهم الخَيْلَ، وقِيل: الإِغَارَةُ المَصْدَرُ، والغَارَةُ الاسْمُ من الإِغَارَةِ على العَدُوّ. قال ابنُ سيدَه: وهو الصَّحِيح. وأَغارَ على العَدُوِّ يُغِيرُ إِغارَةً ومُغَارًا، كاسْتَغارَ.

وأَغارَ الفَرَسُ إِغَارَةً وغَارَةً: اشْتَدَّ عَدْوُهُ وأَسْرَعَ في الغَارَةِ وغَيْرِهَا، وفَرَسٌ مُغَارٌ: يُسْرِعُ العَدْوَ. وغَارَتُه: شِدَّةُ عَدْوِه. ومنه قولُه تعالَى: {فَالْمُغِيراتِ صُبْحًا}. قلتُ: ويُمْكن أَن يُفَسِّرَ به قَولُ الطِّرِمّاح السابقُ:

أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُغَارُ

وأَغارَ فُلانٌ بِبَنِي فُلانٍ: جاءَهُمْ ليَنْصُرُوهُ ويُغِيثُوهُ، وقد يُعَدَّى بإِلَى، فيُقَال: جاءَهُم ليَنْصُرَهُمْ أَو لِيَنْصُروه، قاله ابنُ القَطّاع.

ويُقَالُ: أَغارَ إِغَارَةَ الثَّعْلَبِ، إِذا أَسْرَع ودَفَعَ في عَدْوِه.

ومنه قَوْلُهُم في حَدِيثِ الحَجّ: «أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِير» أَي نَنْفِر ونُسْرِع إِلى النَّحْرِ ونَدْفَع للحِجَارَة. وقال يَعْقُوبُ: الإِغَارَةُ هنا: الدَّفْع؛ أَي نَدْفَعُ للنَّفْرِ. وقيل: أَرادَ: نُغِيرُ على لُحُومِ الأَضاحي، من الإِغَارَة: النَّهْب. وقيلَ: نَدْخُلُ في الغَوْرِ، وهو المُنْخَفِض من الأَرْض، على لُغَةِ من قال: أَغَارَ، إِذا أَتَى الغَوْرَ.

ورجلٌ مِغْوارٌ، بَيِّن الغِوَارِ، بكَسْرِهِمَا: مُقَاتِلٌ كَثِيرُ الغارَاتِ، وكذلك المُغَاوِرِ.

وغَارَهُم الله تعالى يَغُورُهُم ويَغِيرُهُم غِيَارًا: مَارَهم، وبخَيْرٍ: أَصَابَهُم بخصْب ومَطَرٍ وسَقَاهُم، وبرِزْق: أَتاهُم. وغَارَهُمْ أَيضًا: نَفَعَهُم قاله ابنُ القَطَّاع. والاسْمُ الغِيرَة بالكَسْرِ، يائيّة وواويّة، وسيُذْكر في الياءِ أَيضًا، وهو مَجازٌ.

وغارَ النَّهَارُ: اشْتَدَّ حَرُّه. ومنه: الغائرَةُ، قال ذُو الرُّمَّة:

نَزَلْنا وقد غارَ النَّهَارُ وأَوقَدَتْ *** عَلَيْنا حَصَى المَعْزاءِ شَمْسٌ تَنَالُهَا

ومن المَجَاز: اسْتَغْوَرَ الله تعالَى؛ أَي سَأَلَهُ الغِيرَةَ، بالكَسْر، أَنشد ثعلب:

فلا تَعْجَلَا واسْتَغْوِرَا الله إِنّه *** إِذَا الله سَنَّى عَقْدَ شَيْ‌ءٍ تَيَسَّرَا

ثم فَسَّره فقال: استَغْوِرَا، من الغِيرَة، وهي المِيرَة. قال ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ معناه اسْأَلُوا الخِصْبَ.

وقد غارَ لَهُمْ غِيارًا: مارَهُم ونَفَعهُم، وكذا غارَهُم غِيَارًا. ويقال: ذَهَبَ فلانٌ يَغِيرُ أَهلَه؛ أَي يَمِيرُهُم، ومن ذلك قولُهم: اللهُمَّ غُرْنَا، بكَسْرِ الغَيْنِ وضَمْها من يَغُور ويَغِيرُ، بِغَيْث. وكذا بخَيْر ومَطَرٍ: أَغِثْنا بِه وأَعْطنا إِيّاه واسْقِنا به، وسيُذْكَر في الياءِ أَيضًا.

والغَائرَةُ: القَائلَةُ، والغائِرَةُ: نِصْفُ النَّهَار، من قولهم: غارَ النَّهارُ، إِذا اشْتَدَّ حَرُّه.

والتَّغْويرُ: القَيْلُولَةُ. وغَوَّرَ تَغْوِيرًا: دَخَلَ فيه؛ أَي نِصْف النَّهَارِ. ويُقال أَيضًا: غَوَّرَ تَغْوِيرًا، إِذا نَزَلَ فِيه للقائِلَة. ومن سَجَعَات الأَساس: غَوَّرُوا [ساعَةً] ثُمّ ثَوَّرُوا. قال جَرِيرٌ:

أَنَخْنَ لتَغْوِير وقدْ وَقَدَ الحَصَى *** وقالَ النَّعُوسُ نَوَّرَ الصُّبْحُ فاذْهَبِ

وقال امْرُؤ القَيْسِ يَصف الكلابَ والثَّور:

وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغَضَا وتَرَكْنَه *** كقَرْمِ الهجَانِ الفادِرِ المُتَشَمِّسِ

وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: المُغَوِّر: النازلُ نِصْفَ النَّهَارِ هُنَيْهَةً ثمّ يَرْحَلُ.

ويُقَال أَيضًا: غَوَّر تَغْويرًا، إِذا نامَ فيه؛ أَي نِصْف النّهَار، كغارَ، ومنه‌حديثُ السائب، لمّا وَرَد على عُمَرَ رضي ‌الله‌ عنه بفَتْح نَهاوَنْدَ، قال: «وَيْحَك: ما وَرَاءَك؟

فو الله ما بِتُّ هذه اللَّيْلَةَ إِلَّا تَغْويرًا» يُريدُ النَّوْمَةَ القَليلَةَ التي تكون عند القائلَةِ. ومَنْ رَواه «تَغْريرًا» جَعَلَه من الغِرَار، وهو النَّوْمُ القَلِيلُ. ويُقَال أَيضًا: غَوَّر تَغْوِيرًا: سارَ فِيه، قال ابنُ شُمَيْل: التَّغْويرُ: أَنْ يَسِيرَ الراكِبُ إِلى الزَّوَال ثمَّ يَنْزل. وقال اللَّيْثُ: التَّغْوِيرُ: يكُونُ نُزُولًا لِلْقَائِلَةِ، ويكونُ سَيْرًا في ذلك الوَقْتِ، والحُجّةُ للنُّزُولِ قَولُ الرّاعِي:

ونَحْنُ إِلى دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ *** نَقِيسُ عَلَى الحَصَى نُطَفًا بَقِينَا

وقال ذُو الرُّمَّة في التَّغْوير، فجَعَلَه سَيْرًا:

بَرَاهُنَّ تَغْوِيرِي إِذا الآلُ أَرْفَلَتْ *** به الشَّمْسُ أُزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ

ورَواهُ أَبو عَمْرو: أَرْقَلَت؛ أَي حَرَّكَتْ.

وفَرَسٌ مُغَارٌ: شَديدُ المَفَاصِلِ.

واسْتَغَارَ الشَّحْمُ فِيه؛ أَي في الفَرَس: اسْتَطارَ وسَمِنَ؛ وفي كَلام المصنّف نَظَرٌ، إِذْ لم يَذْكُر آنِفًا الفرسَ حتّى يَرْجِعَ إِليه الضَّمِير كما تَراه، وأَحْسَنُ منه قَوْلُ الجوهريّ: اسْتَغارَ أَي سَمِنَ ودَخَل فيه الشَّحْمُ، وهو تفسيرٌ لقَوْلِ الرّاعِي:

رَعَتْه أَشْهُرًا وخَلَا عَلَيْهَا *** فطارَ النِّيُّ فيه واسْتَغارَا

ويُرْوَى: فسارَ النِّيُّ فيها؛ أَي ارْتَفَعَ. واسْتَغارَ؛ أَي هَبَطَ. وهذا كما يُقَال:

تَصَوَّبَ الحُسْنُ عَلَيْهَا وارْتَقَى

قال الأَزهريّ: معنى اسْتَغارَ في بَيْت الراعِي هذا؛ أَي اشْتَدَّ وصَلُبَ، يعني شَحْمَ الناقَةِ ولَحْمَها إِذا اكْتَنَز، كما يَسْتَغِيرُ الحَبْلُ إِذا أُغِيرَ؛ أَي اشْتَدَّ فَتْلُه. وقال بعضُهم: اسْتَغارَ شَحْمُ البَعيرِ، إِذا دَخَلَ جَوْفَه. قال: والقَوْلُ الأَوّلُ.

واسْتَغارَت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ: تَوَرَّمَتْ.

ومُغِيرَةُ، بضَمٍّ وتُكْسَرُ المِيمُ في لغَةِ بعضِهِم، وليس إِتْبَاعًا لحَرْف الحَلْق كشِعِير وبِعِير كما قِيلَ: اسمٌ.

ومنهم مُغِيرَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَخْنَسِ، هكذا في سائر النّسَخ، والمَعْرُوفُ عند المُحَدِّثِينَ أَنَّهُ مُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَس بن شَرِيق الثَّقَفِيّ، من بَنِي غِيَرَةَ بنِ عَوْفِ بنِ ثَقِيفٍ، حَليف بَنِي زُهْرَة، قُتِلَ يَوْمَ الدّارِ؛ كذا في أَنْسَاب ابنِ الكَلْبيّ. ومثْلُه معجَم ابن فَهْد، والتَّجْريد للذَّهَبِيّ. وفي بَعْضِ النُّسخ: «وابن الأَخْنَسِ» وهذا يَصِحّ لو أَنَّ هناكَ في الصَّحَابَة مَن اسْمُه مُغِيرَةُ بنُ عَمْرو، فَلْيُتَأَمَّل.

ومُغيرَةُ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المُطَّلِب، مشهورٌ بكُنْيَتِهِ، سَمّاه جماعةٌ، منهم الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار وابنُ الكَلْبِيّ، وقد وَهِمَ ابنُ عبدِ البَرِّ في الاسْتيعابِ هُنَا، فجَعَلَه أَخَا أَبِي سُفْيَانَ، فتَنَبَّهْ.

وفي الصَّحَابَةِ رَجُلٌ آخَر اسْمُه المُغِيرَةُ بنُ الحارِثِ الحَضْرَمِيُّ.

ومُغِيرة بنُ سَلْمانَ الخُزاعِيُّ، رَوَى عنه حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وحَدِيثُه في سُنَنِ النَّسَائيّ مُرْسَلٌ.

ومُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ بن مَسْعُودِ بنِ مُعتِّب الثَّقَفِيُّ، من بَني مُعَتِّبِ بنِ عَوْف، وهو مَشْهُور.

ومُغِيرَةُ بنُ نَوْفَل بنِ الحارث بنِ عبدِ المُطَّلِب، له روايَةٌ.

ومُغِيرَةُ بنُ أَبي ذِئْبٍ هِشَام بنِ شُعْبَةَ القُرَشِيّ العامِرِيّ، وُلِدَ عامَ الفَتْح، ورَوَى عَنْ عُمَرَ، وهو جَدُّ الفَقِيه محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحْمن بنِ المُغِيرَةِ بن أَبي ذِئْب المَدَنِيُّ: صَحَابيُّونَ، رضي ‌الله‌ عنهم. وفاتَهُ من الصَّحَابَةِ مُغِيرَةُ بنُ رُوَيْبَة رَوَى عنه أَبو إِسْحَاقَ، خَرَّج له ابنُ قانِع؛ ومُغيرَةُ بنُ شِهَاب المَخْزُومِيّ، قيل: إِنّه وُلدَ سنة اثْنَتَيْنِ من الهِجْرَة. وفي المُحَدِّثِين خَلْقٌ كثيرٌ اسْمُهُم المُغِيرَة.

والغَوْرَةُ: الشَّمْسُ، عن ابن الأَعرابيّ. ومنه قولُ امرأَةٍ من العَرَبِ لِبِنْت لها: «هِيَ تَشْفِينِي من الصَّوْرة، وتَسْتُرُني من الغَوْرَة». وقد تَقَدَّم أَيضًا في الصاد.

والغَوْرَةُ: الغائرَة، وهي القائِلَةُ، نقله الصاغانيّ.

والغَوْرَةُ: موضع بناحِيَةِ السَّمَاوةِ.

وغُورَةُ، بالضَّمّ: قرية عندَ بابِ هَرَاةَ، وهو غُورَجِيٌّ، على غَيْرِ قِيَاس قاله الصاغانيّ. وإِليها نُسِبَ الإِمامُ أَبو بَكْر أَحمدُ بنُ عبدِ الصَّمَد، [روى] عن عبدِ الجَبّارِ بن مُحَمّد بن أَحْمَدَ الجَرّاحِيّ الغُورَجِيّ، رَاوِيَةُ سُنَنِ التِّرْمِذِيّ، حَدّثَ عنه أَبو الفَتْحِ عبدُ المَلِك بن [أَبي] سَهْل الكَرُوخِيّ، وتُوُفِّيَ، سنة 481.

والغُورُ، بلا هاءٍ: ناحيَةٌ مُتَّسِعة بالعَجَم، وإِليها نُسِبَ السُّلْطَانُ شِهَابُ الدِّين الغُورِيّ وآلُ بَيْتِه مُلُوكُ الهِنْدِ ورُؤساؤهَا. وقال ابنُ الأَثِيرِ: هي بلادٌ في الجِبَال بخُرَاسانَ، قَريبةٌ من هَرَاةَ. ومنها أَبو القَاسِمِ فارسُ بنُ محمّدِ بنِ مَحْمُود الغُورِيّ، حَدَّثَ عن الباغَنْديّ.

والغُورُ أَيضًا: مِكْيَالٌ لأَهلِ خُوَارَزْمَ وهو اثْنا عَشَرَ سُخًّا والسُخُّ: أَربعةٌ وعِشْرُونَ مَنًّا؛ كذا نقله الصاغانيّ.

وتغَاوَرُوا: أَغارَ بَعْضُهُم على بَعْض وكذا غاوَرُوا مُغَاوَرَةً.

والغُويْرُ، كزُبَيْر: ماءٌ، معروف معروفٌ لِبَنِي كَلْب بن وَبْرَةَ، بناحِيَةِ السَّمَاوَةِ، ومنه قولُ الزَّبّاءِ، تَكَلّمَتْ به لَمّا وَجَّهَتْ قَصِيرًا اللَّخْمِيّ بالعِيرِ إِلى العِرَاق لِيَحْمِلَ لها من بَزِّه، وكان قَصِيرٌ يَطْلُبُها بثَأْرِ جَذِيمَةَ الأَبْرَشِ، فحَمَّلَ الأَجْمَالَ صَنَادِيقَ فيهَا الرِّجَالُ والسَّلاحُ، ثمّ تَنكّبَ قَصيرّ بالأَجْمَال، هكذا بالجِيم جَمْع جَمَل، كسَبَب واسْبَاب، الطَريقَ المَنْهَجَ، وعَدَلَ عن الجادَّة المَأْلْوفَةِ، وأَخَذَ على الغُوَير، هذا الماءِ الذي لبَنِي كَلْب، فأَحسَّتْ بالشَّرِّ، وقالتْ:

عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسًا

جَمْع بَأْسٍ؛ أَي عَسَاه أَنْ يَأْتيَ بالبَأْسِ والشّرّ، ومَعْنَى عَسَى هنا مذكورٌ في مَوْضِعه. قال أَبو عُبَيْد: هكذا أَخْبَرَنِي ابنُ الكَلْبِيّ. وقال ثعلب: أُتِيَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ فقال:

عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا

أَي عَسَى الرِّيبَةُ مِنْ قِبَلِكَ. وقال ابنُ الأَثيرُ: هذا مَثَلٌ قَدِيم يقال عند التُّهَمَة، ومعناه رُبَّما جاءَ الشَّرُّ من مَعْدِنِ الخَيْر، وأَرادَ عُمَرُ بالمَثَل لَعَلَّكَ زَنَيْتَ بأُمِّه وادَّعَيْتَهُ لَقِيطًا، فشَهِدَ له جَمَاعَةٌ بالسَّتْرِ فَتَرَكَه. زادَ الأَزهريّ: فقال عُمَرُ حينئذٍ: هُوَ حُرٌّ، ووَلاؤُه لَكَ. وقال أَبو عُبَيْد: كأَنَّه أَرادَ:

عَسَى الغُوَيْرُ أَنْ يُحْدِثَ أَبْؤُسًا، وأَنْ يَأْتيَ بأْبؤُس. قال الكُمَيتُ:

قالُوا: أَساءَ بنو كُرْز فقُلْتُ لهم: *** عَسَى الغُوَيْرُ بإِبْآسٍ وإِغْوارِ

أَو هُوَ؛ أَي الغُوَيْرُ في المَثَل تَصْغِيرُ غارٍ، لأَنّ أُناسًا كانُوا في غارٍ فانْهَارَ عَلَيْهم، أَو أَتاهُمْ فيه عَدُوٌّ فقَتَلُوهُم فيه، فصارَ مَثَلًا لكلِّ ما يُخافُ أَنْ يَأْتِيَ منه شَرٌّ، ثمّ صُغِّر الغارُ فقِيلَ غُوَيْرٌ. وهذا قول الأَصمعيّ.

وغَارَهُمْ يَغُورُهُمْ ويَغِيرُهُم: نَفَعَهُم.

واغْتَارَ: امْتَارَ وانْتَفَعَ.

واسْتَغَارَ هَبَطَ أَو أَرادَ هُبُوطَ أَرضٍ غَوْرٍ وهذا الأَخِير نقله الصَّاغانيُّ، وهو المُسْتَغِير.

والغَوَارَةُ، كسَحَابة: قرية بجَنْبِ الظَّهْرَانِ نقله الصاغانيّ.

وغُورِينُ، بالضَّمّ: أَرضٌ، نقله الصاغَانيّ.

وغُورِيَانُ، بالضمّ أَيضًا: قرية بمَرْوَ نقله الصاغانيّ.

وذُو غَاوَرَ، كهَاجَر رجلٌ من بَنِي أَلْهانِ بن مالكٍ أَخي هَمْدانَ بن مالِك.

والتَّغْوِيرُ: الهَزيمَةُ والطَّرْدُ. وقد غَوَّرَ تَغْويرًا.

والغَارَة: السُّرَّةُ نقله الصاغانيّ، كأَنّهَا لِغُؤُورِهَا.

والغِوَر، كعِنَبٍ: الدِّيَةُ. لغةٌ في الغِيَرِ، باليَاءِ، يُقَال: غارَ الرّجُلَ يَغُورُه ويَغِيرُه، إِذا أَعْطَاه الغِيَرَة، والغِوَرَة، وهي الدِّيَةُ؛ رواه ابنُ السكّيت في الوَاو والياءِ، وسيُذْكر في الياءِ أَيضًا.

* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

أَغارَ صِيتُه، إِذا بَلَغَ الغَوْرَ. وبه فَسَّرَ بَعْضٌ بَيْتَ الأَعْشَى السابِقَ.

والتَّغْوِيرُ: إِتْيَانُ الغَوْرِ. يُقَال: غَوَّرْنا وغُرْنا، بمَعْنًى.

وقال الأَصمعيّ: غارَ الرَّجُلُ يَغُورُ، إِذا سارَ في بلاد الغَوْرِ، هكذا قال الكسَائيّ.

وغارَ الشَّيْ‌ءَ: طَلَبَهُ. يُقَال: غُرْتَ في غَيْرِ مَغارٍ؛ أَي طَلَبْتَ في غير مَطْلَب.

وأَغارَ عَيْنَه، وغارَتْ [عَيْنُه] تَغُورُ غَوْرًا وغُؤُورًا، وغَوَّرَتْ: دَخَلَتْ في الرَّأْس.

وغارَتْ تَغَارُ، لُغَةٌ فيه. وقال ابنُ أَحْمَر.

وسائلَةٍ بظَهْرِ الغَيْبِ عَنّي *** أَغارَتْ عَيْنُه أَمْ لَمْ تَغَارَا؟

والغَوِيرُ، كأَمِيرٍ: اسمٌ من أَغارَ غارَةَ الثّعْلَب. قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة:

بساقٍ إِذَا أُولَى العَدِيِّ تَبَدَّدُوا *** يُخَفِّض رَيْعَانَ السُّعَاةِ غَوِيرُهَا

والغَارَةُ: الخَيْلُ المُغِيرَة، قال الكُمَيْت بنُ مَعْرُوف:

ونَحْنُ صَبَحْنَا آلَ نَجْرانَ غَارَةً *** تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادسَا

يقولُ: سَقَيْنَاهُم خَيْلًا مُغِيرَةً.

وغَاوَرَوهُم مُغاوَرَةً: أَغارُوا، بعضُهم على بَعْض. ومنه‌حَدِيثُ قَيْس بنِ عاصم: «كنتُ أُغَاوِرُهم في الجاهِليَّة».

والمَغَاوِرُ، كمَسَاجِدَ، في قَوْل عَمْرو بن مُرَّةَ:

وبَيْض تَلَالا في أَكُفِّ المَغَاوِرِ

يحتَمِل أَنْ يكونَ جَمْعَ مُغَاوِر بالضمّ، أَو جَمْعَ مِغْوار بالكَسْر بحَذْف الأَلِف أَو حَذْف الياءِ من المَغَاوِير.

والمُغَارُ، بالضّمّ: مَوْضِع الغَارَة، كالمُقَام موضع الإِقَامَة. ومنه‌حَدِيثُ سَهْل: «فَلَمّا بَلَغْنا المُغَارَ اسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي» وهي الإِغَارَةُ نَفْسُهَا أَيضًا، قاله ابنُ الأَثير. وقومٌ مَغَاوِيرُ. وخَيْلٌ مغِيرَةٌ، بضَمّ المِيمِ وَكَسْرِها.

وفَرَسٌ مِغْوَارٌ سَريع. وقال اللّحْيَانيّ: شَدِيدُ العَدْوِ، والجمْع مَغاوِيرُ، قال طُفَيْلٌ:

عَناجِيجُ من آلِ الوَجيهِ ولاحِقٍ *** مَغَاوِيرُ فِيهَا للأَرِيبِ مُعَقَّبُ

وقال اللَّيْثُ: فَرَسٌ مُغَارٌ، بالضّمّ: شَدِيدُ المَفَاصِل. قال الأَزهريّ: معناهُ شِدَّةُ الأَسْرِ، كأَنَّه فُتِلَ فَتْلًا. قلتُ: وهو مَجَازٌ. وبه فَسَّرَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ بَيْتَ الطِّرِمّاح السابق:

أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكَضِ المُغَارُ

كذا نَقَلَه شَيْخُنَا من «أَحَاسِن الكَلام ومَحَاسِن الكِرَام لابْنِ النُّعْمَان بَشيرِ بنِ أَبي بَكْر الجَعْفَرِيِّ التِّبْرِيزيّ.

والغَارَةُ: النَّهْبُ، وأَصْلُهَا الخيْلُ المُغِيرَة. وقال امْرُؤ القَيْس:

وغَارَةُ سِرْحَانٍ وتِقْرِيبُ تَتْفُلِ

وغَارَتُه: شِدَّة عَدْوِهُ.

وقال ابنُ بُزُرْج: غَوَّر النَّهَارُ، إِذا زالَت الشَّمْسُ، وهو مجاز.

والإِغارَةُ: شِدَّة الفَتْلِ. وحَبْلٌ مُغَارٌ: مُحْكَمُ الفَتْل.

وشديدُ الغَارَةِ؛ أَي شَدِيدُ الفَتْلِ. فالإِغَارَةُ مصدرٌ حقيقيّ، والغَارَةُ اسمٌ يَقُومُ مَقَامَ المَصْدَر.

واسْتَغَارَ: اشْتَدَّ وصَلُبَ واكْتَنَزَ.

والمُغِيرِيَّة: صِنْفٌ من الخَوَارِج السَّبَئِيَّةَ نُسِبُوا إِلى مُغِيرَةَ بنِ سَعِيدٍ، مَوْلَى بَجِيلَة. زاد الحافظ: المَقْتُول على الزَّنْدَقَة. قلتُ: وقال الذَّهَبيّ في الدّيوان: حَكَى عنه الأَعْمَشُ أَنَّ عَلِيًّا كان قادرًا عَلَى إِحْيَاءِ المَوْتَى؛ أَحْرَقُوه بالنَّارِ.

وأَغَارَ فُلانٌ أَهْلَه؛ أَي تَزَوَّجَ عَلَيْهَا؛ حكاه أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصمعيّ.

والغَارُ: مَوْضعٌ بالشَّأْم.

وغَارُ حِرَاءٍ وغارُ ثَوْر: مَشْهُورانِ.

وغَارَ في الأُمُور: أَدَقَّ النَّظَرَ، كأَغَارَ، ذكرَهُ ابنُ القَطّاع، وهو مَجازٌ. ومنه عَرَفْتُ غَوْرَ هذا المَسْأَلةِ. وفُلانٌ بَعِيدُ الغَوْر: مُتَعَمِّقُ النَّظَرِ. وهو بَحْرٌ لا يُدْرَك غَوْرُه.

والمُغيرِيُّون: بَطْنٌ منْ مَخْزُوم، وهُمْ بَنُو المُغيرَةِ بنِ عَبْد الله بنِ عُمَرَ بن مَخْزُوم. قال عُمَرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ منْهُم، يَعْني نَفْسَه:

قِفِي فانْظُري يَا أَسْمَ هَلْ تَعْرفينَهُ *** أَهذا المُغِيرِيُّ الَّذِي كان يُذُكَرُ

ويقال: بُنِيَ هذا البَيْتُ على غائِرَةِ الشَّمْسِ إِذا ضُرِبَ مُسْتَقْبِلًا لمَطْلَعِهَا، وهو مَجَازٌ.

وفارِسُ بنُ مُحَمّدِ بن مَحْمُودِ بن عيسَى الغُوريّ، بالضَّمِّ: حَدَّثَ عن البَاغَنْدِيّ. ووَلَدُه أَبو الفَرَج محمّدُ بنُ فارِسِ بن الغُورِيّ حَدَّثَ. وأَبو بَكْرٍ محمّدُ بنُ مُوسَى الغُورِيّ، ذكره المالِينِيّ. وحُسَامُ الدِّين الغُورِيُّ قاضِي الحَنَفِيَّة بمصر، ذُكِرَ أَنه نُسِبَ إِلى جَبَل بالتُّرْك.

والغَوْرُ، بالفَتْح: نَاحِيَةٌ واسِعَة، وقَصَبَتُهَا بَيْسَانُ.

وذاتُ الغَار: وَادٍ بالحِجازِ فَوْق قَوْرَانَ.

تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م


12-لسان العرب (غور)

غور: غَوْرُ كلِّ شَيْءٍ: قَعْرُه.

يُقَالُ: فُلَانٌ بَعِيدُ الغَوْر.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه سَمِع نَاسًا يَذْكُرُونَ القَدَرَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ قَدْ أُخذتم فِي شِعْبَين بَعيدَي الغَوْرِ»؛ غَوْرُ كُلِّ شَيْءٍ: عُمْقه وبُعْده، أَي يَبْعُدأَن تُدْرِكُوا حقيقةَ عِلْمِهِ كَالْمَاءِ الغائرِ الَّذِي لَا يُقْدَر عَلَيْهِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ: " وَمَنْ أَبْعَدُ غَوْرًا فِي الْبَاطِلِ مِنِّي.

وغَوْرُ تهامةَ: مَا بَيْنَ ذَاتِ عرْق والبحرِ وَهُوَ الغَوْرُ، وَقِيلَ: الغَوْرُ تهامةُ وَمَا يَلِي اليمنَ.

قَالَ الأَصمعي: مَا بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ إِلَى الْبَحْرِ غَوْرٌ وَتِهَامَةُ.

وَقَالَ الْبَاهِلِيُّ: كُلُّ مَا انْحَدَرَ مَسِيلُهُ، فَهُوَ غَوْرٌ.

وغارَ القومُ غَوْرًا وغُؤُورًا وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا: أَتَوا الغَوْرَ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

يَا أُمَّ حزْرة، مَا رأَينا مِثْلَكم ***فِي المُنْجدِينَ، وَلَا بِغَوْرِ الغائِرِ

وَقَالَ الأَعشى:

نَبيّ يَرَى مَا لَا تَرَون، وذِكْرُه ***أَغارَ، لَعَمْري، فِي الْبِلَادِ وأَنْجدا

وَقِيلَ: غارُوا وأَغاروا أَخذوا نَحْوَ الغَوْر.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَغارَ لُغَةٌ بِمَعْنَى غارَ، وَاحْتَجَّ بِبَيْتِ الأَعشى.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَقَدْ رُوِيَ بيتُ الأَعشى مخروم النِّصْفِ: غارَ، لَعَمْرِي، فِي الْبِلَادِ وأَنْجَدا "وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: غارَ يَغُورُ غَوْرًا أَي أَتى الغَور، فَهُوَ غائِرٌ.

قَالَ: وَلَا يُقَالُ أَغارَ؛ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: " أَغار، لعمرِي، فِي الْبِلَادِ وأَنجدا "فَقَالَ الأَصمعي: أَغارَ بِمَعْنَى أَسرع وأَنجد أَي ارْتَفَعَ وَلَمْ يُرِدْ أَتى الغَوْرَ وَلَا نَجْدًا؛ قَالَ: وَلَيْسَ عِنْدَهُ فِي إِتْيَانِ الغَوْر إِلَّا غارَ؛ وَزَعَمَ الْفَرَّاءُ أَنها لُغَةٌ وَاحْتَجَّ بِهَذَا الْبَيْتِ، قَالَ: وناسٌ يَقُولُونَ أَغارَ وأَنجد، فإِذا أَفْرَدُوا قَالُوا: غارَ، كَمَا قَالُوا: هَنَأَني الطعامُ ومَرَأَني، فإِذا أَفردوا قَالُوا: أَمْرَأَنِي.

ابْنُ الأَعرابي: تَقُولُ مَا أَدري أَغارَ فلانٌ أَم مَارَ؛ أَغارَ: أَتَى الغَوْرَ، ومارَ: أَتَى نَجْدًا.

وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه أَقطع بلالَ بنَ الْحَرْثِ مَعادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَوْرِيَّها»؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الغَورُ مَا انْخَفَضَ مِنَ الأَرض، والجَلْسُ مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا.

يُقَالُ: غارَ إِذَا أَتى الغَوْرَ، وأَغارَ أَيضًا، وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ؛ وَقَالَ جَمِيلٌ:

وأَنتَ امرؤٌ مِنْ أَهل نَجْدٍ، وأَهْلُنا ***تِهامٌ، وَمَا النَّجْدِيّ والمُتَغَوّرُ؟

والتَّغْوِيرُ: إِتْيَانُ الغَوْر.

يُقَالُ: غَوَّرْنا وغُرْنا بِمَعْنًى.

الأَصمعي: غارَ الرجلُ يَغُورُ إِذَا سارَ فِي بِلَادِ الغَورِ؛ هَكَذَا قَالَ الْكِسَائِيُّ؛ وأَنشد بَيْتَ جَرِيرٍ أَيضًا: " فِي المنْجِدينَ وَلَا بِغَوْر الْغَائِرِ "وغارَ فِي الشيء غَوْرًا وغُؤورًا وغِيارًا، عَنْ سِيبَوَيْهِ: دَخَلَ.

وَيُقَالُ: إِنَّكَ غُرْتَ فِي غَيْرِ مَغارٍ؛ مَعْنَاهُ طَلَبْتَ فِي غَيْرِ مطْلَبٍ.

وَرَجُلٌ بَعِيدُ الغَوْرِ أَي قَعِيرُ الرأْي جيّدُه.

وأَغارَ عَيْنَه وغارَت عينُه تَغُورُ غَوْرًا وغُؤورًا وغَوَّرَتْ: دَخَلَتْ فِي الرأْس، وغَارت تَغارُ لُغَةٌ فِيهِ؛ وَقَالَ الأَحمر:

وَسَائِلَةٍ بظَهْر الغَيْبِ عَنِّي: ***أَغارَت عينُه أَم لَمْ تَغارا؟

وَيُرْوَى:

ورُبَّتَ سائلٍ عنِّي خَفِيٍّ: ***أَغارت عينهُ أَمْ لَمْ تَغارا؟

وَغَارَ الماءُ غَوْرًا وغُؤورًا وغَوَّرَ: ذَهَبَ فِي الأَرض وسَفَلَ فِيهَا.

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: غارَ الماءُ وغَوَّرَ ذَهَبَ فِي الْعُيُونِ.

وماءٌ غَوْرٌ: غَائِرٌ، وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْرًا}؛ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ، كَمَا يُقَالُ: ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌوَدِرْهَمٌ ضَرْبٌ أَي ضُرب ضَرْبًا.

وغارَت الشمسُ تَغُور غِيارًا وغُؤورًا وغَوَّرت: غَرَبَتْ، وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ وَالنُّجُومُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلةٌ ونَهارُها، ***وَإِلَّا طلُوع الشَّمْسِ ثُمَّ غِيارُها؟

والغارُ: مَغارةٌ فِي الْجَبَلِ كالسَّرْب، وَقِيلَ: الغارُ كالكَهْف فِي الْجَبَلِ، وَالْجَمْعُ الغِيرانُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ شِبْهُ الْبَيْتِ فِيهِ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ الْمُنْخَفِضُ فِي الْجَبَلِ.

وَكُلُّ مُطْمَئِنٍ مِنَ الأَرض: غارٌ؛ قَالَ:

تؤمُّ سِنانًا، وَكَمْ دُونه ***مِنَ الأَرض مُحْدَوْدِبًا غارُها

والغَوْرُ: الْمُطْمَئِنُ مِنَ الأَرض.

والغارُ: الجُحْرُ الَّذِي يأْوي إِلَيْهِ الْوَحْشِيُّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ، الْقَلِيلُ: أَغوارٌ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي، والكثيرُ: غِيرانُ.

والغَوْرُ: كَالْغَارِ فِي الْجَبَلِ.

والمَغارُ والمَغارةُ: كالغارِ؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلًا}؛ وَرُبَّمَا سَمَّوْا مكانِسَ الظِّبَاءِ مَغارًا؛ قَالَ بِشْرٌ:

كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمةٍ عَلَيْهَا ***كَوانِس، قَالِصًا عَنْهَا المَغارُ

وَتَصْغِيرُ الغارِ غُوَيْرٌ.

وغارَ فِي الأَرض يَغُورُ غَوْرًا وغُؤورًا: دَخَلَ.

والغارُ: مَا خَلْفَ الفَراشة مِنْ أَعلى الْفَمِ، وَقِيلَ: هُوَ الأُخدود الَّذِي بَيْنَ اللَّحْيين، وَقِيلَ: هُوَ دَاخِلُ الْفَمِ، وَقِيلَ: غارُ الْفَمِ نِطْعاه فِي الْحَنَكَيْنِ.

ابْنُ سِيدَهْ: الغارانِ العَظْمان اللَّذَانِ فِيهِمَا الْعَيْنَانِ، والغارانِ فمُ الإِنسان وفرجُه، وَقِيلَ: هُمَا الْبَطْنُ وَالْفَرْجُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: الْمَرْءُ يَسْعَى لِغارَيْه؛ وَقَالَ:

أَلم تَرَ أَنَّ الدهْرَ يومٌ وَلَيْلَةٌ، ***وأَنَّ الفتَى يَسْعَىْ لِغارَيْهِ دَائِبَا؟

والغارُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ.

ابْنُ سِيدَهْ: الغارُ الْجَمْعُ الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ، وَقِيلَ: الْجَيْشُ الْكَثِيرُ؛ يُقَالُ: الْتَقَى الْغَارَانِ أَي الْجَيْشَانِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَحْنَفِ فِي انْصِرَافِ الزُّبَيْرِ عَنْ وَقْعَةِ الْجَمَلِ: وَمَا أَصْنَعُ بِهِ إِنْ كَانَ جَمَعَ بَيْنَ غارَيْنِ مِنَ النَّاسِ ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَذَهَبَ؟ والغارُ: وَرَقُ الكَرْمِ؛ وَبِهِ فَسَّرَ بَعْضُهُمْ قَوْلَ الأَخطل:

آلَتْ إِلَى النِّصف مِنْ كَلفاءَ أَترَعَها ***عِلْجٌ، ولَثَّمها بالجَفْنِ والغارِ

والغارُ: ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ، وَقِيلَ: شَجَرٌ عِظَامٌ لَهُ وَرَقٌ طِوَالٌ أَطول مِنْ وَرَقِ الخِلاف وحَمْلٌ أَصغر مِنَ الْبُنْدُقِ، أَسود يُقَشَّرُ لَهُ لُبٌّ يَقَعُ فِي الدَّوَاءِ، ورقُه طَيِّبُ الرِّيحِ يَقَعُ فِي العِطر، يُقَالُ لِثَمَرِهِ الدَّهْمَشْتُ، وَاحِدَتُهُ غارةٌ، وَمِنْهُ دُهْنُ الغارِ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها، ***تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ وَالْغَارَا

اللَّيْثُ: الغارُ نَبَاتٌ طَيِّبُ الرِّيحِ عَلَى الوُقود، وَمِنْهُ السُّوس.

وَالْغَارُ: الْغُبَارُ؛ عَنْ كُرَاعٍ.

وأَغارَ الرجلُ: عَجِلَ فِي الشَّيْءِ وَغَيَّرَهُ.

وأَغار فِي الأَرض: ذَهَبُ، وَالِاسْمُ الْغَارَةُ.

وعَدَا الرجلُ غارةَ الثَّعْلَبِ أَي مِثْلَ عَدْوِه فَهُوَ مَصْدَرٌ كالصَّماء، مِنْ قَوْلِهِمُ اشْتَملَ الصَّماءَ؛ قَالَ بِشْرُ بْنُ أَبي خَازِمٍ:

فَعَدِّ طِلابَها، وتَعَدَّ عَنْهَا ***بِحَرْفٍ، قَدْ تُغِيرُ إِذَا تَبُوعُ

وَالِاسْمُ الغَويِرُ؛ قال ساعدة يبن جُؤَيَّةَ:

بَساقٍ إِذَا أُولى العَديِّ تَبَدَّدُوا، ***يُخَفِّضُ رَيْعانَ السُّعاةِ غَوِيرُها

والغارُ: الخَيْل المُغِيرة؛ قَالَ الْكُمَيْتُ بْنُ مَعْرُوفٍ:

ونحنُ صَبَحْنا آلَ نَجْرانَ غَارَةً: ***تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادِسا

يَقُولُ: سَقَيْنَاهُمْ خَيْلًا مُغِيرة، وَنَصَبَ تَمِيمَ بْنَ مُرٍّ عَلَى أَنه بَدَلٌ مِنْ غَارَةٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَا يَصِحُّ أَن يَكُونَ بَدَلًا مِنْ آلِ نَجْرَانَ لِفَسَادِ الْمَعْنَى، إِذ الْمَعْنَى أَنهم صَبَحُوا أَهلَ نَجْرَانَ بِتَمِيمِ بْنِ مُرٍّ وَبِرِمَاحِ أَصحابه، فأَهل نَجْرَانَ هُمُ الْمَطْعُونُونَ بِالرِّمَاحِ، وَالطَّاعِنُ لَهُمْ تَمِيمٌ وأَصحابه، فَلَوْ جَعَلْتَهُ بَدَلًا مِنْ آلِ نَجْران لَانْقَلَبَ الْمَعْنَى فَثَبَتَ أَنها بَدَلٌ مِنْ غَارَةَ.

وأَغار عَلَى الْقَوْمِ إِغارَةً وغارَةً: دَفَعَ عَلَيْهِمُ الْخَيْلَ، وَقِيلَ: الإِغارة الْمَصْدَرُ وَالْغَارَةُ الِاسْمُ مِنَ الإِغارة عَلَى الْعَدُوِّ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ.

وتغاوَرَ الْقَوْمُ: أَغار بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.

وغاوَرَهم مُغاورة، وأَغار عَلَى الْعَدُوِّ يُغير إِغارة ومُغارًا.

وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ دَخَلَ إِلَى طعامٍ لَمْ يُدْعَ إِليه دَخل سَارِقًا وَخَرَجَ مُغيرًا»؛ المُغير اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أَغار يُغير إِذا نَهَب، شبَّه دُخوله عَلَيْهِمْ بدُخول السَّارِقِ وخروجَه بمَن أَغارَ عَلَى قَوْمٍ ونَهَبَهُم.

وَفِي حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ: «كُنْتُ أُغاوِرُهم فِي الْجَاهِلِيَّةِ»أَي أُغِير عَلَيْهِمْ ويُغِيرُون عَلَيَّ، والمُغاورَة مُفاعلة؛ وَفِي قَوْلِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ: " وَبَيْضٌ تَلالا فِي أَكُفِّ المَغاوِرِ المَغاوِرُ، بِفَتْحِ الْمِيمِ: جمعُ مُغاوِر بِالضَّمِّ، أَو جَمْعُ مِغْوار بِحَذْفِ الأَلف أَو حذْفِ الْيَاءِ مِنَ المَغاوِير.

والمِغْوارُ: المبالِغُ فِي الْغَارَةِ.

وَفِي حَدِيثِ سَهْلٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «بَعثَنا رسولُ اللَّهِ» صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزارةٍ فَلَمَّا بَلَغْنا المُغارَ اسْتَحْثَثْتُ فرَسِي، قَالَ ابْنُ الأَثير: المُغارُ، بِالضَّمِّ، مَوْضِعُ الغارةِ كالمُقامِ مَوْضِعُ الإِقامة، وَهِيَ الإِغارةُ نَفْسُهَا أَيضًا.

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: «قَالَ يومَ الْجَمَلِ: مَا ظَنُّكَ بامرئٍ جمعَ بَيْنَ هَذَيْنِ الغارَيْنِ؟»أَي الجَيشين؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا أَخرجه أَبو مُوسَى فِي الْغَيْنِ وَالْوَاوِ؛ وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَيْنِ وَالْيَاءِ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الأَحْنَف وَقَوْلَهُ فِي الزُّبَيْرِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: والجوهري ذَكَرَهُ فِي الْوَاوِ، قَالَ: والواوُ والياءُ مُتَقَارِبَانِ فِي الِانْقِلَابِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ فِتْنة الأَزْدِ: " ليَجْمعا بَيْنَ هَذَيْنِ الغارَيْن.

والغَارَةُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ الْخَيْلِ إِذا أَغارَتْ.

وَرَجُلٌ مِغْوار بَيِّنُ الغِوار: مُقَاتِلٌ كَثِيرُ الغاراتِ عَلَى أَعدائِه، ومُغاورٌ كَذَلِكَ؛ وقومٌ مَغاوِيرُ وَخَيْلٌ مغيرةٌ.

وفرسٌ مِغْوارٌ: سَرِيعٌ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: فرسٌ مِغوارٌ شَدِيدُ العَدْوِ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:

عَناجِيج مِنْ آلِ الوَجِيه، ولاحِقٍ، ***مَغاويرُ فِيهَا للأَريب مُعَقَّبُ

اللَّيْثُ: فَرَسٌ مُغارٌ شَدِيدُ الْمَفَاصِلِ.

قَالَ الأَزهري: مَعْنَاهُ شدَّة الأَسْر كأَنه فُتِل فَتْلًا.

الْجَوْهَرِيُّ: أَغارَ أَي شدَّ العَدْوَ وأَسرع.

وأَغارَ الفرسُ إِغارةً وَغَارَةً: اشْتدّ عَدْوُه وأَسرع فِي الغارةِ وَغَيْرِهَا، والمُغِيرة والمِغيرة: الْخَيْلُ الَّتِي تُغِير.

وَقَالُوا فِي حَدِيثِ الْحَجِّ: «أَشْرِقْ ثَبِير كَيْما نُغِير» أَي نَنْفِر ونُسْرِع لِلنَّحْرِ وَنُدْفَعُ لِلْحِجَارَةِ؛ وَقَالَ يَعْقُوبُ: الإِغارةُ هُنَا الدَّفْعُ أَي نَدْفَعُ لِلنَّفْرِ، وَقِيلَ: أَرادَ نُغِير عَلَى لُحوم الأَضاحي، مِنَ الإِغارة: النهبِ، وَقِيلَ: نَدْخل فِي الغَوْرِ، وَهُوَ الْمُنْخَفِضُ مِنَ الأَرض عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ أَغارَ إِذا أَتى الغَوْرَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَغارَ إِغارَة الثعلبِ إِذا أَسْرع وَدَفَعَ فِي عَدْوِه.

وَيُقَالُ لِلْخَيْلِ المُغِيرة: غارةٌ.

وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَقُولُ لِلْخَيْلِ إِذَا شُنَّت عَلَى حيٍّ نَازِلِينَ: فِيحِي فَياحِ أَي اتَّسِعي وَتَفَرَّقِي أَيتُها الْخَيْلُ بِالْحَيِّ، ثُمَّ قِيلَ لِلنَّهْبِ غَارَةٌ، وأَصلها الْخَيْلُ المُغيرة؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: " وغارةُ سِرْحانٍ وتقرِيبُ تَتْفُل والسِّرحان: الذِّئْبُ، وغارتهُ: شدَّةُ عَدْوِه.

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {فَالْمُغِيراتِ صُبْحًا}.

وغارَني الرجلُ يَغيرُني ويَغُورُني إِذَا أَعطاه الدِّيَةَ؛ رَوَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي بَابِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ.

وأَغارَ فلانٌ بَنِي فُلَانٍ: جَاءَهُمْ لِيَنْصُرُوهُ، وَقَدْ تُعَدَّى بِإِلَى.

وغارَهُ بِخَيْرٍ يَغُورُه ويَغِيرُه أَي نَفَعَهُ.

وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ غُرْنا غِرْنا مِنْكَ بِغَيْثٍ وَبِخَيْرٍ أَي أَغِثْنا بِهِ.

وغارَهم اللَّهُ بِخَيْرٍ يَغُورُهم ويَغِيرُهم: أَصابهم بِخصْب وَمَطَرٍ وَسَقَاهُمْ.

وغارَهم يَغُورُهم غَوْرًا ويَغِيرُهم: مارَهُم.

واسْتَغْوَرَ اللهَ: سأَله الغِيرةَ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

فَلَا تَعْجلا، واسْتَغْوِرا اللهَ، إِنّه ***إِذَا اللَّهُ سَنَّى عقْد شَيْءٍ تَيَسَّرا

ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: اسْتَغْوِرا مِنَ الميرَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ اسأَلوه الخِصْبَ إِذ هُوَ مَيْرُ اللَّهِ خَلْقَه وَالِاسْمُ الغِيرةُ، وَهُوَ مَذْكُورٌ بِالْيَاءِ أَيضًا لأَن غَارَ هَذِهِ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ.

وَغَارَ النَّهَارُ أَي اشْتَدَّ حَرُّهُ.

والتَّغْوِير: القَيْلولة.

يُقَالُ: غوِّروا أَي انْزِلُوا لِلْقَائِلَةِ.

وَالْغَائِرَةُ: نِصْفُ النَّهَارِ.

وَالْغَائِرَةُ: الْقَائِلَةُ.

وغَوَّر الْقَوْمُ تَغْويرًا: دَخَلُوا فِي الْقَائِلَةِ.

وَقَالُوا: وغَوَّروا نَزَلُوا فِي الْقَائِلَةِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ الْكِلَابَ وَالثَّوْرَ:

وغَوَّرْنَ فِي ظِلِّ الْغَضَا، وتَرَكْنَه ***كقَرْم الهِجان الفادِرِ المُتَشَمِّس

وغَوَّروا: سَارُوا فِي الْقَائِلَةِ.

وَالتَّغْوِيرُ: نَوْمُ ذَلِكَ الْوَقْتِ.

وَيُقَالُ: غَوِّروا بِنَا فَقَدَ أَرْمَضْتُمونا أَي انْزِلُوا وَقْتَ الْهَاجِرَةِ حَتَّى تَبْرُد ثُمَّ تَرَوّحوا.

وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: التَّغْوِيرُ أَن يَسِيرَ الرَّاكِبُ إِلَى الزَّوَالِ ثُمَّ يَنْزِلَ.

ابْنُ الأَعرابي: المُغَوِّر النَّازِلُ نِصْفَ النَّهَارِ هُنَيْهة ثُمَّ يَرْحَلُ.

ابْنُ بُزُرْجَ: غَوَّر النَّهَارُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ.

وَفِي حَدِيثِ السَّائِبِ: «لَمَّا وَرَدَ عَلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِفَتْحِ نَهاوَنْدَ قَالَ: وَيْحَك ما وراءك؟ فو الله مَا بِتُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ إِلَّا تَغْوِيرًا»؛ يُرِيدُ النَّوْمَةَ الْقَلِيلَةَ الَّتِي تَكُونُ عِنْدَ الْقَائِلَةِ.

يُقَالُ: غَوَّر الْقَوْمُ إِذَا قَالُوا، وَمَنْ رَوَاهُ تَغْرِيرًا جَعَلَهُ مِنَ الغِرار، وَهُوَ النَّوْمُ الْقَلِيلُ.

وَمِنْهُ حَدِيثُ الإِفْك: " فأَتينا الْجَيْشَ مُغَوِّرِين "؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي روايةٍ، أَي وَقَدْ نَزَلُوا لِلْقَائِلَةِ.

وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّغْوِير يَكُونُ نُزولًا لِلْقَائِلَةِ وَيَكُونُ سَيْرًا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ والحجةُ لِلنُّزُولِ قولُ الرَّاعِي:

ونحْن إِلَى دُفُوفِ مُغَوِّراتٍ، ***يَقِسْنَ عَلَى الحَصى نُطَفًا لَقِينَا

وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ فِي التَّغْوير فَجَعَلَهُ سَيْرًا:

بَرَاهُنَّ تَغْوِيري، إِذَا الآلُ أَرْفَلَتْ ***بِهِ الشمسُ أَزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ

وَرَوَاهُ أَبو عَمْرٍو: أَرْقَلَت، وَمَعْنَاهُ حَرَّكَتْ.

وأَرفلَت: بَلَغَتْ بِهِ الشَّمْسُ أَوساط الحَزْوَراتِ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:

نَزَلْنَا وَقَدْ غَارَ النهارُ، وأَوْقَدَتْ، ***عَلَيْنَا حَصَى المَعزاءِ، شمسٌ تَنالُها

أَي مِنْ قُرْبِهَا كأَنك تَنَالُهَا.

ابْنُ الأَعرابي: الغَوْرَة هِيَ الشَّمْسُ.

وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ لِبِنْتٍ لَهَا: هِيَ تَشْفِينِي مِنَ الصَّوْرَة، وَتَسْتُرُنِي مِنَ الغَوْرة؛ والصَّوْرة: الْحَكَّةُ.

اللَّيْثُ: يُقَالُ غارَتِ الشَّمْسُ غِيارًا؛ وأَنشد: " فلمَّا أَجَنَّ الشَّمْسَ عَنِي غيارُها "والإِغارَة: شِدَّةُ الفَتْل.

وَحَبْلٌ مُغارٌ: مُحْكَمُ الفَتْل، وَشَدِيدُ الغَارَةِ أَي شَدِيدُ الْفَتْلِ.

وأَغَرْتُ الحبلَ أَي فَتَلْتُهُ، فَهُوَ مُغارٌ؛ وَمَا أَشد غارَتَه والإِغارَةُ مَصْدَرٌ حَقِيقِيٌّ، والغَارَة اسْمٌ يَقُومُ مَقَامَ الْمَصْدَرِ؛ وَمِثْلُهُ أَغَرْتُ الشَّيْءَ إِغارَةً وغارَة وأَطعت اللَّهَ إِطاعةً وَطَاعَةً.

وَفَرَسٌ مُغارٌ: شَدِيدُ الْمَفَاصِلِ.

واسْتَغار فِيهِ الشَّحْم: اسْتَطَارَ وَسَمِنَ.

واسْتغارت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ: تورَّمت؛ وأَنشد لِلرَّاعِي:

رَعَتْهُ أَشهرًا وحَلا عَلَيْهَا، ***فطارَ النِّيُّ فِيهَا واسْتَغارا

وَيُرْوَى: فَسَارَ النِّيُّ فِيهَا أَي ارْتَفَعَ، وَاسْتَغَارَ أَي هَبَطَ؛ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ: " تَصَوَّبَ الحسنُ عَلَيْهَا وارْتَقَى "قَالَ الأَزهري: مَعْنَى اسْتَغار فِي بَيْتِ الرَّاعِي هَذَا أَي اشْتَدَّ وصَلُب، يَعْنِي شَحْمَ النَّاقَةِ وَلَحَمَهَا إِذَا اكْتَنَز، كَمَا يَسْتَغير الحبلُ إِذَا أُغِيرَ أَي شدَّ فَتْلُهُ.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اسْتَغار شَحْمُ الْبَعِيرِ إِذا دَخَلَ جَوْفَهُ، قَالَ: وَالْقَوْلُ الأَول.

الْجَوْهَرِيُّ: اسْتغار أَيْ سَمِنَ وَدَخَلَ فِيهِ الشحمُ.

ومُغِيرة: اسْمٌ.

وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ: مِغِيرَةُ، فَلَيْسَ اتباعُه لأَجل حَرْفِ الْحَلْقِ كشِعِيرٍ وبِعِيرٍ؛ إِنما هُوَ مِنْ بَابِ مِنْتِن، وَمِنْ قَوْلِهِمْ: أَنا أُخْؤُوك وابنؤُوك والقُرُفُصاء والسُّلُطان وَهُوَ مُنْحُدُر مِنَ الْجَبَلِ.

وَالْمُغِيرِيَّةُ: صِنْفٌ مِنَ السَّبَائِيَّةِ نُسِبُوا إِلَى مُغِيرَةَ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى بَجِيلَةَ.

وَالْغَارُ: لُغَةٌ فِي الغَيْرَة؛ وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يُشَّبِهُ غَلَيان الْقُدُورِ بِصَخَبِ الضَّرَائِرِ:

لَهُنّ نَشِيجٌ بالنَّشِيل كأَنها ***ضَرائر حِرْميٍّ، تَفَاحشَ غارُها

قَوْلُهُ لَهُنَّ، هُوَ ضَمِيرُ قُدورٍ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا.

ونَشِيجٌ غَلَيانٌ أَي تَنْشِج بِاللَّحْمِ.

وحِرْميّ: يَعْنِي مِنْ أَهل الحَرَم؛ شَبَّهَ غَلَيَانَ القُدُور وارتفاعَ صَوْتِهَا باصْطِخاب الضَّرَائِرِ، وَإِنَّمَا نَسَبَهُنَّ إِلَى الحَرم لأَن أَهل الحَرم أَول مَنِ اتَّخَذَ الضَّرَائِرَ.

وأَغار فلانٌ أَهلَه أَي تَزَوَّجَ عَلَيْهَا؛ حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي.

وَيُقَالُ: فُلَانٌ شَدِيدُ الغَارِ عَلَى أَهله، مِنَ الغَيْرَة.

وَيُقَالُ: أَغار الحبْلَ إِغَارَةً وغارَة إِذَا شدَّ فَتْله.

والغارُ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ، والغَوْرة والغوَيْر: مَاءٌ لِكَلْبٍ فِي نَاحِيَةِ السَّماوَة مَعْروف.

وَقَالَ ثَعْلَبٌ: أُتِيَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ؛ فَقَالَ: " عَسَى الغُوَيْر أَبْؤُسَا "أَي عَسَى الرِّيبَةُ مِنْ قَبَلِكَ، قَالَ: وَهَذَا لَا يُوَافِقُ مَذْهَبَ سِيبَوَيْهِ.

قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ أَن عُمَرَ اتَّهَمَه أَن يَكُونَ صَاحِبَ المَنْبوذ حَتَّى أَثْنَى عَلَى الرجُل عَرِيفُهُ خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ حينئذٍ: هُوَ حُرٌّ وَوَلاؤه لَكَ.

وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كأَنه أَراد عَسَى الغُوَيْر أَن يُحْدِث أَبؤُسًا وأَن يأْتي بأَبؤُس؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

قَالُوا: أَساءَ بَنُو كُرْزٍ، فقلتُ لَهُمْ: ***عَسَى الغُوَيْرُ بِإِبْآسٍ وإِغْوارِ

وَقِيلَ: إِن الغُوَير تَصْغِيرُ غارٍ.

وَفِي الْمَثَلِ: عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا؛ قَالَ الأَصمعي: وأَصله أَنه كَانَ غارٌ فِيهِ نَاسٌ فانهارَ عَلَيْهِمْ أَو أَتاهم فِيهِ عَدُوٌّ فَقَتَلُوهُمْ فِيهِ، فَصَارَ مَثَلًا لِكُلِّ شيءٍ يُخاف أَن يأْتي مِنْهُ شَرٌّ ثُمَّ صغِّر الغارُ فَقِيلَ غُوَير؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وأَخبرني الْكَلْبِيُّ بِغَيْرِ هَذَا، زَعَمَ أَن الغُوَيْر مَاءٌ لِكَلْبٍ مَعْرُوفٌ بِنَاحِيَةِ السَّماوَة، وَهَذَا الْمَثَلُ إِنما تكلَّمت بِهِ الزِّباء لَمَّا وجَّهَت قَصِيرًا اللَّخْمِيَّ بالعِير إِلَى العِراق ليَحْمل لَهَا مِنْ بَزِّه، وَكَانَ قَصِير يطلُبها بثأْر جذِيمَة الأَبْرَش فحمَّل الأَجْمال صناديقَ فِيهَا الرجالُ وَالسِّلَاحُ، ثُمَّ" عدَل عَنِ الجادَّة المأْلوفة وتَنَكَّب بالأَجْمال الطَّريقَ المَنْهَج، وأَخذ عَلَى الغُوَيْر فأَحسَّت الشرَّ وَقَالَتْ: عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا، جَمْعُ بأْس، أَي عَساه أَن يأْتي بالبأْس والشرِّ، وَمَعْنَى عَسَى هَاهُنَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ.

وَقَالَ ابْنُ الأَثير فِي المَنْبُوذ الَّذِي قَالَ لَهُ عُمَرُ: عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسا، قَالَ: هَذَا مثَل قَدِيمٌ يُقَالُ عِنْدَ التُّهَمة، والغُوَيْر تَصْغِيرُ غَارٍ، وَمَعْنَى المثَل: رُبَّمَا جَاءَ الشَّرُّ مِنْ مَعْدن الْخَيْرِ، وأَراد عُمَرُ بالمثَل لعلَّك زَنَيت بأُمِّه وَادَّعَيْتَهُ لَقِيطًا، فَشَهِدَ لَهُ جَمَاعَةٌ بالسَّتْر فَتَرَكَهُ.

وَفِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ: «فَسَاحَ ولَزِم أَطراف الأَرض وغِيرانَ الشِّعاب»؛ الغِيران جَمْعُ غارٍ وَهُوَ الكَهْف، وَانْقَلَبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكَسْرَةِ الْغَيْنِ.

وأَما مَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَهاهنا غُرْت»، فَمَعْنَاهُ إِلى هَذَا ذَهَبْتَ، واللَّه أَعلم.

لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م


13-أساس البلاغة (قدو)

قدو

لي بك قدوة واقتداء. وأنت لي قدوة. ويقال: لا تقتد بمن ليس بالقدوة. ونعم المقتدى به أنت. وأتتنا قادية من الناس وهي أول جماعة تطرأ عليك. وتقدّت بي دابتي: لزمت بي السّنن، وقيل: أعنقت بي. ومرّ يتقدّى به فرسه. قال ابن قيس:

تقدّت بي الشهباء نحو ابن جعفر *** سواء عليها ليلها ونهارها

وبيني وبينه قدًا الرمح. وقال:

ولكن إقدامي إذا الخيل أحجمت *** وضرب إذا ما الموت كان قدا الشبر

وقال:

وإني إذا ما الموت لم يك دونه *** قدا الشبر أحمى الأنف أن أتأخرا

وما أطيب قدا اللحم وقداته وقداوته أي ريحه، وقديَ الطعام، وطعامٌ قدٍ. قال:

تبسم عن ألمي برود المورد *** كأقحوانات ضحى اليوم النّدي

كأنها بعد رقاد الرقد *** وخدعات الريق بعد المهجد

أهضام داريّ وقنديد قد

أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م


14-مجمل اللغة (غور)

غور: الغور: تهامة وما يلي اليمن، أغار الرجل، إذا دخل الغور وغار أيضًا.

وغور كل شي: قعره.

وغار الماء غورًا.

وغارت عينه غؤورًا.

وغارت الشمس غيارًا.

قال الشاعر:

هل الدهر إلا ليلة ونهارها

وإلا طلوع الشمس ثم غيارها

واستغارت القرحة: تورمت، وكذلك كل شيء.

وغور الرجل، إذا نزل للقائلة.

والغارة من قولك: أغار عليهم، والاسم الغارة.

ويقال: أغاروا، إذا دفعوا في السير، وكانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير، أي: ندفع للنحر.

وقال لأصمعي: أغار: عدا ومنه:

أغار لعمري في البلاد وأنجدا

ومنه عدا غارة الثعلب.

والغوير: ماء لكلب معروف.

وغار النهار: اشتد حره.

مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


15-مقاييس اللغة (غور)

(غَوَرَ) الْغَيْنُ وَالْوَاوُ وَالرَّاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ: أَحَدُهُمَا خُفُوضٌ فِي الشَّيْءِ وَانْحِطَاطٌ وَتَطَامُنٌ، وَالْأَصْلُ الْآخَرُ إِقْدَامٌ عَلَى أَخْذِ مَالٍ قَهْرًا أَوْ حَرَبًا.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ لِقَعْرِ الشَّيْءِ: غَوْرُهُ.

وَيُقَالُ: غَارَ الْمَاءُ غَوْرًا، وَغَارَتْ عَيْنُهُ غُئُورًا.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} [الملك: 30].

وَيُقَالُ: غَارَتِ الشَّمْسُ غِيَارًا: غَابَتْ.

قَالَ الْهُذَلِيُّ:

هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا لَيْلَةٌ وَنَهَارُهَا *** وَإِلَّا طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غِيَارُهَا

وَالْغَوْرُ: تِهَامَةُ وَمَا يَلِي الْيَمَنَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا خِلَافُ النَّجْدِ.

وَالنَّجْدُ: مُرْتَفَعٌ مِنَ الْأَرْضِ.

يُقَالُ: غَارَ الرَّجُلُ، إِذَا أَتَى الْغَوْرَ، وَأَغَارَ.

قَالَ:

نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ *** أَغَارَ لَعَمْرِي فِي الْبِلَادِ وَأَنْجَدَا

وَغَوَّرَ الرَّجُلُ، إِذَا نَزَلَ لِلْقَائِلَةِ، كَأَنَّهُ [نَزَلَ] مَكَانًا هَابِطًا.

وَلَا يَكَادُونَ يَفْعَلُونَ إِلَّا كَذَا.

وَغَوْرُ الْقُرْحَةِ مِنْ هَذَا أَيْضًا.

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ الْإِغَارَةُ.

يُقَالُ: أَغَارَ بَنُو فُلَانٍ عَلَى بَنِي فُلَانٍ إِغَارَةً وَغَارَةً.

وَإِغَارَةُ الثَّعْلَبِ: عَدْوُهُ.

وَهُوَ مِنْ هَذَا أَيْضًا.

مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م


16-صحاح العربية (غور)

[غور] غور كل شئ: قعره.

يقال: فلانٌ بعيد الغَوْرِ.

والغَوْرُ: المطمئن من الارض.

والغور: تهامة وما يلي اليمن.

وماء غور، أي غائر، وصف بالمصدر، كقولهم: درهم ضرب، وماء سكب، وأذن حشر.

والغار: كالكهف في الجبل، والجمع الغيرانُ.

والمَغارُ مثل الغارِ، وكذلك المَغارَةُ.

وربَّما سمُّوا مَكانسَ الظباءِ مَغارًا.

قال بشر: كأنَّ ظِباء أسْنُمَةٍ عليها *** كَوانِسَ قالِصًا عنها المَغارُ - وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ.

وفي المثل: " عسى

الغويرأبؤسا ".

قال الاصمعي: أصله أنه كان غارٌ فيه ناسٌ، فانهار عليهم، أو أتاهم فيه.

عدو فقتلوهم، فصار مثلا لكل شئ يخاف أن يأتي منه شر.

وقال ابن الكلبى: الغوير ماء لكلب، وهو معروف.

وهذا المثل تكلمت به الزباء لما تنكب قصير اللخمى بالاجمال الطريق المنهج، وأخذ على الغوير.

والغاران: البطن والفرج.

قال الشاعر: آلم ترأن الدهرَ يومٌ وليلةٌ *** وأنَّ الفتى يسعى لغارَيْهِ دائبا - والغارُ: الجيش.

يقال: التقى الغارانِ، أي الجيشان.

والغارُ: ضرب من الشجر، ومنه دُهن الغارِ.

قال عديُّ بن زيد: رُبَّ نارٍ بِتُّ أرْمُقُها *** تَقْضَمُ الهِنْديَّ والغارا - والغار: الغَيْرَةُ وقال أبو ذؤيب يشبه غليان القدر بصخب الضرائر:

ضرائر حرمى تفاحش عراها والغارة: الخيل المغيرة.

قال الشاعر:

ونحن صبحنا آل نَجْرانَ غارةً *** تميمَ بنَ مُرٍّ والرماح النوادسا - يقول: سقيناهم خيلا مغيرة.

ونصب تميم بن مر على أنه بدل من غارة.

والغارة: الاسم من الإغارَةِ على العدو وحبلٌ شديد الغارةِ، أي شديد الفتل، عن الاصمعي.

وغارَ يَغورُ غَوْرًا، أي أتى الغَوْرُ، فهو غائِرٌ.

قال: ولا يقال أغار.

وغارَ الماء غَوْرًا وغُؤورًا، أي سفل في الأرض.

وغارَتْ عينه تَغورُ غَوْرًا وغُؤورًا: دخلت في الرأس.

وغارَتْ تَغارُ لغة فيه.

وقال ابن أحمر:

أغارت عينه أم لم تغارا *** وغارت الشمس تغور غِيارًا، أي غَرَبَتْ.

قال أبو ذؤيب: هل الدهرُ إلا ليلةٌ ونهارها *** وإلا طُلوعُ الشمسِ ثم غِيارُها - أبو عبيد: غارَ النهار، أي اشتدَّ حرّه.

وغارَهُ بخيرٍ يَغورُهُ ويَغيرُهُ، أي نفعه.

يقال: اللهم غُرْنا منك بغيثٍ أي أغثنا به.

وأغار على العدو يُغيرُ إغارةً ومُغارًا، وكذلك غاوَرَهُم مُغاوَرَةً.

ورجلٌ مِغْوارٌ ومُغاوِرٌ، أي مقاتل، وقومٌ مَغاويرُ، وخيلٌ مُغيرَةٌ.

ومغيرة: اسم رجل، وقد تكسر الميم، كما يقال منتن ومنتن.

والمغيرية: صنف من السبائية، نسبوا إلى مغيرة بن سعيد، مولى بجيلة.

وأغَرْتُ الحبلَ، أي فتلته، فهو مُغارٌ.

وأغارَ فلانٌ أهلَه، أي تزوَّجَ عليها، حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعيّ.

وأغارَ، أي شَدَّ العَدْوَ وأسرع.

وكانوا يقولون: " أشْرِقْ ثَبيرُ، كَيْما نُغير "، أي نسرع للنحر.

ومنه قولهم: أغارَ إغارَةَ الثعلب: إذا أسرع ودفع في عَدْوِه.

وقال بشر بن أبي خازم: فعد طلابها وتعد عنها *** بِحرفٍ قد تُغيرُ إذا تَبوعُ - واختلفوا في قول الاعشى: نَبِيٌّ يرى ما لا يَرَوْنَ وذِكُرُهُ *** أغار لَعَمْري في البلاد وأنْجَدا - قال الأصمعيّ: أغارَ بمعنى أسرع، وأنجد أي ارتفع.

ولم يُرْد أتى الغَوْرَ ولا نَجْدًا.

وليس عنده في إتيان الغَوْرِ إلا غار.

وزعم الفراء أنها لغة، واحتج بهذا البيت.

وناس يقولون: أغار وأنجد، فإذا أفردوا قالوا: غار، كما قالوا هناني الطعام ومرأنى، فإذا أفردوا قالوا: أمرانى.

والتغوير: إتيانُ الغَوْرِ.

يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنًى.

والتَغْويرُ: القيلولة.

يقال: غَوِّروا، أي انزلوا للقائلة.

قال أبو عبيد: يقال للقائلة: الغائِرَةُ.

واستَغارَ، أي سَمِنَ ودخل فيه الشحم.

وربَّما قالوا: اسْتغارَتِ القَرحَة، إذا تورَّمَتْ.

وتَغاوَرَ القوم: أغارَ بعضُهم على بعض.

صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


17-منتخب الصحاح (غور)

غَوْرُ كلِّ شيء: قعره.

يقال: فلانٌ بعيد الغَوْرِ.

والغَوْرُ: المطمئنُّ من الأرض.

وماءٌ غورٌ، أي غائِرٌ، وصف بالمصدر.

والغارُ، كالكهف في الجبل، والجمع الغيرانُ.

والمَغارُ مثل الغارِ، وكذلك المَغارَةُ.

وربَّما سمُّوا مَكانسَ الظباءِ مَغارًا.

قال بشر:

كأنَّ ظِباء أسْنُمَةٍ عليها *** كَوانِسَ قالِصًا عنها المَغارُ

وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ.

وفي المثل: عسى الغُوَيْرُ أبْؤُسًا.

قال الأصمعيّ: أصله أنه كان غارٌ فيه ناسٌ، فانهار عليهم، أو أتاهم فيه عدوٌّ فقتلهم، فصار مثلًا لكلِّ شيء يُخاف أن يأتيَ منه شر.

والغارانِ: البطن والفرج.

قال الشاعر:

ألم تَرَ أن الدهرَ يومٌ وليلةٌ *** وأنَّ الفتى يسعى لغارَيْهِ دائبا

والغارُ: الجيش.

يقال: التقى الغارانِ، أي الجيشان.

والغارُ: ضرب من الشجر، ومنه دُهن الغارِ.

قال عديُّ بن زيد:

رُبَّ نارٍ بِتُّ أرْمُقُها *** تَقْضَمُ الهِنْديَّ والغارا

والغار: الغَيْرَةُ.

والغارَةُ: الخيل المُغيرَة.

والغارَةُ: الاسم من الإغارَةِ على العدو.

وحبلٌ شديد الغارةِ، أي شديد الفتل، وغارَ يَغورُ غَوْرًا، أي أتى الغَوْرُ، فهو غائِرٌ.

قال: ولا يقال أغار.

وغارَ الماء غَوْرًا وغُؤورًا، أي سفل في الأرض.

وغارَتْ عينه تَغورُ غَوْرًا وغُؤورًا: دخلت في الرأس.

وغارَتْ تَغارُ لغةٌ فيه.

وغارَتِ الشمس تَغورُ غِيارًا، أي غَرَبَتْ.

قال أبو ذؤيب:

هل الدهرُ إلا ليلةٌ ونهارها *** وإلا طُلوعُ الشمسِ ثم غِيارُها

أبو عبيد: غارَ النهار، أي اشتدَّ حرّه.

وغارَهُ بخيرٍ يَغورُهُ ويَغيرُهُ، أي نفعه.

يقال: اللهم غُرْنا منك بغيثٍ، أي أغِثْنا به.

وأغارَ على العدوِّ يُغيرُ إغارةً ومُغارًا، وكذلك غاوَرَهُم مُغاوَرَةً.

ورجلٌ مِغْوارٌ ومُغاوِرٌ، أي مقاتل، وقومٌ مَغاويرُ، وخيلٌ مُغيرَةٌ.

وأغَرْتُ الحبلَ، أي فتلته، فهو مُغارٌ.

وأغارَ فلانٌ أهلَه، أي تزوَّجَ عليها، حكاه أبو عبيدٍ عن الأصمعيّ: وأغارَ، أي شَدَّ العَدْوَ وأسرع.

وكانوا يقولون: أشْرِقْ ثَبيرُ، كَيْما نُغير، أي نسرع للنحر.

ومنه قولهم: أغارَ إغارَةَ الثعلب، إذا أسرع ودفع في عَدْوِه.

وقال بشر بن أبي حازم:

فَعَدِّ طِلابَها وتَعَدَّ عنها *** بِحرفٍ قد تُغيرُ إذا تَبوعُ

واختلفوا في قول الأعشى:

نَبِيٌّ يرى ما لا يَرَوْنَ وذِكُرُهُ *** أغار لَعَمْري في البلاد وأنْجَدا

قال الأصمعيّ: أغارَ بمعنى أسرع، وأنجد أي ارتفع.

ولم يُرْد أتى الغَوْرَ ولا نَجْدًا.

وليس عنده في إتيان الغَوْرِ إلا غارَ.

وزعم الفراء أنَّها لغة، واحتج بهذا البيت: والتَغويرُ: إتيانُ الغَوْرِ.

يقال: غَوَّرْنا وغُرْنا بمعنًى.

والتَغْويرُ: القيلولة.

يقال: غَوِّروا، أي انزلوا للقائلة.

قال أبو عبيد: يقال للقائلة: الغائِرَةُ.

واستَغارَ، أي سَمِنَ ودخل فيه الشحم.

وربَّما قالوا: اسْتغارَتِ القَرحَة، إذا تورَّمَتْ.

وتَغاوَرَ القوم: أغارَ بعضُهم على بعض.

منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م


انتهت النتائج

أشعار

الزاد

تزوّدْ في الحياةِ بخيرِ زادٍ *** يُعينُكَ في المماتِ وفي النُّشورِ

صلاةٍ أو صيامٍ أو زكاةٍ *** ولا تركنْ إلى دارِ الغرورِ

تزوّدْ بالصلاحِ وكنْ رفيقًا *** لأهلِ البرّ لا أهْلِ الفجورِ

فهذي الدارُ تُهلكُ طالبيها *** وإنْ سهُلتْ ستأتي بالوُعورِ

ألستْ ترى الحياةَ تروقُ يومًا *** فتبدو في المحاجرِ كالزهورِ

وترجعُ بعد ذلكَ مثلَ قيحٍ *** بما تلقاهُ فيها من أمورِ

فتجعلُ من فتيّ اليومِ كهلًا *** على مَرِّ الليالي والشهورِ

تفكّرْ في الذين خلَوْا قديمًا *** وعاشُوا في الجنانِ وفي القصورِ

فقدْ ماتوا كما الفقراءُ ماتوا *** ودُسوا في الترابِ وفي القبورِ

فلا تسلكْ طريقًا فيه بغْيٌ *** طريقُ البغْيِ يأتي بالشرورِ

ولا تحملْ من الأحقادِ شيئًا *** يكونُ كما الجِبالُ على الصدورِ

وَوَدَّ الناسَ أجمعَهمْ فترقى*** إلى العَلْيا وتنعمَ بالسرورِ

ولا تيأسْ من الغفرانِ يومًا *** إذا ما أُبْتَ للهِ الغفورِ

شعر: حمادة عبيد

1995م

حمادة عبيد أحمد إبراهيم

00966501251072

almougem@gmail.com