نتائج البحث عن (وَنَهَرَهَا)
1-معجم البلدان (حماة)
حَماةُ:بالفتح، بلفظ حماة المرأة، وهي أمّ زوجها لا لغة فيه غير هذه، وكلّ شيء من قبل الزوج نحو الأب والأخ فهم الأحماء، واحدهم حما، وفيه أربع لغات: حما مثل قفا، وحمو مثل أبو، وحمء، ساكنة الميم بعدها همزة، وحم، بغير همزة. وحماة أيضا: عصبة الساق. وحماة: مدينة كبيرة عظيمة كثيرة الخيرات رخيصة الأسعار واسعة الرّقعة حفلة الأسواق، يحيط بها سور محكم، وبظاهر السور حاضر كبير جدّا، فيه أسواق كثيرة وجامع مفرد مشرف على نهرها المعروف بالعاصي، عليه عدة نواعير تستقي الماء من العاصي فتسقي بساتينها وتصبّ إلى بركة جامعها، ويقال لهذا الحاضر السوق الأسفل لأنه منحط عن المدينة، ويسمون المسوّر السوق الأعلى، وفي طرف المدينة قلعة عظيمة عجيبة في حصنها وإتقان عمارتها وحفر خندقها نحو مائة ذراع وأكثر للملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، وهي مدينة قديمة جاهلية، ذكرها امرؤ القيس في شعره فقال:
«تقطّع أسباب اللّبانة والهوى، *** عشيّة جاوزنا حماة وشيزرا»
«بسير يضجّ العود منه، يمنّه *** أخو الجهد، لا يلوي على من تعذّرا»
إلا أنها لم تكن قديما مثل ما هي اليوم من العظم بسلطان مفرد بل كانت من عمل حمص، قال أحمد ابن الطيب فيما ذكره من البقاع التي شاهدها في مسيره من بغداد مع المعتضد إلى الطواحين فقال بعد ذكره حمص: وحماة قرية عليها سور حجارة وفيها بناء بالحجارة واسع والعاصي يجري أمامها ويسقي بساتينها ويدير نواعيرها، وكان قوله هذا في سنة 271 فسماها قرية، وقال المنجمون: طول حماة اثنتان وستون درجة وثلثان، وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلثان وربع، وقال أحمد بن يحيى بن جابر: ولما افتتح أبو عبيدة حمص وفرغ في سنة 17 خلّف بها عبادة بن الصامت ومضى نحو حماة فتلقاه أهلها مذعنين فصالحهم على الجزية في رؤوسهم والخراج على أرضهم ومضى إلى شيزر، فكان حالها حال حماة، وقال عبد الرحمن بن المستخف يهجو الملك المنصور محمد بن تقي الدين صاحب حماة:
«ما كان يصلح أن يكون محمد *** بسوى حماة، لقلّة في دينه»
«قد أشبهت منه الصفات: فهرّها *** من جنسه، وقرونها كقرونه»
قرون حماة: قلّتان متقابلتان، جبل يشرف عليها ونهرها العاصي، وبين كلّ واحد من حماة وحمص والمعرّة وسلمية وبين صاحبه يوم، وبينها وبين شيزر نصف يوم، وبينها وبين دمشق خمسة أيام للقوافل، وبينها وبين حلب أربعة أيام، وقد نسب إليها جماعة من العلماء، منهم: قاضي القضاة ببغداد أبو بكر محمد بن المظفّر بن بكران بن
عبد الصمد بن سلمان الحموي المعروف بالشامي، وكان من صالحي القضاة، تفقّه على القاضي أبي الطيب الطبري، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، روى عن أبي القاسم بن بشران وأبي طالب بن غيلان وغيرهما، روى عنه عبد الواحد بن المبارك وغيره، ومولده بحماة سنة 400، ومات ببغداد في شعبان سنة 488.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
2-معجم البلدان (دبا)
دُبَّا:بضم أوله، وتشديد ثانيه: من نواحي البصرة فيها أنهار وقرى، ونهرها الأعظم الذي يأخذ من دجلة حفره الرشيد، والدّبّاء: القثّاء، ممدود، وبالقصر: الشاة تحبس في البيت للّبن.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
3-معجم البلدان (سمرقند)
سَمَرْقَنْدُ:بفتح أوّله وثانيه، ويقال لها بالعربيّة سمران: بلد معروف مشهور، قيل: إنّه من أبنية ذي القرنين بما وراء النهر، وهو قصبة الصّغد مبنيّة
على جنوبي وادي الصغد مرتفعة عليه، قال أبو عون:
سمرقند في الإقليم الرابع، طولها تسع وثمانون درجة ونصف، وعرضها ست وثلاثون درجة ونصف، وقال الأزهري: بناها شمر أبو كرب فسميت شمر كنت فأعربت فقيل سمرقند، هكذا تلفظ به العرب في كلامها وأشعارها، وقال يزيد بن مفرّغ يمدح سعيد بن عثمان وكان قد فتحها:
«لهفي على الأمر الذي *** كانت عواقبه النّدامه»
«تركي سعيدا ذا النّدى، *** والبيت ترفعه الدّعامه»
«فتحت سمرقند له، *** وبنى بعرصتها خيامه»
«وتبعت عبد بني علا *** ج، تلك أشراط القيامه»
وبالبطيحة من أرض كسكر قرية تسمى سمرقند أيضا، ذكره المفجّع في كتاب المنقذ من الإيمان في أخبار ملوك اليمن قال: لما مات ناشر ينعم الملك قام بالملك من بعده شمر بن افريقيس بن أبرهة فجمع جنوده وسار في خمسمائة ألف رجل حتى ورد العراق فأعطاه يشتاسف الطاعة وعلم أن لا طاقة له به لكثرة جنوده وشدّة صولته، فسار من العراق لا يصدّه صادّ إلى بلاد الصين فلمّا صار بالصّغد اجتمع أهل تلك البلاد وتحصّنوا منه بمدينة سمرقند فأحاط بمن فيها من كلّ وجه حتى استنزلهم بغير أمان فقتل منهم مقتلة عظيمة وأمر بالمدينة فهدمت فسميت شمركند، أي شمر هدمها، فعرّبتها العرب فقالت سمرقند، وقد ذكر ذلك دعبل الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها ويردّ بها على الكميت ويذكر التبابعة:
«وهم كتبوا الكتاب بباب مرو، *** وباب الصّين كانوا الكاتبينا»
«وهم سمّوا قديما سمرقندا، *** وهم غرسوا هناك التّبّتينا»
فسار شمر وهو يريد الصين فمات هو وأصحابه عطشا ولم يرجع منهم مخبّر، فبقيت سمرقند خرابا إلى أن ملك تبّع الأقرن بن أبي مالك بن ناشر ينعم فلم تكن له همّة إلّا الطلب بثأر جدّه شمر الذي هلك بأرض الصين فتجهّز واستعدّ وسار في جنوده نحو العراق فخرج إليه بهمن بن إسفنديار وأعطاه الطاعة وحمل إليه الخراج حتى وصل إلى سمرقند فوجدها خرابا، فأمر بعمارتها وأقام عليها حتى ردّها إلى أفضل ما كانت عليه، وسار حتى أتى بلادا واسعة فبنى التّبّت كما ذكرنا، ثمّ قصد الصين فقتل وسبى وأحرق وعاد إلى اليمن في قصة طويلة، وقيل: إن سمرقند من بناء الإسكندر، واستدارة حائطها اثنا عشر فرسخا، وفيها بساتين ومزارع وأرحاء، ولها اثنا عشر بابا، من الباب إلى الباب فرسخ، وعلى أعلى السور آزاج وأبرجة للحرب، والأبواب الاثنا عشر من حديد، وبين كلّ بابين منزل للنوّاب، فإذا جزت المزارع صرت إلى الربض وفيه أبنية وأسواق، وفي ربضها من المزارع عشرة آلاف جريب، ولهذه المدينة، أعني الداخلة، أربعة أبواب، وساحتها ألفان وخمسمائة جريب، وفيها المسجد الجامع والقهندز وفيه مسكن السلطان، وفي هذه المدينة الداخلة نهر يجري في رصاص، وهو نهر قد بني عليه مسنّاة عالية من حجر يجري عليه الماء إلى أن يدخل المدينة من باب كسّ، ووجه هذا النهر رصاص كلّه، وقد عمل في خندق المدينة مسنّاة وأجري عليها، وهو نهر يجري في وسط السوق بموضع يعرف بباب الطاق،
وكان أعمر موضع بسمرقند، وعلى حافات هذا النهر غلّات موقوفة على من بات في هذا النهر وحفظة من المجوس عليهم حفظ هذا النهر شتاء وصيفا مستفرض ذلك عليهم، وفي المدينة مياه من هذا النهر عليها بساتين، وليس من سكة ولا دار إلّا وبها ماء جار إلّا القليل، وقلّما تخل
ثبت فيها ملك العرب، وأخذ رهانهم وانصرف، فلمّا كانت سنة 87 عبر قتيبة بن مسلم النهر وغزا بخارى والشاش ونزل على سمرقند، وهي غزوته الأولى، ثمّ غزا ما وراء النهر عدّة غزوات في سنين سبع وصالح أهلها على أن له ما في بيوت النيران وحلية الأصنام، فأخرجت إليه الأصنام فسلب حليها وأمر بتحريقها، فقال سدنتها: إن فيها أصناما من أحرقها هلك! فقال قتيبة: أنا أحرقها بيدي، وأخذ شعلة نار وأضرمها فاضطرمت فوجد بقايا ما كان فيها من مسامير الذهب خمسين ألف مثقال، وبسمرقند عدّة مدن مذكورة في مواضعها، منها: كرمانية ودبوسية وأشروسنة والشاش ونخشب وبناكث، وقالوا: ليس في الأرض مدينة أنزه ولا أطيب ولا أحسن مستشرفا من سمرقند، وقد شبهها حضين بن المنذر الرقاشي فقال:
كأنّها السماء للخضرة وقصورها الكواكب للإشراق ونهرها المجرّة للاعتراض وسورها الشمس للإطباق، ووجد بخط بعض ظرفاء العراق مكتوبا على حائط سمرقند:
«وليس اختياري سمرقند محلّة *** ودار مقام لاختيار ولا رضا»
«ولكنّ قلبي حلّ فيها فعاقني *** وأقعدني بالصغر عن فسحة الفضا»
«وإنّي لممّن يرقب الدّهر راجيا *** ليوم سرور غير مغرى بما مضى»
وقال أحمد بن واضح في صفة سمرقند:
«علت سمرقند أن يقال لها *** زين خراسان جنّة الكور»
«أليس أبراجها معلّقة *** بحيث لا تستبين للنّظر»
«ودون أبراجها خنادقها *** عميقة ما ترام من ثغر»
«كأنّها وهي وسط حائطها *** محفوفة بالظّلال والشّجر»
«بدر وأنهارها المجرّة وال *** آطام مثل الكواكب الزّهر»
وقال البستي:
«للنّاس في أخراهم جنّة، *** وجنّة الدنيا سمرقند»
«يا من يسوّي أرض بلخ بها، *** هل يستوي الحنظل والقند؟»
قال الأصمعي: مكتوب على باب سمرقند بالحميرية:
بين هذه المدينة وبين صنعاء ألف فرسخ، وبين بغداد وبين إفريقية ألف فرسخ، وبين سجستان وبين البحر مائتا فرسخ، ومن سمرقند إلى زامين سبعة عشر
فرسخا، وقال الشيخ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المظفّر الكسّي بسمرقند أنبأنا أبو الحسن عليّ بن عثمان بن إسماعيل الخرّاط إملاء أنبأنا عبد الجبار بن أحمد الخطيب أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الخطيب
يا أبا حمزة ما حفظها؟ فقال: أخبرني حبيبي رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أن مدينة بخراسان خلف النهر تدعى المحفوظة، لها أبواب على كلّ باب منها خمسة آلاف ملك يحفظونها يسبّحون ويهلّلون، وفوق المدينة خمسة آلاف ملك يبسطون أجنحتهم على أن يحفظوا أهلها، ومن فوقهم ملك له ألف رأس وألف فم وألف لسان ينادي يا دائم يا دائم يا الله يا صمد احفظ هذه المدينة، وخلف المدينة روضة من رياض الجنة، وخارج المدينة ماء حلو عذب من شرب منه شرب من ماء الجنّة ومن اغتسل فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وخارج المدينة على ثلاثة فراسخ ملائكة يطوفون يحرسون رساتيقها ويدعون الله بالذكر لهم، وخلف هؤلاء الملائكة واد فيه حيّات وحيّة تخرج على صفة الآدميّين تنادي يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة ارحم هذه المدينة المحفوظة، ومن تعبّد فيها ليلة تقبّل الله منه عبادة سبعين سنة، ومن صام فيها يوما فكأنّما صام الدهر، ومن أطعم فيها مسكينا لا يدخل منزله فقر أبدا، ومن مات في هذه المدينة فكأنّما مات في السماء السابعة ويحشر يوم القيامة مع الملائكة في الجنة، وزاد حذيفة بن اليمان في رواية: ومن خلفها قرية يقال لها قطوان يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كلّ شهيد منهم في سبعين من أهل بيته، وقال حذيفة: وددت أن يوافقني هذا الزمان وكان أحبّ إليّ من أن أوافق ليلة القدر، وهذا الحديث في كتاب الأفانين للسمعاني، وينسب إلى سمرقند جماعة كثيرة، منهم: محمد بن عدي بن الفضل أبو صالح السمرقندي نزيل مصر، سمع بدمشق أبا الحسين الميداني، وبمصر أبا مسلم الكاتب وأبا الحسن عليّ بن محمد بن إسحاق الحلبي وأبا الحسين أحمد بن محمد الأزهر التنيسي المعروف بابن السمناوي ومحمد ابن سراقة العامري وأحمد بن محمد الجمّازي وأبا القاسم الميمون بن حمزة الحسيني وأبا الحسن محمد بن أحمد بن العباس الإخميمي وأبا الحسن علي بن محمد ابن سنان، روى عنه أبو الربيع سليمان بن داود بن أبي حفص الجبلي وأبو عبد الله بن الخطّاب وسهل بن بشر وأبو الحسن عليّ بن أحمد بن ثابت العثماني الديباجي وأبو محمد هيّاج بن عبيد الحطّيني، ومات سنة 444 وأحمد بن عمر بن الأشعث أبو بكر السمرقندي، سكن دمشق مدة وكان يكتب بها المصاحف ويقرأ ويقرئ القرآن، وسمع بدمشق أبا علي بن أبي نصر وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، روى عنه أبو الفضل كمّاد بن ناصر بن نصر المراغي الحدّادي، حدث عنه ابنه أبو القاسم، قال ابن عساكر:
سمعت الحسن بن قيس يذكر أن أبا بكر السمرقندي كان يكتب المصاحف من حفظه وكان لجماعة من أهل دمشق فيه رأي حسن فسمعت الحسن بن قيس يذكر أنّه خرج مع جماعة إلى ظاهر البلد في فرجة فقدّموه يصلي بهم وكان مزّاحا، فلمّا سجد بهم تركهم في
الصلاة وصعد إلى شجرة، فلمّا طال عليهم انتظاره رفعوا رؤوسهم فلم يجدوه فإذا هو في الشجرة يصيح صياح السنانير فسقط من أعينهم، فخرج إلى بغداد وترك أولاده بدمشق واتصل ببغداد بعفيف الخادم القائمي فكان يكرمه وأنزله في موضع من داره، فكان إذا جاءه الفرّاش بالطعا
سله عن سبب بكائه، فسأله فقال: إن لي بدمشق أولادا في ضيق فإذا جاءني الطعام تذكّرتهم، فأخبره الفرّاش بذلك، فقال: سله أين يسكنون وبمن يعرفون، فسأله فأخبره، فبعث عفيف إليهم من حملهم من دمشق إلى بغداد، فما أحسّ بهم أبو بكر حتى قدم عليه ابنه أبو محمد وقد خلّف أمّه وأخويه عبد الواحد وإسماعيل بالرحبة ثمّ قدموا بعد ذلك فلم يزالوا في ضيافة عفيف حتى مات، وسألت ابنه أبا القاسم عن وفاته فقال في رمضان سنة 489.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
4-معجم البلدان (لاردة)
لارِدَةُ:بالراء مكسورة، والدال المهملة: مدينة مشهورة بالأندلس شرقي قرطبة تتصل أعمالها بأعمال طرّكونة منحرفة عن قرطبة إلى ناحية الجوف، ينسب إلى كورتها عدّة مدن وحصون تذكر في مواضعها، وهي بيد الأفرنج الآن، ونهرها يقال له سيقر، ينسب إليها جماعة، منهم: أبو يحيى زكرياء ابن يحيى بن سعيد اللاردي ويعرف بابن الندّاف، وكان إماما محدّثا، سمع منه بالأندلس كثير، ذكره الفرضي ولم يذكر وفاته ولكنه قال:...
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
5-تاج العروس (أص أصص أصأص)
[أصص]: أَصَّهُ، كمَدَّهُ: كَسَرَه. وأَيْضًا مَلَّسَهُ، والمُسْتَقْبَلُ مِنْهُمَا يَؤُصُّ، كما في العُبَابِ.وأَصَّ الشَّيْءُ يَئِصُّ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ: بَرَقَ، عن أَبِي عُمَرَ الزّاهِدِ.
وأَصَّتِ النّاقَةُ تَؤُصُّ، بالضَّمِّ قاله أَبُو عَمْرٍو، وحَكَاهُ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وتَئِصُّ ـ بالكَسْرِ، أَصِيصًا، وهذِه عن أَبِي عَمْرٍو أَيْضًا، كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه، وقالَ أَبو زَكَرِيّا عِنْدَ قَوْلِ الجَوْهَرِيِّ تَؤُصُّ، بالضَّمِّ: الصَّوابُ تَئِصُّ، بالكَسْرِ؛ لِأَنَّه فِعْلٌ لازِمٌ، وقَالَ أَبْو سَهْلٍ النَّحْوِيُّ: الَّذِي قَرَأْتُه عَلَى أَبِي أُسَامَةَ في الغَرِيبِ المُصَنِّفِ: أَصَّت تَئِصُّ، بالكَسْرِ، وهُوَ الصَّوَابُ لِأَنَّهُ فِعْلٌ لازِمٌ. قُلْتُ: وقَدْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا الصّاغَانِيُّ، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ ـ إِذا اشْتَدَّ لَحْمُهَا وتَلاحَكَتْ أَلْوَاحُهَا. قالَ شَيْخُنَا: لَمْ يَذْكُرْه غَيْرُ المُصَنِّفِ، فهو إِمّا أَنْ يُسْتَدْرَكَ به على الشَّيْخِ ابن مالكٍ في الأَفْعَالِ الَّتِي أَوْرَدَهَا بالوَجْهَيْنِ، أَوْ يُتَعَقَّب المُصَنِّفُ بِكَلامِ ابنِ مالكٍ وأَكْثَرِ الصَّرْفِيِّينَ واللُّغَوِيِّين حَتِّى يُعْرَف مُسْتَنَدَهُ. انتهى.
قُلْتُ: الصَّوابُ أَنَّه يُسْتَدْرَكُ به على ابنِ مالكٍ ويُتَعَقَّب، فإِنّ الضّمَّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي عُبَيْد عَنْ أَبِي عَمْرٍو، والكَسْرَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن أَبِي عَمْرٍو أَيْضًا، وصَوَّبَه أَبُو زَكَريّا وأَبُو سَهْلٍ، فَهُمَا روايَتَان، وهذا هُوَ المُسْتَنَدُ، فتأَمّلْ.
وقِيلَ: أَصَّتِ النّاقَةُ، إِذا غَزُرَتْ، قِيلَ: ومِنْهُ أَصْبَهَانُ للبَلَدِ المَعْرُوفِ بالعَجَمُ أَصْلُه: أَصَّتْ بَهَانُ، قالُوا: بَهَان كقَطَام: اسْمُ امرأَةٍ، مبنِيٌّ أَو مُعْرَبٌ إِعْرَابَ ما لا يَنْصَرِفُ؛ أَي سَمِنَتْ المَلِيحَةُ، سُمِّيَتْ المَدِينَةُ بذلِكَ لحُسْنِ هَوائِهَا وعُذُوبَةِ مائها، وكَثْرَةِ فَواكِهِهَا، فخُفِّفَتْ اللَّفْظَةُ بحَذْفِ إِحْدى الصّادَيْنِ والتّاء، وبَيْنَ سَمِنَتْ وسُمِّيَتْ جِناسٌ، وأَمّا ما ذَكَرَه مِنْ صِحَّةِ هَوَائِهَا إِلَى آخِرِهِ، فقَالَ مِسْعَرُ بنُ مُهَلْهِلِ: أَصْبَهَانُ صَحِيحَةُ الهَوَاءِ، نَقِيَّةُ الجَوّ خالِيَةٌ مِنْ جَمِيعِ الهَوَامِّ، لا تَبْلَى المَوْتَى في تُرْبَتِهَا، ولا تَتَغَيّر فِيهَا رَائِحَةُ الَّلحْمِ ولَوْ بَقِيتِ القِدْرُ بعدَ أَنْ تُطْبَخَ شَهْرًا، ورُبَّمَا حَفَرَ الإِنْسَانُ بها حَفِيرَةً فيَهْجِم على قَبْرٍ لَهُ أُلُوفُ سِنَينَ والمَيِّتُ فيها عَلَى حالِهِ لَمْ يَتَغَيَّرْ، وتُرْبَتُهَا أَصَحُّ تُرَبِ الأَرْضِ، ويَبْقَى التُّفّاحُ بِهَا غَضًّا سَبْعَ سِنَينَ، ولا تُسَوِّسُ بِهَا الحِنْطَةُ كَمَا تُسَوّسُ بِغَيْرِها، قالَ ياقُوت: وهِيَ مَدِينَةٌ مَشْهُورَةٌ من أَعْلامِ المُدُنِ، ويُسْرِفُون في وَصْفِ عِظَمِهَا حَتَّى يَتَجَاوَزُوا حَدَّ الاقْتِصَادِ إِلَى غَايَةِ الإِسْرَافِ، وهُوَ اسْمٌ للإِقْلِيمِ بأَسْرِه. قال الهَيْثَمُ بن عَدِيٍّ: وهي سِتَّةَ عَشَرَ رُسْتَاقًا، كُلُّ رُسْتَاقٍ ثَلاثُمِائَةٍ وسِتُّونَ قَرْيَةً قَدِيمةً سِوَى المُحْدِثَةِ، ونَهْرُها المَعْرُوفُ بِزَنْدَ رُوذ في غايَةِ الطِّيبِ والصِّحَّةِ والعُذُوبَةِ، وقَدْ وصَفَتْهُ الشُّعَرَاءُ، فَقَال بَعْضُهُم:
لَسْتُ آسَى مِنْ أَصْبَهَانَ عَلَى شَيْ *** ءٍ سِوَى مَائِهَا الرَّحِيقِ الزُّلَالِ
ونَسِيمِ الصَّبَا ومُنْخَرقِ الرِّي *** حِ وجَوٍّ صافٍ على كُلِّ حالِ
ولَهَا الزَّعْفَرَانُ والعَسَلُ الما *** ذِيُّ والصّافِنَاتُ تَحْتَ الجِلالِ
ولذلكَ قال الحَجّاجُ لبَعْضِ مَنْ وَلاّهُ أَصْبَهَان: قد وَلَّيْتُكَ بَلْدَةً حَجَرُهَا الكُحْلُ، وذُبَابُهَا النَّحْلُ، وحَشيشُهَا الزَّعْفَرَانُ.
قالُوا: ومن كَيْمُوسِ هَوَائِهَا وخاصّيَّتِه أَنّهُ يُبَخِّلُ، فَلا تَرَى بهَا كَرِيمًا، وفي بَعْضِ الأَخْبَارِ أَنّ الدّجّالَ يَخْرُجُ من أَصْبَهَانَ.
والصَّوَابُ أَنّهَا كَلِمَةٌ أَعْجَمِيَّةٌ، وهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ الجَمَاهِيرُ، وصَوَّبَه شَيْخُنَا، قالَ: فحِينَئذٍ حَقُّهَا أَنْ تُذْكَرَ في باب النُّونِ وفَصْل الهَمْزَةِ لأَنّها صارَتْ كَلِمَةً وَاحِدَةً عَلَمًا عَلَى مَوْضعٍ مُعَيِّنٍ، حُرُوفُهَا كُلُّهَا أَصْلِيَّة، ولا يُنْظَرُ إِلَى ما كانَتْ مُفْرَدَاتُهَا، وقَدْ تُكْسَرُ هَمْزَتُهَا، قالَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ: هكَذَا قَيَّدَه البَكْرِيُّ في كِتَابِه المُعْجَم.
قلتُ: وتَبعَه ابنُ السَّمْعانِيّ، قال ياقُوت: والفَتْحُ أَصَحُّ.
وأَكْثَرُ، وقد تُبْدَلُ باؤُهَا فاءً فيُقَالُ: أَصْفَهَانُ فِيهِمَا، أَيْ في الكَسْرِ والفَتْحِ.
قُلْتُ: وقد تُحْذَفُ الأَلِفُ أَيْضًا، فيَقُولُون: صَفَاهان، كما هو جَارٍ الآنَ عَلَى أَلْسِنَتِهم، قال شيخُنَا: إِنْ أُرِيدَ من الأَجْنَاد الفُرْسَانَ، كَمَا مالَ إِلَيْه السُّهَيْليُّ وحَرّرهُ فَهُوَ ظاهرٌ، وباؤُه حينَئذٍ خالصةٌ، وإِلاّ فَفِيه نَظَرٌ.
قُلْتُ: الَّذِي قَالَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ في ذِكْرِ حَدِيثِ سَلْمَانَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه: «كُنْتُ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَان» ما نَصُّه: وأَصْبَه بالعَرَبِيّة فَرَسٌ، وقِيلَ: هو العَسْكَرُ، فمَعْنَى الكَلِمَةِ: مَوْضِعُ العَسْكَرِ، أَو الخَيْل أَو نَحْو هذا. انْتَهَى، فَلَيْسَ فيه مَا يَدُلُّ على أَنّه أَرادَ من الأَجْنَادِ الفُرْسَانَ، ولا مَيْلَه إِلَيْه، فتَأَمَّلْ. ثُمَّ قَولُ السُّهَيْلِيّ: مَوْضِعُ العَسْكَرِ أَو الخَيْل يَحْتَاجُ إِلَى نَظَرٍ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ في اللَّفْظِ ما يَدُلُّ عَلَى المَوْضِعِ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ بحَذْفِ مُضَافٍ، ثم قَالَ شَيْخُنَا: وفي كَلام ابن أَبي شَرِيفٍ وجَمَاعَةٍ أَنَّهَا تُقَالُ بَيْنَ الباءِ والفَاءِ، وقالَ جَمَاعَةٌ: إِنَّهَا تُقَالُ بالبَاءِ الفَارِسيَّةِ، قال شَيْخُنَا: قُلْتُ: وهُوَ المُرَادُ بأَنَّهَا بَيْنَ الباءِ والفَاءِ. وتَعَقَّبُوه بنَاءً على مَا بَنَوْا عَلَيْهِ مِنْ أَنَّ المُرَادَ الفُرْسَانُ، والأَسْبُ حينَئِذٍ هُوَ الخَيْلُ بالبَاءِ العَرَبيَّةِ، ولكِنْ بالسِّينِ لا الصّادِ، ففِيهِ نَظَرٌ منْ هذا الوَجْه، فَتَأَمَّلْ: انْتَهَى.
قُلْتُ: ما ذَكَرَه ابنُ أَبي شَرِيفٍ: وقال جَمَاعَةٌ مع ما قَبْلَهُ قولٌ واحِدٌ، كَمَا نَبَّه عَلَيْه شيخُنَا عَلَى الصَّوَابِ وأَمّا قَوْلُ شَيْخِنَا في التَّعَقُّبِ عَلَيْه: والأَسْبُ حينَئذٍ، إِلخ، فَفِيه نَظَرٌ؛ لأَنَّ الأَسْبَ اسْمٌ بمَعْنَى الفَرَسِ، بالبَاءِ العَجَمِيَّة لا العَرَبِيّة، وتَعْبِيرُه بالخَيْلِ يَدُلُّ عَلَى أَنّه اسْمُ جَمْعٍ، ولَيْسَ كَذلِكَ، وفي عِبَارَةِ السُّهَيْلِيّ: وأَصْبَه، بالعَرَبِيَّةِ: الفَرَسُ، كما تَقَدَّم، فظَهَرَ بذلك أَنَّهُ يُقَال أَيْضًا بالصَادِ، وكَأَنَّهُ عنْدَ التَّعْرِيبِ، فتَأَمَّلْ.
وأَصْلُهَا إِسْبَاهانْ جَمْعُ إِسْباه، بالكَسْرِ، وهَان عَلامَةُ الجَمْعِ عِنْدَهُم: أَي الأَجْنَادُ، لأَنَّهُم كانُوا سُكّانَهَا، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَصْبَهَان اسْمٌ مُرَكَّبٌ؛ لأَنّ الأَصْبَ البَلَدُ بلسَانِ الفُرْسِ، وهان اسمُ الفارِسِ، فكأَنَّهُ يقال بِلادُ الفُرْسانِ، وقَدْ رَدّ عَلَيْهِ ياقُوت، فقَالَ: الصَّوَابُ أَنَّ الأَصْبَ بلُغَةِ الفُرْسِ هو الفَرَسُ، وهان كَأَنَّهُ دَلِيلُ الجَمْعِ، فمَعْنَاهُ الفُرْسَانُ، والأَصْبَهيُّ: الفَارِسُ.
قُلْتُ: وهذا الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْه ياقُوت، هُوَ ما يُعْطِيهِ حَقُّ الَّلفْظِ، وقَدْ أَصَابَ المَرْمَى وما أَخْطَأَ، أَوْ لِأَنَّهُمْ كانُوا سُكّانَهَا؛ أَي الأَجْنَاد، فسُمِّيَتْ بهم، بحَذْفِ مُضَافٍ؛ أَي مَوْضِع الأَجْنَادِ، كَمَا تَقَدَّم في قَوْلِ السُّهَيْلِيِّ.
قُلْتُ: والمُرَادُ بتلْكَ الأَجْنَاد هيَ الَّتي خَرَجَتْ عَلَى الضَّحّاكِ وأَجَابَتْهُم النّاسُ حَتَّى أَزالُوا، وأَخْرَجُوا أَفْريدُونَ جَدَّ بَني سَاسَانِ مِنْ مَكْمَنِه، وجَعَلُوه مَلِكًا، وتَوَّجُوه، في قصَّةٍ طَويلَةٍ، ذَكَرَهَا أَرْبَابُ التَّوَارِيخِ، ذاتِ تَهَاوِيلَ وخُرَافَاتٍ، ولِذَا لَمْ يَكُنْ يَحْمِلُ لوَاءَ مُلوكِ الفُرْس مِنْ آلِ سَاسَانَ إِلاَّ أَهْلُ أَصْبَهَانَ، أَشَارَ إِلَيْه ياقُوت.
أَوْ لِأَنَّهُم لَمّا دَعَاهُمْ نُمْرُوذُ إِلَى مُحَارَبَةِ مَنْ في السّمَاءِ، في قصّةٍ ذَكَرَهَا أَهْلُ التَّوَارِيخِ، كَتَبُوا في جَوَابِه: إِسْبَاه آنْ نَه كِهْ با خُدا جَنْكْ كُنَد أَيْ هذا الجُنْد ليسَ مِمَّنْ يُحَارِبُ الله، فآنْ، مَمْدُودًا: اسْمُ الإِشَارَة، ونَهْ بالفَتْحِ: عَلَامَةُ النّفْيِ، وكِهْ بالكَسْرِ: بمَعْنَى الَّذِي، وبَا خُدَا؛ أَي مَعَ الله، وخُدَا بالضّمِّ اسمُ الله، وأَصْلُه خُودَاي، ويَعْنُون بذلِكَ وَاجِبَ الوُجُودِ، وجَنْك، بالفَتْح: الحْرْبُ، وكُنَد، بالضّمِّ وفتحِ النّون: تأْكيدٌ لِمَعْنَى الفِعْلِ، ويُعَبِّرُ بِهِ عن المُفْرَد؛ أَي لَيْسَ مِمّن، ولَوْ لَا ذلِكَ لَكَانَ حَقُّه كُنَنْد، بنُونَيْنِ، نظرًا إِلَى لَفْظ أَسْباهان بمَعْنَى الأَجْنَادِ، فتَأَمَّلْ. ثُمَّ إِنَّ هذا القَوْلَ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ نَقَلَه ابنُ حَمْزَةَ، وحَكَاه ياقُوت، وقَالَ: قد لَهِجَتْ به العَوَامُّ، ونَصُّ ابنِ حَمْزَةَ: أَصْلُه أَسْبَاهْ آن، أَيْ هُمْ جُنْدُ الله، قالَ يَاقُوت: وما أُشَبِّهُ قَوْلَهُ هذا إِلاَّ بِاشْتِقَاقِ عَبْدِ الأَعْلَى القاصّ حِينَ قِيلَ لَهُ: لِمَ سُمِّيَ العُصْفُور عُصْفُورًا؟ قالَ: لِأَنَّهُ عَصَى وفَرّ، قِيلَ لَهُ: فالطَّفَيْشَلُ؟ قالَ: لأَنّه طَفَا وشَالَ.
أَوْ مِنْ أَصْب، هكذا في سائرِ النُّسَخِ، وقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّه بمَعْنَى الفَرَسِ، وبالسِّينِ أَكْثَرُ في كَلَامِهِمْ، ثم قالَ شَيْخُنَا: فعِنْدِي أَنَّه يُسَلَّمُ عَلَى ما نَقَلُوه، ويَجْعَلُ كُلّه لَفْظًا وَاحِدًا، ويُذْكَرُ في البَابِ الَّذِي يَكُونُ آخِرَ حَرْفٍ منه، والله أَعْلَمُ، ومَا عَدَاه فكُلّه رَجْمٌ بالغَيْب، ووُقُوع في عَيْب. انْتَهَى.
وقَدْ ذَكَرَ حَمْزَةُ بنُ الحَسَنِ في اشْتِقَاقِ هذه الكَلِمَةِ وَجْهًا حَسَنًا، وهُوَ أَنّه اسْمٌ مُشْتَقٌّ من الجُنْدِيَّة، وذلِكَ أَنَّ لَفْظَ أَصْبَهَانَ إِذا رُدَّ إِلَى اسْمِه بالفَارِسِيّةِ كَان: أَسْبَاهان، وهِيَ جَمْعُ أَسْبَاه، وأَسْبَاه: اسْمٌ لِلْجُنْدِ والكَلْبِ، وكَذلِكَ سَك اسمٌ للجُنْدِ والكَلْبِ، وإِنّمَا لَزِمَهُمَا هذان الاسْمَانِ واشْتَرَكَا فِيهِمَا، لأَنّ أَفْعَالَهُمَا الحِرَاسَةُ، فالكَلْبُ يُسَمَّى في لُغَةٍ: سَك، وفي لُغَةٍ: أَسْبَاه، ويُخَفّف، فيُقَالُ: اسْبَهْ، فعَلَى هذا جَمَعُوا هذَيْن الاسْمَيْنِ، وسَمَّوْا بهما بَلَدَيْنِ كانَا مَعْدِنَ الجُنْدِ الأَسَاوِرَةِ، فقالُوا لأَصْبَهَانَ: أَسْبَاهَان، ولِسِجِسْتَانَ سِكَان، وسِكِسْتَان.
قُلْتُ: وهذا الَّذي نَقَلَه أَنّ أَسْبَاهَ: اسْمٌ لِلْكَلْبِ، وأَنَّ سَكْ اسْمٌ للجُنْدِ لَيْسَ ذلكَ مَشْهُورًا في لُغَتِهم الأَصْلِيّة، كمَا راجَعْتُه في البُرْهَانِ القاطِع للتِّبْرِيزِيّ، الَّذِي هو في اللُّغةِ عِنْدَهم كالقامُوسِ عندَنا، فلمْ أَجِدْ فيهِ هذا الإِطْلاق، اللهُمَّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ بضَرْبٍ من المَجَازِ، فتَأَمَّلْ.
والَّذِي تَمِيلُ نفْسِي إِليْهِ ما ذَكَرَهُ أَصحابُ السِّيَرِ أَنّها سُمِّيَتْ بأَصْبَهانَ بنِ فَلوُّج بنِ لنطى بنِ يُونانَ بنِ يافِث، وقال ابنُ الكَلْبِيّ: سُمِّيَتْ بأَصْبَهانَ بنِ الفَلُوج بنِ سامِ بنِ نُوحٍ، وقدْ أَغْفَلَه المُصَنِّفُ قُصُورًا، ولمْ يَتنبَّه لِذلِكَ مَنْ تَكَلَّم في هذِه اللَّفْظة، كالبَكْرِيّ، والسُّهيْلِيّ، والمِزِّيّ وابنِ أَبي شَرِيفٍ، وشَيْخِنا وغيرِهِمْ، فاحْفَظْ ذلِكَ، والله أَعْلَم.
قال ياقُوت: وقد خَرَجَ مِنْ أَصْبَهانَ مِنَ العُلمَاءِ والأَئمَّةِ في كُلِّ فَنٍّ ما لَمْ يَخْرُجْ من مَدِينَةٍ من المُدُنِ، وعَلى الخُصُوصِ عُلُوِّ الإِسْنادِ؛ فإِنَّ أَعْمَارَ أَهْلِها تَطُولُ، ولَهُمْ مَع ذلِكَ عِنايَةٌ وَافِرَةٌ لِسَمَاعِ الحَدِيثِ، وبها من الحُفّاظ خَلْقٌ لا يُحْصَوْنَ، ولها عِدّةُ تَوارِيخَ، وقَدْ فَشَا الخرَابُ في هذا الوَقْتِ وقَبْلَه في نَواحِيها، لِكثْرَةِ الفِتَنِ والتّعَصُّبِ بَيْنَ الشّافِعِيّة والحَنَفِيَّة، والحُرُوب المُتَّصِلَةِ بَيْنَ الحِزْبَيْنِ، فكُلَّمَا ظَهَرَتْ طائِفةٌ نَهَبَتْ مَحَلَّةَ الأُخْرَى وأَحْرَقَتها، وخَرَّبَتْها، لا يَأْخُذُهم في ذلِكَ إِلٌّ ولا ذِمَّة، ومع ذلِكَ فَقلَّ أَنْ تَدُومَ بِها دَوْلَةُ سُلْطانِ، أَوْ يُقِيمَ بِها فيُصْلِحَ فاسِدَها، وكذلِكَ الأَمْرُ في رَسَاتِيقِها وقُرَاهَا الَّتِي كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْها كالمَدِينةِ.
قُلْتُ: وهذا الَّذِي ذكرَه ياقُوت كان في سَنةِ سِتِّمِائَةٍ من الْهِجْرَةِ، وأَمَّا الآن وقَبْلَ الآنَ من عَهْدِ الثَّمانِمِائةِ قَدْ غَلَبَ عَلَى أَهْلِها
الرَّفْضُ والتّشَيُّعُ، وطُمِسَت السُّنّةُ فِيها كأَسْترَاباذ، ويَزْدَ، وقُمَّ، وقاشانَ وقَزْوِين وغَيْرِهَا من البِلادِ، فلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاّ باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
وأَصَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا: زَحَمَ، ومِنْهُ الأَصِيصَةُ.
والأَصُوصُ، كصَبُورٍ: النّاقةُ الحَائِلُ السَّمِينةُ، عن أَبِي عَمْرٍو، ومِنْهُ المَثَلُ «أَصُوصٌ عليها صُوصٌ» الصُّوصُ: اللَّئيمُ، يُضْرَبُ للأَصْلِ الكرِيمِ يَظْهرُ منه فرعٌ لئِيمٌ، وقال امْرُؤُ القيْسِ:
فَدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عَنْكَ بجَسْرَةٍ *** مُدَاخَلَةٌ صُمُّ العِظامِ أَصُوصُ
وقِيلَ: هِيَ الَّتِي قد حُمِلَ عَلَيْها فلمْ تَلْقَحْ.
وعن ابنِ عَبّادٍ: الأَصُوصُ: اللِّصُّ، يُقال: أَصُوصٌ عَليْها أَصُوصٌ، الجمع: أُصُصٌ، بِضَمَّتَيْنِ.
والأَصُّ مُثَلَّثَةً عن ابنِ مالِكٍ، الكَسْرُ عن الجَوْهَرِيِّ، والفَتْحُ عن الأَزْهَرِيّ: الأَصْلُ، وقِيل: الأَصْلُ الكَرِيمُ، ج: آصَاصٌ، بالمَدّ، كحِمْلٍ وأَحْمَالٍ، وأَنْشد ابنُ دُرَيْدٍ:
قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصَاصَا *** وعِزَّةٌ قعْسَاءُ لنْ تُناصى
وكذلِك العَصُّ بالعَيْنِ، كمَا سَيأَتي.
والأَصِيصُ، كأَمِيرٍ: الرِّعْدَةُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
والأَصِيصُ الذُّعْرُ، يُقال: أَفْلَتَ ولَهُ أَصِيصٌ؛ أَي رِعْدَةٌ، ويُقال: ذُعْرٌ وانْقِبَاضٌ.
والأَصِيصُ أَيْضًا: مَا تَكَسَّرَ من الآنِيَةَ، أَوْ، وفي الصّحاحِ، وهُوَ نِصْفُ الجَرَّةِ، أَوِ الخابِيَةِ تُزْرَعُ فِيهِ الرَّياحِينُ، وأَنْشدَ قَوْلَ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ:
يا ليْت شِعْرِي وأَنا ذُو عَجَّةٍ *** مَتى أَرَى شَرْبًا حَوالَيْ أَصِيصْ
وفي رواية... ذُو ضجَّةٍ، وفي أُخْرَى: وآنَ ذُو عَجَّةٍ. قُلْتُ: وهِي لُغَةٌ في أَنا، وهي أَرْبَعُ لُغاتٍ: يُقال: أَنّ قُلْتُ، وأَنا قُلْتُ، وآنَ قُلْتُ، وأَنْ قُلْت، كذا وَجَدْتُه في بَعْضِ حَوَاشِي الصّحاح. قال الجَوْهَرِيُّ، يَعْنِي به أَصْلَ الدَّنِّ.
وقِيل: الأَصِيصُ: مِرْكَنٌ أَو بَاطِيَةٌ شِبْهُ أَصْلِ الدَّنِّ يُبَالُ فِيهِ. وقال خالِدُ بنُ يَزِيدَ: الأَصِيصُ: أَسْفَلُ الدَّنِّ، كانَ يُوضَعُ ليُبالَ فِيهِ، وأَنْشَدَ قولَ عَدِيٍّ السابق، وقال أَبُو الهَيْثَمِ: كانُوا يَبُولُون فِيه إِذا شَرِبُوا، وأَنْشَدَ:
تَرَى فِيهِ أَثْلامَ الأَصيصِ كأَنَّهُ *** إِذا بالَ فِيهِ الشَّيْخُ جَفْرٌ مُغَوَّرُ
وقَالَ عَبْدَةُ بن الطَّبِيبِ:
لَنَا أَصِيصٌ كَجِذْم الحَوْضِ هَدَّمَه *** وَطْءُ الغَزَالِ لَدَيْهِ الزِّقُّ مَغْسُولُ
والأَصِيصُ: البِنَاءُ المُحْكَمُ، كالرَّصيص.
والأَصِيصُ: شَيْءٌ كالجَرَّةِ لَهُ عُرْوَتَانِ يُحْمَلُ فِيهِ الطِّينُ، كما في اللِّسَانِ والعُبَاب.
والأَصِيصَةُ مِنَ البُيُوتِ: المُتَقَارِبَةُ، بَعْضُها بِبَعْضٍ، ويُقَالُ: هُمْ أَصِيصَةٌ وَاحِدَةٌ؛ أَي مُجْتَمِعُونَ كالبُيُوتِ المُتَلاصِقَةِ.
والتَّأْصِيصُ: الإِيثاقُ، كالتَّأْسِيسِ.
والتَّأْصِيصُ: التَّشْدِيدُ والإِحْكَامُ، وإِلْزَاقُ بَعْضٍ ببَعْضِ.
وعَنِ ابنِ عَبّاد: يُقَال: تَأَصَّصُوا، إِذا اجْتَمَعُوا وتَزَاحَمُوا، كائْتَصُّوا ائْتِصاصًا.
* وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
نَاقَةٌ أَصُوصٌ: شَدِيدَةٌ مُوَثَّقَةُ الخَلْقِ، وقِيل: كَرِيمَةٌ.
والأَصُوصُ: البَخِيلُ.
ويُقَال: جِئْ بهِ من إِصِّكَ، أَيْ من حَيْثُ كان.
وأَنّه لأَصِيصٌ كَصِيصٌ، أَيْ مُنْقَبِضٌ.
ولَهُ أَصِيصٌ، أَيْ تَحَرُّكٌ والْتِوَاءٌ من الجَهْدِ.
وآصُ، بالمَدّ: من مُدُنِ التُّرْكِ، وقد نُسِبَ إِلَيْهَا جماعَةٌ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
6-تاج العروس (شبل)
[شبل]: الشِّبْلُ: بالكسرِ، وَلَدُ الأَسَدِ إذا أَدْرَكَ الصَّيْدَ، الجمع: أَشْبالٌ وأَشْبُلُ، كأَفْلُسٍ، وشُبولٌ، بالضمِ، وشِبالٌ، بالكسر، قالَ الكُمَيْتُ:خَلَفْتُم سعيدًا وهل يشبهنّ *** إلَّا أَبا الأشْبُل الأشْبُلُ
وقالَ رجلٌ من بنِي جَذِيمة:
شَثْنُ البَنانِ في غَداةٍ بَرْدَه *** جَهْم المُحَيَّا ذو شِبالٍ عده
وشَبَلَ الغلامُ شُبولًا إذا نَشَأَ وشَبَّ في نِعْمَةٍ. وقالَ الكِسَائيُّ: شَبَلَ في بنِي فلانٍ إذا نَشَأَ فيهم، وقالَ غيرُه: ولا يكونُ إلَّا في نِعْمَةٍ.
وأَشْبَلَ عليه أَي عَطَفَ. وأَيْضًا: أَعَانَه وهو مجازٌ، قالَ الكُمَيْتُ:
ومِنَّا إذا حَزَبَتْك الأُمورُ *** عَلَيْكَ المُلَبْلِبُ والمُشْبِل
وقالَ الكِسَائيُّ: الإشْبالُ التَّعطُّفُ والمَعُونَةُ.
ومن المجازِ: أَشْبَلَتِ المرْأَةُ على وَلَدِها وهي مُشْبِلٌ: أَقَامَتْ عليهم بعدَ زَوْجِها وصَبَرَتْ عَلَيهم ولم تَتَزَوَّجْ، تقولُ: هي في إِشْبالِها كاللَّبْوَةِ على أَشْبالِها.
وإِشْبيلِيَةُ: بالكسرِ كإِرْمِينِيَة، قالَ شيْخُنَا: ضَبَطَه بالكسرِ لأَنَّ إرْمِينِيَةَ قد قيلَ إنَّها بالفتحِ وإنْ كانَ غيرَ صوابٍ ووَزْنها بها إشَارَة إلى أَنَّ الياءَ مخفَّفَة لا للنَّسَبِ كما تَوَهَّمَه كثيرُونَ، وإِن جَزَمَ أَيْضًا أَقْوامٌ بأَنَّها مشدَّدَةٌ مَنْسُوبَةٌ إلى بعضِ مُلُوكِ اصْبَانيول على غيرِ قِياسٍ، وقيلَ إنَّها إِسْلامِيَةٌ ويَأْتي خِلَافُه.
قلْتُ: الوَجْهَان المَذْكُورَان في إِرْمِينِيَة قد نَقَلَهما ياقوتُ وغيرُه، ونقلَ عن أَبي عليٍّ كَلامًا يأْتي سِيَاقُه في أَرمن إِنْ شاءَ اللهُ تعالَى، أَعْظَمُ بَلَدٍ بالأَنْدَلُسِ، ويقالُ لها حمْص لأَنَّ جنْدَ حمْص نَزَلَها: ولِواؤُهم بالمَيْمَنَةِ بعْدَ لواءِ جنْدِ دِمَشْق، وبها قاعِدَةُ مَلِكِ الأَنْدَلُس وسَرِيرُه، وبها كانَ بَنُو عباد ولمقامهم بها خَربَتْ قُرْطُبة، وعَمَلُها مُتَّصلٌ بعَمَلِ لبلة وهي غَرْبي قُرْطبة بَيْنهما ثَلاثُون فَرْسخًا، وكانَتْ قَدِيمًا فيمَا يَزْعَم بعضُهم قاعِدَةَ مَلِكِ الرُّومِ، وبها كانَ كُرسِيُّهم الأَعْظَم، وأَمَّا الآنَ فهو بطُلَيْطِلة كذا في المعْجَمِ.
وقالَ الشقنديّ: من محاسِنِ إِشْبِيِليَة اعْتِدَالُ الهواءِ وحُسْن المَبَاني ونَهْرها الأَعْظَم الذي يَصْعدُ المَدُّ فيه اثْنَيْن وسَبْعِين مِيْلًا ثم يُحْسَر.
وقالَ ابنُ مفلحٍ: إِشْبيلِيَة عَرُوسُ البِلادِ الأَنْدَلُسِيَّة لأَنَّ تاجَها الشَّرَف وفي عُنُقِها سمط النَّهْرِ الأَعْظَم وليْسَ في الأَرْضِ أَتَمّ حُسْنًا من هذا النَّهْرِ يُضَاهِي دجْلَةَ والفُرَات والنِّيْل، وتَسِيرُ القَوَارِبُ فيه للنُّزْهةِ والصَّيْدِ تَحْتَ ظلالِ الثِّمَارِ وتَغْريدِ الأَطْيارِ أَرْبعَةَ وعِشْريْن مِيْلًا.
قلْتُ: وأَمَّا شَرَفُ إِشْبِيلِيَة فقد تقدَّمَ ذِكْرُه في حَرْفِ الفاءِ فرَاجِعْه.
وفي كُورةِ إِشْبَيلِيَة مُدُنٌ وأَقَالِيم تُذْكَرُ في مَوَاضِعِها، وقد نُسِبَ إِليها خَلْقٌ كثيرٌ من أَهْلِ العِلْمِ منهم: عبدُ الله بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ قاضِيها مَاتَ سَنَة 276، وأَبُو عُمَرَ أَحمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ هاشِمِ، مَاتَ سَنَة 401، والقاضِي أَبُو بَكْرِ بنُ العَرَبيّ شارِحِ التَّرْمذي وغيرُهم.
وذو الشِّبْلَيْنِ عامرُ بنُ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ بنِ جُشَمَ بنِ بكْرِ بنِ حَبِيبِ بنِ عَمْرِو بنِ غنمِ بنِ تَغْلب التغْلِبيُّ كان له ابْنانِ تَوْأَمانِ يُدْعَيانِ الشِّبْلَيْنِ نَقَلَه الصَّاغانيُّ.
والخَضِرُ بنُ شِبْلٍ من الفُقَهَاءِ.
والشَّابِلُ الأَسَدُ الذي اشْتَبَكَتْ أَنْيابُهُ.
وأَيْضًا: الغُلامُ المُمْتَلِئُ البَدَنِ نِعْمَةً وشَبَابًا، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ؛ قالَ وهو أَيْضًا الشابِنُ بالنُّونِ والحِضَجْرُ.
والشِّبْلِيُّ: بالكسرِ، اسمُ جَماعَةٍ نُسِبُوا إِلى جَدِّهم أَو إِلى مَوْضِعٍ أَشْهَرُهم: الإِمامُ أَبُو بكْرٍ الشِّبْلِيُّ اخْتَلِفَ في اسمِه فقيلَ: دلفُ بنُ جُحْدرٍ وقيلَ غيرُ ذَلِكَ، من أَكابِرِ الزُّهَّادِ والعارِفيْن تُوفي ببَغْدَادَ سَنَة 334 وقَبْرُه بها يُزَارُ.
ومنهم أَيْضًا أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الحُسَيْن بنِ عبدِ الله بن الشبْل الشِّبْليُّ البَغْدَادِيُّ الشاعِرُ رَوَى عنه أَبُو القاسِمِ بنُ السَّمَرْقَنْدِيّ ومَاتَ سَنَة نَيِّفٍ وسَبْعِيْن وأَرْبَعُمائة، وصاحِبُنا الجَوادُ الكَرِيمُ المهَذَّبُ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ الشِّبْليُّ الدميريّ، يقالُ إِنَّه من ذُرِّيَّةِ أَبي بكْرٍ الشِّبْليّ المَذْكُور، قُتِلَ في محرَّمِ هذه السَّنَةِ ظُلْمًا وقد وَرَدْتُ عليه بدميرة أَيَّام زِيارَتي فأَكْرَمَنِي رِحِمَه اللهُ تعالَى وقُتِلَ قاتِلُه؛ وشِبْلُ بنُ عَبَّادٍ المَكِّيُّ مُقْرِئُها تَلَا على ابنِ كثيرٍ وسَمِعَ أَبَا الطُّفَيْل وعِدَّة، وعنه رَوحُ وأَبُو حذيفَةَ النَّهدِيّ؛ قالَ أَبُو دَاوُد: ثِقَةٌ إِلَّا أَنَّه يَرَى القَدَرَ.
وشِبْلُ بنُ العَلاءِ بنِ عبدِ الرَّحْمن عن أَبيهِ، قالَ ابنُ عَدِيٍّ: له مَنَاكِير، مُحدِّثانِ.
وكَزُبَيْرٍ: شُبَيْلُ بنُ عَوْفِ بنِ أَبي حَيَّة، أَبُو الطُّفَيْلِ الأَحْمَسِيُّ تابِعِيٌّ أَدْرَكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، في الجاهِلِيَّةِ وشَهِدَ القادِسِيَّةِ مَعَ سَعْدٍ، ورُوِيَ عن عُمَرَ عِدَادُه في أَهْلِ الكُوفَة، رَوَى عنه إِسْمَاعيل بنُ أَبي خالِدٍ.
وشُبَيْلُ بنُ عُرْوَةَ، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ ابنُ عَزْرَةَ الضُّبَعِيُّ أَبُو عَمْرٍو النَّحَوِيُّ عن أَنَس وشَهْر، وعنه شعْبَةُ وسَعِيدُ بنُ عامِرٍ، وَثَّقَهُ ابنُ مُعِيْن، وهو خَتَنُ قَتادَةَ بن دُعَامَة السَّدُوسِيّ.
ومُنَبِّهُ بنُ شُبَيْلٍ في نَسَبِ ثَقيفٍ.
وأَبُو شُبَيْلٍ عْبَيْد الله بنُ أَبي مُسْلِمٍ مُحَدِّثٌ.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
لَبْوَةٌ مُشْبِلٌ: مَعَها أَوْلادُها.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ فيمَا رَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عنه: إِذا مَشَى الحُوَار مَعَ أُمِّه وقَوِي فهي مُشْبِلٌ، يعْنِي الأُمَّ؛ قالَ الأَزْهَرِيُّ: قيلَ لها مُشْبِلٌ لشَفَقَتِها على الوَلَدِ.
وشُبْلانُ بالضمِ اسمٌ.
وشبلٌ صَحابيٌّ له حدِيثٌ ضَعيفٌ من رِوَايَةِ عبدِ الرَّحْمن عنه.
وشبْلُ بنُ مَعْبدِ وقيلَ ابنُ حامِدٍ، وقيلَ ابنُ خُلَيْد المزنيّ أَو البَجَليُّ صَحابيُّ رَوَى عنه عُبَيْدُ الله بنُ عَبْدِ الله، وقالَ الذَّهبِيُّ في الكاشِفِ: في أَبيهِ أَقْوالٌ، ويقالُ لا صُحْبَة له ولذا أَسْقَطه البُخَارِي.
قلْتُ: وأَوْرَدَه ابنُ حَبَّان في ثقَاتِ التابِعِيْن وسَمَّى وَالِدَه خُلَيْدًا، وقالَ: يَرْوِي عن عَبْدِ الله بنِ مالِكٍ الأَوْسِيّ، وعنه عُبَيْدُ الله بنُ عَبْدِ الله والزُّهْريّ.
وشُبَيْلُ بنُ الحجنبار شاعِرٌ ذَكَرَه المصنِّفُ في حرفِ الرَّاء.
وأَبُو الخَيْرِ محمدُ بنُ شُبَيْل بنِ أَحمدَ بنِ شُبَيْل الشبيليُّ اليَمَامِيُّ من شيوخِ أَبي سَعْدٍ الإِدْرِيسِيّ تُوفي سَنَة 377.
ومؤتم الأَشْبالِ لَقَبُ عيسى بنِ زَيْدِ بنِ عليِّ بنِ الحُسَيْن وإِليه نعتزي في النِّسْبَةِ.
وأُشْبُولُ بالضمِ قَرْيَةٌ بمِصْرَ منها الشَّمْس محمدُ بنُ محمدِ بنِ إِسْمَاعيل الأُشْبُوليُّ البَنْهَاوِيّ من شيوخِ الحافِظِ السخاويّ والبُرْهان البقاعيّ والبَدْر المَشْهَديّ، سَمِعَ على ابنِ الشَّيْخة وغيرِه، وكان من المسندين بمِصْرَ، وشيْخُنا زَاهِدُ الحَرَمِ أَبُو العَبَّاس أَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحْمن الأُشْبُوليّ كان عالمًا صالحًا سَمِعْنا عليه بمكَّةَ، ودخَلَ اليَمَن ثم رَجَعَ إِلى مكَّةَ وبها تُوفي. رَحِمَه اللهُ تعالَى ونَفَعَنا به.
وشبل بَطْنان في قُضَاعَة أَحَدُهما شِبْلُ بنُ صحار بنِ خَوْلان، والثاني شِبْلُ بنُ يَعْلَى بنِ غالِبِ بنِ سَعْدِ ذَكَرَهُما الهَمَدانيّ.
وأَبُو بكْرٍ الطهمانيّ المعْرُوفُ بشِبْلِ مُحَدِّثٌ.
وعبدُ الله بنُ شِبْلِ بنِ عَمْرٍو صَحابيّ من نُقَبَاءِ الأَنْصَارِ.
وأَبُو شِبْل عَلْقَمَةُ بنُ قَيْسٍ تابِعِيُّ ثقَةٌ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م