نتائج البحث عن (وِتْرَ)
1-العربية المعاصرة (وتر)
وتَرَ يَتِر، تِرْ، وَتْرًا وتِرَةً، فهو واتِر، والمفعول مَوْتور.* وتَرَ القَوْسَ:
1 - عَلَّق عليها وَتَرَها.
2 - شَدَّ وَتَرَها (وتَر آلةَ العود).
* وتَر الشّخصَ:
1 - أدركه بمكروه أو ظلم (أحْرَى بمَنْ وتَرَ الجفُون بلَحْظهِ.. ألاّ تلُوذ جفونُه بسُباتِ).
2 - أفزعه (وتَر الشخصَ بالنتيجة).
3 - قَتَل حَميمَه (أنا الموتور الثائر: صاحب الوَتْر الطالب للثأْر).
* وتَر العددَ: أفرَدَهُ (وتَر الصَّلاةَ: صلاّها وتْرًا).
* وتَر الشّخصَ حقَّهُ ومالَهُ: نقصه إيَّاه (وتَر الشخصَ وِرْثَهُ- {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [قرآن]: في أعمالكم).
أوترَ يُوتر، إيتارًا، فهو مُوتِر، والمفعول مُوتَر (للمتعدِّي).
* أوتَر الشَّخصُ: صلّى الوِتْرَ (أوتَرَ في صلاته).
* أوترَ القَوْسَ:
1 - وترَها؛ جعل لها وترًا.
2 - وترَها؛ شدَّ وترَها.
* أوتر العددَ: وتَره؛ جعله فردًا (أوتر الصلاة- أوتر عدد الورود التي سيقدمها هديّة).
* أوتر الأشياءَ: تابعها وترك بين كلّ اثنين منها فترةً (أوتر بين أخباره- أوتر المؤلّفُ كتبَه).
تواترَ يتواتر، تَواتُرًا، فهو مُتواتِر.
* تواترت عمليَّاتُ القصْف: مُطاوع واترَ: تتابعت مع فتراتٍ بينها (تواتر صوتُ صَفّارة الإنذار).
* تواترت الأحاديثُ/تواترت الأخبارُ:
1 - توالت وتتابعت، جاءت بعضها في إثر بعض وتْرًا وتْرًا من غير أن تنقطع (أحاديث نبويَّة متواترة: إذا كثُر ورودها وتعدّد رواتها إلى حدّ يستحيل معه التواطؤ على الكذب- تواترت اللِّقاءات).
2 - حدَّث بها واحد عن واحد.
توتَّرَ يتوتَّر، تَوتُّرًا، فهو مُتوتِّر.
* توتَّر العَصَبُ والعِرْقُ: اشتدّ وتشنّج (موقف سياسيّ متوتِّر- توتَّرت العلاقةُ بين الدَّولتين: ساءت بعد وئام) (*) توتَّر الوضعُ: تأزّم واشتد- متوتِّر الأعصاب: مضطرب، قلِق، سريع الانفعال.
واترَ يواتر، مُواتَرةً، فهو مُواتِر، والمفعول مُواتَر.
* واتر الجَريَ: تابعه مع فترة (واتر القِرَاءةَ/الرَّمْيَ- واتر المُهندسُ تقدُّمَ إنجاز القنطرة).
* واتر الصَّومَ: صام يومًا وأفطر يومًا أو يومين (واتَر صيام شهر شعبان- واتر صيام ستة أيام من شوّال).
وتَّرَ يوتِّر، توتيرًا، فهو مُوَتِّر، والمفعول مُوَتَّر.
* وتَّرَ القَوْسَ:
1 - وتَرَها، شدّ وترها (وتّر الصَّيّادُ قوسَه ثمّ رَمَى).
2 - علّق عليها وترَها.
3 - زوَّدها بأوتار.
* وتَّرَ الصَّلاةَ: وتَرَها، أفردها، جعلها وِتْرًا.
* وَتَّر العلاقاتِ: أحدث اضطرابًا وتشنُّجًا (وتَّر صداقة حميمة- وتَّر الأعصابَ بأسئلته السَّخيفة: هَيّجها وأثارها- مُوَتَّر الأعصاب- دواء مُوَتِّر).
إيتَار [مفرد]: مصدر أوترَ.
تَتْرَى [مفرد]: متواترون، متتابعون، واحد بعد واحد وبين الجائي وسابقه فترة ومُهلة (جاء القومُ تترى- {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [قرآن]).
تِرَة [مفرد]: مصدر وتَرَ.
تَواتُر [مفرد]:
1 - مصدر تواترَ.
2 - [في الحديث] روايةُ جمع عن جمع يُؤمَنُ تواطُؤُهم على الكذِب (التَّواتُر يفيد القَطْع- حديث مُتواتِر).
3 - [في القانون] نَقْلٌ مأثور.
* تواتُر الألفاظ: [في العلوم اللغوية] شيوعها وكثرة استعمالها.
توَتُّر [مفرد]:
1 - مصدر توتَّرَ (*) تَوَتُّر العلاقات: سوء العلاقات واضطرابها بين دولتين أو أكثر أو بين أشخاص بعد الوئام وهي حالة قد تؤدي إلى قطع العلاقات.
2 - [في الفلسفة والتصوُّف] جهد باطنيّ يمنح الشَّيءَ انسجامًا وفق طبيعته.
3 - [في الطبيعة والفيزياء] حالة سطح جسم مشدود من طرفيه.
4 - [في الطبيعة والفيزياء] فرق الجُهد بين نقطتي دورة، قوّة التّيار بالفولت.
5 - [في علوم النفس] شعور بالضيق واضطراب التوازن والاستعداد لتغيير السلوك.
* شدَّة التَّوتُّر: [في الطب] فرط القوّة.
* فرط التَّوتُّر: [في الطب] زيادة التوتُّر التناضُحي لسائل، توتُّر عضلي مفرط.
* قياس التَّوتُّر: [في الطب] قياس الضَّغط.
* نقص التَّوتُّر: [في الطب] عدم كفاية القوّة العضليّة.
* ناقص التَّوتُّر: [في الطب] الذي يكون ضغطه التّناضُحيّ أو الانتشاريّ أدنى من ضغط تناضحيّ آخر (خاصّة ضغط الدَّم).
* التَّوتُّر السَّطحيّ: [في الطبيعة والفيزياء] خاصّيّة ارتفاع السَّوائل بالقرب من السَّطح ناتجة عن قوى الجزيئات وتؤدّي إلى وجود شبه غشاء رقيق وإلى الخاصّيّة الشِّعريّة.
* قياس التَّوتُّر السَّطحيّ: [في الطبيعة والفيزياء] قياس التَّوتُّر السّطحيّ لسائل بتحديد وزن أو حجم نقطة ساقطة من السَّائل في طرف أُنبوب شَعريّ.
مُتواتِر [مفرد]: اسم فاعل من تواترَ.
* حديث متواتر: [في الحديث] صفة للخبر الثابت على ألسنة قوم لا يُتصوّر تواطؤهم على الكذب ولا اتفاقهم على الفهم الخاطئ.
مَوْتور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وتَرَ.
2 - من قُتِل له قَتِيل فلم يُدرِك بدمه أي لم يثأر له.
وَتْر [مفرد]: مصدر وتَرَ.
وَتْر/وِتْر [مفرد]: جمعه أوتار: فرد، عكسه شَفْع (جاء وَترًا- {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [قرآن]).
* الوَتْر/الوِتْر:
1 - يوم عرَفَة.
2 - اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: المتّصف وحده بالقدم والوحدانيَّة، فهو واحد فرد، لا شفع له، أي لا زوج له من شكل أو ضدّ.
* صلاة الوِتْر: ركعة بعد الشَّفع إثر صلاة العشاء (اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا [حديث] - {وَالشَّفْعِ وَالْوِتْرِ} [قرآن]).
وَتَر [مفرد]: جمعه أوتار ووِتار:
1 - مُعلّق القَوس (وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَكْفَالِهَا وَقَلِّدُوهَا وَلاَ تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَارَ) [حديث] (*) ما حيلة الرَّامي إذا انقطع الوتر.
2 - أحد خيوط العود التي يُعزَف عليها (كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم.. والعُودُ ليس له صوتٌ بلا وَتَرِ) (*) أصاب الوتر الحسّاس: أي نقطة الضَّعف- حرّك أوتار القلوب: أثّر في النفوس- ضرَب على الوتر الحسَّاس: مسَّ الموطن الحسّاس أو قلبَ الموضوع، عالج نقطة حسّاسة- يضرب على وتر واحد: يكرّر الشيء نفسه.
3 - [في التشريح] حبلٌ من نسيج ضامّ قويّ قابل للانثناء، يربط أطراف العضلة بالعظم ونحوه.
4 - [في الهندسة] ضلع المثلث المقابل للزاوية القائمة.
5 - [في الهندسة] خطّ مستقيم يصل بين نقطتين على خطًّ مُنْحنٍ (وتر الدائرة).
* وتر مَأْبِضيّ: [في التشريح] أحد وترين يحدّدان الحفرة المأبضيَّة خلف الرُّكبة.
* أوتار البدن: [في التشريح] رباطات بين أعضائه.
* أوتار صوتيَّة: [في العلوم اللغوية] ثنايا عضليّة غشائيّة في الحنجرة تخرج منها نبرات الصوت.
وَتَرَة [مفرد]: جمعه وَتَرات ووَتَر:
1 - [في التشريح] عصبة تحت اللِّسان.
2 - [في التشريح] جُليدة بين كلّ أصبعين.
3 - [في التشريح] غضروف صغير في أعلى الأذن، يأخذ من أعلى الصماخ.
* وَتَرَة الفَخِذ: [في التشريح] عصيّة بين أسفل الفخذ وبين الصَّفَن.
وَتْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى وَتْر/وِتْر.
* العدد الوَتْرِيّ: [في الجبر والإحصاء] العدد الفرديّ الذي لا يقبل القسمة على 2 بدون باقٍ، مثل 3، 5، 7، يقابله العدد الشَّفعيّ.
وَتَريَّة [مفرد]: جمعه وتريَّات: اسم مؤنَّث منسوب إلى وَتَر.
* آلة وتريَّة: [في الموسيقى] آلة كالكمان يتمّ فيها إصدار الصّوت عن طريق نقر أو تحريك الأوتار المشدودة.
وَتيرَة [مفرد]: جمعه وتائِرُ:
1 - مُداومة على الشيء وملازمة وهو مأخوذ من التّواتر والتَّتابع.
2 - فُتور، توانٍ (ما في عمله وتيرة).
3 - طريقة مُطّرِدَة (استمرّ في عمله على هذه الوتيرة- خطابٌ على وتيرة واحدة).
العربية المعاصرة-أحمد مختار عمر وآخرون-صدر: 1429هـ/2008م
2-المعجم الوسيط (التَّوَتُّر)
[التَّوَتُّر] - (في الميكانيكا): الحالةُ الانفعاليةُ لجسم مشدود من طرفيه.(مما أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة).
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
3-المعجم الوسيط (المُتَوَاتِرُ)
[المُتَوَاتِرُ] - (في علم العروض): كلُّ قافية فيها حرفٌ متحرك بين حرفين ساكنين؛ نحو: مفاعِيلُنْ، وفاعِلاتُنْ، ومفعولن، وفَعْلُن.و (الخبرُ أو الحديثُ المتواترُ): ما أخبر به جَمعٌ يُؤْمَن تواطؤهم على الكذب.
(وهو موَلَّد).
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
4-المعجم الوسيط (الوَتَرَانِ)
[الوَتَرَانِ]: العَصَبتان بين رءُوس العُرقوبين إلى المأْبِضين.(مما أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة).
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
5-المعجم الوسيط (الوَتَرَةُ)
[الوَتَرَةُ] من كلِّ شيء: ما استدار من حُروفه.و- مَجْرَى السَّهم من القَوس العربيّة.
و- غُريضِيفٌ في أَعلى الأُذن.
و- ما بين كلِّ إِصبعين.
و- جُلَيدة بين السَّبَّابة والإِبهام.
و- عَضَبةٌ تحتَ اللّسان.
و- ما بين الأَرنبة والسَّبَلة.
و- حجابُ ما بين المَنْخَرَينِ.
و- عَصَبةٌ بين أَسفل الفخذ وبين الصَّفَن.
(والجمع): وَتَرٌ، ووَتَرات.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
6-المعجم الوسيط (الوَتَرَتَانِ)
[الوَتَرَتَانِ]: الوتَران.و- هَنَتان كأَنهما حَلْقتان في أُذُنَي الفرس.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
7-المعجم الوسيط (الوَتَرُ)
[الوَتَرُ]: جمعُ الوَتَرة.و- معلَّقُ القوس.
(والجمع): أوتارٌ، ووِتارٌ.
والوَتَرُ للمثلَّث (في الهَندسة): ضِلَعُهُ المقابلةُ للزاوية القائمة.
والوتَر البؤريّ: مستقيم مارٌّ ببؤرة القِطْع المخروطيّ، ومُنْتَهٍ بنقطتين على مُنْحَنَيَيْه.
والوتَرُ المأْبِضيُّ (في الطب): أَحد وَتَرَيْنِ يُحَدَّدان الحُفرةَ المَأْبِضِيَّةَ خلفَ الرُّكبة.
(مما أقره مجمع اللغة العربية بالقاهرة).
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
8-المعجم الوسيط (الوَتَرِيَّةُ)
[الوَتَرِيَّةُ] من النِّساءِ: الصُّلْبة، كالوتَر.المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
9-المعجم الوسيط (الوَتِيرَةُ)
[الوَتِيرَةُ]: طريقٌ يُلاصِق الجبلَ.و- قطعةٌ تستدقُّ وتطَّردُ وتغلُظُ وتنقاد من الأَرض.
و- الأَرضُ البيضاء.
وغُريضِيفٌ في أَعلى الأُذن.
و- ما بين كلِّ إِصبعين.
و-جُليدةٌ بين السَّبَّابة والإِبهام.
و- حجابُ ما بين المنخرين.
و- حَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعن.
و- غُرَّةُ الفرس المستديرة.
و- نَوْرُ الورد.
و- اسمٌ لعقْد العَشَرَة.
و- الطَّريقةُ المطَّرِدة.
يقال: ما زال على وتيرةٍ واحدة.
و- المداومةُ على الشيء والملازَمة.
و- الفُتُور.
يقال: ما في عمله وتيرة.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
10-المعجم الوسيط (الوِتْرُ)
[الوِتْرُ] (بفتح الواو وكسرها): من أَسماء الله تعالى، وهو الفَذُّ الفَرْدُ جلَّ جلالُه.و- الفردُ.
و- من العدد: ما ليس بشَفْع؛ ومنه صَلاة الوتْر.
و- الذَّحْلُ.
و- الظُّلمُ فيه.
و- يوم عَرَفة.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
11-المعجم الوسيط (أَوْتَرَ)
[أَوْتَرَ] فلانٌ: صَلَّى الوِتْرَ (بكسر الواو وفتحها):.ويقال: أَوتر في الصلاة.
و- بين أَخباره وكُتبه: تَابَعَ بيْن كل اثنين فترةً قليلة.
و- العددَ: أَفرده.
و- القومَ: جعل شفْعَهُم وِتْرًا.
و- الصَّلاةَ: وَتَرَها.
و- القوسَ: جعل لها وَتَرًا.
و- شدَّ وتَرَها.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
12-المعجم الوسيط (تَتْرًا)
[تَتْرًا] - جاءوا تَتْرًا: متواترين [وأصله وَتْرًا].المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
13-المعجم الوسيط (تَتْرَى)
[تَتْرَى] - يقال: جاءُوا تترَى: متواترين [وأصله: وَتْرَى].المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
14-المعجم الوسيط (تَوَاتَرتِ)
[تَوَاتَرتِ] الأَشياءُ: تتابعت.و- تتابعت مع فترَات.
و- جاءَت بعضُها في إِثر بعض وِتْرًا وِتْرًا من غير أَن تنقطع.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
15-المعجم الوسيط (تَوَتَّرَ)
[تَوَتَّرَ] العصَبُ والعِرْقُ: اشتدَّ ويقال: تَوَتَّرت العلاقاتُ بين الدولتين: ساءَت ومالت إلى الشدَّة بعد اللِّين والوئام.(وهي كلمة محدثة).
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
16-المعجم الوسيط (وَاتَرَ)
[وَاتَرَ] بين أَخباره وكتبه، مُواترةً، ووِتارًا: تابع مع فترة.و- الناقةُ: وضعتْ إِحدى ركبتيها أَوَّلًا عند البُرُوك، ثم وضعت الأُخرى، ولم تضعهما معًا فَتَشُقُّ على الراكب.
و- الشيءَ: تابعه.
و- تابعه مع فتَرة.
و- الصَّومَ: صام يومًا وأَفطر يومًا أَو يومين، وأَتى به وَتْرًا وَتْرًا.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
17-المعجم الوسيط (وَتَّرَ)
[وَتَّرَ] فلانٌ الصَّلاةَ: وَتَرَها.و- القوسَ: شَدَّ وَتَرَها.
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
18-المعجم الوسيط (وتَرَ)
[وتَرَ] فلانا -ِ (يَتِرُهُ) وَتْرًا، وتِرَةً: قتل.حَمِيمَهُ.
و- أَدركه بمكروه.
و- أَفزعه.
و- القومَ: جعل شَفْعَهم وِتْرًا.
و- العددَ: أَفرده.
و- الصلاةَ: جعلها وِتْرًا.
و- القوسَ: شدَّ وتَرَها.
و- علَّق عليها وَتَرَها.
و- فلانًا حقَّه ومالَه: نَقَصَه إِيّاه.
وفي التنزيل العزيز: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35].
المعجم الوسيط-مجمع اللغة العربية بالقاهرة-صدر: 1379هـ/1960م
19-شمس العلوم (الوَتْر)
الكلمة: الوَتْر. الجذر: وتر. الوزن: فَعْل.[الوَتْر]: الذَّحل، لغة في الوِتر.
والوَتْر: الفرد.
لغة في الوِتر، وعلى اللغتين قرئ قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}.
فالكسر قراءة الأعمش وحمزة والكسائي واختيار أبي عبيد.
قال: لأنه أكثر وأفشى، والباقون بالفتح وهو اختيار أبي حاتم.
قال الأصمعي: هما لغتان.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
20-شمس العلوم (الوِتْر)
الكلمة: الوِتْر. الجذر: وتر. الوزن: فِعْل.[الوِتْر]: الذَّحْل.
والوِتر: الفرد.
وفي الحديث عن النبي عليه السلام «اكتحلوا وِتْرًا».
ومنه صلاة الوِتر.
وفي حديث ابن عباس أن النبي عليه السلام قال: «كُتب عليَ الوِتر ولم يُكتب عليكم» قال الشافعي وأبو يوسف ومحمد ومالك ومن وافقهم: صلاة الوتر مؤكدة.
وقال أبو حنيفة: صلاة الوتر واجبة.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
21-شمس العلوم (الوَتَر)
الكلمة: الوَتَر. الجذر: وتر. الوزن: فَعَل.[الوَتَر]: معروف.
ويقال للبخيل: ما يبلُ الوَتَر.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
22-شمس العلوم (وَتَرة)
الكلمة: وَتَرة. الجذر: وتر. الوزن: فَعَلَة.[وَتَرة] الأنف: الحاجز بين المنخرين.
وفي حديث زيد بن ثابت: «في الوَتَرة ثلث الدية».
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
23-شمس العلوم (وتار)
الكلمة: وتار. الجذر: وتر. الوزن: فَعَال.[وتار]: اسم ملك من ملوك حمير.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
24-شمس العلوم (الوتيرة)
الكلمة: الوتيرة. الجذر: وتر. الوزن: فَعِيلَة.[الوتيرة]: غرة الفرس المستديرة.
والوتيرة: الطريقة.
يقال: هو على وتيرة واحدة.
ومنه قولُ العباس بن عبد المطلب: كان عمر رضياللهعنه لي جارًا فكان يصوم النهار ويقوم الليل فلما ولِّي قلت: لأنظرن الآن إِلى عمله فلم يزل على وتيرة واحدة حتى مات.
والوتيرة: حلقة يُتعلم عليها الطعن.
ووتيرة الأنف: الحاجز ما بين المنخرين.
والوتيرة: ما بين كل اصبعين من الأصابع.
ويقال: ما في عمله وتيرة: أي فترة.
قال:
نجاءٌ مجدٌّ ليس فيه وتيرةٌ *** وتذبيبُها عنه بأسحم مِذْوَدِ
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
25-شمس العلوم (وَتَرَ يَتِرُ)
الكلمة: وَتَرَ يَتِرُ. الجذر: وتر. الوزن: فَعَلَ/يَفْعِلُ.[وتر]: يقال: وتره حقَهُ: أي نقصه.
قال الله تعالى: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ} وفي حديث النبي عليه السلام: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِرَ أهلُهُ ومَالُه» ويروى قول الشاعر:
إِن تُتِرْني من الإِجارة شيئًا *** لا تفتني على الصراط بحق
ووَتَره.
من الوِتر، وهو الذَّحْل تِرةً.
ويقال: كان القوم شفعًا فوترهم فلان: أي صارا به وِترًا.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
26-شمس العلوم (الإِوتار)
الكلمة: الإِوتار. الجذر: وتر. الوزن: الْإِفْعَال.[الإِوتار]: أَوْتر قوسَه بالوتر.
وأوتر من الوِتر، نقيض الشفع.
يقال: أوتر صلاته.
وفي الحديث: «كان النبي عليه السلام يوتر بثلاث» قال أبو حنيفة ومَنْ وافقه: صلاة الوتر ثلاث ركعات بتسليمة واحدة.
وقال الشافعي: أقل الوتر ركعة وأكثره إِحدى عشرة، وما بينهما جائز.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
27-شمس العلوم (التوتير)
الكلمة: التوتير. الجذر: وتر. الوزن: التَّفْعِيل.[التوتير]: وَتّر القوسَ يوترها: أي أوترها.
يقال في المثل: «أنباض بغير توتير».
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
28-شمس العلوم (المواترة)
الكلمة: المواترة. الجذر: وتر. الوزن: الْمُفَاعَلَة.[المواترة]: المتابعة.
واتر الكتب: إِذا تابعها.
وفي حديث أبي هريرة: «فصار رمضان مواترة» يريد بذلك الاستحباب.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
29-شمس العلوم (التواتر)
الكلمة: التواتر. الجذر: وتر. الوزن: التَّفَاعُل.[التواتر]: تواترت الإِبل: إِذا جاء بعضها في إِثر بعض كذلك الأخبار والكتب.
والمتواتر من أسماء ضروب الشعر: متحرك وساكن وهو ثلاثون ضربًا.
كقوله:
أبا منذر كانت غرورًا صحيفتي *** ولم أعطكم في الطوع مالي ولا عرضي.
شمس العلوم-نشوان بن سعيد الحميري-توفي: 573هـ/1177م
30-تقويم اللسان (طر طر وتر الناقة)
وتقول: قد "طَرَّ" شاربه، بفتح الطاء، كما تقول "طر وتر الناقة" إذا بدا صغاره وناعمه.والعامة تضم الطاء.
تقويم اللسان-جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد الجوزي-توفي 597هـ/1201م
31-معجم ما استعجم (الوتر)
الوتر: بكسر أوله، على لفظ ضدّ الشفع. وهو موضع قبل حاجر قال الأعشى:«شاقتك من قتلة أطلالها *** بالشّطّ فالوتر إلى حاجر»
«فركن مهراس إلى مارد *** فقاع منفوحة ذى الحائر»
والحائر: بناء قد تقدّم ذكره. ومهراس: جبل هناك. وهذا غير المهراس الذي قبل أحد. ومارد: حصن قد تقدّم ذكره، وهو الذي قيل فيه: «تمرّد مارد وعزّ الأبلق». وبينه وبين الأبلق ليلة، وقد تقدّم تحديدهما.
معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع-أبو عبيد عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد البكري الأندلسي-توفي 487هـ/1094م
32-معجم متن اللغة (استأرب الوتر)
استأرب الوتر: اشتد.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
33-معجم متن اللغة (شفع شفعا الوتر)
شفع- شفعًا الوتر: ضم إليه آخر فصار زوجًا.و-: زاد عملًا على عمل.
و- الشيء: طال.
و- ت له الأشباح: شُفِعت.
و- ت المرأة شفعًا وشِفعًا: كان في بطنها ولد ويتبعها ولد.
و- لي أو علي في العداوة: أعان علي وضادني (ز) فهو شافع.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
34-معجم متن اللغة (قض قضيضا النسع والوتر)
قض- قضيضا النسع والوتر: سمع له صوت عند الإنباض كأنه القطع.قض- قضا "كعلم" الطعام و- منه: وقع بين أضراسه وهو يأكله حصى وتراب.
و- قضضا الطعام و- المكان و- الشراب وغيرها: صار فيه القضض، فهو قضض وقض، وهي قض.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
35-معجم متن اللغة (محط الوتر)
محط الوتر: محطه.و- العقب: خلصه.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
36-معجم متن اللغة (وتر ممشق وممشق)
وتر ممشق وممشق: ممتد.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
37-معجم متن اللغة (مظع مظعا الوتر)
مظع – مظعا الوتر: ملسه وألانه.و- ت الشجرة، وكذلك الخشبة: امتخرت ندوتها أي استخرجت.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
38-معجم متن اللغة (مظع الوتر)
مظع الوتر: كمظعه.و-: قطع الخشبة رطبة ووضعها بلحائها في الشمس حتى تتشرب ماء اللحاء فلا تنشق، ثم قشرها بعد ذلك.
و-هـ الغيظ: جرعه إياه (ز).
و- الأديم: سقاه الدهن حتى يشربه.
و- الثريد: رواه بالدسم.
و- الظل: تتبعه من موضع إلى موضع آخر.
و- في الرعي: تأخر عن الوقت.
و- القضيب: تشرب ماء اللحاء حتى يجف عليها فيكون أصلب لها.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
39-معجم متن اللغة (وهو لا يندى الوتر)
وهو لا يندى الوتر: لا يحسن عمل شئ عجزا"أو ضعف بدن (ز).
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
40-معجم متن اللغة (والوتر)
والوتر: تصلبا تصلبا شديدا.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
41-معجم متن اللغة (أنز الوتر)
أنز الوتر: تصلب وتشدد.و- ت الأرض: نزت: صارت ذات نز.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
42-معجم متن اللغة (وتر القوس)
وتر القوس: شد وترها.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
43-معجم متن اللغة (الوتر والوتر)
الوتر والوتر: الفرد، أو ما لم يتشفع من العدد.والأعداد كلها شفع ووتر "الكسر لنجد وتميم والعالية، والفتح للحجاز".
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
44-معجم متن اللغة (الوتر والوتر والترة والوتيرة)
الوتر والوتر والترة والوتيرة: الظلم في الذحل، أو الذحل عامة.الفتح للحجاز وأهل العالية؛ والكسر لتميم".و-: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي.
و-: يوم عرفة.
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
45-معجم متن اللغة (والوتر والوتر)
والوتر والوتر: ركعة مفردة تضاف إلي مثنيات نافلة الليل.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
46-معجم متن اللغة (الوتر)
الوتر: شرعة القوس ومعلقها، ج أوتار ووتار.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
47-معجم متن اللغة (الوتر)
الوتر: واد باليمامة خلف العرض؛ أو جبل على الطريق بين اليمن إلى مكة.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
48-معجم متن اللغة (الوتر)
الوتر: جبل لهذيل على طريق القادم من اليمن إلى مكة؛ موضع في نواحي اليمامة.معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
49-معجم متن اللغة (وورقة الوتر)
وورقة الوتر: جليدة توضع على حزه (ز).و-: مقدار الدرهم من الدم (ز).
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
50-جمهرة اللغة (ترر تر)
ترَّ العظمَ يَتره تَرًا، إذا قطعه.وكذلك كل عضو إذا قطعه، وكذلك كل عضو انقطع بضربة فقد تُرَّ تَرًُّا.
قال الشاعر- هو طرفة بن العبد:
«تقول وقد تَرَّ الوظيفَ وساقَها*** ألستَ تَرى أنْ قد أتيتَ بمُؤْيِدِ»
ويُروى: تَر الوظيفُ وساقُها بالرفع، أي امتلأ.
وتر الرجلُ ترارةً، إذا امتلأ بدنه شحمًا.
وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:
«ونُصْبِحُ بالغَداة أتر شيءٍ*** ونُمسي بالعَشِيّ طَلَنْفَحِينا»
وقال أبو بكر: يعني قومًا أسَراء فهم مسترخون من الإعياء.
قال الأصمعي: الترُّ: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيُبنى عليه، وهو عندهم معرَّب واسمه بالعربية الإمام.
وأنشد:
«وخَلَّقْتُه حتى إذا تمَّ واستوى*** كَمُخَّة ساق أو كمَتنِ إمام»
يصف وترًا، وتال قوم: يصف سهمًا، ويدلُّك على ذلك قوله:
«قَرَنْتُّ بحِقَويه ثَلاثًَا فلم تَـزغ*** عن القَصد حتّى بُصِّرتْ بدِمام»
قّوله خلَّقته: مَلَّسته وسَوَيته.
وبُصِّرَت: دمِّيت.
وحِقْو السهم: مستدَقه.
رتت واستُعمل من معكوسه؛ الرتّ: والجمع رتوت، وهي الخنازير الذكور، زعموا، ولم يجىء به أحد غير الخليل.
والأرَتّ: الذي في لسانه حُبْسة، يقال: رجل أرتُّ، والاسم الرَّتَت، وبه سمِّي الأرَتّ.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
51-جمهرة اللغة (ترر تر)
ترَّ العظمَ يَتره تَرًا، إذا قطعه.وكذلك كل عضو إذا قطعه، وكذلك كل عضو انقطع بضربة فقد تُرَّ تَرًُّا.
قال الشاعر- هو طرفة بن العبد:
«تقول وقد تَرَّ الوظيفَ وساقَها*** ألستَ تَرى أنْ قد أتيتَ بمُؤْيِدِ»
ويُروى: تَر الوظيفُ وساقُها بالرفع، أي امتلأ.
وتر الرجلُ ترارةً، إذا امتلأ بدنه شحمًا.
وأنشد أبو حاتم عن الأصمعي:
«ونُصْبِحُ بالغَداة أتر شيءٍ*** ونُمسي بالعَشِيّ طَلَنْفَحِينا»
وقال أبو بكر: يعني قومًا أسَراء فهم مسترخون من الإعياء.
قال الأصمعي: الترُّ: الخيط الذي يُمَدُّ على البناء فيُبنى عليه، وهو عندهم معرَّب واسمه بالعربية الإمام.
وأنشد:
«وخَلَّقْتُه حتى إذا تمَّ واستوى*** كَمُخَّة ساق أو كمَتنِ إمام»
يصف وترًا، وتال قوم: يصف سهمًا، ويدلُّك على ذلك قوله:
«قَرَنْتُّ بحِقَويه ثَلاثًَا فلم تَـزغ*** عن القَصد حتّى بُصِّرتْ بدِمام»
قّوله خلَّقته: مَلَّسته وسَوَيته.
وبُصِّرَت: دمِّيت.
وحِقْو السهم: مستدَقه.
رتت واستُعمل من معكوسه؛ الرتّ: والجمع رتوت، وهي الخنازير الذكور، زعموا، ولم يجىء به أحد غير الخليل.
والأرَتّ: الذي في لسانه حُبْسة، يقال: رجل أرتُّ، والاسم الرَّتَت، وبه سمِّي الأرَتّ.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
52-جمهرة اللغة (ترو تور رتو روت وتر ورت)
الوِتْر: الفرد، ضد الشَّفع، بكسر الواو لغة حجازية، وفتحها نجدية.والوتنْر: التّرة، بكسر الواو لا غير، والجمع أوتار.
ويقال في الوِتر من الأفراد: أوترت فأنا أُوتر إيتارًا، أي جعلت أمري وِترًا، وفي الدَّحل: وَتَرْت الرجلَ.
ووترت فلانًا أتِرُه وَتْرًا وترَةَّ فأنا واتر وهو موتور، إذا قتلت له ولدًا أو قريبًا.
والوَتَر، وَتَر القوس: معروف يقال: أوترت القوس ووَتَرْتها.
قال الراجز:
«ووَتَّرَ الأساورُ القياسا*** صُغْديةً تنتزعُ الأنفاسا»
والوَتَرَة: الحائْلة بين المَنْخِرين في الأنف.
ويقال: ما زال فلانٌ على وتيرة من أمره، أي على طريقة واحدة واستقامة.
والوَتيرة: خلْقة يُتعلّم عليها الطعن، وربما شُبِّهت قُرحة الفرس بها.
قال الشاعر:
«يُباري قُرْحَةً مثل ال*** وَتيرة لم تكن مَغْدا»
المَغْد: النَّتْف.
ويقال: مغدَه يمغَده مَغْدًا.
وربما سمِّيت الوردة البيضاء وتيرةً تشبيهًا بذلك.
والوتيرة: قطعة تَغْلُظ وتستحقّ من الأرض وتستطيل، والجمع الوتائر.
قال الشاعر:
«لقد حَبَّبَتْ نُعْم إلينا بوجههـا*** مَنازلَ ما بين الوتائر والنَّقعِ»
وقال ساعدة:
«فذاحت بالوتائر ثمّ بَدَّتْ*** يديها عند جانبه تَهِيلُ»
بَدَّت: فتحتْ ما بين يديها.
وذاحت: مرَّت مرًا سريعًا.
يصف ضَبُعًا تجيء إلى القبر فتَنْبُشه.
ويقال: بنى القوم بيوتهم على وتيرة، أي على سطر.
والتَّور: عربي معروف، هكذا يقول قوم.
وقال آخرون: بل هو دخيل.
والتَّور: الرسول بين القوم، عربي صحيح.
قال الشاعر:
«والتَّوْرُ فيما بيننا مُـعْـمَـلٌ*** يرضى به المَأتِيُّ والمرسِلُ»
والرتْوُ من قولهم: رَتاه يَرْتوه رَتْوًا، إذا ضمّه إليه.
قال الشاعر:
«فخمةً ذَفْراءَ تُرْتَى بالعُرَى*** قرْدمانيًّا وتَرْكًا كالبَصَـلْ»
قُرْدُمانيًَّا: يعني درعًا، وهو فارسيّ معرَّب، تفسيره: عُمل وبقي.
والترْك: البَيض، شبّهه بالبصل لاستدارته وملاسته.
والرَّتْوُ من الأضداد يقال: في بني فلان رَتْوة، أي رِيبة، ولفلان رَتوة في بني فلان، أي منزلة.
والرَّتْوُ: الشِّدَة والاسترخاء جميعًا، من الأضداد.
قال الشاعر:
«مكفهِرٌّ على الحوادث لا تَرْ*** توهُ للدَّهر مُؤْيِدٌ صَـمّـاءُ»
أي لا تُوهِنه.
وسمعتُ أبا حاتم يقول: سمعت الأصمعي يقول: "إن الخزيرة تَرْتُو فؤادَ المريض أي تَشُدُّه وتقوّيه".
وفي الحديث: (لِمعاذ بين يدي العلماء رَتْوَةٌ)، أي مَنزلة.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
53-جمهرة اللغة (أبواب نوادر ما جاء في القوس وصفاتها عن أبي عبيدة معمر بن المثنى)
قال أبو عُبيدة: يقال لِما بين طائف القوس وسِيَتها الكِتاف، وأخبر بذلك عن عيسى بن عمر عن عبد الله بن حبيب، ولها كِتافان، والجمع أكتِفة وكُتُف.ويقال لحدّي السِّيَتَيْن اللذين في بواطنهما: أنفا السِّيَتَيْن.
ويقال يد القوس للسِّيَة العُليا ورِجْلها للسِّيَة السُّفلى.
ويقال: قوس مُحْدَلة، إذا حُطّت سِيَتُها.
وقال أبو عُبيدة: يقال: فاقَ السهمَ يفوقه فَوْقًا، إذا وضع فُوقَه في الوَتَر.
وموضع الفُوق من الوَتَر يسمّى المُفاق، هذا في لغة من قال: أفقتُ السهمَ فهو مُفاق مثل أقلتُه فهو مُقال، ومُوفَق في لغة من قال: أوفقتُ السهم مثل أوعدتُه فهو مُوعَد، وفُقْتُه فهو مَفُوق مثل قُلْتُه فهو مَقُول.
وأنشدوا في أوفقتُ السهمَ:
«ولقد أَوفَقَ اللئامُ جميعـًا*** ليَ حتى فُعالةُ الجَعْراءُ»
كنّى أبو بكر بفعالة عن القبيلة.
والدِّجَّة: جِلدة قَدْرُ إصبعين توضع في طرف السَّير الذي تعلّق به القوس وفيها حلقة فيها طرف السَّير، وهي دُجية القوس أيضًا.
وكُلْية القوس: ما تحت الدِّخَّة من قِبل اليد والرِّجل، وهما الكلْيتان.
وفي ظهر الدِّجَّة سَير يكون عِلاقة القوس في حلقة في طرفه.
والحَلَق تسمّى الرَّصائع، فإذا كان العَقَب على سِيَتها لغير عيب فهو التوقيف، وإن كان من عيب فهو الجَلائز.
قال الشَّمّاخ في الجَلائز:
«مُطِلاًّ بزُرْقٍ ما يداوَى رَمِيُّهـا*** وصفراءَ من نَبْعٍ عليها الجَلائزُ»
وهذا عيب لأن الجَلائز لا تكون إلا على موضعٍ مَعِيب، ويقال لها المضائغ.
وقوم يسمّون ذوائب القوس: الذَخال.
ويقال: قوس عاتكة اللِّياط، إذا احمرّت، فإذا كان فيها طرائق من لونها وصفائها فتلك الأساريع.
ويقال: وعِجْس القوس؛ وعَجْسها ومَعْجِسُها.
وأنشد أبو عُبيدة:
«ماطورةٌ بالدَّهْن والأسكانِ»
الدَّهْن؛ مصدر دهنتُه دهنًا.
قال أبو حاتم: فقلت له: ما الأسكان? فقال: جمع سَكَن، وهي النار.
ومن صفات القِسِيّ عنده
مُحْدَلة، أي تطأمنت.
وزَوْراء، إذا دخل زَوْرُها.
وحَنِيّة وعَطوف ومعطوفة وكَبْداء، وهي الغليظة الوسط.
ومَلْساء، إذا لم يكن فيها شَقّ، وكَتوم كذلك.
وحَنّانة، إذا سمعتَ لها رَنّة، وكذلك هَتَفَى.
وأنشد:
«وهَتَفى معطيَةً طروحا»
وتَرْنَموت، إذا سمعتَ لها رَنّة أيضًا.
وإذا كانت سريعة السهم فهي طَحور وطَحوم وطَروح وضَروح ومِلحاق ولُحُق وعَجْلَى ورَكوض.
ويقال أيضًا للتي لها حنين عند الرمي مُرِنّة ومِرنان وهَزوم وجَشء.
وإذا كانت هتوفًا نسبوها إلى الهَزَج لأن صوتها يَهْتِف بالقوس.
ويقال لصوتها الترنّم والنَّأمة والحنين والأَزْمَل والغَمغمة والهَتْف والولولة.
وقال أبو عبيدة: تشبِّه العربُ القوسَ بالهلال.
وأنشد قول الراجز:
«كأنَّها في كفِّه تحت الرَّوَقْ *** وَفْقُ هلالٍ بين ليلٍ وأُفُقْ»
ويُروى: وأُفَقْ، وجمعه آفاق، وجمع أُفُق آفاق؛ والرَّوَق: موضع الصائد الذي يقعد فيه كأنه شبّهه بالرِّواق؛ وقوله وَفْق، أي متّفق في شَبَهه.
وتشبّهه أيضًا بالسَّبيكة:
«مثل السَّبيكة لا نِكْسٌ ولا عُطُلُ»
وتشبّه بالعاج، وهو السِّوار.
قال المتنخّل الهذلي:
«وصفراءُ البرايةِ فَرْعُ نَبْعٍ*** كوَقْفِ العاج عاتكةِ اللِّياطِ»
«ومما جاء في صفة الأوتار»
وَتَر حُبْجُر وحُباجِر وحَبْجَر، وهو أغلظها وأبقاها وأصوبها سهمًا ويملأ الفُوقَين، والجمع حَباجِر، وهو العُنابل.
قال الراجز:
«والقوسُ فيها وَتَرٌ عُنابلُ»
وهو مأخوذ من العُنْبُل، وأصله الغِلَظ.
وبه سُمّي الزَّنجي عُنْبُليًّا لغِلَظه.
قال الراجز:
«يا رِيَّها حين جرى مَسيحي *** وابتلَّ ثوباي من النَّضيحِ»
«وصار ريحُ العُنْبُليِّ ريحي»
والوَتَر الشِّرْع والشِّرْعة والمجزَّع: الذي لم يُحْسَن إغارته فظهر بعض قُواه على بعض، وهو أسرعها انقطاعًا.
وفيها المثلوث والمربوع والمخموس، وهو الذي يُفتل من ثلاث قُوىً وأربع وخمس.
وأنشد:
«نحن ضربنا العارضَ القُدموسا *** ضربًا يُزيل الوَتَرَ المخموسا»
«ومما توصف به السهام»
قال أبو عبيدة: وأول ما يُقطع السهم يسمّى قضيبًا، فإذا أمِرّت عليه الطريدة فهو نَصِيّ وقِدْح ما دام ليس عليه ريش ولا عليه نَصْل، فإذا راشوه بلا نَصْل فهو المِنْجاب والمِلْجاب.
قال الشاعر:
«ماذا تقول لأشياخٍ أولي جُـرُمٍ*** سودِ الوجوه كأمثال الملاجيبِ»
وفي السهم فُوقُه، وقد مرَّ ذكره، وزَنَمتا الفُوق: حرفاه؛ وغارُه: الفُرْضة التي يقع فيها الوترة وتسمّى الزَّنَمتان: الرِّجلين، وعِجْس السهم: ما دون الريش، ويقال له العِجْز أيضًا، وزافرة السهم ممّا يلي نصله، وهذه عن عيسى بن عمر، والرُّعْظ: الثقب الذي يدخل فيه سِنخ النصل وسرائحُه، وهي العَقَب المعصوب به، والسرائح أيضًا: آثار فيه كآثار النار، فإن كانت من آثار النار فهي ضبْح، سهم ضبيح ومضبوح، وتسمّى السريحة: الشريحة أيضًا؛ وسَفاسقه: الطرائق التي فيه، الواحدة سِفْسِقة؛ وبادرته، وهي طرفه من قِبل النصل، وإنما سُمّيت بادرة لأنها تَبْحُر الرميّة.
وقد يقال له أيضًا إذا سُوِّي ولم يريَّش: الحِراث، والجمع أحرِثة، ذكر ذلك عيسى بن عمر عن عبد الله بن حبيب.
ويقال له البَرِيّ.
وأنشد في ذلك:
«يَمُدّ إليها جِيدَه رونقَ الضُّحـى*** كهزِّك في الكفّ البَرِيَّ المقوَّما»
وتدويمه: ثباته في الأرض.
ويسمّى أيضًا المِراط إذا لم يكن له ريش، فإذا جُعل في أسفله مكانَ النصل كالجوزة من غير أن يراش فذلك الجُبّاء، ممدود، والواحدة بالهاء جُبّاءة.
فإذا اعوجَّ السهمُ فهو الأعْصَل والمستحيل، وإذا استوى قَدْرُ قُذَذه سُمّي حَشْرًا، وقد يقال المحشور أيضًا.
ومن الريش الظُّهارُ، وهو ما يلي ظهر الطائر، والبُطْنان ممّا يلي بطنه، فالظُّهار أجودها وأسرعها مُضِيًّا بالسهم.
ومنها اللَّغْب، والجمع اللِّغاب، فإذا استقبل البطنُ الظهرَ والظهرُ البطنَ فهو اللُّؤام.
جمهرة اللغة-أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي-توفي: 321هـ/933م
54-القاموس المحيط (الوتر)
الوِتْرُ، بالكسر ويفتحُ: الفَرْدُ، أو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ، ويومُ عَرفةَ، ووادٍ باليَمامةِ، والذَّحْلُ، أو الظُّلْمُ فيه،كالتِّرَةِ والوَتِيرَةِ،
وقد وَتَرَهُ يَتِرُهُ وَتْرًا وتِرَةً،
وـ القومَ: جَعَلَ شَفْعَهُم وِتْرًا،
كأَوْتَرَهُم،
وـ الرجُلَ: أفْزَعَهُ، وأدْرَكَهُ بِمكروهٍ.
ووتَرَهُ مالَه: نَقَصَهُ إِياهُ.
والتَّواتُرُ: التَّتابُعُ، أو مَعَ فَتَراتٍ.
والمُتَواتِرُ: قَافيةٌ فيها حرفٌ مُتَحَرِّكٌ بين ساكنينِ كمفَاعِيلُنْ.
وواتَرَ بين أخبارِهِ ووَاتَرَهُ مُواتَرَةً ووِتارًا: تابَعَ، أو لا تكونُ المُواتَرَةُ بين الأشياءِ إلا إذا وقَعَتْ بينها فَتْرَةٌ، وإلا فهي مُدَارَكَةٌ ومُواصَلَةٌ.
ومُواتَرَةُ الصَّوْمِ: أن تَصومَ يومًا، وتُفْطِرَ يومًا أو يومينِ، وتأتي به وِتْرًا وِتْرًا، ولا يُرادُ به المُواصَلَةُ، لأَنَّه من الوِتْرِ، وكذلك مُواتَرَةُ الكُتُبِ.
وجاؤوا تَتْرَى، ويُنَوَّنُ، وأصلُها وَتْرَى: مُتواتِرِينَ.
والوَتِيرَةُ: الطريقةُ، أو طَريقٌ تُلاصِقُ الجبلَ، والفَتْرَةُ في الأمرِ، والغَمِيزَةُ، والتَّواني، والحَبْسُ، والإِبْطاءُ، وحِجابُ ما بينَ المَنخَرينِ، وغُرَيْضِيفٌ في أعلى الأُذُنِ، وجُلَيْدَةٌ بينَ السَّبَّابَةِ والإِبهامِ، وما بينَ كُلِّ إصْبَعَيْنِ، ومايُوَتَّرُ بالأَعْمِدةِ من البيتِ،
كالوَتَرَةِ، محركةً في الأربعةِ الأَخيرةِ، وحَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ، وقِطْعَةٌ تَسْتَدِقُّ، وتَطَّرِدُ، وتَغْلُظُ، وتَنْقادُ من الأرضِ، والقَبْرُ، والأرضُ البَيْضاءُ، والوَرْدَةُ الحمراءُ أو البيضاءُ، وغُرَّةُ الفرسِ المُسْتَدِيرَةُ، ونَوْرُ الوَرْدِ، وماءٌ بأَسْفَلِ مكةَ لخُزاعَةَ، واسمٌ لِعَقْدِ العَشَرَةِ.
والوَتَرَةُ، محرَّكةً: حرفُ المَنْخَرِ، والعِرْقُ في باطن الحَشَفَةِ، والعَصَبَةُ تَضُمُّ مَخْرَجَ رَوْثِ الفرسِ، وحِتارُ كلِّ شيءٍ، وعَصَبَةٌ تحتَ اللِّسانِ، وعَقَبَةُ المَتْنِ، وما بينَ الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ، ومَجْرَى السَّهْمِ من القَوْسِ العَربيَّةِ، جمعُ الكلِّ: وَتَرٌ.
والوَتَرُ، محرَّكةً: شِرْعَةُ القَوسِ، ومُعَلَّقُها
ج: أوْتارٌ.
وأوْتَرَها: جَعَلَ لها وَتَرًَا.
وَوَتَّرَها تَوْتيرًا: شَدَّ وتَرَها.
ووتَرَها يَتِرُها: عَلَّقَ عليها وتَرَها.
وتَوَتَّرَ العَصَبُ والعُنُقُ: اشْتَدَّ.
والوَتِيرُ: ع.
وأوتَرَ: صلَّى الوِتْرَ،
وـ الشيءَ: أفَذَّهُ، أو وَتَرَ الصلاةَ وأوتَرَها ووتَّرَها بمعنًى.
وناقةٌ مُواتِرَةٌ: تَضَعُ إحْدَى رُكْبَتَيْها أولًا في البُرُوكِ ثم الأُخرى، لا مَعًا، فَيَشُقُّ على الراكِبِ.
والوَتَرَانِ، محرَّكةً: د بِبلادِ هُذَيْلٍ.
والوَتائرُ: ع بين مكةَ
والطائِفِ.
والوَتِيرُ: ما بين عرفةَ إلى أدامَ.
والمَوْتُورُ: من قُتِلَ له قَتيلٌ فلم يُدْرِكْ بِدمِه.
والوُتْرَةُ، بالضم: ة بِحَوْرانَ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
55-المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (وتر)
(وتر) - في حديث عبد الرَّحمنِ بن عوف - رضي الله عنه - يَومَ الشُّورَى: "لا تُغمِدُوا السُّيُوفَ عن أعْدائِكم فَتُوتِرُوا أثْآرَكُم": أي يبقى الوِتْرُ وَالحِقدُ في نفُوسِكُمْ.
وقد وَتَرْتُ فُلانًا؛ إذا أصَبْتَه بِوِتْرٍ، وأوْتَرْتُه: [إذا] أوْجَدْتُه ذلك. وهذه اللفظَةُ تُروَى على وجُوهٍ.
- في الحديث: "مَن جَلَس مَجْلِسًا لم يَذْكُرِ الله عزَّ وجلّ فيه كان عليه تِرَةً"
التِرَةُ: النَّقْصُ. وقيل: ها هنا التَّبِعَةُ. وقد وَتَرته تِرةً، مِثل وَعَدتُه عِدَةً.
- في الحديث: "في صِفَةِ الرُّكُوع ووَتَّر يدَيْه"
: أي قَوَّسَهُمَا، والتَّوْتِير: تَشَنُّج بقَوائمِ الفَرَس.
المجموع المغيث في غريبي القرآن-محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى-توفي: 581هـ/1185م
56-المعجم الاشتقاقي المؤصل (وتر)
(وتر): {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35].الوَتَر - محركة: شِرعة القوس ومُعَلَّقُها [وتر القوس يؤخذ من عَصَب المَتْنَين أو الساقَين مختلِطًا باللحم فيُمشَق مَشْقًا ويُهَذّب ويُنقَّى من اللحم ويسوَّى منه الوَتَر]. وبتاء: جُلَيْدة بين السبابة والإبهام، وما بين كل إصبعين، والحاجزُ الذي بين المنخَرين. والوتيرة: الطريقةُ من الأرض/ قطعة تستدق وتطرّد وتغلظ وتنقاد.
° المعنى المحوري
هو: تجرد الشيء مما يحيط به أو انكشاف هذا عنه فيبقى دقيقًا ممتدًّا بين جاذبين: كوتر القوس بين السيتين. والجُلَيدات المذكورات
دقيقات بين الأصابع، وكالحاجز بين. جانبي المنخر. ومنه: الوَتْر - بالكسر والفتح: الفَرْدُ (أُفْرد وجُرِّد فليس معه ما يكثِّره من رفيق أو نظير أو شبيه وإنما هو فريد): {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3] (الوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر، أو الشفع الخلق {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} [النبأ] والوتر هو الله عز وجل. مع أقوال أخرى [قر 20/ 39]. ومنه: "وَتَرْت الرجل: قَتَلت له قتيلًا (جردته منه فأفردته ولو نِسْبِيًّا). والمَوْتُور: الذي قُتِل له قتيل لم يُدرَك بدمه. ووترت الرجلَ حَقَّه وماله: نقصتَه إياه " (كالتجريد منه): {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35]: لن يُضيعها أو يُنْقِص أجرها.
ومن الأصل: "تواترت الإبل والقطا وكلُّ شيء: إذا جاء بعضُها في إِثْر بعض ولم تجيء مصطفة (متجمعة) (مفردات واحدًا بعد واحد كالسلسلة الممتدة). والمتواتر: الشيء يكون هنيهة ثم يجيء الآخَر.. ولا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت بينها فترة (الفَجَوات تبدي الانفراد). ومن هذا: الحديثُ المتواتر. فالجانب اللغوي من معناه أن كل طبقة متميزة عن الطبقة الأخرى. وجاءوا تَتْرى وتَتْرًا أي مُتواترين: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [المؤمنون: 44] فهذا من تتابع الأشياء وبينها فجوات وفترات؛ لأن بين كل رسولين فترة. ومن ملحظ الفجوات قيل: "ما في عمله وتيرة "، "وسَيْر ليست فيه وتيرة: أي فتور ". ومن الأصل: قولهم: ما زال على وتيرة واحدة (أي على طريقة واحدة مستمرة لا تتغير. فالتغير كثرة). أما "الوتيرة: حَلْقةٌ يتعلَّم عليها الطعن "؛ فلأنها تسوَّى من وَتَر.
وأما "توتر عصبه وعروقه "فهو من التشبيه بوتر القوس في الاشتداد.
المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م
57-معجم البلدان (الوتر)
الوُتْرُ:بضم أوله، وسكون التاء، وآخره راء، كأنه جمع وتر أو وتيرة، وهي من صفات الأرض، قاله الأصمعي ولم يحدّه، وباليمامة واديان أحدهما العرض والآخر الوتر خلف العرض مما يلي الصّبا ومطلع ينصبّ من مهب الشمال إلى مهب الجنوب وعلى شفيره الموضع المعروف بالبادية والمحرّقة وفيه نخل وركيّ، قال الأعشى:
«شاقتك من قتلة أطلالها *** بالشطّ والوتر إلى حاجر»
وقرأت في نسخة مقروءة على ابن دريد من شعر الدّنقشي الوتر، بكسر الواو، وكذلك قرأته في كتاب الحفصي وقال: شطّ الوتر وهو مكان منزل عبيد بن ثعلبة وفيه الحصن المعروف بمعنق بنية جديس وطسم وهو الذي تحصّن فيه عبيد بن ثعلبة حين اختط حجرا، والوتر أيضا: قرية بحوران من عمل دمشق بها مسجد ذكروا أن موسى بن عمران، عليه السّلام، سكن ذلك الموضع وبه موضع عصاه في الصخر.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
58-معجم البلدان (الوتر)
الوَتَرُ:بفتح أوله وثانيه، شبه الوترة من الأنف وهي صلة ما بين المنخرين: هو جبل لهذيل على طريق القادم من اليمن إلى مكة به ضيعة يقال لها المطهر لقوم من بني كنانة. ووتر: موضع فيه نخيلات من نواحي اليمامة، قاله الحفصي وأنشد:
«يذودها عن زغريّ بوتر *** صفائح الهند وفتيان غير»
والزغري: نوع من التمر.
معجم البلدان-شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي-توفي: 626هـ/1229م
59-موسوعة الفقه الكويتية (صلاة الوتر)
صَلَاةُ الْوِتْرِالتَّعْرِيفُ:
1- الْوِتْرُ (بِفَتْحِ الْوَاوِ وَكَسْرِهَا) لُغَةً: الْعَدَدُ الْفَرْدِيُّ، كَالْوَاحِدِ وَالثَّلَاثَةِ وَالْخَمْسَةِ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ».وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: كَانَ الْقَوْمُ شَفْعًا فَوَتَرْتُهُمْ وَأَوْتَرْتُهُمْ، أَيْ جَعَلْتُ شَفْعَهُمْ وِتْرًا.وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ» مَعْنَاهُ: فَلْيَسْتَنْجِ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ أَوْ خَمْسَةٍ أَوْ سَبْعَةٍ، وَلَا يَسْتَنْجِ بِالشَّفْعِ.
وَالْوِتْرُ فِي الِاصْطِلَاحِ: صَلَاةُ الْوِتْرِ، وَهِيَ صَلَاةٌ تُفْعَلُ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَطُلُوعِ الْفَجْرِ، تُخْتَمُ بِهَا صَلَاةُ اللَّيْلِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُصَلَّى وِتْرًا، رَكْعَةً وَاحِدَةً، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ أَكْثَرَ، وَلَا يَجُوزُ جَعْلُهَا شَفْعًا، وَيُقَالُ: صَلَّيْتُ الْوِتْرَ، وَأَوْتَرْتُ، بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
وَصَلَاةُ الْوِتْرِ اخْتُلِفَ فِيهَا، فَفِي قَوْلٍ: هِيَ جُزْءٌ مِنْ صَلَاةِ قِيَامِ اللَّيْلِ وَالتَّهَجُّدِ، قَالَ النَّوَوِيُّ: هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الْمَنْصُوصُ عَلَيْهِ فِي الْأُمِّ، وَفِي الْمُخْتَصَرِ.وَفِي وَجْهٍ أَيْ لِبَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ: أَنَّهُ لَا يُسَمَّى تَهَجُّدًا، بَلِ الْوِتْرُ غَيْرُ التَّهَجُّدِ.
الْحُكْمُ التَّكْلِيفِيُّ:
2- ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ الْوِتْرَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، وَلَيْسَ وَاجِبًا، وَدَلِيلُ سُنِّيَّتِهِ قَوْلُ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ» وَأَنَّ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- فَعَلَهُ وَوَاظَبَ عَلَيْهِ.
وَاسْتَدَلُّوا لِعَدَمِ وُجُوبِهِ بِمَا ثَبَتَ: «أَنَّ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- سَأَلَهُ أَعْرَابِيٌّ: عَمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ فَقَالَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لَا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ».
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ أَنَّ «رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُدْعَى الْمُخْدَجِيُّ سَمِعَ رَجُلًا بِالشَّامِ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: الْوِتْرُ وَاجِبٌ.قَالَ الْمُخْدَجِيُّ: فَرُحْتُ إِلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ- رضي الله عنه- فَاعْتَرَضْتُ لَهُ وَهُوَ رَائِحٌ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِاَلَّذِي قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عُبَادَةُ: كَذَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، مَنْ جَاءَ بِهِنَّ، لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا، اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ».
«وَقَالَ عَلِيٌّ- رضي الله عنه- الْوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَهَيْئَةِ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَلَكِنْ سُنَّةٌ، سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- » قَالُوا: وَلِأَنَّ الْوِتْرَ يَجُوزُ فِعْلُهُ عَلَى الرَّاحِلَةِ لِغَيْرِ الضَّرُورَةِ، وَثَبَتَ ذَلِكَ بِفِعْلِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- قَالَ ابْنُ عُمَرَ- رضي الله عنهما-: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ» فَلَوْ كَانَتْ وَاجِبَةً لَمَا صَلاَّهَا عَلَى الرَّاحِلَةِ، كَالْفَرَائِضِ.
وَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ- خِلَافًا لِصَاحِبَيْهِ- وَأَبُو بَكْرٍ مِنَ الْحَنَابِلَةِ: إِلَى أَنَّ الْوِتْرَ وَاجِبٌ، وَلَيْسَ بِفَرْضٍ، وَإِنَّمَا لَمْ يَجْعَلْهُ فَرْضًا؛ لِأَنَّهُ لَا يَكْفُرُ جَاحِدُهُ، وَلَا يُؤَذَّنُ لَهُ كَأَذَانِ الْفَرَائِضِ، وَاسْتَدَلَّ بِوُجُوبِهِ بِقَوْلِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «الْوِتْرُ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُوتِرْ فَلَيْسَ مِنَّا كَرَّرَ ثَلَاثًا» وَبِقَوْلِهِ- صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، وَهِيَ صَلَاةُ الْوِتْرِ، فَصَلُّوهَا مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ» وَهُوَ أَمْرٌ، وَالْأَمْرُ يَقْتَضِي الْوُجُوبَ، وَالْأَحَادِيثُ الْآمِرَةُ بِهِ كَثِيرَةٌ؛ وَلِأَنَّهُ صَلَاةٌ مُؤَقَّتَةٌ تُقْضَى.
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ: أَنَّهُ سُنَّةٌ، وَعَنْهُ رِوَايَةٌ ثَالِثَةٌ: أَنَّهُ فَرْضٌ، لَكِنْ قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: مُرَادُهُ بِكَوْنِهِ سُنَّةً: أَنَّهُ ثَبَتَ بِالسُّنَّةِ، فَلَا يُنَافِي الْوُجُوبَ، وَمُرَادُهُ بِأَنَّهُ فَرْضٌ: أَنَّهُ فَرْضٌ عَمَلِيٌّ، وَهُوَ الْوَاجِبُ.
وُجُوبُ الْوِتْرِ عَلَى النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-:
3- صَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ: بِأَنَّ مِنْ خَصَائِصِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم- وُجُوبَ الْوِتْرِ عَلَيْهِ، قَالُوا: وَكَوْنُهُ كَانَ يُصَلِّي الْوِتْرَ عَلَى الرَّاحِلَةِ يَحْتَمِلُ أَنَّهُ لِعُذْرٍ، أَوْ أَنَّهُ كَانَ وَاجِبًا عَلَيْهِ فِي الْحَضَرِ دُونَ السَّفَرِ.وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوِتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلَاةُ الضُّحَى».
دَرَجَةُ السُّنِّيَّةِ فِي صَلَاةِ الْوِتْرِ عِنْدَ غَيْرِ الْحَنَفِيَّةِ، وَمَنْزِلَتُهَا بَيْنَ سَائِرِ النَّوَافِلِ:
4- صَلَاةُ الْوِتْرِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ السَّابِقِ، وَالْأَحَادِيثُ الَّتِي تَحُضُّ عَلَيْهَا، وَحَدِيثُ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ أَمَدَّكُمْ بِصَلَاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، وَهِيَ صَلَاةُ الْوِتْرِ، فَصَلُّوهَا مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ».
وَمِنْ هُنَا ذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّ مَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ أَسَاءَ، وَكُرِهَ لَهُ ذَلِكَ.قَالَ أَحْمَدُ: مَنْ تَرَكَ الْوِتْرَ عَمْدًا فَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ تُقْبَلَ لَهُ شَهَادَةٌ.ا هـ.
وَالْوِتْرُ مِنَ السُّنَنِ الرَّوَاتِبِ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ، وَفِي أَحَدِ قَوْلَيْنِ لِلشَّافِعِيَّةِ، وَهُوَ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ: آكَدُ الرَّوَاتِبِ وَأَفْضَلُهَا.
وَآكَدُ النَّوَافِلِ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ: صَلَاةُ الْكُسُوفِ؛ لِأَنَّهُ- صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَتْرُكْهَا عِنْدَ وُجُودِ سَبَبِهَا، ثُمَّ الِاسْتِسْقَاءُ؛ لِأَنَّهُ تُشْرَعُ لَهَا الْجَمَاعَةُ مُطْلَقًا؛ فَأَشْبَهَتِ الْفَرَائِضَ، ثُمَّ التَّرَاوِيحُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُدَاوِمْ عَلَيْهَا خَشْيَةَ أَنْ تُفْرَضَ، لَكِنَّهَا أَشْبَهَتِ الْفَرَائِضَ مِنْ حَيْثُ مَشْرُوعِيَّةُ الْجَمَاعَةِ لَهَا، ثُمَّ الْوِتْرُ؛ لِأَنَّهُ وَرَدَ فِيهِ مِنَ الْأَخْبَارِ مَا لَمْ يَأْتِ مِثْلُهُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ سُنَّةُ الْفَجْرِ، ثُمَّ سُنَّةُ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ بَاقِي الرَّوَاتِبِ سَوَاءٌ.
وَقْتُ الْوِتْرِ:
5- وَقْتُ الْوِتْرِ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ- وَهُوَ الْمُعْتَمَدُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ- يَبْدَأُ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَذَلِكَ لِحَدِيثِ خَارِجَةَ الْمُتَقَدِّمِ، وَفِيهِ: «فَصَلُّوهَا مَا بَيْنَ الْعِشَاءِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ» قَالُوا: وَيُصَلَّى اسْتِحْبَابًا بَعْدَ سُنَّةِ الْعِشَاءِ؛ لِيُوَالِيَ بَيْنَ الْعِشَاءِ وَسُنَّتِهَا.قَالُوا: وَلَوْ جَمَعَ الْمُصَلِّي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ جَمْعَ تَقْدِيمٍ، أَيْ فِي وَقْتِ الْمَغْرِبِ فَيَبْدَأُ وَقْتُ الْوِتْرِ مِنْ بَعْدِ تَمَامِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ.
وَمَنْ صَلَّى الْوِتْرَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ لَمْ يَصِحَّ وِتْرُهُ لِعَدَمِ دُخُولِ وَقْتِهِ، فَإِنْ فَعَلَهُ نِسْيَانًا أَعَادَهُ.
وَفِي قَوْلٍ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ: وَقْتُ الْوِتْرِ هُوَ وَقْتُ الْعِشَاءِ، فَلَوْ صَلَّى الْوِتْرَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ صَحَّ وِتْرُهُ.
وَآخِرُ وَقْتِهِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، وَالْحَنَابِلَةِ طُلُوعُ الْفَجْرِ الثَّانِي لِحَدِيثِ خَارِجَةَ الْمُتَقَدِّمِ.
وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ: إِلَى أَنَّ أَوَّلَ وَقْتِ صَلَاةِ الْوِتْرِ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الصَّحِيحَةِ وَمَغِيبِ الشَّفَقِ، فَمَنْ قَدَّمَ الْعِشَاءَ فِي جَمْعِ التَّقْدِيمِ فَإِنَّهُ لَا يُصَلِّي الْوِتْرَ إِلاَّ بَعْدَ مَغِيبِ الشَّفَقِ.وَأَمَّا آخِرُ وَقْتِ الْوِتْرِ عِنْدَهُمْ فَهُوَ طُلُوعُ الْفَجْرِ، إِلاَّ فِي الضَّرُورَةِ، وَذَلِكَ لِمَنْ غَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ عَنْ وِرْدِهِ فَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَهُ، فَيُوتِرَ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ وَبَيْنَ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ، مَا لَمْ يَخْشَ أَنْ تَفُوتَ صَلَاةُ الصُّبْحِ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ.فَلَوْ شَرَعَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَكَانَ مُنْفَرِدًا، قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْوِتْرَ، نُدِبَ لَهُ قَطْعُهَا لِيُصَلِّيَ الْوِتْرَ.وَلَا يُنْدَبُ ذَلِكَ لِلْمُؤْتَمِّ، وَفِي الْإِمَامِ رِوَايَتَانِ.
وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ: إِلَى أَنَّ وَقْتَ الْوِتْرِ هُوَ وَقْتُ الْعِشَاءِ، أَيْ مِنْ غُرُوبِ الشَّفَقِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، وَلِذَا اكْتُفِيَ بِأَذَانِ الْعِشَاءِ وَإِقَامَتِهِ، فَلَا يُؤَذَّنُ لِلْوِتْرِ، وَلَا يُقَامُ لَهَا، مَعَ قَوْلِهِمْ بِوُجُوبِهَا.
قَالُوا: وَلَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ صَلَاةِ الْوِتْرِ عَلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ، لَا لِعَدَمِ دُخُولِ وَقْتِهَا، بَلْ لِوُجُوبِ التَّرْتِيبِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ.فَلَوْ صَلَّى الْوِتْرَ قَبْلَ الْعِشَاءِ نَاسِيًا، أَوْ صَلاَّهُمَا، فَظَهَرَ فَسَادُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ دُونَ الْوِتْرِ يَصِحُّ الْوِتْرُ وَيُعِيدُ الْعِشَاءَ وَحْدَهَا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ؛ لِأَنَّ التَّرْتِيبَ يَسْقُطُ بِمِثْلِ هَذَا الْعُذْرِ.
وَقَالَ الْحَنَفِيَّةُ- أَيْضًا-: مَنْ لَمْ يَجِدْ وَقْتَ الْعِشَاءِ وَالْوِتْرِ، بِأَنْ كَانَ فِي بَلَدٍ يَطْلُعُ فِيهِ الْفَجْرُ مَعَ غُرُوبِ الشَّفَقِ، أَوْ قَبْلَهُ، فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْعِشَاءُ وَلَا الْوِتْرُ.
6- وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ: عَلَى أَنَّهُ يُسَنُّ جَعْلُ الْوِتْرِ آخِرَ النَّوَافِلِ الَّتِي تُصَلَّى بِاللَّيْلِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا».
فَإِنْ أَرَادَ مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ أَنْ يَتَنَفَّلَ يَجْعَلُ وِتْرَهُ بَعْدَ النَّفْلِ، وَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَهَجَّدَ- أَيْ يَقُومُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ- فَإِنَّهُ إِذَا وَثِقَ بِاسْتِيقَاظِهِ أَوَاخِرَ اللَّيْلِ يُسْتَحَبُّ لَهُ أَنْ يُؤَخِّرَ وِتْرَهُ لِيَفْعَلَهُ آخِرَ اللَّيْلِ، وَإِلاَّ فَيُسْتَحَبُّ تَقْدِيمُهُ قَبْلَ النَّوْمِ؛ لِحَدِيثِ: «مَنْ خَافَ أَنْ لَا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ» وَحَدِيثُ عَائِشَةَ- رضي الله عنها- قَالَتْ: «مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم-، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ». عَدَدُ رَكَعَاتِ صَلَاةِ الْوِتْرِ:
7- أَقَلُّ صَلَاةِ الْوِتْرِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ رَكْعَةٌ وَاحِدَةٌ.قَالُوا: وَيَجُوزُ ذَلِكَ بِلَا كَرَاهَةٍ لِحَدِيثِ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ» وَالِاقْتِصَارُ عَلَيْهَا خِلَافُ الْأَوْلَى، لَكِنْ فِي قَوْلٍ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ: شَرْطُ الْإِيتَارِ بِرَكْعَةٍ سَبْقُ نَفْلٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ مِنْ سُنَّتِهَا، أَوْ غَيْرِهَا لِيُوتِرَ النَّفَلَ.
وَفِي قَوْلٍ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ- خِلَافُ الصَّحِيحِ مِنَ الْمَذْهَبِ-: يُكْرَهُ الْإِيتَارُ بِرَكْعَةٍ حَتَّى فِي حَقِّ الْمُسَافِرِ، تُسَمَّى الْبُتَيْرَاءُ، ذَكَرَهُ صَاحِبُ الْإِنْصَافِ.
وَقَالَ الْحَنَفِيَّةُ: لَا يَجُوزُ الْإِيتَارُ بِرَكْعَةٍ، لِأَنَّ «النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنِ الْبُتَيْرَاءِ» قَالُوا: «رُوِيَ أَنَّ عُمَرَ- رضي الله عنه- رَأَى رَجُلًا يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْبُتَيْرَاءُ؟ لَتَشْفَعَنَّهَا أَوْ لأَُؤَدِّبَنَّكَ».
وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ: أَكْثَرُ الْوِتْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَفِي قَوْلٍ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ أَكْثَرُهُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَيَجُوزُ بِمَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنَ الْأَوْتَارِ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ».وَقَوْلُهُ: «أَوْتِرُوا بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ أَوْ تِسْعٍ أَوْ إِحْدَى عَشْرَةَ» وَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ- رضي الله عنها-: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- يُوتِرُ بِثَلَاثِ عَشْرَةَ رَكْعَةً».لَكِنْ قَالَ الْمَحَلِّيُّ: يُحْمَلُ هَذَا عَلَى أَنَّهَا حَسِبَتْ فِيهِ سُنَّةَ الْعِشَاءِ.
وَأَدْنَى الْكَمَالِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ ثَلَاثُ رَكَعَاتٍ، فَلَوِ اقْتَصَرَ عَلَى رَكْعَةٍ كَانَ خِلَافَ الْأَوْلَى.وَنَصَّ الْحَنَابِلَةُ: عَلَى أَنَّهُ لَا يُكْرَهُ الْإِيتَارُ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَوْ بِلَا عُذْرٍ. وَأَكْمَلُ مِنَ الثَّلَاثِ خَمْسٌ، ثُمَّ سَبْعٌ، ثُمَّ تِسْعٌ ثُمَّ إِحْدَى عَشْرَةَ، وَهِيَ أَكْمَلُهُ.
أَمَّا الْحَنَفِيَّةُ: فَلَمْ يَذْكُرُوا فِي عَدَدِهِ إِلاَّ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ، بِتَشَهُّدَيْنِ وَسَلَامٍ، كَمَا يُصَلَّى الْمَغْرِبُ.وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ عَائِشَةَ- رضي الله عنها- «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- يُوتِرُ بِثَلَاثٍ لَا يُسَلِّمُ إِلاَّ فِي آخِرِهِنَّ» وَفِي الْهِدَايَةِ: حَكَى الْحَسَنُ إِجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الثَّلَاثِ.قَالَ ابْنُ الْهُمَامِ: وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ السَّبْعَةِ.
أَمَّا عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ: فَإِنَّ الْوِتْرَ رَكْعَةٌ وَاحِدَةٌ، لَكِنْ لَا تَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ شَفْعٍ يَسْبِقُهَا.وَاخْتُلِفَ: هَلْ تَقْدِيمُ الشَّفْعِ شَرْطُ صِحَّةٍ أَوْ كَمَالٍ؟ قَالُوا: وَقَدْ تُسَمَّى الرَّكَعَاتُ الثَّلَاثُ وِتْرًا إِلاَّ أَنَّ ذَلِكَ مَجَازٌ، وَالْوِتْرُ فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ الرَّكْعَةُ الْوَاحِدَةُ.وَيُكْرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ وَاحِدَةً فَقَطْ، بَلْ بَعْدَ نَافِلَةٍ، وَأَقَلُّ تِلْكَ النَّافِلَةِ رَكْعَتَانِ، وَلَا حَدَّ لِأَكْثَرِهَا.قَالُوا: وَالْأَصْلُ فِي ذَلِكَ حَدِيثُ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى».
وَيُسْتَثْنَى مِنْ كَرَاهَةِ الْإِيتَارِ بِرَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ مَنْ كَانَ لَهُ عُذْرٌ، كَالْمُسَافِرِ وَالْمَرِيضِ، فَقَدْ قِيلَ: لَا يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ، وَقِيلَ: يُكْرَهُ لَهُ أَيْضًا.فَإِنْ أَوْتَرَ دُونَ عُذْرٍ بِوَاحِدَةٍ دُونَ شَفْعٍ قَبْلَهَا، قَالَ أَشْهَبُ: يُعِيدُ وِتْرَهُ بِأَثَرِ شَفْعٍ مَا لَمْ يُصَلِّ الصُّبْحَ.وَقَالَ سَحْنُونٌ: إِنْ كَانَ بِحَضْرَةِ ذَلِكَ أَيْ بِالْقُرْبِ، شَفَعَهَا بِرَكْعَةٍ ثُمَّ أَوْتَرَ، وَإِنْ تَبَاعَدَ أَجْزَأَهُ.
وَقَالُوا: لَا يُشْتَرَطُ فِي الشَّفْعِ الَّذِي قَبْلَ رَكْعَةِ الْوِتْرِ نِيَّةٌ تَخُصُّهُ، بَلْ يَكْتَفِي بِأَيِّ رَكْعَتَيْنِ كَانَتَا.
صِفَةُ صَلَاةِ الْوِتْرِ:
أَوَّلًا: الْفَصْلُ وَالْوَصْلُ:
8- الْمُصَلِّي إِمَّا أَنْ يُوتِرَ بِرَكْعَةٍ، أَوْ بِثَلَاثٍ، أَوْ بِأَكْثَرَ:
أ- فَإِنْ أَوْتَرَ الْمُصَلِّي بِرَكْعَةٍ- عِنْدَ الْقَائِلِينَ بِجَوَازِهِ- فَالْأَمْرُ وَاضِحٌ. ب- وَإِنْ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ، فَلَهُ ثَلَاثُ صُوَرٍ:
الصُّورَةُ الْأُولَى: أَنْ يَفْصِلَ الشَّفْعَ بِالسَّلَامِ، ثُمَّ يُصَلِّيَ الرَّكْعَةَ الثَّالِثَةَ بِتَكْبِيرَةِ إِحْرَامٍ مُسْتَقِلَّةٍ.وَهَذِهِ الصُّورَةُ عِنْدَ غَيْرِ الْحَنَفِيَّةِ، وَهِيَ الْمُعَيَّنَةُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ، فَيُكْرَهُ مَا عَدَاهَا، إِلاَّ عِنْدَ الِاقْتِدَاءِ بِمَنْ يُصَلِّ.
وَأَجَازَهَا الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ، وَقَالُوا: إِنَّ الْفَصْلَ أَفْضَلُ مِنَ الْوَصْلِ، لِزِيَادَتِهِ عَلَيْهِ السَّلَام وَغَيْرُهُ.وَفِي قَوْلٍ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ: إِنْ كَانَ إِمَامًا فَالْوَصْلُ أَفْضَلُ، لِأَنَّهُ يَقْتَدِي بِهِ الْمُخَالِفُ، وَإِنْ كَانَ مُنْفَرِدًا فَالْفَصْلُ أَفْضَلُ.قَالُوا: وَدَلِيلُ هَذِهِ الصُّورَةِ مَا وَرَدَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما- أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- يَفْصِلُ بَيْنَ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ بِتَسْلِيمَةٍ» وَوَرَدَ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ- رضي الله عنهما- كَانَ يُسَلِّمُ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ حَتَّى يَأْمُرَ بِبَعْضِ حَاجَتِهِ.
وَصَرَّحَ الْحَنَابِلَةُ بِأَنَّهُ يُسَنُّ فِعْلُ الرَّكْعَةِ بَعْدَ الشَّفْعِ بَعْدَ تَأْخِيرٍ لَهَا عَنْهُ.نَصَّ عَلَى ذَلِكَ أَحْمَدُ.وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَكَلَّمَ بَيْنَ الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ لِيَفْصِلَ.وَذَكَرَ الشَّافِعِيَّةُ أَنَّهُ يَنْوِي فِي الرَّكْعَتَيْنِ إِنْ أَرَادَ الْفَصْلَ: (رَكْعَتَيْنِ مِنَ الْوِتْرِ) أَوْ (سُنَّةَ الْوِتْرِ) أَوْ (مُقَدَّمَةَ الْوِتْرِ) قَالُوا: وَلَا يَصِحُّ بِنِيَّةِ (الشَّفْعِ) أَوْ (سُنَّةِ الْعِشَاءِ) أَوْ (صَلَاةِ اللَّيْلِ).
الصُّورَةُ الثَّانِيَةُ: أَنْ يُصَلِّيَ الثَّلَاثَ مُتَّصِلَةً سَرْدًا، أَيْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَهُنَّ بِسَلَامٍ وَلَا جُلُوسٍ، وَهِيَ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ أَوْلَى مِنَ الصُّورَةِ التَّالِيَةِ.وَاسْتَدَلُّوا لِهَذِهِ الصُّورَةِ بِأَنَّ «النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم-: كَانَ يُوتِرُ بِخَمْسٍ، لَا يَجْلِسُ إِلاَّ فِي آخِرِهَا».
وَهَذِهِ الصُّورَةُ مَكْرُوهَةٌ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ، لَكِنْ إِنْ صَلَّى خَلْفَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَيُوَاصِلُ مَعَهُ.
الصُّورَةُ الثَّالِثَةُ: الْوَصْلُ بَيْنَ الرَّكَعَاتِ الثَّلَاثِ، بِأَنْ يَجْلِسَ بَعْدَ الثَّانِيَةِ فَيَتَشَهَّدَ وَلَا يُسَلِّمَ، بَلْ يَقُومَ لِلثَّالِثَةِ وَيُسَلِّمَ بَعْدَهَا، فَتَكُونُ فِي الْهَيْئَةِ كَصَلَاةِ الْمَغْرِبِ، إِلاَّ أَنَّهُ يَقْرَأُ فِي الثَّالِثَةِ سُورَةً بَعْدَ الْفَاتِحَةِ خِلَافًا لِلْمَغْرِبِ.
وَهَذِهِ الصُّورَةُ هِيَ الْمُتَعَيِّنَةُ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ.قَالُوا: فَلَوْ نَسِيَ فَقَامَ لِلثَّالِثَةِ دُونَ تَشَهُّدٍ فَإِنَّهُ لَا يَعُودُ، وَكَذَا لَوْ كَانَ عَامِدًا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، وَهَذَا اسْتِحْسَانٌ.وَالْقِيَاسُ أَنْ يَعُودَ، وَاحْتَجُّوا لِتَعَيُّنِهَا بِقَوْلِ أَبِي الْعَالِيَةِ: «عَلَّمَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ- صلى الله عليه وسلم-: أَنَّ الْوِتْرَ مِثْلُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ، فَهَذَا وِتْرُ اللَّيْلِ، وَهَذَا وِتْرُ النَّهَارِ».
وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ: هِيَ جَائِزَةٌ مَعَ الْكَرَاهَةِ؛ لِأَنَّ تَشْبِيهَ الْوِتْرِ بِالْمَغْرِبِ مَكْرُوهٌ.
وَقَالَ الْحَنَابِلَةُ: لَا كَرَاهَةَ إِلاَّ أَنَّ الْقَاضِيَ أَبَا يَعْلَى مَنَعَ هَذِهِ الصُّورَةَ.وَخَيَّرَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ بَيْنَ الْفَصْلِ وَالْوَصْلِ.
ج- أَنْ يُصَلِّيَ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثٍ:
9- وَهُوَ جَائِزٌ- كَمَا تَقَدَّمَ- عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ.
قَالَ الشَّافِعِيَّةُ: فَالْفَصْلُ بِسَلَامٍ بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ أَفْضَلُ، لِحَدِيثِ: «كَانَ- صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى الْفَجْرِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً وَيُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ» وَيَجُوزُ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا بِتَسْلِيمَةٍ، وَسِتًّا بِتَسْلِيمَةٍ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَةً، وَلَهُ الْوَصْلُ بِتَشَهُّدٍ، أَوْ تَشَهُّدَيْنِ فِي الثَّلَاثِ الْأَخِيرَةِ.
وَقَالَ الْحَنَابِلَةُ: إِنْ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ فَالْأَفْضَلُ أَنْ يَسْرُدَهُنَّ سَرْدًا فَلَا يَجْلِسُ إِلاَّ فِي آخِرِهِنَّ، لِحَدِيثِ عَائِشَةَ- رضي الله عنها-: «كَانَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ لَا يَجْلِسُ إِلاَّ فِي آخِرِهَا».وَلِحَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ- رضي الله عنها- قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم- يُوتِرُ بِخَمْسٍ، وَسَبْعٍ، لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ بِتَسْلِيمٍ».
وَإِنْ أَوْتَرَ بِتِسْعٍ فَالْأَفْضَلُ أَنْ يَسْرُدَ ثَمَانِيًا، ثُمَّ يَجْلِسَ لِلتَّشَهُّدِ وَلَا يُسَلِّمَ، ثُمَّ يُصَلِّيَ التَّاسِعَةَ وَيَتَشَهَّدَ وَيُسَلِّمَ.
وَيَجُوزُ فِي الْخَمْسِ وَالسَّبْعِ وَالتِّسْعِ أَنْ يُسَلِّمَ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.
وَإِنْ أَوْتَرَ بِإِحْدَى عَشْرَةَ فَالْأَفْضَلُ أَنْ يُسَلِّمَ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيَجُوزُ أَنْ يَسْرُدَ عَشْرًا، ثُمَّ يَتَشَهَّدَ، ثُمَّ يَقُومَ فَيَأْتِي بِالرَّكْعَةِ وَيُسَلِّمَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَسْرُدَ الْإِحْدَى عَشْرَةَ فَلَا يَجْلِسُ وَلَا يَتَشَهَّدُ إِلاَّ فِي آخِرِهَا.
ثَانِيًا: الْقِيَامُ وَالْقُعُودُ فِي صَلَاةِ الْوِتْرِ، وَأَدَاؤُهَا عَلَى الرَّاحِلَةِ:
10- ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى أَنَّ صَلَاةَ الْوِتْرِ لَا تَصِحُّ إِلاَّ مِنْ قِيَامٍ، إِلاَّ لِعَاجِزٍ، فَيَجُوزُ أَنْ يُصَلِّيَهَا قَاعِدًا، وَلَا تَصِحُّ عَلَى الرَّاحِلَةِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ.
وَذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ- الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ- إِلَى أَنَّهُ تَجُوزُ لِلْقَاعِدِ أَنْ يُصَلِّيَهَا وَلَوْ كَانَ قَادِرًا عَلَى الْقِيَامِ، وَإِلَى جَوَازِ صَلَاتِهَا عَلَى الرَّاحِلَةِ وَلَوْ لِغَيْرِ عُذْرٍ.وَذَلِكَ مَرْوِيٌّ عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَالثَّوْرِيِّ وَإِسْحَاقَ- رضي الله عنهم- قَالُوا: لِأَنَّهَا سُنَّةٌ، فَجَازَ فِيهَا ذَلِكَ كَسَائِرِ السُّنَنِ.
وَاحْتَجُّوا لِذَلِكَ بِمَا وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما- أَنَّ «النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ» وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ قَالَ: «كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما- بِطَرِيقِ مَكَّةَ، قَالَ سَعِيدٌ: فَلَمَّا خَشِيتُ الصُّبْحَ نَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ، فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: خَشِيتُ الْفَجْرَ فَنَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ.فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَيْسَ لَكَ فِي رَسُولِ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- أُسْوَةٌ؟ فَقُلْتُ: بَلَى وَاَللَّهِ.قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُوتِرُ عَلَى الْبَعِيرِ».
ثَالِثًا: الْجَهْرُ وَالْإِسْرَارُ:
11- قَالَ الْحَنَفِيَّةُ: يَجْهَرُ فِي الْوِتْرِ إِنْ كَانَ إِمَامًا فِي رَمَضَانَ لَا فِي غَيْرِهِ.
وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ: تَأَكَّدَ نَدْبُ الْجَهْرِ بِوِتْرٍ، سَوَاءٌ صَلاَّهُ لَيْلًا أَوْ بَعْدَ الْفَجْرِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيَّةُ: يُسَنُّ لِغَيْرِ الْمَأْمُومِ أَنْ يَجْهَرَ بِالْقِرَاءَةِ فِي وِتْرِ رَمَضَانَ، وَيُسِرَّ فِي غَيْرِهِ.
وَقَالَ الْحَنَابِلَةُ: يُخَيَّرُ الْمُنْفَرِدُ فِي صَلَاةِ الْوِتْرِ فِي الْجَهْرِ وَعَدَمِهِ، وَظَاهِرُ كَلَامِ جَمَاعَةٍ: أَنَّ الْجَهْرَ يَخْتَصُّ بِالْإِمَامِ فَقَطْ، قَالَ فِي الْخِلَافِ: وَهُوَ أَظْهَرُ.
رَابِعًا: مَا يُقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْوِتْرِ:
12- اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنَ الْوِتْرِ الْفَاتِحَةَ وَسُورَةً.
وَالسُّورَةُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ سُنَّةٌ، لَا يَعُودُ لَهَا إِنْ رَكَعَ وَتَرَكَهَا.
ثُمَّ ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يُوَقَّتْ فِي الْقِرَاءَةِ فِي الْوِتْرِ شَيْءٌ غَيْرُ الْفَاتِحَةِ، فَمَا قَرَأَ فِيهِ فَهُوَ حَسَنٌ، وَمَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: أَنَّهُ قَرَأَ بِهِ فِي الْأُولَى بِسُورَةِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَفِي الثَّانِيَةِ (بِ الْكَافِرُونَ) وَفِي الثَّالِثَةِ (بِالْإِخْلَاصِ)، فَيَقْرَأُ بِهِ أَحْيَانًا، وَيَقْرَأُ بِغَيْرِهِ أَحْيَانًا لِلتَّحَرُّزِ عَنْ هِجْرَانِ بَاقِي الْقُرْآنِ.
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ يُنْدَبُ الْقِرَاءَةُ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ بِالسُّوَرِ الثَّلَاثِ الْمَذْكُورَةِ، لِمَا وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما-: أَنَّ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقْرَأُ ذَلِكَ.
وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ- كَذَلِكَ- إِلَى أَنَّهُ يُنْدَبُ فِي الشَّفْعِ (سَبِّحْ، وَالْكَافِرُونَ)، أَمَّا فِي الثَّالِثَةِ فَيُنْدَبُ أَنْ يَقْرَأَ (بِسُورَةِ الْإِخْلَاصِ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ)، لِحَدِيثِ عَائِشَةَ- رضي الله عنها- فِي ذَلِكَ.لَكِنْ قَالَ الْمَالِكِيَّةُ: يُنْدَبُ ذَلِكَ إِلاَّ لِمَنْ لَهُ حِزْبٌ، أَيْ قَدْرٌ مِنَ الْقُرْآنِ يَقْرَؤُهُ لَيْلًا، فَيَقْرَأُ مِنْ حِزْبِهِ فِي الشَّفْعِ وَالْوِتْرِ.
خَامِسًا: الْقُنُوتُ فِي صَلَاةِ الْوِتْرِ:
13- ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ الْقُنُوتَ فِي الْوِتْرِ مَشْرُوعٌ فِي الْجُمْلَةِ، وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّهُ وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ، وَفِي أَنَّهُ يَكُونُ فِي جَمِيعِ لَيَالِي السَّنَةِ أَوْ فِي بَعْضِهَا، وَفِي أَنَّهُ هَلْ يَكُونُ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ، وَفِيمَا يُسَنُّ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ، وَفِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَسَائِلِهِ.وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى أَنَّ الْقُنُوتَ فِي الْوِتْرِ مَكْرُوهٌ.
وَيُنْظَرُ بَيَانُ ذَلِكَ فِي مُصْطَلَحِ (قُنُوت).
الْوِتْرُ فِي السَّفَرِ:
14- لَا يَخْتَلِفُ حُكْمُ صَلَاةِ الْوِتْرِ فِي السَّفَرِ عَنْهُ فِي الْحَضَرِ، فَمَنْ قَالَ: إِنَّهُ سُنَّةٌ، وَهُمُ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ- غَيْرُ أَبِي بَكْرٍ مِنَ الْحَنَابِلَةِ وَأَبِي يُوسُفَ وَمُحَمَّدٍ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ- فَإِنَّهُ يُسَنُّ فِي السَّفَرِ كَالْحَضَرِ.
وَمَنْ قَالَ إِنَّهُ وَاجِبٌ- وَهُوَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَبُو بَكْرٍ مِنَ الْحَنَابِلَةِ- فَإِنَّهُ يَجِبُ فِي السَّفَرِ كَالْحَضَرِ.
أَدَاءُ صَلَاةِ الْوِتْرِ فِي جَمَاعَةٍ:
15- يَنُصُّ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى أَنَّهُ لَا يُسَنُّ أَنْ يُصَلَّى الْوِتْرَ فِي جَمَاعَةٍ، لَكِنْ تُنْدَبُ الْجَمَاعَةُ فِي الْوِتْرِ الَّذِي يَكُونُ عَقِبَ التَّرَاوِيحِ، تَبَعًا لَهَا.وَصَرَّحَ الْحَنَفِيَّةُ بِأَنَّهُ يُنْدَبُ فِعْلُهُ حِينَئِذٍ فِي الْمَسْجِدِ تَبَعًا لِلتَّرَاوِيحِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ يُسَنُّ أَنْ يَكُونَ الْوِتْرُ فِي الْمَنْزِلِ.قَالَ فِي الْفَتَاوَى الْهِنْدِيَّةِ: هَذَا هُوَ الْمُخْتَارُ.
وَقَالَ الْمَالِكِيَّةُ: يُنْدَبُ فِعْلُهَا فِي الْبُيُوتِ وَلَوْ جَمَاعَةً إِنْ لَمْ تُعَطَّلِ الْمَسَاجِدُ عَنْ صَلَاتِهَا بِهَا جَمَاعَةً.وَعَلَّلُوا أَفْضَلِيَّةَ الِانْفِرَادِ بِالسَّلَامَةِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَلَا يَسْلَمُ مِنْهُ إِلاَّ إِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فِي بَيْتِهِ.
وَنَصَّ الْحَنَابِلَةُ عَلَى أَنَّ فِعْلَ الْوِتْرِ فِي الْبَيْتِ أَفْضَلُ، كَسَائِرِ السُّنَنِ إِلاَّ لِعَارِضٍ، فَالْمُعْتَكِفُ يُصَلِّيهَا فِي الْمَسْجِدِ، وَإِنْ صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ التَّرَاوِيحَ يُصَلِّي مَعَهُ الْوِتْرَ لِيَنَالَ فَضِيلَةَ الْجَمَاعَةِ، لَكِنْ إِنْ كَانَ لَهُ تَهَجُّدٌ فَإِنَّهُ يُتَابِعُ الْإِمَامَ فِي الْوِتْرِ فَإِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ لَمْ يُسَلِّمْ مَعَهُ بَلْ يَقُومُ فَيَشْفَعُ وِتْرَهُ، وَذَلِكَ لِيَنَالَ فَضِيلَةَ الْجَمَاعَةِ.
وَنَصَّ الْحَنَابِلَةُ كَذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ لَوْ أَدْرَكَ الْمَسْبُوقُ بِالْوِتْرِ مَعَ الْإِمَامِ رَكْعَةً فَإِنْ كَانَ الْإِمَامُ سَلَّمَ مِنَ اثْنَتَيْنِ أَجْزَأَتِ الْمَسْبُوقَ الرَّكْعَةُ عَنْ وِتْرِهِ، وَإِنْ كَانَ الْإِمَامُ لَمْ يُسَلِّمْ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ فَعَلَى الْمَسْبُوقِ أَنْ يَقْضِيَهُمَا لِحَدِيثِ: «مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا».
نَقْضُ الْوِتْرِ:
16- مَنْ صَلَّى الْوِتْرَ ثُمَّ بَدَا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يُصَلِّيَ نَفْلًا، فَإِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ بِلَا كَرَاهَةٍ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ كَمَا قَالَ النَّوَوِيُّ.وَلَوْ صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ التَّرَاوِيحَ، ثُمَّ أَوْتَرَ مَعَهُ وَهُوَ يَنْوِي الْقِيَامَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يُوتِرَ مَعَهُ إِنْ طَرَأَتْ لَهُ النِّيَّةُ بَعْدَهُ أَوْ فِيهِ.أَمَّا إِنْ طَرَأَتْ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَيُكْرَهُ لَهُ عَلَى مَا صَرَّحَ بِهِ الْمَالِكِيَّةُ.
وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ بَعْدَ الْوِتْرِ فَلَهُ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ طَرِيقَتَانِ:
الطَّرِيقَةُ الْأُولَى: أَنْ يُصَلِّيَ شَفْعًا مَا شَاءَ، ثُمَّ لَا يُوتِرُ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقَدْ أَخَذَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَقَوْلُ النَّخَعِيِّ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَعَلْقَمَةَ.وَقَالُوا: لَا يَنْقُضُ وِتْرَهُ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَسَعْدٍ وَعَمَّارٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ- رضي الله عنهم- اسْتَدَلُّوا بِقَوْلِ عَائِشَةَ- رضي الله عنها- وَقَدْ سُئِلَتْ عَنِ الَّذِي يَنْقُضُ وِتْرَهُ فَقَالَتْ: «ذَاكَ الَّذِي يَلْعَبُ بِوِتْرِهِ» رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ.وَاسْتَدَلُّوا عَلَى عَدَمِ إِيتَارِهِ مَرَّةً أُخْرَى بِحَدِيثِ طَلْقِ بْنِ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا: «لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ» وَلِمَا صَحَّ: «أَنَّهُ- صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الْوِتْرِ رَكْعَتَيْنِ».
وَالطَّرِيقَةُ الثَّانِيَةُ: وَعَلَيْهَا الْقَوْلُ الْآخَرُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ: أَنْ يَبْدَأَ نَفْلَهُ بِرَكْعَةٍ يَشْفَعُ بِهَا وِتْرَهُ، ثُمَّ يُصَلِّيَ شَفْعًا مَا شَاءَ ثُمَّ يُوتِرَ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَأُسَامَةَ، وَسَعْدٍ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهم- عَلَى مَا صَرَّحَ بِهِ النَّوَوِيُّ وَابْنُ قُدَامَةَ.ثُمَّ قَالَ: وَلَعَلَّهُمْ ذَهَبُوا إِلَى قَوْلِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا».
قَضَاءُ صَلَاةِ الْوِتْرِ:
17- ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى أَنَّ مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ الْفَجْرُ وَلَمْ يُصَلِّ الْوِتْرَ يَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاؤُهُ، سَوَاءٌ أَتَرَكَهُ عَمْدًا أَمْ نِسْيَانًا وَإِنْ طَالَتِ الْمُدَّةُ، وَمَتَى قَضَاهُ يَقْضِيهِ بِالْقُنُوتِ.فَلَوْ صَلَّى الصُّبْحَ وَهُوَ ذَاكِرٌ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ الْوِتْرَ فَصَلَاةُ الصُّبْحِ فَاسِدَةٌ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ لِوُجُوبِ التَّرْتِيبِ بَيْنَ الْوِتْرِ وَالْفَرِيضَةِ.وَلَا يَقْضِي الْوِتْرَ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ إِذَا تَذَكَّرَهُ بَعْدَ أَنْ صَلَّى الصُّبْحَ.فَإِنْ تَذَكَّرَهُ فِيهَا نُدِبَ لَهُ إِنْ كَانَ مُنْفَرِدًا أَنْ يَقْطَعَهَا لِيُصَلِّيَ الْوِتْرَ مَا لَمْ يَخَفْ خُرُوجَ الْوَقْتِ، وَإِنْ تَذَكَّرَهُ فِي أَثْنَاءِ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَقِيلَ: يَقْطَعُهَا كَالصُّبْحِ، وَقِيلَ: يُتِمُّهَا ثُمَّ يُوتِرُ.
وَذَهَبَ طَاوُسٍ إِلَى أَنَّ الْوِتْرَ يُقْضَى مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ.
وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ إِلَى أَنَّهُ يَقْضِي الْوِتْرَ إِذَا فَاتَ وَقْتُهُ، أَيْ عَلَى سَبِيلِ النَّدْبِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَامَ عَنِ الْوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُصَلِّهِ إِذَا أَصْبَحَ أَوْ ذَكَرَهُ» قَالُوا: وَيَقْضِيهِ مَعَ شَفْعِهِ.
وَالصَّحِيحُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ: أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ قَضَاءُ الْوِتْرِ وَهُوَ الْمَنْصُوصُ فِي الْجَدِيدِ وَيُسْتَحَبُّ الْقَضَاءُ أَبَدًا لِقَوْلِ النَّبِيِّ- صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: لَا تُقْضَى وَهُوَ نَصُّهُ فِي الْقَدِيمِ.
التَّسْبِيحُ بَعْدَ الْوِتْرِ:
18- يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقُولَ بَعْدَ الْوِتْرِ: «سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ» ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَيَمُدَّ صَوْتَهُ بِهَا فِي الثَّالِثَةِ لِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- يُوتِرُ بِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنَ الْوِتْرِ قَالَ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ.ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِهَا فِي الثَّالِثَةِ».
- رحمه الله-
موسوعة الفقه الكويتية-وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت-صدرت بدءًا من: 1404هـ/1984م
60-موسوعة الفقه الكويتية (وتر)
وِتْرٌانْظُرْ: صَلَاةُ الْوِتْرِ.
موسوعة الفقه الكويتية-وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت-صدرت بدءًا من: 1404هـ/1984م
61-إكمال الإعلام بتثليث الكلام (الوتر)
الْوتر: مصدر وتر الرجل: ظلمه، وَالشَّيْء: نَقصه، وَالْعدَد: أفرده، وَالصَّلَاة: خَتمهَا بِرَكْعَة، وأوتر الْعدَد وَالصَّلَاة أشهر.وَالْوتر: الْفَرد، والذحل أَيْضا.
وَالْوتر: جمع وتور: وَهُوَ الظلوم.
إكمال الإعلام بتثليث الكلام-محمد بن عبدالله، ابن مالك الطائي الجياني، أبو عبدالله، جمال الدين-توفي: 672هـ/1273م
62-الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي (والوتر)
440 - قوله: (والوَتْر)، الوَتْرُ: هو الفَرْدُ، قال الله عزَّ وجلَّ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وفي الحديث: "اجْعَلُوا آخِر صَلاَتِكُم باللَّيلِ وتْرًا"، وفيه: "مَن اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرالدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي-جمال الدين أبو المحاسن الحنبلي الدمشقي الصالحي المعروف بـ «ابن المبرد»-توفي: 909هـ/1503م
63-الشوارد ما تفرد به بعض أئمة اللغة (وتر)
(وتر): وتَرْتُ الصّلاة، ووتَّرْتُها: مثلُ أَوْتَرْتُها.الشوارد ما تفرد به بعض أئمة اللغة-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن القرشي الصغاني-توفي: 650هـ/1252م
64-الشوارد ما تفرد به بعض أئمة اللغة (وتر)
(وتر): الوَتِيرَةُ: عَقدُ عَشَرَةٍ.الشوارد ما تفرد به بعض أئمة اللغة-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن القرشي الصغاني-توفي: 650هـ/1252م
65-الغريبين في القرآن والحديث (وتر)
(وتر)قوله تعالى: {والشفع والوتر} قال ابن عباس الوتر آدم والشفع: زوجته وقيل الوتر هو: الله عز وجل والشفع: جميع الخلق خلقوا أزواجا وقيل: الوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر وقيل: الأعداد كلها وتر وشفع.
وقوله تعالى: {ثم أرسلنا رسلنا تترا} أي: متواترة يجيئ بعضها في إثر بعض، وأن يمر تترة، وهي في الأصل: وترى.
ومنه حديث أبي هريرة: (لا بأس بقضاء رمضان تترى) أي: منقطعا وقال يونس في قوله: {ثم أرسلنا رسلنا تترا} أي: متقاربة الأوقات وجاءت الخيل تترى إذا جاءت متقطعة.
وفي خبر أحمد عن أبي هريرة في قضاء رمضان قال: (أتواتره)، قال أبو الدقيش: يصوم يوما ويفطر يوما، أو يصوم يومين ويفطر يومين وقال الأصمعي: لا تكون المواترة مواصلة حتى يكون منهما شيء.
وفي حديث القضاء: (لا بأس أن تواتر قضاء رمضان) مدل على التفريق، لأن المتابعة فهو مما لا يختلف فيه.
وقوله تعالى: {ولن يتركم أعمالكم} أي: لن ينقصكم شيئا من ثواب أعمالكم.
وفي الحديث: (من فاتته صلاة فكأنما وتر أهله وماله) أي: نقص
يقال: وترته أي نقصته، قال أبو بكر: وفيه قول آخر: وهو أن الوتر أصله الجناية التي يجنيها الرجل على الرجل من قتله حميمه أو أخذه ماله فشبه ما يلحق هذا الذي يفوته العصر بما يلحق الموتور من قتل حميمه أو أخذه ماله.
وفي حديث العباس: (فلم يزل على وتيرة واحدة حتى مات) قال أبو عبيدة: الوتيرة: المداومة على الشيء، وهو ما نحو دين التواتر.
وفي الحديث: (إذا استجمرت فأوتر) أي إذا استنجيت بالحجارة فاجعلها وترا وكذلك المصلي يوتر، وكذلك أنه يصلي مثنى ثم يصلي آخرها ركعة.
وفي الحديث: (إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا).
وفي الحديث: (قلدوا الخيل، ولا تلقدوها الأوتار) قال النضر: أي لا تطلبوا عليها الدخول التي وترتم بها في الجاهلية.
وقال محمد بن الحسن: لا تقلدوها أوتار القسى فتنخنق يقول: لا تقلدوها
بها، وقال مالك بن أنس رضي الله عنه: كانوا يقلدونها أوتار القسى لئلا تصيبها العين، فأمرهم بقطعها يعلمهم أن الأوتار لا ترد من أمر الله شيئا.
وفي حديث زيد: (في الوترة ثلث الدية) يعني الحاجز بين المنخرين وهي الوتيرة وأيضا وتيرة اليد ما بين الأصابع واليد.
وفي حديث هشام بن عبد الملك: (أنه كتب إلى عامله أن أصب لي ناقة مواترة) أصله من الوتر وهو أن تضع قوائمها الأرض وترا وترا، ولا تزج بنفسها عند البروك، فيشق على راكبها.
الغريبين في القرآن والحديث-أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي-توفي: 401هـ/1010م
66-المنجد في اللغة (الوتر)
والوَتَر أيضًا: جمع وَتَرَة، وهي عَقَبةُ المَتْن.المنجد في اللغة-علي بن الحسن الهُنائي الأزدي، أبو الحسن الملقب بـ «كراع النمل»-توفي بعد: 309هـ/921م
67-المنجد في اللغة (ربعت الوتر ربعا)
ورَبَعْت الوَتَرَ رَبْعًا، أي: جَعَلْتُه على أربع طاقاتٍ، فهو مَرْبُوع.المنجد في اللغة-علي بن الحسن الهُنائي الأزدي، أبو الحسن الملقب بـ «كراع النمل»-توفي بعد: 309هـ/921م
68-المعجم الغني (أوْتَرَ)
أوْتَرَ- [وتر]، (فعل: رباعي. متعدٍّ)، أوْتَرْتُ، أُوْتِرُ، أَوْتِرْ، المصدر: إيتَارٌ.1- "أوْتَرَ القَوْسَ": جَعَلَ لَهَا وَتَرًا.
2- "أوْتَرَ عُودَهُ": شَدَّ وَتَرَهُ.
3- "أوْتَرَ العَدَدَ": جَعَلَهُ فَرْدًا.
4- "أوْتَرَ القَوْمَ": جَعَلَ شَفْعَهُمْ وِتْرًا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
69-المعجم الغني (تَوَاتَرَ)
تَوَاتَرَ- [وتر]، (فعل: خما. لازم، مزيد بحرف)، تَوَاتَرَ، يَتَواتَرُ، المصدر: تَوَاتُرٌ. "تَوَاتَرَتِ الأخْبَارُ فِي الْمَدِينَةِ": تَوَالَتْ، تَتَابَعتْ، تَلاحَقَتْ. "تَوَاتَرَتْ عَلَيْهِ الْمَصَائِبُ".الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
70-المعجم الغني (تَوَاتُرٌ)
تَوَاتُرٌ- [وتر]، (مصدر: تَوَاتَرَ)، "تَوَاتُرُ الأخْبَارِ": تَوَالِيهَا، تَتَابُعُهَا.الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
71-المعجم الغني (تَوَتَّرَ)
تَوَتَّرَ- [وتر]، (فعل: خماسي. لازم)، تَوَتَّرْتُ، أتَوَتَّرُ، المصدر: تَوَتُّرٌ.1- "تَوَتَّرَتْ أعْصَابُهُ": اِشْتَدَّتْ، تَعَصَّبَتْ، صَارَتْ كَالوَتَرِ.
2- "تَوَتَّرتِ العَلَاقَةُ بَيْنَ الأصْدِقَاءِ": اِشْتَدَّتْ وَصَعُبَتْ.
3- "تَوَتَّرَتْ عَلَاقَاتُ البَلَدَيْنِ": سَاءَتْ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
72-المعجم الغني (تَوَتُّرٌ)
تَوَتُّرٌ- [وتر]، (مصدر: تَوَتَّرَ):1- "تَوَتُّرُ الأعْصَابِ": اِشْتِدَادُهَا وَتَعَصُّبُهَا.
2- "تَوَتُّرُ العَلاقَاتِ": عِنْدَمَا تَصِلُ العَلاقَاتُ إلَى مَرْحَلَةِ القَطِيعَةِ وَالإسَاءةِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
73-المعجم الغني (تَوْتِيرٌ)
تَوْتِيرٌ- [وتر]، (مصدر: وَتَّرَ):1- "تَوْتِيرُ القَوْسِ": شَدُّهُ.
2- "تَوْتِيرُ الصَّلاةِ": جَعْلُهَا وِتْرًا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
74-المعجم الغني (مُتَوَاتِرٌ)
مُتَوَاتِرٌ(مُتَوَاتِرَةٌ )- الجمع: (مُتَوَاتِرُونَ، مُتَوَاتِرَاتٌ ). [وتر]، (اسم فاعل مِنْ: تَوَاتَرَ)، "حَدِيثٌ مُتَوَاتِرٌ": حَدِيثٌ رَوَاهُ عَدَدٌ مِنَ الرُّوَاةِ فَاسْتُبْعِدَ كَذِبُهُ".الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
75-المعجم الغني (مُتَوَتِّرٌ)
مُتَوَتِّرٌ(مُتَوَتِّرَةٌ )- الجمع: (مُتَوَتِّرُونَ، مُتَوَتِّرَاتٌ ). [وتر]، (اسم فاعل مِنْ: تَوَتَّرَ):1- "مُتَوَتِّرُ الأَعْصَابِ": مَنْ كَانَتْ أَعْصَابُهُ شَدِيدَةَ التَّوَتُّرِ وَالانْقِبَاضِ وَالانْفِعَالِ عَكْسَ اللُّيُونَةِ. "أَعْصَابٌ مُتَوَتِّرَةٌ".
2- "عَلَاقَاتٌ مُتَوَتِّرَةٌ": عَلَاقَاتٌ يَسُودُهَا الْخِلَافُ وَالْخِصَامُ وَعَدَمُ التَّفَاهُمِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
76-المعجم الغني (مَوْتُورٌ)
مَوْتُورٌ(مَوْتُورَةٌ )- [وتر]، (اسم مفعول مِن: وَتَرَ):1- "رَجُلٌ مَوْتُورٌ": مَنْ قُتِلَ لَهُ قَرِيبٌ وَلَا قُدْرَةَ لَهُ عَلَى أَخْذِ ثَأْرِهِ.
2- "قَوْسٌ مَوْتُورَةٌ": قَوْسٌ ذَاتُ وَتَرٍ مَشْدُودٍ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
77-المعجم الغني (وَاتَرَ)
وَاتَرَ- [وتر]، (فعل: رباعي. لازم ومتعدٍّ. مزيد بحرف)، وَاتَرْتُ، أُوَاتِرُ، وَاتِرْ، المصدر: مُوَاتَرَةٌ.1- "وَاتَرَ بَيْنَ الأَعْمَالِ": تَابَعَهَا مَعَ فَتْرَةٍ تَقَعُ بَيْنَهَا.
2- "وَاتَرَ الصَّوْمَ": صَامَ يَوْمًا وَأَفْطَرَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ.
3- "وَاتَرَ الرَّسَائِلَ": أَرْسَلَ بَعْضَهَا فِي إِثْرِ بَعْضٍ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
78-المعجم الغني (وَتَّرَ)
وَتَّرَ- [وتر]، (فعل: رباعي. متعدٍّ)، وَتَّرْتُ، أُوَتِّرُ، وَتِّرْ، المصدر: تَوْتِيرٌ.1- "وَتَّرَ القَوْسَ": شَدَّهَا.
2- "وَتَّرَ الصَّلَاةَ": وَتَرَهَا.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
79-المعجم الغني (وَتَرٌ)
وَتَرٌ- الجمع: أَوْتَارٌ، وِتَارٌ. [وتر]:1- "وَتَرُ القَوْسِ": مُعَلَّقُهُ.
2- "أَوْتَارُ العُودِ": خُيُوطُ العُودِ الَّتِي يُعْزَفُ عَلَيْهَا.
3- "ضَرَبَ عَلَى الوَتَرِ الْحَسَّاسِ": أَصَابَ الْمَكَانَ الْحَسَّاسَ.
4- "وَتَرُ الْمُثَلَّثِ": ضِلْعُ الْمُثَلَّثِ الْمُقَابِلُ لِلزَّاوِيَةِ القَائِمَةِ.
5- "وَتَرُ الدَّائِرَةِ": هُوَ قِطْعَةُ الْمُسْتَقِيمِ الوَاصِلَةُ بَيْنَ نُقْطَتَيْنِ مِنْ نُقَطِ الْمُحِيطِ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
80-المعجم الغني (وَتَرَ)
وَتَرَ- [وتر]، (فعل: ثلاثي. متعدٍّ)، وَتَرْتُ، أَتِرُ، تِرْ، المصدر: وَتْرٌ.1- "وَتَرَ القَوْسَ": عَلَّقَ عَلَيْهَا الوَتَرَ.
2- "وَتَرَ الفَارِسُ القَوْسَ": شَدَّ وَتَرَهَا.
3- "وَتَرَ الرَّجُلَ": أَصَابَهُ بِظُلْمٍ أَوْ مَكْرُوهٍ، أَفْزَعَهُ.
4- "وَتَرَ العَدَدَ": أَفْرَدَهُ.
5- "وَتَرَ الصَّلَاةَ": وَتَّرَهَا جَعَلَهَا وِتْرًا وِتْرًا.
6- "وَتَرَ الْحَاكِمُ حَقَّهُ أَوْ مَالَهُ": نَقَصَهُ. {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35].
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
81-المعجم الغني (وَتْرٌ)
وَتْرٌ، وِتْرٌ- [وتر]، (مصدر: وَتَرَ):1- "عَدَدٌ وَتْرٌ": فَرْدٌ. "خَرَجَ وَتْرًا"
2- {، 3 وَالفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ، وَالشَّفْعِ وَالوَتْر} [الفجر: 1، 2]: الشَّفْعُ: الزَّوْجَانِ، وَالوَتْرُ: الْمُفْرَدُ.
3- "الوَتْرُ": مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى، أَيْ هُوَ اللَّهُ الفَرْدُ جَلَّ جَلَالُهُ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
82-المعجم الغني (وَتِيرَةٌ)
وَتِيرَةٌ- الجمع: وَتَائِرُ. [وتر]:1- "وَتِيرَةُ قِمَّةِ الْجَبَلِ": الطَّرِيقُ الْمُحَاذِي لِلْجَبَلِ.
2- "وَتِيرَةُ الأُصْبُعَيْنِ": الفَرَاغُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ.
3- "اِسْتَمَرَّ عَمَلُهُ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ": عَلَى أُسْلُوبٍ مُطَّرِدٍ.
4- "مَا فِي عَمَلِهِ وَتِيرَةٌ": فُتُورٌ.
الغني-عبدالغني أبوالعزم-صدر: 1421هـ/2001م
83-معجم الرائد (أوتر)
أوتر إيتارا:1- القوس: جعل لها وترا.
2- القوس: شد وترها.
3- العدد: جعله فردا.
4- القوم: جعل شفعهم وترا.
5- بين الأشياء: تابعها تاركا بين كل اثنين فترة قليلة: أوتر بين الرسائل».
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
84-معجم الرائد (تترا)
تترا: أصلها «وترى»: معناها تتابع الأشياء، مجيء الواحد بعد الآخر «جاء القوم تترى».الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
85-معجم الرائد (تَوَاتَرَ)
تَوَاتَرَ تَوَاتُرًا: - تَوَاتَرَتِ الأشياء: تتابعت مع فترات بينها «تواترت عليه المصائب».الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
86-معجم الرائد (تَوَتَّرَ)
تَوَتَّرَ تَوَتُّرًا: - تَوَتَّرَ الشيء: اشتد وذهب لينه «توترت أعصابه، توترت العلاقات الدولية».الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
87-معجم الرائد (موتور)
موتور:1- اسم مفعول.
2- من قتل له قريب فلم يطالب بدمه.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
88-معجم الرائد (وَاتَرَ)
وَاتَرَ مُوَاتَرَةً ووتارا:1- وَاتَرَ بين الأشياء: تابعها بعد فترة تقع بينها.
2- وَاتَرَ الرسائل: أرسل بعضها في أثر بعضها الآخر.
3- وَاتَرَ الصوم: صام يوما وأفطر يوما أو يومين.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
89-معجم الرائد (وتر)
وتر يتر وترا وترة:1- وتر القوس: علق عليها وترها.
2- وتر القوم: جعل شفعهم وترا، أي أفردهم.
3- وتر العدد: أفرده.
4- وترهُ: أخافه.
5- وترهُ: أصابه بمكروه أو ظلم.
6- وترهُ حقه: نقصه إياه.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
90-معجم الرائد (وَتَّرَ)
وَتَّرَ تَوْتِيرًا: - وَتَّرَ القوس: شد وترها.الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
91-معجم الرائد (وتر)
وتر:1- شبه عرق أو خيط غليظ يشد بين طرفي القوس.
2- شبه عرق أو خيط غليظ يشد على بعض آلات الموسيقى كالعود أو الكمان، ويضرب عليه بريشة أو نحوها فينبعث منه النغم.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
92-معجم الرائد (وتر)
وتر:1- مصدر: وتر.
2- راجع (وتر).
3- من أسماء الله الحسنى.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
93-معجم الرائد (وتر)
وتر:1- فرد من العدد.
2- ظلم في العداوة أو في الانتقام.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
94-معجم الرائد (وترة)
وترة:1- ما يوتر بالأعمدة من البيت.
2- جلدة صغيرة بين كل إصبعين.
3- عظم رخص طريء في أعلى الأذن.
4- حرف المنخر.
5- ما بين الأرنبة والسبلة من المنخر.
6- حرف كل شيء.
7- خالص كل شيء، أفضله.
8- مجرى السهم من القوس.
9- عصب تحت اللسان.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
95-معجم الرائد (وتيرة)
وتيرة:1- طريقة، أسلوب «يجري في عمله على وتيرة واحدة».
2- ما يوتر بالأعمدة من البيت.
3- حجاب ما بين المنخرين.
4- عظم رخص طريء في أعلى الأذن.
5- جلدة صغيرة بين كل إصبعين.
6- إنتقام، ظلم في الانتقام.
7- فترة في الأمل أو العمل.
8- توان، فتور، تقصير.
9- إبطاء.
10- حبس، سجن.
11- قبر.
12- إطار الشفة.
13- غرة الفرس المستديرة.
14- حلقة يتعلم عليها الطعن.
15- أرض بيضاء.
16- زهر الورد.
17- إسم العدد الذي يبلغ العشرة.
الرائد-جبران مسعود-صدر: 1384هـ/1965م
96-الأفعال المتداولة (وَتَرَ يَتِرُهُ وَتْرًا و تِرَةً)
وَتَرَهُ يَتِرُهُ وَتْرًا و تِرَةً: وَتَرَ زيدٌ سعدا. (قتل شخصا يخصّه، ألحق به مكروها أو ظلما)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
97-الأفعال المتداولة (وَتَرَ)
وَتَرَهُ: وَتَرَ زيدٌ العددَ. (أفرده)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
98-الأفعال المتداولة (وَتَرَ)
وَتَرَهُ: وَتَرَ زيدٌ الصلاةَ. (جعلها وترا)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
99-الأفعال المتداولة (وَتَرَ [إيّاه])
وَتَرَهُ [إيّاه]: وَتَرَ زيدٌ أخاه حقَّهُ. (نقصه إيّاه)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
100-الأفعال المتداولة (أَوْتَرَ)
أَوْتَرَهُ: أَوْتَرَ المحاسبُ العددَ. (أفرده)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
101-الأفعال المتداولة (أَوْتَرَ)
أَوْتَرَهُ: أَوْتَرَ زيدٌ الصّلاةَ. (وترها)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
102-الأفعال المتداولة (وَاتَرَ)
وَاتَرَهُ: وَاتَرَ زيدٌ صومَهُ. (صام يوما وأفطر يوما أو يومين)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
103-الأفعال المتداولة (وَاتَرَ)
وَاتَرَهُ: وَاتَرَ زيدٌ الرسائلَ إلى أهله. (أرسلها متتابعة مع فترات)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
104-الأفعال المتداولة (وَتَّرَ)
وَتَّرَهُ: وَتَّرَ زيدٌ القوسَ. (شدّ وترها)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
105-الأفعال المتداولة (تَوَاتَرَ)
تَوَاتَرَ: لقد تَوَاتَرَ حديثُ الثّقلين بطرق متعدّدة. (كثرت روايته ونقله)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
106-الأفعال المتداولة (تَوَاتَرَ)
تَوَاتَرَتْ: تَوَاتَرَتْ عليّ الرسائلُ من خارج البلاد. (تتابعت مع فترات)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
107-الأفعال المتداولة (تَوَتَّرَ)
تَوَتَّرَ: تَوَتَّرَتْ أعصابُ يدي بعد أن رفعت بها بعض الأثقال. (اشتدّت وتقلّصت)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
108-الأفعال المتداولة (تَوَتَّرَ)
تَوَتَّرَ: تَوَتَّرَتِ العلاقاتُ بين الطّرفين. (ساءت ومالت إلى الشّدّة)الأفعال المتداولة-محمد الحيدري-صدر: 1423هـ/2002م
109-التعريفات الفقهية (الوتر)
الوتر: بالكسر ويفتحُ الفردُ وهو ضدُ الشّفع سميت به الصلاة المخصوصة بعد فريضة العشاء، لأن عدد ركعاتها وترٌ لا شفعٌ وأوْتَرَ معناه صلّى صلاة الوتر، وفي الحديث: "نهى عن البتيراء" هي أن يصلي الرجل ركعةً واحدة يوتر بها فقط من غير أن يضم بها ركعتين. محركةً شرعة القوس ومعلّقها، والوتيرةُ: الطريقةُ وقيل: طريقٌ تلاصق الجبل.التعريفات الفقهية-محمد عميم الإحسان-صدر: 1407هـ/1986م
110-لغة الفقهاء (الوتر)
الوتر: بفتح الواو وكسرها، الجمع: أوتار مصدر: وتر، الفرد من العدد نحو الواحد.والثلاثة والخمسة... (Odd (number
[*] صلاة الوتر: الصلاة المخصوصة التي تصلى بعد فريضة العشاء.
معجم لغة الفقهاء-محمد رواس قلعه جي/حامد صادق قنيبي-صدر: 1405هـ/1985م
111-مقاليد العلوم (الوترُ)
الوترُ (فِي الهندسة): خطّ يصل بَين طرفِي المقوس أَو المنحنى.مقاليد العلوم-جلال الدين السيوطي-توفي: 911هـ/1505م
112-مقاليد العلوم (وترُ القطْعةِ)
وترُ القطْعةِ (فِي الهندسة): هُوَ قَاعِدَة الْقطعَة.مقاليد العلوم-جلال الدين السيوطي-توفي: 911هـ/1505م
113-مقاليد العلوم (وَتَرُ تمامِ القوسِ)
وَتَرُ تمامِ القوسِ (فِي الهندسة): وتر مَا ينقص الْقوس عِنْد نصف دَائِرَة.مقاليد العلوم-جلال الدين السيوطي-توفي: 911هـ/1505م
114-مقاليد العلوم (الوَتْرُ)
الوَتْرُ (فِي الْأَخْلَاق): تردد دم الْقلب بَين انقباض وانبساط على من يشك أَنه: هَل يقدر على الانتقام مِنْهُ أم لَا؟مقاليد العلوم-جلال الدين السيوطي-توفي: 911هـ/1505م
115-طِلبة الطلبة (وتر)
(وتر):وَقَدْ أَجَمْرَ وِتْرًا أَيْ جَمَعَ ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا وَقِيلَ أَيْ طَيَّبَ بِعُودٍ أُحْرِقَ فِي مِجْمَرٍ.
طلبة الطلبة-أبوحفص النسفي-توفي: 537هـ/1142م
116-تاج العروس (وتر)
[وتر]: الوِتَرْ، بالكسْر، لغة أَهلِ نَجْد ويفْتح، وهي لغةُ الحجَازِ: الفَرْد، قرَأَ حَمزة والكسَائيّ: والشَّفع والوِتْر بالكسر، وقرأَ عاصم ونافعٌ وابنُ كَثير وأَبو عَمْرٍو وابنُ عامر: {وَالْوَتْرِ}، بالفتْح، وهما لُغتانِ معروفتان، وقال اللِّحْيَانيّ: أَهل الحِجَاز يُسمُّون الفَرْدَ الوَتْر وأَهلُ نَجد يكسرون الواو؛ وهي صَلاة الوِتْرِ، والوَتْرِ لأَهل الحجاز والكسر لتميم، أَوْ ما لمْ يَتَشفّعْ من العَدَد. ورُوِي عن ابن عبّاس أَنه قال: الوتْر آدَمُ عليهالسلام، والشَّفْعُ شُفِعَ بزوْجَته.وقيل: الشَّفْع: يوم النَّحْر، والوتْر: يوم عَرَفةَ. وقيل: الأَعْداد كلّها شَفْعٌ ووتْرٌ، كَثُرَت أَو قَلّتْ. وقيل: الوتْر الله الوَاحِدُ، والشَّفْع: جَميعُ الخَلْقِ، خُلقوا أَزْواجًا.
والوتْر: وَادٍ باليَمَامَة، ظاهرُه أَنّه بالكَسْر، ورأَيْتُه في التكملة مضبوطًا بالضّمّ ومُجوّدًا. وفي مختصر البُلْدَان: أَنّه جَبلٌ على الطَّريق بينَ اليَمَن إِلى مَكّة. وفي معجم ياقُوت: الوُتْر بالضّم: من أَوْديَة اليَمامة خَلْف العِرْض ممّا يلي الصَّبَا، وعلى شَفيرِه المَوضِع المعروفُ بالبَاديَة والمُحرَّقة وفيه نَخلٌ ورُكِيٌّ، قال الأَعشَى:
شاقَتْكَ مِن قَبْله أَطْلالُهَا *** بالشَّطِّ والوَتْر إِلى حاجِرِ
وقَرأْت في نُسخة مقروءَةٍ على ابن دُريد من شعر الأَعْشَى: الوِتْر. بكسر الواو، وكذلك قَرأْتُه في كتاب الحفصيّ، وقال: شَطُّ الوِتْر، وهو مَكان مَنْزِل عُبَيْد بن ثَعْلَبة، وفيه الحِصْن المعروف بمُعْنِق، وهو الذي تَحصَّن فيه عُبَيْد بن ثَعْلَبَة.
والوِتْرُ: الذَّحْلُ عامّةً، أَو الظُّلْمُ فيه. قال اللّحْيَانيّ: [أَهل الحجاز] يَفْتَحُون فيقولون: وَتْر، وتمِيم وأَهلُ نَجْدٍ يَكسرون فيقولون: وِتْر. وقال ابنُ السِّكّيت: قال يُونُس: أَهلُ العاليَةِ يقولون الوِتْرُ في العَدَدِ، والوَتْر في الذَّحْل، قال: وتميمٌ تقول وِتْرٌ بالكَسْر في العَدَدِ، والذَّحْلِ سواءً.
وقال الجَوْهَرِيّ: الوِتْر، بالكَسْر: الفَرْدُ، والوَتْر، بالفَتْح: الذَّحْلُ، هذه لغة أَهل العالِيَة، فأَمّا لُغَة أَهل الحِجَاز فبالضِدّ منهم، وأَمّا تميمٌ فبِالكَسْر فيهما، كالتِّرَةِ، كعِدَة، والوَتِيرَة، ومنهقولُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:
حامِي الحَقِيقَةِ ماجِدٌ *** يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ
وقد وَتَرَهُ يَتِرُه وَتْرًا ووِتْرًا وتِرَةً، هذا في الوَتْرِ الذَّحْل؛ وأَمّا في الوِتْر العَدَد فلا يُقَالُ إِلّا أَوْتَر يُوتِرُ.
وفي المُحْكَم: وَتَرَ القَوْمَ: يَتِرُهم وَتْرًا: جَعلَ شَفْعَهم وِتْرًا قال عَطَاءٌ: كان القَوْمُ وَتْرًا فشَفَعْتُهُم، وكانوا شَفْعًا فوَتَرْتُهم. كأَوْتَرَهُم، ومنهالحديث: «إِذا اسْتَجْمرْت فأَوْتِرْ» أَي اجعَل الحِجَارة التي تَستَنجِي بها فَرْدًا.
ووَتَرَ الرَّجلَ: أَفْزَعَهُ، عن الفرّاءِ، وكلّ من أَدْرَكَهُ بمَكْرُوهٍ فقد وَتَرَه.
ووَتَرَهُ مَالَهُ وحَقّه: نَقَصَهُ إِيّاه، وهو مَجازٌ، وفي التنزيل: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ} أَي لم يَنْقُصْكم من ثَوَابكم شيئًا. وقال الجوهريّ؛ أَي لن يَنْتَقِصَكُم في أَعمالكم، كما تقول: دخلتُ البيتَ، وأَنت تُرِيد: في البيتِ، وأَحدُ القَولين قَرِيبٌ من الآخَر. وفي الحديث: «مَنْ فاتَتْه صَلاةُ العَصْرِ فكأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَه ومَالَه» أَي نُقِص أَهلَه ومالَه، وبَقِيَ فَرْدًا، يقال، وَتَرْتُه، إِذا نَقَصْتَه، فكأَنّك جَعلْته وِتْرًا بعد أَن كانَ كَثِيرًا. وقيل: هو من الوَتْرِ: الجِنَاية التي يَجْنِيها الرجلُ على غيره من قَتْل أَو نَهْبٍ أَو سَبْيٍ، فشَبَّه ما يَلحق مَنْ فاتتْه صَلَاةٌ بمن قُتِلَ حَمِيمُه أَو سُلِب أَهلَه ومالَه. ويُروَى بنصْب الأَهل ورَفْعِه. فمَنْ نَصَب جعله مَفْعُولًا ثانِيًا لِوُتِر وأَضمر فهيا مفعولا لم يسمّ فاعله عائدًا إِلى الذي فاتته الصّلاة، ومَنْ رفع لم يُضْمر وأَقامَ الأَهْلَ مُقامَ ما لم يُسَمَّ فاعلُه، لأَنّهم المصابُون المأْخوذون، فمَن رَدَّ النّقصَ إِلى الرجُل نَصبهما، ومن رَدَّه إِلى الأَهل والمَال رَفَعَهُمَا. وفي حَدِيث آخَر: «مَنْ جَلَس مَجْلِسًا لم يُذْكَرِ الله فيه كان عليه تِرَةً» أَي نَقْصًا، والهاءُ فيه عِوَضٌ عن الواو المحذوفة، وقيل: أَراد بها هنا التَّبِعةَ.
والتَّوَاتُر: التَّتَابُع، تَتَابُع الأَشياءِ، أَو مع فَتَرَاتٍ وبينها فَجَوَاتٌ. وقال اللّحيانيّ: تَوَاتَرَت الإِبلُ والقَطَا وكلُّ شيْءٍ، إِذا جاءَ بعضُه في إِثر بعضٍ، ولم تَجئْ مُصْطَفَّةً. وقال حُمَيْد بن ثَوْر:
قَرينةُ سَبْعٍ إِنْ تَواتَرْن مَرَّةً *** ضَرَبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ
وليسَت المُتواتِرَةُ كالمُتَدارِكَة والمُتَتابِعَة. وقال مَرّةً: المُتَوَاتِر: الشّيءُ يكون هُنَيْهَةً ثمّ يَجيءُ الآخَرُ، فإِذا تَتابَعت فلَيْسَت مُتواتِرَةً، إِنّمَا هي مُتَدَارِكَة ومُتَتابِعَة، على ما تقدّم.
وقال ابن الأَعرابيّ: تَرَى يَتْرِي، إِذا تَرَاخَى في العَمَل فعَمِل شَيْئًا بعد شيْءٍ، وقال الأصمعيُّ: وَاتَرْتُ الخَبَرَ: أَتْبَعْتُ وبين الخَبَرَيْن هُنَيْهَةٌ. وقال غيرُه: المُوَاتَرَةُ: المُتَابَعَةُ، وأَصلُ هذا كلّه من الوَتْر وهو الفَرْدُ، وهو أَنِّي جَعَلتُ كلَّ وَاحدٍ بعدَ صاحبِه فَرْدًا فَرْدًا.
والخَبَرُ المُتَوَاتِرُ: أَن يُحَدِّثَه وَاحدٌ بعد وَاحِدٍ، وكذلك خَبَرُ الوَاحدِ مثْلُ المُتَواتِر.
والمُتَوَاتِرُ: كُلُّ قافيَة فيها حَرْفٌ مُتحرِّكٌ بَيْنَ حَرْفَيْن ساكنَيْن، كمَفَاعيلُنْ وفاعلاتُنْ وفَعلاتُنْ ومَفْعُولُنْ وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعتمد على حرْف ساكِن، نحو فَعُولُنْ فَلْ، وإِيّاه عنَى أُبو الأَسود بقوله:
وقافِيَةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها *** كسَرْدٍ الصَّنَاع ليس فيها تَوَاتُرُ
وَأَوْتَرَ بَيْنَ أَخْبَاره وكُتُبِه، ووَاتَرَه، هكذا في النُّسخ وصوابه وَاتَرَهَا مُوَاتَرَةً ووِتَارًا، بالكسر، تَابَعَ من غير تَوقُّفٍ ولا فُتُور. والمُوَاتَرَةُ بين كلّ كِتَابَيْن فَتْرةٌ قليلة، أَوْ لا تكون المُوَاتَرَةُ بين الأَشْيَاءِ إِلّا إِذا وَقَعَت فيها فَتْرَةٌ، وإِلّا فهي مُدَارَكة ومُواصَلة، وأَصْل ذلك كلّه من الوِتْر، ومُوَاتَرَةُ الصَّوْم: أَنْ تَصُوم يَوْمًا وتُفْطِرَ يَوْمًا أَو يَوْمَيْن وتَأْتيَ به وِتْرًا وِتْرًا قال: ولا يُرَادُ به المُوَاصَلَةُ لأَنّه مأْخُوذٌ من الوِتْر الذي هو الفَرْد، ومنهحَديثُ أَبي هُرَيْرَة: «لا بَأْسَ أَنْ يُوَاتِرَ قَضاءَ رَمضانَ» أَي يُفَرِّقَهُ يومًا ويُفْطِرَ يومًا، ولا يَلزمُه التتابُعُ فيه، فيَقْضِيه وِتْرًا وِتْرًا. وكَذلك مُوَاتَرَةُ الكُتُب، يقال: وَاتَرْتُ الكُتُبَ، فتَوَاتَرَت؛ أَي جاءَت بعضُهَا في أَثْر بعضٍ وِتْرًا وِتْرًا من غير أَن تَنْقَطِع. وفي حديث الدُّعاءِ: «أَلِّفْ جَمْعَهُمْ، ووَاتِرْ بينَ مِيَرِهم».
أَي لا تَقْطَع المِيرَة عنهم، واجعَلْهَا تَصِل إِليهم مَرّةً بعدَ مَرَّةٍ.
ويقال: جاءُوا تَتْرَى، ويُنَوَّن، وأَصْلُهَا وَتْرَى: مُتَواتِرين. في الصّحاح تَتْرَى فيها لغتانِ، تُنَوَّنُ ولا تُنَوَّن، مثّل عَلْقَى، فَمَنْ تَركَ صَرْفَهَا في المعرفة جَعَل أَلِفَها أَلِفَ تأْنيثٍ، وهو أَجْوَد، وأَصلُها وَتْرَى من الوِتْرِ وهو الفَرْد.
وتَتْرا؛ أَي وَاحِدًا بعدَ وَاحدٍ. ومَنْ نَوَّنَهَا جَعلَها مُلْحَقَةً، انتهى. وفي المحكم: التاءُ مبدلَةٌ من الوَاو، قال: وليس هذا البَدلُ قِياسًا، إِنّما هو في أَشياءَ معلومةٍ، ثمّ قال. ومن العرب مَنْ يُنَوِّنها فيجعل أَلفَها للإلْحاق بمنزلةِ أَرْطَى ومِعْزَى، ومنهم من لا يَصرف، يجعل أَلِفَها للتأَنيثِ بمنزلة أَلِف سَكْرَى وغَضْبَى. وفي التهذيب: قرأَ أَبو عَمْرو وابنُ كَثير «تَتْرًى» منوَّنَةً، وَوقَفَا بالأَلف. وقرأَ سائرُ القُرّاءِ تَتْرا غير منونّة. قال الفرّاءُ: وأَكثرُ العرب على تَرْكِ تَنْوينِ تَتْرَى، لأَنها بمنزِلة تَقْوَى، ومنهم من نَوَّنَ فيها وجعلَها أَلِفًا كأَلِف الإِعْرَاب. وقال محمّد بن سلام: سأَلتُ يُونُسَ عن قَوْله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا} قال: متَقَطِّعةً مُتَفَاوِتَةً.
وجاءَت مُتقَطِّعةً، وكذلك الأَنْبيَاءُ، بينَ كلّ نَبِيَّيْن دَهرٌ طويلٌ.
والوَتِيرَةُ: الطَّرِيقَةُ، قال ثَعْلبٌ: هي من التَّواتُر؛ أَي التَّتبابُع، وفي الحديث: «فلم يَزَلْ على وَتِيرَة وَاحِدَةٍ حتَّى ماتَ» أَي على طريقةٍ وَاحدةٍ مُطَّرِدَة يَدُوم عليها. وقال أَبو عُبَيْدة: الوَتِيرَةُ: المُدَاوَمةُ على الشَّيءِ، وهو مأْخُوذٌ من التَّوَاتُر والتّتابُع.
أَو الوَتِيرَة من الأَرْض: طَريقٌ تُلاصِقُ الجَبَلَ وتَطَّرِدُ.
وقيل: الوَتِيرَةُ: الفَتْرَةُ في الأَمْر. يُقَال: ما في عَمَلِه وَتِيرَةٌ.
وسَيْرٌ لَيْسَت فيه وَتِيرَةٌ؛ أَي فُتُور.
والوَتِيرَة: الغَمِيزَةُ، والتَّوَانِي، والوَتِيرَة: الحَبْسُ، والإِبْطاءُ.
ووَتِيرَةُ الأَنْفِ: حِجَابُ ما بَيْنَ المَنْخَرَيْن منْ مُقَدَّم الأَنْف دُونَ الغُرْضُوف، ويقال للحاجز الّذي بين المَنْخَرَيْن: غُرْضوفٌ، والمَنْخَرَان: خَرْقًا الأَنْفِ. والوَتِيرَةُ: غُرَيْضِيفٌ في أَعْلَى الأُذُن، وفي اللسان والتكملة: في جَوْفِ الأُذُنِ يَأْخذ من أَعلَى الصِّمَاخ قبل الفَرْع، قاله أَبو زَيْد. والوَتِيرَةُ: جُلَيْدَةٌ بين السَّبَّابَة والإِبْهَامِ. ووَتِيرَةُ اليَدِ: ما بين الأَصابع. وقال اللِّحيانيّ: مَا بَيْنَ كلِّ إِصْبَعَيْن، ولم يَخُصَّ اليَدَ دُونَ الرِّجْل. والوَتِيرَة: ما يُوَتَّرُ بالأَعْمِدَة من البَيْت، كالوَتَرَةِ، مُحَرَّكَةً في الأَربعَة الأَخيرَة، الأَخيرةُ عن الصاغَانيّ. والوَتِيرةَ: حَلْقَةٌ يُتَعَلَّم عليها الطَّعْنُ؛ وقيل: هي حَلْقَة تُحَلِّق على طَرَف قَناة يُتعلَّم عليها الرَّميُ تكون من وَتَرٍ ومن خَيْط. وقال اللِّحْيَانيّ: الوَتِيرَة: التي يُتعلَّم الطَّعنُ عليها، ولم يَخُصّ الحَلْقة. وقال الجوهريّ: الوَتِيرة حَلْقة. وقال الجوهريّ: الوَتِيرة حَلْقةٌ من عَقَبٍ يُتَعَلَّم فيها الطَّعْنُ وهي الدَّرِيئَةُ أَيضًا. قال الشّاعر يَصف فرسًا:
تُبارِي قُرْحَةً مثل الْ *** وَتيرَة لم تَكُنْ مَغْدَا
المَغْدُ: النَّتْفُ؛ أَي لم تكن مَمْغُودَة. والوَتِيرة: قِطْعَةٌ تَسْتَدِقُّ وتَطَّرِدُ وتَغْلُظُ [وتَنْقادُ] * من الأَرْض، وقال الأَصْمعيّ: الوَتِيرةُ من الأَرْض، ولم يَحُدَّهَا. وقال الجَوْهَريّ: الوَتِيرةُ من الأَرض: الطَّريقةُ، وربما شُبِّه القَبْرُ بها، والجَمْع والوَتَائرُ. قال ساعدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَصف ضَبُعًا نَبَشَت قَبْرًا:
فذَاحَتْ بالوَتَائرِ ثُمَّ بَدَّتْ *** يَدَيْهَا عنْدَ جانِبهَا تَهِيلُ
ذاحَتْ يَعني نَبَشَتْ عن قَبْرِ قَتيلٍ. وقال الجوهريّ، ذاحَتْ؛ أَي مَشَت. وقال ابن بَرِّيّ: ذاحَتْ: مَرّتْ مَرًّا سَريعًا، قال: والوَتَائر: جمْع وَتِيرةٍ: الطّريقةُ من الأَرض، قال: وهذا تفسير الأصمعيّ، وقال أَبو عمرو الشَّيْباني: الوَتَائر هنا: ما بَيْن أَصَابعِ الضَّبُعِ، يُريد أَنّهَا فَرَّجَت بين أصابِعها. ومعنَى بَدَّت يَدَيْها أَي فَرَّقَت بين أَصابعِ يَدَيْها.
فحَذَف المُضافَ. وتَهِيل: تَحثُو التُّرابَ، وقيل: الوَتِيرة: الأَرْضُ البَيْضَاءُ. والوَتِيرَة: الوَرْدَةُ الحَمْرَاءُ أَو البَيْضَاءُ، ومن المَجاز: الوَتِيرَة: غُرَّةُ الفَرَسِ المُسْتَديرَةُ الصَّغيرَةُ، فإِذا طالتْ فهي الشّادِخَة، قال الزّمَخْشَريّ: شُبِّهَت بالوردة البَيْضاءِ. وقال أَبو منصور: شُبِّهَت بالحَلْقة التي يُتَعَلَّم عليها الطّعن. وقال أَبو حَنيفَة: الوَتِيرَة: نَوْرُ الوَرْدِ.
والوَتِيرَة: ماءٌ بأَسْفَل مَكَّةَ لخُزاعَة، والذي رأَيتُه في التَّكْملَة: هو الوَتِيرُ، بغير هاءٍ، وزاد: وبعضُ أَصحاب الحديث يَقولُونَه بالنُّون. قلتُ. ومثله في معجم ياقُوت، قال: وربّمَا قالَه بَعضُ المُحَدِّثين: الوَتين بالنّون في قول عَمْرو بن سالم الخُزَاعيِّ يُخَاطبُ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم:
وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ المُؤَكَّدَا *** وزَعَمُوا أَنّ لَسْتَ تَدعُو أَحَدَا
وهمْ أَذَلُّ وأَقَلُّ عَدَدَا *** همْ بَيَّتُونَا بالوَتِير هُجَّدَا
وبه كانت الوَقْعةُ بين كِنَانَةَ وخُزَاعَةَ في سنة سَبْعٍ من الهِجْرة.
والوَتِيرَةُ: اسمٌ لعَقْدِ العَشَرَةِ.
والوَتَرَةُ، محرّكةً: حَرْفُ المَنْخَرِ، وقيل: صِلَةُ ما بين المَنْخَرَين، وفي حديثِ زيد: «في الوَتَرَة ثُلثُ الدِّيَّةِ» والمُرَادُ بها وَتَرَةُ الأَنْفِ. والوَتَرَة من الذَّكَر: العِرْقُ الذي في باطنِ الحَشَفَةِ. وفي الصّحاح: في باطنِ الكَمَرَةِ، وهو جُلَيْدَةً، وقال اللّحْيَانيّ: وهو الذي بين الذَّكَر والأُنْثَيَيْن.
والوَتَرَة: العَصَبَةُ التي تَضُمُّ مَخْرَجَ رَوْثِ الفَرَس. وقال الأَصْمعيّ: حِتَارُ كُلِّ شيءٍ: وَتَرَةٌ، وهو ما استدارَ من حُرُوفه، كحِتَارِ الظُّفُرِ والمُنْخُلِ والدُّبُرِ وما أَشْبَهَه. والوَتَرة: عَصَبَةٌ تحت اللِّسَان. والوَتَرة: عَقَبَةُ المَتْنِ. وقال اللِّحْيَانيّ: الوَتَرَة: مَا بَيْن الأَرْنَبة والسَّبَلةِ. والوَتَرَة. مَجْرَى السَّهْمِ من القَوْس العَرَبيّة، عنها يَزِلّ السَّهمُ إِذا أَرادَ الرّامِي أَنْ يَرْمِيَ، جَمْعُ الكُلِّ وَتَرٌ، بغير هاءٍ. والوَتَرُ، محرّكةَ، وَاحدُ أَوتارِ القَوْس. وقال ابن سيده هو شِرْعَةُ القَوْسِ ومُعَلَّقُهَا، ج: أَوْتَارٌ.
وأَوْتَرَهَا: جَعلَ لها وَتَرًا، ووَتَّرَهَا تَوْتِيرًا: شَدَّ وَتَرَهَا، وكذلك وَتَرَهَا وَتْرًا، بالتخفيف. وقال اللِّحيانيّ: وَتَّرها وأَوْتَرَها: شَدَّ وَتَرَها. قال ابن سيدَه: وقال بَعضُهم: وَتَرَهَا يَتِرُها تِرَةً: عَلَّق عليها وَتَرَها.
وتَوَتَّرَ العَصَبُ والعُنُقُ، هكذا في النُّسخ الموجودة، وصوابُه: والعِرْقُ: اشْتَدَّ؛ أَي فصار مثلَ الوَتَر، وهو مَجازٌ.
ومنه فَرسٌ مُوَتَّرُ الأَنْسَاءِ، إِذا كان فيها شَنَجٌ كأَنّهَا وُتِّرَتْ تَوْتِيرًا. كما في الأَساس.
والوَتِيرُ، كأَمير: موضع، قال أُسامةُ الهُذَليّ:
ولمْ يَدَعُوا بينَ عَرْضِ الوَتِي *** رِ وبَيْنَ المَنَاقِبِ إِلّا الذِّئابَا
يقول: تَحَمَّلُوا عن البَلد فتَرَكوا الذِّئابَ بعدَهُم.
وأَوْتَرَ: صَلَّى الوَتْرَ، وهو أَنْ يُصَلِّيَ مَثْنَى مَثْنَى، ثم يُصَلِّيَ في آخرِهَا رَكعةَ مُفْردةً ويُضيفَها إِلى ما قَبلَها من الرَّكعات، وفي الحديث: «إِنَّ الله وَتْرٌ يُحبُّ الوَتْرَ، فَأَوْتِرُوا يا أَهلَ القرآنِ» وقد أَوْتَرَ صَلاتَه. وقال اللّحْيَاني: أَوْتَرَ في الصّلاة. فعَدّاه بفي. وأَوْتَرَ الشَّيْءَ: أَفَذّه؛ أَي جعلَه فَذًّا؛ أَي وِتْرًا. أَو وَتَرَ الصّلَاةَ وأَوْتَرَها ووَتَّرَهَا بمعنَى وَاحدٍ. وناقةٌ مُوَاتِرَةٌ: تَضَعُ إِحْدَى رُكْبَتَيْهَا أَوَّلًا في البُرُوك ثمّ تَضعُ الأُخْرَى، ولا تَضَعُهما مَعًا فَيَشُقَّ على الرّاكِب. وقال الأَصمعيّ: المُوَاتِرَةُ من النُّوق هي التي لا تَرْفَعُ يَدًا حتى تَسْتَمكِنَ من الأُخرَى، وإِذا بَرَكَت وَضَعَت إِحدَى يَدَيْهَا، فإِذا اطمأَنَّت وَضَعَت الأُخرَى، فإِذا اطمأَنّت وَضَعتْهما جميعًا، ثمّ تَضَع وَرِكَيْها قَليلًا قليلًا. وفي كتاب هِشَامٍ إِلى عامِله: «أَنْ أَصِبْ لي ناقَةً مُوَاتِرَةً».
قالوا: هي التي تَضَعُ قَوائمَها بالأَرض وِتْرًا وِتْرًا عند البُروك ولا تَزُجُّ نفْسَها زَجًّا فيَشُقَّ على راكِبها؛ وكان بهشامٍ فَتْقٌ.
والوَتَرَانِ: محرّكةً: د، وفي التكملة: مَوضع ببلاد هُذَيْل، والنون مكسورةٌ كَمَا ضبطه الصاغانيّ، قال أَبو جُنْدبٍ الهُذَليّ:
فلا والله أَقْرَبُ بَطْنَ ضِيْمٍ *** ولا الوَتَرَيْنِ ما نَطَقَ الحَمَامُ
وممّا يدلّ على أَن النُّون مَكسورةٌ قوْلُ أَبي بُثَيْنَةَ الباهليّ:
جَلَبْنَاهُمْ على الوَتَرَيْن شَدًّا *** على أَسْتاهِهمْ وَشَلٌ غَزِيرُ
أَراد بالوشَلِ السَّلْحَ.
والوَتَارُ، كسَحَابٍ هكذا في النُّسخ وهو غَلَطٌ، وصوابُه الوَتَائرُ كما في الأُصول الصحيحة؛ موضع بينَ مَكَّةَ والطائفِ، في شعر عُمَرَ بن أَبي رَبيعة قال:
لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينَا بوَجْههَا *** مَسَاكِنَ ما بَينَ الوَتَائرِ والنَّقْعِ
والوَتِيرُ، كأَمِير: مَا بَيْنَ عَرَفَةَ إِلى أَدامَ، وبه فُسِّر قَولُ أُسامةَ الهذليِّ السّابقُ.
والمَوْتُورُ: من قُتلَ له قَتِيلٌ فلم يُدْرِك بدَمِه، ومنهحديث محمّد بن مَسْلَمة: «أَنّا المَوْتُور الثائرُ»؛ أَي صاحبُ الوَتْر الطّالب بالثّأْر. والمَوْتُور المفعول، وتقول منه: وَتَرَه يَتِرُه تِرَةً ووَتْرًا، إِذا قَتلَ حَمِيمَه فأَفْرَدَه منه.
والوُتْرَةُ بالضّمّ: قرية بحَوْرانَ، من عَمَل دِمَشْق، بها مسجدٌ، ذَكَروا أَنّ موسَى بن عِمْرَان عليهالسلام سكَنَ ذلك المَوضعَ، وبه مَوضعُ عَصَاهُ في الحَجَر، هكذا ذكرَه ياقُوت ولكنّه ضبطَ الوتْر بالكسر فلينظرْ.
* وممّا يُسْتَدْرك عليه:
الوِتْرُ من أَسْمَاءِ الله تعالى، وهو الفَذُّ الفَرْدُ، جَلَّ جَلَالُه.
ويقال: وَتَرْتُ فُلانًا، إِذا أَصَبْته بوَتْرٍ، وأَوْتَرْتُه، أَوجدته ذلكَ، ومنهحديثُ الشُّورَى: «لَا تَغْمِدُوا السُّيوفَ عن أَعدائكم فتُوتِرُوا ثَأْرَكُم» قال الأَزهري: الثَّأْر هنا العَدُوّ، لأَنّه مَوضعُ الثّأْرِ، والمعنَى: لا تُوجِدُوا عَدُوَّكم الوَتْرَ في أَنْفسكم. ويُروَى بالمُوَحَّدة، وقد تقدّم في موضعه.
والوَتِيرة: المُدَاوَمَة على العَمَل.
ووَتَرَةُ الفَخِذِ: عَصَبَةٌ بين أَسفلِ الفَخذ وبين الصَّفَن.
والوَتَرَة من الفَرَسِ: ما بَين الأَرْنَبةِ وأَعْلَى الجَحْفَلَةِ.
والوَتَرتَانِ: هَنَتَانِ كأَنّهما حَلْقَتان في أُذُنَيِ الفَرَسِ. وقيل: الوَتَرَانِ: العَصَبتانِ بينَ رؤوسِ العُرْقُوبَينْ إِلى المَأْبِضَيْن، وهما الوَتَرَتانِ أَيضًا.
والوَتَرُ محرّكةً: جَبلٌ لهُذَيْل على طَريقِ القادمِ من اليَمَن إِلى مَكّة، به ضَيْعةٌ يُقَال لها المَطْهَر، لقَومِ من بني كِنَانةَ.
ووَتَرٌ أَيضًا: مَوضعٌ فيه نُخَيْلات من نَوَاحِي اليَمَامةِ، عن الحفصيّ، وهو غير الذي ذكرَه المُصَنّف.
وفي المثَل: «إِنباضٌ قَبْل التَّوْتيرِ» يُضرَب في استِعْجَال الأَمْرِ قبل بُلُوغِ إِنَاه.
وامرأَةٌ وَتَرِيّة، مُحرّكةً: صُلْبَةٌ. جاءَ في شعر ساعِدَةَ بن جُؤَيَّة.
والوِتَارُ، بالكَسْر: جمْع وَتَرِ القَوْسِ، عن الفرّاءِ نقله الصاغانيّ. والوَتّارُ، كشَدَّادٍ: لقبُ عَلاءِ الدّين عليّ بن أَبي العَلاءِ القَوّاس الأَديب، حَدّث عن عُمَر الكَرْمانيّ.
تذنيب: اختُلفَ في حديث: «قَلِّدوا الخَيْلَ ولا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ» فقيل: جمْع وِتْر، بالكسر، وهي الجِنَاية، قال ابنُ شُمَيْل. معناه لا تَطْلُبوا عليها الأَوْتَارَ والذُّحُول التي وُتِرْتُم عليها في الجاهليّة: وقال أَبو عُبَيْد: وعندي في تَفْسير هذا الحديثِ غيرُ ما ذُكِر، هو أَشبَهُ بالصّوابِ، سمعتُ محمَّد بنُ الحَسَن يقول: معنَى الأَوْتارِ هنا أَوْتَارُ القِسِيّ، وكانُوا يُقَلِّدونها أَوتارَ القِسيّ فَتَخْتَنِق، فقال: لا تُقَلِّدُوهَا. ورُوِيَ عن جابرٍ «أَنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بقَطْع الأَوْتَارِ من أَعْنَاق الخَيْل».
قال أَبو عُبَيْد: وبَلَغَني أَنّ مالكَ بن أَنَس قال: كانُوا يُقَلِّدونَها أَوْتارَ القِسِيّ لئلّا تُصِيبَها العَيْنُ، فأَمرهم بقَطعِها، يُعْلِمُهم أَنّ الأَوْتَارَ لا تَرُدّ من أَمرِ الله شيئًا. قال: وهذا شَبيهٌ بما كَرِهَ من التّمائم، ومنهالحديث: «مَن عَقَدَ لِحْيَتَه أَو تَقَلَّدَ وَتَرًا» وكانوا يَزعمون أَنّ التَّقَلُّد بالأَوتار يَرُدّ العَيْنَ ويَدْفع عنهم المَكاره، فنُهُوا عن ذلك. والله أَعلم.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
117-المصباح المنير (وتر)
الْوَتَرُ لِلْقَوْسِ جَمْعُهُ أَوْتَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَوْتَرْتُ الْقَوْسَ بِالْأَلِفِ شَدَدْتُ وَتَرَهَا وَوَتَرَةُ الْأَنْفِ بِفَتْحِ الْكُلِّ حِجَابُ مَا بَيْنَ الْمَنْخِرَيْنِ وَالْوَتِيرَةُ لُغَةٌ فِيهَا.وَالْوَتِيرَةُ الطَّرِيقَةُ وَهُوَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَيْسَ فِي عَمَلهِ وَتِيرَةٌ أَيْ فَتْرَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْوَتِيرَةُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الشَّيْءِ وَالْمُلَازَمَةُ وَهِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ التَّوَاتُرِ وَهُوَ التَّتَابُعُ يُقَالُ تَوَاتَرَتْ الْخَيْلُ إذَا جَاءَتْ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَمِنْهُ جَاءُوا تَتْرَى أَيْ مُتَتَابِعِينَ وِتْرًا بَعْدَ وِتْرٍ.
وَالْوِتْرُ الْفَرْدُ وَالْوِتْرُ الذَّحْلُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا لِتَمِيمٍ وَبِفَتْحِ الْعَدَدِ وَكَسْرِ الذَّحْلِ لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ وَبِالْعَكْسِ وَهُوَ فَتْحُ الذَّحْلِ وَكَسْرُ الْعَدَدِ لِأَهْلِ الْحِجَازِ وَقُرِئَ فِي السَّبْعَةِ {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3] بِالْكَسْرِ عَلَى لُغَةِ الْحِجَازِ وَتَمِيمٍ وَبِالْفَتْحِ فِي لُغَةِ غَيْرِهِمْ وَيُقَالُ وَتَرْتُ الْعَدَدَ وَتْرًا مِنْ بَابِ وَعَدَ أَفْرَدْتُهُ وَأَوْتَرْتُهُ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَوَتَرْتُ الصَّلَاةَ وَأَوْتَرْتُهَا بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهَا وِتْرًا.
وَوَتَرْتُ زَيْدًا حَقَّهُ أَتِرُهُ مِنْ بَابِ وَعَدَ أَيْضًا نَقَصْتُهُ وَمِنْهُ مِنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ بِنَصْبِهِمَا عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ شُبِّهَ فِقْدَانُ الْأَجْرِ لِأَنَّهُ يُعَدُّ لِقَطْعِ الْمَصَاعِبِ وَدَفْعِ الشَّدَائِدِ بِفِقْدَانِ الْأَهْلِ لِأَنَّهُمْ يُعَدُّونَ لِذَلِكَ فَأَقَامَ الْأَهْلَ مُقَامَ الْأَجْرِ.
المصباح المنير-أبوالعباس الفيومي-توفي: 770هـ/1369م
118-لسان العرب (وتر)
وتر: الوِتْرُ والوَتْرُ: الفَرْدُ أَو مَا لَمْ يَتَشَفَّعْ مِنَ العَدَدِ.وأَوْتَرَهُ أَي أَفَذَّهُ.
قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الْحِجَازِ يُسَمُّونَ الفَرْدَ الوَتْرَ، وأَهل نَجْدٍ يَكْسِرُونَ الْوَاوَ، وَهِيَ صَلَاةُ الوِتْرِ، والوَتْرِ لأَهل الحجاز، ويقرؤُون: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وَالْكَسْرُ لِتَمِيمٍ، وأَهل نجد يقرؤُون: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، وأَوْتَرَ: صَلَّى الْوِتْرَ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَوتر فِي الصَّلَاةِ فَعَدَّاهُ بِفِي.
وقرأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ: والوِتر، بِالْكَسْرِ.
وقرأَ عَاصِمٌ وَنَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وأَبو عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ: وَالْوَتْرِ، بِالْفَتْحِ، وَهُمَا لُغَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنه قَالَ: الْوَتْرُ آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، والشَّفْع شُفِعَ بِزَوْجَتِهِ "، وَقِيلَ: الشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَقِيلَ: الأَعداد كُلَّهَا شَفْعٌ وَوِتْرٌ، كَثُرَتْ أَو قَلَّتْ، وَقِيلَ: الْوَتْرُ اللَّهُ الْوَاحِدُ وَالشَّفْعُ جَمِيعُ الْخَلْقِ خُلِقُوا أَزواجًا، وَهُوَ قَوْلُ عَطَاءٍ؛ كَانَ الْقَوْمُ وِتْرًا فَشَفَعْتهم وَكَانُوا شَفْعًا فَوَتَرْتهم.
ابْنُ سِيدَهْ: وتَرَهُمْ وتْرًا وأَوْتَرَهُمْ جَعَلَ شَفْعَهُمْ وَتْرًا.
وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ" النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: إِذا اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجْعَلِ الْحِجَارَةَ الَّتِي تَسْتَنْجِي بِهَا فَرْدًا، مَعْنَاهُ اسْتَنْجِ بِثَلَاثَةِ أَحجار أَو خَمْسَةٍ أَو "سَبْعَةٍ، وَلَا تَسْتَنْجِ بِالشَّفْعِ، وَكَذَلِكَ يُوتِرُ الإِنسانُ صلاةَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي مَثْنَى مَثْنَى يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ ثم يصلي في آخرها رَكْعَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى؛ وأَوْتَر صَلَاتَهُ.
وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِن اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ فأَوْتِرُوا يَا أَهل الْقُرْآنِ».
وَقَدْ قَالَ: الْوِتْرُ رَكْعَةٌ وَاحِدَةٌ.
وَالْوِتْرُ: الْفَرْدُ، تُكْسَرُ وَاوُهُ وَتُفْتَحُ، وَقَوْلُهُ: أَوتروا، أَمر بِصَلَاةِ الْوِتْرِ، وَهُوَ أَن يُصَلِّيَ مَثْنَى مَثْنَى ثم يصلي في آخرها رَكْعَةً مُفْرَدَةً وَيُضِيفَهَا إِلى مَا قَبْلَهَا مِنَ الرَّكَعَاتِ.
والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ: الظُّلْمُ فِي الذَّحْل، وَقِيلَ: هُوَ الذَّحْلُ عَامَّةً.
قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَهل الْحِجَازِ يَفْتَحُونَ فَيَقُولُونَ وَتْرٌ، وَتَمِيمٌ وأَهل نَجْدٍ يَكْسِرُونَ فَيَقُولُونَ وِتْرٌ، وَقَدْ وَتَرْتُه وَتْرًا وتِرَةً.
وكلُّ مَنْ أَدركته بِمَكْرُوهٍ، فَقَدَ وَتَرْتَه.
والمَوْتُورُ: الَّذِي قُتِلَ لَهُ قَتِيلٌ فَلَمْ يُدْرِكْ بِدَمِهِ؛ تَقُولُ مِنْهُ: وَتَرَهُ يَتِرُه وَتْرًا وتِرَةً.
وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: «أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ» أَي صَاحِبُ الوَتْرِ الطالبُ بالثأْر، وَالْمَوْتُورُ الْمَفْعُولُ.
ابْنُ السِّكِّيتِ: قَالَ يُونُسُ أَهل الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: الوِتْرُ فِي الْعَدَدِ والوَتْرُ فِي الذَّحْلِ، قَالَ: وَتَمِيمٌ تَقُولُ وِتر، بِالْكَسْرِ، فِي الْعَدَدِ وَالذَّحْلِ سَوَاءٌ.
الْجَوْهَرِيُّ: الْوِتْرُ، بِالْكَسْرِ، الْفَرْدُ، وَالْوَتْرُ، بِالْفَتْحِ: الذَّحْلُ، هَذِهِ لُغَةُ أَهل الْعَالِيَةِ، فأَما لُغَةُ أَهل الْحِجَازِ فَبِالضِّدِّ مِنْهُمْ، وأَما تَمِيمٌ فَبِالْكَسْرِ فِيهِمَا.
وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الشُّورَى: «لَا تَغْمِدُوا السيوفَ عَنْ أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم».
قَالَ الأَزهري: هُوَ مِنْ الوَتْرِ؛ يُقَالُ: وَتَرْتُ فُلَانًا إِذا أَصبته بِوَتْرٍ، وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذَلِكَ، قَالَ: والثَّأْرُ هَاهُنَا العَدُوُّ لأَنه مَوْضِعُ الثأْر؛ الْمَعْنَى لَا تُوجِدوا عدوَّكم الوَتْرَ فِي أَنفسكم.
ووَتَرْتُ الرجلَ: أَفزعتُه؛ عَنِ الْفَرَّاءِ.
ووَتَرَهُ حَقَّه وَمَالَهُ: نَقَصَه إِياه.
وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ}.
وَفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فكأَنما وَتَرَ أَهله وَمَالَهُ»؛ أي نَقَصَ أَهله وَمَالَهُ وَبَقِيَ فَرْدًا؛ يُقَالُ: وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جَعَلْتَهُ وَتْرًا بَعْدَ أَن كَانَ كَثِيرًا، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الوَتْرِ الْجِنَايَةُ الَّتِي يَجْنِيهَا الرَّجُلُ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ قَتْلٍ أَو نَهْبٍ أَو سَبْيٍ، فَشَبَّهَ مَا يَلْحَقُ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ بِمَنْ قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله وَمَالُهُ؛ وَيُرْوَى بِنَصْبِ الأَهل وَرَفْعِهِ، فَمَنْ نَصَبَ جَعَلَهُ مَفْعُولًا ثَانِيًا لوُتِرَ وأَضمر فِيهَا مَفْعُولًا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ عَائِدًا إِلى الَّذِي فَاتَتْهُ الصَّلَاةُ، وَمَنْ رَفَعَ لَمْ يُضْمِرْ وأَقام الأَهل مُقَامَ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ لأَنهم الْمُصَابُونَ المأْخوذون، فَمَنْ ردَّ النَّقْصَ إِلى الرَّجُلِ نَصَبَهُمَا، وَمَنْ رَدَّهُ إِلى الأَهل وَالْمَالِ رَفَعَهُمَا وَذَهَبَ إِلى قَوْلِهِ: وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ"، يَقُولُ: لَنْ يَنْقُصَكُمْ مِنْ ثَوَابِكُمْ شَيْئًا.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أَي لَنْ يَنْتَقِصَكم فِي أَعمالكم، كَمَا تَقُولُ: دَخَلْتُ الْبَيْتَ، وأَنت تُرِيدُ فِي الْبَيْتِ، وَتَقُولُ: قَدْ وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه، وأَحد الْقَوْلَيْنِ قَرِيبٌ مِنَ الْآخَرِ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «اعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ فإِن اللَّهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا» أَي لَنْ يَنْقُصَك.
وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً» أَي نَقْصًا، وَالْهَاءُ فِيهِ عِوَضٌ مِنَ الْوَاوِ الْمَحْذُوفَةِ مِثْلُ وَعَدْتُه عِدَةً، وَيَجُوزُ نَصْبُهَا وَرَفْعُهَا عَلَى اسْمِ كَانَ وَخَبَرِهَا، وقيل: أَراد بالتِّرَةِ هاهنا التَّبِعَةَ.
الْفَرَّاءُ: يُقَالُ وَتَرْتُ الرَّجُلَ إِذا قَتَلْتَ لَهُ قَتِيلًا وأَخذت لَهُ مَالًا، وَيُقَالُ: وَتَرَه فِي الذَّحْلِ يَتِرُه وَتْرًا، وَالْفِعْلُ مِنَ الوَتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ يَتِرُ، وَمِنَ الوِتْرِ الفَرْد أَوْتَرَ يُوتِرُ، بالأَلف.
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: قَلِّدوا الْخَيْلَ وَلَا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ "؛ هِيَجَمْعُ وِتر، بِالْكَسْرِ، وَهِيَ الْجِنَايَةُ؛ قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: مَعْنَاهُ لَا تَطْلُبوا عَلَيْهَا الأَوْتارَ والذُّحُولَ الَّتِي وُتِرْتُمْ عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
قَالَ: وَمِنْهُ حَدِيثُ" عَلِيٍّ يَصِفُ أَبا بَكْرٍ: فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ مَا طَلَبُوا.
وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنها لَخَيْلٌ لَوْ كَانُوا يَضْرِبُونَهَا عَلَى الأَوْتارِ».
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: وَلَا تُقلدوها الأَوتار، قَالَ: غَيْرُ هَذَا الْوَجْهِ أَشبه عِنْدِي بِالصَّوَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ يَقُولُ: مَعْنَى الأَوتار هَاهُنَا أَوتار القِسِيِّ، وَكَانُوا يُقَلِّدُونَهَا أَوتار القِسِيِّ فَتَخْتَنِقُ، فَقَالَ: لَا تُقَلِّدُوهَا.
وَرُوِيَ: عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِقَطْعِ الأَوْتارِ مِنْ أَعناق الْخَيْلِ.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَبَلَغَنِي أَن مَالِكِ بْنِ أَنس قَالَ: كَانُوا يُقَلِّدُونها أَوتار القِسِيِّ لِئَلَّا تُصِيبَهَا الْعَيْنُ فأَمرهم بِقَطْعِهَا يُعلمهم أَن الأَوْتارَ لَا تَرُدُّ مِنْ أَمر اللَّهِ شَيْئًا "؛ قَالَ: وَهَذَا شَبِيهٌ بِمَا كَرِهَ مِنَ التَّمَائِمِ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثِ: «مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَرًا»، كَانُوا يَزْعُمُونَ أَن التَّقَلُّدَ بالأَوْتارِ يَرُدُّ العَيْنَ وَيَدْفَعُ عَنْهُمُ الْمَكَارِهَ، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ.
والتَّواتُرُ: التتابُعُ، وَقِيلَ: هُوَ تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شَيْءٍ إِذا جَاءَ بَعْضَهُ فِي إِثر بَعْضٍ وَلَمْ تَجِئْ مُصْطَفَّةً؛ وَقَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:
قَرِينَةُ سَبْعٍ، إِن تواتَرْنَ مَرَّةً ***ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ
وَلَيْسَتِ المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة.
وَقَالَ مَرَّةً: المُتَواتِرُ الشَّيْءُ يَكُونُ هُنَيْهَةً ثُمَّ يَجِيءُ الْآخَرُ، فإِذا تتابعت فليست مُتَواتِرَةً، وإِنما هِيَ مُتَدارِكة وَمُتَتَابِعَةٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَ.
ابْنُ الأَعرابي: تَرى يَتْري إِذا تَراخى فِي الْعَمَلِ فَعَمِلَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ.
الأَصمعي: واتَرْتُ الخَبَرَ أَتْبَعْتُ وَبَيْنَ الْخَبَرَيْنِ هُنَيْهَةٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: المُواتَرَةُ المُتابَعَةُ، وأَصل هَذَا كُلِّهِ مِنْ الوَتْر الوِتْر، وَهُوَ الفَرْدُ، وَهُوَ أَني جَعَلْتُ كُلَّ وَاحِدٍ بَعْدَ صَاحِبِهِ فَرْدًا فَرْدًا.
والمُتَواتِرُ: كُلُّ قَافِيَةٍ فِيهَا حَرْفٌ مُتَحَرِّكٌ بَيْنَ حَرْفَيْنِ سَاكِنَيْنِ نَحْوَ مَفَاعِيلُنْ وَفَاعِلَاتُنْ وَفَعِلَاتُنْ وَمَفْعُولُنْ وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعْتَمَدَ عَلَى حَرْفٍ سَاكِنٍ نَحْوَ فَعُولُنْ فَلْ؛ وإِياه عَنَى أَبو الأَسود بِقَوْلِهِ:
وقافيةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها ***كَسَرْدِ الصَّنَاعِ، لَيْسَ فِيهَا تواتُرُ
أَي لَيْسَ فِيهَا تَوَقُّفٌ وَلَا فُتُورٌ.
وأَوْتَرَ بَيْنَ أَخباره وكُتُبه وواتَرَها مُواتَرَةً ووِتارًا: تابَعَ وَبَيْنَ كُلِّ كِتَابَيْنِ فَتْرَةٌ قَلِيلَةٌ.
والخَبَرُ المُتَواتِرُ: أَن يحدِّثه وَاحِدٌ عَنْ وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ خَبَرُ الْوَاحِدِ مِثْلُ المُتواتِرِ.
والمُواتَرَةُ: الْمُتَابَعَةُ، وَلَا تَكُونُ المُواتَرَةُ بَيْنَ الأَشياء إِلا إِذا وَقَعَتْ بَيْنَهَا فَتْرَةٌ، وإِلا فَهِيَ مُدارَكَة ومُواصَلة.
ومُواتَرَةُ الصَّوْمِ: أَن يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوُمًا أَو يَوْمَيْنِ، ويأْتي بِهِ وِتْرًا؛ قَالَ: وَلَا يُرَادُ بِهِ الْمُوَاصَلَةُ لأَن أَصله مِنَ الوِتْرِ، وَكَذَلِكَ واتَرْتُ الكُتُبَ فَتَواتَرَت أَي جَاءَتْ بعضُها فِي إِثر بَعْضٍ وِتْرًا وِتْرًا مِنْ غَيْرِ أَن تَنْقَطِعَ.
وَنَاقَةٌ مُواتِرَةٌ: تَضَعُ إِحدى رُكْبَتَيْهَا أَوّلًا فِي البُرُوكِ ثُمَّ تَضَعُ الأُخرى وَلَا تَضَعُهُمَا مَعًا فَتَشُقَّ عَلَى الرَّاكِبِ.
الأَصمعي: المُواتِرَةُ مِنَ النُّوقِ هِيَ الَّتِي لَا تَرْفَعُ يَدًا حَتَّى تَسْتَمْكِنَ مِنَ الأُخرى، وإِذا بَرَكَتْ وَضَعَتْ إِحدى يَدَيْهَا، فإِذا اطمأَنت وَضَعَتِ الأُخرى فإِذا اطمأَنت وَضَعَتْهُمَا جَمِيعًا ثُمَّ تَضَعُ وَرِكَيْهَا قَلِيلًا قَلِيلًا؛ وَالَّتِي لَا تُواتِرُ تَزُجُّ بِنَفْسِهَا زَجًّا فَتَشُقَّ عَلَى رَاكِبِهَا عِنْدَ الْبُرُوكِ.
وَفِي كِتَابِ هِشَامٍ إِلى عَامِلِهِ: أَن أَصِبْ لِي نَاقَةً مُواتِرَةً؛ هِيَ الَّتِي تَضَعُ قَوَائِمَهَا بالأَرض وِتْرًا وِتْرًا عِنْدَ البُروك وَلَا تَزُجُّ نَفْسَهَا" زَجًّا فَتَشُقَّ على راكبها، وَكَانَ بِهِشَامٍ فَتْقٌ.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: «أَلِّفْ جَمْعَهُم وواتِرْ بَيْنَ مِيَرِهم»أَي لَا تَقْطَعِ المِيْرَةَ عَنْهُمْ واجْعَلْها تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة.
وجاؤوا تَتْرى وتَتْرًا أَي مُتَواتِرِين، التَّاءَ مُبْدَلَةُ مِنَ الْوَاوِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا الْبَدَلُ قِيَاسًا إِنما هُوَ فِي أَشياء مَعْلُومَةٍ، أَلا تَرَى أَنك لَا تقول في وَزِير تَزِيرٌ؟ إِنما تَقِيسُ عَلَى إِبدال التَّاءِ مِنَ الْوَاوِ في افْتَعَل وَمَا تَصَرَّفَ مِنْهَا، إِذا كَانَتْ فَاؤُهُ وَاوًا فإِن فَاءَهُ تُقْلَبُ تَاءً وَتُدْغَمُ فِي تَاءِ افْتَعَلَ الَّتِي بَعْدَهَا، وَذَلِكَ نَحْوُ اتَّزَنَ؛ وَقَوْلُهُ تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا}؛ مِنْ تُتَابِعِ الأَشياء وَبَيْنَهَا فَجَواتٌ وفَتَراتٌ لأَن بَيْنَ كُلِّ رَسُولَيْنِ فَتْرَةً، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُنَوِّنُهَا فَيَجْعَلُ أَلفها للإِلحاق بِمَنْزِلَةِ أَرْطى ومِعْزى، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَصْرِفُ، يَجْعَلُ أَلفها للتأْنيث بِمَنْزِلَةِ أَلف سَكْرى وغَضْبى؛ الأَزهري: قرأَ أَبو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ: تَتْرًى مُنَوَّنَةً وَوَقَفَا بالأَلف، وقرأَ سَائِرُ الْقُرَّاءِ: تَتْرى غَيْرَ مُنَوَّنَةٍ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: وأَكثر الْعَرَبِ عَلَى تَرْكِ تَنْوِينِ تَتْرَى لأَنها بِمَنْزِلَةِ تَقْوى، وَمِنْهُمْ مَنْ نَوَّنَ فِيهَا وَجَعَلَهَا أَلفًا كأَلف الإِعراب؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَنْ قرأَ تَتْرى فَهُوَ مِثْلُ شَكَوْتُ شَكْوى، غَيْرَ مُنَوَّنَةٍ لأَن فِعْلى وفَعْلى لَا يُنَوَّنُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ قَالَ الزَّجَّاجُ؛ قَالَ: وَمَنْ قرأَها بِالتَّنْوِينِ فَمَعْنَاهُ وَتْرًا، فأَبدل التَّاءَ مِنَ الْوَاوِ، كَمَا قَالُوا تَوْلَج مِنْ وَلَجَ وأَصله وَوْلَجٌ كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ: " فإِن يَكُنْ أَمْسى البِلى تَيْقُورِي أَرادَ وَيْقُورِي، وَهُوَ فَيْعُول مِنَ الوَقار، وَمَنْ قرأَ تَتْرى فَهُوَ أَلف التأْنيث، قَالَ: وتَتْرى مِنَ الْمُوَاتَرَةِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ: سأَلت يُونُسَ عَنْ قَوْلِهِ تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا}، قَالَ: مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً.
وَجَاءَتِ الْخَيْلُ تَتْرى إِذا جَاءَتْ مُتَقَطِّعَةً؛ وَكَذَلِكَ الأَنبياء: بَيْنَ كُلِّ نَبِيَّيْنِ دَهْرٌ طَوِيلٌ.
الْجَوْهَرِيُّ: تَتْرى فِيهَا لُغَتَانِ: تُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ مِثْلَ عَلْقى، فَمَنْ تَرَكَ صَرْفَهَا فِي الْمَعْرِفَةِ جَعَلَ أَلفها أَلف تأْنيث، وَهُوَ أَجود، وأَصلها وَتْرى مِنَ الوِتْرِ وَهُوَ الْفَرْدُ، وتَتْرى أَي وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، وَمَنْ نَوَّنَهَا جَعَلَهَا مُلْحَقَةً.
وَقَالَ" أَبو هُرَيْرَةَ: لَا بأْس بِقَضَاءِ رَمَضَانَ تَتْرى أَي مُتَقَطِّعًا.
وَفِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ: «لَا بأْس أَن يُواتِرَ قضاءَ رَمَضَانَ»؛ أي يُفَرِّقَهُ فيصومَ يَوْمًا ويُفْطِرَ يَوْمًا وَلَا يَلْزَمُهُ التَّتَابُعُ فِيهِ فَيَقْضِيهِ وِتْرًا وِتْرًا.
وَالْوَتِيرَةُ: الطَّرِيقَةُ، قَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ مِنَ التَّواتُرِ أَي التَّتَابُعِ، وَمَا زَالَ عَلَى وَتِيرةٍ وَاحِدَةٍ أَي عَلَى صِفَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: «كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِي جَارًا فَكَانَ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، فَلَمَّا وَلِيَ قُلْتُ: لأَنظرنّ الْيَوْمَ إِلى عَمَلِهِ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى مَاتَ»أَي عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ مُطَّرِدَةٍ يَدُومُ عَلَيْهَا.
قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الوَتِيرَةُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الشَّيْءِ، وَهُوَ مأْخوذ مِنَ التَّواتُرِ والتتابُع.
والوَتِيرَةُ فِي غَيْرِ هَذَا: الفَتْرَةُ عَنِ الشَّيْءِ وَالْعَمَلِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ بَقَرَةً فِي سَيْرِهَا:
نَجَأٌ مُجِدٌّ لَيْسَ فِيهِ وَتِيرَةٌ ***ويَذُبُّها عَنْهَا بأَسْحَمَ مِذْوَدِ
يَعْنِي القَرْنَ.
وَيُقَالُ: مَا فِي عَمَلِهِ وَتِيرَةٌ، وسَيْرٌ لَيْسَتْ فِيهِ وَتِيرَةٌ أَي فُتُورٌ.
والوَتِيرَةُ: الفَتْرَةُ فِي الأَمر والغَمِيزَةُ وَالتَّوَانِي.
والوَتِيرَةُ: الحَبْسُ والإِبطاء.
ووَتَرَةُ الفخِذِ: عَصَبَةٌ بَيْنَ أَسفل الْفَخِذِ وَبَيْنِ الصَّفنِ.
والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ فِي الأَنف: صِلَةُ مَا بَيْنَ الْمُنْخُرَيْنِ، وَقِيلَ: الوَتَرَةُ حَرْفُ الْمَنْخَرِ، وَقِيلَ: الوَتِيرَةُ الْحَاجِزُ بَيْنَ الْمَنْخَرَيْنِ مِنْ مُقَدَّمِ الأَنف دُونَ الغُرْضُوف.
وَيُقَالُ لِلْحَاجِزِ الَّذِي بَيْنَ الْمَنْخَرَيْنِ: غُرْضُوفٌ، وَالْمَنْخَرَانِ: خَرْقَا الأَنف، ووَتَرَةُ الأَنف: حِجابُ مَا بَيْنَ الْمَنْخَرَيْنِ، وَكَذَلِكَ الوَتِيرَة.
وَفِي حَدِيثِ زَيْدٍ: «فِي الوَتَرَةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ»؛ هِيَ وتَرَةُ الأَنف الْحَاجِزَةُ بَيْنَ الْمَنْخَرَيْنِ.
اللِّحْيَانِيُّ: الوَتَرَةُ مَا بَيْنَ الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ.
وَقَالَ الأَصمعي: خِتارُ كُلِّ شَيْءٍ وَتَرُه.
ابْنُ سِيدَهْ: والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ غُرَيضيفٌ فِي أَعلى الأُذن يأْخُذُ مِنْ أَعلى الصِّماخ.
وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الْوَتِيرَةُ غُرَيْضِيفٌ فِي جَوْفِ الأُذن يأْخذ مِنْ أَعلى الصِّمَاخِ قَبْلَ الفَرْع.
والوَتَرَةُ مِنَ الفَرَسِ: مَا بَيْنَ الأَرْنَبَةِ وأَعلى الجَحْفَلةِ.
والوَتَرَتان: هَنَتانِ كأَنهما حَلْقَتَانِ فِي أُذني الْفَرَسِ، وَقِيلَ: الوَتَرَتانِ العَصَبتان بين رؤوس العُرْقُوبين إِلى المَأْبِضَيْنِ، وَيُقَالُ: تَوَتَّرَ عَصَبُ فَرَسِهِ.
والوَتَرَة مِنَ الذَّكر: العِرْقُ الَّذِي فِي بَاطِنِ الحَشَفَة، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الَّذِي بَيْنَ الذَّكَرِ والأُنثيين.
وَالْوَتَرَتَانِ: عَصْبَتَانِ بين المأْبضين وبين رؤوس العُرقوبين.
والوَتَرَةُ أَيضًا: العَصَبَةُ الَّتِي تَضُمُّ مَخْرَجَ رَوْثِ الْفَرَسِ.
الْجَوْهَرِيُّ: والوَتَرَةُ الْعِرْقُ الَّذِي فِي بَاطِنِ الكَمَرَة، وَهُوَ جُلَيْدَةٌ.
ووَتَرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: حِتارُه، وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ مِنَ حُرُوفِهِ كَحِتارِ الظُّفْرِ والمُنْخُلِ والدُّبُر وَمَا أَشبهه.
والوَتَرَةُ: عَقَبَة المَتْنِ، وَجَمْعُهَا وَتَرٌ.
ووَتَرَةُ الْيَدِ ووَتِيرَتُها: مَا بَيْنَ الأَصابع، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: مَا بَيْنَ كُلِّ إِصبعين وَتَرَةٌ، فَلَمْ يَخُصَّ الْيَدَ دُونَ الرِّجْلِ.
والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ: جُلَيْدَة بَيْنَ السَّبَّابَةِ والإِبهام.
والوَتَرَةُ: عَصَبَةٌ تَحْتَ اللِّسَانِ.
والوتِيرَةُ: حَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عَلَيْهَا الطَّعْنُ، وَقِيلَ: هِيَ حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ عَلَى طَرَفِ قَناةٍ يُتَعَلَّمُ عَلَيْهَا الرَّمْيُ تَكُونُ مِنْ وَتَرٍ وَمِنْ خَيْطٍ؛ فأَما قَوْلُ أُم سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
حَامِي الحقيقةِ ماجِدٌ ***يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ
قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَسَّرَ الوَتِرة هُنَا بأَنها الحَلْقَةُ، وَهُوَ غَلَطٌ مِنْهُ، إِنما الْوَتِيرَةُ هُنَا الذَحْلُ أَو الظُّلْمُ فِي الذحلِ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الوَتِيرة الَّتِي يُتَعَلَّمُ الطَّعْنُ عَلَيْهَا، وَلَمْ يَخُصَّ الحَلْقَةَ.
والوَتِيرة: قِطْعَةٌ تَسْتَكِنُّ وتَغْلُظ وَتَنْقَادُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ:
لَقَدْ حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينا بِوَجْهِهَا ***مَنازِلَ مَا بَيْنَ الوَتائِرِ والنَّقْعِ
وَرُبَّمَا شُبِّهَتِ الْقُبُورُ بِهَا؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ ضَبُعًا نَبَشَتْ قَبْرًا:
فَذاحَتْ بالوَتائِر ثُمَّ بَدَّتْ ***يَدَيْهَا عِنْدَ جَانِبِهَا، تَهِيلُ
ذَاحَتْ: يَعْنِي ضَبُعًا نَبَشَتْ عَنْ قَبْرِ قَتِيلٍ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: ذَاحَتْ مَشَتْ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ذاحَتْ مَرَّتْ مَرًّا سَرِيعًا؛ قَالَ: والوَتائِرُ جَمْعُ وَتِيرَةٍ الطَّرِيقَةُ مِنَ الأَرض؛ قَالَ: وَهَذَا تَفْسِيرُ الأَصمعي؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيُّ: الْوَتَائِرُ هَاهُنَا مَا بَيْنَ أَصابع الضَّبُعِ، يُرِيدُ أَنها فَرَّجَتْ بَيْنَ أَصابعها، وَمَعْنَى بَدَّتْ يَدَيْهَا أَي فَرَّقَتْ بَيْنَ أَصابع يَدَيْهَا فَحَذَفَ الْمُضَافَ.
وتَهِيل: تَحْثُو الترابَ.
الأَصمعي: الوَتِيرَةُ مِنَ الأَرض، وَلَمْ يَحُدَّها.
الْجَوْهَرِيُّ: الوَتِيرَةُ مِنَ الأَرض الطَّرِيقَةُ.
والوَتِيرَةُ: الأَرض الْبَيْضَاءُ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الوَتِيرُ نَوْرُ الوردِ، وَاحِدَتُهُ وَتِيرَةٌ.
والوَتِيرَةُ: الوَرْدَةُ الْبَيْضَاءُ.
والوتِيرَةُ: الغُرّة الصَّغِيرَةُ.
ابْنُ سِيدَهْ: الوَتِيرَة غُرَّةُ الْفَرَسِ إِذا كَانَتْ مُسْتَدِيرَةً، فإِذا طَالَتْ فَهِيَ الشَّادِخَة.
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: شُبِّهَتْ غُرَّةُ الْفَرَسِ إِذا كَانَتْ مُسْتَدِيرَةً بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يُتَعَلَّمُ عَلَيْهَا الطَّعْنُيُقَالُ لَهَا الْوَتِيرَةُ.
الْجَوْهَرِيُّ: الْوَتِيرَةُ حَلْقَةٌ مِنْ عَقَبٍ يُتَعَلَّمُ فِيهَا الطَّعْنُ، وَهِيَ الدَّرِيئَةُ أَيضًا؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا:
تُبارِي قُرْحَةً مثل الْوَتِيرَةِ ***لَمْ تَكُنْ مَغْدَا
المَغْدُ: النَّتْفُ، أَي مَمْغُودَةً، وُضِعَ الْمَصْدَرُ مَوْضِعَ الصِّفَةِ؛ يَقُولُ: هَذِهِ الْقُرْحَةُ خِلْقَةٌ لَمْ تُنْتَفْ فتبيضَّ.
وَالْوَتَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: وَاحِدُ أَوتار الْقَوْسِ.
ابْنُ سِيدَهْ: الوَتَرُ شِرْعَةُ الْقَوْسِ ومُعَلَّقُها، وَالْجَمْعُ أَوتارٌ.
وأَوْتَرَ القوسَ: جَعَلَ لَهَا وَتَرًا.
وَوتَرَها وَوتَّرها: شدَّ وتَرَها.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَتَّرَها وأَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها.
وَفِي الْمَثَلِ: إِنْباضٌ بِغَيْرِ تَوْتِير.
ابْنُ سِيدَهْ: وَمِنْ أَمثالهم: لَا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قَبْلَ التَّوتِيرِ؛ وَهَذَا مَثَلٌ فِي اسْتِعْجَالِ الأَمر قَبْلَ بُلُوغِ إِناه.
قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَتَرَها، خَفِيفَةً، عَلَّق عَلَيْهَا وَتَرَهَا.
والوَتَرَةُ: مَجْرَى السَّهْمِ مِنَ الْقَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ عَنْهَا يَزِلُّ السَّهْمُ إِذا أَراد الرَّامِي أَن يَرْمِيَ.
وتَوَتَّرَ عَصَبُه: اشْتَدَّ فَصَارَ مِثْلَ الوَتَر.
وتَوَتَّرَتْ عُرُوقُهُ: كَذَلِكَ.
كلُّ وَتَرَة فِي هَذَا الْبَابِ، فَجَمْعُهَا وتَرٌ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:
فِيمَ نِساءُ الحَيِّ مِنْ وَتَرِيَّةٍ ***سَفَنَّجَةٍ، كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ؟
قِيلَ: هَجَا امرأَة نَسَبَهَا إِلى الْوَتَائِرِ، وَهِيَ مَسَاكِنُ الَّذِينَ هَجَا، وَقِيلَ: وَتَرِيَّة صُلْبَة كالوَتَرِ.
والوَتِيرُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ:
وَلَمْ يَدَعُوا، بَيْنَ عَرْضِ الوَتِير ***وَبَيْنَ المناقِب، إِلا الذِّئابا
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
119-مختار الصحاح (وتر)
(الْوِتْرُ) بِالْكَسْرِ الْفَرْدُ وَبِالْفَتْحِ الذَّحْلُ هَذِهِ لُغَةُ أَهْلِ الْعَالِيَةِ.وَأَمَّا لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ فَبِالضَّمِّ، وَلُغَةُ أَهْلِ تَمِيمٍ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا.
وَالْوَتَرُ بِفَتْحَتَيْنِ وَتَرُ الْقَوْسِ.
وَ (الْوَتِيرَةُ) الطَّرِيقَةُ، يُقَالُ: مَا زَالَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ.
وَ (وَتَرَهُ) حَقَّهُ يَتِرُهُ بِالْكَسْرِ (وِتْرًا) بِالْكَسْرِ أَيْضًا نَقَصَهُ.
وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35] أَيْ فِي أَعْمَالِكُمْ، كَقَوْلِهِمْ: دَخَلْتُ الْبَيْتَ أَيْ فِي الْبَيْتِ.
وَ (أَوْتَرَهُ) أَفَذَّهُ وَمِنْهُ أَوْتَرَ صَلَاتَهُ.
وَأَوْتَرَ قَوْسَهُ وَ (وَتَّرَهَا تَوْتِيرًا) بِمَعْنًى.
وَ (الْمُوَاتَرَةُ) الْمُتَابَعَةُ وَلَا تَكُونُ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا إِذَا وَقَعَتْ بَيْنَهُمَا فَتْرَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مُدَارَكَةٌ وَمُوَاصَلَةٌ.
وَمُوَاتَرَةُ الصَّوْمِ أَنْ تَصُومَ يَوْمًا وَتُفْطِرَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ وَتَأْتِيَ بِهِ وِتْرًا وَلَا يُرَادُ بِهِ الْمُوَاصَلَةُ لِأَنَّ أَصْلَهُ مِنَ الْوِتْرِ.
وَكَذَلِكَ (وَاتَرَ) الْكُتُبَ (فَتَوَاتَرَتْ) أَيْ جَاءَ بَعْضُهَا فِي إِثْرِ بَعْضٍ وِتْرًا وِتْرًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنْقَطِعَ.
وَ (تَتْرَى) فِيهَا لُغَتَانِ تُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ: فَمَنْ تَرَكَ صَرْفَهَا فِي الْمَعْرِفَةِ جَعَلَ أَلِفَهَا لِلتَّأْنِيثِ، وَهُوَ أَجْوَدُ وَأَصْلُهَا وَتْرَى مِنَ الْوِتْرِ وَهُوَ الْفَرْدُ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [المؤمنون: 44] أَيْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، وَمَنْ نَوَّنَهَا جَعَلَ أَلِفَهَا مُلْحَقَةً.
مختار الصحاح-محمد بن أبي بكر الرازي-توفي: 666هـ/1268م
120-أساس البلاغة (وتر)
وترتواترت كتبه وواترها. وتواتر القطا والإبل. وجئن متواتراتٍ وتترى: متتابعاتٍ وترًا بعد وترٍ. وناقة مواترة: تضع إحدى ركبتيها ثم الأخرى. إذا شربتم فأوتروا. وأوتر: صلّى الوتر. وهم على وتيرةٍ واحدةٍ: على طريقة وسجية من التواتر، وفي الحديث: «ما زال على وتيرة واحدة حتى مات». وغرّر الفرس بوتيرة وهي الغرّة الصغيرة المستديرة شبّهت بالوتيرة التي هي الوردة البيضاء. وخرم وترة أنفه ووتيرته وهي حجاز ما بين المنخرين. وما في عمله وتيرةٌ: فتورٌ. قال زهير:
نجاءٌ مجدّ ليس فيه وتيرة *** وتذبيبها عنها بأسحم مذود
ووترت الرجل: قتلت حميمه فأفردته منه. وطلب وتره وترته، وهو طلاّب الأوتار والتّرات. ويقال: ضربوا الخيل على الأوتار. وقال أبو زبيد:
لا ترةٌ عندهم فتطلبها *** ولا هم نهزة لمختلس
وفلان موفور، غير موتور. ووترت القوس ووتّرتها.
ومن المجاز: وترته حقّه. وفي الحديث: «كأنما وتر أهله وماله». وقد توتّر عصبه. وفرس موتّر الأنساء: فيها شنجٌ كأنما وتّرت توتيرًا.
أساس البلاغة-أبوالقاسم الزمخشري-توفي: 538هـ/1143م
121-مجمل اللغة (وتر)
وتر: الوتيرة: غرة الفرس المستديرة.والوتيرة: المداومة على الشيء، يقال: هو على وتيرة واحدة، [والوتر: الذحل].
قال يونس: قال أهل العالية يقولون: الوتر في العدد والوتر في الذحل.
وتميم تقول: وتر في العدد والذحل سواء، يقال منه: وترت.
والوتر: الفرد.
ووترت القوس: بوترها أوترها.
والوترة: طرف الأنف.
والوتيرة: حلقة يتعلم عليها الطعن.
والمواترة: المتابعة.
قال اللحياني: لا تكون مواترة إلا إذا وقعت بينهما فترة وإلا فهي مداركة.
وناقة مواترة: تضع ركبتها ثم تمكث ثم تضع الأخرى.
والوترة والوتيرة: حجاب ما بين المنخرين.
ووتيرة اليد: ما بين الأصابع.
وما في عمله وتيرة، أي: فترة.
مجمل اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
122-مقاييس اللغة (وتر)
(وَتَرَ) الْوَاوُ وَالتَّاءُ وَالرَّاءُ: بَابٌ لَمْ تَجِئْ كَلِمُهُ عَلَى قِيَاسٍ وَاحِدٍ، بَلْ هِيَ مُفْرَدَاتٌ لَا تَتَشَابَهُ.فَالْوَتِيرَةُ: غُرَّةُ الْفَرَسِ مُسْتَدِيرَةً.
وَالْوَتِيرَةُ: شَيْءٌ يُتَعَلَّمُ عَلَيْهِ.
الطَّعْنُ.
وَالْوَتِيرَةُ: الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الشَّيْءِ، يُقَالُ: هُوَ عَلَى وَتِيرَةٍ.
وَالْوَتَرُ: الذَّحْلُ، يُقَالُ وَتَرْتُهُ أَتِرُهُ وَتْرًا.
وَالْوِتْرُ وَالْوَتْرُ: الْفَرْدُ.
وَوَتَرُ الْقَوْسِ مَعْرُوفٌ.
يُقَالُ وَتَرْتُهَا وَأَوْتَرْتُهَا.
وَالْوَتَرَةُ: طَرَفُ الْأَنْفِ.
أَمَّا الْمُوَاتَرَةُ فِي الْأَشْيَاءِ فَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لَا تَكُونُ مُوَاتَرَةً إِلَّا إِذَا وَقَعَتْ بَيْنَهُمَا فَتْرَةٌ، وَإِلَّا فَهِيَ مُدَارَكَةٌ.
وَيُقَالُ: نَاقَةٌ مُوَاتِرَةٌ: تَضَعُ رُكْبَتَهَا، ثُمَّ تَمْكُثُ ثُمَّ تَضَعُ الْأُخْرَى.
مقاييس اللغة-أحمد بن فارس-توفي: 395هـ/1005م
123-صحاح العربية (وتر)
[وتر] الوِتْرُ بالكسر: الفَرد والوَتْرُ بالفتح: الذَحْلُ.هذه لغة أهل العالية.
فأمَّا لغة أهل الحجاز فبالضدِّ منهم.
وأمَّا تميم فبالكسر فيهما.
والوَترُ بالتحريك: واحد أوْتار القوس.
والوَتَرَةُ: العِرقُ الذي في باطن الكَمَرة، وهو جُلَيْدَةٌ.
ووَتَرةُ الانف: حجاب مابين المنخرين، وكذلك الوتيرة.
ووترة كل شئ: حِتارُهُ.
والوتيرَةُ: الطريقة.
يقال: ما زال على وتيرة واحدة.
والوتيرة أيضًا: الفترَةُ.
يقال: ما في عمله وَتيرةٌ.
وسيرٌ ليست فيه وَتيرَةٌ، أي فتورٌ.
والوَتيرَةُ من الارض: الطريقة.
قال الهذليُّ يصف ضَبُعًا نَبَشَتْ قَبْرًا: فَذاحَتْ بالوَتائِرِ ثم بَدَّتْ *** يَدَيْها عند جانبه تهيل - وقال أبو عمرو: الوتائر: ما بين أصابع الضبع.
قوله: ذاحت، أي مشت.
والموتور: الذى قتل له قتيل فلم يُدرك بدمِهِ.
تقول منه: وَتَرَهُ يَتِرُهُ وَتْرًا وَتِرَةً.
وكذلك وتَرَهُ حقَّه، أي نقصه.
وقوله تعالى:
(ولنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ) *** أي لن يتنقَّصكم في أعمالكم.
كما تقول: دخلت البيت وأنت تريد دخلت في البيت.
والوتيرة: حلقة من عقب يُتعلَّم فيها الطعنُ، وهي الدريئة أيضا.
وقال يصف فرسا: تبارى قرحة مثل ال *** - وتيرة لم تكن مغدا - وأوتره، أي أفذه.
يقال: أوتر صلاته.
وأوتر قوسه ووترها، بمعنًى.
وفي المثل: " إنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ ".
والمُواتَرَةُ: المتابعةُ.
ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأشياء إلا إذا وقعت بينهم فترة، وإلا فهى مُداركةٌ ومواصلةٌ.
ومُواتَرَةُ الصوم: أن تصوم يومًا وتفطِر يومًا أو يومين، وتأتي به وِتْرًا وِتْرًا، ولا يراد به المواصلة، لأنَّ أصله من الوِتْرِ.
وكذلك واتَرْتُ الكتب فتواترت، أي جاءت بعضها في إثر بعض وِتْرًا وِتْرًا، من غير أن تنقطع.
وناقةٌ مُواتِرَةٌ: تضع إحدى ركبتيها أوَّلًا في البروك ثم تضع الأخرى، ولا تضعهما معًا فيُشقُّ على الراكب.
وتترى فيه لغتان: تنون ولا تنون، مثل علقى.
فمن ترك صرفها في المعرفة جعل ألفها ألف التأنيث وهو أجود، وأصلها وترى من الوِتْرِ، وهو الفرد، قال الله تعالى:
(ثمَّ أرسلْنا رُسُلَنا تَتْرى) *** أي واحدا بعد واحد.
ومن نونها جعل ألفها ملحقة.
صحاح العربية-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
124-منتخب الصحاح (وتر)
الوِتْرُ بالكسر: الفَرد.والوَتْرُ بالفتح: الذَحْلُ، هذه لغة أهل العالية.
فأمَّا لغة أهل الحجاز فبالضدِّ منهم.
وأمَّا تميم فبالكسر فيهما.
والوَترُ بالتحريك: واحد أوْتار القوس.
والوَتَرَةُ: العِرقُ الذي في باطن الكَمَرة، وهو جُلَيْدَةٌ.
ووَتَرةُ الأنف: حجاب ما بين المَنخِرَيْنِ، وكذلك الوَتيرَةُ.
وَوَتَرَةُ كلِّ شيء: حِتارُهُ.
والوتيرَةُ: الطريقة.
يقال: ما زال على وَتيرَةٍ واحدة.
والوَتيرَةُ أيضًا: الفترَةُ: يقال: ما في عمله وَتيرةٌ.
وسيرٌ ليست فيه وَتيرَةٌ، أي فتورٌ.
والوَتيرَةُ من الأرض: الطريقة.
والمَوْتورُ: الذي قُتل له قتيل فلم يُدرك بدمِهِ.
تقول منه: وَتَرَهُ يَتِرُهُ وَتْرًا وَتِرَةً.
وكذلك وتَرَهُ حقَّه، أي نقصه.
وقوله تعالى: ولنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ، أي لن يتنقَّصكم في أعمالكم.
والوَتيرَةُ: حلْقةٌ من عَقَبٍ يُتعلَّم فيها الطعنُ، وهي الدريئة أيضًا.
وأوْتَرَهُ، أي أفَدَّهُ.
يقال: أوْتَرَ صلاته.
وأوْتَرَ قوسه ووَتَّرَها، بمعنًى.
وفي المثل: إنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ.
والمُواتَرَةُ: المتابعةُ.
ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأشياء إلا إذا وقعت بينهما فَترةٌ، وإلاَّ فهي مُداركةٌ ومواصلةٌ.
ومُواتَرَةُ الصوم: أن تصوم يومًا وتفطِر يومًا أو يومين، وتأتي به وِتْرًا وِتْرًا، ولا يراد به المواصلة، لأنَّ أصله من الوِتْرِ.
وكذلك واتَرْتُ الكتب فَتَواتَرَرْ، أي جاءت بعضها في إثر بعض وِتْرًا وِتْرًا، من غير أن تنقطع.
وناقةٌ مُواتِرَةٌ: تضع إحدى ركبتيها أوَّلًا في البروك ثم تضع الأخرى، ولا تضعهما معًا فيُشقُّ على الراكب.
وتَتْرى أصلها وَتْرى من الوِتْرِ، وهو الفرد.
قال الله تعالى: ثمَّ أرسلْنا رُسُلَنا تَتْرى، أي واحدًا بعد واحد.
منتخب الصحاح-أبونصر الجوهري-توفي: 393هـ/1003م
125-المحيط في اللغة (وتر)
الوِتْرُ: لُغَةٌ في الوَتْرِ وهو الفَرْدُ، ومنه: صَلَاةُ الوِتْرِ، والفِعْلُ أوْتَرَ إيْتَارًا.والوَاتِرُ والمُوْتِرُ: الفَرْدُ.
والوِتْرُ: ظُلامَةٌ في دَم.
وإذا أدْرَكَه بمَكْرُوْهٍ فقد وَتَرَه.
وأنا مَوْتُوْرٌ وهو وَاتِرٌ.
والوَتِيْرُ: الوِتْرُ.
وُيقال: وَتْرٌ أيضًا.
وفي الحَدِيثِ: (قَلَدُوا الخَيْلَ ولا تُقَلَدُوْها الأوْتَارَ) على الذُّحُوْلِ، وكذلك قَوْلُه: (مَنْ فاتَتْه صَلاةُ العَصْرِ فكأنَما وترَ أهْلَه ومالَه).
والوَتِيْرَةُ: الغَمِيْزَةُ في الأمْرِ.
والفُرْضَةُ في وَسَطِ الشفَةِ.
والمُنْقَادُ من الأرْضِ المُرْتَفِعُ.
وقِطْعَة منِ الأرْضِ مُطرِدَةٌ.
والطرِيْقَةُ.
والسجِيَّةُ.
والوَرْدَةُ البَيْضَاءُ.
وغُرَّةُ الفَرَسِ إذا كانتْ مُسْتَدِيْرَةً.
وحَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ.
والفَتْرَةُ عن العَمَلِ والمَشْيِ.
والمُدَاوَمَةُ على الشَّيْءِ؛ مَأخُوْذٌ من التَّوَاتُرِ.
والمُوَاتَرَةُ: المُتَابَعَةُ.
وتَوَاتَرَتِ القَطَاةُ والإبِلُ: جاءَ بَعْضُها في إثْرِ بَعْض ولم يَجِئْنَ مُصْطَفّاتٍ.
ومنه: وَاتِرْ كُتُبَكَ.
وقَوْلُه عَزَّوجَلَّ: {ثُمَّ أرْسَلْنا رُسُلَنا تتْرى} من ذلك؛ ومعناه: وَتْرى، وُيقْرأ: تَتْرًا - بالتَّنْوِين - ومعناه: بَعْثًا.
والمُوَاتِرَةُ من النُّوْقِ: التي إذا بَرَكَتْ وَضَعَتْ إحْدى يَدَيْها؛ فإذا اطْمَأنَّتْ وَضَعَتْهُما جَمِيعًا؛ ثُمَّ تَضَعُ وَرِكَيْها قَليلًا قَلِيلًا.
وفُلانٌ ما يُوَاتِرُه الهَمُّ: أي يُفَارِقُه ولا يُغِبُّه.
والوَتَرُ: وَتَرُ القَوْسِ، وجَمْعُه أوْتَارٌ.
ووَتَّرَ قَوْسَه وأوْتَرَها.
والتَوْتِيْرُ في قَوَائم الفَرَسِ: كالشَّنَجِ.
والوَتَرَةُ: جُلَيْدَةٌ بَيْنَ الإبْهَامِ والسَّبّابَةِ.
والحاجِزُ بَيْنَ المَنْخِرَيْنِ: وَتَرَةٌ.
ووتيْرَةٌ أيضًا - فيهما جَمِيعًا -.
وأسَافِلُ ما بَيْنَ كُلِّ إصْبَعَيْنِ: وَتيْرَةٌ.
والوَتَائِرُ: اللحْمَاتُ التي بَيْنَ مَخَالِبِ الضَّبُعِ وغَيْرِها من السَّبُعِ.
والوَتَرَةُ: إطَارُ الكَمَرَةِ.
ووَتَرَةُ الفَخِذِ: عَصَبَة باطِنِها.
ووَتَرَةُ البَيْتِ: ما يُوَتَّرُ بالأعْمِدَةِ.
والوَتْرَةُ: الفَتْرَةُ في السَّيْرِ.
المحيط في اللغة-الصاحب بن عباد-توفي: 385هـ/995م
126-تهذيب اللغة (وتر)
[وتر]: قال الأصمعيّ: واتَرْتُ الخَبَر أَتْبَعْتُ بعضَه بعضا، وبين الخبرين هُنيهَةٌ.وقال غيره: المواتَرة المتابَعةُ، وأصل هذا كله من الوِتْرِ، وهو الفَرْد، وهو أنَّى جَعَلْتُ كلَّ واحدٍ بعد صاحبه فردا فردا.
وأَخبرني المنذرِيُّ عن ابن فهم عن محمد بن سلَّام قال: سألت يونس عن قوله: (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) قال: مُتقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةَ الأوقات، وجاءَتْ الخيل تَتْرَى إذا جاءتْ مُتَقَطِّعة، وكذلك الأنبياء بين كل نبيين دَهرٌ طويل.
وقال أبو هريرة: لا بأس بقضاء رمضانَ تَتْرَى أي مُتَقَطعا.
وفي حديث آخر لأبي هريرة في قضاء رمضان قال: يواتر.
قال أبو الدقيش: يصوم يوما ويفطر يوما أو يصوم يومين ويفطر يومين.
قال الأصمعيّ: لا تكون المواتَرة مُواصلة حتى يكون بينَهما شيء.
وقال الأصمعيّ: المَواتِرة من النوق هي التي لا ترفع يَدا حتى تَستمكِنَ من الأخرى وإذا بَركْت وَضَعْت إحدى يديها، فإذا اطمأَنَّت وَضَعتْ الأخرى، فإذا اطمأنَّت وَضَعَتْهما جميعا، ثم تضع وَرِكَها قليلا قليلا، والتي لا تُواتِر تَزُجُّ بنفْسِها زجا فَيَشُق على راكبها عند البروك.
قال: وكتبَ هِشامُ بنُ عبد الملك وكان به فَتْق إلى بعض عُمَّاله: أن اخْتَرْ لي ناقةً مُواتِرة، أراد هذا المعنى، ويقال: وَاتَر فلان كُتُبَه إذا أتبعها وبينَ كلِّ كِتابين فَترةٌ قليلة، وتَواترتْ الإبل والقَطا وغيرُها إذا جاء بعضُها في إثْر بعضٍ، ولم يجِئْن مُصْطَفَّاتٍ.
وقال حُمَيد:
قَرِينَة سَبْعٍ إنْ تَواتَرنَ مَرةً *** ضُرِبْنَ وَصَفَّتْ أرؤُسٌ وجُنُوبُ
وفي حديث العباس بن عبد المطلب: قال: كان عمر بن الخطاب لي جارا، يصومُ النهارَ ويقومُ الليلَ فلما وَلِيَ،
قلت: لأنظرَنَّ الآن إلى عَمَله، فلم يزلْ على وَتِيرَةٍ واحدة إلى أن مات.
قال أبو عبيدة: الوَتِيرةُ المداوَمةُ على الشيء، وهو مأخوذ من التَّواتُر والتَّتابُع، قال: والوَتِيرَةُ في غير هذا: الفَتْرَةُ عن الشَّيْء والعَمَل.
وقال زهير يصف بقرة:
في حُضْرها نَجَاءٌ مُجِدٌ ليس فيه وَتِيرَة *** وتذبيبُها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ
قال: والوَتيرة أيضا غُرَّةُ الفرس إذا كانت مُستديرة فإذا طالتْ فهي الشادِخةُ، قلت: شُبِّهتْ غُرَّةُ الفرس إذا كانت مُستديرة بالحَلْقَةِ التي يُتَعَلَّم عليها الطعن، يقال لها الوَتيرةُ.
وقال الشاعر يصف فرسا:
تُبَارِي قُرْحةً مِثلَ ال *** وتيرةِ لم تكن مَغْدَا
والمغْدُ النَّتْفُ، يقول: هذه القُرْحَةُ خِلْقةٌ لم تُنْتَف فَتَبْيَضَّ وقوله:
فَذَاحَتْ بالوَتَائِر ثم بَدَّتْ *** يدَيْها عِنْدَ جَانِبِه تَهيلُ
ذاحَتْ يَعني: ضَبُعا نَبَشَتْ عن قَبْرِ قَتيلٍ.
وقال أبو عمر: الوتائِر ههنا ما بين أصابع الضَّبُع.
وقال الأصمعيّ: الوَتِيرةُ من الأرض ولم يَحُدُّها.
قال أبو مالك: الوتيرة الوردة البيضاء، والوتيرة الوردة الصغيرة.
ابن السكيت: قال يُونُس: أهل العالية يقولون: الوِتْرُ في العدد والوَتْرُ في الذَّحْل، قال: وتميمٌ تقول: وِتْرٌ بالكسر في العدد وفي الذَّحْل سواءً.
وقال الله جلّ وعزّ: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3] قرأ حمزة والكسائي {والوِتر} بالكسر، وقرأ عاصم ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، {وَالْوَتْرِ} بفتح الواو، وهما لُغتان مَعْروفتان: وِتْر وَوَتْرٌ في العَدَد.
ورُوِي عن ابن عباس أنه قال: الوِتر آدمُ، والشَّفْعُ شُفِعَ بزوجته، وقيل الشفع: يومُ النحر، والوِترُ يومُ عَرَفَة، وقيل: الأعدادُ كلها شَفْعٌ وَوِتْر كثرتْ أو قَلَّتْ، وقيل الوِتْر: الله الواحد، والشَّفع جميعُ الخلق خُلِقوا أزواجا وهو قول عطاء.
ابن السكيت: كان القوم وِترا فشفعتُهم، وكانوا شفعا فوترتُهم.
ورُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا استجمرتَ فأوْتِرْ» أي استَنْجِ بثلاثةِ أحجار أو خمسةٍ أو سبْعةٍ ولا تَسْتَنْجِ بالشَّفْع؛ وكذلك يُوتِر الإنسان صلاةَ الليل فيُصلي مَثْنَى مَثْنَى ويُسَلِّم بين كل ركعتين، ثم يُصلِّي في آخرها رَكْعةً تُوتر له ما قد صلى فأوتروا يا أهل القرآن.
وفي حديث النبي عليهالسلام: إن الله وِتر يُحِب الوِتر وقد قال: الوِتر رَكْعةٌ واحدة.
وقال عليه الصلاة والسلام: «من فاتته صلاة العَصْر فكأنما وُتِر أهلَه وماله».
قال أبو عبيدة، قال الكسائي: هو من الوِتر، وهو أن يجني الرجل جناية، يقتل له قتيلا أو يذهب بماله وأهله فيقال: وَتَر فلانٌ فلانا أهلَه ومالَه، وقال أبو عبيد وقال غيره في قوله: وتر أهله وماله أي نُقِصَ أهلَه ومالَه وبَقِيَ فَرْدا، وذهب إلى قوله: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ} [محمد: 35]، يقول لن يُنْقِصَكم، يقال: قد وَترَهُ حَقَّه إذا أَنقَصه، وأحد القولين قريبٌ من الآخر.
وقال الفراء يقال: وَتَرتُ الرجلَ إذا قتلتَ له قتيلا، أو أخذتَ له مالا.
وقال الزجاج في قوله: (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) لن يُنْقِصَكم من ثوابكم شيئا، ويقال: وَتَرَهُ في الذَّحْل يَتِرُهُ وَتْرا وترةً، والفِعْل من الوَتْر الذَّحْل: وَتَر يَتر، ومن الوِتر الفرد أَوْتَر يُوتِر بالألف.
وروي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «قَلِّدُوا الخيل ولا تُقَلِّدوها الأوتار».
قال أبو عبيد: بلغني عن النضر بن شميل أنه كان يقول: معناه لا تَطلُبوا عليها الأوتار والذُّحُولُ التي وُتِرْتُم بها في الجاهلية.
قال أبو عبيد: وغير هذا الوجه أَشْبَهُ عندي بالصواب، سمعتُ محمد بن الحسن يقول: معنى الأوتار ههنا أَوْتار القِسِيِّ، وكانوا يقلِّدونها أَوْتارَ القِسِيِّ فتختنق، فقال: لا تقلِّدوها بها.
وروي عن جابر أن النبي عليهالسلام أمر بقطع الأوتار من أعناق الإبل.
قال أبو عبيدة: بلغني عن مالك بن أنس، أنه قال: كانوا يقلِّدونها أوتار القسي، لئلا يصيبها العينُ فأمرهم بِقَطْعها، يُعَلِّمهم أن الأوتارَ لا تَرُدُّ من أمر الله شيئا، وهذا أشبه بما كُرِهَ من التَّماتِم.
وقال الليث: الوَتَرَةُ جُلَيْدَة بين الإبهام والسَّبابة، ويقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه، والوَتَرَةُ في الأنف صِلة ما بين المنْخَرَيْن.
وقال الأصمعيّ: حِتَارُ كلِّ شيء وَتَرُهُ.
أبو زيد: الوَتِيرة غُرَيْضِيفٌ في جوف الأذن يأخذ مِن أَعْلَى الصِّماخ، قبل القَرْعِ، قال: والوَتيرةُ الحاجز بين المنْخَرَيْن من مُقَدَّم الأنف دون الغُرْضُوفِ، ويقال للحاجز الّذي بين المنخرين غُرَضُوفٌ، والمِنْخَران خَرْقا الأنف، والخبر المتواتر أن يُحَدِّثه واحد عن واحد، وكذلك خبر الواحد مِثلُ التَّواترُ.
تهذيب اللغة-أبومنصور الأزهري-توفي: 370هـ/980م
127-معجم العين (وتر)
وتر: الوَتُر لغة في الوِتْر، وكل شيءٍ كان فَرْدًا فهو وِتْر واحد، والثلاثة وِترٌ، وأَحَدَ عَشَرَ وِتْر، والفعل أَوْتَرَ يُوتِرُ.والوِتر والتِّرةُ: ظُلامةٌ في دَمٍ.
والوَتَر معروف، وجمعُه أوتار.
والوَتيرةُ من الأرض، والوَتيرة: الطريقة.
والوَتيرةُ: المُداوَمَةُ، وهي من التَّواترُ.
والوَتيرةُ في قول زهير:
نَجاءٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتيرةٌ *** وتَذْبيبُها عنها بأسْحَمَ مِذْوَدِ
وهو التَعريج في المَشْي، يصف بَقَرةً في حُضْرِها.
والوَتيرة: العَقَبة، قال بُرَيق الهُذَلّي:
لما رأيتُ بني نُفايةَ أقبَلوا *** يمشُونَ كُلَّ وتيرة وحجاب
والمُواتَرةُ: المتابعة،
وفي الحديث: لم يَزَلْ على وتيرةٍ حتى مات.
وقيل هي المداومة.
والوَتيرةُ: خَرَزةٌ بيضاءُ تُعَلَّقُ في أعناق الإبل والصبيان بمزلةِ التّميمةِ، قال عياض بن حَزْرَة الهُذليّ:
لها قُرْحةٌ مثل الوتيرة زانها *** عبيق*********
والوَتيرة: حَلْقةٌ أو شيء يُتَعَلَّم عليها الطَّعْنُ والرَّمْي، يقال: أخَذَ وتيرةً يتَعَلَّم عليها.
وليس في الأمر وتيرةٌ، أي غَميزةٌ ولا فَترةٌ.
وقد وَتَّرْتُ القوسَ توتيرًا.
والوَتَرةُ: جُلَيْدَةٌ بين الإِبهام والسَّبّابة، ويقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فَرَسِه ونحو ذلك.
والوَتَرةُ في الأَنف: صِلةُ ما بين المَنْخِرَيْنِ.
والوَتيرة: غُرَّة الفَرَس إذا كانت مُستديرةً.
وقوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا}
فمن لم يُنَوِّنْ جَعَلَها مثلَ سَكرَى وجماعته، ومعناه: وترى، جعل بَدَل الواوِ تاءً، ومن نَوَّنَ يقول: معناه: أرسَلْنا بعثا، فجعل تَتْرا فِعْلَ الفِعل، وقيل: تَتْرَى أي رسولًا بعد رَسُولٍ.
العين-الخليل بن أحمد الفراهيدي-توفي: 170هـ/940م
