نتائج البحث عن (يدنيه)
1-معجم متن اللغة (صهرته صهرا الشمس)
صهرته- صهرًا الشمس: صحرته أي اشتد حرها عليه حتى آلمت دماغه (ز).و- الشحم: أذابه، فهو صهير.
و- خبزه: آدمه بالصهارة: فالخبز مصهور وصهير.
وفي الحديث: فيصهر الحجر العظيم إلى بطنه أي يدنيه؛ يقال صهره وأصهره "بيان: 7: 174".
معجم متن اللغة-أحمد رضا-صدر: 1377هـ/ 1958م
2-العباب الزاخر (طسس)
طسسالطَّسُّ والطَّسَّة والطِّسَّة -وهذه عن أبي عمرو-: لُغات في الطَّسْتِ، قال حُمَيْدٌ يَصِفُ الكِبَرَ والهَرَمَ:
«كأنَّ طَسًّا بينَ قُنْـزُعـاتِـهِ *** مَرْتًا تَزِلُّ الكَفُّ عن صَفاتِهِ»
«ذلك نَقْصُ المَرْءِ في حَيَاتِـهِ *** وذاكَ يُدْنِيْهِ إلـى وَفـاتِـهِ»
«لا الرُّزْءُ من بَعِيره وشاتِهِ»
وقال آخر:
«حتى رَأتْني هامَتي كالـطَّـسِّ *** توقِدُها الشَّمْسُ ائْتِلاقَ التُّرْسِ»
والجمع: طُسُوْسُ وطِسَاسٌ وطَسِيْسٌ -ككَلِيْبٍ ومَعِيْزٍ وضَئينٍ- وطَسّاتٌ، قال رؤبة:
«هَماهِمًا يُسْهِرْنَ أوْ رَسِيْسا *** فَرْعَ يَدِ اللَّعّابَةِ الطَّسِيْسا»
وقال الليث: الطَّسْتُ في الأصل طَسَّة، ولكنَّهم حَذَفوا تَثْقيل السين فَخَفَّفوا، وسَكَنَت وظهرَت التاء التي في موضع هاء التأنيث لسكون ما قبلها، وكذلك تظهر في كل موضع يسكُنُ ما قَبْلَها غير ألف الفتح. والجميع: الطِّسَاسُ. والطِّسَاسَةُ: حِرْفَةُ الطَّسّاسِ. ومن العرب من يُتِمُّ الطَّسَّةَ فيُثْقِل السين ويُظُهِر هاء التانيث. وامّا مَن قال إن التاء التي في الطَّسْتِ هي أصليّة فَيَنْتَقِضُ عليه من وجهَين: أحدُهما إنَّ الطاء مع التاء لا تَدخُلان في كلمةٍ واحِدَة أصليَّتَيْنِ في شيءٍ من كلام العرب، والوجه الآخر: أنَّ العرب لا تجمع الطَّسْتَ إلاّ بالطِّسَاسِ؛ ولا يُصَغِّرُونَها إلاّ طُسَيْسَة، ومَنْ قال في جمعها طَسَّات فهذه التاء هي هاء التأنيث؛ بمنزلة التاء التي في جماعات النِّساء؛ فإنَّه يَجُرُّها في موضع النصب. ومن جعل هاء هاتَين اللَّتَين في الابْنةِ والطَّسْتِ أصْلِيَّتَيْنِ فانَّه يَنصِبْهُما لأنَّهما تصيران كالحُروف الأصلية؛ مثل أقْوَاتٍ وأصْوَاتٍ ونحوِهما، ومَن نَصَبَ البَنات على أنَّه لَفْظُ فَعَالٍ انْتَقَضَ عليه مِثْلُ قَوْلِه: هَنَاتٍ وذَواتٍ. هذا آخِر كلام الليث.
وقال الأزهري: تاء البنات عند جميع النَّحْويِّين غير أصلية، وهي مخفوضة في موضع النصب، قال الله تعالى: (أصْطَفى البَنَاتِ على البَنِيْنَ) أجمع القُرّاء على كسر التاء وهي في موضع النَصُب.
وقال أبو عُبَيدة عن أبي عُبَيدة: ومِمّا دَخَلَ في كلام العرب: الطَّسْتُ والتَّوْرُ والطّاجَنُ؛ وهي فارسيّة كلُّها. وقال غيره: أصْلُه طَشْتْ، فلمّا عَرَّبَه العَرَب قالوا: طَسٌّ. وقال الفرّاء: طَيِّئٌ تقول: طَسْتٌ؛ وغيرهم يقول: طَسٌّ، وهم الذين يقولون: لِصْتٌ للِّصِّ.
وفي النوادر: ما أدري أينَ طَسَّ ولا أينَ دَسَّ ولا أينَ طَسَمَ ولا أينَ طَمَسَ ولا أينَ سَكَعَ: كُلُّه بمعنى أينَ ذَهَبَ.
وقال ابن عبّاد: طَسَسْتُه في الماء أطُسُّه طَسًّا: أي غَطَسْتُه فيه.
وطَسَّ فلانٌ فلانًا: إذا خَصَمَه وأبْلَمَه.
وطعنَةٌ طاسَّةٌ: جائفَةُ الجَوفِ.
والطَّسّان: العجاجُ حينَ يثور ويُواري كلَّ شيء.
وطَسَّسَ في البِلاد: أي ذَهَبَ، مثل طَسَّ، قال:
«عَهْدي بأظْعَانِ الكَتُوْمِ تُمْلَسُ *** صِرْمٌ جِنَابيٌّ بها مُطَسِّسُ»
العباب الزاخر واللباب الفاخر-رضي الدين الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري القرشي الصغاني الحنفي-توفي: 650هـ/1252م
3-القاموس المحيط (نسف)
نَسَفَ البِناءَ يَنْسِفُهُ: قَلَعَهُ من أصْلِهِ،وـ البَعيرُ النَّبْتَ: كذلك،
كانْتَسَفَهُ فيهما، وبَعيرٌ نَسوفٌ، وإِبِلٌ مَناسيفُ،
وـ الجِبالَ: دَكَّهَا وذَرَّاها. وكمِكْنَسَةٍ: آلَةٌ يُقْلَعُ بها البِنَاءُ. وكمِنْبرٍ: لِما يُنْفَضُ به الحَبُّ، شيءٌ طويلٌ، مَنْصُوبُ
الصَّدْرِ، أعْلاهُ مُرْتَفِعٌ، وفَمُ الحِمارِ،
كَمَنْسِفٍ، كمَنْزِلٍ. وككُناسَةٍ: ما يَسْقُطُ من المِنْسَفِ، والرُّغْوَةُ من اللَّبَنِ.
وفَرَسٌ نَسوفُ السُّنْبُكِ: إذا كانَ يُدْنِيهِ من الأرْضِ في عَدْوِهِ، أو يُدْنِي مِرْفَقَيْهِ من الحِزامِ، وإنما يكونُ ذلك لِتَقَارُبِ مِرْفَقَيْهِ، مَحْمُودٌ.
ونَسَفَ، كنَصَرَ، نَسْفًا ونُسوفًا: عَضَّ،
أو النُّسوفُ: آثارُ العَضِّ.
والنَّسيفُ، كأَميرٍ: السِرارُ، والسِرُّ، وأثَرُ كَدْمِ الحِمارِ، وأثَرُ الحَلْبَةِ من الرَّكْضِ، والخَفِيُّ من الكلامِ.
وإناءٌ نَسْفانُ: مَلآْنُ يَفيضُ، ومحرَّكةً: مِخْلافٌ قُرْبَ ذَمارِ. وكزُنَّارٍ: طَيْرٌ كالخَطاطيفِ، ج: نَساسيفُ.
وكجبلٍ: د، مُعرَّبُ نَخْشَبَ.
والنَّسْفَةُ، ويُثَلَّثُ ويُحَرَّكُ، وكسفينةٍ: حِجارَةٌ سُودٌ ذاتُ نَخاريبَ، يُحَكُّ بها الرِّجْلُ، سُمِّيَ به لانْتِسَافِهِ الوَسَخَ من الرِّجْلِ، أو حِجارةُ الحَرَّةِ، وهي سُودٌ كأَنَّها مُحْتَرِقَةٌ،
ج: نِسَفٌ، ككِسَرٍ وصِحافٍ وكُتُبٍ، أو الصوابُ بالشينِ، أو لُغَتانِ.
وهُما يَتَنَاسَفَانِ الكلام: يَتَسارَّانِ.
وانْتُسِفَ لَوْنُهُ، للمفعول: تَغَيَّرَ.
وعَقَبَةٌ نَسوفٌ: طويلةٌ شاقَّةٌ.
والتَّنَسُّفُ في الصِراعِ: أن تَقْبِضَ بيَدِهِ، ثم تُعَرِّضَ له رِجْلَكَ فَتُعَثِّرَهُ.
القاموس المحيط-مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي-توفي: 817هـ/1414م
4-المعجم الاشتقاقي المؤصل (صهر)
(صهر): {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان: 54].صَهَرَ الشحم ونحوه (فتح): أذابه. والصُهَارة - كرخامة: ما ذاب منه.
° المعنى المحوري
تميع الجامد المتماسك وذوبانه (بحرارة تبلغ ذلك) (1) كصَهْر الشحم {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ} [الحج: 20].
ومنه "اصطهر الحرباءُ واصهار: تلألأ ظهره من شدة حر الشمس، وقد صهره الحر وصَهَرته الشمس: اشتد وقعها عليه " (حتى تكاد تذيبه أو لأن لمعانه يبديه ذائبًا). ومن التميع أو الذوبان وحده قيل "ما بالبعير صُهارة -كرخامة أي نِقْي "وهو مُخّ قَصَب العِظام، سمي بذلك لكونه كذلك أو صيرورته. وقالوا "صَهَر خُبْزه: أَدَمه بالصُهارة، وصهر رأسه دَهَنه بها ".
ولما كان صَهْر الأشياء يذيبها فتخلتط بعضها ببعض عُبِّر بالتركيب عن شدة القرب والمخالطة. ومنه في بناء مسجد قُبَاء "فيَصْهَر الحجر العظيم إلى بطنه: يدنيه ويقربه " (فالذي مجمل حجرًا عظيمًا ضَامًّا إياه إلى بطنه لابد أن يضغط عليه كثيرًا إلى بطنه ليتحمل الجسم مع اليدين ثقل الحجر وهذه مخالطة قوية جدًا) كما يقال "صَهَرْتُ الشيءَ: خَلَطته [قر 13/ 60] وصَهَرَه وأصْهره: قَرَّبه وأَدْناه "ومن هنا أُخذ "الصِهْر وهو ما كان من خُلطة تشبه القرابة يُحْدِثها التزويج " [ل] يقال "صاهرت القوم، وفيهم: تَزَوَّجْت فيهم. وأَصْهَرْت بهم وإليهم صرت فيهم صِهرًا أو جارًا متحرمًا بهم. والصهر -بالكسر: زَوْج بنتِ الرجل أو أختِه ". والجاري هو شدة قرب الرجل ومخالطته لأهل امرأته. وتأمل قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} فُسّر الماء بالنطفة [قر 13/ 59] وعرّفوا النسب بأنه خلط الماءين. والدقيق ما جاء في (نسب) من أنه القرابة في
الآباء "أي البنوة والأبوة وهي ثمرة خلط الماءين.
وقد أورد في المتوكلي أن الصهر معربة عن البربرية وحكاها الخولي وتوقف إزاءها. ثم ساق زعمًا آخر بأن الصهر فارسي معرب عن شوهر أي زوج البنت. وارتاح إلى ذلك. وبهذه المزاعم سلبوا التركيب بمعنييه عروبته. ونحن بحسب منهجنا لا نجد أدنى ما يشكك في عروبة الكلمة.
فالصَهْر إذابة الشحم وغيره بتعريضه للحرارة الشديدة. والمصاهرة ذوبان واختلاط، ونحن نرى واقعا أن المصاهرة الناجحة يكاد الصهر (= زوج البنت) ينتمي فيها الي أسرة زوجته.
المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم-محمد حسن حسن جبل-صدر: 1432هـ/2010م
5-المعجم المفصل في علم الصرف (أفعل التفضيل-جمعه وتأنيثه)
أفعل التفضيل (جمعه وتأنيثه) (من مقررات مجمع اللغة العربية بالقاهرة)يختلف النحاة في جمع التفضيل المقترن بالألف واللام على الأفاعل، وفي تأنيثه على الفعلى، فمنهم من ذهب إلى أن جمعه على الأفاعل وتأنيثه على الفعلى مقصوران على السماع، ومنهم من ذهب إلى أن ذلك قياسيّ، مستندين إلى أنّ اقترانه بـ «أل» يبعده عن الفعلية، من حيث إنّ الأفعال لا تدخلها الألف واللام، وذلك يدنيه من الاسمية.
ولما كان هذا الرأي أقرب إلى التيسير، فإنّ اللجنة تقرّر أنه يجوز جمع أفعل التفضيل المقترن بالألف واللام على الأفاعل، ويلحق به في ذلك المضاف إلى المعرفة، وأنه يجوز تأنيثهما على الفعلى».
المعجم المفصل في علم الصرف-راجي الأسمر-صدر:1414هـ/1993م
6-الغريبين في القرآن والحديث (صهر)
(صهر)قوله تعالى: {يصهر به ما في بطونهم} أي: يغلي بالحميم ما في بطونهم حتى يخرج من أدبارهم، وقال أهل اللغة: يصهر يذاب، والصهر: إذابة الشحم، وهي الصهارة، ويقال: صهرته الشمس إذا أذابته.
وفي الحديث: (أن الأسود كا يصهر رجليه بالشحم وهو محرم) أي: يذيبه عليها ويدهنها.
وفي الحديث: (كان يؤسس مسجد قباء فيصهر الحجر العظيم إلى بطنه) أي: يدنيه، يقال: صهره وأصهره إذا قربه، ومنه المصاهرة في النكاح وهي المقاربة.
وفي حديث أم زرع: (وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في اهل صهيل وأطيط ودائس ومنق) أرادت أنه نقلها من القلة إلى الكثرة وأنها كانت من أقوام شاويين فنقلها إلى النعميين، والعرب تتشرف بالخيل والإبل وتسترذل أهل
الشاء، وأن زوجها ذو زرع يداس وينقي فإن أعوزهم اللبن لم يعوزهم الحب.
وفي حديث أم معبد: (في صوته صهل) أي حدة وصلابة، ومنه صهيل الخيل، ورواه بعضهم (صحل) قال أبو عبيد: وهو شبيه بالبحح وليس بالشديد ولكنه حسن.
الغريبين في القرآن والحديث-أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي-توفي: 401هـ/1010م
7-تاج العروس (صهر)
[صهر]: الصِّهْرُ، بالكسر: القَرَابَةُ.والصِّهْرُ: حُرْمَةُ الخُتُونَةِ.
وخَتَنُ الرَّجُلِ: صِهْرُه، والمُتَزَوَّجُ فيهم: أَصْهارُ الخَتَنِ.
وقال الفَرّاءُ: بينَنَا صِهْرٌ فنحن نَرْعَاها. فأَنّثها، كذا نقلَه الصاغانيّ.
ج: أَصْهَارٌ وصُهَرَاءُ، الأَخِيرَةُ نادِرَةٌ.
وقيل: أَهْلُ بَيْتِ المرأَةِ أَصْهارٌ، وأَهْلُ بيتِ الرَّجلِ أَخْتانٌ، ومن العَرَب مَنْ يَجْعَل الصِّهَر من الأَخْتانِ والأَحْماءِ جميعًا.
وحقّقَ بعضُهم أَنَّ أَقارِبَ الزَّوْج أَحْمَاءٌ، وأَقاربَ الزَّوجةِ أَخْتَانٌ، والصِّهْرُ يَجمَعُهُمَا. نقله شيخنا.
قلْتُ: وهو قَوْل الأَصْمَعِيّ، قال: لا يقال غيرُه.
قال ابنُ سِيدَه: ورُبّمَا كَنَوْا بالصِّهْرِ عن القَبْر لأَنهم كانوا يَئِدُون البَنَاتَ، فيدْفِنُونَهُنّ، فيقُولُونَ: زَوَّجْنَاهُن من القَبْرِ، ثمّ استُعْمل هذا اللَّفْظُ في الإِسلام، فقيل: نِعْمَ الصِّهْرُ القَبْرُ، وقيل: إِنّمَا هذا على المَثَل؛ أَي الذي يَقُوم مَقَام الصِّهْرِ، قال: وهو الصحيح.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: الصِّهْرُ: زَوْجُ بِنْتِ الرَّجُلِ، وزَوْجُ أُخْتهِ، والخَتَنُ: أَبو امرأَةِ الرجلِ وأَخُو امرأَتِه، والأَخْتَانُ أَصْهَارٌ أَيضًا، وهو قول بعضِ العَرَبِ، وقد تقدَّم.
والفِعْلُ المُصَاهَرَةُ، وقد صاهَرَهُم وصاهَرَ فِيهم، وأَنشد ثعلب:
حَرَائِرُ صَاهَرْنَ المُلُوكَ ولم يَزَلْ *** علَى النَّاسِ مِنْ أَبنائِهِنَّ أَمِيرُ
وأَصْهَرَ بِهِمْ، وأَصْهَرَ إِليهِم: صارَ فِيهِم صِهْرًا، وفي التّهْذِيب: أَصْهَرَ بهم الخَتَنُ، وأَصْهَرَ: مَتَّ بالصِّهْرِ، وقال أَبو عُبَيْد: يقال: فُلانٌ مُصْهِرٌ بِنا، وهو من القَرَابَةِ.
وقال الفَرّاءُ في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا}، فأَمّا النَّسَبُ فهو النَّسَبُ الذي يَحِلّ نِكاحُه، كَبناتِ العمِّ والخالِ وأَشباهِهِنّ من القرابَة التي يَحِلّ تَزْويجُها.
وقال الزَّجّاجُ: الأَصْهارُ من النَّسبِ لا يَجُوزُ لهم التَّزْويج، والنَّسَبُ الذي ليْسَ بِصِهْر من قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ} إِلى قوله: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ}.
قال أَبو منصور: وقد رَوَيْنَا عن ابن عبّاس في تفسير النَّسَب والصِّهْر خِلافَ ما قال الفَرّاءُ جُمْلَةً، وخِلافَ بعْضِ ما قَالَ الزَّجّاجُ، قال ابنُ عبّاس: حرَّمَ الله من النَّسَب سَبْعًا، ومن الصِّهْرِ سَبْعًا {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ}، من النسب، و [من] الصِّهر: {وَأُمَّهاتُكُمُ اللّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ، وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ... وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ... وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ}. قال أَبو منصور: ونَحْو ما روينَا عن ابن عبّاس. قال الشّافِعِيّ: حَرّم الله تعالى سَبْعًا نَسَبًا، وسَبْعًا سَبَبًا، فجعلَ السَّبَبَ القَرَابَةَ الحادثَةَ بسَبب المُصَاهرةِ والرَّضاعِ، وهذا هو الصَّحيح [الذي] لا ارتيابَ فيه.
قلْت: وقال بعضُ أَئِمَّة الغَرِيبِ: الفَرْقُ بين الصِّهْرِ والنَّسَبِ أَنَّ النَّسبَ: ما يَرْجِعُ إِلى وِلادَةٍ قَريبةٍ مِن جِهَة الآباءِ، والصِّهْر: ما كان من خُلْطَةٍ تُشْبِه القَرَابَةَ يُحْدِثُها التّزويجُ.
ومن المَجاز: صَهَرَتْهُ الشَّمْسُ، كمَنَعَ، تَصْهَرُه صَهْرًا، صَهدَتْهُ، وصَحَرَتْهُ، وذلك إِذا اشْتَدَّ وَقْعُهَا عليه وحَرُّها حتّى أَلِمَ دِمَاغُه، وانْصَهَرَ هو، قال ابنُ أَحْمَرَ يَصِف فَرْخَ قَطَاةٍ:
تَرْوِي لَقىً أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ *** تَصْهَرُه الشَّمْسُ فمَا يَنْصَهِرْ
أَي تُذِيبُه الشَّمْسُ فيصْبِرُ على ذلك.
وصَهَرَ فُلانٌ رأْسَهُ صَهَرًا: دَهَنَه بالصُّهارَةِ، بالضَّمّ، وهو ما أُذِيبَ من الشَّحْم، كما سيأْتي.
وصَهَرَ الشَّيْءَ، كالشّحْمِ ونَحْوِه، يَصْهَرُه صَهْرًا: أَذابَه، فانْصَهَرَ، فهو صَهِيرٌ، وفي التنزيل: {يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} أَي يُذَابُ، وفي الحديث: «أَنّ الأَسْوَدَ بنَ يَزيدَ كان يَصْهَرُ رِجْلَيْهِ بالشَّحْمِ وهو مُحْرِمُ»؛ أَي كان يُذِيبُه ويَدهُنُهما به.
والصَّهْرُ، بالفَتْح: الحَارُّ، حكاه كُراع، وأَنشد:
إِذْ لا تَزَالُ لَكُمْ مُغَرْغِرَة *** تَغْلي وأَعْلَى لَوْنِها صَهْرُ
فعَلَى هذا يُقال: شَيْءٌ صَهْرٌ: حارٌّ.
والصَّهْرُ، أَيضًا: الإِذَابَةُ؛ أَي إِذابَةُ الشَّحْمِ، كالاصْطهارِ، يقال: صَهَرَ الشَّحْمَ، كمَنَعَ، واصْطَهَرَه، إِذَا أَذَابَهُ.
والصُّهرُ، بالضَّمّ، جَمْعُ صَهُورٍ، كصَبُورٍ، لشَاوِي اللَّحْمِ، ومُذِيبِ الشَّحْم، الأَوّل من الصَّهْرِ [و] هو الإِحْرَاقُ. يقال: صَهَرْتُه بالنار؛ أَي انْضَجْتُه.
والصُّهَارَةُ، ككُنَاسَةٍ: ما أُذِيبَ من الشَّحْمِ ونَحْوِه، وقيل: كُلُّ قِطْعَة من الشَّحْمِ صَغُرَت أَو كَبُرَت صُهَارَةٌ.
والصُّهَارَةُ: النِّقْي، يقال: ما بالبَعِيرِ صُهَارَةٌ؛ أَي نِقْيٌ، وهو المُخّ، وهو مَجَاز.
واصْطَهَرَ فلانٌ: أَكَلَهَا؛ أَي الصُّهارَةَ، فالاصْطِهارُ يُسْتَعْمَل بمعنَى أَكْل الصُّهارَةِ، وبمعنَى إِذابَةِ الشَّحْمِ، قال العَجّاجِ:
شَكّ السَّفَافِيدِ الشِّوَاءَ المُصْطَهَرُ
وقال الأَصْمَعِيّ: يُقَال لما أُذِيبَ من الشَّحْم: الصُّهَارَةُ والجَمِيلُ.
ومن المَجَاز: اصْطَهَرَ الحِرْبَاءُ، واصْهارَّ، كاحْمارّ: تَلأْلأَ ظَهْرُه من شِدَّةِ حَرِّ الشَّمْس، وقد صَهَرَه الحَرُّ.
والصِّهْرِيُّ، بالكسر: لغة في الصِّهْرِيج وهو كالحَوْضِ، قال الأَزْهَرِيّ: وذلك أَنّهم يَأْتُون أَسفَلَ الشِّعْبَة مِن الوادِي الذي له مَأْزِمَانِ، فيَبْنُون بَينهما بالطِّينِ والحِجَارَة، فيترَادُّ الماءُ، فيَشربون به زَمانًا، قال: ويُقَال: تَصَهَرْجُوا صِهْرِيًّا.
والصَّيْهُورُ: شِبْهُ مِنْبَرٍ يُعْمَل مِنْ طِين أَو خَشَب لمَتاع البَيْتِ يُوضَع عليهِ، من صُفْرٍ أَونَحْوِه، قال ابن سيده: ولَيس بثَبتٍ.
والصَّاهُورُ: غِلَافُ القَمَر، أَعجميٌّ مُعَرّب. ومن المَجَاز: أَصْهَرَ الجَيْشُ للجَيْشِ، إِذا دَنَا بَعْضُهُم من بَعْضٍ نقله الصّاغانيّ والزَّمَخْشَرِيّ.
* وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الصَّهْرُ: المَشْوِيّ.
وقال أَبو زيد: صَهَرَ خُبْزَه، إِذا أَدَمَهُ بالصُّهَارَةِ، فهو خُبْزٌ صَهِيرٌ ومَصْهُورٌ.
ويقال: صَهَرَ بَدَنَه، إِذا دَهَنَه بالصَّهِيرِ.
ومن المَجَاز: قولُهم: لأَصْهَرَنَّك بيَمِين مُرَّة، كأَنَّه يريد الإِذَابَةَ، قال أَبو عُبَيْدَة: صَهَرْتُ فُلانًا بيمينٍ كاذِبَة تُوجِبُ النّارَ، وقال الزمخشريّ: وصَهَرَه باليمينِ صَهْرًا: استَحْلَفَه على يَمِين شَدِيدَة، وهو مَصْهُورٌ باليمِينِ.
والصَّهْرُ في حديثِ أَهلِ النّارِ: أَن يُسْلَتَ ما في جَوْفِه حتَّى يَمْرُقَ من قدَمَيْه.
وصَهَرَه وأَصْهَرَهُ، إِذا قَرَّبَه وأَدْناهُ. ومنهالحديث: «أَنه كان يُؤَسِّسُ مَسْجِدَ قُبَاءٍ فيَصْهَرُ الحَجَرَ العَظِيمَ إِلى بَطْنِه» أَي يُدْنِيهِ إِليه.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
8-تاج العروس (قنزع)
[قنزع]: القُنْزُعَةُ، بِضَمِّ القافِ والزّايِ، وفَتْحِهِمَا، وكسرِهما، وكجُنْدَبَةٍ، وهذه عن كُرَاع، وقُنْفُذِ، فهي خَمْسُ لُغات، وسَبَقَ لَهُ في «ق ز ع» القُزَّعَةُ كقُبَّرَةٍ، عن ابنِ عَبّادٍ، فهِيَ سِتُ لُغَات، وهذا مَوْضِعُ ذِكْرِه، لا «ق ز ع» كما فَعَلَه الجَوْهَرِيُّ؛ أَي أَنَّ النُّونَ أَصْلِيَّةٌ، وعَلَى رَأْيِ الجَوْهَرِيِّ وأَكْثَر الصَّرْفِيِّينَ أَنَّهَا زائِدَةٌ، ومَعَ قَطْع النَّظَرِ عَنْ زِيَادَةِ النُّونِ، فما مَعْنَى كَتْبِهِ بالأَسْوَدِ والجَوْهَرِيُّ ذَكَرَه؟: الشَّعَرُ حَوَالِي الرَّأْسِ، ج: قَنَازِعُ، وقَدْ تُجْمَعُ قُنْزُعَات جَمْعَ السَّلَامَةِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِحُمَيْد الأَرْقَطِ يَصِفُ الصَّلَعَ:كأَنَّ طَسًّا بَيْنَ قُنْزُعاتِه *** مَرْتًا تَزِلُّ الكَفُّ عَنْ صَفاتِه
ذلِكَ نَقْصُ المَرْءِ في حَيَاتِه *** وِذاكَ يُدْنِيهِ إِلَى وَفاتِه
وفي الصِّحاحِ ما نَصُّه: وفي الحَدِيثِ: «غَطِّي قَنازِعَك يا أُمَّ أَيْمَنَ»، ووَجَدْتُ في الهَامِشِ ما نَصُّه: الّذِي في الحَدِيثِ: «خَضِّلِي قَنازِعَك» ولا شَكَّ أَنَّ الناسِخَ صَحَّفَه، وقَوْلُه عَلَيْه الصَّلاةُ والسَّلامُ هذَا كانَ لِامُّ سُلَيْمٍ، ولَمْ يَكُنْ لِامُّ أَيْمَنَ، انْتَهَى. قُلتُ: الَّذِي ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ صَحْيحٌ، رُوِيَ مُرْسَلًا مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ، وأَمّا ما أَشَارَ إِلَيْهِ من حَدِيثِ أُمِّ سُلَيْم فهو صَحِيحٌ أَيْضًا، ونَصُّه: «خَضِّلِي قَنَازِعَكِ» أَمَرَهَا بإِزالَةِ الشَّعَثِ وتَطايُرِ الشَّعَرِ، والتَّنْدِيَةِ بالماءِ أَوْ بالدُّهْنِ.
وِالقُنْزُعَةُ: الخُصْلَةُ من الشَّعَرِ تُتْرَكُ عَلَى رَأْسِ الصَّبِيِّ، وهيَ كالذَّوائِبِ في نَوَاحِي الرَّأْس، أَوْ هِيَ ما ارْتَفَعَ وطَالَ من الشَّعَرِ*، قالَهُ ابنُ فارِس، وبه فُسِّرَ حَدِيثُ ابنِ عُمَرَ، وقَدْ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَهَلَّ بعُمْرَةٍ، وقَدْ لَبَّدَ، وهُوَ يُريدُ الحَجَّ، فقَالَ: «خُذْ مِنْ قَنَازِعِ رَأْسِكَ» أَي: ممّا ارْتَفَعَ مِنْ شَعَرِكَ وطالَ.
وِمِنَ المَجَازِ: القُنْزُعَةُ: القِطْعَةُ المَعِرَةُ مِنَ الكَلإِ جَمْعُه: القَنَازِعُ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
وِقالَ أَيضًا: القُنْزُعة: بَقِيَّةُ الرِّيشِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فِرَاخَ القَطَا:
يَنُؤْنَ ولَمْ يُكْسَيْنَ إِلّا قَنَازِعًا *** مِنَ الرِّيشِ تَنْوَاءَ الفِصَالِ الهَزائِلِ
وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: القُنْزُعَةُ: العَجْبُ.
وِأَيْضًا: عِفْرِيَةُ الدِّيكِ وعُرْفُه، وكذلِكَ قُنْزُعَةُ القُبَّرَةِ.
وِقالَ اللَّيْثُ: القُنْزُعَةُ مِنَ الحِجَارَةِ: ما هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الجَوْزَةِ.
قال: والقُنْزُعَةُ: هي الّتِي تَتَّخِذُهَا المَرْآةُ على رَأَسِها.
وِقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: القَنَازِعُ: الدَّواهِي.
وِقالَ ابنُ فارِسٍ: القَنَازِعُ. مِنَ النَّصِيِّ، والأَسْنَامِ: بَقَاياهُمَا تُشَبَّهُ بقَنازِعِ الشَّعَرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
سَبَارِيتَ إِلّا أَنْ يَرَى مُتَأَمِّلٌ *** قَنَازِعَ أَسْنَامٍ بِهَا وثَغَامِ
قالَ ابنُ فارِسٍ: وأَمّا نَهْيُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ القَنَازِعِ، كما وَرَدَ في حَدِيثٍ فَهِي أَنْ يُؤْخَذَ الشَّعَرُ ويُتْرَكَ مِنْه مَواضِعُ مُتَفَرِّقَةٌ لا تُؤْخَذُ، وهُوَ كنَهْيِه عَنِ القَزَعِ الّذِي تَقَدَّمَ.
وِقُنْزُعٌ، كقُنْفُذٍ: جَبَلٌ ذُو شَعَفاتٍ، كأَنَّهَا قَنَازِعُ الرَّأْسِ، بَيْنَ مَكَّةَ حَرَسَها الله تَعَالَى وبَيْنَ السِّرَّيْنِ.
وِيُقَالُ، إِذا اقْتَتَلَ الدِّيكانِ فهَرَبَ أَحَدُهُمَا: قَنْزَعَ الدِّيكُ، قالَ أَبو حاتِمٍ عن الأَصْمَعِيِّ: هو قَوْلُ العامَّةِ، ولا يُقَال: قَنْزَعَ، وإِنَّمَا يُقَال: قَوْزَعَ الدِّيكُ: إِذا غُلِبَ، وقال البُشْتِيُّ: قال ابنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: قَوْزَعَ الدِّيكُ، ولا يُقَالُ: قَنْزَعَ، قالَ البُشْتِيُّ: يَعْنِي تَنْفِيشَه بُرَائِلَهُ، وهِيَ قَنَازِعُه، قال الأَزْهَرِيُّ: وقد غَلِطَ في تَفْسِيرِ قَوْزَعَ بمَعْنَى تَنْفِيشِه قَنَازِعَه، ولَوْ كَانَ كَمَا قالَ لَجَازَ قَنْزَعَ، وهذا حرْفٌ لَهِجَ به العَوامُّ من أَهْلِ العِرَاقِ، تَقُول: قَنْزَعَ الدِّيكُ: إِذا هَرَبَ من الدِّيكِ الّذِي يُقاتِلُه، فوَضَعَهُ أَبُو حاتِمٍ في بابِ المُزالِ والمُفْسَدِ، وقَالَ: صَوَابُه قَوْزَعَ، ووضَعَهُ ابنُ السِّكِّيتِ في بابِ «ما يَلْحَنُ فيه العامَّةُ» قالَ الأَزْهَرِيُّ: وظَنّ البُشْتِيُّ بحَدْسِه وقِلَّةِ مَعْرِفَتِه: أَنَّهُ مَأْخُوذٌ من القُنْزُعَةِ، فأَخْطَأَ ظَنُّه.
قُلْتُ: فإِذَنْ كانَ يَنْبَغِي للمُصَنِّفِ أَنْ يُنَبِّهَ عَلَى ذلِكَ؛ لِانَّهَا لُغَةٌ عامِّيَّةٌ، وتَرَكَ ذِكْرَ قَوْزَعَ في «ق ز ع» ففيه نَظَرٌ أَيْضًا.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
القُنْزُعَةُ، بالضمِّ: المَرْأَةُ، وفي التَّهْذِيبِ: القُنْزُعَةُ: المَرْأَةُ القَصِيرَةُ جِدًّا.
وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: القَنازِعُ: القَبِيحُ مِنَ الكَلامِ كالقَنَاذِعَ، قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ:
فلَمْ اجْتَعِلْ فِيما أَتَيْتُ مَلامَةً *** أَتَيْتُ الجَمَالَ واجْتَنَبْتُ القَنَازِعَا
وِالقَنَازِعُ: صِغارُ النّاسِ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
9-تاج العروس (نسف)
[نسف]: نَسَفَ البِناءَ يَنْسِفُه نَسْفًا: قَلَعَه مِنْ أَصْلِه ومنه قَوْلُه تَعالى: {فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفًا} أي: يَقْلَعُها من أُصُولِها، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي زَيْدٍ، وهو مَجازٌ.ونَسَفَ البَعِيرُ النَّبْتَ كذلِكَ: أي قَلَعَه بفِيهِ من الأَرْضِ بأَصْلِه، كانْتَسَفَه فيهِمَا قال أَبُو النَّجْمِ:
وانْتَسَفَ الجالِبَ من أَنْدابِهِ *** إِغْباطُنا المَيْسَ على أَصْلابِه
ومن المَجازِ: بَعِيرٌ نَسُوفٌ: يَقْتَلِعُ الكَلَأ من أَصْلِه بمُقَدَّمِ فِيهِ، وناقَةٌ نَسُوفٌ كذلِكَ.
وإِبِلٌ مَناسيفُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ: كأَنَّها جمعُ مِنْسافٍ، وهي من بابِ مَلامِحَ، ومَذاكِرَ.
ومن المَجازِ: نَسَفَ الجِبالَ نَسْفًا: أي دَكَّها وذَرّاهَا ومنه قَوْلُه تَعالَى: {وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ}: أي ذُهِبَ بها كُلِّها بسُرْعَةٍ، وقولُه تَعالَى: {ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا}: أي لنُذَرِّيَنَّه تَذْرِيَةً.
والمِنْسَفَةُ، كمِكْنَسَةٍ: آلةٌ يُقْلَعُ بِها البِنَاءُ عن أَبي زَيْدٍ.
ونَسَفَ الطَّعامَ: نَفَضَه.
وَالمِنْسَفُ، كمِنْبَرٍ: اسمٌ لما يُنْفَضُ به الحَبُّ وهو شَيْءٌ طَوِيلٌ مَنْصُوبُ الصَّدْرِ هكَذا في سائِرِ النّسَخِ، وَالصوابُ مُتَصَوِّبُ الصَّدْرِ، كما هو نَصُّ اللِّسانِ أَعلاهُ مُرتَفِعٌ يكونُ عندَ القاشِرِ، قال الجَوْهَرِيُّ: ويُقال: أَتَانَا فُلانٌ كأَنَّ لِحْيَتَه مِنْسَفٌ، حَكاها أَبو نَصْرٍ أَحمَدُ بنُ حاتِمٍ.
والمِنْسَفُ: فَمُ الحِمارِ، كمَنْسِفٍ، كمَنْزِلٍ مثال مِنْسَرٍ وَمَنْسِرٍ.
والنُّسافَةُ ككُناسَةٍ: ما يَسْقُطُ من المِنْسَفِ عند النَّسْفِ، وَخَصَّ اللِّحْيانِيُّ به نُسافَةَ السَّوِيقِ.
وقال ابنُ فارِسٍ: النُّسافَةُ: الرُّغْوَةُ من اللَّبَنِ وغيرُه يقولُها بالشين المُعْجَمَةِ، كما سيأْتِي.
وفَرَسٌ نَسُوفُ السُّنْبُكِ: إذا كانَ يُدْنِيهِ من الأَرْضِ في عَدْوِه، أو يُدْنِي مِرْفَقَيْهِ من الحِزامِ، وإِنّما يكونُ ذلِكَ لتَقارُبِ مِرْفَقَيْهِ وهو مَحْمُودٌ نقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشَدَ لبِشْرِ بنِ أَبِي خازِمٍ:
نَسُوفٌ للحِزامِ بمِرْفَقَيْهَا *** يَسُدُّ خَواءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ
أَلا تَرَى إلى قَوْلِ الجَعْدِيِّ:
في مِرْفَقَيْهِ تَقارُبٌ ولَه *** بِرْكَةُ زَوْرٍ كجَبْأَةِ الخَزَمِ
ونَسَفَ، كنَصَرَ، نَسْفًا على القِياسِ ونُسُوفًا قال الصّاغانِيُّ: كِذا قال السُّكَّرِيُّ: نُسُوفًا، والقِياسُ نَسْفًا: عَضَّ.
أَو النُّسُوفُ: آثارُ العَضِّ.
وَبِهِما فُسِّرَ قولُ صَخْرِ الغَيِّ الهُذَلِيِّ:
كعَدْوِ أَقَبَّ رَباعٍ تَرَى *** بفائِلِه ونَساهُ نُسُوفَا
وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: يُقالُ للرَجُلِ: إِنّه لكَثِيرُ النَّسِيفُ، كأَمِيرٍ وهو السِّرارُ ويُقالُ: أَطالَ نَسِيفَه: أي سِرارَهُ.
والنَّسِيفُ أَيضًا: السِّرُّ.
وأَيضًا: أَثَرُ كَدْمِ الحِمارِ يُقالُ للحِمارِ: بهِ نَسِيفٌ، وَذلِك إذا أَخَذَ الفَحْلُ منه لَحْمًا أو شَعْرًا فبَقِي أَثَرُه، قال المُمَزّقُ العَبْدِيُّ:
وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلِي لَدَى جَنْبِ غَرْزِها *** نَسِيفًا كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ
والنَّسِيفُ. أَثَرُ الحَلْبَةِ من الرَّكْضِ نَقَلَه اللَّيْثُ.
قال: والنَّسِيفُ: الخَفيُّ من الكَلامِ لُغَةٌ هُذَلِيَّةٌ، ومنه قولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ:
فأَلْفَى القَوْمَ قد شَرِبُوا فضَمُّوا *** أَمامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُم نَسِيفُ
قال الأَصْمَعِيُّ: أي يَنْتَسِفُون الكلامَ انتِسافًا، لا يُتِمُونَه من الفَرَقِ، يَهْمِسُونَ به رُوَيْدًا من الفَرَقِ، فهو خَفيٌّ، لِئَلّا يُنْذَرَ بِهِم، ولأَنَّهُم في أَرضِ عَدُوٍّ، نَقَلَه السُّكَّرِيُّ وَالجَوْهرِيُّ.
وإِناءٌ نَسْفانُ: مَلْآنُ يفِيضُ من امْتِلائِهِ.
ونَسَفانُ، مُحَرَّكَةً: مِخْلافٌ باليَمَنِ قُرْبَ ذَمارِ على ثمانِيَةِ فَراسِخَ مِنْها.
والنُّسّافُ كَزُنّارٍ: طَيْرٌ له مِنْقارٌ كبِيرٌ، قالَه سِيبَوَيْه، قال اللَّيْثُ: كالخَطاطِيفِ يَنْسِفُ الشَّيْءَ في الهَواءِ ج: نَساسِيفُ.
ونَسَفُ، كجَبَلٍ: بلد بل كُورَةٌ مستَقِلَّةٌ مشْهُورةٌ مما وراءَ النَّهْرِ، بينَ جَيْحُونَ وسَمَرْقَنْدَ، على عِشْرِينَ فَرْسَخًا من بُخارى، وهو مُعَرَّبُ نَخْشَبَ اصْطِلاحًا، قالَه الصَّاغانيُّ، وَنَقَلَ شَيْخُنا عن بعضِ الثِّقاتِ أنَّ اسمَ البَلَدِ نَسِف، ككَتِفٍ، والنِّسْبَةُ بالفَتْحِ على القِياسِ، كنَمَرِيٍّ. قلتُ: وَالنسبةُ إِليه نَسَفيٌّ على الأَصْلِ، ونَخْشَبِيٌّ على التَّغْيِيرِ، وَقد تَقَدَّم ذلِك للمُصَنِّفِ في «نخشب» وذُكِر ما يَتَعَلَّقُ بِهِ هُناك.
والنَّسْفَةُ بالفَتْح ويُثَلَّثُ، ويُحَرَّكُ، والنَّسِيفَةُ كسَفِينَةٍ وَاقْتَصَرَ اللَّيْثُ على الفَتْحِ: حِجارَةٌ سُودٌ ذاتُ نَخارِيبَ، تُحَكُّ بها الرِّجْلُ في الحَمّاماتِ سُمِّيَ بِهِ لانْتِسافِهِ الوَسَخَ من الرِّجْلِ، أَو هي حِجارَةُ الحَرَّةِ، وهي سُودٌ كأَنّها مُحْتَرِقَةٌ والقَولانِ واحِدٌ، قال ابنُ سِيدَه: هكَذا أَوْرَدَه اللَّيْثُ بالسِّينِ ج: نِسَفٌ ككِسَرٍ، ونِسافٌ، مثل صِحافٍ، ونُسُفٌ مثل كُتُبٍ فالأُولَى جمعُ نِسْفَةٍ، بالكسر، والثانيةُ جمعُ نُسْفَةٍ بالضمِّ، كنُطْفَة ونِطافٍ، والثالِثَةُ جمع نَسِيفَةٍ، كسَفِينَةٍ وَسُفُنٍ. وفاتَه من جمعِ المَضْمُومِ نُسَفٌ، كنُطْفَةٍ ونُطَفٍ، وَجُمِعَ المَكْسُورُ بحَذْفِ الهاءِ، كتِبْنَةٍ وتَبْنٍ، وجُمِعَ المَفْتُوحُ بحَذْفِها أَيضًا، كتَمْرَةٍ وتَمْرٍ، وجُمِعَ المُحَرَّكُ بحَذْفِها أَيضًا كثَمَرَةٍ وثَمَرٍ، وهذا قد يَجِيءُ في التَّرْكِيبِ الذي بَعْدَه، وهما واحدٌ، فتأَمَّلْ ذلِكَ أَو الصّوابُ بالشِّينِ المعجمة، كما نَبَّه عليه ابنُ سِيدَه والصّاغانِيُّ أَو لُغَتانِ مثل: انْتُسِفَ لَوْنُه، وَانْتُشِفَ، وسِمْتُ وشِمْتُ، كما في التَّكْمِلَةِ. ويُقال: هُما يَتَنَاسَفانِ الكَلامَ أي يَتَسارّانِ نقَلَه الجَوهرِيُّ، زادَ الصّاغانِيُّ: كأَنَّ هذا يَنْسِفُ ما عندَ ذلِك، وَذلِك يَنْسِفُ ما عندَ هذا.
ومن المجازِ: انْتُسِفَ لَوْنُه مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ: أي تَغَيَّرَ عن اللِّحْيانِيِّ، والشِّينُ لُغَةٌ، كما سَيَأْتِي.
ومن المَجازِ: بَيْنِي وبَيْنَه عَقَبَةٌ نَسُوفٌ كصَبُورٍ: أي طَوِيلَةٌ شاقَّةٌ تَنْسِفُ صاحِبَها.
والتَّنَسُّفُ في الصِّراع: أَنْ تَقْبِضَ بِيَدِهِ، ثمّ تُعَرِّضَ له رِجْلَكَ، فتُعَثِّرَهُ كذا في التَّكْمِلَةِ.
* ومما يُستدرَكُ عَلَيه:
نَسَفَت الرِّيحُ الشيءَ تَنْسِفُه نَسْفًا، وانْتَسَفَتْهُ: سَلَبَتْه.
وَأَنْسَفَت الرِّيحُ إِنْسافًا: اشْتَدَّتْ، وأَسافَت التُّرابَ وَالحَصَى.
وَالنَّسْفُ: نَقْرُ الطّائِرِ بمِنْقارِهِ.
وَقد انْتَسَفَ الطّائِرُ الشيءَ عن وَجْهِ الأَرْضِ بمِخْلَبِه، وَنَسَفَهُ.
وَالنَّسّافُ، كشَدّادٍ: لُغَةٌ في النُّسّافِ، كرُمّانٍ، عن كُراعٍ: طائِرٌ له مِنْقارٌ كَبِيرٌ.
وَالنَّسُوفُ من الخَيْلِ: الواسع الخطوِ.
وَنَسَفَه بسُنْبُكِهِ ـ أَو ظِلْفِه ـ يَنْسِفُه، وأَنْسَفَه: نَحّاهُ.
وَنَسَفَ نَسْفًا: خَطَا.
وَناقَةٌ نَسُوفٌ: تَنْسِفُ التُّرابَ في عَدْوِها.
وَنَسَفَ البَعِيرَ حِمْلُه نَسْفًا: إذا مَرَطَ حِمْلُه الوَبَرَ عن صَفْحَتَيْ جَنْبَيْه.
وَنَسَفَ الشَّيْءَ، وهُوَ نَسِيفٌ: غَرْبَلَه.
وَالنَّسْفُ: تَنْقِيَةُ الجَيِّدِ من الرَّدِيءِ.
وَيُقالُ: اعْزِل النُّسافَةَ، وكِلْ من الخالِصِ.
وَالمِنْسَفَةُ: الغِرْبالُ.
وَانْتَسَفُوا الكَلامَ بَيْنَهُم: أَخْفَوْه وقَلَّلُوه.
ونَسَفَ الحِمارُ الأَتانَ بفِيهِ، يَنْسِفُها نَسْفًا، ومَنْسَفًا، وَمَنْسِفًا: عَضَّها فتَرَكَ فِيها أَثَرًا، الأَخِيرَةُ كمَرْجِعٍ من قولِه تَعالى: {إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ}.
وَتَرَكَ فِيهَا نَسِيفًا: أي أَثَرًا من انْحِصاصِ وَبَرٍ.
وَالنَّسِيفُ: أَثَرُ رَكْضِ الرِّجْلِ بجَنْبَيِ البَعِيرِ إذا انْحَصَّ عنه الوَبَرُ، يقال: اتَّخَذَ فلانٌ في جَنْبِ ناقَتِه نَسِيفًا: إذا انْجَرَدَ وَبَرُ مَرْكَضَيْهِ برِجْلَيْهِ.
وَما في ظَهْرِه مَنْسَفٌ، كقولِكَ: ما في ظَهْرِه مَضْرَبٌ.
وَنَسَفَ البَعِيرُ برِجْلِه نَسْفًا: ضَرَبَ بِهَا قُدُمًا.
وَنَسَفَ الإِناءُ، يَنْسِفُ: فاضَ.
وَالنَّسْفُ: الطَّعْنُ، مثلُ النَّزْعِ.
وَالنُّسافَةُ، بالضمِّ: ما يَثُورُ من غُبارِ الأَرْضِ، قالَهُ الرّاغِبُ.
تاج العروس-مرتضى الزَّبيدي-توفي: 1205هـ/1791م
10-لسان العرب (صهر)
صهر: الصَّهْرُ: الْقَرَابَةُ.والصِّهْرُ: حُرْمة الخُتُونة، وخَتَنُ الرَّجُلُ صِهْرُه، والمتزوَّجُ فِيهِمْ أَصْهارُ الخَتَنِ، والأَصْهارُ أَهلُ بَيْتِ المرأَة وَلَا يُقَالُ لأَهل بَيْتِ الرَّجُلِ إِلَّا أَخْتان، وأَهل بَيْتِ المرأَة أَصْهار، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُ الصَّهْرَ مِنَ الأَحماءِ والأَخْتان جَمِيعًا.
يُقَالُ: صاهَرْتُ الْقَوْمَ إِذا تَزَوَّجْتَ فِيهِمْ، وأَصْهَرْتُ بِهِمْ إِذا اتَّصلت بِهِمْ وتحرَّمت بجِوار أَو نَسَبٍ أَو تزوُّجٍ.
وصِهْرُ الْقَوْمِ: خَتَنَهُم، وَالْجَمْعُ أَصْهارٌ وصُهَراءُ؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، وَقِيلَ: أَهلُ بيتِ المرأَة أَصْهارٌ وأَهل بَيْتِ الرَّجُلِ أَخْتانٌ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الصِّهْرُ زوجُ بنتِ الرَّجُلِ وَزَوْجُ أُخته.
والخَتَنُ أَبو امرأَة الرَّجُلِ وأَخو امرأَته، وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَجْعَلُهُمْ أَصْهارًا كُلُّهُمْ وصِهْرًا، وَالْفِعْلُ المُصاهَرَةُ، وَقَدْ صاهَرَهُمْ وصاهَرَ فِيهِمْ؛ وأَنشد ثَعْلَبٌ:
حَرَائِرُ صاهَرْنَ المُلُوكَ، وَلَمْ يَزَلْ ***عَلَى النَّاسِ، مِنْ أَبْنائِهِنَّ، أَميرُ
وأَصْهَرَ بِهِمْ وإِليهم: صَارَ فِيهِمْ صِهْرًا؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: أَصْهَرَ بِهِمُ الخَتَن.
وأَصْهَرَ: مَتَّ بالصِّهْر.
الأَصمعي: الأَحْماءُ مِنْ قِبَل الزَّوْجِ والأَخْتانُ مِنْ قِبَل المرأَة والصِّهْرُ يَجْمَعُهُمَا، قَالَ: لَا يُقَالُ غَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَرُبَّمَا كَنَوْا بالصِّهرِ عَنِ القَبْر لأَنهم كَانُوا يَئِدُونَ الْبَنَاتَ فَيَدْفِنُونَهُنَّ، فَيَقُولُونَ: زَوَّجْنَاهُنَّ مِنَ القَبْر، ثُمَّ اسْتَعْمَلَ هَذَا اللَّفْظَ فِي الإِسلام فَقِيلَ: نِعْمَ الصِّهْرُ القَبْرُ، وقيل: إِنما هذا على المثل أَي الذي يقوم مَقام الصِّهْرِ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ.
أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ فُلَانٌ مُصْهِرٌ بِنَا، وَهُوَ مِنَ الْقَرَابَةِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
قَوْد الجِيادِ، وإِصْهار المُلُوك، وصَبْر ***فِي مَوَاطِنَ، لَوْ كَانُوا بِهَا سَئِمُوا
وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا}؛ فأَما النَّسَبُ فَهُوَ النَّسَبُ الَّذِي يَحِلُّ نِكَاحُهُ كَبَنَاتِ الْعَمِّ وَالْخَالِ وأَشباههن مِنَ الْقَرَابَةِ الَّتِي يَحِلُّ تَزْوِيجُهَا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الأَصْهارُ مِنَ النَّسَبِ لَا يَجُوزُ لَهُمُ التَّزْوِيجُ، والنَّسَبُ الَّذِي لَيْسَ بِصِهْرٍ من قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ...} إِلى قَوْلِهِ: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ}؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ رويْنا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ النَّسَبِ والصِّهْرِ خلافَ مَا قَالَ الفراءُ جُمْلَةً وخلافَ بعضِ ما قال الزَّجَّاجُ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: حرَّم اللَّهُ مِنَ النَّسَبِ سَبْعًا وَمِنَ الصِّهْرِ سَبْعًا: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخالاتُكُمْ وَبَناتُ الْأَخِ وَبَناتُ الْأُخْتِ مِنَ النَّسَبِ، وَمِنَ الصِّهْرِ: وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ونَحْوَ مَا رويْنا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الشَّافِعِيُّ: حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى سَبْعًا نَسَبًا وَسَبْعًا سَبَبًا فَجَعَلَ السببَ القرابةَ الحادثةَ بِسَبَبِ المُصاهَرَة والرَّضاع، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ لَا ارْتِيابَ فِيهِ.
وصَهَرَتهُ الشمسُ تَصْهَرُه صَهْرًا وصَهَدَتْهُ: اشتدَّ وقْعُها عَلَيْهِ وحَرُّها حَتَّى أَلِمَ دِماغهُ وانْصَهَرَ هُوَ؛ قَالَ ابْنُ أَحمر يَصِفُ فَرْخَ قَطَاةٍ:
تَرْوِي لَقًى أُلْقِيَ فِي صَفْصَفٍ، ***تَصْهَرُهُ الشَّمْسُ فَما يَنْصَهِرْ
أَي تُذيبه الشَّمْسُ فيَصْبر عَلَى ذَلِكَ.
تَرْوي: تَسُوقُ إِليه الْمَاءَ أَي تَصِيرُ لَهُ كالراوِيَةِ.
يُقَالُ: رَوَيْتُ أَهلي وَعَلَيْهِمْ رَيًّا أَتيتهم بِالْمَاءِ.
والصَّهْرُ: الحارُّ؛ حَكَاهُ كُرَاعٌ، وأَنشد:
إِذ لَا تَزالُ لَكُمْ مُغَرْغِرَة ***تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ
فَعَلَى هذا يقال: شيء صَهْرٌ حارٌّ.
والصَّهْرُ: إِذابَةُ الشَّحْم.
وصَهَرَ الشحمَ ونَحْوه يَصْهَرُه صَهْرًا: أَذابه فانْصَهَرَ.
وَفِي التَّنْزِيلِ: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ}؛ أَي يُذَاب.
واصْطَهَرَه: أَذابه وأَكَلَهُ، والصُّهارَةُ: مَا أَذبت مِنْهُ، وَقِيلَ: كلُّ قِطْعَةٍ مِنَ اللَّحْمِ، صَغُرَت أَو كَبُرت، صُهارَةٌ.
وَمَا بِالْبَعِيرِ صُهارَةٌ، بِالضَّمِّ، أَي نِقْيٌ، وَهُوَ المُخّ.
الأَزهري: الصَّهْر إِذابة الشحْم، والصُّهارَةُ مَا ذَابَ مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الاصْطِهارُ فِي إِذابته أَو أَكْلِ صُهارَتِهِ؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ: " شَكّ السَفافِيدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ والصَّهْرُ: المَشْوِي.
الأَصمعي: يُقَالُ لِمَا أُذيب مِنَ الشَّحْمِ الصُّهارة والجَمِيلُ.
وَمَا أُذيب مِنَ الأَلْيَة، فَهُوَ حَمٌّ، إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهِ الوَدَكُ.
أَبو زَيْدٍ: صَهَرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالصُّهارَة، فَهُوَ خَبْزٌ مَصْهُورٌ وصَهِيرٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَن الأَسْوَد كَانَ يَصْهَر رِجليه بِالشَّحْمِ وَهُوَ مُحْرِمٌ»؛ أَي كَانَ يُذِيبه ويَدْهُنُهما بِهِ.
وَيُقَالُ: صَهَرَ بَدَنَهُ إِذا دَهَنَهُ بالصَّهِيرِ.
وصَهَرَ فلانٌ رأْسَه صَهْرًا إِذا دَهَنَهُ بالصُّهارَة، وَهُوَ مَا أُذيب مِنَ الشَّحْمِ.
واصْطَهَر الحِرْباءُ واصْهارَّ: تَلأْلأَ ظَهْرُهُ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ الشَّمْسِ، وَقَدْ، صَهَرَه الحرُّ.
وَقَالَ اللَّهُ تعالى: {يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْحَتَّى يَخْرُجَ مِنْ أَدبارهم}؛ أَبو زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: يُصْهَرُ بِهِ" قَالَ: هُوَ الإِحْراق، صَهَرْته بِالنَّارِ أَنضَجْته، أَصْهَرُه.
وَقَوْلُهُمْ: لأَصْهَرَنَّكَ بِيَمِينٍ مُرَّةٍ، كأَنه يُرِيدُ الإِذابة.
أَبو عُبَيْدَةَ: صَهَرْتُ فُلَانًا بيمينٍ كاذبةٍ تُوجِبُ لَهُ النَّارَ.
وَفِي حَدِيثِ أَهل النَّارِ: «فَيُسْلَتُ مَا فِي جَوْفِهِ حَتَّى يَمْرُقَ مِنْ قَدَمَيْهِ»، وَهُوَ الصَّهْرُ.
يُقَالُ: صَهَرْت الشَّحْمَ إِذا أَذبته.
وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنه كَانَ يؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَيَصْهَرُ الحجرَ العظيمَ إِلى بَطْنِهِ»؛ أَي يُدْنيه إِليه.
يُقَالُ: صَهَرَه وأَصْهَرَه إِذا قرَّبه وأَدناه.
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «قَالَ لَهُ ربيعة بن الحرث: نِلْتَ صِهْرَ مُحَمَّدٍ فَلَمْ نَحْسُدْك عَلَيْهِ»؛ الصِّهْرُ حُرْمَةُ التَّزْوِيجِ، وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّسَب: أَن النَّسَبَ مَا يَرْجِعُ إِلى وِلَادَةٍ قريبةٍ مِنْ جِهَةِ الْآبَاءِ، والصِّهْر مَا كَانَ مِنْ خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ يُحْدِثُهَا التَّزْوِيجُ.
والصَّيْهُورُ: شِبْهُ مِنْبر يُعمل مِنْ طِينٍ أَو خَشَبٍ يُوضَعُ عَلَيْهِ مَتَاعُ الْبَيْتِ مِنْ صُفْرٍ أَو نَحْوِهِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ.
والصَّاهُورُ: غِلاف الْقَمَرِ، أَعجمي مُعَرَّبٌ.
والصِّهْرِيُّ: لُغَةٌ فِي الصِّهْرِيج، وَهُوَ كَالْحَوْضِ؛ قَالَ الأَزهري: وَذَلِكَ أَنهم يأْتون أَسفل الشِّعْبَة مِنَ الْوَادِي الَّذِي لَهُ مَأْزِمانِ فَيَبْنُونَ بَيْنَهُمَا بِالطِّينِ وَالْحِجَارَةِ فيترادُّ الماءُ فَيَشْرَبُونَ بِهِ زَمَانًا، قَالَ: وَيُقَالُ تَصَهْرَجُوا صِهْرِيًّا.
لسان العرب-ابن منظور الإفريقي-توفي: 711هـ/1311م
